يا سيد الزمان

 

وألف جيـل مضى كلٌّ قد انتظـروا

الاحــلام وهي ربيع ناعم غضـِر

شفاهُها اليابسات الصفر يا مطــر

ألفٌ وأنتَ وراء الحجـبِ مستتـر

يا أيُّها النـور ماتت في محـاجرنا

قد كفّنتها أكفُّ اليأس واحتــرقت

***

بأنّ قلبـك خـلفَ الدّار يصطـبر

بأنّ دمعــَك مثل القطرِ ينهمـر

فيه الدّماء الّتي بالوجد تستعــر

على اللظى وإلى الامال قد عبروا

يستصرخون فلم يسمعهـم بشـر

حرّى.. وآلمهنّ السبـي والعثـر

أنّ الامام يراها وهــي تُحتقـر

عشنا نسلّي بك الايتـام نخبــرُها

عشنا نعزّي الثكالى فـي مآتمهــا

لا تسألنّ سوى جرحي الّذي ارتعشت

ينبيك أنّ رجالاً عـاهـدوا فمشـوا

وأنّ أطفالنـا قدّامنــا صُلــبوا

وأنّ نسوتنا جُـرّعنهـا غصصـاً

يشـدّ جرح السبايا في توسّلهــا

***

قد عاف سمّارَها في ليلها القمـر

وراح يعبث في ساحـاته الكفـر

أيامنا السود تأسـى حيث تستـتر

ـذاوين شوقاً ولا أودى بها السهر

الدّارُ بعدك في ظلمـاء مـوحشـةٌ

والدّينُ بَعـدك ركنٌ هــدّه وثـنٌ

ندري بأنـّك تدري كـلّ مـا خبئت

وأنّ عينيك ما نامت على وجع الـ

***

وكلّمـا انهدّ جـرحٌ أو دجا خطر

وأنت أحنـى ولكـن عاقك القـدر

أو كاد من لَهَبات الجـدب ينفطـر

على الضفاف يناجي وجهَه الزهـر

 

يا سيّــدي والعذابُ المـرُّ يأكلُنا

رحنـا إليك نكـيل العتبَ نُكثــره

عفواً إذا هدرت في القلب صرختُـه

لا بدّ من فجـرك النديان مبتسمـاً