[ 82 ]
ومن كلام له عليه السلام
في ذم صفة الدنيا
مَا أَصِفُ مِنْ دَارٍ أَوَّلُهَا عَنَاءٌ
(1)
! وَآخِرُهَا فَنَاءٌ! فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ، وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ. مَنِ اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنْ سَاعَاهَا
(2)
فَاتَتْهُ، وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ
(3)
، وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ إلَيْهَا أَعْمَتْهُ.
قال الشريف:أقول: وإذا تأمل المتأمل قوله عليه السلام: «وَمَنْ أبْصَرَبِهَا بصّرَتْهُ» وجد تحته من المعنى العجيب، والغرض البعيد، ما لا تُبلغ غايته ولا يدرك غوره، لا سيما إذا قرن إليه قوله: «ومَن أبْصَرَ إليها أعْمَتْهُ»، فإنه يجد الفرق بين «أبصر بها» و«أبصر إليها» واضحاً نيراً عجيباً باهراً!
صلوات اللّه و سلامه عليه.
1. العناء: التعب.
2. ساعاها: جاراها سعياً.
3. واتَتْهُ: طَاوَعَتْهُ.
2. ساعاها: جاراها سعياً.
3. واتَتْهُ: طَاوَعَتْهُ.