161 ـ عن عبدالاعلى قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): بلغنا وفاة الامام؟ قال:
عليكم النفر، قلت جميعا؟ قال: ان الله يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا) الاية، قلت: نفرنا فمات بعضنا في الطريق؟ قال: فقال: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) إلى قوله (أجره على الله) قلت: فقدمنا المدينة، فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره؟ (1) قال: ان هذا الامر لا يكون الا بأمربين، هو الذى اذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان (2)
162 ـ عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: تفقهوا فان من لم يتفقه منكم فانه أعرابى ان الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون) (3)
163 ـ عن عمران بن عبدالله القمى (4) عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) قال: الديلم. (5)
164 ـ عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر (عليه السلام) (واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) يقول: شكا إلى شكهم (6)
165 ـ عن ثعلبة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى: (لقد جائكم رسول من انفسكم) قال: فينا (عزيز عليه ما عنتم) قال: فينا (حريص عليكم) قال: فينا (بالمؤمنين رؤف رحيم) قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعة وثلاثة لنا (7).
166 ـ عن عبدالله بن سليمان عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: تلا هذه الاية (لقد جائكم رسول من أنفسكم) قال: من أنفسنا قال: (عزيز عليه ما عنتم) قال: ما عنتنا قال:
(حريص عليكم) قال: علينا (بالمؤمنين رؤف رحيم) قال بشيعتنا رؤف رحيم فلنا ثلثة أرباعها، ولشيعتنا ربعها (8)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ارخى الستر: اسدله وارسله، واللفظ كنابة.
(2) البرهان ج 2: 173. البحار ج 7: 422.
(3) البرهان ج 2: 173. البحار ج 1: 68.
(4) وفى بعض النسخ (التميمى) وفى آخر (التيمى) ولكن الظاهر وهو المختار و هما تصحيفه.
(5 ـ 8) البرهان ج 2: 173. الصافى ج 1: 741 ـ 742.
===============
(119)
بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة يونس
1 ـ عن أبان بن ـ عثمان عن محمد قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): اقرأ قلت: من أى شئ أقرأ قال ـ أقرأ ـ من السورة السابعة، قال: فجعلت ألتمسها، فقال: اقرأ سورة يونس فقرأت حتى انتهيت إلى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة) ثم قال: حسبك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انى لاعجب كيف لا اشيب اذا قرأت القرآن (1)
2 ـ عن فضيل الرسان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرأ سورة يونس في كل شهرين أو ثلثة لم يخف أن يكون من الجاهلين، وكان يوم القيمة من المقربين (2)
3 ـ عن يونس عمن ذكره في قول الله: (وبشر الذين آمنوا) إلى آخر الاية قال الولاية (3)
4 ـ عن يونس بن عبدالرحمن عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله (وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قال: الولاية (4)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البحار ج 19: 70. البرهان ج 2: 175 ـ 176.
(3 ـ 4) البحار ج 9: 95. البرهان ج 2: 177. الصافى ج 1: 745 وقال الفيض رحمه الله: وهذا لان الولاية من شروط الشفاعة وهما متلازمان.
===============
(120)
5 ـ عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (وبشر الذين آمنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم) قال: هو رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1)
6 ـ عن أبى جعفر عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: (ان الله خلق السموات و الارض في ستة ايام) فالسنة تنقص ستة ايام (2)
7 ـ عن الصباح بن سيابة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان الله خلق الشهور اثنا عشر شهرا وهى ثلثمائة وستون يوما، فخرج منها ستة أيام خلق فيها السموات و الارض، فمن ثم تقاصرت الشهور (3)
8 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان الله جل ذكره وتقدست اسماؤه خلق الارض قبل السماء، ثم استوى على العرش لتدبير الامور (4)
9 ـ عن زيد الشحام عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن التسبيح، فقال: هو اسم من اسماء الله ودعوى أهل الجنة (5)
10 ـ عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: (واذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقائنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لى ان ابدله من تلقاء نفسى ان أتبع الا ما يوحى إلى) قالوا: بدل كان على أبوبكر أو عمر اتبعناه (6)
11 ـ عن أبى السفاتج عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله (ائت بقرآن غير هذا أو بدله) يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام) (7)
12 ـ عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (انى أخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم) حتى نزلت سورة الفتح، فلم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 177. البحار ج 9: 95. الصافى ج 1: 744.
(2) البرهان ج 2: 177. البحار ج 14: 21.
(3 ـ 4) البرهان ج 2: 177.
(5) البرهان ج 2: 180. الصافى ج 1: 476.
(6 ـ 7) البرهان ج 2: 180. البحار ج 9: 111.
===============
(121)
يعد إلى ذلك الكلام (1)
13 ـ عن منصور بن يونس عن أبى عبدالله ثلاث يرجعن على صاحبهن:
النكث والبغى والمكر، قال الله: (يا أيها الناس انما بغيكم على أنفسكم) (2)
14 ـ عن الفضيل بن يسار قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): جعلت فداك انا نتحدث ان لآل جعفر راية ولآل فلان راية، فهل في ذلك شئ؟ فقال: اما لآل جعفر فلا، و اما راية بنى فلان فان لهم ملكان مبطئا يقربون فيه البعيد، ويبعدون فيه القريب وسلطانهم عسر ليس فيه يسر، لا يعرفون في سلطانهم من اعلام الخير شيئا، يصيبهم فيه فزعات (3) كل ذلك كل ذلك يتجلى عنهم حتى اذا أمنوا مكر الله وأمنوا عذابه وظنوا انهم قدر الكافر (4) صيح فيهم صيحة لم يكن فيها مناد يسمعهم ولا يجمعهم وذلك قول الله (حتى اذا أخذت الارض زخرفها) إلى قوله (لقوم يتفكرون) ألا انه ليس أحد من الظلمة الا ولهم بقيا الا آل فلان، فانهم لا بقيا لهم قال: جعلت فداك أليس لهم بقيا؟ قال: لا ولكنهم يصيبون منادما فيظلمهم ـ نحن وشيعتنا ومن يظلمه ـ نحن وشيعتنا فلا بقيا له. (5)
15 ـ عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد اغرورقت عيناه (6) بمائها الا حرم الله ذلك الجسد على النار، وما فاضت عين من خشية الله الا لم يرهق ذلك الوجه قتر (7) ولا ذلة (8)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البرهان ج 2: 181. الصافى ج 1: 749.
(3) وفى نسخة الاصل كنسخة البرهان (زرعات فزرعات ذلك الخ) والمختار هو الموافق لنسخة البحار.
(4) وفى نسخة البرهان هكذا (وظنوا فعلموا انهم قد زال المكافاة صيح فيهم الخ) وفى نسخة البحار (وظنوا انهم قد استقروا صيح الخ).
(5) البحار ج 11: 72. البرهان ج 2: 182.
(6) اغرورقت عيناه: دمعتا كانهما غرقتا في دمعهما.
(7) رهق الشئ فلانا: غشيه ولحقه وقيل دنا منه سواء اخذه ام لم يأخذه. والقتر ـ محركة ـ: الغبار فيها سواد كالدخان.
(8) البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184.
===============
(122)
16 ـ عن محمد بن مروان عن رجل عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ما من شئ الاوله وزن او ثواب الا الدموع، فان القطرة يطفى البحار من النار، فاذا اغر ورقت عيناه بمائها حرم الله عزوجل ساير جسده على النار، وان سالت الدموع على خديه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة ولو ان عبدا بكى في امة لرحمها الله (1)
17 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (كانما غشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) قال: أما ترى البيت اذا كان الليل كان أشد سوادا من خارج فكذلك وجوههم تزداد سوادا (2)
18 ـ عن عمرو بن أبى القاسم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) وذكر أصحاب النبى (عليه السلام) ثم قرأ (أفمن يهدى إلى الحق أحق أن يتبع) إلى قوله: (يحكمون) فقلنا: من هو أصلحك الله؟ فقال: بلغنا ان ذلك على (عليه السلام). (3)
19 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سئل عن الامور العظام الذى تكون مما لم يكن، فقال لم يأن (يكن خ ل) أوان كشفها بعد، وذلك قوله:
(بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله). (4)
20 ـ عن حمران قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الامور العظام من الرجعة وغيرها؟ فقال: ان هذا الذى تسئلونى عنه لم يأت أوانه، قال الله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله). (5)
21 ـ عن أبى السفاتج قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): آيتان في كتاب الله حصر (حظر خ ل) الله (6) الناس، ألا يقولوا ما لا يعلمون، قول الله: (الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق) وقوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (7)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 19: 47. البرهان ج 2: 184.
(2) البحار ج 3: 246. البرهان ج 2: 184 الصافى ج 1: 751.
(3) البرهان ج 2: 186.
(6) وفى نور الثقلين (خص الله..) ولعله الاصح.
(4 ـ 7) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافى ج 1: 753.
===============
(123)
22 ـ عن اسحق بن عبدالعزيز قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله خص هذه الامة بآيتين من كتابه: ألا يقولوا ما لا يعلمون، وألا يردوا ما لا يعلمون، ثم قرأ: (الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب) الاية وقوله: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) إلى قوله: (الظالمين). (1)
23 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية (لكل
امة رسول فاذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط وهم لا يظلمون) قال: تفسيرها بالباطن ان لكل قرن من هذه الامة رسولا من آل محمد يخرج إلى القرن الذى هو اليهم رسول، وهم الاولياء وهم الرسل، واما قوله: (فاذا جاء رسولهم قضى بينهم بالقسط) قال: معناه ان الرسل يقضون بالقسط وهم لا يظلمون كما قال الله (2)
24 ـ عن حمران قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) قال: هو الذى سمى لملك الموت (عليه السلام) في ليلة القدر (3)
25 ـ عن يحيى بن سعيد عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن ابيه في قول الله: (ويستنبئونك أحق هو قل اى وربى) فقال: يستنبئك يا محمد اهل مكة عن على بن ابيطالب اماما هو؟ قل اى وربى انه لحق (4)
26 ـ عن حماد بن عيسى عمن رواه عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سئل عن قول الله:
(واسروا الندامة لما رأوا العذاب) قال: قيل له: وما ينفعهم اسرار الندامة وهم في العذاب؟ قال: كرهوا شماتة الاعداء (5)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 186. البحار ج 1: 87. الصافى ج 1: 753.
(2) البرهان ج 2: 186. البحار ج 7: 155. الصافى ج 1: 475.
(3) البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 131. الصافى ج 1: 755.
(4) البرهان ج 2: 187.
(5) البرهان ج 2: 187. البحار ج 3: 246.
===============
(124)
27 ـ عن السكونى ان ابى عبدالله (عليه السلام) عن ابيه (عليه السلام) قال: شكى رجل إلى النبى (صلى الله عليه وآله) وجعا في صدره، فقال: استشف بالقرآن لان الله يقول: (وشفاء لما في الصدور) (1)
28 ـ عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) قال: فليفرح شيعتنا هو خير مما اعطى عدونا من الذهب و الفضة (2)
29 ـ عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قلت: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) فقال: الاقرار بنبوة محمد عليه وآله السلام والايتمام بامير المؤمنين (عليه السلام) هو خير مما يجمع هؤلاء في دنياهم (3)
30 ـ عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عن بعض الفقهاء قال: قال: امير المؤمنين (ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) ثم قال: تدرون من اولياء الله؟ قالوا: من هم يا امير المؤمنين؟ فقال: هم نحن وأتباعنا، فمن تبعنا من بعدنا طوبى لنا طوبى لنا وطوبا لهم، وطوباهم افضل من طوبانا، قيل: ما شأن طوباهم افضل من طوبانا؟ ألسنا نحن وهم على امر؟ قال: لا لانهم حملوا ما لم تحملوا عليه واطاقوا ما لم تطيقوا (4)
31 ـ عن بريد العجلى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب على بن الحسين (عليهما السلام) (الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) قال: اذا أدوا فرايض الله، وأخذوا بسنن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتورعوا عن محارم الله، وزهدوا في عاجل زهرة الدنيا، و رغبوا فيما عند الله، واكتسبوا الطيب من رزق الله، لا يريدون به التفاخر والتكاثر ثم انفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة، فاولئك الذين بارك الله لهم فيما اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم (5).
32 ـ عن عبدالرحيم قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): انما احدكم حين يبلغ نفسه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البرهان ج 2: 187 الصافى ج 1: 756.
(3) البرهان ج 2: 187 الصافى ج 1: 756. البحار ج 9: 80 (4 ـ 5) البرهان ج 1: 190. الصافى ج 1: 757. البحار ج 15 (ج 1): 111 و 291
===============
(125)
هاهنا فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: اما ما كنت ترجوا فقد أعطيته، واما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة، ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة، وانظر هذا رسول الله وعلى والحسن والحسين (عليهم السلام) رفقاؤك وهو قول الله (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) (1).
33 ـ عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى على أبى عبدالله (عليه السلام) فقال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيمة الا هذا الدين الذى أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينيه الا ان يبلغ نفسه إلى هذه واومأ بيده إلى الوريد (2) ثم اتكأ وغمزنى المعلى (3) أن سله فقلت: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا بلغت نفسه إلى هذه فأى شئ يرى؟ فقال: يرى، فقلت له بضع عشر مرة: أى شئ.
يرى؟ فقال في آخرها: يا عقبة! فقلت: لبيك وسعديك، فقال: أبيت الا أن تعلم؟ فقلت: نعم يا بن رسول الله انما دينى مع دمى فاذا ذهب دينى كان ذلك (4). فكيف بك يا بن رسول الله كل ساعة وبكيت فرق لى، فقال: يراهما والله، فقلت: بابى وامى من هما؟ فقال: رسول الله وعلى (عليه السلام)، يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى يراهما، قلت: فاذا نظر اليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لا مضى امامه ـ اذا نظر اليهما مضى امامه ـ فقلت له: يقولان له شيئا جعلت فداك؟ فقال: نعم فيدخلان جميعا على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعلى (عليه السلام) عند رجليه فيكب عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (5) فيقول: يا ولى الله أبشر بانى رسول الله، انى خير لك مما تترك من الدنيا، ثم ينهض رسول الله عليه وآله السلام فيقوم على (عليه السلام) حتى يكب عليه فيقول: يا ولى الله ابشر أنا على بن أبيطالب الذى كنت تحبنى، اما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 190. الصافى ج 1: 758. البحار ج 3: 141.
(2) الوريد: عرق في العنق ويقال له حبل الوريد وقال الفراء: هو ينبض ابدا (3) غمزه: عصره وكبسه بيده.
(4) وفى نسخة انما دينى مع دينك وقوله كان ذلك اى ان دينى مقرون بحياتى فمع عدم الدين فكأنى لست بحى.
(5) اكب عليه: اقبل اليه ولزمه
===============
(126)
لانفعنك ثم قال: اما ان هذا في كتاب الله، قلت: جعلت فداك أين في كتاب الله؟ قال:
في يونس: (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) إلى قوله: (العظيم) (1)
34 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): ما يصنع بأحد عند الموت قال: اما والله يا با حمزة ما بين أحدكم وبين أن يرى مكانه من الله ومكانه منا يقر به عينه الا ان يبلغ نفسه ها هنا، ثم اهوى بيده إلى نحره، الا ابشرك يابا حمزة فقلت: بلى جعلت فداك، فقال: اذا كان ذلك أتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى (عليه السلام) معه، قعد عند رأسه فقال له اذا كان ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أما تعرفنى؟ أنا رسول الله هلم الينا فما امامك خير لك مما خلفت، اما ما كنت تخاف فقد أمنته، واما ما كنت ترجو فقد هجمت عليه، أيتها الروح أخرجى إلى روح الله ورضوانه، ويقول له على (عليه السلام) مثل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: يا با حمزة الا أخبرك بذلك من كتاب الله؟ قوله: (الذين آمنوا وكانوا يتقون) الآية (2).
35 ـ عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام) قالا: ان الله خلق الخلق وهى أظلة فأرسل رسوله محمد (صلى الله عليه وآله)، فمنهم من آمن به ومنهم من كذبه، ثم بعثه في الخلق الآخر فآمن به من كان آمن في الاظلة وجحده من جحد به يومئذ، فقال: (ما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل). (3)
36 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم) إلى (بما كذبوا به من قبل) قال: بعث الله الرسل إلى الخلق وهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء فمن صدق حينئذ صدق بعد ذلك، ومن كذب حينئذ كذب بعد ذلك (4).
37 ـ عن عبدالله بن محمد الجعفى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله خلق
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 3: 143. البرهان ج 2: 190. الصافى ج 1: 760.
(2) البحار ج 3: 141. البرهان ج 2: 191 (3 ـ 4) البحار ج 3: 71. البرهان ج 2: 192
===============
(127)
الخلق فخلق من أحب مما احب وكان ما احب ان يخلقه من طينة من الجنة، وخلق من ابغض مما ابغض وكان ما ابغض ان خلقه من طينة النار، ثم بعثهم في الظلال، فقلت: واى شئ الظلال؟ فقال: اما ترى ظلك في الشمس شئ وليس بشئ، ثم بعث فيهم النبيين يدعونهم إلى الاقرار بالله فأقر بعضهم وانكر بعض، ثم دعوهم إلى ولايتنا فأقروا لله بها من احب الله وأنكرها من ابغض، وهو قوله: (وما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل) ثم قال ابوجعفر: كان التكذيب ـ من قبل ـ ثم (1)
38 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن سلم عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) عن قوله: (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظلمين) قال: لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا (2)
39 ـ عن ابى رافع قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب الناس فقال: ايها الناس ان الله امر موسى وهرون ان يبيتا لقومهما بمصر بيوتا وامرهما ان لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء الا هارون وذريته، وان على منى بمنزلة هارون وذريته من موسى فلا يحل لاحد ان يقرب النساء في مسجدى ولا يبيت فيه جنبا الا على وذريته فمن سائه ذلك فهاهنا واشار بيده نحو الشام (3)
40 ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: كان بين قوله (قد اجيبت دعوتكما) وبين أن أخذ فرعون اربعين سنة (4)
41 ـ عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا يرفعه قال: لما صار موسى في البحر اتبعه فرعون وجنوده، قال فتهيب فرس فرعون ان يدخل البحر، فتمثل له جبرئيل على
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 192. البحار ج 3: 68.
(2) البرهان ج 2: 192. الصافى ج 1: 761.
(3) البرهان ج 2: 192. الصافى ج 1: 762. وقوله (صلى الله عليه وآله) فمن سائه اه اى فمن سائه فهيهنا مقره اى البرهوت او الشام مثل قوله فمن سائه ففى السقر او في جهنم (عن هامش الصافى).
(4) البرهان ج 2: 195. البحار ج 5: 255. الصافى ج 1: 762.
===============
(128)
رمكة (1) فلما رأى فرس فرعون الرمكة اتبعها فدخل البحر هو وأصحابه فغرقوا (2)
42 ـ عن محمد بن سعيد الازدى ان موسى بن محمد بن الرضا (عليه السلام) أخبره ان يحيى بن اكثم كتب اليه يسئله عن مسائل اخبرنى عن قول الله تبارك وتعالى (فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) من المخاطب بالاية فان كان المخاطب فيها النبى (صلى الله عليه وآله) ليس قد شك فيما أنزل الله، وان كان المخاطب به غيره فعلى غيره اذا أنزل الكتاب؟ قال موسى: فسألت أخى عن ذلك قال: فاما قوله: (فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) فان المخاطب بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يك في شك مما انزل الله ولكن قالت الجهلة كيف لم يبعث الينا نبيا من الملئكة انه لم يفرق. بينه وبين نبيه في الاستغناء في المأكل والمشرب والمشى في الاسواق، فاوحى الله إلى نبيه (فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) بمحضر الجهلة هل بعث الله رسولا. قبلك الا و هو يأكل الطعام ويشرب ويمشى في الاسواق، ولك بهم اسوة، وانما قال: (فان كنت في شك) ولم يكن ولكن ليتبعهم كما قال له (عليه السلام) (قل تعالوا ندع ابنائنا وأبناءكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين) ولو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله عليكم لم يكونوا يجيئون للمباهلة، وقد عرف ان نبيكم مؤد عنه رسالته، وما هو من الكاذبين، وكذلك عرف النبى عليه وآله السلام انه صادق فيما يقول، ولكن أحب أن ينصف من نفسه (3)
43 ـ عن عبدالصمد بن بشير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (فان كنت في شك مما أنزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) قال لما اسرى بالنبى (صلى الله عليه وآله) ففرغ من مناجات ربه رد إلى البيت المعمور وهو بيت في السماء الرابعة بحذاء الكعبة، فجمع الله النبيين والرسل والملئكة، وأمر جبرئيل فاذن واقام، فتقدم فصلى بهم فلما فرغ التفت اليه فقال: (فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) إلى قوله: (من المهتدين) (4).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الرمك ـ محركة ـ: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل.
(2) البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 196. الصافى ج 1: 762.
(3 ـ 4) البحار ج 6: 214. البرهان ج 2: 197 ـ 198. الصافى ج 1: 766.
===============
(129)
44 ـ عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: وجدنا في بعض كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: حدثنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان جبرئيل (عليه السلام) حدثه ان يونس بن متى (عليه السلام) بعثه الله إلى قومه وهو ابن ثلثين سنة، وكان رجلا يعتريه الحدة (1) وكان قليل الصبر على قومه والمداراة لهم، عاجزا عما حمل من ثقل حمل أوقار النبوة وأعلامها وانه تفسخ تحتها كما يتفسخ الجذع تحت حمله (2) وانه اقام فيهم يدعوهم إلى الايمان بالله والتصديق به وأتباعه ثلثا وثلثين سنة، فلم يؤمن به ولم يتبعه من قومه الا رجلان، اسم أحدهما روبيل واسم الآخر تنوخا وكان روبيل من اهل بيت العلم والنبوة والحكمة وكان قديم الصحبة ليونس بن متى من قبل أن يبعثه الله بالنبوة، وكان تنوخا رجلا مستضعفا عابدا زاهدا منهمكا في العبادة (3) وليس له علم ولا حكم، وكان روبيل صاحب غنم يرعاها ويتقوت منها، وكان تنوخا رجلا حطابا يحتطب على رأسه ويأكل من كسبه، وكان لروبيل منزلة من يونس غير منزلة تنوخا لعلم روبيل وحكمته وقديم صحبته فلما رأى يونس ان قومه لا يجيبونه ولا يؤمنون ضجر وعرف من نفسه قلة الصبر، فشكى ذلك إلى ربه وكان فيما يشكى ان قال: يا رب انك بعثتنى إلى قومى ولى ثلثون سنة، فلبثت فيهم أدعوهم إلى الايمان بك والتصديق برسالاتى وأخوفهم عذابك ونقمتك ثلثا وثلثين سنة، فكذبونى ولم يؤمنوا بى، وجحدوا نبوتى، واستخفوا برسالاتى وقد تواعدونى وخفت أن يقتلونى فأنزل عليهم عذابك فانهم قوم لا يؤمنون.
قال: فأوحى الله إلى يونس أن فيهم الحمل والجنين والطفل والشيخ الكبير والمرأة الضعيفة والمستضعف المهين، وأنا الحكم العدل، سبقت رحمتى غضبى لا أعذب الصغار بذنوب الكبار من قومك، وهم يا يونس عبادى وخلقى وبريتى في بلادى وفى عيلتى احب أن أتأناهم (4) وأرفق بهم وانتظر توبتهم، وانما بعثتك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى يصيبه البأس والغضب.
(2) فسخ الرجل: ضعف.
(3) انهمك في الامر: جد فيه ولج.
(4) من التأنى بمعنى الرفق والمداراة.
===============
(130)
إلى قومك لتكون حيطا عليهم (1) تعطف عليهم لسخاء (2) الرحمة الماسة منهم، وتأنأهم برأفة النبوة فاصبر معهم باحلام الرسالة، وتكون لهم كهيئة الطبيب المداوى العالم بمداواة الدواء، فخرقت بهم (3) ولم تستعمل قلوبهم بالرفق ولم تسسهم بسياسة المرسلين، ثم سألتنى عن سوء نظرك العذاب لهم عند قلة الصبر منك وعبدى نوح كان أصبر منك على قومه، وأحسن صحبة وأشد تأنيا في الصبر عندى، وأبلغ في العذر فغضبت له حين غصب لى، وأجبته حين دعانى.
فقال يونس: يارب انما غضبت عليهم فيك، وانما دعوت عليهم حين عصوك فوعزتك لا أتعطف عليهم برأفة أبدا ولا أنظر اليهم بنصيحة شفيق بعد كفرهم و تكذيبهم اياى، وجحدهم نبوتى، فأنزل عليهم عذابك فانهم لا يؤمنون أبدا.
فقال الله: يا يونس انهم مائة ألف او يزيدون من خلقى يعمرون بلادى ويلدون عبادى ومحبتى ان أتأناهم للذى سبق من علمى فيهم وفيك، وتقديرى وتدبيرى غير علمك وتقديرك، وانت المرسل وأنا الرب الحكيم وعلمى فيهم يا يونس باطن في الغيب عندى لا يعلم ما منتهاه، وعلمك فيهم ظاهر لا باطن له، يا يونس قد أجبتك إلى ما سئلت من إنزال العذاب عليهم وما ذلك يا يونس بأوفر لحظك عندى، ولا اجمل لشأنك، وسيأتيهم العذاب في شوال يوم الاربعاء وسط الشهر بعد طلوع الشمس فأعلمهم ذلك.
قال فسر ذلك يونس ولم يسوئه ولم يدر ما عاقبته وانطلق يونس إلى تنوخا العابد
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة الصافى (حفيظا عليهم) (2) وفى نسخة الصافى (لسجال الرحمة) والسجل كفلس: الدلو العظيمة اذا كان فيها ماء قل او كثر وهو مذكر ولا يقال لها فارغة سجل وقولهم سجال عطيتك من هذا المعنى.
(3) وفى نسخة الصافى (فخرجت بهم) وقوله فخرقت بهم اى لم تتصرف فيهم حسن التصرف ويمكن ان يكون مصحف (حزقت) بالزاى المعجمة من حزق الوتر: جذبه وشده.
===============
(131)
فأخبره بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في ذلك اليوم، وقال له: انطلق حتى اعلمهم بما أوحى الله الي من نزول العذاب، فقال تنوخا: فدعهم في غمرتهم (1) ومعصيتهم حتى يعذبهم الله، فقال له يونس: بل نلقى روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من أهل بيت النبوة فانطلقا إلى روبيل فأخبره يونس بما أوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه في شوال يوم الاربعاء في وسط الشهر بعد طلوع الشمس فقال له: ماترى انطلق بنا حتى أعلمهم ذلك، فقال له روبيل: ارجع إلى ربك رجعة نبى حكيم ورسول كريم، واسئله أن يصرف عنهم العذاب فانه غنى عن عذابهم و هو يحب الرفق بعباده وما ذلك بأضر لك عنده، ولا اسوأ لمنزلتك لديه، ولعل قومك بعد ما سمعت ورأيت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأناهم، فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل ـ على ـ ما أشرت على يونس وامرته به بعد كفرهم بالله وجحدهم لنبيه وتكذيبهم اياه واخراجهم اياه من مساكنه، وما هموا به من رجمه فقال روبيل لتنوخا: اسكت فانك رجل عابد لا علم لك.
ثم اقبل على يونس فقال: ارأيت يا يونس اذا أنزل الله العذاب على قومك انزله فيهلكهم جميعا أو يهلك بعضا ويبقى بعضا؟ فقال له يونس: بل يهلكهم الله جميعا وكذلك سألته ما دخلتنى لهم رحمة تعطف فأرجع الله فيهم وأسئله ان يصرف عنهم فقال له روبيل: أتدرى يا يونس لعل الله اذا أنزل عليهم العذاب فأحسوا به، ان تتوبوا اليه ويستغفروه فيرحمهم فانه أرحم الراحمين ويكشف عنهم العذاب من بعد ما أخبرتهم عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم الاربعاء فتكون بذلك عندهم كذابا.
فقال له تنوخا: ويحك يا روبيل لقد قلت عظيما يخبرك النبى المرسل ان الله أوحى اليه بان العذاب ينزل عليهم فترد قول الله وتشك فيه وفى قول رسوله؟! اذهب فقد حبط عملك، فقال روبيل لتنوخا: لقد فشل رأيك (2) ثم اقبل على
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى في جهلهم وغفلتهم.
(2) فشل الرجل: ضعف وجبن وتراخى عند حرب او شدة وفى نسخة الصافى (فسد) بدل (فشل) وهو الظاهر.
===============
(132)
يونس فقال: انزل الوحى والامر من الله فيهم على ما أنزل عليك فيهم من انزال العذاب عليهم، وقوله الحق، أرايت اذا كان ذلك فهلك قومك كلهم وخربت قريتهم أليس يمحو الله اسمك من النبوة وتبطل رسالتك وتكون كبعض ضعفاء الناس، ويهلك على يديك مائة ألف او يزيدون من الناس، فأبى يونس أن يقبل وصيته فانطلق ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد، ورجع يونس إلى قومه فأخبرهم ان الله أوحى اليه انه منزل العذاب (1) عليكم يوم الاربعاء في شوال في وسط الشهر بعد طلوع الشمس، فردوا عليه قوله فكذبوه واخرجوه من قريتهم اخراجا عنيفا (2) فخرج يونس ومعه تنوخا من القرية وتنحيا عنهم غير بعيد واقاما ينتظران العذاب، واقام روبيل مع قومه في قريتهم حتى اذا دخل عليهم شوال صرخ روبيل (3) بأعلى صوته في رأس الجبل إلى القوم انا روبيل شفيق عليكم الرحيم بكم ـ إلى ربه قد أنكرتم عذاب الله ـ هذا شوال قد دخل عليكم وقد دخل عليكم وقد أخبركم يونس نبيكم ورسول ربكم ان الله اوحى اليه ان العذاب ينزل عليكم في شوال في وسط الشهر يوم الاربعاء بعد طلوع الشمس، ولن يخلف الله وعده رسله، فانظروا ما انتم صانعون فأفزعهم كلامه ووقع في قلوبهم تحقيق نزول العذاب، فأجفلوا نحو روبيل (4) وقالوا له: ماذا أنت مشير به علينا يا روبيل؟ فانك رجل عالم حكيم لم نزل نعرفك بالرقة (الرأفة خ ل) علينا والرحمة لنا، وقد بلغنا ما اشرت به على يونس فينا: فمرنا بأمرك واشر علينا برأيك، فقال لهم روبيل: فانى ارى لكم واشير عليكم ان تنظروا وتعمدوا اذا طلع الفجر يوم الاربعاء وسط الشهر ان تعزلوا الاطفال عن الامهات في اسفل الجبل في طريق الاودية، وتقفوا النساء في سفح
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة البرهان (انى منزل اه) وفى البحار (انه ينزل اه).
(2) العنف ضد الرفق والعنيف: الشديد من القول والسير.
(3) صرخ صراخا: صاح شديدا.
(4) اى اسرعوا نحوه بالذهاب.
===============
(133)
الجبل (1) ـ وكل المواشى جميعا عن أطفالها ـ ويكون هذا كله قبل طلوع الشمس ـ فاذا رايتم ريحا صفراء أقبلت من المشرق ـ فعجوا عجيج الكبير منكم والصغير (2) بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله والتوبة اليه والاستغفار له، وارفعوا رؤسكم إلى السماء وقولوا: ربنا ظلمنا أنفسنا وكذبنا نبيك وتبنا اليك من ذنوبنا، وان لمن تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين المعذبين، فاقبل توبتنا وارحمنا يا أرحم الراحمين ثم لا تملوا من البكاء والصراخ والتضرع إلى الله والتوبة اليه حتى توارى الشمس بالحجاب او يكشف الله عنكم العذاب قبل ذلك.
فأجمع رأى القوم جميعا على أن يفعلوا ما اشار به عليهم روبيل، فلما كان يوم الاربعاء الذى توقعوا فيه العذاب تنحى روبيل عن القرية حيث يسمع صراخهم و يرى العذاب اذا نزل، فلما طلع الفجر يوم الاربعاء فعل قوم يونس ما أمرهم روبيل به فلما بزغت الشمس (3) اقبلت ريح صفراء مظلمة مسرعة لها صرير وحفيف و هدير (4) فلما رأوها عجوا جميعا بالصراخ والبكاء والتضرع إلى الله وتابوا اليه واستغفروه وصرخت الاطفال بأصواتها تطلب امهاتها، وعجت سخال البهايم (5) تطلب الثدى وعجت الانعام تطلب الرعى، فلم يزالوا بذلك ويونس وتنوخا يسمعان ضجيجهم (صيحتهم خ ل) وصراخهم ويدعوان الله عليهم بتغليظ العذاب عليهم، وروبيل في موضعه يسمع صراخهم وعجيجهم ويرى ما نزل وهو يدعو الله بكشف العذاب عنهم.
فلما ان زالت الشمس وفتحت أبواب السماء وسكن غضب الرب تعالى رحمهم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) السفح: عرض الجبل المنسبط أو أسفله (2) عج الرجل عجا وعجيجا: صاح ورفع صوته.
(3) بزغ الشمس: طلعت.
(4) الصرير: الصوت الشديد. وحفيف الريح: صوتها في كل ما مرت به و الهدير بمعناه.
(5) السخال جمع السخلة: ولد الشاة.
===============
(134)
الرحمن فاستجاب دعائهم وقبل توبتهم واقالهم عثرتهم، وأوحى الله إلى اسرافيل (عليه السلام) ان اهبط إلى قوم يونس فانهم قد عجوا إلى البكاء والتضرع وتابوا إلى واستغفرونى فرحمتهم وتبت عليهم، وانا الله التواب الرحيم اسرع إلى قبول توبة عبدى التائب من الذنوب وقد كان عبدى يونس ورسولى سألنى نزول العذاب على قومه وقد أنزلته عليهم، وأنا الله أحق من وفى بعهده وقد أنزلته عليهم، ولم يكن اشترط يونس حين سألنى ان أنزل عليهم العذاب ان أهلكهم فأهبط اليهم فأصرف عنهم ما قد نزل بهم من عذابى، فقال اسرافيل: يارب ان عذابك قد بلغ أكتافهم وكاد ان يهلكهم وما أراه الا وقد نزل بساحتهم فالى اين أصرفه؟ فقال الله: كلا انى قد أمرت ملائكتى ان يصرفوه (يوقفوه خ ل) فلا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم أمرى فيهم وعزيمتى فاهبط يا اسرافيل عليهم واصرفه عنهم واصرف به إلى الجبل بناحية مفاوض العيون ومجارى السيول في الجبال العاتية (1) العادية المستطيلة على الجبال فاذلها به ولينها حتى تصير ملينة حديدا جامدا.
فهبط اسرافيل عليهم فنشر اجنحته فاستاق بها (2) ذلك العذاب حتى ضرب بها
الجبال التى أوحي الله اليه أن يصرفه اليها، قال أبوجعفر (عليه السلام): وهى الجبال التى بناحية الموصل اليوم، فصارت حديدا إلى يوم القيمة، فلما رأى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا اليهم نساءهم وأولادهم وأموالهم، وحمدوا الله على ما صرف عنهم، وأصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما التى كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم وأهلكهم جميعا، لما خفيت أصواتهم عنهما، فأقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار اليه القوم فلما دنوا من القوم واستقبلتهم الحطابون والحمارة (3) والرعاة باغنامهم ونظروا إلى أهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبنى الوحى (4) و
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة.
(2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف. عكس قادها.
(3) الحمارة: اصحاب الحمير في السفر وفى بعض النسخ (الحماة)
(4) اى باعتقاد القوم كما قاله المجلسى رحمه الله.
===============
(135)
وكذبت وعدى لقومى لا وعزة ربى لا يرون لى وجها أبدا بعد ما كذبنى الوحى فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه (1) ناحية بحر ايلة (2) متنكرا فرارا من أن يراه أحد من قومه، فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: (وذا النون اذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه) الاية ورجع تنوخا إلى القرية فلقى روبيل فقال له: يا تنوخا أى الرأيين كان أصوب وأحق ان يتبع رأيى أو رأيك؟ فقال له تنوخا: بل رأيك كان أصوب، ولقد كنت اشرت برأى الحكماء والعلماء، وقال له تنوخا: اما انى لم أزل أرى انى أفضل منك لزهدى وفضل عبادتى، حتى استبان فضلك بفضل علمك وما أعطاك الله ربك من الحكمة مع ان التقوى أفضل من الزهد والعبادة بلا علم، فأصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه مغضبا لربه، فكان من قصته ما أخبر الله به في كتابه إلى قوله: (فآمنوا فمتعناهم إلى حين) قال أبوعبيدة قلت لابى جعفر (عليه السلام): كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع اليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه؟ قال: أربعة اسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا منها في رجوعه إلى قومه، فقلت له: وما هذه الاسابيع شهور او ايام او ساعات؟ فقال: يا با عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال، و صرف عنهم من يومهم ذلك، فانظلق يونس مغاضبا، فمضى يوم الخميس سبعة أيام في مسيره إلى البحر، وسبعة ايام في بطن الحوت، وسبعة أيام تحت الشجرة بالعراء وسبعة ايام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه مسير ثمانية وعشرين يوما ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فلذلك قال الله (فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزى) (3).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى على قومه لربه تعالى. اى كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه (قاله المجلسى رحمه الله).
(2) ايلة: جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع، وبلد بين ينبع ومصر.
(3) البحار ج 5: 425. البرهان ج 2: 200. الصافى ج 1: 767.
===============
(136)
45 ـ عن ابى بصير عن ابى عبد الله (عليه السلام) قال: لما اظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك؟ قال: كان في العلم انه يصرفه عنهم (1).
46 ـ عن الثمالى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ان يونس لما آذاه قومه دعا الله عليهم فأصبحوا اول يوم ووجوههم صفرة واصبحوا اليوم الثانى ووجوههم سود، قال: و كان الله واعدهم ان يأتيهم العذاب فأتاهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن والبقر وأولادها ولبسوا المسوح والصوف (2) ووضعوا الحبال في أعناقهم والرماد على رؤسهم وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا آمنا بإله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (3) قال: وأصبح يونس وهو يظن انهم هلكوا فوجدهم في عافية فغضب وخرج كما قال الله: (مغاضبا) حتى ركب سفينة فيها رجلان، فاضطربت السفينة فقال الملاح: يا قوم في سفينتى مطلوب، فقال يونس: أنا هو، وقام ليلقى نفسه فابصر السمكة وقد فتحت فاها فهابها، وتعلق به الرجلان، وقالا له: أنت وحدك ونحن رجلان فساهمهم فوقعت السهام عليه، فجرت السنة بان السهام اذا كانت ثلث مرات انها لا يخطى، فألقى نفسه فالتقمه الحوت فطاف به البحار سبعة حتى صار إلى البحر المسجور وبه يعذب قارون، فسمع قارون دويا (4) فسأل الملك عن ذلك فأخبره انه يونس، وان الله قد حبسه في بطن الحوت فقال له قارون:
أتأذن لى ان اكلمه فاذن له فسأله عن موسى فاخبره انه مات وبكا ثم سأله عن هارون فاخبره انه مات (5) فبكا وجزع جزعا شديدا وسأله عن اخته كلثم وكانت مسماة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 5: 424. البرهان ج 2: 202.
(2) المسوح جمع المسح ـ بالكسر ـ: الكساء من شعر كثوب الرهبان.
(3) قال الحموى: آمد ـ بكسر الميم ـ: اعظم ديار بكر.
(4) الدوى: الحفيف وقد مر معناه آنفا فراجع.
(5) وفى نسخة البرهان هكذا (فقال يا يونس: فما فعل الشديد الغضب لله موسى بن عمران؟ فأخبره انه مات، قال: فما فعل الرؤوف العطوف على قومه هارون بن عمران؟ فأخبره انه مات).
===============
(137)
له فأخبره انها ماتت ـ فقال: وا أسفا على آل عمران ـ قال: فأوحى الله إلى الملك الموكل به: ان ارفع عنه العذاب بقية الدنيا لرقته؟ على قرابته (1).
47 ـ عن معمر قال: قال أبوالحسن الرضا (عليه السلام): ان يونس لما امره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب ففرقوا بينهم وبين اولادهم وبين البهائم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا، فكف الله العذاب عنهم فذهب يونس مغاضبا فالتقمه الحوت فطاف به سبعة في البحر (2) فقلت له: كم بقى في بطن الحوت؟ قال: ثلثة ايام، ثم لفظه الحوت، وقد ذهب جلده وشعره فأنبت الله عليه شجرة من يقطين فأظلته، فلما قوى أخذت في اليبس، فقال: يا رب شجرة أظلتنى يبست فأوحى الله اليه: يايونس تجزع لشجرة أظلتك ولا تجزع لمأة ألف أو يزيدون من العذاب؟ (3).
48 ـ عن على بن عقبة عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: اجعلوا أمركم هذا الله ولا تجعلوا للناس، فانه ما كان لله فهو لله وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، ولا تخاصموا الناس بدينكم فان الخصومة ممرضة للقلب، ان الله قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): يا محمد (انك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء) قال: (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) ذروا الناس فان الناس اخذوا من الناس، وانكم أخذتم من رسول الله وعلى ولا سواء، انى سمعت أبى (عليه السلام) وهو يقول: ان الله اذا كتب إلى عبد ان يدخل في هذا الامر كان أسرع اليه من الطير إلى وكره (4).
49 ـ عن عبدالله بن يحيى الكاهلى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول لما اسرى برسول الله عليه وآله السلام أتاه جبرئيل (عليه السلام): بالبراق فركبها فأتى بيت المقدس، فلقى من لقى ـ من اخوانه ـ من الانبياء، ثم رجع فأصبح يحدث اصحابه انى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203.
(2) وفى نسخة البحار (سبعة أبحر) وهو الظاهر.
(3) البحار ج 5: 427. البرهان ج 2: 203.
(4) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 204. والوكر. عش الطائر اين كان في جبل او شجر وان لم يكن فيه، ويقال له بالفارسية (آشيانه).
===============
أتيت بيت المقدس الليلة، ولقيت اخوانى من الانبياء، فقالوا: يا رسول الله وكيف أتيت بيت المقدس الليلة؟ فقال: جاءنى جبرئيل (عليه السلام) بالبراق فركبته، وآية ذلك انى مررت بعير لابى سفيان على ماء بنى فلان وقد اضلوا جملا لهم وهم في طلبه، قال:
فقال له القوم بعضهم لبعض: انما جاء راكبا سريعا، ولكنكم قد اتيتم الشام وعرفتموها فسلوه عن اسواقها وأبوابها وتجارها قال: فسلوه فقالوا: يا رسول الله كيف الشام وكيف اسواقها؟ وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينا هو كذلك اذ أتاه جرئيل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله عليه وآله السلام فاذا هو بالشام، وأبوابها و تجارها، فقال: اين السائل عن الشام؟ فقالوا: أين بيت فلان ومكان فلان؟ فأجابهم في كل ما سألوه عنه، قال: فلم يؤمن فيهم الا قليل، وهو قول الله: (وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) فنعوذ بالله ان لا نؤمن بالله ورسوله، آمنا بالله ورسوله، آمنا بالله وبرسوله (1)
50 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن شئ في الفرج، فقال: أوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ان الله يقول: (انتطروا انى معكم من المنتظرين) (2).
51 ـ عن مصقلة الطحان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما يمنعكم ان تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة، ان الله يقول: (كذلك حقا علينا ننج المؤمنين) (3)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 6: 332. البرهان ج 2: 205.
(2) البرهان ج 2: 205. البحار ج 13: 137. الصافى ج 1: 775.
(3) البرهان ج 2: 205. البحار ج 15 (ج 1): 131. الصافى ج 1: 775.
===============
(139)
بسم الله الرحمن الرحيم
من سورة هود
1 ـ عن ابن سنان عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله يوم القيمة في زمرة ـ المؤمنين و ـ النبيين وحوسب حسابا يسيرا ولم يعرف خطيئة عملها يوم القيمة (1).
2 ـ عن سدير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: أخبرنى جابر بن عبدالله ان المشركين كانوا اذا مروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) طأطأ أحدهم رأسه (2) وظهره هكذا وغطى راسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأنزل الله (الا انهم يثنون صدورهم) إلى (وما يعلنون) (3)
3 ـ عن محمد بن فضيل عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: اتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل من اهل البادية فقال: يا رسول الله ان لى بنين وبنات واخوة واخوات، وبنى بنين وبنى بنات، وبنى اخوة وبنى اخوات، والمعيشة علينا خفيفة، فان رأيت يا رسول الله ان تدعو الله ان يوسع علينا، قال: وبكى فرق له المسلمون، فقال رسول الله عليه وآله السلام: (ما من دابة الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين) من كفل بهذه الافواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر، ان قليل فقليلا، وان كثير فكثيرا قال: ثم دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمن له المسلمون قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): فحدثنى من راى الرجل في زمن عمر فسأله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 206. البحار ج 19: 70. مجمع البيان ج 5: 140 لكن فيه هكذا (عن الحسن بن على الوشاء عن ابن سنان عن ابى جعفر (عليه السلام) الخ).
(2) طأطأ رأسه: خفضه.
(3) البرهان ج 2: 206. الصافى ج 1: 777 مجمع البيان ج 5: 143.
===============
(140)
عن حاله فقال: من أحسن من خوله حلالا (1) وأكثرهم مالا (2)
4 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله خلق الخير يوم الاحد وما كان ليخلق الشر قبل الخير، وخلق يوم الاحد والاثنين الارضين، وخلق يوم الثلثاء أقواتها وخلق يوم الاربعاء السموات، وخلق يوم الخميس أقواتها والجمعة وذلك في في قوله: (خلق السموات والارض في ستة ايام) فلذلك أمسكت اليهود يوم السبت (3)
5 ـ محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: كان الله تبارك وتعالى كما وصف نفسه، (وكان عرشه على الماء) والماء على الهواء والهواء لايجرى (4)
6 ـ قال محمد بن عمران العجلى: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) أى شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله (وكان عرشه عليه الماء)؟ قال: كانت مهاة بيضاء يعنى درة (5)
7 عن أبان بن مسافر عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) يعنى عدة كعدة بدر (ليقولن ما يحبسه الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم) قال: العذاب (6)
8 ـ عن عبدالاعلى الحلبى قال: قال ابوجعفر (عليه السلام): أصحاب القائم (عليه السلام) الثلثمائة والبضعة عشر رجلا، هم والله الامة المعدودة التى قال الله في كتابه: (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) قال: يجمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) خوله الله مالا: اعطاه اياه متفضلا وملكه اياه.
(2) البرهان ج 2: 206.
(3) البرهان ج 2: 207. البحار ج 14: 14.
(4 ـ 5) البرهان ج 2: 208. البحار ج 14: 20 ـ 21
(6) البرهان ج 2: 209.
===============
(141)
الخريف (1)
9 ـ عن الحسين عن الخراز عن عبدالله (عليه السلام): (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) قال: هو القائم واصحابه (2)
10 ـ عن جابر بن أرقم عن اخيه زيد بن أرقم قال: ان جبرئيل الروح الامين نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية على بن ابيطالب (عليه السلام) عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) مخافة تكذيب اهل الافك والنفاق فدعا قوما انا فيهم فاستشارهم في ذلك يقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له وبكى (صلى الله عليه وآله)، فقال له جبرئيل: مالك يا محمد أجزعت من امر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل، ولكن قد علم ربى ما لقيت من قريش اذا لم يقروا لى بالرسالة حتى أمرنى بجهادهم وأهبط إلى جنودا من السماء فنصرونى فكيف يقرون لعلى من بعدى، فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك (3) (11 ـ عن عمار بن سويد قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول فيهذه الآية (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك) إلى قوله: (او جاء معه ملك) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزل غديرا (4) قال لعلى (عليه السلام): انى سألت ربى ان يوالى بينى و بينك ففعل، وسألت ربى ان يواخى بينى وبينك ففعل، وسألت ربى ان يجعلك وصيى ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال (5) أحب الينا فيما سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه او كنزا يستعين به على فاقته، والله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البرهان ج 2: 209. الصافى ج 1: 778. اثبات الهداة ج 7: 100 و القزع ـ محركة ـ: قطع من السحاب متفرقة صغار قيل وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض.
(3) البرهان ج 2: 210. البحار ج 9: 310. الصافى ج 1: 780.
(4) وفى بعض النسخ كرواية الكلينى في الكافى (قديدا) بدل (غديرا).
(5) الشن ـ بفتح الشين ـ: القربة الخلق الصغيرة يكون الماء فيها ابرد من غيرها.
===============
(142)
ما دعاه إلى باطل الا اجابه له، فانزل الله عليه (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك) إلى آخر الاية قال: ودعا رسول الله عليه وآله السلام لامير المؤمنين في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلى المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا) بنى امية فقال رمع: (1) والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلى مما سأل محمد ربه أفلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود اولها: (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك) إلى (ام يقولون افتريه ولاية على قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات) إلى (فان لم يستجيبوا لك) في ولاية على (فاعلم انما انزل اليك بعلم الله وان لا اله الا هو فهل انتم مسلمون (لعلى ولايته) من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها) يعنى فلانا وفلانا (نوف اليهم أعمالهم فيها) أفمن كان على بينة من ربه (رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتلوه شاهد منه) أمير المؤمنين (عليه السلام) (ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة) قال كان ولاية على في كتاب موسى (اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه) في ولاية على (انه الحق من ربك) إلى قوله: (ويقول الاشهاد) هم الائمة (عليهم السلام) (هؤلاء الذين كذبوا على ربهم) إلى قوله (هل يستويان مثلا أفلا تذكرون) (2)
12 ـ عن بريد بن معوية العجلى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: الذى على بينة من ربه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذى تلاه من بعده الشاهد منه اميرالمؤمنين (عليه السلام)، ثم اوصياؤه واحد بعد واحد. (3)
13 ـ عن جابر عن عبدالله بن يحيى قال: سمعت عليا (عليه السلام) وهو يقول: ما من
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قد مر المراد من الرجل آنفا وان الكلمة مقلوبة.
(2) البحار ج 9: 101. البرهان ج 2: 210. ونقله الطبرسى في المجمع ج 5:
146 مختصرا.
(3) البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافى ج 1: 782.
===============
(143)
رجل من قريش الا وقد أنزلت فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا أميرالمؤمنين؟ فقال: اما تقرأ الاية التى في الهود (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) محمد (صلى الله عليه وآله) عليه بينة من ربه، وانا الشاهد (1).
14 ـ عن أبى عبيدة قال: سألت أبا حعفر (عليه السلام) عن قول الله: (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم) إلى قوله (ويبغونها عوجا) فقال: هم اربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا (2)
15 ـ عن أبى أسامة قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): ان عندنا رجلا يسمى كليب، لا يجئ عنكم شئ الا قال أنا أسلم فسميناه كليب تسليم قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله: (ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم). (3)
16 ـ عن ابن أبى نصر البزنطى عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال الله في قوم نوح (ولا ينفعكم نصحى ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 9: 73. البرهان ج 2: 213. الصافى ج 1: 782.
(2) الصافى ج 1: 783 وقال الفيض: الملوك الاربعة الثلاثة ومعاوية ونقله المحدث البحرانى في البرهان ج 2: 215. لكن فيه اختلاف وزيادة ففيه هكذا:
(العياشى عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: سئلت ابا جعفر (عليه السلام) في قول الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم إلى قوله يبغونها عوجا اى يطلبون لسبيل الله ربقا عن الاستقامة يحرفونها بالتأويل ويصفونها بالانحراف عن الحق والصواب.
وعن النبى في خبر ان الله تعالى فرض على الخلق خمسة فأخذوا اربعة وتركوا واحدا فسئلوا عن الاربعة؟ قال: الصلوة والزكوة والحج والصوم، قالوا فما الواحد الذى تركوا؟ قال ولاية على ابن ابيطالب (عليه السلام) قالوا: هى واجبة من الله تعالى؟ قال نعم قال الله ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا الايات). انتهى.
(3) البرهان ج 2: 216.
===============
(144)
قال: الامر إلى الله يهدى ويضل (1)
17 ـ عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عن أبيه (عليهما السلام) في قول الله (ولا ينفعكم نصحى ان أردت ان أنصح لكم) قال: نزلت في العباس. (2)
18 ـ عن اسمعيل الجعفى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: كانت شريعة نوح ان يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهى الفطرة التى فطر الناس عليها، وأخذ ميثاقه على نوح والنبيين أن يعبدون الله ولا يشركون به شيئا، وأمره بالصلوة والامر والنهى والحرام والحلال، ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته، فلبث فيهم ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية، فلما أبوا وعتوا قال: رب انى مغلوب فانتصر، فأوحى الله (انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) فلذلك قال نوح: (ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) و أوحى الله اليه (ان اصنع الفلك) (3).
19 ـ عن المفضل بن عمر قال: كنت مع أبى عبدالله (عليه السلام) بالكوفة ايام قدم على أبى العباس، فلما انتهينا إلى الكناسة فنظر عن يساره ثم قال: يا مفضل ههنا صلب عمى زيد رحمه الله، ثم مضى حتى أتى طاق الزياتين وهو آخر السراجين، فنزل فقال لى: انزل فان هذا الموضع كان مسجد الكوفة الاول الذى خطه آدم، وانا أكره ان أدخله راكبا، فقلت له: فمن غيره عن خطته؟ فقال: اما أول ذلك فالطوفان في زمن نوح، ثم غيره بعد اصحاب كسرى والنعمان بن منذر، ثم غيره زياد بن أبى سفيان، فقلت له: جعلت فداك وكانت الكوفة و مسجدها في زمن نوح؟ فقال: نعم يا مفضل، وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات مما يلى غربى الكوفة، قال: وكان نوح رجلا نجارا فأرسله الله و انتجبه، ونوح اول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، وان نوحا لبث في قومه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البرهان ج 2: 216 الصافى ج 1: 786.
(3) البرهان ج 2: 221 البحار ج 5: 93.
===============
(145)
الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الهدى فيمرون به ويسخرون منه، فلما راى ذلك منهم دعا عليهم، فقال: (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) إلى قوله:
(الا فاجرا كفارا) قال: فأوحى الله اليه يا نوح (ان اصنع الفلك) واوسعها وعجل عملها (بأعيننا ووحينا) فعمل نوح سفينته في مسجد الكوفة بيده يأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها، قال مفضل: ثم انقطع حديث أبى عبدالله (عليه السلام) عند ذلك عند زوال الشمس، فقام فصلى الظهر ثم العصر ثم انصرف من المسجد فالتفت عن يساره، وأشار بيده إلى موضع دار الداريين وهو في موضع دار ابن حكيم، وذلك فرات اليوم، فقال لى: يا مفضل ها هنا نصبت أصنام قوم نوح، يغوث ويعوق و نسرا، ثم مضى حتى ركب دابته فقلت له: جعلت فداك في كم عمل نوح سفينته حتى فرغ منها؟ قال: في الدورين فقلت: وكم الدوران؟ قال: ثمانون سنة، قلت:
فان العامة تقول: عملها في خمسمائة عام؟ قال: فقال: كلا كيف والله يقول (و وحينا) (1).
20 ـ عن عيسى بن عبدالله العلوى عن أبيه قال: كانت السفنية طولها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 221 البحار ج 5: 93. الصافى ج 1: 790. وقال المجلسى رحمه الله:
الظاهر من الخبر انه (عليه السلام) فسر الوحى بالسرعة كما صرح الجوهرى بمجيئه بهذا المعنى وحمله المفسرون على معناه المشهور قال الشيخ الطبرسى: معناه: وعلى ما أوحينا اليك من صفتها وحالها عن أبى مسلم وقيل المراد بوحينا: ان اصنعها (انتهى) وقال الفيض رحمه الله آخر الحديث يحتمل معنيين احدهما ان ما يكون بامر الله و تعليمه كيف يطول زمانه إلى هذه المدة والثانى: ان يكون قد فسر الوحى هنا بالسرعة والعجلة فانه جاء بهذا المعنى يقال الوحا الوحا ممدودا ومقصورا يعنى البدار البدار و والمعنى الثانى اتم في الاستشهاد.
وقال في الوافى بعد بيان معنى الحديث كما هنا (إلى قوله) اتم قال: واصوب بل يكاد يتعين لما مر في هذا الحديث من قوله (عليه السلام): فأوحى الله إلى نوح ان اصنع سفينة واوسعها وعجل عملها.
===============
(146)
اربعين في اربعين سمكها (1) وكانت مطبقة بطبق وكان معه خرزتان (2) تضئ احداهما بالنهار ضوء الشمس، وتضئ احداهما بالليل ضوء القمر، وكانوا يعرفون وقت الصلوة، وكان عظام آدم معه في السفينة، فلما خرج من السفينة صير قبره تحت المنارة التى بمسجد منى. (3)
21 ـ عن المفضل قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): ارأيت قول الله: (حتى اذا جاء أمرنا وفار التنور) ما هذا التنور واين كان موضعه؟ وكيف كان؟ فقال: كان التنور حيث وصفت لك فقلت فكان بدو خروج الماء من ذلك التنور؟ فقال:
نعم ان الله أحب أن يرى قوم نوح الآية، ثم ان الله بعده أرسل عليهم مطرا يفيض فيضا، وفاض الفرات فيضا ايضا والعيون كلهن عليها، فغرقهم الله وأنجى نوحا ومن معه في السفينة، فقلت له: فكم لبث نوح ومن معه في السفينة حتى نضب الماء (4) وخرجوا منها؟ فقال: لبثوا فيها سبعة ايام ولياليها، وطافت بالبيت ثم استوت على الجودى وهو فرات الكوفة (5) فقلت له: ان مسجد الكوفة لقديم؟ فقال:
نعم وهو مصلى الانبياء ولقد صلى فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث انطلق به جبرئيل على البراق، فلما انتهى به إلى دار السلام وهو ظهر الكوفة وهو يريد بيت المقدس، قال له: يا محمد هذا مسجد ابيك آدم ومصلى الانبياء، فانزل فصل فيه، فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فصلى، ثم انطلق به إلى بيت المقدس فصلى ثم ان جبرئيل عرج به إلى السماء (6)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) السمك: القامة من كل شئ بعيد طويل السمك.
(2) الخرزة: الثقبة.
(3) البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 93. ثم لا يخفى انه قد اختلفت الكلمات في موضع قبر آدم (عليه السلام) والذى تدل عليه أكثر أخبارنا انه في الغرى فراجع كتاب المزار من البحار وغيره.
(4) نضب الماء: غار في الارض وسفل.
(5) واستظهر بعض ان الصحيح (قرب الكوفة).
(6) البرهان ج 2: 221. البحار ج 5: 92.
===============
(147)
22 ـ عن الحسن بن على عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله قال: جائت امرأة نوح اليه وهو يعمل السفينة فقالت له: ان التنور قد خرج منه ماء، فقام اليه مسرعا حتى جعل الطبق عليه فختمه بخاتمه، فقام الماء فلما فرغ نوح من السفينة جاء إلى خاتمه ففضه (1) وكشف الطبق ففار الماء (2)
23 ـ أبوعبيدة الحذاء عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: مسجد كوفان فيه فار التنور ونجرت السفينة، وهو سرة بابل ومجمع الانبياء (3).
24 ـ عن سلمان الفارسى عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) في حديث له في فضل مسجد الكوفة فيه نجر نوح سفينته، وفيه فار التنور، وبه كان بيت نوح ومسجده (4).
وفى زاوية اليمنى (رواية اليمين خ) فارت التنور يعنى في مسجد الكوفة (5). 25 ـ عن الاعمش رفعه إلى على (عليه السلام) في قوله: (حتى اذا جاء امرنا وفار التنور) فقال: اما والله ما هو تنور الخبز، ثم أومأ بيده إلى الشمس، فقال: طلوعها (6)
26 ـ عن اسمعيل بن جابر الجعفى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: صنعها في مائة سنة، ثم أمره ان يحمل فيها من كل زوجين اثنين الازواج الثمانية ـ الحلال ـ التى خرج بها آدم من الجنة ليكون معيشة لعقب نوح في الارض، كما عاش عقب آدم، فان الارض تغرق وما فيها الا ما كان معه في السفينة، قال: فحمل نوح في السفينة من الازواج الثمانية التى قال الله: (وانزل بكم من الانعام ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين) فكان زوجين من الضأن زوج
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) فض ختم الكتاب: كسره وفتحه. (2) البرهان ج 2: 222 البحار ج 5: 93. الصافى ج 1: 787.
(3) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222.
(4) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 789.
(5) البرهان ج 2: 222.
(6) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.
===============
(148)
يربيها الناس ويقومون بأمرها وزوج من الضأن التى تكون في الجبال الوحشية احل لهم صيدها، ومن المعز اثنين يكون زوج يربيه الناس، وزوج من الظباء ـ سمى الزوج الثانى ـ ومن البقر اثنين زوج يربيه الناس، وزوج هو البقر الوحشى ومن الابل زوجين وهى البخاتى والعراب (1) وكل طير وحشى او انسى ثم غرقت الارض (2).
27 ـ عن ابراهيم عن أبى عبدالله (عليه السلام) ان نوحا حمل الكلب في السفينة ولم يحمل ولد الزنا (3).
28 ـ عن عبدالله (عبيد الله خ ل) الحلبى عنه قال: ينبغى لولد الزنا ان لا تجوز له شهادة، ولايؤم بالناس، لم يحمله نوح في السفينة، وقد حمل فيها الكلب والخنزير (4)
29 ـ عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله: (وما آمن معه الا قليل) قال: كانوا ثمانية. (5)
30 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: (ونادى نوح ابنه) قال: انما في لغة طى ابنه بنصب الالف يعنى ابن امرأته. (6)
31 ـ عن موسى عن العلا بن سيابة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (ونادى نوح ابنه قال: ليس بابنه انما هو ابن امرأته، وهو لغة طى يقولون لابن امرأته
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البخاتى جمع البخت والبختية ـ اعجمى معرب ـ: الابل الخراسانيه تنتج من بين عربية وفالج: والخيل العراب ـ بالكسر: الكرائم السالمة عن الهجنة اى العيب.
(2) البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 788 البحار ج 5: 93 وقال المجلسى في بيان الحديث: قرأ حفص (من كل) بالتنوين والباقون اضافوا وفسرهما المفسرون بالذكر والانثى وقالوا على القرائة الثانية معناه احمل اثنين من كل زوجين اى من كل صنف ذكر وصنف انثى ولا يخفى ان تفسيره (عليه السلام) ينطبق على القرائتين من غير تكلف:
(3 ـ 5) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93.
(6) البرهان ج 2: 222.
===============
(149)
ابنه (1) قال نوح: (رب انى أعوذ بك) إلى (الخاسرين) (2)
32 ـ عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول نوح: (يا بنى اركب معنا) " قال:
ليس بابنه قال: قلت: ان نوحا قال يابنى؟ قال فان نوحا قال ذلك وهو لا يعلم (3).
33 ـ عن ابراهيم بن أبى العلا عن غير واحد عن أحدهما قال: لما قال الله:
(يا ارض ابلعى مائك ويا سماء أقلعى) قالت الارض: انما امرت ان ابلع مائى انا فقط ولم امر ان ابلع ماء السماء، قال: فبلعت الارض ماءها وبقى ماء السماء فصير بحرا ـ حول السماء ـ (4) وحول الدنيا (5)
34 ـ عن عبدالرحمن بن الحجاج عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (يا ارض ابلعى ماءك) قال: نزلت بلغة الهند اشربى ـ وفى رواية عباد عنه (يا ارض ابلعى ماءك) حبشية ـ (6).
35 ـ عن الحسن بن صالح عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يحدث عطاء قال: كان ـ طول ـ سفينة نوح ألف ذراع ومائتى ذراع، وعرضها ثمان مائة ذراع وطولها في السماء (7)، ثمانون ذراعا وطافت بالبيت سبعا (8) وسعت بين الصفا والمروة سبعة اشواط ثم استوت على الجودى (9)
36 ـ عن المفضل بن عمر عن ابى عبدالله (عليه السلام) استوت على الجودى هو فرات
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) يعنى بفتح الهاء مخفف ابنها ويؤيده ما روى من قرائة ابنها كما في الصافى ومجمع البيان فراجع.
(2 ـ 3) البرهان ج 2: 222. البحار ج 5: 93. الصافى ج 1: 791.
(4) هذه الزياده ليست في نسختى البحار والبرهان وكذا فيما رواه القمى رحمه الله في تفسيره (5) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222.
(6) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 791.
(7) اى عمقها كما في رواية قصص الانبياء.
(8) وفى البرهان (وطافت بالبيت سبعة ايام ولياليها).
(9) البحار ج 5: 90. البرهان ج 2: 222. الصافى ج 1: 789.
===============
(150)
الكوفة (1)
37 ـ عن ابى بصير عن ابى الحسن (عليه السلام) (2) قال: قال يا ابا محمد ان ـ الله اوحى إلى الجبال انى مهرق ـ (3) سفينة نوح على جبل منكن في الطوفان فتطاولت وشمخت وتواضع جبل عندكم بالموصل يقال له الجودى، فمرت السفينة تدور في الطوفان على الجبال كلها حتى انتهت إلى الجودى، فوقعت عليه، فقال نوح ياراتقى ياراتقى (4) قال: قلت له: جعلت فداك اى شئ هذا الكلام؟ فقال: اللهم اصلح اللهم اصلح (5)
38 ـ عن ابى بصير عن ابى الحسن موسى (عليه السلام) قال: كان نوح في السفينة فلبث فيها ما شاء الله، وكانت مأمورة فخلى سبيلها نوح، فأوحى الله إلى الجبال انى واضع سفينة عبدى نوح على جبل منكم، فتطاولت الجبال وشمخت غير الجودى وهو جبل بالموصل، فضرب جؤجؤ السفينة (6) الجبل فقال نوح: عند ذلك رب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 222. وقد مر استظهار بعض بان الصحيح (قرب الكوفة).
(2) وفى البرهان هكذا (عن ابن ابى نصر (أبى بصير خ) عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال: يا ابا النصر (يا ابا محمد خ) (وفى البحار) عن ابى بصير عن أبى الحسن موسى (عليه السلام) (كما في الحديث الاتى.
(3) وفى نسخة البحار والصافى كما في الحديث الاتى (واضع) مكان (مهرق) ومثله رواية الكلينى رحمه الله.
(4) وفى نسخة (بارت قنى بارت قنى) وفى نسخة البحار (بارات) بزيادة الالف وفى رواية الكلينى رحمه الله: (يا مارى اتقن) وقد خلت نسخة البرهان عن اللفظة ومكانها هكذا (فقال نوح بالسريانية كلاما) قال قلت جعلت فداك اه)
(5) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223. الصافى ج 1: 793.
(6) جؤجؤ السفينة: صدرها.
===============
(151)
اتقن (1) وهو بالعربية رب اصلح (2)
39 ـ وروى كثير النوا عن ابى جعفر (عليه السلام) يقول: سمع نوح صرير السفينة على الجودى فخاف عليها، فأخرج رأسه من كوة (3) كانت فيها فرفع يده واشار باصبعه وهو يقول: ربعمان (4) اتقن تأويلها: رب أحسن (5)
40 ـ عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: لما ركب نوح في السفينة قيل بعدا للقوم الظالمين (6)
41 ـ عن الحسن بن على الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: قال ابوعبدالله (عليه السلام): ان الله قال لنوح: (انه ليس من اهلك) لانه كان مخالفا له، وجعل من اتبعه من اهله قال: وسألنى كيف يقرؤن هذه الاية في نوح (7) قلت: يقرؤها الناس على وجهين، انه عمل غير صالح وانه عمل غير صالح (8) فقال: كذبوا هو ابنه، ولكن الله نفاه عنه حين خالفه في دينه (9)
42 ـ عن ابى معمر السعدى قال: قال على بن ابيطالب (عليه السلام): في قوله (ان ربى على صراط مستقيم) يعنى انه على حق يجزى بالاحسان احسانا وبالسئ سيئا، و يعفو عمن يشاء ويغفر سبحانه وتعالى (10)
43 عن مفضل بن عمر عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان على بن الحسين صلوات الله عليه كان في مسجد الحرام جالسا فقال له رجل من اهل الكوفة: قال على (عليه السلام) ان
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة البحار (يا مار يا أتقن).
(2) البحار ج 5: 93. البرهان ج 2: 223.
(3) الكوة: الخرق في الحائط.
(4) وفى بعض النسخ (يا رهمان).
(5 ـ 6) البرهان ج 2: 223. البحار ج 5: 94.
(7) وفى رواية الصدوق في العلل والعيون (في ابن نوح).
(8) اى بفتح اللام في (عمل) على كونه فعلا والراء (في غير) وهذه القرائة هى المحكية عن الكسائى ويعقوب وسهل والمعنى عمل عملا غير صالح.
(9 ـ 10) البرهان ج 2: 224. الصافى ج 1: 798.
===============
(152)
اخواننا بغوا علينا؟ فقال له على بن الحسين: يا با عبدالله اما تقرأ كتاب الله (والى عاد اخاهم هودا) فاهلك الله عادا وأنجى هودا (والى ثمود أخاهم صالحا) فأهلك الله ثمودا وأنجى صالحا (1).
44 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحب أن يعرض ابراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم ليسلى به مصابه بهلاك قوم لوط، قال: فبعث الله رسلا إلى ابراهيم يبشرونه باسمعيل قال: فدخلوا عليه ليلا ففزع منهم وخاف أن يكونوا سراقا، فلما رأته الرسل فزعا مذعورا (قالوا سلاما قال سلام انا منكم وجلون قالوا لا توجل انا نبشرك بغلام عليم) قال أبوجعفر: والغلام العليم هو اسمعيل بن (من خ ل) هاجر فقال ابراهيم للرسل:
(أبشرتمونى على ان مسنى الكبر فبم تبشرون قالوا بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين) قال ابراهيم للرسل فما خطبكم بعد البشارة؟ (قالوا انا ارسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا قوما فاسقين) لننذرهم عذاب رب العالمين، قال أبوجعفر: قال ابراهيم: (ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته قدرنا انها لمن الغابرين) فلما عذبهم الله ارسل الله إلى ابراهيم رسلا يبشرونه باسحق ويعزونه بهلاك قوم لوط، وذلك قوله: (ولما جائت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فما لبث ان جاء بعجل حنيذ) يعنى زكيا مشويا نضيجا (فلما رأى ايديهم لا تصل اليه نكرهم واوجس منهم خيفة قالوا لا تخف انا ارسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة) قال ابوجعفر: انما عنى سارة قائمة فبشروها باسحق (ومن وراء اسحق يعقوب فضحكت) يعنى فعجبت من قولهم. (2)
45 ـ وفى رواية ابى عبدالله فضحكت قال: حاضت فعجبت من قولهم و (وقالت ياويلتئ ألد وانا عجوز وهذا بعلى شيخا ان هذا لشئ عجيب) إلى قوله (حميد مجيد) فلما جائت ابراهيم البشارة باسحق فذهب عنه الروع، واقبل يناجى ربه في
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 224. يعنى ان المراد من الاخوان اخوانه في العشيرة لا في الدين
(2) البحار ج 5: 158. البحار ج 2: 228.
===============
(153)
قوم لوط ويسئله كشف البلاء عنهم، فقال الله: يا ابراهيم اعرض عن هذا انه قد جاء امر ربك وانهم اتاهم عذابى بعد طلوع الشمس من يومك محتوما غير مردود (1).
46 ـ ابى يزيد الحمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله بعث اربعة املاك باهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل، فمروا بابراهيم وهم متعممون فسلموا عليه فلم يعرفهم، وراى هيئة حسنة فقال: لا يخدم هؤلاء الا انا بنفسى، وكان صاحب أضياف، فشوى لهم عجلا سمينا حتى أنضجه (2) ثم قربه اليهم، فلما وضعه بين أيديهم (رأى أيديهم لا تصل اليه نكرهم وأوجس منهم خيفة) فلما راى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه (3) فعرفه ابراهيم فقال له أنت هو؟ قال: نعم، ومرت امرأته سارة (فبشرناها باسحق ومن وراء اسحق يعقوب) قالت: ما قال الله وأجابوها بما في الكتاب، فقال ابراهيم فيما جئتم؟ قالوا: في هلاك قوم لوط، فقال لهم: ان كان فيها مأة من المؤمنين أتهلكونهم؟ فقال له جبرئيل:
لا، قال: فان كانوا خمسين؟ قال: لا، قال: فان كانوا ثلثين؟ قال لا قال: فان كانوا عشرين؟ فقال: لا، قال: فان كانوا عشرا؟ قال: لا قال: فان كانوا خمسة؟ قال: لا، قال فان كان واحدا؟ قال: لا، قال: ان فيها لوطا؟ (قلوا نحن اعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين) ثم مضوا قال: وقال الحسن بن على:
لا اعلم هذا القول الا وهو يستبقيهم (4) وهو قول الله (يجادلنا في قوم لوط) (5).
47 ـ عن عبدالله بن ابى هلال عن أبى عبدالله (عليه السلام) مثله وزاد فيه: فقال كلوا فقالوا: انا لا نأكل حتى تخبرنا ما ثمنه؟ فقال: اذا أكلتم فقولوا: باسم الله، واذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 5: 158. البرهان ج 2: 229.
(2) انضج اللحم: جعله نضيجا وهو الذى ادرك وطاب اكله.
(3) حسر الشئ حسرا: كشفه.
(4) قال المجلسى رحمه الله في بيان الحديث (قال الحسن بن على) اى ابن فضال: اى اظن ان غرض ابراهيم (عليه السلام) كان استبقاء القوم والشفاعة لهم لا محض انجاء لوط من بينهم.
(5) البحار ج 5: 157. البرهان ج 2: 229.
===============
(154)
فرغتم فقولوا: الحمد لله، قال: فالتفت جبرئيل إلى اصحابه ـ وكانوا أربعة رئيسهم جبرئيل ـ فقال: حق لله أن يتخذ هذا خليلا (1).
48 ـ عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) ـ يقول ـ: (جاء بعجل حنيذ) قال: مشويا نضيجا. (2)
49 ـ عن فضل بن أبى قرة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: اوحى الله إلى ابراهيم انه سيولد لك، فقال لسارة، فقالت: ءألد وانا عجوز؟ فاوحى الله اليه: انها ستلد ويعذب أولادها اربع مأة سنة بردها الكلام على، قال فلما طال على بنى اسرائيل العذاب ضجوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون ان يخلصهم من فرعون فحط عنهم سبعين ومأة سنة، قال: وقال ابوعبدالله: هكذا أنتم لو فعلتم لفرج الله عنا، فاما اذا لم تكونوا فان الامر ينتهى إلى منتهاه (3).
50 ـ عن أبى عبيدة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال ان على بن ابيطالب (عليه السلام) مر بقوم فسلم عليهم فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تجاوزونا ما قالت الانبياء لابينا ابراهيم، انما قالوا:
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد، وروى الحسن بن محمد مثله غير انه قال: ما قالت الملائكة لابينا (عليه السلام) (4).
51 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله (ان ابراهيم لحليم اواه منيب) قال: دعاء (5).
عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) وأبى عبدالله (عليه السلام) مثله. (6)
52 ـ عن أبى بصير عن احدهما قال: ان ابراهيم جادل في قوم لوط، وقال:
ان فيها لوطا؟ قالوا: نحن اعلم بمن فيها، فزاد ابراهيم فقال جبرئيل: (يا ابراهيم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البحار ج 5: 158 البرهان ج 2: 229: الصافى ج 1: 801
(3) البرهان ج 2: 229. الصافى ج 1: 802.
(4) البرهان ج 2: 229. البحار ج 15 (ج 4): 246.
(5 ـ 6) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113. الصافى ج 1: 803.
===============
(155)
أعرض عن هذا انه قد جاء أمر ربك وانهم اتيهم عذاب غير مردود). (1)
53 ـ عن أبى يزيد الحمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله تعالى بعث اربعة املاك في هلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل واسرافيل وكروبيل، فأتوا لوطا وهو في زراعة قرب القرية، فسلموا عليه وهم متعممون فلما رآهم رأى لهم هيئة حسنة، عليهم ثياب بيض وعمائم بيض، فقال لهم: المنزل؟ فقالوا: نعم، فتقدمهم ومشوا خلفه فندم على عرضه المنزل عليهم، فقال؟ أى شئ صنعت آتى بهم قومى وانا أعرفهم ـ طائفة ـ فالتفت اليهم فقال لهم انكم: لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: لا تعجل عليهم (2) حتى يشهد عليهم ثلث مرات، فقال جبرئيل: هذه واحدة، ثم مضى ساعة ثم التفت اليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل هذه اثنتين ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت اليهم فقال: انكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه الثلثة، ثم دخل ودخلوا معه حتى دخل منزله، فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصعقت فلم يسمعوا، فدخنت فلما رأوا الدخان اقبلوا يهرعون (3) حتى جاؤا إلى الباب، فنزلت المرأة اليهم فقالت عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم، فجاؤا إلى الباب ليدخلوها فلما رآهم لوط قام اليهم فقال لهم: (يا قوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفى أليس منكم رجل رشيد)؟ وقال: (هؤلاء بناتى هن أطهر لكم) فدعاهم إلى الحلال (فقالوا ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد) قال لهم (لو ان لى بكم قوة او آوى إلى ركن شديد) قال: فقال جبرئيل: لو يعلم أى قوة له قال: فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل، فقال: يا لوط دعهم يدخلون فلما دخلوا أهوى جبرئيل باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله (فطمسنا أعينهم) ثم ناداه جبرئيل: (انا رسل ربك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 230. البحار ج 5: 113.
(2) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار (الطبع الجديد) ان يكون هكذا (فقال الله لجبرئيل لا تعجل عليهم اه).
(3) هرع اليه: مشى اليه باضطراب وسرعة.
===============
(156)
لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل) وقال له جبرئيل: انا بعثنا في اهلاكهم، فقال: يا جبرئيل عجل (فقال ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب) فأمره فتحمل ومن معه الا امرأته ثم اقتلعها يعنى المدينة جبرئيل بجناحه من سبع ارضين ثم رفعها حتى سمع أهل السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك، ثم قلبها وامطر عليها وعلى من حول المدينة حجارة من سجيل (1)
54 ـ عن أبى بصير عن أحدهما قال: ان جبرئيل لما أتى لوطا في هلاك قومه ودخلوا عليه وجائه قومه يهرعون اليه، قال: فوضع يده على الباب ثم ناشدهم فقال اتقوا الله ولا تخزون في ضيفى، قالوا: أولم ننهك عن العالمين ثم عرض عليهم بناته بنكاح، فقالوا: ما لنا في بناتك من حق وانك لتعلم ما نريد، قال: فما منكم رجل رشيد، قال: فأبوا فقال: لو ان لى بكم قوة او آوى إلى ركن شديد، قال جبرئيل ينظر اليهم فقال: لو يعلم أى قوة له (2) ثم دعاه وأتاه، ففتحوا الباب ودخلوا وأشار جبرئيل بيده فرجعوا عميان يلمسون الجدران بأيديهم، يعاهدون الله لئن اصبحنا لا نستبقى أحدا من آل لوط، قال، فلما قال جبرئيل: (انا رسل ربك) قال له لوط يا جبرئيل عجل، قال: نعم، ثم قال: يا جبرئيل عجل، قال: الصبح موعدهم أليس الصبح بقريب ثم قال جبرئيل: يا لوط أخرج منها أنت وولدك حتى تبلغ موضع كذا وكذا قال يا جبرئيل ان حمراتى (3) حمرات ضعاف قال: ارتحل فاخرج منها فارتحل حتى اذا كان السحر نزل اليها جبرئيل فأدخل جناحه تحتها، حتى اذا استقلت قلبها عليهم، ورمى جبرئيل المدينة بحجارة من سجيل، وسمعت امرأة لوط الهدة فهلكت منها قال: (هؤلاء بناتى هن اطهر لكم) قال أبوعبدالله: عرض عليهم التزويج (4)
55 ـ عن صالح بن سعد عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (لو ان لى بكم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 5: 157، البرهان ج 2: 230.
(2) وفى نسخة البرهان هكذا (قال جبرئيل لاصحابه لو يعلم إلى اى قوة تؤويه)
(3) جمع الحمار.
(4) البحار ج 5: 156 ـ 158. الصافى ج 1: 803. البرهان ج 2: 230
===============
(157)
قوة او آوى إلى ركن شديد) قال: قوة القائم والركن الشديد الثلثمائة وثلثة عشر أصحابه (1)
56 ـ عن الحسين بن على بن يقطين قال: سألت أبا الحسن عن اتيان الرجال المرأة من خلفها؟ قال: أحلتها آية في كتاب الله قول لوط (هؤلاء بناتى هن أطهر لكم) وقد علم انهم ليس الفرج يريدون (2)
57 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سأل جبرئيل كيف كان مهلك قوم لوط؟ فقال: يا محمد ان قوم لوط كانوا اهل قرية لا يتنظفون من الغائط، ولا يتطهرون من الجنابة بخلاء اشحاء على الطعام، وان لوطا لبث فيهم ثلثين سنة، وانما كان نازلا عليهم ولم يكن منهم ولا عشيرة له فيهم ولا قوم وانه دعاهم إلى الايمان بالله واتباعه، وكان ينهاهم عن الفواحش ويحثهم على طاعة الله فلم يجيبوه ولم يتبعوه، وان الله لما هم بعذابهم بعث اليهم رسلا منذرين عذرا ونذرا، فلما عتوا عن أمره بعث الله اليهم ملئكة ليخرجوا من كان في قريتهم من المؤمنين، فما وجدوا فيها غير بيت من المسلمين، فأخرجوهم منها وقالوا للوط: اسر بأهلك من هذه الليلة (3) بقطع من الليل، ولا يلتفت منكم أحد وامضو حيث تؤمرون.
قال: فلما انتصف الليل سار لوط ببناته وتولت امرأته مدبرة فانطلقت إلى قومها تسعى بلوط وتخبرهم ان لوطا قد سار ببناته، وانى نوديت من تلقاء العرش لما طلع الفجر: يا جبرئيل حق القول من الله بحتم عذاب قوم لوط اليوم فأهبط إلى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 230. اثبات الهداة ج 7: 100. البحار ج 5: 158 وقال المجلسى رحمه الله: يحتمل ان يكون المعنى انه تمنى قوة مثل قوة القائم وأصحابا مثل اصحابه او مصداقهما في هذه الامة: القائم واصحابه مع انه لا يبعد أن يكون تمنى ادراك زمان القائم (عليه السلام) وحضوره واصحابه عنده اذ لا يلزم في المتمنى امكان الحصول.
(2) البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 230.
(3) وفى رواية العلل (من هذه القرية الليلة).
===============
(158)
قرية قوم لوط وما حوت، فاقلعها من تحت سبع أرضين ثم اعرج بها إلى السماء فاوقفها حتى يأتيك أمر الجبار ثم قلبها ودع منها آية بينة منزل لوط عبرة للسيارة فهبطت على أهل القرية الظالمين فضربت بجناحى الايمن على ما حوى عليه شرقها، وضربت بجناحى الايسر على ما حوى غربها، فاقتلعتها يا محمد من تحت سبع أرضين الا منزل لوط آية للسيارة، ثم عرجت بها في جوافى جناحى إلى السماء حتى أوقفتها حيث يسمع أهل السماء زقاء ديوكها (1) ونباح كلابها فلما أن طلعت الشمس نوديت من تلقاء العرش: يا جبرئيل اقلب القرية على القوم المجرمين، فقلبتها عليهم حتى صار أسفلها أعلاها، وأمطر الله عليهم حجارة من سجيل منضودة مسومة عند ربك و ما هى يا محمد من الظالمين من امتك ببعيد.
قال: فقال له رسول الله عليه وآله السلام: يا جبرئيل وأين كانت قريتهم من البلاد؟ قال: كان موضع قريتهم اذ ذلك في موضع الحيرة، وبحيرة الطبرية اليوم، وفى نواحى الشام، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل أرأيت حيث قلبتها عليهم في اى موضع الارض وقعت القرية وأهلها؟ فقال: يا محمد وقعت فيما بين الشام إلى مصر فصارت تلالا في البحر (2)
58 ـ عن علي بن أبى حمزة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (انا رسل ربك لن يصلوا اليك فاسر باهلك بقطع من الليل مظلما) قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) وهكذا قراءة امير المؤمنين (عليه السلام) (3)
59 ـ عن ميمون اللبان قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) فقرأ عنده آيات من هود فلما بلغ (وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هى من الظالمين ببعيد) فقال: من مات مصرا على اللواط لم يمت حتى يرميه الله بحجر من تلك الحجارة، يكون فيه منيته ولا يراه أحد (4)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الزقاء بضم الزاء بمعنى الصيحة
(2) البحار ج 5: 153. البرهان ج 2: 231.
(3) البرهان ج 2: 231. البحار ج 5: 158.
(4) البرهان ج 2: 231. البحار ج 16 (م): 12. الصافى ج 1: 805.
===============
(159)
60 ـ عن السكونى عن ابى جعفر عن أبيه قال: قال النبى عليه وآله السلام:
لما عمل قوم لوط ما عملوا بكت الارض إلى ربها حتى بلغ دموعها إلى السماء وبكت السماء حتى بلغ دموعها العرش، فأوحى الله إلى السماء ان أحصبيهم (1) وأوحى إلى الارض ان اخسفى بهم (2)
61 ـ عن احمد بن محمد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله (انى أريكم بخير) قال: كان سعرهم رخيصا (3)
62 ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن انتظار الفرج فقال: اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج؟ ثم قال: ان الله تبارك وتعالى يقول (وارتقبوا انى معكم رقيب) (4)
63 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قرأ (فمنها قائما وحصيدا) بالنصب ثم قال: يا با محمد لا يكون حصيدا الا بالحديد (5)
64 ـ وفى رواية اخرى (فمنها قائم وحصيد) أيكون الحصيد الا بالحديد (6)
65 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: في قول الله (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) فذلك يوم القيمة وهو اليوم الموعود (7)
66 ـ عن مسعدة بن صدقة قال: قص ابوعبدالله (عليه السلام) قصص أهل الميثاق من اهل الجنة واهل النار، فقال في صفات اهل الجنة: فمنهم من لقى الله شهيدا لرسله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى امطر عليهم الحصباء وهى الحصاء.
(2) البرهان ج 2: 232. البحار ج 16 (م): 12. الصافى ج 1: 805.
(3) البرهان ج 2: 232. البحار ج 5: 315. الصافى ج 1: 808.
(4) البرهان ج 2: 232. البحار ج 13: 137. الصافى ج 1: 811.
(5) البرهان ج 2: 232. الصافى ج 1: 812.
(6) البرهان ج 2: 233.
(7) الصافى ج 1: 813.
===============
(160)
ثم من (مر خ ل) في صفتهم حتى بلغ من قوله ثم جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعا، فقال الجاهل بعلم التفسير: ان هذا الاستثناء من الله انما هو لمن دخل الجنة والنار، وذلك ان الفريقين جميعا يخرجان منهما فيبقيان فليس فيهما أحد وكذبوا لكن عنى بالاستثناء ان ولد آدم كلهم وولد الجان معهم على الارض والسموات تظلهم، فهو ينقل المؤمنين حتى يخرجهم إلى ولاية الشياطين وهى النار، فذلك الذى عنى الله في اهل الجنة وأهل النار ما دامت السموات والارض يقول في الدنيا والله تبارك وتعالى ليس بمخرج اهل الجنة منها ابدا ولا كل أهل النار منها ابدا، وكيف يكون ذلك وقد قال الله في كتابه (ماكثين فيه ابدا) ليس فيهما استثناء، وكذلك قال أبوجعفر:
من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة، ومن دخل في ولاية عدوهم دخل النار، وهذا الذى عنى الله من الاستثناء في الخروج من الجنة والنار والدخول (1).
67 ـ عن زرارة قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) في قول الله (فاما الذين سعدوا ففى الجنة) إلى آخر الآيتين قال: هاتان الآيتان في غير اهل الخلود من اهل الشقاوة والسعادة، ان شاء الله يجعلهم خارجين ولا تزعم يا زرارة انى ازعم ذلك (2).
68 ـ عن حمران قال: سألت ابا جعفر: جعلت فداك قول الله (خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك) ـ لاهل النار أفرأيت (اقرات خ) قوله لاهل الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك ـ (3) قال: نعم ان شاء جعل لهم دنيا فردهم وما شاء، وسئلته عن قول الله (خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك) فقال: هذه في الذين يخرجون من النار (4).
69 ـ عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: (فمنهم شقى وسعيد) قال: في ذكر اهل النار استثنى وليس في ذكر أهل الجنة استثنى، (واما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ما دامت السموات والارض الا ما شاء ربك عطاءا غير مجذوذ) (5)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234. الصافى ج 1: 814.
(3) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار والبرهان.
(4 ـ 5) البحار ج 3: 392. البرهان ج 2: 234.
===============
(161)
70 ـ وفى رواية حماد عن حريز عن أبى عبدالله (عليه السلام) (عطاءا غير مجذوذ) بالذال (1).
71 ـ عن بعض اصحابنا فقال أحدهم: انه سئل عن قول الله: (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) قال: هو الرجل من شيعتنا يقول بقول هؤلاء الجابرين (2).
72 ـ عن عثمان بن عيسى عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) قال: اما انه لم يجعلها خلودا، ولكن تمسكم النار فلا تركنوا اليهم (3).
73 ـ عن حريز عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: (أقم الصلوة طرفى النهار) وطرفاء المغرب والغداة، (وزلفا من الليل) وهى صلوة العشاء الاخرة (4)
74 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أحدهما يقول: ان عليا (عليه السلام) أقبل على الناس فقال: أى آية في كتاب الله أرجى عندكم؟ فقال بعضهم: (ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) قال: حسنة وليست اياها فقال بعضهم:
(يا عبادى الذين اسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) قال: حسنة وليست اياها وقال بعضهم: (الذين اذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) قال: حسنة وليست اياها، قال: ثم أحجم الناس (5) فقال: ما لكم يا معشر الملسمين؟ قالوا: لا والله ما عندنا شئ قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أرجي آية في كتاب الله (وأقم الصلوة طرفى النهار وزلفا من الليل) وقرأ الاية كلها، وقال: يا على والذى بعثنى بالحق بشيرا ونذيرا ان أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جواحه الذنوب، فاذا استقبل ـ الله ـ بوجهه وقلبه لم ينفتل عن صلوته (6) وعليه من ذنوبه شئ كما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البحار ج 3: 392 البرهان ج 2: 334
(2 ـ 3) البرهان ج 2: 235 البحار ج 15 (ج 4): 219: الصافى ج 1: 815 (4) البرهان ج 2: 235. الصافى ج 1: 815.
(5) أحجم الناس ـ بتقديم المهملة ـ: كفوا ونكثوا هيبة.
(6) انفتل عن الصلاة: انصرف عنها.
===============
(162)
ولدته امه، فان اصاب شيئا بين الصلاتين كان له مثل ذلك حتى عد الصلوات الخمس ثم قال: يا على انما منزلة الصلوات الخمس لامتي كنهر جار على باب أحدكم فما ظن أحدكم لو كان في جسده درن ثم اغتسل في ذلك النهر خمس مرات في اليوم أكان يبقى في جسده درن؟ فكذلك والله الصلوات الخمس لامتى (1).
75 ـ عن ابراهيم الكرخى قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) فدخل عليه مولى له فقال: يا فلان متى جئت؟ فسكت فقال أبوعبدالله: جئت من هيهنا ومن هيهنا انظر بما تقطع به يومك، فان معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل، فلا تحتقر سيئة وان كانت صغيرة، فانها ستسوئك يوما، ولا تحتقر حسنة فانه ليس شئ اشد طلبا ولا اسرع دركا من الحسنة، انها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب به، و قال الله في كتابه: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال: قال: صلوة الليل تذهب بذنوب النهار، وقال يذهب بما جرحتم (2).
76 ـ عن ابراهيم بن عمر يرفعه إلى أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (اقم الصلوة طرفى النهار) إلى (السيئات) فقال: صلوة الليل بالليل (3) يذهب بما عمل من ذنب النهار (4)
77 ـ عن سماعة بن مهران قال: سأل ابا عبدالله (عليه السلام) رجل من اهل الجبال عن رجل أصاب مالا من اعمال السلطان فهو يتصدق منه، ويصل قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب، وهو يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) فقال أبوعبدالله:
ان الخطيئة لا تكفر الخطيئة، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة، ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان كان خلط الحلال حراما فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس (5).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1 ـ 2) البرهان ج 2: 239. الصافى ج 1: 816.
(3) وفى نسختى البرهان والصافى (صلوة المؤمن بالليل).
(4) البحار ج 18: 556. البرهان ج 2: 239. الصافى ج 1: 815.
(5) البرهان ج 2: 239.
===============
(163)
78 ـ وعنه في رواية المفضل بن سويد انه قال: انظر ما اصبت به فعد به على اخوانك، فان الله يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال المفضل: كنت خليفة أخى على الديوان، قال: وقد قلت: جعلت فداك قد ترى مكانى من هؤلاء القوم وما ترى؟ قال: ولم تكن كنت (1).
79 ـ عن المفضل بن مزيد الكاتب قال: دخل على أبو عبدالله (عليه السلام) وقد أمرت ان أخرج لبنى هاشم جوايز فلم أعلم الا وهو على رأسى وانا مستجل فوثبت اليه، فسألنى عما أمر لهم، فناولته الكتاب، فقال: ما ارى لا سمعيل هيهنا شيئا، فقلت: هذا الذى خرج الينا، ثم قلت له: جعلت فداك قد ترى مكانى من هؤلاء القوم؟ فقال لى: انظر ما أصبت به فعد به على أصحابك (اخوانك خ ل) فان الله يقول:
(ان الحسنات يذهبن السيئات) (2).
80 ـ عن ابراهيم الكرخى قال: انى كنت عند ابى عبدالله (عليه السلام) اذ دخل عليه رجل من أهل المدينة فقال له أبوعبدالله (عليه السلام): يا فلان من أين جئت؟ ثم قال له:
جئت من هيهنا وهيهنا لغير معاش تطلبه ولا لعمل آخرة انظر بماذا تقطع يومك وليلتك، واعلم ان معك ملكا كريما موكلا بك يحفظ عليك ما تفعل، ويطلع على سرك الذى تخفيه من الناس فاستحى ولا تحقرن سيئة فانها ستسؤك يوما، ولا تحقرن حسنة وان صغرت عندك وقلت في عينك، فانها ستسرك يوما، واعلم انه ليس شئ أضر عاقبة ولا أسرع ندامة من الخطيئة، وانه ليس شئ أشد طلبا ولا اسرع دركا للخطيئة من الحسنة، اما انها لتدرك العظيم القديم المنسى عند عامله فيجديه ويسقط ويذهب به بعد اسائته، وذلك قول الله: (ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (3).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرهان ج 2: 239. وفى نسخة منه (لو لم يكن كتب).
(2) البرهان ج 2: 239.
(3) البحار ج 15 (ج 2): 166 ونقله البحرانى في البرهان ج 2: 239 عن الكتاب مع اختلاف فيه فراجع.
===============
(164)
وقرأ بن خراس (1) عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: (ان الحسنات يذهبن السيئات) قال: صلوة الليل يكفر ما كان من ذنوب النهار (2).
81 ـ عن عبدالله بن سنان قال: سئل أبوعبدالله (عليه السلام) عن قول الله: (ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة) إلى (من رحم ربك) قال: كانواامة واحدة فبعث الله النبيين ليتخذ عليهم الحجة (3).
82 ـ عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن رجل قال: سألت علي بن الحسين (عليه السلام) عن قول الله: (ولا يزالون مختلفين) قال: عنى بذلك من خالفنا من هذه الامة، و كلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم، واما قوله (الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فاولئك اولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة اما تسمع لقول ابراهيم (رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله) قال: ايانا عنى واوليائه وشيعته وشيعة وصيه قال: (ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار) قال: عنى بذلك ـ والله ـ من جحد وصيه ولم يتبعه من امته، وكذلك والله حال هذه الامة (4)
83 ـ عن يعقوب بن سعيد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) قال: خلقهم للعبادة، قال: قلت وقوله: (ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم) فقال: نزلت هذه بعد تلك (5)
84 ـ عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين (عليه السلام) في قوله: (ولا يزالون
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة (قراعى بن خراس) وفى نسخة البرهان (قراعى بن حواس (خواس خ) والكل لا يخلو عن تصحيف ولم اظفر عليه في كتب الرجال.
(2) البرهان ج 2: 240.
(3) البرهان ج 2: 240. الصافى ج 1: 818.
(4) البرهان ج 2: 240. البحار ج 7: 132 الصافى ج 1: 818.
(5) البرهان ج 2: 241.