الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 121

أنبت ورقة خضراء، فواعجباه لقوم آلهتهم أموالهم وطالت آمالهم وقصرت آجالهم وهم يطمعون في مجاورة مولاهم ولا يصلون إلى ذلك إلا بالعمل ولا يتم العمل إلا بالعقل (1). وفي الدمعة عن تفسير علي بن إبراهيم عن عبد الله بن عباس قال: حججنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ وكان أدنى الناس يومئذ منه سلمان قال: بلى يا رسول الله فقال: إن من أشراط الساعة إضاعة الصلاة واتباع الشهوات والميل مع الأهواء وتعظيم المال وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره، قال سلمان (رضي الله عنه): إن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، يا سلمان إن عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة وعرفاء ظلمة وأمناء خونة، فقال سلمان: إن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا واؤتمن الخائن ويخون الأمين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان فعندها إمارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر ويكون الكذب طرفا والزكاة مغرما والفيء مغنما ويجور الرجل [على] والديه ويبر صديقه ويطلع الكوكب المذنب، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، يا سلمان عندها تشارك المرأة مع زوجها في التجارة ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المستمر فعندها يقارب الأسواق إذا قال هذا: لم أبع شيئا وقال هذا: لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، يا سلمان فعندها يليهم أقوام إن تكلموا قتلوهم وإن سكتوا استباحوهم ليستأثروا تفثهم وليطأوا حرمتهم ولتسفكن دماؤهم ولتملأن قلوبهم رعبا فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟

(هامش)

1 - البحار: 52 / 264 ح 148. (*)

ص 122

قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، إن عندها يؤتى بشيء من المشرق ويؤتى بشيء من المغرب يلون أمتي فالويل لضعفاء أمتي والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يتجاوزون عن مسيء، خيارهم حثا وقلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها ويشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ويركبن ذوات الفروج السروج من أمتي فعليهن من أمتي لعنة الله، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان إن عندها تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف وتطول المنارات وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده وعندها يتحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفوفا، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال: إي والذي نفسي بيده، وعندها يظهر الربا ويعاملون بالغيبة والرشا، ويوضع الدين وترفع الدنيا. قال سلمان: وإن هذا لكان يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها يكثر الطلاق فلا يقام لله حد ولن يضر الله شيء، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها تظهر القينات والمعازف ويليهم أشرار أمتي، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، وعندها تحج أغنياء أمتي للنزهة وتحج أوساطها للتجارة وتحج فقراؤهم للرياء والسمعة، وعندها يكون أقوام يتفقهون لغير الله وتكثر أولاد الزنا ويتغنون بالقرآن ويتهافتون بالدنيا، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده، ذاك إذا انتهكت المحارم واكتسبت المآثم وسلط الأشرار على الأخيار ويفشو الكذب وتظهر الحاجة وتفشو الفاقة ويتباهون في اللباس

ص 123

وتمطر في غير أوان المطر ويستحسنون الكوتة والمعازف وينكرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة، وتظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم (1) فأولئك يدعون في ملكوت السماوات الأرجاس الأنجاس، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، فعندها لا يخشى الغني إلا الفقر حتى أن السائل ليسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في يده شيئا، قال سلمان: وإن هذا لكائن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إي والذي نفسي بيده يا سلمان، عندها يتكلم الرويبضة قال: وما الرويبضة يا رسول الله فداك أبي وأمي؟ قال: يتكلم في أمر العامة من لم يتكلم فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور الأرض خورا فلا يظن كل قوم إلا أنها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم يمكثون في مكثهم فتلقي لهم الأرض أفلاذ كبدها، قال: ذهب وفضة ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال: مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله *(فقد جاء أشراطها)*(2). (3) وفي روضة الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز، ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك، فنصرتنا بك وبهم قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال: أتحلف على ما تقول؟ قال: فقلت: إن الناس شجرة بغي يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا، فقال: تذكر يوم مسألتك: هل لنا ملك؟ قلت: نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام فعرفت أنه قد حفظ الحديث فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك فإني لم

(هامش)

1 - في الأصل: الملادم. 2 - سورة محمد (صلى الله عليه وآله): 18. 3 - تفسير القمي: 2 / 307. (*)

ص 124

أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته، ثم لعل غيرك من أهل بيتك أن يتولى ذلك فسكت عني، فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال: جعلت فداك، والله رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد [كان] يكلمك كأنك تحته فقلت بيني وبين نفسي: هذا حجة الله على الخلق وصاحب هذا الأمر الذي يقتدى به، وهذا الآخر الذي يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله وهو في موكبه على حمار، فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي قال: لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه فقال: الآن سكن قلبي ثم قال: إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم؟ فقلت: أليس تعلم أن لكل شيء مدة؟ قال: بلى، فقلت: هل ينفعك علمك إن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين، إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي كنت لهم أشد بغضا، ولو جهدت أو جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد مما هم فيه من الإثم لم يقدروا، فلا يستفزنك الشيطان فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون. ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا؟ فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ورأيت الجور قد شمل البلاد ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفي الماء ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته ورأيت الصغير يستحقر الكبير ورأيت الأرحام قد تقطعت ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله ورأيت الغلام يعطى ما تعطى المرأة ورأيت النساء يتزوجن بالنساء ورأيت الثناء قد كثر ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى عنه ولا يؤخذ على يديه ورأيت الناذر يتعوذ بالله ما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع ورأيت الكافر فرحا لما يرى من المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل ورأيت الأمر بالمعروف ذليلا ورأيت الفاسق فيما لا

ص 125

يحب الله قويا محمودا ورأيت صاحبي الآثار يحتقرون ويحتقر من يحبهم ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله ورأيت الرجال يتسمنون للرجال والنساء للنساء ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال ورأيت التأنيث في ولد العباس قد أظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمشط المرأة لزوجها وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم وتنوفس في الرجل وتغير عليه الرجال وكان صاحب المال أعز من المؤمن وكان الربا ظاهرا لا يثير وكان الزنا يمتدح بها النساء ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ورأيت الرجال يعتدون بشهادة الزور ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم ورأيت الدين بالرأي، وعطل الكتاب وأحكامه ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ورأيت الولاية قبالة لمن زاد ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب ورأيت الإيمان بالله عز وجل كثير على الزور ورأيت القمار قد ظهر ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر ورأيت الملاهي يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجتري أحد على منعها ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته ورأيت الزور من القول يتنافس فيه ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل ورأيت الجار يكره الجار خوفا من لسانه ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء ورأيت المساجد قد زخرفت ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري

ص 126

الكذب ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة ورأيت البغي قد فشا ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن ورأيت الخراب قد أديل من العمران ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان ورأيت سفك الدماء يستخف بها ورأيت الرجل يطلب الرياسة بغرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى ويسند إليه الأمور ورأيت الصلاة قد استخف بها ورأيت الرجل عنده المال الكثير ولم يزكه منذ ملكه ورأيت الميت ينشر من قبره ويودى وتباع أكفانه ورأيت الهرج قد كثر ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه ورأيت البهايم تنكح ورأيت البهايم تفترس بعضها بعضا ورأيت الرجل يخرج من مصلاه ويرجع وليس عليه من ثيابه ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرياسة ورأيت الناس مع من غلب ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله، لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشر ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه [أحد] ورأيت الميت يمر به فلا يفزع له أحد ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد ورأيت الناس يتسافدون كما تسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفترى عليهما ورأيت النساء قد غلبن على الملك وغلبن على كل امرئ لا يأتي إلا ما لهن فيه هوى ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس

ص 127

مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه ومضيعة من عمره ورأيت السلطان يحتكر الطعام ورأيت من أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب الخمور ورأيت الخمر يتداوى بها وتوصف للمريض ويستشفى بها ورأيت الناس قد استتوا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك ورأيت الأذان بالأجر والصلاة ورأيت المساجد محتشدة ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك لا يعاقب ولا يعذر بسكره ورأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر ورأيت الصلاة قد استخف بها ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ورأيت أعلام الحق قد درست، فكن على حذر ورأيت الناس همتهم بطونهم وفروجهم ولا يبالون بما أكلوا وما نكحوا ورأيت الدنيا مقبلة عليهم ورأيت أعلام الحق قد درست، فكن على حذر واطلب من الله عز وجل النجاة وأعلم أن الناس في سخط الله عز وجل وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم، فكن مترقبا واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عز وجل وأعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين (1). وفي الإرشاد عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تقوم الساعة حتى يخرج المهدي (عليه السلام) من ولدي ولا يخرج المهدي حتى يخرج ستون كذابا كلهم يقولون: أنا نبي (2). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا هدم حايط مسجد الكوفة مما يلي دار عبد الله بن مسعود

(هامش)

1 - بطوله في روضة الكافي: 8 / 42 ح 7. 2 - الإرشاد: 2 / 371 باب ذكر علامات قيام القائم (عليه السلام). (*)

ص 128

فعند ذلك زوال ملك القوم وعند زواله خروج القائم (عليه السلام) (1). (وفيه) عن أبي حمزة قلت لأبي جعفر (عليه السلام): خروج السفياني من المحتوم؟ قال (عليه السلام): نعم والنداء من المحتوم وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم واختلاف بني العباس في الدولة من المحتوم وقتل النفس الزكية محتوم وخروج القائم (عليه السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) محتوم قلت: وكيف يكون النداء؟ قال (عليه السلام): ينادي من السماء أول النهار ألا إن الحق مع علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض: ألا إن الحق مع عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون (2). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلى نفسه (3). (وفيه) عن علي (عليه السلام): بين يدي القائم (عليه السلام) موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم، فأما الموت الأحمر فالسيف وأما الموت الأبيض فالطاعون (4). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام) لجابر الجعفي: الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها وما أراك تدرك ذلك: اختلاف بني العباس ومناد ينادي من السماء وخسف قرية من قرى الشام تسمى الخابية ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتى يخرب الشام ويكون سبب خرابها اجتماع ثلاث رايات فيها راية الأصهب وراية الأبقع وراية السفياني (5). (وفيه) عن سعيد بن جبير: إن السنة التي يقوم فيها المهدي تمطر الأرض أربعا وعشرين مطرة ترى آثارها وبركاتها (6). (وفيه) عنه (عليه السلام): السفياني والخراساني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 375. 2 - الإرشاد: 2 / 371. 3 - الإرشاد 2: 372. 4 - الإرشاد: 2 / 372. 5 - الإرشاد: 2 / 372. 6 - الإرشاد: 2 / 373. (*)

ص 129

واحد وليس فيها أهدى من راية اليماني لأنه يدعو إلى الحق (1). (وفيه) عن الرضا (عليه السلام): لا يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتى تميزوا وتمحصوا فلا يبقى منكم إلا القليل ثم قرأ *(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)*(2) ثم قال: إن من علامات الفرج حدثا يكون بين المسجدين ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب (3). (وفيه) عن أبي الحسن (عليه السلام): كأني برايات من مصر مقبلات خضر مصبغات حتى تأتي الشامات فتهدى إلى ابن صاحب العصيات (4). (وفيه) عنه (عليه السلام) سئل عن الفرج، فقال: تريد الإكثار أم أجمل لك؟ قيل: بل تجمل لي، قال: إذا ركزت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان (5). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لولد فلان عند مسجدكم يعني مسجد الكوفة لوقعة في يوم عروبة يقتل فيها أربعة آلاف من باب الفيل إلى أصحاب الصابون، فإياكم وهذا الطريق فاجتنبوه وأحسنهم حالا من أخذ في درب الأنصار (6). (وفيه) عنه (عليه السلام): إن قدام القائم (عليه السلام) لسنة غيداقة يفسد فيها الثمار والتمر في النخل لا تشكوا في ذلك (7). (وفيه) عنه (عليه السلام): إن قدام القائم بلوى من الله قيل: وما هو جعلت فداك؟ فقرأ: *(ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين)*(8) ثم قال: الخوف من ملوك بني فلان والجوع من غلاء الأسعار ونقص من الأموال من كساد التجارات وقلة الفضل فيها ونقص الأنفس بالموت الذريع ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار ثم قال: وبشر الصابرين عند ذلك بتعجيل خروج القائم (9). (وفيه) عنه (عليه السلام): يزجر الناس قبل قيام القائم (عليه السلام) عن معاصيهم بنار تظهر في السماء

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 375. 2 - سورة العنكبوت: 2. 3 - الإرشاد: 2 / 375. 4 - الإرشاد: 2 / 376 وفيه: صاحب الوصيات. 5 - الإرشاد: 2 / 369. 6 - الإرشاد: 2 / 377. 7 - الإرشاد: 2 / 377. 8 - سورة البقرة: 155. 9 - الإرشاد: 2 / 378. (*)

ص 130

وجمرة تجلل السماء وخسف ببغداد وخسف ببلدة البصرة ودماء تسفك بها وخراب دورها وفناء يقع في أهلها وشمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه من قرار (1). في كشف الغمة من علامات قيام القائم (عليه السلام): خروج السفياني وقتل الحسن واختلاف بني العباس في الملك وكسوف الشمس في النصف من رمضان وخسوف القمر في آخر الشهر على خلاف العادات وخسف بالبيداء وخسف بالمغرب وخسف بالمشرق وركود الشمس من عند الزوال إلى وسط أوقات العصر وطلوعها من المغرب وقتل نفس زكية تظهر في سبعين من الصالحين وذبح رجل هاشمي بين الركن والمقام وهدم حايط مسجد الكوفة وإقبال رايات سود من قبل خراسان وخروج اليماني وخروج المغربي بمصر وتملكه الشامات ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الرملة وطلوع نجم بالمشرق يضئ كما يضئ القمر ثم ينعطف ثم ينعطف حتى كاد يلتقي طرفاه، وحمرة تظهر في السماء وتلتبس في آفاقها ونار تظهر بالمشرق طولا وتبقى في الجو ثلاثة أيام أو سبعة أيام وخلع العرب أعنتها وتملكها البلاد وخروجها عن سلطان العجم وقتل أهل مصر أميرهم وخراب بالشام واختلاف ثلاث رايات فيه ودخول رايات قيس والعرب إلى مصر ورايات كندة إلى خراسان وورود خيل من قبل المغرب حتى تربط بفناء الحيرة وإقبال رايات سود من المشرق نحوها وشق في الفرات حتى يدخل الماء أزقة الكوفة وخروج ستين كذابا كلهم يدعي النبوة وخروج اثني عشر من آل أبي طالب كلهم يدعي الإمامة لنفسه وإحراق رجل عظيم القدر من شيعة بني العباس بين جلولاء وخانقين وعقد الجسر مما يلي الكرخ بمدينة بغداد وارتفاع ريح سوداء بها في أول النهار وزلزلة حتى ينخسف كثير منها وخوف يشمل أهل العراق وموت ذريع فيه ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وجراد يظهر في أوانه وغير أوانه حتى يأتي على الزرع والغلات وقلة ريع ما يزرعه الإنسان واختلاف العجم وسفك دماء كثيرة فيما بينهم وخروج العبيد عن طاعة ساداتهم وقتلهم مواليهم ومسخ لقوم من أهل البدع حتى يصيروا قردة وخنازير وغلبة العبيد على بلاد السادات ونداء من السماء يسمعه أهل الأرض، كل أهل لغة بلغتهم ووجه وصدر يظهران للناس في عين الشمس وأموات

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 378 وفيه: معه قرار. (*)

ص 131

ينشرون من القبور حتى يرجعوا إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون، ثم يختم ذلك بأربع وعشرين مطرة تتصل فتحيي الأرض بعد موتها وتعرف بركاتها وتزول بعد ذلك كل عاهة من معتقدي الحق من شيعة المهدي فيعرفون عند ذلك ظهوره بمكة فيتوجهون نحوه لنصرته كما جاءت بذلك الأخبار، ومن جملة هذه الأحاديث محتومة ومنها متشرطة والله أعلم بما يكون (1). في عمدة ابن بطريق عن تفسير الثعلبي في تفسير قوله: *(إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد)*(2) وذكر فتنة الدجال قالوا: يا رسول الله فكيف نصلي في تلك الأيام القصار؟ قال: تقدرون فيها كما تقدرون في هذه الأيام الطوال ثم تصلون وأنه لا يبقي شيء في الأرض إلا وطأه وغلب عليه إلا مكة والمدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا لقيه ملك مصلت بالسيف حتى ينزل الطريب الأحمر عند مجتمع السيول عند منقطع السنجة ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى منافق فيها ولا منافقة إلا خرج، فتنقى المدينة يومئذ الخبث كما ينقى الكير خبث الحديد، يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، قال الشريك: يا رسول الله: أين الناس يومئذ؟ قال: ببيت المقدس يخرج حتى يحاصرهم وإمام الناس يومئذ رجل صالح فيقال صل الصبح فإذا كبر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فإذا رآه ذلك الرجل عرفه فرجع يمشي القهقرى فيتقدم عيسى فيضع يديه بين كتفيه ويقول: صل فإنما أقيمت لك الصلاة فيصلي عيسى وراءه ثم يقول: افتحوا الباب فيفتحون الباب (3). في مكارم الأخلاق من جملة وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لابن مسعود: يا بن مسعود الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، فمن أدرك ذلك الزمان ممن يظهر من أعقابكم فلا يسلم عليهم في ناديهم ولا تشيع جنائزهم ولا يعود مرضاهم فإنهم يستسنون

(هامش)

1 - كشف الغمة: 3 / 255 وروضة الواعظين: 263. 2 - سورة غافر: 51. 3 - العمدة: 428 ح 897 ما جاء في المهدي في الصحاح الستة. (*)

ص 132

بسنتكم ويظهرون بدعواكم ويخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملتكم، أولئك ليسوا مني ولست منهم إلى أن يقول: يا بن مسعود يأتي على الناس زمان الصابر فيه على دينه مثل القابض بكفه الجمرة فإن كان في ذلك الزمان ذئبا وإلا أكلته الذئاب. يا بن مسعود علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ألا إنهم أشرار خلق الله، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله يدخلهم نار جهنم صم بكم عمي فهم لا يرجعون ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق، لهم فيها زفير وهم فيها لا يسمعون، يا بن مسعود يدعون أنهم على ديني وسنتي ومنهاجي وشرايعي إنهم مني براء وأنا منهم برئ. يا بن مسعود لا تجالسوهم في الملأ ولا تبايعوهم في الأسواق ولا تهدوهم إلى الطريق ولا تسقوهم الماء، قال الله تعالى: *(من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون)*(1) يقول الله تعالى: *(ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب)*(2) يا بن مسعود وما أكثر ما تلقى أمتي منهم العداوة والبغضاء والجدال أولئك أذلاء هذه الأمة في دنياهم، والذي بعثني بالحق ليخسفن الله بهم ويمسخهم قردة وخنازير، قال: فبكى رسول الله وبكينا لبكائه وقلنا: يا رسول الله: ما يبكيك؟ فقال: رحمة للأشقياء يقول الله تعالى: *(ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب)*(3) يعني العلماء والفقهاء، يا بن مسعود من تعلم العلم يريد به الدنيا وآثر عليه حب الدنيا وزينتها استوجب سخط الله عليه وكان في الدرك الأسفل من النار مع اليهود والنصارى الذين نبذوا كتاب الله تعالى، قال الله تعالى: *(فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين)*(4) يا بن مسعود من تعلم القرآن للدنيا وزينتها حرم الله عليه الجنة، يا بن مسعود من تعلم العلم ولم يعمل بما فيه حشره الله يوم القيامة أعمى ومن تعلم العلم رياء وسمعة يريد به الدنيا نزع الله بركته

(هامش)

1 - سورة هود: 15. 2 - سورة الشورى: 20. 3 - سورة سبأ: 51. 4 - سورة البقرة: 89. (*)

ص 133

وضيق عليه معيشته ووكله الله إلى نفسه ومن وكله الله إلى نفسه فقد هلك، قال الله تعالى: *(فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)*(1) يا بن مسعود فليكن جلساؤك الأبرار وإخوانك الأتقياء والزهاد لأنه تعالى قال في كتابه: *(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)*(2) يا بن مسعود أعلم أنهم يرون المعروف منكرا والمنكر معروفا ففي ذلك يطبع الله على قلوبهم فلا يكون فيهم الشاهد بالحق ولا القوامون بالقسط، قال الله تعالى: *(كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين)*(3) يا بن مسعود يتفاضلون بأحسابهم وأموالهم يقول الله تعالى: *(وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى)*(4). إلى هنا محل الحاجة في نفس الرحمن عن الكشي (5). وفي الاحتجاج عن أبي عبد الله (عليه السلام) باختلاف يسير قال: خطب الناس سلمان الفارسي (رحمه الله) بعد أن دفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام فقال: الحمد لله الذي هداني لدينه بعد جحودي إذ أنا مذك لنار الكفر، أهل لها نصيبا وأوتيت لها رزقا حتى ألقى الله عز وجل في قلبي حب تهامة فخرجت جائعا ظمآن قد طردني قومي وأخرجت من مالي ولا حمولة تحملني ولا مال يقويني وكان من شأني ما قد كان حتى أتيت محمدا فعرفت من العرفان ما كنت أعلمه ورأيت من العلامة ما أخبرت بها فأنقذني به من النار فنلت من الدنيا على المعرفة التي دخلت بها الإسلام، ألا أيها الناس اسمعوا من حديثي ثم اعقلوه عني فقد أوتيت العلم كثيرا ولو أخبرتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: إنه لمجنون وقالت طائفة أخرى: اللهم اغفر لقاتل سلمان، ألا إن لكم منايا تتبعها بلايا وإن عند علي علم المنايا وعلم الوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران، قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت وصيي وخليفتي في أهلي بمنزلة هارون من موسى، ولكنكم أصبتم سنة الأولين وأخطأتم سبيلكم والذي نفس سلمان بيده لتركبن طبقا عن طبق سنة بني إسرائيل القذة بالقذة، أما والله لو وليتموها عليا لأكلتم من

(هامش)

1 - سورة الكهف: 110. 2 - سورة الزخرف: 67. 3 - سورة النساء: 135. 4 - سورة الليل: 19 - 20 - 21. 5 - مكارم الأخلاق: 451 ط. الشريف الرضي قم. (*)

ص 134

فوقكم ومن تحت أرجلكم ولو دعوتم الطير في جو السماء لأجابتكم ولو دعوتم الحيتان في البحار لأتتكم ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرايض الله ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فوليتموها غيره فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء فأنذرتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء، أما والله لو أني أدفع ضيما أو أعز لله دينا لوضعت سيفي على عاتقي ثم لضربت به قدما قدما ألا إني أحدثكم بما تعلمون وما لا تعلمون فخذوها من سنة سبعين بما فيها، ألا إن لبني أمية في بني هاشم نطحات، ألا إن بني أمية كناقة الضروس تعض بفيها وتخبط بيديها وتضرب برجليها وتمنع درها، ألا إنه حق على الله أن يذل ناديها وأن يظهر عليها عدوها من قذف من السماء وخسف ومسخ وسوء الخلق حتى أن الرجل يخرج من جانب حجلته إلى الصلاة فيمسخه الله قردا، ألا وفئتان تلتقيان بتهامة كلتاهما كافرتان، ألا وخسف بكلب وما أنا بكلب أما والله لولا ما لأريتكم مصارعهم، ألا وهو البيداء ثم يجئ ما تعرفون فإذا رأيتم أيها الناس الفتن كقطع الليل المظلم يهلك فيه الراكب الموضع والخطيب المصقع والرأي المتبوع فعليكم بآل محمد فإنهم القادة إلى الجنة والدعاة إليها إلى يوم القيامة وعليكم بعلي فوالله لقد سلمنا عليه بالولاء مع نبينا فما بال القوم؟ أحسدا وقد حسد قابيل هابيل؟ أو كفرا فقد ارتد قوم موسى عن الأسباط ويوشع وشمعون وابني هارون شبر وشبير والسبعين الذين اتهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة من بغيهم ثم بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين، فأمر هذه الأمة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم؟ ما أنا وفلان وفلان ويحكم والله ما أدري أتجهلون أم تتجاهلون أم نسيتم أم تتناسون، أنزلوا آل محمد منكم منزلة الرأس من الجسد، بل منزلة العين من الرأس والله لترجعن كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف يشهد الشاهد الكافر على الناجي بالهلكة ويشهد الناجي على الكافر بالنجاة، ألا إني أظهرت أمري وآمنت بربي وأسلمت بنبيي واتبعت مولاي ومولى كل مسلم، بأبي أنت وأمي قتيل كوفان، يا لهف نفسي لأطفال صغار، وبأبي صاحب الجفنة والخوان نكاح النساء الحسن بن علي ألا إن النبي نحله البأس والحياء، ونحل الحسين المهابة والجود، يا ويح لمن أحقره لضعفه واستضعفه بقتله وظلم من بين ولده فكان بلادهم عاهر الباقين من آل محمد.

ص 135

أيها الناس لا تكل أظفاركم عن عدوكم ولا تستغشوا صديقكم يستحوذ الشيطان عليكم والله لتبتلن ببلاء لا تغيرونه بأيديكم إلا إشارة بحواجبكم، ثلاثة خذوها بما فيها وأرجو رابعها، وموافاها يأتي رافع الضيم شقاق شفاق بطون الحبالى وحمال الصبيان على الرماح ومغلي الرجال في القدور، أما إني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية وتضريج دمه بين الركن والمقام المذبوح كذبح الكبش، يا ويح لسبايا نساء كوفان، الواردون الثوية المستفدون عشية وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية وجاء هاتف يستغيث من قبل المغرب فلا تغيثوه لا أغاثه الله، وملحمة بين الناس إلى أن يصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة وهي كوفان ويوشك أن يبني جسرها ويبني جنبيها حتى يأتي زمان لا يبقى مؤمن إلا بها أو يحن إليها، وفتنة مصبوبة تطأ في خطامها لا ينهها أحد لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته. وأحدثك يا حذيفة أن ابنك مقتول فائت عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) فمن كان مؤمنا دخل في ولايته فيصبح على أمر يمسي على مثله لا يدخل فيها إلا مؤمن ولا يخرج منها إلا كافر. أهل لها أي: أصيح وأرفع صوتي لأطلب نصيبها، وتهامة بالكسر مكة شرفها الله تعالى، والطبق بالتحريك هو الحال المطابقة لحال أخرى، والقذة ريش السهم، والضيم الظلم، والنطح الإصابة بالقرن والنطيحة هي التي نطحتها بهيمة أخرى حتى ماتت، والضروس الناقة السيئة الخلق تعض حالبها، وخبط البعير الأرض بيده ضربها ووطأها شديدا، والدر اللبن، وكلب قبيلة والنادي مجلس القوم، والراكب الموضع هو الذي يحمل ركابه على العدو السريع، والمصقع كمنبر البليغ أو العالي الصوت، والتضريج التدمية، والتلطيخ والملحمة الوقعة العظيمة القتل، ويحن إليها أي يشتاق إليها. قوله: فعرفت الخ إشارة إلى أن معرفته بالنبي وبنبوته إنما هو بعلم سابق له وإنما باللقاء ازداد يقينا لا أنه كان سببا لإيمانه. وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن سلمان كان يدعو الناس إليه قبل مبعثه منذ أربعمائة وخمسين. قوله: ولو وليتموها عليا لأكلتم الخ إشارة إلى قوله تعالى *(ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء

ص 136

ما يعملون)*(1). قوله: فخذوها من سنة السبعين الخ إن كان الضمير راجعا إلى البلاء فالظاهر أنه كان إلى بدل من وإن كان راجعا إلى الرخاء فالمراد أظهر، فكيف كان فغرضه الإشارة إلى نهاية البلاء وبداية الفرج (2). عن غيبة الشيخ عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) إن عليا كان يقول: إلى السبعين بلاء وكان يقول بعد البلاء رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء فقال أبو جعفر (عليه السلام): يا ثابت إن الله تعالى وقت هذا الأمر في السبعين وكان، فلما قتل الحسين (عليه السلام) اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين ومائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم القناع فأخره الله ولم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء وعنده أم الكتاب. قوله: ألا إن لبني أمية الخ، غير خفي على من راجع سير الأولين ما صدر من عتاة بني أمية وطغاتهم بالعترة الطاهرة من الظلم والعدوان والقتل والنهب والأسر وكتمان الفضائل وإنكار المناقب والسب واللعن على المنابر. قوله: ألا إنه حق على الله إلى قوله فيمسخه الله قردا إشارة إلى تتمة الآية السابقة وبعض علائم ظهور الحجة عجل الله فرجه. قوله: ألا وفئتان تلتقيان بتهامة، الذي يظهر من الأخبار أن العسكر الذي يأتي تهامة عسكر السفياني والعسكر الأخير غير معلوم إلا أن يكون عسكر السفياني صنفان. قوله: ألا وخسف بكلب الخ إشارة إلى خسف جيش السفياني بالبيداء وهو من المحتوم. قوله: أما والله لولا ما لأريتكم الخ لعل ما اختصار من قوله لولا ما في كتاب الله آية أي آية المحو والإثبات. قوله: ثم يجئ تعرفون إشارة إلى ظهور الحق بعد خسف البيداء. قوله: ويوشع وشمعون الخ المعدود من الأوصياء المعروفين هو شمعون الصفاء وصي عيسى ولا مناسبة لذكره هاهنا ويحتمل أن يكون شخصا آخر كان نبيا أو وصيا في أصحاب موسى ولا بعد فيه فإن أغلب من كان يبعثه صاحب الشريعة إلى البلدان في تلك الأزمان كان من الأنبياء وعدم ذكره في أخبار الماضين غير مختص به فإن من لم يذكر في الأخبار أو

(هامش)

1 - سورة المائدة: 66. 2 - الاحتجاج: 111 احتجاج سلمان بعد وفاة النبي. (*)

ص 137

لم يصل إلينا اسمه وخبره أضعاف ما وصل إلينا بمراتب عديدة. ففي إثبات الوصية في حديث موسى والسامري أن موسى قام خطيبا وذكرهم بأيام الله إلى أن قال: فروي أنه كان تحت المنبر ذلك اليوم ألف نبي مرسل. قوله: والسبعين الذين اتهموا الخ الظاهر أن الذين اتهموا موسى في قتل هارون لم ينزل عليهم العذاب كما ذكرنا سابقا في ذيل آية *(وإن الذين أخذتهم الرجفة)* ثم بعثهم الله. والسبعون: الذين قالوا لموسى *(لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة)*. (1). قوله: ألا إن نبي الله نحله.. الخ، عن قرب الإسناد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأما الحسن فأنحله الهيبة والحلم، وأما الحسين فأنحله الجود والرحمة. قوله: وظلم من بين ولده فيه، يحتمل أن يكون المراد وظلم الحسين من بين ولد أمير المؤمنين (عليه السلام). قوله: ثلاثا خذوها بما فيها وأرجو رابعها وموافاها، يحتمل أن يكون المراد بالثلاثة الخلفاء أي: خذوها بما فيها من الإضلال والفساد والابتلاء والمراد بالرابع هو رابعهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ويحتمل أن يكون المراد بها السفياني واليماني والخراساني والمراد بالرابع هو الإمام المنتظر عجل الله فرجه ويكون المراد من الأخذ الإشارة إلى كونها من المحتوم، وفي بعض النسخ: وموفاها أي به يستوفى ويتم عدد من يخرج قبل القائم (عليه السلام) وقوله: ويأتي رافع الضيم هو على الاحتمال الأول ظاهر في الحجاج بن يوسف الثقفي الملعون ولكن الظاهر أن المراد به السفياني بقرينة السياق وما يأتي من ظلمه وفساده. قوله: أما إني سأحدثكم بالنفس الطيبة الزكية الخ، النفس الزكية يطلق على أقسام أحدهما غلام من آل محمد اسمه محمد بن الحسن يقتل بين الركن والمقام بلا جرم ولا ذنب قبل أن يخرج القائم (عليه السلام) بخمس عشرة ليلة أو من يبعثه القائم من المدينة إلى مكة وقتله من المحتوم. قوله: يا ويح لسبايا نساء من كوفان الخ إشارة إلى ما يصدر من جيش السفياني الذي يبعثه إلى العراق في المشارق في خبر سطيح الكاهن فيخرج رجل من ولد صخر فيبدل الرايات السود بالحمر فيبيح المحرمات ويترك النساء بالثدايا معلقات وهو صاحب نهب الكوفة فرب بيضاء الساق مكشوفة على الطريق مردوفة بها الخيل محفوفة، قتل زوجها وكثر

(هامش)

1 - سورة البقرة: 55. (*)

ص 138

عجزها واستحل فرجها، وفي الخبر أن السفياني بعد خروجه وبعثه جيشا إلى الحجاز يبعث إلى العراق مائة وثلاثين ألفا أو سبعين ألفا ويمر جيشه بقرقيسا (بالكسر بلد على الفرات) ويقع فيها بينهم وبين ولد العباس حرب عظيم فيقتلون من الجبارين من بني العباس مائة ألف ثم يمر الجيش ببغداد ويقتل على جسره سبعون ألفا حتى تحمى الناس ثلاثة أيام من الدماء ونتن الأجساد ثم يمر الجيش بالكوفة حتى ينزلوا موضع قبر هود بالنخيلة وهو على فرسخين من الكوفة فيخربون ما حولها ويستعبد بعض أهلها ولا يدعون أحدا إلا قتلوه حتى أن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويمر على الصبي الصغير فيلحقه ويقتله ويسبى منها سبعون ألف بكر لا يكشف عنها كف ولا قناع حتى يوضعن في المحامل ويذهب بهن إلى الثوية موضع قبر كميل وبعض أصحاب أمير المؤمنين وينادي منادي أهل الجيش: من جاء برأس شيعة علي فله ألف درهم فيثب الجار على جاره ويقول هذا منهم فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم، ثم يخرجون متوجهين إلى الشام ومعهم السبايا والغنائم فتخرج راية هدى من الكوفة فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ولا يستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم. قوله: وميعاد ما بينكم وبين ذلك فتنة شرقية، عن غيبة الشيخ: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة فإذا ظهر المهدي بعث إليه بالبيعة. قوله: وجاء هاتف من قبل المغرب إلخ وهو الشيطان. قوله: إلى أن يصير ما ذبح على شبيه المقتول بظهر الكوفة كان المراد قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين وذلك من علائم الظهور. قوله: لا يبقى من العرب إلا دخلته، إشارة إلى تشتت أمر العرب في الظهور، وعن الصادق (عليه السلام): ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب، قلت: كم مع القائم من العرب قال: شيء يسير، وعن غيبة النعماني: أنه لا يخرج مع القائم من العرب أحد (1). في روضة الكافي عن معاوية بن وهب قال: تمثل أبو عبد الله ببيت شعر لابن أبي عقب: وينحر بالزوراء منهم لدى الضحى * ثمانون ألفا مثل ما ينحر البدن

(هامش)

1 - غيبة الشيخ: 428 ذكر المذمومين الذين ادعوا البابية كذبا. (*)

ص 139

وروى غيره البزل ثم قال لي: تعرف الزوراء؟ قال: قلت: جعلت فداك يقولون إنها بغداد، قال: لا، قال: دخلت الري؟ قلت: نعم، قال: أتيت سوق الدواب؟ قلت: نعم، قال: رأيت الجبل الأسود من يمين الطريق، تلك الزوراء يقتل فيها ثمانون ألفا من ولد فلان كلهم يصلح للخلافة، قلت: ومن يقتلهم جعلت فداك؟ قال: يقتلهم أولاد العجم (1). وفي العوالم عنه (عليه السلام) إذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة الأيام من رجب مطرا لم تر الخلائق مثله فينبت لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم وكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب (2). في غيبة النعماني: يظهر بعد غيبة مع طلوع النجم الآخر وخراب الزوراء وهي الري وخسف المزورة وهي بغداد وخروج السفياني وحرب ولد العباس مع فتيان أرمينية وأذربيجان، تلك حرب يقتل فيها ألوف وألوف كل يقبض على سيف مخلي تخفق عليه رايات سود تلك حرب يستبشر بها الموت الأحمر والطاعون الأكبر (3). (وفيه) عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطون ثم يطلبونه فلا يعطونه فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء (4). في أربعين المير اللوحي (5) عن فضل بن شاذان عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: كأني بقوم قد خرجوا من أقصى بلاد المشرق من بلدة يقال لها شيلا يطلبون حقهم من أهل الصين فلا يعطون ثم يطلبونه فلا يعطون فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فرضوا بإعطاء ما سألوه فلم يقبلوا وقتلوا منهم خلقا كثيرا، ثم يسخرون بلاد الترك والهند كلها ويتوجهون إلى خراسان ويطلبونها من أهلها فلا يعطون فيأخذونها قهرا، ويريدون أن لا يدفعوا الملك إلا إلى صاحبكم مع الذين قتلوهم فانتقموا منهم، وتعيشوا في سلطانه إلى آخر الدنيا (6). (وفيه) عن علي (عليه السلام) قال في حديث آخره: ثم يقع التدابر والاختلاف بين آراء العرب

(هامش)

1 - الكافي: 8 / 177 ح 198. 2 - روضة الواعظين: 264. 3 - غيبة النعماني: 145 باب 10. 4 - غيبة النعماني: 273 ح 50 باب 14. 5 - ذكره في الذريعة: 1 / 431 رقم 2194. 6 - (*)

ص 140

والعجم فلا يزالون يختلفون إلى أن يصير الأمر إلى رجل من ولد أبي سفيان يخرج من وادي اليابس من دمشق فيهرب حاكمها منه ويجتمع إليه قبائل العرب ويخرج الربيعي والجرهمي والأصهب وغيرهم من أهل الفتن والشغب فيغلب السفياني على كل من يحاربه منهم فإذا قام القائم (عج) بخراسان الذي أتى من الصين وملتان، وجه السفياني في الجنود إليه فلم يغلبوا عليه ثم يقوم منا قائم بجيلان يعينه المشرقي في دفع شيعة عثمان ويجيبه الأبر والديلم ويجدون منه النوال والنعم وترفع لولدي النود (1) والرايات ويفرقها في الأقطار والحرمات (2) ويأتي إلى البصرة ويخربها ويعمر الكوفة ويوربها فيعزم السفياني على قتاله ويهم مع عساكره باستيصاله فإذا جهزت الألوف وصفت الصفوف قتل الكبش الخروف فيموت الثائر ويقوم الآخر ثم ينهض اليماني لمحاربة السفياني ويقتل النصراني فإذا هلك الكافر وابنه الفاجر ومات الملك الصايب ومضى لسبيله النائب خرج الدجال وبالغ في الإغواء والإضلال ثم يظهر آمر الأمرة وقاتل الكفرة السلطان المأمول الذي تحير في غيبته العقول وهو التاسع من ولدك يا حسين يظهر بين الركنين يظهر على الثقلين ولا يترك في الأرض الأدنين، طوبى للمؤمنين الذين أدركوا زمانه ولحقوا أوانه وشهدوا أيامه ولاقوا أقوامه (3). في مجمع النورين عن غيبة ابن عقدة عن الصادق (عليه السلام) اختلاف الصنفين من العجم في لفظ كلمة عدل يقتل فيهم ألوف ألوف ألوف (4). يخالفهم الشيخ الطبرسي، فيصلب ويقتل. في العوالم عن غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) عند ذكر القائم فقال: أنى يكون ذلك ولم يستدر الفلك حتى يقال: مات أو هلك في أي واد سلك؟ فقلت: وما استدارة الفلك؟ فقال: اختلاف الشيعة بينهم (5). (وفيه) عن الكتاب المذكور عنه: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهروي (لعل المراد

(هامش)

1 - في المصادر: رايات الترك. 2 - في بعض المصادر: والجنبات. 3 - غيبة النعماني: 275 ح 55 وفيه: الأرض دمين. 4 - مجمع النورين: 297 وفيه: في لفظة كلمة ويسفك فيهم دماء كثيرة ويقتل. 5 - غيبة النعماني: 157 ح 206 باب 10. (*)

ص 141

بالهروي الثياب الهروية شبهت لها في عظمتها وبياضها) العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إن شاء الله تعالى إن الله عزيز حكيم (1). (وفيه) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال على منبر الكوفة: إن الله عز وجل قدر فيما قدر وقضى وحتم بأنه كائن لا بد منه أخذ بني أمية بالسيف جهرة وأن أخذ فلان بغتة، وقال (عليه السلام): لا بد من رحى تطحن فإذا قامت على قطبها وثبتت على ساقها بعث الله عليها عبدا عسفا، خاملا أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هرجا، والله لكأني أنظر إليهم وإلى أفعالهم وما يلقى من الفجار منهم والأعراب الجفاة لسلطهم الله عليهم بلا رحمة فيقتلونهم هرجا على مدينتهم بشاطئ الفرات البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد (2). (وفيه) عن الصادق (عليه السلام): لا يقوم القائم إلا على خوف شديد من الناس وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين المغرب واختلاف شديد بين الناس وتشتيت في دينهم وتغيير في حالهم حتى يتمنى المتمني صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا قيامه (عج)، فخروجه إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا، فيا طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن ناواه وخالفه وخالف أمره وكان من أعدائه، وقال: يقوم بأمر جديد وكتاب جديد وسنة جديدة وقضاء على العرب شديد وليس شأنه إلا القتل لا يستبقي أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم (3). (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا رأيتم في السماء نارا عظيمة من قبل المشرق تطلع ليال فعندها فرج الناس وهي قدام القائم بقليل (4). (وفيه) عن كفاية الأثر عن علقمة بن قيس قال: خطبنا أمير المؤمنين على منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة قال فيما قال في آخرها: ألا وإني ظاعن عن قريب ومنطلق إلى المغيب فارتقبوا الفتنة الأموية والملكة الكسروية وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله واتخذوا

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 253 ح 13 باب 14. 2 - غيبة النعماني: 257 ح 14 باب 14. 3 - غيبة النعماني: 234 ح 22 باب 13. 4 - غيبة النعماني: 262 ح 37 باب 14. (*)

ص 142

صوامعكم بيوتكم وعضوا مثل جمر الغضا واذكروا الله كثيرا فذكره أكبر لو كنتم تعلمون. ثم قال: وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات فلو رأيتموها مشيدة بالجص والآجر مزخرفة بالذهب والفضة والأزورد والمرمر والرخام وأبواب العاج والأبنوس والخيم والقباب والستارات وقد غلبت بالساج والعرعر والصنوبر وشيدت بالقصور وتوالت عليها ملك بني شيصبان، أربعة وعشرون ملكا فيهم السفاح والمقلاص والجموح والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمهتور والعثار والمصطلم والمستصعب والعلام والرهبان والخليع والسيار والمترف والكديد والأكتب والمترف والأكلب والوسيم والظلام والغيوق، وتعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجه بين الأقاليم كالقمر المضئ بين الكواكب الدرية، ألا وإن لخروجه علامات عشرة أولها طلوع الكوكب ذي الذنب ويقارب من الحادي ويقع فيه هرج ومرج شغب، وتلك علامات الخصب، ومن العلامة إلى العلامة عجب فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر القمر الأزهر وتمت كلمة الإخلاص لله على التوحيد (1). (وفيه) عن غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله مائدة وفي غير هذه الرواية مأدبة (2) بقرقيسا يطلع مطلع من السماء فينادي: يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين (3). (وفيه) عن إكمال الدين عنه (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إياكم والتنويه (4) أي لا تشتهروا أنفسكم أو لا تدعوا الناس إلى دينكم أو لا تشتهروا ما أقول لكم من أمر القائم (عج) وغيره مما يلزم إخفاؤه عن المخالفين، أما والله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم وليمحص حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفأن كما تكفأ السفن في أمواج البحر فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه ولترفعن اثني عشر راية مشتبهة لا يدرى أي من أي، فكيف نصنع؟ قال: فنظر إلى شمس داخلة في

(هامش)

1 - كفاية الأثر: 216. 2 - المأدبة: الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس. 3 - غيبة النعماني: 278 ح 63 باب 14. 4 - التنويه: التشهير. (*)

ص 143

الصفة، ترى هذه الشمس؟ فقلت: نعم، قال: والله أمرنا أبين من هذه الشمس (1). (وفيه) عن غيبة النعماني عنه (عليه السلام) بعد ذكر القائم (عج) عنده أما إنه لو قد قام لقال الناس أنى يكون هذا وقد بليت عظامه هذا كذا وكذا (2). في معالم الزلفى عن غيبة النعماني عن أبي عبد الله (عليه السلام) لا يخرج القائم (عج) من مكة حتى يكون مثل الحلقة قلت: وكم الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية المغلبة ويسير بها فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا بلغها، وهي راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نزل بها جبرئيل يوم بدر ثم لفها ودفعها إلى علي (عليه السلام) حتى إذا كان يوم البصرة فنشرها أمير المؤمنين (عليه السلام) ففتح الله عليه ثم لفها فهي عندنا لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم فإذا هو قام فنشرها لم يبق بين المشرق والمغرب إلا بلغها ويسير الرعب قدامها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا ثم قال: يا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، عليه قميص رسول الله الذي كان عليه يوم أحد وعمامة السحاب ودرع رسول الله السابغة وسيف رسول الله ذو الفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر هرجا فيبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادي مناديه: هؤلاء سراق الله ثم يتناول المفقودين عن فرشهم وهو قول الله عز وجل: *(أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا)*(3) قال: الخيرات الولاية (4). عن المجلسي (رحمه الله) عن الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة من تأليفات قطب الدين الكيدري أو الشهيد الثاني قال: وجد بخط الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) على ظهر الكتاب قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية ودرنا سبع طرائق بأعلام الفتوة الهداية ونحن ليوث الوغى وغيوث الندى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الآجل، أسباطنا خلفاء الدين وخلفاء اليقين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم، فالكليم البس الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء روح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدايقنا الباكورة، شيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا ردءا وصونا، وعلى الظلمة إلبا وعونا سيفجر

(هامش)

1 - أصول الكافي: 1 / 339 ح 11. 2 - غيبة النعماني: 155 ح 14 باب 10. 3 - سورة البقرة: 148. 4 - غيبة النعماني: 307 ح 2 باب 19. (*)

ص 144

لهم ينابيع الحيوان بعد لظى مجتمع النيرين لتمام الروضة والطواسين من السنين (1). أقول: ليس المراد بالطواسين حروفها، بل المراد طاسين ثلاث أحداها بلا ميم واثنين مع الميم ولا يحسب الألف والواو واللام منه عكس الألف واللام من الروضة فإنه يحسب والهاء آخر الروضة ليس من قبيل تاء قرشت بل هو هاء هوز فعلى ذلك نحسب واو والطواسين ال روض 5 وط ط ط س س س م م يصير ألف وخمسة وثلاثين وثلاثمائة. أقول: يمكن أن تكون الحمرة الواقعة في الخبر وقعت في السابق كما ذ كر السيد العالم النسابة العلامة بهاء الملة والدين علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي (قدس سره) أستاذ أبي العباس أحمد بن فهد الحلي في الكتاب الموسوم ب‍ الأنوار المضيئة في الحكمة الشرعية: قد ظهرت ليلة الاثنين خامس جمادى الأولى سنة اثنين وسبعين وسبعمائة بعد العشاء الآخرة حمرة عظيمة أضاءت لها أقطار السماء وكان خروجها، وانتشرت حتى ملكت نصف الأفق وشاهدها كثير من الناس بالمشهد الشريف الغروي سلام الله على مشرفه. وحكى لي الشيخ الصالح حسون بن عبد الله أنه كان تلك الليلة بعذار زبيد، فلما ظهرت هذه الحمرة وعلا ضوؤها توهم العذار أن ذلك حريق عظيم في بعض جمايعهم فقاموا فزعين يتعرفون ذلك فشاهدوا الحمرة وفيها أعمدة بيض عدها جماعة منهم فكانت خمس وعشرين عمودا ولله عاقبة الأمور (2). فاكهة: ملخص الاعتقاد في الغيبة والظهور ورجعة الأئمة لبعض العلماء (3)، ومما ينبغي اعتقاد رجعة محمد وأهل بيته: إذا كانت السنة التي يظهر فيها قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقع قحط شديد فإذا كان العشرون من جمادى الأولى وقع مطر شديد لا يوجد مثله منذ هبط آدم إلى الأرض متصل إلى أول شهر رجب تنبت لحوم من يريد الله أن يرجع إلى الدنيا من الأموات وفي العشر الأول منه أيضا يخرج الدجال من أصفهان ويخرج السفياني عثمان بن عنبسة

(هامش)

1 - البحار: 26 / 264 ح 50. 2 - خاتمة المستدرك: 20 / 301 وفيه: حسن بدل: حسون. 3 - وهو السيد محمود بن فتح الله الكاظمي في كتابه: تفريج الكربة في إثبات الرجعة على ما ذكره صاحب كتاب الذريعة ونقل بعض كلامه في الذريعة: 2 / 193 رقم 736. (*)

ص 145

(أبوه من ذرية أبي سفيان وأمه من ذرية يزيد بن معاوية) من الرملة من الوادي اليابس، وفي شهر رجب يظهر في قرص الشمس جسد أمير المؤمنين (عليه السلام) يعرفه الخلايق وينادي في السماء مناد باسمه، وفي آخر شهر رمضان ينخسف القمر، وفي الليلة الخامسة منه تنكسف الشمس، وفي أول الفجر من اليوم الثالث والعشرين ينادي جبرئيل في السماء أن الحق مع علي وشيعته، وفي آخر النهار ينادي إبليس من الأرض: ألا إن الحق مع عثمان الشهيد وشيعته، يسمع الخلائق كلا الندائين كل بلغته، فعند ذلك يرتاب المبطلون، فإذا كان اليوم الخامس والعشرون من ذي الحجة يقتل النفس الزكية محمد بن الحسن بين الركن والمقام ظلما، وفي اليوم العاشر من المحرم يخرج الحجة، يدخل المسجد الحرام، يسوق أمامه عنيزات ثماني عجاف ويقتل خطيبهم، فإذا قتل الخطيب غاب عن الناس في الكعبة فإذا جنه الليل ليلة السبت صعد سطح الكعبة ونادى أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر فيجتمعون عنده من مشرق الأرض ومغربها فيصبح يوم السبت فيدعو الناس إلى بيعته فأول من يبايعه الطائر الأبيض جبرئيل ويبقى في مكة حتى يجتمع إليه عشرة آلاف ويبعث السفياني عسكرين: عسكرا إلى الكوفة وعسكرا إلى المدينة ويخربونها ويهدمون القبر الشريف وتروث بغالهم في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويخرج العسكر إلى مكة ليهدموها فإذا وصلوا البيداء خسف بهم، لم ينج منهم إلا رجلان أو ثلاثة يمضي أحدهما نذيرا للسفياني والآخر بشيرا للقائم (عج). ثم يسير إلى المدينة ويخرج الجبت والطاغوت ويصلبهما ويسير في أرض الله ويقتل الدجال ويلتقي بالسفياني ويأتيه السفياني ويبايعه فيقول له أقوامه من أخواله: يا كلب ما صنعت؟ فيقول: أسلمت وبايعت فيقولون: والله ما نوافقك على هذا فلا يزالون به حتى يخرج على القائم فيقاتله فيقتله الحجة ولا يزال يبعد أصحابه في أقطار الأرض حتى يستقيم له الأمر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويستقر في الكوفة ويكون مسكن أهله مسجد السهلة ومحل قضائه مسجد الكوفة ومدة ملكه سبع سنين يطول الأيام والليالي حتى تكون السنة بقدر عشر سنين لأن الله سبحانه يأمر الملك باللبوث فتكون مدة ملكه سبعين سنة من هذه السنين فإذا مضى منها تسع وخمسون سنة خرج الحسين (عليه السلام) في أنصاره الاثنين والسبعين الذين استشهدوا معه في كربلاء وملائكة

ص 146

النصر والشعث الغبر الذين عند قبره فإذا تمت السبعون السنة أتى الحجة الموت فتقتله امرأة من بني تميم اسمها سعيدة ولها لحية كلحية الرجل بجاون صخر من فوق سطح وهو متجاوز في الطريق فإذا مات تولى تجهيزه الحسين (عليه السلام) ثم يقوم بالأمر ويحشر له يزيد بن معاوية وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد ومن معه يوم كربلاء ومن رضي بأفعالهم من الأولين والآخرين فيقتلهم الحسين ويقتص منهم ويكثر القتل في كل من رضي بفعلهم أو أحبهم حتى يجتمع عليه أشرار الناس من كل ناحية ويلجئونه إلى البيت الحرام فإذا اشتد به الأمر خرج السفاح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لنصرته مع الملائكة فيقتلون أعداء الدين ويمكث علي مع ابنه الحسين (عليه السلام) ثلاثمائة سنة وتسع سنين كما لبث أصحاب الكهف في كهفهم ثم يضرب على قرنه الأيسر ويقتل - لعن الله قاتله - ويبقى الحسين (عليه السلام) قائما بدين الله ومدة ملكه خمسون ألف سنة حتى ليربط حاجبه بعصابة من شدة الكبر ويبقى أمير المؤمنين (عليه السلام) في موته أربعة آلاف سنة أو ستة آلاف سنة أو عشرة آلاف سنة على اختلاف الروايات، ثم يكر علي في جميع شيعته لأنه (عليه السلام) يقتل مرتين ويحيى مرتين، قال (عليه السلام): أنا الذي أقتل مرتين وأحيى مرتين ولي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة والأئمة يرجعون حتى القائم (عج) لأن لكل مؤمن موتة فهو في أول خروجه قتل ولا بد أن يرجع حتى يموت، ويجتمع إبليس مع جميع أتباعه ويقتلون عند الروجاء قريبا من الفرات فيرجع المؤمنون القهقهرى حتى تقع منهم رجال، في الفرات، وروى ثلاثون رجلا فعند ذلك يأتي تأويل قوله تعالى: *(هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر)*(1) رسول الله ينزل من الغمام وبيده حربة من نار فإذا رآه إبليس هرب فيقول أنصاره: أين تذهب وقد آن لنا النصر؟ فيقول: إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله رب العالمين، فيلحقه رسول الله فيطعنه في ظهره فتخرج الحربة من صدره ويقتلون أصحابه أجمعين، وعند ذلك يعبد الله ولا يشرك به شيئا ويعيش المؤمن لا يموت حتى يكون له ألف ولد ذكر وإذا كسا ولده ثوبا يطول معه، كلما طال طال الثوب ويكون لونه على حسب ما يريد وتظهر الأرض بركاتها وتؤكل ثمرة الصيف في الشتاء وبالعكس فإذا أخذت الثمرة من الشجرة ينبت مكانها حتى لا يفقد

(هامش)

1 - سورة البقرة: 210. (*)

ص 147

شيئا وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله سبحانه وتعالى فإذا أراد الله تعالى نفاذ أمره في خراب العالمين رفع محمدا وآله صلى الله عليهم إلى السماء وبقي الناس في هرج ومرج أربعين يوما ثم ينفخ إسرافيل في الصور نفخة الصعق. وما ذكرناه هنا ملتقط من روايات الأئمة الأطهار والذي ينبغي للمؤمن اعتقاد رجعتهم إلى الدنيا وهو في أحاديثهم لا يرتاب فيه المؤمن بتلك الأخبار وإنما عبرت بلفظ ينبغي دون لفظ الواجب اتقاء من خلاف بعض العلماء في ذلك من أن المراد بالرجعة قيام القائم. والحق أن رجعتهم حق بنص الأخبار المتكثرة ودعوى أنه إخبار آحاد غير مسموعة بعد ظاهر القرآن ونص نحو خمسمائة حديث روي، عنهم ولو لم يكن إلا إنكار المخالفين الذين يكون الرشد في خلافهم لكفى.

ص 148

في أخبار أهل العرفان والكهنة بظهوره (عليه السلام)

 الفرع الثالث
في أخبار أهل العرفان والحساب والكهنة بظهوره وعلاماته عجل الله فرجه

في البحار عن البرسي في المشارق أن ذاجدن الملك أرسل إلى السطيح لأمر شك فيه، فلما قدم عليه أراد أن يجرب علمه قبل حكمه فخبأ له دينارا تحت قدمه ثم أذن له فدخل فقال له: ما خبأت لك يا سطيح؟ فقال سطيح: حلفت بالبيت والحرم والحجر الأصم والليل إذا أظلم والصبح إذا تبسم وبكل فصيح وأبكم، لقد خبأت لي دينارا بين النعل والقدم، فقال الملك: من أين علمك هذا يا سطيح؟ فقال: من قبل أخ لي جني ينزل معي أنى نزلت، فقال الملك: أخبرني عما يكون في الدهور؟ فقال سطيح: إذا غارت الأخيار وقادت الأشرار وكذب بالأقدار وحمل بالأوقار وخشعت الأبصار لحامل الأوزار وقطعت الأرحام وظهرت الطعام لمستحلي الحرام في حرمة الإسلام واختلفت الكلمة وخفرت الذمة وقلت الحرمة وذلك عند طلوع الكوكب الذي يفزع العرب وله شبيه الذنب، فهناك ينقطع الأمطار وتجف الأنهار وتختلف الأعصار وتغلو الأسعار في جميع الأقطار، ثم تقبل البربر بالرايات الصفر على البرازين حتى ينزلوا مصر فيخرج رجل من ولد صخر فيبدل الرايات السود بالحمر فيبيح المحرمات ويترك النساء بالثدي معلقات وهو صاحب نهب الكوفة، فرب بيضاء الساق مكشوفة، على الطريق مردوفة، بها الخيل محفوفة، قتل زوجها وكسر عجزها واستحل فرجها، فعندها يظهر ابن النبي المهدي (عج)، وذلك إذ ا قتل المظلوم بيثرب وابن عمه في الحرم وظهر الخسفي فوافق الوسمي فعند ذلك يقبل المشوم بجمعه الظلوم فتظاهر الروم بقتل القروم فعندها ينكسف كسوف إذا حاد الزحوف وصفا الصفوف ويظهر

ص 149

ملك من صنعاء اليمن أبيض كالقطع اسمه حسين أو حسن فيذهب بخروجه عمر الفتن، فهناك يظهر مباركا زكيا وهاديا ومهديا وسيدا علويا فيفرح الناس إذا أتاهم بمن الله الذي هداهم فيكشف بنوره الظلمة ويظهر به الحق بعد الخفاء ويفرق الأموال في الناس بالسواء ويغمد السيف فلا يسفك الدماء ويعيش الناس في البشر والهناء ويغسل بماء عدله عين الدهر من القذاء ويرد الحق على أهل القرى ويكثر في الناس الضيافة والقرى ويرفع بعدل الغواية والعمى كأنه كان غبارا فانجلى فيملأ الأرض عدلا وقسطا والأيام حبا وهو علم الساعة بلا امتراء (1). وفي الينابيع عن الشيخ محي الدين الطائي الأندلسي في حل الصحيفات الجفرية: ولما اطلعني الله على العوالم الماضية سألت عن شرحيهما فقال: إنهما لا يعلمان إلا ظاهره وإنه إلى الآن مقفل فحله لي، والإمام علي (عليه السلام) ورث علم الحروف من سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وإليه الإشارة بقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فعليه بالباب، وقد ورث علي كرم الله وجهه علم الأولين والآخرين وما رأيت فيمن اجتمعت بهم أعلم منه. قال ابن عباس: أعطي الإمام علي كرم الله وجهه تسعة أعشار العلم وإنه لأعلمهم بالعشر الباقي وهو أول من وضع مربع مائة في مائة في الإسلام وقد صنف الجفر الجامع في أسرار الحروف وفيه ما جرى للأولين وما يجري للآخرين وفيه اسم الله الأعظم وتاج آدم وخاتم سليمان وحجاب آصف وكانت الأئمة الراسخون من أولاده: يعرفون أسرار هذا الكتاب الرباني واللباب النوراني وهو ألف وسبعمائة مصدر المعروف بالجفر الجامع والنور اللامع وهو عبارة عن لوح القضاء والقدر، ثم الإمام الحسين (عليه السلام) ورث علم الحروف من أبيه كرم الله وجهه ثم الإمام زين العابدين ورث عن أبيه (عليهما السلام) ثم الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ورثه من أبيه ثم الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ورثه من أبيه (عليه السلام) وهو الذي غاص في أعماق أغواره واستخرج درره من أصداف أسراره وحل معاقد رموزه وفك طلاسم كنوزه وصنف الخافية في علم الجفر وجعل في خافية الباب الكبير ابتث وفي الباب الكبير أبجد إلى قرشت ونقل أنه يتكلم بغوامض الأسرار والعلوم الحقيقية وهو ابن سبع سنين، وقال الإمام جعفر

(هامش)

1 - مشارق أنوار اليقين: 196 - 197 بتحقيقنا. (*)

ص 150

الصادق (عليه السلام): علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رق منشور ونكت في القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب ونقر في الأسماع ولا ينفر عنه الطباع وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر والجفر الإكسير والجفر الأصفر ومنا الفرس الغواص والفارس القناص فافهم هذا اللسان الغريب والبيان العجيب. قيل: إن الجفر يظهر في آخر الزمان مع الإمام محمد المهدي (رضي الله عنه) ولا يعرف عن الحقيقة إلا هو، كان الإمام علي (عليه السلام) من أعلم الناس بعلم الحروف وأسرارها وقال الإمام علي: سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين جنبي علوما كالبحار الزواخر. وأعلم أن هذا الجفر هو التكسير الكبير الذي ليس فوقه شيء ولم يهتد إلى وضعه من لدن آدم إلى الإسلام غير الإمام علي كرم الله وجهه كل ذلك ببركة تعليم خير الأنام ومصباح الظلام محمد عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. ولما كنت في بلدة بجاية سنة عشرة وستمائة اجتمعت بإدريس وحللت عليه الثمانية والعشرين سفرا بكمالها وأهدى إلي علمه على أحسن حال. فهذا الذي حملني على إخراج كتاب سهل ممتنع وما سلم من الخطأ إلا المعصوم وما منا إلا له مقام معلوم، وأن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وضع وفقا مسدسا على عدد حرف ألف الذي هو كافي وكان يخرج منه علوما كالبحار الزواخر، وإن أردت حله على الحقيقة فانظر في كتاب شق الجيب يظهر لك سر ذلك، وكان لسيدي الشيخ أبو الحسن الشاذلي فيه تصرف غريب. قال سيدي الشيخ أبو مدين المغربي: ما رأيت شيئا إلا رأيت شكل الباء فيه، ولذلك كان أول البسملة وهي آية من كل سورة. وقال: ما من رسم يرسم إلا وله خاصية حتى الحية إذا مشت على التراب. وقد أودع الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في السر الأكبر من الجفر الأحمر سرا كبيرا ولا ينبئك إلا مثل إمام خبير فإن عرفت سره ووضعه وضعت الجفر جميعه، وذكرت بعض هذه الأسرار في الفتوحات المكية، فلما أراد الله أن يثبت الحجة لآدم (عليه السلام) على الملائكة وأراد أن يعلمهم أن آدم أحق بالخلافة منهم قال: *(يا آدم أنبئهم بأسمائهم)*(1) فثبت العجز على الملائكة بالمسألة التي سألهم إياها وعجزوا عن علمها فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم لفضل علمه. فمن وصل إلى هذه الفضيلة فقد اختصه الله تبارك وتعالى من

(هامش)

1 - سورة البقرة: 33. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب