مستدرك سفينة البحار ج5

الآية، في عليّ(عليه السلام) وحمزة(1).

تفيسر قوله تعالى: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام)(2).
عن الصّادق(عليه السلام) في شرح الصدر: إنّ الله عزّوجلّ يقذف نوراً في قلب المؤمن فينفسح بذلك قلبه، وينشرح للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ماوعده حتّى يطمئنّ إليه.
شريح القاضي المشهور: قال ابن أبي الحديد في أحواله: هو شريح بن الحارث الكندي. وقيل: اسم أبيه معاوية. وقيل غيره. استعمله عمر بن الخطّاب على القضاء بالكوفة. فلم يزل قاضياً ستّين سنة لم يتعطّل فيها إلاّ ثلاث سنين في فتنة ابن الزبير امتنع عن القضاء. ثمّ استعفى الحجّاج من العمل فأعفاه. فلزم منزله إلى أن مات، وله 108 سنة ـ وقيل: مائة ـ ومات سنة 87 هـ .
كان خفيف الروح مزّاحاً. فقدم إليه رجلان فأقرّ أحدهما بما ادّعي به خصمه وهو لايعلم. فقضى عليه فقال شريح: من شهد عندك بهذا؟ قال: ابن اُخت خالك. وقيل: إنّه جاءته امرأة تبكي وتتظلّم على خصمها. فمارقّ لها، حتّى قال له إنسان كان بحضرته: ألا تنظر أيـّها القاضي إلى بكائها؟! فقال: إنّ إخوة يوسف جاؤوا أباهم عشاءاً يبكون.
وأقرّ عليّ(عليه السلام) شريحاً على القضاء مع مخالفته له في مسائل كثيرة من الفقه مذكورة في كتب الفقهاء. وسخط عليٌّ مرّة عليه، فطرده عن الكوفة ولم يعزله عن القضاء، وأمره بالمقام ببانقيا، وكانت قرية قريبة من الكوفة أكثر ساكنيها اليهود. فأقام بها مدّة، حتّى رضي عنه وأعاده إلى الكوفة.
وفي كتاب الاستيعاب: أدرك شريح الجاهليّة ولا يعدّ من الصحابة بل من التابعين. وكان شاعراً محسناً، وكان سناطاً لا شعر في وجهه(3).


(1) ط كمباني ج 9/75 و 76 و 316، و جديد ج 35/396 و 405، و ج 38/233.
(2) ط كمباني ج 15 كتاب الإيمان ص 159 و 165، و جديد ج 68/210 و 235.
(3) ط كمباني ج 9/642، و جديد ج 42/175.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه