كتاب الخصال ج2

من يرى أن يصنع العلم عند ذوي الثروة والشرف، ولا يرى له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار، ومن العلامة من يذهب في علمه مذهب الجبابرة والسلاطين فان رد عليه شئ من قوله أوقصر في شئ من أمره غضب(1) فذاك في الدرك الرابع من النار، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود والنصارى ليغزر به ويكثر به(2) حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء من يصنع نفسه للفتيا ويقول: سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه مروء‌ة وعقلا(3) فذاك في الدرك السابع من النار.


سبعة أشياء خلقها الله عزوجل لم تخرج من رحم

34 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم ابن هاشم، عن اليشكري(4)، عن أبي أحمد محمد بن زياد الازدي، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن سفيان بن أبي ليلى، عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام أنه قال: في حديث طويل له مع ملك الروم إن ملك الروم سأله فيما سأله عن سبعة أشياء خلقها الله عزوجل لم تخرج من رحم، فقال: آدم وحواء، وكبس إبراهيم، وناقة صالح، وحية الجنة، والغراب الذي بعثه الله عزوجل يبحث في الارض، وإبليس لعنه الله تبارك وتعالى.


(1) " أوقصر " على المجهول من باب التفعيل أى ان وقع التقصير من أحد في شئ من أمره كاكرامه والاحسان اليه غضب.
(2) " ليغزر " أى يكثر.
(3) " يتخذ علمه مروء‌ة وعقلا " أى يطلب العلم ويبذله ليعده الناس من أهل المروء‌ة والعقل.
(4) يحتمل أن يكون هو عبدالرحمن الاسود أبا عمرو اليشكرى الكوفى.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه