18-  باب خبر يوسف اليهودي بالنبي ص و بصفاته و علاماته

 41-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبان بن عثمان رفعه بإسناده قال لما بلغ عبد الله بن عبد المطلب زوجه عبد المطلب آمنة بنت وهب الزهري فلما تزوج بها حملت برسول الله ص فروي عنها أنها قالت لما حملت به لم أشعر بالحمل و لم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل فرأيت في نومي كأن آت أتاني فقال لي قد حملت بخير الأنام فلما حان وقت الولادة خف علي ذلك حتى وضعته و هو يتقي الأرض بيده و ركبتيه و سمعت قائلا يقول وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد من شر كل باغ و حاسد فولد رسول الله ص عام الفيل لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول يوم الإثنين فقالت آمنة لما سقط إلى الأرض اتقى الأرض بيديه و ركبتيه و رفع رأسه إلى السماء و خرج مني نور أضاء ما بين السماء و الأرض و رميت الشياطين بالنجوم و حجبوا عن السماء و رأت قريش الشهب و النجوم تسير في السماء ففزعوا لذلك و قالوا هذا قيام الساعة فاجتمعوا إلى الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك و كان شيخا كبيرا مجربا فقال انظروا إلى هذه النجوم التي تهتدون بها في البر و البحر فإن

 

===============

(197)

كانت قد زالت فهو قيام الساعة و إن كانت هذه ثابتة فهو لأمر قد حدث و أبصرت الشياطين ذلك فاجتمعوا إلى إبليس فأخبروه أنهم قد منعوا من السماء و رموا بالشهب فقال اطلبوا فإن أمرا قد حدث فجالوا في الدنيا و رجعوا و قالوا لم نر شيئا فقال أنا لهذا فخرق ما بين المشرق و المغرب فلما انتهى إلى الحرم وجد الحرم محفوفا بالملائكة فلما أراد أن يدخل صاح به جبرئيل ع فقال اخسأ يا ملعون فجاء من قبل حراء فصار مثل الصرد قال يا جبرئيل ما هذا قال هذا نبي قد ولد و هو خير الأنبياء قال هل لي فيه نصيب قال لا قال ففي أمته قال بلى قال قد رضيت قال و كان بمكة يهودي يقال له يوسف فلما رأى النجوم يقذف بها و تتحرك قال هذا نبي قد ولد في هذه الليلة و هو الذي نجده في كتبنا أنه إذا ولد و هو آخر الأنبياء رجمت الشياطين و حجبوا عن السماء فلما أصبح جاء إلى نادى قريش فقال يا معشر قريش هل ولد فيكم الليلة مولود قالوا لا قال أخطأتم و التوراة ولد إذا بفلسطين و هو آخر الأنبياء و أفضلهم فتفرق القوم فلما رجعوا إلى منازلهم أخبر كل رجل منهم أهله بما قال اليهودي فقالوا لقد ولد لعبد الله بن عبد المطلب ابن في هذه الليلة فأخبروا بذلك يوسف اليهودي فقال لهم قبل أن أسألكم أو بعده قالوا قبل ذلك قال فاعرضوه علي فمشوا إلى باب آمنة فقالوا أخرجي ابنك ينظر إليه هذا اليهودي فأخرجته في قماطه فنظر في عينيه و كشف عن كتفيه فرأى شامة سوداء بين كتفيه و عليها شعرات فلما نظر إليه وقع على الأرض مغشيا عليه فتعجب منه قريش و ضحكوا منه فقال أ تضحكون يا معشر قريش هذا نبي السيف ليبيرنكم و قد ذهبت النبوة من بني إسرائيل إلى آخر الأبد و تفرق الناس و يتحدثون بخبر اليهودي و نشأ رسول الله ص في اليوم كما ينشأ غيره في الجمعة و ينشأ في الجمعة كما ينشأ غيره في الشهر .

 

===============

(198)

 

19-  باب خبر دواس بن حواش المقبل من الشام

 42-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير و أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي جميعا عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال لما دعا رسول الله ص بكعب بن أسد ليضرب عنقه فأخرج و ذلك في غزوة بني قريظة نظر إليه رسول الله ص فقال له يا كعب أ ما نفعك وصية ابن حواش الحبر الذي أقبل من الشام فقال تركت الخمر و الخمير و جئت إلى الموس و التمور لنبي يبعث هذا أوان خروجه يكون مخرجه بمكة و هذه دار هجرته و هو الضحوك القتال يجتزي بالكسيرات و التمرات و يركب الحمار العاري في عينيه حمرة و بين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه على عاتقه و لا يبالي بمن لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف و الحافر قال كعب قد كان ذلك يا محمد و لو لا أن اليهود تعيرني أني جبنت عند القتل لآمنت بك و صدقتك و لكني على دين اليهودية عليه أحيا و عليه أموت فقال رسول الله ص فقدموه و اضربوا عنقه فقدم و ضرب عنقه .

 

20-  باب خبر زيد بن عمرو بن نفيل

و كان زيد بن عمر بن نفيل يطلب الدين الحنيف و يعرف أمر النبي ص .

 

===============

(199)

 43-  حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين البزاز النيسابوري قال حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال كان زيد بن عمرو بن نفيل أجمع على الخروج من مكة يضرب في الأرض و يطلب الحنيفية دين إبراهيم ع و كانت امرأته صفية بنت الحضرمي كلما أبصرته قد نهض إلى الخروج و أراده آذنت به الخطاب بن نفيل فخرج زيد إلى الشام يلتمس و يطلب في أهل الكتاب الأول دين إبراهيم ع و يسأل عنه فلم يزل في ذلك فيما يزعمون حتى أتى الموصل و الجزيرة كلها ثم أقبل حتى أتى الشام فجال فيها حتى أتى راهبا بميفعة من أرض البلقاء كان ينتهى إليه علم النصرانية فيما يزعمون فسأله عن الحنيفية دين إبراهيم ع فقال له الراهب إنك لتسأل عن دين ما أنت بواجد له الآن من يحملك عليه اليوم لقد درس علمه و ذهب من كان يعرفه و لكنه قد أظلك خروج نبي يبعث بأرضك التي خرجت منها بدين إبراهيم الحنيفية فعليك ببلادك فإنه مبعوث الآن هذا زمانه و لقد كان سئم اليهودية و النصرانية فلم يرض شيئا منهما فخرج مسرعا حين قال له الراهب ما قال يريد مكة حتى إذا كان بأرض لخم عدوا عليه فقتلوه فقال ورقة بن نوفل و قد كان اتبع مثل أثر زيد و لم يفعل في ذلك ما فعل فبكاه ورقة و قال فيه رشدت و أنعمت ابن عمرو و إنما تجنبت تنورا من النار حاميابدينك ربا ليس رب كمثله و تركك أوثان الطواغي كما هياينتظر خروجه و خرج في طلبه فقتل في الطريق

 

===============

(200)

و قد تدرك الإنسان رحمة ربه و لو كان تحت الأرض ستين واديا.

 44-  و بهذا الإسناد عن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يسار المدني قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير و محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الحصين التميمي أن عمر بن الخطاب و سعيد بن زيد قالا يا رسول الله أ نستغفر لزيد قال نعم فاستغفروا له فإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده .

 45-  حدثنا أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن المسعودي عن نفيل بن هشام عن أبيه أن جده سعيد بن زيد سأل رسول الله ص عن أبيه زيد بن عمرو فقال يا رسول الله إن أبي زيد بن عمرو كان كما رأيت و كما بلغك فلو أدركك كان آمن بك فاستغفر له قال نعم فاستغفر له و قال إنه يجي‏ء يوم القيامة أمة وحده و كان فيما ذكروا أنه يطلب الدين فمات و هو في طلبه قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله حال النبي ص قبل النبوة حال قائمنا و صاحب زماننا ع في وقتنا هذا و ذلك أنه لم يعرف خبر النبي ص في ذلك الوقت إلا الأحبار و الرهبان و الذين قد انتهى إليهم العلم به فكان الإسلام غريبا فيهم و كان الواحد منهم إذا سأل الله تبارك و تعالى بتعجيل فرج نبيه و إظهار أمره سخر منه أهل الجهل و الضلال و قالوا له متى يخرج هذا النبي الذي تزعمون أنه نبي السيف و أن دعوته تبلغ المشرق و المغرب و أنه ينقاد له ملوك الأرض كما يقول الجهال لنا في وقتنا هذا متى يخرج هذا المهدي الذي تزعمون أنه لا بد من خروجه و ظهوره و ينكره قوم و يقر به آخرون

 و قد قال النبي ص إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا

 

===============

(201)

كما بدأ فطوبى للغرباء فقد عاد الإسلام كما قال ع غريبا في هذا الزمان كما بدأ و سيقوى بظهور ولي الله و حجته كما قوي بظهور نبي الله و رسوله و تقر بذلك أعين المنتظرين له و القائلين بإمامته كما قرت أعين المنتظرين لرسول الله و العارفين به بعد ظهوره و إن الله عز و جل لينجز لأوليائه ما وعدهم و يعلي كلمته و يتم نوره و لو كره المشركون .

 46-  حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال حدثني جدي الحسن بن علي عن جده عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ع قال قال رسول الله ص إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء .

 47-  حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد العمركي بن علي البوفكي عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص إن الإسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء .

 

21-  باب العلة التي من أجلها يحتاج إلى الإمام ع

 1-  حدثنا أبي و محمد الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله ع قال قلت له أ تبقى الأرض بغير إمام قال لو بقيت الأرض بغير إمام ساعة لساخت .

 2-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد

 

===============

(202)

بن الحسن الصفار قال حدثنا العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن محمد بن الهيثم عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن الرضا ع قال قلت له أ تبقى الأرض بغير إمام فقال لا قلت فإنا نروى عن أبي عبد الله ع أنها لا تبقى بغير إمام إلا أن يسخط الله على أهل الأرض أو على العباد فقال لا تبقى إذا لساخت .

 3-  حدثنا أبي و محمد الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن أبي عبد الله زكريا بن محمد المؤمن عن أبي هراسة عن أبي جعفر ع قال قال لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله .

 4-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن مهزيار عن علي بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن أبي علي البجلي عن أبان بن عثمان عن زرارة بن أعين عن أبي عبد الله ع في حديث له في الحسين بن علي ع أنه قال في آخره و لو لا من على الأرض من حجج الله لنفضت الأرض ما فيها و ألقت ما عليها إن الأرض لا تخلو ساعة من الحجة .

 5-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي داود سليمان بن سفيان المسترق عن أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن الرضا ع إنا روينا عن أبي عبد الله ع أنه قال إن الأرض لا تبقى بغير إمام أ و تبقى و لا إمام فيها فقال معاذ الله لا تبقى ساعة إذا لساخت

 6-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود قال قال الرضا ع نحن حجج الله في خلقه و خلفاؤه في عباده و أمناؤه على سره و نحن كلمة التقوى و العروة الوثقى و نحن شهداء الله و أعلامه في بريته بنا يمسك الله السماوات و الأرض أن تزولا و بنا ينزل الغيث و ينشر الرحمة و لا تخلو الأرض من قائم منا ظاهر أو خاف و لو خلت يوما بغير حجة

 

===============

(203)

لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله .

 7-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار عن أخيه علي بن مهزيار عن محمد بن أبي عمير عن سعد بن أبي خلف عن الحسن بن زياد قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الأرض لا تخلو من أن يكون فيها حجة عالم إن الأرض لا يصلحها إلا ذلك و لا يصلح الناس إلا ذلك .

 8-  و بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن الحسن بن علي الخزاز عن أحمد بن عمر قال سألت أبا الحسن ع أ تبقى الأرض بغير إمام قال فقال لا قلت فإنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد فقال لا تبقى إذا لساخت .

 9-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله جعفر قالا حدثنا محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أبي عبد الله المؤمن و الحسن بن علي بن فضال عن أبي هراسة عن أبي جعفر ع قال لو أن الإمام رفع من الأرض لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله .

 10-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر قالا حدثنا محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعا عن محمد بن سنان عن حمزة الطيار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو لم يبق من أهل الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة أو كان الثاني الحجة الشك من محمد بن سنان .

 11-  و بهذا الإسناد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي الصباح عن أبي عبد الله ع قال إن الله تبارك و تعالى لم يدع الأرض إلا و فيها عالم يعلم الزيادة و النقصان فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم و إذا نقصوا شيئا أكمله لهم و لو لا ذلك لالتبست على المؤمنين أمورهم .

 12-  و بهذا الإسناد عن يونس بن عبد الرحمن عن ابن مسكان عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن الله عز و جل لم يدع الأرض بغير عالم و لو لا ذلك

 

===============

(204)

لما عرف الحق من الباطل .

 13-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر قالا حدثنا يعقوب بن يزيد عن أحمد بن هلال في حال استقامته عن محمد بن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله ع يمضي الإمام و ليس له عقب قال لا يكون ذلك قلت فيكون ما ذا قال لا يكون ذلك إلا أن يغضب الله عز و جل على خلقه فيعاجلهم .

 14-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن أحمد عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبيه عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا لساخت بأهلها و لعذبهم الله بأشد عذابه إن الله تبارك و تعالى جعلنا حجة في أرضه و أمانا في الأرض لأهل الأرض لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم فإذا أراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم و لا ينظرهم ذهب بنا من بينهم و رفعنا إليه ثم يفعل الله ما شاء و أحب .

 15-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال عن سعيد بن جناح عن سليمان الجعفري قال سألت أبا الحسن الرضا ع فقلت أ تخلو الأرض من حجة فقال لو خلت من حجة طرفة عين لساخت بأهلها .

 16-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن عيسى عن علي بن إسماعيل الميثمي عن ثعلبة بن ميمون عن عبد الأعلى بن أعين عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول ما

 

===============

(205)

ترك الله الأرض بغير عالم ينقص ما زادوا و يزيد ما نقصوا و لو لا ذلك لا اختلطت على الناس أمورهم .

 17-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن داود عن فضيل الرسان قال كتب محمد بن إبراهيم إلى أبي عبد الله ع أخبرنا ما فضلكم أهل البيت فكتب إليه أبو عبد الله ع أن الكواكب جعلت في السماء أمانا لأهل السماء فإذا ذهبت نجوم السماء جاء أهل السماء ما كانوا يوعدون و قال رسول الله ص جعل أهل بيتي أمانا لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي جاء أمتي ما كانوا يوعدون .

 18-  حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثنا أحمد بن عبد العزيز بن الجعد أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة عن أبيه يرفعه قال قال النبي ص النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي .

 19-  حدثنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر محمد بن السري بن سهل قال حدثنا عباس بن الحسين قال حدثنا عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض .

 20-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبد الرحمن البصري عن أبي المغراء حميد

 

===============

(206)

بن المثنى العجلي عن أبي بصير عن خيثمة الجعفي عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول نحن جنب الله و نحن صفوته و نحن حوزته و نحن مستودع مواريث الأنبياء و نحن أمناء الله عز و جل و نحن حجج الله و نحن أركان الإيمان و نحن دعائم الإسلام و نحن من رحمة الله على خلقه و نحن من بنا يفتح و بنا يختم و نحن أئمة الهدى و نحن مصابيح الدجى و نحن منار الهدى و نحن السابقون و نحن الآخرون و نحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق و من تأخر عنا غرق و نحن قادة الغر المحجلين و نحن خيرة الله و نحن الطريق الواضح و الصراط المستقيم إلى الله عز و جل و نحن من نعمة الله عز و جل على خلقه و نحن المنهاج و نحن معدن النبوة و نحن موضع الرسالة و نحن الذين إلينا تختلف الملائكة و نحن السراج لمن استضاء بنا و نحن السبيل لمن اقتدى بنا و نحن الهداة إلى الجنة و نحن عرى الإسلام و نحن الجسور و القناطر من مضى عليها لم يسبق و من تخلف عنها محق و نحن السنام الأعظم و نحن الذين بنا ينزل الله عز و جل الرحمة و بنا يسقون الغيث و نحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن عرفنا و أبصرنا و عرف حقنا و أخذ بأمرنا فهو منا و إلينا .

 21-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر ع قال قال رسول الله ص لأمير المؤمنين ع اكتب ما أملي عليك قال يا نبي الله أ تخاف علي النسيان فقال لست أخاف عليك النسيان و قد دعوت الله لك أن يحفظك و لا ينسيك و لكن اكتب لشركائك قال قلت و من شركائي يا نبي الله قال الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث و بهم يستجاب دعاؤهم و بهم يصرف الله عنهم البلاء و بهم تنزل الرحمة من السماء

 

===============

(207)

و هذا أولهم و أومأ بيده إلى الحسن ع ثم أومأ بيده إلى الحسين ع ثم قال ع الأئمة من ولده .

 22-  حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا الفضل بن صقر العبدي قال حدثنا أبو معاوية عن سليمان بن مهران الأعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ع قال نحن أئمة المسلمين و حجج الله على العالمين و سادة المؤمنين و قادة الغر المحجلين و موالي المؤمنين و نحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء و نحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها و بنا ينزل الغيث و تنشر الرحمة و تخرج بركات الأرض و لو لا ما في الأرض منا لساخت بأهلها ثم قال و لم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور و لا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة لله فيها و لو لا ذلك لم يعبد الله قال سليمان فقلت للصادق ع فكيف ينتفع الناس بالحجة الغائب المستور قال كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب .

 23-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن هاشم قال حدثنا إسماعيل بن مرار قال حدثني يونس بن عبد الرحمن قال حدثني يونس بن يعقوب قال كان عند أبي عبد الله ع جماعة من أصحابه فيهم حمران بن أعين و مؤمن الطاق و هشام بن سالم و الطيار و جماعة من أصحابه فيهم هشام بن الحكم و هو شاب فقال أبو عبد الله ع يا هشام قال لبيك يا ابن رسول الله قال أ لا تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته قال هشام جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أجلك و أستحييك و لا يعمل لساني بين يديك فقال أبو عبد الله ع إذا أمرتكم بشي‏ء فافعلوه قال هشام بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد

 

===============

(208)

البصرة و عظم ذلك علي فخرجت إليه و دخلت البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فإذا أنا بحلقة كبيرة و إذا أنا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء من صوف مؤتزر بها و شملة مرتد بها و الناس يسألونه فاستفرجت الناس فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت أيها العالم أنا رجل غريب تأذن لي فأسألك عن مسألة قال فقال نعم قال قلت له أ لك عين قال يا بني أي شي‏ء هذا من السؤال إذا ترى شيئا كيف تسأل عنه فقلت هكذا مسألتي قال يا بني سل و إن كانت مسألتك حمقاء قلت أجبني فيها قال فقال لي سل قال قلت أ لك عين قال نعم قال قلت فما ترى بها قال الألوان و الأشخاص قال قلت أ لك أنف قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أشم به الرائحة قال قلت أ لك لسان قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أتكلم به قال قلت أ لك أذن قال نعم قال قلت فما تصنع بها قال أسمع بها الأصوات قال قلت أ فلك يدان قال نعم قال قلت فما تصنع بهما قال أبطش بهما و أعرف بهما اللين من الخشن قال قلت أ لك رجلان قال نعم قال قلت فما تصنع بهما قال انتقل بهما من مكان إلى مكان قال قلت أ لك فم قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أعرف به المطاعم على اختلافها قال قلت أ فلك قلب قال نعم قال قلت فما تصنع به قال أميز به كلما ورد على هذه الجوارح قال قلت أ فليس في هذه الجوارح غنى عن القلب قال لا قلت و كيف ذلك و هي صحيحة قال يا بني إن الجوارح إذا شكت في شي‏ء شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب فليقر به اليقين و يبطل الشك قال قلت فإنما أقام الله عز و جل القلب لشك الجوارح قال نعم قال قلت و لا بد من القلب و إلا لم يستيقن الجوارح قال نعم قال قلت يا أبا مروان إن الله لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح و ينفي ما شكت فيه و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم و حيرتهم و يقيم لك إماما لجوارحك يرد إليك شكك و حيرتك قال فسكت و لم يقل لي شيئا قال ثم التفت إلي فقال

 

===============

(209)

أنت هشام فقلت لا قال فقال لي أ جالسته فقلت لا قال فمن أين أنت قلت من أهل الكوفة قال فأنت إذا هو قال ثم ضمني إليه فاقعدني في مجلسه و ما نطق حتى قمت فضحك أبو عبد الله ع ثم قال يا هشام من علمك هذا قال قلت يا ابن رسول الله جرى على لساني قال يا هشام هذا و الله مكتوب في صحف إبراهيم و موسى ع قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه و تصديق قولنا إن الإمام يحتاج إليه لبقاء العالم على صلاحه أنه ما عذب الله عز و جل أمة إلا و أمر نبيها بالخروج من بين أظهرهم كما قال الله عز و جل في قصة نوح ع حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَ أَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ منهم و أمره الله جل و عز أن يعتزل عنهم مع أهل الإيمان به و لا يبقى مختلطا بهم و قال عز و جل وَ لا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ و كذلك قال عز و جل في قصة لوط ع فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ فأمره الله عز و جل بالخروج من بين أظهرهم قبل أن أنزل العذاب بهم لأنه لم يكن جل و عز لينزل عليهم و نبيه لوط ع بين أظهرهم و هكذا أمر الله عز و جل كل نبي أراد هلاك أمته أن يعتزلها كما قال إبراهيم ع مخوفا بذلك قومه وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ أَدْعُوا رَبِّي عَسى أَلَّا أَكُونَ بِدُعاءِ رَبِّي شَقِيًّا فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ ما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أهلك الله عز و جل الذين كانوا آذوه و عنتوه و ألقوه في الجحيم و جعلهم الأسفلين و نجاه و لوطا كما قال الله تعالى وَ نَجَّيْناهُ وَ لُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ و وهب الله جلت عظمته لإبراهيم إسحاق و يعقوب كما قال عز و جل وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ.

 

===============

(210)

و قال الله عز و جل لنبيه محمد ص وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ   و روي في الأخبار الصحيحة عن أئمتنا ع أن من رأى رسول الله ص أو واحدا من الأئمة ص قد دخل مدينة أو قرية في منامه فإنه أمن لأهل تلك المدينة أو القرية مما يخافون و يحذرون و بلوغ لما يأملون و يرجون و في حديث هشام مع عمرو بن عبيد حجة في الانتفاع بالحجة الغائب ع و ذلك أن القلب غائب عن سائر الجوارح لا يرى بالعين و لا يشم بالأنف و لا يذاق بالفم و لا يلمس باليد و هو مدبر لهذه الجوارح مع غيبته عنها و بقاؤها على صلاحها و لو لم يكن القلب لانفسد تدبير الجوارح و لم تستقم أمورها فاحتيج إلى القلب لبقاء الجوارح على صلاحها كما احتيج إلى الإمام لبقاء العالم على صلاحه و لا قوة إلا بالله. و كما يعلم مكان القلب من الجسد بالخبر فكذلك يعلم مكان الحجة الغائب ع بالخبر و هو ما ورد عن الأئمة ع من الأخبار في كونه بمكة و خروجه منها في وقت ظهوره و لسنا نعني بالقلب المضغة التي من اللحم لأن بها لا يقع الانتفاع للجوارح و إنما نعني بالقلب اللطيفة التي جعلها الله عز و جل في هذه المضغة لا تدرك بالبصر و إن كشف عن تلك المضغة و لا تلمس و لا تذاق و لا توجد إلا بالعلم بها لحصول التمييز و استقامة التدبير من الجوارح و الحجة بتلك اللطيفة على الجوارح قائمة ما وجدت و التكليف لها لازم ما بقيت فإذا عدمت تلك اللطيفة انفسد تدبير الجوارح و سقط التكليف عنها فكما يجوز أن يحتج الله عز و جل بهذه اللطيفة الغائبة عن الحواس على الجوارح فكذلك جائز أن يحتج عز و جل على جميع الخلق بحجة غائب عنهم به يدفع عنهم و به يرزقهم و به ينزل عليهم الغيث و لا قوة إلا بالله .

 

===============

(211)

 

22-  باب اتصال الوصية من لدن آدم ع و أن الأرض لا تخلو

من حجة لله عز و جل على خلقه إلى يوم القيامة

 1-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و الهيثم بن أبي مسروق النهدي و إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب السراد عن مقاتل بن سليمان بن دوال‏دوز عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص أنا سيد النبيين و وصيي

 

===============

(212)

سيد الوصيين و أوصياؤه سادة الأوصياء إن آدم ع سأل الله عز و جل أن يجعل له وصيا صالحا فأوحى الله عز و جل إليه أني أكرمت الأنبياء بالنبوة ثم اخترت خلقي فجعلت خيارهم الأوصياء فقال آدم ع يا رب فاجعل وصيي خير الأوصياء فأوحى الله عز و جل إليه يا آدم أوص إلى شيث و هو هبة الله بن آدم فأوصى آدم إلى شيث و أوصى شيث إلى ابنه شبان و هو ابن نزلة الحوراء التي أنزلها الله عز و جل على آدم من الجنة فزوجها شيثا و أوصى شبان إلى ابنه مجلث و أوصى مجلث إلى محوق و أوصى محوق إلى غثميشا و أوصى غثميشا إلى أخنوخ و هو إدريس النبي ع و أوصى إدريس إلى ناخور و دفعها ناخور إلى نوح ع و أوصى نوح إلى سام و أوصى سام إلى عثامر و أوصى عثامر إلى برعيثاشا و أوصى برعيثاشا إلى يافث و أوصى يافث إلى برة و أوصى برة إلى جفيسة و أوصى جفيسة إلى عمران و دفعها عمران إلى إبراهيم الخليل ع و أوصى إبراهيم إلى ابنه إسماعيل و أوصى إسماعيل إلى إسحاق و أوصى إسحاق إلى يعقوب و أوصى يعقوب إلى يوسف و أوصى يوسف إلى بثرياء و أوصى بثرياء إلى شعيب و أوصى شعيب إلى موسى بن عمران و أوصى موسى إلى يوشع بن نون و أوصى يوشع إلى داود و أوصى داود إلى سليمان و أوصى سليمان إلى آصف بن برخيا و أوصى

 

===============

(213)

آصف بن برخيا إلى زكريا و دفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم ع و أوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا  و أوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا و أوصى يحيى بن زكريا إلى منذر و أوصى منذر إلى سليمة و أوصى سليمة إلى بردة ثم قال رسول الله ص و دفعها إلي بردة و أنا أدفعها إليك يا علي و أنت تدفعها إلى وصيك و يدفعها وصيك إلى أوصيائك من ولدك واحدا بعد واحد حتى تدفع إلى خير أهل الأرض بعدك و لتكفرن بك الأمة و لتختلفن عليك اختلافا شديدا الثابت عليك كالمقيم معي و الشاذ عنك في النار و النار مثوى للكافرين .

 2-  حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال إن الله تبارك و تعالى عهد إلى آدم ع أن لا يقرب الشجرة فلما بلغ الوقت الذي كان في علم الله تبارك و تعالى أن يأكل منها نسي فأكل منها و هو قول الله تبارك و تعالى وَ لَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَ لَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً فلما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الأرض فولد له هابيل و أخته توأما و ولد له قابيل و أخته توأما ثم إن آدم أمر هابيل و قابيل أن يقربا قربانا و كان هابيل صاحب غنم و كان قابيل صاحب زرع فقرب هابيل كبشا و قرب قابيل من زرعه ما لم ينق و كان كبش هابيل من أفضل غنمه و كان زرع قابيل غير منقى فتقبل قربان هابيل و لم يتقبل قربان قابيل و هو قول الله عز و جل وَ اتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبا قُرْباناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِما وَ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ الآية و كان القربان إذا قبل تأكله النار فعمد قابيل إلى النار فبنى لها بيتا و هو أول من بنى للنار البيوت و قال لأعبدن هذه النار حتى يتقبل قرباني ثم إن عدو الله إبليس قال لقابيل إنه قد تقبل قربان هابيل

 

===============

(214)

و لم يتقبل قربانك فإن تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك فقتله قابيل فلما رجع إلى آدم ع قال له يا قابيل أين هابيل فقال ما أدري و ما بعثتني له راعيا فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا فقال لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم على هابيل أربعين ليلة ثم إن آدم ع سأل ربه عز و جل أن يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله لأن الله عز و جل وهبه له فأحبه آدم حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم ع و استكملت أيامه أوحى الله تعالى إليه أن يا آدم إنه قد انقضت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله فإني لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة و لن أدع الأرض إلا و فيها عالم يعرف به ديني و يعرف به طاعتي و يكون نجاة لمن يولد فيما بينك و بين نوح و ذكر آدم ع نوحا ع و قال إن الله تعالى باعث نبيا اسمه نوح و إنه يدعو إلى الله عز و جل فيكذبونه فيقتلهم الله بالطوفان و كان بين آدم و بين نوح ع عشرة آباء كلهم أنبياء الله و أوصى آدم إلى هبة الله أن من أدركه منكم فليؤمن به و ليتبعه و ليصدق به فإنه ينجو من الغرق ثم إن آدم ع لما مرض المرضة التي قبض فيها أرسل إلى هبة الله فقال له إن لقيت جبرئيل أو من لقيت من الملائكة فأقرئه مني السلام و قل له يا جبرئيل إن أبي يستهديك من ثمار الجنة ففعل فقال له جبرئيل يا هبة الله إن أباك قد قبض و ما نزلت إلا للصلاة عليه فارجع فرجع فوجد أباه قد قبض فأراه جبرئيل ع كيف يغسله فغسله حتى إذا بلغ الصلاة عليه قال هبة الله يا جبرئيل تقدم فصل على آدم فقال له جبرئيل ع يا هبة الله إن الله أمرنا أن نسجد لأبيك في الجنة فليس لنا أن نؤم أحدا من ولده فتقدم هبة الله فصلى على آدم و جبرئيل خلفه و حزب من الملائكة و كبر عليه ثلاثين تكبيرة بأمر جبرئيل فرفع من ذلك خمسا و عشرين تكبيرة و السنة فينا اليوم خمس تكبيرات و قد كان ص يكبر على أهل بدر سبعا و تسعا ثم إن هبة الله لما دفن آدم أباه أتاه قابيل فقال له يا هبة الله إني قد رأيت آدم أبي

 

===============

(215)

خصك من العلم بما لم أخص به و هو العلم الذي دعا به أخوك هابيل فتقبل قربانه و إنما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبي فيقولون نحن أبناء الذي تقبل قربانه و أنتم أبناء الذي لم يتقبل قربانه فإنك إن أظهرت من العلم الذي اختصك به أبوك شيئا قتلتك كما قتلت أخاك هابيل فلبث هبة الله و العقب منه مستخفين بما عندهم من العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة حتى بعث نوح و ظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا ع قد بشر به أبوهم آدم فآمنوا به و اتبعوه و صدقوه و قد كان آدم وصى هبة الله أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيد لهم فيتعاهدون بعث نوح ع في زمانه الذي بعث فيه و كذلك جرى في وصية كل نبي حتى بعث الله تبارك و تعالى محمدا ص و إنما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم و هو قول الله عز و جل وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ الآية و كان ما بين آدم و نوح من الأنبياء مستخفين و مستعلنين و لذلك خفي ذكرهم في القرآن فلم يسموا كما سمي من استعلن من الأنبياء و هو قول الله عز و جل وَ رُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَ رُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ يعني من لم يسمهم من المستخفين كما سمى المستعلنين من الأنبياء فمكث نوح ع في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد و لكنه قدم على قوم مكذبين للأنبياء الذين كانوا بينه و بين آدم و ذلك قوله تبارك و تعالى كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ يعني من كان بينه و بين آدم إلى أن ينتهي إلى قوله وَ إِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ثم إن نوحا لما انقضت نبوته و استكملت أيامه أوحى الله عز و جل إليه يا نوح إنه قد انقضت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار النبوة في العقب من ذريتك عند سام فإني لن أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين بينك و بين آدم و لن أدع الأرض إلا و فيها عالم يعرف به ديني و تعرف به طاعتي و يكون نجاة لمن يولد فيما بين

 

===============

(216)

قبض النبي إلى خروج النبي الآخر و ليس بعد سام إلا هود فكان ما بين نوح و هود من الأنبياء مستخفين و مستعلنين و قال نوح إن الله تبارك و تعالى باعث نبيا يقال له هود و إنه يدعو قومه إلى الله عز و جل فيكذبونه و إن الله عز و جل مهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به و ليتبعه فإن الله تبارك و تعالى ينجيه من عذاب الريح و أمر نوح ابنه سام أن يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة و يكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود و زمانه الذي يخرج فيه فلما بعث الله تبارك و تعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم و الإيمان و ميراث العلم و الاسم الأكبر و آثار علم النبوة فوجدوا هودا نبيا و قد بشرهم به أبوهم نوح فآمنوا به و صدقوه و اتبعوه فنجوا من عذاب الريح و هو قول الله عز و جل وَ إِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً و قوله كَذَّبَتْ عادٌ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَ لا تَتَّقُونَ و قال عز و جل وَ وَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَ يَعْقُوبُ و قوله وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنا لنجعلها في أهل بيته وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ لنجعلها في أهل بيته فآمن العقب من ذرية الأنبياء من كان من قبل إبراهيم لإبراهيم ع و كان بين هود و إبراهيم من الأنبياء عشرة أنبياء و هو قوله عز و جل وَ ما قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ و قوله فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَ قالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي و قول إبراهيم إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ و قوله جل و عز وَ إِبْراهِيمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ فجرى بين كل نبي و نبي عشرة آباء و تسعة آباء و ثمانية آباء كلهم أنبياء و جرى لكل نبي ما جرى لنوح و كما جرى لآدم و هود و صالح و شعيب و إبراهيم ع حتى انتهى إلى يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم ع ثم صارت بعد يوسف في الأسباط إخوته حتى انتهت إلى موسى بن عمران و كان بين يوسف و موسى ع عشرة من الأنبياء فأرسل الله عز و جل موسى و هارون

 

===============

(217)

إلى فرعون و هامان و قارون ثم أرسل الله عز و جل الرسل تترى كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْ بَعْضاً وَ جَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ و كانت بنو إسرائيل تقتل في اليوم نبيين و ثلاثة و أربعة حتى أنه كان يقتل في اليوم الواحد سبعون نبيا و يقوم سوق قتلهم في آخر النهار فلما أنزلت التوراة على موسى بن عمران ع تبشر بمحمد ص و كان بين يوسف و موسى ع من الأنبياء عشرة و كان وصي موسى بن عمران يوشع بن نون و هو فتاه الذي قال الله تبارك و تعالى في كتابه فلم تزل الأنبياء ع تبشر بمحمد ص و ذلك قوله يَجِدُونَهُ يعني اليهود و النصارى مَكْتُوباً يعني صفة محمد و اسمه عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ و هو قول الله عز و جل يحكي عن عيسى ابن مريم وَ مُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فبشر موسى و عيسى ع بمحمد ص كما بشرت الأنبياء بعضهم بعضا حتى بلغت محمدا ص فلما قضى محمد ص نبوته و استكملت أيامه أوحى الله عز و جل إليه أن يا محمد قد قضيت نبوتك و استكملت أيامك فاجعل العلم الذي عندك و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم و آثار علم النبوة عند علي بن أبي طالب ع فإني لن أقطع العلم و الإيمان و الاسم الأكبر و ميراث العلم  و آثار علم النبوة من العقب من ذريتك كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء الذين كانوا بينك و بين أبيك آدم و ذلك قوله عز و جل إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِيمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ فإن الله تبارك و تعالى لم يجعل

 

===============

(218)

العلم جهلا و لم يكل أمره إلى ملك مقرب و لا نبي مرسل و لكنه أرسل رسولا من ملائكته إلى نبيه فقال له كذا و كذا و أمره بما يحب و نهاه عما ينكر فقص عليه ما قبله و ما خلفه بعلم فعلم ذلك العلم أنبياءه و أصفياءه من الآباء و الإخوان بالذرية التي بعضها من بعض فذلك قوله عز و جل فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فأما الكتاب فالنبوة و أما الحكمة فهم الحكماء من الأنبياء و الأصفياء من الصفوة و كل هؤلاء من الذرية التي بعضها من بعض الذين جعل الله عز و جل فيهم النبوة و فيهم العاقبة و حفظ الميثاق حتى تنقضي الدنيا فهم العلماء و ولاة الأمر و أهل استنباط العلم و الهداة فهذا بيان الفضل في الرسل و الأنبياء و الحكماء و أئمة الهدى و الخلفاء الذين هم ولاة أمر الله و أهل استنباط علم الله و أهل آثار علم الله عز و جل من الذرية التي بعضها من بعض من الصفوة بعد الأنبياء من الآل و الإخوان و الذرية من بيوتات الأنبياء فمن عمل بعملهم و انتهى إلى أمرهم نجا بنصرهم و من وضع ولاية الله و أهل استنباط علم الله في غير أهل الصفوة من بيوتات الأنبياء فقد خالف أمر الله عز و جل و جعل الجهال ولاة أمر الله و المتكلفين بغير هدى و زعموا أنهم أهل استنباط علم الله فكذبوا على الله و زاغوا عن وصية الله و طاعته فلم يضعوا فضل الله حيث وضعه الله تبارك و تعالى فضلوا و أضلوا أتباعهم فلا تكون لهم يوم القيامة حجة إنما الحجة في آل إبراهيم لقول الله عز و جل فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فالحجة الأنبياء و أهل بيوتات الأنبياء حتى تقوم الساعة لأن كتاب الله ينطق بذلك و وصية الله جرت بذلك في العقب من البيوت التي رفعها الله تبارك و تعالى على الناس فقال فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ و هي بيوتات الأنبياء و الرسل و الحكماء و أئمة الهدى فهذا بيان عروة الإيمان التي بها نجا من نجا قبلكم و بها ينجو من اتبع الأئمة و قد قال الله

 

===============

(219)

تبارك و تعالى في كتابه وَ نُوحاً هَدَيْنا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى وَ إِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَ إِسْماعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ لُوطاً وَ كلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ وَ مِنْ آبائِهِمْ وَ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَ إِخْوانِهِمْ وَ اجْتَبَيْناهُمْ وَ هَدَيْناهُمْ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ذلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَ لَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ ما كانُوا يَعْمَلُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ وَ الْحُكْمَ وَ النُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِها هؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ فإنه وكل بالفضل من أهل بيته من الآباء و الإخوان و الذرية و هو قول الله عز و جل في كتابه فَإِنْ يَكْفُرْ بِها أمتك فَقَدْ وَكَّلْنا أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا و لا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به و جعلت أهل بيتك بعدك علما على أمتك و ولاة من بعدك و أهل استنباط علمي الذي ليس فيه كذب و لا إثم و لا وزر و لا بطر و لا رياء فهذا تبيان ما بينه الله عز و جل من أمر هذه الأمة بعد نبيها ص إن الله تعالى طهر أهل بيت نبيه و جعل لهم أجر المودة و أجرى لهم الولاية و جعلهم أوصياءه و أحباءه و أئمته بعده في أمته فاعتبروا أيها الناس فيما قلت و تفكروا حيث وضع الله عز و جل ولايته و طاعته و مودته و استنباط علمه و حجته فإياه فتعلموا و به فاستمسكوا تنجوا و تكون لكم به حجة يوم القيامة و الفوز فإنهم صلة ما بينكم و بين ربكم و لا تصل الولاية إلى الله عز و جل إلا بهم فمن فعل ذلك كان حقا على الله عز و جل أن يكرمه و لا يعذبه و من يأت الله بغير ما أمره كان حقا على الله أن يذله و يعذبه و إن الأنبياء بعثوا خاصة و عامة فأما نوح فإنه أرسل إلى من في الأرض

 

===============

(220)

بنبوة عامة و رسالة عامة و أما هود فإنه أرسل إلى عاد بنبوة خاصة و أما صالح فإنه أرسل إلى ثمود و هي قرية واحدة لا تكمل أربعين بيتا على ساحل البحر صغيرة و أما شعيب فإنه أرسل إلى مدين و هي لا تكمل أربعين بيتا و أما إبراهيم نبوته بكوثى ربى و هي قرية من قرى السواد فيها بدأ أول أمره ثم هاجر منها و ليست بهجرة قتال و ذلك قوله عز و جل إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ فكانت هجرة إبراهيم بغير قتال و أما إسحاق فكانت نبوته بعد إبراهيم و أما يعقوب فكانت نبوته بأرض كنعان ثم هبط إلى أرض مصر فتوفي بها ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بأرض كنعان و الرؤيا التي رأى يوسف الأحد عشر كوكبا و الشمس و القمر له ساجدين فكانت نبوته في أرض مصر بدؤها ثم إن الله تبارك و تعالى أرسل الأسباط اثني عشر بعد يوسف ثم موسى و هارون إلى فرعون و ملئه إلى مصر وحدها ثم إن الله تبارك و تعالى أرسل يوشع بن نون إلى بني إسرائيل من بعد موسى فنبوته بدؤها في البرية التي تاه فيها بنو إسرائيل ثم كانت أنبياء كثيرون منهم من قصه الله عز و جل على محمد ص و منهم من لم يقصه على محمد ثم إن الله عز و جل أرسل عيسى ع إلى بني إسرائيل خاصة فكانت نبوته ببيت المقدس و كان من بعده الحواريون اثنا عشر فلم يزل الإيمان يستسر في بقية أهله منذ رفع الله عز و جل عيسى ع و أرسل الله عز و جل محمدا ص إلى الجن و الإنس عامة و كان خاتم الأنبياء و كان من بعده الاثنا عشر الأوصياء منهم من أدركنا و منهم من سبقنا و منهم من بقي فهذا أمر النبوة و الرسالة فكل نبي أرسل إلى بني إسرائيل خاص أو عام له وصي جرت به السنة و كان الأوصياء الذين بعد النبي ص على سنة أوصياء عيسى ع و كان أمير المؤمنين ص على سنة المسيح ع فهذا تبيان السنة و أمثال الأوصياء بعد الأنبياء ع .

 3-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله

 

===============

(221)

عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الأول يعني موسى بن جعفر ع قال ما ترك الله عز و جل الأرض بغير إمام قط منذ قبض آدم ع يهتدي به إلى الله عز و جل و هو الحجة على العباد من تركه ضل و من لزمه نجا حقا على الله عز و جل .

 4-  حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن عمرو بن سعيد المدائني عن مصدق بن صدقة عن عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله ع قال سمعته و هو يقول لم تخل الأرض منذ كانت من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق ثم تلا هذه الآية يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ .

 5-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن محمد بن خالد البرقي عن خلف بن حماد عن أبان بن تغلب قال قال أبو عبد الله ع الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق .

 6-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن سليم مولى طربال عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الأرض لم تخل إلا و فيها عالم كيما إن زاد المسلمون شيئا ردهم إلى الحق و إن نقصوا شيئا تممه لهم .

 7-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا هارون بن مسلم عن أبي الحسن الليثي قال حدثني جعفر عن محمد عن آبائه ع أن النبي ص قال إن في كل خلف من أمتي عدلا من أهل بيتي ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين و إن أئمتكم قادتكم إلى الله عز و جل فانظروا بمن تقتدون في دينكم و صلاتكم .

 

===============

(222)

8-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن عبد الله بن محمد الحجال عن حماد بن عثمان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قال الأئمة من ولد علي و فاطمة ع إلى أن تقوم الساعة .

 9-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن إسحاق قال دخلت على مولانا أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع فقال يا أحمد ما كان حالكم فيما كان فيه الناس من الشك و الارتياب فقلت له يا سيدي لما ورد الكتاب لم يبق منا رجل و لا امرأة و لا غلام بلغ الفهم إلا قال بالحق فقال احمد الله على ذلك يا أحمد أ ما علمتم أن الأرض لا تخلو من حجة و أنا ذلك الحجة أو قال أنا الحجة .

 10-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن إسحاق قال خرج عن أبي محمد ع إلى بعض رجاله في عرض كلام له ما مني أحد من آبائي ع بما منيت به من شك هذه العصابة في فإن كان هذا الأمر أمرا اعتقدتموه و دنتم به إلى وقت ثم ينقطع فللشك موضع و إن كان متصلا ما اتصلت أمور الله عز و جل فما معنى هذا الشك .

 11-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر جميعا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن أسباط عن عبد الله بن بكير عن عمرو بن الأشعث قال سمعت أبا عبد الله ع يقول أ ترون الأمر إلينا نضعه حيث نشاء كلا و الله إنه لعهد من رسول الله ص إلى رجل فرجل حتى ينتهى إلى صاحبه .

 12-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن إبراهيم بن مهزيار عن علي بن حديد عن علي بن النعمان و الحسن بن علي الوشاء جميعا عن الحسن بن

 

===============

(223)

أبي حمزة الثمالي عن أبيه قال سمعت أبا جعفر ع و هو يقول لن تخلو الأرض إلا و فيها رجل منا يعرف الحق فإذا زاد الناس فيه قال قد زادوا و إذا نقصوا منه قال قد نقصوا و إذا جاءوا به صدقهم و لو لم يكن ذلك كذلك لم يعرف الحق من الباطل قال عبد الحميد بن عواض الطائي بالله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من أبي جعفر ع بالله الذي لا إله إلا هو لسمعته منه .

 13-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا إبراهيم بن مهزيار عن أخيه عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد و فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال إن عليا ع عالم هذه الأمة و العلم يتوارث و ليس يهلك منا أحد إلا ترك من أهل بيته من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله .

 14-  و بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله و أبا جعفر ع يقولان إن العلم الذي أهبط مع آدم لم يرفع و العلم يتوارث و كل شي‏ء من العلم و آثار الرسل و الأنبياء لم يكن من أهل هذا البيت فهو باطل و إن عليا ع عالم هذه الأمة و إنه لم يمت منا عالم إلا خلف من بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله .

 15-  و بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن الأرض لا تترك إلا بعالم يعلم الحلال و الحرام و ما يحتاج الناس إليه و لا يحتاج إلى الناس قلت جعلت فداك علم ما ذا قال وراثة من رسول الله ص و علي ع .

 16-  و بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن الحسن بن زياد قال قلت لأبي عبد الله ع هل تكون الأرض إلا و فيها إمام قال لا تكون إلا و فيها إمام عالم بحلالهم و حرامهم و ما يحتاجون إليه .

 17-  و بهذا الإسناد عن علي بن مهزيار عن فضالة عن أبان بن عثمان عن ابن أبي عمير عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبد الله ع قال قلت له تكون

 

===============

(224)

الأرض بغير إمام قال لا قلت أ فيكون إمامان في وقت واحد قال لا إلا و أحدهما صامت قلت فالإمام يعرف الإمام الذي من بعده قال نعم قال قلت القائم إمام قال نعم إمام بن إمام قد اؤتم به قبل ذلك .

 18-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالا حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لم يترك الله جل و عز الأرض بغير عالم يحتاج الناس إليه و لا يحتاج إليهم بعلم الحلال و الحرام قلت جعلت فداك بما ذا يعلم قال بوراثة من رسول الله و من علي بن أبي طالب ص .

 19-  و بهذا الإسناد عن الحارث بن المغيرة عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إن العلم الذي أنزل مع آدم ع لم يرفع و ما مات منا عالم إلا ورث علمه من بعده إن الأرض لا تبقى بغير عالم .

 20-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن محمد بن إسماعيل القرشي عمن حدثه عن إسماعيل بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال قال رسول الله ص إن جبرئيل ع نزل علي بكتاب فيه خبر الملوك ملوك الأرض قبلي و خبر من بعث قبلي من الأنبياء و الرسل و هو حديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه قال لما ملك أشج بن أشجان و كان يسمى

 

===============

(225)

الكيس و كان قد ملك مائتين و ستا و ستين سنة ففي سنة إحدى و خمسين من ملكه بعث الله عز و جل عيسى ابن مريم ع و استودعه النور و العلم و الحكمة و جميع علوم الأنبياء قبله و زاده الإنجيل و بعثه إلى بيت المقدس إلى بني إسرائيل يدعوهم إلى كتابه و حكمته و إلى الإيمان بالله و رسوله فأبى أكثرهم إلا طغيانا و كفرا فلما لم يؤمنوا به دعا ربه و عزم عليه فمسخ منهم شياطين ليريهم آية فيعتبروا فلم يزدهم ذلك إلا طغيانا و كفرا فأتى بيت المقدس فمكث يدعوهم و يرغبهم فيما عند الله ثلاثا و ثلاثين سنة حتى طلبته اليهود و ادعت أنها عذبته و دفنته في الأرض حيا و ادعى بعضهم أنهم قتلوه و صلبوه و ما كان الله ليجعل لهم سلطانا عليه و إنما شبه لهم و ما قدروا على عذابه و دفنه و لا على قتله و صلبه لقوله عز و جل إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا فلم يقدروا على قتله و صلبه لأنهم لو قدروا على ذلك كان تكذيبا لقوله تعالى بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ بعد أن توفاه ع فلما أراد أن يرفعه أوحى إليه أن يستودع نور الله و حكمته و علم كتابه شمعون بن حمون الصفا خليفته على المؤمنين ففعل ذلك فلم يزل شمعون يقوم بأمر الله عز و جل و يحتذي بجميع مقال عيسى ع في قومه من بني إسرائيل و يجاهد الكفار فمن أطاعه و آمن به و بما جاء به كان مؤمنا و من جحده و عصاه كان كافرا حتى استخلص ربنا تبارك و تعالى و بعث في عباده نبيا من الصالحين و هو يحيى بن زكريا ثم قبض شمعون و ملك عند ذلك أردشير بن بابكان أربع عشرة سنة و عشرة أشهر و في ثماني سنين من ملكه قتلت اليهود يحيى بن زكريا ع فلما أراد الله عز و جل أن يقبضه أوحى إليه أن يجعل الوصية في ولد شمعون و يأمر الحواريين و أصحاب عيسى بالقيام معه ففعل ذلك و عندها ملك سابور بن أردشير ثلاثين سنة حتى قتله الله و علم الله و نوره و تفصيل حكمته في ذرية يعقوب بن شمعون و معه الحواريون من أصحاب عيسى ع و عند ذلك ملك بخت‏نصر مائة سنة و سبعا و

 

===============

(226)

ثمانين سنة و قتل من اليهود سبعين ألف مقاتل على دم يحيى بن زكريا و خرب بيت المقدس و تفرقت اليهود في البلدان و في سبع و أربعين سنة من ملكه بعث الله عز جل العزير نبيا إلى أهل القرى التي أمات الله عز و جل أهلها ثم بعثهم له و كانوا من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت فنزلوا في جوار عزير و كانوا مؤمنين و كان عزير يختلف إليهم و يسمع كلامهم و إيمانهم و أحبهم على ذلك و واخاهم عليه فغاب عنهم يوما واحدا ثم أتاهم فوجدهم صرعى موتى فحزن عليهم و قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِها تعجبا منه حيث أصابهم و قد ماتوا أجمعين في يوم واحد فأماته الله عز و جل عند ذلك مائة عام فلبث فيهم مائة سنة ثم بعثه الله و إياهم و كانوا مائة ألف مقاتل ثم قتلهم الله أجمعين لم يفلت منهم أحد على يدي بخت‏نصر و ملك بعده مهرقيه بن بخت‏نصر ست عشرة سنة و عشرين يوما و أخذ عند ذلك دانيال و حفر له جبا في الأرض و طرح فيه دانيال ع و أصحابه و شيعته من المؤمنين فألقي عليهم النيران فلما رأى أن النار ليست تقربهم و لا تحرقهم استودعهم الجب و فيه الأسد و السباع و عذبهم بكل لون من العذاب حتى خلصهم الله جل و عز منه و هم الذين ذكرهم الله في كتابه العزيز فقال جل و عز قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ النَّارِ ذاتِ الْوَقُودِ فلما أراد الله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نور الله و حكمته مكيخا بن دانيال ففعل و عند ذلك ملك هرمز ثلاثا و ستين سنة و ثلاثة أشهر و أربعة أيام و ملك بعده بهرام ستا و عشرين سنة و ولي أمر الله مكيخا بن دانيال و أصحابه المؤمنون و شيعته الصديقون غير أنهم لا يستطيعون أن يظهروا الإيمان في ذلك الزمان و لا أن ينطقوا به و عند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين و في زمانه انقطعت الرسل فكانت الفترة و ولي أمر الله يومئذ مكيخا بن دانيال و أصحابه المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبضه أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله و حكمته ابنه أنشو بن مكيخا و كانت الفترة بين عيسى و بين محمد ص

 

===============

(227)

أربعمائة و ثمانين سنة و أولياء الله يومئذ في الأرض ذرية أنشو بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار عز و جل فعند ذلك ملك سابور بن هرمز اثنتين و سبعين سنة و هو أول من عقد التاج و لبسه و ولي أمر الله عز و جل يومئذ  أنشو بن مكيخا و ملك بعد ذلك أردشير أخو سابور سنتين و في زمانه بعث الله الفتية أصحاب الكهف و الرقيم و ولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيخا بن أنشو بن مكيخا و عند ذلك ملك سابور بن أردشير خمسين سنة و ولي أمر الله يومئذ دسيخا بن أنشو بن مكيخا و ملك بعده يزدجرد بن سابور إحدى و عشرين سنة و خمسة أشهر و تسعة عشر يوما و ولي أمر الله يومئذ في الأرض دسيخا ع فلما أراد الله عز و جل أن يقبض دسيخا أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله و نوره و تفصيل حكمته نسطورس بن دسيخا ففعل فعند ذلك ملك بهرام جور ستا و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و ثمانية عشر يوما و ولي أمر الله يومئذ في الأرض نسطورس بن دسيخا و عند ذلك ملك يزدجرد بن بهرام ثماني و عشرين سنة و ثلاثة أشهر و ثمانية عشر يوما و ولي أمر الله يومئذ في الأرض نسطورس بن دسيخا و عند ذلك ملك فيروز بن يزدجرد بن بهرام سبعا و عشرين سنة و ولي أمر الله يومئذ نسطورس بن دسيخا و أصحابه المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبضه إليه أوحى إليه في منامه أن يستودع علم الله و نوره و حكمته و كتبه مرعيدا و عند ذلك ملك بلاش بن فيروز أربع سنين و ولي أمر الله عز و جل مرعيدا و ملك بعده قباد بن فيروز ثلاثا و أربعين سنة و ملك بعده جاماسف أخو قباد ستا و أربعين سنة و ولي أمر الله يومئذ في الأرض مرعيدا و عند ذلك ملك كسرى بن قباد ستا و أربعين سنة و ثمانية أشهر و ولي أمر الله يومئذ مرعيدا ع و أصحابه و شيعته المؤمنون فلما أراد الله عز و جل أن يقبض مرعيدا أوحى إليه في منامه أن يستودع نور الله و حكمته بحيرى الراهب ففعل فعند ذلك ملك هرمز بن كسرى ثماني و ثلاثين سنة و ولي أمر الله يومئذ بحيرى و أصحابه المؤمنون و شيعته الصديقون و عند ذلك ملك كسرى بن هرمز أبرويز و ولي أمر الله يومئذ في الأرض بحيرى حتى إذا طالت المدة و انقطع الوحي و استخف بالنعم و استوجب الغير و درس الدين و تركت الصلاة و اقتربت الساعة و كثرت الفرق

 

===============

(228)

و صار الناس في حيرة و ظلمة و أديان مختلفة و أمور متشتتة و سبل ملتبسة و مضت تلك القرون كلها فمضى صدر منها على منهاج نبيها ع و بدل آخرون نعمة الله كفرا و طاعته عدوانا فعند ذلك استخلص الله عز و جل لنبوته و رسالته من الشجرة المشرفة الطيبة و الجرثومة المثمرة التي اصطفاها الله جل و عز في سابق علمه و نافذ قوله قبل ابتداء خلقه و جعلها منتهى خيرته و غاية صفوته و معدن خاصته محمدا ص اختصه بالنبوة و اصطفاه بالرسالة و أظهر بدينه الحق ليفصل بين عباد الله القضاء و يعطي في الحق جزيل العطاء و يحارب أعداء رب الأرض و السماء و جمع عند ذلك ربنا تبارك و تعالى لمحمد ص علم الماضين و زاده من عنده القرآن الحكيم بلسان عربي مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد فيه خبر الماضين و علم الباقين .

 21-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي الخزاز عن عمر بن أبان عن الحسين بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي جعفر ع قال قال يا أبا حمزة إن الأرض لن تخلو إلا و فيها منا عالم إن زاد الناس قال قد زادوا و إن نقصوا قال قد نقصوا و لن يخرج الله ذلك العالم حتى يرى في ولده من يعلم مثله علمه .

 22-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد عن عبد الله الغفاري عن جعفر بن إبراهيم و الحسين بن زيد جميعا عن أبي عبد الله عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ص لا يزال في ولدي مأمون مأمول .

 23-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى قال سمعت الرضا ع يقول

 

===============

(229)

إن الأرض لا تخلو من أن يكون فيها إمام منا .

 24-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن أيوب بن نوح عن الربيع بن محمد بن المسلي عن عبد الله بن سليمان العامري عن أبي عبد الله ع قال ما زالت الأرض إلا و لله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال و الحرام و يدعو إلى سبيل الله جل و عز و لا ينقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة و لن ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أن ترفع الحجة أولئك شرار من خلق الله و هم الذين تقوم عليهم القيامة

 25-  حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثني محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن عقبة بن جعفر قال قلت لأبي الحسن الرضا ع قد بلغت ما بلغت و ليس لك ولد فقال يا عقبة بن جعفر إن صاحب هذا الأمر لا يموت حتى يرى ولده من بعده .

 26-  حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله أجل و أعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل .

 27-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن النعمان عن فضيل بن عثمان عن أبي عبيدة قال قلت لأبي عبد الله ع جعلت فداك إن سالم بن أبي حفصة يلقاني و يقول لي أ لستم تروون أن من مات و ليس له إمام فموتته موتة جاهلية فأقول له بلى فيقول لي قد مضى أبو جعفر فمن إمامكم اليوم فأكره جعلت فداك أن أقول له جعفر فأقول له أئمتي آل محمد فيقول لي ما أراك صنعت شيئا فقال ع ويح سالم بن أبي حفصة لعنه الله و هل يدري سالم ما منزلة الإمام إن منزلة الإمام أعظم مما يذهب إليه سالم و الناس

 

===============

(230)

أجمعون و إنه لن يهلك منا إمام قط إلا ترك من بعده من يعلم مثل علمه و يسير مثل سيرته و يدعو إلى مثل الذي دعا إليه و إنه لم يمنع الله عز و جل ما أعطى داود أن أعطى سليمان أفضل منه .

 28-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن أبي جعفر عن عثمان بن أسلم عن ذريح عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول و الله ما ترك الله عز و جل الأرض قط منذ قبض آدم إلا و فيها إمام يهتدى به إلى الله عز و جل و هو حجة الله على العباد من تركه هلك و من لزمه نجا حقا على الله عز و جل حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن محمد بن عيسى عن جعفر بن بشير و صفوان بن يحيى جميعا عن ذريح عن أبي عبد الله ع مثله سواء .

 29-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن العلاء عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله ع لا تبقى الأرض يوما واحدا بغير إمام منا تفزع إليه الأمة .

 30-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله ع يقول لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة أو كان الثاني الحجة .

 31-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن عبد الرحمن بن سليمان عن أبيه عن أبي جعفر ع عن الحارث بن نوفل قال قال علي ع لرسول الله ص يا رسول الله ص أ منا الهداة أم من غيرنا قال بل منا الهداة إلى الله إلى يوم

 

===============

(231)

القيامة بنا استنقذهم الله عز و جل من ضلالة الشرك و بنا يستنقذهم من ضلالة الفتنة و بنا يصبحون إخوانا بعد ضلالة الفتنة كما بنا أصبحوا إخوانا بعد ضلالة الشرك و بنا يختم الله كما بنا فتح الله .

 32-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسين بن سعيد عن جعفر بن بشير و صفوان بن يحيى جميعا عن المعلى بن عثمان عن المعلى بن خنيس قال سألت أبا عبد الله ع هل كان الناس إلا و فيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح ع قال لم يزل كذلك و لكن أكثرهم لا يؤمنون

 33-  حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن جليس له عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال قلت في قول الله عز و جل كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال يا فلان فيهلك كل شي‏ء و يبقى وجه الله عز و جل و الله أعظم من أن يوصف و لكن معناها كل شي‏ء هالك إلا دينه و نحن الوجه الذي يؤتى الله منه و لن يزال في عباد الله ما كانت له فيهم روبة قلت و ما الروبة قال الحاجة فإذا لم يكن له فيهم روبة رفعنا الله فصنع ما أحب .

 34-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن ضريس الكناسي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ قال نحن الوجه الذي يؤتى الله عز و جل منه .

 35-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال حدثنا أبو القاسم الهاشمي قال حدثني عبيد بن نفيس الأنصاري قال

 

===============

(232)

أخبرنا الحسن بن سماعة عن جعفر بن سماعة عن أبي عبد الله ع قال نزل جبرئيل ع على النبي ص بصحيفة من السماء لم ينزل الله تبارك و تعالى من السماء كتابا مثلها قط قبلها و لا بعدها مختوما فيه خواتيم من ذهب فقال له يا محمد هذه وصيتك إلى النجيب من أهلك قال يا جبرئيل و من النجيب من أهلي قال علي بن أبي طالب مره إذا توفيت أن يفك خاتما منها و يعمل بما فيه فلما قبض رسول الله ص فك علي ع خاتما ثم عمل بما فيه ما تعداه ثم دفع الصحيفة إلى الحسن بن علي ع ففك خاتما و عمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى الحسين بن علي ع ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة لا شهادة لهم إلا معك و اشر نفسك لله عز و جل فعمل بما فيه ما تعداه ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه أطرق و اصمت و الزم منزلك و اعبد ربك حتى يأتيك اليقين ثم دفعها إلى رجل بعده ففك خاتما فوجد فيه أن حدث الناس و أفتهم و انشر علم آبائك و لا تخافن أحدا إلا الله فإنك في حرز الله و ضمانه و أمر بدفعها فدفعها إلى من بعده و يدفعها من بعده إلى من بعده إلى يوم القيامة .

 36-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا الحسن بن علي الزيتوني عن ابن هلال عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق .

 37-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا محمد بن الحسين عن يزيد بن إسحاق شعر عن هارون بن حمزة الغنوي قال قلت لأبي عبد الله ع هل كان الناس إلا و فيهم من قد أمروا بطاعته منذ كان نوح ع قال لم يزالوا كذلك و لكن أكثرهم لا يؤمنون .

 38-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله

 

===============

(233)

بن جعفر جميعا عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن حمزة بن حمران عن أبي عبد الله ع قال لو لم يكن في الأرض إلا اثنان لكان أحدهما الحجة و لو ذهب أحدهما بقي الحجة .

 39-  حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن يزيد الكناسي قال قال أبو جعفر ع ليس تبقى الأرض يا أبا خالد يوما واحدا بغير حجة لله على الناس و لم تبق منذ خلق الله جل و عز آدم ع و أسكنه الأرض .

 40-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عبد الله بن خداش البصري عن أبي عبد الله ع قال سأله رجل فقال تخلو الأرض ساعة لا يكون فيها إمام قال لا تخلو الأرض من الحق .

 41-  حدثنا أبي رحمه الله قال حدثنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن عبد الله بن أبي يعفور أنه سأل أبا عبد الله ع هل تترك الأرض بغير إمام قال لا قلت فيكون إمامان قال لا إلا و أحدهما صامت .

 42-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن معروف عن إبراهيم بن مهزيار عن

 

===============

(234)

أخيه علي بن مهزيار عن الحسن بن بشار الواسطي قال قال الحسين بن خالد للرضا ع و أنا حاضر أ تخلو الأرض من إمام فقال لا .

 43-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله أجل و أعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عدل .

 44-  حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال حدثنا العباس بن الفضل المقري قال حدثنا محمد بن علي بن منصور قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا خالد عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 45-  حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال حدثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن ثم قال كأني قد دعيت فأجبت إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال إن الله مولاي و أنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ع فقال

 

===============

(235)

من كنت وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعت من رسول الله ص فقال ما كان في الدوحات أحد إلا و قد رآه بعينيه و سمعه بأذنيه .

 46-  حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء قال حدثنا بشر بن الوليد قال حدثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أن النبي ص قال إني أوشك أن أدعى فأجيب و إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز و جل و عترتي كتاب الله حبل ممدود بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي و إن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بما ذا تخلفوني فيهما .

 47-  حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا صالح بن موسى قال حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله ص إني قد خلفت فيكم شيئين لم تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما و عملتم بما فيهما كتاب الله و سنتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 48-  حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال حدثنا القاسم بن عباد قال حدثنا سويد قال حدثنا عمرو بن صالح عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله جل و عز حبل ممدود و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 49-  حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال حدثنا الحسين بن حميد قال حدثني أخي الحسن بن حميد قال حدثني علي بن ثابت الدهان قال حدثني سعاد و هو ابن سليمان عن أبي إسحاق

 

===============

(236)

عن الحارث عن علي ع قال قال رسول الله ص إني امرؤ مقبوض و أوشك أن أدعى فأجيب و قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أفضل من الآخر كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 50-  حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا القشيري عن المغيرة بن محمد بن المهلب قال حدثني أبي عن عبد الله بن داود عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقلت لأبي سعيد من عترته قال أهل بيته ع

 51-  حدثنا علي بن الفضل البغدادي قال سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثعلب يقول سمعت أبا العباس ثعلب سئل عن معنى قوله ص إني تارك فيكم الثقلين لم سميا الثقلين قال لأن التمسك بهما ثقيل .

 52-  حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله جل و عز و عترتي أهل بيتي ألا و هما الخليفتان من بعدي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 53-  حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال حدثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة قال حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن عمرو بن أبي المقدام عن جعفر

 

===============

(237)

بن محمد عن أبيه ع قال أتيت جابر بن عبد الله فقلت أخبرنا عن حجة الوداع فذكر حديثا طويلا ثم قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله و عترتي أهل بيتي ثم قال اللهم اشهد ثلاثا .

 54-  حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال حدثنا أبو الحاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض حدثنا الحسن بن عبد الله قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال حدثنا الحسين بن حميد قال حدثني أخي الحسن بن حميد قال حدثنا علي بن ثابت الدهان قال حدثنا سعاد و هو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي ع قال قال رسول الله ص إني امرؤ مقبوض و أوشك أن أدعى فأجيب و قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أفضل من الآخر كتاب الله عز و جل و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض حدثنا الحسن بن عبد الله قال حدثنا القشيري قال حدثنا المغيرة بن محمد قال حدثني أبي قال حدثني عبد الله بن داود عن فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض طرف بيد الله و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقلت لأبي سعيد من عترته فقال أهل بيته ع .

 

===============

(238)

 55-  حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال حدثني عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا أحمد بن معلى الأدمي قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال لما رجع رسول الله ص من حجة الوداع نزل غدير خم فأمر بدوحات فقممن ثم قام فقال كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله و عترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض قال ثم قال إن الله جل و عز مولاي و أنا مولى كل مؤمن و مؤمنة ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ع فقال من كنت وليه فعلي وليه فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعته من رسول الله ص قال ما كان في الدوحات أحد إلا و قد رآه بعينه و سمعه بأذنه .

 56-  حدثنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن يزيد أبو محمد البجلي قال حدثنا محمد بن طريف قال حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله ص كأني قد دعيت فأجبت و إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر كتاب الله عز و جل حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .

 57-  حدثنا محمد بن عمر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص عن عباد بن يعقوب عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبي عن عبد الملك عن عطية أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي ص قال أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله عز و جل حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 

===============

( 239)

58 -  حدثنا محمد بن عمر قال حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال حدثني أبي قال حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر بن محمد قال حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي ص قال قال النبي ص إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 59-  حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حنش بن المعتمر قال رأيت أبا ذر الغفاري رحمه الله آخذا بحلقة باب الكعبة و هو يقول ألا من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن سمعت رسول الله ص يقول إني خلفت فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا و إن مثلهما فيكم كسفينة نوح من ركب فيها نجا و من تخلف عنها غرق .

 60-  حدثنا شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زئارة بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ص قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال حدثنا الفضل بن شاذان

 

===============

(240)

النيسابوري عن عبيد الله بن موسى قال حدثنا شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم خليفتين كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 61-  حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله ص إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 62-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال حدثنا الفضل بن شاذان قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم عن النبي ص قال إني تارك فيكم كتاب الله و أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .

 63-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع قال إن الله تبارك و تعالى طهرنا و عصمنا و جعلنا شهداء على خلقه و حججا في أرضه و جعلنا مع القرآن و جعل القرآن معنا لا نفارقه و لا يفارقنا .

 64-  حدثنا محمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ع قال سئل أمير المؤمنين ص عن معنى قول رسول الله ص إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي من العترة فقال أنا و الحسن و الحسين و الأئمة

 

===============

(241)

التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم و قائمهم لا يفارقون كتاب الله و لا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله ص حوضه  65-  حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمد بن خالد عن غياث بن إبراهيم عن ثابت بن دينار عن سعد بن طريف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لعلي بن أبي طالب ع يا علي أنا مدينة الحكمة و أنت بابها و لن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب فكذب من زعم أنه يحبني و يبغضك لأنك مني و أنا منك لحمك من لحمي و دمك من دمي و روحك من روحي و سريرتك من سريرتي و علانيتك من علانيتي و أنت إمام أمتي و خليفتي عليها بعدي سعد من أطاعك و شقي من عصاك و ربح من تولاك و خسر من عاداك و فاز من لزمك و هلك من فارقك مثلك و مثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق و مثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة معنى العترة و الآل و الأهل و الذرية و السلالة قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله إن سأل سائل عن قول النبي ص إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله و عترتي ألا و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقال ما تنكرون أن يكون أبو بكر من العترة و كل بني أمية من العترة أو لا يكون العترة إلا لولد الحسن و الحسين فلا يكون علي بن أبي طالب من العترة فقيل له أنكرت ذلك لما جاءت به اللغة و دل عليه قوله ص فأما دلالة قوله ع فإنه قال عترتي أهل بيتي و الأهل مأخوذ من أهالة البيت و هم الذين يعمرونه فقيل لكل من عمر البيت أهل كما قيل لمن عمر البيت أهله و لذلك قيل لقريش آل الله لأنهم عمار بيته و الآل الأهل قال الله عز و جل في قصة لوط فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ

 

===============

(242)

مِنَ اللَّيْلِ و قال إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ فسمى الآل أهلا و الآل في اللغة الأهل و إنما أصله أن العرب إذا ما أرادت أن تصغر الأهل قالت أهيل ثم استثقلت الهاء فقالت آل و أسقطت الهاء فصار معنى الآل كل من رجع إلى الرجل من أهله بنسبه. ثم استعير ذلك في الأمة فقيل لمن رجع إلى النبي ص بدينه آل قال الله عز و جل أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ و إنما صح أن الآل في قصة فرعون متبعوه لأن الله عز و جل إنما عذبه على الكفر و لم يعذبه على النسب فلم يجز أن يكون قوله أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أهل بيت فرعون فمتى قال قائل آل الرجل فإنما يرجع بهذا القول إلى أهله إلا أن يدل عليه بدلالة الاستعارة كما جعل الله جل و عز بقوله أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ  و روي عن الصادق ع أنه قال ما عنى إلا ابنيه و أما الأهل فهم الذرية من ولد الرجل و ولد أبيه و جده و دنيه على ما تعورف و لا يقال لولد الجد الأبعد أهل أ لا ترى أن العرب لا تقول للعجم أهلنا و إن كان إبراهيم ع جدهما و لا تقول من العرب مضر لأياد أهلنا و لا لربيعة و لا تقول قريش لسائر ولد مضر أهلنا و لو جاز أن يكون سائر قريش أهل الرسول ع بالنسب لكان ولد مضر و سائر العرب أهله فالأهل أهل بيت الرجل و دنيه فأهل رسول الله ص بنو هاشم دون سائر البطون فإذا ثبت أن قوله ص إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي فسأل سائل ما العترة فقد فسرها هو ع بقوله أهل بيتي و هكذا في اللغة أن العترة شجرة تنبت على باب جحر الضب قال الهذلي

فما كنت أخشى أن أقيم خلافهم لستة أبيات كما ينبت العتر

 

===============

(243)

قال أبو عبيد في كتاب الأمثال حكاه عن أبي عبيدة العتر و العطر أصل للإنسان و منه قولهم عادت لعترها لميس أي عادت إلى خلق كانت فارقته. فالعترة في أصل اللغة أهل الرجل و كذا قال رسول الله ص عترتي أهل بيتي فتبين أن العترة الأهل و الأهل الولد و غيرهم و لو لم تكن العترة الأهل و كانوا الولد دون سائر أهله لكان قوله ع إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض لم يدخل علي بن أبي طالب ع في هذه الشريطة لأنه لم يدخل في العترة فلا يكون علي ع ممن لا يفارقه الكتاب و لا ممن إن تمسكنا به لن نضل و لا يكون ممن دخل في هذا القول فيكون كلام النبي ص خاصا دون عام فإن صلح أن يكون خاصا في الولد صلح أن يكون في بعض الولد لأنه ليس في الكلام ما يدل على خصوصية في جنس دون جنس. و مما يدل أن عليا ع داخل في العترة قوله ع إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض و قد أجمعت الأمة إلا من شذ ممن لا يعد في ذلك بخلاف أن عليا ع لم يفارق حكم كتاب الله و أن رسول الله ص لم يخلف في وقت مضيه أحدا أعلم بكتاب الله منه و قد كان الحسن و الحسين ع ممن خلفهما فهل في الأمة من يقول إنهما كانا أعلم بكتاب الله منه و هل كانا إلا آخذين عنه و مقتديين به و لا يخلو قوله ص إني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا لكل عصر أراد أو لعصر دون

 

===============

(244)

عصر فإن كان لكل عصر فالعصر الذي كان علي ع قائما فيه من كان مخلفا فينا هل كان الحسن و الحسين هما المرادين بهذا القول أو علي ع فإن قال قائل إنه الحسن و الحسين ع أوجب أنهما كانا في وقت مضي النبي ص أعلم من أبيهما ع و خرج من لسان الأمة و إن قال إن النبي ص أراد بهذا وقتا دون وقت أجاز على نفسه أن يكون أراد بعض العترة دون البعض لأنه ليس الوقت الذي يدعيه خصمنا أحق بما ندعيه فيه من قول غيره و لا بد من أن يكون النبي ص عم بقوله التخليف لكل الأعصار و الدهور أو خص فإن كان عم فالعصر الذي قام فيه علي بن أبي طالب ع قد أوجب أن يكون من عترته اللهم إلا أن يقال إنه ظلم إذ كان بحضرته من ولده من هو أعلم منه و هذا لا يقول به مسلم و لا يجيزه على رسول الله ص مؤمن و كان مرادنا بإيراد قول النبي ص إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض في هذا الباب إثبات اتصال أمر حجج الله ع إلى يوم القيامة و أن القرآن لا يخلو من حجة مقترن إليه من الأئمة الذين هم العترة ع يعلم حكمه إلى يوم القيامة لقوله ص لن يفترقا حتى يردا علي الحوض و هكذا  قوله ص إن مثلهم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة تصديق لقولنا إن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله عز و جل و بيناته و قد بين النبي ص من العترة المقرونة إلى كتاب الله جل و عز في الخبر الذي حدثنا به أحمد بن الحسن القطان  قال حدثنا الحسن بن علي السكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ص قال قال رسول الله ص إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين

 

===============

(245)

و ضم بين سبابتيه فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري و قال يا رسول الله من عترتك قال علي و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة و حكى محمد بن بحر الشيباني عن محمد بن عبد الجبار صاحب أبي العباس ثعلب في كتابه الذي سماه كتاب الياقوتة قال حدثني أبو العباس ثعلب قال حدثني ابن الأعرابي قال العترة قطاع المسك الكبار في النافجة و تصغيرها عتيرة و العترة الريقة العذبة و تصغيرها عتيرة و العترة شجرة تنبت على باب وجار الضب و أحسبه أراد وجار الضبع لأن الذي يكون هو للضب مكن و للضبع وجار ثم قال و إذا خرجت الضب من وجارها تمرغت على تلك الشجرة فهي لذلك لا تنمو و لا تكبر و العرب تضرب مثلا للذليل و الذلة فتقول أذل من عترة الضب قال و تصغيرها عتيرة و العترة ولد الرجل و ذريته من صلبه و لذلك سميت ذرية محمد ص من علي و فاطمة ع عترة محمد ص قال ثعلب فقلت لابن الأعرابي فما معنى قول أبي بكر في السقيفة نحن عترة رسول الله ص قال أراد بلدته و بيضته و عترة محمد ص لا محالة ولد فاطمة ع و الدليل على ذلك رد أبي بكر و إنفاذ علي ع بسورة براءة و  قوله ص أمرت أن لا يبلغها عني إلا أنا أو رجل مني فأخذها منه و دفعها إلى من كان منه دونه فلو كان أبو بكر من العترة نسبا دون تفسير ابن الأعرابي أنه أراد البلدة لكان محالا أخذ سورة براءة منه و دفعها إلى علي ع. و قد قيل إن العترة الصخرة العظيمة يتخذ الضب عندها جحرا يأوي إليه و هذا لقلة هدايته و قد قيل إن العترة أصل الشجرة المقطوعة التي تنبت من أصولها و عروقها و العترة في غير هذا المعنى  قول النبي ص لا فرعة و لا عتيرة و قال

 

===============

(246)

الأصمعي كان الرجل في الجاهلية ينذر نذرا على شائه إذا بلغت غنمه مائة أن يذبح رجبيته و عتائره فكان الرجل ربما بخل بشائه فيصيد الظباء و يذبحها عن غنمه عند آلهتهم ليوفي بها نذره و أنشد الحارث بن حلزة اليشكري بيتا عنتا باطلا و ظلما كما تعتر عن حجرة الربيض الظباء يعني يأخذونها بذنب غيرها كما تذبح أولئك الظباء عن غنمهم و قال الأصمعي و العترة الريح و العترة أيضا شجرة كثيرة اللبن صغيرة تكون نحو تهامة و يقال العتر الذكر عتر يعتر عترا إذا نعظ و قال الرياشي سألت الأصمعي عن العترة فقال هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا. قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب و العترة علي بن أبي طالب و ذريته من فاطمة و سلالة النبي ص و هم الذين نص الله تبارك و تعالى عليهم بالإمامة على لسان نبيه ص و هم اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم المهدي ص على جميع ما ذهبت إليه العرب في معنى العترة و ذلك أن الأئمة ع من بين جميع بني هاشم و من بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة و علومهم العذبة عند أهل الحكمة و العقل و هم الشجرة التي رسول الله ص أصلها و أمير المؤمنين ع فرعها و الأئمة من ولده أغصانها و شيعتهم ورقها و علومهم ثمرها و هم ع أصول الإسلام على معنى البلدة و البيضة.

 

===============

(247)

و هم ع الهداة على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضب عندها جحرا فيأوي إليه لقلة هدايته و هم أصل الشجرة المقطوعة لأنهم وتروا و ظلموا و جفوا و قطعوا و لم يواصلوا فنبتوا من أصولهم و عروقهم لا يضرهم قطع من قطعهم و لا إدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل الله منصوصا عليهم على لسان نبي الله ص. و من معنى العترة هم المظلومون المأخوذون بما لم يجترموه و يذنبوه و منافعهم كثيرة و هم ع ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللبن و هم ع ذكرانا غير إناث على معنى قول من قال إن العترة هو الذكر و هم ع جند الله جل و عز و حزبه على معنى قول الأصمعي إن العترة الريح  قال النبي ص الريح جند الله الأكبر  في حديث مشهور عنه و الريح عذاب على قوم و رحمة لآخرين و هم ع كذلك كالقرآن المقرون إليهم بقول النبي ص إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي أهل بيتي قال الله عز و جل وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً و قال عز و جل وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَ أَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ كافِرُونَ و هم ع أصحاب المشاهد المتفرقة و البيوت النازحة على معنى الذي ذهب إليه من قال إن العترة هو نبت مثل المرزنجوش ينبت متفرقا و بركاتهم ع منبثة في المشرق و المغرب. و أما الذرية فقد قال أبو عبيدة تأويل الذريات عندنا إذا كانت بالألف

 

===============

(248)

الأعقاب و النسل و أما الذي في القرآن وَ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَ ذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ قرأها علي ع وحده بهذا المعنى و الآية التي في يس وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ و قوله عز و جل كَما أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ فيه لغتان ذرية و ذرية مثل علية و علية و كانت قراءته بالضم و قرأها أبو عمرو و هي قراءة أهل المدينة إلا ما ورد عن زيد بن ثابت أنه قرأ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ بالكسر و قال مجاهد في قوله إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ أنهم أولاد الذين أرسل إليهم موسى و مات آباؤهم فقال الفراء إنما سموا ذرية لأن آباءهم من القبط و أمهاتهم من بني إسرائيل قال و ذلك كما قيل لأولاد أهل فارس الذين سقطوا إلى اليمن الأبناء لأن أمهاتهم من غير جنس آبائهم قال أبو عبيدة يريد الفراء أنهم يسمون ذرية و هم رجال مذكورون لهذا المعنى و ذرية الرجل كأنهم النش‏ء الذين خرجوا منه و هو من ذروت أو ذريت و ليس بمهموز و قال أبو عبيدة و أصله مهموز و لكن العرب تركت الهمزة فيه و هو في مذهبه من ذرأ الله الخلق كما قال الله جل ثناؤه وَ لَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَ الْإِنْسِ و ذرأهم أي أنشأهم و خلقهم و قوله عز و جل يَذْرَؤُكُمْ أي يخلقكم فكان ذرية الرجل هم خلق الله عز و جل منه و من نسله و من إنشاء الله عز و جل من صلبه. و معنى السلالة الصفوة من كل شي‏ء يقال سلالة و سليل  و في الحديث

 

===============

(249)

قال النبي ص اللهم اسق عبد الرحمن من سليل الجنة و يقال السليل هو صافي شرابها و إنما قيل له سليل لأنه سل حتى خلص و هو فعيل بمعنى المفعول قالوا في تفسير قول الله عز و جل وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ يعني أنه من صفوة طين الأرض و السلالة النتاج سل من أمه أي نتج و قالت هند بنت أسماء و كانت تحت الحجاج بن يوسف الثقفي

و هل هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تجللها بغل‏فإن نتجت مهرا كريما فبالحري و إن يك أقرافا فما فعل الفحل‏ و روي فما جنى الفحل و السليل المنتوج و السليلة المنتوجة كأنه يريد النتاج الخالص الصافي. و قيل للحسن و الحسين و الأئمة من بعدهما صلوات الله عليهم أجمعين سلالة

 

===============

(250)

رسول الله ص لأنهم الصفوة من ولده ع و هذا معنى العترة و الذرية و السلالة في لغة العرب و نسأل الله التوفيق للصواب في جميع الأمور برحمته