(384)
من وقوع الغيبة بابنه القائم ع و أنه الثاني عشر من الأئمة ع
1- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ع و أنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده فقال لي مبتدئا يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم ع و لا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض و به ينزل الغيث و به يخرج بركات الأرض قال فقلت له يا ابن رسول الله فمن الإمام و الخليفة بعدك فنهض ع مسرعا فدخل البيت ثم خرج و على عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين فقال يا أحمد بن إسحاق لو لا كرامتك على الله عز و جل و على حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمي رسول الله ص و كنيه الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر ع و مثله مثل ذي القرنين و الله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز و جل على القول بإمامته و وفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه فقال أحمد بن إسحاق فقلت له يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي فنطق الغلام ع بلسان عربي فصيح فقال أنا بقية الله في أرضه و المنتقم من أعدائه فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق فقال أحمد بن إسحاق فخرجت مسرورا فرحا فلما كان من الغد عدت إليه
===============
(385)
فقلت له يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به علي فما السنة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين فقال طول الغيبة يا أحمد قلت يا ابن رسول الله و إن غيبته لتطول قال إي و ربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به و لا يبقى إلا من أخذ الله عز و جل عهده لولايتنا و كتب في قلبه الإيمان و أيده بروح منه يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمر الله و سر من سر الله و غيب من غيب الله فخذ ما آتيتك و اكتمه و كن من الشاكرين تكن معنا غذا في عليين
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه لم أسمع بهذا الحديث إلا من علي بن عبد الله الوراق وجدت بخطه مثبتا فسألته عنه فرواه لي عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق رضي الله عنه كما ذكرته
ما روي من حديث الخضر ع
1- حدثني محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى البصري قال حدثنا محمد بن عطية قال حدثنا هشام بن جعفر عن حماد عن عبد الله بن سليمان قال قرأت في بعض كتب الله عز و جل أن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله حجة على عباده و لم يجعله نبيا فمكن الله له في الأرض و آتاه من كل شيء سببا فوصفت له عين الحياة و قيل له من شرب منها لم يمت حتى يسمع الصيحة و إنه خرج في طلبها حتى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة و ستون عينا و
===============
(386)
كان الخضر على مقدمته و كان من أحب الناس إليه فأعطاه حوتا مالحا و أعطى كل واحد من أصحابه حوتا مالحا و قال لهم ليغسل كل رجل منكم حوته عند كل عين فانطلق الخضر ع إلى عين من تلك العيون فلما غمس الحوت في الماء حيي و انساب في الماء فلما رأى الخضر ع ذلك علم أنه قد ظفر بماء الحياة فرمى بثيابه و سقط في الماء فجعل يرتمس فيه و يشرب منه فرجع كل واحد منهم إلى ذي القرنين و معه حوته و رجع الخضر و ليس معه الحوت فسأله عن قصته فأخبره فقال له أ شربت من ذلك الماء قال نعم قال أنت صاحبها و أنت الذي خلقت لهذه العين فأبشر بطول البقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار إلى النفخ في الصور
2- حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أبي عبد الله البرقي قال حدثنا أبي عن جده أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن حمزة بن حمران و غيره عن الصادق جعفر بن محمد ع قال خرج أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع بالمدينة فتضجر و اتكأ على جدار
===============
(387)
من جدرانها متفكرا إذ أقبل إليه رجل فقال له يا أبا جعفر علام حزنك على الدنيا فرزق الله عز و جل حاضر يشترك فيه البر و الفاجر أم على الآخرة فوعد صادق يحكم فيه ملك قادر قال أبو جعفر ع ما على هذا حزني إنما حزني على فتنة ابن الزبير فقال له الرجل فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه أم هل رأيت أحدا توكل على الله فلم يكفه و هل رأيت أحدا استجار الله فلم يجره فقال أبو جعفر ع لا فولى الرجل فقيل من هو ذاك فقال أبو جعفر هذا هو الخضر ع
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه جاء هذا الحديث هكذا
و قد روي في خبر آخر أن ذلك كان مع علي بن الحسين ع
3- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثني سعد بن عبد الله و
===============
(388)
عبد الله بن جعفر الحميري قالا حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن أحمد بن زيد النيسابوري قال حدثني عمر بن إبراهيم الهاشمي عن عبد الملك بن عمير عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله ص قال لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين ع ارتج الموضع بالبكاء و دهش الناس كيوم قبض النبي ص فجاء رجل باك و هو مسرع مسترجع و هو يقول اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين فقال رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما و أخلصهم إيمانا و أشدهم يقينا و أخوفهم من الله عز و جل و أعظمهم عناء و أحوطهم على رسوله ص و آمنهم على أصحابه و أفضلهم مناقب و أكرمهم سوابق و أرفعهم درجة و أقربهم من رسول الله و أشبههم به هديا و نطقا و سمتا و فعلا و أشرفهم منزلة و أكرمهم عليه فجزاك الله عن الإسلام و عن رسوله ص و عن المسلمين خيرا قويت حين ضعف أصحابه و برزت حين استكانوا و نهضت حين وهنوا و لزمت منهاج رسول الله ص إذ هم أصحابه كنت خليفته حقا لم تنازع و لم تضرع برغم المنافقين و غيظ الكافرين و كره الحاسدين و ضغن الفاسقين فقمت بالأمر حين فشلوا و نطقت حين تتعتعوا و مضيت بنور الله إذ وقفوا و لو اتبعوك لهدوا و كنت أخفضهم صوتا و أعلاهم
===============
(389)
قوتا و أقلهم كلاما و أصوبهم منطقا و أكبرهم رأيا و أشجعهم قلبا و أشدهم يقينا و أحسنهم عملا و أعرفهم بالأمور كنت و الله للدين يعسوبا أولا حين تفرق الناس و آخرا حين فشلوا و كنت بالمؤمنين أبا رحيما إذ صاروا عليك عيالا فحملت أثقال ما عنه ضعفوا و حفظت ما أضاعوا و رعيت ما أهملوا و شمرت إذ خنعوا و علوت إذ هلعوا و صبرت إذ جزعوا و أدركت إذ تخلفوا و نالوا بك ما لم يحتسبوا كنت على الكافرين عذابا صبا و للمؤمنين غيثا و خصبا فطرت و الله بنعمائها و فزت بحبائها و أحرزت سوابقها و ذهبت بفضائلها لم تفلل حجتك و لم يزغ قلبك و لم تضعف بصيرتك و لم تجبن نفسك و لم تخن كنت كالجبل الذي لا تحركه العواصف و لا تزيله القواصف و كنت كما قال النبي ص ضعيفا في بدنك قويا في أمر الله عز و جل متواضعا في نفسك عظيما عند الله عز و جل كبيرا في الأرض جليلا عند المؤمنين لم يكن لأحد فيك مهمز و لا لقائل فيك مغمز و لا لأحد فيك مطمع و لا لأحد عندك هوادة الضعيف الذليل عندك قوي عزيز
===============
(390)
حتى تأخذ له بحقه و القوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق و القريب و البعيد عندك في ذلك سواء شأنك الحق و الصدق و الرفق و قولك حكم و حتم و أمرك حلم و حزم و رأيك علم و عزم فيما فعلت و قد نهج السبيل و سهل العسير و أطفئت النيران و اعتدل بك الدين و ظهر أمر الله و لو كره الكافرون و قوي بك الإيمان و ثبت بك الإسلام و المؤمنون و سبقت سبقا بعيدا و أتعبت من بعدك تعبا شديدا فجللت عن البكاء و عظمت رزيتك في السماء و هدت مصيبتك الأنام فإنا لله و إنا إليه راجعون رضينا من الله عز و جل قضاه و سلمنا لله أمره فو الله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا كنت للمؤمنين كهفا و حصنا و قنة راسيا و على الكافرين غلظة و غيظا فألحقك الله بنبيه و لا حرمنا أجرك و لا أضلنا بعدك و سكت القوم حتى انقضى كلامه و بكى و أبكى أصحاب رسول الله ص ثم طلبوه فلم يصادفوه
4- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا ع يقول إن الخضر ع شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور و إنه ليأتينا فيسلم فنسمع صوته و لا نرى شخصه و إنه ليحضر حيث ما ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه و إنه ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع
===============
(391)
المناسك و يقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين و سيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته و يصل به وحدته
5- و بهذا الإسناد قال قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا ع لما قبض رسول الله ص جاء الخضر ع فوقف على باب البيت و فيه علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع و رسول الله ص قد سجي بثوبه فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إن في الله خلفا من كل هالك و عزاء من كل مصيبة و دركا من كل فائت فتوكلوا عليه و ثقوا به و أستغفر الله لي و لكم فقال أمير المؤمنين ع هذا أخي الخضر ع جاء يعزيكم بنبيكم ص
6- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال أخبرنا أحمد بن محمد الهمداني قال حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع قال لما قبض رسول الله ص أتاهم آت فوقف على باب البيت فعزاهم به و أهل البيت يسمعون كلامه و لا يرونه فقال علي بن أبي طالب ع هذا هو الخضر ع أتاكم يعزيكم بنبيكم ص
و كان اسم الخضر خضرويه بن قابيل بن آدم ع و يقال له خضرون أيضا و يقال له جعدا و إنه إنما سمي الخضر لأنه جلس على أرض بيضاء فاهتزت خضراء فسمي الخضر لذلك و هو أطول الآدميين عمرا و الصحيح أن اسمه بليا بن ملكان بن عامر بن ارفخشذ بن سام بن
===============
(392)
نوح و قد أخرجت الخبر في ذلك مسندا في كتاب علل الشرائع و الأحكام و الأسباب
7- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى قال حدثنا علي بن سعيد بن بشير قال حدثنا ابن كاسب قال حدثنا عبد الله بن ميمون المكي قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين ع في حديث طويل يقول في آخره لما توفي رسول الله ص و جاءت التعزية جاءهم آت يسمعون حسه و لا يرون شخصه فقال السلام عليكم و رحمة الله و بركاته كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إن في الله عزاء من كل مصيبة و خلفا من كل هالك و دركا من كل فائت فبالله فثقوا و إياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته فقال علي بن أبي طالب ع هل تدرون من هذا قالوا لا قال هذا هو الخضر ع
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه إن أكثر المخالفين يسلمون لنا حديث الخضر ع و يعتقدون فيه أنه حي غائب عن الأبصار و أنه حيث ذكر حضر و لا ينكرون طول حياته و لا يحملون حديثه على عقولهم و يدفعون كون القائم ع و طول حياته في غيبته و عندهم أن قدرة الله عز و جل تتناول إبقاءه إلى يوم النفخ في الصور و إبقاء إبليس مع لعنته إلى يوم الوقت المعلوم في غيبته و أنها لا تتناول إبقاء حجة الله على عباده مدة طويلة في غيبته مع ورود الأخبار الصحيحة بالنص عليه بعينه
===============
(393)
و اسمه و نسبه عن الله تبارك و تعالى و عن رسول الله ص و عن الأئمة ع
ما روي من حديث ذي القرنين
1- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن النعمان عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن ذا القرنين لم يكن نبيا و لكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله و ناصح لله فناصحه الله أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا ثم رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر و فيكم من هو على سنته
2- حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن البزاز قال حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف قال حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حارث عن رجل من بني أسد قال سأل رجل عليا ع أ رأيت ذا القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق و المغرب قال سخر الله له السحاب و مد له في الأسباب و بسط له النور فكان الليل و النهار عليه سواء
3- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن الحسين بن الحسن بن أبان عن محمد بن أورمة قال حدثني القاسم بن عروة عن يزيد الأرجني عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع و هو على المنبر فقال له يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أ نبي كان أو ملك و أخبرني عن قرنيه أ ذهب كان أو فضة فقال له ع لم
===============
(394)
يكن نبيا و لا ملكا و لا كان قرناه من ذهب و لا فضة و لكنه كان عبدا أحب الله فأحبه الله و نصح لله فنصحه الله و إنما سمي ذا القرنين لأنه دعا قومه فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا ثم عاد إليهم فضرب على قرنه الآخر و فيكم مثله
4- حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثني محمد بن نصير قال حدثنا محمد بن عيسى عن حماد بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال سمعت رسول الله ص يقول إن ذا القرنين كان عبدا صالحا جعله الله عز و جل حجة على عباده فدعا قومه إلى الله و أمرهم بتقواه فضربوه على قرنه فغاب عنهم زمانا حتى قيل مات أو هلك بأي واد سلك ثم ظهر و رجع إلى قومه فضربوه على قرنه الآخر و فيكم من هو على سنته و إن الله عز و جل مكن لذي القرنين في الأرض و جعل له من كل شيء سببا و بلغ المغرب و المشرق و إن الله تبارك و تعالى سيجرى سنته في القائم من ولدي فيبلغه شرق الأرض و غربها حتى لا يبقى منهلا و لا موضعا من سهل و لا جبل وطئه ذو القرنين إلا وطئه و يظهر الله عز و جل له كنوز الأرض و معادنها و ينصره بالرعب فيملأ الأرض به عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما
5- و مما روي من سياق حديث ذي القرنين حدثنا به محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثنا عبد العزيز بن يحيى بن سعيد البصري قال حدثنا محمد بن عطية قال حدثنا عبد الله بن عمرو بن سعيد البصري قال حدثنا هشام بن جعفر
===============
(395)
بن حماد عن عبد الله بن سليمان و كان قارئا للكتب قال قرأت في بعض كتب الله عز و جل أن ذا القرنين كان رجلا من أهل الإسكندرية و أمه عجوز من عجائزهم و ليس لها ولد غيره يقال له إسكندروس و كان له أدب و خلق و عفة من وقت ما كان غلاما إلى أن بلغ رجلا و كان قد رأى في المنام كأنه دنا من الشمس حتى أخذ بقرنيها في شرقها و غربها فلما قص رؤياه على قومه سموه ذا القرنين فلما رأى هذه الرؤيا بعدت همته و علا صوته و عز في قومه و كان أول ما اجتمع عليه أمره أن قال أسلمت لله عز و جل ثم دعا قومه إلى الإسلام فأسلموا هيبة له ثم أمرهم أن يبنوا له مسجدا فأجابوه إلى ذلك فأمر أن يجعلوا طوله أربعمائة ذراع و عرضه مائتي ذراع و عرض حائطه اثنين و عشرين ذراعا و علوه إلى السماء مائة ذراع فقالوا له يا ذا القرنين كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين فقال لهم إذا فرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوه بالتراب حتى يستوي الكبس مع حيطان المسجد فإذا فرغتم من ذلك فرضتم على كل رجل من المؤمنين على قدره من الذهب و الفضة ثم قطعتموه مثل قلامة الظفر و خلطتموه مع ذلك الكبس و عملتم له خشبا من نحاس و صفائح من نحاس تذيبون ذلك و أنتم متمكنون من العمل كيف شئتم على أرض مستوية فإذا فرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب و الفضة فبنوا المسجد و أخرج المساكين ذلك التراب و قد استقل السقف بما فيه و استغنى فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف ثم نشرهم في البلاد و حدث نفسه بالمسير و اجتمع إليه قومه فقالوا له يا ذا القرنين ننشدك بالله ألا تؤثر علينا بنفسك غيرنا فنحن أحق برؤيتك و فينا كان
===============
(396)
مسقط رأسك و بيننا نشأت و ربيت و هذه أموالنا و أنفسنا فأنت الحاكم فيها و هذه أمك عجوزة كبيرة و هي أعظم خلق الله عليك حقا فليس ينبغي لك أن تعصيها و تخالفها فقال لهم و الله إن القول لقولكم و إن الرأي لرأيكم و لكنني بمنزلة المأخوذ بقلبه و سمعه و بصره يقاد و يدفع من خلفه لا يدري أين يؤخذ به و ما يراد به و لكن هلموا يا معشر قومي فادخلوا هذا المسجد و أسلموا عن آخركم و لا تخالفوا علي فتهلكوا ثم دعا دهقان الإسكندرية فقال له اعمر مسجدي و عز عني أمي فلما رأى الدهقان جزع أمه و طول بكائها احتال لها ليعزيها بما أصاب الناس قبلها و بعدها من المصائب و البلاء فصنع عيدا عظيما ثم أذن مؤذنه يا أيها الناس إن الدهقان يؤذنكم لتحضروا يوم كذا و كذا فلما كان ذلك اليوم أذن مؤذنه أسرعوا و احذروا أن يحضر هذا العيد إلا رجل قد عري من البلايا و المصائب فاحتبس الناس كلهم و قالوا ليس فينا أحد عري من البلاء ما منا أحد إلا و قد أصيب ببلاء أو بموت حميم فسمعت أم ذي القرنين هذا فأعجبها و لم تدر ما يريد الدهقان ثم إن الدهقان بعث مناديا ينادي فقال يا أيها الناس إن الدهقان قد أمركم أن تحضروه يوم كذا و كذا و لا يحضره إلا رجل قد ابتلي و أصيب و فجع و لا يحضره أحد عري من البلاء فإنه لا خير فيمن لا يصيبه البلاء فلما فعل ذلك قال الناس هذا رجل قد كان بخل ثم ندم فاستحيا فتدارك أمره و محا عيبه فلما اجتمع الناس خطبهم فقال يا أيها الناس إني لم أجمعكم لما دعوتكم له و لكني جمعتكم لأكلمكم في ذي القرنين و فيما فجعنا به من فقده و فراقه فاذكروا آدم
===============
(397)
ع فإن الله عز و جل خلقه بيده و نفخ فيه من روحه و أسجد له ملائكته و أسكنه جنته و أكرمه بكرامة لم يكرم بها أحدا ثم ابتلاه بأعظم بلية كانت في الدنيا و ذلك الخروج من الجنة و هي المصيبة التي لا جبر لها ثم ابتلى إبراهيم ع من بعده بالحريق و ابتلى ابنه بالذبح و يعقوب بالحزن و البكاء و يوسف بالرق و أيوب بالسقم و يحيى بالذبح و زكريا بالقتل و عيسى بالأسر و خلقا من خلق الله كثيرا لا يحصيهم إلا الله عز و جل
فلما فرغ من هذا الكلام قال لهم انطلقوا فعزوا أم الإسنكدروس لننظر كيف صبرها فإنها أعظم مصيبة في ابنها فلما دخلوا عليها قالوا لها هل حضرت الجمع اليوم و سمعت الكلام قالت لهم ما خفي عني من أمركم شيء و لا سقط عني من كلامكم شيء و ما كان فيكم أحد أعظم مصيبة بإسكندروس مني و لقد صبرني الله تعالى و أرضاني و ربط على قلبي و إني لأرجو أن يكون أجري على قدر ذلك و أرجو لكم من الأجر بقدر ما رزيتم من فقد أخيكم و أن تؤجروا على قدر ما نويتم في أمه و أرجو أن يغفر الله لي و لكم و يرحمني و إياكم فلما رأوا حسن عزائها و صبرها انصرفوا عنها و تركوها و انطلق ذو القرنين يسير على وجهه
===============
(398)
حتى أمعن في البلاد يؤم في المغرب و جنوده يومئذ المساكين فأوحى الله جل جلاله إليه يا ذا القرنين أنت حجتي على جميع الخلائق ما بين الخافقين من مطلع الشمس إلى مغربها و حجتي عليهم و هذا تأويل رؤياك فقال ذو القرنين يا إلهي إنك قد ندبتني لأمر عظيم لا يقدر قدره غيرك فأخبرني عن هذه الأمة بأي قوة أكابرهم و بأي عدد أغلبهم و بأية حيلة أكيدهم و بأي صبر أقاسيهم و بأي لسان أكلمهم و كيف لي بأن أعرف لغاتهم و بأي سمع أعي كلامهم و بأي بصر أنفذهم و بأي حجة أخاصمهم و بأي قلب أعقل عنهم و بأي حكمة أدبر أمورهم و بأي حلم أصابرهم و بأي قسط أعدل فيهم و بأي معرفة أفصل بينهم و بأي علم أتقن أمورهم و بأي عقل أحصيهم و بأي جند أقاتلهم فإنه ليس عندي مما ذكرت شيء يا رب فقوني عليهم فإنك الرب الرحيم الذي لا تكلف نفسا إلا وسعها و لا تحملها إلا طاقتها فأوحى الله جل جلاله إليه أني سأطوقك ما حملتك و أشرح لك فهمك فتفقه كل شيء و أشرح لك صدرك فتسمع كل شيء و أطلق لسانك بكل شيء و أفتح لك سمعك فتعي كل شيء و أكشف لك عن بصرك فتنفذ كل شيء و أحصي لك فلا يفوتك شيء و أحفظ عليك فلا يعزب عنك شيء و أشد لك ظهرك فلا يهولك شيء و ألبسك الهيبة فلا يروعك شيء و أسدد لك رأيك فتصيب كل شيء و أسخر لك جسدك فتحسن كل شيء و أسخر لك النور و الظلمة و أجعلهما جندين من جنودك النور يهديك و الظلمة تحوطك و تحوش عليك الأمم من ورائك
===============
(399)
فانطلق ذو القرنين برسالة ربه عز و جل و أيده الله تعالى بما وعده فمر بمغرب الشمس فلا يمر بأمة من الأمم إلا دعاهم إلى الله عز و جل فإن أجابوه قبل منهم و إن لم يجيبوه أغشاهم الظلمة فأظلمت مداينهم و قراهم و حصونهم و بيوتهم و منازلهم و أغشيت أبصارهم و دخلت في أفواههم و آنافهم و آذانهم و أجوافهم فلا يزالون فيها متحيرين حتى يستجيبوا لله عز و جل و يعجوا إليه حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجد عندها الأمة التي ذكرها الله تعالى في كتابه ففعل بهم ما فعل بمن مر به من قبلهم حتى فرغ مما بينه و بين المغرب و وجد جمعا و عددا لا يحصيهم إلا الله و بأسا و قوة لا يطيقه إلا الله عز و جل و ألسنة مختلفة و أهواء متشتتة و قلوبا متفرقة ثم مشى على الظلمة ثمانية أيام و ثمان ليال و أصحابه ينظرونه حتى انتهى إلى الجبل الذي هو محيط بالأرض كلها فإذا هو بملك من الملائكة قابض على الجبل و هو يقول سبحان ربي من الآن إلى منتهى الدهر سبحان ربي من أول الدنيا إلى آخرها سبحان ربي من موضع كفي إلى عرش ربي سبحان ربي من منتهى الظلمة إلى النور فلما سمع ذلك ذو القرنين خر ساجدا فلم يرفع رأسه حتى قواه الله تعالى و أعانه على النظر إلى ذلك الملك فقال له الملك كيف قويت يا ابن آدم على أن تبلغ إلى هذا الموضع و لم يبلغه أحد من ولد آدم قبلك قال ذو القرنين قواني على ذلك الذي قواك على قبض هذا الجبل و هو محيط بالأرض قال له الملك صدقت قال له ذو القرنين فأخبرني عنك أيها الملك قال إني موكل بهذا الجبل و هو محيط بالأرض كلها و لو لا هذا الجبل لانكفأت الأرض بأهلها و ليس على وجه الأرض جبل أعظم منه و هو أول جبل أثبته الله عز و جل فرأسه ملصق بسماء الدنيا و أسفله في الأرض السابعة السفلى و هو محيط بها كالحلقة و ليس على وجه الأرض مدينة إلا و لها عرق إلى
===============
(400)
هذا الجبل فإذا أراد الله عز و جل أن يزلزل مدينة أوحى إلي فحركت العرق الذي متصل إليها فزلزلها فلما أراد ذو القرنين الرجوع قال للملك أوصني قال الملك لا يهمنك رزق غد و لا تؤخر عمل اليوم لغد و لا تحزن على ما فاتك و عليك بالرفق و لا تكن جبارا متكبرا ثم إن ذا القرنين رجع إلى أصحابه ثم عطف بهم نحو المشرق يستقرئ ما بينه و بين المشرق من الأمم فيفعل بهم مثل ما فعل بأمم المغرب قبلهم حتى إذا فرغ مما بين المشرق و المغرب عطف نحو الردم الذي ذكره الله عز و جل في كتابه فإذا هو بأمة لا يكادون يفقهون قولا و إذا ما بينه و بين الردم مشحون من أمة يقال لها يأجوج و مأجوج أشباه البهائم يأكلون و يشربون و يتوالدون و هم ذكور و إناث و فيهم مشابه من الناس الوجوه و الأجساد و الخلقة و لكنهم قد نقصوا في الأبدان نقصا شديدا و هم في طول الغلمان ليس منهم أنثى و لا ذكر يجاوز طوله خمسة أشبار و هم على مقدار واحد في الخلق و الصورة عراة حفاة لا يغزلون و لا يلبسون و لا يحتذون عليهم وبر كوبر الإبل يواريهم و يسترهم من الحر و البرد و لكل واحد منهم أذنان إحداهما ذات شعر و الأخرى ذات وبر ظاهرهما و باطنهما و لهم مخالب في موضع الأظفار و أضراس و أنياب كأضراس السباع و أنيابها و إذا نام أحدهم افترش إحدى أذنيه و التحف بالأخرى فتسعه لحافا و هم يرزقون تنين البحر في كل عام
===============
(401)
يقذفه إليهم السحاب فيعيشون به عيشا خصبا و يصلحون عليه و يستمطرونه في إبانه كما يستمطر الناس المطر في إبان المطر و إذا قذفوا به خصبوا و سمنوا و توالدوا و كثروا و أكلوا منه حولا كاملا إلى مثله من العام المقبل و لا يأكلون معه شيئا غيره و هم لا يحصي عددهم إلا الله عز و جل الذي خلقهم و إذا أخطأهم التنين قحطوا و أجدبوا و جاعوا و انقطع النسل و الولد و هم يتسافدون كما تتسافد البهائم على ظهر الطريق و حيث ما التقوا و إذا أخطأهم التنين جاعوا و ساحوا في البلاد فلا يدعون شيئا أتوا عليه إلا أفسدوه و أكلوه فهم أشد فسادا فيما أتوا عليه من الأرض من الجراد و البرد و الآفات كلها و إذا أقبلوا من أرض إلى أرض جلا أهلها عنها و خلوها و ليس يغلبون و لا يدفعون حتى لا يجد أحد من خلق الله تعالى موضعا لقدمه و لا يخلو للإنسان قدر مجلسه و لا يدري أحد من خلق الله أين أولهم و آخرهم و لا يستطيع أحد من خلق الله أن ينظر إليهم و لا يدنو منهم نجاسة و قذرا و سوء حلية فبهذا غلبوا و لهم حس و حنين إذا أقبلوا إلى الأرض يسمع حسهم من مسيرة مائة فرسخ لكثرتهم كما يسمع حس الريح البعيدة أو حس المطر البعيد و لهم همهمة إذا وقعوا في البلاد كهمهمة النحل إلا أنه أشد و أعلى صوتا يملأ الأرض حتى لا يكاد أحد أن يسمع من أجل ذلك الهميم شيئا و إذا أقبلوا إلى أرض حاشوا وحوشها كلها و سباعها حتى لا يبقى فيها شيء منها و ذلك لأنهم يملئونها ما بين أقطارها و لا يتخلف وراءهم من ساكن الأرض شيء فيه روح إلا اجتلبوه من قبل أنهم أكثر من كل شيء
===============
(402)
فأمرهم أعجب من العجب و ليس منهم أحد إلا و قد عرف متى يموت و ذلك من قبل أنه لا يموت منهم ذكر حتى يولد له ألف ولد و لا تموت منهم أنثى حتى تلد ألف ولد فبذلك عرفوا آجالهم فإذا ولد ذلك الألف برزوا للموت و تركوا طلب ما كانوا فيه من المعيشة و الحياة فهذه قصتهم من يوم خلقهم الله عز و جل إلى يوم يفنيهم ثم إنهم جعلوا في زمان ذي القرنين يدورون أرضا أرضا من الأرضين و أمة أمة من الأمم و هم إذا توجهوا لوجه لم يعدلوا عنه أبدا و لا ينصرفون يمينا و لا شمالا و لا يلتفتون فلما أحست تلك الأمم بهم و سمعوا همهمتهم استغاثوا بذي القرنين و ذو القرنين يومئذ نازلا في ناحيتهم فاجتمعوا إليه و قالوا يا ذا القرنين إنه قد بلغنا ما آتاك الله من الملك و السلطان و ما ألبسك الله من الهيبة و ما أيدك به من جنود أهل الأرض و من النور و الظلمة و إنا جيران يأجوج و مأجوج و ليس بيننا و بينهم سوى هذه الجبال و ليس لهم إلينا طريق إلا هذين الصدفين و لو ينسلون أجلونا عن بلادنا لكثرتهم حتى لا يكون لنا فيها قرار و هم خلق من خلق الله كثير فيهم مشابه من الإنس و هم أشباه البهائم يأكلون من العشب و يفترسون الدواب و الوحوش كما تفترسها السباع و يأكلون حشرات الأرض كلها من الحيات و العقارب و كل ذي روح مما خلق الله تعالى و ليس مما خلق الله جل جلاله خلق ينمو نماهم و زيادتهم فلا نشك أنهم يملئون الأرض و يجلون أهلها منها و يفسدون فيها و نحن نخشى كل وقت أن يطلع علينا أوائلهم من هذين الجبلين و قد آتاك الله عز و جل من الحيلة و القوة ما لم يؤت أحدا من العالمين فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما آتوني زبر الحديد
===============
(403)
قالوا و من أين لنا من الحديد و النحاس ما يسع هذا العمل الذي تريد أن تعمل قال إني سأدلكم على معدن الحديد و النحاس فضرب لهم في جبلين حتى فتقهما فاستخرج لهم منهما معدنين من الحديد و النحاس قالوا فبأي قوة نقطع الحديد و النحاس فاستخرج لهم معدنا آخر من تحت الأرض يقال لها السامور و هو أشد بياضا من الثلج و ليس شيء منه يوضع على شيء إلا ذاب تحته فصنع لهم منه أداة يعملون بها و به قطع سليمان بن داود ع أساطين بيت المقدس و صخوره جاءت بها الشياطين من تلك المعادن فجمعوا من ذلك ما اكتفوا به فأوقدوا على الحديد حتى صنعوا منه زبرا مثال الصخور فجعل حجارته من حديد ثم أذاب النحاس فجعله كالطين لتلك الحجارة ثم بنى و قاس ما بين الصدفين فوجده ثلاثة أميال فحفر له أساسا حتى كاد أن يبلغ الماء و جعل عرضه ميلا و جعل حشوه زبر الحديد و أذاب النحاس فجعله خلال الحديد فجعل طبقة من نحاس و أخرى من حديد حتى ساوى الردم بطول الصدفين فصار كأنه برد حبرة من صفرة النحاس و حمرته و سواد الحديد فيأجوج و مأجوج ينتابونه في كل سنة مرة و ذلك أنهم يسيحون في بلادهم حتى إذا وقعوا إلى ذلك الردم حبسهم فرجعوا يسيحون في بلادهم فلا يزالون كذلك حتى تقرب الساعة و تجيء أشراطها فإذا جاء أشراطها و هو قيام القائم ع فتحه الله عز و جل لهم و ذلك قوله عز و جل حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فلما فرغ ذو القرنين من عمل السد انطلق على وجهه فبينما هو يسير و جنوده إذ مر على شيخ يصلي فوقف عليه بجنوده حتى انصرف من
===============
(404)
صلاته فقال له ذو القرنين كيف لم يروعك ما حضرك من الجنود قال كنت أناجي من هو أكثر جنودا منك و أعز سلطانا و أشد قوة و لو صرفت وجهي إليك ما أدركت حاجتي قبله فقال له ذو القرنين فهل لك أن تنطلق معي فأواسيك بنفسي و أستعين بك على بعض أموري قال نعم إن ضمنت لي أربعا نعيما لا يزول و صحة لا سقم فيها و شبابا لا هرم فيه و حياة لا موت فيها فقال له ذو القرنين أي مخلوق يقدر على هذه الخصال فقال الشيخ فإني مع من يقدر على هذه الخصال و يملكها و إياك ثم مر برجل عالم فقال لذي القرنين أخبرني عن شيئين منذ خلقهما الله تعالى قائمين و عن شيئين جاريين و شيئين مختلفين و شيئين متباغضين فقال ذو القرنين أما الشيئان القائمان فالسماء و الأرض و أما الشيئان الجاريان فالشمس و القمر و أما الشيئان المختلفان فالليل و النهار و أما الشيئان المتباغضان فالموت و الحياة فقال انطلق فإنك عالم فانطلق ذو القرنين يسير في البلاد حتى مر بشيخ يقلب جماجم الموتى فوقف عليه بجنوده فقال له أخبرني أيها الشيخ لأي شيء تقلب هذه الجماجم قال لأعرف الشريف عن الوضيع فما عرفت فإني لأقلبها منذ عشرين سنة فانطلق ذو القرنين و تركه و قال ما أراك عنيت بهذا أحدا غيري فبينما هو يسير إذ وقع إلى الأمة العالمة الذين هم من قوم موسى الذين يهدون بالحق و به يعدلون فوجد أمة مقسطة عادلة يقسمون
===============
(405)
بالسوية و يحكمون بالعدل و يتواسون و يتراحمون حالهم واحدة و كلمتهم واحدة و قلوبهم مؤتلفة و طريقتهم مستقيمة و سيرتهم جميلة و قبور موتاهم في أفنيتهم و على أبواب دورهم و بيوتهم و ليس لبيوتهم أبواب و ليس عليهم أمراء و ليس بينهم قضاة و ليس فيهم أغنياء و لا ملوك و لا أشراف و لا يتفاوتون و لا يتفاضلون و لا يختلفون و لا يتنازعون و لا يستبون و لا يقتتلون و لا تصيبهم الآفات فلما رأى ذلك من أمرهم مليء منهم عجبا فقال أيها القوم أخبروني خبركم فإني قد درت الأرض شرقها و غربها و برها و بحرها و سهلها و جبلها و نورها و ظلمتها فلم ألق مثلكم فأخبروني ما بال قبور موتاكم على أفنيتكم و على أبواب بيوتكم قالوا فعلنا ذلك عمدا لئلا ننسى الموت و لا يخرج ذكره من قلوبنا قال فما بال بيوتكم ليس عليها أبواب فقالوا لأنه ليس فينا لص و لا ظنين و ليس فينا إلا الأمين قال فما بالكم ليس عليكم أمراء قالوا لأننا لا نتظالم قال فما بالكم ليس بينكم حكام قالوا لأننا لا نختصم قال فما بالكم ليس فيكم ملوك قالوا لأننا لا نتكاثر قال فما بالكم ليس فيكم أشراف قالوا لأننا لا نتنافس قال فما بالكم لا تتفاضلون و لا تتفاوتون قالوا من قبل أنا متواسون متراحمون قال فما بالكم لا تتنازعون و لا تختلفون قالوا من قبل ألفة قلوبنا و صلاح ذات بيننا قال فما بالكم لا تستبون و لا تقتتلون قالوا من قبل أنا غلبنا طبائعنا بالعزم و سسنا أنفسنا بالحلم قال فما بالكم كلمتكم واحدة و طريقتكم مستقيمة قالوا من قبل أنا لا
===============
(406)
نتكاذب و لا نتخادع و لا يغتاب بعضنا بعضا قال فأخبروني لم ليس فيكم مسكين و لا فقير قالوا من قبل أنا نقسم بالسوية قال فما بالكم ليس فيكم فظ و لا غليظ قالوا من قبل الذل و التواضع قال فلم جعلكم الله أطول الناس أعمارا قالوا من قبل أنا نتعاطى الحق و نحكم بالعدل قال فما بالكم لا تقحطون قالوا من قبل أنا لا نغفل عن الاستغفار قال فما بالكم لا تحزنون قالوا من قبل أنا وطنا أنفسنا على البلاء و حرصنا عليه فعزينا أنفسنا قال فما بالكم لا تصيبكم الآفات قالوا من قبل أنا لا نتوكل على غير الله جل جلاله و لا نستمطر بالأنواء و النجوم قال فحدثوني أيها القوم أ هكذا وجدتم آباءكم يفعلون قالوا وجدنا آباءنا يرحمون مسكينهم و يواسون فقيرهم و يعفون عمن ظلمهم و يحسنون إلى من أساء إليهم و يستغفرون لمسيئهم و يصلون أرحامهم و يؤدون أماناتهم و يصدقون و لا يكذبون فأصلح الله بذلك أمرهم فأقام عندهم ذو القرنين حتى قبض و لم يكن له فيهم عمر و كان قد بلغه السن و أدركه الكبر و كان عدة ما سار في البلاد من يوم بعثه الله عز و جل إلى يوم قبضه الله خمسمائة عام
===============
(407)
رجعنا إلى ذكر ما روي عن أبي محمد الحسن العسكري ع بالنص على ابنه القائم صاحب الزمان ع
2- حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال حدثنا آدم بن محمد البلخي قال حدثني علي بن الحسين بن هارون الدقاق قال حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن قاسم بن إبراهيم بن مالك الأشتر قال حدثني يعقوب بن منقوش قال دخلت على أبي محمد الحسن بن علي ع و هو جالس على دكان في الدار و عن يمينه بيت عليه ستر مسبل فقلت له يا سيدي من صاحب هذا الأمر فقال ارفع الستر فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن الكفين معطوف الركبتين في خده الأيمن خال و في رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد ع ثم قال لي هذا صاحبكم ثم وثب فقال له يا بني ادخل إلى الوقت المعلوم فدخل البيت و أنا أنظر إليه ثم قال لي يا يعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا
3- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثني موسى بن جعفر بن وهب البغدادي أنه خرج من أبي محمد ع توقيع زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل و قد كذب الله عز و جل قولهم و الحمد لله .
===============
(408)
4- حدثنا محمد بن محمد بن عصام رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثني علان الرازي قال أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد ع قال ستحملين ذكرا و اسمه محمد و هو القائم من بعدي .
5- حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثنا أحمد بن علي بن كلثوم قال حدثنا علي بن أحمد الرازي قال خرج بعض إخواني من أهل الري مرتادا بعد مضي أبي محمد ع فبينما هو في مسجد الكوفة مغموما متفكرا فيما خرج له يبحث حصى المسجد بيده فظهرت له حصاة فيها مكتوب محمد قال الرجل فنظرت إلى الحصاة فإذا فيها كتابة ثابتة مخلوقة غير منقوشة .
6- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثني أبي عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال حدثني محمد بن أحمد المدائني عن أبي غانم قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي ع يقول في سنة مائتين و ستين تفترق شيعتي ففيها قبض أبو محمد ع و تفرقت الشيعة و أنصاره فمنهم من انتمى إلى جعفر و منهم من تاه و منهم من شك و منهم من وقف على تحيره و منهم من ثبت على دينه بتوفيق الله عز و جل .
7- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه عن أحمد بن علي بن كلثوم عن علي بن أحمد الرازي عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي
===============
(409)
العسكري ع يقول الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي أشبه الناس برسول الله ص خلقا و خلقا يحفظه الله تبارك و تعالى في غيبته ثم يظهره فيملأ الأرض عدلا و قسطا كما ملئت جورا و ظلما .
8- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال سمعت أبا محمد الحسن بن علي ع يقول كأني بكم و قد اختلفتم بعدي في الخلف مني أما إن المقر بالأئمة بعد رسول الله ص المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله و رسله ثم أنكر نبوة رسول الله ص و المنكر لرسول الله ص كمن أنكر جميع أنبياء الله لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا و المنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله عز و جل .
9- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه قال حدثني أبو علي بن همام قال سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول سمعت أبي يقول سئل أبو محمد الحسن بن علي ع و أنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه ع أن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة و أن من مات و لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية فقال ع إن هذا حق كما أن النهار حق فقيل له يا ابن رسول الله فمن الحجة و الإمام بعدك فقال ابني محمد هو الإمام و الحجة بعدي من مات و لم يعرفه مات ميته جاهلية أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون و يهلك فيها المبطلون و يكذب فيها الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة .
===============
(410)
1- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبي عبد الله ع قال من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات .
2- و حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار و الحسن بن متيل الدقاق و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا قالوا حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم جميعا عن محمد بن أبي عمير و صفوان بن يحيى جميعا عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله ع قال من أنكر واحدا من الأحياء فقد أنكر الأموات .
3- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن سعيد عن أبان بن تغلب قال قلت لأبي عبد الله ع من عرف الأئمة و لم يعرف الإمام الذي في زمانه أ مؤمن هو قال لا قلت أ مسلم هو قال نعم .قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه الإسلام هو إقرار بالشهادتين و هو الذي به تحقن الدماء و الأموال و الثواب على الإيمان و قال النبي ص من شهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فقد حقن ماله و دمه إلا بحقهما و حسابه على الله عز و جل .
4- حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال حدثنا سهل بن زياد الأدمي قال حدثنا الحسن بن محبوب عن
===============
(411)
عبد العزيز العبدي عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله ع من أقر بالأئمة من آبائي و ولدي و جحد المهدي من ولدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء و جحد محمدا ص فقلت يا سيدي و من المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنهم شخصه و لا يحل لهم تسميته .
5- حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن أيوب بن نوح عن محمد بن سنان عن صفوان بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال من أقر بجميع الأئمة و جحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء و جحد محمدا ص نبوته فقيل له يا ابن رسول الله فمن المهدي من ولدك قال الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه و لا يحل لكم تسميته .
6- حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري عن حمدان بن سليمان قال حدثني أحمد بن عبد الله بن جعفر الهمداني عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن هشام بن سالم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص القائم من ولدي اسمه اسمي و كنيته كنيتي و شمائله شمائلي و سنته سنتي يقيم الناس على ملتي و شريعتي و يدعوهم إلى كتاب ربي عز و جل من أطاعه فقد أطاعني و من عصاه فقد عصاني و من أنكره في غيبته فقد أنكرني و من كذبه فقد كذبني و من صدقه فقد صدقني إلى الله أشكو المكذبين لي في أمره و الجاحدين لقولي في شأنه و المضلين لأمتي عن طريقته و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .
7- حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه عن أبي عبد الله الصادق ع في حديث طويل يقول في آخره كيف يهتدي من
===============
(412)
لم يبصر و كيف يبصر من لم ينذر اتبعوا قول رسول الله ص و أقروا بما نزل من عند الله عز و جل و اتبعوا آثار الهدى فإنها علامات الأمانة و التقى و اعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى ابن مريم ع و أقر بمن سواه من الرسل ع لم يؤمن اقصدوا الطريق بالتماس المنار و التمسوا من وراء الحجب الآثار تستكملوا أمر دينكم و تؤمنوا بالله ربكم .
8- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه ع قال قال رسول الله ص من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني .
9- حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال حدثنا أبي عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن موسى الخشاب عن غير واحد عن مروان بن مسلم قال قال الصادق جعفر بن محمد ع الإمام علم فيما بين الله عز و جل و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا و من أنكره كان كافرا .
10- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن محمد بن مروان عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال من مات و ليس له إمام مات ميته جاهلية و لا يعذر الناس حتى يعرفوا إمامهم .
11- حدثنا أبي و محمد بن الحسن و محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنهم قالوا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن أبي سعيد المكاري عن عمار عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول من مات و ليس له إمام مات ميته جاهلية كفر و شرك و ضلالة .
12- حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه
===============
(413)
ع قال قال رسول الله ص من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته فمات فقد مات ميتة جاهلية .
13- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن علي بن محمد قال حدثني عمران عن محمد بن عبد الحميد عن محمد بن الفضيل عن علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص يا علي أنت و الأئمة من ولدك بعدي حجج الله عز و جل على خلقه و أعلامه في بريته من أنكر واحدا منكم فقد أنكرني و من عصى واحدا منكم فقد عصاني و من جفا واحدا منكم فقد جفاني و من وصلكم فقد وصلني و من أطاعكم فقد أطاعني و من والاكم فقد والاني و من عاداكم فقد عاداني لأنكم مني خلقتم من طينتي و أنا منكم .
14- حدثنا علي بن محمد رضي الله عنه قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوي رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن محمد الفارسي قال حدثنا عبد الله بن قدامة الترمذي عن أبي الحسن ع قال من شك في أربعة فقد كفر بجميع ما أنزل الله تبارك و تعالى أحدها معرفة الإمام في كل زمان و أوان بشخصه و نعته .
15- حدثنا أبي و محمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا حدثنا سعد بن عبد الله و عبد الله بن جعفر الحميري جميعا عن محمد بن عيسى و يعقوب بن يزيد و إبراهيم بن هاشم جميعا عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي أنه سمع من سلمان و من أبي ذر و من المقداد حديثا عن رسول الله ص أنه قال من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية ثم عرضه على جابر و ابن
===============
(414)
عباس فقالا صدقوا و بروا و قد شهدنا ذلك و سمعناه من رسول الله ص و إن سلمان قال يا رسول الله إنك قلت من مات و ليس له إمام مات ميتة جاهلية من هذا الإمام قال من أوصيائي يا سلمان فمن مات من أمتي و ليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية فإن جهله و عاداه فهو مشرك و إن جهله و لم يعاده و لم يوال له عدوا فهو جاهل و ليس بمشرك .