مستدرك سفينة البحار ج10

سبيل الله) ـ الآيات.

روي أن في أوّل ليلة من شهر ربيع الأوّل هاجر النبي(صلى الله عليه وآله) من مكّة إلى المدينة سنة 13 من مبعثه، أو أربع عشرة من المبعث، وسنة أربع وثلاثين من ملك كسرى پرويز، وسنة تسع لهرقل، وأوّل هذه السنة المحرّم(1).
وفيها كان مبيت عليّ(عليه السلام) على فراشه، وكانت ليلة الخميس، وفي ليلة الرابع منه كان خروجه من الغار متوجّهاً إلى المدينة. كذا في المصباحين وخلّف عليّاً لقضاء ديونه وردّ الودائع الّتي كانت عنده; ودخل المدينة يوم الاثنين الثاني عشرمن ربيع الأوّل مع زوال الشمس فنزل بقبا وكان نازلاً على بني عمرو بن عوف، فأقام عندهم بضعة عشر يوماً وكان ينتظر عليّاً. وكتب إليه كتاباً يأمره فيه بالمسير إليه، وقلّة التلوّم، وكان الرسول إليه أبا واقد الليثي، فلمّا أتاه كتاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)تهيّأ للخروج والهجرة، فآذن من كان معه من ضعفاء المؤمنين فأمرهم أن يتسلّلوا ويتخفّفوا ـ إذا ملأ الليل بطن كلّ واد ـ إلى ذي طوى، وخرج عليّ(عليه السلام) بفاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) واُمّه فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت الزبير بن عبدالمطّلب، وقد قيل: هي ضباعة، وتبعهم أيمن بن اُمّ أيمن مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وأبو واقد رسول رسول الله(صلى الله عليه وآله) ...
وسار فلمّا شارف ضجنان أدركه الطلب سبع فوارس من قريش مستلئمين وثامنهم مولى الحارث بن اُميّة يدعى جناحاً، فأقبل عليّ(عليه السلام) على أيمن وأبي واقد وقد تراءى القوم، فقال لهما: أنيخا الإبل واعقلاها، وتقدّم حتّى أنزل النسوة، ودنا القوم فاستقبلهم عليّ(عليه السلام) منتضياً سيفه، فأقبلوا عليه فقالوا: ظننت أنـّك ياغدّار ناج بالنسوة، إرجع لا أَبالك ... ودنا الفوارس من النسوة والمطايا ليثوروها فحال عليّ(عليه السلام) بينهم وبينها، فأهوى له جناح بسيفه، فراغ عليّ عن ضربته فضربه عليّ على عاتقه، فأسرع السيف مضيّاً فيه حتّى مسّ كاثبة فرسه ... فشدّ


(1) ط كمباني ج 6/11، وجديد ج 19/38.

اللاحق   السابق   فهرست الكتاب   الحديث وعلومه