مستدرك سفينة البحار ج9

في رواية علل فضل بن شاذان عن الرّضا(عليه السلام) في علّة البعث قال: لأنـّه لمّا لم يكن في خلقهم وقواهم مايكملوا لمصالحهم، وكان الصانع متعالياً عن أن يرى وكان ضعفهم وعجزهم عن إدراكه ظاهراً لم يكن بدّ من رسول بينه وبينهم معصوم يؤدّي إليهم أمره ونهيه وأدبه ويقفهم على مايكون به إحراز منافعهم ودفع مضارّهم إذ لم يكن في خلقهم مايعرفون به مايحتاجون إليه منافعهم ومضارّهم ـ الخ(1).
يظهر من رواية صادقيّة(عليه السلام) أنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً ممزوج مخلوط أحدهما بالآخر، والامتياز بينهما قليل، وقد يلبس الحقّ بالباطل، فبعث الله الأنبياء يفرّقون بينهما ويميّزون بينهما، وكذا أوصياءَهم. فراجع للتفصيل(2).
عن مولانا الصّادق(عليه السلام) في قوله: (وما أرسلنا قبلك من المرسلين) ـ الآية. إنّ الله تعالى لم يبعث رسولاً إلاّ أباح ظاهره للخلق يأكل معهم على شروط البشريّة ومنع سرّه عن ملاحظاتهم والاشتغال بهم لأنّ أسرار الأنبياء في روح المشاهدة لايفارقها بحال.
وعن الصّادق(عليه السلام) في حديث: فأقام بينه وبينهم (يعني خلقه) مخلوقاً من جنسهم في الصورة، فقال: (ولقد جائكم رسول من أنفسكم) فألبسه من نعته الرأفة والرحمة وأخرجه إلى الخلق سفيراً صادقاً ـ الخ.
معاني الأخبار، الخصال: عن أبي ذرّ قال: قلت: يارسول الله(صلى الله عليه وآله): كم النبيّون؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبيّ. قلت: كم المرسلون منهم؟ قال: ثلاثمائة وثلاثة عشر جمّاً غفيراً. قلت: من كان أوّل الأنبياءِ; قال: آدم. قلت: وكان من الأنبياء مرسلاً؟ قال: نعم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه.
ثمّ قال: ياأباذرّ، أربعة من الأنبياء سريانيّون: آدم، وشيث، وأخنوخ، ـ وهو إدريس، وهو أوّل من خطّ بالقلم ـ ونوح. وأربعة من العرب: هود، وصالح،


(1) جديد ج 11/40، وط كمباني ج 5/12.
(2) ط كمباني ج 11/229، وجديد ج 47/408.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه