(523)
1- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد ع قال عاش نوح ع ألفي سنة و خمسمائة سنة منها ثمانمائة و خمسون سنة قبل أن يبعث و ألف سنة إلا خمسين عاما و هو في قومه يدعوهم و سبعمائة عام بعد ما نزل من السفينة و نضب الماء فمصر الأمصار و أسكن ولده البلدان ثم إن ملك الموت ع جاءه و هو في الشمس فقال له السلام عليك فرد الجواب فقال له ما جاء بك يا ملك الموت فقال جئت لأقبض روحك فقال له تدعني أخرج من الشمس إلى الظل فقال له نعم فتحول نوح ع ثم قال يا ملك الموت كأن ما مر بي من الدنيا مثل تحولي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به قال فقبض روحه ع .
2- حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أرومة قال حدثني سعيد بن جناح عن أيوب بن راشد عن رجل عن أبي عبد الله ع قال كانت أعمار قوم نوح ع ثلاثمائة سنة ثلاثمائة سنة .
3- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى العطار جميعا قالا حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن يوسف التميمي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع عن رسول الله ص قال عاش أبو البشر آدم ع تسعمائة و ثلاثين سنة و عاش نوح ع ألفي سنة و أربعمائة سنة و خمسين سنة و عاش إبراهيم ع مائة و خمسا و سبعين سنة و عاش إسماعيل بن إبراهيم ع
===============
(524)
مائة و عشرين سنة و عاش إسحاق بن إبراهيم ع مائة و ثمانين سنة و عاش يعقوب بن إسحاق مائة و عشرين سنة و عاش يوسف بن يعقوب ع مائة و عشرين سنة و عاش موسى ع مائة و ستا و عشرين سنة و عاش هارون ع مائة و ثلاثا و ثلاثين سنة و عاش داود ع مائة سنة منها أربعون سنة ملكه و عاش سليمان بن داود ع سبعمائة و اثنتي عشرة سنة .
4- حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني رضي الله عنه قال حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي قال حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال حدثنا الحسن بن محمد بن صالح البزاز قال سمعت الحسن بن علي العسكري ع يقول إن ابني هو القائم من بعدي و هو الذي يجري فيه سنن الأنبياء ع بالتعمير و الغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز و جل في قلبه الإيمان و أيده بروح منه .
5- حدثنا محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم سنة من نوح ع و هي طول العمر .
6- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال في حديث يذكر فيه قصة داود ع أنه خرج يقرأ الزبور و كان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل و لا حجر و لا طائر إلا جاوبته فانتهى إلى جبل فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال و أصوات السباع و الطير علم أنه داود ع فقال داود ع يا حزقيل تأذن لي فأصعد إليك قال لا فبكى داود فأوحى الله عز و جل إليه يا حزقيل لا تعبر داود و سلني العافية قال فأخذ حزقيل بيد داود ع و رفعه إليه فقال داود يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط قال لا قال فهل دخلك العجب بما أنت فيه من عبادة الله قال لا
===============
(525)
قال فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهواتها و لذاتها قال بلى ربما عرض ذلك بقلبي قال فما كنت تصنع إذا كان ذلك قال أدخل إلى هذا الشعب فأعتبر بما فيه قال فدخل داود ع الشعب فإذا سرير من حديد عليه جمجمة بالية و عظام فانية و إذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود ع فإذا فيها أنا أروى بن سلم ملكت ألف سنة و بنيت ألف مدينة و افتضضت ألف بكر فكان آخر عمري أن صار التراب فراشي و الحجارة وسادتي و الديدان و الحيات جيراني فمن رآني فلا يغتر بالدنيا .
1- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال حدثنا الحسين بن معاذ قال حدثنا قيس بن حفص قال حدثنا يونس بن أرقم عن أبي سيار الشيباني عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة قال خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فحمد الله عز و جل و أثنى عليه و صلى على محمد و آله ثم قال سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني ثلاثا فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين متى يخرج الدجال فقال له علي ع اقعد فقد سمع الله كلامك و علم ما أردت و الله ما المسئول عنه بأعلم من السائل و لكن لذلك علامات و هيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل و إن شئت أنبأتك بها قال نعم يا أمير المؤمنين فقال ع احفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة و أضاعوا الأمانة و استحلوا الكذب و أكلوا الربا و أخذوا الرشا و شيدوا البنيان و باعوا الدين بالدنيا و استعملوا السفهاء و شاوروا النساء و قطعوا الأرحام و اتبعوا الأهواء و استخفوا بالدماء و كان الحلم ضعفا و الظلم فخرا و كانت الأمراء فجرة و الوزراء
===============
(526)
ظلمة و العرفاء خونة و القراء فسقة و ظهرت شهادة الزور و استعلن الفجور و قول البهتان و الإثم و الطغيان و حليت المصاحف و زخرفت المساجد و طولت المنارات و أكرمت الأشرار و ازدحمت الصفوف و اختلفت القلوب و نقضت العهود و اقترب الموعود و شارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا و علت أصوات الفساق و استمع منهم و كان زعيم القوم أرذلهم و اتقي الفاجر مخافة شره و صدق الكاذب و اؤتمن الخائن و اتخذت القيان و المعازف و لعن آخر هذه الأمة أولها و ركب ذوات الفروج السروج و تشبه النساء بالرجال و الرجال بالنساء و شهد الشاهد من غير أن يستشهد و شهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه و تفقه لغير الدين و آثروا عمل الدنيا على الآخرة و لبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب و قلوبهم أنتن من الجيف و أمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا ثم العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس و ليأتين على الناس زمان يتمنى أحدهم أنه من سكانه فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال ألا إن الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه و السعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمنى ممسوحة و العين الأخرى في جبهته تضيء كأنها كوكب الصبح فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرؤه كل كاتب و أمي يخوض البحار و تسير معه الشمس بين يديه جبل
===============
(527)
من دخان و خلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل تطوى له الأرض منهلا منهلا لا يمر بماء إلا غار إلى يوم القيامة ينادي بأعلى صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن و الإنس و الشياطين يقول إلى أوليائي أنا الذي خلق فسوى و قدر فهدى أنا ربكم الأعلى و كذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام و يمشي في الأسواق و إن ربكم عز و جل ليس بأعور و لا يطعم و لا يمشي و لا يزول تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ألا و إن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا و أصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله عز و جل بالشام على عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات مضت من يوم الجمعة على يد من يصلي المسيح عيسى ابن مريم ع خلفه ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا و ما ذلك يا أمير المؤمنين قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان بن داود و عصا موسى ع يضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا و يضعه على وجه كل كافر فينكتب هذا كافر حقا حتى إن المؤمن لينادي الويل لك يا كافر و إن الكافر ينادي طوبى لك يا مؤمن وددت أني اليوم كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله و ذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل و لا عمل يرفع و لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ثم قال ع لا تسألوني عما يكون بعد هذا فإنه عهد عهده إلي حبيبي رسول الله ص أن لا أخبر به غير عترتي قال النزال بن سبرة فقلت لصعصعة بن صوحان يا صعصعة ما عنى أمير المؤمنين ع بهذا فقال صعصعة يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسى ابن مريم ع هو الثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي ع و هو الشمس
===============
(528)
الطالعة من مغربها يظهر عند الركن و المقام فيطهر الأرض و يضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أمير المؤمنين ع أن حبيبه رسول الله ص عهد إليه أن لا يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين و حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه قال حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر بن المظفر و عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الرازي و أبو سعيد عبد الله بن محمد بن موسى بن كعب الصيداني و أبو الحسن محمد بن عبد الله بن صبيح الجوهري قالوا حدثنا أبو يعلى بن أحمد بن المثنى الموصلي عن عبد الأعلى بن حماد النرسي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله ص بهذا الحديث مثله سواء .
2- حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه بهذا الإسناد عن مشايخه عن أبي يعلى الموصلي عن عبد الأعلى بن حماد النرسي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال إن رسول الله ص صلى ذات يوم بأصحابه الفجر ثم قام مع أصحابه حتى أتى باب دار بالمدينة فطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت ما تريد يا أبا القاسم فقال رسول الله ص يا أم عبد الله استأذني لي على عبد الله فقالت يا أبا القاسم و ما تصنع بعبد الله فو الله إنه لمجهود في عقله يحدث في ثوبه و إنه ليراودني على الأمر العظيم فقال استأذني عليه فقالت أ على ذمتك قال نعم فقالت ادخل فدخل فإذا هو في قطيفة له يهينم فيها فقالت أمه اسكت و اجلس هذا محمد قد أتاك فسكت و جلس فقال النبي ص ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أ هو هو ثم قال له النبي ص ما ترى قال أرى حقا و باطلا و أرى عرشا على الماء فقال اشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فقال بل تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني فلما كان اليوم الثاني صلى ص بأصحابه الفجر ثم نهض فنهضوا معه حتى
===============
(529)
طرق الباب فقالت أمه ادخل فدخل فإذا هو في نخلة يغرد فيها فقالت له أمه اسكت و انزل هذا محمد قد أتاك فسكت فقال النبي ص ما لها لعنها الله لو تركتني لأخبرتكم أ هو هو فلما كان في اليوم الثالث صلى النبي ص بأصحابه الفجر ثم نهض و نهض القوم معه حتى أتى ذلك المكان فإذا هو في غنم له ينعق بها فقالت له أمه اسكت و اجلس هذا محمد قد أتاك فسكت و جلس و قد كانت نزلت في ذلك اليوم آيات من سورة الدخان فقرأها بهم النبي ص في صلاة الغداة ثم قال أ تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فقال بل تشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني فقال النبي ص إني قد خبأت لك خبيئا فما هو فقال الدخ الدخ فقال النبي ص اخسأ فإنك لن تعدو أجلك و لن تبلغ أملك و لن تنال إلا ما قدر لك ثم قال لأصحابه أيها الناس ما بعث الله عز و جل نبيا إلا و قد أنذر قومه الدجال و إن الله عز و جل قد أخره إلى يومكم هذا فمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور إنه يخرج على حمار عرض ما بين أذنيه ميل يخرج و معه جنة و نار و جبل من خبز و نهر من ماء أكثر أتباعه اليهود و النساء و الأعراب يدخل آفاق الأرض كلها إلا مكة و لابتيها و المدينة و لابتيها قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إن أهل العناد و الجحود يصدقون بمثل هذا الخبر و يروونه في الدجال و غيبته و طول بقائه المدة الطويلة و خروجه في آخر الزمان و لا يصدقون بأمر القائم ع و أنه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملأ
===============
(530)
الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما مع نص النبي ص و الأئمة ع بعده عليه باسمه و غيبته و نسبه و إخبارهم بطول غيبته إرادة لإطفاء نور الله عز و جل و إبطالا لأمر ولي الله و يأبى الله إلا أن يتم نوره و لو كره المشركون و أكثر ما يحتجون به في دفعهم لأمر الحجة ع أنهم يقولون لم نرو هذه الأخبار التي تروونها في شأنه و لا نعرفها. و هكذا يقول من يجحد نبوة نبينا ص من الملحدين و البراهمة و اليهود و النصارى و المجوس أنه ما صح عندنا شيء مما تروونه من معجزاته و دلائله و لا نعرفها فنعتقد ببطلان أمره لهذه الجهة و متى لزمنا ما يقولون لزمهم ما تقوله هذه الطوائف و هم أكثر عددا منهم و يقولون أيضا ليس في موجب عقولنا أن يعمر أحد في زماننا هذا عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان فقد تجاوز عمر صاحبكم على زعمكم عمر أهل الزمان. فنقول لهم أ تصدقون على أن الدجال في الغيبة يجوز أن يعمر عمرا يتجاوز عمر أهل الزمان و كذلك إبليس اللعين و لا تصدقون بمثل ذلك لقائم آل محمد ع مع النصوص الواردة فيه بالغيبة و طول العمر و الظهور بعد ذلك للقيام بأمر الله عز و جل و ما روي في ذلك من الأخبار التي قد ذكرتها في هذا الكتاب و مع ما صح عن النبي ص إذ قال كل ما كان في الأمم السالفة يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة. و قد كان فيمن مضى من أنبياء الله عز و جل و حججه ع معمرون أما نوح ع فإنه عاش ألفي سنة و خمسمائة سنة و نطق القرآن بأنه لبث في قومه أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً. و قد روي في الخبر الذي قد أسندته في هذا الكتاب أن في القائم ع سنة من نوح ع و هي طول العمر فكيف يدفع أمره و لا يدفع ما يشبهه من الأمور التي ليس شيء منها في موجب العقول بل لزم الإقرار بها لأنها رويت عن النبي ص. و هكذا يلزم الإقرار بالقائم ع من طريق السمع و في موجب أي عقل من
===============
(531)
العقول أنه يجوز أن يلبث أصحاب الكهف في كهفهم ثلاثمائة سنين و ازدادوا تسعا هل وقع التصديق بذلك إلا من طريق السمع فلم لا يقع التصديق بأمر القائم ع أيضا من طريق السمع و كيف يصدقون ما يرد من الأخبار عن وهب بن المنبه و عن كعب الأحبار في المحالات التي لا يصح شيء منها في قول الرسول ص و لا في موجب العقول و لا يصدقون بما يرد عن النبي ص و الأئمة ع في القائم و غيبته و ظهوره بعد شك أكثر الناس في أمره و ارتدادهم عن القول به كما تنطق به الآثار الصحيحة عنهم ع هل هذا إلا مكابرة في دفع الحق و جحوده. و كيف لا يقولون إنه لما كان في الزمان غير محتمل للتعمير وجب أن تجري سنة الأولين بالتعمير في أشهر الأجناس تصديقا لقول صاحب الشريعة ص و لا جنس أشهر من جنس القائم ص لأنه مذكور في الشرق و الغرب على ألسنة المقرين به و ألسنة المنكرين له و متى بطل وقوع الغيبة بالقائم الثاني عشر من الأئمة ع مع الروايات الصحيحة عن النبي ص أنه أخبر بوقوعها به ع بطلت نبوته لأنه يكون قد أخبر بوقوع الغيبة بمن لم يقع به و متى صح كذبه في شيء لم يكن نبيا و كيف يصدق ع فيما أخبر به في أمر عمار بن ياسر رضي الله عنه أنه تقتله الفئة الباغية و في أمير المؤمنين ع أنه تخضب لحيته من دم رأسه و في الحسن بن علي ع أنه مقتول بالسم و في الحسين بن علي ع أنه مقتول بالسيف و لا يصدق فيما أخبر به من أمر القائم و وقوع الغيبة به و التعيين عليه باسمه و نسبه بلى هو ع صادق في جميع أقواله مصيب في جميع أحواله و لا يصح إيمان عبد حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضى و يسلم له في جميع الأمور تسليما و لا يخالطه شك و لا ارتياب و هذا هو الإسلام و الإسلام هو الاستسلام و الانقياد وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ. و من أعجب العجائب أن مخالفينا يروون أن عيسى ابن مريم ع مر بأرض كربلاء فرأى عدة من الظباء هناك مجتمعة فأقبلت إليه و هي تبكي و أنه جلس و جلس
===============
(532)
الحواريون فبكى و بكى الحواريون و هم لا يدرون لم جلس و لم بكى فقالوا يا روح الله و كلمته ما يبكيك قال أ تعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد و فرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي و يلحد فيها هي أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد و هكذا تكون طينة الأنبياء و أولاد الأنبياء و هذه الظباء تكلمني و تقول إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المستشهد المبارك و زعمت أنها آمنة في هذه الأرض ثم ضرب بيده إلى بعر تلك الظباء فشمها فقال اللهم أبقها أبدا حتى يشمها أبوه فيكون له عزاء و سلوه و إنها بقيت إلى أيام أمير المؤمنين ع حتى شمها و بكى و أخبر بقصتها لما مر بكربلاء. فيصدقون بأن بعر تلك الظباء يبقى زيادة على خمسمائة سنة لم تغيره الأمطار و الرياح و مرور الأيام و الليالي و السنين عليه و لا يصدقون بأن القائم من آل محمد ع يبقى حتى يخرج بالسيف فيبير أعداء الله عز و جل و يظهر دين الله مع الأخبار الواردة عن النبي و الأئمة ص بالنص عليه باسمه و نسبه و غيبته المدة الطويلة و جري سنن الأولين فيه بالتعمير هل هذا إلا عناد و جحود للحق نعوذ بالله من الخذلان .
48- باب حديث الظباء بأرض نينوى في سياق هذا الحديث على جهته و لفظه
1- حدثنا أحمد بن الحسن بن القطان و كان شيخا لأصحاب الحديث ببلد الري يعرف بأبي علي بن عبد ربه قال حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول قال حدثنا علي بن عاصم عن الحصين بن عبد الرحمن عن مجاهد عن ابن عباس قال كنت مع
===============
(533)
أمير المؤمنين ع في خرجته إلى صفين فلما نزل بنينوى و هو شط الفرات قال بأعلى صوته يا ابن عباس أ تعرف هذا الموضع قال قلت ما أعرفه يا أمير المؤمنين فقال لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي كبكائي قال فبكى طويلا حتى اخضلت لحيته و سالت الدموع على صدره و بكينا معه و هو يقول أوه أوه ما لي و لآل أبي سفيان ما لي و لآل حرب حزب الشيطان و أولياء الكفر صبرا يا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلى ما شاء الله أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الأول إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته ساعة ثم انتبه فقال يا ابن عباس فقلت ها أنا ذا فقال أ لا أخبرك بما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي فقلت نامت عيناك و رأيت خيرا يا أمير المؤمنين قال رأيت كأني برجال بيض قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض قد تقلدوا سيوفهم و هي بيض تلمع و قد خطوا حول هذه الأرض خطة ثم رأيت هذه النخيل قد ضربت بأغصانها إلى الأرض فرأيتها تضطرب بدم عبيط و كأني بالحسين نجلي و فرخي و مضغتي و مخي قد غرق فيه يستغيث فلا يغاث و كان الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه و يقولون صبرا آل الرسول فإنكم تقتلون على أيدي شرار الناس و هذه الجنة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة ثم يعزونني و يقولون يا أبا الحسن أبشر فقد أقر الله عينك به يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم انتبهت هكذا و الذي نفس علي بيده لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسم ص أني سأراها في خروجي إلى أهل البغي علينا و هذه أرض كرب و بلاء يدفن فيها الحسين و سبعة عشر رجلا كلهم من ولدي و ولد فاطمة ع و إنها لفي السماوات معروفة تذكر أرض كرب و بلاء كما تذكر بقعة الحرمين و بقعة بيت المقدس ثم قال لي يا ابن عباس اطلب لي حولها بعر الظباء فو الله ما كذبت و لا كذبت قط و هي مصفرة لونها
===============
(534)
لون الزعفران قال ابن عباس فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي فقال علي ع صدق الله و رسوله ثم قام يهرول إليها فحملها و شمها و قال هي هي بعينها تعلم يا ابن عباس ما هذه الأبعار هذه قد شمها عيسى ابن مريم ع و ذلك أنه مر بها و معه الحواريون فرأى هذه الظباء مجتمعة فأقبلت إليه الظباء و هي تبكي فجلس عيسى ع و جلس الحواريون فبكى و بكى الحواريون و هم لا يدرون لم جلس و لم بكى فقالوا يا روح الله و كلمته ما يبكيك قال أ تعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيها فرخ الرسول أحمد و فرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي و يلحد فيها و هي أطيب من المسك و هي طينة الفرخ المستشهد و هكذا تكون طينة الأنبياء و أولاد الأنبياء فهذه الظباء تكلمني و تقول إنها ترعى في هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك و زعمت أنها آمنة في هذه الأرض ثم ضرب بيده إلى هذه الصيران فشمها فقال هذه بعر الظباء على هذه الطيب لمكان حشيشها اللهم أبقها أبدا حتى يشمها أبوه فتكون له عزاء و سلوة قال فبقيت إلى يوم الناس هذا و قد اصفرت لطول زمنها هذه أرض كرب و بلاء و قال بأعلى صوته يا رب عيسى ابن مريم لا تبارك في قتلته و الحامل عليه و المعين عليه و الخاذل له ثم بكى بكاء طويلا و بكينا معه حتى سقط لوجهه و غشي عليه طويلا ثم أفاق فأخذ البعر فصرها في ردائه و أمرني أن أصرها كذلك ثم قال يا ابن عباس إذا رأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أن أبا عبد الله قد قتل و دفن بها قال ابن عباس فو الله لقد كنت أحفظها أكثر من حفظي لبعض ما افترض الله علي
===============
(535)
و أنا لا أحلها من طرف كمي فبينا أنا في البيت نائم إذ انتبهت فإذا هي تسيل دما عبيطا و كان كمي قد امتلأت دما عبيطا فجلست و أنا أبكي و قلت قتل و الله الحسين و الله ما كذبني علي قط في حديث حدثني و لا أخبرني بشيء قط أنه يكون إلا كان كذلك لأن رسول الله ص كان يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره ففزعت و خرجت و ذلك كان عند الفجر فرأيت و الله المدينة كأنها ضباب لا يستبين فيها أثر عين ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها كاسفة و رأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط فجلست و أنا باك و قلت قتل و الله الحسين فسمعت صوتا من ناحية البيت و هو يقول اصبروا آل الرسول قتل الفرخ النحولنزل الروح الأمين ببكاء و عويل ثم بكى بأعلى صوته و بكيت و أثبت عندي تلك الساعة و كان شهر المحرم و يوم عاشوراء لعشر مضين منه فوجدته يوم ورد علينا خبره و تأريخه كذلك فحدثت بهذا الحديث أولئك الذين كانوا معه فقالوا و الله لقد سمعنا ما سمعت و نحن في المعركة لا ندري ما هو فكنا نرى أنه الخضر صلوات الله عليه و على الحسين و لعن الله قاتله و المشيع عليه و قد روي أن حبابة الوالبية لقيت أمير المؤمنين ع و من بعده من الأئمة ع و أنها بقيت إلى أيام الرضا ع فلم ينكر من أمرها طول العمر فكيف ينكر القائم ع
===============
(536)
1- حدثنا علي بن أحمد الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا علي بن محمد عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عن أحمد بن قاسم العجلي عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد عن محمد بن خداهي عن عبد الله بن أيوب عن عبد الله بن هشام عن عبد الكريم بن عمر الخثعمي عن حبابة الوالبية قالت رأيت أمير المؤمنين ع في شرطة الخميس و معه درة يضرب بها بياع الجري و المارماهي و الزمار و الطافي و يقول لهم يا بياعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان فقام إليه فرات بن الأحنف فقال له يا أمير المؤمنين فما جند بني مروان قالت فقال له أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه ثم اتبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد فقلت له يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله فقال لي ايتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي يا حبابة إذا ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنه إمام مفترض الطاعة و الإمام لا يعزب عنه شيء يريده قالت ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين ع فجئت إلى الحسن ع و هو في مجلس أمير المؤمنين و الناس يسألونه فقال لي يا حبابة الوالبية فقلت نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك قلت فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها كما طبع أمير المؤمنين ع
===============
(537)
قالت ثم أتيت الحسين ع و هو في مسجد الرسول ص فقرب و رحب بي ثم قال لي إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أ فتريدين دلالة الإمامة فقلت نعم يا سيدي فقال هاتي ما معك فناولته الحصاة فطبع لي فيها قالت ثم أتيت علي بن الحسين ع و قد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت و أنا أعد يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا و ساجدا مشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأومأ إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي قالت فقلت يا سيدي كم مضى من الدنيا و كم بقي قال أما ما مضى فنعم و أما ما بقي فلا قالت ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته الحصاة فطبع لي فيها ثم أتيت أبا جعفر ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا عبد الله ع فطبع لي فيها ثم أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر ع فطبع لي فيها ثم أتيت الرضا ع فطبع لي فيها ثم عاشت حبابة الوالبية بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكره عبد الله بن هشام .
2- حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال حدثني أبي عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ع أن حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين فرد الله عليها شبابها فأشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها و لها يومئذ مائة سنة و ثلاث عشرة سنة قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه فإذا جاز أن يرد الله على حبابة الوالبية شبابها و قد بلغت مائة سنة و ثلاث عشرة سنة و تبقى حتى تلقى الرضا ع و بعده تسعة أشهر بدعاء علي بن الحسين ع فكيف لا يجوز أن يكون نفس الإمام المنتظر ع أن يدفع الله عز و جل عنه الهرم و يحفظ عليه شبابه و يبقيه حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و ظلما مع الأخبار الصحيحة بذلك عن النبي ص و الأئمة ع. و مخالفونا رووا أن أبا الدنيا المعروف بمعمر المغربي و اسمه علي بن عثمان
===============
(538)
بن خطاب بن مرة بن مؤيد لما قبض النبي ص كان له قريبا من ثلاثمائة سنة و أنه خدم بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و أن الملوك أشخصوه إليهم و سألوه عن علة طول عمره و استخبروه عما شاهد فأخبر أنه شرب من ماء الحيوان فلذلك طال عمره و أنه بقي إلى أيام المقتدر و أنه لم يصح لهم موته إلى وقتنا هذا و لا ينكرون أمره فكيف ينكرون أمر القائم ع لطول عمره .