كتاب الخصال ج2

الليالي والايام عامتنا، وربما أتا نا الشئ مما أفاء‌ه الله علينا وصيره لنا خاصة دون غير نا ونحن على ما وصفت من حالنا فيؤثر به رسول الله صلى الله عليه وآله أرباب النعم والاموال تألفا منه لهم، فكنت أحق من لم يفرق هذه العصبة التى ألفها رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يحملها على الخطة التي(1) لاخلاص لها منها دون بلوغها أوفناء آجالها لاني لو نصبت نفسي فدعوتهم إلى نصرتي كانوا منى وفي أمري على إحدى منزلتين إما متبع مقاتل، وإما مقتول إن لم يتبع الجميع، وإما خاذل يكفر بخذلانه إن قصر في نصرتي أو أمسك عن طاعتي، وقد علم الله أني منه بمنزلة هارون من موسى، يحل به في مخالفتي والامساك عن نصرتي ما أحل قوم موسى بأنفسهم في مخالفة هارون وترك طاعته ورأيت تجرع الغصص ورد أنفاس الصعداء ولزوم الصبر حتى يفتح الله أو يقضى بما أحب أزيدلي في حظي وأرفق بالعصابة التي وصفت أمرهم " وكان أمر الله قدرا مقدورا " و لو لم أتق هذه الحالة - يا أخا اليهود - ثم طلبت حقي لكنت أولى ممن طلبه لعلم من مضى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن بحضرتك منه بأني كنت أكثر عددا وأعز عشيرة وأمنع رجالا وأطوع أمرا وأوضح حجة وأكثر في هذا الدين مناقب وآثارا لسوابقي وقرابتي ووراثتي فضلا عن استحقاقي ذلك بالوصية التي لا مخرج للعباد منها والبيعة المتعدمة في أعناقهم ممن تناولها، وقد قبض محمد صلى الله عليه وآله وإن ولاية الامة في يده وفي بيته، لا في يد الاولى تناولوها(2) ولا في بيوتهم، ولاهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أولى بالامر من بعده من غيرهم في جميع الخصال ثم التفت عليه السلام إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ فقالو: بلى يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام: وأما الرابعة يا أخا اليهود فإن القائم بعد صاحبه كان يشاورني في موارد الامور فيصدرها عن أمري ويناظرني في غوامضها فيمضيها عن رأيي، لا أعلم أحدا ولايعلمه أصحابي يناظره(3) في ذلك غيري، ولا يطمع في الامر بعده سواي، فلما (أن) أتته


(1) الخطة الامر المشكل الذى لا يهتدى اليه.
(2) أولاء واولى: اسم موصول.يعنى يد الذين تناولوها كما في الاختصار للمفيد (ره)
(3) في بعض النسخ المخطوطة من البحار " لايناظره ".

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه