الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب

ص 151

بين عباده وجعله أفضل أهل زمانه، ولم يهتدوا إلى سر يقع إلا إمام العلوم باب مدينة المعصوم، وحللنا نزرا يسيرا في شق الجيب فيما يتعلق بالمهدي (عج) وخروجه: أخرج يا إمام تعطل الإسلام إن الذي فرض عليك لرادك إلى معاد. إذا دار الزمان على حروف * ببسم الله فالمهدي قاما ويخرج بالحطيم عقيب صوم * ألا فاقرأه من عندي السلاما (1) لما انجر الكلام بذكر الشيخ العارف الكامل محي الدين ناسب ذكر بعض كلماته (في الفتوحات المكية) وهو هذا: إن لله خليفة يخرج من عترة رسول الله من ولد فاطمة يواطي اسمه اسم رسول الله، جده الحسين بن علي (عليهما السلام) يبايع بين الركن والمقام يشبه برسول الله في الخلق - بفتح الخاء - وينزل عنه في الخلق - بضم الخاء - أسعد الناس به أهل الكوفة يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يضع الجزية على الكفار ويدعو إلى الله بالسيف ويرفع المذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد لما يرونه يحكم بخلاف ما ذهب إليه أئمتهم فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه يفرح به عامة المسلمين أكثر من خواصهم يبايعه العارفون من أهل الحقائق عن شهود وكشف بتعريف إلهي، له رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه ولولا أن السيف بيده لأفتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطمعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير إيمان ويضمرون خلافه ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهب أئمتهم إنه على ضلال في ذلك لأنهم يعتقدون أن أهل الاجتهاد وزمانه قد انقطع وما بقي مجتهد في العالم وأن الله لا يوجد بعد أئمتهم أحدا له درجة الاجتهاد، وأما من يدعي التعريف الإلهي بالأحكام الشرعية فهو عندهم مجنون فاسد الخيال، انتهى. (2) فانظر بعين الإنصاف قوله: لله خليفة، وقوله: أسعد الناس به أهل المعرفة، وقوله: أعداؤه مقلدة العلماء أهل الاجتهاد، وقوله: لأنهم يعتقدون أن أهل الاجتهاد وزمانه قد انقطع. وفي الينابيع عن الشيخ الجليل اليماني:

(هامش)

1 - ينابيع المودة: 3 / 221 ط. دار الأسوة، وفيض القدير: 6 / 361 ح 9242. 2 - الفتوحات المكية: 3 / 419 باب 366 ط. بولاق - مصر. (*)

ص 152

وفي يمن أمن يكون لأهلها * إلى أن ترى نور الهداية مقبلا بميم مجيد من سلالة حيدر * ومن آل بيت طاهرين بمن علا يسمى بالمهدي من الحق ظاهر * بسنة خير الخلق يحكم أولا وقال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامي: ويظهر ميم المجد من آل أحمد * ويظهر عدل الله في الناس أولا كما قد روينا من علي الرضا * وفي كنز علم الحرف أضحى محصلا (1) وعنه أيضا: ويخرج حرف الميم من بعد شينه * بمكة نحو البيت بالنصر قد علا فهذا هو المهدي بالحق ظاهر * سيأتي من الرحمن للحق مرسلا ويملأ كل الأرض بالعدل رحمة * ويمحو ظلام الشرك والجور أولا ولايته بالأمر من عند ربه * خليفة خير الرسل من عالم العلا (2) وعن الشيخ محي الدين في كتابه المسمى عنقاء المغرب: فعند فنا خاء الزمان ودالها * على فاء مدلول الكرور يقوم مع السبعة الأعلام والناس غفل * عليم بتدبير الأمور حكيم فأشخاصه خمس وخمس وخمسة * عليهم ترى أمر الوجود يقوم ومن قال إن الأربعين نهاية * لهم فهو قول يرتضيه كليم وإن شئت أخبر عن ثمان ولا تزد * طريقهم فرد إليه قويم فسبعتهم في الأرض لا يجهلونها * وثامنهم عند النجوم لزيم وعن الشيخ صدر الدين القونوي في شأنه وعلامة ظهوره: يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا * على رغم شيطانين بالمحق للكفر يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه * ويمتد من ميم بأحكامها يدري ومدته ميقات موسى وجنده * خيار الورى في الوقت يخلو عن الحصر على يده محق اللئام جميعهم * بسيف قوي المتن علك أن تدري

(هامش)

1 - ينابيع المودة: 3 / 337 ط. دار الأسوة. 2 - المصدر السابق. (*)

ص 153

حقيقة ذاك السيف والقائم الذي * تعين للدين القويم على الأمر لعمري هو الفرد الذي بان سره * بكل زمان في مطاه يسري تسمى بأسماء المراتب كلها * خفاء وإعلانا كذاك إلى الحشر أليس هو النور الأتم حقيقة * ونقطة ميم منه إمدادها يجري يفيض على الأكوان ما قد أفاضه * عليه إله العرش في أزل الدهر فما ثم إلا الميم لا شيء غيره * وذو العين من نوابه مفرد العصر هو الروح فأعلمه وخذ عهده إذا * بلغت إلى مد مديد من العمر كأنك بالمذكور تصعد راقيا * إلى ذروة المجد الأثيل على القدر وما قدره إلا ألوف بحكمة * إلى حد مرسوم الشريعة بالأمر بنا قال أهل الحل والعقد واكتفى * بنصهم المثبوت في صحف الزبر فإن تبغ ميقات الظهور فإنه * يكون بدور جامع مطلع الفجر بشمس تمد الكل من ضوء نورها * وجمع دراري الأوج فيها مع البدر وصل على المختار من آل هاشم * محمد المبعوث بالنهي والأمر عليه صلاة الله ما لاح بارق * وما أشرقت شمس الغزالة في الظهر وآل وأصحاب أولي الجود والتقى * صلاة وتسليما يدومان للحشر (1) وعن أبو هلال المصري أستاذ محي الدين: إذا حكم النصارى في الفروج * وغالوا في البغال وفي السروج وذلت دولة الإسلام طرا * وصار الحكم في أيدي العلوج فقل للأعور الدجال هذا * زمانك إن عزمت على الخروج عن محبوب القلوب قطب الدين الأشكوري عن سعد الدين الحموي بيتا بالعربي يشعر بزمان قيام القائم (عج) الملك الخفي الجلي بالرمز العددي وهو هذا: إذا بلغ الزمان عقيب صوم * ببسم الله فالمهدي قاما اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه.

(هامش)

1 - ينابيع المودة: 3 / 338 بتفاوت. (*)

ص 154

ونقل أيضا عن الشيخ محي الدين في العلائم: لا بد للروم مما ينزل حلبا * مدججين بأعلام وأبواق والترك تحشر من نصيبين (1) من حلب * يأتوا كراديس في جمع وأفراق كم من قتيل يرى في الترب منجدلا * في رمستين بدا كالماء مهراق ولا تزال جيوش الترك سائرة * حتى تحل بأرض القدس عن ساق والترك يستنجد المصري حين يرى * في جحفل الروم غدرا بعد ميثاق ويخرج الروم في جيش لهم جلب * إلى اللقاء بأرقال وأعتاق وتخرب الشام حتى لا انجبار لها * من روم أو روس وإفرنج وبطراق وتنشر الراية الصفراء في حلب * من كف قيل يقول الحق مصداق يا وقعة لملوك الأرض أجمعها * روم وروس وإفرنج وبطراق ويل الأعاجم من ويل يحل بهم * من واد وخل [و] من روس وأعناق يأخذهم السيف من أرض الجبال فلا * يبقى ببغداد منهم فارس باق وتملك الكرد بغدادا وساحتها * إلى خريسان من شرق لاعراق وتشرب الشاة والسرحان ماءهما * بالأمن من غير إرجاف وإفراق وتأتي الصيحة العظمى فلا أحد * ينجو ولا من حكمه باق والله أعلم بعد ذلك ماذا يكون ويبقى * ذو الوجود الواحد الباقي (2) زهرة: في الصراط المستقيم: وجد كتاب بخط الكمال العلوي النيسابوري في خزانة أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه وصية لابنه محمد بن الحنفية، وهذا الكتاب تأليف الشيخ زين أبي محمد علي بن محمد بن يونس العاملي الفنفجوري النباطي البياضي: بني إذا ما جاشت الترك فانتظر * ولاية مهدي يقوم ويعدل وذل ملوك الأرض من آل هاشم * وبويع منهم من يلذ ويهزل صبي من الصبيان لا رأي عنده * ولا عنده جل ولا هو يعقل فثم يقوم القائم الحق منكم * وبالحق يأتيكم وبالحق يعمل

(هامش)

1 - مدينة بين الموصل والشام (المعجم: 5 / 288). 2 - (*)

ص 155

سمي نبي الله نفسي فداؤه * فلا تخذلوه يا بني وعجلوا (1) أقول: هذه الأشعار أيضا في الديوان المنسوب إليه مذكور، وكذا في خطبته (عليه السلام) المعروفة بخطبة البيان التي تذكر بعيد هذا.

(هامش)

1 - الصراط المستقيم: 2 / 264. (*)

ص 156

الفرع الرابع
وهو فرع الرياحين في خطب علي (عليه السلام) في علامات الظهور وحديث مفضل بن عمر في علامات الظهور والرجعة

 وهو مشتمل على رياحين

 الريحان الأول:
 في الخطبة التي خطبها في البصرة المعروفة بخطبة البيان

ولما كانت نسختها مختلفة ذكرنا نسختين منها نسخة ذكر فيها أصحاب القائم ونسخة ذكر فيها أصحاب الولاة منسوبة منه إلى البلاد. النسخة الأولى: في نسخة حدثنا محمد بن أحمد الأنباري قال: حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قاضي الري قال: حدثنا طوق بن مالك عن أبيه عن جده عن عبد الله بن مسعود رفعه إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام): لما تولى الخلافة بعد الثلاثة أتى إلى البصرة فرقى جامعها وخطب الناس خطبة تذهل منها العقول وتقشعر منها الجلود، فلما سمعوا منه ذلك أكثروا البكاء والنحيب وعلا الصراخ، قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أسر إليه السر الخفي الذي بينه وبين الله عز وجل فلأجل ذلك انتقل النور الذي كان في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى وجه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: ومات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي أوصى فيه لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان قد أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يخطب الناس خطبة البيان فيها علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة قال: فأقام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صابرا على ظلم الأمة إلى أن قرب أجله وحان وصاية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالخطبة التي تسمى خطبة البيان فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالبصرة ورقى المنبر وهي آخر خطبة خطبها فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أيها الناس أنا وحبيبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كهاتين وأشار بسبابته والوسطى ولولا آية

ص 157

في كتاب الله لنبأتكم بما في السماوات والأرض وما في قعر هذا فما يخفى علي منه شيء ولا تعزب كلمة منه وما أوحي إلي بل هو علم علمنيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لقد أسر لي ألف مسألة في كل مسألة ألف باب وفي كل باب ألف نوع، فاسألوني قبل أن تفقدوني، اسألوني عما دون العرش أخبركم ولولا أن يقول قائلكم: إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) ساحر كما قيل في ابن عمي، لأخبرتكم بمواضع أحلامكم وبما في غوامض الخزائن (المسائل) ولأخبرتكم بما في قرار الأرض (1). وهذه هي خطبته التي خطب وهي خطبة البيان: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السماوات وفاطرها وساطح المدحيات وقادرها ومؤيد الجبال وساغرها (2) ومفجر العيون وباقرها ومرسل الرياح وزاجرها وناهي القواصف وآمرها ومزين السماء وزاهرها ومدبر الأفلاك ومسيرها ومظهر البدور ونائرها ومسخر السحاب وماطرها ومقسم المنازل ومقدرها [و] مدلج الحنادس (3) وعاكرها ومحدث الأجسام وقاهرها ومنشئ السحاب ومسخرها ومكور الدهور ومكررها ومورد الأمور ومصدرها وضامن الأرزاق ومدبرها ومنشئ الرفات (4) ومنشرها. أحمده على آلائه وتوافرها وأشكره على نعمائه وتواترها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يؤدي الإسلام ذاكرها ويؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها، وأشهد أن محمدا عبده الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها أرسله إلى أمة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها (5) واغتلطس بضلالة دعاة الصلبان ماهرها وفخر بعمل الشيطان فاخرها وهداها عن لسان قول العصيان طائرها وألم بزخرف الجهالات والضلالات سوء ماكرها فأبلغ رسول الله في النصيحة وساحرها ومحا بالقرآن دعوة الشيطان ودامرها وأرغم معاطس (6) جهال العرب وأكابرها حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق ثامرها (7) واستقامت به دعوة العليا وطابت عناصرها، أيها الناس سار المثل وحقق العمل وكثر الوجل وقرب الأجل

(هامش)

1 - بتفاوت في الآمان: 68، ومن لا يحضره الفقيه باختصار: 4 / 175 ح 5402. 2 - السغر: النفي (لسان العرب: 4 / 740) وفي المصدر: قافرها. 3 - الحنادس: الليالي المظلمة. 4 - الرفات: العظام البالية المتفرقة. 5 - في المصدر: شاعرها. 6 - المعس: الأنف (كتاب العين: 1 / 319). 7 - الثامر: كل شيء خرج ثمره (لسان العرب: 4 / 214). (*)

ص 158

ودنا الرحيل ولم يبق من عمري إلا القليل فاسألوني قبل أن تفقدوني. أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات أنا مبين الآيات أنا سفينة النجاة أنا سر الخفيات أنا صاحب البينات أنا مفيض الفرات أنا معرب التوراة أنا المؤلف للشتات أنا مظهر المعجزات أنا مكلم الأموات أنا مفرج الكربات أنا محلل المشكلات أنا مزيل الشبهات أنا ضيغم الغزوات أنا مزيل المهمات أنا آية المختار أنا حقيقة الأسرار أنا الظاهر علي حيدر الكرار أنا الوارث علم المختار أنا مبيد الكفار أنا أبو الأئمة الأطهار أنا قمر السرطان (1) أنا شعر الزبرقان (2) أنا أسد الشرة (3) أنا سعد الزهرة أنا مشتري الكواكب أنا زحل الثواقب أنا عين الشرطين أنا عنق السبطين أنا حمل الإكليل أنا عطارد التعطيل أنا قوس العراك أنا فرقد السماك (4) أنا مريخ الفرقان أنا عيون الميزان أنا ذخيرة الشكور أنا مصحح (5) الزبور أنا مؤول التأويل أنا مصحف الإنجيل أنا فصل الخطاب أنا أم الكتاب أنا منجد البررة أنا صاحب البقرة أنا مثقل الميزان أنا صفوة آل عمران أنا علم الأعلام وأنا جملة الأنعام أنا خامس الكساء أنا تبيان النساء أنا صاحب الأعراف أنا مبيد الأسلاف أنا مدير الكرم أنا توبة (6) الندم أنا الصاد والميم أنا سر إبراهيم أنا محكم الرعد أنا سعادة الجد أنا علانية المعبود أنا مستنبط هود أنا نحلة الخليل أنا آية بني إسرائيل أنا مخاطب الكهف أنا محبوب الصحف أنا الطريق الأقوم أنا موضح مريم أنا السورة لمن تلاها أنا تذكرة آل طه أنا ولي الأصفياء أنا الظاهر مع الأنبياء أنا مكرر الفرقان أنا آلاء الرحمن أنا محكم الطواسين أنا إمام آل ياسين أنا حاء الحواميم أنا قسم الم أنا سائق الزمر أنا آية القمر أنا راقب المرصاد أنا ترجمة صاد أنا صاحب الطور أنا باطن السرور أنا عتيد قاف أنا قارع الأحقاف أنا مرتب الصافات أنا ساهم الذاريات أنا سورة الواقعة أنا العاديات والقارعة أنا نون والقلم أنا مصباح الظلم أنا مؤلف أنا مؤول القرآن أنا

(هامش)

1 - البرج المعروف. 2 - الزبرقان: ليلة خمس عشرة ليلة البدر (كتاب العين: 5 / 255). 3 - الشرة: النشاط والرغبة ومنه الحديث: لكل عابد شره (النهاية: 2 / 458). 4 - السماك الأعزل وهو الكوكب في برج الميزان وطلوعه يكون في الصبح لخمس يخلون من تشرين الأول (مجمع البحرين: 2 / 421). 5 - في نسخة: مفصح. 6 - في نسخة: تابوت. (*)

ص 159

مبين البيان أنا صاحب الأديان أنا ساقي العطشان أنا عقد الإيمان أنا قسيم الجنان أنا كيوان الإمكان أنا تبيان الامتحان أنا الأمان من النيران أنا حجة الله على الإنس والجان أنا أبو الأئمة الأطهار أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان قال: فقام إليه مالك الأشتر فقال: متى يقوم هذا القائم من ولدك يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): إذا زهق الزاهق وخفت الحقائق ولحق اللاحق وثقلت الظهور وتقاربت الأمور وحجب النشور وأرغم المالك وسلك السالك ودهش العدد وهاجت الوساوس وغيطل (1) العساعس (2) (3) وماجت الأمواج وضعف الحاج واشتد الغرام وازدلف الخصام واختلفت العرب واشتد الطلب ونكص الهرب وطلبت الديون وذرفت العيون وأغبن المغبون وشاط النشاط وحاط الهباط (4) وعجز المطاع واظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف وسجسج (5) الإنصاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وحكمت النسوان وفدحت الحوادث ونفثت النوافث وهجم الواثب واختلفت الأهواء وعظمت البلوى واشتدت الشكوى واستمرت الدعوى وقرض القارض ولمض اللامض وتلاحم الشداد ونقل الملحاد وعجت الفلاة وخجعج (6) الولاة ونضل (7) البارخ (8) وعمل الناسخ وزلزلت الأرض وعطل الفرض وكبتت الأمانة وبدت الخيانة وخشيت الصيانة واشتد الغيض وأراع الفيض وقاموا الأدعياء وقعدوا الأولياء وخبثت الأغنياء ونالوا الأشقياء ومالت الجبال وأشكل الإشكال وشيع الكربال (9) ومنع الكمال وساهم المستحيح (10) ومع الفليح وكفكف الترويح وخدخد (11) البلوع (12) وتكلكل الهلوع وفدفد المذعور (13) وندند (14)

(هامش)

1 - الغيطل: شجر ملتف، والغيطلة أصوات القوم والغيطلة اسم الظلام وتراكمه (كتاب العين: 4 / 386). 2 - في نسخة: الفسارس. 3 - من العس من يسعى في الليل (كتاب العين: 1 / 74). 4 - 5 - هو الظل الممتد. 6 - 7 - أي فضله في مرامات فغلبه. 8 - في كتاب العين: 3 / 217، البارح الرياح ما تحمل التراب في شدة الهبوب، فيكون المعنى من: ونضل البارح: غلبه على الرياح الغبار. 9 - ما تكربل به الحنطة. 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - (*)

ص 160

الديجور ونكس المنشور وعبس العبوس وكسكس (1) الهموس واجلب الناموس ودعدع (2) الشقيق وجرثم (3) الأنيق ونور الأفيق (4) وأذاد الزائد وزاد الرايد وجد الجدود ومد المدود وكد الكدود وحد الحدود ونطل (5) الطليل (6) وعلعل (7) العليل وفضل الفضيل وشتت الشتات وشمتت الشمات وكد الهرم وقضم القضم وسدم السدم وبال الزاهب (8) وذاب الذائب ونجم ثاقب وورور (9) القران واحمر الدبران (10) وسدس الشيطان وربع الزبرقان وثلث الحمل وساهم زحل وأقل العرا (11) والزخار (12) وأنبت الأقدار وكملت العشرة وسدس الزهرة وغرمت الغمرة (13) وطهرت الأفاطس وتوهم الكساكس (14) وتقدمتهم النفايس فيكدحون الجرائر ويملكون الجزائر ويحدثون كيسان ويخربون خراسان ويصرفون الحلسان (15) ويهدمون الحصون ويظهرون المصون ويقتطفون الغصون ويفتحون العراق ويحجمون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان. ثم إنه جلس على أعلى مرقاة من المنبر وقال: آه ثم آه لتعريض الشفاه وذبول الأفواه، قال (عليه السلام) فالتفت يمينا وشمالا ونظر إلى بطون العرب وساداتهم ووجوه أهل الكوفة وكبار القبائل بين يديه وهم صموت كأن على رؤوسهم الطير فتنفس الصعداء وأن كمدا وتململ حزينا وسكت هنيئة فقام إليه سويد بن نوفل وهو كالمستهزئ وهو من سادات الخوارج فقال: يا أمير المؤمنين (عليه السلام) أأنت حاضر ما ذكرت وعالم بما أخبرت؟ قال: فالتفت إليه الإمام (عليه السلام) ورمقه بعينه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته وساعته فأخرجوه من المسجد وقد تقطع إربا إربا فقال (عليه السلام): أبمثلي

(هامش)

1 - 2 - ملأ. 3 - الجرثم. 4 - الافيق: بين جوران والغور وهو الأردن (تاج العروس: 6 / 179) وقيل الجلد الذي لم يدبغ. 5 - الحوز يكال به الخمر ويستعمل في صب الماء. 6 - الطليل: الحصير. 7 - 8 - 9 - ورور: حصن باليمن. 10 - اسم نجم. 11 - نوع من الشجر (كتاب العين: 1 / 86). 12 - كثير الماء. 13 - الماء الكثير كما في النهاية: 3 / 384، والغمرة الشدة كما في اللسان. 14 - 15 - (*)

ص 161

يستهزئ المستهزئون أم علي يتعرض المتعرضون؟ أويليق لمثلي أن يتكلم بما لا يعلم ويدعي ما ليس له بحق، هلك والله المبطلون، وأيم الله لو شئت ما تركت عليها من كافر بالله ولا منافق برسوله ولا مكذب بوصيه وإنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون. قال: فقام إليه صعصعة بن صوحان وميثم وإبراهيم بن مالك الأشتر وعمر بن صالح فقالوا: يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان فإن قولك يحيي قلوبنا ويزيد في إيماننا. فقال: حبا وكرامة، ثم نهض (عليه السلام) قائما وخطب خطبة بليغة تشوق إلى الجنة ونعيمها وتحذر من النار وجحيمها، ثم قال (عليه السلام): أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: تجتمع في أمتي مائة خصلة لم تجتمع في غيرها فقامت العلماء والفضلاء يقبلون بواطن قدميه وقالوا: يا أمير المؤمنين نقسم عليك بابن عمك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل والجاهل قال: ثم إنه حمد الله وأثنى عليه وذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى عليه وقال: أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي وبما يكون إلى خروج صاحب الزمان القائم بالأمر من ذرية ولد الحسين وإلى ما يكون في آخر الزمان حتى تكونوا على حقيقة من البيان فقالوا: متى يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال (عليه السلام): إذا وقع الموت في الفقهاء وضيعت أمة محمد المصطفى الصلاة واتبعوا الشهوات وقلت الأمانات وكثرت الخيانات وشربوا القهوات واستشعروا شتم الآباء والأمهات ورفعت الصلاة من المساجد بالخصومات وجعلوها مجالس الطعامات وأكثروا من السيئات وقللوا من الحسنات وعوصرت السماوات فحينئذ تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة ويكون المطر قيظا والولد غيضا ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة وضمائر ردية من رآهم أعجبوه ومن عاملهم ظلموه، وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأنجس من الكلب وأروغ من الثعلب وأطمع من الأشعب وألزق من الجرب لا يتناهون عن منكر فعلوه إن حدثتهم كذبوك وإن أمنتهم خانوك وإن وليت عنهم اغتابوك وإن كان لك مال حسدوك وإن بخلت عنهم بغضوك وإن وضعتهم شتموك، سماعون للكذب أكالون للسحت، يستحلون الزنا والخمر والمقالات

ص 162

والطرب والغناء، والفقير بينهم ذليل حقير والمؤمن ضعيف صغير والعالم عندهم وضيع والفاسق عندهم مكرم والظالم عندهم معظم والضعيف عندهم هالك والقوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، الغنى عندهم دولة والأمانة مغنمة والزكاة مغرمة ويطيع الرجل زوجته ويعصي والديه ويجفوهما ويسعى في هلاك أخيه وترفع أصوات الفجار ويحبون الفساد والغناء والزنا ويتعاملون بالسحت والربا ويعار على العلماء ويكثر ما بينهم سفك الدماء، وقضاتهم يقبلون الرشوة وتتزوج الامرأة بالامرأة وتزف كما تزف العروس إلى زوجها وتظهر دولة الصبيان في كل مكان ويستحل الفتيان المغاني وشرب الخمر وتكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وتركب السروج الفروج، فتكون الامرأة مستولية على زوجها في جميع الأشياء، وتحج الناس ثلاثة وجوه: الأغنياء للنزهة والأوساط للتجارة والفقراء للمسألة وتبطل الأحكام وتحبط الإسلام وتظهر دولة الأشرار ويحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته والصايغ في صياغته وصاحب كل صنعة في صناعته فتقل المكاسب وتضيق المطالب وتختلف المذاهب ويكثر الفساد ويقل الرشاد فعندها تسود الضمائر ويحكم عليهم سلطان جائر وكلامهم أمر من الصبر وقلوبهم أنتن من الجيفة، فإذا كان كذلك ماتت العلماء وفسدت القلوب وكثرت الذنوب وتهجر المصاحف وتخرب المساجد وتطول الآمال وتقل الأعمال وتبنى الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظايم النازلات فعندها لو صلى أحدهم يومه وليلته فلا يكتب له منها شيء ولا تقبل صلاته لأن نيته وهو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس وكيف يحتال على المسلمين ويطلبون الرياسة للتفاخر والمظالم وتضيق على مساجدهم الأماكن ويحكم فيهم المتالف (1) ويجور بعضهم على بعض ويقتل بعضهم بعضا عداوة وبغضا ويفتخرون بشرب الخمور ويضربون في المساجد العيدان والزمر فلا ينكر عليهم أحد، وأولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر ويرعى القوم سفهاؤهم ويملك المال من لا يملكه ولا كان له بأهل لكع من أولاد اللكوع وتضع الرؤساء رؤوسا لمن لا يستحقها ويضيق الذرع ويفسد الزرع وتفشو البدع وتظهر الفتن، كلامهم فحش وعملهم وحش وفعلهم خبث

(هامش)

1 - في الصحاح: (4 / 1447) المتألف: السريع الوثب، ورجل الإق: خداع متلون (لسان العرب: 10 / 12). (*)

ص 163

وهم ظلمة غشمة وكبراؤهم بخلة عدمة وفقهاؤهم يفتون بما يشتهون وقضاتهم بما لا يعلمون يحكمون وأكثرهم بالزور يشهدون، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا، ومن علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع، والفقير مهجور ومبغوض والغني محبوب ومخصوص، ويكون الصالح فيها مدلول الشوارب، يكبرون قدر كل نمام كاذب وينكس الله منهم الرؤوس ويعمي منهم القلوب التي في الصدور أكلهم سمان الطيور والطياهيج (1) ولبسهم الخز اليماني والحرير، يستحلون الربا والشبهات ويتعارضون للشهادات، يراؤون بالأعمال، قصراء الآجال لا يمضي عندهم إلا من كان نماما، يجعلون الحلال حراما، أفعالهم منكرات وقلوبهم مختلفات، يتدارسون فيما بينهم بالباطل ولا يتناهون عن منكر فعلوه، يخاف أخيارهم أشرارهم، يتوازرون في غير ذكر الله تعالى، يهتكون فيما بينهم بالمحارم ولا يتعاطفون، بل يتدابرون، إن رأوا صالحا ردوه وإن رأوا نماما [آثما] استقبلوه ومن أساءهم يعظموه وتكثر أولاد الزنا، والآباء فرحون بما يرون من أولادهم القبيح فلا ينهونهم ولا يردونهم عنه ويرى الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها ولا يردها عنه ويأخذ ما تأتي به من كد فرجها ومن مفسد خدرها حتى لو نكحت طولا وعرضا لم تهمه ولا يسمع ما قيل فيها من الكلام الردئ، فذاك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ولا عدلا ولا عذرا فأكله حرام ومنكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام ويصلى سعيرا في يوم القيام، وفي ذلك يعلنون بشتم الآباء والأمهات وتذل السادات وتعلو الأنباط ويكثر الاختباط (2) فما أقل الأخوة في الله تعالى وتقل الدراهم الحلال وترجع الناس إلى أشر حال فعندها تدور دول الشياطين وتتواثب على أضعف المساكين وثوب الفهد إلى فريسته ويشح الغني بما في يديه ويبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل للفقير وما يحل به من الخسران والذل والهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهله وسيطلبون ما لا يحل لهم، فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل لهم بها، ألا وإن أولها الهجري القطير في [الهجري والرقطي] وآخرها السفياني والشامي وأنتم سبع طبقات فالطبقة الأولى [وفيها مزيد التقوى إلى سبعين سنة من

(هامش)

1 - نوع من الطيور. 2 - الاختباط: طلب المعروف والكسب (لسان العرب: 7 / 533). (*)

ص 164

الهجرة] أهل تنكيد وقسوة إلى السبعين سنة من الهجرة، والطبقة الثانية أهل تباذل وتعاطف إلى المائتين والثلاثين سنة من الهجرة. والطبقة الثالثة أهل تزاور وتقاطع إلى الخمسمائة وخمسين سنة من الهجرة، والطبقة الرابعة أهل تكالب وتحاسد إلى السبعمائة من الهجرة، والطبقة الخامسة أهل تشامخ وبهتان إلى الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة، والطبقة السادسة أهل الهرج والمرج وتكالب الأعداء وظهور أهل الفسوق والخيانة إلى التسعمائة والأربعين سنة من الهجرة، والطبقة السابعة فهم أهل حيل وغدر وحرب ومكر وخدع وفسوق وتدابر وتقاطع وتباغض والملاهي العظام والمغاني الحرام والأمور المشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور، وفيها يظهر الملعون من الواد [ي] الميشوم وفيها انكشاف الستر والبروج وهي على ذلك إلى أن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله وسلامه عليه، قال: فقامت إليه سادات أهل الكوفة وأكابر العرب وقالوا: يا أمير المؤمنين بين لنا أوان هذه الفتن والعظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت قلوبنا أن تنفطر وأرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا، فوا أسفاه على فراقنا إياك فلا أرانا الله فيك سوءا ولا مكروها، فقال علي (عليه السلام): قضي الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت قال: فلم يبق أحد إلا وبكى لذلك. قال: ثم إن علي قال: ألا وإن تدارك الفتن بعدما أنبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغبر وموت أحمر، ألا يا ويل لأهل بيت نبيكم وشرفائكم من غلاء وجوع وفقر ووجل حتى يكونوا في أسوأ حال بين الناس، ألا وإن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها ولا تلبى فيها دعوة ثم لا خير في الحياة بعد ذلك، وإنه يتولى عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه ومن أطاعهم أحبوه، ألا إن أول من يلي أمركم بنو أمية ثم تملك من بعدهم ملوك بني العباس فكم فيهم من مقتول ومسلوب. ثم إنه (عليه السلام) قال: هاى هاى ألا يا ويل لكوفانكم هذه وما يحل فيها من السفياني في ذلك الزمان، يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة وليوث قشاعمة (1) أول اسمه ش، [إذا جرح الغلام الأشتر] إذ جلوج (2) الغلام وعالم باسمه فيأتي إلى البصرة [وال

(هامش)

1 - 2 - كذا ولم أجدها. (*)

ص 165

باسمه على البصرة] فيقتل ساداتها ويسبي حريمها فإني لأعرف بها كم وقعة تحدث بها وبغيرها، وتكون بها وقعات بين تلول واكمام فيقتل بها اسم ويستعبد بها صنم ثم يسير فلا يرجع إلا بالجرم فعندها يعلو الصياح ويقتحم بعضها بعضا، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم، يملك حريمكم ويذبح أطفالكم ويهتك نساءكم، عمره طويل وشره غزير ورجاله ضراغمة وتكون له وقعة عظيمة، ألا وإنها فتن يهلك فيها المنافقون والقاسطون والذين فسقوا في دين الله تعالى وبلاده ولبسوا الباطل على جادة عباده فكأني بهم قد قتلوا أقواما تخاف الناس أصواتهم وتخاف شرهم فكم من رجل مقتول وبطل مجدول يهابهم الناظر إليهم، قد تظهر الطامة الكبرى فيلحقوا أولها آخرها، ألا وإن لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر، ألا وإن السفياني يدخل البصرة ثلاثة دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم، ألا يا ويل المنتفكة وما يحل بها من سيف مسلول وقتيل مجدول وحرمة مهتوكة، ثم يأتي إلى الزوراء الظالم أهلها فيحول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بنيه وبنيها وأكثر طغيانها وأغلب سلطانها. ثم قال: الويل للديلم وأهل شاهون وعجم لا يفقهون، تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائرة الحروب، قاسية قلوبهم سود ضمايرهم، الويل ثم الويل لبلد يدخلونها وأرض يسكنونها، خيرهم طامس وشرهم لامس، صغيرهم أكثر هما من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب ويكثر فيما بينهم الضراب وتصحبهم الأكراد أهل الجبال وساير البلدان وتضاف إليهم [أكراد همدان] الكرد وهمدان وحمزة وعدوان حتى يلحقوا بأرض الأعجام من ناحية خراسان فيحلون قريبا من قزوين وسمرقند وكاشان فيقتلون فيها السادات من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز، ألا يا ويل لأهل الجبال وما يحل فيها من الأعراب، ألا يا ويل لأهل هرموز وقلهات وما يحل بها من [الآفات] الآفاق من أهل الطراطر المذهبات ويا ويل لأهل عمان وما يحل بها من الذل والهوان وكم وقعة فيها من الأعراب فتنقطع منهم الأسباب فيقتل فيها الرجال وتسبى فيها الحريم ويا ويل لأهل أوال مع صابون من الكافور الملعون يذبح رجالهم ويستحيي نساءهم وإني لأعرف بها ثلاث عشرة وقعة، الأولى بين القلعتين والثانية في الصليب والثالثة في الجنيبة والرابعة عند نوپا والخامسة عند أهل عراد وأكراد والسادسة في

ص 166

اوكرخارقان والكليا وفي سارو بين الجبلين وبئر حنين ويمين الكثيب وذروة الجبل ويمين شجرات النبق، ألا يا ويل للكنيس وذكوان وما يحل بها من الذل والهوان من الجوع والغلاء، والويل لأهل خراسان وما يحل بها من الذل الذي لا يطاق ويا ويل للري وما يحل بها من القتل العظيم وسبي الحريم وذبح الأطفال وعدم الرجال ويا ويل لبلدان الإفرنج وما يحل بها من الأعراب ويا ويل لبلدان السند والهند وما يحل بها من القتل والذبح والخراب في ذلك الزمان فيا ويل لجزيرة قيس من رجل مخيف ينزل بها هو ومن معه فيقتل جميع من فيها ويفتك بأهلها وإني لأعرف بها خمس وقعات عظام: فأول وقعة منها على ساحل بحرها قريب من برها والثانية مقابلة كوشا والثالثة من قرنها الغربي والرابعة بين الزولتين والخامسة مقابلة برها، ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية ومكان فتؤخذ كبارها وتسبى صغارها، ولأني لأعرف بها سبعة وقعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قرنها الشمالي تسمى سماهيج والوقعة الثانية تكون في القاطع وبين النهر عن عين البلد وقرنها الشمالي الغربي وبين الأبله والمسجد وبين الجبل العالي وبين التلتين المعروف بجبل حبوة، ثم يقبل الكرخ بين التل والجادة وبين شجرات النيق المعروفة بالبديرات (1) بجانب سطر الماجي ثم الحورتين وهي سابعة الطامة الكبرى وعلامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته وهو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكمها فتغير العرب عليه فتقتل الرجال وتنهب الأموال فتخرج بعد ذلك العجم على العرب ويتبعونهم إلى بلاد الخط، ألا يا ويل لأهل الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا فأولها وقعة بالبطحاء ووقعة بالديورة ووقعة بالصفصف ووقعة على الساحل ووقعة بدارين ووقعة بسوق الجزارين ووقعة بين السكك ووقعة بين الزراقة ووقعة بالجرار ووقعة بالمدارس ووقعة بتاروت، ألا يا ويل لهجر وما يحل بها مما يلي سورها من ناحية الكرخ ووقعة عظيمة بالعطر تحت التليل المعروف بالحسيني ثم بالفرحة ثم بالقزوين ثم بالأراكة ثم بأم خنور، ألا يا ويل نجد وما يحل بها من القحط والغلاء ولأني لأعرف بها وقعات عظام بين المسلمين، ألا يا ويل البصرة وما يحل بها من الطاعون ومن الفتن يتبع بعضها بعضا وإني

(هامش)

1 - في بعض النسخ: بالسديرات. (*)

ص 167

لأعرف وقعات عظام بواسط ووقعات مختلفات بين الشط والمجينبة ووقعات بين العوينات، ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتسلطت العرب ودبت الناس إلى الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم على العرب ويملكون البصرة، ألا يا ويل لقسطنطين (1) وما يحل بها من الفتن التي لا تطاق، ألا يا ويل لأهل الدنيا وما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان وجميع البلدان الغرب والشرق والجنوب والشمال، ألا وإنه تركب الناس بعضهم على بعض وتتواثب عليهم الحروب الدائمة وذلك بما قدمت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد، ثم إنه (عليه السلام) قال: لا تفرحوا بالخلوع من ولد العباس يعني المقتدر فإنه أول علامة التغيير، ألا وإني أعرف ملوكهم من هذا الوقت إلى ذلك الزمان. قال: فقام إليه رجل اسمه القعقاء وجماعة من سادات العرب وقالوا له: يا أمير المؤمنين بين لنا أسماءهم فقال (عليه السلام): أولهم الشامخ فهو الشيخ والسهم المارد والمثير العجاج والصفور والفجور والمقتول بين الستور وصاحب الجيش العظيم والمشهور ببأسه والمحشور من بطن السباع والمقتول مع الحرم والهارب إلى بلاد الروم وصاحب الفتنة الدهماء والمكبوب على رأسه بالسوق والملاحق المؤتمن والشيخ المكتوف الذي ينهزم إلى نينوى وفي رجعته يقتل رجل من ولد العباس، ومالك الأرض بمصر وماحي الاسم والسباع الفتان والدناح الأملح، والثاني الشيخ الكبير الأصلع الرأس والنفاض المرتعد والمدل بالفروسة واللسين الهجين والطويل العمر والرضاع لأهله والمارق للزور والأبرش الأثلم وبناء القصور ورميم الأمور والشيخ الرهيج (2) والمنتقل من بلد إلى بلد والكافر المالك أرباب المسلمين وضعيف البصر وقليل العمر، ألا وإن بعده تحل المصائب وكأني بالفتن وقد أقبلت من كل مكان كقطع الليل المظلم، ثم قال (عليه السلام): معاشر الناس لا تشكوا في قولي هذا فإني ما ادعيت ولا تكلمت زورا ولا أنبئتكم إلا بما علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولقد أودعني ألف مسألة يتفرع من كل مسألة ألف باب من العلم ويتفرع من كل باب مائة ألف باب وإنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها إذا وقعتم في الفتن مع قلة اعتصابكم، فيا كثرة فتنكم وخبث زمانكم وخيانة

(هامش)

1 - في بعض النسخ: لفلسطين. 2 - (*)

ص 168

حكامكم وظلم قضاتكم وكلابة تجاركم وشحة ملوككم وفشي أسراركم وما تنحل أجسامكم وتطول آمالكم وكثرة شكواكم، ويا قلة معرفتكم وذلة فقيركم وتكبر أغنيائكم وقلة وقاكم، إنا لله وإنا إليه راجعون من أهل ذلك الزمان، تحل فيهم المصائب ولا يتعظون بالنوائب ولقد خالط الشيطان أبدانهم وربح في أبدانهم وولج في دمائهم ويوسوس لهم بالإفك حتى تركب الفتن الأمصار ويقول المؤمن المسكين المحب لنا إني من المستضعفين، وخير الناس يومئذ من يلزم نفسه ويختفي في بيته عن مخالطة الناس نفسه والذي يسكن قريبا من بيت المقدس طالبا لثأر (1) الأنبياء (عليهم السلام)، معاشر الناس لا يستوي الظالم والمظلوم ولا الجاهل والعالم ولا الحق والباطل ولا العدل والجور ألا وإن له شرايع معلومة غير مجهولة ولا يكون نبي إلا وله أهل بيت ولا يعيش أهل بيت نبي إلا ولهم أضداد يريدون إطفاء نورهم ونحن أهل نبيكم ألا وإن دعوكم إلى سبنا فسبونا وإن دعوكم إلى شتمنا فاشتمونا وإن دعوكم إلى لعننا فالعنونا وإن دعوكم إلى البراءة منا فلا تتبرأوا منا ومدوا أعناقكم للسيف واحفظوا يقينكم فإنه من تبرأ منا بقلبه تبرأ الله منه ورسوله، ألا وإنه لا يلحقنا سب ولا شتم ولا لعن. ثم قال: فيا ويل مساكين هذه الأمة وهم شيعتنا ومحبونا وهم عند الناس كفار وعند الله أبرار وعند الناس كاذبون وعند الله صادقون وعند الناس ظالمون وعند الله مظلومون وعند الناس جائرون وعند الله عادلون وعند الناس خاسرون وعند الله رابحون فازوا والله بالإيمان وخسر المنافقون. معاشر الناس إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون إن علي بن أبي طالب يعلم الغيب وهو الرب الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء وهو على كل شيء قدير، كذبوا ورب الكعبة، أيها الناس قولوا فينا ما شئتم واجعلونا مربوبين، ألا وإنكم ستختلفون وتتفرقون، ألا وإن أول السنين إذا انقضت سنة مائة وثلاثة وستين سنة توقعوا أول الفتن فإنها نازلة عليكم ثم يأتيكم في عقبها الدهماء تدهم الفتن فيها والغزو تغزو بأهلها والسقطاء تسقط الأولاد من بطون

(هامش)

1 - في بعض النسخ: لآثار. (*)

ص 169

أمهاتهم والكسحاء تكسح فيها الناس من القحط والمحن والفتناء تفتن بها من أهل الأرض والنازحة تنزح بأهلها إلى الظلم والغمراء تغمر فيها الظلم والمنفية نفت منهم الإيمان والكراء كرت عليهم الخيل من كل جهة والبرشاء يخرج فيها الأبرش من خراسان والسؤلاء يخرج فيها ملك الجبال إلى جزائر البحر يقهرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه ثم تخرج بعد ذلك العرب ويخرج صاحب علم أسود على البصرة فتقصده الفتيان إلى الشام، ثم العناء عنت الخيل بأعنتها والطحناء الأقوات من كل مكان والفاتنة تفتن أهل العراق والمرحاء تمرح الناس إلى اليمن والسكتا تسكت الفتن بالشام والحدراء انحدرت الفتن إلى الجزيرة المعروفة أوال قبال البحرين والطموح تطمح الفتن في خراسان والجوراء جارت الفتن بأرض فارس والهوجاء هاجت الفتن بأرض الخط والطولاء طالت الخيل على الشام والمنزلة نزلت الفتن بأرض العراق والطائرة تطايرت الفتن بأرض الروم والمتصلة اتصلت الفتن بأرض الروم والمحربة (والمهيجة) هاجت الأكراد من شهرزور والمرملة أرملت النساء من العراق والكاسرة تكسرت الخيل على أهل الجزيرة والناحرة نحرت الناس بالشام والطامحة طمحت الفتنة بالبصرة والقتالة قتلت الناس على القنطرة برأس العين والمقبلة أقبلت الفتنة إلى أرض اليمن والحجاز والصروخ مصرخة أهل العراق فلا تأمن لهم والمستمعة أسمعت أهل الإيمان في منامهم والسابحة سبحت الخيل في القتل إلى أرض الجزيرة والأكراد يقتل فيها رجل من ولد العباس على فراشه، والكرباء أماتت المؤمنين بكربهم وحسراتهم والغامرة غمرت الناس بالقحط والسائلة سال النفاق في قلوبهم والغرقاء تغرقت أهل الخط والحرباء نزل القحط بأرض الخط وهجر كل ناحية حتى إن السائل يدور ويسأل فلا أحد يعطيه ولا يرحمه أحد والغالية تغلو طائفة من شيعتي حتى يتخذوني ربا وإني برئ مما يقولون والمكثاء تمكث الناس فربما ينادي فيها الصارخ مرتين ألا وإن الملك في آل علي بن أبي طالب فيكون ذلك الصوت من جبرئيل ويصرخ إبليس لعنه الله: ألا وإن الملك في آل أبي سفيان، فعند ذلك يخرج السفياني فتتبعه مائة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق فيقطع ما بين جلولاء وخانقين فيقتل فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش ثم يخرج شعيب بن صالح من بين قصب وآجام فهو أعور المخلد فالعجب كل العجب ما بين جمادى ورجب

ص 170

مما يحل بأرض الجزائر وعندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب النصر فيواقعه في ذلك اليوم ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون على رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألفا صاحب محلا وترجع الفتنة إلى العراق وتظهر فتنة شهرزور وهي الفتنة الصماء والداهية العظمى والطامة الدهماء المسماة بالهلهم. قال الراوي: فقامت جماعة وقالوا: يا أمير المؤمنين بين لنا من أين يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته؟ فقال (عليه السلام): أصفه لكم: مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب يواقع اثنتين وعشرين [اثني عشرة] وقعة وهو شيخ كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاءهم على سلامة من دينه وحسن يقينه، وعلامة خروجه بنيان مدينة الروم على ثلاثة من الثغور تجدد على يده ثم يخرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السراق المستولي على الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتنضاف إليه رجال الزوراء وتقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق كثير ويكون خسف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح: الحقوا بإخوانكم بشاطئ الفرات وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل بينهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويقع باقيهم إلى الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم كذلك فيصل الخبر إلى أرض الجزاير فيقولون الحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل أصفر اللون ويسير في عصائب إلى أرض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فتعلق به رجالها ولم يزل يدخل من بلد إلى بلد حتى يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة ويطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة وعشرين يوما ويقتل فيما بينهم خلق كثير ويصعد جيش العراق إلى بلاد الجبل وينحدر الأصفر إلى الكوفة فيبقى فيها فيأتي خبر من الشام أنه قد قطع على الحاج، فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق ويكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك ويصرخ صارخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج إلى الجيش بالروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان مائة ألف مقاتل صاحب سيف محلا وينزلون بأرض أرجون قريب مدينة السوداء ثم ينتهي إلى جيش المدينة الهالكة

ص 171

المعروفة بأم الثغور التي نزلها سام بن نوح فتقع الواقعة على بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتى يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون ومعه جيش فيقتل منهم مقتلة عظيمة وترجع الفتنة إلى الزوراء فيقتل بعضهم بعضا ثم تنتهي الفتنة فلا يبقى غير خليفتين يهلكان في يوم واحد فيقتل أحدهما في الجانب الغربي والآخر في الجانب الشرقي فيكون ذلك فيما يسمعونه أهل الطبقة السابعة فيكون في ذلك خسف كثير وكسوف واضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي قال : فقام إليه ابن يقطين وجماعة من وجوه أصحابه وقالوا : يا أمير المؤمنين (عليه السلام) إنك ذكرت لنا السفياني الشامي ونريد أن تبين لنا أمره ، قال : قد ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة . فقالوا : اشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتى نكون على بصيرة من البيان ، قال (عليه السلام) : علامة خروجه ، تختلف ثلاث رايات راية : من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام وفلسطين ويرجعون إلى رؤساء الشام ومصر فيقولون اطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه بغوطة دمشق بموضع يقال له صرتا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب وبني دهانة ويكون له بالواد اليابس عدة عديدة فيقولون له : يا هذا ما يحل لك أن تضيع الإسلام ، أما ترى إلى [ما] الناس فيه من الأهوال والفتن فاتق الله وأخرج لنصر دينك فيقول : أنا لست بصاحبكم فيقولون له : ألست من قريش ومن أهل بيت الملك القائم ؟ أما تتعصب لأهل بيت نبيك وما قد نزل بهم من الذل والهوان منذ زمان طويل ؟ فإنك ما تخرج راغبا بالأموال ورغيد العيش ، بل محاميا لدينك فلا يزال القوم يختلفون وهو أول منبر يصعده ، ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم على أنهم لا يخالفون إليه واحدا بعد واحد فعندها يقول : أذهبوا إلى خلفائكم الذين كنتم لهم أمره رضوه أم كرهوه ، ثم يخرج إلى الغوطة ولا يلج بها حتى تجتمع الناس عليه ويتلاحقون أهل الصقائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله هذه المدة ، ثم إنه يجيبهم ويخرج معهم في يوم الجمعة فيصعد منبر دمشق ولا يعلمون ما تلقى أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منه ما قالوا ذلك ولا زال يعدل فيهم إلى بني كلاب فيأتونه مثل السيل السائل فيأبون عن ذلك رجال بريين يقاتلون رجال الملك ابن

ص 172

العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتتلون ببطن الأزرق قتالا شديدا فيقتل منهم ستين ألف ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم حتى يقال فيه : والله ما كان يقال عليه إلا كذبا ، والله إنهم لكاذبون حتى يسير فأول سيره إلى حمص وإن أهلها بأسوء حال ثم يعبر الفرات من باب مصر وينزع الله من قلبه الرحمة ويسير إلى موضع يقال له قرية سبأ فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقى بلد إلا وبلغهم خبره فيدخلهم من ذلك خوف وجزع فلا يزال يدخل بلدا بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بالرقة ثم بقرية سبأ وهي أعظم وقعة يواقعها بحمص ثم ترجع إلى دمشق وقد دانت له الخلق فيجيش جيشا إلى المدينة وجيشا إلى المشرق فيقتل بالزوراء سبعين ألفا ويبقر بطون ثلاثمائة امرأة حامل ويخرج الجيش إلى كوفانكم هذه فكم من باك وباكية فيقتل بها خلق كثير ، وأما جيش المدينة فإنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فلا يبقى منهم أحد إلا وخسف الله به الأرض ويكون في أثر الجيش رجلان أحدهما بشير والآخر نذير فينظرون إلى ما نزل بهم فلا يرون إلا رؤوسا خارجة من الأرض فيقولان بما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله وجوههما إلى قهقهرى فيمضي أحدهما إلى المدينة وهو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالى والآخر نذير فيرجع إلى السفياني ويخبره بما أصاب الجيش ، قال : وعند جهينة الخبر الصحيح لأنهما من جهينة بشير ونذير فيهرب قوم من أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم أشراف إلى بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم ترد علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم على الدرج الشرقي لجامع بدمشق فلا ينكر ذلك عليه أحد ، ألا وإن علامة ذلك تجديد الأسوار بالمدائن فقيل : يا أمير المؤمنين اذكر لنا الأسوار فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبنى عليهما سوران وعلى واسط سور والبيضاء يبنى عليها سور والكوفة يبنى عليها سوران وعلى شوشتر سور وعلى أرمنية سور وعلى موصل سور وعلى همدان سور وعلى ورقة سور وعلى ديار يونس سور وعلى حمص سور وعلى مطردين سور وعلى الرقطاء سور وعلى الرهبة سور وعلى دير هند سور وعلى القلعة سور .

ص 173

معاشر الناس ألا وإنه إذا ظهر السفياني تكون له وقايع عظام فأول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل وهي وقعة عظيمة ثم تجتمع إلى الموصل رجال الزوراء ومن ديار يونس إلى اللخمة وتكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين ألفا ويجري على الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل إلى السفياني ويقتل منهم ستين ألفا وإن فيها كنوز قارون ولها أحوال عظيمة بعد الخسف والقذف والمسخ وتكون أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في أرض الرجف قال : ولا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد وعلي وحسن وحسين وفاطمة وجعفر وموسى وزينب وخديجة ورقية بغضا وحنقا لآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع له الأطفال ويغلي لهم الزيت فيقول له الأطفال : إن كان آباؤنا عصوك نحن فما ذنبنا ؟ فيأخذ كل من اسمه على ما ذكرت فيغليهم في الزيت ثم يسير إلى كوفانكم هذه فيدور فيها كما تدور الدوامة فيفعل بالرجال كما يفعل بالأطفال ويصلب على بابها كل من اسمه حسن وحسين ثم يسير إلى المدينة فينهبها في ثلاثة أيام ويقتل فيها خلق كثير ويصلب على مسجدها كل من اسمه حسن وحسين فعند ذلك يغلي دماؤهم كما غلى دم يحيى بن زكريا فإذا رأى ذلك الأمر أيقن بالهلاك فيولي هاربا ويرجع منهزما إلى الشام فلا يرى في طريقه أحد يخالف عليه إذا دخل عليه ، فإذا دخل إلى بلده اعتكف على شرب الخمر والمعاصي ويأمر أصحابه بذلك فيخرج السفياني وبيده حربة ويأمر بالامرأة فيدفعها إلى بعض أصحابه فيقول له : افجر بها في وسط الطريق ، فيفعل بها ثم يبقر ببطنها ويسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحد ينكر عليه ذلك . قال : فعندها تضطرب الملائكة في السماوات ويأذن الله بخروج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل على صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : قد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ، ثم إنه (عليه السلام) تنفس الصعداء فإن كمدا وجعل يقول : بني إذا ما جاشت الترك فانتظر * ولاية مهدي يقوم ويعدل وذل ملوك الظلم من آل هاشم * وبويع منهم من يذل ويهزل صبي من الصبيان لا رأي عنده * ولا عنده حد ولا هو يعقل وثم يقوم القائم الحق منكم * وبالحق يأتيكم وبالحق يعمل سمي رسول الله نفسي فداؤه * فلا تخذلوه يا بني وعجلوا قال : فيقول جبرائيل في صيحته : يا عباد الله اسمعوا ما أقول : إن هذا مهدي آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خارج من أرض مكة فأجيبوه . قال : فقامت إليه الفضلاء والعلماء ووجوه أصحابه وقالوا : يا أمير المؤمنين صف لنا هذا المهدي فإن قلوبنا اشتاقت إلى ذكره ؟ فقال (عليه السلام) : هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر وصاحب العلامة والشامة ، العالم غير المعلم والمخبر بالكائنات قبل أن تعلم معاشر الناس ، ألا وإن الدين فينا قد قامت حدوده وأخذ علينا عهوده ، ألا وإن المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا وهو الشاهد بالحق وخليفة الله على خلقه ، اسمه كاسم جده رسول الله ، ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي ، فنحن الكرسي وأصل العلم والعمل فمحبونا هم الأخيار وولايتنا فصل الخطاب ونحن حجبة الحجاب ، ألا وإن المهدي أحسن الناس خلقا وخلقة ثم إذا قام تجتمع إليه أصحابه على عدة أهل بدر وأصحاب طالوت وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد ، لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين وحدوا الله تعالى حق توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزنا من خشية الله تعالى ، قوام الليل صوام النهار كأنما رباهم أب واحد وأم واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة ، ألا وإني لأعرف أسمائهم وأمصارهم . فقاموا إليه جماعة من الأصحاب وقالوا : يا أمير المؤمنين نسألك بالله وبابن عمك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تسميهم بأسمائهم وأمصارهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك فقال : اسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم إن أولهم من أهل البصرة وآخرهم من الأبدال فالذين من أهل البصرة رجلان اسم أحدهما علي والآخر محارب ورجلان من قاشان عبد الله وعبيد الله وثلاثة رجال من المهجمة : محمد وعمر ومالك ورجل من السند عبد الرحمن ورجلان من حجر موسى وعباس ورجل من الكورة إبراهيم ورجل من شيراز عبد الوهاب وثلاثة رجال من سعداوة : أحمد ويحيى وفلاح وثلاثة رجال من زين : محمد وحسن وفهد ورجلان من

ص 175

حمير مالك وناصر وأربعة رجال من شيران وهم عبد الله وصالح وجعفر وإبراهيم ورجل من عقر أحمد ورجلان من المنصورية عبد الرحمن وملاعب وأربعة رجال من سيراف : خالد ومالك وحوقل وإبراهيم ورجلان من خونخ : محروز ونوح ورجل من المثقة هارون ورجلان من السنن مقداد وهود وثلاثة رجال من الهويقين : عبد السلام وفارس وكليب ورجل من الزناط جعفر وستة رجال من عمان : محمد وصالح وداود وهواشب وكوش ويونس ورجل من العارة مالك ورجلان من ضغار : يحيى وأحمد ورجل من كرمان عبد الله وأربعة رجال من صنعا : جبرئيل وحمزة ويحيى وسميع ورجلان من عدن : عون وموسى ورجل من لونجه كوثر ورجلان من ممد : علي وصالح وثلاثة رجال من الطائف : علي وسبا وزكريا ورجل من هجر عبد القدوس ورجلان من الخط : عزيز ومبارك وخمسة رجال من جزيرة أوال وهي البحرين : عامر وجعفر ونصير وبكير وليث ورجل من الكبش فهد [محمد] ورجل من الجدا إبراهيم وأربعة رجال من مكة : عمر وإبراهيم ومحمد وعبد الله وعشرة من المدينة على أسماء أهل البيت : علي وحمزة وجعفر وعباس وطاهر وحسن وحسين وقاسم وإبراهيم ومحمد وأربعة رجال من الكوفة : محمد وغياث وهود وعتاب ورجل من مرو حذيفة ورجلان من نيشابور : علي ومهاجر ورجلان من سمرقند : علي ومجاهد وثلاثة رجال من كازرون : عمر ومعمر ويونس ورجلان من الأسوس : شيبان وعبد الوهاب ورجلان من دستر : أحمد وهلال ورجلان من الضيف : عالم وسهيل ورجل من طائف اليمن هلال ورجلان من مرقون : بشر وشعيب وثلاثة رجال من بروعة : يوسف وداود وعبد الله ورجلان من عسكر : مكرم الطيب وميمون ورجل من واسط عقيل وثلاثة رجال من الزوراء : عبد المطلب وأحمد وعبد الله ورجلان من سر من رأى : مرائي وعامر ورجل من السهم جعفر وثلاثة رجال من سيلان : نوح وحسن وجعفر ورجل من كرخا بغداد قاسم ورجلان من نوبة : واصل وفاضل وثمانية رجال من قزوين : هارون وعبد الله وجعفر وصالح وعمر وليث وعلي ومحمد ورجل من البلخ حسن ورجل من المداغة صدقه ورجل من قم يعقوب وأربعة وعشرون من الطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله فقال إني أجد بالطالقان كنزا ليس من الذهب ولا فضة فهم هؤلاء كنزهم الله فيها وهم : صالح وجعفر ويحيى وهود وفالح وداود وجميل وفضيل

ص 176

وعيسى وجابر وخالد وعلوان وعبد الله وأيوب وملاعب وعمر وعبد العزيز ولقمان وسعد وقبضة ومهاجر وعبدون وعبد الرحمن وعلي ورجلان من سحار : آبان وعلي ورجلان من شرخيس : ناحية وحفص ورجل من الأنبار علوان ورجل من القادسية حصين ورجل من الدورق عبد الغفور وستة رجال من الحبشة : إبراهيم وعيسى ومحمد وحمدان وأحمد وسالم ورجلان من الموصل : هارون وفهد ورجل من بلقا صادق ورجلان من نصيبين : أحمد وعلي ورجل من سنجار محمد ورجلان من خرسان : نكية ومسنون ورجلان من أرمنية : أحمد وحسين ورجل من أصفهان يونس ورجل من وهان حسين ورجل من الري مجمع ورجل من دنيا شعيب ورجل من هراش نهروش ورجل من سلماس هارون ورجل من بلقيس محمد ورجل من الكرد عون ورجل من الحبش كثير ورجلان من الخلاط : محمد وجعفر ورجل من الشوبا عمير ورجلان من البيضا : سعد وسعيد وثلاثة رجال من الضيعة : زيد وعلي وموسى ورجل من أوس محمد ورجل من الأنطاكية عبد الرحمن ورجلان من حلب : صبيح ومحمد ورجل من حمص جعفر ورجلان من دمشق : داود وعبد الرحمن ورجلان من الرملية طليق وموسى وثلاثة رجال من بيت المقدس : بشر وداود وعمران وخمسة رجال من عسقلان : محمد ويوسف وعمر وفهد وهارون ورجل من عنزة عمير ورجلان من عكة : مروان وسعد ورجل من عرفة فرخ ورجل من الطبرية فليح ورجل من البلسان عبد الوارث وأربعة رجال من القسطاط من مدينة فرعون لعنه الله : أحمد وعبد الله ويونس وظاهر ورجل من بالس نصير وأربعة رجال من الإسكندرية : حسن ومحسن وشبيل وشيبان وخمسة رجال من جبل اللكام : عبد الله وعبيد الله وقادم وبحر وطالوت وثلاثة رجال من السادة : صليب وسعدان وشبيب ورجلان من الإفرنج : علي وأحمد ورجلان من اليمامة : ظافر وجميل وأربعة عشر رجلا من المعادة : سويد وأحمد ومحمد وحسن ويعقوب وحسين وعبد الله وعبد القديم ونعيم وعلي وخيان وظاهر وتغلب وكثير ورجل من الموطة معشر وعشرة رجال من عبادان : حمزة وشيبان وقاسم وجعفر وعمر وعامر وعبد المهيمن وعبد الوارث ومحمد وأحمد وأربعة عشر من اليمن : جبير وحويش ومالك وكعب وأحمد وشيبان وعامر وعمار وفهد وعاصم وحجرش وكلثوم وجابر ومحمد

ص 177

ورجلان من بدو مصر : عجلان ودراج وثلاثة رجال من بدو أعقيل : منبة وضابط وعريان ورجل من بدو أغير عمر ورجل من بدو شيبان نهراش ورجل من تميم ريان ورجل من بدو قسين جابر ورجل من بدو كلاب مطر وثلاثة رجال من موالي أهل البيت : عبد الله ومخنف وبراك وأربعة رجال من موالي الأنبياء : صباح وصياح وميمون وهود ورجلان مملوكان عبد الله وناصح ورجلان من الحلة محمد وعلي وثلاثة رجال من كربلاء : حسين وحسين وحسن ورجلان من النجف : جعفر ومحمد وستة رجال من الأبدال كلهم أسماءهم عبد الله فقال علي (عليه السلام) : إنهم هؤلاء يجتمعون كلهم من مطلع الشمس ومغربها وسهلها وجبلها يجمعهم الله تعالى في أقل من نصف ليلة فيأتون إلى مكة فلا يعرفونهم أهل مكة فيقولون كبستنا أصحاب السفياني فإذا تجلى لهم الصبح يرونهم طائفين وقائمين ومصلين فينكرونهم أهل مكة ، ثم إنهم يمضون إلى المهدي وهو مختف تحت المنارة فيقولون له : أنت المهدي ؟ فيقول لهم : نعم يا أنصاري ثم إنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته فيمضي إلى المدينة فيخبرونهم أنه لاحق بقبر جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيلحقونه بالمدينة فإذا أحس بهم يرجع إلى مكة فلا يزالون على ذلك ثلاثا ثم يتراءى لهم بعد ذلك بين الصفا والمروة فيقول : إني لست قاطعا أمرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا ولكم علي ثماني خصال ، فقالوا : سمعنا وأطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يا بن رسول الله فيخرج إلى الصفا فيخرجون معه فيقول : أبايعكم على أن لا تولون دابرا ولا تسرقون ولا تزنون ولا تفعلون محرما ولا تأتون فاحشة ولا تضربون أحدا إلا بحق ولا تكنزون ذهبا ولا فضة ولا برا ولا شعرا ولا تخربون مسجدا ولا تشهدون زورا ولا تقبحون على مؤمن ولا تأكلون ربا وأن تصبروا على الضراء ولا تلعنون موحدا ولا تشربون مسكرا ولا تلبسون الذهب ولا الحرير ولا الديباج ولا تتبعون هزيما ولا تسفكون دما حراما ولا تغدرون بمسلم ولا تبقون على كافر ولا منافق ولا تلبسون الخز من الثياب وتتوسدون التراب وتكرهون الفاحشة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ صاحبا سواكم ولا ألبس إلا مثل ما تلبسون ولا آكل إلا مثل ما تأكلون ولا أركب إلا كما تركبون ولا أكون إلا حيث تكونون وأمشي حيث ما تمشون وأرضى بالقليل واملأ الأرض قسطا

ص 178

وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ونعبد الله حق عبادته وأوفي لكم أوفوا إلي فقالوا : رضينا وبايعناك على ذلك فيصافحهم رجلا رجلا . ثم إنه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد وتنقاد له البلاد ويكون الخضر ربيب دولته وأهل همدان وزراءه وخولان جنوده وحمير أعوانه ومضر قوداه ، ويكثر الله جمعه ويشتد ظهره ثم يسير بالجيوش حتى يصير إلى العراق والناس خلفه وأمامه على مقدمته رجل اسمه عقيل وعلى ساقته رجل اسمه الحارث فيلحقه رجل من أولاد الحسن في اثني عشر ألف فارس ويقول : يا بن العم أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين فيقول المهدي : إني أنا المهدي فيقول له : هل عندك آية أو معجزة أو علامة فينظر المهدي إلى طير في الهواء فيومي إليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة الله تعالى ويشهد له بالإمامة ثم يغرس قضيبا يابسا في بقعة من الأرض ليس فيها ماء فيخضر ويورق ويأخذ جلمودا كان في الأرض من الصخر فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع فيقول الحسني : الأمر لك فيسلم وتسلم جنوده ويكون على مقدمته رجل اسمه كاسمه ثم يسير حتى يفتح خريسان ثم يرجع إلى مدينة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن وأهل الحجاز وتخالفه ثقيف . ثم إنه يسير إلى الشام إلى حرب السفياني فتقع صيحة بالشام : ألا وإن الأعراب أعراب الحجاز قد خرجت إليكم فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء ؟ فيقولون : نحن أصحاب حرب ونبل وعدة وسلاح ، ثم إنهم يشجعونه وهو عالم بما يراد به فقامت إليه جماعة من أهل الكوفة وقالوا : يا أمير المؤمنين ما اسم هذا السفياني ؟ فقال (عليه السلام) : اسمه حرب بن عنبسة بن مرة بن كليب بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد وهو من نسل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، ملعون في السماء والأرض ، أشر خلق الله تعالى وألعنهم جدا وأكثرهم ظلما ، ثم إنه يخرج بجيشه ورجاله وخيله في مائتي ألف مقاتل فيسير حتى ينزل الحيرة ، ثم إن المهدي (عج) يقدم بخيله ورجاله وجيشه وكتائبه وجبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله والنصر بين يديه والناس يلحقونه في جميع الآفاق حتى يأتي أول الحيرة قريبا من السفياني ويغضب لغضب الله سايرا من خلقه حتى الطيور في السماء ترميهم بأجنحتها وأن الجبال ترميهم بصخورها وجرى بين السفياني وبين المهدي (عج) حرب عظيم حتى يهلك جميع عسكر السفياني

ص 179

فينهزم ومعه شرذمة قليلة من أصحابه فيلحقه رجل من أنصار القائم اسمه صياح ومعه جيش فيستأسره فيأتي به إلى المهدي وهو يصلي العشاء الآخرة فيخفف صلاته فيقول السفياني : يا بن العم استبقني أكون لك عونا فيقول لأصحابه : ما تقولون فيما يقول فإني آليت على نفسي لا أفعل شيئا حتى ترضوه ، فيقولون : والله ما نرضى حتى تقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله ، سفكها وأنت تريد أن تمن عليه بالحياة ، فيقول لهم المهدي : شأنكم وإياه فيأخذه جماعة منهم فيضجعونه على شاطئ الهجير تحت شجرة مدلاة بأغصانها فيذبحونه كما يذبح الكبش وعجل الله بروحه إلى النار . قال : فيتصل خبره إلى بني كلاب أن حرب بن عنبسة قتل ، قتله رجل من ولد علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيرجعون بنو كلاب (1) إلى رجل من أولاد ملك الروم يبايعونه على قتال المهدي والأخذ بثأر حرب بن عنبسة فتضم إليه بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل على بلد من بلدان القائم تسمى طرشوس فينهب أموالهم وأنعامهم وحريمهم ويقتلون رجالهم وينقض حجارها حجرا على حجر وكأني بالنساء وهن مردفات على ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس والقمر فينتهي الخبر إلى القائم فيسير إلى ملك الروم في جيوشه فيواقعه في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة حتى يتغير ماء الشط بالدم وينتن جانبها بالجيف الشديدة فيهزم ملك الروم إلى الأنطاكية فيتبعه المهدي إلى فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك الروم إلى المهدي ويؤدي له الخراج فيجيبه إلى ذلك حتى على أن لا يروح من بلد الروم ولا يبقى أسير عنده إلا أخرجه إلى أهله فيفعل ذلك ويبقى تحت الطاعة ، ثم إن المهدي يسير إلى حي بني كلاب من جانب البحيرة حتى ينتهي إلى دمشق ويرسل جيشا إلى أحياء بني كلاب ويسبي نساءهم ويقتل أغلب رجالهم فيأتون بالأسارى فيؤمنون به فيبايعونه على درج دمشق بمسمومات البخس والنقض ، ثم إن المهدي يسير هو ومن معه من المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون على بلد من بلاد الروم فيقولون : لا إله إلا الله محمد رسول الله فيتساقط

(هامش)

1 - هذا على لغة أكلوني البراغيث ، وعلى اللغة المشهورة كان ينبغي أن يقال : فيرجع بنو كلاب ، وقد تكرر هذا في أكثر من موضع . (*)

ص 180

حيطانها ، ثم إن المهدي (عج) يسير هو ومن معه فينزل قسطنطنية في محل ملك الروم فيخرج منها ثلاثة كنوز : كنز من الجواهر وكنز من الذهب وكنز من الفضة ثم يقسم المال على عساكره بالقفافيز ، ثم إن المهدي (عج) يسير حتى ينزل أرمينية الكبرى فإذا رأوه أهل أرمينية أنزلوا له راهبا من رهبانهم كثير العلم فيقولون : انظر ماذا يريدون هؤلاء فإذا أشرف الراهب على المهدي (عج) فيقول الراهب : أأنت المهدي ؟ فيقول : نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في آخر الزمان ، فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب ويمتنع أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب المهدي فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصارى ثم يعلق مدينتهم بين السماء والأرض بقدرة الله تعالى فينظر الملك ومن معه إلى مدينتهم وهي معلقة عليهم وهو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلى قتال المهدي فإذا نظر إلى ذلك ينهزم ويقول لأصحابه خذوا لكم مهربا فيهرب أولهم وآخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح والمال وتتبعهم جنود المهدي فيأخذون أموالهم ويقسمونها فيكون لكل واحد من تلك الألوف مائة ألف دينار ومائة جارية ومائة غلام ، ثم إن المهدي سار إلى بيت المقدس واستخرج تابوت السكينة وخاتم سليمان بن داود (عليهما السلام) والألواح التي نزلت على موسى ، ثم يسير المهدي إلى مدينة الزنج الكبرى وفيها ألف سوق وفي كل سوق ألف دكان فيفتحها ، ثم يأتي إلى مدينة يقال لها قاطع وهي على البحر الأخضر المحيط بالدنيا وطول المدينة ألف ميل وعرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلاث تكبيرات فتتساقط حيطانها وتنقطع جدرانها فيقتلون فيها مائة ألف مقاتل ويقيم المهدي فيها سبع سنين فيبلغ سهم الرجل من تلك المدينة مثل ما أخذوه من الروم عشر مرات ، ثم يخرج منها ومعه مائة ألف موكب وكل موكب يزيد على خمسين مقاتل فينزل على ساحل فلسطين بين عكة وسور غزة وعسقلان فيأتيه خبر الأعور الدجال بأنه قد أهلك الحرث والنسل ، وذلك أن الأعور الدجال يخرج من بلدة يقال لها يهوداء ، وهي قرية من قرى أصفهان وهي بلدة من بلدان الأكاسرة ، له عين واحدة في جبهته كأنها الكوكب الزاهر ، راكب على حمار خطوته مد البصر وطوله سبعون ذراعا ويمشي على الماء مثل ما يمشي على الأرض ، ثم ينادي بصوته يبلغ ما يشاء الله وهو يقول : إلي إلي يا معاشر

 

الصفحة السابقة الصفحة التالية

إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب (ج2)

فهرسة الكتاب

فهرس الكتب