فتنة
« قتل اميرالمؤمنين عليّ « ع » »
    السيرة النبوية : ثم قال رسول الله « ص » : ألا أُحدثكما بأشقى الناس رجلين ؟ قال بلى يا رسول الله « ص » ، قال : اجيمر ثمود الذي عقر الناقة والذي يضربك يا عليّ على هذه ، وورضع يده على قرنه ، حتى يبلّ منها هذه وأخذ بلحيته (1) .
    مستدرك الحاكم وخصائص النسائي : عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ... فنمنا فوالله ما أهبنا إلا رسول الله « ص » يُحرّكنا برجله ، وقد تربنا من تلك الدفعاء التي نمنا عليها ، فيومئذ قال رسول الله « ص » لعليّ رضي الله عنه : ما لك يا أبا تراب ؛ لما يُرى عليه من التراب ، ثم قال : ألا أحدّثكما بأشقى ـ كما في السيرة (2) .
    الطبقات : أن النبي « ص » قال لعلي : يا عليّ مَن أشقى الأولين والآخرين ؟ قال : الله ورسوله أعلم ، قال : أشقى الأولين عاقر الناقة ، وأشقى الآخرين الذي يطعنك يا عليّ ، وأشار الى حيث يُطعن (3) .
    ويروى أيضا : عن أبي الطفيل : دعا عليّ الناس الى البيعة ، فجاء عبدالرحمن بن ملجم المراديّ فردّه مرتين ، ثم أتاه فقال : ما يحبس أشقاها لتُخضبنّ أو لتُغبضنّ هذه من هذا ، يعني لحيته من رأسه ، ثم تمثّل بهذين البيتين .
1 ـ السيرة النبوية ج 2 ص 250 .
2 ـ مستدرك الحاكم ج 3 ص 141 وج 4 ص 263 وخصائص النسائي ص 2 .
3 ـ الطبقات ج 3 ص 35 .



405
اشدد حيازيمك للموت فإن الموت آتيك ولا تخرج من القتل اذا حــلّ بواديك

    ويروى أيضا : عن عبيدة قال عليّ : ما يحبس أشقاكم أن يجيء فيقتلني ، اللهم قد سئمتهم وسئموني فأرحِهم مني وأرحني منهم (2) .
    الكنى للدولابي : عن أبي حبرة ، قال خطبنا عليّ على منبر الكوفة ، فقال ألا أخبركم لتُخضبنّ هذه ، من هذه ، وأومى الى لحيته ورأسه ، خضاب دم لا عطر ولا عبير (3) .
    ويروى أيضا : عن أبي سنان الدؤلي ، قال : مرض عليّ مرضا شديدا حتىخفنا عليه ، ثم برأ ونَفه ، فقلنا : هنيئا لك يا ابا الحسن الحمد لله الذي عافاك قد كنّا خفنا عليك ، قال : لكنّي لم أخف على نفسي ، أخبرني الصادق المصدوق إني لا أموت حتى تضرب على هذه ، وأشار الى مقدّم رأسه الأيسر ، فتخضب هذه منها ، وأخذ بلحيته ، وقال لي : يقتلك أشقى هذه الأمة (4) .
    ويروى أيضا : عن عمار بن ياسر ، فيومئذ قال رسول الله « ص » لعليّ : مالك يا اباتراب لما يرى عليه من التراب ، فقال : ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين ؟ فقلنا : بلى يا رسول الله ، فقال : أجيمر ثمود الذي عقر النقاة ، والذي يضربك يا عليّ على هذا ، فوضع يده على قرنه ، حتى يبلّ منها هذه ، ثم أخذ بلحيته (5) .
    الاستيعاب : جاء عبدالرحمن بن ملجم يستحمل عليا فحمله ، ثم قال :

أريد حياتـه ويُريد قتلي عَذيري من خليلي من مراد

    أما أن هذا قاتلي ! قيل : فما يمنعك منه ؟ قال : أنه لم يقتلني بعد (6) .
    عقد الفريد : ان النبي « ص » قال لعليّ « ع » : ألا اخبرك بأشدّ الناس عذابا
1 ـ نفس المصدر ص 33 .
2 ـ نفس المصدر ص 34 .
3 ـ الكنى للدولابي ج 1 ص 143 .
4 ـ نفس المصدر ص 195 .
5 ـ الكنى للدولابي ج 2 ص 163 .
6 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1127 .



406
يوم القيامة ؟ قال : أخبرني يا رسول الله « ص » . قال : فإن أشدّ الناس عذابا يوم القيامة عاقر ناقة ثمود وخاضب لحيتك بدم رأسك (1) .
    تهذيب ابن عساكر : ان عليا قال لأهل العراق ان بسر بن أرطأة قد صعد الى اليمن ولا أحسب هؤلاء القوم إلا ظاهرين عليكم ، يعني أهل الشام ، وما ذاك لا لأنهم أولى بالحق منكم ، ولكن ذلك لاجتماعهم على امرهم وافتراقكم واختلافكم في بلادكم وادائهم الأمانة وخيانتكم ، والله لقد ائتمنت فلانا فخان ، وفلانا فخان ، وبعثت فلانا على جمع الصدقات فحمل ما جمع من المال وانطلق به الى معاوية ، ولقد خُيّل لي اني لو ائتمنت أحدكم على قدح لسرق علاقته . اللهم اني مللتهم وملّوني ، اللهم اقبضني الى رحمتك وابدلهم بي من هنو شر لهم منّي (2) .
    عقد الفريد : قال الحسن بن عليّ صبيحة الليلة التي قتل فيها عليّ بن أبي طالب « رض » : حدّثني ابي البارحة في هذا المسجد ، فقال : يا بنيّ اني صلّيت البارحة ما رزق الله ثم نمت نومة فرأيت رسول الله « ص » فشكوت له ما أنا فيه من مخالفة أصحابي وقلة رغبتهم في الجهاد ، فقال لي : ادع الله ان يُريحك منهم فدعوت الله (3) .
    المقاتل : اجتمع بمكة نفر من الخوارج فتذاكروا أمر المسلمين فعابوهم وعابوا اعمالهم عليهم ، وذكروا اهل النهروان وترحّموا عليهم ، وقالوا : فلوانا شرينا انفسنا لله فأتينا ائمة الضلال وطلبنا غِرّتهم فأرحنا منهم العباد والبلاد وثأرنا لإخواننا الشهداء بالنهروان ، فتعاقدوا على ذلك عند انقضاء الحج ، فقال عبدالرحمن بن ملجة لعنه الله : أنا أكفيكم عليا ، وقال أحد الآخرين : أنا أكفيكم معاوية ، وقال الثالث : أنا أكفيكم عمرو بن العاص ، فتعاقدوا وتواثقوا
1 ـ عقد الفريد ج 4 ص 360 .
2 ـ تهذيب ابن عساكر ج 3 ص 280 .
3 ـ عقد الفريد ج 4 ص 360 .



407
على الوفاء (1) .
    الاستيعاب : فدخل الكوفة عازما على ذلك واشترى لذلك سيفا بألف ، وسقاه السم ... الى أن وقعت عينه على قطام وكانت امرأة رائعة جميلة ، فأعجبته ووقعت بنفسه فخطبها ، فقالت : آليت الا أتزوّج الا على مهر لا أريد سواه ، فقال : وما هو ؟ فقالت : ثلاثة آلاف وقتل عليّ بن أبي طالب . فقال : والله لقد قصدت لقتل عليّ بن أبي طالب والفتك به ، وما أقدمني هذا المصر غير ذلك (2) .
    ويروى : عن الحسن بن علي « ع » قال : سمع أباه في ذلك السحر يقول له : يا بني رأيت رسول الله « ص » في هذه الليلة في نومة نمتها ، فقلت : يا رسول الله ماذا لقيتُ من أمتك من الأود واللدد ؟ قال : ادع الله عليهم ، فقلت : اللهم أبدلني بهم خيرا منهم وأبدلهم بي من هو شرّ مني . ثم أتيته وجاء مؤذنه يُؤذنه بالصلاة ، فخرج فاعتوره الرجلان ، فأما أحدهما فوقعت ضربته في الطاق ، وأما الآخر فضربه في رأسه (3) .
    تاريخ الطبري : قال ابوالأسود الدّؤلي

ألا أبلـغ معاويــة بن حرب أفي شهر الصيـام فجعتمـونا قتلتم خيـر من ركـب المطايا ومن لبس النعال ومن حذاهـا اذا استقبلت وجه أبي حسيـن فلا قـرّت عيــون الشامتينا بخيـر النـاس طُـرّا أجمعينا ورحّلهـا ومن ركـب السفينا ومن قـرأ المثانـي والمُبينا رأيت البدر راع الناظرينا (4)

    الاستيعاب : قال بكر بن حماد :

قل لابن ملجم والأقدار غالبة هدمت ويلك للاسلام أركانــا

1 ـ المقاتل ص 29 .
2 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1123 .
3 ـ نفس المصدر ص 1127 .
4 ـ تاريخ الطبري ج 6 ص 87 .



408
قتلت أفضـل من يمشي علـى قدم وأعلـم النـاس بالقــرآن ثم بمـا صهـر النبـي ومولاه وناصــره وكان منه على رغــم الحسـود له ذكرت قاتلـه والدمــع منحــدر وأول النــاس اسلامــا وايمـانا سـن الرسـول لنــا شرعا وتبيانا أضحـت مناقبــه نـورا وبرهانا ما كان هارون من موسى بن عمرانا فقلت سبحــان ربّ النـاس سبحانا

    أقول : السلام عليك يا حجة الله في خلقه ، اشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده ، حتى أتاك اليقين ، فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة استخفّت بحرمتك ، أشهد أنك قتلت مظلوما ، فصلى الله عليك وعلى أهل بيتك الطاهرين المعصومين المظلومين ، اللهم العن العصابة التي ظلمت حق اهل بيت نبيك الأطهار ، واني أبرأ الى الله منهم ومن أتباعهم وأشياعهم الى يوم القيامة .

وكنا قبل مقتلــه بخيـر يُقيم الحق لا يرتاب فيــه كأنّ الناس اذ فقدوا عليــا نرى مولى رسول الله فينا ويَعدل في العدا والأقربينا نعــام حار في بلد سنينا

1 ـ الاستيعاب ج 3 ص 1128 .