مستدرك سفينة البحار ج4

يجلو البصر، ومن شربه للشفاء شفاه الله، ومن شربه للجوع أشبعه الله(1).
الدروس: ماء زمزم شفاء من كلّ داء، وهو دواء ممّا شرب له . وماء الميزاب يشفي المريض(2). وتقدّم في «حجج»: مدح ماء زمزم .
بدء ظهور بئر زمزم حين جاء إبراهيم بإسماعيل وهاجر إلى موضع البيت ورجع إلى الشام، وبقيت هاجر في موضع البيت . فلمّا ارتفع النهار، عطش إسماعيل. فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي، فظنّت أنـّه ماء فنزلت فلم تجد . فذهبت إلى المروة، ثمّ من المروة إلى الصفا، وهكذا سبع مرّات . فلمّا كان في الشوط السابع وهي على المروة، نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه، قعدت حتّى جمعت حوله رملاً فإنّه كان سائلاً، فزمّته بما جعلته حوله; فلذلك سمّيت زمزم(3).
علل الشرائع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث بيانه لحجّ إبراهيم وإسماعيل وبناء الكعبة قال: وشكى إسماعيل قلّة الماء إلى إبراهيم . فأوحى الله عزّوجلّ إلى إبراهيم أن احتفر بئراً يكون فيها شرب الحاجّ فنزل جبرئيل، فاحتفر قليبهم، يعني زمزم، حتّى ظهر ماؤها . ثمّ قال جبرئيل: إنزل يا إبراهيم . فنزل بعد جبرئيل فقال: إضرب يا إبراهيم في أربع زوايا البئر وقل: بسم الله . قال: فضرب إبراهيم في الزاوية الّتي تلي البيت وقال: بسم الله، فانفجرت عيناً . ثمّ ضرب في الاُخرى وقال: بسم الله، فانفجرت عيناً . ثمّ ضرب في الثالثة وقال: بسم الله،
عيناً . ثمّ ضرب في الرابعة وقال: بسم الله، فانفجرت عيناً، فقال جبرئيل: إشرب يا إبراهيم، وادع لولدك فيها بالبركة فخرج إبراهيم وجبرئيل جميعاً من البئر، فقال له: أفض عليك يا إبراهيم، وطف حول البيت، فهذه سقياً سقاها الله ولدك إسماعيل ـ الخبر(4). وتقدّم في «بئر»: حفر عبد المطّلب لها .


(1 و2) ط كمباني ج 14/904، وجديد ج 66/451 و450، وص 448 و449 .
(3) جديد ج 12/98، وط كمباني ج 5/139 .
(4) جديد ج 12/96، وط كمباني ج 5/138 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه