تطاول ليلى واعترتني وسـاوسي | * | لات أتى بـالـترهات البسابس (1) |
أتانا جريــر والحوادث جمــة | * | بتلك التي فيها اجتداع المعاطس (2) |
أكابده والســيف بــيني وبينه | * | ولســت لأثواب الدني بلابس (3) |
إن الشــام أعطـت طاعة يمنية | * | تواصـفها أشياخها فـي المجـالس |
فإن يجمعوا أصدم عليا بجبهة (4) | * | تفت علـيه كـل رطب ويابــس |
وإنــي لأرجو خير ما نال نائل | * | وما أنا مــن ملك العــراق بآيس |
وإلا يـكونوا عند ظني بنصرهم | * | وإن يخــلفوا ظني كف عابس (5) |
تطاول ليلى للهموم الطـوارق | * | وخول التي تجلو وجوه العواتق (2) |
وإن ابن هند سائلي أن أزوره | * | وتلك التي فيها بنــات البوائق (3) |
أتاه جرير من عــلى بخطة | * | مرت عليه العيش ذات مضــائق |
فإن نال مني ما يؤمـل رده | * | وإن لم ينله ذل ذل المــطابق (4) |
فوالله ما أدري وما كنت هكذا | * | أكون ، ومهما قادني فهو سابقي (5) |
أخادعه إن الـخداع دنــية | * | أم اعطـيه من نفسي نصيحة وامق |
أو اقعد في بيتي وفي ذاك راحة | * | لشيخ يخـاف الموت في كل شارق |
وقد قال عـبد الله قولا تعلقت | * | به النفس إن لم يعتلقني عوائقي (6) |
وخــالفه فيه أخوه محمــد | * | وإني لصلب العود عند الحقائق (7) |
يا قاتـــل الله وردانـــا وقدحـته | * | أبدى لعمرك ما في النـفس وردان (5) |
لما تعرضــت الدنيا عرضــت لها | * | بحرص نفسي وفي الأطباع إدهان (6) |
نفس تعف وأخرى الحرص يغلبها ؟ (7) | * | والمرء يـــأكل تبـنا وهو غرثـان |
أمـــا علي فدين ليس يــشـركه | * | دنيـــا وذاك له دنيــــا وسلطان |
فاخترت من طمعي دنيا عــلى بصر | * | وما معـي بــالذي أختار برهــان |
إنـي لأعــرف ما فيهــا وأبصره | * | وفي أيضا لمــا أهــواه ألــوان |
لـكن نفسي تـحب العيش في شرف | * | وليس يرضــى بذل العيش إنسـان |
أمر لعمـر أبيكم غيـر مــشـتبـه | * | والمرء يعطس والــوســن وسنان |
مــعاوي لا أعطيك ديني ولم أنل | * | بذلك دنيا (1) فانظرن كيف تصنع |
فــان تعطني مصرا فأربح بصفقة | * | أخذت بها شيخا يضـر وينــفع |
وما الدين والدنـيا ســواء وإنني | * | لآخذ ما تـعـطــي ورأسي مقنع |
ولكني أغضـى الجــفون وإنني | * | لأخدع نفـسي والمخــادع يخدع |
وأعطيك أمـرا فيه للمــلك قوة | * | وإني به إن زلت النعل أضرع (2) |
وتمنعني مصرا وليست برغبة (3) | * | وإني بـذا المــمنوع قدما لمولع |
إنما أنت خروف مــاثل (1) | * | بين ضــرعين وصوف لم يجز |
أعط عـمرا إن عمــرا تارك | * | دينه اليـوم لــدنيا لم تحز (2) |
يا لــك الخـير فخذ من دره | * | شخبــه الأولـى وأبعد ما غرز |
واسحب الذيل وبادر فوقها (3) | * | وانتهــزها إن عمــرا ينتهز |
أعطه مصــرا وزده مثلهــا | * | إنما مصـر لمــن عز وبــز |
واترك الحرص عليها ضــلة | * | واشبب النـار لمقرور يكز (4) |
إن مـصـــرا لعلى أو لـنا | * | يغلب اليوم عليها من عجز (5) |
ألا يا هند أخت بني زياد | * | دهى عمرو بداهية البلاد (3) |
رمى عمرو بأعور عبشمي | * | بعيد القعر مخشى الكياد (4) |
له خدع يحار العقل فـيها | * | مزخرفة صـوائد للــفؤاد |
فشرط فـي الكتاب عليه حرفا | * | يناديـه بــخدعته المنـادي |
وأثبت مثـــله عمرو عليه | * | كـلا المـرأين حية بطن واد |
ألا يا عمرو ما أحرزت مصرا | * | وما ملــت الغداة إلى الرشاد |
وبعت الدين بــالدنيا خسارا | * | فـأنت بــذاك من شر العباد |
فلو كنت الغـداة أخذت مصرا | * | ولكـــن دونها خرط القتاد |
وفدت إلى مـعاوية بن حرب | * | فكـــنت بها كوافد قوم عاد |
وأعطيت الذي أعـطيت منه | * | بطرس فيه نضح من مــداد |
ألم تعرف أبـا حســن عليا | * | وما نالت يداه من الأعــادي |
عدلت به معـاوية بن حرب | * | فيا بعد البياض من الســواد |
ويا بعد الأصـابع من سهيل | * | ويا بعد الصلاح من الفــساد |
أتأمن أن تراه عــلى خدب | * | يحث الخيل بالأسل الحداد (1) |
ينـادي بالنزال وأنـت منه | * | بعيد فانظرن من ذا تــعادي |
يا عجبا لقد سمعـــت منـكرا | * | كذبـا علـى الله يشـيب الشــعرا |
يسترق السمع ويغــشى البصرا | * | ما كــان يرضــى أحمد لو خبرا |
أن يقرنوا وصيـــه والأبتـرا | * | شاني الرسول واللعين الأخزرا (1) |
كلاهمــا فـي جنـده قد عسكرا | * | قد باع هــذا دينـه فأفجرا (2) |
من ذا بدنيـا بيعــه قـد خسرا | * | بملك مصر أن أصاب الظفرا (3) |
إني إذا الموت دنــا وحضــرا | * | شمرت ثوبي ودعوت قـنبرا (4) |
قـدم لوائي لا تـؤخـر حــذرا | * | لن يدفع الحذار ما قد قــدرا (5) |
لما رأيت المـــوت موتا أحمرا | * | عبأت همــدان وعبوا حــميـرا |
حي يمان يعظمـون الخطـــرا | * | قرن إذا نــاطح قرنا كـــسرا |
قل لابن حرب لا تدب الخمرا (6) | * | أرود قــليلا أبد مـنك الضـجرا |
لا تحسبني يا ابن حرب غمرا (7) | * | وسل بنا بـدرا مـعـا وخيــبرا |
كانت قريش يوم بدر جزرا (1) | * | إذ وردوا الأمر فذموا الصدرا |
لو أن عندي يابـن حرب جعفرا | * | أو حمزة القرم الهمام الأزهرا |
يا شرح يا ابـن السمط إنك بالغ | * | بود علي ما تـريد من الأمر (5) |
ويا شرح إن الشام شامك ما بها | * | سواك فدع قــول المظل من فهر |
فإن ابن حرب ناصب لك خدعة | * | تكون علينا مثل راغية البكر (6) |