مستدرك سفينة البحار ج4

عن الصّادق (عليه السلام) قال: ممّا كلّم الله تعالى رسوله ليلة أسرى به: يا محمّد ! عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة، وهو الدابّة الّتي تكلّمهم(1). تقدّم في «اول»: تمام الرواية .
قال السيّد المرتضى ما ملخّصه: إنّ الّذي تذهب الشيعة الإماميّة إليه أنّ الله تعالى يعيد عند ظهور الحجّة المنتظر (عليه السلام) قوماً من شيعته ممّن تقدّم موته ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته، ويعيد قوماً من أعدائه لينتقم منهم فيلتذّوا بما يشاهدون من ظهور الحقّ . والدليل على ذلك أنـّه لا شبهة على عاقل في أنـّه مقدور لله تعالى غير مستحيل في نفسه، ونرى كثيراً من المخالفين ينكرون الرجعة إنكار من يراها مستحيلة غير مقدورة، وإذا ثبت ذلك فالطريق إلى إثباتها إجماع الإماميّة، وإجماعهم حجّة لدخول قول الإمام فيه. إنتهى(2).
قال العلاّمة المجلسي: اعلم يا أخي ! أنـّي لا أظنّك ترتاب بعد ما مهّدت وأوضحت لك في القول بالرجعة الّتي أجمعت الشيعة عليها في جميع الأعصار، واشتهرت بينهم كالشمس في رابعة النهار، حتّى نظموها في أشعارهم، واحتجّوا بها على المخالفين في جميع أمصارهم وشنّع المخالفون عليهم في ذلك، وأثبتوه في كتبهم وأسفارهم .
منهم الرازي والنيسابوري وغيرهما. ولولا مخافة التطويل من غير طائل لأوردت كثيراً من كلماتهم في ذلك .
وكيف يشكّ مؤمن بحقّيّة الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) فيما تواتر عنهم في قريب من مائتي حديث صريح، رواها نيّف وأربعون من الثقات العظام، والعلماء الأعلام في أزيد من خمسين من مؤلّفاتهم . ثمّ عدّ أساميهم، منهم المشائخ الثلاثة، والمفيد، والمرتضى، والنجاشي، والكشّي، والعيّاشي، والقمّي، وابن قولويه، والكراجكي،


(1) ط كمباني ج 13/217، وج 9/435، وج 19/118، وجديد ج 53/68، وج 40/38، وج 94/181 .
(2) ط كمباني ج 13/235، وجديد ج 53/138 .

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه