* (من بلغه ثواب من الله على عمل) *
1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من سمع شيئا من الثواب على شئ فصنعه، كان له، وإن لم يكن على ما بلغه.
2 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمران الزعفراني عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب، أوتيه، وإن لم يكن الحديث كما بلغه (1).
1 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن علي ابن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الصبر رأس الايمان.
2 أبوعلي الاشعري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الايمان.
____________
(1) يعني ما إذاكان العمل مسنونافى الكتاب والسنة النبوية من دون أن يقدر له هذا الثواب العاجل أو الاجل وإلا فلا أجر له أبدا إن لم يكن عليه وزر لقول النبي (عليه السلام) " لا قول إلا بعمل ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول ولا عمل ولانية إلا بإصابة السنة ". [*]
===============
(88)
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه: وعلي بن محمد القاساني، جميعا، عن القاسم بن محمد الاصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): يا حفص إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك، فإن الله عزوجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) فأمره بالصبر والرفق، فقال: " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرني والمكذبين اولي النعمة (1) " وقال تبارك وتعالى: " ادفع بالتي هي أحسن [السيئة] فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها إلا الذين صبرواو ما يلقيها إلا ذو حظ عظيم (2) "، فصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نالوه بالعظائم ورموه بها (3)، فضاق صدره فأنزل الله عزوجل " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمدربك وكن من الساجدين (4) " ثم كذبوه ورموه، فحزن لذلك، فأنزل الله عزوجل " قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون *
ولقد كذبت رسل من قبلك فصبرواعلى ما كذبوا واوذوا حتى أتاهم نصرنا (5) " فألزم النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه الصبر، فتعدوا فذكروا الله (6) تبارك وتعالى وكذبوه، فقال:
قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبرلي على ذكر إلهى، فأنزل الله عزوجل " ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر.
على ما يقولون (7) " فصبر النبي (صلى الله عليه وآله) في جميع أحواله ثم بشر في عترته بالائمة و وصفوا بالصبر، فقال: جل ثناؤه: " وجعلنا هم أئمة يهدون بأمر نالما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (8) " فعند ذلك قال (صلى الله عليه وآله): الصبر من الايمان كالرأس من الجسد فشكر الله عزوجل ذلك له، فأنزل الله عزوجل " وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كن يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون (9) "
____________
(1) المزمل: 10. والهجر الجميل هو أن يجانبهم ويداريهم ولا يكافيهم ويكل أمرهم إلى.
الله تعالى: (لح).
(2) فصلت: 35 لفظة " السيئة " ليست في المصاحف ولكن هى موجودة في أكثر النسخ.
(3) أى الكذب والجنون (4) الحجر: 97 و 98 (5) الانعام: 33.
(6) في بعض النسخ [فذكرالله]. (7) ق: 38. واللغوب: التعب والاعياء.
(8) السجدة: 24. (9) الاعراف: 136 و " دمرنا " الدمار: الهلاك. " وماكانو يعرشون " أى من الاشجار والاعناب والثمار أو ماكانو يرفعونه من البنيان. [*]
===============
(89)
فقال (صلى الله عليه وآله): إنه بشرى وانتقام، فأباح الله عزوجل له قتال المشركين فأنزل [الله] " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصر وهم واقعدوا الهم كل مرصد (1) " واقتلوهم حيث ثقفتموهم (2) " فقتلهم الله على يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) و أحبائه وجعل له ثواب صبره مع ما ادخرله في الآخرة، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر [الله] له عينه في أعدائه، مع ما يدخرله في الآخرة.
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي محمد عبدالله السراج، رفعه إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد ; ولا إيمان لمن لا صبر له.
5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد، كذلك إذا ذهب الصبر دهب الايمان.
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:
إن الحر حر على جميع أحواله، إن نابته نائبة (3) صبرلها وإن تداكت عليه المصائب (4)
لم تكسره وإن اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا (5) كما كان يوسف الصديق الامين صلوات الله عليه لم يضرر حريته أن استعبد وقهرواسر ولم تضرره ظلمة الجب و وحشته (6) وما ناله أن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبد ا بعد إذكان [له] مالكا، فأرسله ورحم به امة وكذلك الصبر يعقب خيرا، فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر توجروا.
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة محفوفة (7) بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة باللذات والشهوات
____________
(1) التوبة: 6. (2) البقرة: 191. ثقفه: صادفه أو أخذه أو ظفر به أو أدركه.
(3) النوب: نزول الامر كالنوبة أى أصابته مصيبة.
(4) تداكت: تداقت عليه مرة بعد اخرى. والتداكك: الازدحام. واصل الدك: الكسر.
(5) في بعض النسخ [بالعسر يسرا]. (6) الجب: البئر. (7) حفه بالشئ كمده: أحاط به. [*]
===============
(90)
فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار.
8 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن مرحوم، عن أبي سيار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا دخل المؤمن في قبره، كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر مظل عليه (1) ويتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مساء لته قال الصبر للصلاة والزكاة والبر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه فأنا دونه.
9 علي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد، فإذا هو برجل على باب المسجد، كئيب حزين، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): مالك؟ قال: يا أمير المؤمنين اصبت بأبي [وامي] وأخي وأخشى أن أكون قدوجلت (2)، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام):
عليك بتقوى الله والصبر تقدم عليه غدا ; والصبر في الامور بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الامور فسدت الامور.
10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال لي: ما حبسك عن الحج؟ قال: قلت: جعلت فداك وقع علي دين كثير وذهب مالي، وديني الذي قد لزمني هو أعظم من ذهاب مالي، فلولا أن رجلا من أصحابنا أخرجني ما قدرت أن أخرج، فقال لي: إن تصبر تغتبط وإلا تصبر ينفذ الله مقاديره، راضيا كنت أم كارها.
11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن الاصبغ قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الصبر صبران: صبر عندالمصيبة، حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عزوجل عليك ; والذكر ذكران:
ذكر الله عزوجل عند المصيبة وأفضل من ذلك ذكر الله عند ما حرم عليك، فيكون حاجزا.
____________
(1) في بعض النسخ [مطل] بالمهملة واطل عليه: أشرف.
(2) لعل المراد بخشية الوجل خوفه أن يكون قد انشق مرارته من شدة ما أصابه من الالم أوالمعنى أخشى أن يكون حزنى بلغ حدا مذموما شرعا، فعبر عنه بالوجل. [*]
===============
(91)
2 1 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي على الناس زمان لاينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين (1) واتباع الهوى ; فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة (2) وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن عيسى بن بشير، عن أبي حمزة قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): لما حضرت أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) الوفاة ضمني إلى صدره وقال: يابني او صيك بما أوصاني به أبي حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به يا بني اصبر على الحق وإن كان مرا.
14 عنه (3)، عن أبيه [عن يونس بن عبدالرحمن] رفعه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الصبر صبران: صبر على البلاء، حسن جميل، وأفضل الصبرين الورع عن المحارم.
15 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: أخبرني يحيى بن سليم الطائفي قال: أخبرني عمر وبن شمر اليماني، يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية (4)، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الارض ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض (5) إلى العرش ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الارض إلى منتهى العرش.
____________
(1) أى طلب خروج الدين من القلب أو بطلب خروجهم من الدين (آت).
(2) أى بغضة الناس له لعدم اتباعه أهواء هم.
(3) الظمير راجع إلى أحمد فتنسحب عليه العدة (آت).
(4) في بعض النسخ [على المعصية].
(5) في الصحاح التخم: منتهى كل قرية أو أرض والجمع تخوم كفلس وفلوس. [*]
===============
(92)
16 عنه، عن علي بن الحكم، عن يونس بن يعقوب قال: أمرني أبوعبدالله (عليه السلام) أن آتي المفضل واعزيه باسماعيل وقال: اقرأ المفضل السلام (1) وقل له: إنا قد اصبنا بإسماعيل فصبرنا، فاصبر كما صبرنا، إنا أردنا أمرا وأراد الله عزوجل أمرا، فسلمنا لامر الله عزوجل.
17 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من ابتلي من من المؤمنين ببلاء فصبر عليه، كان له مثل أجر ألف شهيد.
18 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل أنعم على قوم، فلم يشكروا، فصارت عليهم وبالا ; وابتلى قوما بالمصائب فصبروا، فصارت عليهم نعمة.
19 علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن أبراهيم بن عبدالحميد، عن أبان بن أبي مسافر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا (2) " قال: اصبروا على المصائب.
وفي رواية ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: صابروا على المصائب (3).
20 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى، عن علي بن محمد بن أبي جميلة، عن جده أبي جميلة، عن بعض أصحابه قال: لولا أن الصبر خلق قبل البلاء لتفطر المؤمن كما تتفطر البيضة على الصفا (4).
21 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق ابن عمار وعبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزوجل: إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا، فمن أقر ضني منها قرضا أعطيته
____________
(1) الظاهر أنه مفضل بن عمر (آت).
(2) آل عمران: 200.
(3) كأنه تتمة الخبر الثانى المتقدم من باب إداء الفرائض ص 81.
(4) الفطر: الشق، يقال: فطره فانفطر وتفطر. والصفا: جمع الصفاة وهى الصلد الضخم.
===============
(93)
بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك ; ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا [فصبر] أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها مني قال: ثم تلا أبوعبدالله (عليه السلام) قول الله عزوجل: " الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا الله وإنا إليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم (فهذه واحدة من ثلاث خصال) ورحمة (اثنتان) واولئك هم المهتدون (1) " ثلاث، ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام): هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا.
22 علي بن إبراهيم، عن أبيه: وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروة الصبر (2) في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغنا (3) أكثر من مروة الاعطاء.
23 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام) يرحمك الله ما الصبر الجميل؟
قال: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس.
24 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن عبدالرحمن بن سيابة، عن أبي النعمان، عن أبي عبدالله أو أبي جعفر (عليهما السلام) قال: من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز.
25 أبوعلي الاشعري، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن بعض أصحابه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنا صبر (4) وشيعتنا أصبر منا، قلت: جعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال: لانا نصبر على ما نعلم وشيعتنا يصبرون على مالا يعلمون.
____________
(1) البقرة: 175.
(2) في بعض النسخ [مرارة] في الموضعين.
(3) في بعض النسخ [العناء] بالمهملة.
(4) بضم الصاد وتشديد الباء المفتوحة جمع الصابر. [*]
===============
(94)
1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الطاعم الشاكر، لم من الاجركأجر الصائم المحتسب ; والمعافى الشاكر له من الاجر كأجر المبتلى الصابر ; والمعطى الشاكر له من الاجر كأجر المحروم القانع.
2 وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه (1) باب الزيادة.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد البغدادي، عن عبدالله بن إسحاق الجعفري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: مكتوب في التوارة اشكر من أنعم عليك وأنعم على من شكرك، فإنه لازوال للنعماء (2) إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النعم وأمان من الغير (3).
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن علي، عن علي ابن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن [أبي جعفر أو] أبي عبدالله (عليهما السلام) قال:
المعافى الشاكر له، من الاجر ما للمبتلى الصابر ; والمعطى الشاكر له من الاجر كالمحروم القانع.
5 عنه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود بن الحصين، عن فضل البقباق قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " وأما بنعمة ربك فحدث (4) " قال: الذي أنعم عليك بما فضلك وأعطاك وأحسن إليك، ثم قال: فحدث بدينه وما أعطاء الله وما أنعم به عليه.
____________
(1) في بعض النسخ [عليه].
(2) في بعض النسخ [لازوال من نعمائي] (3) يعني من التغير، قال في النهاية في حديث الاستسقاء: من يكفر الله يلقى الغيرأى تغيرالحال وإنتقالها من الصلاح إلى الفساد، والغيرالاسم من قولك غيرت الشئ فتغير (في).
(4) الضحى: 11. [*]
===============
(95)
6 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وماتأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا. قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه وتعالى: " طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " (1).
7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن حسن بن جهم، عن أبي اليقظان، عن عبيد الله بن الوليد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ثلاث لا يضر معهن شئ: الدعا عند الكرب والاستغفار عند الذنب والشكر عند النعمة.
8 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله ابن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من اعطي الشكر اعطي الزيادة يقول الله عزوجل: " لئن شكرتم لازيدنكم (2) ".
9 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن رجلين من أصحابنا، سمعاه عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما أنعم الله على عبد من نعمة فعرفها بقلبه وحمد الله ظاهرا بلسانه فتم كلامه حتى يؤمر له بالمزيد.
10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن هشام، عن ميسر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: شكر النعمة اجتناب المحارم و تمام الشكر قول الرجل: الحمد الله رب العالمين.
11 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عيينة، عن عمر ابن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد الله عز وجل عليها (3).
12 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران،
____________
(1) طه: 1 و 2.
(2) إبراهيم 7 (3) في بعض النسخ [أن يحمد الله عزوجل عليها]. [*]
===============
(96)
عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): هل للشكر حد إذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وإن كان فيما أنعم عليه في ماله حق أداه ومنه قوله عزوجل:
" سبحان الذي سخر لنا هذا وما كناله مقرنين (1) " ومنه قوله تعالى: " رب أنزلني منزلا مباركاو أنت خير المنزلين (2) " وقوله: " رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا (3) ".
3 1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول: من حمد الله على النعمة فقد شكره وكان الحمد أفضل [من] تلك النعمة.
14 محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أوكبرت، فقال: الحمد لله إلا أدى شكرها.
15 أبوعلي الاشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن محمد، عن إسماعيل بن أبي الحسن، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه، فقد أدى شكرها.
16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إن الرجل منكم ليشرب الشربة من الماء فيوجب الله له بها الجنة، ثم قال: إنه ليأخذ الاناء فيضعه على فيه فيسمي (4)
____________
(1) الزخرف: 13. (2) المؤمنون: 92.
(3) الاسراء: 80. وقوله (عليه السلام): منه قوله عزوجل سبحان الذى الاية. يعني ومن الحق الذى يجب إداؤه فيما أنعم الله عليه أن يقول عند ركوب الفلك أو الدابة الللتين أنعم الله بهما عليه ما قاله سبحانه تعليما لعباده وارشادا لهم حيث قال عزوجل: " وجعل لكم من الفلك والانعام ماتركبون لتستووا على ظهوره، ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا " سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " أى مطيقين وأن يقول عند نزوله من أحدهما: " رب أنزلني منزلا مباركا وانت خير المنزلين " وأن يقول عند دخوله الدار أو البيت: " رب أدخلني مدخل صدق وأخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا ".
(4) التسمية أن يقول: بسم الله الرحمن الرحيم. [*]
===============
(97)
ثم يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله، ثم يعود فيشرب، ثم ينحيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب، ثم ينحيه فيحمد الله، فيوجب الله عزوجل بهاله الجنة.
17 ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إني سألت الله عزوجل أن يرزقني مالا فرزقني وإني سألت الله أن يرزقني ولدا فرزقني ولدا وسألته أن يرزقني دارا فرزقني وقدخفت أن يكون ذلك استدراجا (1)، فقال: أما والله مع الحمد فلا.
18 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن عثمان قال خرج أبوعبدالله (عليه السلام) من المسجد، وقد ضاعت دابته، فقال: لئن ردها الله علي لاشكرن الله حق شكره، قال: فمالبث أن اتي بها، فقال: الحمدلله، فقال له قائل: جعلت فداك أليس قلت: لاشكرن الله حق شكره؟ فقال أبوعبدالله (عليه السلام):
ألم تسمعني قلت: الحمد الله؟.
19 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المثنى الحناط، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا ورد عليه أمر يسره قال: الحمد لله على هذه النعمة، وإذا ورد عليه الله (صلى الله عليه وآله) إذا ورد عليه أمر يسره قال: الحمد لله على هذه النعمة، وإذا ورد عليه أمر يغتم به قال: الحمد لله على كل حال.
20 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب الخزاز عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى المبتلى من غير أن تسمعه: الحمد الله الذي عافاني مما ابتلاك به، ولو شاء فعل، قال: من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا.
21 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان ابن عثمان، عن حفص الكناسي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من عبد يرى مبتلى فيقول: " الحمد الله الذي عدل عني ماابتلاك به، وفضلني عليك بالعافية، اللهم عافني مما ابتليته به " إلا لم يبتل بذلك البلاء.
____________
(1) في القاموس استدرجه: خدعه وأدناه كدرجة واستدراجه تعالى العبد أنه كلما جدد خطيئة جدد له نعمة وأنساه الاستغفار، أوأن يأخذه قليلا ولايباغته والبغتة: الفجأة. [*]
===============
(98)
22 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا رأيت الرجل وقد ابتلي وأنعم الله عليك فقل: اللهم إني لا أسحر ولا أفخر (1) ولكن أحمدك على عظيم نعمائك علي.
23 عنه، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم فإن ذلك يحزنهم.
24 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان في سفر يسير على ناقة له، إذا نزل فسجد خمس سجدات فلما أن ركب قالوا: يا رسول الله إنارأيناك صنعت شيئا لم تصنعه؟ فقال نعم استقبلني جبرئيل (عليه السلام) فبشرني ببشارات من الله عزوجل، فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة.
25 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن يونس بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا ذكر أحد كم نعمة الله عزوجل فليضع خده على التراب شكرا لله، فإن كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب وإن لم يكن يقدر على النزول للشهره فليضع خده على قربوسه وإن لم يقدر فليضع خده على كفه (2) ثم ليحمد الله على ما أنعم الله عليه.
26 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن عطية، عن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (عليه السلام) في بعض أطراف المدينة إذثنى رجله عن دابته، فخر ساجدا، فأطال وأطال، ثم رفع رأسه وركب دابته فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟ فقال: إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي.
27 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عبدالله صاحب السابري فيما اعلم أو غيره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: فيما أوحى الله عزوجل إلى موسى (عليه السلام) ياموسى اشكرني حق شكري، فقال، يارب، وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي؟ قال: يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني
____________
(1) يعنى لا أسخر من هذا المبتلى بابتلائه بذلك ولا أفخر عليه ببرائتى منه (في).
(2) في بعض النسخ [فليضع كفه على خده] [*]
===============
(99)
28 ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن إسماعيل بن الفضل قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات، " اللهم ما أصبحت بي من نعمة او عافية من دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي يارب حتى ترضى وبعد الرضا " فإنك إذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة.
29 ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
كان نوح (عليه السلام) يقول ذلك (1) إذا أصبح، فسمي بذلك عبدا شكورا، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صدق الله نجا.
30 علي بن أبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان ابن عيينة، عن عمار الدهني قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إن الله يحب كل قلب حزين ويحب كل عبد شكور، يقول الله تبارك وتعالى لعبد من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلانا؟ فيقول: بل شكرتك يارب، فيقول: لم تشكرني إذلم تشكره، ثم قال: أشكر كم لله أشكر كم للناس.
1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا.
2 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبدالله بن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ما يوضع في ميزان امرى ء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق.
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أربع من كن فيه كمل إيمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه
____________
(1) يعني الدعاء المذكور السابق (آت). [*]
===============
(100)
ذنوبا لم ينقصه ذلك، [قال] وهو الصدق وأداء الامانة والحياء وحسن الخلق (1).
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال لي أبوعبدالله (عليه السلام): ما يقدم المؤمن على الله عزوجل بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه (2).
5 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان، عن ذريح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر ما تلج به امتي الجنة تقوى الله وحسن الخلق.
7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين الاحمسي وعبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد (3).
8 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الاعمار.
9 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد قال: حدثني يحيى بن عمرو، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): أوحى الله تبارك وتعالى إلى بعض أنبيائه (عليهم السلام): الخلق الحسن يميث الخطيئة، كما تميث الشمس الجليد.
____________
(1) لا يخفى أن الصدق يخرج كثيرا من الذنوب كالكذب وما يشاكله وكذاأداء الامانة يخرك كثيرا من الذنوب كالخيانة في أموال الناس ومنع الزكوات والاخماس وسائر حقوق الله وكذا الحياء من الحق يمنعه من التظاهر باكثر المعاصى والحياء من الله يمنعه من تعمد المعاصى والاصرار عليها ويدعوه إلى التوبة سريعا وكذا حسن الخلق يمنه عن المعاصى المتعلقة بايذاء الخلق كعقوق الوالدين وقطع الارحام والاضرار بالمسلمين، فلا يبقى من الذنوب الا قليل لا يضر في ايمانه مع أنه موفق للتوبة والله الموفق.
(2) اى يكون خلقه الحسن وسيعا بحيث يشمل جميع الناس (آت).
(3) " يميث الخطيئة " بالثاء المثلثة أى يذيبها. والجليد مايسقط على الارض من الندى فيجمد. كذا في المغرب وفى النهاية فيه حسن الخلق يذيب الخطايا كما يذيب الشمس الجليد وهو الماء الجامد من البرد. [*]
===============
(101)
10 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: هلك رجل على عهد النبي (صلى الله عليه وآله) فاتي الحفارين فاذا بهم لم يحفرواشيئا وشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا:
يا رسول الله ما يعمل حديد نا في الارض، فكأنما نضرب به في الصفا (1)، فقال:
ولم إن كان صاحبكك لحسن الخلق، ايتوني بقدح من ماء، فأتوه به، فأدخل يده فيه، ثم رشه على الارض رشا، ثم قال: احفروا (2) قال: فحفر الحفارون، فكأنما كان رملا يتهايل عليهم (3).
11 عنه، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال إن الخلق منيحة (4) يمنحها الله عزوجل خلقه، فمنه سجية ومنه نية (5)، فقلت، فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية، هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا، فهو أفضلهما.
12 وعنه، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن إبي علي اللهبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك و تعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله، يغدو عليه ويروح.
13 عنه، عن عبدالله الحجال، عن أبي عثمان القابوسي، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أعار أعداء ه أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم.
وفي رواية اخرى: ولولا ذلك لماتركوا وليالله إلاقتلوه.
14 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار
____________
(1) الصفا جمع الصفاة وهي الصخرة الملساء.
(2) لعل مراده (صلى الله عليه وآله) بان أنه ليس صعوبة الحفر من جهة أنه لا تقبله الارض، لانه كان حسن الخلق بل من خصوصية الارض.
(3) هال عليه التراب فانهال صب. (4) المنيحة كسفينة والمنحة بالكسر: العطية.
(5) " فمنه سجية " اي جبلة وطبيعة، وقوله " ومنه نية " أي يكون عن قصد واكتساب و تعمد (في). [*]
===============
(102)
عن العلاء بن كامل قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إذا خالطت الناس فإن استطعت أن لاتخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه (1) فافعل، فإن العبد يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق، فيبلغه الله ب [حسن] خلقه درجة الصائم القائم.
15 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله، عن بحر السقا قال: قال لي أبوعبدالله (عليه السلام): يا بحر حسن الخلق يسر، ثم قال: ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل المدينة قلت: بلى، قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالس في المسجد إذا جاءت جارية لبعض الانصار وهو قائم، فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبي (صلى الله عليه وآله) فلم تقل شيئا ولم يقل لها النبي (صلى الله عليه وآله) شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي في الرابعة وهي خلفه، فأخذت هدبة (2) من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك و فعل (3) حبست رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاث مرات، لاتقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا، ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لاخذ هدبة من ثوبه، [ل] يستشفي بها، فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها و
وهو يراني وأكره أن أستأمره في أخذها، فأخذتها.
16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حبيب الخثعمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفاضلكم أحسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم (4)؟
17 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام).
المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولايؤلف.
____________
(1) أى كنت نفاعا له، يصل نفعك إليه من أية جهة كانت (في).
(2) الهدبة: خمل الثوب. (3) دعاء عليها.
(4) الاكناف بالنون جمع الكنف بمعنى الجانب والناحية يقال: رجل موطئ الاكناف أى كريم مضياف، وذكر أبن الاثير في النهاية هذاالحديث هكذا " ألا أخبركم باحبكم إلى و وأقربكم منى مجلسا يوم القيامة احاسنكم أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون " قال: هذا مثل وحقيقته من التوطئة وهى التمهيد والتذلل، وفراش وطئ لا يؤذى جنب النائم والاكناف: الجوانب ; أراد الذين جوانبهم وطيئه يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى (في). [*]
===============
(103)
18 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم.
1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسن ابن الحسين قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن البشر.
ورواه، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) إلا أنه قال: يا بني هاشم.
2 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة: الانفاق من إقتار (2)
والبشر لجميع العالم، والانصاف من نفسه.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل، فقال: يا رسول الله أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: الق أخاك بوجه منبسط.
4 عنه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
قلت له: ما حد حسن الخلق؟ قال: تلين جناحك، وتطيب كلامك، وتلقى أخاك ببشر حسن.
5 عنه، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل قال (3): صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة والبخل وعبوس الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار.
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة،
____________
(1) البشر بالكسر: طلاقة الوجه وبشاشته ضد العبوس.
(2) الاقتار: التضيق على الانسان في الرزق.
(3) الضمير في قال راجع إلى الباقر أو الصادق (عليهما السلام) وكأنه سقط من النساخ أو الرواة وصنائع المعروف: الاحسان إلى الغير بما يعرف حسنه شرعا وعقلا وكان الاضافة للبيان (آت). [*]
===============
(104)
عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسن البشر يذهب بالسخيمة (1).
1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن أبي العلاء، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل لم يبعث نبيا إلا بصدق الحديث وأداء الامانة إلى البر والفاجر.
2 عنه، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمار وغيره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لاتغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة (2) و الصوم حتى لوتر كه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الامانة.
3 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من صدق لسانه زكى عمله.
4 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن عمروبن أبي المقدام قال: قال لي أبوجعفر (عليه السلام) في أول دخلة دخلت عليه: تعلموا الصدق قبل الحديث.
5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي كهمس قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): عبدالله بن أبي يعفور يقرئك السلام، قال:
عليك و(عليه السلام) إذا أتيت عبدالله فاقرأه السلام وقل له: إن جعفر بن محمد يقول لك:
انظر ما بلغ به علي (عليه السلام) عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالزمه، فإن عليا (عليه السلام) إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الامانة.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي إسماعيل البصري عن فضيل بن يسار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): يا فضيل إن الصادق أول من يصدقه الله عزوجل، يعلم أنه صادق وتصدقه نفسه تعلم أنه صادق.
____________
(1) السخيمة: الحقد في النفس.
(2) اللهج بالشئ: الحرص عليه. [*]
===============
(105)
7 ابن أبي عمير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لانه وعد رجلا في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة (1) فسماه الله عزوجل صادق الوعد، ثم [قال] إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل مازلت منتظرا لك.
8 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر الخزاز، عن جده الربيع بن سعد قال: قال لي أبوجعفر (عليه السلام): يا ربيع إن الرجل ليصدق حتى يكتبه الله صديقا (2).
9 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن العبد ليصدق حتى يكتب عند الله من الصادقين ويكذب حتى يكتب عند الله من الكاذبين فإذا صدق قال الله عزوجل: صدق وبر، وإذا كذب قال الله عزوجل: كذب وفجر (3).
10 عنه (4)، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبدالله بن أبي يعفور عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كونوا دعاة للناس بالخير بغير ألسنتكم، ليروا منك الاجتهاد والصدق والورع.
11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم قال:
قال أبوالوليد حسن بن زياد الصيقل: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من صدق لسانه زكى عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهل بيته مد له في عمره.
12 عنه، عن أبي طالب، رفعه قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لا تنظر وا إلى طول ركوع الرجل وسجوده، فإن ذلك شئ اعتاده، فلو تر كه استوحش لذلك ولكن انظروا إلى صدق حديثه وأداء أمانته.
____________
(1) أى يراقب ذلك المكان ليجئ صاحبه.
(2) الصديق مبالغة في الصدق أو التصديق والايمان بالرسول قولا وفعلا. والصديقون هم قوم دون الانبياء في الفضيلة.
(3) البر: التوسع في فعل الخير ويستعمل في الصدق لكونه بعض الخيرات للتوسع فيه و العبد ربه توسع في طاعته وسمى الكاذب فاجرا لكون الكذب بعض الفجور. قاله الراغب؟.
(4) ضمير عنه راجع إلى أحمد (آت). [*]
===============
(106)
1 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الحياء من الايمان والايمان في الجنة.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): الحياء والعفاف والعي (1) أعني عي اللسان لاعي القلب من الايمان.
3 الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن مصعب بن يزيد، عن العوام ابن الزبير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من رق وجهه رق علمه (2).
4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن يحيى أخي دارم عن معاذبن كثير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: الحياء والايمان مقرونا في قرن (3) فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه.
5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الفضل بن كثير، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لا إيمان لمن لاحياء له.
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله: عن بعض أصحابنا، رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الحياء حياء ان: حياء عقل وحياء حمق، فحياء العقل، هو العلم وحياء الحمق هو الجهل.
____________
(1) عيى بامنطق كرضى بالكسر: حسر. والمراد بعى اللسان ترك الكلام فيما لا فائدة فيه (2) المراد برقة الوجه الاستحياء عن السؤال وطلب العلم وهو مذموم، فانه لا حياء في طلب العلم ولا في إظهار الحق وإنما الحياء عن الامر القبيح، قال الله تعلى: " إن الله لا يستحيى عن الحق " ورقة العلم كناية عن قلته: وما قيل: إن المراد برقة الوجه قلة الحياء فضعفه ظاهر (آت).
(3) القرن: حبل يجمع به البعيران.
===============
(107)
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكربن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن أبي علي اللهبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع من كن فيه وكان من قرنه إلى قدمه ذنوبا بدلها الله حسنات (1): الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر.
1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته: ألا اخبركم بخير خلائق (2)
الدنيا والآخرة؟: العفو عمن طلمك، وتصل من قطعك، والاحسان إلى من أساء إليك، وإعطاء من حرمك.
2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالحميد، عن يونس ابن يعقوب، عن غرة بن دينار الرقي، عن أبي إسحاق السبيعي، رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الا أدلكم على خير أخلاق الدنيا والآخرة؟ تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك.
3 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن عن أبي عبدالله نشيب اللفائفي، عن حمران بن أعين قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام):
ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك.
4 علي، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الاولين والآخرين
____________
(1) إشارة إلى قوله تعالى: " إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله رحيما " سورة الفرقان: 96 (2) الخلائق جمع الخليقة وهى الطبيعة والمراد هنا الملكات النفسانية الراسخة (آت). [*]
===============
(108)
في صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس (1)
فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلما، قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة.
5 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن جهم بن الحكم المدائني عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله).
عليكم بالفو، فان العفو لايزيد العبد إلا عزا، فتعافوا يعزكم الله.
6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة.
7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن سعدان، عن معتب قال:
كان أبوالحسن موسى (عليه السلام) في حائط له يصرم (2) فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة (3)
من تمرفرمى بها وراء الحائط، فأتيته وأخذته وذهبت به إليه، فقلت: جعلت فداك إني وجدت هذا وهذه الكارة فقال للغلام: يا فلان قال: لبيك، قال: أتجوع؟ قال:
لا يا سيدي، قال: فتعرى؟ قال: لا يا سيدي، قال: فلاي شئ أخذت هذه؟
قال: اشتهيت ذلك، قال: اذهب فهي لك وقال: خلوا عنه.
8 عنه، عن ابن فضال قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) (4) يقول: ما التقت فئتان قط إلانصر أعظمهما عفوا.
9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبن فضال، عن ابن بكير عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتي باليهود ية التي سمت الشاة للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره وإن كان مللكا أرحت الناس منه، قال: فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنها.
10 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو بن شمر،
____________
(1) أى جماعة من الناس والرؤساء.
(2) صرم النخل: جره والفعل كضرب.
(3) الكارة مقدارمعلوم من الطعام.
(4) هو الرضا (عليه السلام). [*]
===============
(109)
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث لايزيد الله بهن المرء المسلم إلا عزا:
الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من حرمه، والصلة لمن قطعه.
(باب كظم الغيظ)
1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا اكافي بها صاحبها (1).
2 محمد بن يحيى، عن أحمدبن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان وعلي بن النعمان عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها، فإن عظيم الاجر لمن عظيم البلاء (2) وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم.
3 عنه، عن علي بن النعمان، ومحمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن أبي الحسن الاول (عليه السلام) قال: اصبر على أعداء النعم، فإنك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه (3).
4 عنه، عن محمد بن سنان، عن ثابت مولى آل حريز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية حزم (4) لمن أخذ به وتحرز من التعرض
للبلاء في الدنيا ومعاندة الاعداء في دولاتهم ومماظتهم (5) في غير تقية ترك أمرالله فجاملوا الناس (6) يسمن ذلك لكم عندهم ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا.
____________
(1) يعنى ماارضى أن أذل نفسى ولى بذلك حمر النعم أى كرائمها وهى مثل في كل نفيس و نبه بذكر تجرع الغيض عقيب هذا على أن في التجرع العز وفى المكافاة الذل (في).
(2) في بعض النسخ [عظم البلاء].
(3) أريد باعداء النعم الحساد وبالعصيان الحسد وما يترتب عليه وبالطاعة الصبر على اذى الحاسد وما يقتضيه (في). (4) الحزم ضبط الامر والاخذ فيه بالثقة.
(5) المظاظة شقة الخلق وفظاضته. ومظظته: لمته وماظظته مماظة ومماضا: شاورته ونازعته والخصم لازمته (آت).
(6) هى ماسحه بالجميل وأخسن عشرته وقوله: " يسمن ذلك لكم عندهم " كذا في اكثر النسخ من قولهم سمن فلان يسمن من باب تعب وفى لغة من باب قرب إذا كثر لحمه وشحمه، كناية عن العظمة والنمو ويمكن أن يقرء على بناء المفعول من باب الافعال أو التفعيل أى يفعل الله ذلك مرضيا محبوبا عندهم وفى بعض النسخ [يسمى] على بناء المفعول (آت). [*]
===============
(110)
5 علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، عن مالك بن حصين السكوني قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ما من عبدالله (عليه السلام): ما من عبد كظم غيظا إلا زاده الله عزوجل عزا في الدنيا والآخرة ; وقد قال الله عزوجل: " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (1) " وأثابه الله مكان غيظه ذلك.
6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، بن سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من كظم غيظا ولوشاء أن يمضيه أمضاه، أملا الله قلبه يوم القيامة رضاه.
7 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن غالب ابن عثمان، عن عبدالله بن منذر، عن الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا يوم القيامة.
8 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبدالكريم بن عمرو، عن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لي: يا زيدا صبر على أعداء النعم، فانك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه، يا زيد إن الله اصطفى الاسلام واختاره، فأحسنوا صحبته بالسخاء و حسن الخلق.
9 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حفص بياع السابري عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب السبيل إلى الله عزوجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم وجرعة مصيبة تردها بصبر.
0 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عمن حدثه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي أبي: يا بني ما من شئ اقر لعين أبيك من جرعة غيظ عاقبتها صبر وما من شئ يسر ني أن لي بذل نفسي حمر النعم (2).
11 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن
____________
(1) آل عمران 128. والكاظمين أى الممسكين عليه الكافين عن إمضائه مع القدرة قاله البيضاوى.
(2) أى كرائم النعم، كذا في المغرب وقال الكرمانى: حمر النعم بضم الحاء وسكون الميم والنعم المال الراعى وهو جمع ولا واحد له من لفظه وأكثر ما يقع على الابل. [*]
===============
(111)
معاذبن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اصبروا (1) على أعداء النعم (2) فانك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل من أن تطيع الله فيه.
12 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن خلاد، عن الثمالي، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: قال: ما احب أن لي بذل نفسي حمر النعم وما تجرعت من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا اكافي بها صاحبها.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى الحناط، عن أبي حمزة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ما من جرعة يتجرعها العبد أحب إلى الله عزوجل من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه، إما بصبر وإما بحلم (3).
1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله (4) قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لا يكون الرجل عابدا حتى يكون حليما ; وإن الرجل كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة قال: المؤمن خلط عمله بالحلم (5)، يجلس ليعلم، وينطق ليفهم، لايحدث أمانته (6) الا صدقاء، ولايكتم شهادته الاعداء (7) ولا يفعل شيئا من الحق رياء ولا يتركه حياء، إن زكي خاف مما يقولون، واستغفر الله مما لايعلمون (8)، لا يغره قول من جهله ويخشى إحصاء ما قد عمله.
____________
(1) كذا في جميع النسخ التى رأيناها. (2) أى الحساد.
(3) في بعض النسخ [أما يصبر وأما يحلم]. (4) في بعض النسخ [محمد بن عبدالله].
(5) في مجالس الصدوق " المؤمن خلط عمله " وهو أظهر وأوفق بسائر الاخبار وقوله " يجلس ليعلم " أى يختار مجلسا يحصل فيه التعلم وإنما يجلس له، لا للاغراض الفاسدة وفى المجالس بعده " ينصت ليسلم " أى من مفاسد النطق. " وينطق ليفهم " أى إنماينطق في تلك المجالس.
ليفهم ما أفاده العالم إن لم يفهمه، لاللمعارضة والجدال وإظهار الفضل (آت).
(6) أى السر الذي ائتمن عليه الاصدقاء فكيف الاعداء (آت).
(7) أى لو كان عنده شهادة لعدو لا تحمله العداوة على الكتمان.
(8) أى من عيوبه ومعاصيه التى صار عدم علمهم بها سببا لتزكيتهم له (آت). [*]
===============
(112)
3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه.
4 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: إن الله عزوجل يحب الحيي الحليم.
5 عنه، عن علي بن حفص العوسي (1) الكوفي، رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أعز الله بجهل قط ولا أذل بحلم قط.
6 عنه، عن بعض أصحابه، رفعه قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): كفى بالحلم ناصرا ; وقال: إذا لم تكن حليما فتحلم.
7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبدالله الحجال، عن حفص ابن أبي عائشة قال: بعث أبوعبدالله (عليه السلام) غلاما له في حاجة فأبطأ، فخرج أبوعبدالله (عليه السلام) على أثره لما أبطأ، فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه، فلما تنبه قال له أبوعبدالله (عليه السلام): يا فلان والله ما ذلك لك، تنام الليل والنهار، لك الليل ولنا منك النهار.
8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف.
9 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن علي بن محبوب، عن أيوب بن نوح، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلي، عن أبي محمد، عن عمران، عن سعيدبن يسار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت (2) وأنت أهل لما قلت، ستجزي بما قلت ويقولان للحليم (2)
____________
(1) في بعض النسخ [العويسى]. وفى بعضها [الاوسى]. وفى بعضها [القرشى]
(2) التكرار لبيان كثرة الشتم وقول الباطل. وربما يقرء الثاني بالفاء.
اصول الكافي 7 [*]
===============
(113)
منهما: صبرت وحلمت سيغفر الله لك إن أتممت ذلك، قال: فإن رد الحليم عليه ارتفع الملكان.
* (الصمت وحفظ اللسان) *
1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
قال أبوالحسن الرضا (عليه السلام): من علامات الفقه الحلم والعلم والصمت ; إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة (1) إنه دليل على كل خير.
2 عنه، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا حعفر (عليه السلام) يقول: إنما شيعتنا الخرس (2).
3 عنه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي علي الجواني، قال: شهدت أبا عبدالله (عليه السلام) وهو يقول لمولى له يقال له سالم ووضع يده على شفتيه وقال: يا سالم احفظ لسانك تسلم ولا تحمل الناس على رقابنا.
4 عنه، عن عثمان بن عيسى قال: حضرت أبا الحسن صلوات الله عليه وقال له رجل: أوصني فقال له: احفظ لسانك تعز ولا تمكن الناس من قيادك فتذل رقبتك (3).
5 عنه، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
5 عنه، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل أتاه: ألا أدلك على أمريد خلك الله به الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أنل مما أنالك الله (4)، قال: فان كنت أحوج ممن انيله؟ قال: فانصر المظلوم، قال: وإن كنت أضعف ممن أنصره؟ قال: فاصنع للاخرق (5) يعني أشر عليه (6)
____________
(1) في بعض النسخ [الجنة].
(2) الخرس بالضم جمع الاخرس: اى هم لا يتكلمون باللغو الباطل وفيما لا يعلمون وفى مقام التقية، خوفا على أئمتهم وأنفسهم وأخوانهم، فكلامهم قليل فكأنهم خرس (آت).
(3) القياد ككتاب: حبل تقادبه الدابة. وتمكين الناس من القيادة كناية عن تسلطهم واعطاء حجة لهم على ايذائه واهانته بترك التقية. ونسبة الاذلال إلى الرقبة لظهور الذل فيها أكثر من سائر الاعضاء وفيه ترشيح للاستعارة السابقة لان القياديشد على الرقبة (آت)، (4) أى أعطا لمحتاجين مما أعطاك الله تعالى. (آت).
(5) الخرق بالضم: الجهل والحمق، والاخرق: الجاهل بما يجب أن يعمله ومن لا يحسن التصرف في الامور ولم يكن في يديه صنعة يكتسب بها، ومنه الحديث " تعين صانعا أو تصنع لاخرق " (في).
(6) " أشر عليه " يعنى ارشده للخير وما ينبغى له. [*]
===============
(114)
قال: فان كنت اخرق ممن أصنع له؟ قال: فاصمت لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى الجنة؟.
6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت زعمت أن الكلام من فضة، فإن السكوت من ذهب.
7 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحلبي، رفعه قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمسك لسانك، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك: ثم قال:
ولا يعرف عبد حقيقة الايمان حتى يخزن من لسانه.
8 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن ابي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم (1) " قال:
يعني كفوا ألسنتكم.
9 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحلبي، رفعه قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نجاة المؤمن [في] حفظ لسانه.
10 يونس، عن مثنى عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان أبوذر رحمه الله يقول: يا مبتغي العلم (2) إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك (3).
11 حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ بن ثابت، عن عمرو ابن جميع عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان المسيح (عليه السلام) يقول: لا تكثر وا الكلام في غير ذكر الله، فان الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لايعلمون (4).
12 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن أبي جميلة
____________
(1) النساء: 77. (2) مبتغي العلم: طالبه.
(3) الورق: الفضة من الدراهم.
(4) فيه دلالة على أن كثرة الكلام في الامور المباحة يوجب قساوة القلب، واما الكلام في الامور الباطلة فقليله كالكثير في إيجاب القساوة والنهى عنه (آت). [*]
===============
(115)
عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من يوم إلا وكل عضو من أعضاء الجسد يكفر اللسان (1) يقول: نشدتك الله أن نعذب فيك.
3 1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن إبراهيم ابن مهزم الاسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: إنما: نثاب ونعاقب بك.
14 علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إ براهيم بن عبدالحميد، عن قيس أبي إسماعيل وذكر أنه لا بأس به من أصحابنا رفعه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله أوصني فقال: احفظ لسانك، قال: يا رسول الله أوصني قال: احفظ لسانك، قال: يا رسول الله أوصني، قال: احفظ لسانك، ويحك وهل يكب الناس على مناخر هم في النار إلا حصائد ألسنتهم (2).
15 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عمن رواه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يحسب كلامه من عمله كثرت خطاياه وحضر عذابه (3).
16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يعذب الله اللسان بعذاب لايعذب به شيئا من الجوارح فيقول: أي رب عذ بتني بعذاب لام تعذب به شيئا، فيقال له: خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الارض ومغاربها، فسفك بهاالدم الحرام وانتهب بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام، وعزتي [وجلالي] لاعذبنك بعذاب لا اعذب به شيئا من جوارحك.
____________
(1) يكفر اللسان أى يذل ويخضع والتكفير هو أن ينحنى الانسان ويطأطئ رأسه قريبا من الركوع كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه. " نشدتك الله " أى: سالتك بالله وأقسمت عليك (آت).
(2) يعنى ما يقطعون من الكلام الذى لاخير فيه، واحدتها حصيدة، تشبيها بما يحصدمن الزرع تشبيها بما يحصد من الزرع وتشبيها للسان وما يقطعه من القول بحد المنجل الذى يحصد به (في).
(3) انما حضر عذابه لانه أكثر مايكون يندم على ماقاله ولا ينفعه الندم ولانه قلما يكون كلام لايكون موردا للاعتراض ولا سيما إذا كثر. ويمكن أن يكون المراد بحضور عذابه حضور أسبابه. [*]
===============
(116)
17 وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن كان في شئ شؤم ففي اللسان (1)
18 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، جميعا، عن الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: كان الرجل من بني إسرائيل إذا أراد العبادة صمت قبل ذلك عشر سنين.
19 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الغفاري، عن جعفر ابن إبراهيم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رأى موضع كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه (2).
20 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن منصور بن يونس، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: في حكمة آل داود:
على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه.
21 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحسن بن رباط، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لايزال العبد المؤمن يكتب محسنا مادام ساكتا، فاذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا.
1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل.
2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن الحسن قال: سمعت جعفرا (عليه السلام) يقول: جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:
____________
(1) الشوم: الشر، وشئ مشوم أى غير مبارك وكثرة شومه لكثرة المضرات والمفاسد المرتبة عليها لان له تعلقا بكل خير وشر، فميدان شره أوسع من ميدان شر جميع الجوارح، فمن أطلق عنانه في ميدانه أورده في مهاوى الهلاك ولا شوم أعظم من ذلك.
(2) يعنيه أى يهمه أو يعضده من عنيت به إذا هممت واشتغلت به. (لح). (3) المدارات غير مهموزة: ملاينة الناس وحسن صحبتهم واحتمال أذاهم لئلا ينفروا عنك وقد تهمز. (في). [*]
===============
(117)
يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: دارخلقي.
عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في التوراة مكتوب فيما ناجى الله عزوجل به موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى اكتم مكتوم سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني (1) لعدوي وعدوك من خلقي ولا تستسب لي عندهم باظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي.
4 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حمزة بن بزيع، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض 5 علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مداراة الناس نصف الايمان والرفق بهم نصف العيش، ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام): خالطوا الابرار سرا وخالطوا الفجار جهارا ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنه سيأتي عليكم زمان لاينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال [له]: إنه أبله لا عقل له.
6 علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، ذكره، عن محمد بن سنان، عن حذيفة ابن منصور قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن قوما من الناس قلت مداراتهم للناس فانفوا من قريش (2) وأيم الله ماكان بأحسابهم بأس وإن قوما من غير قريش حسنت
____________
(1) لما كان أصل الدرء الدفع وهو مأخوذ في المداراة عديت بعن " ولاتستسب لى عندهم " أي لاتطلب سبى فان من لم يفهم السريسب من تكلم به " فتشرك " أى تكون شريكا لانك أنت الباعث له عليه (في) وفى بعض النسخ [ولا تسبب].
(2) " فانفو " كذا في أكثر النسخ وكأنه على بناء الافعال مشتقا من النفى بمعنى الانتفاء فان النفي يكون لازما ومتعديا لكن هذا البناء لم يأت في اللغة. أو هو على بناء المفعول من انف من قولهم انفه ويأنفه ضرب انفه فيدل على النفى مع مبالغة فيه وهو اظهر وابلغ. وقيل كأنه ضيغة مجهول من الانفة بمعنى الاستنكاف إذ لم يأتي الانفاء بمعنى النفى وهذا لايستقيم لان الفساد مشترك إذ لم يأت انف بهذا المعنى على بناء المجهول فانه يقال انف منه كفرح أنفا وأنفة أى إستنكف وفى كثير من النسخ [فالقوا] اى اخرجوا واطرحوا منهم وفى الخصال " فنفوا " وهو أظهر (آت) أقول: بل هو من باب الافعال مبنيا للمفعول قطعا لاغيره والاصل " انيفوا " جيئ بها في قبال " الحقوا " لمشاكلة الباب. [*]
===============
(118)
مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع، قال: ثم قال: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداواحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة.
1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن ذكره، عن محمد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن لكل شئ قفلا وقفل الايمان الرفق (1).
2 وباسناده قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): من قسم له الرفق قسم له الايمان.
3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن يحيى الازرق، عن حماد بن بشير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق فمن رفقه بعباده تسليله أضغانهم (2) ومضادتهم (3) لهواهم وقلو بهم ومن رفقه بهم أنه يدعهم على الامر يريد إزالتهم عنه رفقا بهم لكيلا يلقي عليهم عرى الايمان (4) ومثاقلته جملة واحدة فيضعفوا فإذا أراد ذلك نسخ الامر بالآخر (5) فصار منسوخا.
____________
(1) الرفق لين الجانب والرأفة وترك العنف والغلظة في الافعال والاقوال على الخلق في جميع الاحوال سواء صدر عنهم بالنسبة إليه خلاف الادب أو لم يصدر، فيه تشبيه الايمان بالجوهر النفيس الذى يعتنى بحفظه والقلب بخزانة والرفق بالقفل لانه يحفظه عن خروجه وطريان المفاسد عليه، فان الشيطان سارق الايمان ومع فتح القفل وترك الرفق يبعث الانسان على امور من الخشونة والفحش والقهر والضرب وأنواع الفساد وغيرها من الامور التى توجب نقص الايمان أو زواله (آت).
(2) التسليل: انتزاع الشئ وإخراجه في رفق [والاضغان: الاحقاد التى في القلوب و والعداوة والبغضاء] والمضادة: منع الخصم عن الامر برفق أراد (عليه السلام) ان الله سبحانه انما كلف عباده بالاوامر والنواهى متدرجا لكيلا ينفروا، مثال ذلك تحريم الخمر في صدرالاسلام فانه نزلت أولا آية أحسوا نها بتحريمها ثم نزلت اخرى أشد من الاولى واغلظ ثم ثلث باخرى اغلظ وأشد من الاوليين وذلك ليوطن الناس أنفسهم عليها شيأ فشيئا ويسكنوا إلى نهيه فيها وكان التدبير من الله على هذا الوجه اصوب وأقرب لهم إلى الاخذ بها واقل لنفارهم منها. (في).
(3) في بعض النسخ [ومضادته].
(4) في بعض النسخ [عرى الاسلام].
(5) في بعض النسخ [فاذا أراد ذلك الامر نسخ بالاخر]. [*]
===============
(119)
4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن معاذبن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الرفق يمن والخرق شوم (1).
5 عنه، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق مالا يعطي على العنف.
6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الرفق لم يوضع على شئ إلازانه (2)، ولا نزع من شئ إلاشانه.
7 علي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن عمرو بن أبي المقدام، رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن في الرفق الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق يحرم الخير.
8 عنه، عن عبدالله بن المغيرة، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: مازوي الرفق عن أهل بيت إلازوي عنهم الخير.
9 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن إسماعيل بن يسار، عن أحمد بن زياد بن أرقم الكوفي، عن رجل عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أيما أهل بيت اعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق ; والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال ; والرفق لا يعجز عنه شئ والتبذير لايبقى معه شئ ; إن الله عزوجل رفيق يحب الرفق.
(3) 10 علي بن إبراهيم رفعه، عن صالح بن عقبة، عن هشام بن أحمر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال لي وجرى بيني وبين رجل من القوم كلام فقال لي: ارفق بهم
____________
(1) اليمن بالضم: البركة والخرق بالضم وبالتحريك: ضد الرفق.
(2) زانه من الزينة وشانه من الشين أى العيب.
(3) لعل المراد بهذه الاخبار أن الرفق يصير سببا للتوسع في الرزق والزيادة فيه وفى الرفق الخير والبركة وأن الرفق مع التقديرفى المعيشة خير من الخرق في سعة من المال والرفيق يقدر على كل مايريد بخلاف الاخرق، والسر فيه أن الناس إذا رأوا من أحد الرفق أحبوه وأعانوه والقى الله له في قلوبهم العطف والود، فلم يدعوه يتعب أو يتعسر عليه أمره (في). [*]
===============
(120)
فإن كفرأحدهم (1) في غضبه ولاخير فيمن كان كفره في غضبه.
11 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: الرفق نصف العيش.
2 1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): إن الله يحب الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم الدواب العجف (2) فانزلوها منازلها، فإن كانت الارض مجدبة فانجوا عنها وإن كانت مخصبة فانزلوها منازلها.
13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن عمرو ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لوكان الرفق خلقا يرى ماكان مما خلق الله شئ أحسن منه.
14 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عمن حدثه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن الله رفيق يحب الرفق ومن رفقه بكم تسليل أضغانكم ومضادة قلوبكم وإنه ليريد تحويل العبد عن الامر فيتركه عليه حتى يحوله بالناسخ، كراهية تثاقل الحق عليه.
15 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا وأحبهما إلى الله عزوجل أرفقهما بصاحبه.
16 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن حسان، عن الحسن بن الحسين، عن فضيل ابن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من كان رفيقا في أمره نال ما يريد من الناس
____________
(1) في بعض النسخ [أحدكم].
(2) في المغرب العجف بالتحريك: الهزال والاعجف: المهزول والانثى: العجفاء والعجفاء يجمع على عجف كصماء على صم وفى المصباح الجدب هو المحل لفضا ومعنى وهو انقطاع المطر ويبس الارض، يقال جدب البلد بالضم جذوبة فهو جدب وجديب وأرض جدبة وجدوب واجدبت اجدابا فهى مجدبة. وقال الجوهرى: نجوت نجاء ممدودااى اسرعت وسبقت والناجية والنجاة الناقة السريعة تنجوا بمن ركبها والبعير ناج. والخصب بالكسر: نقيض الجدب [*]