زيد بن علي رضي الله عنه

وزيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب " ع " ويكنى ابا الحسين.

وامه ام ولداهداها المختار بن ابي عبيدة لعلي بن الحسين فولدت له زيدا، وعمر وعليا وخديجة.

حدثني محمد بن الحسين الخثعمي وعلي بن العباس قالا: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا الحسين بن حماد اخو الحسن بن حماد قال: حدثنا زياد بن المنذر قال اشترى المختار بن ابي عبيدة جارية بثلاثين الفا فقال لها: ادبري.

فأدبرت، ثم قال لها: اقبلي.

فأقبلت ثم قال: ما ادري احدا احق بها من علي بن الحسين " ع " فبعث بها اليه، وهي ام زيد بن علي " ع ".

حدثني احمد بن سعيد قال: حدثنا احمد بن يحيى قال: حدثنا الحسن بن الحسين الكندي عن خصيب الوابشي قال: كنت إذا رأيت زيد بن علي رأيت اسارير النور في وجهه.

حدثني الحسن بن علي السلوي قال: حدثنا احمد بن راشد قال: حدثني عمي سعيد بن خثيم قال: حدثني ابوقرة قال: خرجت مع زيد بن علي ليلا إلى الجبان وهو مرخى اليدين لا شئ معه فقال لي ياابا قرة اجائع أنت؟ قلت نعم فناولني كمثراة مل‌ء الكف ما ادري اريحها أطيب أم طعمها ثم قال لي: ياابا قرة اتدري اين نحن؟ نحن في روضة من رياض الجنة، نحن عند قبر أمير المؤمنين علي " ع " ثم قال لي " ياابا قرة والذي يعلم ما تحت وريد زيد بن علي إن زيد بن علي لم لم يهتك لله محرما منذ عرف يمينه من شماله، ياابا قرة من اطاع الله اطاعه ما خلق.

حدثني علي بن محمد بن علي بن مهدي العطار قال: حدثنا احمد بن يحيى قال

[87]

حدثنا الحسن بن الحسين، عن ابي داود العلوي عن عاصم بن عبيدالله العمري قال ذكر عنده زيد بن علي فقال: انا اكبر منه رأيته بالمدينة وهو شاب يذكر الله عنده فيغشى عليه حتى يقول القائل: ما يرجع إلى الدنيا.

حدثنا احمد بن سعيدقال: حدثنا يحيى بن الحسين قال: حدثنا هارون بن موسى قال: سمعت محمد بن ايوب الرافقي يقول: كانت المرجئة واهل النسك لا يعدلون بزيد احدا.

حدثني علي بن العباس المقانعي ومحمد بن الحسين الخثعمي قالا: حدثنا إسماعيل ابن إسحاق الراشدي قال حدثنا الحسن بن الحسين قال المقانعي: عن عبدالله بن حرب وقال الاشناني: عن عبدالله بن جرير قال: رأيت جعفر بن محمد يمسك لزيد ابن علي بالركاب ويسوى ثيابه على السرج.

حدثني علي بن العباس قال: حدثنا الحسن بن الحسين قال: حدثنا ابومعمر سعيد بن خيثم قال: كان بين زيد بن علي وعبدالله بن الحسن مناظرة في صدقات علي، فكانا يتحاكمان إلى قاض من القضاة فاذا قاما من عنده اسرع عبدالله إلى دابة زيد فأمسك له بالركاب.

حدثني علي بن العباس قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: اخبرنا محمد بن الفرات قال: رأيت زيد بن علي وقد اثر السجود بوجهه اثرا خفيفا.

حدثنا محمد بن علي بن مهدي قال: حدثنا الحسن بن محمد بن ابي عاصم قال حدثنا عيسى بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب، عن البابكي - واسمه عبدالله بن مسلم بن بابك - قال: خرجنا مع زيد بن علي إلى مكة فلما كان نصف الليل واستوت الثريا فقال: يابابكي اما ترى هذه الثريا اترى احدا ينالها؟ قلت لا قال: والله لوددت ان يدي ملصقة بها فأقع إلى الارض أو حيث اقع فأتقطع قطعة قطعة وان الله اصلح بين أمة محمد صلى الله عليه وآله.

حدثني احمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن

[88]

يحيى بن الحسين بن زيد قال: حدثنا الحسن بن الحسين عن يحيى بن مساور عن ابي الجارود قال: قدمت المدينة فجعلت كلما سألت عن زيد بن علي قيل لي ذاك حليف القرآن.

حدثني احمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى قال: سألت الحسن بن يحيى كم كانت سن زيد بن علي يوم قتل؟ قال: اثنتان واربعون سنة.

حدثني علي بن العباس قال: حدثني إسماعيل بن إسحاق الراشدي قال: حدثنا محمد بن داود بن عبدالجبار عن ابيه عن جابر عن ابي جعفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين: " يخرج رجل من صلبك يقال له زيد يتخطى هو واصحابه يوم القيامة رقاب الناس غرا محجلين يدخلون الجنة بغير حساب ".

حدثني محمد بن الحسين قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال اخبرنا خالد بن عيسى أبوزيد العكلي عن عبدالملك بن أبي سليمان قال ! قال رسول الله " ص ": " يقتل رجل من اهل بيتي فيصلب لا ترى الجنة عين رأت عورته ".

أخبرني احمد بن سعيد قال: حدثنا احمد بن محمد بن قنى قال: حدثنا محمد ابن علي بن اخت خلاد المقرئ قال: حدثنا ابوحفص الاعشى عن ابي داود المدني عن علي بن الحسين عن ابيه عن علي " ع " قال: يخرج بظهر الكوفة رجل يقال له زيدفي أبهة(والابهة الملك) لا يسبقه الاولون ولا يدركه الآخرون إلا من عمل بمثل عمله يخرج يوم القيامة هو واصحابه معهم الطوامير او شبه الطوامير حتى يتخطوا أعناق الخلائق تتلقاهم الملائكة فيقولون هؤلاء حلف الخلف ودعاة الحق، ويستقبلهم رسول الله " ص " فيقول: " يابني قد عملتم ما امرتم به فادخلوا الجنة بغير حساب " حدثني علي بن العباس، ومحمد بن الحسين قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: اخبرنا الحسين بن زيد بن علي عن ريطة بنت عبدالله بن محمد بن الحنفية عن ابيها قال مر زيد بن علي بن الحسين على محمد بن الحنفية فرق له واجسله وقال: اعيذك بالله ياابن أخي ان تكون زيدا المصلوب بالعراق ولا ينظر أحد إلى عورته.

ولا ينظره إلا

[89]

كان اسفل درك من جهنم.

حدثني محمد بن علي بن مهدي بالكوفة على سبيل المذاكرة ونبأني احمد بن محمد في إسناده قال: حدثنا ابوسعيد الاشج قال: حدثنا عيسى بن كثير الاسدي قال: حدثنا خالد مولى آل الزبير قال: كنا عند علي بن الحسين فدعا ابنا له يقال له زيد فكبا لوجهه وجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: اعيذك بالله ان تكون زيدا المصلوب بالكناسة، من نظر إلى عورته متعمدا اصلى الله وجهه النار.

حدثني احمد بن سعيد قال: حدثني احمد بن محمد قنى قال: حدثنا محمد بن علي بن اخت خلاد قال: حدثنا عثمان بن سعيدقال: سعيد بن عمرو عن يونس بن جناب قال: جئت مع أبي جعفر إلى الكتاب فدعا زيدا فاعتنقه وألزق بطنه ببطنه وقال: اعيذك بالله ان تكون صليب الكناسة.

حدثنا علي بن العباس قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا موسى الصفار عن محمد بن فرات قال: رأيت زيد بن علي يوم السبخة وعلى رأسه سحابة صفراء تظله من الشمس تدور معه حيث ما دار.

حدثني الحسن بن علي قال: حدثنا جعفر بن احمد الازدي قال: حدثنا حسين بن نصر عن ابيه عن أبي خالد قال: كان في خاتم زيد بن علي " اصبر تؤجر، وتوق تنج ".

حدثني علي بن احمد بن حاتم قال: حدثنا الحسين بن عبدالواحد قال: حدثنا زكريا بن يحيى الهمداني قال: حدثتني عمتي عزيزة بنت زكريا عن ابيها قال: اردت الخروج إلى الحج فمررت بالمدينة فقلت: لو دخلت على زيد بن علي فدخلت فسلمت عليه فسمعته يتمثل:

ومن يطلب المال الممنع بالقنا*** يعش ماجدا او تخترمه المخارم

متى تجمع القلب الذكي وصارما***وأنفا حميا تجتنبك المظالم

وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم***فهل أنا في ذا يال همذان ظالم

قال: فخرجت من عنده وظننت ان في نفسه شيئاوكان من أمره ما كان.

مقتل زيد بن علي والسبب فيه

حدثني به محمد بن علي بن شاذان، قال: حدثنا احمد بن راشد قال: حدثني عمي ابومعمر سعيد بن خثيم وحدثني علي بن العباس قال: اخبرنا محمد بن مروان قال: حدثنازيد بن المعذل النمري قال: اخبرنا يحيى بن صالح الطيانسي وكان قد ادرك زمان زيد بن علي، وحدثني احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا المنذر ابن محمد قال: حدثنا ابي قال: حدثنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: حدثنا ابومخنف، واخبرني المنذر بن محمد في كتابه إلي باجازته ان ارويه عنه من حيث دخل، يعني حديث بعضهم في حديث الآخرين، وذكرت الاتفاق بينهم مجملا ونسبت ما كان من خلاف في رواية إلى رواية.

قالوا: كان أول أمر زيد بن علي - صلوات الله عليه - أن خالد بن عبدالله القسري ادعى مالا قبل زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي بن ابي طالب، وداود ابن علي بن عبدالله بن عباس، وسعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، وأيوب ابن سلمة بن عبدالله بن عباس بن الوليد بن المغيرة المخزومي.

وكتب فيهم يوسف بن عمر بن محمد بن الحكم عامل هشام على العراق، إلى هشام.

وزيد بن علي، ومحمد بن عمر يومئذ بالرصافة.

وزيد يخاصم الحسن بن الحسن في صدقة رسول الله صلى الله عليه وآله.

فلما قدمت كتب يوسف، بعث اليهم فذكر ما كتب به يوسف، فأنكروا فقال لهم هشام: فإنا باعثون بكم اليه يجمع بينكم وبينه.

قال له زيد: أنشدك الله والرحم أن لاتبعث بنا إلى يوسف.

قال له هشام وما الذي تخاف من يوسف؟ قال: أخاف أن يتعدى علينا.

فدعا هشام كاتبه فكتب إلى يوسف: " اما بعد، فاذا قدم عليك زيد، وفلان، وفلان، فاجمع بينهم وبينه، فان

[91]

اقروا بما ادعى عليهم فسرح بهم إلي، وإن هم أنكروا فاسأله البينة، فان لم يقمها فاستحلفهم بعد صلاة العصر بالله الذي لا إله إلا هو ما استودعهم وديعة، ولا له قبلهم شئ، ثم خل سبيلهم ".

فقالوا لهشام: إنا نخاف أن يتعدى كتابك ويطول علينا.

قال.كلاأنا باعث معكم رجلا من الحرس ليأخذه بذلك حتى يفرغ ويعجل.

قالوا.جزاك الله عن الرحم خيرا لقد حكمت بالعدل.

فسرح بهم إلى يوسف، وهو يومئذ بالحيرة، فاجتنبوا أيوب بن سلمة لخؤولته من هشام ولم يؤخذ بشئ من ذلك.

فلما قدموا على يوسف دخلوا عليه فسلموا فأجلس زيدا قريبا منه ولاطفه في المسألة، ثم سألهم عن المال فأنكروا، فأخرجه يوسف اليهم وقال.

هذا زيد بن علي، ومحمد بن عمر بن علي اللذان ادعيت قبلهما ما ادعيت قال.

مالي قبلهما قليل ولا كثير.قال له يوسف.أفبي كنت تهزأ وبأمير المؤمنين؟ فعذبه عذاباظن أنه قد قتله.

ثم اخرج زيدا واصحابه بعد صلاة العصر إلى المسجد فاستحلفهم، فحلفوا فكتب يوسف إلى هشام يعلمه ذلك، فكتب اليه هشام خل سبيلهم فخلى سبيلهم.

فأقام زيد بعد خروجه من عند يوسف بالكوفة اياما، وجعل يوسف يستحثه بالخروج فيعتل عليه بالشغل وبأشياء يبتاعها فألح عليه حتى خرج فأتى القادسية ثم إن الشيعة لقوا زيدا فقالوا له.

ابن تخرج عنا - رحمك الله - ومعك مائة الف سيف من اهل الكوفة والبصرة وخراسان يضربون بني أمية بها دونك، وليس قبلنا من اهل الشام إلا عدة يسيرة.

فأبى عليهم، فما زالوا يناشدونه حتى رجع بعد ان اعطوه العهود والمواثيق.فقال له محمد بن عمر.

اذكرك الله ياابا الحسين لما لحقت بأهلك ولم تقبل قول احد من هؤلاء الذين يدعونك، فانهم لا يفون لك، اليسوا اصحاب جدك الحسين بن علي؟ قال.اجل.

وابى ان يرجع واقبلت الشيعة وغيرهم يختلفون اليه ويبايعون حتى احصى ديوانه خمسة عشر

[92]

الف رجل من اهل الكوفة خاصة، سوى اهل المدائن، والبصرة، وواسط والموصل وخراسان، والري، وجرجان.

واقام بالكوفة بضعة عشر شهرا، وارسل دعاته إلى الآفاق والكور يدعون الناس إلى بيعته، فلما دنا خروجه أمرأصحابه بالاستعداد والتهيؤ فجعل من يريد ان يفي له يستعد، وشاع ذلك فانطلق سليمان بن سراقة البارقي إلى يوسف بن عمر وأخبره خبر زيد، فبعث يوسف فطلب زيدا ليلا فلم يوجد عند الرجلين اللذين سعى اليه انه عندهما فأتى بهما يوسف فلما كلمهما استبان امر زيد واصحابه، وامر بهما يوسف فضربت اعناقهما وبلغ الخبر زيدا - صلوات الله عليه - فتخوف ان يؤخذ عليه الطريق فتعجل الخروج قبل الاجل الذي بينه وبين اهل الامصار واستتب لزيد خروجه وكان قد وعد اصحابه ليلة الاربعاء اول ليلة من صفر سنة اثنين وعشرين ومائة فخرج قبل الاجل.

وبلغ ذلك يوسف بن عمر فبعث الحكم بن الصلت يأمره أن يجمع اهل الكوفة في المسجد الاعظم فيحضرهم فيه فبعث الحكم إلى العرفاء والشرط والمناكب والمقاتلة فأدخلوهم المسجد ثم نادى مناديه: أيما رجل من العرب والموالي أدركناه في رحبة المسجد فقد برئت منه الذمة ائتوا المسجد الاعظم.

فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد.

وطلبوا زيدا في دار معاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الانصاري فخرج ليلا وذلك ليلة الاربعاء لسبع بقين من المحرم في ليلة شديدة البرد من دارمعاوية بن إسحاق فرفعوا الهرادي فيها النيران ونادوا بشعارهم شعار رسول الله: " يامنصور أمت " فما زالوا حتى اصبحوا فلما اصبحوا بعث زيد - عليه السلام - القاسم بن عمر التبعي ورجلا آخر يناديان بشعارهما.

وقال سعيد بن خيثم في رواية القاسم بن كثير بن يحيى بن صالح بن يحيى بن عزيز بن عمرو بن مالك بن خزيمة التبعي وسمي الآخر الرجل، وذكر انه صدام.

قال سعيد: وبعثني أيضا وكنت رجلا صيتا انادي بشعاره.

[93]

قال: ورفع ابوالجارود زياد بن المنذر الهمداني هرديا من ميمنتهم ونادى بشعار زيد.

فلما كانوا في صحارى عبدالقيس لقيهما جعفر بن العباس الكندي فشدوا عليه وعلى اصحابه فقتل الرجل الذي كان مع القاسم وارثت القاسم فأتى به الحكم بن الصلت فكلمه فلم يرد عليه فأمر به فضربت عنقه على بابا القصر وكان أول قتيل منهم رضوان الله عليه.

قال سعيد بن خيثم: قالت بنته سكينة:

عين جودي لقاسم بن كثير*** بدرور من الدموع غزير

ادركته سيوف قوم لئام***من اولي الشرك والردى والشرور

سوف أبكيك ما تغنى حمام*** فوق غصن من الغصون نضير

قال ابومخنف: وقال يوسف بن عمر وهو بالحيرة: من يأتي الكوفة فيقرب من هؤلاء فيأتينا بخبرهم؟ قال عبدالله بن العباس المنتوف الهمداني(1): أنا آتيك بخبرهم فركب في خمسين فارسا ثم اقبل حتى اتى جبانة سالم فاستخبر، ثم رجع إلى يوسف فأخبره.

فلما اصبح يوسف خرج إلى تل قريب من الحيرة فنزل عليه ومعه قريش، وأشرف الناس وامير شرطته يومئذ العباس بن سعيد المزني.

قال: وبعث الريان بن سلمة البلوى في نحو من الفي فارس وثلاثمائة من القيقانية رجالة ناشبة.

قال: واصبح زيد بن علي وجميع من وافاه تلك الليلة مائتان وثمانية عشر من الرجالة فقال زيد بن علي - عليه السلام - سبحان الله فأين الناس؟ قيل: هم محصورون في المسجد فقال: لا والله ما هذا لمن بايعنا بعذر.

قال: واقبل نصر بن خزيمة إلى زيد فتلقاه عمر بن عبدالرحمن صاحب شرطة الحكم بن الصلت في خيل من جهينة عند دار الزبير بن ابي حكيمة في الطريق الذي يخرج إلى مسجد بني عدي فقال: يامنصور أمت، فلم يرد عليه عمر شيئا، فشد

___________________________________

(1) - وفي نسخة " فقال جعفر بن العباس الكندي أنا ".

[ * ]

[94]

نصر عليه وعلى اصحابه فقتله وانهزم من كان معه.

واقبل زيد حتى انتهى إلى جبانة الصيادين وبها خمسمائة من اهل الشام فحمل عليهم زيد في اصحابه فهزمهم ثم مضى حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من اهل الشام فهزمهم.

ثم شلهم حتى ظهر إلى المقبرة ويوسف بن عمر على التل ينظر إلى زيد واصحابه وهم يكرون، ولو شاء زيد ان يقتل يوسف يومئذ قتله.

ثم إن زيدأخذ ذات اليمين على مصلى خالد بن عبدالله حتى دخل الكوفة فقال بعض اصحابه لبعض: الا ننطلق إلى جبانة كندة، فما زاد الرجل ان تكلم بهذا إذ طلع اهل الشام عليهم فلما رأوهم دخلوا زقاقا ضيقا فمضوا فيه وتخلف رجل منهم فدخل المسجد فصلى فيه ركعتين ثم خرج اليهم فضاربهم بسيفه وجعلوا يضربونه بأسيافهم، ثم نادى رجل منهم فارس مقنع بالحديد: اكشفوا المغفر عن وجهه واضربوا رأسه بالعمود ففعلوا، فقتل الرجل وحمل اصحابه عليهم فكشفوهم عنه، واقتطع اهل الشام رجلا منهم فذهب ذلك الرجل حتى دخل على عبدالله بن عوف ابن الاحمر فأسروه وذهبوا به إلى يوسف بن عمر فقتله.

واقبل زيد بن علي فقال: يانصر بن خزيمة اتخاف اهل الكوفة ان يكونوا فعلوها حسينية؟ قال: جعلني الله فداك اما أنا فوالله لاضربن بسيفي هذا معك حتى اموت.

ثم خرج بهم زيد يقودهم نحوالمسجد فخرج اليه عبيدالله بن العباس الكندي في اهل الشام فالتقوا على باب عمر بن سعد فانهزم عبيدالله بت العباس واصحابه حتى انتهوا إلى دار عمر بن حريث وتبعهم زيد عليه السلام حتى انتهوا إلى باب الفيل، وجعل اصحاب زيد يدخلون راياتهم من فوق الابواب ويقولون: يااهل المسجد اخرجوا وجعل نصر بن خزيمة يناديهم: يااهل الكوفة اخرجوا من الذل إلى العز وإلى الدين والدنيا.

قال: وجعل اهل الشام يرمونهم من فوق المسجد بالحجارة وكانت يومئذ

[95]

مناوشة بالكوفة في نواحيها.

وقيل: في جبانة سالم.

وبعث يوسف بن عمرالريان بن سلمة في خيل إلى دار الرزق فقاتلوا زيدا - عليه السلام - قتالا شديدا.

وخرج من اهل الشام جرحى كثيرة وشلهم اصحاب زيد من دار الرزق حتى انتهوا إلى المسجد الاعظم فرجع اهل الشام مساء يوم الاربعاء وهم أسوأ شئ ظنا.

فلما كان غداة يوم الخميس دعى يوسف بن عمر الريان ابن سلمة فأنف به فقال له: اف لك من صاحب خيل.

ودعا العباس بن سعد المري صاحب شرطته فبعثه إلى اهل الشام فسار بهم حتى انتهوا إلى زيد في دار الرزق، وخرج اليهم زيد وعلى مجنبته نصر بن خزيمة ومعاوية بن إسحاق، فلما رآهم العباس نادى: يااهل الشام الارض.

فنزل ناس كثير.

واقتتلوا قتالا شديدا في المعركة وقد كان رجل من أهل الشام من بني عبس يقال له نائل بن فروة قال ليوسف والله لئن ملئت عيني من نصر بن خزيمة لاقتلنه او ليقتلني.

فقال له يوسف: خذ هذا السيف.

فدفع اليه سيفا لا يمر بشئ إلا قطعه.

فلما التقى اصحاب العباس بن سعد، واصحاب زيد.

أبصرنائل - لعنه الله - نصر بن خزيمة - رضوان الله عليه فضربه فقطع فخذه وضربه نصر فقتله، ومات نصر رحمه الله.

ثم إن زيدا - عليه السلام - هزمهم، وانصرفوا يومئذ بأسوء حال فلما كان العشى عبأهم يوسف ثم سرحهم نحو زيد واقبلوا حتى التقوا فحمل عليهم زيد فكشفهم ثم تبعهم حتى اخرجهم إلى السبخة ثم شد عليهم حتى اخرجهم من بني سليم فأخذوا على المسناة ثم ظهر لهم زيد فيما بين بارق وبين دواس فقاتلهم قتالا شديدا وصاحب لوائه من بني سعد بن بكر يقال له: عبدالصمد.

قال سعيد بن خيثم: وكنا مع زيد في خمسمائة واهل الشام اثنا عشر الفا - وكان بايع زيدا اكثر من اثنى عشر الفا فغدروا - إذ فصل رجل من اهل الشام من كلب على فرس رائع فلم يزل شتما لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله فجعل زيد يبكي حتى ابتلت لحيته وجعل يقول: اما احد يغضب لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ أما

[96]

احد يغضب لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ اما احد يغضب لله؟ قال: ثم تحول الشامي عن فرسه فركب بغلة.

قال: وكان الناس فرقتين نظارة ومقاتلة.

قال سعيد: فجئت إلى مولى فأخذت منه مشملا كان معه ثم استترت من خلف النظارة حتى إذا صرت من ورائه ضربت عنقه وانا متمكن منه بالمشمل فوقع رأسه بين يدي بغلته ثم رميت جيفته عن السرج وشد أصحابه علي حتى كادوا يرهقونني، وكبر اصحاب زيد وحملوا عليهم واستنقذوني فركبت فأتيت زيدا فجعل يقبل بين عينيي ويقول: ادركت والله ثأرنا، ادركت والله شرف الدنيا والآخرة وذخرها، إذهب بالبغلة فقد نفلتكها.

قال: وجعلت خيل اهل الشام لا تثبت لخيل زيد بن علي.

فبعث العباس ابن سعد إلى يوسف بن عمر يعلمه ما يلقى من الزيدية وسأله ان يبعث اليه الناشبة فبعث اليه سليمان بن كيسان في القيقانية وهم نجارية وكانوا رماة فجعلوا يرمون أصحاب زيد.

وقاتل معاوية بن إسحاق الانصاري يومئذ قتالا شديدا فقتل بين يدي زيد.

وثبت زيد في اصحابه حتى اذا كان عند جنح الليل رمي زيد بسهم فأصاب جانب جبهته اليسرى فنزل السهم في الدماغ فرجع ورجع اصحابه ولا يظن اهل الشام انهم رجعوا إلا للمساء والليل.

قال ابومخنف: فحدثني سلمة بن ثابت وكان من اصحاب زيد وكان آخر من انصرف عنه هو وغلام لمعاوية بن إسحاق، قال: أقبلت انا واصحابي نقتفي أثر زيد فنجده قد دخل بيت حران بن ابي كريمة في سكة البريد في دور ارحب وشاكر فدخلت عليه فقلت له جعلني الله فداك ابا الحسين وانطلق ناس من اصحابه فجاؤا بطبيب يقال له سفيان مولى لبني دواس.

فقال له: إنك إن نزعته من رأسك مت قال: الموت ايسر علي مما انا فيه.

قال: فأخذ الكلبتين فانتزعه فساعة انتزاعه مات صلوات الله عليه.

قال القوم: اين ندفه؟ واين نواريه؟ فقال بعضهم نلبسه درعين ثم نلقيه

[97]

في الماء.

وقال بعضهم: لا بل نحتز رأسه ثم نلقيه بين القتلى.

قال: فقال يحيى بن زيد: لا والله لا يأكل لحم ابي السباع.

وقال بعضهم نحمله إلى العباسية فندنه فيها.

فقبلوا رأيي.

قال: فانطلقنا فحفرنا له حفرتين وفيها يومئذ ماء كثير حتى إذا نحن مكنا له دفناه ثم اجرينا عليه الماء ومعنا عبد سندي.

قال سعيد بن خيثم في حديثه: عبد حبشي كان مولى لعبد الحميد الرؤاسي وكان معمر بن خيثم قد اخذ صفقته لزيد وقال يحيى بن صالح: هو مملوك لزيد سندي وكان حضرهم.

قال ابومخنف عن كهمس قال: كان نبطي يسقي زرعا له حين وجبت الشمس فرآهم حيث دفنوه، فلما اصبح اتى الحكم بن الصلت فدلهم على موضع قبره فسرح اليه يوسف بن عمر، العباس بن سعيد المري.

قال ابومخنف: بعث الحجاج بن القاسم فاستخرجوه على بعير.

قال هشام فحدثني نصر بن قابوس قال: فنظرت والله اليه حين اقبل به على جمل قد شد بالحبال وعليه قميص اصفر هروي فألقي من البعير على باب القصر فخر كأنه جبل.

فأمر به فصلب بالكناسة، وصلب معه معاوية بن إسحاق، وزياد الهندي ونصر بن خزيمة العبسي.

قال ابومخنف: وحدثني عبيد بن كلثوم: انه وجه برأس زيد مع زهرة بن سليم فلما كان بمضيعة ابن ام الحكم ضربه الفالج، فانصرف واتته جائزته من عند هشام.

فحدثني الحسن بن علي الادمي قال: حدثنا ابوبكر الجبلي قال: حدثنا عبدالله بن عبدالرحمن العنبري قال: حدثنا موسى بن محمد قال: حدثنا الوليد بن محمد الموقري قال: كنت مع الزهري بالرصافة فسمع اصوات لعابين.

فقال لي: ياوليد، أنظر ما هذا فأشرفت من كوة في بيته فقلت: هذا رأس زيد بن علي فاستوى جالسا ثم قال: أهلك أهل هذا البيت العجلة.

فقلت: أو يملكون؟ قال

[98]

حدثني علي بن الحسين عن ابيه عن فاطمة ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لها: المهدي من ولدك.

قال أبومخنف: حدثني موسى بن أبي حبيب: انه مكث مصلوبا إلى أيام الوليد ابن يزيد، فلما ظهر يحيى بن زيد كتب الوليد إلى يوسف: " أما بعد.

فإذا أتاك كتابي هذا فانظر عجل اهل العراق فاحرقه وانسفه في اليم نسفا والسلام ".

فأمر به يوسف - لعنه الله - عند ذلك خراش بن حوشب.

فأنزله من جذعه فأحرقه بالنار، ثم جعله في قواصر ثم حمله في سفينة ثم ذراه في الفرات.

حدثني الحسن بن عبدالله قال: حدثنا جعفر بن يحيى الازدي قال: حدثنا محمد بن علي ابن اخت خلاد المقري، قال: حدثنا أبونعيم الملائي عن سماعة بن موسى الطحان قال: رأيت زيد بن علي مصلوبا بالكناسة فما رأى احد له عورة استرسل جلد من بطنه من قدامه ومن خلفه حتى ستر عورته.

حدثنا علي بن الحسين قال: حدثني الحسين بن محمد بن عفير قال: حدثنا ابو حاتم الرازي قال.

حدثنا عبدالله بن ابي بكر العتكي عن جرير بن حازم قال رأيت النبي صلى الله عليه وآله في المنام وهو متساند إلى جذع زيد بن علي وهو مصلوب، وهو يقول للناس.

" أهكذا تفعلون بولدي؟ ".

حدثنا علي بن الحسين قال.حدثني احمد بن سعيد قال.حدثنا يحيى بن الحسن بن جعفر قال.

قتل زيد بن علي - عليه السلام - يوم الجمعة في صفر سنة أحدى وعشرين ومائة.

تسمية من عرف ممن خرج مع زيد بن علي

من أهل العلم ونقلة الآثار والفقهاء قال علي بن الحسين بن محمد الاصفهاني.

حدثنا علي بن العباس ومحمد بن الحسين الاشناني قال.حدثناعباد بن يعقوب قال.حدثنا مطلب بن زياد عن ليث

[99]

قال.

جاء منصور بن المعتمر يدعو إلى الخروج مع زيد بن علي(عليه السلام).

حدثنا علي بن الحسين قال.حدثنا ابوعبدالله الصيرفي قال.حدثنا فضل ابن الحسن المصري قال.سمعت أبا نعيم يقول.

أبطأ منصور عن زيد لما بعثه يدعو اليه فقتل زيد ومنصور غائب عنه فصام سنة يرجو ان يكفر ذلك عنه تأخره ثم خرج بعد ذلك مع عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر.

حدثني احمد بن محمد قال.

اخبرني الحسين بن هاشم في كتابه إلي قال.حدثنا علي بن إبراهيم بن معلى قال.

حدثنا عمرو بن عبدالغفار عن عبدة بن كثير السراج الجرمي قال: قدم يزيد بن ابي زياد مولى بني هاشم صاحب عبدالرحمن بن أبي ليلى الرقة يدعو الناس إلى بيعة زيد بن علي وكان من دعاة زيد بن علي وأجابه ناس من اهل الرقة وكنت فيمن أجابه.

حدثنا علي بن الحسين قال: حدثني علي بن العباس قال: حدثنا أحمد بن يحيى قال: حدثنا عبدالله بن مروان بن معاوية قال: سمعت محمد بن جعفر بن محمد في دار الامارة يقول: رحم الله ابا حنيفة.

لقد تحققت مودته لنا في نصرته زيد ابن علي وفعل بابن المبارك في كتمانه فضائلنا ودعى عليه.

حدثنا علي بن الحسين قال: اخبرنا الحسين بن القاسم قال: حدثنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا عمرو بن عبدالغفار عن عبدة بن كثير الجرمي قال: كتب زيد بن علي إلى هلال بن حباب وهو يومئذ قاضي المدائن فأجابه وبايع له.

حدثنا علي بن الحسين قال: اخبرنا الحسين بن القاسم قال: حدثنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا عمرو قال حدثني عطاء بن مسلم عن سالم بن ابي الحديد قال: أرسلني زيد بن علي إلى زبيد الامامي ادعوه إلى الجهاد معه.

حدثنا علي بن الحسين قال.اخبرني الحسين قال.حدثنا علي بن إبراهيم قال.

حدثنا عمرو عن الفضل بن الزبير قال: قال ابوحنيفة من يأتي زيدافي هذا الشأن من فقهاء الناس؟

[100]

قال.قلت سليمة بن كهيل، ويزيد بن ابي زياد، وهارون بن سعد، وهاشم ابن البريد وابوهاشم الرماني والحجاج بن دينار، وغيرهم فقال لي.

قل لزيد لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك فاستعن بها انت واصحابك في الكراع والسلاح، ثم بعث ذلك معي إلى زيد فأخذه زيد.

حدثنا علي بن الحسين، قال.حدثني ابوعبيدة الصيرفي قال.حدثنا الفضل ابن الحسين المصري قال.حدثنا العباس العنبري قال.حدثنا ابوالوليد قال.حدثنا ابوعوانة قال.فارقني سفيان على انه زيدي.

حدثني علي بن الحسن بن القاسم قال.حدثنا علي بن إبراهيم قال.حدثنا عمرو بن عبدالغفار عن عبدة بن كثير قال.

كان رسول الله زيد إلى خراسان عبدة ابن كثير الجرمي، والحسن بن سعد الفقيه.

حدثنا علي بن الحسين قال: اخبرني الحسين قال.حدثنا علي بن إبراهيم قال.حدثنا عمرو بن عبدالغفار قال.حدثني شريك قال.إني لجالس عند الاعمش إنا وعمرو بن سعيد اخو سفيان بن سعيد الثوري إذ جائنا عثمان بن عمير ابواليقظان الفقيه فجلس إلى الاعمش فقال.اخلنا فإن لنا اليك حاجة.فقال.وما خطبكم هذا شريك وهذا عمرو بن سعيداذكر حاجتك.فقال.أرسلني اليك زيد بن علي ادعوك إلى نصرته والجهاد معه، وهو من عرفت.

قال.اجل ما اعرفني بفضله.اقرياه مني السلام وقولا له.

يقول ذلك الاعمش لست أثق لك - جعلت فداك - بالناس ولو انا وجدنا لك ثلاثمائة رجل اثق بهم لغيرنا لك جوانبها.

حدثنا علي بن الحسين قال: حدثني أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد ابن زيد الثقفي.

قال: حدثنا احمد بن محمد بن عمران بن أبي ليلى، قال: حدثني أبي قال: كان محمد بن أبي ليلى، ومنصور بن المعتمر بايعا زيد بن علي.

قال: وبعث يوسف بن عمر إلى الناس فأخذ عليهم ابواب المسجد فحال بينه وبينهم.

حدثنا علي بن الحسين قال: حدثني الحسين بن محمد بن عفير الانصاري قال

[101]

حدثنا يوسف بن موسى القطان قال: حدثنا حكام بن مسلم قال: حدثنا عنبسة بن سعيد الاسدي: أن أبا حصين قال لقيس بن الربيع: ياقيس.

قال: لبيك.قال لا لبيك ولا سعديك، لتبايعن رجلا من ولد رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تخذله، وذلك أنه بلغه بايع زيد بن علي - رضوان الله عليه -.

وقال فضل بن العباس بن عبدالرحمن بن ربيعة بن الحرث بن عبدالمطلب يرثى زيد بن علي عليه السلام.

ألا ياعين لا ترق وجودي***بدمعك ليس ذا حين الجمود

غداة ابن النبي ابوحسين***صليب بالكناسة فوق عود

يظل على عمودهم ويمسي*** بنفسي اعظم فوق العمود

تعدى الكافر الجبار فيه*** فأخرجه من القبر اللحيد

فظلوا ينبشون ابا حسين***خضيبا بينهم بدم جسيد

فطال به تلعبهم عتوا*** وما قدروا على الروح الصعيد

وجاور في الجنان بني ابيه***واجدادا هم خير الجدود

فكم من والد لابي حسين***من الشهداء او عم شهيد

ومن ابناء اعمام سيلقى***هم أولى به عند الورود

دماء معشر نكثوا اباه***حسينا بعد توكيد العهود

فساراليهم حتى اتاهم***فما أرعوا على تلك العقود

وكيف تضن بالعبرات عينى*** وتطمع بعد زيد في الهجود

وكيف لها الرقاد ولم ترائي*** جياد الخيل تعدوا بالاسود

تجمع للقبائل من معد***ومن قحطان في حلق الحديد

كتائب كلما أردت قتيلا *** تنادت ! ان إلى الاعداء عودي

يأيديهم صفائح مرهفات*** صوارم اخلصت من عهد هود

بها نشفي النفوس إذا التقينا*** ونقتل كل جبار عنيد

[102]

ونحكم في بني الحكم العوالي*** ونجعلهم بها مثل الحصيد

وننزل بالمعيطيين حربا***عمارة منهم وبنو الوليد

وإن تمكن صروف الدهر منكم***وما يأتي من الامر الجديد

نجازيكم بما أوليتمونا***قصاصا او نزيد على المزيد

ونترككم بأرض الشام صرعى***وشتى من قتيل او طريد

تنوء بكم خوامعها وطلس*** وضاري الطير من بقع وسود

ولست بآيس من ان تصيروا***خنازيرا واشباه القرود

وقال ابوثميلة الابار يرثى زيدا عليه السلام.

أبا الحسين اعار فقدك لوعة*** من يلق ما لقيت منها يكمد

فغدا السهاد ولو سواك رمت به*** الاقدار حيث رمت به لم يشهد

ونقول: لا تبعد، وبعدك دؤنا***وكذاك من يلق المنية يبعد

كنت المؤمل للعظائم والنهى*** ترجى لامر الامة المتأود

فقتلت حين رضيت كل مناضل***وصعدت في العلياء كل مصعد

فطلبت غاية سابقين فنلتها*** بالله في سير كريم المورد

وأبى إلاهك ان تموت ولم تسر*** فيهم بسيرة صادق مستنجد

والقتل في ذات الاله سجية ***منكم واحرى بالفعال الامجد

والناس قد امنوا وآل محمد*** من بين مقتول وبين مشرد

نصب إذاألقى الظلام ستوره*** رقد الحمام وليلهم لم يرقد

ياليث شعري والخطوب كثيرة*** أسباب موردها وما لم يورد

ما حجة المستبشرين بقتله*** بالامس اوما عذر أهل المسجد