مستدرك سفينة البحار ج4

قال تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم) وفيه الزهد كلّه .
الكافي: عن الهيثم بن واقد الجريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، وبصّره عيوب الدنيا داءها ودواءها، وأخرجه من الدنيا سالماً إلى دار السّلام . بيان: قال في المغرب: زهد في الشيء وعن الشيء زهداً وزهادة، إذا رغب عنه ولم يرده . ومن فرّق بين زهد فيه وعنه فقد أخطأ(1). وكذا في وصاياه لأبي ذرّ(2).
معاني الأخبار : في حديث الهديّة الّتي جاء بها جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: قلت: يا جبرئيل، فما تفسير الزهد؟ قال: الزاهد يحبّ من يحبّ خالقه، ويبغض من يبغض خالقه، ويتحرّج من حلال الدنيا، ولا يلتفت إلى حرامها; فإنّ في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرّج من الكلام كما يتحرّج من الميتة الّتي قد اشتدّ نتنها، ويتحرّج عن حطام الدنيا وزينتها، كما يتجنّب النار أن يغشاها، وأن يقصّر أمله، وكان بين عينيه أجله(3). وفي «هدى»: ذكر تمام الرواية ومواضعها .
الكافي: عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إنّ علامة الراغب في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا . أما إنّ زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه ممّا قسم الله عزّوجلّ له فيها، وإن زهد . وإنّ حرص الحريص على عاجل زهرة الدنيا لا يزيده فيها، وإن حرص . فالمغبون من حرم حظّه من الآخرة(4).


(1) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 78، وج 17/46، وجديد ج 73/48، وج 77/161.
(2) ط كمباني ج 17/24 و190، وج 1/79، وجديد ج 77/80، وج 78/270، وج 2/33
(3) ط كمباني ج 15 كتاب الأخلاق ص 14، وكتاب الكفر ص 78، وجديد ج 69/373،وج 73/48.
(4) ط كمباني ج 15 كتاب الكفر ص 79، وجديد ج 73/52 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه