الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 91

أما من قال بأنه عيسى فلا تنافي بين القولين، إذ هو مساعد للمهدي على ما تقدم (1). إلى آخر كلامه [الذي] ذكرناه مفصلا في الفرع الثاني من الغصن الرابع في ذكر المعمرين (2). الثالث: سبط ابن الجوزي شمس الدين يوسف بن قزعلي بن عبد الله البغدادي الحنفي سبط العالم الواعظ أبي الفرج عبد الرحمن بن جوزي في آخر كتابه الموسوم بتذكرة الخواص بعد ترجمة العسكري ذكر أولاده منهم م ح م د الإمام بن الحسن بن علي... إلى علي بن أبي طالب، وكنيته أبو عبد الله وأبو القاسم وهو الخلف الحجة صاحب الزمان القائم والمنتظر والتالي وهو آخر الأئمة (3). الرابع: الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي في الفتوحات: لا بد من خروج المهدي (عليه السلام) لكنه لا يخرج حتى تمتلي الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد طول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ولد فاطمة جده الحسين بن علي ووالده الحسن العسكري بن الإمام علي النقي إلى أن يقول: يضع الجزية على الكفار ويدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء، أهل الاجتهاد، لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه إلى أن يقول: ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم، إلى آخر كلامه [وقد] ذكرنا في الفرع الثالث من الغصن السابع في أخبار أهل العرفان والحساب والكهنة بظهوره وعلائمه تمام كلماته (4). الخامس: الشيخ العارف عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن علي الشعراني في كتابه المسمى باليواقيت في بيان أن جميع أشراط الساعة التي أخبرنا بها الشارع حق لا بد أن تقع كلها قبل قيام الساعة وذلك كخروج المهدي (عليه السلام) ثم الدجال ثم نزول عيسى، إلى أن قال: إلى انتهاء الألف ثم تأخذ في ابتداء الاضمحلال إلى أن يصير الدين غريبا كما بدئ، وذلك

(هامش)

1 - البيان: 148. 2 - في الجزء الأول. 3 - تذكرة الخواص: 325 فصل ذكر الحجة. 4 - الفتوحات المكية: 3 / 419 باب 366 ط. بولاق - مصر، واليواقيت والجواهر: 422 - 423. (*)

ص 92

الاضمحلال يكون بدايته من مضي ثلاثين سنة من القرن الحادي عشر فهناك يترقب خروج المهدي وهو من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ومولده (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى ابن مريم فيكون عمره إلى وقتنا هذا وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة وسبعمائة وثلاث سنين (1). السادس: نور الدين علي بن محمد بن صباغ المالكي في الفصول المهمة: أبو القاسم الحجة الخلف الصالح ابن أبي محمد الحسن الخالص إلى أن يقول: إن له غيبتين إحداهما أطول من الأخرى والتمسك بالآيات والأخبار (2). السابع: شهاب الدين المعروف بملك العلماء شمس الدين بن عمر الهندي صاحب تفسير البحر المواج في كتابه الموسوم ب‍ هداية السعداء عن جابر بن عبد الله دخلت على فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين يديها ألواح فيها أسماء أئمة ولدها، إلى أن قال: أولهم زين العابدين - أي التسعة من ولد الحسين (عليهم السلام) - والثاني الإمام محمد الباقر، إلى أن قال: والتاسع الإمام حجة الله القائم الإمام المهدي ابنه، وهو غائب وله عمر طويل كما بين المؤمنين عيسى والياس وخضر وفي الكافرين الدجال والسامري (3). الثامن: الشيخ العالم المحدث علي المتقي بن حسام الدين بن القاضي عبد الملك بن قاضي خان القرشي من كبار العلماء وقد مدحوه في التراجم في كتابه البرهان في علامات مهدي آخر الزمان عن أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: لصاحب هذا الأمر - يعني المهدي - غيبتان إحداهما تطول حتى يقول بعضهم: مات، وبعضهم ذهب لا يطلع على موضعه أحد من ولي (4). وفي كتابه المرقاة في بيان الاثني عشر: محمد المهدي بن الحسن

(هامش)

1 - اليواقيت والجواهر: 422 المبحث الخامس والستون. 2 - الفصول المهمة: 281 - 293 الفصل الثاني عشر. 3 - في مقدمة غيبة النعماني اسمه: شهاب الدين آبادي: 15 وكذا في الغدير: 6 / 68، وحديث اللوح ذكره جملة من العلماء، راجع: كشف الغمة: 3 / 246، وفرائد السمطين: 2 / 136 ح 432. 4 - راجع معجم أحاديث المهدي 2 / 465. أقول: في البرهان المطبوع لا يوجد الحديث، نعم، ذكر عدة أحاديث حول المهدي (عليه السلام) في الباب الأول في الكرامات. (*)

ص 93

العسكري (عليهما السلام) (1). التاسع: العالم المعروف فضل بن روزبهان عند شرح قول العلامة في نهج الحق: المطلب في زوجته وأولاده إلى أن يقول: نعم ما قلت فيهم منظوما: سلام على المصطفى المجتبى * سلام على السيد المرتضى إلى أن يقول: سلام على السيد العسكري * إمام يجهز جيش الصفا سلام على القائم المنتظر * أبي القاسم العرم نور الهدى سيطلع كالشمس في غاسق * ينجيه من سيفه المنتقى ترى يملأ الأرض من عدله * كما ملئت جور أهل الهوى سلام عليه وآبائه * وأنصاره ما تدوم السما فنص من غير تردد أن المهدي الموعود القائم المنتظر هو الثاني عشر من هؤلاء الأئمة (2). العاشر: عن عبد الله بن محمد المطري عن الإمام جمال الدين السيوطي في رسالة إحياء الميت بفضائل أهل البيت أن من ذرية الحسين بن علي المهدي (عليه السلام) المبعوث في آخر الزمان، إلى أن قال: الحادي عشر ابنه محمد القائم المهدي وقد سبق النص عليه في ملة الإسلام من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو صاحب السيف القائم المنتظر إلى آخر ما قال (3).

(هامش)

1 - أقول: مرقاة المفاتيح لعلي القاري وقد ذكر ذلك في كتابه ص 179. 2 - كتاب جهارده معصوم: 31 المقدمة. 3 - أقول: في رسالة إحياء الميت للسيوطي المطبوعة بهامش كتاب الإتحاف بحب الأشراف (ط. مصر الأدبية) لا يوجد كلام عن الإمام المهدي (عليه السلام) فتأمل!. (*)

ص 94

فاكهة ثالثة

 في البحار عن الكافي عن حسن بن راشد عن أبي إبراهيم (عليه السلام) يقول: لما احتفر عبد المطلب زمزم وانتهى إلى قعرها خرجت عليه من أحد جوانب البئر رائحة منتنة أقطعته وأبى أن ينثني، وخرج ابنه الحارث عنه ثم حفر حتى أمعن فوجد في قعرها عينا تخرج عليه برائحة المسك، ثم احتفر فلم يحفر إلا ذراعا حتى تجلاه النوم فرأى رجلا طويل الباع حسن الشعر جميل الوجه جيد الثوب طيب الرائحة يقول: احفر تغنم وجد تسلم ولا تدخرها للمقسم، الأسياف لغيرك والبئر لك، أنت أعظم العرب قدرا ومنك يخرج نبيها ووليها والأسباط والنجباء والحكماء العلماء البصراء والسيوف لهم وليس اليوم منك ولا لك ولكن في القرن الثاني منك، بهم يطهر الأرض ويخرج الشياطين من أقطارها ويذلها في عزها ويهلكها بعد قوتها ويذل الأوثان ويقتل عبادها حيث كانوا، ثم يبقى بعده نسل من نسل هو أخوه ووزيره ودونه في السن وقد كان القادر على الأوثان لا يعصيه حرفا ولا يكتمه شيئا ويشاوره في كل أمر هجم عليه واستعيى (1) عنها عبد المطلب فوجد ثلاثة عشر سيفا مسندة إلى جنبه فأخذها وأراد أن يبث (2) فقال: وكيف ولم أبلغ الماء ثم حفر ولم يحفر شبرا حتى بدا له قرن الغزال ورأسه واستخرجه، وفيه طبع لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله فلان خليفة الله فسألته وقلت: فلان متى كان قبله أو بعده؟ قال: لم يجئ بعد وإلا جاء شيء من أشراطه، فخرج عبد المطلب وقد استخرج الماء وأدرك وهو يسعد فإذا أسود له ذنب طويل يسبقه بدارا إلى فوق فضربه فقطع أكثر ذنبه ثم طلبه ففاته وفلان قاتله إن شاء الله

(هامش)

1 - أي عجز ولم يهتد لوجهه. 2 - أي ينشر ويذكر خبر الرؤيا فكتمه، وفي بعض النسخ: يئب. (*)

ص 95

ومن رأى عبد المطلب أن يبطل الرؤيا التي رآها في البئر ويضرب السيوف مفاتيح للبيت فأتاه الله بالنوم فغشيه في حجر الكعبة فرأى ذلك الرجل بعينه وهو يقول: يا شيبة الحمد احمد ربك فإنه سيجعلك لسان الأرض ويتبعك قريش خوفا ورهبة وطمعا، ضع السيوف في مواضعها، فاستيقظ عبد المطلب فأجابه أن يأتيني في النوم فإن يكن من ربي فهو أحب إلي وإن يكن من شيطان فأظنه مقطوع الذنب فلم ير شيئا ولم يسمع كلاما، فلما أن كان الليل أتاه في منامه بعدة من رجال وصبيان فقالوا: نحن أتباع ولدك ونحن من سكان السماء السادسة، السيوف ليست لك فتزوج في مخزوم تقوي واضرب بعد في بطون العرب، فإن لم يكن معك مال فلك حسب فادفع هذه الثلاثة عشر سيفا إلى ولد المخزومية ولا يبال لك أكثر من هذا، وسيف لك من هذا واحد يقع من يدك فلا تجد له أثرا إلا أن يسجنه جبل كذا وكذا فيكون من أشراط قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فانتبه عبد المطلب وانطلق والسيوف على رقبته فأتى ناحية من نواحي مكة ففقد منها سيفا كان أرقها عنده فيظهر من ثم، ثم دخل معتمرا فطاف بها على رقبته والغزالين أحد عشر طوافا وقريش تنظر إليه وهو يقول: اللهم صدق وعدك فاثبت لي قولي وانشر ذكري وشد عضدي، وكان هذا ترداد كلامه وما طاف حول البيت بعد رؤياه في البئر ببيت شعر حتى مات، ولكن قد ارتجز على بنيه يوم أراد نحر عبد الله فدفع الأسياف جميعها إلى بني المخزومية إلى الزبير وإلى أبي طالب وإلى عبد الله فصار لأبي طالب من ذلك أربعة أسياف سيف لأبي طالب وسيف لعلي وسيف لجعفر وسيف لطالب، وكان للزبير سيفان وكان لعبد الله سيفان ثم عادت فصار لعلي الأربعة الباقية اثنتين من فاطمة واثنتين من أولادها فطاح سيف جعفر يوم أصيب فلم يدر في يد من وقع حتى الساعة، ونحن نقول لا يقع سيف من أسيافها في يد غيرنا إلا رجل يعين به معنا إلا صار فحما قال: وإن لواحد في ناحية يخرج كما تخرج الحية فيبين منه ذراع وما يشبهه فتبرق له الأرض مرارا ثم يغيب فإذا كان الليل فعل مثل ذلك فهذا دأبه حتى يجئ صاحبه ولو شئت أن أسمي مكانه لسميته ولكن أخاف عليكم من أن أسميه فتسموه فينسب إلى غير ما هو عليه (1).

(هامش)

1 - الكافي: 4 / 220 ح 7 وبحار الأنوار: 15 / 167 ح 96 باب 1. (*)

ص 96

أقول: حتى تجلاه النوم أي: غلب عليه وجل أي: لا تدخر تبر الذهب، واسقيا عنها تحير، وأراد أن يثب أي: يذكر خبر الرؤيا أو يفرق السيوف على الناس فأخره فلان خليفة الله أي: القائم (عليه السلام)، والأسود لعله كان الشيطان، والقائم يقتله ويضرب السيوف صفايح البيت، وفي بعض النسخ مفاتيح أي يجاهد المشركين فيستولي عليهم ويخلص البيت من أيديهم، واحزب بعد بطون العرب أي: تزوج بعد فاطمة المخزومية في أي بطن منهم شئت، والحاصل أنك لا بد لك من أن تتزوج في بني مخزوم ليحصل والد النبي والأوصياء ويرثوا السيوف وأما سائر القبائل فالأمر إليك، يسجنه أي: يخفيه ويستره، يظهر من ثم - أي زمن القائم - من هذا الموضع الذي - أو من الجبل الذي - قدم ذكره إلا صار فحما أي يسود ويبطل.

ص 97

 
 
علائم الظهور / الآيات

 

 الغصن الثامن
 في علائم ظهور القائم من آيات القرآن وأخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة الطاهرين وأهل العرفان والحساب والكهنة من الخاصة والعامة

 وفيه فروع:

الفرع الاول
علامات الظهور / الآيات

 الآية الأولى: من سورة البقرة قوله تعالى: *(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)*(1) عن الإكمال عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن لقيام القائم علامات تكون من الله عز وجل للمؤمنين قلت: وما هي جعلني الله فداك؟ قال (عليه السلام): قول الله عز وجل *(ولنبلونكم)* يعني المؤمنين قبل خروج القائم *(بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)* قال: نبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم ونقص من الأموال قال: كساد التجارات وقلة الفضل ونقص من الأنفس قال: موت ذريع ونقص من الثمرات: قلة ريع ما يزرع، وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم (عج) (2).

 الآية الثانية: من سورة آل عمران قوله تعالى: *(ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب)*(3) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تمضي الأيام والليالي حتى ينادي مناد من السماء يا أهل الحق اعتزلوا يا أهل الباطل اعتزلوا، فيعزل هؤلاء من هؤلاء وهؤلاء من هؤلاء قلت: أصلحك الله يخالط هؤلاء وهؤلاء بعد ذلك النداء؟ قال: كلا إنه يقول في الكتاب: *(ما كان الله ليذر)* الآية (4).

(هامش)

1 - سورة البقرة: 155. 2 - كمال الدين: 649 ح 3 باب 57. 3 - سورة آل عمران: 179. 4 - تفسير العياشي: 1 / 207 سورة آل عمران: 179. (*)

ص 98

الآية الثالثة: من سورة النساء قوله تعالى: *(يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها)*(1) عن أبي جعفر (عليه السلام) لجابر الجعفي: ألزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك وما أراك تدرك ذلك ولكن حدث به بعدي - وساق الحديث إلى آخره: ولا يفلت منهم إلا ثلاثة نفر يحول الله وجوههم في أقفيتهم وهم من كلب وفيهم نزلت هذه الآية *(يا أيها الذين)* الآية (2).

 الآية الرابعة: من سورة الأنعام *(ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده)*(3) عن حمران بن أعين عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنهما أجلان أجل محتوم وأجل موقوف. قال له حمران: ما المحتوم؟ قال: الذي لا يكون غيره، قال: وما الموقوف؟ قال: هو الذي لله فيه المشية، قال حمران: إني لأرجو أن يكون السفياني من الموقوف فقال أبو جعفر (عليه السلام): لا والله إنه من المحتوم (4).

 الآية الخامسة: قوله تعالى: *(قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون)*(5) عن القمي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: *(إن الله قادر على أن ينزل آية)* وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الأرض والدجال ونزول عيسى بن مريم وطلوع الشمس من مغربها (6).

 الآية السادسة: *(قل هو القادر على أن يبعث)* إلى *(لعلهم يفقهون)*(7) عن القمي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: *(هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم)* هو الدجال والصيحة *(أو من تحت أرجلكم)* وهو الخسف *(أو يلبسكم شيعا)* وهو اختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض *(ويذيق بعضكم بأس بعض)* وهو أن يقتل بعضكم بعضا وكل هذا في أهل القبلة بقول الله *(انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون)*(8).

 الآية السابعة: من سورة يونس قوله تعالى: *(قل أرأيتم إن آتاكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون)*(9) عن أبي جعفر (عليه السلام): فهو عذاب ينزل في آخر الزمان على فسقة

(هامش)

1 - سورة النساء: 47. 2 - كتاب الغيبة للنعماني: 279. 3 - سورة الأنعام: 2. 4 - غيبة النعماني: 301. 5 - سورة الأنعام: 37. 6 - غيبة الشيخ: 436. 7 - سورة الأنعام: 65. 8 - تفسير القمي: 2 / 204. 9 - سورة يونس: 50. (*)

ص 99

أهل القبلة وهم يجحدون نزول العذاب عليهم (1).

 الآية الثامنة: من سورة يونس (عليه السلام) قوله تعالى: *(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها اتيها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون)*(2) عن غيبة النعماني عن محمد بن بشير قال: سمعت محمد بن الحنفية أن قبل رايتنا راية لآل جعفر وأخرى لآل مرداس بنو مرداس كناية عن بني العباس فأما راية آل جعفر فليست بشيء ولا إلى شيء، فغضبت وكنت أقرب الناس إليه فقلت: جعلت فداك أن قبل راياتكم؟ قال: إي والله أن لبني مرداس ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئا من الخير، سلطانهم عسر ليس فيه يسر، يدنون فيه البعيد ويقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكر الله وعقابه صيح بهم صيحة لم يبق لهم مناد يسمعهم ولا جماعة يجتمعون إليها وقد ضربهم الله مثلا في كتابه *(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا)* الآية، ثم حلف محمد بن الحنفية بالله أن هذه الآية نزلت فيهم فقلت: جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمر عظيم فمتى يهلكون؟ فقال: ويحك يا محمد إن الله خالف علمه علم الموقتين، وإن موسى وعد قومه وكان في علم الله زيادة عشرة أيام لم يخبر بها موسى فكفر قومه واتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت، وإن يونس وعد قومه العذاب وكان في علم الله أن يعفو عنهم وكان من أمره ما قد علمت، ولكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت وقال الرجل بت بغير عشاء حتى يلقاك الرجل بوجه ثم يلقاك بوجه آخر قلت هذه الحاجة قد عرفتها والأخرى أي شيء هي حتى يلقاك بوجه طلق فإذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه فعند ذلك تقع الصيحة من قريب (3).

 الآية التاسعة: قوله تعالى: *(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى

(هامش)

1 - تفسير القمي: 1 / 312 وتفسير البرهان: 2 / 187 ح 2. 2 - سورة يونس: 24. 3 - غيبة النعماني: 290 باب ما جاء في المنع عن التوقيت. (*)

ص 100

فما لكم كيف تحكمون)*(1) في روضة الكافي عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يوبخوننا ويكذبوننا أنا نقول: صيحتان تكونان، يقولون: من أين يعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟ قال: فماذا تردون عليهم؟ قلت: ما نرد عليهم شيئا، قال: قولوا: يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل، إن الله عز وجل يقول *(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون)*(2).

 الآية العاشرة: من النحل قوله تعالى: *(أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون أو يأخذهم في تقلبهم فما هم بمعجزين)*(3) في كتاب المحجة وعن البحار والعوالم عن جابر الجعفي عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: الزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبدا حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة وتر، وترى مناديا ينادي بدمشق، وخسف بقرية من قراها، وتسقط طائفة من مسجدها فإذا رأيت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب، وأن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفياني أخواله كلب، يظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالى *(فاختلف الأحزاب من بينهم فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم)*(4) ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشيعتهم فيبعث بعثا إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالكوفة قتلا وصلبا، وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل الدجلة، يخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة ويبعث بعثا إلى المدينة فيقتل بها رجلا ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم لا يترك منهم أحد إلا حبس، ويخرج الجيش في طلب الرجلين ويخرج المهدي (عج) منها على سنة موسى خائفا يترقب حتى يقدم مكة ويقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء وهو جيش الهملات وخسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر، فيقوم القائم (عج) بين الركن والمقام

(هامش)

1 - سورة يونس: 35. 2 - الكافي: 1 / 202 ح 1 والآية في سورة يونس: 35. 3 - سورة النحل: 45 - 46. 4 - سورة مريم: 37. (*)

ص 101

فيصلي وينصرف ومعه وزيره فيقول: يا أيها الناس إنا نستنصر الله على من ظلمنا وسلب حقنا من يحاجنا في الله فإنا أولى الناس بالله، ومن يحاجنا في آدم فإنا أولى الناس بآدم، ومن حاجنا في نوح، فإنا أولى الناس بنوح ومن حاجنا في إبراهيم فإنا أولى الناس بإبراهيم (عليه السلام)، ومن حاجنا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنا أولى الناس بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين، ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله، إنا نشهد وكل مسلم اليوم أنا قد ظلمنا وطردنا وبغي علينا وأخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا. إنا نستغفر الله اليوم وكل مسلم، ويجئ والله ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضا وهي الآية التي قال الله تعالى: *(أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير)*(1) فيقول رجل من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرج منها وهي القرية الظالمة أهلها ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام، معه عهد نبي الله ورأيته وسلاحه ووزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء حتى يسمعه أهل الأرض كلهم، اسمه اسم نبي ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله ورأيته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين (عليه السلام) فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره، وإياك وشذاذ من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فألزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتى ترى رجلا من ولد الحسين (عليه السلام) معه عهد نبي الله ورأيته وسلاحه فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي ويفعل الله ما يشاء، فألزم هؤلاء أبدا وإياك ومن ذكرت لك فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا ومعه راية رسول الله عامدا إلى المدينة حتى يمر بالبيداء حتى يقول هذا مكان القوم الذي يخسف بهم وهي الآية التي قال الله *(أفأمن الذين مكروا)*(2) إلى *(فما هم بمعجزين)*(3) فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف، ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها، ثم يسير حتى يأتي العذرا هو ومن معه وقد لحق به الحائري

(هامش)

1 - البقرة: 148. 2 - سورة النحل: 45. 3 - سورة النحل: 46. (*)

ص 102

ناس كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة حتى إذا التقوا وهم يوم الأبدال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يترك منهم فجر، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه ولا غارما إلا قضى دينه ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ولا يقتل منهم عبد إلا أدى ثمن دية مسلمة إلى أهلها ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا ويسكن هو وأهل بيته الرحبة والرحبة، إنما كان مسكن نوح وهي أرض طيبة ولا يسكن رجل من آل محمد ولا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية فهم الأوصياء الطيبون (1).

 الآية الحادية عشرة: من سورة الرعد قوله تعالى: *(شديد المحال)*(2) عن غيبة النعماني عن علي (عليه السلام) أن بين يدي القائم (عج) سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل ويتعلق فيها الرويبضة قلت: وما الرويبضة وما الماحل؟ قال: أما تقرأون قوله *(وهو شديد المحال)* قال: قلت: وما المحال؟ قال: يريد المكار (3).

 الآية الثانية عشرة: من سورة بني إسرائيل قوله تعالى: *(ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا)*(4) عن كتاب سرور أهل الإيمان وفي البحار عن أصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول للناس: سلوني قبل أن تفقدوني لأني بطرق السماء أعلم من العلماء وبطرق الأرض أعلم من العالم، أنا يعسوب الدين أنا يعسوب المؤمنين وإمام المتقين وديان الناس يوم الدين، أنا قاسم النار وخازن الجنان وصاحب الحوض والميزان وصاحب الأعراف فليس منا إمام إلا وهو عارف بجميع أهل ولايته وذلك قوله تعالى: *(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)* ألا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فتشغر (5) برجلها فتنة شرقية وتطأ في حطامها بعد موتها وحيلتها وتشب نار بالحطب الجزل من غربي

(هامش)

1 - بحار الأنوار: 52 / 225 ح 87 باب 25. 2 - سورة الرعد: 13. 3 - غيبة النعماني: 278 باب 14 ح 62. 4 - سورة الإسراء: 6. 5 - الشغر: الاتساع يقال ارض شاغرة واسعة (النهاية: 2 / 483). (*)

ص 103

الأرض رافعة ذيلها تدعو يا ويلها الرحلة ومثلها فإذا استدار الفلك قلتم: مات أو هلك بأي واد سلك هذه الآية *(ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا)* ولذلك آيات أولهن أحصار الكوفة بالرصد والخندق وتخريق الزوايا في سكك الكوفة وتعطيل المساجد أربعين ليلة وكشف الهيكل وخفق رايات حول المسجد الأكبر تهتز، القاتل والمقتول في النار، وقتل سريع وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين والمذبوح بين الركن والمقام وقتل الأشقع صبرا في بيعة الأصنام وخروج السفياني براية حمراء أميرها رجل من بني كلب، واثنا عشر ألف عنان من خيل السفياني يتوجه إلى مكة والمدينة، أميرها رجل من بني أمية يقال له حزيمة، أطمس العين الشمال على عينه ظفرة غليظة، يتمثل بالرجال، لا ترد له راية حتى ينزل المدينة في دار يقال لها دار أبي الحسن الأموي، ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد وقد اجتمع إليه ناس من الشيعة، يعود إلى مكة، أميرها رجل من غطفان إذا توسط القاع الأبيض خسف بهم فلا ينجو إلا رجل يحول الله وجهه إلى قفاه لينذرهم ويكون آية لمن خلفهم ويومئذ تأويل هذه الآية *(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب)*(1) ويبعث مائة وثلاثين ألفا إلى الكوفة وينزلون الروحا والفاروق فيسير منها ستون ألفا حتى ينزلوا الكوفة موضع قبر هود بالنخيلة فيهجمون إليهم يوم الزينة وأمير الناس جبار عنيد يقال له الكاهن الساحر فيخرج من مدينة الزوراء إليهم أمير في خمسة آلاف من الكهنة ويقتل على جسرها سبعون ألفا حتى تحمى الناس من الفرات ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد ويسبى من الكوفة سبعون ألف بكر لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلى الثوية وهي الغري، ثم يخرج من الكوفة مائة ألف ما بين مشرك ومنافق حتى يقدموا دمشق لا يصدهم عنها صاد وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات من شرقي الأرض غير معلمة، ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختوم في رأس القنا بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) تظهر بالمشرق وتوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأزفر يسير الرعب أمامها بشهر حتى ينزلوا الكوفة طالبين بدماء آبائهم، فبينما هم على ذلك إذ أقبلت خيل اليماني والخراساني تستبقان كأنهما

(هامش)

1 - سورة السبأ: 51. (*)

ص 104

فرسي رهان، شعث غبر جرد أصلاب نواطي وأقداح، إذا نظرت أخذهم برجله باطنه فيقول: لا خير في مجلسنا بعد يومنا هذا، اللهم فإنا التائبون، وهم الأبدال الذين وصفهم الله في كتابه العزيز *(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)*(1) ونظراؤهم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويخرج رجل من أهل نجران يستجيب للإمام فيكون أول النصارى إجابة فيهدم بيعته ويدق صليبه فيخرج بالموالي وضعفاء الناس فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى فيكون مجمع الناس جميعا في الأرض كلها بالفاروق، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف يقتل بعضهم بعضا فيومئذ تأويل هذه الآية *(فما زالت تلك دعواهم حتى جعلناهم حصيدا خامدين)*(2) بالسيف، وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عند الفجر: يا أهل الهدى اجتمعوا، وينادي مناد من قبل المغرب بعدما يغيب الشفق: يا أهل الباطل اجتمعوا، ومن الغد عند الظهر تتلون الشمس [و] تصغر فتصير سوداء مظلمة، ويوم الثالث يفرق الله بين الحق والباطل وتخرج دابة الأرض وتقبل الروم إلى ساحل البحر عند كهف الفتية فيبعث الله الفتية من كهفهم مع كلبهم، منهم رجل يقال له تمليخا وآخر حملاها وهما الشاهدان المسلمان للقائم (عج) (3).

 الآية الثالثة عشرة: من سورة النحل قوله تعالى: *(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)*(4) عن غيبة النعماني عن عباية بن ربعي قال: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنا خامس خمسة وأصغر القوم سنا فسمعته يقول: حدثني أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إني خاتم ألف نبي وإنك خاتم ألف وصي وكلفت ما لم يكلفوا فقلت: ما أنصفك القوم يا أمير المؤمنين، فقال: ليس حيث تذهب يا بن أخي والله لأعلم ألف كلمة لا يعلمها غيري وغير محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنهم ليقرأون منها آية في كتاب الله عز وجل وهي *(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)* وما يتدبرونها حق تدبرها. ألا أخبركم بآخر ملك بني فلان؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين، قال: قتل نفس حرام في يوم حرام في بلد حرام عن قوم

(هامش)

1 - سورة البقرة: 222. 2 - سورة الأنبياء: 15. 3 - بحار الأنوار: 52 / 275 ح 167 باب 25. 4 - النمل: 82. (*)

ص 105

قريش والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لهم ملك بعده غير خمس عشرة ليلة، قلنا: هل قبل هذا من شيء أو بعده من شيء؟ فقال: صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها (1).

 الآية الرابعة عشرة: من سورة العنكبوت قوله تعالى: *(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)*(2) روى المفيد في الإرشاد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا ندر ثم قرأ قوله: *(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)* ثم قال: من علامات الفرج حدث يكون بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب (3).

 الآية الخامسة عشرة: في سورة النور قوله تعالى: *(وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا)*(4) في غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا كان ليلة الجمعة أهبط الرب تعالى ملكا إلى سماء الدنيا فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك على العرش فوق البيت المعمور ونصب لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) منابر من نور فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة والنبيون والمؤمنون وتفتح أبواب السماء فإذا زالت الشمس قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رب ميعادك الذي وعدت في كتابك *(وعد الله الذين آمنوا)* الآية، ويقول الملائكة والنبيون مثل ذلك، ثم يخر محمد وعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) سجدا ثم يقولون: يا رب اغضب فإنه قد هتك حريمك وقتل أصفياؤك وأذل عبادك الصالحون فيفعل الله ما يشاء وذلك يوم معلوم (5).

 الآية السادسة عشرة: في سورة سبأ قوله تعالى: *(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد)*(6) في كتاب المحجة للسيد هاشم

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 258 ح 17 باب 14. 2 - سورة العنكبوت: 1 - 2. 3 - الإرشاد: 2 / 375 باب ذكر علامات قيام القائم. 4 - سورة النور: 55. 5 - غيبة النعماني: 276 ح 56 باب 14. 6 - سورة سبأ: 51 - 52. (*)

ص 106

البحراني برد الله مضجعه عن أبي جعفر (عليه السلام): يكون لصاحب هذا الأمر غيبة وذكر حديثا طويلا يتضمن غيبته وظهوره، إلى أن قال: فيدعو الناس - يعني القائم - إلى كتاب الله وسنة نبيه والولاية لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) والبراءة من عدوه ولا يسمي أحدا حتى ينتهي إلى البيداء فيخرج إليه جيش السفياني فيأمر الله فتأخذهم من تحت أقدامهم، وهو قول الله تعالى: *(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب وقالوا آمنا به)* يعني بقائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى آخر السورة، فلا يبقى منهم إلا رجلان يقال [لهما] وتر ووتيرة من وجوههما في أقفيتهما يمشيان القهقرى فيخبران الناس بما فعل بأصحابهم. والحديث طويل اكتفينا منه بقدر الحاجة (1).

 الآية السابعة عشرة: في سورة حم السجدة، قوله تعالى: *(لنذيقنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا)*(2) في غيبة النعماني عن الصادق (عليه السلام) قول الله تعالى: *(عذاب الخزي)* ما هو عذاب خزي في الدنيا؟ فقال: أي خزي أخزى يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته وأصحابه وعلى إخوانه وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا فيقول الناس: ما هذا؟ فيقال: مسخ فلان الساعة، فقلت: قبل قيام القائم (عج) أو بعده؟ قال: لا، بل قبله (3).

 الآية الثامنة عشرة: قوله تعالى: *(سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم الحق)*(4) في غيبة النعماني سئل الباقر (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية فقال: يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق، وقوله: *(حتى يتبين لهم أنه الحق)* يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عز وجل يراه [هذا] الخلق لا بد منه (5).

 الآية التاسعة عشرة: قوله تعالى: *(سأل سائل بعذاب واقع)*(6) قال: تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية يعني حتى ينتهي إلى الكناسة كناسة بني أسد حتى تمر بثقيف ولا

(هامش)

1 - تفسير العياشي: 2 / 56 في سورة الأنفال. 2 - سورة فصلت: 16. 3 - غيبة النعماني: 269 ح 41 باب 14. 4 - سورة فصلت: 53. 5 - الكافي: 8 / 381 ح 575. 6 - سورة المعارج: 1. (*)

ص 107

تدع وترا لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أحرقته وذلك قبل خروج القائم عجل الله تعالى فرجه (1).

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 272 ح 48 باب 14. (*)

ص 108

علائم الظهور / الأحاديث

 الفرع الثاني
 إخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) بعلامات الظهور

 في عمدة ابن بطريق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ضيعت الأمانة فانتظروا الساعة، قالوا: كيف إضاعتها يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظروا الساعة (1). (وفيه) عن بشر بن جابر قال: ماجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له هجير فقال: يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة، قال: فقعد وكان متكيا فقال: إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام عدوا يجمعون لأهل الشام يجمع لهم أهل الإسلام قلت: الروم تعني؟ قال: نعم، قال: وتكون عند ذالكم القتال ردة شديدة فتشترط المسلمون شرطة للموت لا ترجع إلى غالبة فيقتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، ثم تشترط المسلمون شرطة للموت فلا ترجع إلا غالبة فيقتلون حتى يمسوا فيبقى هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة، فإذا كان اليوم الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلام فيجعل الله الدائرة عليهم فيقتلون مقتلة، إما قال: لا يرى مثلها، وإما قال: لا يرى منها (2) حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يلحقهم (3) حتى يخر ميتا فيتعاذ بنو الأب وكانوا مائة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو بأي ميراث يقاسم. قال: فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هم أكثر من ذلك فجاءهم الصريخ أن الدجال قد

(هامش)

1 - العمدة: 423 - 426 ح 884 - 891 ذكر ما ورد في الاثني عشر من الصحاح. 2 - في المستدرك: لن نر مثلها. 3 - في المستدرك: فلا يخلفهم. (*)

ص 109

خلفهم في ديارهم فيرفضون ما في أيديهم فيقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وأسماء خيولهم، هم خير الفوارس على ظهر الأرض أو من خير الفوارس على ظهر الأرض (1). وفي الدر النظيم عن الصادق (عليه السلام): عام الفتح ينشق الفرات حتى يدخل على أزقة الكوفة وفيه عن سلمان الفارسي: أتيت عليا فقلت: يا أمير المؤمنين متى يظهر القائم من ولدك؟ فتنفس الصعداء، وقال: لا يظهر القائم حتى يكون أمر الصبيان وتضييع حقوق الرحمن والتغني بالقرآن (2). وفي العوالم عن ابن عقدة عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إذا ظهرت بيعة الصبي قام كل ذي صيصية بصيصيته (3). أقول: الصيصية شوكة الديك وقرن البقر والظباء (4). (وفيه) عن معروف بن خربوذ قال: ما دخلنا على أبي جعفر قط إلا قال: خراسان خراسان، سجستان سجستان كأنه يبشرنا بذلك (5). (وفيه) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ظهور البواسير وموت الفجأة والجذام من اقتراب الساعة (6). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: توقعوا الصوت يأتيكم بغتة من قبل دمشق [فيه] لكم فرج عظيم (7). وفي الصراط المستقيم عن حذيفة وجابر: هبط جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبشره بأن القائم من ولده لا يظهر حتى تملك الكفار الأنهر الخمسة: سيحون وجيحون والفراتين والنيل، ينصر الله أهل بيته على الضلال فلا ترفع لهم راية إلى يوم القيامة (8). (وفيه) سئل الصادق (عليه السلام) عن ظهوره فقال: إذا حكمت في الدولة الخصيان والنسوان وأخذت الإمارة الشبان والصبيان وخرب جامع الكوفة من العمران وانعقدت الجيران فذلك

(هامش)

1 - العمدة: 425 / 890، ومستدرك الصحيحين: 4 / 477. 2 - دلائل الإمامة: 473. 3 - غيبة النعماني: 274 ح 52. 4 - غيبة النعماني: 273 ح 51. 5 - غيبة النعماني: 273 ح 51. 6 - البحار: 52 / 269. 7 - غيبة النعماني: 279 ح 66. 8 - الصراط المستقيم: 2 / 258. (*)

ص 110

الوقت زوال ملك بني عمي العباس وظهور قائمنا أهل البيت (1). (وفيه) أن عليا قال: إذا وقعت النار في حجازكم وجرى الماء بنجفكم فتوقعوا ظهوره (2). (وفيه) عن كتاب عبد الله بن بشار رضيع الحسين (عليه السلام): إذا أراد الله أن يظهر قائم آل محمد بدأ الحرب من صفر إلى صفر وذلك أوان خروج المهدي (3). (وفيه) عن زين العابدين (عليه السلام): إذا ملأ نجفكم هذا السيل والمطر وظهرت النار في الحجاز والمدر وملكت بغداد التتر فتوقعوا ظهور القائم المنتظر (4). وفي غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا يكون هذا الأمر حتى يذهب تسعة أعشار الناس (5). وفي البحار عن جابر بن عبد الله عن أنس بن مالك وكان خادم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لما رجع أمير المؤمنين (عليه السلام) من قتال أهل نهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته (6) وكان اسمه الحباب، فلما سمع الراهب صيحة العسكر أشرف من قلايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين فاستفظع ذلك [و] نزل مبادرا فقال: من هذا ومن رئيس العسكر؟ فقيل: هذا أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد رجع من قتال أهل نهروان فجاء الحباب مبادرا يتخطى الناس حتى وقف على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا؟ قال له: بذلك أخبر علماؤنا وأحبارنا، فقال (عليه السلام) له: يا حباب، فقال الراهب: وما علمك باسمي؟ فقال (عليه السلام): أعلمني بذلك حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له الحباب: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك علي بن أبي طالب ووصيه، فقال له أمير المؤمنين: وأين تأوي؟ فقال: أكون في قلاية لي هاهنا فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن هاهنا مسجدا وسمه باسم بانيه، فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجد براثا باسم الباني له ثم قال: ومن أين تشرب يا حباب؟ فقال: يا أمير المؤمنين من

(هامش)

1 - الصراط المستقيم: 2 / 258. 2 - المصدر السابق. 3 - المصدر السابق. 4 - الصراط المستقيم: 2 / 259. 5 - غيبة النعماني: 274 ح 54 باب 14. 6 - القلاية: صومعة الراهب (البداية والنهاية: 10 / 205). (*)

ص 111

دجلة هاهنا، قال: فلم لا تحفر هاهنا عينا أو بئرا؟ فقال له: يا أمير المؤمنين كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): احفر هاهنا فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها فقلعها أمير المؤمنين (عليه السلام) فانقلعت عن عين أحلى من الشهد وألذ من الزبد، فقال له: يا حباب يكون شربك من هذه العين أما أنه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة تكثر الجبابرة فيها وتعظم البلاء حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام، فإذا عظم بلاؤهم سدوا على مسجدك بقنطرة (1) ثم بنوه (2) [مرتين] لا يهدمه إلا كافر، فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلا أهلكه وأهلك أهله، ثم ليعود عليهم مرة أخرى ثم يأخذهم القحط والغلاء ثلاث سنين حتى يبلغ بهم الجهد ثم يعود عليهم ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها وأهلك وأسخط أهلها، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع فعند ذلك يكون هلاك البصرة ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد فيدخل عفوا ثم يلتجئ الناس إلى الكوفة ولا يكون بلد من الكوفة توشوش له الأمر، ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري فيلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما، ويتوجه جيش نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها ويجئ رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلى سور فمن لجأ إليها أمن، ويدخل جيش السفياني إلى الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه وأن الرجل منهم ليمر بالدرة (الدرة بالكسر آلة يضرب بها) المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويرى الصبي الصغير فيلحقه فيقتله، فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها هيهات هيهات وأمور عظام وفتن كقطع الليل فاحفظ عني ما أقول لك (3). وفي غيبة النعماني عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال لي أبي - يعني الباقر (عليه السلام) -: لا بد لنا من أذربيجان، لا يقوم لها شيء فإذا كان ذلك فكونوا جلاس بيوتكم والبدوا ما لبدنا والنداء بالبيداء، فإذا تحرك متحرك فاسعوا إليه ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن

(هامش)

1 - في المطبوع والبحار: فطوة وفي بعض النسخ: فطرة، والصحيح ما ذكر. 2 - في المطبوع: وابنه. 3 - اليقين لابن طاووس: 422، وبحار الأنوار: 52 / 219 ح 80 باب 25. (*)

ص 112

والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد، قال: وويل للعرب من شر قد اقترب (1). (وفيه) عنه (عليه السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام) حدث عن أشياء تكون بعده إلى قيام القائم فقال الحسين (عليه السلام): يا أمير المؤمنين متى يطهر الله الأرض من الظالمين؟ فقال (عليه السلام): لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتى يسفك الدم الحرام ثم ذكر بني أمية وبني العباس في حديث طويل ثم قال: إذا قام القائم بخراسان وغلب على أرض كرمان والملتان وحاز جزيرة بني كلوان وقام منا قائم بجيلان وأجابته الإبر والديلم وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والخبات وكانوا بين هنات وهنات، إذا خربت البصرة وقام أمير الأمراء بمصر إلى أن قال: إذا جهزت الألوف وصفت الصفوف وقتل الكبش الخروف، هناك يقوم الآخر ويثور الثائر ويهلك الكافر ثم يقوم القائم المأمول والإمام المجهول له الشرف والفضل، وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله يظهر بين الركنين في دريسين بآليين يظهر على الثقلين ولا يترك في الأرض دمين، طوبى لمن أدرك زمانه ولحق أوانه وشهد أيامه (2). (وفيه) عن بشر بن أبي أراكة النبال قال: لما قدمت المدينة انتهيت إلى منزل أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فإذا أنا ببغلة مسرجة بالباب فجلست حيال الدار فسلمت عليه فنزل عن البغلة وأقبل نحوي فقال لي: ممن الرجل؟ فقلت: من أهل العراق فقال: من أيها؟ قلت: من أهل الكوفة فقال: من صحبك في هذا الطريق؟ قلت: قوم من المحدثة فقال: وما المحدثة؟ قلت: المرجئة، فقال: ويح هذه المرجئة إلى من يلجأون غدا إذا قام قائمنا؟ قلت: إنهم يقولون: لو كان ذلك كنا نحن وأنتم في العدل سواء فقال: من تاب تاب الله عليه ومن أسر نفاقا فلا يبعد الله غيره ومن أظهر شيئا أحرق دمه ثم قال: يذبحهم والذي نفسي بيده كما يذبح القصاب شاته وأومى بيده إلى حلقه قلت: إنهم يقولون: إن المهدي لو قام لاستقامت له الأمور عفوا ولا يهرق محجمة دم فقال: كلا والذي نفسي بيده لو استقامت لأحد عفوا لاستقامت لرسول الله حين أدميت رباعيته وشج في وجهه، كلا والذي نفسي بيده حتى نمسح نحن وأنتم

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 263 ح 24 باب 14. 2 - غيبة النعماني: 274 ح 55 باب 14. (*)

ص 113

العرق والعلق ثم مسح جبهته (1). (وفيه) عن أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يقوم القائم حتى تفقأ عين الدنيا وتظهر الحمرة في السماء وتلك دموع حملة العرش على أهل الأرض حتى يظهر فيهم أقوام لا خلاق لهم، يدعون لولدي وهم براء لولدي، تلك عصابة ردية، على الأشرار مسلطة وللجبابرة مفتنة وللملوك مبيرة، تظهر في سواد الكوفة يقدمهم رجل أسود اللون والقلب رث الدين لا خلاق، مهجن زنيم تداولته أيدي العواهر من الأمهات من شر نسل لا سقاها الله المطر إظهار غيبة المتغيب من ولدي صاحب الراية الحمراء والعلم الأخضر، أي يوم للمخيبين بين الأنبار وهيت ذلك يوم فيه صيلم الأكراد وخراب دار الفراعنة ومسكن الجبابرة ومأوى الولاة الظلمة وأم البلاء وأخت العار، تلك ورب علي يا عمر بن سعد بغداد ألا لعنة الله على العصابة من بني أمية وبني فلانة الخونة الذين يقتلون الطيبين من ولدي لا يرقبون فيهم ذمتي ولا يخافون الله فيما يفعلونه بحرمتي، إن لبني عباس يوما كيوم الطموح (2) ولهم فيه صرخة كصرخة الحبلى، الويل لشيعة ولد العباس من الحرب التي منح (3) بين نهاوند والدينور، تلك صعاليك الشيعة يقدمهم رجل من همدان اسمه على اسم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، منعوت موصوف باعتدال الخلق ونضارة اللون، له في صوته ضحك وفي أشفاره وطف وفي عنقه سطح، فرق الشعر، مفلج الثنايا، على فرسه كبدر التمام تجلى عنه الغمام، يسير بعصابة خير عصابة آوت وتقربت ودانت الله بدين تلك الأبطال من العرب الذين يلفحون حرب الكريهة والدبرة (4) يومئذ على الأعداء أن للعدو يوم ذلك الصيلم والاستيصال. انتهى (5). وفي الدمعة عن الإكمال عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتى يأتي

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 283 ح 1 باب 15. 2 - أي شديد. 3 - في المصدر: سنح، وفي بعض النسخ: يفتح، وفي بعضها: تنتح. 4 - أي الهزيمة. 5 - غيبة النعماني: 147 ح 5 باب 10. (*)

ص 114

أرضا ذات قرار ومعين فيستوي على منبرها (1). وعن عقد الدرر عن أبي مريم عن أشياخه قال: يرى السفياني في منامه فيقال له: قم فاخرج فيقوم فلا يجد أحدا ثم يرى الثانية فيقال مثل ذلك ثم يقال في الثالثة: قم فاخرج فانظر على باب دارك فينحدر في الثالثة إلى باب داره فإذا هو بسبعة نفر أو تسعة ومعهم لواء فيقولون: نحن أصحابك فيخرج فيهم وبينهم ناس من قربات (2) الوادي اليابس فيخرج إليهم صاحب دمشق ليلقاه [ويقاتله] فإذا نظر [إلى] رايته انهزم (3). (وفيه) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من ولد خالد بن يزيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه أثر الجدري، بعينه ركنة بياض، يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له الوادي اليابس، يخرج مع سبعة نفر مع أحدهم لواء معقود يعرفون في النصير يسيرون على ثلاثين ميلا لا يرى ذلك العلم أحد إلا انهزم (4). وعن خالد بن معدان: يخرج السفياني وبيده ثلاث قصبات لا يقرع بهذا إلا مات (5). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس، أشقر أحمر أزرق يقول: ثاري ثم النار ثاري ثم النار، ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه (6). (وفيه) عن عبد الملك بن أعين كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فجرى ذكر القائم (عج) فقلت له: أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون السفياني فقال: لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه (7). (وفيه) عن الإكمال عن عبد الله بن أبي منصور سألت أبا عبد الله عن اسم السفياني قال: وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كنوز الشام الخمس دمشق وحمص والأردن وقنسرين فتوقعوا عند ذلك الفرج، قلت: يملك تسعة أشهر قال: لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما (8).

(هامش)

1 - كمال الدين: 651 ح 9 باب 57. 2 - المصدر السابق. 3 - عقد الدرر: 56 في الخسف. 4 - عقد الدرر: 56. 5 - في المصدر: ويتبعهم ناس من قريات. 6 - لم أجده في عقد الدرر، ورواه في كمال الدين: 2 / 65 ح 10 باب 57. 7 - لم أجده في عقد الدرر وهو موجود في غيبة النعماني: 282. 8 - لم أجده في عقد الدرر وهو في الكافي: 2 / 366 والبحار: 52 / 206. (*)

ص 115

وعن معاني الأخبار عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله، قلنا: صدق الله وقالوا: كذب الله، قاتل أبو سفيان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقاتل معاوية علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي (عليهما السلام) والسفياني يقاتل القائم. وعن أبي جعفر (عليه السلام): السفياني والقائم (عليه السلام) في سنة واحدة (1). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): اليماني والسفياني كفرسي رهان (2). (وفيه) عن أبي عبد الله السدير: يا سدير الزم بيتك وكن حلسا (3) من أحلاسه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو على رجلك (4). (وفيه) عن عقد الدرر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فيجمع لهم قيس فيقتلها حتى لا يمنع ذئب يبلغه، ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرم فيبلغ إليه السفياني فيبعث إليه جندا من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتى إذا جاء ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر (5). (وفيه) عن نزال بن سرة قال: خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (عليه السلام): سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال: يا أمير المؤمنين (عليه السلام): متى يخرج الدجال؟ فقال (عليه السلام): اقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا حذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها، قال: نعم يا أمير المؤمنين فقال (عليه السلام): أحفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وأخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء، وكان الحلم ضعفا

(هامش)

1 - معاني الأخبار: 346 باب معنى قول الصادق (عليه السلام): إنا وآل أبي سفيان.... 2 - غيبة النعماني: 253 باب ما جاء في العلامات ح 13 باب 14. 3 - الحلس بالكسر: كساء يوضع في ظهر البعير تحت البرذعة في المجمع. 4 - الكافي: 8 / 265 ح 383. 5 - عقد الدرر: 73 باب 3 الفصل 2. (*)

ص 116

والظلم فخرا وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادات الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنائر وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت الأهواء ونقضت العهود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم جما وكان زعيم القوم أرذلهم واتقي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب واؤتمن الخائن واتخذت القيان والمعازف ولعن آخر الأمة أولهم وركبت ذوات الفروج السروج وتشبهت النساء بالرجال والرجال بالنساء وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه، فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنين من الدجال؟ فقال (عليه السلام): ألا إن الدجال صايد بن صيد، فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه، يخرج من بلدة يقال لها أصبهان من قرية تعرف باليهودية، عينه اليمنى ممسوحة والأخرى في جبهته تضئ كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب: كافر يقرأه كاتب وأمي، يخوض البحار وتسير معه الشمس بين جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يرى الناس أنه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد، تحته حمار أقمر، خطوة حماره ميل، تطوى له الأرض منهلا منهلا، لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة، ينادي بأعلى صوته، يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول إلى أوليائي: أنا الذي خلق فسوى وقدر فهدى أنا ربكم الأعلى وكذب عدو الله، إنه أعور ويطعم الطعام ويمشي في الأسواق وإن ربكم ليس بأعور ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة على يدي من يصلي المسيح عيسى ابن مريم خلفه، ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى، قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ قال: خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصا سليمان، تضع

ص 117

الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه: هذا مؤمن حقا وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه: هذا كافر حقا، حتى أن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر وأن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن، وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما. ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا. ثم قال (عليه السلام): لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فإنه عهد إلي حبيبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا أخبر به غير عترتي، فقال النزال بن سبرة لصعصعة: ما عنى أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا القول؟ فقال صعصعة: يا بن سبرة إن الذي يصلي خلف عيسى بن مريم وهو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا، فأخبر أمير المؤمنين (عليه السلام) أن حبيبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة. وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفا عليهم السيجان (1). (وفيه) عن أسماء بنت يزيد قالت: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في بيتي فذكر الدجال فقال: إن بين يديه ثلاث سنين: سنة تمسك السماء فيها ثلث قطرها والأرض ثلث نباتها والثانية تمسك السماء ثلثي قطرها والأرض ثلثي نباتها والثالثة تمسك السماء قطرها كله والأرض نباتها كله فلا تبقى ذات ظلف ولا ذات خرس من البهائم إلا هلك، وإن من أشد فتنته أنه يأتي الأعرابي يقول: أرأيت إن أحييت لك إبلك، ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى، فيمثل له نحو إبله كأحسن ما يكون ضروعا وأعظمه أسنمة قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأخاك ألست تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى فيمثل له الشياطين نحو أبيه ونحو أخيه قالت: ثم خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحاجته ثم رجع والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم قالت: فأخذ بلحمتي الباب فقال: ميهم يا أسماء قلت: يا رسول الله لقد خلعت أفئدتنا بذكر الدجال قال: إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فإن ربي خليفتي على كل مؤمن، فقلت: يا رسول الله والله إنا لنعجن عجيننا

(هامش)

1 - كمال الدين: 527 باب حديث الدجال. (*)

ص 118

فما نخبزه حتى نجوع فكيف بالمؤمنين يومئذ؟ قال: يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح والتقديس (1). (وفيه) عن أبي بكرة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يدخل المدينة لرعب المسيح الدجال ولها يومئذ ثلاثة أبواب، لكل باب ملكان (2). (وفيه) عن عائشة: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال (3). (وفيه) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): على أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال (4). (وفيه) عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ا لمدينة يأتيها الدجال فيجد الملائكة يحرسونها فلا يقربها الدجال ولا الطاعون (5). وفي البحار عن عمر بن يزيد قال: قال لي الصادق (عليه السلام): إنك لو رأيت السفياني رأيت أخبث الناس أشقر أحمر أزرق يقول يا رب يا رب يا رب ثم للنار أي: ثم مع إقراره ظاهرا بالرب يفعل ما يستوجب للنار ويصير إليها للنار، ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه (6). (وفيه) عن غيبة الطوسي عن بنت الحسن بن علي (عليهما السلام) تقول: لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضا ويتفل بعضكم في وجه بعض وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض قلت: ما في ذلك خير؟ قالت: الخير كله في ذلك، عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله (7). (وفيه) عن محمد بن بشر قال: قلت لمحمد بن الحنفية: قد طال هذا الأمر، حتى متى؟ قال: فحرك رأسه ثم قال: أنى يكون ذلك ولم يمض الزمان؟ أنى يكون ذلك ولم يجف

(هامش)

1 - معاني الأخبار: 136 باب قصة غزو بدر، مسند أحمد: 6 / 456 ط. الميمنية. 2 - معاني الأخبار: 217. 3 - فقه السنة: 1 / 573 ح 1 بتفاوت. 4 - المحلى: 7 / 281 ح 919 بتفاوت. 5 - مسند أحمد: 2 / 123 وسنن الترمذي: 4 / 514 ح 2242. 6 - كمال الدين: 651 ح 10 باب 57، وبحار الأنوار: 52 / 205 ح 37 باب 25. 7 - غيبة الطوسي: 438 ح 429. (*)

ص 119

الإخوان؟ أنى يكون ذلك ولم يظلم السلطان؟ أنى يكون ذلك ولم يقم الزنديق من قزوين فيهتك ستورها ويكفر صدورها ويغير سورها ويذهب ببهجتها، من فر منه أدركه ومن حاربه قتله ومن اعتزله افتقر ومن تابعه كفر، حتى يقوم باكيان: باك يبكي على دينه وباك يبكي على دنياه (1). (وفيه) عن غيبة الطوسي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي يسرع الناس إلى طاعته المشرك والمؤمن، يملأ الجبال خوفا (2). في البحار عن الصادق (عليه السلام): قبل قيام القائم (عج) خمس علامات محتومات: اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء (3). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): آيتان بين يدي هذا الأمر: خسوف القمر وكسوف الشمس لخمس عشرة ولم يكن ذلك منذ هبط آدم (عليه السلام) إلى الأرض، وعند ذلك سقط حساب المنجمين (4). (وفيه) عن الصادق (عليه السلام) قال: لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقيل: فإذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ فقال (عليه السلام): أما ترضون أن تكونوا الثلث الباقي (5). (وفيه) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: حججت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع، فلما قضى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما افترض عليه من الحج أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب ونادى برفيع صوته: أيها الناس، فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق فقال: اسمعوا أني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بكى لبكائه الناس أجمعين، فلما سكت من بكائه قال: أعلموا - رحمكم الله - أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر أو غني بخيل أو عالم

(هامش)

1 - نهج البلاغة: 1 / 190 (محمد عبده). 2 - غيبة الطوسي: 444 ح 438، والبحار: 52 / 213 ح 66. 3 - كمال الدين: 650 / ح 7 باب 57، والبحار: 52 / 204 ح 34. 4 - درر الأخبار: 394، والبحار: 52 / 207 ح 41. 5 - غيبة الطوسي: 339 ح 286، البحار: 52 / 207 ح 44. (*)

ص 120

راغب في المال أو فقير كذاب أو شيخ فاجر أو صبي وقح أو امرأة رعناء، ثم بكى رسول الله، فقام إليه سلمان الفارسي (رحمه الله) وقال: يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا سلمان إذا قلت علماؤكم وذهبت قراؤكم وقطعتم زكاتكم وأظهرتم منكراتكم وعلت أصواتكم في مساجدكم وجعلتم الدنيا فوق رؤوسكم والعلم تحت أقدامكم والكذب حديثكم والغيبة فاكهتكم والحرام غنيمتكم ولا يرحم كبيركم صغيركم ولا يوقر صغيركم كبيركم، فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم ويجعل بأسكم بينكم، وبقي الدين لفظا بألسنتكم، فإذا أوتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة، وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل *(قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون)*(1) فقام إليه جماعة من الصحابة فقالوا: يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): عند تأخير الصلاة واتباع الشهوات وشرب القهوات وشتم الآباء والأمهات حتى تروا الحرام مغنما والزكاة مغرما، وأطاع الرجل زوجته وجفا جواره وقطع رحمه وذهبت رحمة الأكابر وقل حياء الأصاغر وشيدوا البنيان وظلموا العبيد والإماء وشهدوا بالهوى وحكموا بالجور، ويسب الرجل أباه ويحسد الرجل أخاه ويعامل الشركاء بالخيانة، وقل الوفاء وشاع الزنا وتزين الرجال بثياب النساء وسلب عنهن قناع الحياء ودب الكبر في القلوب كدبيب السم في الأبدان وقل المعروف وظهرت الجرائم وهونت الفطائم وطلبوا المدح بالمال وأنفق المال للغناء وشغلوا بالدنيا عن الآخرة وقل الورع وكثر الطمع والهرج والمرج وأصبح المؤمن ذليلا والمنافق عزيزا، مساجدهم معمورة بالأذان وقلوبهم خالية من الإيمان واستخفوا بالقرآن، بلغ المؤمن عنهم كل هوان فعند ذلك ترى وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، كلامهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الحنظل فهم ذئاب وعليهم ثياب، ما من يوم إلا يقول الله تعالى: أفبي تفترون. أم علي تجترون أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، فوعزتي وجلالي لولا من يعبدني مخلصا ما أمهلت من يعصيني طرفة عين ولولا ورع الورعين من عبادي لما أنزلت من السماء قطرة ولا

(هامش)

1 - سورة الأنعام: 65. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب