عبدالله بن الحسن

وعبدالله بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الذي يقال له ابن الافطس.

ويكنى أبا محمد.

وأمه أم سعيد بنت سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف.

حدثني احمد بن سعيد، قال: حدثنايحيى بن الحسن قال: حدثني عبدالله ابن الحسين بن زيد، قال: حدثني من رأى عبدالله بن الحسن بن الافطس يوم فخ متقلدا سيفين يقاتل بهما.

حدثني احمد بن سعيد، قال: حدثنا يحيى، قال: سمعت عبدالله بن حمزة يحكى عمن شهد ذلك، قال: ما كان بفخ احد اشد غناء من عبدالله بن الحسن بن علي بن علي.

حدثني احمد، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا عبدالله بن محمد بن عمر: ان الحسين صاحب فخ اوصى إلى عبدالله بن الحسن بن علي بن علي إن حدث به حدث فالامر اليه.

 

ذكر الخبر عن مقتله

حدثني احمد بن عبيدالله بن عمار، قال: حدثني النوفلي عن ابيه، قال: كان الرشيد مغرى بالمسألة عن أمر آل ابي طالب، وعمن له ذكر ونباهة منهم فسأل يوما الفضل بن يحيى هل سمعت بخراسان ذكرا لاحد منهم؟

[328]

قال: لا والله ولقد جهدت فما ذكر لي احد منهم، إلا اني سمعت رجلا يقول وذكر موضعا، فقال: ينزل فيه عبدالله بن الحسن بن علي، ولم يزد على هذا.

فوجه الرشيد من وقته إلى المدينة فأخذ فجئ به، فلما ادخل عليه قال له: بلغني أنك تجمع الزيدية وتدعوهم إلى الخروج معك.

قال: قال نشدتك بالله ياامير المؤمنين في دمي، فوالله ما انا من هذه الطبقة ولا لي فيهم ذكر، وإن اصحاب هذا الشأن بخلافي، انا غلام نشأت بالمدينة، وفي صحاريها اسعى على قدمي، واتصيد بالبواشيق ما هممت بغير ذلك قط.

قال: صدقت، ولكني انزلك دارا، واوكل بك رجلا واحدا يكون معك ولا يحجبك احدا يدخل عليك، وإن اردت ان تلعب بالحمام فافعل.

فقال: ياامير المؤمنين، نشدتك بالله في دمي، فوالله لئن فعلت ذلك بي لاوسوسن وليذهبن عقلي.

فلم يقبل ذلك منه وحبسه، فلم يزل يحتال لان تصل رقعته إلى الرشيد حتى قدر على ذلك، فأنفذ اليه رقعة مختومة فيها كل كلام قبيح وكل شتم شنيع، فلما قرأها طرحها وقال: قد ضاق صدر هذاالفتى فهو يتعرض للقتل وما يحملني فعله ذلك على قتله.

ثم دعا جعفر بن يحيى فأمره أن يحوله اليه ويوسع عليه في محبسه.

فلما كان يوم غد، وهو يوم نيروز، قدمه جعفر بن يحيى فضرب عنقه وغسل رأسه وجعله في منديل، واهداه إلى الرشيدمع هدايا، فقبلها وقدمت اليه فلما نظر إلى الرأس افظعه فقال له: ويحك لم فعلت هذا؟ قال: لاقدامه على ما كتب به إلى امير المؤمنين، وبسط يده ولسانه بما بسطهما.

قال: ويحك فقتلك إياه بغير امري اعظم من فعله.

ثم امربغسله ودفنه.

فلما كان من امره ما كان في امر جعفر قال لمسرور: إذا اردت قتله فقل له هذا بعبدالله بن الحسن بن عمي الذي قتلته بغير امري.

فقالها مسرور عند قتله إياه.