(333)

 

الجزء الثاني

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الحمد لله رب العالمين و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطاهرين

 

33-  باب ما روي عن الصادق جعفر بن محمد ع من النص

على القائم ع و ذكر غيبته و أنه الثاني عشر من الأئمة ع

 1-  قال الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه مصنف هذا الكتاب رحمه الله حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن أيوب بن نوح عن محمد بن سنان عن صفوان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال من أقر بجميع الأئمة و جحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء و جحد محمدا ص نبوته فقيل له يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته .

 2-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن الحسن بن علي الزيتوني و محمد بن أحمد بن أبي قتادة عن أحمد بن هلال عن أمية بن علي عن أبي الهيثم بن أبي حبة عن أبي عبد الله ع قال إذا اجتمعت

 

===============

(334)

ثلاثة أسماء متوالية محمد و علي و الحسن فالرابع القائم .

 3-  حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي محمد بن همام قال حدثنا أحمد بن مابنداذ قال أخبرنا أحمد بن هلال قال حدثني أمية بن علي القيسي عن أبي الهيثم التميمي عن أبي عبد الله ع قال إذا توالت ثلاثة أسماء محمد و علي و الحسن كان رابعهم قائمهم .

 4-  حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن المفضل بن عمر قال دخلت على سيدي جعفر بن محمد ع فقلت يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك فقال لي يا مفضل الإمام من بعدي ابني موسى و الخلف المأمول المنتظر م‏ح‏م‏د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى .

 5-  حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبي عن جدي أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه محمد بن خالد عن محمد بن سنان و أبي علي الزراد جميعا عن إبراهيم الكرخي قال دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع و إني لجالس عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر ع و هو غلام فقمت إليه فقبلته و جلست فقال أبو عبد الله ع يا إبراهيم أما إنه لصاحبك من بعدي أما ليهلكن فيه أقوام و يسعد فيه آخرون فلعن الله قاتله و ضاعف على روحه العذاب أما ليخرجن الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه سمي جده و وارث علمه و أحكامه و فضائله و معدن الإمامة و رأس الحكمة يقتله جبار بني فلان بعد عجائب طريفة حسدا له و لكن الله عز و جل بالغ أمره و لو كره المشركون يخرج الله من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته و أحلهم دار قدسه

 

===============

(335)

المنتظر للثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله ص يذب عنه قال فدخل رجل من موالي بني أمية فانقطع الكلام فعدت إلى أبي عبد الله ع إحدى عشرة مرة أريد منه أن يستتم الكلام فما قدرت على ذلك فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه و هو جالس فقال يا إبراهيم هو المفرج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد و بلاء طويل و جزع و خوف فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان حسبك يا إبراهيم قال إبراهيم فما رجعت بشي‏ء أسر من هذا لقلبي و لا أقر لعيني .

 6-  حدثنا محمد بن علي ماجيلويه و محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنهما قالا حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن الصفار عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر ع في منزل بمكة فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن اثنا عشر مهديا فقال له أبو بصير تالله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله ع فحلف مرة أو مرتين أنه سمع ذلك منه فقال أبو بصير لكني سمعته من أبي جعفر ع و حدثنا بمثل هذا الحديث محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران مثله سواء .

 7-  حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن محمد بن الحسين بن يزيد الزيات عن الحسن بن موسى الخشاب عن ابن سماعة عن علي بن الحسن بن رباط عن أبيه عن المفضل بن عمر قال قال الصادق جعفر بن محمد ع إن الله تبارك و تعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر

 

===============

(336)

ألف عام فهي أرواحنا فقيل له يا ابن رسول الله و من الأربعة عشر فقال محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال و يطهر الأرض من كل جور و ظلم .

 8-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله ع أنه قال في قول الله عز و جل يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ فقال ع الآيات هم الأئمة و الآية المنتظرة القائم ع فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف و إن آمنت بمن تقدمه من آبائه ع .

 9-  حدثنا أحمد بن الحسن القطان و علي بن أحمد بن محمد الدقاق و علي بن عبد الله الوراق و عبد الله محمد الصائغ و محمد بن أحمد الشيباني رضي الله عنهم قالوا حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال حدثنا تميم بن بهلول قال حدثنا عبد الله بن أبي الهذيل و سألته عن الإمامة فيمن تجب و ما علامة من تجب له الإمامة فقال لي إن الدليل على ذلك و الحجة على المؤمنين و القائم في أمور المسلمين و الناطق بالقرآن و العالم بالأحكام أخو نبي الله ص و خليفته على أمته و وصيه عليهم و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى المفروض الطاعة يقول الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ و قال جل ذكره إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا

 

===============

(337)

الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ المدعو إليه بالولاية المثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول ص عن الله جل جلاله أ لست أولى بكم من أنفسكم قالوا بلى قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و أعن من أعانه ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتقين و قائد الغر المحجلين و أفضل الوصيين و خير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين و بعده الحسن ثم الحسين سبطا رسول الله ص ابنا خيرة النسوان ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم ابن الحسن بن علي ص إلى يومنا هذا واحد بعد واحد إنهم عترة الرسول ص معروفون بالوصية و الإمامة في كل عصر و زمان و كل وقت و أوان و إنهم العروة الوثقى و أئمة الهدى و الحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض و من عليها و إن كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق و الهدى و إنهم المعبرون عن القرآن و الناطقون عن الرسول ص بالبيان و إن من مات و لا يعرفهم مات ميتة جاهلية و إن فيهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البر و الفاجر و طول السجود و قيام الليل و اجتناب المحارم و انتظار الفرج بالصبر و حسن الصحبة و حسن الجوار ثم قال تميم بن بهلول حدثني أبو معاوية عن الأعمش عن جعفر بن محمد ع في الإمامة بمثله سواء .

 10-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال أقرب ما يكون العباد من الله عز و جل و أرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله عز و جل فلم يظهر لهم و لم يعلموا بمكانه و هم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عنهم و بيناته فعندها فتوقعوا الفرج صباحا و مساء و إن أشد ما يكون غضب الله تعالى على أعدائه إذا

 

===============

(338)

افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم و قد علم أن أولياءه لا يرتابون و لو علم أنهم يرتابون لما غيب عنهم حجته طرفة عين و لا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس .

 11-  و بهذا الإسناد قال قال المفضل بن عمر سمعت الصادق جعفر بن محمد ع يقول من مات منتظرا لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله ص بالسيف .

 12-  حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الأدمي عن الحسن بن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن عبد الله بن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله الصادق ع من أقر بالأئمة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء و جحد محمدا ص نبوته فقلت يا سيدي و من المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته .

 13-  حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو عبد الله العاصمي عن الحسين بن القاسم بن أيوب عن الحسن بن محمد بن سماعة عن ثابت الصائغ عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول منا اثنا عشر مهديا مضى ستة و بقي ستة يصنع الله بالسادس ما أحب .

 14-  حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو عبد الله العاصمي عن الحسين بن القاسم بن أيوب عن

 

===============

(339)

الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب عن ذريح عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع أنه قال منا اثنا عشر مهديا .

 15-  حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا جعفر بن عبد الله قال حدثني عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران مولى أبي جعفر في منزل بمكة فقال محمد بن عمران سمعت أبا عبد الله ع يقول نحن اثنا عشر محدثون فقال أبو بصير و الله لقد سمعت ذلك من أبي عبد الله ع فحلف مرتين أنه سمعه منه .

 16-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله ع قال أقرب ما يكون العباد من الله عز و جل و أرضى ما يكون عنهم إذا فقدوا حجة الله فلم يظهر لهم و لم يعلموا بمكانه و هم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله عز و جل و لا بيناته فعندها فتوقعوا الفرج صباحا و مساء و إن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا حجته فلم يظهر لهم و قد علم أن أولياءه لا يرتابون و لو علم أنهم يرتابون ما غيب عنهم حجته طرفة عين و لا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس .

 17-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان قال قال لي أبو عبد الله ع أقرب ما يكون العبد إلى الله عز و جل و أرضى ما يكون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم و حجب عنهم فلم يعلموا بمكانه و هم في ذلك يعلمون أنه لا تبطل حجج الله و لا بيناته فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا و مساء و إن أشد ما يكون غضبا على أعدائه إذا أفقدهم حجته فلم يظهر لهم و قد علم أن أولياءه لا يرتابون و لو علم أنهم يرتابون ما أفقدهم حجته طرفة عين

 

===============

(340)

18-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور و غيره عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول في القائم سنة من موسى بن عمران ع فقلت و ما سنة موسى بن عمران فقال خفاء مولده و غيبته عن قومه فقلت و كم غاب موسى بن عمران ع عن قومه و أهله فقال ثماني و عشرين سنة .

 19-  حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن عمر بن عبد العزيز عن غير واحد من أصحابنا عن داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله ع في قول الله عز و جل الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ قال من أقر بقيام القائم أنه حق .

 20-  حدثنا علي بن أحمد بن محمد الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن أبي حمزة عن يحيى بن أبي القاسم قال سألت الصادق ع عن قول الله عز و جل الم ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ فقال المتقون شيعة علي ع و الغيب فهو الحجة الغائب و شاهد ذلك قول الله عز و جل وَ يَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ

 

===============

(341)

إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ .

 

 

 21-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن هلال عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن فضالة بن أيوب عن سدير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن في القائم شبه من يوسف ع قلت كأنك تذكر خبره أو غيبته فقال لي ما تنكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف كانوا أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف و بايعوه و هم إخوته و هو أخوهم فلم يعرفوه حتى قال لهم أنا يوسف فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز و جل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته لقد كان يوسف ع إليه ملك مصر و كان بينه و بين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله عز و جل أن يعرفه مكانه لقدر على ذلك و الله لقد سار يعقوب و ولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عز و جل يفعل بحجته ما فعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم و يطأ بسطهم و هم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز و جل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم هَلْ عَلِمْتُمْ ما فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ وَ أَخِيهِ إِذْ أَنْتُمْ جاهِلُونَ قالُوا أَ إِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا يُوسُفُ وَ هذا أَخِي .

 22-  حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن أبي عمير عن صفوان بن مهران الجمال قال قال

 

===============

(342)

الصادق جعفر بن محمد ع أما و الله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم ما لله في آل محمد حاجة ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما .

 23-  حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري قال حدثنا حمدان بن سليمان عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن حيان السراج عن السيد بن محمد الحميري في حديث طويل يقول فيه قلت للصادق جعفر بن محمد ع يا ابن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك ع في الغيبة و صحة كونها فأخبرني بمن تقع فقال ع إن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي و هو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله ص أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و آخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض و صاحب الزمان و الله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما .

 24-  حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى الكلابي عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن للقائم غيبة قبل أن يقوم قلت له و لم قال يخاف و أومأ بيده إلى بطنه ثم قال يا زرارة و هو المنتظر و هو الذي يشك الناس في ولادته منهم من يقول هو حمل و منهم من يقول هو غائب و منهم من يقول ما ولد و منهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنتين غير أن الله تبارك و تعالى يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون قال زرارة فقلت جعلت فداك فإن أدركت ذلك الزمان فأي شي‏ء أعمل قال يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فإنك

 

===============

(343)

إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ثم قال يا زرارة لا بد من قتل غلام بالمدينة قلت جعلت فداك أ ليس يقتله جيش السفياني قال لا و لكن يقتله جيش بني فلان يخرج حتى يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شي‏ء دخل فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغيا و عدوانا و ظلما لم يمهلهم الله عز و جل فعند ذلك فتوقعوا الفرج و حدثنا بهذا الحديث محمد بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو علي محمد بن همام قال حدثنا أحمد بن محمد النوفلي قال حدثني أحمد بن هلال عن عثمان بن عيسى الكلابي عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين عن الصادق جعفر بن محمد ع و حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن علي بن محمد الحجال عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة بن أعين عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال إن للقائم غيبة قبل أن يقوم و ذكر الحديث مثله سواء .

 25-  حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد عن صالح بن محمد عن هانئ التمار قال قال لي أبو عبد الله ع إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد و ليتمسك بدينه .

 26-  حدثنا إسحاق بن عيسى و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا

 

===============

(344)

سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال كان علي بن أبي طالب ع مع رسول الله ص في غيبته لم يعلم بها أحد .

 27-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى و علي بن إسماعيل بن عيسى عن محمد بن عمرو بن سعيد الزيات عن الجريري عن عبد الحميد بن أبي الديلم الطائي قال قال لي أبو عبد الله ع يا عبد الحميد بن أبي الديلم إن لله تبارك و تعالى رسلا مستعلنين و رسلا مستخفين فإذا سألته بحق المستعلنين فسله بحق المستخفين .

 28-  حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله و محمد بن الحسن الصفار جميعا قالا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عيسى بن عبيد قالا حدثنا صفوان بن يحيى عن عبد الله بن مسكان عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله ع قال اكتتم رسول الله ص بمكة مختفيا خائفا خمس سنين ليس يظهر أمره و علي ع معه و خديجة ثم أمره الله عز و جل أن يصدع بما أمر به فظهر رسول الله ص و أظهر أمره و في خبر آخر أنه ع كان مختفيا بمكة ثلاث سنين .

 29-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و محمد بن يحيى العطار و أحمد بن إدريس جميعا عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و إبراهيم بن هاشم جميعا عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن عبيد الله بن علي الحلبي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول مكث رسول الله ص بمكة بعد ما جاءه الوحي عن الله

 

===============

(345)

تبارك و تعالى ثلاث عشرة سنة منها ثلاث سنين مختفيا خائفا لا يظهر حتى أمره الله عز و جل أن يصدع بما أمره به فأظهر حينئذ الدعوة .

 30-  حدثنا جماعة من أصحابنا قالوا حدثنا محمد بن همام قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال حدثني جعفر بن إسماعيل الهاشمي قال سمعت خالي محمد بن علي يروي عن عبد الرحمن بن حماد عن عمر بن سالم صاحب السابري قال سألت أبا عبد الله ع عن هذه الآية أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِي السَّماءِ قال أصلها رسول الله ص و فرعها أمير المؤمنين ع و الحسن و الحسين ثمرها و تسعة من ولد الحسين أغصانها و الشيعة ورقها و الله إن الرجل منهم ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة قلت قوله عز و جل تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها قال ما يخرج من علم الإمام إليكم في كل سنة من حج و عمرة .

 31-  حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن سنن الأنبياء ع بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم منا أهل البيت حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة قال أبو بصير فقلت يا ابن رسول الله و من القائم منكم أهل البيت فقال يا أبا بصير هو الخامس من ولد ابني موسى ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عز و جل فيفتح الله على يده مشارق الأرض و مغاربها و ينزل روح الله عيسى ابن مريم ع فيصلي خلفه و تشرق الأرض بنور ربها و لا تبقى

 

===============

(346)

في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز و جل إلا عبد الله فيها و يكون الدين كله لله و لو كره المشركون .

 32-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن الفضيل عن أبيه عن منصور قال قال أبو عبد الله ع يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا و الله لا يأتيكم حتى تميزوا لا و الله لا يأتيكم حتى تمحصوا و لا و الله لا يأتيكم حتى يشقى من شقي و يسعد من سعد

 33-  حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن الحسين عن عثمان بن عيسى عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين قال سمعت الصادق جعفر بن محمد ع يقول إن للغلام غيبة قبل أن يقوم قلت و لم ذاك جعلت فداك فقال يخاف و أشار بيده إلى بطنه و عنقه ثم قال ع و هو المنتظر الذي يشك الناس في ولادته فمنهم من يقول إذا مات أبوه مات و لا عقب له و منهم من يقول قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين لأن الله عز و جل يحب أن يمتحن خلقه فعند ذلك يرتاب المبطلون .

 33-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن و محمد بن موسى بن المتوكل و محمد بن علي ماجيلويه و أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنهم قالوا حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي عن إسحاق بن محمد الصيرفي عن يحيى بن المثنى العطار عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يفقد الناس إمامهم فيشهد الموسم فيراهم و لا يرونه .

 34-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن عيسى بن عبيد عن صالح بن محمد عن هانئ التمار قال قال أبو عبد الله ع إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد

 

===============

(347)

ثم قال هكذا بيده ثم قال إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد و ليتمسك بدينه .

 35-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري و أحمد بن إدريس جميعا قالوا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عبد الجبار و عبد الله بن عامر بن سعد الأشعري عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن محمد بن المساور عن المفضل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول إياكم و التنويه أما و الله ليغيبن إمامكم سنينا من دهركم و لتمحصن حتى يقال مات أو هلك بأي واد سلك و لتدمعن عليه عيون المؤمنين و لتكفؤن كما تكفأ السفن في أمواج البحر و لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه و لترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي قال فبكيت فقال لي ما يبكيك يا أبا عبد الله فقلت و كيف لا أبكي و أنت تقول اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدرى أي من أي فكيف نصنع قال فنظر إلى شمس داخلة في الصفة فقال يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس قلت نعم قال و الله لأمرنا أبين من هذه الشمس .

 36-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين

 

===============

(348)

بن أبي الخطاب عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن الحسين بن المختار القلانسي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله ع أنه قال كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى و لا علم يتبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون و تمحصون و تغربلون و عند ذلك اختلاف السيفين و إمارة من أول النهار و قتل و خلع من آخر النهار .

 37-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى و يعقوب بن يزيد جميعا عن الحسن بن علي بن فضال عن جعفر بن محمد بن منصور عن رجل و اسمه عمر بن عبد العزيز عن أبي عبد الله ع قال قال إذا أصبحت و أمسيت لا ترى إماما تأتم به فأحبب من كنت تحب و أبغض من كنت تبغض حتى يظهره الله عز و جل .

 38-  حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أحمد بن محمد بن عيسى و محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن يونس بن يعقوب عمن أثبته عن أبي عبد الله ع أنه قال كيف أنتم إذا بقيتم دهرا من عمركم لا تعرفون إمامكم قيل له فإذا كان ذلك فكيف نصنع قال تمسكوا بالأمر الأول حتى يستبين لكم.

 39-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما قالا حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن إسحاق بن جرير عن عبد الله بن سنان قال دخلت أنا و أبي على أبي عبد الله ع فقال كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام

 

===============

(349)

هدى و لا علما يرى و لا ينجو منها إلا من دعا دعاء الغريق فقال له أبي إذا وقع هذا ليلا فكيف نصنع فقال أما أنت فلا تدركه فإذا كان ذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتى يتضح لكم الأمر .

 41-  حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي رضي الله عنه قال حدثني جدي الحسن بن علي عن العباس بن عامر القصباني عن عمر بن أبان الكلبي عن أبان بن تغلب قال قال لي أبو عبد الله ع يأتي على الناس زمان يصيبهم فيه سبطة يأرز العلم فيها بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها يعني بين مكة و المدينة فبينما هم كذلك إذ أطلع الله عز و جل لهم نجمهم قال قلت و ما السبطة قال الفترة و الغيبة لإمامكم قال قلت فكيف نصنع فيما بين ذلك فقال كونوا على ما أنتم عليه حتى يطلع الله لكم نجمكم .

 42-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله ع عن تفسير جابر فقال لا تحدث به السفل فيذيعوه أ ما تقرأ في كتاب الله عز و جل فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ إن منا إماما مستترا فإذا أراد الله عز و جل إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر و أمر بأمر الله عز و جل .

 43-  حدثنا أبي و محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رض قالا حدثنا محمد بن الحسن

 

===============

(350)

الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني جميعا عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن خاله الصادق جعفر بن محمد ع قال قلت له إن كان كون لا أراني الله يومك فبمن أئتم فأومأ إلى موسى ع فقلت فإن مضى موسى فإلى من قال إلى ولده قلت فإن مضى ولده و ترك أخا كبيرا و ابنا صغيرا فبمن أئتم قال بولده ثم قال هكذا أبدا قلت فإن أنا لم أعرفه و لم أعرف موضعه فما أصنع قال تقول اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد الإمام الماضي فإن ذلك يجزيك .

 44-  حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عن جميل بن دراج عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فقلت له ما يصنع الناس في ذلك الزمان قال يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم

 45-  حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود قال حدثني أبي محمد بن مسعود قال حدثنا أحمد بن علي بن كلثوم قال حدثني الحسن بن علي الدقاق عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال يكون بعد الحسين تسعة أئمة تاسعهم قائمهم .

 46-  حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال حدثنا علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عيسى عن يونس عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله ع إن في صاحب هذا الأمر سنن من الأنبياء ع سنة من موسى بن عمران و سنة من عيسى و سنة من يوسف و سنة من محمد ص

 

===============

(351)

فأما سنته من موسى بن عمران فخائف يترقب و أما سنته من عيسى فيقال فيه ما قيل في عيسى و أما سنته من يوسف فالستر يجعل الله بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لا يعرفونه و أما سنته من محمد ص فيهتدي بهداه و يسير بسيرته .

 47-  و بهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال حدثني جبرئيل بن أحمد قال حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال حدثني محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن أبان عن الحارث بن المغيرة قال سألت أبا عبد الله ع هل يكون الناس في حال لا يعرفون الإمام فقال قد كان يقال ذلك قلت فكيف يصنعون قال يتعلقون بالأمر الأول حتى يستبين لهم الآخر .

 48-  و بهذا الإسناد عن موسى بن جعفر قال حدثني موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أبي الحسن موسى بن جعفر ع قال سمعت أبا عبد الله ع يقول في قول الله عز و جل قُلْ أَ رَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ قال أ رأيتم إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد .

 49-  و بهذا الإسناد عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال حدثني الحسن بن محمد الصيرفي قال حدثني يحيى بن المثنى العطار عن عبد الله بن بكير عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يفقد الناس إمامهم يشهد الموسم فيراهم و لا يرونه .

 50-  و بهذا الإسناد عن محمد بن مسعود قال وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني العبيدي محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان قال

 

===============

(352)

قال أبو عبد الله ع ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى و لا إمام هدى و لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق قلت كيف دعاء الغريق قال يقول يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا الله يا رحمان يا رحيم يا مقلب القلوب و الأبصار ثبت قلبي على دينك قال إن الله عز و جل مقلب القلوب و الأبصار و لكن قل كما أقول لك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك .

 51-  حدثنا محمد بن علي بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال أخبرنا علي بن الحارث عن سعيد بن منصور الجواشني قال أخبرنا أحمد بن علي البديلي قال أخبرنا أبي عن سدير الصيرفي قال دخلت أنا و المفضل بن عمر و أبو بصير و أبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله الصادق ع فرأيناه جالسا على التراب و عليه مسح خيبري مطوق بلا جيب مقصر الكمين و هو يبكي بكاء الواله الثكلى ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه و شاع التغيير في عارضيه و أبلى الدموع محجريه و هو

 

===============

(353)

يقول سيدي غيبتك نفت رقادي و ضيقت علي مهادي و ابتزت مني راحة فؤادي سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد و فقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع و العدد فما أحس بدمعة ترقى من عيني و أنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا و سوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر أعظمها و أفضعها و بواقي أشدها و أنكرها و نوائب مخلوطة بغضبك و نوازل معجونة بسخطك قال سدير فاستطارت عقولنا ولها و تصدعت قلوبنا جزعا من ذلك الخطب الهائل و الحادث الغائل و ظننا أنه سمت لمكروهه قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا لا أبكى الله يا ابن خير الورى عينيك من أية حادثة تستنزف دمعتك و تستمطر عبرتك و أية حالة حتمت عليك هذا المأتم قال فزفر الصادق ع زفرة انتفخ منها جوفه و اشتد عنها خوفه و قال ويلكم نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم و هو الكتاب المشتمل على علم المنايا و البلايا و الرزايا و علم ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة الذي خص الله به محمدا و الأئمة من بعده ع و تأملت منه مولد قائمنا و غيبته و إبطاءه و طول عمره و بلوى المؤمنين في ذلك الزمان و تولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته و ارتداد أكثرهم عن دينهم

 

===============

(354)

و خلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم التي قال الله تقدس ذكره وَ كُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ يعني الولاية فأخذتني الرقة و استولت علي الأحزان فقلنا يا ابن رسول الله كرمنا و فضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك قال إن الله تبارك و تعالى أدار للقائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل ع قدر مولده تقدير مولد موسى ع و قدر غيبته تقدير غيبة عيسى ع و قدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح ع و جعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر ع دليلا على عمره فقلنا له اكشف لنا يا ابن رسول الله عن وجوه هذه المعاني قال ع أما مولد موسى ع فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه و أنه يكون من بني إسرائيل و لم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفا و عشرين ألف مولود و تعذر عليه الوصول إلى قتل موسى ع بحفظ الله تبارك و تعالى إياه و كذلك بنو أمية و بنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم و ملك الأمراء و الجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة و وضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول ص و إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم و يأبى الله عز و جل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره و لو كره المشركون و أما غيبة عيسى ع فإن اليهود و النصارى اتفقت على أنه قتل فكذبهم الله جل ذكره بقوله وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ كذلك غيبة القائم فإن الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يهذي بأنه لم يولد و قائل يقول إنه

 

===============

(355)

يتعدى إلى ثلاثة عشر و صاعدا و قائل يعصي الله عز و جل بقوله إن روح القائم ينطق في هيكل غيره و أما إبطاء نوح ع فإنه لما استنزلت العقوبة على قومه من السماء بعث الله عز و جل الروح الأمين ع بسبع نويات فقال يا نبي الله إن الله تبارك و تعالى يقول لك إن هؤلاء خلائقي و عبادي و لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة و إلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه و اغرس هذه النوى فإن لك في نباتها و بلوغها و إدراكها إذا أثمرت الفرج و الخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين فلما نبتت الأشجار و تأزرت و تسوقت و تغصنت و أثمرت و زها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه و تعالى العدة فأمره الله تبارك و تعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار و يعاود الصبر و الاجتهاد و يؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاثمائة رجل و قالوا لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف ثم إن الله تبارك و تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منه طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف و سبعين رجلا فأوحى الله تبارك و تعالى عند ذلك إليه و قال يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه و صفا الأمر و الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار و أبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك و اعتصموا بحبل نبوتك

 

===============

(356)

بأن أستخلفهم في الأرض و أمكن لهم دينهم و أبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم و كيف يكون الاستخلاف و التمكين و بدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا و خبث طينهم و سوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق و سنوح الضلالة فلو أنهم تسنموا مني الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته و لاستحكمت سرائر نفاقهم تأبدت حبال ضلالة قلوبهم و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة و حاربوهم على طلب الرئاسة و التفرد بالأمر و النهي و كيف يكون التمكين في الدين و انتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن و إيقاع الحروب كلا وَ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَ وَحْيِنا قال الصادق ع و كذلك القائم فإنه تمتد أيام غيبته ليصرح الحق عن محضه و يصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف و التمكين و الأمن المنتشر في عهد القائم ع قال المفضل فقلت يا ابن رسول الله فإن هذه النواصب تزعم أن هذه الآية

 

===============

(357)

نزلت في أبي بكر و عمر و عثمان و علي ع فقال لا يهدي الله قلوب الناصبة متى كان الدين الذي ارتضاه الله و رسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة و ذهاب الخوف من قلوبها و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء و في عهد علي ع مع ارتداد المسلمين و الفتن التي تثور في أيامهم و الحروب التي كانت تنشب بين الكفار و بينهم ثم تلا الصادق ع حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا و أما العبد الصالح أعني الخضر ع فإن الله تبارك و تعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له و لا لكتاب ينزله عليه و لا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء و لا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها و لا لطاعة يفرضها له بلى إن الله تبارك و تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم ع في أيام غيبته ما يقدر و علم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم ع و ليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة

 54-  حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن جعفر بن مسعود و حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي جميعا عن محمد مسعود العياشي قال حدثني علي بن محمد بن شجاع عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قال الصادق جعفر بن محمد ع في قول الله عز و جل يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً يعني خروج القائم المنتظر منا ثم قال ع يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته و المطيعين له في ظهوره أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون

 

===============

(358)

55 -  حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود العياشي عن جعفر بن أحمد عن العمركي بن علي البوفكي عن الحسن بن علي بن فضال عن مروان بن مسلم عن أبي بصير قال قال الصادق جعفر بن محمد ع طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية فقلت له جعلت فداك و ما طوبى قال شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب ع و ليس من مؤمن إلا و في داره غصن من أغصانها و ذلك قول الله عز و جل طُوبى لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ

 56-  حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال قلت للصادق جعفر بن محمد ع يا ابن رسول الله إني سمعت من أبيك ع أنه قال يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا فقال إنما قال اثنا عشر مهديا و لم يقل اثنا عشر إماما و لكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا و معرفة حقنا

 57-  حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي قال حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري قال حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات قال حدثنا محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد ع قال سألته عن قول الله عز و جل وَ إِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ما هذه الكلمات

 

===============

(359)

قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه و هو أنه قال أسألك بحق محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم فقلت له يا ابن رسول الله فما يعني عز و جل بقوله فَأَتَمَّهُنَّ قال يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشر إماما تسعة من ولد الحسين ع قال المفضل فقلت يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز و جل وَ جَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة قال فقلت له يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن ع و هما جميعا ولدا رسول الله ص و سبطاه و سيدا شباب أهل الجنة فقال ع إن موسى و هارون كانا نبيين مرسلين و أخوين فجعل الله عز و جل النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ع و لم يكن لأحد أن يقول لم فعل ذلك و إن الإمامة خلافة الله عز و جل في أرضه و ليس لأحد أن يقول لم جعله الله في صلب الحسين دون صلب الحسن ع لأن الله تبارك و تعالى هو الحكيم في أفعاله لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْئَلُونَ