(باب المصافحة)

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون عن يحيى بن زكريا، عن أبي عبيدة قال: كنت زميل (2) أبي جعفر (عليه السلام) وكنت أبدأ بالركوب، ثم بركب هو فإذا استوينا سلم وساء ل مساء لة رجل لا عهد له بصاحبه وصافح، قال: وكان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الارض سلم وساء ل مساء لة من لا عهد له بصاحبه، فقلت: يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما يفعله أحد من قبلنا وإن فعل مرة فكثير، فقال: أما علمت ما في المصافحة، إن المؤمنين يلتقيان، فيصافح أحدهما صاحبه، فلا تزال الذنوب تتحات (3) عنهما كما يتحات الورق عن الشجر، والله ينظر إليهما حتى يفترقا.

2 عنه، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا ادخل الله يده بين أيديهما، فصافح أشد هما حبا لصاحبه.

3 ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب، عن السميدع (4)، عن مالك ابن أعين الجهني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله عز وجل يده بين أيديهما وأقبل بوجهه على أشد هما حبا لصاحبه، فإذا أقبل الله عز

 

____________

(1) بواه الله منزلا أى اسكنه اياه وتبوأت منزلا: اتخذته والتنوين في " منزلا " كانه للتعظيم.

(2) الزميل: الرديف، العديل، الرفيق. والمزاملة: المعادلة. (3) أى تساقط.

(4) في رجال الشيخ " السميدع الهلالى " من أصحاب الصادق (عليه السلام). وفى التقريب السميدع بفتح أوله والميم وسكون الياء وفتح الدال هو ابن واهب بن سوار بن رهدم الجرمى البصرى، ثقة في التاسعة (آت) وفى بعض النسخ [عن أبى السميدع]. [*]

 

===============

(180)

وجل بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق من الشجر.

4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال، إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله عزوجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من الشجر.

5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة الحذاء قال: زاملت أبا جعفر (عليه السلام) في شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق، فلما قضى حاجته وعاد قال: هاك يدك يا أبا عبيدة فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الاذى في أصابعي، ثم قال: يا أبا عبيدة ما من مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه وشبك أصابعه (1) في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي (2).

6 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى الحلبي، عن مالك الجهني قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): يا مالك أنتم شيعنا [أ] لاترى أنك تفرط في أمرنا، إنه لايقدر على صفة الله فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لايقدر على صفتنا وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن، إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه، فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق من الشجر، حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك.

7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن محمد ابن فضيل، عن أبي حمزة قال: زاملت أبا جعفر (عليه السلام) فحططنا الرحل (3)، ثم مشى قليلا، ثم جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت؟ جعلت فداك أوما كنت معك في المحمل؟! فقال: أما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر الله إليهما بوجهه فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه ويقول للذنوب: تتحات عنهما، فتتحات ياأبا حمزة

 

____________

(1) كان المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه فانهما حينئذ تشبهان الشبكة، لا ادخال الاصابع في الاصابع كما زعم (آت).

(2) اليوم الشاتى: الشديد البرد وهو كناية عن يوم الريح للزومه لها غالبا.

(3) اى وضعنا الرحل. والرحل كل شئ يعد للرحيل من وعاء للمتاع ومركب للبعير وحلس ورسن جمعه ارحل ورحال ورحل الشخص مأواه في الحضر، ثم اطلق على امتعة المسافر لانها هناك مأواه (آت) [*]

 

===============

(181)

كما يتحات الورق عن الشجر فيفترقان وما عليهما من ذنب.

8 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن حد المصافحة، فقال: دور نخلة.

9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن الافرق (1)، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا.

10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه (2)، عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن زيد (3)، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله صلى الله عليه آله: إذا لقي أحد كم أخاه فليسلم عليه وليصافحه، فإن الله عزوجل أكرم بذلك الملائكة فاصنعوا صنع الملائكة.

11 عنه، عن محمد بن علي، عن ابن بقاح، عن سيف بن عميرة، عن عمروبن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار (4).

12 عنه، عن موسى بن القاسم، عن جده معاوية بن وهب أوغيره، عن زرين عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان المسلمون إذا غزوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم إلى بعض فتصافحوا.

13 عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن زيد بن الجهم الهلالي، عن مالك بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب ليتحات فيما بينهم حتى لايبقى ذنب.

14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام)، فنظر إلي بوجه قاطب (5)

فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك لاخوانك، بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك

 

____________

(1) في بعض النسخ [عمرو والافرق] وفى فهرست الشيخ [عمر بن الافرق].

(2) في بعض النسخ [أصحابنا]. (3) في بعض النسخ [عثمان بن يزيد].

(4) بان تقولوا: غفر الله لك مثلا. (5) القطوب: العبوس وقبض مابين العينين. (في) [*]

 

===============

(182)

بوابا، يرد عنك فقراء الشيعة، فقلت: جعلت فداك إني خفت الشهرة، فقال:

أفلا خفت البلية، أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أنزل الله عزوجل الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين (1) لاشد هما حبا لصاحبه. فإذا توافقا (2) غمر تهما الرحمة فإذا قعدا يتحد ثان قال الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سر اوقد ستر الله عليهما، فقلت: أليس الله عزوجل يقول: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (3) "؟ فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى.

15 عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما صافح رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا قط فنزع يده حتى يكون هو الذي ينزع يده منه (4)

16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي ; عن زرارة، عن أبي جعفر(عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الله عزوجل لايوصف وكيف يوصف وقال في كتابه:

" وما قدروالله حق قدره (5) " فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عزوجل بسبع (6) وجعل طاعته في الارض كطاعته

===============

(في السماء] فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه ومانها كم عنه فانتهوا (7) " ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقدعصاني، وفوض إليه، وإنا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والمؤمن لايوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلايزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر.

17 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن فضيل ابن عثمان، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا.

 

____________

(1) في بعض نسخ الحديث [تسعون] وهو الانسب. وليس في بعض نسخ الحديث " فكانت ".

(2) في بعض النسخ [توافقا]. (3) ق: 18.

(4) يدل على استحباب عدم نزع اليد قبل صاحبه كما مر (آت). (5) الحج، 74.

(6) اختلف الشراح في معنى السبع على وجوه ولا يخلو الجميع من التشويش والخبط راجع مرآة العقول ص 179 من المجلد الثانى.

(7) الحشر، 7. [*]

 

===============

(183)

18 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة (1).

19 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الاشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لقي النبي (صلى الله عليه وآله) حذيفة، فمد النبي (صلى الله عليه وآله) يده فكف حذيفة يده، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني؟ فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة (2) ولكني كنت جنبا فلم احب أن تمس يدي يدك وأنا جنب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر.

20 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكربن محمد عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إن الله عزوجل لايقدر (3) أحد قدره وكذلك لايقدر قدر نبيه وكذلك لايقدر قدر المؤمن، إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا، كما تتحات الريح الشديدة الورق عن الشجر.

21 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رفاعة (4) قال:

سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة.

 

(باب المعانقة)

1 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام) قالا.

 

____________

(1) السخيمة: الحقد والحسد.

(2) " بيدك الرغبة " كان الباء بمعنى " في " أى يرغب جميع الخلق في مصافحة يدك الكريمة (آت).

(3) على بناء الفاعل كيضرب " قدره " منصوب ومفعول مطلق للنوع أى حق قدره (آت).

(4) رفاعة بن موسى الاسدى النخاس روى عن أبى عبدالله وأبى الحسن (عليهما السلام) وكان ثقة في حديثه. [*]

 

===============

(184)

أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره (1) عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وإذ طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى بهما الملائكة، فيقول: انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابافي، حق علي ألا اعذ بهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه وخطاه (2) وكلامه، يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل (3) فإن مات فيما بينهما اعفي من الحساب وإن كان؟؟ يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره.

2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمه، فإذا التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله ولايريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما: مغفورا لكما فاستأنفا (4) فإذا أقبلا على المساء لة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما فإن لهما سرا وقد ستر الله عليهما. قال إسحاق: فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله عزوجل: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (5) " قال: فتنفس أبوعبدالله (عليه السلام) الصعداء ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته وقال:

يا إسحاق إن الله تبارك وتعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما وإنه وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنه يعرفه ويحفظه عليهما عالم السر وأخفى.

 

____________

(1) " يزوره " حال مقدرة. " عارفا " حال محققة عن فاعل خرج، وكان المراد بعرفان حقه أن يعلم فضله وأن له حق الزيارة والرعاية والاكرام فيرجع إلى أنه زاره لذلك وان الله تعالى جعل له حقا عليه، لا للاغراض الدنيوية (آت).

(2) " خطاه " بالضم قال الجوهرى: الخطوة بالضم مابين القدمين وجمع القلة خطوات و خطوات والكثيرخطا. والخطوة بالفتح المرة الواحدة والجمع خطوات بالتحريك وخطاء.

(3) ذكر الليلة يمكن أن يكون ايماء إلى أن الزيارة الكاملة هى أن يتم عنده إلى الليل أو لان العرب تضبط التواريخ بالليالى اولانهم كانوا للتقية يتزاورون بالليل.

(4) استأنف الشئ أخذ فيه وابتدأ ومنه استأنف الدعوى اى أعادها في مجلس الاستيناف.

(5) ق: 18. [*]

 

===============

(185)

(باب التقبيل)

1 أبوعلي الاشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن لكم لنورا (1) تعرفون به في الدنيا، حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبله في موضع النور من جبهته.

2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لا يقبل رأس أحد ولايده إلا [يد] رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو من اريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله).

3 علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي (2)، عن علي بن مزيد صاحب السابري قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها، فقا ل: أما إنها لاتصلح إلا لنبي أو وصي نبي.

4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن يونس ابن يعقوب قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): ناولني يدك اقبلها فأعطانيها، فقلت:

ابن يعقوب قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): ناولني يدك اقبلها فأعطانيها، فقلت:

جعلت فداك رأسك ففعل فقبلته، فقلت: جعلت فداك رجلاك، فقال: أقسمت أقسمت، أقسمت ثلاثا وبقي شئ، وبقي شئ، وبقي شئ (3).

5 محمد بن يحيى، عن العمر كي بن علي، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن (عليه السلام)

 

____________

(1) في بعض النسخ [نورا]. (2) بفتح النون وسكون الراء نسبة إلى نرس، نهر حفره نرس بن بهرام بنواحى الكوفة.

(3) " أقسمت " يمكن أن يكون على صيغة المتكلم ويكون إخبارا، أي حلفت أن لا أعطي رجلي أحدا يقبلها اما لعدم جوازه أو لعدم رجحانه أو للتقية وقوله: " بقى شئ " استفهام على الانكار، أى هل بقى احتمال الرخصة والتجويز بعدالقسم. ويمكن أن يكون انشاء للقسم ومناشدة أى اقسم عليك أن تترك ذلك للوجوه المذكورة وهل بقى بعد مناشدتى إياك من طلبك التقبيل شئ او لم يبق بعد تقبيل اليد والرأس شئ تطلبه، ويحتمل أن يكون المراد بقوله: " بقى شئ " التعريض بيونس وأمثاله أى بقى شئ آخر سوى هذه التواظعات الرسمية والتعظيمات الظاهرية وهو السعى في تصحيح العقائد القلبية ومتابعتنا في جميع اعمالنا وأقوالنا وهى أهم من هذا الذى تهتم به لانه (عليه السلام) كان يعلم انه سيضل ويصير فطحيا (آت ملخصا). [*]

 

===============

(186)

قال: من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شئ، وقبلة الاخ على الخد وقبلة الامام بين عينيه.

6 وعنه، عن أحمد بن خالد، عن محمد بن سنان، عن أبي الصباح مولى آل سام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ليس القبلة على الفم إلاللزوجة [أ] والولد الصغير.

(باب تذاكر الاخوان)

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: شيعتنا الرحمآء بينهم (1)، الذين إذا خلوا ذكرواالله [إن ذكرنا من ذكر الله] إنا إذا ذكرنا ذكر الله وإذا ذكر عدو ناذ كر الشيطان 2 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبدالملك، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لاحاديثنا، وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض (2) فإن أخذتم بهار شدتم ونجوتم وإن تركتموها ضللتم وهلكتم، فخذوا بهاو أنا بنجاتكم زعيم.

3 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن منصور بن يونس عن عباد بن كثير قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إني مررت بقاص يقص (3) وهو يقول:

هذا المجلس [الذي] لا يشقى به جليس، قال: فقال أبوعبدالله (عليه السلام): هيهات هيهات، أخطأت (4)

أستاههم الحفرة، إن لله ملائكة سياحين، سوى الكرام الكاتبين، فإذا مروا بقوم

 

____________

(1) " الرحماء " جمع رحيم أى يرحم بعضهم بعضا. " الذين " خبر بعد خبرأوصفة للرحماء.

(2) " تعطف بعضكم على بعض " لا شتمالها على حقوق المؤمنين بعضهم على بعض ولان الاهتمام برواية أحاديثنا يوجب رجوع بعضكم إلى بعض، (3) القاص راوى القصص والمراد هنا القصص الكاذبة الموضوعة (آت).

(49 الخطا: ضد الصواب والخطأ (عند أبي عبيد) الذهاب إلى خلاف الصواب مع قصد الصواب (وعند غيره): الذهاب إلى غير الصواب مطلقا وغير عمد. والاستاه بفتح الهمزة والهاء أخيرا جمع الاست بالكسر وهى حلقة الدبر وأصل الاست: سته بالتحريك وقد يسكن التاء حذفت الهاء وعوضت عنها الهمزة والمراد بالحفرة الكنيف الذى يتغوط فيه وكأن هذا كان مثلا سائرا يضرب لمن استعمل كلاما في غير موضعه أو أخطأ خطاء فاحشا (آت). [*]

 

===============

(187)

يذكرون محمدا وآل محمد قالوا: قفوا فقد أصبتم حاجتكم، فيجلسون، فيتفقهون معهم فإذا قاموا عادوا مرضا هم وشهدوا جنائزهم وتعاهدوا غائبهم، فذلك المجلس الذي لا يشقى به جليس.

4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن المستورد النخعي، عمن رواه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال ; إن من الملائكة الذين في السماء ليطلعون إلى الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد قال: فتقول:

أما ترون إلى هؤلاء في قلتهم وكثرة عدو هم يصفون فضل آل محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال: فتقول الطائفة الاخرى من الملائكة: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذوالفضل العظيم.

5 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن مسكان، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: أتخلون وتتحدثون وتقولون ماشئتم؟ فقلت: إي والله إنا لنخلو ونتحدث ونقول ماشئنا، فقال: أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إني لاحب ريحكم وأرواحكم ; وإنكم على دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد.

6 الحسين بن محمد ; ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد (1)، عن محمد بن مسلم، عن أحمد بن زكريا، عن محمد بن خالدبن ميمون، عن عبدالله بن سنان، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا حضر من الملائكة مثلهم، فإن دعوا بخير أمنوا وإن استعاذوا من شر دعوا الله ليصرفه عنهم وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها وما اجتمع ثلاثة من الجاحدين إلا حضر هم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلموا تكلم الشيطان بنحو كلامهم وإذا ضحكوا ضحكوا معهم وإذا نالوا من أولياء الله (2) نالوا معهم فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم ولا يكن شرك شيطان ولا جليسه، فإن غضب الله عزوجل لا يقوم له شئ ولعنته لا يردها شئ، ثم قال صلوات الله عليه

 

____________

(1) في بعض النسخ [محمد بن اسماعيل] وفى بعضها [محمد بن سعيد].

(2) أى سبوهم وقالوا فيهم مالايليق بهم (في). [*]

 

===============

(188)

فإن لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم، ولو حلب شاة أو فواق ناقة (1).

7 وبهذا الاسناد، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن محفوظ، عن أبي المغرا قال: سمعت أباالحسن (عليه السلام) يقول: ليس شئ أنكى (2) لابليس وجنوده من زيارة الاخوان في الله بعضهم لبعض، قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد (3) حتى أن روحه لتستغيث من شده مايجد من الالم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لايبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع خاسئا (4) حسيرا مدحورا.

 

(باب)

* (ادخال السرور على المؤمنين) *

1 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد: ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سر مؤمنا فقد سرني ومن سرني فقد سر الله.

2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبومحمد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة وصرف القذى (5) عنه حسنة، وماعبدالله بشئ أحب إلى الله من إدخال السرور على المؤمن.

3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن مسكان عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن فيما ناجى الله عز

 

____________

(1) " حلب شاة " حلب مصدر منصوب بظرفية الزمان بتقدير زمان حلب وكذا الفواق و كأنه اقل من الحلب اى يقوم لاظهار حاجة وعذر ولو بأحد هذين المقدارين من الزمان قال في النهاية: فيه أنه قسم الغنائم يوم بدر عن فواق أى في قدر فواق ناقة وهو مابين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه وتفتح وذلك لانها تحلب ثم تراح حتى تدر ثم تحلب (آت).

(2) في القاموس نكى العدو وفيه نكاية: قتل وجرح.

(3) خدد لحمه وتخدد هزل ونقص.

(4) خسأت الكلب كمنعت: طردته. وحسر حسرا تعب وأعيا. والدحر: الطرد.

(5) القذى جمع قذاة وهو مايقع في العين. [*]

 

===============

(189)

وجل به عبده موسى (عليه السلام) قال: إن لي عبادا ابيحهم جنتي واحكمهم فيها (1) قال:

يارب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا، ثم قال: إن مؤمنا كان في مملكة جبارفولع (2) به فهرب منه إلى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما حضره الموت أوحى الله عزوجل إليه وعزتي وجلالي لوكان [لك] في جنتي مسكن لاسكنتك فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه (3) ولا تؤذيه ويؤتى برزقه طرفي النهار، قلت: من الجنة؟ قال: من حيث شاء الله.

4 عنه، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن إبراهيم، عن علي بن أبي علي، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمنين.

5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام): قال: قال: أوحى الله عزوجل إلى داود (عليه السلام) أن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فابيحه جنتي، فقال داود: يارب وماتلك الحسنة؟ قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن لايقطع رجاء ه منك.

6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد عن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لايرى أحد كم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط بل والله علينا، بل والله على رسول الله (صلى الله عليه وآله).

7 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمن،

 

____________

(1) أحكمهم من التحكيم أى أجعلهم فيها حكما.

(2) ولع: استحف.

(3) هيديه أى ازعجيه وافزعيه وحركيه واصلحيه. [*]

 

===============

(190)

شبعة مسلم (1) أو قضاء دينه.

8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سدير الصير في قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام) في حديث طويل: إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم (2) أمامه، كلما رأى المؤمن هولا من أحوال يوم القيامة قال له المثال: لاتفزع ولا تحزن وابشر بالسرور والكرامة من الله عزوجل، حتى يقف بين يدي الله عزوجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك، فيقول من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عزوجل منه لا بشرك.

9 محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد بن جمهور قال:

كان النجاشي (3) وهو رجل من الدهاقين عاملا على الاهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لابي عبدالله (عليه السلام): إن في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا قال: فكتب إليه أبوعبدالله (عليه السلام) " بسم الله الرحمن الرحيم سرأخاك يسرك الله " قال: فلماورد الكتاب عليه دخل عليه وهو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب وقال: هذا كتاب أبي عبدالله (عليه السلام) فقبله ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتك؟ قال: خراج علي في ديوانك، فقال له: وكم هو؟ قال:

عشرة آلاف درهم، فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها (4) وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال له: سر رتك؟ فقال: نعم جعلت فداك ثم أمر له بمركب وجارية و غلام وأمر له بتخت ثياب (5) في كل ذلك يقول له: هل سررتك؟ فيقول: نعم جعلت

 

____________

(1) " شبعة " بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أى بشبعة او بالرفع بتقدير هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بيان للسرور والمراد بالمسلم هنا المؤمن وكان تبديل المؤمن به للاشعار بأنه يكفى ظاهرالايمان لذلك وذكرهما على المثال (آت).

(2) " يقدم " اى يتقدم كما في قوله في قصة فرعون: " يقدم قومه يوم القيامة " و لفظة " امامه " تأكيده (في).

(3) النجاشى بفتح النون وكسرها وتشديد الياء وتخفيفها أفصح وهو ابوالتاسع لاحمد بن على بن أحمد بن العباس صاحب الرجال: والدهقان معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر وعلى من له مال وعقار وداله مكسور (لح). (4) أى أخرج اسمه من دفاتر الديوان.

(5) التخت: وعاء يصان فيه الثياب. [*]

 

===============

(191)

فداك فكلما قال: نعم زاده حتى فرغ (1) ثم قال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك قال: ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبدالله (عليه السلام) بعد ذلك فحدثه الرجل بالحديث على جهته فجعل يسر بما فعل، فقال الرجل: يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل بي؟ فقال: إي والله لقد سر الله ورسوله.

10 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن الحسن بن علي بن فضال عن منصور، عن عمار بن أبي اليقظان، عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن حق المؤمن على المؤمن، قال: فقال: حق المؤمن على المؤمن أعظم من ذلك، لو حدثتكم لكفرتم (2) إن المؤمن إذاخرج من قبره، خرج معه مثال من قبره، يقول له: أبشر بالكرامة من الله والسرور، فيقول له: بشرك الله بخير ; قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك وإذا مر بخير قال هذا لك فلا يزال معه يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب حتى يقف معه بين يدي الله عزوجل فإذا أمر به إلى الجنه قال له المثال: أبشر فان الله عزوجل قد امر بك إلى الجنة، قال، فيقول: من أنت رحمك الله تبشر ني من حين خرجت من قبري وآنستني في طريقي وخبر تني عن ربي؟ قال: فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على إخوانك في الدنيا خلقت منه لا بشرك واونس وحشتك.

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال مثله.

11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مالك بن عطية عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحب الاعمال إلى الله سرور [الذي] تدخله على المؤمن، تطرد عنه (2) جوعته، أوتكشف عنه كربته.

12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أدخل على مؤمن سرورا خلق الله عزوجل من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته، فيقول له: أبشر يا ولي الله بكرامة من الله ورضوان،

 

____________

(1) فرع أى النجاشى من العطاء.

(2) الكفر هنا بمعنى الفسق. (3) الطرد: الابعاد. [*]

 

===============

(192)

ثم لايزال معه حتى يدخله قبره [يلقاه]، فيقول له مثل ذلك، فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل ذلك، ثم لايزال معه عند كل هول يبشره ويقول له مثل ذلك، فيقول له:

من أنت رحمك الله؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على فلان.

3 1 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن عبدالله ابن سنان قال: كان رجل عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقرأ هذه الآية " والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا (1) " قال: فقال أبوعبدالله (عليه السلام): فما ثواب من أدخل عليه السرور؟ فقلت: جعلت فداك عشر حسنات فقال: إي والله وألف ألف حسنة.

14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن يحيى، عن الوليد بن العلاء، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن أدخله على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد وصل ذلك إلى الله وكذلك من أدخل عليه كربا.

15 عنه، عن إسماعيل بن منصور، عن المفضل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:

أيما مسلم لقي مسلما فسره سره الله عزوجل.

16 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أحب الاعمال إلى الله عزوجل إدخال السرور على المؤمن: إشباع جوعته أوتنفيس كربته أو قضاء دينه.

 

(باب)

* (قضاء حاجة المؤمن) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن بكاربن كردم (2)، عن المفضل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لي: يا مفضل اسمع ماأقول لك واعلم أنه الحق وافعله وأخبر به عليه (3) إخوانك، قلت، جعلت فداك وما علية

 

____________

(1) الاحزاب 58. بغير ما اكتسبوا اى بغير جناية استحقوا بها الايذاء. (2) كجعفر.

(3) " عليه إخوانك " بكسر المهملة وإسكان اللام أى شريفهم ورفيعهم جمع على كصبية و صبى (في).

اصول الكافى 13 [*]

 

===============

(193)

إخواني؟ قال: الر اغبون في قضاء حوائج إخوانهم، قال: ثم قال: ومن قضى لاخيه المؤمن حاجة قضى الله عزوجل له يوم القيامة مائة ألف حاجة من ذلك أو لها الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا (1) وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له: أما تشتهي أن تكون من علية الاخوان.

2 عنه، عن محمد بن زياد قال: حدثني خالدبن يزيد، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل خلق خلقا من خلقة انتجبهم لقضاء حوائج فقراء شيعتنا ليثيبهم على ذلك الجنة، فإن استطعت أن تكون منهم فكن، ثم قال:

لنا والله رب نعبده لانشرك به شيئا (2).

3 عنه، عن محمد بن زياد، عن الحكم بن أيمن، عن صدقة الاحدب (3)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف رقبة وخير من حملان (4)

ألف فرس في سبيل الله.

علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن زياد، مثل الحديثين.

4 علي، عن أبيه، عن محمد بن زياد، عن صندل، عن أبي الصباح الكناني قال:

قال أبوعبدالله (عليه السلام): لقضاء حاجة امرء مؤمن أحب إلى [الله] من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف.

5 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن هارون بن الجهم عن إسماعيل بن عمار الصير في قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن؟ قال: نعم، قلت: وكيف ذاك؟ قال: إيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقهاإليه وسببها له، فإن قضى حاجته، كان قد قبل الرحمة بقبولها وإن رده عن حاجته وهو يقدر على قضائها فانما رد عن نفسه رحمة من الله عزوجل

 

____________

(1) المراد بالنصاب في عرف أصحاب الائمة: المخالفون المتعصبون في مذهبهم فغير النصاب هم المستضعفون.

(2) لعل المراد بيان انهم (عليهم السلام) لا يطلبون حوائجهم إلى أحد سوى لله سبحانه وانهم منزهون عن ذلك. أو تنبيه للمفضل وأمثاله لئلا يصيروا إلى الغلو.

(3) الاحدب من خرج ظهره ودخل صدره وبطنه (في).

(4) الحملان بالضم مايحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة (في).

 

===============

(194)

ساقها إليه وسببها له وذخر الله عزوجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو الحاكم فيها، إن شاء صرفها إلى نفسه وإن شاء صرفها إلى غيره يا إسماعيل فإذاكان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها؟ قلت: لا أظن يصرفها عن نفسه، قال: لا تظن ولكن استيقن فإنه لن يردها عن نفسه، يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط الله عليه شجاعا (1) ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة، مغفور اله أو معذبا.

6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من طاف بالبيت اسبوعا كتب الله عز وجل له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة قال: وزاد فيه إسحاق بن عمار وقضى له ستة آلاف حاجة، قال: ثم قال: و قضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرا.

7 الحسين بن محمد، عن أحمد [بن محمد] بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ماقضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله تبارك وتعالى: علي ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة.

8 عنه، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال: من طاف بهذا البيت طوافا واحدا كتب الله عزوجل له ستة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع الله له ستة آلاف درجة حتى إذاكان عند الملتزم (2).

فتح الله له سبعة أبواب من أبواب الجنة، قلت له: جعلت فداك هذا الفضل كله في الطواف؟ قال: نعم واخبرك بأفضل من ذلك، قضاء حاجة المسلم أفضل من طواف وطواف وطواف حتى بلغ عشرا.

9 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الخارقي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من مشى في حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما

 

____________

(1) الشجاع كغراب وكتاب: الحية والذكر منها او ضرب منها صغير والجمع شجعان بالكسر والضم.

(2) أى المستجار، مقابل باب الكعبة، سمى به لانه يستحب التزامه والصاق البطن به. [*]

 

===============

(195)

عندالله حتى تقضى له (1) كتب الله عزوجل له بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين (2)

وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما في المسجد الحرام ; ومن مشى فيها بنية ولم تقض كتب الله له بذلك مثل حجة مبرورة، فارغبوا في الخير.

10 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): تنافسوا في المعروف (3) لا خوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة بابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، فان العبد ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيو كل الله عزوجل به ملكين: واحدا عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفر ان له ربه ويدعوان بقضاء حاجته، ثم قال: والله لرسول الله (صلى الله عليه وآله) أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة.

11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله لان أحج حجة أحب إلي من أن اعتق رقبه ورقبة [ورقبة] ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها (4) حتى بلغ السبعين ولان أعول أهل بيت من المسلمين (5) أسد جوعتهم وأكسوا عورتهم فأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة [وحجة] ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين.

12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي صاحب الشعير، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله عزوجل إلى موسى (عليه السلام)

 

____________

(1) " حتى تقضى " بالتاء على بناء المفعول أو بالياء على بناء الفاعل وفى بعض النسخ [حتى يقضيها].

(2) أى مقبولتين.

(3) في النهاية التنافس من المنافسة وهى الرغبة في الشئ والانفراد به وهو من الشئ النفيس الجيد في نوعه. والمعروف اسم جامع لكل ما عرف من طاعة الله تعالى والتقرب إلى الله والاحسان إلى الناس وحسن الصحبة مع الاهل وغيرهم من الناس.

(4) الظاهر أن ضمير مثلها في الاولين راحع إلى الرقبة وفى الاخيرين إلى العشر ; وقوله:

" حتى بلغ " في الموضعين كلام الراوى اى قال مثلها سبع مرات في الموضعين فصار المجموع سبعين ويحتمل كونه كلام الامام (عليه السلام) ويكون " بلغ " بمعنى يبلغ (آت).

(5) " لان أعول " قال الجوهرى: عال عياله يعولهم عولا وعياله أى كفاهم وأنفق عليهم. [*]

 

===============

(196)

أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فاحكمه في الجنة، فقال موسى: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أولم تقض (1).

13 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمدبن عبدالله، عن علي ابن جعفر قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فانما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه، فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا (2) وهو موصول بو لاية الله وإن رده عن حاجته وهو يقدرعلى قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة، مغفورا له أو معذبا، فإن عذره الطالب (3)

كان أسوء حالا.

14 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبدالله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمن لترد عليه الحاجة لاخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه، فيدخله الله تبارك وتعالى بهمه الجنة.

 

(باب)

* (السعى في حاجة المؤمن) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال: مشي الرجل في حاجة أخيه المؤمن يكتب (4) له عشر حسنات ويمحا عنه عشر سيئات، ويرفع له عشر درجات، قال: ولا أعلمه (5)

 

____________

(1) " قضيت او لم تقض " محمول على ماإذا لم يقصر في السعى كما مرمع ان الاشتراك في دخول الجنة والتحكيم فيها لا ينافى التفاوت بحسب الدرجات. وفي بعض النسخ [ام لم تقض].

(2) الضمير المنصوب في وصله راجع إلى مصدر قبل (آت).

(3) " فان عذره الطالب " في المصباح عذرته فيما صنع عذرا من باب ضرب: رفعت عنه اللوم فهو معذور أى غير ملوم وأعذرته بالالف لغة. وقوله: " كان أسوه حالا " انما كان المعذور أسوء حالا لان العاذر لحسن خلقه وكرمه أحق بقضاء الحاجة ممن لايعذر، فرد قضاء حاجته اشنع والندم عليه أعضم والحسرة عليه أدوم ووجه آخر وهوأنه إذا عذره لا يشكو ولا يغتابه فبقى حقه عليه سالما إلى يوم الحساب.

(4) على بناء المفعول والعائد محذوف أو على بناء الفاعل والاسناد على المجاز (آت)

(5) " ولا أعلمه " أى ولا أظنه (آت). [*]

 

===============

(197)

إلا قال: ويعدل عشر رقاب وأفضل من اعتكاف شهرفي المسجد الحرام.

2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول إن لله عبادا في الارض يسعون في حوائج الناس، هم الآمنون يوم القيامة، و من أدخل على مؤمن سرورا فرح (1) الله قلبه يوم القيامة.

3 عنه، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن رجل، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): من مشى في حاجة أخيه المسلم أظله الله بخمسة وسبعين ألف ملك (2) ولم يرفع قدما إلا كتب الله له حسنة وحط عنه بها سيئة ويرفع له بها درجة، فاذا فرغ من حاجته كتب الله عزوجل له بها أجر حاج ومعتمر.

4 عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن هارون بن خارجة، عن صدقة عن رجل من أهل حلوان (3)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لان أمشي في حاجة أخ لي مسلم أحب إلي من أن اعتق ألف نسمة وأحمل في سبيل الله على ألف فرس (4) مسرجة ملجمة.

5 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يمشي لاخيه المؤمن (5) في حاجة إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوة حسنة، وحط عنه بها سيئة، ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات.

6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم، طلب وجه الله كتب الله عزوجل له ألف ألف حسنة، يغفر فيها لاقاربه وجيرانه وإخوانه

 

____________

(1) في بعض النسخ [فرج]. (2) أى طائرين فوق رأسه حتى يظلوه لوكان لهم ظل، أو يجعلهم في ظلتهم أى في كنفهم وحمايتهم (3) في المصباح الحلوان بالضم بلد مشهور من سواد العراق من الشرق والقادسية من طرفه من الغرب وقيل سميت باسم بانيها وهو حلوان بن عمران بن لحاف بن قضاعة (4) أى أركب ألف إنسان على الف فرس كل منها شد عليه السرج والبس اللجام وابعثها في الجهاد و " مسرجة ملجمة " اسما مفعول من بناء الافعال (آت) (5) في بعض النسخ [المسلم].

 

===============

(198)

ومعارفه ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عزوجل إلا أن يكون ناصبا.

7 عنه، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاء ها كتب الله عزوجل له حجة وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما وإن اجتهد فيها ولم يجرا الله قضاء ها على يديه كتب الله عزوجل له حجة وعمرة.

8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن جميل بن دراج عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به حاجته.

9 عنه، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن صفوان الجمال قال: كنت

 جالسا مع أبي عبدالله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أهل مكة يقال له: ميمون فشكا إليه تعذر الكراء عليه (1) فقال لي: قم فأعن أخاك، فقمت معه فيسر الله كراه، فرجعت إلى مجلسي، فقال أبوعبدالله (عليه السلام): ما صنعت في حاجة أخيك؟ فقلت:

قضاها الله بأبي أنت وامي فقال: أما إنك أن تعين (2) أخاك المسلم أحب إلي من طواف اسبوع بالبيت مبتدئا (3) ثم قال: إن رجلا أتى الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: بأبي أنت وامي أعني على قضاء حاجة، فانتعل وقام معه فمر على الحسين صلوات الله عليه وهو قائم يصلي فقال له: أين كنت عن أبي عبدالله (4) تستعينه على حاجتك، قال: قد فعلت بأبي أنت وامي فذكر أنه معتكف، فقال له: أما إنه لوأعانك كان خيرا له من اعتكافه شهرا (5).

 

____________

(1) الكرا بالكسر والمد: أجر المستأجر عليه وهو في الاصل مصدر كاريته والمراد بتعذر الكراء إما تعذر الدابة التى يكتريها أو تعذر من يكترى دوابه بناء على كونه مكاريا أو عدم تيسير أجرة المكارى له وكل ذلك مناسب لحال صفوان الراوي (آت) (2) " أما " بالتخفيف و " أن " مصدرية.

(3) قوله: " مبتدئا " إما حال عن فاعل " قال " أى قال (عليه السلام) ذلك مبتدئا قبل أن أسأله عن أجر من قضى حاجة أخيه، أو عن فاعل الطواف، أو هو على بناء اسم المفعول حالا عن الطواف وعلى التقديرين الاخيرين لاخراح طواف الفريضة. وقيل حال عن فاعل تعين أى تعين مبتدئا [قبل أن يسألك الاعانة] (آت). (4) أى اين كنت عنه في سؤاله أعانتك على قضاء حاجتك.

(5) أى لو كان غير معتكف واستعان على حاجتك كان ذلك خيرا له من اعتكافه شهرا وأما بعد إعتكافه فلم يجز له الخروج. [*]

 

===============

(199)

10 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي جميلة، عن ابن سنان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): قال الله عزوجل: الخلق عيالي، فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم.

11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن بعض أصحابه عن أبي عمارة (1) قال: كان حماد بن أبي حنيفة إذا لقيني قال: كرر علي حديثك فاحدثه، قلت: روينا أن عابد بني إسرائيل كان إذا بلغ الغاية في العبادة صار مشاء في حوائج الناس عانيا بما يصلحهم.

 

(باب)

* (تفريج كرب المؤمن) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان (2) عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عزوجل له بذلك ثنتين و سبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته ويد خرله إحدى وسبعين رحمة لافزاع يوم القيامة وأهواله.

2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعان مؤمنا نفس الله عزوجل عنه ثلاثا وسبعين كربة، واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربه العظمى، قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم.

3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن نعيم، عن مسمع أبي سيار، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من نفس عن مؤمن كربة نفس

 

____________

(1) أبوعمارة كنية لجماعة أكثرهم من أصحاب الباقر (عليه السلام) وكلهم مجاهيل وحماد بن أبي حنيفة أيضا مجهول والظاهر أنه كان يسأل تكرار هذا الحديث بعينه لالتذاذه بسماعة وليؤثر فيه فيحثه على العمل به (آت).

(2) اللهفان صفة مشبهة كاللهثان وفى النهاية فيه اتقوا دعوة اللهفان وهو المكروب. يقال:

لهف يلهف لهفا فهو لهفان ولهف فهو ملهوف. وفى القاموس اللهثان: العطشان وقد لهث كسمع وكغراب: حر العطش وشدة الموت ولهث كمنع لهثاولهاثا بالضم أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو اعياء. انتهى (آت). [*]

 

===============

(200)

الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد (1) ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم (2).

4 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: من فرج عن مؤمن فرج الله عن قلبه يوم القيامة.

5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح عن ذريح المحاربي قال: سمعت أباعبدالله (عليه السلام): يقول أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة، قال: ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة، قال: والله في عون المؤمن ماكان المؤمن في عون أخيه، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير (3).

(باب اطعام المؤمن)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أشبع مؤمنا وجبت له الجنة ومن أشبع كافرا كان حقا على الله أن يملا جوفه من الزقوم، مؤمنا كان أو كافرا (4).

2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لان اطعم رجلا من المسلمين أحب إلي من أن اطعم افقا من الناس (5)، قلت: وما الافق؟ قال: مائة ألف أو يزيدون.

3 عنه، عن أحمد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان

 

____________

(1) أى فرح القلب مطمئنا واثقا برحمة الله (آت).

(2) " الرحيق المختوم " الرحيق من أسماء الخمر يريد خمر الجنة والمختوم: المصون الذى لم يبتذل لاجل ختامه.

(3) في بعض النسخ [بالخير]. (4) أى من أشبع كافرا لكفره.

(5) لعله مجاز من باب إطلاق اسم المحل على الحال لان معنى الافق: الناحية كما في الصحاح. [*]

 

===============

(201)

في ملكوت السماوات الفردوس وجنة عدن وطوبى [و] شحرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده (1).

4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما شبعهما (2) إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة.

5 عنه، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم.

6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؟ عن جعفر بن محمد الاشعري، عن عبدالله بن ميمون القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الاجر في الآخرة، لاملك مقرب ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين، ثم قال: من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان (3) ثم تلاقول الله عزوجل: " أو إطعام في يوم ذي مسغبة * يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذامتربة (4) ".

7 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): من سقى مؤمنا شربة من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة وإن سقاه من حيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل.

8 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): أتحب إخوانك يا حسين؟ قلت:

نعم، قال: تنفع فقراء هم؟ قلت: نعم، قال: أما إنه يحق عليك (5) أن تحب من يحب

 

____________

(1) عد طوبى من الجنان لان فيه من أنواع الثمار وقوله: " وشجرة " عطف على ثلاث يعني أطعمه الله من ثلاث جنان ومن شجرة في جنة عدن، غرسها الله بيده (في).

(2) في القاموس الشبع بالفتح وكعنب: سد الجوع وبالكسر وكعنب اسم مااشبعك (آت).

(3) السغبان: الجائع.

(4) البلد 14 16. والمقربة من القرابة والمتربة من التراب (في).

(5) أى يجب ويلزم. [*]

 

===============

(202)

الله (1)، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه (2)، أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت:

نعم ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة والاقل والاكثر، فقال أبوعبدالله.

أما إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك اطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم؟! قال: نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك (3) وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك.

9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمد الوابشي قال: ذكر أصحابنا عند أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت: ما أتغدى ولا أتعشى (4) إلا ومعي منهم الاثنان والثلاثة وأقل وأكثر، فقال أبوعبدالله (عليه السلام): فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك كيف وأنا اطعمهم طعامي وانفق عليهم من مالي واخدمهم عيالى فقال: إنهم إذا دخلوا عليك دخوا برزق من الله عزوجل كثيرا وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك.

10 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مقرن، عن عبيد الله الوصافي:

عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لان اطعم رجلا مسلما أحب إلي من أن اعتق افقا (5) من الناس قلت: وكم الافق؟ فقال: عشرة آلاف.

11 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من أطعم أخاه في الله كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس (6)، قلت: وما الفئام [من الناس]؟ قال: مائة ألف من الناس.

12 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن سدير الصير في قال: قال لي أبوعبدالله (عليه السلام): مامنعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ قلت:

 

____________

(1) برفع الجلالة أى يحبه الله ويحتمل النصب والاول أظهر (آت)

(2) كأن غرضه (عليه السلام) أن دعوى المحبة بدون النفع كذب وان كنت صادقا في دعوى المحبة لابد أن تنفعهم (آت)

(3) الباء للمصاحبة أو للتعدية وفى سائر الاخبار " برزقك ورزق عيالك " ولايبعد أن يكون سهوا من الرواة ليكون مابعده تأسيسا (آت).

(4) التغدى: الاكل بالغداء أى أول اليوم ; والتعشى، الاكل بالعشى اى آخر اليوم وأول الليل (آت).

(5) مرمعنى الافق في توضيح الحديث الثانى من الباب.

(6) الفئام بالفاء مهموزا: الجماعة من الناس (في). [*]

 

===============

(203)

لايحتمل مالي ذلك، قال: تطعم كل يوم مسلما، فقلت: موسرا أو معسرا؟ قال:

فقال: إن الموسر قد يشتهي الطعام.

13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد؟ عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اكلة (1) يأكلهاأخي المسلم عندي أحب إلي من أن اعتق رقبة.

14 عنه، عن إسماعيل بن مهران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لان اشبع رجلا من إخواني أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذا فأبتاع منها رأسا فاعتقه.

15 عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لان آخذ خمسة دراهم [و] أدخل إلى سوقكم هذا فأبتاع بها الطعام وأجمع نفرا من المسلمين أحب إلي من أن اعتق نسمة.

16 عنه، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سئل محمد بن علي صلوات الله عليهما مايعدل عتق رقبة؟ قال: إطعام رجل مسلم.

17 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة، عن أبي شبل قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ما أرى شيئا يعدل زيارة المؤمن إلا إطعامه وحق على الله أن يطعم من أطعم مؤمنا من طعام الجنة.

18 محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن رفاعة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لان اطعم مؤمنا محتاجا أحب إلي من أن أزوره ولان أزوره أحب إلي من أن اعتق عشر رقاب.

19 صالح بن عقبة. عن عبدالله بن محمد ويزيد بن عبدالملك عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أطعم مؤمنا موسرا كان له يعدل رقبة من ولد إسماعيل ينقذه من الذبح، ومن أطعم مؤمنا محتاجا كان له يعدل مائة رقبة من ولد إسماعيل ينقذها من الذبح.

 

____________

(1) الاكلة بالضم: اللقمة ويمكن أن تكون بالفتح وهى المرة من الاكل فعلى الاول الضمير في يأكلها مفعول به وعلى الثانى مفعول مطلق. [*]

 

===============

(204)

20 صالح بن عقبة، عن نصر بن قابوس، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: لاطعام مؤمن أحب إلي من عتق عشررقاب وعشر حجج (1)، قال: قلت: عشر رقاب وعشر حجج؟ قال: فقال: يا نصر إن لم تطعموه مات أو تدلونه (2) فيجئ إلى ناصب فيسأله والموت خير له من مسألة ناصب، يا نصر من أحيى مؤمنا فكأنما أحيى الناس جميعا فإن لم تطعموه فقد أمتموه وإن أطعمتموه فقد أحييتموه.

(باب من كسا مؤمنا)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أوصيف كان حقا على الله أن يكسوه من ثياب الجنة وأن يهون عليه سكرات الموت وأن يوسع عليه في قبره وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول الله عزوجل في كتابه: " وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون (3) ".

2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن بكربن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من كسا أحدا من

 

____________

(1) " عشر حجج " عطف على العتق " عشر رقاب " أى عتق رقاب، قاله تعجبا فأزال (عليه السلام) تعجبه بأن قال إن لم تطعموه فأما أن يموت جوعا إن لم يسأل النواصب أو يصير ذليلا بسؤل ناصب وهو عنده بمنزلة الموت بل أشد عليه منه فأطعامه سبب لحياته الصورية والمعنوية وقد قال تعالى: " من أحيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا " والمراد بالنفس المؤمنة وبالاحياء أعم من المعنوية لما ورد في الاخبار الكثيرة أن تأويلها الاعظم هدايتها لكن كان الظاهر حينئذ " أو تدلوه " للعطف على الجزاء ولذا قرء بعضهم بفتح الواو على الاستفهام الانكارى و " تدلونه " بالدال المهملة واللام المشددة من الدلالة والحاصل أنه لما قال (عليه السلام) الموت لازم لعدم الاطعام كان هنا مظنة سؤال وهو أنه يمكن أن يسأل الناصب ولايموت فأجاب (عليه السلام) بأنه أن أردتم أن تدلوه على أن يسأل ناصبا فهولايسأله لان الموت خير له من مسألته فلابد من أن يموت، فأطعامه أحياؤه وقرء آخر " تدلونه " بالتخفيف من الادلاء بمعنى الارسال وماذكرناه أولا أظهر معنى وقوله: " فقد أمتموه " يحتمل الاماتة بالاضلال او بالاذلال وكذا الاحياء يحتمل الوجهين (آت).

(2) في بعض النسخ [تذلونه فيأتي] بالمعجمة.

(3) الانبياء: 103. [*]

 

===============

(205)

فقراء المسلمين ثوبا من عري (1) أو أعانه بشئ مما يقوته (2) من معيشته وكل الله عز وجل به سبعة آلاف ملك من الملائكة، تستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور.

3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كسا أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عري أو أعانه بشئ مما يقوته من معيشته وكل الله عزوجل به سبعين ألف ملك من الملائكة تستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في الصور.

4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) [قال:] من كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر. وقال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله مادام عليه سلك (3).

5 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه كان يقول: من كسا مؤمنا ثوبا من عري كساه الله من إستبرق الجنة ومن كسا مؤمنا ثوبا من غنى لم يزل في ستر من الله ما بقي من الثوب خرقة.

 

(باب)

* (في الطاف المؤمن واكرامه) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن الحسين ابن هاشم، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أخذ من وجه (4) أخيه

 

____________

(1) بضم العين وسكون الراء خلاف اللبس والفعل كرضى.

(2) في أكثر النسخ بالتاء وهو المسكة من الرزق. والضمير المنصوب في يقوته راجع إلى الفقير والضمير في قوله: " من معيشته " الظاهر رجوعه إلى المعطى ويحتمل رجوعه إلى الفقير أيضا وأما إرجاع الضميرين معا إلى المعطى فيحتاج إلى تكلف في يقوته وفى بعض النسخ [يقويه]

بالياء من التقوية بالاختمال الاخير لاتكلف فيه والكل مختمل (آت).

(3) السلك بالكسر: الخيط يخاط بها والجمع سلوك. (4) في بعض النسخ [في وجه]. [*]

 

===============

(206)

المؤمن قذاه (1) كتب الله عزوجل له عشر حسنات ; ومن تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة.

2 عنه، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من قال لاخيه المؤمن: مرحبا كتب الله تعالى له مرحبا إلى يوم القيامة.

3 عنه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أتاه أخوه المسلم فأكرمه فإنما أكرم الله عزوجل 4 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن نصر بن إسحاق، عن الحارث ابن النعمان، عن الهيثم بن حماد، عن أبي داود، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما في امتي عبد ألطف أخاه في الله بشئ من لطف إلا أخدمه الله من خدم الجنة.

5 وعنه، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبدالله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها وفرج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود عليه الرحمة ما كان في ذلك.

6 عنه، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبدالعزيز، عن جميل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقو ل: إن مما خص الله عزوجل به المؤمن أن يعرفه بر إخوانه وإن قل ; وليس البر بالكثرة وذلك أن الله عزوجل يقول في كتابه: " ويؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة (ثم قال:) ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون (2) " ومن عرفه الله عزوجل بذلك أحبه الله ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل ارو هذاالحديث لاخوانك، فانه ترغيب في البر.

 

____________

(1) القذى جمع قذاة وهو مايقع في العين أو في الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك.

(2) الممتحنة: 10 أى يوق شح نفسه بوقاية الله وتوفيقه ويحفظها عن البخل والحرص. [*]

 

===============

(207)

7 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن المؤمن ليتحف أخاه التحفة، قلت:

وأي شئ التحفة؟ قال: من مجلس ومتكأو طعام وكسوة وسلام، فتطاول الجنة (1)

مكافأة له ويوحي الله عزوجل إليها: أني قد حرمت طعامك على أهل الدنيا إلا على نبي أووصي نبي، فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عزوجل إليها: أن كافئ أوليائي بتحفهم فيخرج منها وصفاء ووصائف (2) معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ، فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت عقولهم وامتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش أن الله عزوجل قدحرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون.

8 محمدبن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة.

9 الحسين بن محمد: ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد ابن أسلم، عن محمد بن علي بن عدي قال: أملا علي محمد بن سليمان، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما استطعت، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس (3) وقرح قلبه.

 

(باب في خدمته)

1 محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إسماعيل بن أبان، عن صالح بن أبي الاسود، رفعه، عن أبي المعتمر قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيما مسلم خدم قوما من المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداما في الجنة.

 

____________

(1) أى تمتد وترتفع لارادة مكافاته واطعامه في الدنيا (آت).

(2) في المصباح، الوصيف الغلام دون المراهق والوصيفة الجارية كذلك والجمع وصفاء و وصائف مثل كريم وكرماء وكرائم.

(3) أى خدشه ولطمه وضربه وقطع عضوامنه، وقرح بالقاف من باب التفعيل كناية عن شدة الغم واستمراره (آت) وقال الفيض (ره) القرح بضم القاف والمهملتين: الالم وقرح قلبه أى ألمه.

(4) أى مافعل ذلك ألا أعطاه الله أو لفظة " إلا " زائدة. [*]