![]() |
يحيى بن زيد
ويحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام.
وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية، وإياها عنى ابوثميلة الابار بقوله:
فلعل راحم أم موسى والذي*** نجاه من لجج خضم مزبد
سيسر ريطة بعد حزن فؤادها*** يحيى ويحيى في الكتائب يرتدي
وأم ريطة بنت أبي هاشم ريطة بنت الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبدالمطلب وامها ابنة المطلب بن ابي وداعة السهمي.
ذكر السبب في مقتله
حدثنا علي بن الحسين بن محمد الاصبهاني قال: أخبرني به محمد بن علي بن شاذان، قال: حدثنا احمد بن راشد قال: حدثني عمي سعيد بن خثيم بن أبي الهادية العبدي.
حدثنا علي بن الحسين قال: أخبرني احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثني المنذر بن محمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا هشام بن محمد عن أبي مخنف عن سلمة بن ثابت الليثي قال: وخبرنيه ابوالمنذر في كتابه إلى بمثله.
حدثنا على قال: اخبرني احمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي قال: قال ابومخنف لوط بن يحيى حدثنا علي قال: واخبرني علي بن العباس المقانعي قال: حدثنا محمد بن مروان، قال: حدثنا زيد بن المعدل قال: حدثنا يحيى بن صالح الطيالسي عن أبي مخنف عن عبيدة بن كلثوم.
حدثنا علي قال: وأخبرني الحسين ابن القاسم قال: حدثنا علي بن إبراهيم قال: حدثنا عمرو بن عبد الغفار قال: حدثنا
سلم الحذاء وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين.
قالوا: إن زيد بن علي لما قتل ودفنه يحيى ابنه رجع واقام بجبانة السبيع وتفرق الناس عنه فلم يبق معه إلاعشرة نفر.
قال سلمة بن ثابت: فقلت له اين تريد؟ قال: اريد النهرين ومعه ابوالصبار العبدي قال: فقلت له: إن كنت يريد النهرين فقاتل هاهنا حتى نقتل.
قال: أريد نهري كربلاء.
فقلت له: فالنجاء قبل الصبح.
قال: فخرجنا معه فلما جاوزنا الابيات سمعنا الازذان فخرجنا مسرعين.
فكلما استقبلني قوم استطعمتهم فيطعومني الارغفة فأطمعه إياها واصحابي حتى اتينا نينوى فدعوت سابقا فخرج من منزله ودخله يحيى ومضى سابق إلى الفيوم فأقام به وخلف يحيى في منزله.
قال سلمة ومضيت وخليته وكان آخر عهدي به.
قالوا: وخرج يحيى بن زيد إلى المدائن وهي إذ ذاك طريق الناس إلى خراسان وبلغ ذلك يوسف بن عمر فسرح في طلبه حريث بن ابي الجهم الكلبي فورد المدائن وقد فاته يحيى ومضى حتى اتى الري.
قالوا: وكان نزوله بالمدائن على دهقان من اهلها إلى ان خرج منها.
قالوا: ثم خرج من الري حتى أتى سرخس فأتى يزيد بن عمرو التيمي ودعى الحكم بن يزيداحد بني اسيد بن عمرو وكان معه واقام عنده ستة اشهر.
وعلى الحرب بتلك الناحية رجل يعرف بابن حنظلة من قبل عمر بن هبيرة.
واتاه ناس من المحكمة يسألونه ان يخرج معهم فيقاتلون بني امية، فأراد لما رأى من نفاذ رأيهم أن يفعل، فنهاه يزيد بن عمرو وقال: كيف تقاتل بقوم تريد ان تستظهر بهم على عدوك وهم يبرؤون من علي واهل بيته.
فلم يطمئن اليهم غير انه قال لهم جميلا.
ثم خرج فنزل ببلغ على الحريش بن عبدالرحمان الشيباني فلم يزل عنده حتى هلك هشام بن عبدالملك - لعنه الله - وولي الوليد بن يزيد، وكتب يوسف إلى نصر بن سيار، وهو عامل على خراسان حين اخبر ان يحيى بن زيد نازل بها وقال ابعث إلى الحريش حتى يأخذ بحيى اشد الاخذ، فبعث نصر إلى عقيل بن معقل
الليثي، وهو عامله على بلخ ان يأخذ الحريش فلا يفارقه حتى تزهق نفسه ان يأتيه بيحيى بن زيد فدعى به فضربه ستمائة سوط وقال.والله لازهقن نفسك او تأتيني به.
فقال.والله لو كان تحت قدمي ما رفعتها عنه فاصنع ما انت صانع.
فوثب قريش بن الحريش فقال لعقيل.
لا تقتل أبي وانا آتيك بيحيى فوجه معه جماعة فدلهم عليه وهو في بيت جوف بيت فأخذوه ومعه يزيد بن عمر والفضل مولى لعبد القيس كان معه من الكوفة فبعث به عقيل إلى نصر بن سيار فحبسه وقيده وجعله في سلسلة وكتب إلى يوسف بن عمر فأخبره بخبره.
حدثنا علي بن الحسين قال: فحدثني محمد بن العباس البريدي قال: أخبرني الرياشي قال: قال رجل من بني ليث يذكر ما صنع بحيى بن زيد:
اليس بعين الله ما تصنعونه***عشية يحيى موثق في السلاسل
الم تر ليثا ما الذي حتمت به*** لها الويل في سلطانها المتزايل
لقد كشفت للناس ليث عن استها*** اخيرا وصارت ضحكت في القبائل
كلاب عوت لا قدس الله امرها*** فجاءت بصيد لا يحل لآكل
حدثنا علي قال: اخبرني احمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن أن هذا الشعر لعبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب.
حدثنا علي بن الحسين قال: فحدثني عيسى بن الحسين الوراق: قال حدثنا علي ابن محمد النوفلي قال: حدثني أبي عن عمه عيسى قال: لما اطلق يحيى بن زيد وفك حديده صار جماعة من مياسير الشيعة إلى الحداد الذي فك قيده من رجله فسألوه ان يبيعهم إياه، وتنافسوا فيه وتزايدوا حتى بلغ عشرين الف درهم فخاف ان يشيع خبره فيؤخذ منه المال.
فقال لهم:(بعوا) ثمنه بينكم فرضوا بذلك، واعطوه المال فقطعه قطعة قطعة، وقسمه بينهم فاتخذوا منه فصوصا للخواتيم يتبركون بها.
رجع الحديث إلى سياقه: قال: فكتب يوسف بن عمر إلى الوليد - لعنه الله - يعلمه ذلك، فكتب اليه يأمره ان يؤمنه ويخلى سبيله وسبيل اصحابه، فكتب يوسف بذلك ألى نصر ابن سيار فدعى به نصر فأمره بتقوى الله وحذره الفتنة.
فقال له يحيى: وهل في أمة محمد فتنة أعظم مما انتم فيه من سفك الدماء واخذ ما لستم له بأهل؟ فلم يجبه نصر بشئ، وامر له بألفي درهم ونعلين وتقدم اليه ان يلحق بالوليد.
فخرج يحيى حتى قدم سرخس وعليها عبدالله بن قيس بن عباد البكري، فكتب اليه نصر أن اشخص يحيى عن سرخس.
وكتب إلى الحسن بن زيد التميمي عامله على طوس: إذا مر بك يحيى فلا تدعه يقيم ساعة وارسله إلى عامر بن زرارة بأبرشهر ففعلوا ذلك.
ووكل به سرحان بن نوح العنبري وكان على مسلحة المتعب.
فذكر يحيى بن زيد نصر بن سيار فطعن عليه كأنه إنما فعل ذلك مستقلا لما اعطاه وذكر يوسف بن عمر فعرض به وذكر انه يخاف غيلته إياه ثم كف عن ذكره فقال له الرجل: قل ما احببت - رحمك الله - فليس عليك مني عين(1).
فقال: العحب لهذا الذي يقيم الاحراس علي، والله لو شئت ان ابعث اليه فأوتى به وآمر من يتوطاه لفعلت ذلك - يعني الحسين بن زيد التميمي -.
قال: فقلت له: والله ما لك فعل هذا، إنما هو رسم في هذا الطريق لتشبث الاموال.
قال: ثم اتينا عمرو بن زرارة بأبرشهر فأعطى يحيى الف درهم نفقة له ثم اشخصه إلى بيهق فأقبل يحيى من بيهق وهي اقصى عمل خراسان في سبعين رجلا راجعا إلى عمرو بن زرارة وقد اشترى دواب وحمل عليها اصحابه.
فكتب عمرو إلى نصر بن سيار بذلك فكتب نصر إلى عبدالله بن قيس بن عباد البكري عامله بسرخس والحسن بن زيد عامله بطوس ان يمضيا إلى عامله عمرو بن زرارة وهو على أبرشهر وهو أمير عليهم، ثم يقاتلوا يحيى بن زيد.
(1) - وفي نسخة " فليس عليك شئ لولا عين " [ * ]
قال: فأقبلوا إلى عمرو وهو مقيم بأبرشهر فاجتمعوا معه فصار في زهاء عشرة آلاف.
وخرج يحيى بن زيد وما معه إلا سبعين فارسا، فقاتلهم يحيى فهزمهم وقتل عمرو بن زرارة واستباح عسكره واصاب منه دواب كثيرة، ثم اقبل حتى مر بهراة وعليها المغلس بن زياد فلم يعرض احد منهما لصاحبه وقطعها يحيى حتى نزل بأرض الجوزجان فسرح اليه نصر بن سيار سلم بن أحوز في ثمانية آلاف فارس من اهل الشام وغيرهم فلحقه بقرية يقال لها ارغوى وعلى الجوزجان يومئذ حماد بن عمرو السعدي ولحق بيحيى بن زيد ابوالعجارم الحنفي والخشخاش الازدي(1) فأخذ الخشخاش بعد ذلك نصر فقطع يديه ورجليه وقتله.
وعبأ سلم - لعنه الله - اصحابه فجعل سورة بن محمد الكندي على ميمنته وحماد بن عمرو السعدي على ميسرته.
وعبأ يحيى اصحابه على ما كان عبأهم عند قتال عمرو بن زرارة فاقتتلوا ثلاثة أيام ولياليها اشد قتال، حتى قتل اصحاب يحيى كلهم، وأتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل من موالي عنزة يقال له عيسى، فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه.
وأخذ العنزي الذي قتله سلبه، وقميصه فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع ايديهما وارجلهما وقتلهما وصلبهما.
وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله - صلوات الله عليه ورضوانه -.
(1) - وفي نسخة " ولحق بيحيى بن زيد رجل من بني حنيفة يقال له: أبوالعجلان فقتل يومئذ معه، ولحق به الحساس الازدي فقطع نصر بعد لك يده ورجله ".
[ * ]
حدثنا ابوالفرج علي بن الحسين قال: حدثني ابوعبيد الصيرفي قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار قال: حدثنا سهل بن عامر قال: حدثنا جعفر الاحمر قال: رأيت يحيى بن زيد مصلوبا على باب الجوزجان.
قال عمر بن عبدالغفار عن أبيه: فبعث برأسه إلى نصر بن سيار فبعث به نصر إلى الوليد بن يزيد، فلم يزل مصلوبا حتى اذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه فعل ذلك خالد بن ابراهيم ابوداود البكري وحازم بن خزيمة وعيسى بن ماهان.
واراد ابومسلم ان يتبع قتلة يحيى بن زيد فقيل له: عليك بالديوان، فوضعه بين يديه وكان اذا مر به رجل ممن اعان على يحيى قتله حتى لم يدع احدا قدر عليه ممن شهدقتله(1).
(1) - في المحبر " فما زال مصلوبا حتى خرج ابومسلم فأنزله ووراه وتولى الصلاة عليه ودفنه.
ثم اخذ كل من خرج لقتاله وذلك انه تصفح الديوان فنظر إلى كل من كان في بعثه فقتله إلا من اعجزه.
فسود اهل خراسان ثيابهم عليه فصار لهم زيا ".
[ * ]
![]() |