(308)
الذي أهداه الله عز و جل إلى رسوله ص و دفعه إلى فاطمة ع
فعرضته على جابر بن عبد الله الأنصاري حتى قرأه و انتسخه
وأخبر به أبا جعفر محمد بن علي الباقر ع بعد ذلك
1- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أبي الحسن صالح بن أبي حماد و الحسن بن طريف جميعا عن بكر بن صالح و حدثنا أبي و محمد بن موسى بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن علي بن إبراهيم و الحسن بن إبراهيم بن ناتانة و أحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنهم قالوا حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن بكر بن صالح عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قال أبي ع لجابر بن عبد الله الأنصاري إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها فقال له جابر في أي الأوقات شئت فخلا به أبو جعفر ع قال له يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي أمي فاطمة بنت رسول الله ص و ما أخبرتك به أنه في ذلك اللوح مكتوبا فقال جابر أشهد بالله أني دخلت على
===============
(309)
أمك فاطمة ع في حياة رسول الله ص أهنئها بولادة الحسين ع فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت أنه من زمرد و رأيت فيه كتابة بيضاء شبيهة بنور الشمس فقلت لها بأبي أنت و أمي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح فقالت هذا اللوح أهداه الله عز و جل إلى رسوله ص فيه اسم أبي و اسم بعلي و اسم ابني و أسماء الأوصياء من ولدي فأعطانيه أبي ليسرني بذلك قال جابر فأعطتنيه أمك فاطمة ع فقرأته و انتسخته فقال له أبي ع فهل لك يا جابر أن تعرضه علي فقال نعم فمشى معه أبي ع حتى انتهى إلى منزل جابر فأخرج إلى أبي صحيفة من رق فقال يا جابر انظر أنت في كتابك لأقرأه أنا عليك فنظر جابر في نسخته فقرأه عليه أبي ع فو الله ما خالف حرف حرفا قال جابر فإني أشهد بالله أني هكذا رايته في اللوح مكتوبا
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد نوره و سفيره و حجابه و دليله نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين عظم يا محمد أسمائي و اشكر نعمائي و لا تجحد آلائي إني أنا الله لا إله إلا أنا قاصم الجبارين و مبير المتكبرين و مذل الظالمين و ديان يوم الدين إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن رجا
===============
(310)
غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فإياي فاعبد و علي فتوكل إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه و انقضت مدته إلا جعلت له وصيا و إني فضلتك على الأنبياء و فضلت وصيك على الأوصياء و أكرمتك بشبليك بعده و بسبطيك الحسن و الحسين و جعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه و جعلت حسينا خازن وحيي و أكرمته بالشهادة و ختمت له بالسعادة فهو أفضل من استشهد و أرفع الشهداء درجة جعلت كلمتي التامة معه و الحجة البالغة عنده بعترته أثيب و أعاقب أولهم علي سيد العابدين و زين أوليائي الماضين و ابنه سمي جده المحمود محمد الباقر لعلمي و المعدن لحكمتي سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد علي حق القول مني لأكرمن مثوى جعفر و لأسرنه في أوليائه و أشياعه و أنصاره و انتحبت بعد موسى فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع و حجتي لا تخفى و أن أوليائي لا يشقون أبدا ألا و من جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي و من غير آية من كتابي فقد افترى علي و ويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى و حبيبي و خيرتي ألا إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي و علي وليي و ناصري و من أضع عليه أعباء النبوة و أمتحنه بالاضطلاع يقتله عفريت مستكبر يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين إلى جنب شر خلقي حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه و خليفته من بعده فهو وارث علمي و معدن حكمتي و موضع سري و حجتي على خلقي جعلت الجنة مثواه و شفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار و أختم بالسعادة لابنه علي وليي و ناصري و الشاهد في خلقي و أميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي و الخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين عليه كمال موسى و بهاء عيسى و صبر أيوب ستذل أوليائي في زمانه و يتهادون رءوسهم كما تهادى
===============
(311)
رءوس الترك و الديلم فيقتلون و يحرقون و يكونون خائفين مرعوبين وجلين تصبغ الأرض من دمائهم و يفشو الويل و الرنين في نسائهم أولئك أوليائي حقا بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس و بهم أكشف الزلازل و أرفع عنهم الآصار و الأغلال أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون قال عبد الرحمن بن سالم قال أبو بصير لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك فصنه إلا عن أهله .
2- حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و أحمد بن هارون القاضي رضي الله عنهما قالا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي عن مالك السلولي عن درست بن عبد الحميد عن عبد الله بن القاسم عن عبد الله بن جبلة عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على مولاتي فاطمة ع و قدامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار فيه اثنا عشر اسما ثلاثة في ظاهره و ثلاثة في باطنه و ثلاثة أسماء في آخره و ثلاثة أسماء في طرفه فعددتها فإذا هي اثنا عشر اسما فقلت أسماء من هؤلاء قالت هذه أسماء الأوصياء أولهم ابن عمي و أحد عشر من ولدي آخرهم القائم صلوات الله عليهم أجمعين قال جابر فرأيت فيها محمدا محمدا محمدا في ثلاثة مواضع و عليا و عليا و عليا و عليا في أربعة مواضع .
3- و حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثني أبي عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة ع و بين يديها
===============
(312)
لوح مكتوب فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي ع و حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي رضي الله عنه قال حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن درست السروي عن جعفر بن محمد بن مالك قال حدثنا محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نجران و صفوان بن يحيى عن إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله الصادق ع أنه قال يا إسحاق أ لا أبشرك قلت بلى جعلت فداك يا ابن رسول الله فقال وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله ص و خط أمير المؤمنين ع فيها بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم و ذكر حديث اللوح كما ذكرته في هذا الباب مثله سواء إلا أنه قال في آخره ثم قال الصادق ع يا إسحاق هذا دين الملائكة و الرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله و يصلح بالك ثم قال ع من دان بهذا أمن عقاب الله عز و جل و حدثنا أبو العباس بن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن إسماعيل قال حدثنا سعيد بن محمد بن القطان قال حدثنا عبد الله بن موسى الروياني أبو تراب عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر عن أبيه عن جده أن محمد بن علي باقر العلم ع جمع ولده و فيهم عمهم زيد بن علي ثم أخرج كتابا إليهم بخط علي ع و إملاء رسول الله ص مكتوب فيه
===============
(313)
هذا كتاب من الله العزيز الحكيم العليم و ذكر حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه أولئك هم المهتدون ثم قال في آخره قال عبد العظيم العجب كل العجب لمحمد بن جعفر و خروجه إذ سمع أباه ع يقول هكذا و يحكيه ثم قال هذا سر الله و دينه و دين ملائكته فصنه إلا عن أهله و أوليائه .
4- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن عيسى و إبراهيم بن هاشم جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخلت على فاطمة ع و بين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء فعددت اثني عشر اسما آخرهم القائم ثلاثة منهم محمد و أربعة منهم علي صلوات الله عليهم أجمعين .
من وقوع الغيبة بالقائم ع و أنه الثاني عشر من الأئمة ع
1- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا قالوا حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر الثاني محمد بن علي ع قال أقبل أمير المؤمنين ع ذات يوم و معه الحسن بن علي و سلمان الفارسي رضي الله عنه و أمير المؤمنين ع متكئ على يد سلمان فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة و اللباس فسلم على أمير المؤمنين ع فرد عليه السلام فجلس ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث
===============
(314)
مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم و لا في آخرتهم و إن تكن الأخرى علمت أنك و هم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين ع سلني عما بدا لك فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه و عن الرجل كيف يذكر و ينسى و عن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام و الأخوال فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمد الحسن فقال يا أبا محمد أجبه فقال أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه فإن روحه متعلقة بالريح و الريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة فإن أذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذبت تلك الروح الريح و جذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها و إن لم يأذن الله عز و جل برد تلك الروح إلى صاحبها جذب الهواء الريح و جذبت الريح الروح فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث و أما ما ذكرت من أمر الذكر و النسيان فإن قلب الرجل في حق و على الحق طبق فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد و آل محمد صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب و ذكر الرجل ما كان نسيه و إن هو لم يصل على محمد و آل محمد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب و نسي الرجل ما كان ذكر و أما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه و أخواله فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن و عروق هادئة و بدن غير مضطرب فأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم خرج الولد يشبه أباه و أمه و إن هو أتاها بقلب غير ساكن و
===============
(315)
عروق غير هادئة و بدن مضطرب اضطربت تلك النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه و إن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الرجل أخواله فقال الرجل أشهد أن لا إله إلا الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أن محمدا رسول الله و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته بعده و أشار بيده إلى أمير المؤمنين ع و لم أزل أشهد بها و أشهد أنك وصيه و القائم بحجته و أشار إلى الحسن ع و أشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك و القائم بحجته بعدك و أشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين و أشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد و أشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر و أشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى و أشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي و أشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد و أشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى و لا يسمى حتى يظهر أمره فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا و السلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة الله و بركاته ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين ع يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد فخرج الحسن ع في أثره قال فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله فرجعت إلى أمير المؤمنين ع فأعلمته فقال يا أبا محمد أ تعرفه فقلت الله و رسوله و أمير المؤمنين أعلم فقال هو الخضر ع .
2- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثنا جبرئيل بن أحمد عن موسى
===============
(316)
بن جعفر البغدادي قال حدثني الحسن بن محمد الصيرفي عن حنان بن سدير عن أبيه سدير بن حكيم عن أبيه عن أبي سعيد عقيصا قال لما صالح الحسن بن علي ع معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال ع ويحكم ما تدرون ما عملت و الله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أو غربت أ لا تعلمون أنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم و أحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله ص علي قالوا بلى قال أ ما علمتم أن الخضر ع لما خرق السفينة و أقام الجدار و قتل الغلام كان ذلك سخطا لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك و كان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة و صوابا أ ما علمتم أنه ما منا أحد إلا و يقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى ابن مريم ع خلفه فإن الله عز و جل يخفي ولادته و يغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج ذلك التاسع من ولد أخي الحسين بن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شاب دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شيء قدير .
30- باب ما أخبر به الحسين بن علي بن أبي طالب ع
من وقوع الغيبة بالقائم ع و أنه الثاني عشر من الأئمة ع
1- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار قال حدثنا أبو عمرو الكشي قال حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا علي بن محمد بن شجاع عن محمد
===============
(317)
بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين ع قال قال الحسين بن علي ع في التاسع من ولدي سنة من يوسف و سنة من موسى بن عمران ع و هو قائمنا أهل البيت يصلح الله تبارك و تعالى أمره في ليلة واحدة .
2- حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق المعاذي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني الكوفي قال حدثنا أحمد بن موسى بن الفرات قال حدثنا عبد الواحد بن محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن شريك عن رجل من همدان قال سمعت الحسين بن علي بن أبي طالب ع يقول قائم هذه الأمة هو التاسع من ولدي و هو صاحب الغيبة و هو الذي يقسم ميراثه و هو حي .
3- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبد السلام بن صالح الهروي قال أخبرنا وكيع بن الجراح عن الربيع بن سعد عن عبد الرحمن بن سليط قال قال الحسين بن علي بن أبي طالب ع منا اثنا عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و آخرهم التاسع من ولدي و هو الإمام القائم بالحق يحيى الله به الأرض بعد موتها و يظهر به دين الحق على الدين كله و لو كره المشركون له غيبة يرتد فيها أقوام و يثبت فيها على الدين آخرون فيؤذون و يقال لهم مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ أما إن الصابر في غيبته على الأذى و التكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله ص .
4- حدثنا علي بن محمد بن الحسن القزويني قال حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا أحمد بن يحيى الأحول قال حدثنا خلاد المقرئ عن قيس بن أبي حصين
===============
(318)
عن يحيى بن وثاب عن عبد الله بن عمر قال سمعت الحسين بن علي ع يقول لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز و جل ذلك اليوم حتى يخرج رجل من ولدي فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما كذلك سمعت رسول الله ص يقول .
5- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال حدثني حمدان بن منصور عن سعد بن محمد عن عيسى الخشاب قال قلت للحسين بن علي ع أنت صاحب هذا الأمر قال لا و لكن صاحب الأمر الطريد الشريد الموتور بأبيه المكنى بعمه يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر .
من وقوع الغيبة بالقائم ع و أنه الثاني عشر من الأئمة ع
1- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن الحسن عن أبي سعيد العصفري عن عمرو بن ثابت عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين ع يقول إن الله تبارك و تعالى خلق محمدا و عليا و الأئمة
===============
(319)
الأحد عشر من نور عظمته أرواحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون الله عز و جل و يقدسونه و هم الأئمة الهادية من آل محمد ع قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه قد روي هذا الخبر بغير هذا اللفظ إلا أن مسموعي ما قد ذكرته .
2- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا محمد بن هارون الصوفي عن عبد الله بن موسى عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه قال حدثني صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن أبي زياد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي قال دخلت على سيدي علي بن الحسين زين العابدين ع فقلت له يا ابن رسول الله أخبرني بالذين فرض الله عز و جل طاعتهم و مودتهم و أوجب على عباده الاقتداء بهم بعد رسول الله ص فقال لي يا كنكر إن أولي الأمر الذين جعلهم الله عز و جل أئمة للناس و أوجب عليهم طاعتهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع ثم الحسن ثم الحسين ابنا علي بن أبي طالب ثم انتهى الأمر إلينا ثم سكت فقلت له يا سيدي روي لنا عن أمير المؤمنين علي ع أن الأرض لا تخلو من حجة لله جل و عز على عباده فمن الحجة و الإمام بعدك قال ابني محمد و اسمه في التوراة باقر يبقر العلم بقرا هو الحجة و الإمام بعدي و من بعد محمد ابنه جعفر و اسمه عند أهل السماء الصادق فقلت له يا سيدي فكيف صار اسمه الصادق و كلكم صادقون قال حدثني أبي عن أبيه ع أن رسول الله ص قال إذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فسموه الصادق فإن للخامس من ولده ولدا اسمه جعفر يدعي الإمامة اجتراء على الله و كذبا عليه فهو عند الله جعفر الكذاب المفتري على الله عز و جل و المدعي لما ليس له بأهل المخالف على أبيه و الحاسد لأخيه ذلك الذي يروم كشف ستر الله عند غيبة ولي الله عز و جل ثم
===============
(320)
بكى علي بن الحسين ع بكاء شديدا ثم قال كأني بجعفر الكذاب و قد حمل طاغية زمانه على تفتيش أمر ولي الله و المغيب في حفظ الله و التوكيل بحرم أبيه جهلا منه بولادته و حرصا منه على قتله إن ظفر به و طمعا في ميراثه حتى يأخذه بغير حقه قال أبو خالد فقلت له يا ابن رسول الله و إن ذلك لكائن فقال إي و ربي إن ذلك لمكتوب عندنا في الصحيفة التي فيها ذكر المحن التي تجري علينا بعد رسول الله ص قال أبو خالد فقلت يا ابن رسول الله ثم يكون ما ذا قال ثم تمتد الغيبة بولي الله عز و جل الثاني عشر من أوصياء رسول الله ص و الأئمة بعده يا أبا خالد إن أهل زمان غيبته القائلين بإمامته و المنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان لأن الله تبارك و تعالى أعطاهم من العقول و الأفهام و المعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة و جعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله ص بالسيف أولئك المخلصون حقا و شيعتنا صدقا و الدعاة إلى دين الله عز و جل سرا و جهرا و قال علي بن الحسين ع انتظار الفرج من أعظم الفرج و حدثنا بهذا الحديث علي بن أحمد بن موسى و محمد بن أحمد الشيباني و علي بن عبد الله الوراق عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الأدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه عن صفوان عن إبراهيم بن أبي زياد عن أبي حمزة الثمالي عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين ع قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه ذكر زين العابدين ع لجعفر الكذاب دلالة في إخباره بما يقع منه. و قد روي مثل ذلك عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري ع أنه لم يسر به لما ولد و أنه أخبرنا بأنه سيضل خلقا كثيرا كل ذلك دلالة له ع أيضا لأنه لا دلالة على الإمامة أعظم من الإخبار بما يكون قبل أن يكون كما كان مثل ذلك
===============
(321)
دلالة لعيسى ابن مريم ع على نبوته إذ أنبأ الناس بما يأكلون و ما يدخرون في بيوتهم و كما كان النبي ص حين قال أبو سفيان في نفسه من فعل مثل ما فعلت جئت فدفعت يدي في يده إلا كنت أجمع عليه الجموع من الأحابيش و كنانة فكنت ألقاه بهم فلعلي كنت أدفعه فناداه النبي ص من خيمته فقال إذا كان الله يجزيك يا أبا سفيان و ذلك دلالة له ع كدلالة عيسى ابن مريم ع و كل من أخبر من الأئمة ع بمثل ذلك فهي دلالة تدل الناس على أنه إمام مفترض الطاعة من الله تبارك و تعالى حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن بن الفرات قال أخبرنا صالح بن محمد بن عبد الله بن محمد بن زياد عن أمه فاطمة بنت محمد بن الهيثم المعروف بابن سيابة قالت كنت في دار أبي الحسن علي بن محمد العسكري ع في الوقت الذي ولد فيه جعفر فرأيت أهل الدار قد سروا به فصرت إلى أبي الحسن ع فلم أره مسرورا بذلك فقلت له يا سيدي ما لي أراك غير مسرور بهذا المولود فقال ع يهون عليك أمره فإنه سيضل خلقا كثيرا .
3- حدثنا الشريف أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن
===============
(322)
عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال حدثنا أبو علي محمد بن همام قال حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال حدثنا أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى الكلابي عن خالد بن نجيح عن حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم منا سنن من الأنبياء سنة من أبينا آدم ع و سنة من نوح و سنة من إبراهيم و سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من أيوب و سنة من محمد ص فأما من آدم و نوح فطول العمر و أما من إبراهيم فخفاء الولادة و اعتزال الناس و أما من موسى فالخوف و الغيبة و أما من عيسى فاختلاف الناس فيه و أما من أيوب فالفرج بعد البلوى و أما من محمد ص فالخروج بالسيف .
4- حدثنا محمد بن علي بن بشار القزويني قال حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد قال حدثنا محمد بن جعفر الكوفي الأسدي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن حمزة بن حمران عن أبيه عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم سنة من نوح و هو طول العمر .
5- حدثنا علي بن أحمد الدقاق و محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهما قالا حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن حمزة بن حمران عن أبيه حمران بن أعين عن سعيد بن جبير قال سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم سنة من نوح و هو طول العمر .
6- و بهذا الإسناد قال قال علي بن الحسين سيد العابدين ع القائم منا
===============
(323)
تخفى ولادته على الناس حتى يقولوا لم يولد بعد ليخرج حين يخرج و ليس لأحد في عنقه بيعة .
7- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن بسطام بن مرة عن عمرو بن ثابت قال قال علي بن الحسين سيد العابدين ع من ثبت على موالاتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله عز و جل أجر ألف شهيد من شهداء بدر و أحد .
8- حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال حدثني علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع أنه قال فينا نزلت هذه الآية وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ و فينا نزلت هذه الآية وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ و الإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب ع إلى يوم القيامة و أن للقائم منا غيبتين إحداهما أطول من الأخرى أما الأولى فستة أيام أو ستة أشهر أو ست سنين و أما الأخرى فيطول أمدها حتى يرجع
===============
(324)
عن هذا الأمر أكثر من يقول به فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه و صحت معرفته و لم يجد في نفسه حرجا مما قضينا و سلم لنا أهل البيت .
9- و بهذا الإسناد قال قال علي بن الحسين ع إن دين الله عز و جل لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اقتدى بنا هدي و من كان يعمل بالقياس و الرأي هلك و من وجد في نفسه شيئا مما نقوله أو نقضي به حرجا كفر بالذي أنزل السبع المثاني و القرآن العظيم و هو لا يعلم .
1- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد عن الحسين بن الربيع المدائني قال حدثنا محمد بن إسحاق عن أسيد بن ثعلبة عن أم هانئ
===============
(325)
قالت لقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فسألته عن هذه الآية فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ فقال إمام يخنس في زمانه عند انقضاء من علمه سنة ستين و مائتين ثم يبدو كالشهاب الوقاد في ظلمة الليل فإن أدركت ذلك قرت عيناك .
2- حدثنا أحمد بن هارون الفامي و علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب و جعفر بن محمد بن مسرور و جعفر بن الحسين رضي الله عنهم قالوا حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر القصباني و حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي قال حدثني جدي الحسن بن علي بن عبد الله عن العباس بن عامر القصباني عن موسى بن هلال الضبي عن عبد الله بن عطاء قال قلت لأبي جعفر ع إن شيعتك بالعراق كثيرون فو الله ما في أهل بيتك مثلك فكيف لا تخرج فقال يا عبد الله بن عطاء قد أمكنت الحشو من أذنيك و الله ما أنا بصاحبكم قلت فمن صاحبنا قال انظروا من تخفى على الناس ولادته فهو صاحبكم .
3- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن علي بن أسباط عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع في قول الله عز و جل قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ
===============
(326)
ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ فقال هذه نزلت في القائم يقول إن أصبح إمامكم غائبا عنكم لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السماء و الأرض و حلال الله جل و عز و حرامه ثم قال ع و الله ما جاء تأويل هذه الآية و لا بد أن يجيء تأويلها .
4- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى أرسل محمدا ص إلى الجن و الإنس و جعل من بعده الاثني عشر وصيا منهم من مضى و منهم من بقي و كل وصي جرت فيه سنة من الأوصياء الذين بعد محمد ص على سنة أوصياء عيسى ع و كانوا اثني عشر و كان أمير المؤمنين ع على سنة المسيح .
5- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن عبد الله بن حماد الأنصاري و محمد بن سنان جميعا عن أبي الجارود زياد بن المنذر عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع قال قال لي يا أبا الجارود إذا دارت الفلك و قال الناس مات القائم أو هلك بأي واد سلك و قال الطالب أنى يكون ذلك و قد بليت عظامه فعند ذلك فارجوه فإذا سمعتم به فأتوه و لو حبوا على الثلج .
6- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب هذا الأمر أربع سنن من أربعة أنبياء ع سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد ص
===============
(327)
فأما من موسى فخائف يترقب و أما من يوسف فالحبس و أما من عيسى فيقال إنه مات و لم يمت و أما من محمد ص فالسيف حدثنا أحمد بن زياد الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن عيسى عن سليمان بن داود عن أبي بصير عن أبي جعفر ع بمثل ذلك .
7- و حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال حدثني علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن مسلم الثقفي الطحان قال دخلت على أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع و أنا أريد أن أسأله عن القائم من آل محمد ص فقال لي مبتدئا يا محمد بن مسلم إن في القائم من آل محمد ص شبها من خمسة من الرسل يونس بن متى و يوسف بن يعقوب و موسى و عيسى و محمد ص فأما شبهه من يونس بن متى فرجوعه من غيبته و هو شاب بعد كبر السن و أما شبهه من يوسف بن يعقوب ع فالغيبة من خاصته و عامته و اختفاؤه من إخوته و إشكال أمره على أبيه يعقوب ع مع قرب المسافة بينه و بين أبيه و أهله و شيعته و أما شبهه من موسى ع فدوام خوفه و طول غيبته و خفاء ولادته و تعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذى و الهوان إلى أن أذن الله عز و جل في ظهوره و نصره و أيده على عدوه و أما شبهه من عيسى ع فاختلاف من اختلف فيه حتى قالت طائفة منهم ما ولد و قالت طائفة مات و قالت طائفة قتل و صلب و أما شبهه من جده المصطفى ص فخروجه بالسيف و قتله أعداء الله و أعداء رسوله ص و الجبارين و الطواغيت و أنه ينصر بالسيف و الرعب و أنه لا ترد له راية
===============
(328)
و إن من علامات خروجه خروج السفياني من الشام و خروج اليماني من اليمن و صيحة من السماء في شهر رمضان و مناد ينادي من السماء باسمه و اسم أبيه .
8- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسن بن محبوب السراد عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن أقرب الناس إلى الله عز و جل و أعلمهم به و أرأفهم بالناس محمد ص و الأئمة ع فادخلوا أين دخلوا و فارقوا من فارقوا عنى بذلك حسينا و ولده ع فإن الحق فيهم و هم الأوصياء و منهم الأئمة فأينما رأيتموهم فاتبعوهم و إن أصبحتم يوما لا ترون منهم أحدا فاستغيثوا بالله عز و جل و انظروا السنة التي كنتم عليها و اتبعوها و أحبوا من كنتم تحبون و أبغضوا من كنتم تبغضون فما أسرع ما يأتيكم الفرج .
9- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع ما أجاب رسول الله ص أحد قبل علي بن أبي طالب و خديجة ع و لقد مكث رسول الله ص بمكة ثلاث سنين مختفيا خائفا يترقب و يخاف قومه و الناس و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة إليه .
10- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك قال حدثني الحسن بن محمد بن سماعة قال حدثنا أحمد بن الحارث عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن أبيه أبي جعفر الباقر ع قال إذا قام القائم ع قال فررت منكم لما خفتكم
===============
(329)
فوهب لي ربي حكما و جعلني من المرسلين .
11- حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر ع يقول في صاحب هذا الأمر سنة من موسى و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد ص فأما من موسى فخائف يترقب و أما من عيسى فيقال فيه ما قد قيل في عيسى و أما من يوسف فالسجن و الغيبة و أما من محمد ص فالقيام بسيرته و تبيين آثاره ثم يضع سيفه على عاتقه ثمانية أشهر فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى الله عز و جل قلت و كيف يعلم أن الله تعالى قد رضي قال يلقي الله عز و جل في قلبه الرحمة .
12- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس رضي الله عنه قال حدثنا أبو عمرو الكشي قال حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا علي بن محمد القمي عن محمد بن أحمد بن يحيى عن إبراهيم بن هاشم عن أبي أحمد الأزدي عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن صاحب هذا الأمر فيه سنة من يوسف ابن أمة سوداء يصلح الله عز و جل أمره في ليلة واحدة .
13- و بهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال حدثنا جبرئيل بن أحمد قال حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي و يعقوب بن يزيد عن سليمان بن الحسن عن سعد بن أبي خلف الزام عن معروف بن خربوذ قال قلت لأبي جعفر الباقر ع أخبرني عنكم قال نحن بمنزلة النجوم إذا خفي نجم بدا نجم منا أمن و أمان و سلم و إسلام و فاتح و مفتاح حتى إذا استوى بنو عبد مطلب فلم يدر أي من أي أظهر الله عز و جل لكم صاحبكم فاحمدوا الله عز و جل و هو يخير الصعب و الذلول
===============
(330)
فقلت جعلت فداك فأيهما يختار قال يختار الصعب على الذلول .
14- و بهذا الإسناد عن محمد بن مسعود عن نصر بن الصباح عن جعفر بن سهيل قال حدثني أبو عبد الله أخو أبي علي الكابلي عن القابوسي عن نصر بن السندي عن الخليل بن عمرو عن علي بن الحسين الفزاري عن إبراهيم بن عطية عن أم هانئ الثقفية قالت غدوت على سيدي محمد بن علي الباقر ع فقلت له يا سيدي آية في كتاب الله عز و جل عرضت بقلبي فأقلقتني و أسهرت ليلي قال فسلي يا أم هانئ قالت قلت يا سيدي قول الله عز و جل فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ قال نعم المسألة سألتيني يا أم هانئ هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة تكون له حيرة و غيبة يضل فيها أقوام و يهتدي فيها أقوام فيا طوبى لك إن أدركتيه و يا طوبى لمن أدركه .
15- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن المغيرة عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر الباقر ع أنه قال يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان إن أدنى ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم البارئ جل جلاله فيقول عبادي و إمائي آمنتم بسري و صدقتم بغيبي فأبشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي و إمائي حقا منكم أتقبل و عنكم أعفو و لكم أغفر و بكم أسقي عبادي الغيث و أدفع عنهم البلاء و لولاكم لأنزلت عليهم عذابي قال جابر فقلت يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان قال حفظ اللسان و لزوم البيت .
16- حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا القاسم بن العلاء قال حدثني إسماعيل بن علي القزويني قال حدثني
===============
(331)
علي بن إسماعيل عن عاصم بن حميد الحناط عن محمد بن مسلم الثقفي قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر ع يقول القائم منا منصور بالرعب مؤيد بالنصر تطوى له الأرض و تظهر له الكنوز يبلغ سلطانه المشرق و المغرب و يظهر الله عز و جل به دينه على الدين كله و لو كره المشركون فلا يبقى في الأرض خراب إلا قد عمر و ينزل روح الله عيسى ابن مريم ع فيصلي خلفه قال قلت يا ابن رسول الله متى يخرج قائمكم قال إذا تشبه الرجال بالنساء و النساء بالرجال و اكتفى الرجال بالرجال و النساء بالنساء و ركب ذوات الفروج السروج و قبلت شهادات الزور و ردت شهادات العدول و استخف الناس بالدماء و ارتكاب الزناء و أكل الربا و اتقي الأشرار مخافة ألسنتهم و خروج السفياني من الشام و اليماني من اليمن و خسف بالبيداء و قتل غلام من آل محمد ص بين الركن و المقام اسمه محمد بن الحسن النفس الزكية و جاءت صيحة من السماء بأن الحق فيه و في شيعته فعند ذلك خروج قائمنا فإذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة و اجتمع إليه ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و أول ما ينطق به هذه الآية بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ثم يقول أنا بقية الله في أرضه و خليفته و حجته عليكم فلا يسلم عليه مسلم إلا قال السلام عليك يا بقية الله في أرضه فإذا اجتمع إليه العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عز و جل من صنم و وثن و غيره إلا وقعت فيه نار فاحترق و ذلك بعد غيبة طويلة ليعلم الله من يطيعه بالغيب و يؤمن به .
17- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثنا أبو القاسم قال كتبت من كتاب أحمد الدهان عن القاسم بن حمزة عن ابن أبي عمير قال أخبرني أبو إسماعيل السراج عن خيثمة الجعفي قال حدثني أبو أيوب المخزومي قال ذكر أبو جعفر محمد
===============
(332)
بن علي الباقر ع سير الخلفاء الاثني عشر الراشدين ص فلما بلغ آخرهم قال الثاني عشر الذي يصلي عيسى ابن مريم ع خلفه عليك بسنته و القرآن الكريم .
هذا آخر الجزء الأول من كتاب إكمال الدين و إتمام النعمة في إثبات الغيبة و كشف الحيرة تصنيف الشيخ الفقيه الصدوق أبي جعفر محمد بن علي الحسين بن موسى بن بابويه القمي رضي الله عنه. و يتلوه الجزء الثاني أوله باب ما روي عن الصادق جعفر بن محمد ع من النص على القائم ع