باب آخر فيما ذكره الحكماء والأطبّاء في تشريح البدن وأعضائه(1).
شرر باب فيه الخير والشرّ وخالقهما ومقدرّهما(2).
في عدّة من الروايات أنّ الله تعالى خالق الخير والشرّ وويل لمن جرى الشرّ على يديه.
المحاسن: عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: يا أبا محمّد، الخير والشرّ، حلوه ومرّه، وصغيره وكثيره، من الله. وبمعناه غيره(3).
بيان: المراد بخلق الخير والشرّ إمّا تقديرهما، كما مرّ أو المراد خلق الآلات والأسباب الّتي بها يتيسّر فعل الخير وفعل الشرّ، كما أنـّه تعالى خلق الخمر وخلق في الناس القدرة على شربها. أو كناية عن أنـّهما إنّما يحصلان بتوفيقه وخذلانه، فكأنـّه خلقهما. أو المراد بالخير والشرّ النعم والبلايا ـ الخ(4).
ويقوّي الاحتمال الأوّل من أنّ المراد بالخلق التقدير ماتقدّم في «خلق» من معاني الخلق. فإنّ منها خلق التقدير لا التكوين; كما يأتي في «فعل»: أنّ أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا تكوين.
وفي «عصى»: أنّ المعصية لاتخلو من ثلاث: إمّا من الله تعالى أو منه ومن العبد، أو من العبد فقطّ. فالأوّلان باطلان للعذاب فإنّ الله أجلّ من أن يعذّب عبده بما لم يفعله. وكذا ليس للشريك القويّ أن يؤاخذ شريكه الضعيف بما فعلا معاً. فتحقّق الثالث.
 |
باب الشين… شرر |
 |
وممّا يؤيّد كون المراد بهما النعم والبلايا قوله تعالى: (ونبلوكم بالشرّ والخير). قال الطبرسي في هذه الآية: أي نعاملكم معاملة المختبر بالفقر والغنى وبالضرّاء والسرّاء وبالشدّه والرخاء.
(1) ط كمباني ج 14/484، وجديد ج 62/1.
(2) جديد ج 5/152، وط كمباني ج 3/43.
(3 و4) جديد ج 5/160 و 161، وص 161، وط كمباني ج 3/45.