50- باب سياق حديث معمر المغربي أبي الدنيا علي بن عثمان بن الخطاب بن مرة بن مؤيد
1- حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصر السجزي قال حدثنا أبو بكر محمد بن الفتح الرقي و أبو الحسن علي بن الحسن بن الأشكي ختن أبي بكر قالا لقينا بمكة رجلا من أهل المغرب فدخلنا عليه مع جماعة من أصحاب الحديث ممن كان حضر الموسم في تلك السنة و هي سنة تسع و ثلاثمائة فرأينا رجلا أسود الرأس و اللحية كأنه شن بال و حوله جماعة هم أولاده و أولاد أولاده و مشايخ من أهل بلده و ذكروا أنهم من أقصى بلاد المغرب بقرب باهرت العليا و شهدوا هؤلاء المشايخ أنا سمعنا آباءنا حكوا عن آبائهم و أجدادهم أنا عهدنا هذا الشيخ
===============
(539)
المعروف بأبي الدنيا معمر و اسمه علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد و ذكروا أنه همداني و أن أصله من صنعاء اليمن فقلنا له أنت رأيت علي بن أبي طالب ع فقال بيده ففتح عينيه و قد كان وقع حاجباه عليهما ففتحهما كأنهما سراجان فقال رأيته بعيني هاتين و كنت خادما له و كنت معه في وقعة صفين و هذه الشجة من دابة علي ع و أرانا أثرها على حاجبه الأيمن و شهد الجماعة الذين كانوا حوله من المشايخ و من حفدته و أسباطه بطول العمر و أنهم منذ ولدوا عهدوه على هذه الحالة و كذا سمعنا من آبائنا و أجدادنا ثم إنا فاتحناه و ساءلناه عن قصته و حاله و سبب طول عمره فوجدناه ثابت العقل يفهم ما يقال له و يجيب عنه بلب و عقل فذكر أنه كان له والد قد نظر في كتب الأوائل و قرأها و قد كان وجد فيها ذكر نهر الحيوان و أنها تجري في الظلمات و أنه من شرب منها طال عمره فحمله الحرص على دخول الظلمات فتحمل و تزود حسب ما قدر أنه يكتفي به في مسيره و أخرجني معه و أخرج معنا خادمين باذلين و عدة جمال لبون عليها روايا و زاد و أنا يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة فسار بنا إلى أن وافينا طرف الظلمات ثم دخلنا الظلمات فسرنا فيها نحو ستة أيام و لياليها و كنا نميز بين الليل و النهار بأن النهار كان يكون أضوأ قليلا و أقل ظلمة من الليل فنزلنا بين جبال و أودية و دكوات و قد كان والدي رضي الله عنه يطوف في تلك البقعة في طلب النهر لأنه وجد في الكتب التي قرأها أن مجرى نهر الحيوان في ذلك الموضع فأقمنا في تلك البقعة أياما حتى فنى الماء الذي كان معنا و استقيناه جمالنا و لو لا أن جمالنا كانت لبونا لهلكنا و تلفنا عطشا و كان والدي يطوف في تلك البقعة في طلب النهر و يأمرنا أن نوقد نارا ليهتدى بضوئها إذا أراد الرجوع إلينا فمكثنا في تلك البقعة نحو خمسة أيام و والدي يطلب النهر فلا يجده
===============
(540)
و بعد الإياس عزم على الانصراف حذرا على التلف لفناء الزاد و الماء و الخدم الذين كانوا معنا ضجروا فأوجسوا التلف على أنفسهم و ألحوا على والدي بالخروج من الظلمات فقمت يوما من الرحل لحاجتي فتباعدت من الرحل قدر رمية سهم فعثرت بنهر ماء أبيض اللون عذب لذيذ لا بالصغير من الأنهار و لا بالكبير و يجري جريانا لينا فدنوت منه و غرفت منه بيدي غرفتين أو ثلاثة فوجدته عذبا باردا لذيذا فبادرت مسرعا إلى الرحل و بشرت الخدم بأني قد وجدت الماء فحملوا ما كان معنا من القرب و الأدوات لنملأها و لم أعلم أن والدي في طلب ذلك النهر و كان سروري بوجود الماء لما كنا عدمنا الماء و فنى ما كان معنا و كان والدي في ذلك الوقت غائبا عن الرحل مشغولا بالطلب فجهدنا و طفنا ساعة هوية على أن نجد النهر فلم نهتدي إليه حتى أن الخدم كذبوني و قالوا لي لم تصدق فلما انصرفت إلى الرحل و انصرف والدي أخبرته بالقصة فقال لي يا بني الذي أخرجني إلى هذا المكان و تحمل الخطر كان لذلك النهر و لم أرزق أنا و أنت رزقته و سوف يطول عمرك حتى تمل الحياة و رحلنا منصرفين و عدنا إلى أوطاننا و بلدنا و عاش والدي بعد ذلك سنيات ثم توفي رضي الله عنه فلما بلغ سني قريبا من ثلاثين سنة و كان قد اتصل بنا وفاة النبي ص و وفاة الخليفتين بعده خرجت حاجا فلحقت آخر أيام عثمان فمال قلبي من بين جماعة أصحاب النبي ص إلى علي بن أبي طالب ع فأقمت معه أخدمه و شهدت معه وقائع و في وقعة صفين أصابتني هذه الشجة من دابته فما زلت مقيما معه إلى أن مضى لسبيله ع فألح علي أولاده و حرمه أن أقيم عندهم فلم أقم و انصرفت إلى بلدي و خرجت أيام بني مروان حاجا و انصرفت مع أهل بلدي إلى هذه الغاية ما خرجت في سفر إلا ما كان إلى الملوك في بلاد المغرب يبلغهم خبري و طول عمري فيشخصوني إلى حضرتهم ليروني و يسألوني عن سبب طول عمري و عما شاهدت و
===============
(541)
كنت أتمنى و أشتهي أن أحج حجة أخرى فحملني هؤلاء حفدتي و أسباطي الذين ترونهم حولي و ذكر أنه قد سقطت أسنانه مرتين أو ثلاثة فسألناه أن يحدثنا بما سمعه من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فذكر أنه لم يكن له حرص و لا همة في العلم في وقت صحبته لعلي بن أبي طالب ع و الصحابة أيضا كانوا متوافرين فمن فرط ميلي إلى علي بن أبي طالب ع و محبتي له لم أشتغل بشيء سوى خدمته و صحبته و الذي كنت أتذكره مما كنت سمعته منه قد سمعه مني عالم كثير من الناس ببلاد المغرب و مصر و الحجاز و قد انقرضوا و تفانوا و هؤلاء أهل بيتي و حفدتي قد دونوه فأخرجوا إلينا النسخة فأخذ يملي علينا من حفظه .
2- حدثنا أبو الحسن علي بن عثمان بن خطاب بن مرة بن مؤيد الهمداني المعروف بأبي الدنيا معمر المغربي رضي الله عنه حيا و ميتا قال حدثنا علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص من أحب أهل اليمن فقد أحبني و من أبغض أهل اليمن فقد أبغضني .
3- و حدثنا أبو الدنيا معمر المغربي قال حدثنا علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص من أعان ملهوفا كتب الله له عشر حسنات و محا عنه عشر سيئات و رفع له عشر درجات ثم قال قال رسول الله ص من سعى في حاجة أخيه المؤمن لله عز و جل فيها رضاء و له فيها صلاح فكأنما خدم الله عز و جل ألف سنة لم يقع في معصيته طرفة عين
4- و حدثنا أبو الدنيا معمر المغربي قال سمعت علي بن أبي طالب ع يقول أصاب النبي ص جوع شديد و هو في منزل فاطمة ع قال علي ع
===============
(542)
فقال لي النبي ص يا علي هات المائدة فقدمت المائدة و عليها خبز و لحم مشوي .
5- و حدثنا أبو الدنيا معمر المغربي قال سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يقول جرحت في وقعة خيبر خمسا و عشرين جراحة فجئت إلى النبي ص فلما رأى ما بي من الجراحة بكى و أخذ من دموع عينيه فجعلها على الجراحات فاسترحت من ساعتي .
6- و حدثنا أبو الدنيا معمر المغربي قال حدثني علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص من قرأ قل هو الله أحد مرة فكأنما قرأ ثلث القرآن و من قرأها مرتين فكأنما قرأ ثلثي القرآن و من قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله .
7- و حدثنا أبو الدنيا معمر المغربي قال سمعت علي بن أبي طالب ع يقول قال رسول الله ص كنت أرعى الغنم فإذا أنا بذئب على قارعة الطريق فقلت له ما تصنع هاهنا فقال لي و أنت ما تصنع هاهنا قلت أرعى الغنم قال لي مر أو قال ذا الطريق قال فسقت الغنم فلما توسط الذئب الغنم إذا أنا بالذئب قد شد على شاة فقتلها قال فجئت حتى أخذت بقفاه فذبحته و جعلته على يدي و جعلت أسوق الغنم فما سرت غير بعيد إذا أنا بثلاثة أملاك جبرئيل و ميكائيل و ملك الموت ع فلما رأوني قالوا هذا محمد بارك الله فيه فاحتملوني و أضجعوني و شقوا جوفي بسكين كان معهم و أخرجوا قلبي من موضعه و غسلوا جوفي بماء بارد كان معهم في قارورة حتى نقي من الدم ثم ردوا قلبي إلى موضعه و أمروا أيديهم إلى جوفي فالتحم الشق بإذن الله عز و جل فما أحسست بسكين و لا وجع قال و خرجت أعدو إلى أمي يعني حليمة داية النبي ص فقالت لي أين الغنم فخبرتها بالخبر فقالت سوف يكون لك في الجنة منزلة عظيمة .
8- و حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب قال ذكر أبو بكر
===============
(543)
محمد بن الفتح الرقي و أبو الحسن علي بن الحسين الأشكي أن السلطان بمكة لما بلغه خبر أبي الدنيا تعرض له و قال لا بد أن أخرجك معي إلى بغداد إلى حضرة أمير المؤمنين المقتدر فإني أخشى أن يعتب علي إن لم أخرجك فسأله الحاج من أهل المغرب و أهل المصر و الشام أن يعفيه و لا يشخصه فإنه شيخ ضعيف و لا يؤمن ما يحدث عليه فأعفاه قال أبو سعيد و لو أني حضرت الموسم في تلك السنة لشاهدته و خبره كان مستفيضا شائعا في الأمصار و كتب عنه هذه الأحاديث المصريون و الشاميون و البغداديون و من سائر الأمصار ممن حضر الموسم و بلغه خبر هذا الشيخ و أحب أن يلقاه و يكتب عنه هذه الأحاديث نفعنا الله و إياهم بها .
9- و أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فيما أجازه لي مما صح عندي من حديثه و صح عندي هذا الحديث برواية الشريف أبي عبد الله محمد بن الحسن بن إسحاق بن الحسين بن إسحاق بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه قال حججت في سنة ثلاث عشرة و ثلاثمائة و فيها حج نصر القشوري صاحب المقتدر بالله و معه عبد الله بن حمدان المكنى بأبي الهيجاء فدخلت مدينة الرسول ص في ذي القعدة فأصبت قافلة المصريين و فيها أبو بكر محمد بن علي الماذرائي
===============
(544)
و معه رجل من أهل المغرب و ذكر أنه رأى رجلا من أصحاب رسول الله ص فاجتمع عليه الناس و ازدحموا و جعلوا يتمسحون به و كادوا يأتون على نفسه فأمر عمي أبو القاسم طاهر بن يحيى رضي الله عنه فتيانه و غلمانه فقال أفرجوا عنه الناس ففعلوا و أخذوه فأدخلوه إلى دار ابن أبي سهل الطفي و كان عمي نازلها فأدخل و أذن للناس فدخلوا و كان معه خمسة نفر و ذكروا أنهم أولاد أولاده فيهم شيخ له نيف و ثمانون سنة فسألناه عنه فقال هذا ابن ابني و آخر له سبعون سنة فقال هذا ابن ابني و اثنان لهما ستون سنة أو خمسون سنة أو نحوها و آخر له سبع عشرة سنة فقال هذا ابن ابن ابني و لم يكن معه فيهم أصغر منه و كان إذا رأيته قلت هذا ابن ثلاثين سنة أو أربعين سنة أسود الرأس و اللحية شاب نحيف الجسم أدم ربع من الرجال خفيف العارضين هو إلى القصر أقرب قال أبو محمد العلوي فحدثنا هذا الرجل و اسمه علي بن عثمان بن الخطاب بن مرة بن مؤيد بجميع ما كتبناه عنه و سمعنا من لفظه و ما رأيناه من بياض عنفقته بعد اسودادها و رجوع سوادها بعد بياضها عند شبعه من الطعام و قال أبو محمد العلوي رضي الله عنه و لو لا أنه حدث جماعة من أهل المدينة من الأشراف و الحاج من أهل مدينة السلام و غيرهم من جميع الآفاق ما حدثت عنه بما سمعت و سماعي منه بالمدينة و بمكة في دار السهميين في الدار المعروفة بالمكبرية و هي دار علي بن عيسى بن الجراح و سمعت منه في مضرب القشوري و مضرب الماذرائي عند باب الصفا و أراد القشوري أن يحمله و ولده إلى مدينة السلام إلى المقتدر فجاءه أهل مكة فقالوا أيد الله الأستاذ إنا روينا في الأخبار المأثورة عن السلف أن المعمر المغربي إذ دخل مدينة السلام فنيت و خربت و زال الملك فلا تحمله و رده إلى المغرب فسألنا مشايخ أهل المغرب و مصر فقالوا لم نزل نسمع به من آبائنا و مشايخنا يذكرون اسم هذا الرجل و اسم البلدة التي هو مقيم فيها طنجة و ذكروا أنهم كان يحدثهم بأحاديث
===============
(545)
قد ذكرنا بعضها في كتابنا هذا قال أبو محمد العلوي رضي الله عنه فحدثنا هذا الشيخ أعني علي بن عثمان المغربي ببدء خروجه من بلدة حضرموت و ذكر أن أباه خرج هو و عمه محمد و خرجا به معهما يريدون الحج و زيارة النبي ص فخرجوا من بلادهم من حضرموت و ساروا أياما ثم أخطئوا الطريق و تاهوا في المحجة فأقاموا تائهين ثلاثة أيام و ثلاث ليال على غير محجة فبينا هم كذلك إذا وقعوا على جبال رمل يقال لها رمل عالج متصل برمل إرم ذات العماد قال فبينما نحن كذلك إذا نظرنا إلى أثر قدم طويل فجعلنا نسير على أثرها فأشرفنا على واد و إذا برجلين قاعدين على بئر أو على عين قال فلما نظرا إلينا قام أحدهما فأخذ دلوا فأدلاه فاستقى فيه من تلك العين أو البئر و استقبلنا و جاء إلى أبي فناوله الدلو فقال أبي قد أمسينا ننيخ على هذا الماء و نفطر إن شاء الله فصار إلى عمي و قال له اشرب فرد عليه كما رد عليه أبي فناولني و قال لي اشرب فشربت فقال لي هنيئا لك إنك ستلقى علي بن أبي طالب ع فأخبره أيها الغلام بخبرنا و قل له الخضر و إلياس يقرئانك السلام و ستعمر حتى تلقى المهدي و عيسى ابن مريم ع فإذا لقيتهما فأقرئهما منا السلام ثم قالا ما يكونان هذان منك فقلت أبي و عمي فقالا أما عمك فلا يبلغ مكة و أما أنت و أبوك فستبلغان و يموت أبوك و تعمر أنت و لستم تلحقون النبي ص لأنه قد قرب أجله ثم مرا فو الله ما أدري أين مرا في السماء أو في الأرض فنظرنا فإذا لا بئر و لا عين و لا ماء فسرنا متعجبين من ذلك إلى أن رجعنا إلى نجران فاعتل عمي و مات بها و أتممت أنا و أبي حجنا و وصلنا إلى المدينة فاعتل أبي و مات و أوصى بي إلى علي بن أبي طالب ع فأخذني و كنت معه أيام أبي بكر و عمر و عثمان و أيام خلافته حتى قتله ابن ملجم لعنه الله
===============
(546)
و ذكر أنه لما حوصر عثمان بن عفان في داره دعاني فدفع إلي كتابا و نجيبا و أمرني بالخروج إلى علي بن أبي طالب ع و كان غائبا بينبع في ضياعه و أمواله فأخذت الكتاب و سرت حتى إذ كنت بموضع يقال له جدار أبي عباية فسمعت قرآنا فإذا أنا بعلي بن أبي طالب ع يسير مقبلا من ينبع و هو يقول أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ فلما نظر إلي قال يا أبا الدنيا ما وراءك قلت هذا كتاب أمير المؤمنين عثمان فأخذه فقرأه فإذا فيه فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي و إلا فأدركني و لما أمزق فإذا قرأه قال بر سر فدخل إلى المدينة ساعة قتل عثمان بن عفان فمال ع إلى حديقة بني النجار و علم الناس بمكانه فجاءوا إليه ركضا و قد كانوا عازمين على أن يبايعوا طلحة بن عبيد الله فلما نظروا إليه أرفضوا إليه ارفضاض الغنم يشد عليها السبع فبايعه طلحة ثم الزبير ثم بايع المهاجرون و الأنصار فأقمت معه أخدمه فحضرت معه الجمل و صفين فكنت بين الصفين واقفا عن يمينه إذا سقط سوطه من يده فأكببت آخذه و أدفعه إليه و كان لجام دابته حديدا مزججا فرفع الفرس رأسه فشجني هذه الشجة التي في صدغي فدعاني أمير المؤمنين ع فتفل فيها و أخذ حفنة من تراب فتركه عليها فو الله ما وجدت لها ألما و لا وجعا ثم أقمت معه ع و صحبت الحسن بن علي ع حتى ضرب بساباط المدائن ثم بقيت معه بالمدينة أخدمه و أخدم الحسين ع حتى مات الحسن ع مسموما سمته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي لعنها الله دسا من معاوية ثم خرجت مع الحسين بن علي ع حتى حضرت كربلاء و قتل ع و خرجت هاربا من بني أمية و أنا مقيم بالمغرب أنتظر خروج المهدي و عيسى ابن مريم ع
===============
(547)
قال أبو محمد العلوي رضي الله عنه و من عجيب ما رأيت من هذا الشيخ علي بن عثمان و هو في دار عمي طاهر بن يحيى رضي الله عنه و هو يحدث بهذه الأعاجيب و بدء خروجه فنظرت عنفقته قد احمرت ثم ابيضت فجعلت أنظر إلى ذلك لأنه لم يكن في لحيته و لا في رأسه و لا في عنفقته بياض قال فنظر إلى نظري إلى لحيته و إلى عنفقته و قال أ ما ترون أن هذا يصيبني إذا جعت و إذا شبعت رجعت إلى سوادها فدعا عمي بطعام فأخرج من داره ثلاث موائد فوضعت واحدة بين يدي الشيخ و كنت أنا أحد من جلس عليها فجلست معه و وضعت المائدتان في وسط الدار و قال عمي للجماعة بحقي عليكم إلا أكلتم و تحرمتم بطعامنا فأكل قوم و امتنع قوم و جلس عمي عن يمين الشيخ يأكل و يلقي بين يديه فأكل أكل شاب و عمي يحلف عليه و أنا أنظر إلى عنفقته تسود حتى عادت إلى سوادها و شبع .
10- فحدثنا علي بن عثمان بن الخطاب قال حدثني علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص من أحب أهل اليمن فقد أحبني و من أبغضهم فقد أبغضني
1- و حدثنا أبو سعيد عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب السجزي قال وجدت في كتاب لأخي أبي الحسن بخطه يقول سمعت بعض أهل العلم و ممن قرأ الكتب و سمع الأخبار أن عبيد بن شرية الجرهمي و هو معروف عاش ثلاثمائة سنة و خمسين سنة فأدرك النبي ص و حسن إسلامه و عمر بعد ما قبض النبي ص حتى قدم على معاوية في أيام تغلبه و ملكه فقال له معاوية أخبرني يا عبيد عما رأيت و سمعت و من أدركت
===============
(548)
و كيف رأيت الدهر فقال أما الدهر فرأيت ليلا يشبه ليلا و نهارا يشبه نهارا و مولودا يولد و ميتا يموت و لم أدرك أهل زمان إلا و هم يذمون زمانهم و أدركت من قد عاش ألف سنة فحدثني عمن كان قبله قد عاش ألفي سنة و أما ما سمعت فإنه حدثني ملك من ملوك حمير أن بعض الملوك التبابعة ممن قد دانت له البلاد و كان يقال له ذو سرح كان أعطي الملك في عنفوان شبابه و كان حسن السيرة في أهل مملكته سخيا فيهم مطاعا فملكهم سبعمائة سنة و كان كثيرا يخرج في خاصته إلى الصيد و النزهة فخرج يوما في بعض متنزهه فأتى على حيتين إحداهما بيضاء كأنها سبيكة فضة و الأخرى سوداء كأنها حممة و هما تقتتلان و قد غلبت السوداء على البيضاء فكادت تأتي على نفسها فأمر الملك بالسوداء فقتلت و أمر بالبيضاء فاحتملت حتى انتهى بها إلى عين من ماء نقى عليها شجرة فأمر فصب الماء عليها و سقيت حتى رجعت إليها نفسها فأفاقت فخلى سبيلها فانسابت الحية فمضت لسبيلها و مكث الملك يومئذ في متصيده و نزهته فلما أمسى رجع إلى منزله و جلس على سريره في موضع لا يصل إليه حاجب و لا أحد فبينا هو كذلك إذ رأى شابا أخذ بعضادتي الباب و به من الشباب و الجمال شيء لا يوصف فسلم عليه فذعر منه الملك فقال له من أنت و من أذن لك في الدخول إلي في هذا الموضع الذي لا يصل إلي فيه حاجب و لا غيره فقال له الفتى لا ترع أيها الملك إني لست بأنسي و لكني فتى من الجن أتيتك لأجازيك ببلائك الحسن الجميل عندي قال الملك و ما بلائي عندك قال أنا الحية التي أحييتني في يومك هذا و الأسود الذي قتلته و خلصتني منه كان غلاما لنا
===============
(549)
تمرد علينا و قد قتل من أهل بيتي عدة كان إذا خلا بواحد منا قتله فقتلت عدوي و أحييتني فجئتك لأكافيك ببلائك عندي و نحن أيها الملك الجن لا الجن قال له الملك و ما الفرق بين الجن و الجن ثم انقطع الحديث من الأصل الذي كتبته فلم يكن هناك تمامه .
52- باب حديث الربيع بن الضبع الفزاري
1- حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال حدثنا محمد بن الحسن بن دريد الأزدي العماني بجميع أخباره و كتبه التي صنفها و وجدنا في أخباره أنه قال لما وفد الناس على عبد الملك بن مروان قدم فيمن قدم عليه الربيع بن ضبع الفزاري و كان أحد المعمرين و معه ابن ابنه وهب بن عبد الله بن الربيع شيخا فانيا قد سقط حاجباه على عينيه و قد عصبهما فلما رآه الآذن و كانوا يأذنون الناس على أسنانهم قال له ادخل أيها الشيخ فدخل يدب على العصا يقيم بها صلبه و كشحيه على ركبتيه فلما رآه عبد الملك رق له و قال له اجلس أيها الشيخ فقال يا أمير المؤمنين أ يجلس الشيخ و جده على الباب قال فأنت إذن من ولد الربيع بن ضبع قال نعم أنا وهب بن عبد الله بن الربيع فقال للآذن ارجع فأدخل الربيع فخرج الآذن فلم يعرفه حتى نادى أين الربيع قال ها أنا ذا فقام يهرول في مشيته فلما دخل على عبد الملك سلم فقال عبد الملك لجلسائه ويلكم إنه لأشب الرجلين يا ربيع أخبرني عما أدركت من العمر و الذي رأيت من الخطوب الماضية قال أنا الذي أقول ها أنا ذا آمل الخلود و قد أدرك عمري و مولدي حجراأنا إمرؤ القيس قد سمعت به هيهات هيهات طال ذا عمرا
===============
(550)
فقال عبد الملك قد رويت هذا من شعرك و أنا صبي قال و أنا أقول إذا عاش الفتى مائتين عام فقد ذهب اللذاذة و الفتاء قال عبد الملك و قد رويت هذا أيضا و أنا غلام يا ربيع لقد طلبك جد غير عاثر ففصل لي عمرك فقال عشت مائتي سنة في الفترة بين عيسى و محمد ع و مائة و عشرين سنة في الجاهلية و ستين سنة في الإسلام قال أخبرني عن الفتية في قريش المتواطئي الأسماء قال سل عن أيهم شئت قال أخبرني عن عبد الله بن عباس قال فهم و علم و عطاء و حلم و مقري ضخم قال فأخبرني عن عبد الله بن عمر قال حلم و علم و طول و كظم و بعد من الظلم قال فأخبرني عن عبد الله بن جعفر قال ريحانة طيب ريحها لين مسها قليل على المسلمين ضررها قال فأخبرني عن عبد الله بن الزبير قال جبل وعر ينحدر منه الصخر قال لله درك ما أخبرك بهم قال قرب جواري و كثر استخباري