(باب)

* (الحرز والعوذة) *

1 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن أبان، عن ابن المنذر قال: ذكرت عند أبي عبدالله (عليه السلام) الوحشة، فقال: ألا اخبركم بشئ إذا قلتموه لم تستوحشوا بليل ولا نهار: " بسم الله وبالله وتوكلت على الله وإنه من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا، اللهم اجعلني في كنفك و

 

____________

(1) هدأ كمنع: سكن.

(2) " يوم الرجفة " أى في بدء الخلق ويحتمل القيامة (آت). [*]

 

===============

(569)

في جوارك واجعلني في أمانك وفي منعك " فقال: بلغنا أن رجلا قالها ثلاثين سنة و تركها ليلة فلسعته عقرب.

2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محسن بن أحمد، عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: " قل أعوذ بعزة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بعظمة الله وأعوذ بعفو الله وأعوذ بمغفرة الله وأعوذ برحمة الله وأعوذ بسلطان الله الذي هو على كل شئ قدير وأعوذ بكرم الله وأعوذ بجمع الله من شر كل جبار عنيد وكل شيطان مريد وشر كل قريب أو بعيد أو ضعيف أو شديد ومن شر السامة والهامة والعامه (1) ومن شر كل دابة صغيرة أو كبيرة بليل أو نهار ومن شر فساق العرب والعجم ومن شر فسقة الجن والانس ".

3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه عن القداح، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): رقى النبي (صلى الله عليه وآله) حسنا وحسينا فقال: " اعيذ كما بكلمات الله التامات وأسمائه الحسنى كلها عامة من شر السامة والهامة ومن شر كل عين لامة (2) ومن شر حاسد إذا حسد " ثم التفت النبي (صلى الله عليه وآله) إلينا فقال: هكذا كان يعوذ إبراهيم إسماعيل وإسحاق (عليهم السلام).

4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن بكير، عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إذا أمسيت فنظرت إلى الشمس في غروب وإدبار فقل: " بسم الله وبالله والحمدلله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا والحمدلله الذي يصف ولا يوصف ويعلم ولا يعلم يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وأعوذ بوجه الله الكريم وباسم الله العظيم من شر

 

____________

(1) السامة ذات السم. والهامة واحدة الهوام ولايقع هذا الاسم الاعلى الخوف والمراد بالعامة سنة القحط.

(2) العين اللامة التى تصيب بسوء. [*]

 

===============

(570)

ما بر أو ذرأ ومن شر ما تحت الثرى ومن شر ما بطن وظهر ومن شر ما وصفت و ما لم أصف والحمدلله رب العالمين " ذكر أنها أمان من كل سبع ومن الشيطان الرجيم وذريته وكل ماعض أولسع ولا يخاف صاحبها إذا تكلم بهالصا ولا غولا قال: قلت له: إني صاحب صيد السبع وأنا أبيت في الليل الخرابات وأتوحش فقال لي: قل إذا دخلت: " بسم الله أدخل " وأدخل رجلك اليمنى وإذا خرجت فأخرج رجلك اليسرى وسم الله فإنك لاترى مكروها.

5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن قتيبة الاعشى قال: علمني أبوعبدالله (عليه السلام) قال: قل: " بسم الله الجليل اعيذ فلانا بالله العظيم من الهامة والسامة واللامة والعامة ومن الجن والانس ومن العرب والعجم ومن نفثهم (1) وبغيهم ونفخهم وبآية الكرسي " ثم تقرأها ثم تقول في الثانية: " بسم الله اعيذ فلانا بالله الجليل.. " حتى تأتي عليه (2).

6 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن عمار قال:

قلت لابي عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك إني أخاف العقارب، فقال: انظر إلى بنات نعش الكواكب الثلاثة الوسطى منها بجنبه كوكب صغير قريب منه تسميه العرب " السها " الكواكب الثلاثة الوسطى منها بجنبه كوكب صغير قريب منه تسميه العرب " السها " ونحن نسميه " أسلم " أحد النظر إليه كل ليلة وقل ثلاث مرات: " اللهم رب أسلم. (3)

صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسلمنا " قال: إسحاق فما تركته منذ دهري إلا مرة واحدة فضربتني العقرب.

7 أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن أبي جميلة، عن سعد الاسكاف قال: سمعته يقول: من قال هذه الكلمات فأنا ضامن له ألا يصيبه عقرب ولا هامة

 

____________

(1) أى من سحرهم: والنفث شبه النفخ والنفاثات في العقد: السواحر.

(2) أى إلى أن يتم الدعاء.

(3) في بعض النسخ [اللهم يا رب أسلم]. [*]

 

===============

(571)

حتى يصبح: " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ماذرأ ومن شرما برأ ومن شر كل دابة هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم.

8 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزه عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض مغازيه إذا شكوا إليه البراغيث أنها تؤذيهم فقال: إذا أخذ أحدكم مضجعه فليقل: أيها الاسود الوثاب الذي لا يبالي غلقا ولا بابا عزكمت عليك بام الكتاب (1) ألا تؤذيني وأصحابي إلى أن يذهب الليل ويجئ الصبح بما جاء " والذي نعرفه إلى أن يؤوب الصبح متى ما آب (2).

9 علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا لقيت السبع فقل: " أعوذ برب دانيال والجب من شر كل أسد مستأسد " (3).

10 محمد بن جعفر أبوالعباس، عن محمد بن عيسى، عن صالح بن سعيد، عن إبراهيم

 

____________

(1) أى أقسمت عليك.

(2) " والذى نعرفه " هذا كلام الراوى اى على بن الحكم يقول: المشهور بيننا هذه العبارة مكان " إلى أن يذهب الليل الخ " لكن هذه الرواية هكذا جاءت وقيل: هو كلام أبى حمزة اعتراضا على الامام (عليه السلام) لكونه واقفيا بناء على أن المراد بابى الحسن، الرضا (عليه السلام) ولا يخفى ما فيه (آت).

(3) تفسير هذا الحديث فيما رواه صاحب التهذيب (ره) في أماليه عن أبى عبدالله (عليه السلام) أنه قال: من اهتم لرزقه كتب عليه خطيئة، إن دانيال (عليه السلام) كان في زمن ملك جبارعات [بخت نصر] أخذه فطرحه في جب وطرح معه السباع فلم تدنوا منه ولم تخرجه فأوحى الله عزوجل إلى نبى من انبيائه أن ائت دانيال بطعام، قال: يا رب واين دانيال؟ قال تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فاتبعه فانه يدلك إليه، فأتت به الضبع إلى ذلك الجب فاذا فيه دانيال فأدلى إليه الطعام فقال دانيال الحمدلله الذى لاينسى من ذكره والحمدلله الذى لا يخيب من دعاه الحمدلله الذى من توكل عليه كفاه الحمدلله الذى من وثق به لم يكله إلى غيره الحمدلله الذى يجزى بالاحسان إحسانا وبالسيئات غفرانا وبالصبر نجاة. ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام):

إن الله أبى الا أن يجعل ارزاق المتقين من حيث لا يحتسبون وأن لا يقبل لاوليائه شهادة في دولة الظالمين (في). وأسد مستأسد أى قوى مجترى، ويقال: أسد وأستأسد إذا اجترأ. وتأسد النبت قوى والتف. [*]

 

===============

(572)

ابن محمد بن هارون أنه كتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) يسأله عوذة للرياح التي تعرض للصبيان فكتب إليه بخطه بهاتين العوذتين وزعم صالح أنه أنفدهما إلى إبراهيم بخطه: " الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله ولا رب لي إلا الله، له الملك وله الحمد لا شريك له سبحان الله، ما شاء الله كان وما لم يشألم يكن، اللهم ذا الجلال والاكرام، رب موسى وعيسى وإبراهيم الذي وفى، إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والاسباط، لاإله إلا أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك وبعظمتك وبماسألك به النبيون وبأنك رب الناس كنت قبل كل شئ وأنت بعد كل شئ، أسألك باسمك الذي تمسك به السماوات أن تقع على الارض إلا بإذنك وبكلماتك التامات التي تحيي به الموتى أن تجير عبدك فلانا من شر ما ينزل من السماء وما يعرج إليها (1) وما يخرج من الارض وما يلج فيها وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين " وكتب إليه أيضا بخطه: " بسم الله وبالله وإلى الله وكما شاء الله واعيذه بعزة الله وجبروت الله وقدرة الله وملكوت الله، هذا الكتاب من الله شفاء لفلان بن فلان، [ابن] عبدك وابن أمتك عبدي الله صلى الله على محمد وآله " (2)

11 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن علي ابن محمد، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل له: " عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة محمد (صلى الله عليه وآله) وعزيمة سليمان بن داود (عليهما السلام) وعزيمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والائمه الطاهرين من بعده " فإنه ينصرف عنك إن شاء الله. قال: فخرجت فإذا السبع قداعترض فعزمت عليه وقلت له: إلا تنحيت عن طريقنا ولم تؤذينا، قال: فنظرت إليه قد طاطأ [ب] رأسه وأدخل ذنبه بين رجليه وانصرف.

 

____________

(1) في بعض النسخ [وما يعرج فيما].

(2) في بعض النسخ [وصلى الله على رسول الله وآله]. [*]

 

===============

(573)

12 عنه، عن جعفر بن محمد، عن يونس (1)، عن بعض أصحابنا، عن أبي الجارود عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من قال في دبر الفريضة: " أستودع الله العظيم الجليل نفسي و أهلي وولدي ومن يعنيني أمره (2) وأستودع الله المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كل شئ نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن يعنيني أمره " حف بجناح من أجنحة جبرئيل (عليه السلام) وحفظ في نفسه وأهله وماله.

13 عنه، رفعه (3) قال: من بات في دار وبيت وحده فليقرأ آية الكرسي وليقل:

" اللهم آنس وحشتي وآمن روعتي وأعني على وحدتي ".

14 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن يزيد بن مرة، عن بكير قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي ألا أعلمك كلمات إذا وقعت في ورطة (4) أو بلية؟ فقل:

" بسم الله الرحمن الرحيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " فإن الله عز وجل يصرف بها عنك ما يشاء من أنواع البلاء.

 

(باب)

* (الدعاء عند قرءة القرآن) *

1 قال (5) كان أبوعبدالله (عليه السلام) يدعو عند قرءة كتاب الله عزوجل: " اللهم ربنا لك الحمد أنت المتوحد بالقدرة والسلطان المتين ولك الحمد أنت المتعالي بالعز والكبرياء وفوق السماوات والعرش العظيم (6) ربنا ولك الحمد أنت المكتفي بعلمك

 

____________

(1) في بعض النسخ [جعفر بن محمد بن يونس]

(2) اى يهمنى ويشغلنى شأنه.

(3) كذا مرفوعا.

(4) الورطة: الهلكة وكل امر تعسر منه النجاة.

(5) مرسل.

(6) أى حال كونك مستوليا ومتسلطا على السماوات والعرش. [*]

 

===============

(574)

والمحتاج إليك كل ذي علم، ربنا ولك الحمد يا منزل الآيات والذكر العظيم ربنا فلك الحمد بما علمتنا من الحكمة والقرآن العظيم المبين، اللهم أنت علمتناه قبل رغبتنا في تعليمه واختصصتنا به قبل رغبتنا بنفعه، اللهم فإذا كان ذلك منا منك وفضلا وجودا ولطفا بنا ورحمة لنا وامتنانا علينا من غير حولنا ولا حيلتنا ولا قوتنا اللهم فحبب إلينا حسن تلاوته وحفظ آياتة وإيمانا بمتشابهه وعملا بمحكمه وسببا في تأويله وهدى في تدبيره وبصيرة بنوره، اللهم وكما أنزلته شفاء لاوليائك وشقاء على أعدائك وعمى على أهل معصيتك ونورا لاهل طاعتك (1)، اللهم فاجعله لنا حصنا من عذابك وحرزا من غضبك وحاجزا عن معصيتك وعصمة من سخطك ودليلا على طاعتك ونورا يوم نلقاك (2) نستضئ به في خلقك ونجوزبه [على] صراطك ونهتدي به إلى جنتك، اللهم إنا نعوذبك من الشقوة في حمله والعمى عن عمله (3) والجور عن حكمه والعلو (4) عن قصده والتقصير دون حقه، اللهم احمل عنا ثقله وأوجب لنا أجره و أوزعنا شكره (5) واجعلنا نراعيه ونحفظه، اللهم اجعلنا نتبع حلاله ونجتنب حرامه ونقيم حدوده ونؤدي فرائضه، اللهم ارزقنا حلاوة في تلاوته ونشاطا في قيامه (6)

 ووجلا في ترتيله (7) وقوة في استعماله في آناء الليل و [أطراف] النهار، اللهم و اشفنا من النوم باليسير (8) وأيقظنا في ساعة الليل من رقاد الراقدين ونبهنا عند الاحايين التي يستجاب فيها الدعاء من سنة الوسنانين (9) اللهم اجعل لقلوبنا ذكاء

 

____________

(1) في بعض النسخ [وسبيلا لاهل طاعتك].

(2) في بعض النسخ [يوم القيامة].

(3) في بعض النسخ [عن علمه].

(4) في بعض النسخ [والغلق].

(5) أوزعنا أى ألهمنا.

(6) أى في القيام بتلاوته أوفى القيام به للصلاة.

(7) الترتيل: التأنى في القرآن والتمهل وتبيين الحروف والحركات.

(8) في بعض النسخ [اسقنا] وعلى هذا شبه السهر بالعطش والنوم بالماء فاستعير له السقى ثم ضمن السقى معنى الاقناع والارضاء فعدى بالباء.

(9) الاحايين جمع الاحيان جمع حين وهو وقت مبهم يصلح لجميع الازمان طال أو قصر و في النهاية الوسنان الذى ليس بمستغرق في نومه. والوسن أول النوم. [*]

 

===============

(575)

عند عجائبه التي لا تنقضي ولذاذة عند ترديده وعبرة عند ترجيعه ونفعا بينا عند استفهامه، اللهم إنا نعوذبك من تخلفه في قلوبنا وتوسده عند رقادنا (1) ونبذه وراء ظهورنا ونعوذبك من قساوه قلوبنا لما به وعظتنا، اللهم انفعنا بما صرفت فيه من الآيات وذكرنا بما ضربت فيه من المثلات (2) وكفر عنا بتأويله السيئات وضاعف لنا به جزاء في الحسنات وارفعنا به ثوابا في الدرجات ولقنا به البشرى بعد الممات اللهم اجعله لنا زادا تقوينا به في الموقف بين يديك وطريقا واضحا نسلك به إليك وعلما نافعا نشكر به نعماءك وتخشعا صادقا نسبح به أسماءك، فإنك اتخذت به علينا حجة قطعت به عذرنا واصطنعت به عندنا نعمة قصر عنها شكرنا، اللهم اجعله لنا وليا يثبتنا من الزلل ودليلا يهدينا لصالح العمل وعونا هاديا يقومنا من الميل (3) وعونا يقوينا من الملل حتى يبلغ بنا أفضل الامل (4)

اللهم اجعله لنا شافعا يوم اللقاء وسلاحا يوم الارتقاء وحجيجا يوم القضاء ونورا يوم الظلماء يوم لا أرض ولا سماء يوم يجزى كل ساع بما سعى، اللهم اجعله لنا ريا يوم الظمأ وفوزا يوم الجزاء من نارحامية، قليلة البقيا (5) على من بها اصطلى و بحرها تلظى، اللهم اجعله لنا برهانا على رؤوس الملاء يوم يجمع فيه أهل الارض وأهل السماء، اللهم ارزقنا منازل الشهداء وعيش السعداء ومرافقة الانبياء إنك سميع الدعاء ".

 

____________

(1) لعل المراد من أن يتخلف عن قلوبنا أى يتأخر فيقدم عليه شيئا أو يتخلف في قلوبنا فلا يظهر أثره على أعضائنا وجوارحنا. وقوله: " وتوسده عند رقادنا " اى من أن ينام عنه بالليل غير متهجدين به بأن يكون متوسدا معنا أو من أن نمتهنه ونطرحه عند منامنا غير مبجلين.

(2) في بعض النسخ [من الامثال].

(3) الميل بالتحريك ما كان خلقة.

(4) في بعض النسخ [أفضل العمل].

(5) البقيا بالضم فالسكون: الرحمة والشفقة من أبقيت عليه إبقاء رحمته وأشفقت عليه (لح).

 

===============

(576)

 

(باب)

* (الدعاء في حفظ القرآن) *

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عمن ذكره، عن عبدالله ابن سنان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: تقول: " اللهم إنى أسألك ولم يسأل العباد مثلك أسألك بحق محمد نبيك ورسولك وإبراهيم خليلك وصفيك وموسى كليمك ونجيك وعيس كلمتك وروحك وأسألك بصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وقرآن محمد (صلى الله عليه وآله) وبكل وحي أوحيته وقضاء أمضيته وحق قضيته وغنى أغنيته وصال هديته وسائل أعطيته وأسألك باسمك الذي وضعته على الليل فأظلم وباسمك الذي وضعته على النهار فاستنار وباسمك الذي وضعته على الارض فاستقرت ودعمت به السماوات (1) فاستقلت ووضعته على الجبال فرست (2)

وباسمك الذي بثثت به الارزاق وأسألك باسمك الذي تحيي به الموتى وأسألك بمعاقد العز (3) من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك أسألك أن تصلي عن محمد وآل محمد وأن ترزقني حفظ القرآن وأصناف العلم وأن تثبتها في قلبي وسمعي وبصري وأن تخالط بها لحمي ودمي وعظامي ومخي وتستعمل بها ليلي ونهاري برحمتك وقدرتك فإنه لاحول ولا قوة إلا بك يا حي يا قيوم " قال: وفي حديث آخر زيادة: " وأسألك باسمك الذي دعاك به عبادك الذين استجبت لهم وأنبياؤك فغفرت لهم ورحمتهم وأسألك بكل اسم أنزلته في كتبك وباسمك الذي استقر به عرشك وباسمك الواحد الاحد الفرد الوتر المتعال الذي يملا الا ركان كلها، الطاهر الطهر المبارك المقدس الحي

 

____________

(1) دعمه كمنعه: أقامه.

(2) أى ثبتت. رسى في المشى يرسو ثبت.

(3) أى الخصال التى تستحق بها العرش العز أو بموضع انعقادها منه وحقيقة معناه بعز عرشك.

اصول الكافي 36 [*]

 

===============

(577)

القيوم نور السماوات والارض الرحمن الرحيم الكبير المتعال وكتابك المنزل بالحق وكلماتك التامات ونورك التام وبعظمتك وأركانك (1) " وقال في حديث آخر:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يوعيه الله عزوجل القرآن والعلم فليكتب هذا الدعاء في إناء نظيف بعسل ماذي (2) ثم يغسله بماء المطر قبل أن يمس الارض ويشربه ثلاثة أيام على الريق فإنه يحفظ ذلك إن شاء الله.

2 عنه، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعلمك دعاء لاتنسى القرآن: " اللهم ارحمني (3) بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني وارحمني من تكلف مالا يعنيني وارزقني حسن المنظر فيما يرضيك عني وألزم قلبي حفظ كتابك كما علمتني وارزقني أن أتلوه على النحو الذي يرضيك عني، اللهم نور بكتابك بصري واشرح به صدري وفرح به قلبي واطلق به لساني واستعمل به بدني وقوني على ذلك وأعني عليه، إنه لا معين عليه إلا أنت، لاإله إلا أنت ".

قال: ورواه بعض أصحابنا، عن وليد بن صبيح، عن حفص الاعور، عن أبي عبدالله (عليه السلام).

 

(باب)

* (دعوات موجزات لجميع الحوائج للدنيا والاخرة) *

1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سهل، عن عبدالله بن جندب، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قل: " اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك وأسعدني بتقواك ولا تشقني بنشطي لمعاصيك وخرلي في قضائك وبارك [لي] في

 

____________

(1) اى أركان العرش أو أركان الخلق أى السماوات والارضين وغيرهما وهو إما كناية عن عظمة الاسم تشبيها للمعقول بالمحسوس أو المراد أنه يملا آثاره الاركان وتحيط بجميع الخلق والله يعلم (آت).

(2) العسل الماذى: العسل الابيض.

(3) في بعض النسخ [اللهم احفظنى]. [*]

 

===============

(578)

قدرك حتى لا احب تأخير ما عجلت ولا تعجيل ما أخرت واجعل غناي في نفسي ومتعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين مني وانصرني على من ظلمني وأرني فيه قدرتك يا رب وأقر بذلك عيني ".

2 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي سليمان الجصاص، عن إبراهيم بن ميمون قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:

" اللهم أعني على هول يوم القيامة وأخرجني من الدنيا سالما وزوجني من الحور العين واكفني مؤونتي ومؤونة عيالي ومؤونة الناس وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ".

3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قل: " اللهم إني أسألك من كل خيرأحاط به علمك وأعوذبك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم إني أسألك عافيتك في اموري كلها وأعوذبك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة ".

4 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى ; وعدة من أصحابنا، عن سهل ابن زياد، جميعا، عن علي بن زياد قال: كتب علي بن بصير (1) يسأله أن يكتب له في اسفل كتابه دعاء يعلمه إياه يدعو به فيعصم به من الذنوب جامعا للدنيا والآخرة فكتب (عليه السلام) بخطه: " بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أظهر الجميل وستر القبيح ولم يهتك الستر عني، يا كريم العفو يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة، يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى ويا منتهى كل شكوى؟ يا كريم الصفح، يا عظيم المن يا مبتدء ا كل نعمة قبل استحقاقها، يا رباه يا سيداه يا مولاه يا غياثاه صل على محمد وآل محمد وأسألك أن لاتجعلني في النار " ثم تسأل ما بدالك.

5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبدالله البرقي وأبي طالب عن بكر بن محمد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: " اللهم أنت ثقتي في كل كربة وأنت رجائي

 

____________

(1) في بعض النسخ [على بن نصير]. [*]

 

===============

(579)

في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل لي ثقة وعدة، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة (1) ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو وتعنيني فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا ".

6 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن عيسى بن عبدالله القمي، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قل: " اللهم إني أسألك بجلالك وجمالك وكرمك أن تفعل بي كذا وكذا ".

7 عنه، عن ابن محبوب، عن الفضل بن يونس، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال لي: أكثر من أن تقول: " [اللهم] لا تجعلني من المعارين (2) ولا تخرجني من التقصير قال: قلت: أما المعارين فقد عرفت فما معنى لا تخرجني من التقصير؟ قال: كل عمل تعمله تريد به وجه الله عز وجل فكن فيه مقصرا عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم فيما بينهم وبين الله عزوجل مقصرون.

8 عنه، عن ابن محبوب، عن أبان، عن عبدالرحمن بن أعين قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): لقد غفر الله عزوجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما، قال:

" اللهم إن تعذبني فأهل لذلك أنا، وإن تغفر لي فأهل لذلك أنت " فغفر الله له.

9 عنه، عن يحيى بن المبارك، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن عمه، عن الرضا (عليه السلام) قال: " يامن دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه، أسألك الامن والايمان في الدنيا والآخرة ".

10 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) في فناء الكعبة في الليل وهو يصلي فأطال القيام

 

____________

(1) في بعض النسخ [تفل] بالفاء.

(2) أى لاتجعلنى من الذين يكون ايمانهم عندهم معارا. [*]

 

===============

(580)

حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ومرة على رجله اليسرى ثم سمعته يقول بصوت كأنه باك: " يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي؟ أما وعزتك لئن فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طال ما عاديتهم فيك " (1).

11 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن بعض أصحابنا عن داود الرقي قال: إني كنت أسمع أبا عبدالله (عليه السلام) أكثر ما يلح به في الدعاء على الله بحق الخمسة يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم.

12 عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب، عن إبراهيم الكرخي قال: علمنا أبوعبدالله (عليه السلام) دعاء وأمرنا أن ندعو به يوم الجمعة: " اللهم إني تعمدت إليك بحاجتي وأنزلت بك اليوم فقري ومسكنتي، فأنا [اليوم] لمغفرتك أرجامني لعملي ولمغفرتك ورحمتك أوسع من ذنوبي فتول قضاء كل حاجة هي لي بقدرتك عليها وتيسير ذلك عليك ولفقري إليك فإني لم اصب خيرا قط إلا منك ولم يصرف عني أحد شرا قط غيرك وليس أرجو لآخرتي ودنياي سواك ولا ليوم فقري [و] يوم يفردني الناس في حفرتي وافضي إليك يا رب بفقري (2).

13 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عطية، عن زيد بن الصائغ قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): ادع الله لنا، فقال: " اللهم ارزقهم صدق الحديث وأداء والامانة والمحافظة على الصلوات، اللهم إنهم أحق خلقك أن تفعله بهم اللهم وافعله بهم ".

14 عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ; وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: كان امير المؤمنين

 

____________

(1) الواو في قوله: " تعذبنى وحبك في قلبى " للحال والاستفهام للانكار.

(2) " أفضى إليك " في بعض النسخ بالقاف ويقال: قضى إليه أنهابه وأعلمه. [*]

 

===============

(581)

صلوات الله عليه يقول: " اللهم من علي بالتوكل عليك والتفويض إليك والرضا بقدرك والتسليم لامرك، حتى لا احب تعجيل ما أخرت ولا تأخير ما عجلت يا رب العالمين ".

15 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن سجيم، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: وهو رافع يده إلى السماء: " رب لاتكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، لا اقل من ذلك ولا أكثر " قال: فما كان بأسرع من أن تحدر الدموع من جوانب لحيته (1)، ثم أقبل علي فقال: يا ابن أبي يعفور إن يونس بن متى وكله الله عزوجل إلى نفسه أقل من طرفة عين فأحدث ذلك الذنب (2) قلت فبلغ به كفرا أصلحك الله؟ قال: لا ولكن الموت على تلك الحال هلاك.

16 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: أتى جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: إن ربك يقول لك: إذا اردت أن تعبدني يوما وليلة حق عبادتي فارفع يديك إلي وقل: " اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيئتك ولك الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك، اللهم لك الحمد كله ولك المن كله ولك الفخر كله ولك البهاء كله ولك النور كله ولك العزة كلها ولك الجبروت كلها ولك العظمة كلها ولك الدنيا كلها ولك الآخرة كلها ولك الليل والنهار كله ولك الخلق كله وبيدك الخير كله وإليك يرجع الامر كله علانيته وسره، اللهم لك الحمد حمدا أبدا، أنت حسن البلاء، جليل الثناء، سابغ النعماء، عدل القضاء، جزيل العطاء حسن الآلاء إله [من] في الارض وإله [من] في السماء اللهم لك الحمد في السبع الشداد ولك الحمد في الارض المهاد ولك الحمد طاقة العباد ولك الحمد سعة البلاد

 

____________

(1) تحدر اى تنزل.

(2) اى ترك الاولى. وهو ضلالة بالنسبة إلى الانبياء والاوصياء وموجب لنقصان درجتهم (عليهم السلام) (لح). [*]

 

===============

(582)

[ولك الحمد في الجبال الاوتاد ولك الحمد في الليل إذا يغشى ولك الحمد في النهار إذا تجلى ولك الحمد في الآخرة والاولى ولك الحمد في المثاني والقرآن العظيم وسبحان الله وبحمده والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون، سبحان الله وبحمده كل، شئ هالك إلا وجهه، سبحانك ربنا وتعاليت وتباركت وتقدست خلقت كل شئ بقدرتك وقهرت كل شئ بعزتكم وعلوت فوق كل شئ بارتفاعك وغلبت كل شئ بقوتك وابتدعت كل شئ بحكمتك وعلمك وبعثت الرسل بكتبك وهديت الصالحين بإذنك وأيدت المؤمنين بنصرك وقهرت الخلق بسلطانك لاإله إلا أنت، وحدك لاشريك لك، لا نعبد غيرك ولا نسأل إلا إياك ولا نرغب إلا إليك، أنت موضع شكوانا ومنتهى رغبتنا و إلهنا ومليكنا ".

17 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال:

قال [لي] أبوعبدالله (عليه السلام) ابتداء منه: يا معاوية أما علمت أن رجلا أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فشكى الابطاء عليه في الجواب في دعائه فقال له: أين أنت عن الدعاء السريع الاجابة؟ فقال له الرجل: ما هو؟ قال: قل: " اللهم إني أسألك باسمك العظيم الاعظم الاجل الاكرم المخزون المكنون النور الحق البرهان المبين الذي هو نور مع نور ونور من نور ونور في نور ونور على نور ونور فوق كل نور ونور يضيئ به كل ظلمة ويكسر به كل شدة وكل شيطان مريد وكل جبار عنيد، لاتقربه أرض (1) ولا تقوم به سماء ويأمن به كل خائف ويبطل به سحر كل ساحر وبغي كل باغ وحسدكل حاسد ويتصدع لعظمته البر والبحر ويستقل به الفلك حين (2) يتكلم به الملك فلا يكون للموج عليه سبيل وهو

 

____________

(1) قال السيد الدامد (ره): الجار والمجرور في " لاتقربه أرض ولاتقوم به سماء " غير متعلق بالفعل المذكور بل بفعل آخر مقدر والتقدير إذا دعيت به لاتقر أرض وإذا دعيت به لا تقوم سماء. أو الباء بمعنى مع أى لاتقرمعه أرض ولا تقوم معه سماء واما " لاتقوم له " باللام موضع الباء فمعناه لاتنهض لمقاومته ومعارضة سماء.

(2) في بعض النسخ [ويستقربه الفلك] ويمكن أن يقرأ الفلك بفتحتين أو بضم الفاء وسكون اللام بمعنى السفينة وهى الاصح. وفى بعض النسخ [حتى يتكلم]. [*]

 

===============

(583)

اسمك الاعظم الاعظم الاجل الاجل النور الاكبر الذي سميت به نفسك واستويت به على عرشك وأتوجه إليك بمحمد وأهل بيته أسألك بك وبهم أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ".

18 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن حماد عن عمرو بن أبي المقدام قال: أملا علي هذا الدعاء ابوعبدالله (عليه السلام) وهو جامع للدنيا والآخرة، تقول بعد حمد الله والثناء عليه:

" اللهم أنت الله لاإله إلا أنت الحليم الكريم وأنت الله لاإله إلا أنت العزيز الحكيم وأنت الله لاإله إلا أنت الواحد القهار وأنت الله لاإله إلا أنت الملك الجبار وأنت الله لاإله إلا أنت الرحيم الغفار وأنت الله لاإله إلا أنت شديد المحال وأنت الله لاإله إلا أنت الكبير المتعال وأنت الله لاإله إلا أنت السميع البصير وأنت الله لاإله إلا أنت المنيع القدير وأنت الله لاإله إلا أنت الغفور الشكور وأنت الله لاإله إلا أنت الحميد المجيد وأنت الله لاإله إلا أنت الغفور الودود وأنت الله لاإله إلا أنت الحنان المنان وأنت الله لاإله إلا أنت الحليم الديان وأنت الله لاإله إلا أنت الجواد الماجد وأنت الله لاإله إلا أنت الواحد الاحد وأنت الله لاإله إلا أنت الغائب الشاهد وأنت الله لاإله إلا أنت الظاهر الباطن وأنت الله لاإله إلا أنت بكل شئ عليم تم نورك بهديت وبسطت يدك فأعطيت، ربنا وجهك أكرم الوجوه وجهتك خير الجهات وعطيتك أفضل العطايا وأهنأها تطاع ربنا فتشكر وتعصى ربنا فتغفر لمن شئت، تجيب المضطر [ين] وتكشف السوء وتقبل التوبة وتعفو عن الذنوب (1) لاتجازى أياديك ولا تحصى نعمك ولا يبلغ مدحتك قول قائل، اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وروحهم وراحتهم وسرورهم

 

____________

(1) في بعض النسخ [تغفر عن الذنب] وفى بعضها [عن الذنوب]. [*]

 

===============

(584)

وأذقني طعم فرجهم وأهلك أعداء هم من الجن والانس وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واجعلنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون واجعلني من الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون وثبتني بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وبارك لي في المحيا والممات والموقف والنشور والحساب والميزان وأهوال يوم القيامة وسلمني على الصراط واجزني عليه وارزقني علما نافعا ويقينا صادقا وتقى وبرا وورعا وخوفا منك وفرقا (1) يبلغني منك زلفى ولا يباعدني عنك وأحببني ولا تبغضني وتولني ولا تخذلني وأعطني من جميع خير الدنيا والآخرة ما علمت منه وما لم أعلم وأجرني من السوء كله بحذا فيره ما علمت منه وما لم أعلم " (2).

19 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): إلا تخصني بدعاء؟ قال:

بلى قال: قل: " يا واحد يا ماجديا أحد يا صمد يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا عزيز يا كريم يا حنان يا منان يا سامع الدعوات يا أجود من سئل ويا خير من أعطى يا الله يا الله يا الله قلت: ولقدنادينا نوح فلنعم المجيبون " ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " [نعم] لنعم المجيب أنت ونعم المدعو ونعم المسؤول أسألك بنور وجهك وأسألك بعزتك وقدرتك وجبروتك وأسألك بملكوتك ودرعك الحصينة وبجمعك وأركانك كلها وبحق محمد وبحق الاوصياء بعد محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا ".

20 عنه، عن بعض أصحابه، عن حسين بن عمارة، عن حسين بن ابي سعيد المكاري وجهم بن أبي جهيمة، عن أبي جعفر رجل من أهل الكوفة كان يعرف بكنيته قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): علمني دعاء أدعو به فقال: نعم قل: " يا من أرجوه لكل

 

____________

(1) الفرق بالتحريك: الخوف والفزع.

(2) حذافير الشئ أعاليه ونواحيه يقال اعطاء الدنيا بحذافيرها أى باسرها وهو جمع حذفار. [*]

 

===============

(585)

خير ويا من آمن سخطه (1) عند كل عثرة ويا من يعطي بالقليل الكثير، يا من أعطى من سأله تحننا منه ورحمة، يا من أعطى من لم يسأله ولم يعرفه صل على محمد وآل محمد وأعطني بمسألتي من جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة فإنه غير منقوص ما أعطيتني وزدني من سعة فضلك يا كريم ".

21 وعنه، رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه علم أخاه عبدالله بن علي هذا الدعاء: " اللهم ارفع ظني صاعدا ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا واحفظني قائما و قاعدا ويقظانا وراقدا، اللهم اغفرلي وارحمني واهدني سبيك الاقوم وقني حر جهنم واحطط عني المغرم والمأثم واجعلني من خير خيار العالم (2) ".

22 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى وهارون بن خارجه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " ارحمني مما لا طاقة لي به ولا صبرلي عليه ".

23 عنه، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن حفص، عن محمد بن مسلم قال: قلت له: علمني دعاء فقال: فأين أنت عن دعاء الالحاح، قال: وما دعاء الالحاح؟ فقال: " اللهم رب السماوات السبع وما بينهن ورب العرش العظيم ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ورب القرآن العظيم ورب محمد خاتم النبيين، إني أسألك بالذي (3) تقوم به السماء وبه تقوم الارض وبه تفرق بين الجمع وبه تجمع بين المتفرق وبه ترزق الاحياء وبه أحصيت عدد الرمال ووزن الجبال وكيل البحور " ثم تصلي على محمد وآل محمد، ثم تسأله حاجتك وألح في الطلب.

24 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن كرام، عن ابن

 

____________

(1) " سخطه " لعله محمول على السخط الذى يوجب الخلود في النار أو المراد بالامن رجاء العفو أو محض العشرة بالصغائر (آت).

(2) المغرم مصدر وضع موضع الاسم وقيل به مغرم الذنوب وقيل: المغرم كالغرم وهو الدين بفتح الدال. والمأثم: الامر الذى يأثم به الانسان وهو الاثم نفسه وضعا للمصدر موضع الاسم (لح).

(3) كذا، أى باسمك الذى أو باسم الذى. [*]

 

===============

(586)

ابي يعفور، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه كان يقول: " اللهم املا قلبي حبا لك وخشية منك وتصديقا وإيمانا بك وفرقا منك (1) وشوقا إليك يا ذاالجلال والاكرام اللهم حبب إلي لقاءك واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبر كة وألحقني بالصالحين ولا تؤخرني (2) مع الاشرار وألحقني بصالح من مضى واجعلني مع صالح من بقي وخذبي سبيل الصالحين وأعني على نفسي بماتعين به الصالحين على أنفسهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه يا رب العالمين، أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك، تحييني وتميتني عليه وتبعثني عليه إذا بعثتني وابرأ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك اللهم اعطني نصرا في دينك وقوة في عبادتك وفهما في خلقك (3) وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك، اللهم إني أعوذبك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغفلة والقسوة والفترة والمسكنة وأعوذبك يا رب من نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن صلاة لا تنفع واعيذبك نفسي وأهلي وذريتي من الشيطان الرجيم، اللهم إنه لا يجيرني منك أحد ولا أجد من دونك ملتحدا فلا تخذلني ولا تردني في هلكة ولا تردني بعذاب، أسألك الثبات على دينك والتصديق بكتابك و اتباع رسولك، اللهم اذكرني برحمتك ولا تذكرني بخطيئتي وتقبل مني وزدني من فضلك إني إليك راغب، اللهم اجعل ثواب منطقي وثواب مجلسي رضاك عني واجعل عملي ودعائي خالصا لك واجعل ثوابي الجنة برحمتك واجمع لي جميع ما سألتك وزدني من فضلك إني إليك راغب، اللهم غارت النجوم ونامت العيون وأنت الحي القيوم، لا يواري منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج ولا أرض ذات مهاد (4)

 

____________

(1) الفرق محركة: الخوف.

(2) في بعض النسخ [تخزنى].

(3) في بعض النسخ [في حلمك].

(4) " ليل ساج " بالسين المهملة وآخره جيم: اسم فاعل من سجى يعنى ركد واستقر والمراد ليل راكد ظلامه مستقر قد بلغ غايته. والمهاد: جمع مهود أى ذات امكنة مستوية. [*]

 

===============

(587)

ولا بحر لجي (1) ولا ظلمات بعضها فوق بعض تدلج الرحمة على من تشاء من خلقك تعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور، أشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك واولو العلم لا إله إلا أنت العزيز الحكيم ومن لم يشهد بما شهدت به على نفسك وشهدت ملائكتك واولو العلم فاكتب شهادتي مكان شهادتهم، اللهم أنت السلام ومنك السلام، أسالك يا ذا الجلال والاكرام أن تفك رقبتي من النار ".

25 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن محمد بن يحيى الخثعمي عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن أباذر أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه جبرئيل (عليه السلام) في صوره دحية الكلبي وقد استخلاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما رآهما انصرف عنهما ولم يقطع كلامهما فقال جبرئيل (عليه السلام): يا محمد هذا أبوذر قد مربنا ولم يسلم علينا أما لو سلم لرددنا عليه، يا محمد إن له دعاء يدعوبه، معروفا عند أهل السماء فسله عنه إذا عرجت إلى السماء، فلما ارتفع جبرئيل جاء أبوذر إلى النبي فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما منعك يا أباذر أن تكون سلمت علينا حين مررت بنا؟ فقال: طننت يا رسول الله أن الذي [كان] معك دحية الكلبي قد استخليته لبعض شأنك، فقال: ذاك جبرئيل (عليه السلام) يا أباذر وقد قال: أما لو سلم علينا لرددنا عليه فلما علم أبوذر أنه كان جبرئيل (عليه السلام) دخله من الندامة حيث لم يسلم عليه ما شاء الله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما هذا الدعاء الذي تدعوبه؟ فقد أخبرني جبرئيل (عليه السلام) أن لك دعاء تدعوبه، معروفا في السماء، فقال: نعم يا رسول الله أقول: " اللهم إني أسألك الامن والايمان بك والتصديق بنبيك والعافية من جميع البلاء والشكر على العافية والغنى عن شرار الناس ".

26 علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة قال:

أخذت هدا الدعاء عن ابي جعفر [محمد بن علي] (عليهما السلام) قال: وكان أبوجعفر يسميه

 

____________

(1) اللجى بضم أوله وقد تكسر والجيم المكسورة المشددة: العظيم. [*]

 

===============

(588)

الجامع: " بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، آمنت بالله وبجميع رسله وبجميع ما أنزل به (1) على جميع الرسل وأن وعد الله حق ولقاء ه حق وصدق الله وبلغ المرسلون والحمدلله رب العالمين وسبحان الله كلما سبح الله شئ وكما يحب الله أن يسبح والحمدلله كلما حمدالله شئ وكما يحب الله أن يحمد ولا إله إلا الله كلماهلل الله شئ وكما يحب الله أن يهلل والله أكبر كلما كبر الله شئ وكما يحب الله أن يكبر، اللهم إني أسالك مفاتيح الخير وخواتيمه وسوابغه وفوائده وبركاته وما بلغ علمه علمي وما قصر عن إحصائه حفظي، اللهم انهج إلي أسباب معرفته وافتح لي أبوابه وغشني ببركات رحمتك ومن علي بعصمة عن الازالة عن دينك وطهر قلبي من الشك ولا تشغل قلبي بدنياي وعاجل معاشي عن آجل ثواب آخرتي واشغل قلبي بحفظ ما لا تقبل مني جهله وذلل لكل خير لساني وطهر قلبي من الرياء ولا تجره في مفاصلي واجعل عملي خالصا لك، اللهم إني أعوذبك من الشر وأنواع الفواحش كلها ظاهرها وباطنها وغفلاتها وجميع ما يريدني به الشيطان الرجيم وما يريدني به السطان العنيد، مما أحطت بعلمه وأنت القادر على صرفه عني، اللهم إني أعوذبك من طوارق الجن والانس وزوابعهم وبوائقهم ومكائدهم ومشاهد الفسقة من الجن والانس (2) وأن أستزل عن ديني فتفسد علي آخرتي وأن يكون ذلك منهم ضررا علي في معاشي أو يعرض بلاء (3) يصيبني منهم لا قوة لي به ولا صبر لي على احتماله فلا تبتلني يا إلهي بمقاسانه فيمنعني ذلك عن ذكرك ويشغلني عن عبادتك، أنت العاصم المانع الدافع الواقي من ذلك كله، أسألك

 

____________

(1) أى أنزل الملك به وفى التهذيب والمصباح [انزلت به جميع] وهو الصواب.

(2) في نسخ المصباح هكذا [من طوارق الانس والجن وزوابعهم وتوابعهم وحسدهم و مكائدهم ومشاهد الفسقة منهم]. وفى القاموس الزوبعة اسم شيطان او رئيس الجن وهى بالزاى والباء الموحدة والعين المهملة.

(3) في بعض النسخ [بعرض بلاء]. [*]

 

===============

(589)

اللهم الرفاهية في معيشتي ما أبقيتني، معيشة أقوى بها على طاعتك وأبلغ بها رضوانك وأصيربها إلى دار الحيوان غدا ولا ترزقني رزقا يطغيني ولا تبتلني بفقر أشقى به مضيقا علي، أعطني حظا وافرا في آخرتي ومعاشا واسعا هنيئا مريئا في دنياي ولا تجعل الدنيا علي سجنا ولا تجعل فراقها علي حزنا أجرني من فتنتها واجعل عملي فيها مقبولا وسعيي فيها مشكورا، اللهم ومن أرادني بسوء فارده بمثله ومن كادني فيها فكده واصرف عني هم من أدخل علي همه وامكر بمن مكر بي فإنك خير الماكرين وافقأ (1) عني عيون الكفرة الظلمة والطغاة والحسدة، اللهم وأنزل علي منك السكينة وألبسني درعك الحصينة واحفظني بسترك الواقي وجللني عافيتك النافعة وصدق قولي وفعالي وبارك لي في ولدي وأهلي ومالي اللهم ما قدمت وما أخرت وما أغفلت وما تعمدت وما توانيت (2) وما أعلنت وما أسررت فاغفره لي يا أرحم الراحمين ".

27 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قل: " اللهم أوسع علي في رزقي وامدد لي في عمري واغفرلي ذنبي واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري ".

28 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبدالله (عليه السلام) أنه كان يقول: " يا من يشكر اليسير ويعفو عن الكثير وهو الغفور الرحيم اغفر لي الذنوب التي ذهبت لذتها وبقيت تبعتها ".

29 وبهذا الاسناد، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: كان من دعائه يقول: " يا نور يا قدوس يا أول الاولين ويا آخر الآخرين يا رحمن يا رحيم اغفرلي الذنوب التي تغير النعم واغفرلي الذنوب التي تحل النقم واغفرلي الذنوب

 

____________

(1) فقأ العين: قلعها.

(2) توانى في حاجتهء: فتر وقصر ولم يهتم بها. [*]

 

===============

(590)

التي تهتك العصم واغفرلي الذنوب التي تنزل البلاء واغفرلي الذنوب التي تديل الاعداء واغفرلي الذنوب التي تعجل الفناء واغفرلي الذنوب التي تقطع الرجاء واغفرلي الذنوب التي تظلم الهواء واغفرلي الذنوب التي تكشف الغطاء واغفرلي الذنوب التي ترد الدعاء واغفرلي الذنوب التي ترد غيث السماء ".

30 عنه، عن محمد بن سنان، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبدالله: " يا عدتي في كربتي ويا صاحبي في شدتي ويا وليي في نعمتي ويا غياثي في رغبتي " قال: وكان من دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام): " اللهم كتبت الآثار وعلمت الاخبار واطلعت على الاسرار فحلت (1) بيننا وبين القلوب فالسر عندك علانية والقلوب إليك مفضاة وإنما أمرك فشئ إذا اردته أن تقول له كن فيكون فقل برحمتك لطاعتك أن تدخل في كل عضو من أعضائي ولا تفارقني حتى ألقاك وقل برحمتك لمعصيتك أن تخرج من كل عضو من أعضائي فلا تقربني (2) حتى ألقاك وارزقني من الدنيا وزهدني فيها ولا تزوها عني ورغبتي فيها يا رحمن ".

1 3 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن عبدالرحمن بن سيابة قال: أعطاني أبوعبدالله (عليه السلام) هذا الدعاء: " الحمدلله ولي الحمد وأهله ومنتهاه ومحله، أخلص من وحده واهتدى من عبده وفاز من أطاعه وأمن المعتصم به، اللهم يا ذا الجود والمجد والثناء الجميل والحمد، أسالك مسألة من خضع لك برقبته ورغم لك أنفه وعفر لك وجهه وذلل لك نفسه وفاضت من خوفك دموعه وترددت عبرته واعترف لك بذنوبه وفضحته عندك خطيئته وشانته عندك جريرته وضعفت عند ذلك قوته وقلت حيلته وانقطعت عنه أسباب خدائعه واضمحل عنه كل باطل وألجاتة ذنوبه إلى ذل مقامه بين يديك وخضوعه لديك وابتهاله إليك، أسالك اللهم سؤال من هو بمنزلته ارغب إليك كرغبته وأتضرع إليك كتضرعه

 

____________

(1) في بعض النسخ [حللت].

(2) فب بعض النسخ [تقاربنى]. [*]

 

===============

(591)

وأبتهل إليك كأشد ابتهاله، اللهم فارحم استكانة منطقي وذل مقامي ومجلسي و خضوعي إليك برقبتي، أسألك اللهم الهدى من الضلالة والبصيرة من العمى والرشد من الغواية وأسألك اللهم أكثر الحمد عند الرخا وأجمل الصبر عند المصيبة وأفضل الشكر عند موضع الشكر والتسليم عند الشبهات وأسألك القوة في طاعتك والضعف عن معصيتك والهرب إليك منك والتقرب إليك رب لترضى والتحري لكل ما يرضيك عني في إسخاط خلقك التماسا لرضاك، رب من أرجوه إن لم ترحمني أو من يعود علي إن أقصيتني أو من ينفعني عفوه إن عاقبتني أو من آمل عطاياه إن حرمتني أو من يملك كرامتي إن أهنتني أو من يضرني هوانه إن أكرمتني، رب ما أسوء فعلي وأقبح عملي وأقسى قلبي وأطول أملي وأقصر أجلي وأجرأني على عصيان من خلقني، رب وما أحسن بلاءك عندي واظهر نعماءك علي كثرت علي منك النعم فما أحصيها (1) وقل مني الشكر فيما أو ليتنيه فبطرت بالنعم (2) وتعرضت للنقم وسهوت عن الذكر و ركبت الجهل بعد العلم وجزت من العدل إلى الظلم وجاوزت البر إلى الاثم وصرت إلى الهرب (3) من الخوف والحزن فما أصغر حسناتي وأقلها في كثرة ذنوبي وما أكثر ذنوبي وأعظمها على قدر صغر خلقي وضعف ركني، رب وما أطول أملي في قصر أجلي وأقصر أجلي في بعد أملي وما أقبح سريرتي وعلانيتي، رب لا حجة لي إن احتججت ولا عذرلي، إن اعتذرت ولا شكر عندي إن ابتليت وأوليت إن لم تعني على شكر ما أوليت، رب ما أخف ميزاني غدا إن لم ترجحه وأزل لساني إن لم تثبته واسود وجهي إن لم تبيضه، رب كيف لي بذنوبي التي سلفت مني قدهدت لها أركاني، رب كيف أطلب شهوات الدنيا وأبكي على خيبتي فيها ولا أبكي وتشتد حسراتي على عصياني و تفريطي، رب دعتني دواعي الدنيا فأجبتها سريعا وركنت إليها طائعا ودعتني دواعي

 

____________

(1) في بعض النسخ [في أحصيتها].

(2) البطر شدة الفرح.

(3) في بعض النسخ [إلى اللهو]. [*]

 

===============

(592)

الآخرة فتثبطت عنها وأبطأت في الاجابة والمسارعة إليها كما سارعت إلى دواعي الدنيا وحطامها الهامد وهشيمها البائد وسرابها الذاهب (1)، رب خوفتني و شوقتني واحتججت علي برقي وكفلت لي برزقي فآمنت [من] خوفك وتثبطت عن تشويقك ولم أتكل على ضمانك وتهاونت باحتجاجك، اللهم فاجعل أمني منك في هذه الدنيا خوفا وحول تثبطي شوقا وتهاوني بحجتك فرقا منك ثم رضني بما قسمت لي من رزقك يا كريم [يا كريم]، أسألك باسمك العظيم رضاك عند السخطة و الفرجة عند الكربة والنور عند الظلمة والبصيرة عند تشبه الفتنة، رب اجعل جنتي من خطاياي حصينة ودرجاتي في الجنان رفيعة وأعمالي كلها متقبلة وحسناتي مضاعفة زاكية وأعوذبك من الفتن كلها ماظهر منها وما بطن ومن رفيع المطعم والمشرب ومن شر ما أعلم ومن شرما لا أعلم وأعوذبك من أن أشتري الجهل بالعلم والجفاء بالحلم والجور بالعدل والقطيعة بالبر والجزع (2) بالصبر والهدى بالضلالة (3) والكفر بالايمان ".

ابن محبوب، عن جميل بن صالح أنه ذكر أيضا مثله وذكر أنه دعاء علي بن الحسين صلوات الله عليهما وزاد في آخره " آمين رب العالمين ".

32 ابن محبوب قال: حدثنا نوح أبواليقظان، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:

ادع بهذا الدعاء: " اللهم إني أسألك برحمتك التي لاتنال منك إلا برضاك والخروج من جميع معاصيك [إلا برضاك] والدخول في كل ما يرضيك والنجاة من كل ورطة والمخرج من كل كبيرة أتى بها مني عمدا وزل بها مني خطأ أو خطر بها علي خطرات الشيطان أسألك خوفا توقفني به على حدود رضاك وتشعب به عني كل شهوة خطر بها هواي واستزل بها رأيي ليجاوز حد حلالك، أسألك اللهم الاخذ

 

____________

(1) الهامد: البالى المتغير واليابس من النبات. والهشيم: الحشيش اليابس وباديبيد:

ذهب وانقطع وفى بعض النسخ [شرابها الذاهب].

(2) في بعض النسخ [الجوع].

(3) في المصباح والوافى [أو الضلالة بالهدى] ولعله من النساخ.

اصول الكافي 37 [*]

 

===============

(593)

بأحسن ما تعلم وترك سيئ كل ما تعلم أو أخطأ من حيث لا أعلم أو من حيث أعلم، أسألك السعة في الرزق والزهد في الكفاف والمخرج بالبيان من كل شبهة والصواب في كل حجة والصدق في جميع المواطن وإنصاف الناس من نفسي فيما علي ولي والتذلل في إعطاء النصف من جميع مواطن السخط والرضا وترك قليل البغي وكثيره في القول مني والفعل وتمام نعمتك (1) في جميع الاشياء والشكر لك عليها لكي ترضى وبعد الرضا وأسألك الخيرة في كل ما يكون فيه الخيرة بميسور الامور كلها لا بمعسورها يا كريم يا كريم يا كريم وافتح لي باب الامر الذي فيه العافيه والفرج وافتح لي بابه ويسرلي مخرجه ومن قدرت له علي مقدرة من خلقك فخذ عني بسمعه وبصره ولسانه ويده وخذه عن يمينه وعن يساره ومن خلفه ومن قدامه وامنعه أن يصل إلي بسوء، عز جارك وجل ثناء وجهك ولا إله غيرك، أنت ربي وأنا عبدك، اللهم أنت رجائي في كل كربة وأنت ثقتي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من كرب يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويشمت فيه العدو وتعيى (2) فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك قد فرجته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا ولك المن فاضلا ".

33 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السلام) فقال: قل: اللهم إني أسألك قول التوابين وعملهم و نور الانبياء وصدقهم ونجاة المجاهدين وثوابهم وشكر المصطفين ونصيحتهم وعمل الذاكرين ويقينهم وإيمان العلماء وفقههم وتعبد الخاشعين وتواضعهم وحكم الفقهاء و سيرتهم وخشية المتقين ورغبتهم وتصديق المؤمنين وتوكلهم ورجاء المحسنين وبرهم اللهم إني أسألك ثواب الشاكرين ومنزلة المقربين ومرافقه النبيين، اللهم إني أسألك خوف العاملين لك وعمل الخائفين منك وخشوع العابدين لك ويقين المتوكلين

 

____________

(1) في بعض النسخ [نعمك].

(2) في بعض النسخ [يعنينى]. [*]

 

===============

(594)

عليك وتوكل المؤمنين بك، اللهم إنك بحاجني عالم غير معلم وأنت لها واسع غير متكلف وأنت الذي لا يحفيك سائل (1) ولا ينقصك نائل ولا يبلغ مدحتك (2) قول قائل أنت كماتقول وفوق ما نقول، اللهم اجعل لي فرجا قريبا وأجرا عظيما وسترا جميلا اللهم إنك تعلم أني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم أتخذ لك ضداولاندا ولا صاحبة ولا ولدا، يا من لا تغلطه المسائل، يا من لايشغله شئ عن شئ ولا سمع عن سمع ولا بصر عن بصر ولا يبرمه إلحاح الملحين (3) أسألك أن تفرج عني في ساعتي هذه من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب إنك تحيي العظام وهي رميم وإنك على كل شئ قدير، يا من قل شكري له فلم يحرمني وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ورآني على المعاصي فلم يجبهني (4) وخلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له (5) فنعم المولى أنت يا سيدي وبئس العبد أنا وجدتني ونعم الطالب أنت ربي وبئس المطلوب [أنا]

ألفيتني، عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ماشئت صنعت بي، اللهم هدأت الاصوات وسكنت الحركات وخلا كل حبيب بحبيبه وخلوت بك أنت المحبوب إلي فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس لمخلوق دونه منعة (6)

منك الليلة العتق من النار يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس لمخلوق دونه منعة (6)

يا أول قبل كل شئ ويا آخر بعد كل شئ يا من ليس له عنصر (7) ويا من ليس لآخره فناء ويا أكمل منعوت ويا أسمح المعطين ويا من يفقه بكل لغة يدعى بها ويا من عفوه قديم وبطشه شديد وملكه مستقيم أسألك باسمك الذي شافهت به موسى (8)

 

____________

(1) الاحفاء: الاستقصاء في الكلام.

(2) في بعض النسخ [مدحك].

(3) ابرمه: آلمه وأضجره.

(4) جبهته بالمكروه إذا استقبله به. هدأ يهدأ هداء: سكن.

(5) زيد هنا في بعض النسخ في الهامش [وضيعت الذى خلقنى له].

(6) " ليست لعالم فوقه صفة " لعل المراد ليس لعالم صفة في العلم يكون فوقه أى ليس أحد أعلم منه أولا يمكن للعلماء أن يبالغوا في وصفه حتى يكون أكثر مما هو عليه بل كلما بالغوا فيه فهم مقصرون والاخير أظهر (آت) وقيل في " ليس لمخلوق دونه منعة ": أى ليس لما دونه من المخلوقات امتناع من أن يصل إليهم مكروه أو ليس لمخلوق بدون لطفه وحفظه منعة وفى النهاية يقال: قوم ليست لهم منعة أى قوة تمنع من يريدهم بسوء وقد يفتح النون (آت).

(7) العنصر بضم العين وفتح الصاد: الاصل وقد يضم. والنون عند سيبويه زائدة.

(8) في بعض النسخ [شافهك]. [*]

 

===============

(595)

يا الله يا رحمن يا رحيم، يا لاإله إلا أنت، اللهم أنت الصمد أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تدخلني الجنه برحمتك ".

34 محمد بن يحيى. عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الوليد، عن يونس قال: قلت للرضا (عليه السلام): علمني دعاء وأوجز، فقال: قل: " يا من دلني على نفسه وذلل قلبي بتصديقه أسألك الامن والايمان ".

35 علي بن أبي حمزة ; عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السلام) أن رجلا أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين كان لي مال ورثته ولم أنفق منه درهما في طاعة الله عزوجل ثم أكتسب منه مالا فلم انفق منه درهما في طاعة الله فعلمني دعاء يخلف علي ما مضى ويغفرلي ما عملت أو عملا أعمله، قال: قل: قال:

وأي شئ أقول يا أمير المؤمنين؟ قال: قل كما أقول: " يا نوري في كل ظلمة ويا انسي في كل وحشة ويا رجائي في كل كربة ويا ثقتي في كل شدة ويا دليلي في الضلالة أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الادلاء فإن دلالتك لا تنقطع ولا يضل من هديت أنعمت علي فأسبغت ورزقتني فوفرت وغذيتني فأحسنت غذائي وأعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بفعل مني ولكن ابتداء منك لكرمك وجودك فتقويت بكرمك على معاصيك وتقويت برزقك على سخطك وأفنيت عمري فيما لا تحب فلم يمنعك جرأتي عليك وركوبي لما نهيتني عنه ودخولي فيما حرمت علي أن عدت علي بفضلك ولم يمنعني حلمك عني وعودك علي بفضلك وإن عدت في معاصيك فأنت العواد بالفضل وأنا العواد بالمعاصي فيا أكرم من أقرله بذنب وأعز من خضع له بذل لكرمك أقررت بذنبي ولعزك خضعت بذلي فما أنت صانع بي في كرمك وإقراري بذنبي وعزك و خضوعي بذلي افعل بي ما أنت أهله ولا تفعل بي ما أنا أهله ".

تم كتاب الدعاء ويتلوه كتاب فضل القرآن

 

===============

(596)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 (كتاب فضل القرآن)

1 علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسين بن عبدالرحمن، عن سفيان الحريري (1)، عن أبيه، عن سعد الخفاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا سعد تعلموا القرآن فإن القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق والناس صفوف عشرون ومائة ألف صف ; ثمانون ألف صف امة محمد وأربعون ألف صف من سائر الامم فيأتي على صف المسلمين في صورة رجل فيسلم فينظرون إليه ثم يقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا الرجل من المسلمين نعرفه بنعته وصفته غير أنه كان أشد اجتهادا منا في القرآن فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه ثم يجاوز حتى يأتي على صف الشهداء فينظرون إليه [الشهداء] ثم يقولون: لا إله إلا الله الرب الرحيم إن هذا الرجل من الشهداء نعرفه بسمته (2) وصفته غير أنه من شهداء البحر فمن هناك اعطي من البهاء والفضل مالم نعطه، قال: فيتجاوز حتى يأتي [على]

صف شهداء البحر في صورة شهيد فينظر إليه شهداء البحر فيكثر تعجبهم يقولون: إن هذا من شهداء البحر نعرفه بسمته وصفته غير أن الجزيره التي اصيب فيها كانت أعظم هولا من الجزيرة التي اصبنا فيها فمن هناك اعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه، ثم يجاوز حتى يأتي صف النبيين والمرسلين في صورة نبي مرسل فينظر النبيون

 

____________

(1) في بعض النسخ [صفوان الحريرى].

(2) السمت: الطريق ويستعار لهيئة أهل الخير. [*]

 

===============

(597)

والمرسلون إليه فيشتد لذلك تعجبهم ويقولون: لا إله إلا الله الحليم الكريم إن هذا النبي مرسل نعرفه بسمته وصفته غير أنه أعطي فضلا كثيرا، قال: فيجتمعون فيأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسألونه ويقولون: يا محمد من هذا؟ فيقول لهم: أو ما تعرفونه؟ فيقولون ما نعرفه هذا ممن لم يغضب الله عليه، فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا حجة الله على خلقه فيسلم ثم يجاوز حتى يأتي على صف الملائكة في سورة ملك مقرب فتنظر اليه الملائكة فيشتد تعجبهم ويكبر ذلك عليهم لما رأوامن فضله ويقولون: تعالى ربنا وتقدس إن هذا العبد من الملائكه نعرفه بسمته وصفته غير أنه كان أقرب الملائكة إلى الله عزوجل مقاما فمن هناك البس من النور والجمال ما لم نلبس، ثم يجاوز حتى ينتهي إلى رب العزة تبارك وتعالى فيخر تحت العرش فيناديه تبارك وتعالى يا حجتي في الارض وكلامي الصادق الناطق ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيرفع رأسه فيقول الله تبارك وتعالى: كيف رأيت عبادي؟ فيقول: يا رب منهم من صانني وحافظ علي ولم يضيع شيئا ومنهم من ضيعني واستخف بحقي وكذب بي وأنا حجتك على جميع خلقك، فيقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لاثيبن عليك اليوم أحسن الثواب ولا عاقبن عليك اليوم أليم العقاب قال: فيرجع (1) القرآن رأسه في صورة اخرى ; قال: فقلت له: يا أبا جعفر في أي صورة يرجع؟ قال: في صورة رجل شاحب متغير يبصره أهل الجمع (2) فيأتي الرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه ويجادل به أهل الخلاف فيقوم بين يديه فيقول: ما تعرفني؟ فينظر إليه الرجل فيقول: ما أعرفك يا عبدالله، قال: فيرجع في صورته التي كانت في الخلق الاول و يقول: ما تعرفني؟ فيقول: نعم، فيقول القرآن: أنا الذي أسهرت ليلك وأنصبت عيشك سمعت الاذى ورجمت بالقول في، ألا وإن كل تاجر قد استوفى تجارته

 

____________

(1) في بعض النسخ [فيرفع].

(2) شحب لونه كمنع ونصر وكرم وعمى: تغير من هزال أو جوع أو سفر وفى بعض النسخ [شاحب متغير ينكره أهل الجمع]. [*]

 

===============

(598)

وأنا وراءك اليوم، قال: فينطلق به إلى رب العزة تبارك وتعالى فيقول: يارب يارب عبدك وأنت أعلم به قد كان نصبا بي (1)، مواظبا علي، يعادى بسببي ويحب في ويبغض، فيقول الله عزوجل: أدخلو عبدي جنتي واكسوه حلة من حلل الجنة وتوجوه بتاج، فإذا فعل به ذلك عرض على القرآن فيقال له: هل رضيت بما صنع بوليك؟ فيقول: يا رب إني أستقل هذا له فزده مزيد الخير كله، فيقول: وعزتي وجلالي وعلوي وارتفاع مكاني لانحلن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد له ولمن كان بمنزلته، إلا أنهم شباب لا يهرمون وأصحاء لايسقمون وأغنياء لا يفتقرون وفرحون لا يحزنون وأحياء لايموتون. ثم تلا هذه الآية " لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الاولى (2) " قال قلت: جعلت فداك يا أبا جعفر وهل يتكلم القرآن فتبسم ثم قال: رحم الله الضعفاء من شيعتنا إنهم أهل تسليم ثم قال: نعم يا سعد والصلاة تتكلم ولها صورة وخلق تأمر وتنهى، قال سعد: فتغير لذلك لوني وقلت، هذا شئ لا أستطيع [أنا] أتكلم به في الناس فقال أبوجعفر: وهل الناس إلا شيعتنا فمن لم يعرف الصلاة فقد أنكر حقنا ثم قال: يا سعد اسمعك كلام القرآن؟ قال سعد: فقلت: بلى صلى الله عليك، فقال:

" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر " فالنهى كلام والفحشاء والمنكر رجال ونحن ذكر الله ونحن أكبر.

2 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس إنكم في دار هدنة (3) وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز (4) لبعد المجاز

 

____________

(1) في بعض النسخ [في] ونصب الرجل بالكسر: نصبا: تعب وأنصبه غيره.

(2) الدخان: 56.

(3) الهدنة: السكون والصلح والموادعة بين المسلمين والكفار وبين كل متحاربين.

(4) في بعض النسخ [فأعدوا الجهاد]. [*]

 

===============

(599)

قال: فقام المقداد بن الاسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ و انقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وما حل مصدق (1) ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له نجوم وعلى نجومه نجوم (2) لاتحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة (3) فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره، ينج من عطب (4) ويتخلص من نشب (5) فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (6)

3 علي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن سماعة بن مهران قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إن العزيز الجبار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البار، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السماء والارض ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم.

 

____________

(1) شافع مشفع اى مقبول الشفاعة. ويقال: محل به إذا سعى به إلى السلطان وهو ماحل و محول وفى الدعاء " فلا تجعله ماحلا مصدقا " ولعله من هنا قيل في معناه: يمحل بصاحبه أى يسعى به إذا لم يتبع ما فيه إلى الله تعالى.

(2) الانق: الفرح والسرور قد أنق بالكسر يأنق الشئ أحبه وأنيق أى حسن معجب و قوله: " له نجوم وعلى نجومه نجوم " أى آيات تدل على أحكام الله تهتدى بها وفيه آيات تدل على هذه الايآت وتوضيحها ان المراد بالنجوم الثالث السنة فان السنة توضيح القرآن أو الائمة (عليهم السلام) العالمون بالقرآن وفى بعض نسخ الحديث وبعض نسخ الكتاب [له تخوم وعلى تخومه تخوم] والتخوم على ما قيل: جمع تخم بمعنى منتهى الشئ.

(3) في بعض النسخ [ودليل على المعرفة] أى لمن عرف كيفية التعرف واشارات القرآن ونكات بيانه ويعلم معاريضه (4) العطب: الهلاك.

(5) النشب في الشئ إذا وقع فيما لامخلص له منه.

(6) التربص: الانتظار. [*]

 

===============

(600)

4 محمد يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أول وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم امتي، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي.

5 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الضلمات بالنور.

6 علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه: اعلموا أن القرآن هدى النهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة (1).

7 علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: شكار جل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) وجعا في صدره فقال (صلى الله عليه وآله): استشف بالقرآن فإن الله عزوجل يقول: " وشفاء لما في الصدور (2) ".

8 أبوعلي الاشعري، عن بعض أصحابه، عن الخشاب، رفعه قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لا والله ولا يرجع الامر والخلافة إلى آل أبي بكر وعمر أبدا ولا إلى بني امية أبدا ولا في ولد طلحة والزبير ابدا وذلك أنهم نبذوا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الاحكام، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): القرآن هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة (3) وضياء من الاحداث وعصمة من الهلكة ورشد من

 

____________

(1) أى يغنيك على ما كان لك من الشدة والفاقة.

(2) يونس: 57.

(3) في بعض النسخ [الضلالة]. [*]

 

===============

(601)

الغوايه وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخره وفيه كمال دينكم وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار.

9 حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار.

10 علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن سعد الاسكاف قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعطيت السور الطوال مكان التوارة و اعطيت المئين مكان الانجيل واعطيت المثاني مكان الزبور وفضلت بالمفصل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على سائر الكتب والتوراة لموسى والانجيل لعيسى والزبور لداود (1).

11 أبوعلي الاشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجيئ القرآن يوم القيامة في أحسن منظور إليه صورة فيمر بالمسلمين فيقولون: هذا الرجل منا فيجاوز هم إلى النبيين فيقولون: هو منا فيجاوزهم إلى الملائكة المقربين فيقولون: هو منا حتى ينتهي إلى رب العزة عزوجل فيقول: يا رب فلان بن فلان أظمأت هو اجره (2) وأسهرت ليله في دار الدنيا وفلان بن فلان لم أظمأ هو اجره ولم أسهر ليله، فيقول تبارك وتعالى: أدخلهم الجنة على منازلهم فيقوم فيتبعونه، فيقول للمؤمن: اقرأ وارقه (3) قال: فيقرأ ويرقى حتى يبلغ كل رجل منهم منزلة التي هي له فينزلها.

 

____________

(1) السور الطول كصرد هى السبع الاول بعد الفاتحة على أن تعد الانفال والتوبة واحدة [لنزولها جميعا في مغازى النبى (صلى الله عليه وآله) وتدعيان قرينتين ولذلك لم يفصل بينهما بالبسملة] أو السابعة سورة يونس والمثانى هى السبع التى بعد هذا السبع سميت بها لانها ثنتها واحدها مثنى مثل معانى ومعنى وقد تطلق المثانى على سور القرآن كلها طوالها وقصارها وأما المئون فهى من بنى اسرائيل إلى سبع سور سميت بهالان كلا منها على نحو من مائه أية كذا في بعض التفاسير (في).

(2) جمع الهاجرة وهى شدة جر النهار.

(3) الهاء للوقف. [*]

 

===============

(602)

12 علي بن إبراهيم، عن أبيه ; وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل ابن زياد، جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال:

قال أبوعبدالله (عليه السلام): إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم وديوان فيه الحسنات وديوان فيه السئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق النعم عامة الحسنات ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا رب أنا القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي ويطيل ليله بترتيلي وتفيض عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضاني قال: فيقول العزيز الجبار: عبدي أبسط يمينك فيملا هامن رضوان الله العزيز الجبار ويملا شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك فاقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة.

13 علي بن إبراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني، جميعا، عن القاسم ابن محمد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قال علي ابن الحسين (عليهما السلام): لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي. وكان (عليه السلام) إذا قرأ " مالك يوم الدين " يكررها حتى كاد أن يموت.

14 علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبدالحميد عن إسحاق بن غالب قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): إذا جمع الله عزو جل الاولين و الآخرين إذاهم بشخص قد أقبل لم يرقط أحسن صورة منه فإذا نظر إليه المؤمنون وهو القرآن قالوا: هذا منا، هذا أحسن شئ رأينا فإذا انتهى إليهم جازهم، ثم ينظر إليه الشهداء حتى إذا انتهى إلى آخرهم جازهم فيقولون: هذا القرآن، فيجوزهم كلهم حتى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولون: هذا القرآن، فيجوزهم حتى ينتهي إلى الملائكة فيقولون: هذا القرآن فيجوزهم [ثم ينتهي] حتى يقف عن يمين العرش فيقول الجبار: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لاكرمن اليوم من أكرمك ولا هينن من أهانك.