1- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال صاحب هذا الأمر تعمى ولادته على هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج .
2- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله
===============
(480)
عن محمد بن عبيد و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن صالح عن أبي عبد الله ع قال يبعث القائم و ليس في عنقه بيعة لأحد .
3- حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد و الحسن بن ظريف جميعا عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله ع قال يقوم القائم ع و ليس لأحد في عنقه بيعة .
4- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع أنه قال كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه قلت له و لم ذاك يا ابن رسول الله قال لأن إمامهم يغيب عنهم فقلت و لم قال لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا قام بالسيف .
5- حدثنا عبد الواحد بن محمد العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبو عمرو الكشي عن محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن أحمد قال حدثنا محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق كي لا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج و يصلح الله عز و جل أمره في ليلة واحدة .
6- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود و حيدر بن محمد السمرقندي جميعا قالا حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن أحمد عن موسى بن جعفر البغدادي قال حدثني الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له يا ابن رسول الله و لم ذلك قال
===============
(481)
لأن الله عز و جل أبى إلا أن تجري فيه سنن الأنبياء ع في غيباتهم و إنه لا بد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم قال الله تعالى لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ أي سنن من كان قبلكم .
7- و بهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال حدثني عبد الله بن محمد بن خالد قال حدثني أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى الرواسي عن خالد بن نجيح الجواز عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع يا زرارة لا بد للقائم من غيبة قلت و لم قال يخاف على نفسه و أومأ بيده إلى بطنه .
8- و بهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال حدثني محمد بن إبراهيم الوراق قال حدثنا حمدان بن أحمد القلانسي عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم قال قلت و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه .
9- حدثني عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن حمدان بن سليمان عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب عن علي بن رئاب عن زرارة قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن للقائم غيبة قبل ظهوره قلت و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه قال زرارة يعني القتل .
10- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثني عمي محمد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن بكير عن زرارة عن أبي عبد الله ع قال للقائم غيبة قبل قيامه قلت و لم قال يخاف على نفسه الذبح .
11- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال حدثني
===============
(482)
علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال حدثنا حمدان بن سليمان النيسابوري قال حدثني أحمد بن عبد الله بن جعفر المدائني عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ع يقول إن لصاحب هذا الأمر غيبة لا بد منها يرتاب فيها كل مبطل فقلت و لم جعلت فداك قال لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم قلت فما وجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة فيما أتاه الخضر ع من خرق السفينة و قتل الغلام و إقامة الجدار لموسى ع إلى وقت افتراقهما يا ابن الفضل إن هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى و سر من سر الله و غيب من غيب الله و متى علمنا أنه عز و جل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة و إن كان وجهها غير منكشف .
1- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثني جعفر بن محمد بن مسعود و حيدر بن محمد بن السمرقندي قالا حدثنا أبو النضر محمد بن مسعود قال حدثنا آدم بن محمد البلخي قال حدثنا علي بن الحسن الدقاق و إبراهيم بن محمد قالا سمعنا علي بن عاصم الكوفي يقول خرج في توقيعات صاحب الزمان ملعون ملعون من سماني في محفل من الناس .
===============
(483)
2 - حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني محمد بن صالح الهمداني قال كتبت إلى صاحب الزمان ع أن أهل بيتي يؤذونني و يقرعونني بالحديث الذي روي عن آبائك ع أنهم قالوا قوامنا و خدامنا شرار خلق الله فكتب ع ويحكم أ ما تقرءون ما قال عز و جل وَ جَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً و نحن و الله القرى التي بارك الله فيها و أنتم القرى الظاهرة قال عبد الله بن جعفر و حدثنا بهذا الحديث علي بن محمد الكليني عن محمد بن صالح عن صاحب الزمان ع .
3- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال سمعت أبا علي محمد بن همام يقول سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول خرج توقيع بخط أعرفه من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله قال أبو علي محمد بن همام و كتبت أسأله عن الفرج متى يكون فخرج إلي كذب الوقاتون .
4- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب قال سألت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي فوردت في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ع
===============
(484)
أما ما سألت عنه أرشدك الله و ثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا و بني عمنا فاعلم أنه ليس بين الله عز و جل و بين أحد قرابة و من أنكرني فليس مني و سبيله سبيل ابن نوح ع أما سبيل عمي جعفر و ولده فسبيل إخوة يوسف ع أما الفقاع فشربه حرام و لا بأس بالشلماب و أما أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا فمن شاء فليصل و من شاء فليقطع فما آتاني الله خير مما آتاكم و أما ظهور الفرج فإنه إلى الله تعالى ذكره و كذب الوقاتون و أما قول من زعم أن الحسين ع لم يقتل فكفر و تكذيب و ضلال و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم و أنا حجة الله عليهم
===============
(485)
و أما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه و عن أبيه من قبل فإنه ثقتي و كتابه كتابي و أما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله له قلبه و يزيل عنه شكه و أما ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلا لما طاب و طهر و ثمن المغنية حرام و أما محمد بن شاذان بن نعيم فهو رجل من شيعتنا أهل البيت و أما أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون و أصحابه ملعونون فلا تجالس أهل مقالتهم فإني منهم بريء و آبائي ع منهم براء و أما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران و أما الخمس فقد أبيح لشيعتنا و جعلوا منه في حل إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم و لا تخبث و أما ندامة قوم قد شكوا في دين الله عز و جل على ما وصلونا به فقد أقلنا من استقال و لا حاجة في صلة الشاكين و أما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز و جل يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ إنه لم يكن لأحد من آبائي ع إلا و قد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه و إني أخرج حين أخرج و لا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي و أما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبتها عن الأبصار السحاب و إني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فاغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم و لا تتكلفوا علم ما قد كفيتم و أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم و السلام عليك يا إسحاق بن يعقوب و على من اتبع الهدى .
5- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال حدثني محمد بن شاذان بن نعيم
===============
(486)
النيسابوري قال اجتمع عندي مال للغريم ع خمسمائة درهم ينقص منها عشرين درهما فأنفت أن أبعث بها ناقصة هذا المقدار فأتممتها من عندي و بعثت بها إلى محمد بن جعفر و لم أكتب مالي فيها فأنفذ إلى محمد بن جعفر القبض و فيه وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما .
6- حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن إسحاق بن يعقوب قال سمعت الشيخ العمري رضي الله عنه يقول صحبت رجلا من أهل السواد و معه مال للغريم ع فأنفذه فرد عليه و قيل له أخرج حق ولد عمك منه و هو أربعمائة درهم فبقي الرجل متحيرا باهتا متعجبا و نظر في حساب المال و كانت في يده ضيعة لولد عمه قد كان رد عليهم بعضها و زوي عنهم بعضها فإذا الذي نض لهم من ذلك المال أربعمائة درهم كما قال ع فأخرجه و أنفذ الباقي فقبل .
7- حدثني أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي قال حدثني جماعة من أصحابنا أنه بعث إلى أبي عبد الله بن الجنيد و هو بواسط غلاما و أمر ببيعه فباعه و قبض ثمنه فلما عير الدنانير نقصت من التعيير ثمانية عشر قيراطا و حبة فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا و حبة و أنفذها فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا و حبة .
8- حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي المعروف بعلان الكليني قال حدثني محمد بن جبرئيل الأهوازي عن
===============
(487)
إبراهيم و محمد ابني الفرج عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار أنه ورد العراق شاكا مرتادا فخرج إليه قل للمهزياري قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم فقل لهم أ ما سمعتم الله عز و جل يقول يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ هل أمر إلا بما هو كائن إلى يوم القيامة أ و لم تروا أن الله عز و جل جعل لكم معاقل تأوون إليها و أعلاما تهتدون بها من لدن آدم ع إلى أن ظهر الماضي أبو محمد ص كلما غاب علم بدا علم و إذا أفل نجم طلع نجم فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله عز و جل قد قطع السبب بينه و بين خلقه كلا ما كان ذلك و لا يكون حتى تقوم الساعة و يظهر أمر الله عز و جل و هم كارهون يا محمد بن إبراهيم لا يدخلك الشك فيما قدمت له فإن الله عز و جل لا يخلي الأرض من حجة أ ليس قال لك أبوك قبل وفاته أحضر الساعة من يعير هذه الدنانير التي عندي فلما أبطأ ذلك عليه و خاف الشيخ على نفسه الوحا قال لك عيرها على نفسه و أخرج إليك كيسا كبيرا و عندك بالحضرة ثلاثة أكياس و صرة فيها دنانير مختلفة النقد فعيرتها و ختم الشيخ بخاتمه و قال لك اختم مع خاتمي فإن أعش فأنا أحق بها و إن أمت فاتق الله في نفسك أولا ثم في فخلصني و كن عند ظني بك أخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا و هي بضعة عشر دينارا و استرد من قبلك فإن الزمان أصعب مما كان و حسبنا الله و نعم الوكيل قال محمد بن إبراهيم و قدمت العسكر زائرا فقصدت الناحية فلقيتني امرأة و قالت أنت محمد بن إبراهيم فقلت نعم فقالت لي انصرف فإنك لا تصل في هذا الوقت و ارجع الليلة فإن الباب مفتوح لك فادخل الدار و اقصد البيت الذي فيه السراج ففعلت و قصدت الباب فإذا هو مفتوح فدخلت الدار و قصدت البيت الذي وصفته فبينا أنا بين القبرين أنتحب و أبكي إذ سمعت صوتا و هو يقول يا محمد اتق الله و تب من كل ما أنت عليه فقد قلدت أمرا عظيما .
===============
(488)
9 - و حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي عن نصر بن الصباح البلخي قال كان بمرو كاتب كان للخوزستاني سماه لي نصر و اجتمع عنده ألف دينار للناحية فاستشارني فقلت ابعث بها إلى الحاجزي فقال هو في عنقك إن سألني الله عز و جل عنه يوم القيامة فقلت نعم قال نصر ففارقته على ذلك ثم انصرفت إليه بعد سنتين فلقيته فسألته عن المال فذكر أنه بعث من المال بمائتي دينار إلى الحاجزي فورد عليه وصولها و الدعاء له و كتب إليه كان المال ألف دينار فبعثت بمائتي دينار فإن أحببت أن تعامل أحدا فعامل الأسدي بالري قال نصر و ورد علي نعي حاجز فجزعت من ذلك جزعا شديدا و اغتممت له فقلت له و لم تغتم و تجزع و قد من الله عليك بدلالتين قد أخبرك بمبلغ المال و قد نعي إليك حاجزا مبتدئا .
10- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الرازي قال حدثني نصر بن الصباح قال أنفذ رجل من أهل بلخ خمسة دنانير إلى حاجز و كتب رقعة و غير فيها اسمه فخرج إليه الوصول باسمه و نسبه و الدعاء له .
11- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن أبي حامد المراغي عن محمد بن شاذان بن نعيم قال بعث رجل من أهل بلخ بمال و رقعة ليس فيها كتابة قد خط فيها بإصبعه كما تدور من غير كتابة و قال للرسول احمل هذا المال فمن أخبرك بقصته و أجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال فصار الرجل إلى العسكر و قد قصد جعفرا و أخبره الخبر فقال له جعفر تقر بالبداء قال الرجل نعم قال له فإن صاحبك قد بدا له و أمرك أن تعطيني المال فقال له الرسول لا يقنعني هذا الجواب فخرج من عنده و جعل يدور على أصحابنا فخرجت إليه رقعة قال هذا مال قد كان
===============
(489)
غرر به و كان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت و أخذوا ما في الصندوق و سلم المال و ردت عليه الرقعة و قد كتب فيها كما تدور و سألت الدعاء فعل الله بك و فعل .
12- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الصالح قال كتبت أسأله الدعاء لباداشاله و قد حبسه ابن عبد العزيز و أستأذن في جارية لي أستولدها فخرج استولدها و يفعل الله ما يشاء و المحبوس يخلصه الله فاستولدت الجارية فولدت فماتت و خلي عن المحبوس يوم خرج إلي التوقيع قال و حدثني أبو جعفر ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع أو الثامن فلم يكتب شيئا فمات المولود يوم الثامن ثم كتبت أخبر بموته فورد سيخلف عليك غيره و غيره فسمه أحمد و من بعد أحمد جعفرا فجاء كما قال ع قال و تزوجت بامرأة سرا فلما وطئتها علقت و جاءت بابنة فاغتممت و ضاق صدري فكتبت أشكو ذلك فورد ستكفاها فعاشت أربع سنين ثم ماتت فورد إن الله ذو أناة و أنتم تستعجلون قال و لما ورد نعي ابن هلال لعنه الله جاءني الشيخ فقال لي أخرج الكيس الذي عندك فأخرجته إليه فأخرج إلي رقعة فيها و أما ما ذكرت من أمر الصوفي المتصنع يعني الهلالي فبتر الله عمره ثم خرج من بعد موته فقد قصدنا فصبرنا عليه فبتر الله تعالى عمره بدعوتنا .
===============
(490)
13- حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن علان الكليني عن الحسن بن الفضل اليماني قال قصدت سر من رأى فخرجت إلي صرة فيها دنانير و ثوبان فرددتها و قلت في نفسي أنا عندهم بهذه المنزلة فأخذتني الغرة ثم ندمت بعد ذلك فكتبت رقعة أعتذر من ذلك و أستغفر و دخلت الخلاء و أنا أحدث نفسي و أقول و الله لئن ردت إلي الصرة لم أحلها و لم أنفقها حتى أحملها إلى والدي فهو أعلم بها مني قال و لم يشر علي من قبضها مني بشيء و لم ينهني عن ذلك فخرج إليه أخطأت إذ لم تعلمه أنا ربما فعلنا ذلك بموالينا و ربما يسألونا ذلك يتبركون به و خرج إلي أخطأك بردك برنا فإذا استغفرت الله عز و جل فالله يغفر لك فأما إذا كانت عزيمتك و عقد نيتك أن لا تحدث فيها حدثا و لا تنفقها في طريقك فقد صرفناها عنك و أما الثوبان فلا بد منهما لتحرم فيهما قال و كتبت في معنيين و أردت أن أكتب في معنى ثالث فقلت في نفسي لعله يكره ذلك فخرج إلي الجواب للمعنيين و المعنى الثالث الذي طويته و لم أكتبه قال و سألت طيبا فبعث إلي بطيب في خرقة بيضاء فكانت معي في المحمل فنفرت ناقتي بعسفان و سقط محملي و تبدد ما كان فيه فجمعت المتاع و افتقدت الصرة و اجتهدت في طلبها حتى قال لي بعض من معنا ما تطلب فقلت صرة كانت معي قال و ما كان فيها قلت نفقتي قال قد رأيت من حملها فلم أزل أسأل عنها حتى أيست منها فلما وافيت مكة حللت عيبتي و فتحتها فإذا أول ما بدر علي منها الصرة و إنما كانت خارجا في المحمل فسقطت حين تبدد المتاع قال و ضاق صدري ببغداد في مقامي و قلت في نفسي أخاف أن لا أحج في هذه السنة و لا أنصرف إلى منزلي و قصدت أبا جعفر أقتضيه جواب رقعة كنت كتبتها فقال لي صر إلى المسجد الذي في مكان كذا و كذا فإنه يجيئك رجل يخبرك بما تحتاج إليه فقصدت المسجد و أنا فيه إذ دخل علي رجل فلما نظر إلي سلم
===============
(491)
و ضحك و قال لي أبشر فإنك ستحج في هذه السنة و تنصرف إلى أهلك سالما إن شاء الله تعالى قال و قصدت ابن وجناء أسأله أن يكتري لي و يرتاد عديلا فرأيته كارها ثم لقيته بعد أيام فقال لي أنا في طلبك منذ أيام قد كتب إلي و أمرني أن أكتري لك و أرتاد لك عديلا ابتداء فحدثني الحسن أنه وقف في هذه السنة على عشر دلالات و الحمد لله رب العالمين .
14- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علي بن محمد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني قال كنت مقيما ببغداد و تهيأت قافلة اليمانيين للخروج فكتبت أستأذن في الخروج معها فخرج لا تخرج معها فما لك في الخروج خيرة و أقم بالكوفة فخرجت القافلة و خرجت عليها بنو حنظلة فاجتاحوها قال و كتبت أستأذن في ركوب الماء فخرج لا تفعل فما خرجت سفينة في تلك السنة إلا خرجت عليها البوارج فقطعوا عليها قال و خرجت زائرا إلى العسكر فأنا في المسجد الجامع مع المغرب إذ دخل علي غلام فقال لي قم فقلت من أنا و إلى أين أقوم فقال لي أنت علي بن محمد رسول جعفر بن إبراهيم اليماني قم إلى المنزل قال و ما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي قال فقمت إلى منزله و استأذنت في أن أزور من داخل فأذن لي .
15- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن علان الكليني عن الأعلم المصري عن أبي رجاء المصري قال خرجت في الطلب بعد مضي أبي محمد
===============
(492)
ع بسنتين لم أقف فيهما على شيء فلما كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد لأبي محمد ع بصرياء و قد سألني أبو غانم أن أتعشى عنده و أنا قاعد مفكر في نفسي و أقول لو كان شيء لظهر بعد ثلاث سنين فإذا هاتف أسمع صوته و لا أرى شخصه و هو يقول يا نصر بن عبد ربه قل لأهل مصر آمنتم برسول الله ص حيث رأيتموه قال نصر و لم أكن أعرف اسم أبي و ذلك أني ولدت بالمدائن فحملني النوفلي و قد مات أبي فنشأت بها فلما سمعت الصوت قمت مبادرا و لم أنصرف إلى أبي غانم و أخذت طريق مصر قال و كتب رجلان من أهل مصر في ولدين لهما فورد أما أنت يا فلان فآجرك الله و دعا للآخر فمات ابن المعزى .
16- قال و حدثني أبو محمد الوجنائي قال اضطرب أمر البلد و ثارت فتنة فعزمت على المقام ببغداد فأقمت ثمانين يوما فجاءني شيخ و قال لي انصرف إلى بلدك فخرجت من بغداد و أنا كاره فلما وافيت سر من رأى و أردت المقام بها لما ورد علي من اضطراب البلد فخرجت فما وافيت المنزل حتى يلقاني الشيخ و معه كتاب من أهلي يخبرونني بسكون البلد و يسألوني القدوم .
17- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن هارون قال كانت للغريم ع علي خمسمائة دينار فأنا ليلة ببغداد و بها ريح و ظلمة و قد فزعت فزعا شديدا و فكرت فيما علي و لي و قلت في نفسي حوانيت اشتريتها بخمسمائة و ثلاثين دينارا و قد جعلتها للغريم ع بخمسمائة دينار قال فجاءني من يتسلم مني الحوانيت و ما كتبت إليه في شيء من ذلك من قبل أن أطلق به لساني و لا أخبرت به أحدا .
===============
(493)
18 - حدثني أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله قال حدثني أبو القاسم بن أبي حليس قال كنت أزور الحسين ع في النصف من شعبان فلما كان سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان و هممت أن لا أزور في شعبان فلما دخل شعبان قلت لا أدع زيارة كنت أزورها فخرجت زائرا و كنت إذا وردت العسكر أعلمتهم برقعة أو برسالة فلما كان في هذه الدفعة قلت لأبي القاسم الحسن بن أحمد الوكيل لا تعلمهم بقدومي فإني أريد أن أجعلها زورة خالصة قال فجاءني أبو القاسم و هو يتبسم و قال بعث إلي بهذين الدينارين و قيل لي ادفعهما إلى الحليسي و قل له من كان في حاجة الله عز و جل كان الله في حاجته قال و اعتللت بسر من رأى علة شديدة أشفقت منها فأطليت مستعدا للموت فبعث إلي بستوقة فيها بنفسجين و أمرت بأخذه فما فرغت حتى أفقت من علتي و الحمد لله رب العالمين قال و مات لي غريم فكتبت أستأذن في الخروج إلى ورثته بواسط و قلت أصير إليهم حدثان موته لعلي أصل إلى حقي فلم يؤذن لي ثم كتبت ثانية فلم يؤذن لي فلما كان بعد سنتين كتب إلي ابتداء صر إليهم فخرجت إليهم فوصل إلي حقي قال أبو القاسم و أوصل أبو رميس عشرة دنانير إلى حاجز فنسيها حاجز
===============
(494)
أن يوصلها فكتب إليه تبعث بدنانير أبو رميس ابتداء قال و كتب هارون بن موسى بن الفرات في أشياء و خط بالقلم بغير مداد يسأل الدعاء لابني أخيه و كانا محبوسين فورد عليه جواب كتابه و فيه دعاء للمحبوسين باسمهما قال و كتب رجل من ربض حميد يسأل الدعاء في حمل له فورد عليه الدعاء في الحمل قبل الأربعة أشهر و ستلد أنثى فجاء كما قال ع قال و كتب محمد بن محمد البصري يسأل الدعاء في أن يكفى أمر بناته و أن يرزق الحج و يرد عليه ماله فورد عليه الجواب بما سأل فحج من سنته و مات من بناته أربع و كان له ست و رد عليه ماله قال و كتب محمد بن يزداذ يسأل الدعاء لوالديه فورد غفر الله لك و لوالديك و لأختك المتوفاة الملقبة كلكى و كانت هذه امرأة صالحة متزوجة بجوار و كتبت في إنفاذ خمسين دينارا لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابنة عم لي لم تكن من الإيمان على شيء فجعلت اسمها آخر الرقعة و الفصول ألتمس بذلك الدلالة في ترك الدعاء فخرج في فصول المؤمنين تقبل الله منهم و أحسن إليهم و أثابك و لم يدع لابنة عمي بشيء قال و أنفذت أيضا دنانير لقوم مؤمنين فأعطاني رجل يقال له محمد بن سعيد
===============
(495)
دنانير فأنفذتها باسم أبيه متعمدا و لم يكن من دين الله على شيء فخرج الوصول من عنوان اسمه محمد قال و حملت في هذه السنة التي ظهرت لي فيها هذه الدلالة ألف دينار بعث بها أبو جعفر و معي أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف و إسحاق بن الجنيد فحمل أبو الحسين الخرج إلى الدور و اكترينا ثلاثة أحمرة فلما بلغت القاطول لم نجد حميرا فقلت لأبي الحسين احمل الخرج الذي فيه المال و اخرج مع القافلة حتى أتخلف في طلب حمار لإسحاق بن الجنيد يركبه فإنه شيخ فاكتريت له حمارا و لحقت بأبي الحسين في الحير حير سر من رأى و أنا أسامره و أقول له احمد الله على ما أنت عليه فقال وددت أن هذا العمل دام لي فوافيت سر من رأى و أوصلت ما معنا فأخذه الوكيل بحضرتي و وضعه في منديل و بعث به مع غلام أسود فلما كان العصر جاءني برزيمة خفيفة و لما أصبحنا خلا بي أبو القاسم و تقدم أبو الحسين و إسحاق فقال أبو القاسم للغلام الذي حمل الرزيمة جاءني بهذه الدراهم و قال لي ادفعها إلى الرسول الذي حمل الرزيمة فأخذتها منه فلما خرجت من باب الدار قال لي أبو الحسين من قبل أن أنطلق أو يعلم أن معي شيئا لما كنت معك في الحير تمنيت أن يجئني منه دراهم أتبرك بها و كذلك عام أول حيث كنت معك بالعسكر فقلت له خذها فقد آتاك الله و الحمد لله رب العالمين قال و كتب محمد بن كشمرد يسأل الدعاء أن يجعل ابنه أحمد من أم ولده في حل فخرج و الصقري أحل الله له ذلك فأعلم ع أن كنيته أبو الصقر قال و حدثني علي بن قيس عن غانم أبي سعيد الهندي و جماعة عن
===============
(496)
محمد بن محمد الأشعري عن غانم قال كنت أكون مع ملك الهند بقشمير الداخلة و نحن أربعون رجلا نقعد حول كرسي الملك و قد قرأنا التوراة و الإنجيل و الزبور و يفزع إلينا في العلم فتذاكرنا يوما أمر محمد ص و قلنا نجده في كتبنا و اتفقنا على أن أخرج في طلبه و أبحث عنه فخرجت و معي مال فقطع علي الترك و شلحوني فوقعت إلى كابل و خرجت من كابل إلى بلخ و الأمير بها ابن أبي شور فأتيته و عرفته ما خرجت له فجمع الفقهاء و العلماء لمناظرتي فسألتهم عن محمد ص فقالوا هو نبينا محمد بن عبد الله و قد مات فقلت و من كان خليفته فقالوا أبو بكر فقلت انسبوه لي فنسبوه إلى قريش فقلت ليس هذا بنبي إن النبي الذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمه و زوج ابنته و أبو ولده فقالوا للأمير إن هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر مر بضرب عنقه فقلت لهم أنا متمسك بدين لا أدعه إلا ببيان فدعا الأمير الحسين بن إشكيب و قال له ناظر الرجل فقال له العلماء و الفقهاء حولك فمرهم بمناظرته فقال له ناظره كما أقول لك و اخل به و ألطف له فقال فخلا بي الحسين فسألته عن محمد ص فقال هو كما قالوه لك غير أن خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب و محمد بن عبد الله بن عبد المطلب و هو زوج ابنته فاطمة و أبو ولديه الحسن و الحسين فقلت أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله و صرت إلى الأمير فأسلمت فمضى بي إلى الحسين ففقهني فقلت إنا نجد في كتبنا أنه لا يمضي خليفة إلا عن خليفة فمن كان خليفة علي قال الحسن ثم الحسين ثم سمى الأئمة حتى بلغ إلى الحسن ع ثم قال تحتاج أن تطلب خليفة الحسن و تسأل عنه فخرجت في الطلب فقال محمد بن محمد فوافى معنا بغداد فذكر لنا أنه كان معه رفيق قد صحبه على هذا الأمر فكره بعض أخلاقه ففارقه قال فبينما أنا ذات يوم و قد تمسحت في الصراة و أنا مفكر فيما خرجت له إذ أتاني آت و قال لي أجب مولاك فلم يزل يخترق بي المحال حتى أدخلني دارا و بستانا فإذا مولاي ع قاعد فلما نظر إلي كلمني بالهندية و سلم
===============
(497)
علي و أخبرني باسمي و سألني عن الأربعين رجلا بأسمائهم عن اسم رجل رجل ثم قال لي تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة فلا تحج في هذه السنة و انصرف إلى خراسان و حج من قابل قال و رمى إلي بصرة و قال اجعل هذه في نفقتك و لا تدخل في بغداد إلى دار أحد و لا تخبر بشيء مما رأيت قال محمد فانصرفنا من العقبة و لم يقض لنا الحج و خرج غانم إلى خراسان و انصرف من قابل حاجا و بعث إلينا بألطاف و لم يدخل قم و حج و انصرف إلى خراسان فمات بها رحمه الله قال محمد بن شاذان عن الكابلي و قد كنت رايته عند أبي سعيد فذكر أنه خرج من كابل مرتادا طالبا و أنه وجد صحة هذا الدين في الإنجيل و به اهتدى فحدثني محمد بن شاذان بنيسابور قال بلغني أنه قد وصل فترصدت له حتى لقيته فسألته عن خبره فذكر أنه لم يزل في الطلب و أنه أقام بالمدينة فكان لا يذكره لأحد إلا زجره فلقي شيخا من بني هاشم و هو يحيى بن محمد العريضي فقال له إن الذي تطلبه بصرياء قال فقصدت صرياء و جئت إلى دهليز مرشوش فطرحت نفسي على الدكان فخرج إلي غلام أسود فزجرني و انتهرني و قال لي قم من هذا المكان و انصرف فقلت لا أفعل فدخل الدار ثم خرج إلي و قال ادخل فدخلت فإذا مولاي ع قاعد وسط الدار فلما نظر إلي سماني باسم لم يعرفه أحد إلا أهلي بكابل و أجرى لي أشياء فقلت له إن نفقتي قد ذهبت فمر لي بنفقة فقال لي أما إنها ستذهب منك بكذبك و أعطاني نفقة فضاع مني ما كان معي و سلم ما أعطاني ثم انصرفت السنة الثانية و لم أجد في الدار أحدا .
19- حدثني أبي رضي الله عنه قال حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني علي بن محمد بن إسحاق الأشعري قال كانت لي زوجة من الموالي قد كنت هجرتها دهرا فجاءتني فقالت إن كنت قد طلقتني فأعلمني فقلت لها لم أطلقك و نلت منها
===============
(498)
في هذا اليوم فكتبت إلي بعد أشهر تدعي أنها حامل فكتبت في أمرها و في دار كان صهري أوصى بها للغريم ع أسأل أن يباع مني و أن ينجم على ثمنها فورد الجواب في الدار قد أعطيت ما سألت و كف عن ذكر المرأة و الحمل فكتبت إلي المرأة بعد ذلك تعلمني أنها كتبت بباطل و أن الحمل لا أصل له و الحمد لله رب العالمين .
20- حدثنا أبي رضي الله عنه عن سعد بن عبد الله قال حدثني أبو علي المتيلي قال جاءني أبو جعفر فمضى بي إلى العباسية و أدخلني خربة و أخرج كتابا فقرأه علي فإذا فيه شرح جميع ما حدث على الدار و فيه أن فلانة يعني أم عبد الله تؤخذ بشعرها و تخرج من الدار و يحدر بها إلى بغداد فتقعد بين يدي السلطان و أشياء مما يحدث ثم قال لي احفظ ثم مزق الكتاب و ذلك من قبل أن يحدث ما حدث بمدة .
21- قال و حدثني أبو جعفر المروزي عن جعفر بن عمرو قال خرجت إلى العسكر و أم أبي محمد ع في الحياة و معي جماعة فوافينا العسكر فكتب أصحابي يستأذنون في الزيارة من داخل باسم رجل رجل فقلت لا تثبتوا اسمي فإني لا أستأذن فتركوا اسمي فخرج الإذن ادخلوا و من أبى أن يستأذن .
22- قال و حدثني أبو الحسن جعفر بن أحمد قال كتب إبراهيم بن محمد بن الفرج الرخجي في أشياء و كتب في مولود ولد له يسأل أن يسمى فخرج إليه الجواب فيما سأل و لم يكتب إليه في المولود شيء فمات الولد و الحمد لله رب العالمين قال و جرى بين قوم من أصحابنا مجتمعين على كلام في مجلس فكتب إلى رجل منهم شرح ما جرى في المجلس .
23- قال و حدثني العاصمي أن رجلا تفكر في رجل يوصل إليه ما وجب
===============
(499)
للغريم ع و ضاق به صدره فسمع هاتفا يهتف به أوصل ما معك إلى حاجز قال و خرج أبو محمد السروي إلى سر من رأى و معه مال فخرج إليه ابتداء فليس فينا شك و لا فيمن يقوم مقامنا شك و رد ما معك إلى حاجز .
24- قال و حدثني أبو جعفر قال بعثنا مع ثقة من ثقات إخواننا إلى العسكر شيئا فعمد الرجل فدس فيما معه رقعة من غير علمنا فردت عليه الرقعة من غير جواب قال أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الكندي قال قال لي أبو طاهر البلالي التوقيع الذي خرج إلي من أبي محمد ع فعلقوه في الخلف بعده وديعة في بيتك فقلت له أحب أن تنسخ لي من لفظ التوقيع ما فيه فأخبر أبا طاهر بمقالتي فقال له جئني به حتى يسقط الإسناد بيني و بينه فخرج إلي من أبي محمد ع قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده ثم خرج إلي بعد مضيه بثلاثة أيام يخبرني بذلك فلعن الله من جحد أولياء الله حقوقهم و حمل الناس على أكتافهم و الحمد لله كثيرا .
===============
(500)
25- قال و كتب جعفر بن حمدان فخرجت إليه هذه المسائل استحللت بجارية و شرطت عليها أن لا أطلب ولدها و لا ألزمها منزلي فلما أتى لذلك مدة قالت لي قد حبلت فقلت لها كيف و لا أعلم أني طلبت منك الولد ثم غبت و انصرفت و قد أتت بولد ذكر فلم أنكره و لا قطعت عنها الإجراء و النفقة و لي ضيعة قد كنت قبل أن تصير إلي هذه المرأة سبلتها على وصاياي و على سائر ولدي على أن الأمر في الزيادة و النقصان منه إلي أيام حياتي و قد أتت هذه بهذا الولد فلم ألحقه في الوقف المتقدم المؤبد و أوصيت إن حدث بي حدث الموت أن يجري عليه ما دام صغيرا فإذا كبر أعطي من هذه الضيعة جملة مائتي دينار غير مؤبد و لا يكون له و لا لعقبه بعد إعطائه ذلك في الوقف شيء فرأيك أعزك الله في إرشادي فيما عملته و في هذا الولد بما أمتثله و الدعاء لي بالعافية و خير الدنيا و الآخرة جوابها و أما الرجل الذي استحل بالجارية و شرط عليها أن لا يطلب ولدها فسبحان من لا شريك له في قدرته شرطه على الجارية شرط على الله عز و جل هذا ما لا يؤمن أن يكون و حيث عرف في هذا الشك و ليس يعرف الوقت الذي أتاها فيه فليس ذلك بموجب البراءة في ولده و أما إعطاء المائتي دينار و إخراجه إياه و عقبه من الوقف فالمال ماله فعل فيه ما أراد قال أبو الحسين حسب الحساب قبل المولود فجاء الولد مستويا و قال وجدت في نسخة أبي الحسن الهمداني أتاني أبقاك الله كتابك و الكتاب الذي أنفذته و روى هذا التوقيع الحسن بن علي بن إبراهيم عن السياري
===============
(501)
26 - و كتب علي بن محمد الصيمري رضي الله عنه يسأل كفنا فورد أنه يحتاج إليه سنة ثمانين أو إحدى و ثمانين فمات رحمه الله في الوقت الذي حده و بعث إليه بالكفن قبل موته بشهر .
27- حدثنا علي بن أحمد بن مهزيار قال حدثني أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي قال حدثنا أحمد بن إبراهيم قال دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن العسكري ع في سنة اثنتين و ثمانين بالمدينة فكلمتها من وراء الحجاب و سألتها عن دينها فسمت لي من تأتم به ثم قالت فلان بن الحسن ع فسمته فقلت لها جعلني الله فداك معاينة أو خبرا فقالت خبرا عن أبي محمد ع كتب به إلى أمه فقلت لها فأين المولود فقالت مستور فقلت فإلى من تفزع الشيعة فقالت إلى الجدة أم أبي محمد ع فقلت لها أقتدي بمن وصيته إلى المرأة فقالت اقتداء بالحسين بن علي بن أبي طالب ع إن الحسين بن علي ع أوصى إلى أخته زينب بنت علي بن أبي طالب ع في الظاهر و كان ما يخرج عن علي بن الحسين من علم ينسب إلى زينب بنت علي تسترا على علي بن الحسين ثم قالت إنكم قوم أصحاب أخبار أ ما رويتم أن التاسع من ولد الحسين ع يقسم ميراثه و هو في الحياة .
28- و حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه قال كنت أحمل الأموال التي تجعل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الأموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي رضي الله عنه و كنت أطالبه بالقبوض
===============
(502)
فشكا ذلك إلى أبي جعفر العمري رضي الله عنه فأمرني أن لا أطالبه بالقبض و قال كلما وصل إلى أبي القاسم وصل إلي قال فكنت أحمل بعد ذلك الأموال إليه و لا أطالبه بالقبوض
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه الدلالة في هذا الحديث هي في المعرفة بمبلغ ما يحمل إليه و الاستغناء عن القبوض و لا يكون ذلك إلا من أمر الله عز و جل .
29- و حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه أن أبا جعفر العمري حفر لنفسه قبرا و سواه بالساج فسألته عن ذلك فقال للناس أسباب ثم سألته بعد ذلك فقال قد أمرت أن أجمع أمري فمات بعد ذلك بشهرين رضي الله عنه .
30- و حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه قال دفعت إلى امرأة سنة من السنين ثوبا و قالت احمله إلى العمري رضي الله عنه فحملته مع ثياب كثيرة فلما وافيت بغداد أمرني بتسليم ذلك كله إلى محمد بن العباس القمي فسلمته ذلك كله ما خلا ثوب المرأة فوجه إلي العمري رضي الله عنه و قال ثوب المرأة سلمه إليه فذكرت بعد ذلك أن امرأة سلمت إلي ثوبا و طلبته فلم أجده فقال لي لا تغتم فإنك ستجده فوجدته بعد ذلك و لم يكن مع العمري رضي الله عنه نسخة ما كان معي .
31- و حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه قال سألني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رضي الله عنه بعد موت محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه أن أسأل أبا القاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان ع أن يدعو الله عز و جل أن يرزقه ولدا ذكرا قال فسألته فأنهى ذلك ثم أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيام أنه قد دعا لعلي بن الحسين و أنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به و بعده أولاد قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه و سألته في أمر نفسي أن يدعو الله لي أن يرزقني ولدا ذكرا فلم يجبني إليه و قال ليس إلى هذا سبيل قال فولد
===============
(503)
لعلي بن الحسين رضي الله عنه محمد بن علي و بعده أولاد و لم يولد لي شيء قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه كان أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي الله عنه كثيرا ما يقول لي إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه و أرغب في كتب العلم و حفظه ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم و أنت ولدت بدعاء الإمام ع .
32- حدثنا أبو الحسين صالح بن شعيب الطالقاني رضي الله عنه في ذي القعدة سنة تسع و ثلاثين و ثلاثمائة قال حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عند المشايخ رضي الله عنهم فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدس الله روحه ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي قال فكتب المشايخ تأريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنه توفي ذلك اليوم و مضى أبو الحسن السمري رضي الله عنه بعد ذلك في النصف من شعبان سنة ثمان و عشرين و ثلاثمائة .
33- أخبرنا محمد بن علي بن متيل عن عمه جعفر بن محمد بن متيل قال لما حضرت أبا جعفر محمد بن عثمان العمري السمان رضي الله عنه الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسائله و أحدثه و أبو القاسم الحسين بن روح فالتفت إلي ثم قال لي قد أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح قال فقمت من عند رأسه و أخذت بيد أبي القاسم و أجلسته في مكاني و تحولت عند رجليه .
34- و أخبرنا محمد بن علي بن متيل قال كانت امرأة يقال لها زينب من أهل آبة و كانت امرأة محمد بن عبديل الآبي معها ثلاثمائة دينار فصارت إلى عمي جعفر بن محمد بن متيل و قالت أحب أن أسلم هذا المال من يدي إلى يد أبي القاسم بن
===============
(504)
روح قال فأنفذني معها أترجم عنها فلما دخلت على أبي القاسم رضي الله عنه أقبل يكلمها بلسان آبي فصيح فقال لها زينب چونا خويذا كوابذا چون استه و معناه كيف أنت و كيف كنت و ما خبر صبيانك قال فاستغنت عن الترجمة و سلمت المال و رجعت .
35- و أخبرنا محمد بن علي بن متيل قال قال عمي جعفر بن محمد بن متيل دعاني أبو جعفر محمد بن عثمان السمان المعروف بالعمري رضي الله عنه فأخرج إلي ثويبات معلمة و صرة فيها دراهم فقال لي يحتاج أن تصير بنفسك إلى واسط في هذا الوقت و تدفع ما دفعت إليك إلى أول رجل يلقاك عند صعودك من المركب إلى الشط بواسط قال فتداخلني من ذلك غم شديد و قلت مثلي يرسل في هذا الأمر و يحمل هذا الشيء الوتح قال فخرجت إلى واسط و صعدت من المركب فأول رجل يلقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط فقال أنا هو من أنت فقلت أنا جعفر بن محمد بن متيل قال فعرفني باسمي و سلم علي و سلمت عليه و تعانقنا فقلت له أبو جعفر العمري يقرأ عليك السلام و دفع إلي هذه الثويبات و هذه الصرة لأسلمها إليك فقال الحمد لله فإن محمد بن عبد الله الحائري قد مات و خرجت لإصلاح كفنه فحل الثياب و إذا فيها ما يحتاج إليه من حبر و ثياب و كافور في الصرة و كراء الحمالين و الحفار قال فشيعنا جنازته و انصرفت .
===============
(505)
36- و أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى العلوي ابن أخي طاهر ببغداد طرف سوق القطن في داره قال قدم أبو الحسن علي بن أحمد بن علي العقيقي ببغداد في سنة ثمان و تسعين و مائتين إلى علي بن عيسى بن الجراح و هو يومئذ وزير في أمر ضيعة له فسأله فقال له إن أهل بيتك في هذا البلد كثير فإن ذهبنا نعطي كلما سألونا طال ذلك أو كما قال فقال له العقيقي فإني أسأل من في يده قضاء حاجتي فقال له علي بن عيسى من هو فقال الله عز و جل و خرج مغضبا قال فخرجت و أنا أقول في الله عزاء من كل هالك و درك من كل مصيبة قال فانصرفت فجاءني الرسول من عند الحسين بن روح رضي الله عنه و أرضاه فشكوت إليه فذهب من عندي فأبلغه فجاءني الرسول بمائة درهم عددا و وزنا و منديل و شيء من حنوط و أكفان و قال لي مولاك يقرئك السلام و يقول لك إذا أهمك أمر أو غم فامسح بهذا المنديل وجهك فإن هذا منديل مولاك ع و خذ هذه الدراهم و هذا الحنوط و هذه الأكفان و ستقضى حاجتك في ليلتك هذه و إذا قدمت إلى مصر يموت محمد بن إسماعيل من قبلك بعشرة أيام ثم تموت بعده فيكون هذا كفنك و هذا حنوطك و هذا جهازك قال فأخذت ذلك و حفظته و انصرف الرسول و إذا أنا بالمشاعل على بابي و الباب يدق فقلت لغلامي خير يا خير انظر أي شيء هو ذا فقال خير هذا غلام حميد بن محمد الكاتب ابن عم الوزير فأدخله إلي فقال لي قد طلبك الوزير و يقول لك مولاي حميد اركب إلي قال فركبت و خبت الشوارع و الدروب و جئت إلى شارع الرزازين فإذا بحميد قاعد ينتظرني فلما رآني أخذ بيدي و ركبنا فدخلنا على الوزير فقال لي الوزير يا شيخ قد قضى الله حاجتك و اعتذر إلي و دفع إلي الكتب مكتوبة مختومة قد فرغ منها قال فأخذت ذلك و خرجت قال أبو محمد الحسن بن محمد فحدثنا أبو الحسن علي بن أحمد العقيقي رحمه الله بنصيبين بهذا و قال لي ما خرج هذا الحنوط إلا لعمتي فلانة لم يسمها و قد نعيت
===============
(506)
إلي نفسي و لقد قال لي الحسين بن روح رضي الله عنه إني أملك الضيعة و قد كتب لي بالذي أردت فقمت إليه و قبلت رأسه و عينيه و قلت يا سيدي أرني الأكفان و الحنوط و الدراهم قال فأخرج إلي الأكفان و إذا فيها برد حبرة مسهم من نسيج اليمن و ثلاثة أثواب مروي و عمامة و إذا الحنوط في خريطة و أخرج إلي الدراهم فعددتها مائة درهم و وزنها مائة درهم فقلت يا سيدي هب لي منها درهما أصوغه خاتما قال و كيف يكون ذلك خذ من عندي ما شئت فقلت أريد من هذه و ألححت عليه و قبلت رأسه و عينيه فأعطاني درهما فشددته في منديل و جعلته في كمي فلما صرت إلى الخان فتحت زنفيلجة معي و جعلت المنديل في الزنفيلجة و قيد الدرهم مشدود و جعلت كتبي و دفاتري فوقه و أقمت أياما ثم جئت أطلب الدرهم فإذا الصرة مصرورة بحالها و لا شيء فيها فأخذني شبه الوسواس فصرت إلى باب العقيقي فقلت لغلامه خير أريد الدخول إلى الشيخ فأدخلني إليه فقال لي ما لك فقلت يا سيدي الدرهم الذي أعطيتني إياه ما أصبته في الصرة فدعا بالزنفيلجة و أخرج الدراهم فإذا هي مائة درهم عددا و وزنا و لم يكن معي أحد أتهمه فسألته في رده إلي فأبى ثم خرج إلى مصر و أخذ الضيعة ثم مات قبله محمد بن إسماعيل بعشرة أيام كما قيل ثم توفي رضي الله عنه و كفن في الأكفان الذي دفعت إليه
===============
(507)
حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثني محمد بن جعفر قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكر ع في سنة اثنتين و ستين و مائتين فكلمتها من وراء حجاب و سألتها عن دينها فسمت لي من تأتم بهم ثم قالت و الحجة بن الحسن بن علي فسمته فقلت لها جعلني الله فداك معاينة أو خبرا فقالت خبرا عن أبي محمد ع كتب به إلى أمه فقلت لها فأين الولد فقالت مستور فقلت إلى من تفزع الشيعة فقالت لي إلى الجدة أم أبي محمد ع فقلت لها أقتدي بمن وصيته إلى امرأة فقالت اقتداء بالحسين بن علي ع فإن الحسين بن علي ع أوصى إلى أخته زينب بنت علي في الظاهر فكان ما يخرج عن علي بن الحسين ع من علم ينسب إلى زينب سترا على علي بن الحسين ع ثم قالت إنكم قوم أصحاب أخبار أ ما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن علي ع يقسم ميراثه و هو في الحياة .
37- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له إني أريد أن أسألك عن شيء فقال له سل عما بدا لك فقال الرجل أخبرني عن الحسين بن علي ع أ هو ولي الله قال نعم قال أخبرني عن قاتله أ هو عدو الله قال نعم قال الرجل فهل يجوز أن يسلط الله عز و جل عدوه على وليه فقال له أبو القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله عز و جل لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان و لا يشافههم بالكلام و لكنه جل جلاله يبعث إليهم رسلا من أجناسهم و أصنافهم بشرا مثلهم و لو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم و صورهم لنفروا عنهم و لم يقبلوا منهم فلما جاءوهم و كانوا من جنسهم يأكلون الطعام و يمشون في الأسواق قالوا لهم أنتم بشر مثلنا و لا نقبل منكم
===============
(508)
حتى تأتونا بشيء نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه فجعل الله عز و جل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار و الإعذار فغرق جميع من طغى و تمرد و منهم من ألقي في النار فكانت بردا و سلاما و منهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة و أجرى من ضرعها لبنا و منهم من فلق له البحر و فجر له من الحجر العيون و جعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون و منهم من أبرأ الأكمه و الأبرص و أحيا الموتى بإذن الله و أنبأهم بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم و منهم من انشق له القمر و كلمته البهائم مثل البعير و الذئب و غير ذلك فلما أتوا بمثل ذلك و عجز الخلق عن أمرهم و عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عز و جل و لطفه بعباده و حكمته أن جعل أنبياءه ع مع هذه القدرة و المعجزات في حالة غالبين و في أخرى مغلوبين و في حال قاهرين و في أخرى مقهورين و لو جعلهم الله عز و جل في جميع أحوالهم غالبين و قاهرين و لم يبتلهم و لم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عز و جل و لما عرف فضل صبرهم على البلاء و المحن و الاختبار و لكنه عز و جل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة و البلوى صابرين و في حال العافية و الظهور على الأعداء شاكرين و يكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين و لا متجبرين و ليعلم العباد أن لهم ع إلها هو خالقهم و مدبرهم فيعبدوه و يطيعوا رسله و تكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم و ادعى لهم الربوبية أو عاند أو خالف و عصى و جحد بما أتت به الرسل و الأنبياء ع لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح قدس الله روحه من الغد و أنا أقول في نفسي أ تراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه فابتدأني فقال لي يا محمد بن إبراهيم لأن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله عز و جل برأيي أو
===============
(509)
من عند نفسي بل ذلك عن الأصل و مسموع عن الحجة ص .
38- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن شاذان بن نعيم الشاذاني قال اجتمعت عندي خمسمائة درهم ينقص عشرين درهما فوزنت من عندي عشرين درهما و دفعتهما إلى أبي الحسين الأسدي رضي الله عنه و لم أعرفه أمر العشرين فورد الجواب قد وصلت الخمسمائة درهم التي لك فيها عشرون درهما قال محمد بن شاذان أنفذت بعد ذلك مالا و لم أفسر لمن هو فورد الجواب وصل كذا و كذا منه لفلان كذا و لفلان كذا قال و قال أبو العباس الكوفي حمل رجل مالا ليوصله و أحب أن يقف على الدلالة فوقع ع إن استرشدت أرشدت و إن طلبت وجدت يقول لك مولاك احمل ما معك قال الرجل فأخرجت مما معي ستة دنانير بلا وزن و حملت الباقي فخرج التوقيع يا فلان رد الستة دنانير التي أخرجتها بلا وزن و وزنها ستة دنانير و خمسة دوانيق و حبة و نصف قال الرجل فوزنت الدنانير فإذا هي كما قال ع
39- حدثنا أبو محمد عمار بن الحسين بن إسحاق الأسروشني رضي الله عنه قال حدثنا أبو العباس أحمد بن الخضر بن أبي صالح الخجندي رضي الله عنه أنه خرج إليه من صاحب الزمان ع توقيع بعد أن كان أغري بالفحص و الطلب و سار عن وطنه ليتبين له ما يعمل عليه و كان نسخة التوقيع من بحث فقد طلب و من طلب فقد دل و من دل فقد أشاط و من أشاط فقد أشرك قال فكف عن الطلب و رجع و حكي عن أبي القاسم بن روح قدس الله روحه أنه قال في الحديث الذي روي في أبي طالب أنه أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين إن معناه إله
===============
(510)
أحد جواد .
40- حدثنا أحمد بن هارون القاضي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن إسحاق بن حامد الكاتب قال كان بقم رجل بزاز مؤمن و له شريك مرجئي فوقع بينهما ثوب نفيس فقال المؤمن يصلح هذا الثوب لمولاي فقال له شريكه لست أعرف مولاك و لكن افعل بالثوب ما تحب فلما وصل الثوب إليه شقه ع بنصفين طولا فأخذ نصفه و رد النصف و قال لا حاجة لنا في مال المرجئي .
41- قال عبد الله بن جعفر الحميري و خرج التوقيع إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري في التعزية بأبيه رضي الله عنهما في فصل من الكتاب إنا لله و إنا إليه راجعون تسليما لأمره و رضاء بقضائه عاش أبوك سعيدا و مات حميدا فرحمه الله و ألحقه بأوليائه و مواليه ع فلم يزل مجتهدا في أمرهم ساعيا فيما يقربه إلى الله عز و جل و إليهم نضر الله وجهه و أقاله عثرته و في فصل آخر أجزل الله لك الثواب و أحسن لك العزاء رزئت و رزئنا و أوحشك فراقه و أوحشنا فسره الله في منقلبه و كان من كمال سعادته أن رزقه الله عز و جل ولدا مثلك يخلفه من بعده و يقوم مقامه بأمره و يترحم عليه و أقول الحمد لله فإن الأنفس طيبة بمكانك و ما جعله الله عز و جل فيك و عندك أعانك الله و قواك و عضدك و وفقك و كان الله لك وليا و حافظا و راعيا و كافيا و معينا توقيع من صاحب الزمان ع كان خرج إلى العمري و ابنه رضي الله عنهما رواه سعد بن عبد الله .
42- قال الشيخ أبو عبد الله جعفر رضي الله عنه وجدته مثبتا عنه رحمه الله وفقكما الله لطاعته و ثبتكما على دينه و أسعدكما بمرضاته انتهى إلينا
===============
(511)
ما ذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار و مناظراته من لقي و احتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي و تصديقه إياه و فهمت جميع ما كتبتما به مما قال أصحابكما عنه و أنا أعوذ بالله من العمى بعد الجلاء و من الضلالة بعد الهدى و من موبقات الأعمال و مرديات الفتن فإنه عز و جل يقول الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا يُفْتَنُونَ كيف يتساقطون في الفتنة و يترددون في الحيرة و يأخذون يمينا و شمالا فارقوا دينهم أم ارتابوا أم عاندوا الحق أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة و الأخبار الصحيحة أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون أن الأرض لا تخلو من حجة إما ظاهرا و إما مغمورا أو لم يعلموا انتظام أئمتهم بعد نبيهم ص واحدا بعد واحد إلى أن أفضى الأمر بأمر الله عز و جل إلى الماضي يعني الحسن بن علي ع فقام مقام آبائه ع يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم كانوا نورا ساطعا و شهابا لامعا و قمرا زاهرا ثم اختار الله عز و جل له ما عنده فمضى على منهاج آبائه ع حذو النعل بالنعل على عهد عهده و وصية أوصى بها إلى وصي ستره الله عز و جل بأمره إلى غاية و أخفى مكانه بمشيئته للقضاء السابق و القدر النافذ و فينا موضعه و لنا فضله و لو قد أذن الله عز و جل فيما قد منعه عنه و أزال عنه ما قد جرى به من حكمه لأراهم الحق ظاهرا بأحسن حلية و أبين دلالة و أوضح علامة و لأبان عن نفسه و قام بحجته و لكن أقدار الله عز و جل لا تغالب و إرادته لا ترد و توفيقه لا يسبق فليدعوا عنهم اتباع الهوى و ليقيموا على أصلهم الذي كانوا عليه و لا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا و لا يكشفوا ستر الله عز و جل فيندموا و ليعلموا أن الحق معنا و فينا لا يقول ذلك سوانا إلا كذاب مفتر و لا يدعيه غيرنا إلا ضال غوي فليقتصروا منا على هذه الجملة دون التفسير و يقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله
===============
(512)
الدعاء في غيبة القائم ع .
43- حدثنا أبو محمد الحسين بن أحمد المكتب قال حدثنا أبو علي بن همام بهذا الدعاء و ذكر أن الشيخ العمري قدس الله روحه أملاه عليه و أمره أن يدعو به و هو الدعاء في غيبة القائم ع اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني نبيك فإنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني اللهم لا تمتني ميتة جاهلية و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت طاعته علي من ولاة أمرك بعد رسولك ص حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و عليا و محمدا و جعفرا و موسى و عليا و محمدا و عليا و الحسن و الحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين اللهم فثبتني على دينك و استعملني بطاعتك و لين قلبي لولي أمرك و عافني مما امتحنت به خلقك و ثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك و أمرك ينتظر و أنت العالم غير معلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهار أمره و كشف ستره فصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت و لا تأخير ما عجلت و لا أكشف عما سترته و لا أبحث عما كتمته و لا أنازعك في تدبيرك و لا أقول لم و كيف و ما بال ولي الأمر لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور و أفوض أموري كلها إليك اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا نافذا لأمرك مع علمي بأن لك السلطان و القدرة و البرهان و الحجة و المشيئة و الإرادة و الحول و القوة فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتى ننظر إلى وليك ص ظاهر المقالة واضح الدلالة هاديا من الضلالة شافيا من الجهالة أبرز يا رب مشاهده و ثبت
===============
(513)
قواعده و اجعلنا ممن تقر عينه برؤيته و أقمنا بخدمته و توفنا على ملته و احشرنا في زمرته اللهم أعذه من شر جميع ما خلقت و برأت و ذرأت و أنشأت و صورت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصي رسولك اللهم و مد في عمره و زد في أجله و أعنه على ما أوليته و استرعيته و زد في كرامتك له فإنه الهادي و المهتدي و القائم المهدي الطاهر التقي النقي الزكي الرضي المرضي الصابر المجتهد الشكور اللهم و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنا و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان و قوة اليقين في ظهوره و الدعاء له و الصلاة عليه حتى لا يقنطنا طول غيبته من ظهوره و قيامه و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك ص و ما جاء به من وحيك و تنزيلك و قو قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى و الحجة العظمى و الطريقة الوسطى و قونا على طاعته و ثبتنا على متابعته و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الراضين بفعله و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا حتى تتوفانا و نحن على ذلك غير شاكين و لا ناكثين و لا مرتابين و لا مكذبين اللهم عجل فرجه و أيده بالنصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و دمر على من نصب له و كذب به و أظهر به الحق و أمت به الباطل و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذل و أنعش به البلاد و اقتل به جبابرة الكفر و اقصم به رءوس
===============
(514)
الضلالة و ذلل به الجبارين و الكافرين و أبر به المنافقين و الناكثين و جميع المخالفين و الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها حتى لا تدع منهم ديارا و لا تبقى لهم آثارا و تطهر منهم بلادك و اشف منهم صدور عبادك و جدد به ما امتحى من دينك و أصلح به ما بدل من حكمك و غير من سنتك حتى يعود دينك به و على يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتى تطفئ بعدله نيران الكافرين فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك و ارتضيته لنصرة نبيك و اصطفيته بعلمك و عصمته من الذنوب و برأته من العيوب و أطلعته على الغيوب و أنعمت عليه و طهرته من الرجس و نقيته من الدنس اللهم فصل عليه و على آبائه الأئمة الطاهرين و على شيعتهم المنتجبين و بلغهم من آمالهم أفضل ما يأملون و اجعل ذلك منا خالصا من كل شك و شبهة و رياء و سمعة حتى لا نريد به غيرك و لا نطلب به إلا وجهك اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا و غيبة ولينا و شدة الزمان علينا و وقوع الفتن بنا و تظاهر الأعداء علينا و كثرة عدونا و قلة عددنا اللهم فافرج ذلك بفتح منك تعجله و نصر منك تعزه و إمام عدل تظهره إله الحق رب العالمين اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك و قتل أعدائك في بلادك حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها و لا بنية إلا أفنيتها و لا قوة إلا أوهنتها و لا ركنا إلا هددته و لا حدا إلا فللته و لا سلاحا إلا أكللته و لا راية إلا
===============
(515)
نكستها و لا شجاعا إلا قتلته و لا جيشا إلا خذلته و ارمهم يا رب بحجرك الدامغ و اضربهم بسيفك القاطع و ببأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين و عذب أعداءك و أعداء دينك و أعداء رسولك بيد وليك و أيدي عبادك المؤمنين اللهم اكف وليك و حجتك في أرضك هول عدوه و كد من كاده و امكر بمن مكر به و اجعل دائرة السوء على من أراد به سوءا و اقطع عنه مادتهم و أرعب له قلوبهم و زلزل له أقدامهم و خذهم جهرة و بغتة و شدد عليهم عقابك و أخزهم في عبادك و العنهم في بلادك و أسكنهم أسفل نارك و أحط بهم أشد عذابك و أصلهم نارا و احش قبور موتاهم نارا و أصلهم حر نارك فإنهم أضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات و أذلوا عبادك اللهم و أحي بوليك القرآن و أرنا نوره سرمدا لا ظلمة فيه و أحي به القلوب الميتة و اشف به الصدور الوغرة و اجمع به الأهواء المختلفة على الحق و أقم به الحدود المعطلة و الأحكام المهملة حتى لا يبقى حق إلا ظهر و لا عدل إلا زهر و اجعلنا يا رب من أعوانه و مقوي سلطانه و المؤتمرين لأمره و الراضين بفعله و المسلمين لأحكامه و ممن لا حاجة له به إلى التقية من خلقك أنت يا رب الذي تكشف السوء و تجيب المضطر إذا دعاك و تنجي من الكرب العظيم فاكشف يا رب الضر عن وليك و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له اللهم و لا تجعلني من خصماء آل محمد و لا تجعلني من أعداء آل محمد و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمد فإني أعوذ بك من ذلك فأعذني و أستجير بك فأجرني اللهم صل على محمد و آل محمد و اجعلني بهم فائزا عندك في الدنيا و الآخرة و من المقربين .
===============
( 516)
44- حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري قدس الله روحه فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك و بين ستة أيام فاجمع أمرك و لا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز و جل و ذلك بعد طول الأمد و قسوة القلوب و امتلاء الأرض جورا و سيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني و الصيحة فهو كاذب مفتر و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم قال فنسخنا هذا التوقيع و خرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا إليه و هو يجود بنفسه فقيل له من وصيك من بعدك فقال لله أمر هو بالغه و مضى رضي الله عنه فهذا آخر كلام سمع منه .
45- حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بن بزرج صاحب الصادق ع قال سمعت محمد بن الحسن الصيرفي الدورقي المقيم بأرض بلخ يقول أردت الخروج إلى الحج و كان معي مال بعضه ذهب و بعضه فضة فجعلت ما كان معي من الذهب سبائك و ما كان معي من الفضة نقرا و كان قد دفع ذلك المال إلي لأسلمه من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه قال فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل فجعلت أميز تلك السبائك و النقر فسقطت سبيكة من تلك السبائك مني و غاضت في الرمل و أنا لا أعلم قال فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك و النقر مرة أخرى اهتماما مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال و ثلاثة مثاقيل أو قال ثلاثة و تسعون
===============
(517)
مثقالا قال فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة و جعلتها بين السبائك فلما وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه و سلمت إليه ما كان معي من السبائك و النقر فمد يده من بين تلك السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمى بها إلي و قال لي ليست هذه السبيكة لنا و سبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل فارجع إلى مكانك و انزل حيث نزلت و اطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها و ستعود إلى هاهنا فلا تراني قال فرجعت إلى سرخس و نزلت حيث كنت نزلت فوجدت السبيكة تحت الرمل و قد نبت عليها الحشيش فأخذت السبيكة و انصرفت إلى بلدي فلما كان بعد ذلك حججت و معي السبيكة فدخلت مدينة السلام و قد كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه مضى و لقيت أبا الحسن علي بن محمد السمري رضي الله عنه فسلمت السبيكة إليه .
46- و حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد البزرجي قال رأيت بسر من رأى رجلا شابا في المسجد المعروف بمسجد زبيدة في شارع السوق و ذكر أنه هاشمي من ولد موسى بن عيسى لم يذكر أبو جعفر اسمه و كنت أصلي فلما سلمت قال لي أنت قمي أو رازي فقلت أنا قمي مجاور بالكوفة في مسجد أمير المؤمنين ع فقال لي أ تعرف دار موسى بن عيسى التي بالكوفة فقلت نعم فقال أنا من ولده قال كان لي أب و له إخوان و كان أكبر الأخوين ذا مال و لم يكن للصغير مال فدخل على أخيه الكبير فسرق منه ستمائة دينار فقال الأخ الكبير أدخل على الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ع و أسأله أن يلطف للصغير لعله يرد مالي فإنه حلو الكلام فلما كان وقت السحر بدا لي في الدخول على الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ع قلت أدخل على أشناس التركي صاحب السلطان فأشكو إليه قال فدخلت على أشناس التركي و بين يديه نرد يلعب به فجلست أنتظر فراغه فجاءني رسول الحسن بن علي
===============
(518)
ع فقال لي أجب فقمت معه فلما دخلت على الحسن بن علي ع قال لي كان لك إلينا أول الليل حاجة ثم بدا لك عنها وقت السحر اذهب فإن الكيس الذي أخذ من مالك قد رد و لا تشك أخاك و أحسن إليه و أعطه فإن لم تفعل فابعثه إلينا لنعطيه فلما خرج تلقاه غلاما يخبره بوجود الكيس قال أبو جعفر البزرجي فلما كان من الغد حملني الهاشمي إلى منزله و أضافني ثم صاح بجارية و قال يا غزال أو يا زلال فإذا أنا بجارية مسنة فقال لها يا جارية حدثي مولاك بحديث الميل و المولود فقالت كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي امضي إلى دار الحسن بن علي ع فقولي لحكيمة تعطينا شيئا نستشفي به لمولودنا هذا فلما مضيت و قلت كما قال لي مولاي قالت حكيمة ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة تعني ابن الحسن بن علي ع فأتيت بميل فدفعته إلي و حملته إلى مولاتي فكحلت به المولود فعوفي و بقي عندنا و كنا نستشفي به ثم فقدناه قال أبو جعفر البزرجي فلقيت في مسجد الكوفة أبا الحسن بن برهون البرسي فحدثته بهذا الحديث عن هذا الهاشمي فقال قد حدثني هذا الهاشمي بهذه الحكاية كما ذكرتها حذو النعل بالنعل سواء من غير زيادة و لا نقصان .
47- حدثنا الحسين بن علي بن محمد القمي المعروف بأبي علي البغدادي قال كنت ببخارى فدفع إلي المعروف بابن جاوشير عشرة سبائك ذهبا و أمرني أن أسلمها بمدينة السلام إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فحملتها معي فلما بلغت آمويه ضاعت مني سبيكة من تلك السبائك و لم أعلم بذلك حتى دخلت مدينة السلام فأخرجت السبائك لأسلمها فوجدتها قد نقصت واحدة فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها و أضفتها إلى التسع السبائك
===============
(519)
ثم دخلت على الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه و وضعت السبائك بين يديه فقال لي خذ تلك السبيكة التي اشتريتها و أشار إليها بيده و قال إن السبيكة التي ضيعتها قد وصلت إلينا و هو ذا هي ثم أخرج إلي تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني بآمويه فنظرت إليها فعرفتها قال الحسين بن علي بن محمد المعروف بأبي علي البغدادي و رأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة فسألتني عن وكيل مولانا ع من هو فأخبرها بعض القميين أنه أبو القاسم الحسين بن روح و أشار إليها فدخلت عليه و أنا عنده فقالت له أيها الشيخ أي شيء معي فقال ما معك فألقيه في دجلة ثم ائتيني حتى أخبرك قال فذهبت المرأة و حملت ما كان معها فألقته في دجلة ثم رجعت و دخلت إلى أبي القاسم الروحي قدس الله روحه فقال أبو القاسم لمملوكة له أخرجي إلي الحق فأخرجت إليه حقة فقال للمرأة هذه الحقة التي كانت معك و رميت بها في دجلة أخبرك بما فيها أو تخبريني فقالت له بل أخبرني أنت فقال في هذه الحقة زوج سوار ذهب و حلقة كبيرة فيها جوهرة و حلقتان صغيرتان فيهما جوهر و خاتمان أحدهما فيروزج و الآخر عقيق فكان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها فنظرت المرأة إليه فقالت هذا الذي حملته بعينه و رميت به في دجلة فغشي علي و على المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة ثم قال الحسين لي بعد ما حدثني بهذا الحديث أشهد عند الله عز و جل يوم القيامة بما حدثت به أنه كما ذكرته لم أزد فيه و لم أنقص منه و حلف بالأئمة الاثني عشر ص لقد صدق فيما حدث به و ما زاد فيه و ما نقص منه .
48- حدثنا أبو الفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه قال حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد الداودي عن أبيه قال كنت عند أبي القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه فسأله رجل ما معنى قول العباس للنبي ص إن
===============
(520)
عمك أبا طالب قد أسلم بحساب الجمل و عقد بيده ثلاثة و ستين فقال عنى بذلك إله أحد جواد و تفسير ذلك أن الألف واحد و اللام ثلاثون و الهاء خمسة و الألف واحد و الحاء ثمانية و الدال أربعة و الجيم ثلاثة و الواو ستة و الألف واحد و الدال أربعة فذلك ثلاثة و ستون .
49- حدثنا محمد بن أحمد الشيباني و علي بن أحمد بن محمد الدقاق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب و علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه قال كان فيما ورد علي من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان قدس الله روحه في جواب مسائلي إلى صاحب الزمان ع أما ما سألت عنه من الصلاة عند طلوع الشمس و عند غروبها فلئن كان كما يقولون إن الشمس تطلع بين قرني الشيطان و تغرب بين قرني الشيطان فما أرغم أنف الشيطان أفضل من الصلاة فصلها و أرغم أنف الشيطان و أما ما سألت عنه من أمر الوقف على ناحيتنا و ما يجعل لنا ثم يحتاج إليه صاحبه فكل ما لم يسلم فصاحبه فيه بالخيار و كل ما سلم فلا خيار فيه لصاحبه احتاج إليه صاحبه أو لم يحتج افتقر إليه أو استغنى عنه و أما ما سألت عنه من أمر من يستحل ما في يده من أموالنا و يتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا فمن فعل ذلك فهو ملعون و نحن خصماؤه يوم القيامة فقد قال النبي ص المستحل من عترتي ما حرم الله ملعون على لساني و لسان كل
===============
(521)
نبي فمن ظلمنا كان من جملة الظالمين و كان لعنة الله عليه لقوله تعالى أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ و أما ما سألت عنه من أمر المولود الذي تنبت غلفته بعد ما يختن هل يختن مرة أخرى فإنه يجب أن يقطع غلفته فإن الأرض تضج إلى الله عز و جل من بول الأغلف أربعين صباحا و أما ما سألت عنه من أمر المصلي و النار و الصورة و السراج بين يديه هل تجوز صلاته فإن الناس اختلفوا في ذلك قبلك فإنه جائز لمن لم يكن من أولاد عبدة الأصنام أو عبدة النيران أن يصلي و النار و الصورة و السراج بين يديه و لا يجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدة الأصنام و النيران و أما ما سألت عنه من أمر الضياع التي لناحيتنا هل يجوز القيام بعمارتها و أداء الخراج منها و صرف ما يفضل من دخلها إلى الناحية احتسابا للأجر و تقربا إلينا فلا يحل لأحد أن يتصرف في مال غيره بغير إذنه فكيف يحل ذلك في مالنا من فعل شيئا من ذلك من غير أمرنا فقد استحل منا ما حرم عليه و من أكل من أموالنا شيئا فإنما يأكل في بطنه نارا و سيصلى سعيرا و أما ما سألت عنه من أمر الرجل الذي يجعل لناحيتنا ضيعة و يسلمها من قيم يقوم بها و يعمرها و يؤدي من دخلها خراجها و مئونتها و يجعل ما يبقى من الدخل لناحيتنا فإن ذلك جائز لمن جعله صاحب الضيعة قيما عليها إنما لا يجوز ذلك لغيره و أما ما سألت عنه من أمر الثمار من أموالنا يمر بها المار فيتناول منه و يأكله هل يجوز ذلك له فإنه يحل له أكله و يحرم عليه حمله .
50- حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن علي بن أبي حمزة
===============
(522)
عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع أصلحك الله ما أيسر ما يدخل به العبد النار قال من أكل من مال اليتيم درهما و نحن اليتيم
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه معنى اليتيم هو المنقطع القرين في هذا الموضع فسمى النبي ص بهذا المعنى يتيما و كذلك كل إمام بعده يتيم بهذا المعنى و الآية في أكل أموال اليتامى ظلما فيهم نزلت و جرت من بعدهم في سائر الأيتام و الدرة اليتيمة إنما سميت يتيمة لأنها منقطعة القرين .
51- حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي عن أبيه رضي الله عنه قال ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه ابتداء لم يتقدمه سؤال بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين على من استحل من مالنا درهما قال أبو الحسين الأسدي رضي الله عنه فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له و قلت في نفسي إن ذلك في جميع من استحل محرما فأي فضل في ذلك للحجة ع على غيره قال فو الذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي هذا التوقيع حتى نظرنا إليه و قرأناه .
52- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني قال كتبت إلى علي بن محمد بن علي ع رجل جعل لك جعلني الله فداك شيئا من ماله ثم احتاج إليه أ يأخذه لنفسه أو يبعث به إليك قال هو بالخيار في ذلك ما لم يخرجه عن يده و لو وصل إلينا لرأينا أن نواسيه به و قد احتاج إليه