مستدرك سفينة البحار ج5

وتعالى قد وهب لي ملكاً لاينبغي لأحد من بعدي: سخّر لي الريح والإنس والجنّ والطير والوحوش، و علّمني منطق الطير، وآتاني من كلّ شيء; ومع جميع مااُوتيت من الملك، ماتمّ لي سرور يوم إلى الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي، فلا تأذنوا لأحد عليّ لئلاّ يرد عليّ ماينغّص عليّ يومي. قالوا: نعم. فلمّا كان من الغد أخذ عصاه بيده، وصعد إلى أعلى موضع من قصره، ووقف متّكئاً على عصاه ينظر إلى ممالكه مسروراً بما اُوتي فرحاً بما اُعطي، إذ نظر إلى شابّ حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره. فلمّا بصر به سليمان قال له: من أدخلك إلى هذا القصر وقد أردت أن أخلو فيه اليوم؟ فبإذن من دخلت؟ فقال الشابّ: أدخلني هذا القصر ربّه وبإذنه دخلت. فقال: ربّه أحقّ به منّي، فمن أنت؟ قال: أنا ملك الموت. قال: وفيما جئت؟ قال: جئت لأقبض روحك. قال: امض لما اُمرت به، فهذا يوم سروري، وأبى الله عزّوجلّ أن يكون لي سرور دون لقائه، فقبض ملك الموت روحه ـ الخبر(1).
في الرسالة الذهبيّة قال الرّضا(عليه السلام): ومن أراد أن لايشتكي سرّته، فيدهنها متى دهن رأسه ـ الخبر(2).
خبر السرير الّذي كانت عند صاحب مقبرة البقيع في المدينة المنوّرة في زمن الرّضا(عليه السلام) وكان سرير النبي(صلى الله عليه وآله) فإذا مات رجل من بني هاشم صرّ السرير فيعلم منه أنـّه مات رجل من بني هاشم(3).
بيان: صرّ يصرّ: صوّت وصاح شديداً. والظاهر أنّ السرير كان يجعل عليه جنازة بني هاشم عند التشييع والغسل.
أقول: روي: الولد سرّ أبيه. السرّ بالكسر: إخفاء المعنى ومايكتم، والسرّ بالفتح بمعنى السرور أي سبب السرور. وفي هذا الخبر يمكن الوجهان.


(1) جديد ج 14/136، و ج 63/78، و ط كمباني ج 5/366، و ج 14/586.
(2) ط كمباني ج 14/558، و جديد ج 62/325.
(3) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 292، و جديد ج 69/283.


اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه