تنطوي هذه السُنون سراعاً |
|
و(الهلال المحجوبُ) لا يتراءى |
مُلئتْ أرضُنا عذاباً وعسفاً |
|
صُبّ صبّاً، وأدمعاً وبكاءا |
كلما أعتم الدّجى خِلتُ أنّي |
|
سأرى بين جانحيه الضّياءا |
وبأني سأستفيق وخيطُ |
|
الفجْرِ يختال أبيضاً وضّاءا |
وأرى داءنا العُضالَ سقيماً |
|
وأرى (سيفَ ذي الفقار) دواءا |
وأرى بين شفرة السيفِ
|
|
والسيفِ حروباً ضروسةً حمراءا |
جاذبتها سنابكُ الخيل فَانْثالَتْ |
|
عليها مصارعاً ودماءا |
وأرى ثَم (يا لثارات يوم الطف) |
|
تعلو فتملأ الأرجاءا |
وأرى الأرضَ تنثني ثم تهتزّ |
|
ليحدو ضياؤها الظّلْماءا |
ويسوس المستضعفون بذي |
|
الأرض طواغيتَ أهلها الأُمراءا |
وأرى العدلَ والمحبّةَ والألفةَ |
|
شَرعاً ما بيننا والإخاءا |
وأرى بعدُ (فقهَ آلِ رسولِ الله) |
|
فينا مُحكَّماً والقضاءا |
وأرى ـ يا لفرحتي ـ صاحبَ |
|
العصر أَمامي وصحَبه النُجباءا |
هكذا دغدغت جراحي آمالي |
|
فزيّنتُ للجراح الدّواءا |
|
*** |
|
غيرَ أني أفقتُ والفجر ناءٍ، |
|
والليالي لما تَزلْ ظلماءا |
والسيوفُ الظمآي لإعزاز دين الله |
|
لمّا تزلْ إليه ظماءا |
تتلوّى على لهيب المُعاناة |
|
انتظاراً ليومِهِ ورجاءا |
وأسىً كلّما تقادم عهدٌ |
|
دون أن تلمحَ العيونُ الضّياءا |
وحنيناً مُرّاً ووجداً وشوقاً |
|
وأنيناً لفقدهِ وبكاءا |
وسؤالاً تديرُه الأعينُ الحيرى |
|
فترتدُّ للسؤال ابتداءا |
أترانا نعيشُ عصرَ الغياب المرّ..؟ |
|
لا عصرَ مجدهِ الوضّاءا |
أترانا لم نجتزِ الابتلاءا |
|
أترانا لا نستحقُ الولاءا |
أتراه لا يرتضينا صِحاباً |
|
أم ترانا ـ يا ويلتي ـ الأعداءا |
ربِّ نضِّرْ وجوهَنا لنوافي |
|
(صاحبَ العصرِ والزمانِ) وضاءا |
ربِّ طهِّرْ قلوبَنا لنُلاقي |
|
سيدَ العصرِ خُلَّصاً صُلحاءا |