الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 301

محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فقال: جئت بها والله من عين صافية (1).

 الآية السادسة: قوله تعالى في سورة الأعراف: *(ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق وبه يعدلون)*(2) في الدمعة عن الطبرسي اختلفت في هذه من هم على أقوال أحدها أنهم قوم من وراء الصين وبينهم وبين الصين واد جار من الرمل لم يعبروا ولم يبدلوا (3). وهو المروي عن أبي جعفر (عليه السلام)، إلى أن قال: وقيل: إن جبرئيل انطلق بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدقوه وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا السبت وأمرهم بالصلاة والزكاة ولم تكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا، ثم قال (رحمه الله): وروى أصحابنا أنهم يخرجون مع قائم آل محمد (4). وعن المفيد في الإرشاد عن مفضل بن عمر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يخرج مع القائم من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا، خمسة عشر من قوم موسى الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون وسبعة من أهل الكهف ويوشع بن نون وسلمان وأبو دجانة الأنصاري والمقداد بن الأسود ومالك الأشتر فيكونون بين يديه أنصارا وحكاما (5). وعن تفسير البرهان عن مفضل عنه (عليه السلام) قريب من هذا باختلاف يسير (6).

 الآية السابعة: قوله تعالى في سورة التوبة: *(إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا)*(7) الآية، عن الشيخ حسن بن سليمان في منتخب البصائر عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: *(إن الله اشترى من المؤمنين)* الخ فقال: ذلك في الميثاق ثم قرأت *(التائبون العابدون)*(8) فقال أبو جعفر (عليه السلام): لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ: التائبين العابدين، إلى آخر الآية، ثم قال: إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين اشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني الرجعة (9). ثم

(هامش)

1 - تفسير القمي: 1 / 158. 2 - سورة الأعراف: 159. 3 - تفسير مجمع البيان: 4 / 376. 4 - تفسير مجمع البيان: 4 / 377. 5 - الكنى والألقاب: 1 / 66. 6 - إعلام الورى: 2 / 292 وكشف الغمة: 3 / 265. 7 - سورة التوبة: 111. 8 - سورة التوبة: 112. 9 - تفسير مجمع البيان: 4 / 376. (*)

ص 302

قال أبو جعفر (عليه السلام): ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتى يقتل ومن قتل بعث حتى يموت (1).

 الآية الثامنة: قوله تعالى في سورة يونس: *(بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين)*(2) عن علي بن إبراهيم في هذه الآية قال: نزلت في الرجعة كذبوا بها أي إنها لا تكون، ثم قال: ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك أعلم بالمفسدين (3).

 الآية التاسعة: قوله تعالى: *(وأما نرينك بعض الذي نعدهم)*(4) الآية في الدمعة عن تفسير علي بن إبراهيم *(وأما نرينك)* يا محمد بعض الذي نعدهم من الرجعة وقيام القائم أو نتوفينك قبل ذلك فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون (5).

 الآية العاشرة: قوله تعالى: *(ولو أن لكل نفس ظلمت ما في الأرض لافتدت به)*(6) الآية. عن علي بن إبراهيم، ثم قال: ولو أن لكل نفس ظلمت آل محمد حقهم ما في الأرض جميعا لافتدت به في ذلك الوقت يعني الرجعة (7).

 الآية الحادية عشرة: قوله تعالى في سورة هود: *(ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة)*(8) عن تفسير علي بن إبراهيم إن متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم فنردهم ونعذبهم ليقولوا ما يحبسه أي يقولوا لو يقوم القائم ولا يخرج على حد الاستهزاء فقال الله تعالى: *(ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا يستهزؤون)*(9) والأمة المعدودة أصحاب القائم الثلاثمائة والبضعة عشر (10).

 الآية الثانية عشرة: قوله تعالى في سورة إبراهيم: *(وذكرهم بأيام الله)*(11) عن منتخب البصائر عن أبي عبد الله (عليه السلام): أيام الله ثلاثة، يوم القائم ويوم الكرة ويوم القيامة (12). وعن

(هامش)

1 - تفسير العياشي: 2 / 112 - 113. 2 - سورة يونس: 39. 3 - تفسير القمي: 1 / 312. 4 - سورة يونس: 46. 5 - تفسير القمي: 2 / 261. 6 - يونس: 54. 7 - تفسير القمي: 1 / 312. 8 - سورة هود: 8. 9 - سورة هود: 8. 10 - تفسير القمي: 1 / 323. 11 - سورة إبراهيم: 5. 12 - تفسير نور الثقلين: 2 / 526 ح 7. (*)

ص 303

البرسي: أن يوم القائم يوم آل محمد ويوم الكرة يوم آل محمد ويوم القيامة يوم آل محمد، لأنهم الشهداء على الأمم في دار الفناء والشفعاء لمسيئي شيعتهم في دار البقاء فمن لم يؤمن بيوم القيامة لم يؤمن بالله فأولئك هم الكافرون (1).

 الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى في سورة النحل: *(والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون أموات غير أحياء وما يشعرون إيان يبعثون إلهكم إله واحدا فالذين لا يؤمنون)*(2) الآية عن تفسير البرهان عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الآية والذين يدعون الخ قال (عليه السلام): *(الذين يدعون من دون الله)* الأول والثاني والثالث كذبوا رسول الله بقوله: والوا عليا واتبعوه، فعادوا عليا ولم يوالوه ودعوا الناس إلى ولاية أنفسهم فذلك قول الله *(والذين يدعون من دون الله)* قال: وأما قوله *(لا يخلقون شيئا)* لا يعبدون شيئا *(وهم يخلقون)* يعني وهم يعيدون وأما قوله: *(أموات غير أحياء)* يعني كفار غير مؤمنين، وأما قوله: *(وما يشعرون أيان يبعثون)* فإنه يعني أنهم لا يؤمنون أنهم يشركون *(إلهكم إله واحد)* فإنه كما قال الله، وأما قوله: *(فالذين لا يؤمنون)* فإنه يعني لا يؤمنون بالرجعة أنها حق... الخبر (3). وعن تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر (عليه السلام) قريب من هذا (4).

 الآية الرابعة عشرة: قوله تعالى: *(هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي أمر ربك كذلك فعل الذين من قبلهم وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)*(5) عن القمي: أو يأتي أمر ربك من العذاب والموت وخروج القائم (6). الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: *(فأصابهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن)*(7) عن القمي: من العذاب في الرجعة (8).

 الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: *(وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى

(هامش)

1 - مشارق أنوار اليقين: 295. 2 - سورة النحل: 20. 3 - تفسير العياشي: 2 / 257. 4 - تفسير القمي: 1 / 383. 5 - سورة النحل: 33. 6 - تفسير القمي: 1 / 385. 7 - سورة النحل: 34. 8 - تفسير القمي: 1 / 385. (*)

ص 304

وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا إنهم كانوا كاذبين)*(1) عن تفسير القمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما تقول الناس فيها؟ قال: يقولون نزلت في الكفار، قال: إن الكفار لا يحلفون بالله وإنما نزلت في قوم من أمة محمد، قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فيحلفون أنهم لا يرجعون فرد الله عليهم فقال ليبين للذين كفروا أنهم كانوا كاذبين يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم (2). وفي روضة الكافي والبرهان قريب من هذا (3).

 الآية السابعة عشرة: قوله تعالى في سورة بني إسرائيل: *(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين)* إلى قوله: *(وكان وعدا مفعولا)*(4)، وقد ذكرناها مع شطر من الأخبار في الغصن الثاني من هذا الكتاب المؤولة بقيام القائم عجل الله فرجه.

 الآية الثامنة عشرة: قوله تعالى: *(ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا)*(5) عن منتخب البصائر والبرهان عن أبي بصير عن أحدهما: في الآخرة أعمى قال: في الرجعة (6).

 الآية التاسعة عشرة: قوله تعالى في سورة طه: *(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)*(7) عن تفسير القمي ومنتخب البصائر عن معاوية بن عمار قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول الله: *(فإن له معيشة ضنكا)* قال: هي والله للنصاب قال: جعلت فداك قد رأيتهم دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا قال: ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة (8).

 الآية العشرون: قوله تعالى في سورة الأنبياء *(وحرام على قرية أهلكناها إنهم لا يرجعون)*(9) عن تفسير القمي عن محمد بن مسلم عنهما قالا: كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة فهذه الآية من أعظم الدلالات في الرجعة لأن أحدا من أهل الإسلام لا ينكر أن الناس كلهم يرجعون إلى يوم القيامة من هلك ولم يهلك فقوله: لا

(هامش)

1 - سورة النحل: 38 - 39. 2 - تفسير القمي: 1 / 385. 3 - الكافي: وتفسير البرهان: 2 / 368 ح 2. 4 - سورة الإسراء: 4 - 5. 5 - سورة الإسراء: 72. 6 - مختصر البصائر: 20. 7 - سورة طه: 124. 8 - تفسير القمي: 2 / 65. 9 - سورة الأنبياء: 95. (*)

ص 305

يرجعون يعني في الرجعة فأما إلى يوم القيامة فيرجعون، وأما من محض الإيمان محضا وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضا فيرجعون (1).

 الآية الحادية والعشرون: قوله تعالى في سورة النمل: *(وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم إن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون)*(2) الأخبار الواردة في ذيل الآية كثيرة منها ما عن تفسير القمي عن مفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال رجل لعمار بن ياسر: يا أبا اليقظان آية في كتاب الله قد أفسدت قلبي وشككتني قال عمار: وأية آية هي؟ قال: قول الله *(وإذا وقع القول)* الآية، فأية دابة هذه؟ قال عمار: والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتى أريكها فجاء عمار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يأكل تمرا وزبدا فقال: يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار وأقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه، فلما قام عمار قال الرجل: سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتى ترينها، قال: قد أريتكها إن كنت تعقل (3).

 الآية الثانية والعشرون: قوله تعالى: *(ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون)*(4) عن منتخب البصائر عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله: *(ويوم نحشر من كل أمة فوجا)* فقال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل (5). (وفيه) عن أبي بصير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): هل ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت: نعم، قال: أما يقرأون *(ويوم نحشر من كل أمة فوجا)* الآية (6).

 الآية الثالثة والعشرون: قوله تعالى في سورة القصص: *(أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه)*(7) عن تأويل الآيات قال: الموعود علي بن أبي طالب (عليه السلام) وعده الله تعالى أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا أي وعده أن ينتقم من أعدائه في الرجعة ووعده الجنة له ولأوليائه في

(هامش)

1 - تفسير القمي: 1 / 24. 2 - سورة النمل: 82. 3 - تفسير القمي: 2 / 131. 4 - سورة النمل: 83. 5 - منتخب البصائر: 25. 6 - المصدر السابق. 7 - سورة القصص: 61. (*)

ص 306

الآخرة (1).

 الآية الرابعة والعشرون: قوله تعالى: *(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)*(2) عن القمي سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن جابر فقال: رحم الله جابرا بلغ من فقهه أنه كان يعرف تأويل الآية *(إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد)* يعني الرجعة (3).

 الآية الخامسة والعشرون: قوله تعالى في سورة الروم: *(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)*(4) عن تفسير البرهان عن الصادق (عليه السلام) في قول الله *(ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله)* قال: في قبورهم بقيام القائم عجل الله فرجه (5).

 الآية السادسة والعشرون: قوله تعالى: *(ويحي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون)*(6) عن الكافي عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيا الأرض لإحياء العدل، ولإقامة الحدود فيها أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا (7).

 الآية السابعة والعشرون: قوله تعالى في سورة يس *(قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)*(8) عن روضة الكافي عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أشكو جفاء أهل واسط وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني فوقع (عليه السلام) بخطه أن الله جل ذكره أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل، فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: *(يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون)*. والمراد بسيد الخلق القائم المهدي الحجة ابن الحسن عجل الله ظهوره آمين ثم آمين (9).

 الآية الثامنة والعشرون: قوله في سورة التنزيل: *(ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون

(هامش)

1 - تأويل الآيات: 1 / 422 وتفسير البرهان: 3 / 234 ح 2. 2 - سورة القصص: 85. 3 - تفسير القمي: 2 / 147. 4 - سورة الروم: 4 - 5. 5 - تفسير البرهان: 3 / 257 ح 2 والمحجة: 171. 6 - سورة الروم: 19. 7 - الكافي: 7 / 174 ح 2. 8 - سورة يس: 52. 9 - الكافي: 8 / 247 ح 346. (*)

ص 307

العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)*(1) وعن منتخب البصائر في خبر جابر كما مر في آية كل نفس ذائقة الموت في سورة آل عمران عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: ما في هذه الأمة أحد بر ولا فاجر إلا سينشر، فأما المؤمنون فينشرون إلى قرة أعينهم، وأما الفجار فينشرون إلى خزي الله إياهم، ألم تسمع إن الله يقول: *(ولنذقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر)*(2) وعن القمي: العذاب الأدنى عذاب الرجعة بالسيف *(لعلهم يرجعون)* يعني فإنهم يرجعون في الرجعة حتى يعذبوا (3). وعن منتخب البصائر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العذاب الأدنى دابة الأرض (4).

 الآية التاسعة والعشرون: قوله تعالى: *(أولم يروا إنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز فنخرج به زرعا)*(5) إلى آخر السورة، عن القمي: الأرض الجرز الأرض الخراب وهو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم، فلما أخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخبر الرجعة قالوا متى هذا الفتح إن كنتم صادقين فقال الله قل لهم يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون فأعرض عنهم يا محمد وانتظر إنهم منتظرون (6).

 الآية الثلاثون: قوله تعالى في سورة المؤمن حاكيا عن المشركين *(ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل)*(7) عن منتخب البصائر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت ويجري في القيامة، فبعدا للقوم الظالمين (8). عن البحار عن الرضا (عليه السلام) والله ما هذه الآية إلا في الكرة (9).

 الآية الحادية والثلاثون: قوله تعالى في سورة السجدة: *(وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب الهون)*(10) الآية سيأتي تفسيرها في سورة الشمس إن شاء الله.

(هامش)

1 - سورة السجدة: 21. 2 - سورة السجدة: 21. 3 - تفسير القمي: 2 / 170. 4 - مختصر البصائر: 210 وتأويل الآيات: 2 / 444 ح 7. 5 - سورة السجدة: 27. 6 - تفسير القمي: 2 / 171. 7 - سورة غافر: 11. 8 - مختصر البصائر: 195. 9 - البحار: 53 / 144 ح 162. 10 - سورة فصلت: 17. (*)

ص 308

الآية الثانية والثلاثون: قوله تعالى في سورة الدخان: *(فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين - إلى - يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون)*(1) عن القمي قال: ذلك إذا أخرجوا في الرجعة من القبر يغشى الناس كلهم الظلمة فيقولون: *(هذا عذاب أليم ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون)* فقال الله ردا عليهم: *(أنى لهم الذكرى)* في ذلك اليوم *(وقد جاءهم رسول مبين)* أي رسول قد بين لهم *(ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون)* قال: قالوا ذلك لما نزل الوحي على رسول الله وأخذه الغشي فقالوا هو مجنون، ثم قال: *(إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)* يعني إلى القيامة ولو كان قوله: *(يوم تأتي السماء بدخان مبين)* في القيامة لم يقل أنكم عائدون لأنه ليس بعد القيامة والآخرة حالة يعودون إليها، ثم قال: *(يوم نبطش البطشة الكبرى)* يعني في القيامة إنا منتقمون (2).

 الآية الثالثة والثلاثون: قوله تعالى في سورة الجاثية: *(قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله)*(3) عن كتاب تأويل الآيات عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الأيام المرجوة ثلاثة يوم قيام القائم ويوم الكرة ويوم القيامة (4).

 الآية الرابعة والثلاثون: قوله تعالى في سورة ق: *(واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج)*(5) عن تفسير القمي قال: ينادي المنادي باسم القائم (عج) واسم أبيه وقوله: *(يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج)* قال: صيحة القائم من السماء *(ذلك يوم الخروج)* هي الرجعة (6).

 الآية الخامسة والثلاثون: قوله تعالى: *(يوم تشقق الأرض عنهم سراعا)*(7) عن القمي قال: في الرجعة (8).

 الآية السادسة والثلاثون: قوله تعالى في سورة الذاريات: *(يوم هم على النار يفتنون)*(9) في منتخب البصائر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يكسرون في الكرة كما يكسر الذهب حتى

(هامش)

1 - سورة الدخان: 10 إلى 16. 2 - تفسير القمي: 2 / 290. 3 - سورة الجاثية: 14. 4 - تأويل الآيات: 2 / 576. 5 - سورة ق: 41 - 42. 6 - تفسير القمي: 2 / 327. 7 - سورة ق: 44. 8 - تفسير القمي: 2 / 327. 9 - سورة الذاريات: 13. (*)

ص 309

يرجع كل شيء إلى شبهه يعني إلى حقيقته (1).

 الآية السابعة والثلاثون: قوله تعالى: *(وفي السماء رزقكم وما توعدون)*(2) عن القمي المطر ينزل من السماء فيخرج به أقوات العالم من الأرض وما توعدون من أخبار الرجعة والقيامة والأخبار التي في السماء ثم أقسم عز وجل بنفسه فقال: *(فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون)*(3) يعني ما وعدتكم (4).

 الآية الثامنة والثلاثون: قوله تعالى في سورة الطور: *(وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون)*(5) عن القمي والبحار والعوالم وإن الذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف (6).

 الآية التاسعة والثلاثون: قوله تعالى في سورة النجم: *(والمؤتفكة أهوى)*(7) عن القمي: المؤتفكة البصرة والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين (عليه السلام): يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة يا جند المرأة وأتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم (8) ماؤكم زعاق وأحلامكم وفاق (9) وفيكم ختم النفاق ولعنتم على لسان سبعين نبيا، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخبرني أن جبرئيل أخبره أنه طوى له الأرض فرأى البصرة أقرب الأرضين إلى الماء وأبعدها من السماء وفيها تسعة أعشار الشر والداء العضال المقيم فيها بذنب والخارج منها [متدارك] برحمة وقد ائتفكت بأهلها مرتين وعلى الله تمام الثالثة، وتمام الثالثة في الرجعة (10).

 الآية الأربعون: قوله تعالى في سورة الحديد: *(أعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها)*(11) الكافي عن أبي عبد الله (عليه السلام): هو العدل بعد الجور (12). في تأويل الآيات والإكمال باختلاف يسير عن أبي جعفر (عليه السلام): يعني بموتها كفر أهلها والكافر ميت فيحييها الله بالقائم (عج) فيعدل

(هامش)

1 - مختصر البصائر: 28. 2 - سورة الذاريات: 22. 3 - سورة الذاريات: 23. 4 - تفسير القمي: 2 / 330. 5 - سورة الطور: 47. 6 - تفسير القمي: 2 / 170. 7 - سورة النجم: 53. 8 - في المصدر: فهربتم. 9 - في البحار دقاق، وفي المصدر: رقاق. 10 - تفسير القمي: 2 / 339 والمؤتفكات: الرياح تختلف مهابها، ورغام البعير: صوت، وزعاق: مالح. 11 - سورة الحديد: 17. 12 - الكافي: 8 / 267 ح 390. (*)

ص 310

فيها فتحيا الأرض ويحيا أهلها بعد موتهم (1).

 الآية الحادية والأربعون: قوله تعالى في سورة الممتحنة: *(يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور)*(2) في الدمعة عن تفسير كنز الدقائق في الآية *(قوما غضب الله)* يعني عامة الكفار وقيل اليهود، لأنها نزلت في بعض فقراء المسلمين كانوا يواصلون اليهود بأخبار المسلمين ليصيبوا من ثمارهم *(قد يئسوا من الآخرة)* لكفرهم بها أو لعلمهم بأن لا حظ لهم فيها الرسول المنعوت في التوراة المؤيد بالآيات *(كما يئس الكفار من أصحاب القبور)* أن يبعثوا ويثابوا وينالهم خير منهم، وعلى الأول وضع الظاهر فيه موضع الضمير للدلالة على أن الكفر آيسهم (3).

 الآية الثانية والأربعون: قوله تعالى في سورة القلم: *(وإذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم)*(4) في البحار قال: أي الثاني *(أساطير الأولين)* أي أكاذيب الأولين *(سنسمه على الخرطوم)* قال: في الرجعة إذا رجع أمير المؤمنين (عليه السلام) ويرجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه كما توسم البهائم على الخراطيم الأنف والشفتان (5).

 الآية الثالثة والأربعون: قوله تعالى: *(خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون)*(6) في تفسير البرهان وتأويل الآيات عن أبي عبد الله (عليه السلام): يعني خروج القائم (عج) (7). وهذا مما يدل على الرجعة في أيامه عليه وعلى آبائه أفضل صلوات ربه وسلامه.

 الآية الرابعة والأربعون: قوله تعالى: *(في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة)*(8) في البحار سئل أبو عبد الله عن اليوم قال: هي كرة رسول الله فيكون ملكه في كرته خمسين ألف سنة ويملك أمير المؤمنين (عليه السلام) في كرته أربعة وأربعين ألف سنة (9).

(هامش)

1 - كمال الدين: 668 ح 13 باب 58. 2 - سورة الممتحنة: 13. 3 - تفسير الصافي: 5 / 167 ومجمع البيان: 2 / 372. 4 - سورة القلم: 15 - 16. 5 - البحار: 53 / 103 ح 128. 6 - سورة المعارج: 44. 7 - تأويل الآيات: 2 / 726 ح 7 وتفسير البرهان: 4 / 386 ح 1. 8 - سورة المعارج: 4. 9 - البحار: 53 / 103 ح 130. (*)

ص 311

الآية الخامسة والأربعون: قوله تعالى في سورة الجن: *(حتى إذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا)* إلى قوله عز وجل *(رصدا)*(1) عن القمي *(حتى إذا رأوا ما يوعدون)* قال القائم وأمير المؤمنين (عليه السلام) في الرجعة *(فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا)* قال: هو قول أمير المؤمنين لزفر: والله يا بن الصهاك لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا، قال: فلما أخبرهم رسول الله ما يكون من الرجعة قالوا: متى يكون هذا؟ قال الله: قل يا محمد *(إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا)*، وقوله: *(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول)* الله *(فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا)*، قال: يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الأخبار وما يكون بعده من أخبار القائم والرجعة والقيامة (2).

 الآية السادسة والأربعون: قوله تعالى في سورة المدثر: *(قم فأنذر)*(3) في البحار قال: قيامه في الرجعة ينذر فيها (4).

 الآية السابعة والأربعون: قوله تعالى في سورة النبأ: *(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا)*(5) عن منتخب البصائر سئل أبو عبد الله عن الرجعة أحق هي؟ قال: نعم، وساق الحديث فيما يدل على رجعة الحسين كما سيأتي إن شاء الله في محله، إلى أن قال: قلت: ومعه الناس كلهم؟ قال: لا بد، كما ذكر الله تعالى في كتابه: *(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا)* قوما بعد قوم (6).

 الآية الثامنة والأربعون: قوله تعالى في سورة النازعات: *(تلك إذا كرة خاسرة فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة)*(7) في تفسير البرهان وعن منتخب البصائر قيل لأبي عبد

(هامش)

1 - سورة الجن: 24 - 27. 2 - تفسير القمي: 2 / 391. 3 - سورة المدثر: 2. 4 - تفسير القمي: 2 / 393. - سورة النبأ: 18. 6 - مختصر البصائر: 48. 7 - سورة النازعات: 12 - 14. (*)

ص 312

الله (عليه السلام): ما تقول في الكرة قال: أقول فيها ما قال الله عز وجل وذلك أن تفسيرها صار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة، قول الله عز وجل: *(تلك إذا كرة خاسرة)* إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا دخولهم فقيل له: يقول الله عز وجل: *(فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة)* أي شيء أراد بهذا؟ فقال: إذا انتقم منهم وماتت الأبدان بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت (1).

 الآية التاسعة والأربعون: قوله تعالى في سورة عبس: *(قتل الإنسان ما أكفره)*(2) قال: هو أمير المؤمنين قال: ما أكفره أي ماذا فعل وأذنب حتى قتلوه، ثم قال: *(من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره)* قال: يسر له طريق الخير *(ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره)* قال: في الرجعة *(كلا لما يقض ما أمره)*(3) أي لم يقض أمره ما قد أمره وسيرجع حتى يقضي ما أمره (4).

 الآية الخمسون: قوله تعالى في سورة الطارق: *(إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين أمهلهم رويدا)*(5) عن القمي عن أبي بصير في قوله: *(فما له من قوة ولا ناصر)*، قال: ما له قوة يقوى بها على خالقه ولا ناصر من الله ينصره إن أراد به سوءا، قلت: إنهم يكيدون كيدا قال: كادوا رسول الله وكادوا عليا وكادوا فاطمة فقال الله: يا محمد إنهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا فمهل الكافرين يا محمد أمهلهم رويدا لو قد بعث القائم فينتقم لي من الجبارين والطواغيت من قريش وبني أمية وسائر الناس (6).

 الآية الحادية والخمسون: قوله تعالى في سورة الشمس: *(كذبت ثمود بطغواها)* إلى قوله عز وجل: *(فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ولا يخاف عقبيها)*(7) عن تأويل الآيات عن أبي عبد الله (عليه السلام) في خبر في قوله عز وجل: *(كذبت ثمود بطغواها)* قال: ثمود رهط من الشيعة قال الله سبحانه: *(وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمي على الهدى فأخذتهم صاعقة العذاب

(هامش)

1 - مختصر البصائر: 28. 2 - سورة عبس: 17. 3 - سورة عبس: 18 - 23. 4 - تفسير القمي: 2 / 405. 5 - سورة الطارق: 15 - 17. 6 - تفسير القمي: 2 / 416. 7 - سورة الشمس: 11 - 15. (*)

ص 313

الهون)*(1) وهو السيف إذا قام القائم وقوله: *(فقال لهم رسول الله)* وهو النبي *(ناقة الله وسقيها)* قال: الناقة الإمام الذي فهم عن الله وفهمهم عن الله وسقيها أي عند سقي القلم: *(فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها)* قال: في الرجعة *(ولا يخاف عقبيها)*(2) قال: لا يخاف من مثلها إذا رجع. ذكر في توجيه الخبر، ثمود رهط من الشيعة وهم البلد الخبيث الذي لا يخرج نباته إلا نكدا وهم الزيدية وما في فرق الشيعة، وقوله ناقة الله يعني أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) من بعده. وقد جاء في الزيارة الجامعة أنهم الناقة المرسلة وقوله: فكذبوه أي رسول الله فعقروها أي الناقة يعني قتلوا أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة بالسيف والسهم فدمدم عليهم ربهم أي أهلكهم بعذاب الاستيصال في الدنيا والآخرة (3).

 الآية الثالثة والخمسون: قوله تعالى في سورة التكاثر *(كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون)*(4) عن تأويل الآيات عن أبي عبد الله (عليه السلام) قوله عز وجل: *(كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون)* يعني مرة في الكرة ومرة أخرى يوم القيامة (5).

(هامش)

1 - سورة فصلت: 17. 2 - سورة الشمس: 13 - 15. 3 - تأويل الآيات: 2 / 805 ح 2. 4 - سورة التكاثر: 3 - 4. 5 - تأويل الآيات: 2 / 850 والبرهان: 4 / 501 ح 2. (*)

ص 314

 

في الأخبار الواردة في خصوص رجعة الأئمة (عليهم السلام)

 الفرع الرابع
 في الأخبار الواردة في خصوص رجعة الأئمة

 في البحار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لعلي في الأرض كرة مع الحسين ابنه صلوات الله عليهما، يقبل برايته حتى ينتقم له من بني أمية ومعاوية وآل معاوية ومن شهد حربه ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا ومن سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهم بصفين مثل المرة الأولى فيقتلهم (1) ولا يبقى منهم مخبرا ثم يبعثهم الله عز وجل فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون وآل فرعون، ثم كرة أخرى مع رسول الله حتى يكون خليفة في الأرض وتكون الأئمة عماله وحتى يبعثه الله علانية فتكون عبادته علانية في الأرض كما عبد الله سرا ثم قال: إي والله وأضعاف ذلك ثم عقد بيده أضعافا يعطي الله نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله (2) الناس إلى يوم يفنيها حتى ينجز له موعوده في كتابه كما قال: *(ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)*(3). (4) (وفيه) قال الصادق (عليه السلام): ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ويستحل متعتنا (5). وفي زيارة الجامعة المنسوبة إلى أبي الحسن الثالث: وجعلني ممن يقتص آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم. وفي زيارة الوداع: ومكنني في دولتكم وأحياني في رجعتكم. وعن الصادق (عليه السلام) في زيارة الأربعين: وأشهد أني بكم

(هامش)

1 - في بعض النسخ: حتى يقتلهم. 2 - في بعض النسخ: الدنيا. 3 - سورة التوبة: 33. 4 - مختصر البصائر: 29، والبحار: 53 / 74 ح 75. 5 - من لا يحضره الفقيه: 3 / 458 ح 4583. (*)

ص 315

مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي (1). في الكافي والبحار عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: *(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين)*(2) قتل علي بن أبي طالب (عليه السلام) وطعن الحسن، *(ولتعلن علوا كبيرا)* قتل الحسين (عليه السلام)، *(فإذا جاء وعد أوليهما)* إذا جاء نصر دم الحسين (عليه السلام)*(بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار)* قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه *(وكان وعدا مفعولا)* خروج القائم *(ثم رددنا لكم الكرة عليهم)* خروج الحسين (عليه السلام) في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهبة لكل بيضة وجهان، المؤدون إلى الناس أن هذا الحسين قد خرج حتى لا يشك المؤمنون فيه وأنه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حضرته الحسين بن علي (عليهما السلام) ولا يلي الوصي إلا وصي، وعن الصادق (عليه السلام) برواية صفوان في زيارة مولانا الحسين (عليه السلام) المعروفة بالوارث: وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله إني بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي (3). وأيضا في زيارة العباس (عليه السلام): إني بكم وبإيابكم من الموقنين، وفي الزيارة الرجبية عن الناحية المقدسة: ويرجعني من حضرتكم خير مرجع إلى جناب ممرع وخفض عيش موسع ودعة ومهل إلى حين الأجل وخير مصير ومحل في النعيم الأزل والعيش المقتبل ودوام الأكل وشرب الرحيق والسلسبيل وعل ونهل لا سأم منه ولا ملل ورحمة الله وبركاته وتحياته حتى العود إلى حضرتكم والفوز في كرتكم (4). والدعاء الوارد في يوم تولد الحسين (عليه السلام) عن أبي القاسم بن العلا وكيل أبي محمد (عليه السلام) إلى قوله: وسيد الأسرة، الممدود بالنصرة يوم الكرة، المعوض من قتله إن الأئمة من نسله والشفاء في تربته والفوز معه في أوبته والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبار ويكونوا خير أنصار إلى قوله: فنحن عائذون بقبره نشهد

(هامش)

1 - عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 308. 2 - سورة الإسراء: 4. 3 - مزار المشهدي: 516. 4 - إقبال الأعمال: 3 / 184. (*)

ص 316

تربته وننتظر أوبته آمين رب العالمين. وفي زيارة القائم (عج) في السرداب: ووفقني يا رب للقيام بطاعته والمثوبة في خدمته والمكث في دولته واجتناب معصيته فإن توفيتني اللهم قبل ذلك فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته ويملك في دولته ويتمكن في أيامه ويستظل تحت أعلامه ويحشر في زمرته وتقر عينه برؤيته. وفي زيارة أخرى له: وإن أدركني الموت قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد وأن يجعل لي كرة في ظهورك ورجعة في أيامك لأبلغ من طاعتك مرادي وأشفي من أعدائك فؤادي. وفي زيارة أخرى: اللهم أرنا وجه وليك الميمون في حياتنا وبعد المنون، اللهم إني أدين لك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة (1). (وفيه) عن الصادق (عليه السلام) في زيارة النبي والأئمة من بعيد فليقل وساق الزيارة إلى قوله: إني من القائلين بفضلكم مقر برجعتكم لا أنكر لله قدرة ولا أزعم إلا ما شاء الله (2). (وفيه) عن أبي عبد الله: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أنا الفاروق الأكبر وصاحب الميسم وأنا صاحب النشر الأول والنشر الآخر وصاحب الكرات ودولة الدول وعلى يدي يتم موعد الله وتكمل كلمته وبي يكمل الدين... إلى آخر كلامه (عليه السلام). وفي زيارة الحسين المروية عن أبي حمزة عن الصادق (عليه السلام): ونصرتي لكم معدة حتى يحييكم الله بدينه ويبعثكم وأشهد أنكم الحجة وبكم ترجى الرحمة فمعكم معكم لا مع عدوكم إني بكم من المؤمنين ولا أنكر لله قدرة ولا أكذب منه بمشية، ثم قال: اللهم صل على أمير المؤمنين عبدك وأخي رسولك إلى أن قال: اللهم أتمم به كلماتك وأنجز به وعدك وأهلك به عدوك واكتبنا في أوليائه وأحبائه، اللهم اجعلنا شيعته وأنصارا وأعوانا على طاعتك وطاعة رسولك وما وكلت به واستخلفته عليه يا رب العالمين. وعن أبي عبد الله (عليه السلام): إذا أتيت عند قبر الحسين ويجزيك عند قبر كل إمام وساق [الزيارة] إلى قوله: اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك وابعثه مقاما محمودا تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك فإنك وعدته وأنت الرب الذي لا تخلف الميعاد (3). وفي دعاء يوم دحو الأرض:

(هامش)

1 - الكافي: 8 / 206 ح 250 والبحار 2 - جمال الأسبوع 154، والبحار: 53 / 97 ح 112. 3 - كامل الزيارات: 526. (*)

ص 317

وابعثنا في كرته حتى نكون في زمانه من أعوانه (1). وفي تفسير *(قتل الإنسان ما أكفره)*(2) قال: هو أمير المؤمنين قال ما أكفره أي ماذا فعل وأذنب حتى قتلوه (3). إلى آخر ما ذكرنا في الآية التاسعة والأربعين المؤولة بالرجعة المطلقة قبيل هذا (4). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقد أعطيت الست: علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وإني لصاحب الكرات ودولة الدول وإني لصاحب العصا والميسم والدابة التي تكلم الناس (5). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): والله لا تذهب الأيام والليالي حتى يحيي الله الموتى ويميت الأحياء ويرد الحق إلى أهله ويقيم دينه الذي ارتضاه لنفسه. إلى آخر الحديث (6). (وفيه) في تفسير القمي: إن للذين ظلموا آل محمد حقهم عذابا دون ذلك قال: عذاب الرجعة بالسيف. وفي تفسير *(إذا تتلى عليه آياتنا قال)* أي الثاني *(أساطير الأولين سنسمه على الخرطوم)*(7) كما ذكرنا آنفا (8). (وفيه) عن أحمد بن عقبة عن أبيه عن أبي عبد الله سئل عن الرجعة أحق هي؟ قال: نعم، فقيل له: من أول من يخرج؟ قال: الحسين يخرج عن أثر القائم، قلت: ومعه الناس كلهم؟ قال: لا، بل كما ذكر الله في كتابه *(يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا)*(9) قوم بعد قوم، وعنه: ويقبل الحسين (عليه السلام) في أصحابه الذين قتلوا معه ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسى بن عمران فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته (10).

(هامش)

1 - البحار: 53 / 98 - 99 ح 118. 2 - سورة عبس: 17. 3 - تفسير القمي: 2 / 405. 4 - مختصر البصائر: 48. 5 - بصائر الدرجات: 220، والبحار: 25 / 354 ح 3. 6 - تهذيب الأحكام: 4 / 97 ح 274. 7 - سورة القلم: 14 - 16. 8 - مختصر البصائر: 46 وتفسير القمي: 2 / 170. 9 - سورة النبأ: 18. 10 - مختصر البصائر: 48. (*)

ص 318

(وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): والله ليملكن منا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا، قلت: متى يكون ذلك؟ قال: بعد القائم، قلت: وكم يقوم القائم في عالمه؟ قال: تسع عشرة سنة ثم يخرج المنتصر إلى الدنيا وهو الحسين (عليه السلام) فيطلب بدمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يخرج السفاح وهو أمير المؤمنين (1). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى أمير المؤمنين (عليه السلام) (2). (وفيه) عن أبي جعفر (عليه السلام): إذا ظهر القائم ودخل الكوفة بعث الله تعالى من ظهر الكوفة سبعين ألف صديق فيكونون في النصارة (3). (طريفة) كانت لمؤمن الطاق مع أبي حنيفة حكايات كثيرة فمنها أنه قال له يوما: يا أبا جعفر تقول بالرجعة؟ فقال: نعم، فقال له: أقرضني من كيسك هذا خمسمائة دينار وإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك فقال له في الحال: أريد ضمينا يضمن لك أنك تعود إنسانا وأني أخاف أن تعود قردا فلا أتمكن من استرجاع ما أخذت (4). وفي البحار عن محمد بن مسلم قال: سمعت حمران بن أعين وأبا الخطاب سمعا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أول من ينشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا الحسين بن علي (عليهما السلام) وأن الرجعة ليست بعامة وهي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضا أو محض الشرك محضا (5). (وفيه) عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن إبليس قال: أنظرني إلى يوم يبعثون فأبى الله ذلك عليه فقال: إنك من المنذرين إلى يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين، فقلت: وإنها لكرات؟ قال: نعم إنها لكرات وكرات ما من إمام في قرن إلا ويكر معه البر والفاجر في دهره حتى

(هامش)

1 - مختصر البصائر: 49 وغيبة النعماني: 332. 2 - مختصر البصائر: 47. 3 - البحار: 52 / 390 ح 212 عن غيبة السيد علي. 4 - فهرست النجاشي: 53 / 107. 5 - تصحيح الاعتقاد: 215. (*)

ص 319

يديل الله المؤمن الكافر فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين (عليه السلام) في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه، يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له الروحا قريب من كوفتكم فيقتتلون قتالا لم يقتل مثله منذ خلق الله عز وجل العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين (عليه السلام) قد رجعوا إلى خلفهم القهقهرى مائة قدم، وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات فعند ذلك يهبط الجبار عز وجل (1) في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر برسول الله أمامه بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس يرجع القهقرى ناكصا على عقبيه فيقول له أصحابه: أين تريد وقد ظفرت؟ فيقول: إني أرى ما لا ترون أني أخاف الله رب العالمين، فيلحقه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عز وجل ولا يشرك به شيئا ويملك أمير المؤمنين (عليه السلام) أربعا وأربعين ألف سنة حتى يلد الرجل من شيعة علي ألف ولد من صلبه ذكرا، وعند ذلك تظهر الجنتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله تعالى (2). في البحار عن الباقر (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته فبنا احتج على خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف نعبده ونقدسه ونسبحه وذلك قبل أن يخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدقا لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه يعني لتؤمنن بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولتنصرن وصيه وسينصرونه جميعا وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهدت بين يديه وقتلت عدوه ووفيت الله بما أخذ علي من الميثاق والنصرة لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله إليه وسوف ينصرونني ويكون لي ما بين مشرقها إلى

(هامش)

1 - هبوط الجبار تعالى كناية عن نزول آيات عذابه كما في البحار. 2 - مختصر البصائر: 27، والبحار: 53 / 42 ح 12. (*)

ص 320

مغربها وليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كل نبي مرسل يضربون بين يدي بالسيف الأموات والأحياء والثقلين جميعا، فيا عجبا وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله، قد تخللوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتى ينجزهم الله ما وعدهم في قوله عز وجل: *(وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا)*(1) أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحدا في عبادي، ليس عندهم تقية، وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة وأنا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات وأنا قرن من حديد وأنا عبد الله وأخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أمين الله وخازنه وعيبة سره وحجابه ووجهه وصراطه وميزانه وأنا الحاشر إلى الله وأنا كلمته التي يجمع بها المفترق ويفرق بها المجتمع وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا وآياته الكبرى وأنا صاحب الجنة والنار، أسكن أهل الجنة الجنة وأسكن أهل النار النار وإلي تزويج أهل الجنة وإلي عذاب أهل النار وإلي إياب الخلق جميعا وأنا الإياب الذي يؤوب إليه كل شيء بعد القضاء وإلي حساب الخلق جميعا... إلى آخر الخطبة (2). وفيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد أسرى بي ربي عز وجل فأوحى إلي من وراء حجاب ما أوحى وكلمني بما كلم به وكان مما كلمني به أن قال: يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم. إني أنا الله لا إله إلا أنا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. إني أنا الله لا إله إلا أنا الخالق الباري المصور له الأسماء الحسنى يسبح له من في السماوات والأرض وأنا العزيز الحكيم. يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول فلا شيء قبلي وأنا الآخر فلا شيء بعدي وأنا الظاهر فلا شيء فوقي وأنا الباطن فلا شيء دوني وأنا الله لا إله إلا أنا بكل شيء عليم. يا محمد علي أول ما أخذ ميثاقه من الأئمة: يا محمد علي آخر من أقبض روحه من الأئمة

(هامش)

1 - سورة النور: 55. 2 - مختصر البصائر: 34، والبحار: 53: 47 ح 20. (*)

ص 321

وهو الدابة التي تكلمهم، يا محمد علي أظهره على جميع ما أوحيه إليك ليس لك أن تكتم منه شيئا. يا محمد ابطنه الذي أسررته إليك فليس ما بيني سر دونه. يا محمد علي على ما خلقت من حلال وحرام، علي عليم به (1). (وفيه) بإسناده إلى حمران بن أعين: الدنيا مائة ألف سنة، لسائر الناس عشرون ألف سنة ولآل محمد ثمانون ألف سنة (2). (وفيه) عن مفضل عن أبي عبد الله (عليه السلام): بسرير من نور قد وضع وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر وكأني بالحسين جاث على ذلك السرير وحوله تسعون ألف قبة خضراء وكأني بالمؤمنين يزورونه ويسلمون عليه فيقول الله عز وجل: أوليائي سلوني فطال ما أوذيتم وذللتم واضطهدتم فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنة، فهذه والله الكرامة [التي لا انقضاء لها ولا يدرك منتهاها] (3). ولا يخفى أن سؤال الحوائج يدل على أن هذا في الرجعة إذ هي لا تسأل في الآخرة (4). (زهرة) قد ذكرنا في أول الكتاب في الغصن الأول في باب أن الأرض لا تخلو من إمام عن أبي عبد الله (عليه السلام): لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام. وعن أبي جعفر (عليه السلام): لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد عذابه (5). وحديث قيام القائم بعد المهدي بأربعين يوما ونظير هذه الأخبار كثيرة. (إن قيل:) ما التوفيق بين هذه الأخبار وأخبار رجعة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسائر الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين؟ (قلنا:) روي عن أبي حمزة عن أبي بصير قلت للصادق (عليه السلام): يا بن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم اثنا عشر إماما فقال: قد قال: اثنا عشر مهديا ولم يقل: اثنا

(هامش)

1 - مختصر البصائر: 36 ومدينة المعاجز: 5 / 45. 2 - مختصر البصائر: 212، والبحار: 53 / 116 ح 138. 3 - كامل الزيارات: 259 ح 390 باب 50 وما بين المعكوفين منه. 4 - البحار: 53 / 116 ح 140. 5 - كمال الدين: 118 ط. القديمة وأصول الكافي: 1 / 180 ح 3. (*)

ص 322

عشر إماما (1). وفي رواية بعد المهدي يرجع الخلفاء الاثنا عشر وظهور القيامة بعد المهدي بعد رجوعه في الدنيا في المرة الثانية (2). وفي العوالم عن تفسير العياشي عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: والله ليملكن رجل منا أهل البيت الأرض بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا قال: قلت: فمتى ذلك؟ قال: بعد موت القائم، قال: قلت: وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت؟ قال: تسع عشرة سنة من يوم قيامه إلى موته، قال: قلت: فيكون بعد موته هرج؟ قال: نعم، خمسين سنة، قال: ثم يخرج المنصور إلى الدنيا فيطلب دمه ودم أصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال: لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس كل هذا القتل، فيجتمع الناس عليه أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئونه إلى حرم الله فإذا اشتد البلاء عليه مات المنتصر وخرج السفاح إلى الدنيا غضبا للمنتصر فيقتل كل عدو لنا يا جابر ويملك الأرض كلها ويصلح الله له أمره ويعيش ثلاثمائة سنة ويزداد تسعا، قال جابر: هل تدري من المنتصر والسفاح؟ يا جابر المنتصر الحسين (عليه السلام) والسفاح أمير المؤمنين (عليه السلام) (3). (زهرة أخرى) عن السيد ابن طاووس (رحمه الله) في الطرائف عن مسلم في صحيحه سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تركوها كلها، ثم ذكر مسلم في صحيحه بإسناده إلى محمد بن عمر الرازي قال: سمعت حريز يقول: لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم أكتب عنه لأنه كان يؤمن بالرجعة (4). انظر رحمك الله كيف حرموا أنفسهم الانتفاع برواية سبعين ألف حديث عن نبيهم برواية أبي جعفر (عليه السلام) الذي هو من أعيان أهل بيته الذين أمرهم بالتمسك بهم. ثم وإن أكثر المسلمين أو كلهم قد رووا إحياء الأموات في الدنيا وحديث إحياء الله الأموات في القبور للمسألة وروايتهم عن أصحاب الكهف، وهذا كتابهم يتضمن *(ألم تر إلى الذين خرجوا من

(هامش)

1 - كمال الدين: 358 ح 56 ط. جامعة المدرسين. 2 - راجع معجم أحاديث الإمام المهدي: 2 / 245 وما بعدها. 3 - تفسير العياشي: 2 / 326. 4 - الطرائف: 1 / 275 ط. الأعلمي بتحقيقنا وصحيح مسلم بشرح النووي: 1 / 60 ح 52. (*)

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب