(باب)

* (في قلة عدد المؤمنين) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن قتيبة الاعشى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: المؤمنة أعز من المؤمن والمؤمن أعز من الكبريت الاحمر، فمن رأى منكم الكبريت الاحمر (2).

2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبى نجران، عن مثنى الحناط، عن كامل التمار قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: الناس كلهم بهائم ثلاثا (3) إلا قليل من المؤمنين، والمؤمن غريب (4) ثلاث مرات.

3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول لابي بصير: أما والله لوأني أجد منكم ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا.

4 محمد بن الحسن وعلي بن محمد بن بندار، عن أبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله ابن حماد الانصاري، عن سدير الصيرفي قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) فقلت له:

والله ما يسعك القعود، فقال: ولم ياسدير؟ قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك والله لوكان لامير المؤمنين (عليه السلام) مالك من الشيعة والانصار والموالي ماطمع فيه تيم ولا عدي، فقال: يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قلت: مائة ألف، قال:

مائة ألف؟ قلت: نعم، ومائتي ألف قال: مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف الدنيا

 

____________

(1) الاعراف: 199.

(2) الكبريت الاحمر هو الجوهر الذى يطلبه أصحاب الكيميا وهو الاكسير. وقوله " المؤمنة أعز " يعنى أن المؤمنة أقل وجودا من المؤمن وذلك لان المرأة الصالحة في غاية الندرة.

(3) يعنى قاله ثلاث مرات.

(4) في بعض النسخ [والمؤمن عزيز]. [*]

 

===============

(243)

قال: فسكت عني ثم قال: يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع (1) قلت: نعم فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت فركبت الحمار، فقال: ياسدير أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل (2) قال: الحمار أرفق بي فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: ياسدير انزل بنا نصلي، ثم قال: هذه أرض سبخة (3) لاتجوز الصلاة فيها فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء ونظر إلى غلام يرعى جداء (4) فقال: والله يا سدير لوكان لي شيعة بعدد هذه الجداء وما وسعني القعود، ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر (5).

5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران قال: قال لي عبد صالح صلوات الله عليه: يا سماعة أمنوا على فرشهم وأخافوني (6) أما والله لقد كانت الدنيا وما فيها إلا واحد يعبد الله ولو كان معه غيره لاضافه الله عزوجل إليه حيث يقول: " إن إبراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين (7) " فغبر بذلك ما شاء الله، ثم إن الله آنسه

 

____________

(1) " يخف عليك " بكسر الخاء أى يسهل ولا يثقل وفى القاموس خف القوم: ارتحلوا مسرعين. وينبع كينصر: حصن له عيون ونخيل وزروع بطريق حاج مصر.

(2) " أزين " من الزينة. " أنبل " في القاموس النبل بالضم: الذكاء والنجابة.

(3) السبخة: ارض ذات نز وملح، مايعلو الماء كالطحلب.

(4) الجدى من اولاد المعز وهو ما بلغ ستة أشهر او سبعة والجمع جداء.

(5) لا ينافى هذا مامر في المجلد الاول ص 340 من كون الثلاثين مع الصاحب لانهم اعم من الرجال الاحرار وغيرهم وأيضا المراد هنا تحقق سبعة عشر من المخلصين مع ما ذكر من عدد المتشيعة لا مطلقا.

(6) أى بالاذاعة وترك التقية والضمير في آمنوا راجع إلى المدعين للتشيع (7) النحل: 120: قوله: " وما فيها " الواو للحال و " ما " نافية. " ولو كان معه غيره " أى من أهل الايمان " لاضافة الله عزوجل إليه " لان الغرض ذكر أهل الايمان التاركين للشرك حيث قال: " ولم يك من المشركين " فلو كان معه غيره لذكره معه " إن إبراهيم كان امة " لانه كان على دين لم يكن عليه أحد غيره فكان امة واحدة وكان هذا بعد وفات لوط (عليه السلام). وقوله " قانتا لله " أى مطيعا له. " حنيفا " أى مستقيما على الطاعة وطريق الحق وهو الاسلام. و قوله: " فغبر " في أكثر النسخ بالغين المعجمة والباء الموحدة أى مكث أو مضى وذهب، فعلى الاول فيه ضمير مستتر راجع إلى إبراهيم وعلى الثانى فاعله ماشاء الله وفى بعض النسخ [فصبر]

فهو موافق للاول وفى بعضها بالعين المهملة فهو موافق للثانى (آت) ملخصا). [*]

 

===============

(244)

بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة، أما والله إن المؤمن لقليل وإن أهل الكفر (1)

لكثير أتدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك فقال: صيروا انسا للمؤمنين، يبثون إليهم ما في صدورهم فيستريحون إلى ذلك ويسكنون إليه.

6 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن اورمة، عن النضر، عن يحيى بن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام):

جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا احدثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والانصار ذهبوا إلا وأشار بيده ثلاثة (2) قال حمران: فقلت:

جعلت فداك ما حال عمار؟ قال: رحم الله عمارا أبا اليقظان بايع وقتل شهيدا، فقلت:

في نفسي ما شئ أفضل من الشهادة فنظر إلي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات (3).

7 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس كل من قال بولايتنا مؤمنا ولكن جعلوا انسا للمؤمنين.

 

____________

(1) الكفر هنا مايقابل الايمان الكامل. لا مايقابال الاسلام.

(2) يعنى أشار (عليه السلام) بثلاث اصابع من يده. والمراد بالثلاثة سلمان وأبوذر والمقداد كما روى الكشى ص 8 باسناده عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: ارتد الناس الا ثلاثة نفر:

سلمان وأبوذر والمقداد، قال الراوى فقلت: عمار؟ قال: كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال: ان أردت الذى لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد فاما سلمان فانه عرض في قلبه أن عند اميرالمؤمنين (عليه السلام) اسم الله الاعظم لو تكلم به لاخذتهم الارض وهو هكذا وأما أبوذر فأمره أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالسكوت ولم يأخذه في الله لومة لائم فابى الاان يتكلم انتهى. قوله جاض أى عدل عن الحق وفى بعض النسخ بالحاء والصاد المهملتين، وحاصوا عن العدواى انهزموا، والمراد بالناس غير أهل البيت، وبالارتداد الارتداد عن الايمان لا عن الاسلام كما يفهم من الاخبار. وفيه باسناده، عنه عن أبيه عن جده عن على (عليه السلام) قال: ضاقت الارض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون منهم سلمان الفارسى والمقداد وأبوذر وعمار وحذيفة رحمهم الله وكان على (عليه السلام) يقول: وأنا إمامهم وهم الذين صلوا على فاطمة (عليها السلام). وفيه: في حديث آخر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان وأبوذر والمقداد وأناب الناس بعد، كان اول من اناب أبوساسان [حصين بن منذر الوقاشى صاحب راية على (عليه السلام)]

وعمار وأبوعروة وشتيرة فكانوا سبعة فلم يعرف حق أمير المؤمنين (عليه السلام) الا هؤلاء السبعة.

(3) قوله: " أيهات " لغة في هيهات. أى بعد عن الحق رأيك. [*]

 

===============

(245)

 

(باب)

* (الرضا بموهبة الايمان والصبر على كل شئ بعده) *

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن فضيل بن يسار، عن عبدالواحد بن المختار الانصاري قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): يا عبدالواحد ما يضر رجلا إذا كان على ذا الرأي (1) ما قال الناس له ولو قالوا: مجنون ; وما يضره ولو كان على رأس جبل يعبد الله حتى يجيئه الموت.

2 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: لولم يكن في الارض إلا مؤمن واحد لاستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه انسا لايحتاج إلى أحد.

3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن موسى، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام): قال: مايبالي (2)

من عرفه الله هذا الامر أن يكون على قلة جبل يأكل من نبات الارض حتى يأتيه الموت.

4 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن كليب بن معاوية، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما ينبغي للمؤمن أن يستوحش إلى أخيه فمن دونه (3)، المؤمن عزيز في دينه.

 

____________

(1) أى على هذا الرأى وهو التشيع. (2) خبر، أو المعنى ينبغى أن لايبالي إذا كان على هذا الامر يعنى التشيع.

(3) ضمن الاستيحاش الاستيناس فعداه بالى وإنما لاينبغى له ذلك لانه ذل، فلعل أخاه الذى ليس في مرتبته لا يرغب في صحبته (في). وفى بعض النسخ [عمن دونه]. وفى بعضها [عن دونه]. [*]

 

===============

(246)

5 عنه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار قال: دخلت على أبي عبدالله (عليه السلام) في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه (1) فقال: يا فضيل إنني كثيرا ما أقول: ما على رجل (2)

عرفه الله هذا الامر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه الموت، يا فضيل بن يسار إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم، يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له ولو أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له، يا فضيل بن يسار إن الله لا يفعل بالمؤمن إلاما هو خير له يا فضيل ابن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عزوجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء يا فضيل بن يسار إنه من كان همه هما واحدا كفاه الله همه ومن كان همه في كل وادلم يبال الله بأي واد هلك (3).

6 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن منصور الصيقل والمعلى بن خنيس قالا: سمعنا أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عزوجل: ما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن (4)، إنني لاحب لقاء ه ويكره الموت فأصرفه عنه، وإنه ليدعوني فاجيبه و إنه ليسألني فاعطيه، ولو لم يكن في الدنيا إلا واحد من عبيدي مؤمن لا ستغنيت به عن جميع خلقي ولجعلت له من إيمانه انسا لايستوحش إلى أحد (5).

 

____________

(1) كناية عن نحافة جسمه (عليه السلام). (2) " ما " نافية أو استفهامية.

(3) " في كل واد " أي من أودية الضلالة والجهالة. قوله: " لم يبال الله باى وادهلك " اى صرف الله لطفه وتوفيقه عنه وتركه مع نفسه وأهوائها حتى يهلك باختيار واحد من الاديان الباطلة أوكل واد من أودية الدنيا وكل شعبة من شعب اهواء النفس الامارة بالسوء من حب المال والجاه والشرف والعلو ولذة المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وغير ذلك من الامور الباطلة الفانية والحاصل من اتبع الشهوات النفسانية اوالاراء الباطلة ولم يصرف نفسه عن مقتضاها إلى دين الحق وطاعة الله ومايوجب قربه لم يمدده الله بنصره وتوفيقه ولم يكن له عندالله قدر ومنزلة ولم يبال باى طريق سلك ولا في أى واد هلك (آت).

(4) قوله: " ما ترددت " هذا الحديث من الاحاديث المشهورة بين الفريقين ومن المعلوم انه سبحانه لم يردد التردد المعهود من الخلق في الامور التى يفسدونها فيترد دون في إمضائه لجهلهم بعواقبها، أو لقلة ثقتهم بالتمكن منها لمانع فلابد فيه من تأويل. راجع مرآة العقول ج 2 ص 221.

(5) فيه تضمين معنى الاستيناس لتعديته بالى، أى استوحش من الناس مستأنسا إلى أخيه. [*]

 

===============

(247)

 

(باب)

* (في سكون المؤمن إلى المؤمن) *

1 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن، كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد.

 

(باب)

* (فيما يدفع الله بالمؤمن) *

1 محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن التيمي (1)، عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء.

2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا يصيب قرية عذاب وفيها سبعة من المؤمنين.

3 علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قيل له في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين؟ قال: نعم ولكن يخلصون بعده (2)

 

____________

(1) هو على بن الحسن بن فضال كان فطحيا لم يروعن أبيه شيئا قال النجاشى: فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث والمسموع قوله فيه، سمع منه شيئا كثيرا. وقال الشيخ في الفهرست ثقة كثير العلم واسع الاخبار، جيد التصانيف غير معاند، وكان قريب الامر إلى أصحابنا الامامية القائلين باثنى عشر وكتبه في الفقه والاخبار حسنة.

(2) اى بعد الموت. [*]

 

===============

(248)

 

(باب)

* (في أن المؤمن صنفان) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن نصير أبي الحكم الخثعمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: المؤمن: مؤمنان فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عزوجل: " رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه (1) " فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ومؤمن كخامة الزرع (2)، تعوج أحيانا وتقوم أحيانا، فذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة وذلك ممن يشفع له ولا يشفع.

2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبدالله، عن خالد العمي عن خضر بن عمرو، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: المؤمن مؤمنان: مؤمن وفي لله بشروطه التي شرطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وذلك من يشفع ولا يشفع له وذلك ممن لا تصيبه أهوال الدنيا ولاأهوال الآخرة ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفئته الريح انكفأ وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا والآخرة ويشفع له وهو على خير.

3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن يونس بن يعقوب، عن أبي مريم الانصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الاخوان، فقال:

الاخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة (3)، فأما إخوان الثقة فهم الكف والجناح والاهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك

 

____________

(1) الاحزاب: 23.

(2) الخامة من الزرع اول ماينبت على ساق او اللطافة الغضة منه أو الشجرة الغضة منه.

(3) الكشر: ظهور الاسنان في الضحك، وكاشره إذا ضحك في وجهه وباسط، والاسم الكشرة كالعشرة. [*]

 

===============

(249)

وصاف من صافاه (1) وعاد من عاداه واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن ; واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الاحمر، وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم، فلا تقطعن ذلك منهم ولا تطلبن ماوراء ذلك من ضمير هم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان.

 

(باب)

* (ما أخذه الله على المؤمن من الصبر على ما يلحقه فيماابتلى به (2) *

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن داود ابن فرقد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لاتصدق مقالته ولا ينتصف من عدوه (3) وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها لان كل مؤمن ملجم (4).

2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; ومحمدبن يحيى، عن أحمد بن محمد، جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع، أيسرها عليه (5) مؤمن يقول بقوله (6) يحسده، أو منافق يقفو أثره، أوشيطان يغويه، أو كافر يرى جهاده، فما بقاء المؤمن بعد هذا.

3 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث (7)

ولربما اجتمعت الثلاث عليه، إما بغض من يكون معه في الدار، يغلق عليه بابه

 

____________

(1) أى اخلص الود لمن أخلص له الود (آت).

(2) أى مايلحقه من الهم والغم فيما ابتلى به من الامور الاربعة المذكورة في الاخبار أو على مايلحقه من معاشرة الخلق (آت).

(3) الانتصاف: الانتقام.

(4) أى ليس بمطلق العنان، خليع العذار، يقول مايشاء ويفعل مايريد.

(5) في بعض النسخ [أشدها].

(6) أى يدين بدينه.

(7) " ما أفلت المؤمن " أى ما تخلص وما هرب. [*]

 

===============

(250)

يؤذيه، أو جار يؤذيه، أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه ; ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث الله عزوجل إليه شيطانا يؤذيه ويجعل الله له من إيمانه انسا لا يستوحش معه إلى أحد (1).

4 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن داود ابن سرحان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: أربع لا يخلو منهن المؤمن أو واحدة منهن، مؤمن يحسده وهو أشد هن عليه، ومنافق يقفو أثره، أوعدو يجاهده أوشيطان يغويه.

5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل جعل وليه في الدنيا غرضا لعدوه (2).

6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السلام) فشكاإليه رجل الحاجة فقال له: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، قال: ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال:

أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ فقال: أصلحك الله ضيق منتن وأهله بأسوء حال، قال: فإنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سعة، أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن.

7 عنه (3) عن محمد بن علي، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: الدنيا سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير.

 

____________

(1) ذكروا لتسليط الشياطين والكفرة على المؤمنين وجوها من الحكمة، الاول: أنه كفارة لذنوبه. الثانى: انه لاختبار صبره وادراجه في الصابرين. الثالث: أنه لتزهيده في الدنيا لئلا يفتتن بها ويطمئن إليها فيشق عليه الخروج منها. الرابع: توسله إلى الحق سبحانه في الضراء وسلوكه مسلك الدعاة لدفع مايصيبه من البلايا فيرتفع بذلك درجته. الخامس: وحشته عن المخلوقين وانسه برب العالمين راجع مرآة العقول ج 2 ص 222.

(2) الغرض بالتحريك: هدف يرمى فيه، أى جعل محبه في الدنيا هدفا لسهام عداوة عدوه وحيله وشروره (آت).

(3) ضمير " عنه " راجع إلى البرقى. ومحمد بن على هو أبوسمينة (آت). [*]

 

===============

(251)

8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: المؤمن مكفر (1).

وفي رواية اخرى: وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينشر في الناس والكافر مشكور.

9 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا وقد وكل الله به أربعة: شيطانا يغويه يريد أن يضله، وكافر ايغتاله (2)، ومؤمنا يحسده، وهو أشد هم عليه، ومنافقا يتتبع عثراته.

10 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إذا مات المؤمن خلي على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به (3).

11 سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك، عن عبدالله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ماكان ولا يكون وليس بكائن مؤمن إلا وله جار يؤذيه ; ولوأن مؤمنا في جزيرة من جزائر البحر لا بتعث الله له من يؤذيه.

12 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما كان فيما مضى ولا فيما بقي ولا فيما أنتم فيه مؤمن إلا وله جار يؤذيه.

 

____________

(1) على بناء المفعول من التفعيل أى المجحود النعمة مع احسانه وهو ضد للمشكور أى لا يشكر الناس معروفه. روى الصدوق في العلل باسناده عن الحسين بن جعفر عن ابيه، عن جده على بن الحسين (عليهم السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكفرا، لا يشكر معروفه ولقد كان معروفه على القرشى والعربى والعجمى. ومن كان أعظم معروفا من رسول الله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون، لا يشكر معروفنا وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم.

(2) في بعض النسخ [يقاتله].

(3) " خلى " من التخلية ضمن معنى الاستيلاء فعدى بعلى. يعنى يخلى بين الشياطين المشتغلين به أيام حياته وبين جيرانه بعد مماته، وربيعة ومضر قبيلتان صارتا مثلا في الكثرة (في). [*]

 

===============

(252)

13 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما كان ولا يكون إلى أن تقوم الساعة مؤمن إلا وله جار يؤذيه.

 

(باب)

* (شدة ابتلاء المؤمن) *

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن أشد الناس بلاء ا (1) الانبياء ثم الذين يلونهم، ثم الامثل فالامثل (2).

2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: ذكر عند أبي عبدالله (عليه السلام) البلاء وما يخص الله عزوجل به المؤمن، فقال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أشد الناس بلاء في الدنيا فقال: النبيون ثم الامثل فالامثل، ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه (3) وضعف عمله قل بلاؤه.

3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن عظيم الاجر لمع عظيم البلاء وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم.

4 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبدالله، عن فضيل بن يسار، عن أبي

 

____________

(1) البلاء: مايختبر ويمتحن به من خير أو شر، وأكثر ما ياتى مطلقا الشر وما اريد به الخير ياتى مقيدا كما قال الله تعالى: " بلاء حسنا " واصله المحسنة.

(2) أي الاشرف فالاشرف والاعلى فالاعلى في الرتبة والمنزله (آت)

((3) السخف: الخفة في العقل وغيره. ذكره الجزرى والفعل ككرم. [*]

 

===============

(253)

جعفر (عليه السلام) قال: أشد الناس بلاء الانبياء ثم الاوصياء ثم الاماثل فالاماثل.

5 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن لله عزوجل عبادا في الارض من خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الارض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم ولا بلية إلا صرفها إليهم.

6 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن عبيد، عن الحسين ابن علوان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه قال وعنده سدير: إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا وإنا وإياكم يا سدير لنصبح به ونمسي.

7 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الوليد بن علاء عن حماد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى إذاأحب عبدا غته بالبلاء غتا وثجه بالبلاء ثجا (2)، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك 8 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد الزراد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء، فمن رضي فله عند الله الرضا ومن سخط البلاء فله عند الله السخط.

9 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زكريا بن الحر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما يبتلي المؤمن في الدنيا على قدر دينه أو قال: على حسب دينه (3).

10 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه، عن محمد بن

 

____________

(1) غته اى غمسه والباء بمعنى (في).

(2) الثج: سيلان دماء الهدى والاضاحى. وثج الماء: سال، وثجه: أساله.

(3) الشك من الراوي والحسب بالتحريك: المقدار. [*]

 

===============

(254)

المثنى الحضرمي، عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه (1).

11 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: المؤمن لايمضي عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه، يذكربه.

12 محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معاوية بن عمار، عن ناجية قال: قلت لابي جعفر (عليه السلام): إن المغيرة (2) يقول: إن المؤمن لايبتلي بالجذام ولا بالبرص ولا بكذا ولا بكذا؟ فقال: إن كان لغافلا عن صاحب ياسين إنه كان مكنعا (3) ثم رد أصابعه (4) فقال: كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم فأنذر هم، ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه، ثم قال: إن المؤمن يبتلي بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه.

13 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن المؤمن من الله عزوجل لبأفضل مكان ثلاثا (5) إنه ليبتليه بالبلاء ثم ينزع نفسه عضوا عضوا من جسده وهو يحمد الله على ذلك.

 

____________

(1) " إنما المؤمن " كان المعنى أن حال المؤمن في إيمانه وبلائه بمنزله كفتى الميزان كما ورد " الصلاة ميزان، فمن وفى استوفى " (آت)

(2) هو المغيرة بن سعيد الذى روى الكشى روايات كثيرة تدل على لعنه وروى أن أبا الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إنه كان يكذب على أبى جعفر (عليه السلام) فأذاقه الله حر الحديد.

(3) " إن كان لغافلا " إن مخففة من المثقلة وصاحب ياسين هو حبيب بن إسرائيل النجار رضى الله عنه وهو الذى جاء من اقصى المدينة يسعى وكان ممن آمن بنبينا (صلى الله عليه وآله) وبينهما ستمائة سنة وعن النبى (صلى الله عليه وآله) " سباق الامم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين: على بن أبى طالب و صاحب ياسين ومؤمن آل فرعون " وفى رواية هم الصديقون وعلى أفضلهم والمكنع بتشديد النون المفتوحة: أشل اليد أو مقطوعها وفى بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق وهو من رجعت اصابعه إلى كفة وظهرت مفاصل اصول الاصابع. ورداصابعه (عليه السلام) يؤيد النسخة الثانية إذ لارد في الاشل والاقطع (في).

(4) " ثم رد أصابعه " من كلام الراوى اى رد (عليه السلام) أصابعه إلى كفه إشارة إلى تكنيعه.

(5) يعنى قاله ثلاثة مرات. [*]

 

===============

(255)

14 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن في الجنة منزلة لايبلغها عبد إلا بالابتلاء في جسده.

15 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد الاشعري، عن أبي يحيى الحناط، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السلام) ماألقى من الاوجاع وكان مسقاما (1) فقال: لي يا عبدالله لو يعلم المؤمن ماله من الاجر في المصائب لتمنى أنه قرض بالمقاريض.

16 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن رباط قال:

سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة أما إن ذلك إلى مدة قليلة وعافية طويلة.

17 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن الحسين بن المختار عن أبي اسامة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء (2) كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة ويحميه الدنيا (3) كما يحمي الطبيب المريض.

18 علي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيره، عن محمد بن يحيى الخثعمي، عن محمد ابن بهلول العبدي قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: لم يؤمن الله المؤمن من هزاهز الدنيا (4) ولكنه آمنه من العمى فيها والشقاء في الآخرة.

 

____________

(1) هذا من كلام أبى يحيى وضمير كان عائد إلى عبدالله. والمسقام بالكسر الكثير السقم و المرض (آت).

(2) في القاموس تعهده وتعاهده: تفقده واحدث العهد به.

(3) أى يمنعه الدنيا، حمى المريض مايضره: منعه اياه، فاحتمى وتحمى امتنع (آت).

(4) " هزاهز الدنيا " أى الفتن والبلايا التى يهتز فيها الناس. والمراد بالعمى عمى القلب قال الله تعالى: انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور " واما عمى البصر فهى مكرمة، روى الصدوق (ره) في الخصال باسناده عن أبى جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا أحب الله عبدا نظر اليه فاذا نظر عليه أتحفه بواحدة من ثلاثة إما صداع واما عمى واما رمد. [*]

 

===============

(256)

19 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن نعيم الصحاف عن ذريح المحاربي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: إني لاكره للرجل أن يعافي في الدنيا فلا يصيبه شئ من المصائب.

20 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن نوح بن شعيب، عن أبي داود المسترق، رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): دعي النبي (صلى الله عليه وآله) إلى طعام فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فتقع البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم تسقط ولم تنكسر فتعجب النبي (صلى الله عليه وآله) منها فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة فو الذي بعثك بالحق ما رزئت (1) شيئا قط، [قال:]

فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يأكل من طعامه شيئا وقال: من لم يرزأفمالله فيه من حاجة.

21 عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمن، عن أبي عبدالله (عليه السلام) (2) وأبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا حاجة لله فيمن ليس له (3) في ماله وبدنه نصيب.

22 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عثمان النوا؟

عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل يبتلي المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله وعلى ولده وعلى أهله وعلى كل شئ منه ولم يسلط على عقله، ترك له

 

____________

(1) على البناء للمجهول أى نقصت.

(2) وفى نسخة الوافى: [عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمن بن أبى عبدالله وأبى بصير، عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال:.. الخ] (3) اى لله. والظاهر ان المراد بالنصيب النقص الذى وقع بقضاء الله وقدره فيما له أوبدنه بغير اختياره ويحتمل الاختيار (آت).

وقال الفيض (ره) في الوافى: نصيب الله سبحانه في مال عبده وبدنه ما ياخذه منهما ليبلوه فيهما وهو زكاتهما، قال الله تعالى: " لتبلون في أموالكم وانفسكم ولتسمعن من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشركو أذى كثيرا وان تصبروا وتتقوافان ذلك من عزم الامور. [*]

 

===============

(257)

ليوحد الله به (1).

23 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين إما بذهاب ماله، أو ببلية في جسده.

24 عنه، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن أبي اسامة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال الله عزوجل: لولا أن يجد عبدي المؤمن في قلبه (2) لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد، لايصدع رأسه أبدا (3).

25 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

 

____________

(1) " أما ترى أيوب كيف سلط إبليس على ماله.. الخ " شاهد ذلك من كتاب الله قوله تعالى:

" واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه انى مسنى الشيطان بنصب وعذاب " فان قلت: إطلاق قوله تعالى: " ان عبادى ليس لك عليهم سلطان. الاية " ينافى ذلك، قلت: ذيل الاية يفسر صدرها وهو قوله: " الامن اتبعك من الغاوين.. الاية " توضيحه: أن جميع الايات الواردة في قصة سجدة آدم تدل على أن ابليس شانه الاغواء والاضلال يقابل الهداية، وهما من الامور القلبية المرتبطة بالايمان والعمل فالذى اتخذه لعنه الله ميدانا لعمله هو قلب الانسان وعمله الاضلال عن صراط الايمان والعمل الصالح، والذى رد الله عليه وحفظ عباده من كيده، فيه هو عبوديتهم فعباده تعالى الواقعون في صراط العبودية مأمونون من كيده، كما قال تعالى: " انه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.. الاية " فالايمان هو العبودية والتوكل من لوازمها وأما اجسام العباد وما يلحق بهافليست بمأمونة عن كيده ومكره فله ان يمس العبد المؤمن في غيرعقله وايمانه من جسم او مال أو ولد أو نحو ذلك، وأثره الايذاء، واما ماوراء ذلك فلا. ومن هنا يظهر أن الوصف في قوله: " ان عبادى.. الخ " كالمشعر بالعلية.

أفاده العلامة الطباطبائى.

(2) كأن مفعول الوجدان محذوف اى شكا أو حزنا شديدا أو يكون الوجد بمعنى الغضب أو بمعنى الحزن فقوله: " في قلبه " للتأكيد أى وجدا مؤثرا في قلبه باقيا فيه. في المصباح وجدته أجده وجدانا بالكسر ووجدت عليه موجدت غضبت، ووجدت به في الحزن وجدا بالفتح انتهى، والعصابة بالكسر ما يشد على الرأس والعمامة والعصب: الطى الشديد وعصب رأسه بالعصابة وعصب ايضا أى شده بها (آت).

(3) الصداع: وجع الرأس. [*]

 

===============

(258)

مثل المؤمن كمثل خامة الزرع (1) تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك المؤمن تكفئه الاوجاع والامراض، ومثل المنافق كمثل الارزبة المستقيمة (2) التي لايصيبها شئ حتى يأتيه الموت فيقصفه قصقا (3).

26 علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما لاصحابه: ملعون كل مال لايزكى، ملعون كل جسد لايزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل: يارسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الاجساد؟ فقال لهم: أن تصاب بآفة، قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم: أتدرون ما عنيت بقولي؟ قالو: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش الخدشة وينكب النكبة و يعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة (4) وما أشبه هذا حتى ذكر في حديثه اختلاج العين (5).

27 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) أيبتلي المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا، قال:

فقال: وهل كتب البلاء إلا على المؤمن.

28 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن المؤمن: ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة بما فيها

 

____________

(1) خامة الزرع: أول مانبت على ساق " تكفئها الرياح " بالهمزة اى تقلبها (2) الارزبة بتقديم المهملة وتشديد الباء الموحدة: عصية من حديد.

(3) القصف: الكسر. قصف الشئ كسره الشئ انكسر.

(4) " ينكب النكبة " النكبة أن يقع رجله على حجارة ونحوها أو يسقط على وجهه او إصابته بلية خفيفة من بلايا الدهر وأمثال ذلك. " ويشاك الشوكة " يقال: شاكته الشوكة تشوكه وشيكة إذا دخلت في جسده شوكة.

(5) والاختلاج مرض من الامراض وقد ذكره الاطباء وهو حركة سريعة متواترة، غير عادية تعرض لجزء من البدن. [*]

 

===============

(259)

أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملك شيئا وإن الكافر ليهون على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا وإن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف (1) وإنه ليحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض.

29 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي (عليه السلام) أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم الامثل فالامثل ; وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عزوجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الارض (2).

30 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مالك ابن عطية، عن يونس بن عمار قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إن هذا الذي ظهر بوجهي (3) يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة، قال: فقال لي: لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الاصابع (4) فكان يقول هكذا ويمديديه ويقول:

" يا قوم اتبعوا المرسلين " ثم قال لي: إذا كان الثلث الاخير من الليل في أوله فتوض وقم إلى صلاتك التي تصليها فإذاكنت في السجدة الاخيرة من الركعتين الاوليين فقل وأنت ساجد: " يا علي يا عظيم با رحمن يا رحيم يا سامع الدعوات يا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله واصرف عني من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله وأذهب عنى بهذا الوجع

 

____________

(1) الطرف جمع طرفة وهى مايستطرف اى يستملح. أطرف فلانا: أعطاه مالم يعطه أحدا قبله. والاسم: الطرفة بالضم.

(2) القرار والقرارة: ماقر فيه. والمطمئن من الارض.

(3) الاثار التى ظهرت بوجهه كان برصا ويحتمل الجذام (آت).

(4) المكنع هو الذي وقعت أصابعه. وفى بعض النسخ [مكتعا] وهو الذى قد عقفت أصابعه. [*]

 

===============

(260)

وتسميه فانه قد غاظني وأحزنني " وألح في الدعاء. قال: فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب الله به عني كله.

 

(باب)

* (فضل فقراء المسلمين) *

1 علي بن إبراهميم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن سنان، عن العلاء عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن فقراء المسلمين (1) يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا (2) ثم قال: سأضرب لك مثل ذلك إنما مثل ذلك مثل سفينتين مربهما على عاشر (3) فنظر في إحداهما فلم يرفيها شيئا، فقال:

أسربوها (4) ونظر في ا [لا] خرى فاذاهي موقورة (5) فقال: احبسوها.

2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن سعدان قال:

قال أبوعبدالله (عليه السلام): المصائب منح من الله (6) والفقر مخزون عند الله.

3 وعنه (7) رفعه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه، فمن ستره أعطاه الله مثل أجر الصائم القائم ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله، أما إنه ما قتله بسيف و

 

____________

(1) في بعض النسخ [فقراء المؤمنين].

(2) الخريف: الزمان المعروف من السنة مابين الصيف والشتاء ويريد به أربعين سنة لان الخريف لا يكون في السنة الامرة واحدة فاذا انقضى أربعون خريفا فقد مضت أربعون سنة كذا في النهاية وفى معانى الاخبار باسناده عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان عبدا مكث في النار سبعين خريفا والخريف سبعون سنة إلى آخر الخبر وفسره صاحب المعالم بأكثر من ذلك. وفى مصباح المنبر الخريف: الفصل الذى تخترف فيه الثمار. اى تقطع فيها الثمار.

(3) العاشر: من يأخذ العشر. (4) " أسربوها " يعنى خلوها تذهب، بمعنى التوجه للامر والذهاب إليه.

(5) أى مملوة وفى بعض النسخ [موقرة] فهى بمعناها والتشبيه في غاية الحسن.

(6) المنح بكسر الميم وفتح النون جمع منحة بالكسر وهى العطية.

(7) ضمير " عنه " راجع إلى أحمد. [*]

 

===============

(261)

لارمح ولكنه قتله بما نكى (1) من قلبه.

4 عنه، عن محمد بن علي، عن داود الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن مفضل قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته.

5 وبإسناده قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها.

6 عنه، عن بعض أصحابه، رفعه، قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) ما اعطي عبد من الدنيا إلا اعتبارا وما زوي عنه إلا اختبارا.

7 عنه، عن نوح بن شعيب وأبي إسحاق الخفاف، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ليس لمصاص شيعتنا (2) في دولة الباطل إلا القوت، شرقوا إن شئتم أو غربوا لن ترزقوا إلا القوت.

8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن الاشعري، عن بعض مشائخه، عن إدريس بن عبدالله، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي الحاجة أمانة الله عند خلقه، فمن كتمها على نفسه أعطاه الله ثواب من صلى و من كشفها إلى من يقدر أن يفرج عنه ولم يفعل فقد قتله، أما إنه لم يقتله بسيف ولا سنان ولا سهم ولكن قتله بمانكى من قلبه.

9 وعنه، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن سعدان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إن الله عزوجل يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين، شبيها بالمعتذر إليهم فيقول: وعزتي وجلالى ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم علي ولترون ما أصنع بكم اليوم فمن زود أحدا منكم في دارالدنيا معروفا فخذوابيده فأدخلوه الجنة، قال:

فيقول رجل منهم: يا رب إن أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا النساء ولبسوا

 

____________

(1) من النكاية. أى كسر قلبه.

(2) المصاص: خالص كل شئ. [*]

 

===============

(262)

الثياب اللينة وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب (1) فأعطني مثل ماأعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى: لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفا.

10 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن إسماعيل ابن سهل وإسماعيل بن عباد، جميعا يرفعانه إلى أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما كان من ولد آدم مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء إبراهيم (عليه السلام) فقال: " ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا (2) " فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة وفي هؤلاء أموالا وحاجة.

11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3) فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسوله الله (صلى الله عليه وآله): أخفت

 

____________

(1) اى التى اشتهرت بالنفاسة. والمشهور: المعروف المكان والنبيه.

(2) وهذا من تتمة قول ابراهيم (عليه السلام) قال الله في سورة الممتحنة: " قدكانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومماتعبدون من دون الله كفرنابكم وبدابيننا العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لابيه لاستغفرن لك وما أملك لك من الله من شئ ربنا عليك توكلنا واليك أنبنا واليك المصير، ربنا لاتجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا انك انت العزيز الحكيم " معناه: لاتعذبنا بأيديهم ولا ببلاء من عندك فيقولوا لوكان هؤلاء على الحق لما أصابهم هذا البلاء. والمعنى المستفاد من الخبر قريب من هذا لان الفقر أيضا بلاء يصير سببا لافتتان الكفار إما بان ينفروا من الاسلام خوفا من الفقر أو قالوا: لوكان هؤلاء على الحق لما ابتلوا بعموم الفقر فيهم.

(3) قال الشيخ البهائى قدس سره " إلى " بمعنى مع كما قال بعض المفسرين في قوله تعالى " من انصارى إلى الله " أو بمعنى عند كما في قول الشاعر: " اشهى إلى من الرحيق السلسل " ويجوز ان يضمن جلس معنى توجه أو نحوه. و " درن النوب " بفتح الدال وكسر الراء صفة مشبهة من الدرن بفتحهما وهو الوسخ (آت). [*]

 

===============

(263)

أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن (1) وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): للمعسر أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال:

أخاف أن يدخلني ما دخلك.

12 علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: في مناجات

 موسى (عليه السلام): يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين ; وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل: ذنب عجلت عقوبته (2).

13 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): طوبى للمساكين بالصبر وهم الذين يرون ملكوت السماوات والارض.

14 وبإسناده قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الله الرضا من قلوبكم يثبكم الله عزوجل على فقركم، فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم.

15 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عيسى الفراء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه (3) أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس كثير، فيقول: عبادي! ليقولون: لبيك

 

____________

(1) اى ان لى شيطانا يغوينى ويجعل القبيح حسنافى نظرى والحسن قبيحاوهذا الصادر منى من جملة اغوائه. ويمكن أن يراد به النفس الامارة التى طغت وبغت بالمال (آت).

(2) الشعار بالكسر مايلى الجلد من الثياب لانه يلى شعره ويستعار للصفات المختصة. و " مرحبا " أى لقيت رحما وسعة. وقيل: معناه رحب الله بك مرحبا. والقول كناية عن غاية الرضا والتسليم وقوله: " ذنب عجلت " اى اذنبت ذنبا صار سببا لان أخرجنى الله من أوليائه.

(3) أى قدام عرشه. [*]

 

===============

(264)

ربنا، فيقول: إني لم افقر كم لهوان بكم علي ولكني إنما اخترتكم (1) لمثل هذا اليوم تصفحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا في فكافوه عني بالجنة.

16 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن مفضل قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لولا إلحاح هذه الشيعة على الله في طلب الرزق لنقلهم من الحال التي هم فيها إلى ما هو أضيق منها (2).

17 أبو علي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال لي: أما تدخل السوق؟

أماترى الفاكهة تباع؟ والشئ مما تشتهيه؟ فقلت: بلى، فقال: أما إن لك بكل ماتراه فلا تقدر على شرائه حسنة.

18 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن علي بن عفان (3)، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الاخ إلى أخيه، فيقول: وعزتي وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي، فارفع هذا السجف (4) فانظر إلى ما عوضتك من الدنيا، قال: فيرفع فيقول ماضرني ما منعتني مع ماعوضتني.

19 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي مير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس حتى يأتوا باب الجنة فيضربوا باب الجنة، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون نحن الفقراء، فيقال لهم: أقبل

 

____________

(1) أى اصطفيتكم. " لمثل هذا اليوم " أى لهذا اليوم، فكلمة مثل زائدة وقوله: " تصفحوا وجوه الناس " أى تأملوا وجوههم.

(2) قد مر ص 261 عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن على، عن داود الحذاء عن محمد بن صغير بعينه.

(3) في بعض النسخ [على بن عثمان]. وفى بعضها [عفوان].

(4) السجف بالمهملة والجيم: الستر. [*]

 

===============

(265)

الحساب؟ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه، فيقول الله عزوجل: صدقوا ادخلوا الجنة.

20 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن الله عزوجل يقول: إني لم اغن الغني لكرامة به علي ولم افقر الفقير لهوان به علي وهو مما ابتليت به الاغنياء بالفقراء ولولا الفقراء لم يستوجب الاغنياء الجنة.

21 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق بن عيسى، عن إسحاق بن عمار والمفضل بن عمر قالا: قال أبوعبدالله (عليه السلام) مياسير شيعتنا امناؤنا على محاويجهم، فاحفظونا فيهم يحفظكم الله.

22 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الفقر أزين للمؤمن من العذار على خد الفرس (1).

23 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن غالب، عن أبيه، عن سعيدبن المسيب قال: سألت علي بن الحسين (عليهما السلام)، عن قول الله عز و عن أبيه، عن سعيدبن المسيب قال: سألت علي بن الحسين (عليهما السلام)، عن قول الله عز و جل: " ولو لا أن يكون الناس امة واحدة " قال: عنى بذلك امة محمد (صلى الله عليه وآله) أن يكونوا على دين واحد كفارا كلهم " لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفامن فضة (2) " ولو فعل الله ذلك بامة محمد (صلى الله عليه وآله) لحزن المؤمنون وغمهم ذلك ولم يناكحوهم ولم يوارثوهم.

 

____________

(1) في النهاية: ومن حديث على (عليه السلام): " للفقر أزين للمؤمن من عذار حسن على خد فرس " العذاران من الفرس كالعارضين من الانسان ثم سمى السير الذى يكون عليه من اللجام عذارا باسم موضعه.

(2) معنى الاية: لولا كراهة أن يجتمع الناس على الكفر لجعلنا للكفار سقوفا من فضة.. إلخ.

ومعنى الحديث انها نزلت في هذه الامة، خاصة، يعنى لولا كراهة أن يجتمع هذه الامة يعنى عامتهم وجمهورهم على الكفر فيلحقوا بسائر الكفار ويكونوا جميعا امة واحدة ولا يبقى الا قليل ممن محض الايمان محضا فعبر بالناس عن الاكثرين لقلة المؤمن فكانهم ليسوا منهم (في). والاية في سورة الزخرف آية: 33. [*]

 

===============

(266)

(باب) (1)

محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبان بن عبدالملك قال: حدثني بكر الارقط، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أو عن شعيب (2)، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه دخل عليه واحد فقال: أصلحك الله إني رجل منقطع إليكم بمودتي وقد أصابتني حاجة شديدة وقد تقربت بذلك إلى أهل بيتي وقومي فلم يزدني بذلك منهم إلا بعدا، قال: فما آتاك الله خير مما أخذ منك قال: جعلت فداك ادع الله لي أن يغنيني عن خلقه، قال: إن الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء ولكن سل الله أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه.

2 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الفقر الموت الاحمر (3)، فقلت لابي عبدالله (عليه السلام): الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: لا ولكن من الدين.

 

باب

* (أن للقلب اذنين ينفث فيهما الملك والشيطان) *

1 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من قلب إلاوله اذنان، على إحداهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان

 

____________

(1) انما جعله بابا آخر ولم يعنونه لان اخباره مناسبة للباب الاول لكن بينهما فرق فان الباب الاول كان معقودا لفضل الفقراء والخبران المذكوران في هذا الباب يظهر منهماالفرق بين الفقر الممدوح والمذموم. وقيل: لان اخبار الباب السابق كانت تدل علي مدح الفقراء منطوقا و هذان يدلان عليه مفهوما وكأن ماذكرناه أظهر (آت).

(2) في بعض النسخ [شبيب].

(3) قال الجزرى موت أحمر أى شديد. [*]

 

===============

(267)

مفتن، هذايأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو قول الله عزوجل: " عن اليمين وعن الشمال * قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد (1) ".

2 الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن للقلب اذنين فإذا هم العبد بذنب قال له روح الايمان:

لاتفعل ; وقال له الشيطان: افعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الايمان (3)

3 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا ولقلبه اذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، واذن ينفث فيهاالملك، فيؤيدالله المؤمن بالملك، فذلك قوله: " وأيدهم بروح منه " (4).

(1) قال الفيض (ره) المستفاد من هذا الحديث أن صاحب الشمال شيطان والمشهور انهما جميعا ملكان كما ياتى في باب الهم بالسيئة أو الحسنة إلا أن يقال: إن المرشد والمفتتن غير الكاتبين الرقيبين وأماما أفاده العلامة الطباطبائى مد ظله فهو أن غاية ما تدل عليه أن مع الانسان من يراقبه ويحفظ عليه أقواله، وأن هذا الرقيب قاعد عن يمين الانسان وشماله فهو أكثر من واحد وأما أنه من هو وهل هو ملك أو شيطان فلا دلالة فيها على ذلك ولذا صح أن ينطبق على ما في بعض الاخبار من أنه شيطان وملك كما في هذا الخبر وعلى ما في آخر أنهما ملكان كاتبان للحسنات والسيئات.

ولآية في السورة ق آية 18.

(2) للنفس طريق إلى الخير وطريق إلى الشر وللخير مشقة حاضرة زائلة ولذة غائبة دائمة وللشر لذة حاضرة فانية ومشقة غائبة باقية والنفس يطلب اللذة ويهرب عن المشقة فهو دائما متردد بين الخير والشر فروح الايمان يامره، بالخير وينهاه عن الشر والشيطان بالعكس.

(3) البارز في بطنها يعود إلى المزنى بها كما وقع التصريح به في الاخبار الاتية (في).

(4) المجادلة: 22. وقوله: " الوسواس الخناس " قال البيضاوي: " من شر الوسواس " أى الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة واما المصدر فبالكسر كالزلزال والمراد به الوسواس، سمى به مبالغة و " الخناس ": الذى عادته ان يخنس أى يتاخر إذا ذكر الانسان ربه " الذى يوسوس في صدور الناس " إذا غفلواعن ذكرربهم وذلك كالقوة الهمية فانها تساعد العقل في المقدمات فاذا آل الامر إلى النتيجة خنست واخذت توسوسه وتشككه (آت). [*]

 

===============

(268)

 

(باب)

* (الروح الذى ايد به المؤمن) *

1 الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى، جميعا، عن علي بن محمد بن سعد (1)، عن محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فقال لي: إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سرورا عند إحسانه وتسيخ في الثرى عند إساء ته، فتعاهدوا عباد الله نعمه باصلاحكم أنفسكم تزداد وايقينا وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرء ا هم بخير فعمله أوهم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد (2) الروح بالطاعة لله والعمل له.

 

(باب الذنوب) (3)

1 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شئ أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله (4).

2 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن عبدالله ابن مسكان، عمن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " فما أصبرهم

 

____________

(1) في بعض النسخ [سعيد].

(2) أى نقويه وفى بعض النسخ [نزيد] فيرجع إلى التأييد أيضا فانه يتقوى بالطاعة كانه يزيد.

ولعلامتنا الطباطبائى لهذا الحديث بيان، راجع آخر هذا المجلد.

(3) اى غوائلها وتباتعها وآثارها.

(4) يعنى ما تزال تفعل تلك الخطيئة بالقلب وتؤثر فيه بحلاوتها حتى تجعل وجهه الذى إلى جانب الحق والاخرة إلى جانب الباطل والدنيا (في). [*]

 

===============

(269)

على النار (1) " فقال: ما أصبر هم على فعل ما يعلمون (2) أنه يصيرهم إلى النار.

3 عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: أما إنه ليس من عرق يضرب ولا نكبة ولا صداع ولا مرض إلا بذنب ; وذلك قول الله عزوجل في كتابه: " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير (3) " قال: ثم قال: وما يعفو الله أكثر مما يؤاخذ به.

4 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من نكبة يصيب العبد إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر.

5 علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا تبدين عن واضحه (4) وقد عملت الاعمال الفاضحة، ولا يأمن البيات من عمل السيئات (5).

6 عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد، عن أبي اسامة عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من سطوات الله بالليل (6) و النهار، قال: قلت له: وما سطوات الله؟ قال: الاخذ على المعاصي.

7 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن سليمان الجعفري

 

____________

(1) الاية في سورة البقرة هكذا: " ان الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك مايأكلون في بطونهم إلا النار ولا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم * أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار " قال البيضاوى تعجب من حالهم في الالتباس بموجبات النارمن غير مبالاة.

(2) في بعض النسخ [مايعملون].

(3) الشورى: 30.

(4) الابداء: الاظهار وتعديته بعن لتضمين معنى الكشف وفى القاموس والمصباح الواضحة: الاسنان تبدو عند الضحك وفى القاموس فضحه كمنعه: كشف مساويه أى لا تضحك ضحكا يبدوبه اسنانك ويكشف عن سرور قلبك (آت).

(5) المراد بالبيات نزول الحوادث عليه ليلا، أو غفلة وان كان بالنهار.

(6) السطوات: الشدائد. وساطاه: شدد عليه. وفى المصباح هو الاخذ بالشدة. [*]

 

===============

(270)

عن عبدالله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الذنوب كلها شديدة و أشدها ما نبت عليه اللحم والدم، لانه إما مرحوم وإمامعذب والجنة لايدخلها إلا طيب (1).

8 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوي (2) عنه الرزق.

9 علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد بن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن مختار، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ملعون ملعون من عبد الدينار والدرهم، ملعون ملعون من كمه أعمى (3)، ملعون ملعون من نكح بهيمة.

10 الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: اتقوا المحقرات من الذنوب، فإن لها طالبا، يقول أحدكم: أذنب وأستغفر، إن الله عزوجل يقول: " سنكتب ما

 

____________

(1) لعل المراد بالمرحوم من كفرت ذنوبه بالتوبة والبلايا والعفو وبالمعذب من لم يكفر ذنوبه بأحد هذه الوجوه المذكورة (لح).

(2) اى يقبض اويصرف وينحى عنه اى قديكون تقتير الرزق بسبب الذنب عقوبة او لتكفير ذنبه وليس هذا كليا بل بالنسبة إلى غير المستدرجين فان كثيرا من أصحاب الكبائر يوسع عليهم في رزقهم (آت).

(3) هذا الكلام يحتمل وجوها أحدها أن يكون بالتشديد بمعنى: من قال له ياأعمى وياأكمه ونحوذلك. والكمه: العمى. الثانى أن يكون المراد من أضله عن الطريق ولم يهده إليه أو من أعماه عن الحق أو من زاده عمى عن الحق إذا كان جاهلا أو ضالا، ففى القاموس الكامه من يركب رأسه لا يدرى أين يتوجه كالمتكمه. الثالث أن يكون مخففا والمعنى من ركب عمى، كناية عمن لم يسلك الطريق الواضح والله أعلم. وقال الصدوق في كتاب معانى الاخبار بعد نقل الحديث: قال مصنف هذا الكتاب: معنى قوله: من كمه اعمى يعنى من ارشد متحيرا في دينه إلى الكفر وقرره في نفسه حتى اعتقده وقوله: " ملعون ملعون من عبدالدينار والدرهم " يعنى به من يمنع زكاة ماله ويبخل بمساواة إخوانه، فيكون قد آثر عبادة الدينار والدرهم على عبادة الله وأما نكاح البهيمة فمعلوم. [*]

 

===============

(271)

قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين (1) " ; وقال عزوجل: " إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الارض يأت بها الله إن الله لطيف خبير (2) ".

11 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن سليمان بن طريف، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:

إن الذنب يحرم العبد الرزق.

12 محمد بن يحيى، عن عبدالله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الرجل ليذنب الذنب فيدرء (3) عنه الرزق وتلاهذه الآية: " إذ أقسموا ليصر منها مصبحين ولا يستثنون فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون (4) ".

13 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي بصير قال:

سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها أبدا.

14 عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد يسال الله الحاجة فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطئ، فيذنب العبد ذنبا فيقول الله تبارك وتعالى: للملك لا تقض حاجته واحرمه إياها، فإنه تعرض لسخطي واستوجب الحرمان مني.

 

____________

(1) يس: 12 والاية هكذا: " انا نحن نحيى الموتى ونكتب ما ماقدموا.. الخ " وكأنه من النساخ أو الرواة.

(2) لقمان: 16.

(3) درأه كجعله درء ا: دفعه والدرء: الدفع.

(4) الاية نزلت في قوم كانت لابيهم جنة فكان يأخذ منهاقوت سنته ويتصدق الباقى، فلما مات قال بنوه: إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الامر فحلفوا أن يقطعوها وقد بقى من الليل ظلمة داخلين في الصبح منكرين، ولم يستثنوا في يمينهم أى لم يقولوا: إن شاء الله، فطاف عليها بلاء أو هلاك " طائف " أى محيط بها وهذا كقوله سبحانه " واحيط بثمره " قيل: احرقت جنتهم فاسودت وقيل: يبست خضرتها ولم يبقى منها شئ. والايات في سورة القلم. [*]

 

===============

(272)

15 ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: إنه مامن سنة أقل مطرا من سنة ولكن الله يضعه حيث يشاء، إن الله عزوجل إذا عمل قوم بالمعاصي صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار (1) والجبال وإن الله ليعذب الجعل في جحرها (2) بحبس المطر عن الارض التي هي بمحلها بخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل في مسلك سوى محلة أهل المعاصي. قال: ثم قال أبوجعفر (عليه السلام) فاعتبروا يا اولي الابصار.

16 أبو علي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن ابن فضال، عن ابن بكير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم.

17 عنه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من هم بسيئة فلا يعملها (3) فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الرب تبارك وتعالى فيقول:

وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعد ذلك أبدا.

18 الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن عمرو بن عثمان، عن رجل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: حق على الله أن لا يعصى في دار إلا أضحاها للشمس حتى تطهرها (4).

19 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم، عن مسمع بن عبدالملك، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): إن العبد ليحبس على ذنب من ذنوبه مائة عام وإنه لينظر إلى أزواجه في الجنة يتنعمن (5).

 

____________

(1) الفيافى: البرارى الواسعة جمع فيفاء. والفيف. المكان المستوى او المفازة لاماء فيها. (2) الجعل كصرد: دويبة.

(3) " فلا يعلمها " نهى.

(4) " أضحاها " أى أظهرها. كناية عن تخريبها وهدمها.

(5) فيه دلالة على أن الذنب يمنع دخول الجنة في تلك المدة ولا دلالة على انه في تلك المدة في النار (آت).

اصول الكافي 17 [*]

 

===============

(273)

20 أبوعلي الاشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عن القاسم بن عروة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: [قال:] ما من عبد إلا وفي قلبه نكتة بيضاء، فإذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء، فإن تاب ذهب ذلك السواد وإن تمادى في الذنوب (1) زاد ذلك السواد حتى يغطي البياض فإذا [ت] غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خيرأبدا وهو قول الله عزوجل: " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون (2) ".

21 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تبدين عن واضحة (3) وقد عملت الاعمال الفاضحة، ولاتأمن البيات، وقد عملت السيئات (4).

22 محمد بن يحيى وأبوعلي الاشعري، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن أبي عمر المدائني، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: كان أبي (عليه السلام) يقول: إن الله قضى قضاء حتما ألا ينعم (5) على العبد بنعمة فيسلبها إياه حتى يحدث العبد ذنبا يستحق بذلك النقمة.

 

____________

(1) تمادى فلان في غيه: إذا لج ودام على فعله (2) المطففين 14 والرين: الطبع وتحيق الكلام في هذا المقام هو أن عمل عملا صالحا اثر في نفسه ضياء وبازدياد العمل يزداد الضياء والصفاء حتى تصير كمرآة مجلوة صافية ومن أذنب ذنبا أثر ذلك أيضا وأورث لها كدورة فان تحقق عنده قبحه وتاب عنه زال الاثر وصارت النفس مصقولة صافية وان أصر عليه زاد الاثر الميشوم وفشا في النفس وقعد عن الاعتراف بالتقصير والرجوع إلى الله بالتوبة والاستغفار والانقلاع من المعاصى: ولا محل لشئ من ذلك إلى هذا القلب المظلم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

(3) الواضحة: الضاحكة التى تبدوا عند الضحك.

(4) قد مر مضمونه، وتبييت العدو هو أن يقصد في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة.

(5) قوله: " الاينعم " في بعض النسخ [لا ينعم] فهو استيناف بيانى وقوله (عليه السلام):

" فيسلبها " معطوف على النفى لاعلى المنفى والمشار إليه في قوله: " بذلك " اما مصدر يحدث أو الذنب والمآل واحد. وفيه تلميح إلى قوله سبحانه: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما

 بانفسهم " (آت). [*]

 

===============

(274)

23 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن سدير قال: سأل رجل أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم.. الآية " فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عزوجل وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة. وإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفهسم، فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم وأذهب أموالهم، وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل، وشئ من سدر قليل، ثم قال: " ذلك جزينا هم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور (1) ".

4 2 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سماعة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ما أنعم الله على عبد نعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب.

25 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا عن ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد الجزري قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن الله عزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا [ا] ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيهاسراء فتحو لو اعما احب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون، وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحو لوا عما أكره إلى ما أحب إلا تحولت

 

____________

(1) الآيات في سورة سبأ هكذا " لقد كان لسبأ في مسكنهم آية عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروله بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جننتين ذواتى أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور * و جعلنا بينهم وبين القرى التى باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروافيها ليالى وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ان في ذلك لايات لكل صبار شكور " فكفروا نعم الله عزوجل حيث قالوا: ربنا باعد بين أسفارنا، بطروا النعمة وملوا العافية وطلبوا الكد والتعب أوشكوا بعد سفرهم إفراطا منهم في الترفية وعدم الاعتداء بما انعم الله عليهم على اختلاف القراء تين " سيل العرم " سيل الامر العرم اى الصعب او المطر الشديد او الجرد أضاف إليه السيل لانه نقب عليهم سدا حقن به الماء او الحجارة المركومة التى عقد به السد فيكون جمع عرمة وقيل: اسم وادجاء السيل من قبله. " خمط " مر بشع. والاثل يشبه الطرفاء. [*]

 

===============

(275)

لهم عما يكرهون إلى ما يحبون، وقل لهم: إن رحمتي سبقت غضبي فلا تقنطوا من رحمتي فإنه لايتعاظم عندي ذنب أغفره وقل لهم: لا يتعرضوا معاندين لسخطي ولا يستخفوا بأوليائي فإن لي سطوات عند غضبي، لايقوم لها شئ من خلقي.

26 علي بن إبراهيم الهاشمي، عن جده محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله (1)

عن سليمان الجعفري، عن الرضا (عليه السلام) قال: أوحى الله عزوجل إلى نبي من الانبياء:

إذا اطعت رضيت وإذا رضيت باركت وليس لبركتي نهاية وإذا عصيت غضبت وإذا غضبت لعنت ولعنتي تبلغ السابع من الورى (2).

27 محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) [أنه] قال: إن أحد كم ليكثر به الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوافيها.

28 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب، ولا خوف أشد من الموت ; وكفى بما سلف تفكرا، وكفى بالموت واعظا.

29 أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن العباس بن هلال الشامي مولى لابي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون، أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون.

 

____________

(1) على بن ابراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب (عليهم السلام) ثقة صحيح الحديث خرج مع أبى الحسن الرضا (عليه السلام) إلى خراسان له كتاب الفخ وكتاب اخبار يحيى بن عبدالله بن الحسن روى عنه ابوالفرج في مقاتل الطالبيين.

(2) الورى ولد الولد ويمكن أن يكون المراد به الاثار الدنيوية كالفقر والفاقة والبلايا والامراض والحبس. المظلومية كما نشاهد اكثر ذلك في اولاد الظلمة وذلك عقوبة لابائهم فان الناس يرتدعون عن الظلم بذلك لحبهم لاولادهم ويعوض الله الاولاد في الاخرة كما قال تعالى:

" وليخش الذين لو تركوامن بعدهم ذرية ضعافا خافوا عليهم الاية " وهذا جائز على مذهب العدلية بناء على أنه يمكن ايلام شخص لمصلحة الغير من التعويض باكثر منه بحيث يرضى من وصل إليه الالم مع أن هذه الامور مصالح للاولاد أيضا فان اولاد المترفين بالنعم إذا كانوا مثل آبائهم يصير ذلك سببا لبغيهم وطغيانهم أكثر من غيرهم (آت). [*]

 

===============

(276)

30 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عباد بن صهيب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: يقول الله عز وجل: إذا عصاني من عرفني سلطت عليه من لايعرفني.

31 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن ابن عرفة عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إن لله عزوجل في كل يوم وليلة مناديا ينادي: مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله، فلولا بهائم رتع، وصبية رضع، وشيوخ ركع، لصب عليكم العذاب صبا، ترضون به رضا (1).