الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 241

ثم أقوم أنا فأشكو إلى جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل المنصور بي ثم يقوم ابني موسى فيشكو إلى جده رسول الله ما فعل به الرشيد ثم يقوم علي بن موسى إلى جده رسول الله فيشكو ما فعل به المأمون ثم يقوم علي بن محمد فيشكو إلى جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما فعل به المتوكل ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو إلى جده رسول الله ما فعل به المعتز ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه وكسر رباعيته والملائكة تحفه حتى يقف بين يدي جده رسول الله فيقول: يا جداه وصفتني ودللت علي ونسبتني وسميتني وكنيتني فجحدتني الأمة وتمردت وقالت: ما ولد ولا كان وأين هو؟ ومتى كان؟ وأين يكون؟ وقد مات ولم يعقب، ولو كان صحيحا ما أخره الله تعالى إلى هذا الوقت المعلوم فصرت محتسبا وقد أذن الله لي فيها بإذنه يا جداه، فيقول رسول الله: الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ويقول *(جاء نصر الله والفتح)*(1) وحق قول الله سبحانه وتعالى *(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)*(2) ويقرأ *(إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا)*(3)، فقال المفضل: يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله؟ فقال الصادق (عليه السلام): يا مفضل إن رسول الله قال: اللهم حملني ذنوب شيعة أخي وأولادي الأوصياء ما تقدم منها وما تأخر إلى يوم القيامة ولا تفضحني بين النبيين والمرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها وغفر جميعها. قال المفضل: فبكيت بكاء طويلا وقلت: يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم، قال الصادق (عليه السلام): يا مفضل ما هو إلا أنت وأمثالك، بلى يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الرخص من شيعتنا فيتكلمون على هذا الفصل ويتركون العمل فلا نغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تعالى فينا *(لا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون)*(4).

(هامش)

1 - سورة النصر: 1. 2 - سورة التوبة: 33. 3 - سورة الفتح: 3. 4 - سورة الأنبياء: 28. (*)

ص 242

قال المفضل: يا مولاي فقوله: *(ليظهره على الدين كله)*(1) ما كان رسول الله ظهر على الدين كله؟ قال: يا مفضل لو كان رسول الله ظهر على الدين كله ما كانت مجوسية ولا يهودية ولا صابئية ولا نصرانية ولا فرقة ولا خلاف ولا شك ولا شرك ولا عبدة أصنام ولا أوثان ولا اللات والعزى ولا عبدة الشمس والقمر ولا النجوم ولا النار ولا الحجارة وإنما قوله: *(ليظهره على الدين كله)* في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة وهو قوله *(وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)*(2). فقال المفضل: أشهد أنكم من علم الله علمتم وبسلطانه وبقدرته قدرتم وبحكمه نطقتم وبأمره تعملون، ثم قال الصادق (عليه السلام): ثم يعود المهدي إلى الكوفة وتمطر السماء بها جرادا من ذهب كما أمطره الله في بني إسرائيل على أيوب ويقسم على أصحابه كنوز الأرض من تبر [ها] (3) ولجينها (4) وجوهرها. قال المفضل: يا مولاي من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون؟ قال الصادق (عليه السلام): أول ما يبتدئ المهدي (عج) أن ينادي في جميع العالم: ألا من له عند أحد شيعتنا دين فليذكره حتى يرد الثومة والخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأملاك فيوفيه إياه. قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا يكون؟ قال: يأتي القائم بعد أن يطأ شرق الأرض وغربها الكوفة ومسجدها ويهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لعنه الله لما قتل الحسين بن علي (عليهما السلام) ومسجد ليس لله، ملعون ملعون من بناه. قال المفضل: يا مولاي فكم يكون مدة ملكه؟ فقال: قال الله عز وجل: *(فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ)*(5) والمجذوذ: المقطوع أي عطاء غير مقطوع، عنهم بل هو دائم أبدا وملك لا ينهد وحكم لا ينقطع وأمر لا يبطل إلا باختيار

(هامش)

1 - سورة التوبة: 33. 2 - سورة الأنفال: 39. 3 - التبر بالكسر: الذهب. 4 - اللجين: الفضة. 5 - سورة هود: 105 - 108. (*)

ص 243

الله ومشيئته وإرادته التي لا يعلمها إلا هو ثم القيامة وما وصفه الله عز وجل في كتابه، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا كثيرا (1).

(هامش)

1 - الحديث بطوله في الإختصاص: 216 حديث المفضل، ومختصر البصائر: 179. (*)

ص 244

 
 
 ما يقع في زمان رجعته
 الغصن التاسع
 في ما يقع في زمانه ورجعته ورجعة سائر الأئمة بعد ظهوره

 

 مشتمل على فرعين:

 

 الفرع الأول:
 في وقوعات زمانه

في الإرشاد عن أبي جعفر (عليه السلام): كأني بالقائم على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود في البلاد (1). (وفيه) عنه (عليه السلام) بعد ذكر المهدي قال: يدخل الكوفة وبها ثلاث رايات قد اضطربت فتصفو له ويدخل حتى يأتي المنبر فيخطب فلا يدري الناس ما يقول من البكاء فإذا كانت الجمعة الثانية سأله الناس أن يصلي بهم الجمعة فيأمر أن يخط له مسجد على الغري ويصلي بهم هناك ثم يأمر من يحفر من ظهر مشهد الحسين (عليه السلام) نهرا يجري إلى الغريين حتى ينزل الماء في النجف ويعمل على فوهته القناطير والأرحاء فكأني بالعجوز على رأسها مكتل فيه بر تأتي تلك الأرحاء فتطحنه بلا كري (2). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام) ذكر عنده مسجد السهلة فقال: أما إنه منزل صاحبنا إذا قدم بأهله (3). (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب واتصلت بيوت أهل الكوفة بنهري كربلا (4). (وفيه) عنه (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 379 علامات القائم. 2 - الإرشاد: 2 / 380. 3 - الإرشاد: 2 / 380. 4 - الإرشاد: 2 / 380. (*)

ص 245

الشمس وذهبت الظلمة ويعمر الرجل في ملكه حتى يولد له ألف ولد ذكر لا يولد فيهم أنثى، وتظهر الأرض من كنوزها حتى يراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله ماله ويأخذ منه زكاة ماله فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك واستغنى الناس بما رزقهم الله من فضله (1). (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا أذن الله تعالى للقائم في الخروج صعد المنبر فدعا الناس إلى نفسه وناشدهم بالله ودعاهم إلى حقه أن يسير فيهم بسنة رسول الله ويعمل فيهم بعمله، فيبعث الله جل جلاله جبرئيل حتى يأتيه فينزل على الحطيم يقول: إلى أي شيء تدعو، فيخبره القائم، فيقول جبرئيل: أنا أول من يبايعك، أبسط يدك فيمسح على يده وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيبايعونه ويقيم بمكة حتى يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ثم يسير منها إلى المدينة (2). (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام القائم (عج) من آل محمد أقام خمس مائة من قريش فضرب أعناقهم ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ثم خمسمائة أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات، قلت: ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟ قال: نعم منهم ومن مواليهم (3). (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام القائم (عج) هدم المسجد الحرام حتى يرده إلى أساسه وحول المقام إلى الموضع الذي كان فيه وقطع أيدي بني شيبة وعلقها بالكعبة وكتب عليها هؤلاء سراق الكعبة (4). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا قام القائم (عج) سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون التبرية، عليهم السلاح فيقولون: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم ثم يدخل الكوفة فيقتل بها كل منافق مرتاب ويهدم قصورها ويقتل مقاتلها حتى يرضى الله عز وعلا (5). (وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام القائم جاء بأمر جديد كما دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدء الإسلام

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 381. 2 - الإرشاد: 2 / 382. 3 - الإرشاد: 2 / 383. 4 - الإرشاد: 2 / 383. 5 - الإرشاد: 2 / 384. (*)

ص 246

إلى أمر جديد. وعنه (عليه السلام): إذا قام القائم حكم بالعدل وارتفع في أيامه الجور وأمنت به السبل وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله سبحانه يقول: *(وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)*(1) وحكم بين الناس بحكم داود (عليه السلام) وحكم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها ولا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبره لشمول الغنى جميع المؤمنين، ثم قال: إن دولتنا آخر الدول ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا إذا ملكنا سرنا عنده سيرة هؤلاء وهو قول الله تعالى: *(والعاقبة للمتقين)*(2). في الموائد: إذا ظهر القائم (عج) قام بين الركن والمقام وينادي بنداءات خمسة: الأول: ألا يا أهل العالم أنا الإمام القائم، الثاني: ألا يا أهل العالم أنا الصمصام المنتقم، الثالث: ألا يا أهل العالم أن جدي الحسين قتلوه عطشان، الرابع: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين (عليه السلام) طرحوه عريانا، الخامس: ألا يا أهل العالم إن جدي الحسين (عليه السلام) سحقوه عدوانا (3). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا قام القائم سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ولم يبق مسجد على وجه الأرض لها شرف إلا هدمها وجعلها جماء ووسع الطريق الأعظم وكسر كل جناح خارج في الطريق وأبطل الكنف والميازيب، ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها ويفتح قسطنطينة والصين وجبال الديلم فيمكث على ذلك سبع سنين كل سنة عشر سنين من سنينكم هذه ثم يفعل الله ما يشاء قال: قلت له: جعلت فداك فكيف يطول السنون؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الأيام لذلك والسنون، قلت: إنهم يقولون إن الفلك إن تغير فسد. قال: ذلك قول الزنادقة فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك، وقد شق الله تعالى القمر لنبيه ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون (4).

(هامش)

1 - سورة آل عمران: 83. 2 - سورة الأعراف: 128. 3 - الإرشاد: 2 / 384. 4 - الإرشاد: 2 / 385. (*)

ص 247

(وفيه) عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ضرب فساطيط ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله فأصعب ما يكون على من حفظه اليوم لأنه يخالف فيه التأليف (1). وفي غيبة النعماني عن علي (عليه السلام) يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل قيل: يا أمير المؤمنين أوليس هو كما أنزل؟ قال: لا محا عنه من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك اسم أبي لهب إلا ازراء برسول الله لأنه عمه (2). (وفيه) عن الباقر (عليه السلام) قال: أصحاب القائم (عج) ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا أولاد العجم بعضهم يحمل في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه ونسبه وخليته، وبعضهم نائم على فراشه فيوافيه في مكة على غير ميعاد (3). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام) يقول: لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لأحب أكثرهم أن لا يروه مما يقتل من الناس، أما إنه لا يبدأ إلا بقريش فلا يأخذ منها إلا السيف ولا يعطيها إلا السيف حتى يقول كثير من الناس: ليس هذا من آل محمد لو كان من آل محمد لرحم (4). (وفيه) عنه (عليه السلام): يقوم القائم بأمر جديد وكتاب جديد وقضاء جديد، على العرب شديد ليس شأنه إلا السيف، لا يستنيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم (5). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما تستعجلون بخروج القائم؟ فوالله ما لباسه إلا الغليظ وما طعامه إلا الجشب وما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف (6). في الإرشاد عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حكم بين الناس بحكم داود، لا يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه ويخبر كل قوم بما استبطنوه ويعرف وليه من عدوه بالتوسم قال سبحانه: *(إن في ذلك لآيات للمتوسمين وإنها لبسبيل مقيم)*(7) (8). (وفيه) عن مفضل عنه (عليه السلام): يخرج مع القائم (عج) من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا،

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 386. 2 - غيبة النعماني: 318 ح 5 باب 21. 3 - غيبة النعماني: 315 ح 8 باب 20. 4 - غيبة النعماني: 233 ح 18 باب 13. 5 - غيبة النعماني: 253 ح 13 باب 14. 6 - غيبة النعماني: 285 ح 5 باب 15. 7 - سورة الحجر: 75 - 76. 8 - الإرشاد: 2 / 386. (*)

ص 248

خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهتدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما (1). وفي غيبة النعماني عنه (عليه السلام) يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة تحارب القائم (عج) أهلها، ويحاربونه أهل مكة وأهل المدينة وأهل الشام وبنو أمية وأهل البصرة وأهل دميسان والأكراد والأعراب، وضبة، وغني، وباهلة، وأزد، وأهل الري (2). (وفيه) عنه (عليه السلام) قال: إن القائم يلقى في حربه ما لم يلق رسول الله لأن رسول الله أتاهم وهم يعبدون الحجارة المنقورة والخشبة المنحوتة وأن القائم (عج) يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه، وفي رواية: ثم قال: والله ليدخلن عليهم عدله، أما والله ليدخلن عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر (3). وفي الدمعة عن غيبة الطوسي عن أبي بصير في حديث له إلى... أن قال: إذا قام القائم (عج) دخل الكوفة وأمر بهدم المساجد الأربعة... إلى أن قال: ثم لا يلبث إلا قليلا حتى يخرج عليه مارقة الموالي برميلة الأسكرة (4) عشرة آلاف، شعارهم يا عثمان، ويدعو رجلا من الموالي فيقلده سيفه فيخرج إليهم فيقتلهم حتى لا يبقى منهم أحد ثم يتوجه إلى كابل شاه وهي مدينة لم يفتحها أحد قط غيره فيفتحها ثم يتوجه إلى الكوفة فينزلها وتكون داره ويتهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب. وفي رواية أخرى: يفتح قسطنطينة لأنها نسبت إلى منشئها وهو قسطنطين الملك وهو أول من أظهر دين النصرانية، ولها سبعة أسوار [عرض] السور السابع منها المحيط بالستة واحد وعشرون ذراعا وفيه مائة باب وعرض السور الأخير الذي يلي البلد عشرة أذرع، وهي على خليج يصب في البحر الرومي وهي متصلة ببلاد رومية والأندلس، وأما رومية فهي أم بلاد الروم وكل من ملكها يقال له الباب وهو الحاكم على دين النصرانية بمنزلة الخليفة في المسلمين وليس في بلاد الروم مثلها، كثيرة العجائب

(هامش)

1 - الإرشاد: 2 / 386. 2 - غيبة النعماني: 299 وفيه: وأهل دست ميسان. 3 - غيبة النعماني: 297 باب 17 ح 1. 4 - في المصدر: الدسكرة. (*)

ص 249

محكمة البناء (1). (وعن الأخبار الطوال) الأول: رومية الكبرى مدينة رياسة الروم ودار ملكهم وهي في شمالي غربي القسطنطينة وهي في يد الإفرنج ويقال لملكها ألمان وبها يسكن البابا الذي تطيعه الإفرنج وهو عندهم بمنزلة الإمام وهي من عجائب الدنيا لعظم عمارتها ولكثرة خلقها وحصانتها وذلك خارج عن العادة إلى حد لا يصدقه السامع (2). (وعن عقد الدرر): إن عليها سورين من حجارة، عرض الأول اثنان وسبعون ذراعا وعرض الثاني اثنان وأربعون ذراعا، ومسافة ما بين السورين من الفضاء ستون ذراعا، ولها ألف باب من النحاس الأصفر سوى العود والصنوبر والخشب والأبنوس المنقوش الذي لا تدرى قيمته، ومسافة ما بين الغربي منها إلى الشرقي مائة وعشرون ميلا، وبين السورين نهر مغطى ببلاط من نحاس، طول كل بلاطة سبعون أو أربعون ذراعا، وهذا النهر الذي بين السورين يتصل بالنهر الكبير الذي تدخل فيه المراكب وتعلوه إلى داخل البلد فتقف على جانب البحر فتبيع وتشتري وفيها ألف ومائتا كنيسة وأربعون ألف حسام وفيها طلسمات للحيات والعقارب تمنعهم من الدخول إليها وطلسم يمنع الغريب من الدخول إليها، وفي وسطها سوق يباع فيه الطير مقدار فرسخ، ومن جملة ما فيها من الكنايس كنيسة بنيت على اسم بولس وبطرس من الحواريين وهما بهما في جوف من رخام مدفونان وطول هذه الكنيسة ثلاثة آلاف ذراع وعرضها ثلاثة آلاف ذراع، وقيل: ألف ذراع وهي مبنية على قناطر من صفر ونحاس وكذلك سقوفها وحيطانها وهي من العجائب، وفيها كنيسة أخرى على عرض بيت المقدس وطوله مرصعة باليواقيت والجواهر والزمرد، طول مذبحها عشرون من الزمرد الأخضر وعرضه ستة أذرع يحملها اثنا عشر تمثالا من الذهب، طول كل تمثال ذراعان ونصف ولكل تمثال عينان من الياقوت الأحمر يضئ المكان منهما ولها ثمان وعشرون بابا من الذهب الأحمر (3). (وعن ابن عباس) أن الرومية مدينة كثيرة العجائب ومن

(هامش)

1 - غيبة الشيخ: 475 فصل في ذكر طرف من صفاته. 2 - عقد الدرر بتفاوت: 125 الباب التاسع. 3 - عقد الدرر: 125 - 126 الباب التاسع، وبالهامش: المالك، والممالك: 113 - 115. (*)

ص 250

عجائبها أن في وسطها كنيسة عظيمة وفي وسط الكنيسة عامود من الحديد الصيني وعليه تابوت من نحاس أحمر وفيه سودانية (1) وهي زرزواه في منقارها زيتونة وفي مخلبيها زيتونتان من نحاس فإذا كان أيام الزيتون لم يبق في الدنيا سودانية على وجه الأرض إلا جاء وفي منقارها زيتونة وفي مخلبيها زيتونتان فتأتي به فتلقيه في التابوت فمنه يأكلون ومنه يأدمون ومنه يوقدون من السنة إلى السنة من زيته، وفيها من العجائب ما يطول ذكره في هذا المقام، انتهى. وليعلم أن هذا المذكور نبذة يسيرة عن عجائبها وقطرة من غزير بحر غرائبها ومن أعطى التأمل حقه في هذه الصفات وهذه الحصون المحكمة والسمات والطلاسيم التي تمنع الغريب عن دخولها وتبعد من أراد الدنو من غير أهلها ونظر في صعوبة مالكها وقوة ممالكها عرف أن فتحها ليس إلا بنصر إلهي رباني وتأييد سماوي سبحاني، ولا يتيسر بطول الحصار والقتال ولا بقوة الحيل وكثرة الخيل والرجال ومع ذلك أن المهدي (عج) إنما يفتحها بالتسبيح والتكبير لذي الجلال من غير قتال فيكون ذلك من المعاجز الجليلة الخارجة عن قوة الطاقة البشرية (2). وعن عقد الدرر أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: هل سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في البحر؟ قالوا: نعم يا رسول الله قال: لا تقوم الساعة حتى يغزوها سبعون ألفا من بني إسحاق فإذا جاؤوها نزلوا عليها فلم يقاتلوها بسلاح ولم يرموا بسهم قالوا: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط حائطها الذي في البحر ثم يقولون الثانية: لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولون الثالثة: لا إله إلا الله والله أكبر فتفتح لهم فيغنمون، فبينا هم يقتسمون الغنائم إذ جاءهم الصريخ فقالوا: إن الدجال قد خرج فيتركون كل شيء ويرجعون (3). وفي غيبة النعماني عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا قام القائم (عج) في أقاليم الأرض في كل إقليم رجل يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك ما لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى

(هامش)

1 - في بعض النسخ: سودائية. 2 - مجمع النورين: 319، وعقد الدرر: 127، والبحار: 57 / 239 بتفاوت. 3 - كنز العمال: 14 / 305 ح 38775 والمستدرك للحاكم: 4 / 476. (*)

ص 251

كفك واعمل بما فيها: قال: ويبعث جندا إلى القسطنطينة فإذا بلغوا إلى الخليج كتبوا على أقدامهم شيئا ومشوا على الماء فإذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يريدون (1). (وفيه) عن بشر بن غالب الأسدي قال: قال لي الحسين بن علي (عليهما السلام): يا بشر ما بقاء قريش إذا قدم القائم المهدي (عج) منهم خمسمائة رجل فضرب أعناقهم ثم قدم خمسمائة فضرب أعناقهم صبرا ثم خمسمائة فضرب أعناقهم قال: فقلت: أصلحك الله أيبلغون ذلك؟ فقال الحسين بن علي (عليهما السلام): إن موالي القوم منهم، قال: فقال لي بشر بن غالب أخو بشير بن غالب أشهد أن الحسين بن علي (عليهما السلام) عد على أخي ست عدات (2) (3). وفي إثبات الهداة للحر العاملي عن غيبة الطوسي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت عصا موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران، وإنها عندنا، وإن عهدي بها آنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وإنها لتنطق إذا استنطقت، أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع بها موسى بن عمران (عليه السلام) (4). وعن عقد الدرر عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قصة المهدي (عج) وفتوحاته ورجوعه إلى دمشق قال: ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب فيبنى أربعمائة سفينة في ساحل عكا، ويخرج الروم في مائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون على طرسوس فيفتحونها بأسنة الرماح ويوافيهم المهدي (عج) فيقتل من الروم حتى يتغير ماء الفرات بالدم وينهزم من في الروم فيلحقوا أنطاكية وينزل المهدي (عج) على قبة العباس فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي ويطلب المهدي (عج) منه الجزية فيجيبه إلى ذلك غير أنه لا يخرج من بلد الروم، فلا يبقى في بلد الروم أسير إلا خرج، ويقيم المهدي (عج) بأنطاكية سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون على حصن من بلد الروم إلا

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 319 ح 8 باب 21 وفيه: ما يشاؤون. 2 - وقال ست عددات على اختلاف الروايات. 3 - غيبة النعماني: 235 ح 23 باب 13. 4 - إثبات الهداة: 3 / 540 ح 508 والكافي: 1 / 231 ح 1 باب ما عندهم من آيات الأنبياء. (*)

ص 252

قالوا عليه. لا إله إلا الله فيتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته حتى ينزل على القسطنطينة فيكبرون عليها تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل ويستخرج منها ثلاثة كنوز ذهب وكنز فضة وكنز أبكار فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقتسمون الأموال بالغرابيل فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصايح: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم فيكشف الخبر فإذا هو باطل ويسير المهدي (عج) إلى رومية ويكون قد أمر أربعمائة مركب من عكا فيقيض الله تعالى لهم الريح، فما يكون إلا يومين وليلتين ويحيطوا على بابها ويعلقون رجالهم على شجرة على بابها مما يلي غربيها، فإذا رآهم أهل الرومية أحضروا إليهم راهبا كبيرا عنده علم من كتبهم فيقولون انظر ما يريد فإذا أشرف على المهدي (عج) فيقول: إن صفتك التي هي عندي وأنت صاحب رومية فيسأله الراهب عن أشياء فيجيبه عنها فيقول له المهدي (عج) ارجع فيقول: لا أرجع، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فتكون كالرمانة على نشر فيدخلونها فيقتلون بها خمسمائة ألف مقاتل ويقتسمون الأموال حتى يكون الناس في الفئ شيئا واحدا لكل أبناء منهم مائة ألف دينار ومائتا رأس ما بين جارية وغلام (1). وعن الكتاب المزبور عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يكون بين الروم وبين المسلمين هدنة وصلح يقاتلون معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم. ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارسين فيقتلون مقاتليهم ويسبون ذراريهم فيقول الروم: قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك فيقولون: قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسلمين أبدا فيقولون: غدرتم ثم ترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينة فيقولون، العرب غدرت بنا ونحن أكثرهم عدة وأشد منهم قوة فأمرنا نقاتلهم، وقد كان لهم الغلبة في طول الدهر علينا، فيأتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيتوجهون بثمانين راية تحت كل راية اثنا عشر ألفا في البحر فيقولون إذا أرسيتم بسواحل الشام فأحرقوا المراكب لتقاتلوا على أنفسكم فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام برها وبحرها ما

(هامش)

1 - عقد الدرر: 135 في فتوحاته وسيرته - الفصل الأول. (*)

ص 253

خلا مدينة دمشق والمفتق ويخربون بيت المقدس. قال: فقال ابن مسعود: وكم تسع دمشق من المسلمين؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تتسعن على من يأتيها من المسلمين كما تسع الرحم على الولد، قال: قلت: وما المفتق يا نبي الله؟ قال: جبل من أرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط فيكون ذراري المسلمين في أعلى المفتق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم مساء وصباحا فإذا نظر ذلك صاحب القسطنطينة وجه في البر إلى قنسرين ثلاثمائة ألف حتى يجيئهم مادة اليمن سبعون ألفا ألف الله بين قلوبهم بالإيمان فيهزمونهم من جند إلى جند حتى يأتوا قنسرين ويجيئهم مادة الموالي، فقلت: يا رسول الله من هم؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): عتقاؤكم وهم منكم، قوم من فارس فيقولون: يا معاشر العرب لا نكون مع أحد من الفريقين، وتجتمع كلمتهم فيقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم إلى العمق فيقاتلونهم فيرفع الله نصره على العسكرين وينزل حصره عليهما حتى يقتل من المسلمين الثلث ويفر الثلث ويبقى الثلث، فأما الذين يقتلون من المسلمين فشهيدهم كعشرة من شهداء بدر ويشفع الواحد من الشهداء بسبعين ملاحم وشهيد الملاحم يشفع في سبعمائة، وأما الثلث الذي يفرون فإنهم يتفرقون ثلاثة أثلاث ثلث يلحق الروم ويقولون: لو كان لله بهذا الدين حاجة لنصرهم وهم مسلمة العرب، وثلث يقولون، منازل آبائنا وأجدادنا حيث لا ينالنا الروم أبدا مروا بنا إلى البدو، وهم الأعراب، وثلث يقولون: اسم كل شيء كاسم الثوم فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز حيث لا نخاف الروم، وأما الثلث الباقي فيمشون بعضهم إلى بعض فيقولون: الله الله دعوا عنكم العصبية ولتجتمع كلمتكم وقاتلوا عدوكم فإنكم تنصرونا ما تعصبتم، فيجتمعون جميعا ويبايعون على أنهم يقاتلون حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قتلوا، فإذا أبصر الروم إلى من تحرك إليهم ومن قتل ورأوا قلة المسلمين بين الصفين يقوم رجل معه جند في أعلاه صليب فينادي غلب الصليب، فيقول رجل معه جند فينادي: بل غلب أنصار الله وأولياؤه، فيغضب الله على الذين كفروا من قولهم، غلب الصليب فيقول، يا جبرئيل أغث عبادي فينزل جبرئيل في مائة ألف من الملائكة ويقول: يا ميكائيل أغث عبادي فينزل ميكائيل في مائة ألف من الملائكة ويقول: يا

ص 254

إسرافيل أغث عبادي فينحدر إسرافيل في ثلاثمائة ألف من الملائكة وينزل الله نصره على المؤمنين وينزل بأسه على الكافرين فيقتلون وينهزمون ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية وعلى سورها خلق كثير يقولون: ما رأينا شيئا أكثر من الروم، قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة، فيقولون: آمنونا على أن نؤدي لكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية ويجتمع إليهم أطرافهم فيقولون: يا معاشر العرب إن الدجال قد خلفكم في دياركم والخبر باطل فمن كان فيهم منكم فلا تقبلوا شيئا مما معه فإنهم قوام لكم والخبر باطل ويثب الروم على من بقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم حتى لا يبقي بأرض الروم لا عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلا قتل فيبلغ ذلك الخبر المسلمين فيرجعون غضب الله تعالى فيقتلون مقاتليهم ويسبون الذراري ويجمعون الأموال ولا ينزلون على مدينة ولا حصن فوق ثلاثة أيام إلا يفتح لهم وينزلون على الخليج فيصبح أهل القسطنطينة يقولون للصليب: مد لنا ببحرنا والمسيح ناصرنا، فيصبحون والخليج يابس فيضرب فيه الأخبية ويحتسر البحر عن القسطنطينة ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتسبيح والتهليل والتحميد ولا يرى فيهم نائم ولا جالس فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة فيسقط ما بين البحرين، فيقول الروم: إنما كنا نقاتل العرب والآن نقاتل ربنا وقد هدم لهم مدينتنا فيمكنون ويكيلون الذهب بالأترسة ويقتسمون الذراري ويتمتعون بما في أيديهم ما شاء الله، ثم يخرج الدجال حقا ويفتح الله القسطنطينة على يد أقوام هم أولياء الله، يدفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عيسى ابن مريم فيقاتلون معه الدجال أخرجه الإمام أبو عبد الله نعيم بن عماد في كتاب الفتن (1). وفي الدمعة عن عقد الدرر عن كعب الأحبار أن أمة تدعي النصرانية في بعض جزائر البحر تجهز ألف مركب في كل عام فيقولون: اركبوا إن شاء الله وإن لم يشأ، فإذا وقعوا في البحر أرسل الله عليهم ريحا عاصفة كسرت سفنهم قال: فيصنعون مرارا فإذا أراد الله تعالى اتخذت سفنا لم يوضع على البحر مثلها قال: فيقولون اركبوا إن شاء الله فيركبون ويمرون بالقسطنطينة فيفزعون لهم فيقولون ما أنتم؟ فيقولون: نحن أمة تدعي النصرانية نريد هذه

(هامش)

1 - عقد الدرر: 137. (*)

ص 255

الأمة التي أخرجتنا من بلادنا وبلاد آبائنا فيمدونهم سفنا فينتهون إلى عكاء فيخرجون سفنهم ويحرقونها ويقولون بلادنا وبلاد آبائنا، وأمير المسلمين يومئذ ببيت المقدس فيبعث إلى مصر فيستمدهم فيجيئه رسوله من قبل مصر فيقول بحفرة بحر والبحر حمال فلا يمدونه قال: فيمر الرسول بحمص وقد أغلقها أهلها من العجم على من فيها من المسلمين وتمدهم أهل اليمن على قلصهم قال: ويكتم الخبر ويقول: أي شيء تنتظرون؟ الآن تغلق كل مدينة على من فيها من المسلمين ويأخذ ثلث بأذناب الإبل ويلحقون بالبرية فيهلكون في سهيل الأرض لا إلى هؤلاء. ولا إلى هؤلاء قال: ويفتح البلد فيقبلونهم في جبل لبنان حتى ينزل أمير المؤمنين في الخليج ويصير الأمر إلى ما كان عليه الناس أن يحمل لواه قال: فيركز لواه ويأتي الماء ليتوضأ منه لصلاة الصبح قال: فيتباعد الماء منه قال: فيتبعه فيتباعد منه فإذا رأى ذلك أخذ لواه واتبع الماء حتى يجوز من تلك الناحية ثم ينادي أيها الناس أغيروا إن الله عز وجل قد فرق لكم البحر كما فرقه لموسى بن عمران قال: فتجوز الناس فيستقبل القسطنطينة قال: فيكبرون فيهتز حائطها ثم يكبرون فيسقط منها ما بين اثني عشر برجا فيدخلونها فيجدون فيها كنوزا من ذهب وفضة وكنوزا من نحاس فيقتسمون غنائمهم على الترسة. أخرجه الإمام أبو عمر الداني في سننه (1). وفي البحار عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا خسف بجيش السفياني... إلى أن قال: والقائم يومئذ بمكة عند الكعبة مستجيرا بها يقول: أنا ولي الله، أنا أولى بالله وبمحمد فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم ومن حاجني بنوح فأنا أولى الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ومن حاجني في محمد فأنا أولى الناس بمحمد فمن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين إن الله تعالى يقول: *(إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم)*(2) فأنا بقية آدم وخيرة نوح ومصطفى إبراهيم وصفوة محمد، ألا ومن حاجني في كتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، ألا ومن حاجني في سنة رسول الله فأنا أولى الناس بسنة رسول الله وسيرته وأنشد الله من سمع كلامي لما يبلغ الشاهد الغائب، فيجمع الله له أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا

(هامش)

1 - عقد الدرر: 137 - 139. 2 - سورة آل عمران: 33 - 34. (*)

ص 256

فيجمعهم الله على غير ميعاد، قزع كقزع الخريف، ثم تلا هذه الآية *(أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا)*(1) فيبايعونه بين الركن والمقام ومعه عهد رسول الله، قد تواترت عليه الآباء فإن أشكل عليهم من ذلك الشيء فإن الصوت من السماء لا يشكل عليهم إذا نودي باسمه واسم أبيه (2). (وفي رواية): فيقوم رجل منه فينادي: أيها الناس هذا طلبتكم قد جاءكم يدعوكم إلى ما دعاكم إليه رسول الله، قال: فيقومون، قال: فيقوم هو بنفسه فيقول: أيها الناس أنا فلان بن فلان أنا ابن نبي الله أدعوكم إلى ما دعاكم إليه نبي الله فيقومون إليه ليقتلوه فيقوم ثلاثمائة أو ينيف على الثلاثمائة فيمنعونه خمسون من أهل الكوفة وسائرهم من أفناء الناس لا يعرف بعضهم بعضا، اجتمعوا على غير ميعاد (3). وفيه: عنه (عليه السلام) يقول القائم لأصحابه يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم فيدعو رجلا من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلالة النبيين وإنا قد ظلمنا واضطهدنا وقهرنا، ابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا ونحن نستنصركم فانصرونا، فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط عن عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات ويسند ظهره إلى الحجر الأسود ثم يحمد الله ويثني عليه ويذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس فيكون أول من يضرب على يديه ويبايعه جبرئيل وميكائيل ويقوم معهما رسول الله وأمير المؤمنين فيدفعان إليه كتابا جديدا هو على العرب شديد، بخاتم رطب فيقولون: اعمل بما فيه

(هامش)

1 - سورة البقرة: 148. 2 - إثبات الهداة: 3 / 582 ح 770، والاختصاص: 257. 3 - البحار: 52 / 306 ح 79. (*)

ص 257

ويبايعه الثلاثمائة وقليل من أهل مكة ثم يخرج من مكة حتى يكون في مثله الحلقة، قلت: وما الحلقة؟ قال: عشرة آلاف رجل، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ثم يهز الراية الجلية وينشرها وهي راية رسول الله السحابة ودرع رسول الله السابقة ويتقلد بسيف رسول الله ذي الفقار. وفي خبر آخر: ما من بلدة إلا يخرج معه منهم طائفة إلا أهل البصرة فإنه لا يخرج معه منها أحد (1). وفي العوالم عن الأنوار المضيئة عن أبي عبد الله (عليه السلام): لا يخرج القائم من مكة حتى تستكمل الحلقة، قلت: وكم الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم يهز الراية المغلبة ويسير بها فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا بلغها ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف من القبايل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والأربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة (2). وفي الخصال عنه (عليه السلام): سيأتي من مسجدكم هذا - يعني مكة - ثلاثمائة وثلاثة عشر يعلم أهل مكة أنهم لم يلدهم آباؤهم ولا أجدادهم عليهم السيوف مكتوب على كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة تبعث الريح فتنادي: هذا المهدي يقضي بقضاء آل داود لا يسأل عليه بينة (3). وفي البحار عن الرضا (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما عرج بي إلى السماء نوديت: يا محمد فقلت: لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت، فنوديت: يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فإياي فاعبد وعلي فتوكل فإنك نوري في عبادي ورسولي إلى خلقي وحجتي على بريتي، لك ولمن تبعك خلقت جنتي ولمن خالفت خلقت ناري ولأوصيائك أوجبت كرامتي ولشيعتهم أوجبت ثوابي فقلت: يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وآخرهم مهدي أمتي فقلت: يا رب هؤلاء أوصيائي بعدي؟ فنوديت: يا محمد

(هامش)

1 - البحار: 52 / 307 ح 81. 2 - غيبة النعماني: 155. 3 - الخصال: 649 ح 42 أبواب الواحد إلى المائة. (*)

ص 258

هؤلاء أوليائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك، وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ولأعلين بهم كلمتي ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي ولأملكنه مشارق الأرض ومغاربها ولأسخرن له الرياح ولأذللن له السحاب الصعاب ولأرقينه في الأسباب ولأنصرنه بجندي ولأمدنه بملائكتي حتى يعلن دعوتي ويجمع الخلق على توحيدي ثم لأديمن ملكه ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة (1). وفيه: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة، وراية لم تنتشر منذ طويت ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد، لا يشوبها شك في ذات الله أشد، من الحجر، لو حملوا على الجبال لأزالوها، لا يقصدون برايتهم بلدة إلا خربوها، كأن على خيولهم العقيان (2)، يتمسحون بسرج الإمام، يطلبون بذلك البركة ويخفونه به بأنفسهم في الحروب ويكفونه ما يريد فيهم، رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل يبيتون قياما على أطرافهم ويستحيون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيده، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله شعائرهم يا لثارات الحسين، إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر، يمشون إلى المولى إرسالا، بهم ينصر الله أمام الحق (3). وفيه: عنه (عليه السلام): كأني بالقائم على النجف الكوفة وقد لبس درع رسول الله فينتقض هواها فتستدير عليه فيغشيها بخداجة (4) من استبرق ويركب فرسا أدهم، بين عينيه (5) شهراح فينتفض فيه انتفاضة لا يبقى أهل بلاد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم، فينشر راية رسول الله من عمود العرش وسايرها من نصر الله لا يهوي بها على شيء أبدا إلا أهلكه الله فإذا هزها لم يبق مؤمن إلا صار قلبه كزبر الحديد، ويعطى المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقى مؤمن

(هامش)

1 - مختصر البصائر: 181، والهداية الكبرى: 394، والبحار: 18 / 346 ح 56. 2 - الذهب. 3 - البحار: 52 / 307 ح 82. 4 - في غيبة النعماني: 309 بحداجة. وفي اللسان: (2 / 447) الحدائج والاحداج مراكب النساء. 5 - في كامل الزيارات 234: شمراخ وهو غرة الفرس دقت وسالت وجللت الخيشوم. (*)

ص 259

ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قبره وذلك حيث يزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا، قلت: كل هؤلاء الملائكة؟ قال: نعم، الذين كانوا مع نوح في السفينة والذين كانوا مع عيسى حين رفعه الله إليه وأربعة آلاف ملك مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مسومين وألف مردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي (عليهما السلام) فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة ورئيسهم ملك يقال له منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلى شيعوه ولا يمرض مريض إلا عادوه ولا يموت ميت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم (عج) إلى وقت خروجه (1). وفيه: عن كتاب سعد السعود لابن طاووس (رحمه الله): إني وجدت في صحف إدريس النبي عند ذكر سؤال إبليس وجواب الله له قال: رب فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال: لا ولكنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم فإنه يوم قضيت وحتمت أن أطهر الأرض ذلك اليوم من الكفر والشرك والمعاصي وانتخبت لذلك الوقت عبادا لي امتحنت قلوبهم للإيمان وحشوتها بالورع والإخلاص واليقين والتقوى والخشوع والصدق والحلم والصبر والوقار والتقى والزهد في الدنيا والرغبة فيما عندي واجعلهم دعاة الشمس والقمر واستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم الذي ارتضيته لهم ثم يعبدونني لا يشركون بي شيئا، يقيمون الصلاة لوقتها ويؤتون الزكاة لحينها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وألقي في ذلك الزمان الأمان على الأرض فلا يضر شيء شيئا ولا يخاف شيء من شيء ثم يكون الهوام والمواشي بين الناس قد يؤذي بعضهم بعضا وأنزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها وأذهب سم كلما يلدغ وأنزل بركات من السماء والأرض وتزهر الأرض بحسن نباتها ويخرج كل ثمارها وأنواع طيبها والقي الرأفة والرحمة بينهم فيتواسون ويقتسمون بالسوية فيستغني الفقير ولا يعلو بعضهم بعضا ويرحم الكبير الصغير ويوقر الصغير الكبير ويدينون بالحق وبه

(هامش)

1 - البحار: 52 / 328 ح 48. (*)

ص 260

يعدلون ويحكمون، أولئك أوليائي اخترت لهم نبيا مصطفى وأمينا مرتضى فجعلته لهم نبيا ورسولا وجعلتهم له أولياء وأنصارا، تلك أمة اخترتها للنبي المصطفى وأميني المرتضى، ذلك وقت حجبته في علم غيبي ولا بد أنه قائمكم واقع، أبيدك يومئذ وخيلك ورجلك وجنودك أجمعين فأذهب فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم (1). وفي الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): كأني بالقائم على منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان (2) قبائه كتابا مختوما بخاتمه بخاتم ذهب فيفكه فيقرأ على الناس فيجفلون إجفال الغنم فلم يبق إلا النقباء فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتى يرجعوا إليه وإني لأعلم علم الكلام الذي يتكلم به (3). وفي الدمعة عن عقد الدرر عن حذيفة بن يمان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قصة المهدي (عج) في فتحه لرومية، ثم يكبرون عليها أربع تكبيرات فيسقط حائطها فيقتلون بها ستمائة ألف ويستخرجون منها حلية بيت المقدس والتابوت الذي فيه السكينة ومائدة بني إسرائيل ورضاضة الألواح وعصا موسى ومنبر سليمان وقفيز (4) من المن الذي أنزل على بني إسرائيل أشد بياضا من اللبن، قال حذيفة: قلت يا رسول الله كيف وصلوا إلى هذا؟ فقال رسول الله: إن بني إسرائيل لما اعتدوا وقتلوا الأنبياء بعث الله عليهم بخت النصر فقتل بها سبعين ألفا ثم إن الله رحمهم فأوحى إلى ملك من ملوك فارس أن سر إلى عبادي واستنقذهم من بخت نصر وردهم إلى بيت المقدس مطيعين له أربعين سنة ثم يعودون فذلك قوله تعالى في القرآن *(وإن عدتم عدنا)*(5) أي إلى المعاصي عدنا عليكم بشر من العذاب فعادوا فسلط الله عليهم طيالس ملك رومية فسباهم واستخرج حلي بيت المقدس، ثم يسيرون حتى يأتي مدينة يقال لها القاطع وهي على البحر الذي لا يحمل جارية وهي السفينة قيل: يا رسول الله ولم لا يحمل جارية؟ قال: لأنه ليس له قعر وإن ما ترون من البحار خلجان ذلك البحر، جعله الله تعالى منافع

(هامش)

1 - سعد السعود: 34، والبحار: 52 / 384. 2 - أي من جيبه. 3 - الكافي: 8 / 167 ح 185. 4 - قفيز: مكيال. 5 - سورة الإسراء: 8. (*)

ص 261

لبني آدم لها قعور فهي تحمل السفن، قال حذيفة: فقال عبد الله بن سلام: والذي بعثك بالحق إن صفة هذه المدينة في التوراة طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لها ستون وثلاثمائة باب يخرج من كل باب ثلاثمائة ألف مقاتل فيكبرون عليها أربع تكبيرات فيسقط حائطها فيغتنمون ما فيها ثم يقيمون سبع سنين ثم ينقلون منها إلى بيت المقدس فيبلغهم أن الدجال قد خرج في يهودية أصفهان. أخرجه الإمام أبو عمر والمقري في سننه (1). وعن الكتاب المذكور عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في قصة المهدي قال: ويتوجه إلى الآفاق فلا تبقى مدينة وطأها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها ولا يبقى كافر إلا هلك على يديه ويشفي الله قلوب أهل الإسلام ويحمل حلي بيت المقدس ويأتي مدينة فيها ألف سوق وفي كل سوق مائة دكان فيفتحها ثم يأتي مدينة يقال لها القاطع وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا ليس خلفه إلا أمر الله عز وجل، طول المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل فيكبرون الله عز وجل ثلاث تكبيرات فيسقط حيطانها فيقتلون بها ألف ألف مقاتل ويقيمون فيها سبع سنين يبلغ الرجل منهم في تلك المدينة مثل ما صح معه من ساير بلاد الروم ويولد لهم الأولاد ويعبدون الله تعالى حق عبادته، ويبعث المهدي إلى أمرائه لسائر الأمصار بالعدل بين الناس، ويرعى الشاة والذئب بمكان واحد ويلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا يضرهم شيء ويذهب الشر ويبقى الخير ويزرع الإنسان مدا يخرج سبعمائة مد ويذهب الوبا والزنا وشرب الخمر والربا وتقبل الناس على العبادة والمشروعات والديانة والصلاة في الجماعة وتطول الأعمار وتؤدي الأمانة وتحمل الأشجار وتتضاعف البركات ويهلك الأشرار ويبقى الأخيار ولا يبقى من يبغض أهل البيت، ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلى القدس الشريف بألف مركب فينزلون شام وفلسطين بين صور وعكا وغزة وعسقلان فيخرجون ما معهم من الأموال فينزلون المهدي بالقدس الشريف ويقيم بها إلى أن يخرج الدجال وينزل عيسى بن مريم (عليه السلام) فيقتل الدجال (2).

(هامش)

1 - العطر الوردي: 68 كما في معجم أحاديث المهدي: 1 / 348. 2 - الصراط المستقيم: 2 / 257 والعطر الوردي: 68. (*)

ص 262

وفي البيان لمحمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله: غزا طاهر بن أسماء بني إسرائيل فسباهم وأخذ حلي بيت المقدس وأحرقها بالنيران وحمل منها ألف وتسعمائة سفينة في البحر حتى أوردها رومية. قال حذيفة: سمعت رسول الله يقول: ويستخرج المهدي ذلك حتى يرده إلى بيت المقدس، ثم يسيرون إلى مدينة يقال لها: القاطع على البحر الأخضر المحدق بالدنيا ليس خلفه إلا أمر الله تعالى، طول المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل، لها ثلاثة آلاف باب وذلك البحر لا يحمل جارية أي سفينة لأنه ليس له قعر وكلما ترونه من البحار إنما هو خلجان ذلك البحر، جعله الله منافع لبني آدم، قال رسول الله: فالدنيا مسيرة خمسمائة عام. أخرجه أبو نعيم في صفة المهدي (1). وفي الدمعة عن عقد الدرر قال كعب الأحبار: يخرج المهدي إلى بلد الروم ويفتح القسطنطينة ثم يأتيه الخبر بخروج الأعور الدجال وهو رجل عريض عينه اليمنى مطموسة وأما اليسرى فكأنها كوكب، بين عينيه مكتوب: كافر بالله وبرسول الله، يخرج ويدعي أنه الرب ولا يسمعه أحد إلا تبعه إلا من عصمه الله عز وجل ويكون له جنة ونار فيقول هذه جنة لمن سجد لي ومن أبى أدخلته النار (2). وقال وهب بن منبه عن خروج الأعور الدجال: تهب ريح قوم عاد وسماع صيحة كصيحة قوم صالح ويكون مسخ كمسخ أصحاب الرس وذلك عند ترك الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويسفكون الدماء ويستحلون الزنا ويعظم البلاء ويشرب الخمر ويكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء فعند ذلك يخرج الدجال من ناحية المشرق من قرية يقال لها دراس يخرج على حماره، مطموس العين مكسور الظفر ويخرج منه الحيات محدوب الظهر قد صور كل السلاح في يديه حتى الرمح والقوس، يخوض البحار إلى كعبه ويكون أجناده أولاد الزنا ويجئ إلى الشجرة وإذا جاء بلدا قال: أنا ربكم. فقال الخضر: كذبت يا دجال، إن ربنا رب العالمين رب السماوات والأرضين فيقتله

(هامش)

1 - البيان: 140 باب 20، وعقد الدرر: 143. 2 - عقد الدرر: 191 الفصل الثاني من الباب الثاني عشر. (*)

ص 263

الدجال ويقول: قل لرب العالمين يحييك فيحيي الله الخضر (عليه السلام) فيقوم ويقول: ها أنا ذا يا دجال ويقول لأصحاب الدجال: ويلكم لا تعبدوا هذا الكافر الملعون ويقتله ثلاث مرات فيحييه الله تعالى ثم يخرج الدجال نحو مكة فينظر الملائكة محدقين بالبيت الحرام ثم يسير إلى المدينة فيجدها كذلك يطوف البلاد إلا أربع مدن مكة والمدينة وبيت المقدس وطرسوس، فأما المؤمنون فإنهم يصومون ويصلون غير أنهم تركوا المساجد ولزموا بيوتهم، والشمس تطلع عليهم مرة بيضاء ومرة حمراء ومرة سوداء والأرض تزلزل والمسلمون يصبرون حتى يسمعون بمسير المهدي إلى الدجال فيفرحون بذلك، قال: ويقال إن المهدي يسير إلى قتال الدجال وعلى رأسه عمامة بيضاء فيلتقون ويقتتلون قتالا شديدا فيقتل من أصحاب الدجال ثلاثين ألفا وينهزم الدجال ومن معه نحو بيت المقدس فيأمر الله عز وجل الأرض بإمساك خيولهم ثم يرسل عليهم ريحا حمراء فيهلك منهم أربعين ألفا، ثم يسير المهدي في طلبه فيجد من عسكره نحوا من خمسين ألفا فيريهم الآيات والمعجزات ويدعوهم إلى الإيمان فلا يؤمنون فيمسخهم الله تعالى قردة وخنازير، ثم يأمر الله تعالى بجبرئيل أن يهبط بعيسى (عليه السلام) إلى الأرض وهو في السماء الثانية فيأتيه فيقول: يا روح الله وكلمته، ربك يأمرك بالنزول إلى الأرض فينزل ومعه سبعون ألفا من الملائكة وهو بعمامة خضراء متقلد بسيف على فرس بيده حربة فإذا نزل إلى الأرض نادى مناد: يا معاشر المسلمين جاء الحق وزهق الباطل فأول من يسمع بذلك المهدي فيسير إليه ويذكر الدجال فيسير إليه فإذا نظر الدجال إليه ارتعد كأنه العصفور في يوم ريح عاصف فيتقدم إليه عيسى فإذا رآه الدجال يذوب كما يذوب الرصاص، فيقول عيسى: ألست زعمت أنك إله تقتل فلم لا [تدفع عن] (1) نفسك القتل؟ ثم يطعنه بحربة فيموت ثم يضع المهدي سيفه وأصحابه في أصحاب الدجال فيقتلونهم فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا حتى ترعى الوحوش والسباع وتلعب بهم الصبيان وتأمن النساء من أنفسهن حتى لو أن امرأة في العرباء (2) لم تخف على نفسها، ويظهر الله كنوز الأرض للمؤمنين ويستغني كل مؤمن فقير بقدرة الله (3).

(هامش)

1 - في المطبوع: تنهي. 2 - في المصدر: العراء. 3 - عقد الدرر: 191 - 192 - 193. (*)

ص 264

وفي غيبة النعماني عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي (عليه السلام) يقول: لو قد خرج قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين، يكون جبرئيل أمامه وميكائيل عن يمينه وإسرافيل عن يساره والرعب مسيره أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله والملائكة المقربون حذاه، أول من يتبعه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) الثاني، ومعه سيف مخترط، يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه والخزر. يا أبا حمزة لا يقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس وطاعون قبل ذلك وسيف قاطع بين العرب واختلاف شديد بين الناس وتشتيت وتشتت في دينهم وتغير من حالهم حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عظم ما يرى من كلب الناس وأكل بعضهم بعضا، وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط فيها طوبى لمن أدركه وكان من أنصاره والويل كل الويل لمن خالفه وخالف أمره وكان من أعدائه، قال: يقوم بأمر جديد وسنة جديدة وقضاء جديد، على العرب شديد ليس شأنه إلا القتل ولا يستتيب أحدا ولا تأخذه في الله لومة لائم (1). وفيه: عن الصادق (عليه السلام): ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح وأومى بيده إلى حلقه (2). (وفيه) عن سدير الصيرفي عن رجل من أهل الجزيرة كان قد جعل على نفسه نذرا في جارية وجاء بها إلى مكة قال: فلقيت الحجبة فأخبرتهم بخبرها وجعلت لا أذكر لأحد منهم أمرها إلا قال: جئني بها وقد وفى الله نذرك، فدخلني من ذلك وحشة شديدة فذكرت ذلك لرجل من أصحابنا من أهل مكة فقال لي: تأخذ عني؟ فقلت: نعم، فقال: انظر الرجل الذي يجلس عند (3) الحجر الأسود وحوله الناس وهو أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) فأته فاخبره بهذا الأمر فانظر ماذا يقول لك فاعمل به، قال: فأتيته فقلت: رحمك الله إني رجل من أهل الجزيرة ومعي جارية جعلتها علي نذرا لبيت الله في يمين كانت علي وقد أتيت بها وذكرت ذلك للحجبة وأقبلت لا ألقى منهم أحدا إلا وقال: جئني بها وقد وفى الله

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 234 ح 22 باب 13. 2 - غيبة النعماني: 236 ح 24 باب 13. 3 - بحذاء. (*)

ص 265

نذرك، فدخلني من ذلك وحشة شديدة فقال: يا عبد الله إن البيت لا يأكل ولا يشرب فبع جاريتك واستقض وانظر أهل بلادك ممن حج هذا البيت، فمن عجز منهم عن نفقة فأعطه حتى يقوى على العود إلى بلادهم ففعلت ذلك ثم أقبلت لا ألقى أحدا من الحجبة إلا قال: ما فعلت بالجارية فأخبرتهم بالذي قال أبو جعفر (عليه السلام) فيقولون: هو كذاب جاهل لا يدري ما يقول فذكرت مقالتهم لأبي جعفر فقال: قد بلغتني فبلغ عني، فقال: قل لهم: قال لكم أبو جعفر: كيف بكم لو قد قطعت أيديكم وأرجلكم وعلقت في الكعبة، ثم يقال لكم: نادوا نحن سراق الكعبة. فلما ذهبت لأقوم قال: إنني لست أفعل ذلك وإنما يفعله رجل مني (1). وفي إثبات الهداة للشيخ حر العاملي (رحمه الله) سأل عن الصادق (عليه السلام) معلى بن خنيس: أيسير القائم بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟ قال (عليه السلام): نعم وذلك أن عليا سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم وأن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي وذلك أنه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعد أبدا (2). (وفيه) عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا قال: يا معشر الفرسان سيروا في وسط الطريق يا معشر الرجالة سيروا على جنبي الطريق (3). (وفيه) عن القرطبي من علماء أهل السنة في كتاب التذكرة بأحوال المولى وأمور الآخرة أن ملوك جميع الدنيا أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان سليمان بن داود وذو القرنين والكافران نمرود وبخت النصر وسيملكها هذه الأمة خامس وهو المهدي عجل الله فرجه (4). وفي البحار عن الحكم بن الحكم قال: أتيت أبا جعفر (عليه السلام) وهو بالمدينة فقلت له: علي نذر بين الركن والمقام إن أنا لاقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل

(هامش)

1 - غيبة النعماني: 236 ح 25 باب 13. 2 - إثبات الهداة: 3 / 449 ح 52 وعلل الشرائع: 149 ح 9 باب 22. 3 - التهذيب: 10 / 314 ح 1169 باب 28 وإثبات الهداة: 3 / 455. 4 - الخصال: 1 / 121 بتفاوت بسيط. (*)

ص 266

محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا، فلم يجبني بشيء فأقمت ثلاثين يوما ثم استقبلني في طريق فقال: يا حكم وإنك لها هنا بعد، فقلت إني أخبرتك بما جعلت لله علي فلم تأمرني ولم تنهني عن شيء ولم تجبني بشيء فقال: بكر علي غدوة المنزل فغدوت عليه فقال (عليه السلام): سل حاجتك فقلت: إني جعلت لله علي نذرا وصياما وصدقة بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أم لا، فإن كنت أنت رابطتك وإن لم تكن أنت سرت في الأرض وطلبت المعاش فقال: يا حكم كلنا قائم بأمر الله فقلت: فأنت المهدي (عج) قال: كلنا يهدي إلى الله، قلت: فأنت صاحب السيف؟ قال: كلنا صاحب السيف ووارث السيف، قلت: فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعز بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟ فقال: يا حكم كيف أكون أنا وقد بلغت خمسا وأربعين فإن صاحب هذا أقرب عهدا باللبن مني (1). أقول: أقرب عهدا باللبن مني أي بحسب المرئي والنظر أي يحسبه الناس شابا بكمال قوته وعدم ظهور أثر الكهولة والشيخوخة فيه. وفي الدر النظيم عن علي (عليه السلام) كأنني به وقد عبر من وادي سلام إلى سبيل السهلة على فرس محجل له شمراخ (2) يزهو ويدعو ويقول في دعائه: لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا، اللهم معز (3) كل مؤمن ومذل كل جبار عنيد، أنت كهفي حين تعييني المذاهب وتضيق علي الأرض بما رحبت، اللهم خلقتني وكنت غنيا عن خلقي ولولا نصرك إياي لكنت من المغلوبين، يا منشر الرحمة من مواضعها ومخرج البركات من معادنها ويا من خص نفسه بشموخ الرفعة وأولياؤه بعزه يتعززون، يا من وضعت له الملوك المذلة على أعناقهم فهم من سطوته خائفون، أسألك باسمك الذي فطرت به خلقك فكل لك مذعنون، أسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تنجز لي أمري وتعجل لي في الفرج وتكفيني وتعافيني وتقضي حوائجي الساعة الساعة الليلة الليلة إنك على كل شيء قدير (4).

(هامش)

1 - البحار: 51 ب 140 ح 14. 2 - الشمراخ: غرة الفرس إذا جللت الأنف. 3 - في المصدر: معين. 4 - دلائل الإمامة: 458. (*)

ص 267

في العوالم عن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بنى في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب واتصلت بيوت الكوفة بنهر كربلاء (1). (وفيه) عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال: إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة ورد إليه قوته (2). (وفيه) عن التهذيب: إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في أصحابه وأنصاره ويرد السواد إلى أهله هم أهله ويعطي الناس عطايا مرتين في السنة ويرزقهم في الشهر رزقين ويسوي بين الناس حتى لا ترى محتاجا إلى الزكاة ويجئ أصحاب الزكاة بزكاتهم إلى المحاويج من شيعته فلا يقبلونها فيصرونها ويدورون في دورهم فيخرجون إليهم فيقولون: لا حاجة لنا في دراهمكم. وساق الحديث إلى أن قال: وتجتمع إليه أموال أهل الدنيا كلها من بطن الأرض وظهرها فيقال للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدم الحرام وركبتم فيه المحارم فيعطي عطاء لم يعطه أحد قبله (3). (وفيه) عن كتاب الخرايج عنه (عليه السلام) قال: العلم سبعة وعشرون حرفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين فإذا قام قائمنا (عج) أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا (4). في مدحه (عليه السلام) للشيخ رجب البرسي عليه الرحمة: فليس للدين من حام ومنتصر * إلا الإمام الفتى الكشاف للظلم القائم الخلف المهدي سيدنا * الظاهر العلم ابن الطاهر العلم بدر الغياهب بل بحر المواهب - منصور الكتائب حامي الحل والحرم يا بن النبي ويا بن الطهر حيدرة * يا بن البتول ويا بن الحل والحرم

(هامش)

1 - إعلام الورى: 2 / 287 الفصل الثالث. 2 - غيبة النعماني: 317 ح 2 باب 21 والخصال: 2 / 541 ح 14. 3 - البحار: 52 / 390 ح 212 عن غيبة السيد علي بن عبد الحميد. 4 - الخرائج والجرائح: 2 / 841. (*)

ص 268

أنت الفخار ومعناه وصورته * ونقطة الحكم لا بل خطة الحكم متى نراك فلا ظلم ولا ظلم * والدين في رغد والكفر في رغم أقبل فسبل الهدى والدين قد طمست * ومسها نصب والحق في عدم (1) أيضا في مدحه (عليه السلام) عن البهائي (رحمه الله): خليفة رب العالمين وظله * على ساكن الغبراء من كل ديار هو العروة الوثقى الذي من بذيله * تمسك لا يخشى عظائم أوزار إمام هدى لاذ الزمان بظله * وألقى إليه الدهر مقود خوار علوم الورى في جنب أبحر علمه * كغرفة كف أو كغمسة منقار فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه * ولم يغشه عنها سواطع أنوار رأى حكمة قدسية لا يشوبها * شوائب أنظار وأدناس أفكار بإشراقها كل العوالم أشرقت * كما لاح في الكونين من نورها الساري إمام الورى طود النهى منبع الهدى * وصاحب سر الله في هذه الدار به العالم السفلي يسمو ويعتلي * على العالم العلوي من دون إنكار ومنه العقول العشر تبغي كمالها * وليس عليها في التعلم من عار أيا حجة الله الذي ليس جاريا * بغير الذي يرضاه سابق أقدار ويا من مقاليد الزمان بكفه * وناهيك من مجد به خصك الباري أغث حوزة الإيمان واعمر ربوعه * فلم يبق منها غير دارس آثار وخلص عباد الله من كل غاشم * وطهر عباد الله من كل كفار وعجل فداك العالمون بأسرهم * وبادر على اسم الله من غير أنظار تجد من جنود الله خير كتائب * وأكرم أعوان وأشرف أنصار (2)

(هامش)

1 - الغدير: 7 / 65. 2 - لم أجده في مصادره. (*)

ص 269

 
 
في رجعة الأئمة (عليهم السلام)  الآيات
 الغصن العاشر
 في رجعة الأئمة (عليهم السلام)

 

 وفيه فروع

 

 (الفرع الأول)
 في أن الرجعة وقعت في الأمم السابقة والأنبياء والأوصياء السابقين وفي هذه الأمة،

 وفيه ثمرتان:

 (الثمرة الأولى)
في الآيات القرآنية المشعرة برجعة السابقين.

 الآية الأولى: قال الله تعالى في سورة البقرة: *(وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون)*(1) وهم سبعون من خيار قومه، وتفسيره وشراح أخباره في كتب الأخبار مشحونة (2). الآية الثانية: قوله تعالى: *(وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا)* إلى قوله: *(فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون)*(3) وفيه قصة ذبح البقرة وسببه وإحياء الميت وإنطاقه، وأخباره بذكر قاتله مفصلا في تفسير الإمام (4). الآية الثالثة: قوله تعالى: *(ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم)*(5) الآية، شرحنا هذه الآية من قبل ومشروحة في تفسير مجمع

(هامش)

1 - سورة البقرة: 55 - 56. 2 - راجع بحار الأنوار: 39 / 58 و53 / 73 والصراط المستقيم: 1 / 101. 3 - سورة البقرة: 67 - 73. 4 - تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): 273 ح 140 مورد الآية. 5 - سورة البقرة: 243. (*)

ص 270

البيان وغيره (1). الآية الرابعة: قوله تعالى: *(ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه إن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت)*(2) قال نمرود: *(أنا أحيي وأميت)* أي أنا أحيي بالتخلية من الحبس من وجب عليه القتل وأميت بالقتل من شئت ممن هو، قال إبراهيم: *(فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين)*(3) وفي هذه الآية دلالة على إمكان الرجعة بل على وقوعها لما أتى في الحديث: أن الله تعالى أحيى بدعائه الموتى وأن كل ما كان في الأمم السالفة يقع مثله في هذه الأمة (4). الآية الخامسة: قوله تعالى: *(أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مأة عام وانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشرها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن الله على كل شيء قدير)*(5) وهذه حكاية عزير النبي (عليه السلام) وشرح حاله وقريته مشروحة في تفسير مجمع البيان وغيره (6). الآية السادسة: قوله تعالى *(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزء ثم ادعهن يأتينك سعيا)*(7). وفي ذلك أخبار منها عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه رأى جيفة تمزقها السباع فتأكل منها سباع البر وسباع الهواء والدواب فسأل الله سبحانه إبراهيم فقال: يا رب قد علمت أنك تجمعها من بطون سباع الطير ودواب البحر فأرني كيف تحييها لأعاين ذلك (8). وغير ذلك أخبار مختلفة بطرق متعددة من كتب التفاسير ومن الكافي والعلل

(هامش)

1 - الطرائف: 1 / 191 ونور البراهين: 2 / 454. 2 - سورة البقرة: 258. 3 - سورة البقرة: 258. 4 - عيون أخبار الرضا: 1 / 218 والاحتجاج: 1 / 5. 5 - سورة البقرة: 259. 6 - تأويل الآيات: 1 / 295. 7 - سورة البقرة: 260. 8 - نور البراهين: 1 / 338. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب