بطلعته الغرّاء نُهدى ونستهدي |
|
فشعّي على الآفاق يا طلعةَ المهدي |
أقيمي الضحى حَيّاً فما برح الدُّجى |
|
ينيخُ على الدنيا بأربدَ مُسوَدّ |
وفجر الهدى يختالُ نوراً وبهجة |
|
ويحتضن الأرجاء في أرجِ النَدِّ |
تعاليتَ يا سرّ الإمامةِ والنُّهى |
|
وبوركتَ يا رَمْزَ القَداسة والرُّشدِ |
فيا شعلةَ الحَقِّ المبين توهّجي |
|
ويا صَولَةَ الدّين الحنيف بنا جدِّي |
أعيدي لنا عَهْد (النبيّ) بيثرب |
|
وعَصْرَ (عليّ الطّهر) في كُوفَةِ
الجُنْدِ |
أعيدي صدى القرآن كالأمس هادراً |
|
وما شيَّدَ الاسلامُ في سالفِ العَهْدِ |
متى تشرق الدّنيا، ويشمخُ أنْفُها |
|
بمُنْصَلتٍ كالسيفِ سُلَّ مِنَ الغِمْدِ |
ويزحفُ مِنْ بَطحاءِ مَكَّةَ (قائمٌ) |
|
يقومُ على اسم الله باليُمنِ والسَّعد |
فيملؤها عَدْلاً وقسْطاً وَرَحمةً |
|
كما مُلئَتْ بالجَورِ والظّلمِ والحِقْدِ |
ويا صاحبَ الأمر استطالَ بِناَ المَدى |
|
وحنّتْ إلى لُقياكَ أفئِدَةُ المَجدِ |
ويا صاحب الأمرِ استجارَ بكَ الهُدى |
|
وخصَّكَ ما بين البَريّةِ بالقَصْدِ |
أجِلْ طَرْفَكَ المحزونَ فينا فهل تَرى |
|
سِوى نَزواتٍ مِن جُنوحٍ وَمِنْ صدِّ |
فديتكَ عَجِّل بالظهورِ فإنّما |
|
كجَمْرِ الغضا هذي القلوبُ مِنَ الوَجْدِ |
أجِرْ حَوزَةَ الإسلام مِن كلّ جائرٍ |
|
وطَهّرْ بلادَ اللهِ مِنْ كُلِّ مرتَدِّ |
ودمِّر طواغيتَ الزمانِ بثَورَةٍ |
|
وطَوِّقْ شياطينَ السّياسَةِ بالرّصْدِ |
وضيّق خِناقَ الحاقدينَ على الهُدى |
|
وَشمّر إلى الاصلاح عن ساعدِ الجَدِّ |
فأنتَ عِمادُ الدّين ما زالَ قائماً |
|
ومُنْتَظَرُ الأجيالِ للحلّ والعَقْدِ |
نؤمّلُ أن نحيا بظلّكَ أمَّةً |
|
مُنَفَّذَة الأحكام، مَبْسوطةَ الأيْدي |
فَقْد عُطل الشَّرعُ الشريف وأُثخنت |
|
جراحُ الهدى من واثبين عَلى عَمْدِ |
ويا صاحب الأمر المطلّ بمجدِهِ |
|
على الكونِ في حبلٍ من النور مُمْتَدّ |
تغيّبتَ حتى قيل: أنّكَ لم تكن |
|
وأشكلت حتّى قيل: جاز عن الحدّ |
فمن مُنكِرٍ لا عن دليلٍ وحجّةٍ |
|
ومن جاحدٍ غاوٍ مصرٍّ على الجَحدِ |
وما خفيتْ شمسُ النهار لناظرٍ |
|
وما حُجِبَتْ.. فالذنبُ للأعينِ الرُمْدِ |
وُجودُكَ فينا عِلّةٌ في وجودنا |
|
ونفحُ عبير الورد يُنْبي عن الوردِ |
وإنّك من هذي العوالمِ سِرُّها |
|
فما حيرةُ الألباب في الجوهر الفردِ |
وآباؤك الغرّ الهداة صحائِفٌ |
|
مِنَ النور نتلوها بألسنَةِ الحَمْدِ |
بهاليلُ في الجلّى، مصاليتُ في الوغى |
|
مصابيح في البَلوى، مناجيدُ في الرَّفد |
وأعداؤكم أحدوثةٌ من فضائحٍ |
|
رَوَتْ عن (بني الزرقاء) لؤمَ (بني هندِ) |
إذا شُمْتمُ من محكم الذكر آيةً |
|
تغنَّوا بذكرى مِنْ سُعادٍ وَمِنْ دعْدِ |
وإمّا رويتمْ بالأحاديث مسنداً |
|
أقاموا على نجوى الأحاديث مِن نَجدِ |
وأنتم بنو الزهراء.. مجدٌ مؤثّلُ |
|
من النسب الوضّاح والحسبِ العَدِّ |
أئمة أجيالٍ، وقادةُ أمةٍ |
|
وأعلامُ تأريخٍ، وأقمارُ مستهدي |
بكم ولكم أمْسي وأصبِحُ واجماً |
|
وعندي من الهمّ المبرَّح ما عندي |
مصائبكمْ لا تنتهي بروايةٍ |
|
وأرزاؤكم جَلّتْ عن الحصرِ والعدّ |