مستدرك سفينة البحار ج4

وما يقرب منه(1).

قال القمّي في قوله تعالى: (ألم تر أنّ الله يزجي سحاباً) أي يثيره من الأرض ثمّ يؤلّف بينه، فإذا غلظ بعث الله ريحاً (رياحاً ـ خ ل) فتعصره فينزل منه الماء(2). يظهر منه أنّ السحاب ينشأ من الأرض .
الكافي وغيره عن أمير المؤمنين (عليه السلام) سئل عن السحاب أين تكون ؟ قال: تكون على شجر كثيب على شاطئ البحر يأوي إليه، فإذا أراد الله عزّوجلّ أن يرسله أرسل ريحاً فأثارته، و وكّل به ملائكة يضربونه بالمخاريق وهو البرق، فيرتفع . ثمّ قرأ هذه الآية: (والله الّذي أرسل الرياح فتثير سحاباً) والملك اسمه الرعد(3). وما يقرب منه(4).

باب السين… سحت

في رواية الإهليلجة; كما في البحار(5) قال الصّادق (عليه السلام): ثمّ نظرت العين إلى العظيم من الآيات من السحاب المسخّر بين السماء والأرض بمنزلة الدخان لا جسد له يلمس بشيء من الأرض والجبال، يتخلّل الشجرة فلا يحرّك منها شيئاً ولا يهصر منها غصناً; ولا يعلّق منها بشيء يعترض الركبان، فيحول بعضهم من بعض من ظلمته وكثافته، ويحتمل من ثقل الماء وكثرته ما لا يقدر على صفته، مع ما فيه من الصواعق الصادعة، والبروق اللامعة، والرعد والثلج والبرود الجليد ما لا تبلغ الأوهام صفته، ولا تهتدي القلوب إلى كنه عجائبه، فيخرج مستقلاًّ في الهواء، يجتمع بعد تفرّقه، ويلتحم بعد تزايله، تفرّقه الرياح من الجهات كلّها إلى حيث تسوقه بإذن الله ربّها، يسفل مرّة، ويعلو اُخرى، متمسّك بما فيه من الماء الكثير الّذي إذا أزجاه صارت منه البحور، يمرّ على الأراضي الكثيرة والبلدان المتنائية، لا تنقص منه نقطة (وفي نسخة: لا تقطر منه قطرة) حتّى تنتهي إلى ما لا يحصى من الفراسخ، فيرسل ما فيه قطرة بعد قطرة، وسيلا بعد سيل ـ الخ(6).


(1 و2) ط كمباني ج 14/277، وص 276.
(3 و4) ط كمباني ج14/278، وص 276، وجديد ج 59/382 .
(5 و6) جديد ج 3/163، وط كمباني ج 2/51 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه