(275)

 

بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم فهو خير للصابرين) قال: فقال رسول الله صلوات الله عليه وآله: أصبر أصبر (1).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البحار ج 6: 504. البرهان ج 2: 389. الصافى ج 1: 947.

===============

(276)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 ومن سورة بنى اسرائيل

 1 ـ عن الحسين بن على بن أبى حمزة الثمالى عن الحسين بن ابى العلا عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء سورة بنى اسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه (1).

2 ـ عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبدالله عن قول الله (سبحان) فقال:

انفة لله. (2) وفى رواية اخرى عن هشام عنه مثله (3). 3 ـ عن عبدالله بن عطاء عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان جبرئيل (عليه السلام) أتى بالبراق إلى النبى (صلى الله عليه وآله) وكان أصغر من البغل واكبر من الحمار مضطرب الاذنين عيناه في حوافره خطوته مد البصر (4).

4 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما اسرى بالنبى (عليه السلام) اتى بالبراق ومعها جبرئيل وميكائيل واسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، وامسك الاخر باللجام، وسوى عليه الآخر ثيابه فلما ركبها تضعضعت، فلطمها

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 389. الصافى ج 1: 1000. البحار ج 19: 7.

(2) قال الطريحى وفى الحديث: سئلته عن سبحان الله فقال: أنفة هو كقصبة اى تنزيه لله تعالى كما ان سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الانفة في الاصل الضرب على الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الاشياء فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لانه تنزيه عن صفات الرذائل والاجسام.

(3) البرهان ج 2: 394.

(4) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 373. الصافى ج 1: 949.

===============

(277)

 

جبرئيل (عليه السلام) وقال لها: قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يركبك أحد بعده مثله الا انه تضعضعت عليه (1).

5 ـ وفى رواية اخرى عن هشام عنه لما اسرى برسول الله (صلى الله عليه وآله) حضرت الصلوة فأذن جبرئيل و أقام جبرئيل للصلوة فقال: يا محمد تقدم فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): تقدم يا جبرئيل، فقال له: انا لا نتقدم الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم (2)

6 ـ عن هارون بن خارجة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): يا هارون كم بين منزلك و بين المسجد الاعظم؟ فقلت: قريب قال: يكون ميلا؟ فقلت: لكنه أقرب، فقال:

فما تشهد الصلوة كلها فيه؟ فقلت: لا والله جعلت فداك ربما شغلت فقال: اما انى لو كنت بحضرته ما فاتننى فيه صلوة، قال: ثم قال هكذا بيده ما من ملك مقرب ولا نبى مرسل ولا عبد صالح الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى محمد عليه الصلوة والسلام ليلة اسرى به أمر به جبرئيل فقال: يا محمد هذا مسجد كوفان، فقال: استاذن لى حتى اصلى فيه ركعتين، فاستأذن له فهبط به وصلى فيه ركعتين، ثم قال: أما علمت ان عن يمينه روضة من رياض الجنة، وعن يساره روضة من رياض الجنة، أما علمت ان الصلوة المكتوبة فيه تعدل الف صلوة في غيره، والنافلة خمس مائة صلوة، والجلوس فيه من غير قرائة القرآن عبادة، ثم قال هكذا باصبعة فحركها: ما بعد المسجدين أفضل من مسجد كوفان (3)

7 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان جبرئيل احتمل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى أتى به إلى مكان من السماء ثم تركه وقال له: ما وطى شئ قط مكانك (4).

8 ـ عن ابن بكير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما اسرى برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى السماء الدنيا لم يمر بأحد من الملئكة الا استبشر به الا مالك خازن جهنم، فقال لجبرئيل: يا جبرئيل ما مررت بملك من الملائكة الا استبشرنى الا هذا الملك

ـــــــــــــــــــــــــ

 البرهان ج 2: 400.

(2 ـ 4) البرهان ج 2: 400. البحار ج 6: 397.

===============

(278)

 

فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن جهنم وهكذا جعله الله: قال: فقال له النبى يا جبرئيل سله أن يرينها، فقال جبرئيل: يا مالك هذا محمد (صلى الله عليه وآله) وقد شكى إلى وقال: ما مررت بأحد من الملئكة الا استبشرنى وسلم على الا هذا فأخبرته ان الله هكذا جعله وقد  سألنى ان اسئلك أن تريه جهنم، قال: فكشف له عن طبق من أطباقها، فما رؤى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضاحكا حتى قبض (صلى الله عليه وآله) (1)

9 ـ عن حفص بن البخترى عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: لما اسرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) حضرت الصلوة فاذن جبرئيل فلما قال: الله اكبر الله اكبر قالت الملئكة: الله اكبر الله اكبر، فلما قال: أشهد أن لا اله الا الله قالت الملئكة: خلع الانداد، فلما قال: اشهد أن محمد رسول الله، قالت: نبى بعث، فلما قال: حى على الصلوة، قالت: حث على عبادة ربه، فلما قال: حى على الفلاح، قالت: افلح من تبعه (2).

10 ـ عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما أخبرهم (3) انه اسرى به قال بعضهم لبعض: قد ظفرتم، فاسئلوه عن ايلة (4) قال: فسألوه عنها قال: فاطرق فسكت فأتاه جبرئيل فقال: يا رسول الله ارفع رأسك فان الله قد رفع لك ايلة وقد  أمر الله كل منخفض من الارض فارتفع، وكل مرتفع فانخفض فرفع رأسه فاذا ايلة قد  رفعت له، قال: فجعلوا يسئلونه ويخبرهم وهو ينظر اليها، ثم قال: ان علامة ذلك عير لابى سفيان يحمل برا (5) يقدمها جمل أحمر مجمع تدخل غدا هذا مع الشمس

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 2) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 381.

(3) اى كفار مكة.

(4) ايلة بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام. وقيل: هى آخر الحجاز واول الشام. وقال المجلسى رحمه الله: لعله ايليا (وهو مدينة القدس) على وفق الاخبار الاخر فصحف.

(5) وفى بعض النسخ (ندا) وهو طيب معروف، او هو العنبر. وفى آخر (قدا) وهو بالفتح: جلد السخلة وبالكسر: اناء من جلد. وفى ثالث (بزا) اى متاعا.

===============

(279)

 

فارسلوا الرسل وقالوا لهم: حيث ما لقيتم العير فاحبسوها ليكذبوه بذلك قوله: قال فضرب الله وجوه الابل فأقربت (1) على الساحل واصبح الناس فتشرفوا فقال ابوعبدالله فما رؤيت مكة قط أكثر متشرفا ولا متشرفة منها يومئذ لينظروا ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: فأقبلت الابل من ناحية الساحل فقال: يقول القائل: الابل، الشمس، الابل قال: فطلعتا جميعا (2).

11 ـ عن هشام بن حكم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلى العشاء الآخرة وصلى الفجر في الليلة التى اسرى به فيها بمكة (3)

12 ـ عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: حدث أبوسعيد الخدرى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ان جبرئيل قال لى (4) ليلة اسرى بى وحين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ فقال: حاجتى أن تقرأ على خديجة من الله ومنى السلام وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبى الله عليه وآله السلام فقال لها الذى قال جبرئيل، قالت: ان الله هو السلام، ومنه السلام، واليه السلام، وعلى جبرئيل السلام (5).

13 ـ عن سلام الحناط (6) عن رجل عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن المساجد التى لها الفضل، فقال: المسجد الحرام ومسجد الرسول، قلت: والمسجد الاقصى جعلت فداك؟ فقال: ذاك في السماء، اليه اسرى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: ان الناس يقولون: انه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه (7).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى نسخة (فنفرت).

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

(4) وفى البحار (أتانى) مكان (قال لى) وهو الظاهر.

(5) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

(6) وفى البرهان (سالم) بدل (سلام).

(7) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392. الصافى ج 1: 949.

===============

(280)

 

14 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما اسرى بالنبى فانتهى إلى موضع: قال له جبرئيل: قف فان ربك يصلى، قال قلت: جعلت فداك وما كان صلوته؟ فقال كان يقول: سبوح قدوس رب الملئكة والروح سبقت رحمتى غضبى (1).

15 ـ عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اسرى به رفعه جبرئيل باصبعه وضعها في ظهره حتى وجد بردها في صدره، فكان رسول الله دخله شئ فقال: يا جبرئيل أفى هذا الموضع؟ (2) قال: نعم ان هذا الموضع لم يطأه أحد قبلك، ولا يطأه أحد بعدك، قال: وفتح الله له من العظمة مثل مسام الابرة فراى من العظمة ماشاء الله، فقال له جبرئيل: قف يا محمد وذكر مثله ـ الحديث الاول ـ سواء (3).

16 ـ عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله قال: كان نوح اذا أصبح قال: اللهم انه ما كان من نعمة وعافية في دين او دنيا فانه منك، وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الشكر به على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا (4).

17 ـ عن حفص بن البخترى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: انما سمى نوح عبدا شكورا لانه كان يقول اذا أصبح وأمسى: اللهم انه ما اصبح وامسي به من نعمة أو عافية في دين او دنيا فمنك وحدك لا شريك لك لك الحمد ولك الشكر به على يارب حتى ترضى وبعد الرضا، يقولها اذا أصبح عشرا واذا أمسى عشرا (5).

18 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (كان عبدا شكورا) قال اذا كان امسى وأصبح يقول: امسيت اشهدك انه ما أمست بى من نعمة في دين أو دنيا فانها من الله وحده لا شريك له له الحمد بها والشكر كثيرا (6).

19 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: ما عنى الله بقوله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البحار ج 6: 392. البرهان ج 2: 401.

(2) اى تتركنى في هذا الموضع؟.

(3) البرهان ج 2: 401. البحار ج 6: 392.

(4 ـ 6) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491 ـ 988.

===============

(281)

 

لنوح (انه كان عبدا شكورا) فقال: كلمات بالغ فيهن وقال: كان اذا أصبح وأمسى قال: اللهم اصبحت اشهدك انه ما اصبح بى من نعمة في دين أو دنيا فانه منك، وحدك لا شريك لك، ولك الشكر بها على يا رب حتى ترضى وبعد الرضا، فسمى بذلك عبدا شكورا (1).

20 ـ عن صالح بن سهل عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين) قتل على، وطعن الحسن (ولتعلن علوا كبيرا) قتل الحسين (فاذا جاء وعد اوليهما) اذا جاء نصر دم الحسين (بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار) قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترا لآل محمد الا حرقوه (2) وكان وعدا مفعولا) قبل قيام القائم (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم باموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) خروج الحسين في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدى إلى الناس ان الحسين قد خرج في أصحابه حتى لا يشك فيه المؤمنون وانه ليس بدجال ولا شيطان، الامام الذى بين أظهر الناس يومئذ، فاذا استقر عند المؤمن انه الحسين لا يشكون فيه، وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك، جاء الحجة الموت فيكون الذى غسله، وكفنه وحنطه وايلاجه في حفرته (3) الحسين، ولا يلى الوصى الا الوصى.

وزاد ابراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتى يقع حاجباه على عينيه (4).

21 ـ عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: كان يقرأ (بعثنا عليكم عبادا لنا اولى بأس شديد) ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد (5).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 405. البحار ج 18 (ج 2): 491.

(2) وفى نسخة البرهان (أخذوه) وفى رواية الكلينى رحمه الله (قتلوه).

(3) وفى البرهان (ويلحده في حفرته) وهو الظاهر. وفى البحار (فيكون الذى يلى

 غسله كفنه وحنوطه) وهو الاظهر (4 ـ 5) البرهان ج 2: 407. البحار ج 13: 13. الصافى ج 1: 959. ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا عن الكتاب.

===============

(282)

 

22 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته، يا ايها الناس سلونى قبل أن تفقدونى، فان بين جوانحى علما جما فسلونى قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية (1) تطأ في خطامها (2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها، فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله أو حولها لا مأوى يكنها (3) ولا احد يرحمها، فاذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وأى واد سلك، فعندها توقعوا الفرج وهو تأويل هذه الاية (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) والذى فلق الحبة وبرء النسمة ليعيش اذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل عاملين بكتاب الله وسنة رسوله، قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات (4)

23 ـ عن رفاعة بن موسى قال: قال أبو عبدالله (عليه السلام): ان اول من يكر إلى الدنيا الحسين بن على (عليه السلام) وأصحابه ويزيد بن معوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة (5) ثم قال أبو عبدالله (عليه السلام): (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) (6).

24 ـ عن ابى اسحق (ان هذا القرآن يهدى للتى هى اقوم) قال: يهدى إلى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى ترفع برجلها. قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، و قال بعض: كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها.

(2) الخطام ـ ككتاب ـ: كل ما يجعل في انف البعير ليقتاد به.

(3) اى يسترها.

(4) البحار ج 13: 13. البرهان ج 2: 408.

(5) القذة: ريش السهم وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان وقد تكرر ذكرها في الحديث.

(6) البحار ج 13: 219. البرهان ج 2: 408. الصافى ج 1: 959.

===============

(283)

 

الامام (1).

25 ـ عن الفضيل بن يسار عن ابى جعفر (عليه السلام) (ان هذا القران يهدى للتى هى اقوم) قال: يهدى إلى الولاية (2). 26 ـ عن سلمان الفارسى قال: ان الله لما خلق آدم وكان اول ما خلق عيناه، فجعل ينظر إلى جسده كيف يخلق، فلما حانت ان يتبالغ الخلق في رجليه فاراد القيام فلم يقدر وهو قول الله: (خلق الانسان عجولا) وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يلبث (3) ان تناول عنقود العنب فأكله (4).

27 ـ عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما خلق آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عزوجل (خلق الانسان عجولا) (5).

28 ـ عن أبى بصير عنه (فمحونا آية الليل) قال: هو السواد الذى فجوف القمر (6).

29 ـ عن نصر بن قابوس عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: السواد الذى في القمر:

محمد رسول الله (7)

30 ـ عن أبى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا امير المؤمنين أخبرنى عن هذه السواد في القمر؟ فقال: هو قول الله (فمحونا آية الليل) (8).

31 ـ عن أبى الطفيل قال: قال على بن أبيطالب (عليه السلام): سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار أو في سهل او في جبل، قال: فقال له ابن الكوا: فما هذه السواد في القمر؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء اما سمعت الله يقول:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 2) البرهان ج 2: 409. البحار ج 7: 120. الصافى ج 1: 960.

(3) وفى نسخة (لم يستجع).

(4 ـ 5) البحار ج 5: 32. البرهان ج 2: 410. الصافى ج 1: 960.

(6 ـ 8) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.

===============

(284)

 

(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) فذلك محوها قال: يقول الله: (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا واحلوا قومهم دارالبوار جهنم يصلونها) قال تلك في الافجرين من قريش (1).

32 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله ((عليهما السلام)) عن قوله: (وكل انسان الزمناه طائره في عنقه) قال: قدره الذى قدر عليه (2)

33 ـ عن خالد بن نجيح عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم) قال: يذكر بالعبد جميع ما عمل، وما كتب عليه، حتى كأنه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا) يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصيها) (3).

34 ـ عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله (واذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها) مشددة منصوبة (4) تفسيرها: كثرنا وقال: لا قرأتها مخففة (5).

35 ـ عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله (اذا اردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها) قال: تفسيرها أمرنا اكابرها (6).

36 ـ عن ابى بصير عن احدهما انه ذكر الوالدين فقال: هما الذان قال الله: (وقضى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 411. البحار ج 14: 128.

(2) البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافى ج 1: 961.

(3) البرهان ج 2: 411. البحار ج 3: 282. الصافى ج 1: 961.

وفى البحار نقل بعد هذا الحديث حديث آخر عن كتاب العياشى عن خالد بن نجيح ايضا ولما لم يكن في النسخ موجودا نذكره ها هنا وهو هكذا:

(العياشى عن خالد بن نجيح عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كان يوم القيامة دفع إلى الانسان كتابه، ثم قيل له: اقرأ، قلت: فيعرف ما فيه؟ فقال: ان الله يذكره، فما من لحظة ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله الا ذكره، كانه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا (يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها).

(4) وفى الصافى (مشددة ميمه).

(5 ـ 6) البحار ج 3: 58. البرهان ج 2: 412. الصافى ج 1: 962.

===============

(285)

 

ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا) (1).

37 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله: (اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما) قال: هو أدنى الادنى حرمه الله فما فوقه (2).

38 ـ عن حريز قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ادنى العقوق اف، ولو علم الله ان شيئا اهون منه لنهى عنه (3).

39 ـ عن ابى ولاد الحناط قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (وبالوالدين احسانا) فقال: الاحسان ان تحسن صحبتهما، ولا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان اليه، وان كانا مستغنيين، أليس يقول الله: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) ثم قال ابو عبدالله (عليه السلام): واما قوله: (اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف) قال: ان اضجراك فلا تقل لهما اف، ولا تنهرهما ان ضرباك قال: (وقل لهما قولا كريما) قال: يقول لهما: غفر الله لكما. فذلك منك قول كريم، وقال: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) قال لا تملاء عينيك من النظر اليهما الا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما ولا يديك فوق ايديهما ولا تتقدم قدامهما (4).

40 ـ عن الاصبغ قال: خرجنا مع على (عليه السلام) فتوسط المسجد فاذا ناس يصلون (5) حين طلعت الشمس فسمعته يقول: نحروا صلوة الاوابين نحرهم الله، قال: قلت: فما نحروها؟ قال: عجلوها، قال: قلت يا امير المؤمنين ما صلوة الاوابين؟ قال: ركعتان (6).

41 ـ عن عبدالله بن عطاء المكى قال: قال ابوجعفر (عليه السلام): انطلق بنا إلى حائط لنا، فدعا بحمار وبغل فقال: أيهما احب اليك؟ فقلت: الحمار، فقال: انى احب ان تؤثرنى با لحمار فقلت: البغل احب إلى فركب الحمار وركبت البغل، فلما مضينا اختال الحمار (7) في مشيته حتى هز منكبى أبى جعفر (عليه السلام) فلزم قربوس السرج فقلت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 4) البرهان ج 2: 413. البحار ج 15 (ج 4): 24. الصافى ج 1: 964 (5) وفى البرهان (يتنفلون) مكان (يصلون).

(6) البرهان ج 2: 414.

(7) الاختيال: التكبر والتبختر.

===============

(286)

 

جعلت فداك كأنى أراك تشتكى بطنك قال: وفطنت إلى هذا منى، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان له حمار يقال له: عفير اذا ركبه اختال في مشيته سرورا برسول الله حتى يهز منكبيه، فيلزم قربوس السرج، فقول: اللهم ليس منى ولكن ذامن عفير، وان حمارى من سرورى اختال في مشيه، فلزمت قربوس السرج وقلت: اللهم هذا ليس منى ولكن هذا من حمارى، قال، فقال يا ابن عطاء ترى زاغت الشمس (1) فقلت:

جعلت فداك وما علمى بذلك وانا معك، فقال لا لم تفعل وأوشك قال: فسرنا قال فقال قد فعلت، قلت: هذا المكان الاحمر قال: ليس يصلى ها هنا، هذه اودية النمال و ليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة وليس يصلى بالسباخ قال:

فمضينا إلى ارض حصباء قال: هاهنا فنزل ونزلت، فقال: يا ابن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السوارى في مسجد الكوفة، قال: قلت: نعم فقال:

اولئك شيعة ابى على، هذه صلوة الاوابين، ان الله يقول: (انه كان للاوابين غفورا) (2).

42 ـ عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: في قوله (انه كان للاوابين غفورا) قال: هم التوابون المتعبدون (3).

43 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: يا با محمد عليكم بالورع والاجتهاد، واداء الامانة، وصدق الحديث، وحسن الصحبة لمن صحبكم، وطول السجود كان ذلك من سنن الاوابين، قال ابوبصير: الاوابون التوابون (4).

44 ـ عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال من صلى اربع ركعات ـ فقرأ ـ في كل ركعة خمسين مرة (قل هو الله احد) كانت صلوة فاطمة عليها السلام وهى صلوة الاوابين (5).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) زاغت الشمس: اى مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها.

(2) البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 122.

(3) البرهان ج 2: 414. البحار ج 3: 101.

(4) البرهان ج 2: 414. الصافى ج 1: 965.

(5) البرهان ج 2: 414. البحار ج 18: 909.

===============

(287)

 

45 ـ عن محمد بن حفص بن عمر عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كانت صلوة الاوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله احد (1).

46 ـ عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما انزل الله (فآت ذا القربى حقه والمسكين) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل قد عرفت المسكين فمن ذوى القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعى حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: ان ربى امرنى ان اعطيكم مما افاء على، قال: اعطيتكم فدك (2).

47 ـ عن أبان بن تغلب قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): كان رسول الله اعطى فاطمة فدكا قال: كان وقفها، فانزل الله: (وآت ذات القربى حقه) فأعطاها رسول الله حقها، قلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعطاها؟ قال: بل الله أعطاها (3).

48 ـ عن ابن تغلب قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): أكان رسول الله اعطى فاطمة فدكا؟ قال: كان لها من الله (4).

49 ـ عن جميل بن دراج عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتى اسود او أحمر يشهد بذلك، قال: فاتت بام أيمن، فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: (فآت ذا القربى حقه) فلم يدر محمد (صلى الله عليه وآله) من هم؟ فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا: فزعموا أن عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها ابوبكر (5).

50 ـ عن عطية العوفى قال: لما افتتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيبر، وأفاء الله عليه فدك وانزل عليه (وآت ذا القربى حقه) قال: يا فاطمة لك فدك (6).

51 ـ عن عبدالرحمن بن صالح كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى العبسى (7) يسئله عن قصة الفدك فكتب اليه عبيد الله بن موسى بهذا الحديث. رواه عن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 414.

(2) البرهان ج 2: 415. الصافى ج 1: 965.

(3 ـ 6) البرهان ج 2: 415. البحار ج 8: 93.

(7) من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.

===============

(288)

 

الفضل بن مرزوق عن عطية فرد المأمون فدك على ولد فاطمة صلوات الله عليها (1).

52 عن أبى الطفيل عن على (عليه السلام) قال: قال يوم الشورى: أفيكم احد تم نوره من السماء حين قال (وآت ذالقربى حقه والمسكين)؟ قالوا: لا (2)

53 ـ عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قوله (ولا تبذر تبذيرا) قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر، ومن انفق؟؟ الخير فهو مقتصد (3).

54 ـ عن ابي بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) في قوله: (ولا تبذر تبذيرا) قال:

بذل الرجل ماله ويقعده ليس له مال قال: فيكون تبذير في حلال؟ قال: نعم (4).

55 ـ عن على بن جذاعة قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) ـ في قوله لا تبذر تبذيرا ـ يقول: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، وقال الله: (لا تبذر تبذيرا) ان الله لا يعذب على القصد (5).

56 ـ عن جميل عن اسحق بن عمار عن عامر بن جذاعة قال: دخل على ابى عبدالله (عليه السلام) رجل فقال: يا با عبدالله قرضا إلى ميسرة؟ فقال أبوعبدالله (عليه السلام): إلى غلة تدرك؟ فقال: لا وا لله، فقال: إلى تجارة تؤدى؟ فقال: لا والله، قال: فالى عقدة تباع؟ فقال: لا والله، فقال: أنت اذا ممن جعل الله له في اموالنا حقا، فدعا أبوعبدالله (عليه السلام) بكيس فيه دارهم، فأدخل يده فناوله قبضة، ثم قال: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف قال الله: (ولاتبذر تبذيرا) وقال: ان الله لا يعذب على القصد (6).

57 ـ عن جميل عن اسحق بن عمار في قوله: (ولا تبذر تبذيرا) قال: لا تبذر في ولاية على (عليه السلام) (7).

58 ـ عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبيعبد الله (عليه السلام) فدعا برطب فأقبل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (21) البرهان ج 2: 416. البحار ج 8: 93.

(3 ـ 6) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 200. الصافى ج 1: 966 (7) البرهان ج 2: 416. الصافى ج 1: 966.

===============

(289)

 

بعضهم يرمى بالنوى، قال: فأمسك أبوعبدالله يده، فقال: لا تفعل ان هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد (1).

59 ـ عن عجلان قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) فجاءه سائل فقام إلى مكتل (2) فيه تمر فملاء يده ثم ناوله، ثم جاء آخر فسأله فقال وأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقال: رزقنا الله واياك، ثم قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان لا يسئله أحد من الدنيا شيئا الا أعطاه؟ قال: فأرسلت اليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق اليه فاسأله فان قال: ليس عندنا شئ، فقل: اعطنى قيمصك، فأتاه الغلام فسأله فقال النبى (صلى الله عليه وآله) ليس عندنا شئ، فقال: فاعطنى قميصك، فأخذ قميصه فرمى به اليه فأدبه الله على القصد، فقال: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (3).

60 ـ عن ابن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك) قال: فضم يده وقال: هكذا، فقال: (ولا تبسطها كل البسط) وبسط راحته وقال هكذا (5).

61 ـ عن محمد بن يزيد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) قال: الاحسار الاقتار (5).

62 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى ابراهيم قال: لا يملق حاج أبدا قلت: وما الاملاق؟ قال: قول الله (ولا تقتلوا أولادكم خشية املاق). (6)

63 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: الحاج لا يملق أبدا،

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 416. البحار ج 15 (ج 4): 201.

(2) المكتل ـ كمنبر: ـ الزنبيل الكبير.

(3 ـ 5) البرهان ج 2: 417. البحار ج 20: 44. الصافى ج 1: 967.

(6) البرهان ج 2: 417. الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 37.

الصافى ج 1: 968.

===============

(290)

 

قال: قلت: وماالاملاق؟ قال: الافلاس، ثم قال: (ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقهم واياكم). (1)

64 ـ عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: من قتل النفس التى حرم الله، فقد قتل الحسين في أهل بيته. (2)

65 ـ عن جابر بن عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية في الحسين (عليه السلام) (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) قاتل الحسين (انه كان منصورا) قال الحسين (عليه السلام). (3)

66 ـ عن ابى العباس عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال اذااجتمع العدة على قتل رجل حكم الوالى يقتل أيهم شاء وليس له أن يقتل بأكثر من واحد ان الله يقول: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لولية سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) واذا قتل واحدا ثلثة خير الوالى أى الثلاثة شاء أن يقتل، ويضمن الآخران ثلثى الدية لورثة المقتول. (4)

67 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) قال: هو الحسين بن على (عليه السلام) قتل مظلوما ونحن اولياؤه، والقائم منا اذا قام منا طلب بثار الحسين، فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل، وقال: ـ المسى ـ (5) المقتول الحسين (عليه السلام) ووليه القائم، والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا، فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. (6)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 418. الوسائل ج 2 ابواب وجوب الحج باب 37. الصافى ج 1: 968.

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 418. البحار ج 10: 150.

(4) البرهان ج 2: 418. البحار ج 24: 40. الصافى ج 1: 968.

(5) كذا في نسخة الاصل وفى اخرى (الشئ) والكلمة غير موجودة في البحار، ولعلها من النساخ (6) البرهان ج 2: 419. البحار ج 10: 150. اثبات الهداة ج 7: 102 مختصرا.

===============

(291)

 

68 ـ عن أبى العباس قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجلين قتلا رجلا فقال:

يخير وليه ان يقتل أيهما شاء، ويغرم الباقى نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ورثته، وكذلك ان قتل رجل امرأة ان قبلوا دية المرأة فذاك، وان أبى اوليائها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله: (فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل) (1)

69 ـ عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) زعم ولد الحسن (عليه السلام) ان القائم منهم وانهم أصحاب الامر، ويزعم ولد ابن الحنفية مثل ذلك، فقال: رحم الله عمى الحسن (عليه السلام) لقد غمد الحسن (عليه السلام) أربعين الف سيف حين أصيب امير المؤمنين (عليه السلام)، واسلمها إلى معاوية ومحمد بن على سبعين ألف سيف قاتله، لو خطر عليهم خطر ما خرجوا منهاحتى يموتوا جميعا، وخرج الحسين صلوات الله عليه فعرض نفسه على الله في سبعين رجلا من أحق بدمه منا، نحن و الله أصحاب الامر، وفينا القائم، ومنا السفاح والمنصور، وقد قال الله: (ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا) نحن اولياء الحسين بن على ((عليهما السلام)) وعلى دينه. (2)

70 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) ان نجدة الحرورى (3) كتب إلى ابن عباس سأله عن اشياء عن اليتيم متى ينقطع يتمه؟ فكتب اليه ابن عباس: اما اليتيم فانقطاع يتمه اذا بلغ أشده وهو الاحتلام (4)

71 ـ وفى روايه اخرى عن عبدالله بن سنان عنه قال: سأله أبى وأنا حاضر: اليتيم متى يجوز أمره فقال: حين يبلغ أشده، قلت: وما اشده؟ قال: الاحتلام، قلت:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 419. البحار ج 24: 40. الوسائل ج 3: ابواب القصاص باب 31.

(2) البرهان ج 2: 419. البحار ج 8: 152.

(3) هو نجدة بن عامر من الخوارج. والحرورية: طائفة منهم.

(4) البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40 و 15 (ج 4): 121.

===============

(292)

 

قد يكون الغلام ابن ثمانى عشرة سنة لا يحتلم او أقل او أكثر؟ قال: اذا بلغ ثلث عشرة سنة كتب له الحسن وكتب عليه السئ وجاز أمره الا أن يكون سفيها او ضعيفا (1)

72 ـ عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): اذا بلغ العبد ثلثا وثلثين سنة فقد  بلغ أشده واذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه واذا بلغ احدى واربعين فهو في النقصان وينبغى لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع (2).

73 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا بلغ اشده الاحتلام ثلث عشرة سنة (3).

74 ـ عن الحسن قال: كنت اطيل القعود في المخرج لاسمع غناء بعض الجيران قال: فدخلت على ابى عبدالله فقال لى يا حسن: (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) السمع وماوعى، والبصر وما رأى، والفؤاد وما عقد عليه (4).

75 ـ عن الحسين بن هارون عن ابى عبدالله في قول الله: (ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) قال: يسئل السمع عما يسمع والبصر عما يطرف (5) والفؤاد عما يعقد عليه (6).

76 ـ عن ابى جعفر قال: كنت عند ابى عبدالله (عليه السلام) فقال له رجل: بابى انت و امى انى ادخل كنيفا لى ولى جيران وعندهم جوارى يتغنين ويضربن بالعود، فربما اطلب الجلوس استماعا منى لهن فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما آتيتهن (7) انما هو سماع اسمعه بأذنى فقال له: اما سمعت الله يقول: ان السمع

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 419. البحار ج 23: 40.

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 429.

(4) البرهان ج 2: 421. الصافى ج 1: 969.

(5) طرفت عينه، تحركت بالنظر.

(6) البرهان ج 2: 421. الصافى ج 1: 969.

(7) وفى البحار هكذا (والله ما هو شئ أتيته برجلى اه).

===============

(293)

 

والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) قال: بلى والله فكأنى لم أسمع هذه الاية قط من كتاب الله من عجمى ولا من عربى، لا جرم انى لا أعود ان شاءالله وانى استغفر الله فقال له: قال فاغتسل وصل ما بدالك، فانك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان اسوء حالك لو مت على ذلك، احمد الله واسئله التوبة من كل مايكره، فانه لا يكره الا كل القبيح، والقبيح دعه لاهله فان لكل اهلا (1)

77 ـ عن أبى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله صلوات الله عليه قال: ان الله تبارك و ـ تعالى فرض الايمان على جوارح بنى آدم، وقسمه عليها، فليس من جوارحه جارحة الا وقد وكلت به من الايمان بغير ما وكلت به اختها، ومنها عيناه اللتان ينظر بهما و رجلاه اللتان يمشى، ففرض على العين ان لا تنظر إلى ما حرم الله عليه وان تغض عما نهاه الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان قال الله تبارك وتعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا) فهذا ما فرض الله من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان، وفرض الله على الرجلين ان لا يمشى بهما الي شئ من معاصى الله وفرض عليهما المشى فيما فرض الله فقال: (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) و قال: (واقصد في شيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير) (2)

78 ـ عن على بن ابى حمزة عن ابى جعفر عيه السلام (ولقد صرفنا في ذا القرآن ليذكروا) يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم الا نفورا (3)

79 ـ عن ابى الصباح عن أبى عبدالله قال: قلت له: قول الله (وان من شئ الا يسبح بحمده) قال: كل شئ يسبح بحمده وانا لنرى ان ينقض الجدر هو

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 421. البحار ج 3: 101.

(2) البرهان ج 2: 421. البحار ج 21: 117.

(3) البرهان ج 2: 422 وفيه زيادة ليست في ساير النسخ وها هى:

(وقال: قوله: وما يزيدهم الانفورا، قال: قال: اذا سمعوا القرآن ينفرون عنه ويكذبونه) انتهى.

===============

(294)

 

تسبيحها (1).

80 ـ وفى رواية الحسين بن سعيد عنه: (وما من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) قال: كل شئ يسبح بحمده، وقال: انا لنرى ان ينقض الجدار وهو تسبيحها (2)

81 ـ عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (وان من شئ الا يسبح بحمده) فقال: ما ترى ان تنقض الحيطان (3) تسبيحها (4).

82 ـ عن الحسن ـ عن ـ النوفلى عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أن توسم البهائم في وجوهها، وأن يضرب وجوهها فانها تسبح بحمد ربها (5).

83 ـ عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شئ يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح (6)

84 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه ((عليهما السلام)) انه دخل عليه رجل فقال له: فداك أبى وامى انى أجد الله يقول في كتابه (وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فقال له: هو كمال فقال له: أتسبح الشجرة اليابسة؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال (7).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (21) البرهان ج 2: 422. الصافى ج 1: 971. البحار ج 14: 329.

(3) وفى البحار (انا نرى ان تنقض الحيطان).

(4) البحار ج 14: 329.

(5 ـ 7) البرهان ج 2: 422 ـ 423. البحار ج 14: 705 و 657 و 339.

وقال الفيض رحمه الله بعد نقل جملة من الاحاديث عن الكتاب وغيره ما لفظه:

اقول: وذلك لان نقصانات الخلايق دلائل كمالات الخالق، وكثراتها و اختلافاتها شواهد وحدانيته، وانتقاء الشريك عنه والضد والند، كما قال امير المؤمنين (عليه السلام) بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له وبمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له وبمقارنته بين الاشياء عرف ان لا قرين له ـ الحديث ـ فهذا تسبيح فطرى واقتضاء ذاتى نشأ عن تجل تجلى لهم فأحبوه، وابتعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف، وهى العبادة الذاتية التى أقامهم الله فيها بحكم الاستحقاق الذى يستحقه جل جلاله، انتهى.

===============

(295)

 

85 ـ عن زيد بن على قال: دخلت على أبى جعفر (عليه السلام) فذكر بسم الله الرحمن الرحيم فقال: تدرى ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقلت: لا فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان يصلي بفناء الكعبة فرفع صوته، وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وابوجهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قرائته، قال: وكان يكثر قرائة بسم الله الرحمن الرحيم فيرفع بها صوته، قال: فيقولون: ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه، فيأمرون من يقوم فيستمع عليه، ويقولون: اذا جاز بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قرائته فأنزل الله في ذلك (واذا ذكرت ربك في القرآن وحده) بسم الله الرحمن الرحيم (ولوا على أدبارهم نفورا) (1).

86 ـ عن زرارة عن احدهما قال: في بسم الله الرحمن الرحيم قال: هو أحق ما جهر به فأجهر به وهى الآية التى قال الله (واذا ذكرت ربك في لقرآن وحده) بسم الله الرحمن الرحيم (ولوا على أدبارهم نفورا) كان المشركون يستمعون إلى قراءة النبى عليه وآله السلام، فاذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا، فاذا فرغ منه عادوا وتسمعوا (2).

87 ـ عن منصور بن حازم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فيخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف فاذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه فأنزل الله (واذا ذكرت ربك في القران وحده ولوا على أدبارهم نفورا). (3)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 3) البرهان ج 2: 243. البحار ج 18 (ج 2): 349. الصافى ج 1 972.

===============

(296)

 

88 ـ عن ابى حمزة الثمالى قال: قال لى أبوجعفر (عليه السلام): يا ثمالى ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم اكتسع (1) فذهب وان قال: لاركب على كتفيه، وكان امام القوم حتى ينصرفوا، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم. (2)

89 ـ عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: جاء ابى بن خلف (3) فأخذ عظما باليا من حائط ففته (4) ثم قال: يا محمد (اذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون خلقا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اكتسع الخيل باذنابها: ادخلها بين رجليه. واللفظ كناية.

(2) البرهان ج 2: 423. البحار ج 18 ـ ج 2 ـ: 349.

(3) من مشركى مكة واعداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو الذى قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما بمكة ان عندى فرس اعلفه كل يوم فرقا ـ مكيال ـ من ذرة اقتلك عليه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بل أنا اقتلك ان شاء الله، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج لحرب رسول الله في وقعة احد، فلما ان هزم المسلمون وبقى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزر قليل ادركه ابن ابى خلف وهو يقول: اين محمد لا نجوت ان نجوت فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا؟ قال: دعوه فلما دنا تناول رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحربة من رجل من اصحابه ـ وهو الحارث بن صمة ـ ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا ـ فرجع أبى إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال قتلنى والله محمد! قالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس! قال: لو كان الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم. اليس انه قد كان بمكة قالى لى: انا اقتلك، فوالله لو بصق على بعد تلك المقالة لقتلنى، فلم يلبث الا يوما او بعض يوم حتى مات. وقيل: مات بسرف وهو موضع على ستة اميال من مكة ـ وفى ذلك يقول حسان شاعر النبى (صلى الله عليه وآله): لقد ورث الضلالة عن أبيه * أبى حين بارزه الرسول أتيت اليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول وفى نسخة ـ اجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول ـ وقد نالت بنو النجار منكم * امية اذ يغوث يا عقيل (الابيات). راجع ديوانه ص 340 ط مصر.

(4) فت الشئ: دقه وكسره بالاصابع.

===============

(297)

 

فأنزل الله (من يحيى العظام وهى رميم * قل يحييها الذى انشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم). (1)

90 ـ عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة او معذبوها عذابا شديدا) قال: اما امة محمد من الامم فمن مات فقد هلك. (2)

91 ـ عن ابن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة) قال: هو الفناء بالموت أو غيره. (3)

92 ـ وفى رواية اخرى عنه (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة) قال: بالقتل والموت أو غيره. (4)

93 ـ عن حريز عمن سمع عن أبى جعفر (عليه السلام) (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة) لهم ليعمهوا فيها (والشجرة الملعونة في القرآن) يعنى بنى امية. (5)

94 ـ عن على بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ، فقال لى أبوعبدالله: ان عليا (عليه السلام) قال لعمر: يا باحفص ألا أخبرك بما نزل في بنى امية؟ قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم (والشجرة الملعونة في القرآن) قال:

فغضب عمر وقال: كذبت بنو امية خير منك وأوصل للرحم. (6)

95 ـ عن الحلبى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك) قال: ان رسول الله ارى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا: رزيق وزفر (7) وقوله (والشجرة الملعونة في القرآن) قال:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 424. الصافى ج 1: 973.

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 424. الصافى ج 1: 975.

(4 ـ 6) البرهان ج 2: 424 ـ 425. البحار ج 8: 380. الصافى ج 1: 975.

(7) كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا.

===============

(298)

 

هم بنو امية. (1)

96 ـ وفى رواية اخرى عنه ان رسول الله قد رأى رجالا من نار على منابر من نار يردون الناس على أعقابهم القهقرى، ولسنا نسمى احدا. (2)

97 ـ وفى رواية سلام الجعفى عنه انه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، ولكن رسول الله رأى قوما على منبره يضلون الناس بعده على الصراط القهقرى. (3)

98 ـ عن القاسم بن سليمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما حاسرا حزينا، فقيل له: ما لك يا رسول الله؟ فقال: انى رأيت الليلة صبيان بنى امية يرقون على منبرى هذا، فقلت: يا رب معى؟ فقال: لا ولكن بعدك. (4)

99 ـ عن ابى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا يقول وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله (والشجرة الملعونة في القرآن) فقال: الافجران من قريش ومن بنى امية. (5)

100 ـ عن عبدالرحيم القصير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك) قال: أرى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت: (والشجرة الملعونة في القرآن) قال: هم بنو امية يقول الله (ونخوفهم فما يزيدهم الا طغيانا كبيرا) (6)

101 ـ عن يونس بن عبدالرحمن الاشل قال: سألته عن قول الله: (وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس) الآية فقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نام فراى ان بنى امية يصعدون المنابر فكلما صعد منهم رجل رأى رسول الله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك، وكان الذين رآهم اثنا عشر رجلا من بنى امية، فأتاه جبرئيل بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: ان بنى امية لا يملكون شيئا الا ملك أهل البيت ضعفيه (7)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 7) البرهان ج 2: 425. البحار ج 8: 380 ـ 381. الصافى ج 1: 975

 

===============

(299)

 

102 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن شرك الشيطان قوله: (وشاركهم في الاموال والاولاد) قال: ما كان من مال حرام فهو شريك الشيطان، قال ويكون مع الرجل حتى يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل اذا كان حراما. (1)

103 ـ عن زرارة قال كان يوسف ابوالحجاج صديقا لعلى بن الحسين صلوات الله عليه وانه دخل على امراته فأراد أن يضمها اعنى ام الحجاج قال: فقالت له:

أليس انما عهدك بذاك الساعة؟ قال فأتى على بن الحسين فأخبره فأمره أن يمسك عنها فأمسك عنها فولدت بالحجاج وهو ابن شيطان ذى الردهة (2)

104 ـ عن عبدالملك بن أعين قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: اذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم يختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان (3).

105 ـ عن سليم بن قيس الهلالى عن امير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله حرم الجنة على كل فاحش بذى (4) قليل الحياء لا يبالى ما قال ولا ما قيل له، فانك ان فتشته لم تجده الا لغية (5) او شرك شيطان قيل: يا رسول الله وفي الناس شرك الشيطان؟ فقال: أو ما تقرأ قول الله (وشاركهم في الاموال و الاولاد) (6).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 426. الصافى ج 1: 979.

(2) البرهان ج 2: 426. الصافى ج 1: 979. البحار ج 8: 381 وقال الجزرى: في حديث على انه ذكر ذا الثدية (هو رئيس الخوارج) فقال: شيطان الردهة اه الردهة: النقرة في الجبل يستنقع فيها الماء وقيل: الردهة: قلة الرابية.

(3) البرهان ج 2: 427. الصافى ج 1: 979.

(4) البذى ـ بتشديد الياء ـ: الفحاش.

(5) اى زنية.

(6) البرهان ج 2: 427. الصافى ج 1: 978.

===============

(300)

 

106 ـ عن يونس عن أبى الربيع الشامى (1) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعنى، فقلت: جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟ قال: اذا أردت المجامعة فقل بسم الله الرحمن الرحيم الذى لا اله الا هو بديع السموات والارض اللهم ان قصدت تصب منى في هذه الليلة خليفة (2) فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا واجعله عبدا صالحا ـ خالصا مخلصا ـ مصفيا وذريته جل ثناؤك (3).

107 ـ عن سليمان بن خالد قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): ما قول الله (شاركهم في الاموال والاولاد) قال: فقال قل في ذلك قولا أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم (5).

108 ـ عن العلا بن رزين عن محمد عن أحدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام فهو من شركة الشيطان ويكون مع الرجل حين يجامع، فيكون نطفته مع نطفته اذا كان حراما قال: كلتيهما جميعا مختلطين (يختلطان خ) وقال: ربما خلق من واحدة، وربما خلق منهما جميعا (5).

109 ـ صفوان الجمال قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال له: مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك، فقال بأبى وامى يقول قولنا وهو يتولى من نتولى فقال: ان فيه نخوة ابليس، فقال: بأبى وامى أليس يقول ابليس (خلقتنى من نار وخلقته من طين) فقال أبوعبدالله (عليه السلام): وقد يقول الله (وشاركهم في الاموال والاولاد) فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا وقرن بين اصبعيه (6).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) هو خالد ـ أو خليد (مصغرا) ـ: بن أوفى العنزى الشامى عده الشيخ رحمه الله في رجاله من اصحاب الباقر (عليه السلام) وعليه فالضمير في قوله (عنده) يرجع اليه صلوات الله عليه.

(2) وفى نسخة البرهان هكذا (اللهم ان قضيت شيئا خلقته في هذه اه) وفى البحار (ولدا) بدل (خليفة).

(3 ـ 6) البرهان ج 2: 427. البحار ج 23: 69.

===============

(301)

 

110 ـ عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول كان الحجاج ابن شيطان يباضع ذى الردهة، ثم قال: ان يوسف دخل على ام الحجاج فأراد أن يصيبها، فقالت:

أليس انما عهدك بذلك الساعة؟ فأمسك عنها فولدت الحجاج (1).

111 ـ عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يذكر في حديث غدير خم انه لما قال النبى (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام) ما قال، وأقامه للناس صرخ ابليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لاضلن فيه الخلق قال: فنزل القرآن (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) فقال: صرخ ابليس صرخة فرجعت اليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ماهذه الصرخة الاخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامى قرآنا وأنزل عليه (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين) ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال:

وعزتك وجلالك لالحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبى (صلى الله عليه وآله) بسم الله الرحمن الرحيم (ان عبادى ليس لك عليهم سلطان) قال: صرخ ابليس صرخة، فرجعت اليه العفاريت فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك يا رب لازينن لهم المعاصى حتى أبغضهم اليك، قال: فقال أبو عبدالله (عليه السلام): والذى بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن اكثر من الزنابير على اللحم والمؤمن أشد من الجبل والجبل قد نواليه بالفأس فتنحت منه (2) والمؤمن لا يستقل عن دينه (3).

112 ـ عن عبدالرحمن بن سالم في قول الله: (ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا) قال: نزلت في على بن أبيطالب (عليه السلام)، ونحن نرجو أن يجرى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 427. البحار ج 8: 381.

(2) الفأس ـ كفلس ـ: آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره ويقال له بالفارسية (تبر). ونحت منه: اتخذ ونحت الجبل: حفره.

(3) البرهان ج 2: 427. البحار ج 14: 628.

===============

(302)

 

لمن أحب الله من عباده المسلمين (1).

113 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) قال: خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا (2).

114 ـ عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (يوم ندعو كل اناس بامامهم) قال: يجئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قومه وعلى في قومه، والحسن في قومه، والحسين (عليه السلام) في قومه، وكل من مات بين ظهرانى امام جاء معه (3).

115 ـ عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه اذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذى مات في عصره، فان أثبته اعطى كتابه بيمينه، لقوله (يوم ندعو كل اناس بامامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابهم) واليمين اثبات الامام لانه كتاب يقرئه ان الله يقول: (فمن اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه) إلى آخر الاية، والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال (فنبذوه وراء ظهورهم) ومن انكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله:

(ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم) إلى آخر الآية (4).

116 ـ عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال سألته عن قوله: (يوم ندعو كل اناس

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البحار ج 14: 628. البرهان ج 2: 427. الصافى ج 1: 979.

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 430. البحار ج 14: 292. الصافى ج 1: 981 وقوله بين ظهرانى اه اى بينهم على سبيل الاستظهار والاستناد اليهم، وزيدت فيه الف ونون مفتحوحة تاكيدا ومعناه ظهرا منهم قدامهم، وظهرا ورائهم فهم مكتوفون من جوانبهم.

(4) البرهان ج 2: 430. الصافى ج 1: 981. البحار ج 14: 292 وقال المجلسى رحمه الله في بيان الحديث: على هذا التأويل من بطن الاية يكون المراد بالكتاب الامام لاشتماله على علم ما كان وما يكون، وايتائه في الدنيا الهداية إلى ولايته، وفى الاخرة الحشر معه وجعله من اتباعه، والمراد باليمين البيعة فانها تكون باليمين، اى من أوتى امامه في الاخرة بسبب بيعته له في الدنيا.

===============

(303)

 

بامامهم) قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر، ويقذفان في جهنم ومن يعبدهما (1).

117 ـ عن جعفر بن احمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه مثله (2).

118 ـ عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عن قول أمير المؤمنين (عليه السلام) الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما كان، فطوبى للغرباء، فقال: يا با محمد (3) يستأنف الداعى منا دعاءا جديدا كما دعى اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذت بفخذه فقلت: اشهد انك امامى، فقال: اما انه يستدعى كل اناس بامامهم، أصحاب الشمس بالشمس، وأصحاب القمر بالقمر، وأصحاب النار بالنار، واصحاب الحجارة بالحجارة (4).

119 ـ عن عمار الساباطى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لا تترك الارض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرامه وهو قول الله: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) ثم قال: قال رسول الله صلى الله وآله: من مات بغير امام مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم فقال أبوعبدالله (عليه السلام): ليست الجاهلية الجهلاء، فلما اخرجنا من عنده فقال لنا سليمان:

هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك (5).

120 ـ عن بشير الدهان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: انتم والله على دين الله ثم تلا (يوم ندعو كل اناس بامامهم) ثم قال: على امامنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله) امامنا كم من امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه ونحن ذرية محمد وامنا فاطمة صلوات الله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 2) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292.

(3) كنية اخرى لابى بصير.

(4) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. الصافى ج 1: 981.

(5) البرهان ج 2: 430. البحار ج 3: 292. ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 1: 265 عن الكتاب مختصرا ايضا.

===============

(304)

 

عليهم (1).

121 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) لما نزلت هذه الآية (يوم ندعو كل اناس بامامهم) قال المسلمون يا رسول الله ألست امام المسلمين أجمعين؟ قال: فقال: انا رسول الله إلى الناس أجمعين، ولكن سيكون بعدى ائمة على الناس من الله من أهل بيتى، يقومون في الناس فيكذبون ويظلمون، الا فمن تولاهم فهو منى ومعى وسيلقانى، الا ومن ظلمهم أو اعان على ظلمهم وكذبهم فليس منى ولا معى، وانا منه برئ.

وزاد في رواية اخرى مثله يؤخر: ويظلمهم ائمة الكفر والضلال واشياعهم (2).

122 ـ عن عبدالاعلى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: السمع والطاعة أبواب الجنة، السامع المطيع لا حجة عليه، وامام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله لقول الله (يوم ندعو كل اناس بامامهم). (3)

123 ـ عن بشير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: انه كان يقول: ما بين احدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا ـ وأشار باصبعه إلى حنجرته ـ قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله) (ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله) قال: ثم قال: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) فرسول الله امامكم وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه (4).

124 ـ عن محمد عن أحدهما انه سئل عن قوله (يوم ندعو كل اناس بامامهم) فقال: ما كانوا يأتمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فتقذفان في جهنم، ومن كان يعبدهما (5).

125 ـ عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا (عليه السلام) (6) في قول الله: (يوم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 5) البرهان ج 2: 430 ـ 431. البحار ج 3: 293.

(6) وفى البرهان (عن اسمعيل بن همام عن أبيعبد الله (عليه السلام) اه) لكن الظاهر ما اخترناه لان اسمعيل بن همام من اصحاب الرضا (عليه السلام) ولا يروى عن أبيعبدالله (عليه السلام) بلا واسطة.

===============

(305)

 

ندعو كل اناس بامامهم) فقال: اذا كان يوم القيمة قال الله اليس عدل من ربكم ان تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون (1)

126 ـ عن محمد بن حمران عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعض بعضا (2) فاتقوا الله واطيعوا، فان الله يقول: (يوم ندعو كل اناس بامامهم) (3)

127 ـ عن أبى بصير قال سألته عن قول الله (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) فقال: ذاك الذى يسوف الحج يعنى حجة السلام يقول العام أحج، العام أحج، حتى يجيئه الموت (4)

128 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن (عليه السلام) مثل ذلك (5)

129 ـ عن أبى الطفيل عامر بن واثلة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبى فقال: ابن عباس يزعم انه يعلم كل آية نزلت في القرآن في اى يوم نزلت وفيمن نزلت، قال ابى: فسله فيمن نزلت؟ (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) وفيمن نزلت: (6) (ولا ينفعكم نصحى ان أردت ان أنصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم) وفيمن نزلت: (ياايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) فأتاه الرجل فغضب فقال: وددت ان الذى امرك بهذا واجهنى به فأسائله، ولكن سله مم العرش وفيم خلق وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى ابى، فقال: ما قيل له، فقال أبى: وهل أجابك في الآيات؟ قال: لا، قال: لكنى أجيبك فيها بنور وعلم غير المدعى ولا المنتحل، اما الاوليان فنزلتا في ابيه، واما الاخرى فنزلت في ابيه وفينا، ولم يكن الرباط الذى أمرنا به فعل (بعد خ) وسيكون من نسلنا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293.

(2) وفى البحار (بعضكم بعضا).

(3) البرهان ج 2: 431. البحار ج 3: 293.

(4 ـ 5) البحار ج 21: 3. البرهان ج 2: 433. الصافى ج 1: 982.

(6) وفى البرهان (وفى اى يوم نزلت).

===============

(306)

 

المرابط، ومن نسله المرابط (1)

130 ـ عن كليب (2) عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سأله أبوبصير وانا أسمع:

فقال له: رجل له مأة ألف، فقال: العام أحج، العام احج، فادركه الموت ولم يحج حج الاسلام؟ فقال: يا با بصير أوما سمعت قول الله (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) عمى عن فريضة من فرايض الله (3)

131 ـ عن على بن الحلبى عن أبى بصير عن احدهما في قول الله: (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى واضل سبيلا) فقال: الرجعة (4)

132 ـ عن ابى يعقوب (5) عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا) قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة وطلبت اليه قريش ان يتركه وكان مستحيافهم بتركه ثم أمر بكسره، فنزلت هذه الآية (6)

133 ـ عن عبدالله بن عثمان البجلى عن رجل ان النبى (صلى الله عليه وآله) اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا (7) في على وكان من النبى (صلى الله عليه وآله) ان يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله: (لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا اذا لاذقناك ضعف الحيوة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا) ثم لا تجد بعدك مثل على وليا (8)

134 ـ عن بعض اصحابنا عن احدهما قال: ان الله قضى الاختلاف على خلقه

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 433. البحار ج 7: 173.

(2) وفى بعض النسخ (المثنى) بدل (كليب).

(3) البرهان ج 2: 433. البحار ج 21: 3.

(4) البحار ج 13: 216.

(5) وفى البحار (أبن ابى يعفور) مكان (أبى يعقوب).

(6) البرهان ج 2: 434. البحار ج 6: 602. الصافى ج 1: 982.

(7) وفى بعض النسخ هكذا (اجتمع عنده رؤساؤهم فتكلموا اه).

(8) البرهان ج 2: 434. البحار ج 8: 220.

===============

(307)

 

وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الامم من قبلكم، وهى السنن والامثال يجرى على الناس، فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا، وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمد (صلى الله عليه وآله): (سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا) وقال: (فهل ينظرون الا سنة الاولين فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا) وقال (فهل ينظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين) وقال: (لا تبديل لخلق الله).

وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والنذر ثم مروا على قوم يعبدون اصناما (قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون) فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا: هذا الهكم وآله موسى وتركوا هارون فقال (يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعونى واطيعوا أمرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم.

وقال: ان نبى الله (صلى الله عليه وآله) لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: انه منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى، وكان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخله على كل حال، وكان اول الناس ايمانا، فلما قبض نبى الله (صلى الله عليه وآله) كان الذى كان لما قد  قضى من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد، فلما راى ذلك على (عليه السلام) ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشى أن يفتتن الناس ففرغ إلى كتاب الله و أخذ يجمعه في مصحف فارسل ابوبكر اليه ان تعال فبايع فقال على: لا أخرج حتى اجمع القرآن، فارسل اليه مرة اخرى فقال: لا اخرج حتى أفرغ فارسل اليه الثالثة ابن عم له (1) يقال قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليها تحول بينه وبين على (عليه السلام)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كذا في المخطوطتين وفى البحار والبرهان (فارسل اليه الثالثة عمر رجلا يقال له اه).

===============

(308)

 

فضربها فانطلق قنفذ وليس معه على (عليه السلام) فخشى أن يجمع على الناس فأمر بحطب فجعل حوالى بيته ثم انطلق عمر بنار فاراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما راى على ذلك خرج فبايع كارها غير طائع (1)

135 ـ عن ابي العباس عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (سنة من قد  أرسلنا قبلك من رسلنا) قال: هى سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهو الاسلام (2).

136 ـ عن زرارة عن أبى جعفر (3) قال: سألته عما فرض الله من الصلوات قال: خمس صلوات في الليل والنهار، وقلت: سماهن الله وسمى في كتابه لنبيه قال: نعم ـ قال الله لنبيه (صلى الله عليه وآله): (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) و دلوكها زوالها فيما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، وقال: (قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) هذه الخامسة (4)

137 ـ عن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن هذه الآية (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: دلوك الشمس زوالها عند كبد السماء (5) (إلى غسق الليل) إلى انتصاف الليل فرض الله فيما بينهما اربع صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء (وقرآن الفجر) يعنى القراءة (ان قرآن الفجر كان مشهودا) قال: يجتمع في صلوة الغداة جزء من الليل والنهار من الملئكة، قال: واذا زالت الشمس فقد  دخل وقت الصلوتين ليس يعمل الا السبحة التى جرت بها السنة امامها، (وقرآن الفجر)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البحار ج 8: 47. البرهان ج 2: 434.

(2) البرهان ج 2: 437.

(3) وفى البرهان (عن زرارة عن أبى عبدالله (عليه السلام).

(4) البرهان ج 2: 437 البحار ج 18: 41. الصافى ج 1: 984.

(5) كبد كل شئ: وسطه، وعند كبد السماء اى اذا توسطت الشمس في السماء وهو وقت الزوال.

===============

(309)

 

قال: ركعتا الفجر، وضعهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقتهن للناس (1)

138 ـ عن زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: زوالها غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقتهن للناس، (وقرآن الفجر) صلوة الغداة (2)

139 ـ عن محمد الحلبى عن احدهما (وغسق الليل) نصفها بل زوالها، وقال:

افرد الغداة وقال: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فركعتا الفجر تحضرهما الملئكة ملئكة الليل وملئكة النهار (3)

140 ـ عن سعيد الاعرج قال: دخلت على ابى عبدالله (عليه السلام) وهو مغضب وعنده نفر من اصحابنا وهو يقول: تصلون قبل ان تزول الشمس؟ قال: وهم سكوت قال فقلت: أصلحك الله ما نصلى حتى يؤذن مؤذن مكة، قال: فلا بأس اما انه اذا أذن فقد زالت الشمس، ثم قال: ان الله يقول: (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) فقد دخلت أربع صلوات فيما بين هذا الوقتين، وافرد صلوة الفجر قال: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) فمن صلى قبل ان تزول الشمس فلا صلوة له (4)

141 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله (عليه السلام) عن قوله (اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: جمعت الصلوات كلهن، ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: انه ينادى مناد من السماء كل ليلة اذا انتصف الليل: من رقد عن صلوة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت عيناه، (وقرآن الفجر) قال: صلوة الصبح، واما قوله (كان مشهودا) قال: تحضر ملئكة الليل و ملئكة النهار (5).

142 ـ عن سعيد بن المسيب عن على بن الحسين (عليه السلام) قال: قلت له: متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام وكتب الله على المسلمين الجهاد، زاد في الصلوة رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفى العصر ركعتين، وفى المغرب ركعة، وفى العشاء

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 5) البرهان ج 2: 437. البحار ج 18: 41 ـ 42. الصافى ج 1: 984.

===============

(310)

 

ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت عليه بمكة لتعجيل نزول الملئكة إلى الارض، وتعجيل عروج ملئكة الليل إلى السماء، فكان ملئكة الليل وملئكة النهار يشهدون مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) الفجر، ولذلك قال الله: (وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) يشهده المسلمون وتشهده ملئكة الليل وملئكة النهار (1).

143 ـ عن عبيد بن زرارة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله (أقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) قال: ان الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلوتان اول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، الا ان هذه قبل هذه، ومنها صلوتان أول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل، الا ان هذه قبل هذه (2).

144 ـ عن أبى هاشم الخادم عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: ما بين غروب الشمس إلى سقوط القرص غسق (3).

145 ـ عن خيثمة الجعفى قال: كنت عند جعفر بن محمد (عليه السلام) أنا ومفضل بن عمر ليلا ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفى: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به قال: نعم، اذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد (4) حفاة عراة غرلا (5) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا اول مرة فيقفون حتى يلجمهم العرق (6) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا؟ ولو إلى النار يرون ان في النار

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البحار ج 18: 20. البرهان ج 2: 437.

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 438. البحار ج 18: 42 ـ 43.

(4) قال الطريحى في الحديث يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد قيل هى ارض واسعة مستوية.

(5) الغرل ـ بضم الغين ـ جمع اغرل: من لم يختن.

(6) قال الجرزى: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم اى يصل إلى افواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر.

===============

(311)

 

راحة فيما هم فيه، ثم ياتون آدم فيقولون: أنت أبونا وانت نبى فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار فيقول آدم: لست بصاحبكم خلقنى ربى بيده وحملنى على عرشه وأسجد لى ملئكة، ثم أمرنى فعصيته، ولكنى ادلكم على ابنى الصديق الذى مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا أشتد تصديقه: نوح قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك حتى يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم انى قلت: ان ابنى من أهلى، ولكن ادلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ائتوا ابراهيم، قال: فيأتون ابراهيم فيقول: لست بصاحبكم انى قلت انى سقيم، ولكنى ادلكم على من كلمه الله تكليما: موسى، قال فيأتون موسى فيقولون له، فيقول لست بصاحبكم انى قتلت نفسا ولكنى ادلكم على من كان يخلق باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص باذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكنى ادلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.

ثم قال أبوعبدالله: ما من نبى من ولد آدم إلى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت لواء محمد (صلى الله عليه وآله) قال: فيأتونه ثم قال فيقولون يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: نعم أنا صاحبكم فيأتى دار الرحمن وهى عدن، وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق فيقال: من هذا؟ ـ وهو أعلم به ـ فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له قال: فيفتح له قال: فاذا نظرت إلى ربى (1) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلى ولا يمجده احد كان بعدى، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع قولك، واشفع تشفع، وسل تعط، قال: فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل يسمع قولك، واشفغ تشفع، وسل تعط قال فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثاني ثم اخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك، وقل يسمع قولك واشفع تشفع وسل تعط، فاذا رفعت رأسى وأقول رب احكم بين عبادك ولو إلى النار، فيقول: نعم يا محمد، قال:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال المجلسى رحمه الله اى إلى عرشه او إلى كرامته او إلى نور من انوار عظمته

 

===============

(312)

 

ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتى اركبها ثم أتى المقام المحمود حتى اقضى عليه (1) وهو تل من مسك أذفر يحاذ بحيال العرش ثم يدعى ابراهيم فيحمل على مثلها، فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ثم رفع رسول الله يده فضرب على كتف على بن أبى طالب ثم قال: ثم تؤتى والله بمثلها فتحمل عليها، ثم تجئ حتى تقف بينى وبين ابيك ابراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلائق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يقولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى وأى شئ عدل غيره؟ قال: فيقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله، فيتبعونه إلى النار، ويقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزير بن الله حتى يتبعونه إلى النار، ويقوم كل شيطان أضل فرقة فيتبعونه إلى النار، حتى يبقى هذه الامة.

ثم يخرج مناد من عند الله فيقول يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا فيقولون: بلى ـ واى شئ عدل غيره ـ؟ فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معوية فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم مروان بن الحكم وعبدالملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم على بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم الوليد بن عبدالملك، ويقوم محمد بن على فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم أقوم أنا فيتبعنى من كان يتولانى، وكأنى بكما معى، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا (2) ويؤتى بالكتب

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) في البرهان (فأقف عليه).

(2) وفى نسخة البحار (فيجلس على العرش ربنا) ثم ان العرش في الاخبار على معان ذكره المجلسى رحمه الله في كتاب السماء والعالم وقال في الموضع: ان الجلوس على العرش كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك.

===============

(313)

 

فتوضع فنشهد على عدونا ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقا قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون: قال: ثم جاءته جارية له فقالت: ان فلان القرشى بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا. (1)

146 ـ عن محمد بن حكيم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

لو قد قمت المقام المحمود شفعت لابى وامى وعمى واخ كان لى موافيا (2) في الجاهلية (3)

147 ـ عن عيص بن القاسم عن ابى عبدالله (عليه السلام) ان ناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشى، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذى جعلته للعالمين عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يابنى عبدالمطلب ان الصدقة لا تحل لى ولا لكم، ولكنى وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله اشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبدالمطلب اذا اخذت بحلقة الباب؟ أترونى مؤثرا عليكم غيركم؟ ثم قال: ان الجن والانس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد، فاذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسئلونه الشفاعة، فيقول هيهات قد رفعت حاجتى (4) فيقولون: إلى من؟ فيقال: إلى ابراهيم فيأتون إلى ابراهيم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 2: 439. البحار ج 3: 302.

(2) وفى البرهان (مواليا).

(3) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303. وقال المجلسى رحمه الله بعد نقل الحديث عن تفسير القمى رحمه الله في غير الموضع ما لفظه: كون الاخ في الجاهلية اى قبل البعثة لا ينافى كونه مؤمنا.

(4) قال المجلسى رحمه الله: قد رفعت حاجتى اى إلى غيرى والحاصل انى ايضا استشفع من غيرى فلا استطيع شفاعتكم، ويمكن ان يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء، اى رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى.

===============

(314)

 

فيسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا موسى فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى، فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا عيسى فيأتونه ويسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: إلى من؟ فيقال ايتوا محمدا فيأتونه فيسئلونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا؟ فيقول: احمد فيرحبون (1) ويفتحون الباب، فاذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فيرفع رأسه ويدخل من باب الجنة فيخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط واشفع تشفع فيمشى في الجنة ساعة ثم يخر ساجدا يمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول ارفع راسك وسل تعط واشفع تشفع فيقوم فما يسئل شيئا الا اعطاه اياه (2)

148 ـ عن بعض أصحابنا عن احدهما قال: في قوله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: هى الشفاعة (3).

149 ـ عن صفوان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انى استوهب من ربى أربعة: آمنة نبت وهب، وعبدالله بن عبدالمطلب، وأبا طالب ورجلا جرت بينى وبينه أخوة وطلب إلى أن اطلب إلى ربى أن يهبه لى (4)

150 ـ عن عبيد بن زرارة قال: سئل أبوعبدالله (عليه السلام) عن المؤمن هل له شفاعة؟ قال: نعم، فقال له رجل من القوم: هل يجتاج المؤمن إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله) يومئذ؟ قال: نعم للمؤمنين خطايا وذنوبا وما من أحد الا ويحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ؟ قال: وسأله رجل عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): انا سيد ولد آدم ولا فحز، قال: نعم يأخذ حلقة باب الجنة فيفتحها فيخر ساجدا فيقول الله: ارفع رأسك اشفع تشفع، اطلب تعط، فيرفع رأسه ثم يخر ساجدا فيقول الله: ارفع رأسك اشفع تشفع واطلب تعط، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفع ويطلب فيعطى (5)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى البرهان (فيجيئون).

(2 ـ 3) البرهان ج 2: 440. البحار ج 3: 303.

===============

(315)

 

151 عن سماعة بن مهران عن أبى ابراهيم في قول الله: (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما ويؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد ويلجمهم العرق ويؤمر الارض لا تقبل عن عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون له فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على ابراهيم، ويدلهم ابراهيم على موسى، ويدلهم موسى على عيسى، ويدلهم عيسى على محمد (صلى الله عليه وآله) فيقول: عليكم بمحمد خاتم النبيين، فيقول محمد: انا لها فينطلق حتى يأتى باب الجنة فيدق فيقال له: من هذا والله أعلم؟ فيقول: محمد فيقال: افتحوا له، فاذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا فلا يرفع رأسه حتى يقال له تكلم وسل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا، فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى انه ليشفع من قد أحرق بالنار، فما احد من الناس يوم القيمة في جميع الامم أوجه من محمد (صلى الله عليه وآله)، وهو قول الله تعالى: (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) (1)

152 ـ عن ابى الجارود عن زيد بن على في قول الله: (واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا) قال: السيف (2.

153 ـ عن حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن بعض أصحابنا قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن اللعب بالشطرنج فقال: الشطرنج من الباطل (3).

154 عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: انما الشفاء في علم القرآن لقوله: (ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين) لاهله لا شك فيه ولا مرية، واهله ائمة الهدى الذين قال الله (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (4)

155 ـ عن محمد بن ابى حمزة رفعه إلى ابي جعفر (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل على محمد عليه وآله السلام بهذه (ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا) (5)

156 ـ عن صالح بن الحكم قال: سئل وانا عنده عن البيع فقال: صل فيها ما انظفها هامش (1) البحار ج 3: 303. البرهان ج 2: 440.

(2) البرهان ج 2: 442.

(3) البرهان ج 2: 442. البحار ج 16 (م): 34.

(4 ـ 5) البرهان ج 2: 442. الصافى ج 1: 987.

===============

(316)

 

قد رايتها وانا عندكم، قال: اصلى فيها وهم يصلون فيها، قال: صل إلى قبلتك ودعهم يصلون حيث شاؤا، أما تقرء هذه الآية (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا) (1).

157 ـ عن حماد عن صالح بن الحكم قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: وقد  سئل عن الصلوة في البيع والكنائس؟ فقال: صل فيها فقد رأيتها وما انظفها قال: فقلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها؟ فقال: صل فيها وان كانوا يصلون فيها اما تقرأ القرآن (قل كل يعمل على شاكلته فربكم اعلم بمن هو اهدى سبيلا) صل إلى القبلة ودعهم (2).

158 ـ عن ابى هاشم قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الخلود في الجنة والنار فقال: انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها ان يعصوا الله أبدا، وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله: (قل كل يعمل على شاكلته) قال: على نيته (3).

159 ـ عن زرارة قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: (يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق من خلق الله، والله يزيد في الخلق ما ما يشاء (4).

160 ـ عن زرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبدالله ((عليهما السلام)) عن قوله تعالى:

(يسئلونك عن الروح) قالا: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشئ الذى ليس له جوف، فانما الروح خلق من خلقه له بصر وقوة وتأييد، يجعله في قلوب الرسل والمؤمنين (5).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 2) البرهان ج 2: 444. البحار ج 18: 123. الصافى ج 1: 987.

(3) البرهان ج 2: 444. الصافى ج 1: 987.

(4) البرهان ج 2: 444. البحار ج 14: 398.

(5) البرهان ج 2: 445. البحار ج 2: 108.

===============

(317)

 

161 ـ عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: (يسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى) قال: خلق عظيم اعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع أحد ممن مضى غير محمد عليه وآله السلام، ومع الائمة يسددهم وليس كما طلب وجد (1).

162 ـ وفى رواية ابى ايوب الخزاز قال: أعظم من جبرئيل وليس كما ظننت (2).

163 ـ عن ابى بصير عن احدهما قال: سألته عن قوله: (ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى) ما الروح؟ قال: التى في الدواب والناس، قلت: وما هى؟ قال: هى من الملكوت من القدرة (3).

164 ـ عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) قال: تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا اناس يسير، فقال: (وما اوتيتم من العلم الا قليلا) منكم (4).

165 ـ عن اسباط بن سالم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال خلق اعظم من جبرئيل و ميكائيل مع الائمة يفقههم وهو من الملكوت (5).

166 ـ عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل بهذه الايات هكذا (فأبى اكثر الناس ولاية على الا كفورا) (6)

167 ـ عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله (عليه السلام) (قالوا أبعث الله بشرا رسولا) قالوا: ان الجن كانوا في الارض قبلنا، فبعث الله اليهم ملكا، فلو اراد الله ان يبعث الينا لبعث الله ملكا من الملئكة، وهو قول الله: (وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جائهم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا) (7).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 4) البرهان ج 2: 445. الصافى ج 1: 988.

(5) البرهان ج 2: 445.

(6) البرهان ج 2: 445. البحار ج 9: 102. الصافى ج 1: 989.

(7) البرهان ج 2: 451.

===============

(318)

 

168 ـ عن ابراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله: (ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم) قال: على جباههم (1).

169 ـ عن بكر بن بكر رفع الحديث إلى على بن الحسين (عليه السلام) قال: ان في جهنم لواديا يقال له سعير اذا خبت جهنم فتح بسعيرها وهو قول الله: (كلما خبت زدناهم سعيرا) (2).

170 ـ عن سلام عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: (ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات) قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر و العصا ويده (3).

171 ـ عن العباس بن معروف عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) ذكر قول الله يا فرعون يا عاصى (4)

172 ـ عن المفضل قال: سمعته يقول وسئل عن الامام: هل عليه أن يسمع من خلفه وان كثروا؟ قال: يقرا قراءة وسطا يقول الله تبارك وتعالى (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها). (5)

173 ـ عن سماعة بن مهران عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) قال: المخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديدا (6).

174 ـ عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الامام هل عليه أن يسمع من خلفه وان كثروا؟ قال: ليقرأ قراءة وسطا، ان الله يقول: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) (7).

175 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا كان بمكة جهر بصوته، فيعلم بمكانه المشركون فكانوا يؤذونه،

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرهان ج 6: 451. الصافى ج 1: 996. البحار ج 3: 236.

(2) البرهان ج 6: 451. الصافى ج 1: 996. البحار ج 3: 375.

(3) البرهان ج 2: 452. الصافى ج 1: 997، البحار ج 5: 255.

(4) البحار ج 5: 255. البرهان ج 2: 452.

(5 ـ 7) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453. الصافى ج 1: 999.

===============

(319)

 

فأنزلت هذه الاية عند ذلك (1).

176 ـ عن ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) قال: نسختها (فاصدع بما تؤمر) (2).

177 ـ عن سليمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) فقال: الجهر بها رفع الصوت، والمخافة ما لم تسمع اذناك، وما بين ذلك قدر ما يسمع اذنيك (3).

178 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله:

(ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما اكرمته به، حتى آمرك بذلك (ولا تخافت بها) يعنى ولا تكتمها عليا وأعلمه ما اكرمته به (4).

179 ـ عن الحلبى عن بعض اصحابنا عنه قال قال أبوجعفر (عليه السلام) لابى عبدالله (عليه السلام) يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: مثل قول الله: (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها) لا تجهر بصوتك سيئة، ولا تخافت بها سيئة وابتغ بين ذلك سبيلا حسنة ومثل قوله: (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط) ومثل قوله: (والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا) فاسرفوا سيئة واقتروا سيئة (5) وكان بين ذلك قواما حسنة، فعليك بالحسنة بين السيئتين (6).

180 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله (ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) قال: لا تجهر بولاية على فهو الصلوة، ولا بما اكرمته به حتى آمرك به، وذلك قوله: (ولا تجهر بصلوتك) واما قوله (ولا تخافت بها) فانه يقول: ولا تكتم ذلك عليا يقول: أعلمه ما اكرمته

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1 ـ 3) البحار ج 18: 349. البرهان ج 2: 453 الصافى ج 1: 999.

(4) البرهان ج 2: 453. الصافى ج 1: 999. البحار ج 9: 102.

(5) وفى البرهان (فاذا اسرفوا سيئة واذا اقتروا اه).

(6) البرهان ج 2: 453. الصافى ج 1: 999. البحار ج 18: 349.