8- باب صلاة الاستسقاء
* (318) * 1 - روى عبدالرحمن بن كثير عن الصادق عليه السلام
___________________________________
* - 318 - الفقيه ج 1 ص 332.
(*)
[148]
انه قال: إذا فشت أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزنا ظهرت الزلازل، وإذا أمسكت الزكاة هلكت الماشية، وإذا جار الحكام في القضاء امسك القطر من السماء، وأذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين.
* (319) * 2 - وروي عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: إذا غضب الله تعالى على امة ثم لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها، وقصرت أعمارها.
ولم تربح تجارها، ولم تزك ثمارها، ولم تعذب أنهارها، وحبس عنها أمطارها، وسلط عليها أشرارها.
* (320) * 3 - محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن عثمان ابن عيسى عن حماد السراج قال: ارسلني محمد بن خالد إلى ابى عبدالله عليه السلام اقول له ان الناس قد اكثروا علي في الاستسقاء فما رأيك في الخروج غدا؟ فقلت ذلك لابى عبدالله عليه السلام فقال لي: قل له ليس الاستسقاء هكذا فقل له يخرج فيخطب الناس ويأمرهم بالصيام اليوم وغدا ويخرج بهم اليوم الثالث وهم صيام، قال: فاتيت محمدا فاخبرته بمقالة ابى عبدالله عليه السلام فجاء فخطب الناس وأمرهم بالصيام كما قال ابوعبدالله عليه السلام، فلما كان في اليوم الثالث ارسل اليه ما رأيك في الخروج؟ وفي غير هذه الرواية انه أمره ان يخرج يوم الاثنين فيستسقي.
* (321) * 4 - الحسين بن سعيد عن صفوان عن عبدالله بن بكير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في الاستسقاء قال: يصلي ركعتين ويقلب رداءه الذي على يمينه فيجعله على يساره والذي على يساره على يمينه ويدعو الله فيستسقي.
* (322) * 5 - محمد بن يعقوب عن علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى
___________________________________
* - 319 - الفقيه ج 1 ص 332.
- 322 - الكافي ج 1 ص 128.
(*)
[149]
عن يونس عن محمد بن مسلم والحسين بن محمد عن عبدالله بن عامر عن علي بن مهزيار عن فضالة بن ايوب عن احمد بن سليمان جميعا عن مرة مولى خالد قال: صاح أهل المدينة إلى محمد بن خالد في الاستسقاء فقال لي: انطلق إلى ابى عبدالله عليه السلام فسله ما رأيك؟ فان هؤلاء قد صاحوا الي فاتيته فقلت له ما قال لي فقال لي: قل له فليخرج، قلت له متى يخرج جعلت فداك؟ قال: يوم الاثنين، قلت له كيف يصنع؟ قال: يخرج المنبر ثم يخرج يمشي كما يخرج يوم العيدين وبين يديه المؤذنون في ايديهم عنزهم حتى إذا انتهى إلى المصلى صلى بالناس ركعتين بلا اذان ولا إقامة، ثم يصعد المنبر فيقلب رداءه فيجعل الذي على يمينه على يساره والذي على يساره على يمينه، ثم يستقبل القبلة فيكبر الله مائة تكبيرة رافعا بها صوته، ثم يلتفت إلى الناس عن يمينه فيسبح الله مائة تسبيحة رافعا بها صوته، ثم يلتفت إلى الناس عن يساره فيهلل الله مائة تهليلة رافعا بها صوته، ثم يستقبل الناس فيحمد الله مائة تحميدة ثم يرفع يديه فيدعو ثم يدعون فانى لارجو ان لا يخيبوا، قال: ففعل فلما رجعنا قالوا هذا من تعليم جعفر عليه السلام، وفي رواية يونس فما رجعنا حتى همتنا أنفسنا.
* (323) * 6 - وعنه عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن هشام بن الحكم عن ابي عبدالله عليه السلام قال: سألته عن صلاة الاستسقاء قال: مثل صلاة العيدين يقرأ فيهما ويكبر فيهما يخرج الامام فيبرز إلى مكان نظيف في سكينة ووقار وخشوع ومسألة ويبرز معه الناس فيحمد الله ويمجده ويثنى عليه ويجتهد في الدعاء ويكثر من التسبيح والتهليل والتكبير، ويصلي مثل صلاة العيدين ركعتين في دعاء ومسألة و اجتهاد، فاذا سلم الامام قلب ثوبه وجعل الجانب الذي على المنكب الايمن على المنكب الايسر والذي على الايسر على الايمن فان النبي صلى الله عليه
___________________________________
* - 323 - الاستبصار ج 1 ص 452 وفيه صدر الحديث، الكافي ج 1 ص 129 (*)
[150]
وآله كذلك صنع.
* (324) * 7 - محمد بن علي بن محبوب عن علي بن السندي عن محمد ابن عمرو بن سعيد عن محمد بن يحيى الصيرفي عن محمد بن سفيان عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن تحويل النبي صلى الله عليه وآله رداءه إذا استسقى قال: علامة بينه وبين اصحابه يحول الجدب خصبا.
* (325) * 8 - عنه عن محمد بن خالد البرقي عن ابن ابي عمير عن ابى البختري عن ابي عبدالله عليه السلام عن ابيه عن علي عليه السلام انه قال: مضت السنة انه لا يستسقى إلا بالبراري حيث ينظر الناس إلى السماء ولا يستسقى في المساجد إلا بمكة.
* (326) * 9 - الحسين بن سعيد عن صفوان اخبرني موسى بن بكر أو عبدالله بن المغيرة عن طلحة بن زيد عن ابي عبدالله عليه السلام عن ابيه عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله صلى للاستسقاء ركعتين وبدأ بالصلاة قبل الخطبة وكبر سبعا وخمسا وجهر بالقراءة.وقدر روى ان الخطبة قبل الصلاة روى ذلك:
* (327) * 10 - الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن اسحاق بن عمار عن ابى عبدالله عليه السلام قال: الخطبة في الاستسقاء قبل الصلاة ويكبر في الاولى سبعا وفي الاخرى خمسا.
قال محمد بن الحسن مصنف هذا الكتاب: والعمل على الرواية الاولى اولى، لان
___________________________________
* - 324 - الكافي ج 1 ص 129 الفقيه ج 1 ص 338.
- 326 - الاستبصار ج 1 ص 451 الكافي ج 1 ص 129 الفقيه ج 1 ص 330 بتفاوت في الاخيرين.
- 327 - الاستبصار ج 1 ص 451.
(*)
[151]
ما قدمناه من الاخبار تضمن انه يصلي الاستسقاء كما يصلي العيدين، وقد بينا فيما مضى ان صلاة العيدين الخطبة بعدها، فيجب ان تكون هذه الصلاة جارية مجراها، ويستحب ان يقرأ بهذه الخطبة بعد صلاة الاستسقاء.خطبة الاستسقاء
* (328) * 11 - روي ان امير المؤمنين عليه السلام خطب بهذه الخطبة في صلاة الاستسقاء فقال: (الحمد لله سابغ النعم، ومفرج الهم وبارئ النسم، الذي جعل السماوات لكرسيه عمادا، والجبال او تادا، والارض للعباد مهادا، وملائكته على ارجائها وحملة عرشه على امطائها، (1) وأقام بعزته اركان العرش، وأشرق بضوءه شعاع الشمس، واطفأ بشعاعه ظلمه الغطش (2) وفجر الارض عيونا، والقمر نورا، والنجوم بهورا، (3) ثم علا فتمكن، وخلق فأتقن، وأقام فتهيمن، فخضعت له نخوة المستكبر، وطلبت اليه خلة المتمسكن، اللهم فبدرجتك الرفيعة ومحلتك المنيعة وفضلك البالغ وسبيلك الواسع أسألك ان تصلي على محمد وآل محمد كما دان لك، ودعا إلى عبادتك وأوفى بعهودك، وأنفذ احكامك، واتبع أعلامك، عبدك ونبيك وأمينك على عهدك إلى عبادك، القائم باحكامك، ومؤيد من اطاعك، وقاطع عذر من عصاك اللهم فاجعل محمدا صلى الله عليه وآله اجزل من جعلت له نصيبا من رحمتك، وانضر
___________________________________
* - 328 - الفقيه ج 1 ص 335.
(1) الامطاء جمع مطا وزان عصا وهو الظهر، والضمير هنا عائد للارض والسماوات .
(2) الغطش: الظلام.
(3) البهور: مأخوذ من البهر بمعنى الغلبة فيقال بهر القمر الكواكب اذا أضاء وغلب ضوؤه ضوئها (*)
[152]
من اشرق وجهه بسجال (1) عطيتك، واقرب الانبياء زلفة يوم القيامة عندك، وأوفرهم حظا من رضوانك، وأكثر هم صفوف امة في جنانك، كما لم يسجد للاحجار ولم يعتكف للاشجار، ولم يستحل السباء (2) *، ولم يشرب الدماء، اللهم خرجنا اليك حين فاجأتنا المضائق الوعرة، والجأتنا المحابس العسرة وعضتنا علائق الشين، تأثلت (3) علينا لواحق المين، واعتكرت علينا حدابير (4) السنين، واخلقتنا مخائل الجود، واستظمأنا لصوارخ القود، (5) فكنت رجاء المبتئس والثقة للملتمس، ندعوك حين قنط الامام ومنع الغمام وهلك السوام، ياحي يا قيوم عدد الشجر والنجوم والملائكة الصفوف والعنان المكفوف (6) وان لا تردنا خائبين ولا تؤاخذنا باعمالنا ولا تحاصنا بذنوبنا وانشر علينا رحمتك بالسحاب المنساق والنبات المونق وامنن على عبادك بتنويع الثمرة وأحيي بلادك ببلوغ الزهرة واشهد ملائكتك الكرام السفرة سقيا منك نافعة دائمة غزرها واسعا درها سحابا وابلا سريعا عاجلا، تحيي به ما قد مات وترد به ما قد فات وتخرج به ما هو آت، اللهم اسقنا غيثا ممرعا طبقا مجلجلا (7) متتابعا خفوقه (8) منبجسة بروقه مرتجسه هموعه (9) وسيبه مستدر وصوبه
___________________________________
(1) السجال: جمع سجل كفلس الدلو العظيمة اذا كان فيها ماء قل أو كثر وهو مأخوذ هنا على نحو الاستعارة.
(2) السباء: بالكسر والمد الخمر.
(3) التأثل: مأخوذ من تأثل الشئ اذا تأصل وتعظم واجتمع.
(4) الحدابير: جمع حدبار بالكسر وهي النقة الضامرة التي بدا عظم ظهرها من الهزال وفي المقام تشبيه السنين المجدبة المقحطة بها.
(5) القود: بالفتح فالسكون الخيل.
(6) المكفوف: أي السحاب الممنوع من المطر.
(7) المجلجل: من الجلجلة وهي شدة الصوت واسم لصوت الرعد (8) الخفوق: هو الاضطراب.
(9) الهموع: بالضم السيلان (*)
[153]
مستبطر (1) لاتجعل ظله علينا سموما وبرده علينا حسوما وضوءه علينا رجوما وماءه اجاجا ونباته رمادا رمددا (2)، اللهم انا نعوذ بك من الشرك وهو اديه (3) والظلم ودواهيه، والفقر ودواعيه، يامعطي الخيرات من أماثلها، ومرسل البركات من معادنها منك الغيث المغيث وأنت الغياث المستغاث ونحن الخاطئون وأهل الذنوب وأنت المستغفر الغفار نستغفرك للجهالات من ذنوبنا ونتوب اليك من عوام خطايانا اللهم فارسل علينا (4) ديمة مدرارا واسقنا الغيث واكفا (5) مغزارا غيثا واسعا وبركة من الوابل نافعة، تدافع الودق بالودق (6) دفاعا، ويتلو القطر منه القطر، غير خلب (7) برقه ولا مكذب رعده ولا عاصفة جنايبه (8) بل ريا يغص بالري ربابه (9) وفاض فانصاع به سحابه، وجرى اثار هيدبه جنابه (10) سقيا منك محيية مروية محفلة مفضلة زاكيا نبتها ناميا زرعها، ناضرا عودها، ممرعة آثارها.
جارية الخصب والخير على أهلها، تنعش بها الضعيف من عبادك وتحيي بها الميت من بلادك، وتنعم بها المبسوط من رزقك، وتخرج بها المخزون من رحمتك وتعم بها من نأى من خلقك، حتى يخصب لامراعها المجدبون، ويحيا ببركتها المسنتون (11) وتترع بالفيعان غدرانها
___________________________________
* (1) المستبطر: أي الممتد.
(2) الرمدد: بالكسر المتناهي في الاحتراق.
(3) الهوادي: الاوائل والبوادي.
(4) الديمة: المطر الذى ليس فيه رعد ولا برق.
(5) الواكف: المطر المنهل.
(6) الودق: بسكون الدال المطر.
(7) الخلب: بانضم والتشديد البرق الذى لا غيث فيه.
(8) الجنايب: جمع واحدها جنوب وهي ريح تخالف الشمال مهبها من مطلع سهيل إلى مطلع الثريا.
(9) الرباب: السحاب الابيض وقيل هو السحاب الذى ركب بعضه بعضا.
(10) الهيدب: من السحاب المتدلي الذي يدنو من الارض اذا أراد الودق كنأنه خيوط والجناب: الفناء والناحية.وفي الفقيه حبابه والحباب بالفتح معظم الماء والفقا قيع التي تعلو الماء .
(11) المسنتون: من أصابهم الجدب والقحط.
(*)
[154]
وتورق ذرى الاكام زهراتها (1)، ويدهام (2) بذرى الاكام شجرها، وتستحق بعد اليأس شكرا، منة من مننك مجللة ونعمة من نعمك مفضلة على بريتك المؤملة وبلادك المغربة وبهايمك المعملة، ووحشك المهملة، اللهم منك ارتجاؤنا واليك مآبنا فلا تحبسه عنا لتبطنك سرائرنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، فانك تنزل الغيث من بعد ما قنطوا وتنشر رحمتك وأنت الولي الحميد) ثم بكى عليه السلام فقال: (سيدي صاخت جبالنا وأغبرت أرضنا، وهامت دوابنا، وقنط ناس منا أو من قنط منهم وتاهت البهائم، وتحيرت في مراتعها، وعجت عجيج الثكلى على أولادها، وملت الدوران في مراتعها، حين حبست عنها قطر السماء، فرق لذلك عظمها، وذهب لحمها وذاب شحمها، وانقطع درها اللهم ارحم انين الانة، وحنين الحانة ارحم تحيرها في مراتعها وأنينها في مرابضها).
___________________________________
* (1) زهراتها: نسخة في بعض المخطوطات رجواتها.
(2) يدهام: يسود، وروضة مدهام أي شديدة الخضرة المتناهية فيها كالسوداء لشدة خضرتها.