![]() |
محمد بن عبدالله بن عمرو
ومحمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان وإنما ذكرنا خبره معهم لانه كان أخاهم لامهم، وكان هوى لهم وكان عبدالله ابن الحسن يحبه محبة شديدة، فقتل معه لما قتل.
وأمه فاطمة بنت الحسين كان عبدالله بن عمرو تزوجها بعد وفاة الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
وكان السبب في ذلك ما حدثنا محمد بن العباس اليزيدي، والحسن بن علي قالا: حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا زبير بن بكار، وأخبرني به حرمي بن ابي العلاء، قال: حدثنا زبير بن بكار قال: حدثني عمي معصب قال: حدثني محمد بن يحيى عن ايوب بن عمر عن ابن ابي الموالي قال: حدثني عبدالملك بن عبدالعزيز عن يوسف بن الماجشون.
وأخبرني الحسن بن علي قال: حدثني احمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا مصعب دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين قالوا: لما حضرت الحسن بن الحسن الوفاة جزع وجعل يقول: إني لاجد كربا ليس من كرب الموت فقال له بعضهم: ما هذا الجزع؟ تقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو جدك، وعلى علي، والحسن والحسين، وهم آباؤك.
فقال: ما لذلك اجزع، ولكني كأني بعبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان حين اموت قد جاء في مضرجتين او ممصرتين وقد رجل جمته يقول: أنا من بني عبد مناف جئت لاشهد ابن عمي، وما به إلا أن يخطب فاطمة بنت الحسين فإذا مت فلا يدخلن علي.
قال: فصاحت به فاطمة: اتسمع؟ قال: نعم.
قالت: اعتقت كل مملوك لي، وتصدقت بكل مملوك لي إن أنا تزوجت بعدك احدا.
قال: فسكن الحسن وما تنفس وما تحرك حتى قضى - رضوان الله عليه - فلما ارتفع الصياح اقبل عبدالله على الصفة التي ذكرها الحسن فقال بعض القوم: ندخله وقال بعضهم: لا ندخله وقال قوم: وما يضر من دخوله؟ فدخل.
وفاطمة رضوان الله عليها تصك وجهها، فأرسل اليها وصيفا كان معه فجاء فتخطى الناس حتى دنا منها فقال لها: يقول لك مولاي اتقي على وجهك فان لنا فيه أربا.
قال: فأرسلت يدها في كمها وعرف ذلك فيها فما لطمت حتى دفن.
فلما انقضت عدتها خطبها فقالت: كيف بنذري ويميني؟ فقال: نخلف عليك بكل عبد عبدين وبكل شئ شيئين.
ففعل فتزوجته وقد حدثني أحمد بن سعيد في امر تزويجه إياها عن يحيى بن الحسن عن أخيه أبي جعفر عن محمد بن عبدالله البكري عن إسماعيل بن يعقوب: أن فاطمة بنت الحسين لما خطبها عبدالله ابت ان تتزوجه فحلفت أمها عليها أن تزوجه وقامت في الشمس وآلت ألا تبرح حتى تزوجه فكرهت فاطمة أن تخرج فتزوجته.
ذكر السبب في أخذ عبدالله بن الحسن
ابن الحسن وأهله وحبسهم بسبب محمد بن عبدالله ومقتل من قتل منهم أخبرني عمر بن عبدالله العتكي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عبدالملك بن شيبان بن عبدالملك بن مالك بن مسمع قال: لهجت العوام بمحمد بن عبدالله تسميه المهدي حتى كان يقال: محمد بن عبدالله المهدي عليه ثياب يمنية وقبطية.
حدثني عمر قال: حدثني الوليدبن هشام بن محمد قال: حدثني سهل بن بشر قال: سمعت سفيان يقول: ليت هذاالمهدي قد خرج يعني محمد بن عبدالله ابن الحسن.
أخبرني عمر بن عبدالله العتكي قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا الفضل ابن عبدالرحمن الهاشمي وابن داجة.
قال ابوزيد: وحدثني عبدالرحمن بن عمرو ابن جبلة قال: حدثني الحسن بن ايوب مولى بني نمير عن عبدالاعلى بن اعين قال وحدثني إبراهيم بن محمد بن أبي الكرام الجعفري عن ابيه.
وحدثني محمد بن يحيى وحدثني عيسى بن عبدالله بن محمدبن عمر بن علي قال: حدثني أبي وقد دخل حديث بعضهم في حديث اخرين: ان جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالابواء وفيهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس وابوجعفر المنصور وصالح بن علي وعبدالله بن الحسن بن الحسن وابناه محمد وإبراهيم ومحمد بن عبدالله بن عمرو ابن عثمان.
فقال صالح بن علي: قد علمتم انكم الذين تمد الناس اعينهم اليهم وقد جمعكم الله في هذا الموضع فاعقدوا بيعة لرجل منكم تعطونه إياها من انفسكم وتواثقوا على
ذلك حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين.
فحمد الله عبدالله بن الحسن واثنى عليه ثم قال: عد علمتم ان ابني هذا هو المهدي فهلموا فلنبايعه.
وقال ابوجعفر: لاي شئتخدعون انفسكم ووالله لقد علمتم ما الناس إلى احد اطول اعناقا ولا اسرع إجابة منهم إلى هذا الفتى - يريد محمد بن عبدالله.
قالوا: قد - والله - صدقت إن هذا لهو الذي نعلم.
فبايعوا جميعا محمدا ومسحوا على يده.
قال عيسى: وجاء رسول عبدالله بن الحسن إلى أبي ان ائتنا فاننا مجتمعون لامر وارسل بذلك إلى جعفر بن محمد - عليهما السلام - هكذا قال عيسى.
وقال غيره: قال لهم عبدالله بن الحسن: لا نريد جعفرا لئلا يفسد عليكم امركم قال عيسى: فأرسلني ابي انظر ما اجتمعوا عليه.
وارسل جعفر بن محمد عليه السلام محمد بن عبدالله الارقط بن علي بن الحسين فجئناهم فاذابمحمد بن عبدالله يصلي علي طنفسة رجل مثنية، فقلت: ارسلني ابي اليكم لاسألكم لاي شئ اجتمعتم فقال عبدالله: اجتمعنا لبنايع المهدي محمد بن عبدالله.
قالوا: وجاء جعفر بن محمد فأوسع له عبدالله بن الحسن إلى جنبه فتكلم بمثل كلامه فقال جعفر: لا تفعلوا فان هذا الامر لم يأت بعد إن كنت ترى - يعني عبدالله - أن ابنك هذا هو المهدي فليس به ولا هذا اوانه وإن كنت إنما تريد ان تخرجه غضبا لله وليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فانا والله لاندعك وانت شيخنا ونبايع ابنك.
فغضب عبدالله وقال: علمت خلاف ما تقول ووالله ما اطلعك الله على غيبه ولكن يحملك على هذا الحسد لابني.
فقال: والله ما ذاك يحملني ولكن هذا وإخوته وابناؤهم دونكم وضرب بيده على ظهر ابي العباس ثم ضرب بيده على كتف عبدالله بن الحسن وقال: إنها
والله ماهي اليك ولا إلى ابنيك ولكنها لهم.وإن ابنيك لمقتولان.
ثم نهض وتوكأ على يد عبدالعزيز بن عمران الزهري.
فقال: ارايت صاحب الرداء الاصفر - يعني اباجعفر -؟ قال: نعم قال فانا والله نجده يقتله.
قال له عبدالعزيز: ايقتل محمدا؟ قال: نعم.
قال: فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة.
قال: ثم والله ما خرجت من الدنيا حتى رايته قتلهما.
قال: فلما قال جعفر ذلك انفض القوم فافترقوا ولم يجتمعوا بعدها.
وتبعه عبدالصمد وابوجعفر فقالا ياابا عبدالله اتقول هذا؟ قال: نعم اقوله والله واعلمه حدثني علي بن العباس المقانعي قال: اخبرنا بكار بن احمد قال.
حدثنا الحسن بن الحسين عن عنبسة بن نجاد العابد قال.
كان جعفر بن محمد أذا رأى محمد ابن عبدالله بن حسن تغرغرت عيناه ثم يقول.
بنفسي هو إن الناس ليقولون فيه إنه المهدي وإنه لمقتول ليس هذا في كتاب ابيه علي من خلفاء هذه الامة.
اخبرني عمر بن عبدالله قال.حدثنا عمر بن شبة قال.
حدثني جعفر بن محمد بن إسماعيل الهاشمي قال: حدثني ابي عن أبيه قال: كنت انا وجعفر متكئين في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إذ وثب فزعا إلى رجل على بغل، فوقف معه ناحية واضعا يده على معرفة البغل ثم رجع فسألته عنه فقال: إنك لجاهل به هذا محمد بن عبدالله مهدينا أهل البيت.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني غير واحد من أصحابنا: أن محمدا دعا عمرو بن عبيد فاعتل عليه وكان عمرو حسن الطاعة في المعتزلة خلع نعله فخلع ثلاثون الفا نعالهم وكان ابوجعفر يشكر ذلك له وكان عمرو يقول: لا ابايع رجلا حتى اختبر عدله.
حدثني احمد بن إسماعيل قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا غسان عن أبيه عن عبدالله بن موسى عن عبدالله بن سعد الجهني قال: بايع أبوجعفر محمدا مرتين، أنا حاضر إحداهما بمكة في المسجد الحرام فلما
خرج امسك له بالركاب.
ثم قال: أما إنه إن أفضى اليكما الامر نسيت لي هذا الموقف.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن إسماعيل، قال: حدثني عبدالعزيز بن عمران، قال: حدثني عبدالله بن أبي عبيدة ابن محمد بن عمار بن ياسر قال: لما استخلف ابوجعفر لم يكن همه إلا طلب محمد والمسألة عنه وعما يريد فدعا بني هاشم رجلا رجلا فسألهم في خلوة فكلهم يقول: ياامير المؤمنين إنك قد عرفته يطلب هذا الشأن قبل هذا اليوم وهو يخافك على نفسه ولا يريد لك خلافا ولا يحب لك معصية إلا الحسن بن زيد فانه اخبره خبره وقال: والله ما آمن وثوبه عليك والله لا ينام عنك فرأيك.
قال ابن ابي عبيدة: فأيقظ من لا ينام.
حدثني عمر قال: أخبرنا عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن إسماعيل قال: سمعت القاسم بن محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان يقول: أخبرني محمد بن وهب السلمي عن أبي - يعني محمد بن عبدالله العثماني - أن أباجعفر سأل عبدالله ابن الحسن عن ابنيه عام حج، فقال له فيهما مقالة الهاشميين فأخبره انه غير راض أو يأتيه بهما.
قال محمد بن إسماعيل: فحدثني امي عن ابيها قال: إني قلت لسليمان: يااخي صهري صهري، ورحمي رحمي فما ترى؟ فقال د: والله لكأني ارى عبدالله بن علي حين احال أبوجعفر الستر بيننا وبينه وهو يقول لنا هذا ما فعلتم بي ولو كان عافيا عفا عن عمه قال فقبل رأيه.
قال وكان آل عبدالله يرونها صلة من سليمان لهم.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا محمد بن اسماعيل قال: حدثنا الحسن بن علي بن الحسن بن الحسن قال: اختصم بنو عبدالله، وعبيدالله ابني العباس في صدقة العباس التي تدعى السعاية بينبع، فشهد محمد بن عبدالله بن الحسن عند القاضي عثمان بن عمرو التيمي أن ولايتها
كانت لبني عبدالله فأتى داود بن علي محمدا فقال: والله ما ادري ما اكافيك غير انكم تحدثون - وذلك باطل - انك ستلي هذه الامة.
ونتحدث - وذلك حق - ان سيكون منا الخليفة وأئت إلى المدينة فاذا جأءك رسولي وانت في تنور فلا تخرج إلى منة.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن عباد المهلبي عن السندي بن شاهك قال: حدثني عيسى بن عبدالله عن محمد بن عمران عن عقبة بن سلم: أن ابا جعفر دعاه فسأله عن اسمه؟ فقال: عقبة بن سلم بن نافع من الازد.
من بني هناءة.
فقال: إني لارى لك همة وموضعا وإني اريدك لامر انا معنى به.
قال: ارجو ان اصدق ظن أمير المؤمنين.
قال: فأخف شخصك وائتني في يوم كذا.
فأتيته فقال: إن بني عمنا هؤلاء قد ابوا إلا كيدا لملكنا ولهم شيعة بخراسان بقرية كذا يكاتبونهم، ويرسلون اليهم بصدقات والطاف فاخرج بكسي والطاف حتى تأتيهم متنكرا بكتاب تكتبه عن اهل القرية ثم تسير ناحيتهم فان كانوا نزعوا عن رأيهم فأحبب والله بهم واقرب وإن كانوا على رأيهم علمت ذلك وكنت على حذر منهم فاشخص حتى تلقى عبدالله بن الحسن متخشعا فان جبهك وهو فاعل فاصبر وعاوده ابدا حتى يأنس بك فاذا ظهر لك ما قبله فاعجل علي.
ففعل ذلك وفعل به حتى آنس عبدالله بناحيته فقال له عقبة: الجواب فقال.
أما الكتاب فاني لا اكتب إلى احد ولكن انت كتابي اليهم فاقرأهم السلام واخبرهم ان ابني خارج لوقت كذا وكذا، فشخص عقبة حتى قدم على أبي جعفر فأخبره الخبر.
قال ابوزيد.وقال لي محمد بن إسماعيل.وسمعت جدي موسى بن عبدالله وجماعة من اهل الحرمة لعبدالله بن الحسن يذكرون.
انه قدم عليهم فاكتنى ابا عبدالله، وانتسب إلى اليمن، وكان يقرئ ابني محمد ويرويهم الشعر ما رأينا رجلا كان اصبر من الرياء على ما كان يصبر عليه لا ينام الليل ولا يفطر النهار قال موسى.
ثم سألني يوما عن شئ من امرنا؟ فقلت لابي.اعلم والله انه عين
فأمره بالشخوص فهو الذي لم يخف عن ابي جعفر شيئامن أمرنا.
حدثني ابوزيد.وحدثني محمد بن يحيى قال.حدثني الحرث بن إسحاق قال.سئل ابوجعفر لما حج عبدالله بن الحسن عن ابنيه؟ فقال.لا علم لي بهما حتى تغالظا فأمصه ابوجعفر فقال.
ياابا جعفر بأي امهاتي تمصني أبفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أم فاطمة بنت الحسين أم خديجة بنت خويلد ام ام إسحاق بنت طلحة؟ ! قال ولا بواحدة منهن ولكن بالجرباء بنت قسامة بن رومان، فوثب المسيب بن إبراهيم فقال.ياامير المؤمنين.دعني اضرب عنق ابن الفاعلة فقام زياد بن عبدالله فألقى عليه رداءه، فقال.
ياامير المؤمنين هبه لي فأنا استخرج لك ابنيه فخلصه منه.قال ابوزيد.
وحدثني محمد بن عباد عن السندي بن شاهك قال: حدثني بكر بن عبدالله مولى آل أبي بكر قال: حدثني علي بن رياح اخو إبراهيم بن رياح عن صالح صاحب المصلى قال: إني لواقف على رأس أبي جعفر وهو يتغذى بأوطاس وهو متوجه إلى مكة ومعه على مائدته عبدالله بن الحسن وابوالكرام وجماعة من بني العباس فأقبل على عبدالله بن الحسن فقال: ياابا محمد، محمد وإبراهيم اراهما قد استوحشا من ناحيتي وإني لاحب ان يأنسا بي ويأتياني فأصلهما وازوجهما واخلطهما بنفسي قال: وعبدالله يطرق طويلا ثم يرفع رأسه فيقول: وحقك ياامير المؤمنين مالي بهما ولا بموضعهما من البلاد علم ولقد خرجا عن يدي فيقول: لا تفعل اكتب اليهما وإلى من يوصل كتابك اليهما.
قال.وامتنع ابوجعفر من عامة غذائه ذلك اليوم إقبالا على عبدالله بن الحسن وعبدالله يحلف أنه لا يعرف موضعهما، وابوجعفر يكرر عليه.لا تفعل ياابا محمد.لا تفعل ياابا محمد.قال.وكان سبب هرب محمد من ابي جعفر ان ابا جعفر كان عقد له في ناس من المعتزلة.
قال السندي بن شاهك في حديثه: قال أبوجعفر لعقبة بن سلم:
إذا فرغنا من الطعام فلحظتك لحظة فامثل بين يدي عبدالله فانه سيصرف بصره عنك فاستدر حتى تغمز ظهره بإبهام رجلك حتى يملا عينيه منك ثم حسبك وإياك ان يراك ما دام يأكل ففعل عقبة ذلك فلما رآه عبدالله وثب حتى جثا بين يدي ابي جعفر فقال.
اقلني ياامير المؤمنين اقالك الله قال.
لاأقالني الله إن اقلتك ثم أمر بحبسه.
أخبرني عمر بن عبدالله قال.
حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني ايوب بن عمر بن ابي عمرو قال.
أخبرني محمد بن خالد المخزومي قال.
حدثني ابي قال.
اخبرني العباس بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس قال.
لما حج ابوجعفر في سنة اربعين ومائة اتاه عبدالله والحسن ابنا الحسن فانهما وإياي لعنده وهو مشغول بكتاب ينظر فيه إذ تكلم المهدي فلحن، فقال عبدالله.
ياامير المؤمنين ألا تأمر بهذا من يعدل لسانه فانه يفعل كماتفعل الامة؟ قال.
فلم يفهم، وغمزت عبدالله فلم ينتبه وعاد لابي جعفر فأحفظمن ذلك وقال له.
اين ابنك؟ قال.لا ادري قال لتأتيني به.
قال.لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه قال.
ياربيع قم به إلى الحبس.
اخبرني عمر قال.
حدثنا عمر(بن) شبة قال.
حدثني محمد بن يحيى عن الحرث ابن إسحاق قال.
حبس ابوجعفر عبدالله(بن) الحسن في دار مروان في البيت الذي عن يمين الداخل والقى تحته ثلاث حقائب من حقائب الابل محشوة تبنا، وشخص ابوجعفر وعبدالله محبوس فأقام في الحبس ثلاث سنين.
حدثني محمد بن الحسين الاشناني قال.
حدثنا الحسين بن الحكم قال.
حدثنا الحسن بن الحسين قال: حدثني يحيى بن مساور عن يحيى بن عبدالله بن الحسن قال: لما حبس أبي عبدالله بن الحسن واهل بيته جاء محمد بن عبدالله إلى أمي فقال: ياام يحيى ادخلي على ابي السجن وقولي له: يقول لك محمد بأنه يقتل رجل من آل محمد خير من ان يقتل بضعة عشر رجلاقالت: فأتيته فدخلت عليه السجن فاذا هو متكئ على برذعة في رجله سلسلة قالت: فجزعت من ذلك فقال: مهلا ياأم يحيى
فلا تجزعي فما بت ليلة مثلها قالت: فأبلغته قول محمد قالت: فاستوى جالسا ثم قال حفظ الله محمدا، لاولكن قولي له فليأخذ في الارض مذهبا فوالله ما يحتج عند الله غدا إلا أنا، خلقنا وفينا من يطلب هذا الامر.
حدثني احمد بن محمد بن سعيد قال: اخبرنا يحيى بن الحسن قال حدثنا غسان ابن أبي غسان مولى من بني ليث قال حدثني ابي عن الحسن بن زيد قال: دخلنا على عبدالله بن الحسن بن الحسن بعثنا اليه رياح يكلمه في امر ابنيه فاذا به على حقيبة في بيت فيه تبن فتلكم القوم حتى إذا فرغوا من كلامهم اقبل علي فقال: ياابن اخي والله لبليتي اعظم من بلية إبراهيم صلى الله عليه وآله إن الله عزوجل أمر إبراهيم ان يذبح ابنه وهو لله طاعة قال إبراهيم:(إن هذا لهو البلاء المبين) وإنكم جئتموني تكلموني في ان آتي بابني هذا الرجل فيقتلهما وهو لله عزوجل معصية فوالله يابن اخي لقد كنت على فراشي فما يأتيني النوم وإني على ما ترى اطيب نوما.
فأقام عبدالله في الحبس ثلاث سنين.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثني عمر بن شبة قال حدثني ايوب بن عمر قال: حدثني الزبير بن المنذر مولى عبدالرحمن بن العوام قال كان لرياح بن عثمان صاحب يقال له ابوالبختري، فحدثني ان رياحا لما دخلها اميرا قال: ياابا البختري هذه دار مروان اما والله إنها لمحلال مظعان ثم قال لي: ياابا البختري خذ بيدي حتى ندخل على هذا الشيخ فأقبل متكئا علي حتى وقف على عبدالله بن الحسن فقال ايها الشيخ إن امير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قرابة ولا ليد سبقت مني اليه والله لا تتلعب بي كما تلعبت بزياد وابن القسري والله لازهقن نفسك او لتأتيني بابنيك محمد وابراهيم.
قال: فرفع اليه رأسه وقال: نعم اما والله إنك لازيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة.
قال: فانصرف والله رياح آخذا بيدي أجد برد يده وإن رجليه ليخطان
مما كلمه.
قال: قلت: إن هذا والله ما اطلع على علم الغيب.
قال: إيها ويلك والله ما قال إلا ما سمع.
قال: فذبح والله كما تذبح الشاة.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال حدثني محمد بن يحيى عن الحرث ابن إسحاق قال لم يزل بنو الحسن محبوسين عند رياح حتى حج أبو جعفر سنة اربع واربعين ومائة، فتلقاه رياح بالربذة فرده إلى المدينة وامره باشخاص بني الحسن اليه وباشخاص محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان وهو اخو بني حسن لامهم جميعا فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب فأرسل اليه رياح وكان بما له ببدر فحدره إلى المدينة.
أخبرني عمر قال: حدثني عمر بن شبة قال حدثني عيسى بن عبدالله قال: حدثني علي بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي قال: حضرت باب رياح في المقصورة فقال الآذن: من كان هاهنا من بني الحسن فليدخل.
فقال لي عمي عمر بن محمد: انظر ما يصنع بالقوم.
قال: فدخلوا من باب المقصورة وخرجوا من باب مروان.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا ابوزيد قال: حدثني عيسى بن عبدالله قال: حدثني عبدالله بن عمران بن ابي فروة قال: الذي حدرهم إلى الربذة ابوالازهر.
قال ابوالفرج علي بن الحسين الاصبهاني: حدثني احمد بن عيسى العجلي ومحمد بن الحسين الاشناني وعلي بن العباس المقانعي قالوا: حدثناعباد بن يعقوب قال: اخبرني الحسين بن زيد بن علي.
وحدثني احمد بن الجعد قال: حدثنا عبدالله بن مروان بن معاوية الفزاري قال: حدثنا الحسين بن زيد.
واخبرني عمر ابن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني ابن زبالة عن الحسين بن زيد واخبرني إسماعيل بن محمد المزني قال: حدثنا ابوغسان قال: حدثنا الحسين بن زيد.
وقد دخل حديث بعضهم في حديث الآخرين قال: إني لواقف بين القبر والمنبر إذ رأيت بني الحسن يخرج بهم من دار مروان مع ابي الازهريراد بهم
الربذة فأرسل إلي جعفر بن محمد فقال: ما وراءك؟ قلت: رايت بني الحسن يخرج بهم في محامل.
فقال: اجلس.فجلست.
قال: فدعا غلاما له ثم دعا ربه كثيرا ثم قال لغلامه: اذهب فاذا حملوا فأت فأخبرني.
قال: فأتاه الرسول فقال: قد اقبل بهم.
فقام جعفر فوقف وراء ستر شعر ابيض من ورائه فطلع بعبدالله بن الحسن وإبراهيم بن الحسن وجميع اهلهم كل واحد منهم معاد له مسود فلما نظر اليهم جعفر ابن محمد هملت عيناه حتى جرت دموعه على لحيته ثم اقبل علي فقال: ياابا عبدالله والله لا تحفظ لله حرمة بعد هذا، والله ما وفت الانصار ولا ابناء الانصار لرسول الله صلى الله عليه وآله بمااعطوه من البيعة على العقبة.
ثم قال جعفر: حدثني ابي عن ابيه عن جده عن علي بن ابي طالب ان النبي صلى الله عليه وآله قال له: " خذ عليهم البيعة بالعقبة " فقال كيف آخذ عليهم؟ قال: خذ عليهم يبايعون الله ورسوله قال ابن الجعد في حديثه على ان يطاع الله فلا يعصى.
وقال الآخرون: على ان تمنعوا رسول الله وذريته مما تمنعون منه انفسكم وذراريكم.
قال: فوالله ما وفوا له حتى خرج من بين اظهرهم ثم لا احد يمنع يد لامس اللهم فاشدد وطأتك على الانصار.
أخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عثمان بن المنذر قال: لماان خرج ببني الحسن قام ابن حصين فقال: ألا رجل او رجلان يعاقداني على هؤلاء القوم؟ فوالله لاقطعن بهم الطريق فلم يجبه احد.
أخبرني عمر قال: حدثني ابوزيد قال: حدثنا القحدمي قال: حدثني عبدالله بن عثمان عن محمد بن هاشم بن البريد مولى معاوية قال: كنت بالربذة فأتى ببني الحسن مغلولين معهم العثماني كأنه خلق من فضة فأقعدوا فلم يلبثوا ان خرج رجل من عند ابي جعفر المنصور فقال: اين محمد بن عبدالله العثماني؟ فقام فدخل فلم نلبث ان سمعنا وقع السياط.
قال: فأخرج كأنه زنجي قد غيرت السياط لونه واسالت دمه واصاب سوط منها إحدى عينيه فسالت واقعد إلى جنب اخيه عبدالله ابن الحسن فعطش فاستسقى.
فقال عبدالله بن الحسن: من يسقي ابن رسول الله
صلى الله عليه وآله ماء؟ فتحاماه الناس وجاءه خراساني بماء فسلمه اليه فشرب ثم لبث هنيهة فخرج ابوجعفر في محمل والربيع معاد له.
فقال عبدالله بن الحسن: ياابا جعفر والله ما هكذا فعلنا بأسراكم يوم بدر.
فأخسأه ابوجعفر وثقل عليه ومضى ولم يعرج.
اخبرني عمر بن عبدالله قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني عيسى قال حدثني مسكين بن عمرو قال: قال ابوجعفر له.
اليس ابنتك التي تختضب للزناء؟ قال.
لو عرفتها علمت انها كما تسرك من نساء قومك.
قال.ياابن الفاعلة.قال.ياابا جعفر اي نساء الجنة تزنى؟ افاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله؟ ام فاطمة بنت الحسين ام خديجة بنت خويلد؟ قال.
فضربه ثم شخص به.قال ابوزيد.
وحدثني محمد بن ابي حرب انه قال له.
اليس ابنتك تحت ابن عبدالله؟ قال.
بلى ولا عهد لي به إلا بمنى في سنة كذا وكذا.
قال.فهل رايت ابنتك تمتشط وتختضب؟ قال.نعم.
قال فهي إذن فاعلة؟ قال.
مه ياامير المؤمنين اتقول هذا لابنة عمك؟ قال.
ياابن اللخناء.قال.اي امهاتي تلخن؟ قال.
يابن الفاعلة.ثم ضرب وجهه.
اخبرني عمر بن عبدالله قال حدثنا ابوبكر - يريد عمر بن شبة - قال.
حدثنا ابن عائشة قال.
اراد ابوجعفر ان يغيظ عبدالله بن الحسن فضرب العثماني وجعل بعيره امام بعير عبدالله فكان اذا رأى ظهره واثر السياط فيه يجزع.
اخبرني عمر قال.
حدثنا ابوزيد قال.
حدثني موسى بن سعيد عن ابيه قال.
لما ضرب محمد العثماني لصق رداؤه بظهره فجف فأرادوا ان يخلصوه، فصاح عبدالله بن الحسن.
لا ثم دعا بزيت فأمر به فطلى به الرداء ثم سلوه سلا.
اخبرنا عمر قال.
حدثنا ابوزيد قال.
حدثني عيسى قال.
حدثني سليمان
ابن دواد بن الحسن قال.
ما رايت عبدالله جزع من شئ إلا يوما واحدا فان بعير محمد بن عبدالله انبعث به وهو غافل لم يتأهب له وفي رجليه سلسلة وفي عنقه زمارة فهوى وعلقت الزمارة بالمحمل فرايته منوطا بعنقه يضطرب ورايت عبدالله ابن حسن جزع وبكى بكاء شديدا.
اخبرني عمر بن عبدالله قال حدثنا ابوزيد قال.
حدثني عيسى بن زيد قال حدثني صاحب محمد بن عبدالله.
ان محمدا وإبراهيم كانا يأتيان اباهما معتمين في هيئة الاعراب فيستأذنانه في الخروج فيقول.
لا تعجلاحتى تملكا ويقول.
إن منعكما ابوجعفر ان تعيشا كريمين فلا يمنعكما ان تموتا كريمين.
اخبرني عمر قال، حدثنا عمر بن شبة قال، حدثني موسى بن عبدالله عن ابيه عن جده قال، لما صرنا بالربذة ارسل ابوجعفر إلى ابي، ان ارسل إلي احدكم واعلم انه غير عائد اليك ابدا، قال فابتدره بنو اخيه يعرضون عليه انفسهم فجزاهم خيرا وقال، انا اكره ان افجعهم بكم ولكن اذهب انت ياموسى، قال، فذهبت وانا يومئذ حديث السن فلما نظر إلي قال، لا انعم الله بك عينا، السياط ياغلام فضربت والله حتى غشى علي قال، فما ادري بالضرب قال، فرفعت السياط واستقربني فقربت منه فقال، اتدري ما هذا؟ هذا فيض فاض مني فأفرغته عليك منه سجلا لم استطع رده ومن ورائه والله الموت او تفتدي منه، قلت، ياامير المؤمنين والله مالي ذنب وإني لمنعزل من هذا، قال، انطلق فأتني بأخويك، قال: تبعثني إلى رياح فيضع على العيون والرصد فلا اسلك طريقا إلا اتبعني له رسول، ويعلم ذلك اخواي فيهربان مني، فكتب إلى رياح لا سلطان لك على موسى، وارسل معي حرسا امرهم ان يكتبوا اليه بخبري.
قال ابوزيد: وحدثني عمر بن شبة قال: حدثني محمد بن إسماعيل قال: حدثني موسى، قال: ارسل ابي إلى ابي جعفر: إني كاتب إلى محمد، وإبراهيم
فأرسل موسى عسى أن يلقاهما، وكتب اليهما أن يأتياه، وقال لي ابلغهما عني فلا يأتيا ابدا وإنما أراد ان يفلتني من يده وكان أرق الناس علي، وكنت اصغر ولد هند، وارسل اليهما:
يابني أمية إني عنكما غان***وما الغنى غير أني مرعش فان
يابني أمية إلا ترحما كبري*** فإنما أنتما والثكل مثلان
أخبرني عمر، قال: حدثنا أبوزيد قال: حدثني عبدالله بن راشد بن بريد قال: سمعت الجراح بن عمر وغيره يقولون: لما قدم بعبدالله بن الحسن وأهله مقيدين، وأشرف بهم على النجف، قال لاصحابه: أما ترون في هذه القرية من يمنعنا من هذا الطاغية؟ قال.
فلقيه ابنا اخي الحسن وعلي مشتملين على سيفين، فقالا له: قد جئناك يابن رسول الله فمرنا بالذي تريد.
فقال: قد قضيتما ما عليكما ولن تغنيا في هؤلاء شيئا فانصرفا.
أخبرني عمر قال: حدثنا ابوزيد قال: حدثنا إبراهيم، قال: حبسهم ابو جعفر في قصر لابن هبيرة في شرقي الكوفة مما يلي بغداد.
أخبرني عمر قال: اخبرنا ابوزيد قال: حدثني عبدالملك بن شيبان قال: حدثني إسحاق بن عيسى عن ابيه قال.
أرسل إلى عبدالله بن الحسن، وهو محبوس فاستأذنت أبا جعفر في ذلك فأذن لي فلقيته فاستسقاني ماء باردا، فأرسلت إلى منزلي فأتى بقلة فيها ماء وثلج فانه ليشرب إذ دخل ابوالازهر فأبصره يشرب القلة وهي على فيه فضرب القلة برجله فألقى ثنييه، فأخبرت ابا جعفر فقال.
اله عن هذا ياأبا العباس.
أخبرني عمر بن عبدالله قال حدثنا ابوزيد قال.
حدثني عيسى - يعني ابن عبدالله - قال.
حدثنا عبدالله بن عمران قال حدثني ابوالازهر قال قال لي عبدالله ابن الحسن.
أبغي حجاما فقداحتجت اليه فاستأذنت أمير المؤمنين في ذلك فقال.يأتيه حجام مجيد.
أخبرني عمر قال حدثنا ابوزيد قال.
حدثني الفضل بن عبدالرحمن قال.
حدثني أبي قال.
مات ميت من آل الحسن وهم بالهاشمية محبوسون فأخرج عبدالله ابن الحسن يرسف في قيوده ليصلي عليه.
أخبرني عمر قال.
حدثنا ابوزيد قال.
حدثني عيسى قال.
حدثني مسكين ابن عمرو قال.
ضرب ابوجعفر عنق العثماني، ثم بعث برأسه إلى خراسان وبعث معه بقوم يحلفون ان محمد بن عبدالله بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرني عمر قال.
حدثنا ابوزيد قال.
حدثني عيسى قال.
حدثني عبد الرحمن بن عمران بن ابي فروة قال.
كنا نأتي ابا الازهر بالهاشمية انا والشعباني وكان ابوجعفر يكتب اليه " من عبدالله امير المؤمنين إلى أبي الازهر ومولاه " ويكتب اليه ابوالازهر.
" إلى أبي جعفر من أبي الازهرعبده " فلما كان ذات يوم ونحن عنده وكان ابوجعفر قد ترك له ثلاثة أيام لا يبوء بها وكان نخلو معه في تلك الايام فأتاه كتاب من أبي جعفر فقرأه ودخل إلى بني الحسن وهم محبوسون فتناولت الكتات فقرأته فاذا فيه.
" انظر ياابا الازهر ما أمرتك به في أمر مذلة فأنفذه وعجله ".
قال.وقرأ الشعباني الكتاب فقال.
تدري من مذلة؟ قلت.لا والله.
قال: هو والله عبدالله بن الحسن فانظر ما هو صانع فلم يلبث أن جاء أبو الازهر فجلس فقال: والله قد هلك عبدالله بن الحسن ثم لبث قليلا ثم دخل وخرج مكتئبا فقال: إخبرني عن علي بن الحسن أي رجل هو؟ قال قلت: أمصدق أنا عندك؟ قال: وفوق ذلك.
قلت: هو والله خير من تظله هذه وتقله هذه ! قال: فقد - والله - ذهب.
أخبرني عمر قال: حدثنا ابوزيد قال: حدثنا ابن عائشة قال: سمعت مولى لبني دارم يقول: قلت لبشير الرحال: ما يسرعك إلى الخروج على هذا الرجل؟ قال: إنه أرسل إلي بعد(أخذه) عبدالله فأتيته فأمرني يوما بدخول بيت فدخلته فاذا بعبدالله بن الحسن مقتول فسقطت مغشيا علي فلما افقت اعطيت الله
عهدا لا يختلف في أمره سيفان إلا كنت مع الذي عليه منهما.
وذكر محمد بن علي بن حمزة أنه سمع من يذكر ان يعقوب وإسحاق ومحمدا وإبراهيم بني الحسن قتلوا في الحبس بضروب من القتل وان إبراهيم بن الحسن دفن حيا، وطرح على عبدالله بن الحسن بيت، رضوان الله عليهم.
وقال إبراهيم بن عبدالله - فيما أخبرني عمر بن عبدالله العتكي، عن أبيه عن أبي زيد عن المدائني - يذكر اباه واهله وحملهم وحبسهم:
ما ذكرك الدمنة القفار وأه *** ل الدار مانأوا عنك او قربوا
إلا سفاها وقد تفرعك ال *** شيب بلون كأنه العطب
ومر خمسون من سنيك كما***عد لك الحاسبون إذ حسبوا
فعد ذكر الشباب لست له***ولا اليك الشباب ينقلب
إني عرتني الهموم واحتضر ال ***هم وسادي والقلب منشعب
واستخرج الناس للشفاء وخلف*** ت لدهر بظهره حدب
اعوج استعدت اللئام به*** ويحنو به الكرام إن شربوا(1)
نفسي فدت شيبة هناك وظن *** بوبا به من قيودهم ندب
والسادة الغر من ذويه فما***روقب فيهم آل ولا نسب
ياحلق القيد ماتضمنت من*** حلم وبر يزينه حسب
وأمهات من الفواطم أخ*** لمصتك بيض عقايل عرب
كيف اعتذاري إلى الاله ***ولم يشهر فيك المأثورة القضب
(1) - وفي نسخة: ***" يستعذب اللئام به * ويحتويه الكرام اليه سربوا " [ * ]***
ولم اقد غارة ململمة*** فيها بنات الصريح تنتحب
والسابقات الجياد والاسل ال *** سمر وفيها اسنة ذرب
حتى توفى بني ثبيلة بال*** قسط بكيل الصاع الذي اختلبوا
بالقتل قتلا وبالاسير الذي*** في القد اسرى مصفودة سلب
اصبح آل الرسول احمد في ال *** ناس كذي عرة به جرب
بؤسا لهم ما جنت أكفهم *** وأي حبل من أمة قضبوا
وأي عهد خانوا الاله به*** شد بميثاق عقده الكذب
قال ابوزيد هذه القصيدة لغالب الهمداني.
وذكر حرمي بن ابي العلاء عن الزبير أنها لابراهيم، ووافق المدائني على ذلك.ولعل أبا زيد أن يكون وهم.
![]() |