البرهان
في تفسير
القرآن
تأليف
العلامة
المحدث
المفسر السيد
هاشم الحسيني
البحراني
المتوفى
سنة 1107 ه
تحقيق
قسم الدراسات
الاسلامية
مؤسسة البعثة
قم
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 3
[مقدمة
المؤلف]
بسم
الله الرحمن
الرحيم الحمد
لله رب العالمين،
تبارك الذي
نزل الفرقان
على عبده
ليكون للعالمين
نذيرا، الذي
له ملك
السماوات و
الأرض، و لم
يتخذ ولدا، و
لم يكن له
شريك في
الملك، و خلق
كل شيء فقدره
تقديرا.
القائل:
يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ
إِنَّا أَرْسَلْناكَ
شاهِداً وَ
مُبَشِّراً
وَ نَذِيراً
وَ داعِياً إِلَى
اللَّهِ
بِإِذْنِهِ
وَ سِراجاً
مُنِيراً، «1»
الذاكر: وَ لا
يَأْتُونَكَ
بِمَثَلٍ إِلَّا
جِئْناكَ
بِالْحَقِّ
وَ أَحْسَنَ
تَفْسِيراً. «2»
و
الصلاة و
السلام على
محمد رسوله
المصطفى، و حبيبه
المجتبى، و
على ابن عمه و
وصيه علي بن أبي
طالب
المرتضى،
الذي جعله ظهيرا
و وزيرا، و
آله
المعصومين
الأئمة الذين
أذهب الله
عنهم الرجس و
طهرهم
تطهيرا،
الذين من
والاهم نجا، و
من عاداهم
سيصلى سعيرا.
أما
بعد، فغير خفي
على أهل
الإسلام و
الإيمان شرف
القرآن و علو
شأنه، و غزارة
علمه، و وضوح برهانه،
و أنه الغاية
القصوى، و
العروة الوثقى،
و المستمسك
الأقوى، و
المطلب
الأعلى، و المنهاج
الأسنى، الذي
من استمسك به
نجا، و من تخلف
عنه غوى، الذي
بدرسه و
تلاوته و
التفكر في معانيه
حياة للقلوب،
و بالعلم به و
العمل بما فيه
التخلص من
الكروب.
غير
أن أسرار
تأويله لا
تهتدي إليه
العقول، و أنوار
حقائق خفياته
لا تصل إليه
قريحة
المفضول، و
لهذا اختلف في
تأويله
الناس، و
صاروا في
تفسيره على
أنفاس و
انعكاس، قد
فسروه على
مقتضى
أديانهم، و سلكوا
به على موجب
مذاهبهم و
اعتقادهم، و
كل حزب بما
لديهم فرحون،
و لم يرجعوا
فيه إلى أهل
الذكر (صلى
الله عليهم
أجمعين)، أهل
التنزيل و
التأويل،
القائل فيهم
جل جلاله: وَ
ما يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ
إِلَّا
اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ
فِي
الْعِلْمِ «3»
لا غيرهم.
و هم
الذين أوتوا
العلم، و
أولوا الأمر،
و أهل
الاستنباط، و
أهل الذكر
الذين أمر
الناس بسؤالهم
كما جاءت به
الآثار
النبوية و
الأخبار الإمامية،
و من ذا الذي
يحوي القرآن
غيرهم؟ و يحيط
بتنزيله و
تأويله
سواهم؟
1/ [1]-
ففي الحديث عن
مولانا باقر
العلم أبي
جعفر محمد بن
علي (عليهما
السلام)، قال:
«ما يستطيع أحد
أن
__________________________________________________
1-
بصائر
الدرجات: 213/ 1.
(1) الأحزاب
33: 45، 46.
(2)
الفرقان 25: 33.
(3) آل
عمران 3: 7.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 4
يدعي
أنه جمع
القرآن كله
ظاهره و باطنه
غير الأوصياء».
2/ [2]- و
في حديث آخر
عن جابر، قال:
سمعت أبا جعفر
(عليه السلام)
يقول: «ما من
أحد من الناس
ادعى «1» أنه جمع
القرآن كله
كما أنزل الله
إلا كذب، و ما
جمعه و حفظه
كما أنزل الله
إلا علي بن
أبي طالب، و
الأئمة من
بعده».
3/ [3]- و
في الحديث عن
مولى الأمة و
إمامها أمير
المؤمنين علي
بن أبي طالب
(عليه السلام)
أن عبدالله بن
عباس جاءه
(عليه السلام)
يسأله عن
تفسير
القرآن،
فوعده
بالليل، فلما
حضر قال: «ما
أول القرآن؟».
قال: الفاتحة.
قال:
«و ما أول
الفاتحة؟»
قال: بسم الله.
قال:
«و ما أول بسم
الله؟». قال:
بسم.
قال:
«و ما أول بسم؟».
قال: الباء،
فجعل (عليه
السلام) يتكلم
في الباء طول
الليل، فلما
قرب الفجر
قال: «لو زادنا
الليل لزدنا».
4/ [4]- و
قال (عليه
السلام) في
حديث آخر: «لو
شئت لأوقرت «2»
سبعين بعيرا
في تفسير
فاتحة
الكتاب».
5/ [5]- و
قال الباقر
(عليه السلام)
في تفسير سورة
الإخلاص: «لو
وجدت لعلمي
الذي آتاني
الله عز و جل حملة
لنشرت
التوحيد، و
الإسلام، و
الإيمان، و
الدين، و
الشرائع من
الصمد، و كيف
لي بذلك و لم
يجد جدي أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
حملة لعلمه؟!
حتى كان يتنفس
الصعداء و
يقول على المنبر:
سلوني قبل أن
تفقدوني، فإن
بين الجوانح
مني لعلما
جما، لا يحصى
و لا يحد، ألا
و إني عليكم
من الله الحجة
البالغة ف لا
تَتَوَلَّوْا
قَوْماً
غَضِبَ
اللَّهُ
عَلَيْهِمْ
قَدْ
يَئِسُوا
مِنَ
الْآخِرَةِ
كَما يَئِسَ
الْكُفَّارُ
مِنْ
أَصْحابِ
الْقُبُورِ». «3»
6/ [6]- و
قال أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
لرجل: «إياك أن
تفسر القرآن
برأيك حتى
تفقهه عن
العلماء،
فإنه رب تنزيل
يشبه كلام
البشر و هو
كلام الله، و
تأويله لا
يشبه كلام
البشر، كما
ليس شيء من
خلقه يشبهه،
كذلك لا يشبه فعله
تبارك و تعالى
شيئا من أفعال
البشر، و لا
يشبه شيء من
كلامه كلام
البشر، و كلام
الله تبارك و
تعالى صفته، و
كلام البشر
أفعالهم، فلا
تشبه كلام
الله بكلام
البشر، فتهلك و
تضل».
7/ [7]- و
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «إن
الله علم نبيه
(صلى الله
عليه و آله)
التنزيل و
التأويل،
فعلمه رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) عليا (عليه
السلام)».
__________________________________________________
2-
بصائر
الدرجات 213/ 2،
مناقب
الخوارزمي: 48.
3-
الصراط
المستقيم 1: 219.
4-
مناقب ابن شهر
آشوب 2: 43،
ينابيع
المودّة: 65.
5-
التّوحيد: 92/ 6.
6-
التّوحيد: 264/ 5.
7-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 13.
(1) في
بصائر
الدرجات:
يقول. [.....]
(2) الوقر-
بالكسر-:
الحمل.
«الصحاح- وقر- 2: 848».
(3)
الممتحنة: 264/ 5.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 5
8/ [8]- و
قال أبو جعفر
الباقر (عليه
السلام)- في
حديث له مع
قتادة، و قد
أخطأ قتادة في
تفسير آية- فقال
(عليه السلام):
«يا
قتادة، إنما
يعرف القرآن
من خوطب به».
9/ [9]- و
قال أبو جعفر
الباقر (عليه
السلام) في
حديث آخر: «ليس
شيء أبعد من
عقول الرجال
من تفسير
القرآن، إن
الآية ينزل أولها
في شيء، و
أوسطها في
شيء، و آخرها
في شيء»، ثم
قال: «إِنَّما
يُرِيدُ
اللَّهُ
لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ
الرِّجْسَ
أَهْلَ
الْبَيْتِ وَ
يُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً «1»
من ميلاد
الجاهلية».
10/ [10]- و
عن عبدالرحمن
بن الحجاج،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«ما أبعد عقول
الرجال من
تفسير
القرآن».
11/ [11]- و
عن جابر قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «يا
جابر، إن
للقرآن بطنا،
و للبطن ظهرا».
ثم
قال: «يا جابر،
و ليس شيء
أبعد من عقول
الرجال منه،
إن الآية
لينزل أولها
في شيء، و
أوسطها في
شيء، و آخرها
في شيء، و هو
كلام متصل
يتصرف على
وجوه».
12/ [12]- و
قال أبو
عبدالله
الصادق (عليه
السلام): «من فسر
برأيه آية من
كتاب الله فقد
كفر».
13/ [13]- و
عن مرازم، عن
أبي عبدالله
(عليه
السلام)، قال:
«إن الله
تبارك و تعالى
أنزل القرآن
تبيانا لكل
شيء، حتى و
الله، ما ترك
الله شيئا
يحتاج إليه
العباد- لا
يستطيع عبد أن
يقول: لو كان
هذا أنزل في
القرآن- إلا و
قد أنزل الله
فيه».
14/ [14]- و
عن عمر بن
قيس، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
سمعته يقول:
«إن الله
تبارك و تعالى
لم يدع شيئا
تحتاج إليه
الأمة «2» إلا
أنزله في
كتابه، و بينه
لرسوله (صلى
الله عليه و
آله)، و جعل
لكل شيء حدا،
و جعل دليلا
يدل عليه، و
جعل على من
تعدى ذلك الحد
حدا».
15/ [15]- و
عن معلى بن
خنيس، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «ما من
أمر يختلف فيه
اثنان إلا و
له أصل في كتاب
الله عز و جل،
و لكن لا
تبلغه عقول
الرجال».
فأقول:
إذا عرفت ذلك
فقد رأيت عكوف
أهل الزمان
على تفسير من
لم يرووه عن
أهل العصمة
(سلام الله
عليهم)،
__________________________________________________
8-
الكافي 8: 312/ 485.
9-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 1.
10-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 5.
11-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 2،
المحاسن: 300/ 5.
12-
تفسير
العيّاشي 1: 18/ 6.
13-
المحاسن: 267/ 352.
14-
تفسير
العيّاشي 1: 6/ 13،
الكافي 1: 48/ 2.
15-
المحاسن 267/ 355.
(1)
الأحزاب 33: 33.
(2) في
العيّاشي
زيادة: إلى
يوم القيامة.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 6
الذين
نزل التنزيل و
التأويل في
بيوتهم، و أوتوا
من العلم ما
لم يؤته
غيرهم، بل كان
يجب التوقف
حتى يأتي
تأويله عنهم،
لأن علم
التنزيل و
التأويل في
أيديهم، فما جاء
عنهم (عليهم
السلام) فهو
النور و
الهدى، و ما
جاء عن غيرهم
فهو الظلمة و
العمى.
و
العجب كل
العجب من
علماء علمي
المعاني و البيان،
حيث زعموا أن
معرفة هذين
العلمين تطلع
على مكنون سر
الله جل جلاله
من تأويل
القرآن قال
بعض أئمتهم:
ويل ثم ويل
لمن تعاطى
التفسير و هو
في هذين
العلمين راجل.
و
ذلك أنهم
ذكروا أن
العلمين
مأخوذان من
استقراء
تراكيب كلام
العرب
البلغاء،
باحثان عن مقتضيات
الأحوال و
المقام
كالحذف، و
الإضمار، و
الفصل، و
الوصل، و
الحقيقة، و
المجاز، و غير
ذلك.
و لا
ريب أن محل
ذلك من كتاب
الله جل جلاله
تحتاج معرفة
إلى العلم به
من أهل
التنزيل و
التأويل،- و
هم أهل البيت
(عليهم
السلام)-
الذين علمهم
الله سبحانه و
تعالى، فلا
ينبغي معرفة
ذلك إلا منهم،
و من تعاطى
معرفته من
غيرهم ركب متن
عمياء، و خبط
خبط عشواء،
فما ذا بعد
الحق إلا
الضلال فأنى
تصرفون؟
و قد
كنت أولا قد
جمعت في كتاب
(الهادي) «1»
كثيرا من
تفسير أهل
البيت (عليهم
السلام) قبل
عثوري على
تفسير الشيخ
الثقة محمد بن
مسعود
العياشي، و
تفسير الشيخ
الثقة محمد بن
العباس بن
ماهيار
المعروف ب
(ابن الحجام)
ما ذكره عنه
الشيخ الفاضل
شرف الدين
النجفي، و
غيرهما من
الكتب الآتي
ذكرها في
الباب السادس
عشر في ذكر
الكتب
المأخوذ منها
الكتاب، و ذكر
مصنفيها من
مقدمة
الكتاب، و هذه
الكتب من
الكتب
المعتمد
عليها و
المعول و المرجع
إليها،
مصنفوها
مشايخ
معتبرون و علماء
منتجبون.
و
ربما ذكرت في
كتاب التفسير
عن ابن عباس-
على قلة- إذ هو
تلميذ مولانا
أمير
المؤمنين
(عليه
السلام)، و
ربما ذكرت
التفسير من
طريق الجمهور
إذا كان
موافقا
لرواية أهل
البيت (عليهم
السلام)، أو
كان في فضل
أهل البيت
(عليهم
السلام)،
كما
رواه ابن
المغازلي
الشافعي، عن
ابن عباس، عن
النبي (صلى
الله عليه و
آله) قال، قال:
«القرآن أربعة
أرباع: فربع
فينا أهل
البيت خاصة، و
ربع حلال، و
ربع حرام، «2» و
ربع فرائض و
أحكام، و الله
أنزل فينا «3»
كرائم
القرآن». «4»
و
العجب من
مصنفي تفسير
الجمهور، مع
روايتهم هذه
الرواية،
أنهم لم
يذكروا إلا
القليل في تفاسيرهم
من فضل أهل
البيت (عليهم
السلام) و لا سيما
متأخرو
مفسريهم
كصاحب الكشاف
و البيضاوي.
ثم
إن لم أعثر في
تفسير الآية
من صريح رواية
مسندة عن أهل
البيت (عليهم
السلام)، ذكرت
ما ذكره الشيخ
أبو
__________________________________________________
(1)
«الهادي و
مصباح النادي»
تفسير للقرآن في
مجلّدات
للمؤلف،
مأخوذ من
روايات أهل
البيت «عليهم
السّلام».
أنظر
الذريعة: 25: 154. و
مقدمة
التحقيق لهذا
الكتاب.
(2) في
المصدر: و ربع
في أعدائنا، و
ربع حلال و
حرام. [.....]
(3) في
المصدر: في
عليّ.
(4) مناقب
ابن المغازلي:
328/ 375.
البرهان في
تفسير القرآن،
ج1، ص: 7
الحسن
علي بن
إبراهيم
الثقة في
تفسيره، إذ هو
منسوب إلى
مولانا و
إمامنا
الصادق (عليه
السلام).
و
كتابي هذا
يطلعك على
كثير من أسرار
علم القرآن، و
يرشدك إلى ما
جهله متعاطوا
التفسير من أهل
الزمان، و
يوضح لك عن ما
ذكره من
العلوم الشرعية،
و القصص و الأخبار
النبوية، و
فضائل أهل
البيت
الإمامية، إذ
صار كتابا
شافيا، و
دستورا
وافيا، و مرجعا
كافيا، حجة في
الزمان و عينا
من الأعيان،
إذ هو مأخوذ
من تأويل أهل
التنزيل و
التأويل، الذين
نزل الوحي في
دارهم عن
جبرئيل عن
الجليل، أهل
بيت الرحمة، و
منبع العلم و
الحكمة (صلى
الله عليهم
أجمعين).
و
خدمت به حضرة
ذي السعادة
الأبدية، و
الرفعة السرمدية،
و الدولة
الخلودية، و
المملكة السليمانية،
و الروح
القدسية، و
النفس الزكية،
و الطلعة
البهية، و
الكرامة
السنية، الذي
شد الله جل
جلاله به عضد
الدين، و أيد
به الحق المستبين،
فهو منار الإيمان
و آية
الإسلام، في
الزمان حاكم
الحكام، و
مغبط أهل
الإيمان و
الإسلام.
الذي
بعزته صار
الحق منيرا، و
كان له وليا و
نصيرا، و
بهمته زهق
الباطل فصار
حصيرا حسيرا، الذي
بطلعته الدين
المحمدي رفيع
المنار، و دين
أهل الكفر و
الضلال في
الذل و
الصغار، فهو المخدوم
الأعظم،
دستور أعاظم
الحكام في
العالم، مالك
زمام أحكام
العرب و
العجم، رافع
مراتب العلم
إلى الغاية
القصوى، مظهر
كلمات الله
العليا، ذو
العقل
الثاقب، و
الفكر الصائب.
رأي له
كالبدر يشرق
في الضحى و
يريك أحوال
الخلائق في غد
رشيد
الإسلام و مرشد
المسلمين، و
غياث الحق و
الملة و
الدين، ظل
الله على
الخلق
أجمعين، لو
شبهته بالشمس
المنيرة ما
كذبت، أو
مثلته بالسحب
المطيرة ما أحنثت.
«1»
له همم
لا منتهى
لكبارها و همته
الصغرى أجل من
الدهر
له
راحة لو أن
معشار عشرها
«2» على
البر، كان «3»
أندى من البحر
«4»
أعني
المتفرع من
الدوحة
المحمدية، و السلالة
العلوية، و
الجرثومة»
الموسوية،
و النجابة
المهدوية،
السلطان بن
السلطان بن
السلطان، و
الخاقان «6» بن
الخاقان بن
الخاقان،
الحسيني
الموسوي، شاه
سليمان بهادر
خان، «7» ربط الله
جل جلاله
دولته بأطناب
الخلود و
الدوام، و
أجرى آثار
معاليه على
صفحات الأيام.
__________________________________________________
(1) الحنث:
الإثم و
الذنّب.
«الصحاح- حنث- 1: 28».
(2) في
المصدر:
جودها.
(3) في
المصدر: صار.
(4) مناقب
ابن شهر آشوب 2:
118. ذكره في مدح
أمير
المؤمنين
(عليه
السّلام).
(5)
الجرثومة:
الأصل، و
جرثومة كلّ
شيء، أصله و
مجتمعه. «لسان
العرب- جرم- 12: 95».
(6)
الخاقان: اسم
لكلّ ملك من
الملوك الترك.
«لسان العرب-
خقن- 13: 142».
(7) و هو
سليمان
الصفوي: صفي
ميرزا بن الشاه
عبّاس
الثاني، تولّى
العرش سنة (1078 ه)
و توفّي سنة (1106
ه). تاريخ كامل
إيران (فارسي):
428.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 8
و ما
برح كعبة
الحكام و
الوفاد، و ما
فتئ نورا تستضيء
به البلاد و
العباد، و
شهابا يقمع به
أهل الضلال و
الجحاد، و
يحسم به مادة
الغي و
الفساد، و
ظهيرا لأهل
الحق و السداد،
و ما انفك
يحيي به ما
اندرس من آثار
آبائه
المعصومين، و
ما انطمس من
علوم و أعلام
أجداده
المصطفين، و
لا زال ركن
الدين بألطاف
اعتنائه
ركينا، و متن
العلم بعواطف
إشفاقه متينا،
و يرحم الله
عبدا قال
آمينا.
و
اعلم- أيها
الراغب في ما
جاء عن أهل
البيت (عليهم
السلام) من
التفسير، و
الطالب لما
سنح منهم من
الحق المنير-
أني قد جمعت
ما في تفسير
(الهادي و مصباح
النادي) الذي
ألفته أولا
إلى زيادات
هذا الكتاب،
ليعم النفع و
يسهل أخذه على
الطلاب، و إن
في ذلك لعبرة
لأولي
الألباب، و شفاء
للمؤمنين و
نورا لمن
استضاء به من
خلص الأصحاب،
فهو كتاب عليه
المعول و إليه
المرجع لا
تفاسير
الجمهور،
فهذا التفسير
الظل و تفاسيرهم
الحرور.
فيقول
مؤلفه فقيرا
إلى الله
الغني عبده
هاشم بن
سليمان بن
إسماعيل
الحسيني
البحراني: إني
جعلت قبل
المقصود
مقدمة فيها أبواب،
تشتمل على
فوائد في
الكتاب، و
سميته ب (البرهان
في تفسير
القرآن) و هو
قد اشتمل على
كثير من فضل
أهل البيت
(عليهم
السلام) الذين
نزل القرآن في
منازلهم،
فمرجع تنزيله
و تأويله إليهم،
و الله سبحانه
نسأل أن يجعل
محيانا محياهم،
و مماتنا
مماتهم، و هو
حسبنا و نعم
الوكيل.
البرهان في
تفسير القرآن،
ج1، ص: 9
1-
باب في فضل
العالم و
المتعلم
16/ [1]-
الشيخ أبو
جعفر الطوسي
في (أماليه)،
قال: أخبرنا
جماعة، عن أبي
المفضل، قال:
حدثنا أبو عبدالله
جعفر بن محمد
بن جعفر بن
حسن الحسيني
(رحمه الله) في
رجب سنة سبع و
ثلاثمائة،
قال: حدثني
محمد بن علي ابن
الحسين بن زيد
بن علي بن
الحسين بن علي
بن أبي طالب
(عليهم
السلام)، قال:
حدثني الرضا
علي بن موسى
(عليهما
السلام)، عن
أبيه موسى بن
جعفر، عن أبيه
جعفر بن محمد،
عن أبيه محمد
بن علي، عن
أبيه علي بن
الحسين، عن
أبيه الحسين
(عليهم
السلام)، عن
أمير
المؤمنين علي
بن أبي طالب
(عليه
السلام)، قال:
«سمعت رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول: طلب
العلم فريضة على
كل مسلم،
فاطلبوا
العلم من
مظانه، و
اقتبسوه من
أهله، فإن
تعلمه لله
حسنة «1»، و طلبه
عبادة، و
المذاكرة به
تسبيح، و العمل
به جهاد، و
تعليمه لمن لا
يعلمه صدقة، و
بذله لأهله
قربة إلى الله
تعالى، لأنه
معالم الحلال
و الحرام، و
منار سبل
الجنة، و
المؤنس في
الوحشة، و
الصاحب في
الغربة و
الوحدة، و المحدث
في الخلوة، و
الدليل على
السراء و
الضراء، و
السلاح على
الأعداء، و
الزين «2» عند
الأخلاء.
يرفع
الله به
أقواما
فيجعلهم في
الخير قادة، تقتبس
آثارهم، و
يهتدى
بأفعالهم، و
ينتهى إلى
آرائهم، ترغب
الملائكة في
خلتهم، و
بأجنحتها
تمسحهم، و في
صلواتها
تبارك عليهم،
و يستغفر لهم
كل رطب و يابس
حتى حيتان
البحر و هوامه،
و سباع البر و
أنعامه.
إن
العلم حياة
القلوب من
الجهل، و ضياء
الأبصار من الظلمة،
و قوة الأبدان
من الضعف،
يبلغ بالعبد منازل
الأخيار، و
مجالس
الأبرار، و
الدرجات العلا
في الدنيا و
الآخرة،
الذكر فيه
يعدل بالصيام،
و مدارسته
بالقيام، به
يطاع الرب و
يعبد، و به
توصل
الأرحام، و
يعرف الحلال
من الحرام.
العلم
إمام العمل، و
العمل تابعه،
يلهمه «3» السعداء،
و يحرمه
الأشقياء،
فطوبى لمن لم
يحرمه الله من
حظه».
و
رواه الشيخ
أيضا في كتاب
(المجالس)،
بالسند و
المتن إلى
قوله: «و
يجعلهم في
الخير قادة»،
و في المتن
__________________________________________________
1-
الأمالي 2: 201.
(1) في «س»:
سنّة.
(2)
الزّين: خلاف
الشين. «لسان
العرب- زين- 13: 201».
(3) في
المصدر: يلهم
به.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 10
بعض
التغيير. «1»
و
عنه،
بإسناده، عن
محمد بن علي
بن شاذان الأزدي
بالكوفة، قال:
حدثني أبو أنس
كثير بن محمد
الحرامي، قال:
حدثنا حسن بن
حسين العرني،
قال: حدثنا يحيى
بن يعلى، عن
أسباط بن نصر،
عن شيخ من أهل
البصرة، عن
أنس بن مالك،
قال: قال رسول
الله (صلى الله
عليه و آله):
«تعلموا العلم
فإن تعليمه حسنة»
و ذكر نحو
حديث الرضا
(عليه السلام). «2»
17/ [2]- و
عنه، قال:
أخبرنا
جماعة، عن أبي
المفضل، قال:
حدثنا الفضل
بن محمد بن
المسيب أبو
محمد الشعراني
البيهقي
بجرجان، قال:
حدثنا هارون بن
عمر بن عبد
العزيز بن
محمد أبو موسى
المجاشعي،
قال: حدثنا
محمد بن جعفر
بن محمد
(عليهم السلام)،
قال: حدثنا أبي
أبو عبدالله
(عليه السلام).
قالا
المجاشعي: و
حدثنا الرضا
علي بن موسى
(عليه
السلام)، عن
أبيه موسى، عن
أبيه أبي
عبدالله جعفر
بن محمد، عن
آبائه، عن علي
(عليهم السلام)،
قال: «قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): العالم
بين الجهال
كالحي بين
الأموات، و إن
طالب العلم
ليستغفر «3» له
كل شيء حتى
حيتان البحر و
هوامه، و سباع
البر و
أنعامه،
فاطلبوا العلم
فإنه السبب
بينكم و بين
الله عز و جل،
و إن طلب
العلم فريضة
على كل مسلم».
18/ [3]- و
عنه، قال: قال
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إذا كان يوم
القيامة وزن
مداد العلماء
بدماء
الشهداء،
فيرجح مداد
العلماء على دماء
الشهداء».
19/ [4]- و
عنه،
بإسناده، عن
أبي قلابة،
قال: قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «من خرج من
بيته يطلب
علما شيعه
سبعون ألف ملك
يستغفرون له».
20/ [5]- و
عنه، بإسناده
عن أبي ذر- في
حديث طويل-
قال: قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «يا أبا
ذر، فضل العلم
خير من فضل
العبادة، و
اعلم أنكم لو
صليتم حتى
تكونوا
كالحنايا، و
صمتم حتى
تكونوا كالأوتار،
ما نفعكم ذلك
إلا بورع».
21/ [6]- و
روي أنه ذكر
عند رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
رجلان: كان
أحدهما يصلي
المكتوبة و
يجلس يعلم
الناس، و كان
الآخر يصوم
النهار و يقوم
الليل، فقال
(صلى الله
عليه و آله):
«فضل الأول
على الثاني
كفضلي على
أدناكم».
__________________________________________________
2-
الأمالي 2: 135. [.....]
3-
الأمالي 2: 134.
4-
الأمالي 1: 185.
5-
أخرجه في
البحار 77: 87، عن
الأمالي و
الحديث في
الأمالي 2: 138- 155،
إلّا أنّ هذه
القطعة لم ترد
في الأمالي، و
ورد هذا
الحديث في
مجموعة ورّام
2: 381.
6-
سنن الترمذي 5: 50/
2685 «نحوه».
(1)
الأمالي 2: 181.
(2)
الأمالي 2: 103.
(3) في
المصدر:
يستغفر.
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 11
22/ [7]-
الزمخشري في
(ربيع
الأبرار): عن
رسول الله (صلى
الله عليه و
آله): «فضل
العالم على
العباد كفضلي
على أدناكم
رجلا».
23/ [8]- و
أيضا عن رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «بين
العالم و
العابد مائة
درجة، بين كل درجتين
«1» حضر الفرس «2»
المضمر سبعين
عاما».
24/ [9]- و
أيضا عن أنس،
عن النبي (صلى
الله عليه و
آله): «أخلصوا «3»
أعمالكم و
أعزوا
الإسلام».
قالوا:
يا رسول الله،
و كيف نعز
الإسلام؟
قال:
«بالحضور عند
العلماء
لتعلم العلم
بالرد على أهل
الأهواء، فإن
من رد عليهم و
أراد به وجه
الله «4»، فله
عبادة
الثقلين: الجن
و الإنس، و من
رد عليهم و
أراد به وجه
الله، فله
عبادة أهل مكة
منذ خلقت».
فقيل:
يا رسول الله،
فالمرائي
يؤجر بعلمه؟
قال:
«إن الله قضى
على نفسه أن
من أعز
الإسلام و أراد
به وجه الله،
فله عبادة أهل
مكة منذ خلقت «5»،
و لو لم يرد
فقد حرم النار
على وجهه».
25/ [10]-
الشيخ أبو
عبدالله محمد
بن محمد بن
النعمان
المفيد في
كتاب
(الاختصاص): عن
محمد بن الحسن
بن أحمد، عن
محمد بن الحسن
الصفار، عن
السندي بن
محمد، عن أبي
البختري، عن
أبي عبدالله
(عليه السلام)
قال: «إن
العلماء ورثة
الأنبياء، و
ذلك أن
الأنبياء «6» لم
يورثوا درهما
و لا دينارا،
و إنما ورثوا
أحاديث من
أحاديثهم،
فمن أخذ بشيء
منها فقد أخذ
حظا وافرا.
فانظروا
علمكم عمن
تأخذونه، فإن
فينا أهل البيت
في كل خلف
عدولا ينفون
عنه تحريف
الغالين، و
انتحال
المبطلين، و
تأويل
الجاهلين».
26/ [11]- و
عنه أيضا
يرفعه إلى أبي
حمزة
الثمالي، عن علي
بن الحسين، عن
أبيه الحسين
بن علي، عن
أبيه أمير
المؤمنين
(صلوات الله
عليهم
أجمعين)، قال:
«و الله ما برأ
الله من برية
أفضل من محمد
(صلى الله
عليه و آله) و
مني و من أهل
بيتي،
__________________________________________________
7-
ربيع الأبرار
3: 196.
8-
ربيع الأبرار
3: 196.
9-
ربيع الأبرار
3: 225.
10-
الاختصاص: 234.
11-
الاختصاص: 234.
(1) في «س» و
«ط»: درجة.
(2) الحضر
بالضمّ: العدو
من قولهم أحضر
الفرس، إذا
عدا. «مجمع
البحرين- حضر- 3:
273». [.....]
(3) في
المصدر زيادة:
اللّه.
(4) (فله
عبادة
الثقلين ...
اللّه) ليس في
المصدر.
(5) (فله
عبادة ... خلفت)
ليس في
المصدر.
(6) في
المصدر:
العلماء.
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 12
و إن
الملائكة
لتضع أجنحتها
لطلبة العلم
من شيعتنا».
27/ [12]- و
عن مولانا
الإمام أبي
محمد العسكري
(عليه السلام)،
عن رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)- في
حديث سجود
الملائكة
لآدم (عليه
السلام)- قال:
«لم يكن
سجودهم لآدم
(عليه السلام)
إنما كان آدم
(عليه السلام)
قبلة لهم
يسجدون نحوه
الله عز و جل،
و كان بذلك
معظما مبجلا،
و لا ينبغي
لأحد أن يسجد
لأحد من دون
الله، و يخضع
له كخضوعه
لله، و يعظمه
بالسجود «1» له
كتعظيمه لله.
و لو
أمرت أحدا أن
يسجد هكذا
لغير الله
لأمرت ضعفاء
شيعتنا و سائر
المكلفين من
شيعتنا أن يسجدوا
لمن توسط في
علوم «2» وصي
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)، و
محض وداد «3» خير
خلق الله علي
(عليه السلام)
بعد محمد رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله)، و احتمل
المكاره و
البلايا في
التصريح
بإظهار حقوق
الله، و لم
ينكر علي
(عليه السلام)
حقا أرقبه «4»
عليه قد كان
جهله أو
أغفله».
28/ [13]-
محمد بن علي
بن بابويه في
(أماليه)، قال:
حدثنا علي بن
محمد بن أبي «5»
القاسم، عن
أبيه، عن محمد
بن أبي عمر
العدني بمكة،
عن أبي العباس،
عن «6» حمزة، عن
أحمد بن سوار،
عن عبدالله «7»
بن عاصم، عن
سلمة بن
وردان، عن أنس
بن مالك، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«المؤمن إذا مات
و ترك ورقة
واحدة و عليها
علم، تكون تلك
الورقة يوم
القيامة سترا
فيما بينه و
بين النار، و
أعطاه الله
تبارك و تعالى
بكل حرف مكتوب
فيها مدينة
أوسع من الدنيا
سبع مرات.
و ما
من مؤمن يقعد
ساعة عند
العالم إلا
ناداه ربه عز
و جل: جلست إلى
حبيبي- و عزتي
و جلالي- لأسكنتك
الجنة معه و لا
أبالي».
29/ [14]-
الشيخ في
(مجالسه)، قال:
أخبرنا جماعة
عن أبي المفضل،
قال: حدثنا
علي بن جعفر
بن مسافر
__________________________________________________
12-
التفسير
المنسوب إلى
الإمام
العسكري (عليه
السّلام): 385.
13-
أمالي الصدوق:
40/ 3.
14-
الأمالي 2: 231.
(1) في «س» و
«ط»: و يعظم
السجود.
(2) في
المصدر زيادة:
عليّ.
(3) محضته
المودّة:
أخلصتها له.
«مجمع البحرين-
محض- 4: 229».
(4) رقبت
الشيء
أرقبه، إذا
رصدته. «الصحاح-
رقب- 1: 137».
(5) في «س»:
عن، و الصحيح
انّه عليّ بن
محمّد بن أبي
القاسم، المعروف
أبوه بما
جيلويه. راجع
جامع الرواة 1:
552، 569، 2: 56، معجم
رجال الحديث 11: 241
و 14: 296.
(6) في
المصدر: بن، و
لكن لم نجد له
ذكرا في المصدر
المتوفّرة
لدينا.
(7) في «س» و
«ط»: عبيد
اللّه، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
تقريب
التّهذيب 1: 424/ 395،
الجرح و
التعديل 5: 134/ 622. [.....]
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 13
الهزلي
بتنيس، «1» [قال:
حدثنا أبي]،
قال: حدثنا محمد
بن يعلى، «2» عن
أبي نعيم عمر
بن صبح «3»
الهروي، عن
مقاتل بن
حيان، عن
الضحاك بن
مزاحم، عن النزال
بن سبرة «4»، عن
علي (عليه
السلام)، و
عبدالله بن
مسعود، عن
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)،
قال: «من خرج
يطلب بابا من
علم ليرد به
باطلا إلى حق
أو ضلالة إلى
هدى، كان عمله
ذلك كعبادة
متعبد أربعين
عاما».
30/ [15]- و
عنه، قال:
أخبرنا جماعة
عن أبي
المفضل، قال:
حدثنا جعفر بن
محمد- أبو
القاسم
الموسوي- في
منزله بمكة،
قال: حدثني
عبيد الله بن
أحمد «5» بن نهيك
الكوفي بمكة،
قال: حدثنا
جعفر بن محمد
الأشعري القمي،
قال: حدثني
عبدالله بن
ميمون
القداح، عن
جعفر بن محمد،
عن آبائه، عن
علي (صلوات
الله عليهم)،
قال: «جاء رجل
من الأنصار
إلى رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
فقال: يا رسول
الله، ما حق
العلم؟ قال:
الإنصات له.
قال:
ثم مه؟ قال:
الاستماع له.
قال:
ثم مه؟ قال:
الحفظ له.
قال:
ثم مه، يا نبي
الله؟ قال:
العمل به.
قال:
ثم مه؟ قال: ثم
نشره».
__________________________________________________
15-
الأمالي 2: 215،
الكافي 1: 38/ 4،
الخصال: 287/ 43.
(1) تنّيس:
بكسرتين و
تشديد النون و
ياء ساكنة و
السين مهملة:
جزيرة في بحر
مصر قريبة من البرّ
ما بين الفّر
ما و دمياط.
«معجم البلدان
2: 51».
(2) في «س» و
«ط»: محمّد بن
معلّى، و
الصواب ما أثبتناه
من المصدر.
راجع تهذيب
التّهذيب 9: 533.
(3) في «س» و «ط»
و المصدر:
صبيح، و
الصواب ما أثبتناه.
راجع تهذيب 7: 463،
تقريب
التهذيب 2: 58.
(4) في «س» و
«ط»: سمرة، و في
المصدر: سيرة،
و الصواب ما
أثبتناه. راجع
تهذيب
التّهذيب 10: 423،
تقريب
التهذيب 2: 268/ 51.
(5) في «س» و
«ط»: محمّد، و
الصواب من
المصدر. راجع
معجم رجال
الحديث 11: 65،
جامع الرواة 1: 527.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 14
2-
باب في فضل
القرآن
31/ [1]-
الشيخ في
(أماليه):
بإسناده عن
محمد بن القاسم
الأنباري،
قال: حدثنا
أبو بكر محمد
بن علي بن
عمر، قال:
حدثنا داود بن
رشيد، قال:
حدثنا الوليد
بن مسلم، عن
عبدالله بن لهيعة،
عن مشرح بن
هاعان، عن
عقبة ابن
عامر، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله): «لا
يعذب الله
قلبا وعى
القرآن».
32/ [2]- و
عنه، عن
الحفار، قال:
حدثنا أبو
عمرو عثمان بن
أحمد بن
عبدالله
الوراق-
المعروف بابن
السماك- قال:
حدثنا أبو
قلابة عبد
الملك بن محمد
بن عبدالله
الرقاشي، قال:
حدثني أبي، و
معلى بن أسد،
قالا:
حدثنا
عبد الواحد بن
زياد، عن عبد
الرحمن بن إسحاق،
عن النعمان بن
سعد، عن علي
(عليه السلام):
«أن النبي (صلى
الله عليه و
آله) قال:
خياركم من
تعلم القرآن و
علمه».
و
عنه، بإسناد
آخر، مثله. «1»
33/ [3]-
ابن بابويه،
قال: حدثنا
أحمد بن الحسن
القطان، و
محمد بن أحمد
السناني، و
علي بن أحمد
بن موسى
الدقاق، و
الحسين بن
إبراهيم بن
أحمد بن هشام
المكتب، و علي
بن عبدالله
الوراق (رضي
الله عنهم)،
قالوا: حدثنا
أبو العباس
أحمد بن يحيى
بن زكريا
القطان، قال:
حدثنا بكر بن عبدالله
بن حبيب، قال:
حدثنا تميم بن
بهلول، قال:
حدثنا
سليمان بن
حكيم، عن ثور
بن يزيد، «2» عن
مكحول، عن
أمير
المؤمنين
(عليه السلام)-
في حديث- قال:
«قال رسول
الله (صلى الله
عليه و آله): أ و
ليس كتاب ربي
أفضل الأشياء بعد
الله عز و جل؟
و الذي بعثني
بالحق نبيا لئن
لم تجمعه
بإتقان لم
يجمع أبدا.
فخصني الله عز
و جل بذلك من
دون الصحابة».
34/ [4]-
جعفر بن محمد
بن مسعود
العياشي، عن
أبيه، عن أبي
عبدالله جعفر
بن محمد، عن
أبيه، عن
__________________________________________________
1-
الأمالي 1: 5.
2-
الأمالي 2: 367،
سنن الدارمي 2:
437، سنن
الترمذي 5: 174/ 2908.
3-
الخصال: 579/ 1.
4-
تفسير
العيّاشي 1: 2/ 1.
(1)
الأمالي 1: 367.
(2) في «س» و
«ط»: عمرو بن
يزيد، و
الصواب ما أثبتناه
من المصدر.
راجع تهذيب
التّهذيب 7: 33/ 57.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 15
آبائه
(عليهم
السلام)، قال:
«قال رسول
الله (صلى الله
عليه و آله):
أيها الناس،
إنكم في زمان
هدنة، و أنتم
على ظهر سفر،
و السير بكم
سريع، فقد
رأيتم الليل و
النهار و
الشمس و
القمر،
يبليان كل
جديد، و يقربان
كل بعيد، و
يأتيان بكل
موعود،
فأعدوا الجهاز
لبعد المفاز».
فقام
المقداد،
فقال: يا رسول
الله، ما دار
الهدنة؟
قال:
«دار بلاء و
انقطاع، فإذا
التبست عليكم
الفتن كقطع
الليل المظلم
فعليكم
بالقرآن، فإنه
شافع مشفع، و ماحل
«1» مصدق، من
جعله أمامه
قاده إلى
الجنة، و من
جعله خلفه
ساقه إلى
النار.
و هو
الدليل يدل
على خير سبيل،
و هو كتاب فيه
تفصيل و بيان
و تحصيل، و هو
الفصل ليس
بالهزل، له
ظهر و بطن
فظاهره حكمة و
باطنه علم،
ظاهره أنيق و
باطنه عميق،
له تخوم «2» و على
تخومه تخوم،
لا تحصى
عجائبه، و لا
تبلى غرائبه،
فيه مصابيح
الهدى و منازل
الحكمة، و
دليل على
المعروف لمن
عرفه».
35/ [5]-
عن يوسف بن
عبد الرحمن،
رفعه إلى
الحارث الأعور،
قال: دخلت على
أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
فقلت: يا أمير
المؤمنين،
إنا إذا كنا
عندك سمعنا
الذي نشد «3» به
ديننا، و إذا
خرجنا من عندك
سمعنا أشياء مختلفة
مغموسة، لا
ندري ما هي؟!
قال: «أو قد
فعلوها؟!».
قال:
قلت: نعم.
قال:
«سمعت رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول: أتاني
جبرئيل فقال:
يا محمد،
ستكون في أمتك
فتنة.
قلت:
فما المخرج
منها؟
فقال:
كتاب الله،
فيه بيان ما
قبلكم من خبر،
و خبر ما
بعدكم، و حكم
ما بينكم، و
هو الفصل ليس
بالهزل، من
وليه من جبار
فعمل بغيره
قصمه الله، و
من التمس
الهدى في غيره
أضله الله، و
هو حبل الله
المتين، و هو
الذكر
الحكيم، و هو
الصراط
المستقيم، لا
تزيغه الأهواء
«4»، و لا تلبس به
الألسنة، و لا
يخلق على الرد
«5»، و لا تنقضي
عجائبه، و لا
يشبع منه
العلماء.
هو
الذي لم تكنه
الجن إذ سمعته
أن قالوا:
إِنَّا
سَمِعْنا
قُرْآناً
عَجَباً
يَهْدِي إِلَى
الرُّشْدِ «6»
من قال به
__________________________________________________
5-
تفسير
العيّاشي 1: 3/ 2.
(1) المحل:
المكر و
الكيد. يقال:
محل به، إذا
سعى به إلى
السلطان، فهو
ما حل. «الصحاح-
محل- 5: 1817».
قال
الرازي جعله
يمحل بصاحبه
إذا لم يتّبع
ما فيه، أي
يسعى به إلى
اللّه تعالى.
و قيل: معناه و
خصم مجادل
مصدّق. «مختار
الصحاح- محل- 616».
[.....]
(2)
التّخم: منتهى
كلّ قرية أو
أرض، يقال:
فلان على تخم
من الأرض، و
الجمع تخوم،
مثل: فلس و
فلوس. «الصحاح-
تخم- 5: 1877».
(3) في
المصدر: نسدّ.
(4) في «ط»:
الأهوية، جمع
هواء: و هو ما
بين السّماء و
الأرض، و
الهوى: هوى
النفس و الجمع
الأهواء.
«الصحاح- هوا- 6: 2537».
(5) في «ط»
نسخة بدل: عن
كثرة الردّ.
(6) الجنّ 72: 1
و 2.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 16
صدق،
و من عمل به
أجر، و من
اعتصم به هدي
إلى صراط
مستقيم، هو
الكتاب
العزيز الذي
لا يأتيه الباطل
من بين يديه و
لا من خلفه
تنزيل من حكيم
حميد». «1»
36/ [6]- و
عنه: عن أبي
عبدالله مولى
بني هاشم، عن
أبي سخيلة،
قال: حججت أنا
و سلمان من
الكوفة فمررت
بأبي ذر،
فقال: انظروا
إذا كانت بعدي
فتنة- و هي
كائنة- فعليكم
بخصلتين:
بكتاب الله، و
بعلي بن أبي
طالب، فإني
سمعت رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول
لعلي: «هذا أول
من آمن بي، و
أول من
يصافحني يوم
القيامة.
و هو
الصديق
الأكبر، و هو
الفاروق،
يفرق بين الحق
و الباطل، و
هو يعسوب
المؤمنين، و
المال يعسوب
المنافقين».
و عن
أبي جعفر
(عليه
السلام)، قال:
«خطب رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
بالمدينة،
فكان فيما قال
لهم» الحديث. «2»
37/ [7]- و
عن داود بن
فرقد، قال:
سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«عليكم
بالقرآن، فما
وجدتم آية
نجابها من كان
قبلكم
فاعملوا به، و
ما وجدتموه
مما هلك من
كان قبلكم
فاجتنبوه».
38/ [8]- و
عن الحسن بن
موسى الخشاب
رفعه، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «لا
يرفع الأمر و
الخلافة إلى
آل أبي بكر
أبدا، و لا
إلى آل عمر، و
لا إلى آل بني
أمية، و لا في
ولد طلحة و
الزبير أبدا،
و ذلك أنهم بتروا
القرآن، و
أبطلوا
السنن، و
عطلوا الأحكام.
و
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
القرآن هدى من
الضلالة، و
تبيان من
العمى، و
استقالة من
العثرة، و نور
من الظلمة، و
ضياء من
الأحزان، و
عصمة من
الهلكة، و رشد
من الغواية، و
بيان من
الفتن، و بلاغ
من الدنيا إلى
الآخرة، و فيه
كمال دينكم.
فهذه صفة رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) للقرآن،
و ما عدل أحد
عن القرآن إلا
إلى النار».
39/ [9]- و
عن فضيل بن
يسار، قال:
سألت الرضا
(عليه السلام)
عن القرآن،
فقال لي: «هو
كلام الله».
40/ [10]- و
عن الحسن بن
علي (عليه
السلام)، قال:
«قيل لرسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): إن أمتك
ستفتتن، فسئل:
ما المخرج من
ذلك؟ فقال:
كتاب الله
العزيز الذي
لا يأتيه الباطل
من بين يديه و
لا من خلفه
تنزيل من حكيم
حميد «3» من
ابتغى العلم
في غيره أضله
الله، و من ولي
هذا الأمر من
جبار فعمل
بغيره قصمه
الله، و هو
الذكر
الحكيم، و
النور
المبين، و
الصراط المستقيم.
فيه
خبر ما كان «4»
قبلكم، و نبأ
ما بعدكم، و
حكم ما بينكم،
و هو الفصل
ليس بالهزل، و
هو الذي سمعته
الجن
__________________________________________________
6-
تفسير
العيّاشي 1: 4/ 4.
7-
تفسير
العيّاشي 1: 5/ 6.
8-
تفسير
العيّاشي 1: 5/ 7 و 8.
9-
تفسير
العيّاشي 1 لا 6/
10.
10-
تفسير
العيّاشي 1 لا 6/
11.
(1) فصّلت 41:
42.
(2) تفسير
العيّاشي 1: 5/ 5.
(3) تضمين
من سورة فصّلت
41: 42.
(4) (كان)
ليس في في
المصدر. [.....]
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 17
فلم
تناها أن
قالوا: إِنَّا
سَمِعْنا
قُرْآناً
عَجَباً
يَهْدِي
إِلَى
الرُّشْدِ
فَآمَنَّا
بِهِ «1» لا يخلق
على طول الرد،
و لا تنقضي
عبره، و لا
تفنى عجائبه».
41/ [11]- و
عن محمد بن
حمران، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«إن الله لما
خلق الخلق
فجعله فرقتين،
فجعل خيرته في
إحدى
الفرقتين، ثم
جعلهم أثلاثا،
فجعل خيرته في
إحدى الأثلاث.
ثم
لم يزل يختار
حتى اختار عبد
مناف، ثم
اختار من عبد
مناف هاشما،
ثم اختار من
هاشم
عبدالمطلب،
ثم اختار من
عبدالمطلب
عبدالله، و
اختار من
عبدالله
محمدا رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)،
كان أطيب
الناس ولادة و
أطهرها،
فبعثه الله
بالحق بشيرا و
نذيرا، و أنزل
عليه الكتاب
فليس من شيء
إلا في الكتاب
تبيانه».
42/ [12]- و
عن عمرو بن
قيس، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
سمعته يقول:
«إن الله
تبارك و تعالى
لم يدع شيئا
تحتاج إليه
الأمة إلى يوم
القيامة إلا أنزله
في كتابه، و
بينه لرسوله،
و جعل لكل
شيء حدا، و
جعل دليلا يدل
عليه، و جعل
على من تعدى ذلك
الحد حدا».
43/ [13]- و
عن زرارة قال:
سألت أبا جعفر
(عليه السلام)
عن القرآن،
فقال لي: «لا
خالق و لا
مخلوق، و لكنه
كلام الخالق».
44/ [14]- و
عن زرارة،
قال: سألته عن
القرآن، أ
خالق هو؟ قال:
«لا».
قلت:
أ مخلوق؟ قال:
«لا، و لكنه
كلام الخالق»
يعني أنه كلام
الخالق
بالفعل.
45/ [15]-
عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، عن
أبيه، عن جده
(عليه
السلام)، قال:
«خطبنا أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
خطبة، فقال
فيها: نشهد أن
لا إله إلا
الله وحده لا
شريك له، و أن
محمدا عبده و
رسوله، أرسله
بكتاب فصله و
حكمه «2» و أعزه و
حفظه بعلمه، و
أحكمه بنوره،
و أيده بسلطانه،
و كلأه من أن
يبتره هوى «3» أو
تميل به شهوة،
أو يأتيه
الباطل من بين
يديه و لا من
خلفه تنزيل من
حكيم حميد، «4» و
لا يخلقه طول
الرد، و لا
تفنى عجائبه.
من
قال به صدق، و
من عمل به
أجر، و من
خاصم به فلج، «5»
و من قاتل به
نصر، و من قام
به هدي إلى
صراط
__________________________________________________
11-
تفسير
العيّاشي 1: 6/ 12.
12-
تفسير
العيّاشي 1: 6/ 13.
13-
تفسير
العيّاشي 1: 6/ 14.
14-
تفسير
العيّاشي 1: 7/ 15.
15-
تفسير
العيّاشي 1: 7/ 16.
(1) الجنّ 72: 1
و 2.
(2) في
المصدر: و
أحكمه.
(3) في
المصدر: و
كلأه من لم
يتنزه هوى.
كلأه يكلوه-
مهموز
بفتحتين-:
حفظه. «مجمع
البحرين- كلأ- 1:
360».
(4) تضمين
من سورة
فصّلّت 41: 42.
(5) الفلج:
الظفر و
الفوز.
«الصحاح- فلج- 1:
335»، و في المصدر:
(فلح) و كلاهما
بمعنى.
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 18
مستقيم،
[فيه] نبأ من
كان قبلكم، و
الحكم فيما
بينكم، و خيرة
معادكم.
أنزله
بعلمه، و أشهد
الملائكة
بتصديقه، قال الله
جل وجهه:
لكِنِ
اللَّهُ
يَشْهَدُ
بِما أَنْزَلَ
إِلَيْكَ
أَنْزَلَهُ
بِعِلْمِهِ وَ
الْمَلائِكَةُ
يَشْهَدُونَ
وَ كَفى
بِاللَّهِ
شَهِيداً «1»
فجعله الله
نورا يهدي
للتي هي أقوم.
و
قال: فَإِذا
قَرَأْناهُ
فَاتَّبِعْ
قُرْآنَهُ «2» و
قال:
اتَّبِعُوا
ما أُنْزِلَ
إِلَيْكُمْ
مِنْ
رَبِّكُمْ وَ
لا
تَتَّبِعُوا
مِنْ دُونِهِ
أَوْلِياءَ
قَلِيلًا ما
تَذَكَّرُونَ
«3» و قال:
فَاسْتَقِمْ
كَما
أُمِرْتَ وَ
مَنْ تابَ
مَعَكَ وَ لا
تَطْغَوْا
إِنَّهُ بِما
تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ «4» ففي
اتباع ما
جاءكم من الله
الفوز
العظيم، و في
تركه الخطأ
المبين، و قال:
فَإِمَّا
يَأْتِيَنَّكُمْ
مِنِّي هُدىً
فَمَنِ
اتَّبَعَ
هُدايَ فَلا
يَضِلُّ وَ لا
يَشْقى «5» فجعل
في اتباعه كل
خير يرجى في
الدنيا و
الآخرة.
فالقرآن
آمر و زاجر،
حد فيه
الحدود، و سن
فيه السنن، و
ضرب فيه
الأمثال، و
شرع فيه
الدين، إعذارا
من نفسه، و
حجة على خلقه،
أخذ على ذلك ميثاقهم،
و ارتهن عليه
أنفسهم،
ليبين لهم ما
يأتون و ما
يتقون ليهلك
من هلك عن
بينة و يحيا
من حيي عن
بينة و إن الله
لسميع عليم». «6»
46/ [16]-
عن ياسر
الخادم، عن
الرضا (عليه
السلام) أنه سئل
عن القرآن،
فقال: «لعن
الله
المرجئة، و لعن
الله أبا
حنيفة، إنه
كلام الله غير
مخلوق حيث ما
تكلمت به، و
حيث ما قرأت و
نطقت، فهو
كلام و خبر و
قصص».
47/ [17]-
عن سماعة،
قال: قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «إن
الله أنزل
عليكم كتابه،
و هو الصادق
البر، فيه
خبركم، و خبر
من قبلكم، و
خبر من بعدكم،
و خبر السماء
و الأرض، و لو
أتاكم من
يخبركم «7» عن
ذلك لتعجبتم
من ذلك».
48/ [18]-
سعد بن
عبدالله في (بصائر
الدرجات): عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، عن الحسين
بن سعيد، عن
فضالة بن
أيوب، عن داود
بن فرقد، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «لا تقولوا
في كل آية: هذا
رجل و هذا رجل
من القرآن حلال،
و منه حرام، و
منه نبأ ما
قبلكم، و حكم
ما بينكم، و
خبر ما بعدكم،
و هكذا هو».
49/ [19]-
الزمخشري في
(ربيع
الأبرار): عن
علي (عليه السلام):
«القرآن فيه
خبر من قبلكم،
و نبأ من
بعدكم، و حكم
ما بينكم».
__________________________________________________
16-
تفسير
العيّاشي 1: 8/ 17.
17-
تفسير
العيّاشي 1: 8/ 18.
18-
مختصر بصائر
الدرجات: 78.
19-
ربيع الأبرار
2: 76. [.....]
(1)
النّساء 4: 166.
(2)
القيامة 75: 18.
(3)
الأعراف 7: 3.
(4) هود 11: 112.
(5) طه 20: 123.
(6) تضمين
من سورة
الأنفال 8: 42.
(7) في «س» و
«ط»: غيركم، و
الظاهر أنه
تصحيف.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 19
50/ [20]- و
عن علي (عليه
السلام): «و
عليك بكتاب
الله، فإنه
الحبل
المتين، و
النور
المبين، و
الشفاء النافع،
[و الرأي
النافع]، و
العصمة
للمتمسك، و
النجاة
للمتعلق، لا
يعوج فيقام «1» و
لا يزيع فيستعتب،
«2» و لا يخلقه «3»
كثرة الرد و
ولوج السمع،
من قال به
صدق، و من عمل
به سبق».
51/ [21]- و
عنه (عليه
السلام):
«القرآن ظاهره
أنيق، و باطنه
عميق، لا تفنى
عجائبه، و لا
تنقضي غرائبه،
و لا تكشف
الظلمات إلا
به».
52/ [22]- و
عن أنس، قال:
قال لي رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «يا بني،
لا تغفل عن
قراءة القرآن-
إذا أصبحت، و
إذا أمسيت-
فإن القرآن يحيى
القلب الميت،
و ينهى عن
الفحشاء و
المنكر».
53/ [23]-
الشيخ في
(التهذيب):
بإسناده عن
علي بن الحسن بن
فضال، عن محمد
بن علي، [عن
محمد بن
يحيى] «4»، عن
غياث بن
إبراهيم، عن
أبي عبدالله،
عن أبيه، عن
أمير
المؤمنين (عليهم
السلام) قال:
«ثلاث يذهبن
بالبلغم، و يزدن
في الحفظ:
السواك، و
الصوم، و
قراءة القرآن».
__________________________________________________
20-
ربيع الأبرار
2: 80.
21-
ربيع الأبرار
2: 80.
22-
ربيع الأبرار
2: 78.
23-
التّهذيب 4: 191/ 545.
(1) في «ط»:
فيقوّم.
(2)
الإستيعاب:
طلبك إلى
المسيء
الرجوع عن
إساءته. «لسان
العرب- عتب- 1: 577».
(3) خلق
الثوب: إذا
بلي فهو خلق
بفتحتين. «مجمع
البحرين- خلق- 5:
158». [.....]
(4)
أثبتناه من
المصدر. راجع
رجال الطوسي: 488/
4، جامع
الرواة: 658.
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 20
3-
باب في
الثقلين
54/ [1]-
سعد بن
عبدالله: عن
القاسم بن
محمد الأصفهاني،
عن سليمان بن
داود
المنقري،-
المعروف بالشاذكوني-
عن يحيى بن
آدم، عن شريك
بن عبدالله،
عن جابر بن
يزيد الجعفي،
عن أبي جعفر
(عليه السلام)،
قال: «دعا رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
الناس بمنى،
فقال: أيها
الناس، إني
تارك فيكم
الثقلين، ما
إن تمسكتم
بهما لن
تضلوا:
كتاب
الله، و عترتي
أهل بيتي،
فإنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض.
ثم
قال: أيها
الناس، إني
تارك فيكم
حرمات ثلاثا:
كتاب الله عز
و جل، و
عترتي، و
الكعبة البيت
الحرام».
ثم
قال أبو جعفر
(عليه السلام):
«أما الكتاب
فحرفوا، و أما
الكعبة
فهدموا، و أما
العترة فقتلوا،
و كل ودائع
الله نبذوا، و
منها فقد
تبرءوا». «1»
55/ [2]-
محمد بن علي
بن بابويه، في
كتاب (النصوص
على الأئمة
الاثني عشر
(عليهم
السلام):
بإسناده، عن عمر
بن الخطاب،
قال: سمعت
رسول الله
(صلى الله عليه
و آله) يقول: «يا
أيها الناس،
إني فرط «2» لكم،
و أنتم واردون
علي الحوض،
حوضا عرضه ما
بين صنعاء و
بصرى «3»، فيه
قدحان عدد
النجوم من
فضة، و إني
سائلكم- حين
تردون علي
الحوض- عن
الثقلين فانظروا
كيف تخلفوني
فيهما. السبب
الأكبر كتاب
الله- طرفه
بيد الله، و
طرفه بأيديكم-
فاستمسكوا به
و لا تبدلوا،
و عترتي أهل
بيتي، فإنه
نبأني العليم
«4» الخبير أنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
فقلت:
يا رسول الله،
من عترتك؟
فقال:
«أهل بيتي، من
ولد علي و
فاطمة، و تسعة
من صلب
الحسين، أئمة
أبرار، هم
عترتي من
لحمي
__________________________________________________
1-
مختصر بصائر
الدرجات: 90.
2-
كفاية الأثر: 91.
(1) في «س» و
«ط»: نبزوا. و
الظاهر أنّه
تصحيف.
(2) فرطت
القوم أفرطهم
فرطا، أي
سبقتهم إلى
الماء، و
الفرط-
بالتحريك-:
الذي يتقدّم
الواردة.
«الصحاح- فرط- 3: 1148».
(3) بصرى-
بالضم و
القصر- تطلق
على موضعين: أحدهما
بالشّام من
أعمال دمشق، و
هي قصبة كورة
حوران،
مشهورة عند
العرب قديما و
حديثا، و بصرى
أيضا: من قرى
بغداد قرب
عكبراء. «معجم
البلدان 1: 441». و
في المصدر:
إلى بصرى.
(4) في المصدر:
اللطيف.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 21
و
دمي».
56/ [3]- و
عنه، في (عيون
أخبار الرضا
(عليه السلام)):
بإسناده عن
الصادق جعفر
بن محمد، عن
أبيه محمد بن
علي، عن أبيه
علي بن
الحسين، عن
أبيه الحسين
بن علي (عليهم
السلام)، قال: «سئل
أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
عن معنى قول رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) إني مخلف
فيكم الثقلين:
كتاب الله، و
عترتي من
العترة؟
فقال:
أنا و الحسن و
الحسين، و
الأئمة
التسعة من ولد
الحسين،
تاسعهم
مهديهم و
قائمهم، لا يفارقون
كتاب الله، و
لا يفارقهم
حتى يردوا على
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
حوضه».
57/ [4]- و
عنه، في كتاب
(النصوص):
بإسناده عن
حذيفة بن أسيد،
قال: سمعت
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
يقول على
منبره: «معاشر
الناس، إني
فرطكم، و إنكم
واردون علي
الحوض- حوضا
أعرض ما بين
بصرى و صنعاء-
فيه عدد النجوم
قدحان من فضة،
و إني سائلكم-
حين تردون علي
الحوض- عن
الثقلين
فانظروا كيف
تخلفوني
فيهما. الأكبر
«1» كتاب الله-
سبب طرفه بيد
الله و طرفه بأيديكم-
فاستمسكوا به
لن تضلوا، و
لا تبدلوا في
عترتي- أهل
بيتي- فإنه قد
نبأني اللطيف
الخبير أنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض.
معاشر
الناس، كأني
على الحوض
أنظر «2» من يرد
علي منكم، و
سوف تؤخر أناس
من دوني
فأقول: يا رب، مني
و من أمتي!
فيقال: يا
محمد، هل شعرت
بما عملوا؟
أنهم ما برحوا
بعدك يرجعون
على أعقابهم.
ثم قال:
أوصيكم
في عترتي
خيرا- أو قال:
في أهل بيتي-».
فقام
إليه سلمان،
فقال: يا رسول
الله، ألا
تخبرني عن
الأئمة بعدك،
أما هم من
عترتك؟ فقال:
«نعم، الأئمة
من بعدي من
عترتي، عدد
نقباء بني
إسرائيل تسعة
من صلب
الحسين،
أعطاهم الله
علمي و فهمي،
فلا تعلموهم
فإنهم أعلم
منكم، و
اتبعوهم
فإنهم مع الحق
و الحق معهم».
58/ [5]-
سعد بن عبدالله
القمي في
(بصائر
الدرجات): عن
محمد بن الحسين
بن أبي
الخطاب، عن
جعفر بن بشير
البجلي، عن
ذريح بن محمد
بن يزيد
المحاربي، عن
أبي عبدالله
(عليه
السلام)، قال:
«قال رسول
الله (صلى الله
عليه و آله):
إني تارك «3»
فيكم الثقلين:
كتاب الله عز
و جل، و عترتي-
أهل بيتي-
فنحن أهل
بيته».
59/ [6]- و
عنه: عن النضر
بن سويد، عن
خالد بن زياد
القلانسي، عن
رجل، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، عن جابر
بن عبدالله،
قال: قال رسول
الله (صلى الله
عليه و آله): «يا
أيها الناس،
إني تارك فيكم
الثقلين:
الثقل
الأكبر، و
الثقل
__________________________________________________
3-
عيون أخبار
الرّضا (عليه
السّلام) 1: 57/ 25.
4-
كفاية الأثر: 128.
5-
مختصر بصائر
الدرجات: 90.
6-
مختصر بصائر
الدرجات: 90.
(1) في
المصدر: الثقل
الأكبر.
(2) في
المصدر:
أنتظر.
(3) في
المصدر: إنّي
قد تركت. [.....]
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 22
الأصغر،
إن تمسكتم
بهما لن تضلوا
«1» و لن تبدلوا،
فإني سألت
اللطيف
الخبير بأن لا
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض،
فأعطيت ذلك».
فقيل:
فما الثقل
الأكبر؟ و ما
الثقل
الأصغر؟
فقال:
«الثقل
الأكبر: كتاب
الله عز و جل،
سبب طرفه بيد
الله عز و جل و
طرف بأيديكم،
و الثقل
الأصغر:
عترتي
أهل بيتي».
60/ [7]- و
عنه: عن
إبراهيم بن
هاشم، عن يحيى
بن أبي عمران
الهمداني، عن
يونس بن
عبدالرحمن،
عن هشام بن
الحكم، عن سعد
بن طريف
الإسكاف «2» قال:
سألت أبا جعفر
(عليه السلام)
عن قول النبي (صلى
الله عليه و
آله): «إني تارك
فيكم
الثقلين، فتمسكوا
بهما، فإنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
61/ [8]-
العياشي: محمد
بن مسعود، عن
مسعدة بن
صدقة، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «إن
الله جعل
ولايتنا أهل
البيت قطب
القرآن و قطب
جميع الكتب،
عليها يستدير
محكم القرآن،
و بها نوهت «3»
الكتب، و [بها]
يستبين
الإيمان.
و قد
أمر رسول الله
(صلى الله
عليه و آله) أن
يقتدى
بالقرآن و آل
محمد، و ذلك
حيث قال في
آخر خطبة
خطبها: إني
تارك فيكم
الثقلين:
الثقل الأكبر،
و الثقل
الأصغر، فأما
الأكبر فكتاب
ربي، و أما
الأصغر فعترتي-
أهل بيتي-
فاحفظوني
فيهما، فلن
تضلوا ما تمسكتم
بهما».
62/ [9]-
عن أبي جميلة
المفضل بن
صالح، عن بعض
أصحابه قال:
خطب رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
يوم الجمعة
بعد صلاة
الظهر، انصرف
على الناس
فقال: «أيها
الناس، إني قد
نبأني اللطيف
الخبير أنه لن
يعمر من نبي
إلا نصف عمر
الذي يليه من
قبله. و إني
لأظنني أو شك
أن أدعى
فأجيب، و إني
مسئول و إنكم
مسئولون، فهل
بلغتكم؟ فما
ذا أنتم
قائلون؟».
قالوا:
نشهد بأنك قد
بلغت و نصحت و
جاهدت، فجزاك
الله «4» خيرا.
قال: «اللهم
اشهد».
ثم
قال: «يا أيها
الناس، ألم
تشهدوا أن لا
إله إلا الله،
و أن محمدا
عبده و رسوله،
و أن الجنة حق،
و أن النار
حق، و أن
البعث حق من
بعد الموت؟».
قالوا: اللهم
نعم. قال:
«اللهم أشهد».
__________________________________________________
7-
مختصر بصائر
الدرجات: 91.
8-
تفسير
العيّاشي 1: 5/ 9.
9-
تفسير
العيّاشي 1: 4/ 3.
(1) في
المصدر زيادة:
و لن تزلوا.
(2) في «س» و
«ط»: سعد بن ظريف
الاسكافي، و
ضبط كما في
المتن في
المصدر و
خلاصة
العلّامة
الحلّي: 226/ 1 و
تنقيح المقال
2: 15.
(3) في «ط»:
يوهب.
(4) في
المصدر زيادة:
عنّا.
البرهان في
تفسير القرآن،
ج1، ص: 23
ثم
قال: «أيها
الناس، إن
الله مولاي، و
أنا أولى
بالمؤمنين من
أنفسهم، ألا
من كنت مولاه
فعلي مولاه،
اللهم وال من
والاه، و عاد
من عاداه».
ثم
قال: «أيها
الناس، إني
فرطكم، و أنتم
واردون علي
الحوض، و حوضي
عرضه ما بين
بصرى و صنعاء،
فيه عدد
النجوم قدحان
من فضة، ألا و
إني سائلكم-
حين تردون علي-
عن الثقلين،
فانظروني كيف
تخلفوني
فيهما حتى
تلقوني».
قالوا:
و ما الثقلان،
يا رسول الله؟
قال:
«الثقل
الأكبر: كتاب
الله، سبب
طرفه بيد الله
و طرف في
أيديكم،
فاستمسكوا به
لا تضلوا و لا
تذلوا، و
الثقل الأصغر:
أهل بيتي،
فإنه قد نبأني
اللطيف
الخبير أن لا
يفترقا حتى
يلقياني، و
سألت الله
لهما ذلك
فأعطانيه،
فلا تسبقوهم
فتضلوا، و لا
تقصروا عنهم
فتهلكوا، و لا
تعلموهم فهم
أعلم منكم».
63/ [10]-
الشيخ محمد بن
محمد بن
النعمان
المفيد في (أماليه)
قال: أخبرني
أبو الحسن علي
بن محمد
الكاتب، قال:
حدثنا الحسن
بن علي
الزعفراني، قال:
حدثنا
إبراهيم بن
محمد الثقفي،
قال: حدثني
أبو عمر «1» حفص
بن عمر
الفراء، قال:
حدثنا زيد بن
الحسن
الأنماطي، عن
معروف بن
خربوذ، قال:
سمعت أبا عبد
الله «2» مولى
العباس يحدث
أبا جعفر محمد
بن علي
(عليهما
السلام)، قال:
سمعت أبا سعدى
الخدري يقول:
إن آخر خطبة خطبنا
بها رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
لخطبة خطبنا
في مرضه الذي
توفي فيه، خرج
متوكئا على
علي بن أبي
طالب (عليه
السلام) و
ميمونة مولاته،
فجلس على
المنبر، ثم
قال: «أيها
الناس، إني
تارك فيكم
الثقلين» و
سكت.
فقام
رجل فقال: يا
رسول الله، ما
هذان
الثقلان؟! فغضب
حتى احمر
وجهه، ثم سكن
و قال: «ما
ذكرتهما إلا و
أنا أريد أن
أخبركم بهما،
و لكن ربوت «3»
فلم أستطع،
سبب [طرفه]
بيد الله و
طرف بأيديكم،
تعملون فيه
كذا و كذا،
ألا و هو
القرآن، و
الثقل الأصغر
أهل بيتي».
ثم
قال: «و ايم
الله، إني
لأقول لكم هذا
و رجال في
أصلاب أهل
الشرك أرجى
عندي من كثير
منكم». ثم قال:
«و الله،
لا يحبهم عبد
إلا أعطاه
الله نورا يوم
القيامة».
فقال أبو جعفر
(عليه السلام): «إن
أبا عبدالله
يأتينا بما
يعرف».
64/ [11]-
الشيخ الطوسي:
بإسناده عن
أبي عمر، قال:
حدثنا أحمد،
قال: حدثنا
عبدالله بن
أحمد بن المستورد،
قال: حدثنا
إسماعيل بن
صبيح، قال: حدثنا
سفيان- و هو
ابن إبراهيم-،
عن عبد
المؤمن- و هو
أبو القاسم-،
عن الحسن بن
عطية العوفي،
عن أبيه، عن
أبي سعيد
الخدري أنه
سمع رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
يقول: «إني تارك
فيكم
الثقلين، ألا
إن أحدهما
أكبر من الآخر:
كتاب الله حبل
ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
__________________________________________________
10-
الأمالي: 134/ 3.
11-
الأمالي 1: 261 و 278/
460، المعجم
الصغير: 1: 131.
(1) في
المصدر: أبو
عمرو، و لم
نجد له ذكرا
في المعاجم
المتيسّرة
لدينا.
(2) في
المصدر: أبا
عبيد اللّه،
قال في تهذيب
التّهذيب 10: 231 في
ترجمة معروف:
روى عن أبي
عبد اللّه
مولى ابن
عبّاس. و
الظاهر صحّته.
(3)
الرّبو: النفس
العالي، يقال:
ربا يربو ربوا،
إذا أخذه
الربو.
«الصحاح- ربا- 6: 2350».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 24
بيتي،
و إنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
و
قال: «ألا إن
أهل بيتي
عيبتي «1» التي
آوي إليها، ألا
و إن الأنصار
ترسي «2» فاعفوا
عن مسيئهم، و
أعينوا
محسنهم».
65/ [12]-
محمد بن علي
بن بابويه في
(الغيبة) قال:
حدثنا أحمد بن
الحسن
القطان، قال:
حدثنا العباس
بن الفضل
المقرئ، قال:
حدثنا محمد بن
علي المنصور
«3»، قال: حدثنا
عمرو بن عون،
قال: حدثنا
خالد، عن
الحسين بن
عبيد الله «4»، عن
أبي الضحى، عن
زيد بن أرقم،
قال: قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «إني تارك
فيكم الثقلين:
كتاب الله، و
عترتي أهل
بيتي، فإنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
66/ [13]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
إبراهيم بن
أحمد بن يونس،
قال: حدثنا
العباس بن
الفضل، عن أبي
زرعة، عن كثير
بن يحيى أبي
مالك، عن أبي
عوانة، عن
الأعمش، قال:
حدثنا حبيب بن
أبي ثابت، عن
عامر بن
واثلة، عن زيد
بن أرقم، قال:
لما رجع رسول
الله (صلى
الله عليه و آله)
من حجة
الوداع، فنزل
بغدير خم «5»، و
أمر بدوحات «6»
فقم «7» ما
تحتهن، ثم
قال: «كأني قد
دعيت فأجبت،
إني تركت فيكم
الثقلين،
أحدهما أكبر
من الآخر:
كتاب
الله، و عترتي
أهل بيتي،
فانظروا كيف
تخلفوني
فيهما، فإنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
ثم
قال: «إن الله
مولاي، و أنا
مولى كل مؤمن
و مؤمنة». ثم
أخذ بيد علي
بن أبي طالب
(عليه السلام)
ثم قال: «من كنت
وليه فهذا علي
وليه، اللهم
وال من والاه
و عاد من
عاداه».
قال:
فقلت لزيد بن
أرقم: و أنت
سمعت من رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله)؟ فقال: ما
كان في
الدوحات أحد
إلا و قد رآه
بعينيه و سمعه
بأذنيه.
67/ [14]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
جعفر بن
الحسين البغدادي
قال: حدثنا
عبدالله بن
محمد بن
__________________________________________________
12-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 234/
44، فرائد
السمطين 2: 142.
13-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 234/
45، النسائي في
الخصائص: 21. [.....]
14-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 235/
46، معاني
الأخبار: 90/ 2،
طبقات ابن سعد
2: 194.
(1) أي
خاصّتي و موضع
سرّي. «النهاية
3: 327».
(2) الترس
من السلاح:
المتوقّى بها.
«لسان العرب-
ترس- 6: 32» و في
المصدر: كرشي،
و كرش الرجل:
عياله من صغار
ولده. «مجمع
البحرين- كرش- 4:
152».
(3) في
المصدر: بن
منصور، و
الظاهر أنّه
محمّد بن عليّ
بن ميمون،
بقرينة
روايته عن
عمرو بن عون،
و رواية عمرو
عن خالد بن
عبد اللّه.
راجع تهذيب التّهذيب
8: 86 و 9: 356.
(4) في «س» و
«ط»: عبد اللّه،
و الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
تهذيب
التّهذيب 2: 292.
(5) غدير
خمّ: هو اسم
موضع، قال
الحامي: خمّ
واد بين مكّة
و المدينة عند
الجحفة، به
دير، عنده خطب
رسول اللّه
(صلى اللّه
عليه و آله).
«معجم البلدان
2: 389».
(6)
الدّوحة:
الشجرة
العظيمة من
أيّ شجر كان.
«مجمع
البحرين- دوح- 2:
349».
(7) قمّ
الشّيء قما:
كنسه. «لسان
العرب- قمم- 12: 493».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 25
عبد العزيز
إملاء، قال:
حدثنا بشر «1» بن
الوليد، قال:
حدثنا محمد بن
طلحة، عن «2»
الأعمش، عن
عطية بن سعيد،
عن أبي سعيد
الخدري أن
النبي (صلى
الله عليه و
آله) قال: «إني
أوشك أن أدعى
فأجيب، و إني تارك
فيكم
الثقلين،
كتاب الله عز
و جل، و عترتي
كتاب الله حبل
ممدود بين
السماء و
الأرض و عترتي
أهل بيتي، و
نبأني اللطيف
الخبير أنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض،
فانظروا
بماذا
تخلفوني
فيهما».
68/ [15]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
عمر
البغدادي، قال:
حدثنا محمد بن
الحسين بن حفص
«3» الخثعمي،
قال: حدثنا
محمد بن عبيد،
قال: حدثنا صالح
بن موسى، قال:
حدثنا عبد
العزيز بن
رفيع، عن أبي
صالح، عن أبي
هريرة، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني قد خلفت
فيكم شيئين، لن
تضلوا بعدي
أبدا ما أخذتم
بهما و عملتم
بما فيهما
كتاب الله، و
عترتي،
فإنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
69/ [16]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
عمر الحافظ،
قال: حدثنا
القاسم بن
عباد، قال:
حدثنا سويد،
قال:
حدثنا
عمرو بن صالح،
عن زكريا، عن
عطية، عن أبي
سعيد، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم ما إن
تمسكتم به لن
تضلوا كتاب
الله عز و جل
حبل ممدود، و
عترتي أهل
بيتي، لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
70/ [17]- و
عنه، قال:
حدثنا الحسن
بن عبدالله بن
سعيد، قال:
أخبرنا محمد
بن أحمد بن
حمدان
القشيري، قال:
حدثنا الحسين
بن حميد، قال:
حدثني أخي الحسن
بن حميد، قال:
حدثني علي بن
ثابت الدهان، قال:
حدثنا
«4» سعاد بن
سليمان، عن
أبي إسحاق، عن
الحارث، عن
علي (عليه السلام)،
قال: «قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): إني امرؤ
مقبوض، و أوشك
أن أدعى
فأجيب، و قد
تركت فيكم
الثقلين،
أحدهما أفضل
من الآخر:
كتاب الله، و
عترتي أهل
بيتي، و إنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
71/ [18]- و
عنه، قال:
حدثنا الحسن
بن عبدالله بن
سعيد، قال:
حدثنا
القشيري، قال:
حدثنا
المغيرة بن
محمد بن
المهلب، قال:
حدثني أبي، عن
عبدالله بن داود
«5»، عن الفضيل
بن مرزوق، عن
عطية العوفي،
عن أبي سعيد
الخدري، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم أمرين،
أحدهما أطول
من الآخر:
كتاب الله
حبل
__________________________________________________
15-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 235/
47، ينابيع
المودّة: 39.
16-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 235/
48.
17-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 235/
49.
18-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 236/
50، معاني
الأخبار: 90/ 1،
فرائد
السمطين 2: 144.
(1) في «س» و
«ط»: جيش و
الصواب ما
أثبتناه من المصدر.
راجع سير
أعلام
النبلاء: 10: 373،
لسان الميزان
2: 35.
(2) في «س»:
بن، و هو
تصحيف، إذ روى
محمّد بن طلحة
عن الأعمش.
راجع تهذيب
التّهذيب 9: 238. [.....]
(3) في «س» و
«ط»: جعفر، و هو
تصحيف، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
ترجمته في
رجال الطوسي: 500/
62، سير أعلام
النبلاء 14: 529.
(4) في «س» و
«ط»: سواد، و هو
تصحيف، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
ترجمته في
تهذيب الكمال
10: 237، تهذيب التّهذيب
3:
462.
(5) في «س» و
«ط»: عن أبي عبد
اللّه بن أبي
داود، و ما في
المتن من
المصادر
الثلاثة.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 26
ممدود
من السماء إلى
الأرض طرف بيد
الله، و عترتي،
إلا إنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
فقلت
لأبي سعيد: من
عترته؟ قال:
أهل بيته
(عليهم
السلام).
72/ [19]- و
عنه، قال ابن
بابويه: حدثنا
علي بن الفضل
البغدادي،
قال: سمعت أبا
عمر- صاحب أبي
العباس ثعلب-
يقول: سمعت
أبا العباس
ثعلب يسأل عن
قوله (صلى
الله عليه و
آله): «إني تارك
فيكم الثقلين»
لم سمي
الثقلان؟
قال:
لأن التمسك
بهما ثقيل.
73/ [20]- و
عنه، قال:
حدثنا الحسن
بن علي بن
شعيب الجوهري
أبو محمد،
قال: حدثنا
عيسى بن محمد
العلوي، قال:
حدثنا أبو
عمرو أحمد بن
أبي حازم
الغفاري،
حدثنا
عبدالله بن
موسى، عن
شريك، عن ركين
«1» بن الربيع،
عن القاسم بن
حسان، عن زيد
بن ثابت، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم الثقلين:
كتاب الله عز
و جل، و عترتي أهل
بيتي، ألا و
هما
الخليفتان من
بعدي، و لن يفترقا
حتى يردا علي
الحوض».
74/ [21]- و
عنه، قال:
حدثنا الحسن
بن علي بن
شعيب أبو محمد
الجوهري، قال:
حدثنا عيسى بن
محمد العلوي،
قال: حدثنا
الحسن بن
الحسن
الحميري «2»،
قال: حدثنا
الحسن بن
الحسين
العرني، «3» عن
عمرو بن جميع،
عن عمرو بن
أبي المقدام،
عن جعفر بن
محمد، عن أبيه
(عليهما
السلام)، قال:
«أتيت جابر بن
عبدالله فقلت:
أخبرني
عن حجة
الوداع؟ فذكر
حديثا طويلا،
ثم قال: قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): إني تارك
فيكم «4» ما إن
تمسكتم به لن
تضلوا بعدي
كتاب الله عز
و جل، و عترتي
أهل بيتي. ثم
قال: اللهم
اشهد ثلاثا».
75/ [22]- و
عنه، قال:
حدثنا الحسن
بن عبدالله بن
سعيد، قال:
أخبرنا محمد
بن أحمد بن
حمدان
القشيري، قال:
حدثنا أبو
حاتم المغيرة
بن محمد بن
المهلب، قال:
حدثنا عبد
الغفار بن
محمد بن كثير
الكلابي
الكوفي، عن
جرير بن عبد
الحميد، عن
الحسن بن عبيد
الله، عن أبي
الضحى، عن زيد
بن أرقم، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم ما إن تمسكتم
به لن تضلوا
كتاب الله، و
عترتي أهل
بيتي، فإنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
76/ [23]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
عمر، قال:
حدثني عبدالله
بن يزيد أبو
محمد البجلي،
قال: حدثني محمد
بن طريف، قال:
حدثنا ابن
فضيل، عن
الأعمش، عن
عطية، عن أبي
سعيد، عن حبيب
بن أبي ثابت،
عن
__________________________________________________
19-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 236/
51، معاني
الأخبار: 90/ 3،
فرائد
السمطين 2: 145.
20-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 236/
52.
21-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 236/
53.
22-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 237/
54، مستدرك الحاكم
3: 148.
23-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 238/
56.
(1) في «س» و
«ط»: وكيع، و هو
تصحيف، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
تهذيب
التّهذيب 3: 287.
(2) في
المصدر:
الحسين بن
الحسن الحيري
بالكوفة.
(3) في «س» و
«ط»: المغربي، و
هو تصحيف و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر! راجع
رجال النجاشي:
51/ 11، معجم رجال
الحديث 4: 307.
(4) في «ط»
زيادة:
الثقلين.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 27
زيد
بن أرقم، قال:
قال رسول الله
(صلى الله عليه
و آله): «كأني قد
دعيت و أجبت،
و إني تارك
فيكم الثقلين،
أحدهما أعظم
من الآخر،
كتاب الله عز
و جل حبل
ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل بيتي،
فإنهما لن
يزالا جميعا
حتى يردا علي
الحوض،
فانظروا كيف
تخلفوني
فيهما».
77/ [24]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
عمر، قال:
حدثنا أبو
جعفر محمد بن
الحسين بن
حفص، عن عباد
بن يعقوب، عن
أبي مالك عمرو
بن هاشم
الجنبي «1»، عن عبد
الملك، عن
عطية «2» أنه سمع
أبا سعيد يرفع
ذلك إلى النبي
(صلى الله
عليه و آله)،
قال: «أيها الناس،
إني تارك فيكم
الثقلين «3»،
أحدهما أكبر من
الآخر: كتاب
الله عز و جل،
حبل ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، ألا و
إنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي الحوض».
78/ [25]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
عمر، قال:
حدثني الحسن
بن عبدالله بن
محمد بن علي
التميمي، قال:
حدثني أبي،
قال: حدثني
سيدي علي بن
موسى بن جعفر
بن محمد (عليه
السلام)، قال:
حدثني أبي، عن
أبيه جعفر بن
محمد، عن أبيه
محمد بن علي،
عن أبيه علي،
عن أبيه الحسين
بن علي، عن
أبيه علي بن
أبي طالب
(صلوات الله
عليهم)، قال:
قال رسول الله
(صلى الله عليه
و آله): «إني
تارك فيكم
الثقلين: كتاب
الله، و عترتي
«4»، و لن يفترقا
حتى يردا علي
الحوض».
79/ [26]- و
عنه، قال:
حدثنا أبو
محمد جعفر بن
نعيم بن شاذان
النيسابوري،
قال: حدثني
عمي أبو
عبدالله محمد
بن شاذان، عن
الفضل بن
شاذان، قال:
حدثنا عبيد
الله «5» بن موسى،
قال: حدثنا
إسرائيل، عن
أبي إسحاق، عن
حنش «6» بن
المعتمر، قال:
رأيت أبا ذر
الغفاري (رحمه
الله) آخذا
بحلقة باب
الكعبة، و هو
يقول: ألا من
عرفني فقد
عرفني، و من
لم يعرفني
فأنا أبو ذر
جندب بن
السكن، سمعت
رسول الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول: «إني
مخلف فيكم
الثقلين: كتاب
الله، و عترتي
أهل بيتي، و
إنهما لن يفترقا
حتى يردا علي
الحوض، ألا و
إن مثلهما كسفينة
نوح من ركب
فيها نجا، و
من تخلف عنها
غرق».
80/ [27]- و
عنه، قال:
حدثنا الشريف
الدين الصدوق
أبو علي محمد
بن أحمد بن
محمد زيارة «7»
بن عبد الله
__________________________________________________
24-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 238/
57.
25-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 239/
59، فرائد السمطين
2: 147. [.....]
26-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 239/
59.
27-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 239/
60.
(1) في «س» و
«ط»: عن أبي
مالك، عن عمرو
بن هاشم الحميري،
و الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
تقريب
التّهذيب 1: 580،
تهذيب
التّهذيب 8: 111.
(2) في «س» و
«ط»: عن عبد
الملك بن
عطية، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
تهذيب
التّهذيب 6: 411.
(3) في
المصدر: إنّي
قد تركت فيكم
ما إن أخذتم
به لن تضلوا
من بعدي:
الثقلين.
(4) في
المصدر زيادة:
أهل بيتي.
(5) في «س» و
«ط»: عبد اللّه،
و هو تصحيف، و
الصواب ما أثبتناه
من المصدر.
راجع تهذيب
التّهذيب 7: 51.
(6) في «س» و
«ط»: عيسى، و هو
تصحيف، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. راجع
الجرح و
التعديل 3: 291/ 1297، و
تهذيب
التّهذيب 3: 58.
(7) في
المصدر: ابن
زئارة، و في «س»:
ابن زياد، و
الصحيح ما
أثبتناه، و
لقّب زبارة لأنّه
كان إذا غضب
قيل: قد زبر
الأسد. راجع
الفخري في
الأنساب: 80، و
أنساب
السمعاني: 3: 127 و
تاج العروس 3: 233،
نوابغ الرواة:
237.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 28
بن
الحسن بن
الحسن بن علي
بن الحسين بن
علي بن أبي
طالب (صلوات
الله و سلامه
عليهم)، قال:
حدثنا علي بن
محمد بن قتيبة،
قال: حدثنا
الفضل بن
شاذان
النيسابوري،
قال: حدثنا
عبيد الله بن
موسى، قال:
حدثنا شريك،
عن ركين بن
الربيع، عن
القاسم بن
حسان، عن زيد
بن ثابت، قال،
قال رسول الله
(صلى الله عليه
و آله): «إني
تارك فيكم
خليفتين: كتاب
الله، و عترتي
أهل بيتي،
فإنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
81/ [28]- و
عنه، قال:
حدثنا عبد
الواحد بن
محمد بن عبدوس
العطار
النيسابوري
(رضي الله
عنه)، قال: حدثنا
علي بن محمد
بن قتيبة، عن
الفضل بن
شاذان «1»، قال:
حدثنا إسحاق
بن إبراهيم،
قال: حدثنا عيسى
بن يونس، قال:
حدثنا زكريا
بن أبي زائدة،
عن عطية
العوفي، عن
أبي سعيد
الخدري، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم الثقلين،
أحدهما أكبر
من الآخر:
كتاب الله حبل
ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، فإنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض».
82/ [29]- و
عنه، قال:
حدثني أبي
(رضي الله
عنه)، قال: حدثنا
علي بن محمد
بن قتيبة،
قال: حدثنا
الفضل بن شاذان،
قال: حدثنا
إسحاق بن
إبراهيم، عن
جرير «2»، عن
الحسن بن عبيد
الله، عن أبي
الضحي، عن زيد
بن أرقم، عن
النبي (صلى
الله عليه و
آله)، قال: «إني
تارك فيكم
الثقلين: كتاب
الله، و عترتي
أهل بيتي، فإنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
83/ [30]- و
عنه، قال:
حدثنا أحمد «3»
بن زياد بن
جعفر الهمداني
(رضي الله
عنه)، قال:
حدثنا علي بن
إبراهيم بن
هاشم، عن
أبيه، عن محمد
بن أبي عمير،
عن غياث بن
إبراهيم، عن
الصادق جعفر
بن محمد، عن
أبيه محمد بن
علي، عن أبيه
علي بن
الحسين، عن
أبيه الحسين
بن علي (عليهم
السلام)، قال:
«سئل أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
عن معنى قول
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
إني مخلف فيكم
الثقلين: كتاب
الله، و
عترتي، من
العترة؟ فقال:
أنا و الحسن و
الحسين و
التسعة من ولد
الحسين
تاسعهم
مهديهم و قائمهم،
لا يفارقون
كتاب الله و
لا يفارقهم
حتى يردوا على
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
حوضه».
84/ [31]- و
عنه، قال:
حدثنا محمد بن
الحسن بن أحمد
بن الوليد
(رضي الله
عنه)، قال:
حدثنا محمد بن
الحسن
الصفار، عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، عن
الحسين بن
سعيد، عن حماد
بن عيسى، عن
إبراهيم بن
عمر اليماني،
__________________________________________________
28-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 240/
61، المعجم
الصغير: 1: 131.
29-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 240/
62، مستدرك
الحاكم 3: 148.
30-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 240/
64.
31-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 240/
63.
(1) في «س» و
«ط»: عن شاذان، و
الصواب ما
أثبتناه من
المصدر. رجال
النجاشي: 306 و
معجم رجال
الحديث 13: 299. [..
(2) في «س»:
حريز: تصحيف،
و هو جرير بن
عبد الحميد،
راجع تهذيب الكمال
4: 540.
(3) في
المصدر:
محمّد، و هو
تصحيف صوابه
ما في المتن،
راجع معجم
رجال الحديث 2: 120.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 29
عن
سليم بن قيس
الهلالي، عن
أمير
المؤمنين (عليه
السلام)، قال:
«إن الله
تبارك و تعالى
طهرنا و عصمنا،
و جعلنا شهداء
على خلقه، و
حججا في أرضه،
و جعلنا مع
القرآن، و جعل
القرآن معنا،
لا نفارقه و
لا يفارقنا».
85/ [32]-
الديلمي، و
أبو الحسن
محمد بن
شاذان، عن زيد
بن ثابت، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم الثقلين:
كتاب الله، و
علي بن أبي
طالب، و علي
أفضل لكم من
كتاب الله،
لأنه مترجم
لكم عن كتاب
الله».
86/ [33]-
ابن الفارسي
في (روضة
الواعظين): عن
أبي جعفر الباقر
(عليه
السلام)، عن
رسول الله
(صلى الله عليه
و آله) في خطبة
خطبها رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) في مسجد
الخيف «1»، يذكر
فيها النص على
الخلافة و
الولاية
لأمير
المؤمنين علي بن
أبي طالب
(عليه
السلام)، فقال
فيها (صلى الله
عليه و آله):
«معاشر الناس،
إن عليا و
الطيبين من
ولدي هم الثقل
الأصغر، و
القرآن الثقل
الأكبر، و كل
واحد منهما
مبين عن
صاحبه، موافق
له، لن يفترقا
حتى يردا علي
الحوض بأمر
الله في خلقه
و بحكمه على
أرضه، ألا و
إن الله عز و
جل قاله، و
أنا قلته عن
الله، ألا و
قد أديت، ألا
و قد بلغت،
ألا و قد
أسمعت، ألا و
قد أوضحت، ألا
و إنه ليس
أمير
المؤمنين غير
أخي هذا، و لا
تحل إمرة
المؤمنين
بعدي لأحد
غيره».
ثم
ضرب بيده على
عضد علي (عليه
السلام)
فرفعه، فكان
أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
أول من صعد
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)، قد
شال «2» عليا حتى
صارت رجلاه مع
ركبة رسول
الله (صلوات
الله عليهما).
و
الخطبة طويلة
و سيأتي- إن
شاء الله
تعالى- باب
آخر في معنى
الثقلين من
طريق
المخالفين. «3»
__________________________________________________
32-
ارشاد القلوب:
378، مائة منقبة:
161 منقبة 86.
33-
روضة
الواعظين: 94.
(1) الخيف:
بفتح أوله، و
سكون ثانيه:
ما انحدر من
غلظ الجبل و
ارتفع من مسيل
الماء، و منه
سمّي مسجد
الخيف في منى ..
«معجم البلدان
2:
412».
(2) شال
الشّيء:
رفعه. «المعجم
الوسيط- شول- 1: 501».
(3) و هو
الباب الثاني
عشر من أبواب
المقدّمة.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 30
4-
باب في أن ما
من شيء يحتاج
إليه العباد «1»
إلا و هو في
القرآن، و فيه
تبيان كل شيء
87/ [1]-
عن محمد بن
يعقوب: عن
محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد
بن عيسى، عن
علي بن حديد،
عن مرازم، عن
أبي عبدالله
(عليه
السلام)، قال:
«إن الله
تبارك و تعالى
أنزل في
القرآن تبيان
كل شيء، حتى-
و الله- ما ترك
شيئا يحتاج
إليه العباد،
لا يستطيع عبد
يقول لو كان
هذا أنزل في
القرآن، إلا و
قد أنزله الله
فيه».
88/ [2]- و
عنه: عن علي بن
إبراهيم، عن
محمد بن عيسى،
عن يونس، عن
حسين بن
المنذر، عن
عمر بن قيس،
عن أبي جعفر
(عليه السلام)
قال: سمعته
يقول: «إن الله
تبارك و تعالى
لم يدع شيئا
تحتاج إليه
الأمة إلا
أنزله في
كتابه، و بينه
لرسوله (صلى
الله عليه و
آله)، و جعل
لكل شيء حدا،
و جعل عليه
دليلا يدل
عليه، و جعل
على من تعدى
ذلك الحد حدا».
89/ [3]- و
عنه: عن علي بن
إبراهيم «2»، عن
محمد بن عيسى،
عن يونس، عن
حماد، عن
عبدالله بن
سنان، عن أبي
الجارود، قال:
قال أبو جعفر
(عليه السلام):
«إذا حدثتكم
بشيء
فاسألوني من
كتاب الله».
ثم
قال
في بعض حديثه:
«إن رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
نهى عن القيل
و القال، و
فساد المال، و
كثرة السؤال».
فقيل
له: يا ابن
رسول الله،
أين هذا من
كتاب الله؟
قال:
«إن الله عز و
جل يقول: لا
خَيْرَ فِي
كَثِيرٍ مِنْ
نَجْواهُمْ إِلَّا
مَنْ أَمَرَ
بِصَدَقَةٍ
أَوْ مَعْرُوفٍ
أَوْ
إِصْلاحٍ
بَيْنَ
النَّاسِ «3» و
قال: وَ لا
تُؤْتُوا
السُّفَهاءَ
أَمْوالَكُمُ
الَّتِي
جَعَلَ
اللَّهُ
لَكُمْ
قِياماً «4» و قال:
__________________________________________________
1-
الكافي 1: 48/ 1.
2-
الكافي 1: 48/ 2.
3-
الكافي 1: 48/ 5.
(1) في «س»:
العلماء، و ما
أثبتناه من «ط».
(2) زاد في
المصدر: عن
أبيه، و هذه
الزيادة
مختلف في
صحتها، راجع
الرواة 2: 169 و
معجم رجال الحديث
1: 340- 343.
(3) النساء
4: 114.
(4) النساء
4: 5. [.....]
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 31
لا
تَسْئَلُوا
عَنْ
أَشْياءَ
إِنْ تُبْدَ لَكُمْ
تَسُؤْكُمْ». «1»
90/ [4]- و
عنه: عن محمد
بن يحيى، عن
أحمد بن محمد،
عن ابن فضال،
عن ثعلبة بن
ميمون، عمن
حدثه، عن المعلى
بن خنيس، قال،
قال: أبو
عبدالله (عليه
السلام): «ما من
أمر يختلف فيه
اثنان إلا و
له أصل في
كتاب الله عز و
جل، و لكن لا
تبلغه عقول
الرجال».
91/ [5]- و
عنه: عن محمد
بن يحيى، عن
بعض أصحابه،
عن هارون بن
مسلم، عن
مسعدة بن
صدقة، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«قال أمير
المؤمنين
(عليه السلام):
أيها الناس،
إن الله تبارك
و تعالى أرسل
إليكم
الرسول، و
أنزل إليه الكتاب
بالحق، و أنتم
أميون عن
الكتاب و من
نزله، و عن
الرسول و من
أرسله، على
حين فترة «2» من
الرسل، و طول
هجعة من
الأمم، و
انبساط من
الجهل، و
اعتراض من
الفتنة، و
انتقاض من
المبرم، و عمى
عن الحق، و
اعتساف «3» من
الجور، و
امتحاق «4» من
الدين، و تلظ «5»
من الحروب، على
حين اصفرار من
رياض جنات
الدنيا، و يبس
من أغصانها، و
انتشار من
ورقها، و يأس
من ثمرها، و
اغورار «6» من
مائها.
قد
درست أعلام
الهدى، و ظهرت
أعلام الردى
«7»، فالدنيا
متجهمة «8»، و في
وجوه أهلها
مكفهرة «9» مدبرة
غير مقبلة،
ثمرتها
الفتنة، و
طعامها الجيفة،
و شعارها «10»
الخوف، و
دثارها «11»
السيف، مزقتم كل
ممزق، و قد
أعمت عيون
أهلها، و
أظلمت عليها
أيامها، قد
قطعوا
أرحامهم، و
سفكوا
دماءهم، و
دفنوا في
التراب
الموءودة
بينهم من
أولادهم،
يجتاز دونهم
طيب العيش و
رفاهية خفوض «12»
الدنيا، لا
يرجون من الله
ثوابا، و لا يخافون
و الله منه
عقابا، حيهم
أعمى بخس «13»، و
ميتهم في
النار مبلس.1»
__________________________________________________
4-
الكافي 1: 49/ 6.
5-
الكافي 1: 49/ 7.
(1)
المائدة 5: 101.
(2)
الفترة:
انقطاع ما بين
النبيين.
«مجمع
البحرين- فتر- 3:
434».
(3) العسف:
الأخذ على غير
الطريق، و
الظم. «مجمع
البحرين- عسف- 5:
100».
(4) محقه:
أبطله و محاه.
«الصحاح- محق- 4: 1553».
(5) التظاء
النّار:
التهابها، و
تلظّيها: تلهّبها.
«الصحاح- لظي- 6: 2482».
(6) غار
الماء: ذهب في
الأرض. «مجمع
البحرين- غور- 3:
428».
(7)
الرّذى:
الهلاك. «لسان
العرب- ردي- 14: 316».
(8)
متجهّمة:
كالحة، و في
المصدر:
متهجّمة.
(9) اكفهر
الرجل: إذا
عبس. «الصحاح-
كفهر- 2: 809».
(10)
الشّعار: ما
ولي الجسد من
الثياب. «الصحاح-
شعر- 2: 699».
(11)
الدّثار: كلّ
ما كان من
الثياب فوق
الشّعار.
«الصحاح- دثر- 2: 655».
(12) الخفض:
الدّعة.
«الصحاح- خفض- 3: 1074».
[.....]
(13) البخس:
الناقص.
«الصحاح- بخس- 3: 907».
و في المصدر:
نجس.
(14) أبلس
من رحمة
اللّه: يئس
«الصحاح- لس- 3: 909».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 32
فجاءهم
بنسخة ما في
الصحف
الأولى، و
تصديق الذي
بين يديه، و
تفصيل الحلال
من ريب
الحرام، ذلك
القرآن
فاستنطقوه و
لن ينطق لكم،
أخبركم عنه أن
فيه علم ما
مضى و علم ما
يأتي إلى يوم
القيامة، و
حكم ما بينكم
و بيان ما
أصبحتم فيه تختلفون،
فلو سألتم «1»
عنه لعلمتكم».
92/ [6]- و
عنه: عن محمد
بن يحيى، عن
محمد بن عبد
الجبار، عن
ابن فضال، عن
حماد بن
عثمان، عن عبد
الأعلى بن
أعين، قال:
سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«قد ولدني
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله) و
أنا أعلم كتاب
الله، و فيه
بدء الخلق و
ما هو كائن
إلى يوم
القيامة، و
فيه خبر السماء
و خبر الأرض،
و خبر الجنة و
خبر النار، و
خبر ما كان و
خبر ما هو
كائن، أعلم
ذلك كما أنظر
إلى كفي، إن
الله عز و جل
يقول: فيه
تبيان كل شيء».
93/ [7]- و
عنه: عن عدة من
أصحابنا، عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، عن
علي بن
النعمان، عن
إسماعيل بن
جابر، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«كتاب الله
فيه نبأ ما قبلكم،
و خبر ما
بعدكم، و فصل
ما بينكم، و
نحن نعلمه».
94/ [8]- و
عنه: عن عدة من
أصحابنا، عن
أحمد بن محمد
بن خالد، عن
إسماعيل بن
مهران، عن سيف
بن عميرة، عن
أبي المغرا، عن
سماعة، عن أبي
الحسن موسى
(عليه
السلام)، قال:
قلت له: أكل
شيء في كتاب
الله و سنة
نبيه، أو تقولون
فيه؟ قال: «بل
كل شيء في
كتاب الله و
سنة نبيه (صلى
الله عليه و
آله)».
__________________________________________________
6-
الكافي 1: 50/ 8.
7-
الكافي 1: 50/ 9.
8-
الكافي 1: 50/ 10.
(1) في
المصدر: فلو
سألتموني.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 33
5-
باب في أن
القرآن لم
يجمعه كما
أنزل إلا الأئمة
(عليهم
السلام)، و
عندهم
تأويله
95/ [1]-
محمد بن الحسن
الصفار: عن
محمد بن
الحسين، عن
محمد بن سنان،
عن عمار بن
مروان، عن
المنخل، عن
جابر، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
«ما يستطيع
أحد [أن] يدعي
أنه جمع
القرآن كله،
ظاهره و
باطنه، غير
الأوصياء».
96/ [2]- و
عنه: عن أحمد
بن محمد، عن
الحسن بن
محبوب، عن
عمرو بن أبي
المقدام، عن
جابر، قال:
سمعت
أبا جعفر
(عليه السلام)
يقول: «ما من
أحد من الناس
ادعى أنه جمع
القرآن كله
كما أنزله
الله إلا كذب،
و ما جمعه و
حفظه كما أنزل
الله إلا علي
بن أبي طالب،
و الأئمة من
بعده».
97/ [3]- و
عنه: عن أحمد
بن محمد، عن
ابن سنان، عن
مرازم و موسى
بن بكر، «1» قالا:
سمعنا «2» أبا عبدالله
(عليه
السلام)،
يقول: «إنا أهل
بيت لم ينبعث
منا إلا من «3»
يعلم كتابه من
أوله إلى
آخره».
98/ [4]- و
عنه: عن محمد
بن عيسى، عن
أبي عبدالله
المؤمن، عن
عبد الأعلى
مولى آل سام،
قال، سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام)،
يقول: «و الله،
إني لأعلم
كتاب الله من
أوله إلى آخره
كأنه في كفي،
فيه خبر
السماء و خبر
الأرض، و خبر
ما كان «4» و خبر
ما هو كائن،
قال الله: فيه
تبيان كل
شيء».
__________________________________________________
1-
بصائر
الدرجات: 213/ 1.
2-
بصائر
الدرجات: 213/ 2.
3-
بصائر
الدرجات: 214/ 6.
4-
بصائر الدرجات:
214/ 7.
(1) في
المصدر: موسى
بن بكير. و
الصواب ما في
المتن. راجع
رجال الكشي 2: 737/ 825
و 826، جامع
الرواة 2: 272،
معجم رجال
الحديث 19: 23.
(2) في «ط»:
قال سمعت.
(3) في
المصدر: لم
يزل اللّه
يبعث فينا من.
(4) في
المصدر: و خبر
ما يكون. [.....]
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 34
99/ [5]- و
عنه: عن
الهيثم
النهدي، «1» عن
العباس بن
عامر، قال:
حدثنا عمرو بن
مصعب، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
سمعته يقول:
«إن من علم ما
أوتينا تفسير
القرآن و
أحكامه، و علم
تغيير الزمان
و حدثانه، «2» و
إذا أراد الله
بقوم خيرا
أسمعهم، و لو
أسمع من لم
يسمع لولى
معرضا كأن لم
يسمع».
ثم
أمسك هنيئة «3»،
ثم قال: «لو
وجدنا وعاء و
مستراحا
لقلنا «4» و الله
المستعان».
100/ [6]- و
عنه: عن أحمد
بن محمد، عن
البرقي، عن
المرزبان بن
عمران، عن
إسحاق بن
عمار، قال:
سمعت
أبا عبدالله
(عليه السلام)
يقول: «إن للقرآن
تأويلا، فمنه
ما قد جاء، و
منه ما لم
يجيء، فإذا
وقع التأويل
في زمان إمام
من الأئمة، عرفه
إمام ذلك
الزمان».
101/ [7]- و
عنه، عن أحمد
بن محمد «5»، عن
الحسين بن
سعيد، عن حماد
بن عيسى، عن
إبراهيم بن
عمر، عنه، قال:
«في القرآن ما
مضى و ما يحدث
و ما هو كائن،
و كانت فيه
أسماء رجال
فألقيت، و
إنما الاسم
الواحد في
وجوه لا تحصى،
يعرف ذلك
الوصاة».
102/ [8]- و
عنه: عن أحمد
بن محمد، عن
علي بن الحكم،
عن هشام بن
سالم، عن محمد
بن مسلم، قال:
دخلت عليه بعد
ما قتل أبو
الخطاب، فذكرت
ما كان يروي
من أحاديث تلك
العظام قبل أن
يحدث ما أحدث،
فقال: «فحسبك و
الله- يا أبا
محمد- أن تقول
فينا يعلمون
[الحلال و
الحرام و علم
القرآن، و فصل
ما بين الناس».
فلما
أردت أن أقوم،
أخذ بثوبي
فقال: «يا أبا
محمد، و أي
شيء الحلال و
الحرام في جنب
العلم؟ إنما]
الحلال و
الحرام في
شيء يسير من
القرآن».
103/ [9]- و
عنه: عن
الفضل، عن
موسى بن
القاسم، عن
ابن أبي عمير «6»-
أو غيره- عن
جميل بن دراج،
عن
__________________________________________________
5-
بصائر
الدرجات: 214/ 1.
6-
بصائر
الدرجات: 215/ 5.
7-
بصائر الدرجات:
215/ 6.
8-
بصائر
الدرجات: 214/ 2.
9-
بصائر
الدرجات: 216/ 8.
(1) في «س»:
الهيثم بن
النّهدي، و
الصواب ما أثبتناه.
راجع جامع
الرواة 2: 319،
معجم رجال
الحديث 19: 327.
(2) حدثان
الدهر و
حوادثه: نوبه،
و ما يحدث منه.
«لسان العرب-
حدثث- 2: 132».
(3)
الهنيئة:
الزمان
اليسير. «مجمع
البحرين- هنأ- 1:
479».
(4) في
المصدر:
لعلمنا.
(5) زاد في
المصدر: عن
محمّد، و
الظاهر أن الصواب
ما أثبتناه من
«س» و «ط» لوجود
نظائر له في بصائر
الدرجات كما
في: 32/ 2 و 26/ 1 و 27/ 2 و 29/ 2 و 33/ 1
و 52/ 1 و 55/ 2 و 3.
(6) في
المصدر: عن
موسى بن
القاسم، عن
أبان، عن ابن
أبي عمير، و
الصواب ما
أثبتناه،
لأنّ رواية موسى
بن القاسم عن
أبان و ابن
أبي عمير
صحيحة كما في
معجم رجال
الحديث 19: 65، و
رواية أبان عن
ابن أبي عمير
غير صحيحة، بل
العكس هو
الصحيح كما في
معجم رجال
الحديث 14: 287.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 35
زرارة،
عن أبي جعفر
(عليه السلام)
قال: «تفسير القرآن
على سبعة أوجه
منه ما كان، و
منه ما لم يكن،
بعد ذلك تعرفه
الأئمة».
104/ [10]- و
عنه: عن أحمد
بن الحسين، عن
أبيه عن بكر
بن صالح «1»، عن
عبدالله بن
إبراهيم بن
عبد العزيز
ابن محمد بن
علي بن عبدالله
بن جعفر
الحميري، قال:
حدثنا يعقوب بن
جعفر، قال:
كنت مع أبي
الحسن (عليه
السلام) بمكة،
فقال له رجل:
إنك لتفسر من
كتاب الله ما
لم يسمع! فقال:
«علينا نزل
قبل الناس، و
لنا فسر قبل
أن يفسر في
الناس، فنحن
نعلم «2» حلاله و
حرامه، و
ناسخه و
منسوخه، و
سفريه و حضريه
«3»، و في أي ليلة
نزلت كم من
آية، و فيمن
نزلت، «4» فنحن
حكماء الله في
أرضه و شهداؤه
على خلقه، و
هو قوله تبارك
و تعالى:
سَتُكْتَبُ
شَهادَتُهُمْ
وَ
يُسْئَلُونَ»
فالشهادة
لنا، و
المسألة
للمشهود عليه،
فهذا علم ما
قد أنهيته
[إليك ما
لزمني، فإن
قبلت فاشكر، و
إن تركت فإن
الله على كل
شيء شهيدا]».
105/ [11]-
سعد بن
عبدالله: عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، عن محمد
بن سنان، عن
مرازم بن حكيم
و موسى بن بكر،
قالا: سمعنا
أبا عبدالله
(عليه السلام)
يقول: «إنا أهل
بيت لم يزل الله
يبعث منا من
يعلم كتابه من
أوله إلى
آخره، و إن
عندنا من
حلاله و حرامه
ما يسعنا
كتمانه، ما
نستطيع أن
نحدث به أحدا».
106/ [12]- و
عنه: عن أحمد
بن محمد بن
عيسى، عن عبد
الرحمن بن
حماد الكوفي،
عن الحسين بن
علوان و عمر بن
مصعب، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام) قال:
«إني امرؤ من
قريش، و لدني
رسول الله
(صلى الله عليه
و آله) و علمت
كتاب الله، و
فيه تبيان كل
شيء، و فيه
بدء الخلق، و
أمر السماء و
أمر الأرض، و
أمر الأولين و
أمر الآخرين،
و ما يكون، كأني
أنظر ذلك نصب
عيني».
107/ [13]-
العياشي: عن
الأصبغ بن
نباتة قال:
[لما] قدم أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
الكوفة، صلى
بهم أربعين
صباحا يقرأ
بهم: سَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكَ
الْأَعْلَى «6»
قال: فقال
المنافقون: لا
و الله، ما
يحسن ابن أبي
طالب أن يقرأ
القرآن، و لو
أحسن أن يقرأ
القرآن لقرأ
بنا غير هذه
السورة.
__________________________________________________
10-
بصائر
الدرجات: 218/ 4.
11-
مختصر بصائر
الدرجات: 59.
12-
مختصر بصائر
الدرجات: 101،
بسند آخر. [.....]
13-
تفسير
العيّاشي 1: 14/ 1،
ينابيع
المودّة: 120.
(1) في
المصدر: بكير
بن صالح، و
لعلّ الصواب
ما في المتن.
راجع جامع
الرواة: 1/ 127،
معجم رجال
الحديث 3: 348.
(2) في
المصدر: نعرف.
(3) السفر:
خلاف الحضر. و
الحضريّ: من
أهل الحاضرة و
هي خلاف
البادية.
(4) في
المصدر زيادة:
و فيما نزلت.
(5)
الزّخرف 43: 19.
(6) الأعلى
87: 1.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 36
قال:
فبلغه ذلك،
فقال: «ويل
لهم، إني
لأعرف ناسخه
من منسوخه، و
محكمه من
متشابهه، و
فصله من فصاله،
و حروفه من
معانيه. و
الله ما من
حرف نزل على
محمد (صلى
الله عليه و
آله) إلا أني
أعرف فيمن
نزل، و في أي
يوم، و في أي
موضع.
ويل
لهم، أما
يقرءون إِنَّ
هذا لَفِي
الصُّحُفِ
الْأُولى
صُحُفِ
إِبْراهِيمَ
وَ مُوسى «1» و
الله عندي،
ورثتهما من
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)، و
قد أنهى لي
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
[صحف]
إبراهيم و
موسى (عليهما
السلام).
ويل
لهم- و الله-
أنا الذي أنزل
الله في: وَ
تَعِيَها
أُذُنٌ
واعِيَةٌ «2»،
فإنما كنا عند
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
فيخبرنا
بالوحي فأعيه
أنا و من
يعيه، فإذا خرجنا
قالوا: ما ذا
قال آنفا؟».
108/ [14]-
عن سليم بن
قيس الهلالي،
قال: سمعت
أمير المؤمنين
(عليه السلام)
يقول: «ما نزلت
آية على رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) إلا أقرأنيها،
و أملاها علي،
فأكتبها
بخطي، و علمني
تأويلها و
تفسيرها، و
ناسخها و
منسوخها، و محكمها
و متشابهها، و
دعا الله لي
أن يعلمني فهمها
و حفظها، فما
نسيت آية من
كتاب الله، و
لا علما أملاه
علي فكتبته
منذ دعا لي ما
دعا، و ما ترك
شيئا علمه
الله من حلال
و لا حرام، و
لا أمر و لا
نهي، كان أو
يكون، «3» من
طاعة أو معصية
إلا علمنيه و
حفظته، فلم
أنس منه حرفا واحدا.
ثم
وضع يده على
صدري، و دعا
الله أن يملأ
قلبي علما و
فهما و حكمة و
نورا، و لم
أنس شيئا، و
لم يفتني شيء
لم أكتبه.
قلت:
يا رسول الله،
أو تخوفت علي «4»
النسيان فيما
بعد؟ فقال:
لست أتخوف
عليك نسيانا و
لا جهلا، و قد
أخبرني ربي
أنه قد استجاب
لي «5» فيك، و في
شركائك الذين
يكونون من
بعدك.
فقلت:
يا رسول الله،
و من شركائي
من بعدي؟
فقال:
الذين قرنهم
الله بنفسه و
بي فقال: الأوصياء
مني إلى أن
يردوا علي
الحوض، كلهم
هاد مهتد، لا
يضرهم من
خذلهم، هم مع
القرآن و
القرآن معهم،
لا يفارقهم و
لا يفارقونه،
بهم تنصر أمتي،
و بهم يمطرون،
و بهم يدفع
عنهم، و بهم
استجاب
دعاءهم.
فقلت:
يا رسول الله،
سمهم لي؟ فقال
لي: ابني هذا- و
وضع يده على
رأس الحسن
(عليه السلام)-
ثم ابني هذا- و
وضع يده على
رأس الحسين
(عليه السلام)-
ثم ابن له،
يقال له: علي،
و سيولد في
حياتك،
فأقرئه مني
السلام، ثم
تكملة اثني
عشر من ولد
محمد (صلى
الله عليه و آله).
__________________________________________________
14-
تفسير
العيّاشي 1: 14/ 2،
كتاب سليم بن
قيس: 63، شواهد
التنزيل 1: 35/ 41.
(1) الأعلى
87: 18، 19.
(2)
الحاقّة 69: 12.
(3) في
المصدر: أو لا
يكون.
(4) (عليّ)
ليس في «ط».
(5) (لي) ليس
في «ط».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 37
فقلت
له: بأبي أنت و
أمي، فسمهم
لي؟ فسماهم رجلا
رجلا، منهم- و
الله، يا أخا
بني هلال-
مهدي أمة محمد
(صلى الله
عليه و آله)
الذي يملأ
الأرض قسطا و
عدلا كما ملئت
جورا و ظلما- و
الله- إني
لأعرف من
يبايعه بين
الركن و
المقام، و
أعرف أسماء
آبائهم و قبائلهم».
109/ [15]-
عن سلمة بن
كهيل، عمن
حدثه، عن علي
(عليه السلام)،
قال: «لو
استقامت لي
الإمرة و
كسرت- أو ثنيت-
لي الوسادة
لحكمت لأهل
التوراة بما
أنزل الله في
التوراة، حتى
تذهب إلى الله
أني قد حكمت
بما أنزل الله
فيها، و لحكمت
لأهل الإنجيل
بما أنزل الله
في الإنجيل،
حتى يذهب إلى
الله أني قد
حكمت بما أنزل
الله فيه، و
لحكمت في أهل
القرآن بما
أنزل الله في
القرآن، حتى
يذهب إلى الله
أني قد حكمت
بما أنزل الله
فيه».
110/ [16]-
عن أيوب بن
الحر، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
قلت له:
الأئمة بعضهم
أعلم من بعض؟
قال:
«نعم، و
علمهم
بالحلال و
الحرام و تفسير
القرآن واحد».
111/ [17]-
عن حفص بن قرط
الجهني، عن
جعفر بن محمد
الصادق (عليه
السلام)، قال:
سمعته يقول:
«كان علي (عليه
السلام)، صاحب
حلال و حرام و
علم بالقرآن،
و نحن على منهاجه».
112/ [18]-
عن السكوني،
عن جعفر، عن
أبيه، عن جده،
عن أبيه
(عليهم
السلام)، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله): «إن
فيكم من يقاتل
على تأويل
القرآن- كما
قاتلت على
تنزيله- و هو
علي بن أبي
طالب (عليه
السلام)».
113/ [19]
عن
بشير الدهان،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام)،
يقول: «إن الله
فرض طاعتنا في
كتابه فلا يسع
الناس جهلها،
لنا صفو
المال، و لنا
الأنفال، و
لنا كرائم
القرآن، و لا
أقول لكم إنا
أصحاب الغيب،
و نعلم كتاب
الله، و كتاب
الله يحتمل كل
شيء، إن الله
أعلمنا علما
لا يعلمه أحد
غيره، و علما
قد أعلمه
ملائكته و
رسله، فما
علمته
ملائكته و
رسله فنحن
نعلمه».
114/ [20]-
عن مرازم،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«إنا أهل بيت
لم يزل الله
يبعث فينا من
يعلم كتابه من
أوله إلى
آخره، و إن
عندنا من حلال
الله و حرامه
ما يسعنا من
كتمانه، ما
نستطيع أن نحدث
به أحدا».
115/ [21]-
عن الحكم بن
عتيبة، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام) لرجل
من أهل
الكوفة- و
سأله عن شيء-: «لو
__________________________________________________
15-
تفسير
العيّاشي 1: 15/ 3،
فرائد
السمطين 1: 338/ 261،
ينابيع
المودّة: 70 و 72 و
120، انظر إحقاق
الحقّ 7: 579. [.....]
16-
تفسير
العيّاشي 1: 15/ 4.
17-
تفسير
العيّاشي 1: 15/ 5.
18-
تفسير
العيّاشي 1: 15/ 6،
مناقب ابن
المغازلي: 298/ 341،
كنزل العمال 11:
613/ 32967.
19-
تفسير
العيّاشي 1: 16/ 7.
20-
تفسير
العيّاشي 1: 61/ 8.
21-
تفسير
العيّاشي 1: 61/ 9.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 38
لقيتك
بالمدينة
لأرينك «1» أثر
جبرئيل في
دورنا، و نزوله
على جدي
بالوحي و
القرآن و
العلم، فيستسقي
الناس العلم
من عندنا
فيهدون هم، و
ضللنا نحن؟!
هذا محال».
116/ [22]-
عن يوسف بن
السخت
البصري، قال:
رأيت التوقيع
بخط محمد بن
الحسن بن علي،
«2» فكان فيه:
«الذي يجب
عليكم و لكم
أن تقولوا:
إنا قدوة الله
و أئمته، و خلفاء
الله في أرضه،
و أمناؤه على
خلقه، و حججه
في بلاده،
نعرف الحلال و
الحرام، و
نعرف تأويل
الكتاب، و فصل
الخطاب».
117/ [23]-
عن ثوير بن
أبي فاختة، عن
أبيه، قال:
قال علي (عليه
السلام): «ما
بين اللوحين
شيء إلا و
أنا أعلمه».
118/ [24]-
عن سليمان
الأعمش، عن أبيه،
قال: قال علي
(عليه السلام):
«ما نزلت آية
إلا و أنا
علمت فيمن
أنزلت، و أين
أنزلت، و على
من نزلت، إن
ربي وهب لي
قلبا عقولا و
لسانا طلقا».
119/ [25]-
عن أبي
الصباح، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «إن
الله علم نبيه
(صلى الله
عليه و آله) التنزيل
و التأويل،
فعلمه رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) عليا
(عليه السلام)».
120/ [26]-
سعد بن
عبدالله: عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، عن الحسين
بن سعيد، و
محمد بن خالد
البرقي، عن النضر
بن سويد، عن
يحيى بن عمران
الحلبي، عن
أيوب بن الحر،
عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)- أو عمن
رواه- عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
قلنا له:
الأئمة بعضهم
أعلم من بعض؟
فقال: «نعم، و
علمهم
بالحلال و
الحرام و
تفسير القرآن
واحد».
__________________________________________________
22-
تفسير
العيّاشي 1: 16/ 10.
23-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 11،
شواهد التنزيل
1: 36/ 42 و 43، انظر
إحقاق الحقّ 7: 633.
24-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 12،
شواهد
التنزيل 1: 33/ 38،
مناقب الخوارزمي:
46، أنساب
الأشراف 2: 98/ 27،
الصواعق المحرقة:
127/ الفصل
الرابع، أنظر
إحقاق الحقّ 7: 581
و 584.
25-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 13.
26-
مختصر بصائر
الدرجات: 5.
(1) في
المصدر:
لأريتك.
(2) في «س»:
محمّد بن
عليّ، و في
المصدر: محمّد
بن محمّد بن
عليّ، و في «ط»:
محمّد بن
محمّد بن الحسن
بن عليّ، و
الظاهر ما
أثبتناه هو
الصواب، و هو
الحجّة
المنتظر (عليه
السّلام).
البرهان في
تفسير القرآن،
ج1، ص: 39
6-
باب في النهي
عن تفسير
القرآن
بالرأي، و النهي
عن الجدال
فيه
121/ [1]-
محمد بن علي
بن بابويه في
(الغيبة)، قال:
حدثنا محمد بن
علي ماجيلويه
(رضي الله
عنه)، قال:
حدثني
عمي محمد بن
أبي القاسم
(رحمه الله)،
عن محمد بن
علي الصيرفي
الكوفي، عن محمد
بن سنان، عن
المفضل بن
عمر، عن جابر
بن يزيد
الجعفي، عن
سعيد بن
المسيب، عن
عبد الرحمن بن
سمرة، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«لعن الله
المجادلين في
دين الله على
لسان سبعين
نبيا، و من
جادل في آيات
الله فقد كفر،
قال الله عز و
جل: ما
يُجادِلُ فِي
آياتِ
اللَّهِ
إِلَّا
الَّذِينَ
كَفَرُوا
فَلا
يَغْرُرْكَ
تَقَلُّبُهُمْ
فِي الْبِلادِ
«1» و من فسر
القرآن برأيه
فقد افترى على
الله الكذب، و
من أفتى بغير
علم لعنته
ملائكة السماء
و الأرض، كل
بدعة ضلالة، و
كل ضلالة سبيلها
إلى النار».
قال
عبدالرحمن بن
سمرة: فقلت: يا
رسول الله،
أرشدني إلى
النجاة، فقال:
«يا بن سمرة،
إذا اختلفت
الأهواء، و
تفرقت الآراء،
فعليك بعلي بن
أبي طالب،
فإنه إمام
أمتي، و
خليفتي عليهم
من بعدي، و هو
الفاروق الذي
يتميز به بين
الحق و
الباطل، من
سأله أجابه، و
من استرشده
أرشده، و من
طلب الحق عنده
وجده، و من
التمس الهدى
لديه صادفه، و
من لجأ إليه
أمنه، و من
استمسك به
أنجاه، و من
اقتدى به
هداه.
يا
بن سمرة، سلم
منكم من سلم
له و والاه، و
هلك من رد
عليه و عاداه-
يا بن سمرة- إن
عليا مني روحه
من روحي، و
طينته من
طينتي، و هو
أخي و أنا أخوه،
و هو زوج
ابنتي- فاطمة
سيدة نساء
العالمين من
الأولين و
الآخرين- و إن
منه إمامي
أمتي و ابني و
سيدي شباب أهل
الجنة الحسن و
الحسين و تسعة
من ولد
الحسين،
تاسعهم قائم
أمتي يملأ
الأرض قسطا و
عدلا كما ملئت
جورا و ظلما».
122/ [2]-
محمد بن
يعقوب: عن عدة
من أصحابنا،
عن أحمد بن
محمد بن خالد،
عن الحسن بن
علي الوشاء،
عن أبان الأحمر،
عن زياد بن
أبي رجاء، عن
أبي جعفر
(عليه السلام)،
قال: «ما علمتم
فقولوا، و ما
لم تعلموا
__________________________________________________
1-
كمال الدّين و
تمام النعمة: 256/
1. [.....]
2-
الكافي 1: 33/ 4.
(1) المؤمن
40: 4.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 40
فقولوا:
الله أعلم، إن
الرجل لينتزع
الآية من القرآن
يخر فيها أبعد
ما بين السماء
و الأرض».
123/ [3]-
عنه: عن عدة من
أصحابنا، عن
أحمد بن محمد
بن خالد، عن
أبيه، عن محمد
بن سنان، عن
زيد الشحام،
قال: دخل
قتادة بن
دعامة «1» على
أبي جعفر
(عليه
السلام)،
فقال: «يا
قتادة، أنت
فقيه أهل البصرة؟».
فقال:
هكذا
يزعمون.
قال
أبو جعفر
(عليه السلام):
«بلغني أنك
تفسر القرآن؟».
قال له قتادة:
نعم.
[فقال له
أبو جعفر
(عليه السلام):
«بعلم تفسره،
أم جهل؟». قال:
لا، بعلم].
فقال
له أبو جعفر
(عليه السلام):
«فإن كنت
تفسره بعلم
فأنت أنت، و
أنا أسألك».
قال قتادة: سل.
قال:
«أخبرني عن
قول الله عز و
جل في سبأ: وَ
قَدَّرْنا
فِيهَا
السَّيْرَ
سِيرُوا
فِيها لَيالِيَ
وَ أَيَّاماً
آمِنِينَ». «2»
فقال
قتادة: ذاك من
خرج من بيته
بزاد حلال و
راحلة و كراء
حلال، يريد
هذا البيت،
كان آمنا حتى
يرجع إلى
أهله.
فقال
له أبو جعفر
(عليه السلام):
«ناشدتك الله-
يا قتادة- هل
تعلم أنه قد
يخرج الرجل من
بيته بزاد
حلال و راحلة
و كراء حلال
يريد هذا
البيت، فيقطع
عليه الطريق
فتذهب نفقته،
و يضرب مع ذلك
ضربة فيها
اجتياحه؟».
قال
قتادة: اللهم
نعم.
فقال
أبو جعفر
(عليه السلام):
«و يحك- يا
قتادة- إن كنت
إنما فسرت
القرآن من
تلقاء نفسك،
فقد هلكت و
أهلكت، و إن
كنت قد أخذته
من الرجال فقد
هلكت و أهلكت،
ويحك- يا
قتادة- ذلك من
خرج من بيته بزاد
و راحلة و
كراء حلال يروم
هذا البيت
عارفا بحقنا
يهوانا قلبه،
كما قال الله
عز و جل:
فَاجْعَلْ
أَفْئِدَةً
مِنَ
النَّاسِ
تَهْوِي
إِلَيْهِمْ «3»
و لم يعن البيت
فيقول: إليه،
فنحن و الله
دعوة إبراهيم
(عليه السلام)
التي من
يهوانا قبلت
حجته، و إلا فلا-
يا قتادة-
فإذا كان كذلك
كان آمنا من
عذاب جهنم يوم
القيامة».
قال
قتادة: لا جرم-
و الله- لا
فسرتها إلا
هكذا.
فقال
أبو جعفر
(عليه السلام):
«و يحك- يا
قتادة- إنما
يعرف القرآن
من خوطب به».
124/ [4]-
محمد بن علي
بن بابويه،
قال: حدثنا
محمد بن موسى
بن المتوكل،
قال: حدثنا
علي بن
إبراهيم ابن
هاشم، عن
أبيه، عن
الريان بن
الصلت، عن علي
بن موسى الرضا،
عن أبيه، عن
آبائه، عن
أمير
المؤمنين (عليهم
السلام): «قال
الله جل
جلاله: ما آمن
بي من فسر
برأيه كلامي،
و ما عرفني من
شبهني بخلقي، و
ما على
__________________________________________________
3-
الكافي 8: 311/ 485.
4-
عيون أخبار
الرضا (عليه
السّلام) 1: 116/ 4.
(1) قال
أحمد بن حنبل:
قتادة أحفظ
أهل البصرة. و
كان مع علمه
بالحديث،
رأسا في
العربية و مفردات
اللّغة و
أيّام العرب و
النسب. توفّي
بمدينة واسط
بسبب
الطاعون، و هو
ابن ستّ أو
سبع و خمسين
سنة. الجرح و
التعديل 7: 133 و
أعلام
الزركلي 6: 27.
(2) سبأ 34: 18.
(3)
إبراهيم 14: 37.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 41
ديني
من استعمل
القياس في
ديني».
125/ [5]-
عنه، قال:
حدثنا أبو
الحسن علي بن
عبدالله الأسواري
المذكر، قال:
حدثنا أبو
يوسف أحمد بن
محمد بن قيس
السجزي
المذكر، قال:
حدثنا أبو
يعقوب، قال:
حدثنا علي بن
خشرم، قال:
حدثنا عيسى،
عن أبي عبيدة،
عن محمد بن
كعب، قال: قال
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إنما أتخوف
على أمتي من
بعدي ثلاث
خصال: أن
يتأولوا
القرآن على
غير تأويله،
أو يتبعوا زلة
العالم، أو
يظهر فيهم
المال حتى
يطغوا و
يبطروا، و
سأنبئكم
المخرج من ذلك
أما القرآن
فاعملوا
بمحكمه و
آمنوا
بمتشابهه، و
أما العالم
فانتظروا
فيئته «1» و لا
تتبعوا زلته،
و أما المال فإن
المخرج منه
شكر النعمة و
أداء حقه».
126/ [6]- و
عنه: عن أحمد
بن الحسن
القطان (رحمه
الله) قال:
حدثنا أحمد بن
يحيى، عن بكر
بن عبدالله بن
حبيب، قال:
حدثني أحمد بن
يعقوب بن مطر،
قال: حدثني
محمد بن الحسن
بن عبد العزيز
الأحدب
الجنديسابوري،
قال: وجدت في
كتاب أبي بخطه:
حدثنا طلحة بن
زيد، عن
عبدالله بن
عبيد «2»، عن أبي
معمر
السعداني، أن
رجلا قال له
أمير
المؤمنين علي
بن أبي طالب
(عليه السلام):
«إياك أن تفسر
القرآن برأيك
حتى تفقهه عن
العلماء،
فإنه رب تنزيل
يشبه كلام
البشر، و هو
كلام الله، و
تأويله لا
يشبه كلام
البشر، كما
ليس شيء من
خلقه يشبهه،
كذلك لا يشبه
فعله تبارك و
تعالى شيئا من
أفعال البشر،
و لا يشبه
شيء من كلامه
كلام البشر، و
كلام الله
تبارك و تعالى
صفته، و كلام
البشر أفعالهم،
فلا تشبه كلام
الله بكلام
البشر فتهلك و
تضل».
127/]-
العياشي: عن
زرارة، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
«ليس شيء
أبعد من عقول
الرجال من
تفسير القرآن،
إن الآية ينزل
أولها في
شيء، و
أوسطها في
شيء، و آخرها
في شيء»، ثم
قال: «إِنَّما
يُرِيدُ
اللَّهُ لِيُذْهِبَ
عَنْكُمُ
الرِّجْسَ
أَهْلَ
الْبَيْتِ وَ
يُطَهِّرَكُمْ
تَطْهِيراً «3»
من ميلاد
الجاهلية».
128/ [8]-
عن جابر، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «يا
جابر، إن للقرآن
بطنا، و للبطن
ظهرا».
ثم
قال: «يا جابر،
و ليس شيء
أبعد من عقول
الرجال منه،
إن الآية
لينزل أولها
في شيء، و
أوسطها في
شيء، و آخرها
في شيء، و هو
كلام متصل يتصرف
«4» على وجوه».
__________________________________________________
5-
الخصال: 164/ 216.
6- التّوحيد:
264/ 5.
7-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 1.
8-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 2.
(1)
الفيئة: بكسر
الفاء،
الحالة من
الرجوع عن
الشّيء الذي
يكون قد لا
بسه الإنسان و
باشره. «لسان
العرب- فيأ- 1: 125». و
في «س»: فانظروا
فتنته.
(2) في
المصدر:
حدّثنا طلحة
بن يزيد، عن
عبيد اللّه بن
عبيد.
(3)
الأحزاب 33: 33. و
أوّل هذه
الآية في نساء
النبيّ (صلى
اللّه عليه و
آله)، و
أوسطها في
إقامة الصلاة
و إيتاء
الزكاة، و
آخرها في
تطهير أهل
البيت و
عصمتهم (عليهم
السّلام). [.....]
(4) في «ط»:
ينصرف.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 42
129/ [9]-
عن هشام بن
سالم، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام) «1»، قال:
«من فسر
القرآن برأيه
فأصاب لم
يؤجر، و إن
أخطأ كان إثمه
عليه».
130/ [10]-
عن أبي
الجارود، قال:
قال أبو جعفر
(عليه السلام):
«ما علمتم
فقولوا، و ما
لم تعلموا
فقولوا: الله
أعلم، فإن
الرجل ينزع
بالآية فيخر
بها أبعد ما بين
السماء و
الأرض».
131/ [11]-
عن أبي بصير،
عن أبي عبد
الله (عليه
السلام)، قال:
«من فسر
القرآن
برأيه، إن
أصاب لم يؤجر،
و إن أخطأ فهو
أبعد من
السماء».
132/ [12]-
عن عبدالرحمن
بن الحجاج،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام)،
يقول: ليس «2»
أبعد من عقول
الرجال من القرآن».
133/ [13]-
عن عمار بن
موسى، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام) قال:
سئل عن
الحكومة؟ قال:
«من حكم برأيه
بين اثنين فقد
كفر، و من فسر
برأيه آية من
كتاب الله فقد
كفر».
134/ [14]-
عن زرارة، عن
أبي جعفر
(عليه السلام)،
قال: «إياكم و
الخصومة،
فإنها تحبط
العمل، و تمحق
الدين، و إن
أحدكم لينزع
بالآية يقع
فيها أبعد من
السماء».
135/ [15]-
عن القاسم «3» بن
سليمان، عن
أبي عبدالله
(عليه
السلام)، قال:
«قال أبي (عليه
السلام): ما
ضرب رجل «4»
القرآن بعضه
ببعض إلا كفر».
136/ [16]-
عن يعقوب بن
يزيد، عن
ياسر، عن أبي
الحسن الرضا
(عليه
السلام)،
يقول: «المراء
في كتاب الله
كفر». «5»
__________________________________________________
9-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 2.
10-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 3.
11-
تفسير
العيّاشي 1: 17/ 4.
12-
تفسير العيّاشي
1: 17/ 5.
13-
تفسير
العيّاشي 1: 18/ 6.
14-
تفسير
العيّاشي 1: 18/ 1.
15-
تفسير
العيّاشي 1: 18/ 2.
16-
تفسير
العيّاشي 1: 18/ 3.
(1) في «س» و
«ط»: عن أبي جعفر
(عليه
السّلام).
(2) في «ط»: ما.
(3) في
المصدر:
المعمّر، و هو
تحريف صوابه ما
في المتن،
راجع جامع
الرواة 2: 17،
معجم رجال
الحديث 14: 20.
(4) في «ط»: ما
من رجل ضرب.
(5)
المراء:
الجدال، قال
الطّريحي:
قيل: إنّما
سمّاه كفرا
لأنّه من عمل
الكفّار، أو
لأنّه يفضي
بصاحبه إلى
الكفر إذا
عاند صاحب
الذي يماريه
على الحقّ،
لأنّه لا بدّ
أن يكون أحد الرجلين،
محقّا و الآخر
مبطلا، و من
جعل كتاب
اللّه سناد
باطله فقد
كفر، مع
احتمال أن
يراد بالمراء
الشكّ، و من
المعلوم أنّ
الشكّ فيه
كفر. «مجمع
البحرين- مرا- 1:
390». [.....]
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 43
137/ [17]-
عن داود بن
فرقد، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«لا تقولوا
لكل آية هذه رجل
و هذه رجل، إن
من القرآن
حلالا و منه
حراما، و فيه
نبأ من قبلكم،
و خبر من
بعدكم، و حكم
ما بينكم،
فهكذا هو.
كان
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
مفوض فيه إن
شاء فعل
الشيء، و إن
شاء ترك، حتى
إذا فرضت فرائضه،
و خمست
أخماسه، حق
على الناس أن
يأخذوا به،
لأن الله قال:
ما آتاكُمُ
الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَ
ما نَهاكُمْ
عَنْهُ
فَانْتَهُوا».
«1»
138/ [18]-
محمد بن
يعقوب: عن
محمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد،
عن الحسين بن
سعيد، عن
النضر ابن
سويد، عن
القاسم بن
سليمان، عن
أبي عبدالله
(عليه
السلام)، قال:
«قال أبي (عليه
السلام): ما
ضرب رجل
القرآن بعضه
ببعض إلا كفر».
قلت:
ذكر محمد بن
علي بن بابويه
في كتاب
(معاني الأخبار)
عن بعض
العلماء «2» في
معنى هذا
الحديث:
هو
أن يفسر آية
بتفسير آية
أخرى. «3»
__________________________________________________
17-
تفسير
العيّاشي 1: 18/ 4.
18-
الكافي 2: 462/ 17.
(1) الحشر 59: 7.
(2) في «ط»:
الفقهاء.
(3) معاني
الأخبار: 190/ 1.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 44
7-
باب في أن
القرآن له ظهر
و بطن، و عام و
خاص، و محكم و
متشابه، و
ناسخ و منسوخ،
و النبي (صلى
الله عليه و
آله) و أهل
بيته (عليهم
السلام)
يعلمون ذلك، و
هم الراسخون
في العلم
139/ [1]-
محمد بن الحسن
الصفار: عن
محمد بن عبد
الجبار، عن
محمد بن
إسماعيل، عن
منصور، عن ابن
أذينة، عن
الفضيل بن
يسار، قال:
سألت أبا جعفر
(عليه السلام)
عن هذه
الرواية: «ما
من آية إلا و
لها ظهر و بطن» «1»
فقال:
«ظهر و
بطن هو تأويله
منه ما قد
مضى، و منه ما
لم يجيء،
يجري كما تجري
الشمس و
القمر، كلما
جاء فيه تأويل
شيء منه يكون
على الأموات
كما يكون على
الأحياء، قال
الله تبارك و
تعالى: وَ ما
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ
إِلَّا
اللَّهُ وَ
الرَّاسِخُونَ
فِي
الْعِلْمِ «2»
نحن نعلمه».
140/ [2]- و
عنه: عن محمد
بن الحسين، عن
وهيب «3» بن حفص،
عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
سمعته يقول: «إن
القرآن فيه
محكم و
متشابه، فأما
المحكم فيؤمن
به و يعمل، «4» و
أما المتشابه
فيؤمن «5» به و لا
يعمل «6» به، و هو
قول الله
تبارك و تعالى:
فَأَمَّا
الَّذِينَ
فِي
قُلُوبِهِمْ
زَيْغٌ
فَيَتَّبِعُونَ
ما تَشابَهَ
مِنْهُ ابْتِغاءَ
الْفِتْنَةِ
وَ ابْتِغاءَ
تَأْوِيلِهِ
وَ ما
يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ
إِلَّا اللَّهُ
وَ
الرَّاسِخُونَ
فِي
الْعِلْمِ».»
__________________________________________________
1-
بصائر
الدرجات: 223/ 2.
2-
بصائر
الدرجات: 223/ 3.
(1) في
المصدر زيادة:
و ما فيه حرف
إلّا و له حدّ
يطلع، ما يعني
بقوله: لها
ظهر و بطن.
(2) آل
عمران 3: 7.
(3) في
المصدر: وهب. و
لعلّ الصواب
ما أثبتناه.
راجع معجم
رجال الحديث 19: 206
و 215.
(4) في
المصدر: فنؤمن
به فنعمل به و
ندين به.
(5) في
المصدر:
فنؤمن.
(6) في
المصدر: و لا
نعمل.
(7) آل
عمران 3: 7. [.....]
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 45
141/ [3]-
[حدثنا
إبراهيم بن
إسحاق، عن
عبدالله بن
حماد، عن بريد
بن معاوية العجلي،
عن أحدهما
(عليهما
السلام)، في
قول الله
تعالى: وَ ما
يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ
إِلَّا اللَّهُ
وَ
الرَّاسِخُونَ
فِي
الْعِلْمِ]. «1»
قال:
«رسول الله
(صلى الله
عليه و آله) و
أهل بيته «2»
أفضل
الراسخين في
العلم، قد
علمه الله
جميع ما أنزل
عليه من
التنزيل و التأويل،
و ما كان الله
لينزل عليه
شيئا لم يعلمه
تأويله، و
أوصياؤه من
بعده يعلمونه
كله، و الذين
لا يعلمون
تأويله إذا
قال العالم
فيه بعلم
فأجابهم الله:
يَقُولُونَ
آمَنَّا بِهِ
كُلٌّ مِنْ
عِنْدِ
رَبِّنا «3»
فالقرآن: عام،
و خاص، و
محكم، و
متشابه، و
ناسخ، و منسوخ،
و الراسخون في
العلم
يعلمونه».
142/ [4]- و
عنه: عن يعقوب
بن يزيد، عن
ابن أبي عمير،
عن سيف بن
عميرة، عن أبي
الصباح
الكناني، قال:
قال
أبو عبدالله
(عليه السلام):
«يا أبا
الصباح، نحن
قوم فرض الله
طاعتنا، لنا
الأنفال و لنا
صفو المال، و
نحن الراسخون
في العلم، و نحن
المحسودون
الذين قال
الله: أَمْ
يَحْسُدُونَ
النَّاسَ
عَلى ما
آتاهُمُ
اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ». «4»
143/ [5]- و
عنه: عن محمد
بن خالد، «5» عن
سيف بن عميرة،
عن أبي بصير،
قال: قال أبو
جعفر (عليه
السلام): «نحن الراسخون
في العلم، و
نحن نعلم
تأويله».
144/ [6]-
العياشي: عن
أبي محمد
الهمداني، عن
رجل، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
سألته عن الناسخ
و المنسوخ، و
المحكم و
المتشابه،
فقال: «الناسخ
الثابت، و
المنسوخ ما
مضى، و المحكم
ما يعمل به، و
المتشابه
الذي يشبه
بعضه بعضا».
145/ [7]-
عن جابر، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «يا
جابر، إن
للقرآن بطنا،
و للبطن ظهرا».
ثم
قال: «يا جابر،
و ليس شيء
أبعد من عقول
الرجال منه،
إن الآية
لينزل أولها
في شيء، و
أوسطها في
شيء، و آخرها
في شيء، و هو
كلام متصل يتصرف
على وجوه».
146/ [8]-
عن زرارة، عن
أبي جعفر
(عليه
السلام)، قال:
«نزل القرآن
ناسخا و
منسوخا».
__________________________________________________
3-
بصائر
الدرجات: 224/ 8.
4-
بصائر
الدرجات: 222/ 1.
5-
بصائر
الدرجات: 224/ 7.
6-
تفسير
العيّاشي 1: 10/ 1.
7-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 2.
8-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 3.
(1) آل
عمران 3: 7.
(2) (و أهل
بيته) ليس في
المصدر.
(3) آل
عمران 3: 7.
(4)
النّساء 4: 54.
(5) في
المصدر: أحمد
بن محمّد بن
خالد، و الظاهر
أنّه: أحمد بن
محمّد، عن
محمّد خالد،
كما في عدّة
موارد من
المصدر. و ما
في المتن صحيح
أيضا لأنّه من
مشايخ
الصفّار. راجع
معجم رجال
الحديث 15: 257 و 16: 63.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 46
147/ [9]-
عن حمران بن
أعين، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
«ظهر القرآن
الذين نزل
فيهم، و بطنه
الذين عملوا
بمثل
أعمالهم».
148/ [10]-
عن الفضيل بن
يسار، قال:
سألت أبا جعفر
(عليه السلام)
عن هذه
الرواية: «ما
في القرآن آية
إلا و لها ظهر
و بطن، و ما
فيه حرف إلا و
له حد، و لكل حد
مطلع». ما يعني
بقوله: «لها
ظهر و بطن؟».
فقال:
«ظهره
[تنزيله]، و
بطنه تأويله،
منه ما مضى، و
منه ما لم يكن
بعد، يجري كما
تجري الشمس و
القمر، كلما
جاء منه شيء
وقع، قال الله
تعالى: وَ ما
يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ
إِلَّا
اللَّهُ وَ
الرَّاسِخُونَ
فِي
الْعِلْمِ «1»
نحن نعلمه».
149/ [11]-
عن أبي بصير،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«إن القرآن
فيه محكم و
متشابه، فأما
المحكم فنؤمن
به و نعمل به،
و ندين به، و
أما المتشابه
فنؤمن به و لا
نعمل به».
150/ [12]-
عن مسعدة بن
صدقة، قال:
سألت أبا
عبدالله (عليه
السلام) عن
الناسخ و
المنسوخ، و
المحكم و المتشابه؟
قال: «الناسخ
الثابت
المعمول به، و
المنسوخ ما قد
كان يعمل به
ثم جاء ما
نسخه، و
المتشابه ما
اشتبه على
جاهله».
151/ [13]-
عن جابر، قال:
سألت أبا جعفر
(عليه السلام)
عن شيء في
تفسير القرآن
فأجابني، ثم
سألته ثانية
فأجابني
بجواب آخر،
فقلت: جعلت
فداك، كنت أجبت
في هذه
المسألة
بجواب غير هذا
قبل اليوم؟!
فقال لي:
«يا
جابر، إن للقرآن
بطنا، و للبطن
بطنا و ظهرا،
و للظهر «2» ظهرا-
يا جابر- و ليس
شيء أبعد من
عقول الرجال
من تفسير
القرآن، إن
الآية ليكون
أولها في شيء
و أوسطها في
شيء و آخرها
في شيء، و هو
كلام متصل
يتصرف على
وجوه».
152/ [14]-
عن أبي عبد
الرحمن
السلمي، أن
عليا (عليه السلام)
مر على قاض
فقال: «هل تعرف
الناسخ من
المنسوخ؟»
فقال: لا،
فقال: «هلكت و
أهلكت، تأويل
كل حرف من
القرآن على
وجوه».
153/ [15]-
عن إبراهيم بن
عمر، قال: قال
أبو عبدالله
(عليه السلام):
«إن في القرآن
ما مضى و ما
يحدث و ما هو
كائن، كانت
فيه أسماء
الرجال
فألقيت، و
إنما الاسم
الواحد منه في
وجوه لا تحصى،
يعرف ذلك
الوصاة».
__________________________________________________
9-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 4.
10-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 5.
11-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 6. [.....]
12-
تفسير
العيّاشي 1: 11/ 7.
13-
تفسير
العيّاشي 1: 12/ 8.
14-
تفسير
العيّاشي 1: 12/ 9.
15-
تفسير
العيّاشي 1: 12/ 10.
(1) آل
عمران 3: 7.
(2) (بطنا و
ظهرا و للظهر)
ليس في
المصدر.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 47
154/ [16]-
عن حماد بن
عثمان، قال:
قلت لأبي
عبدالله (عليه
السلام): إن
الأحاديث
تختلف عنكم؟
قال: فقال:
«إن
القرآن نزل
على سبعة أحرف
«1»، و أدنى [ما]
للإمام أن
يفتي على سبعة
وجوه- ثم قال-:
هذا عَطاؤُنا
فَامْنُنْ
أَوْ
أَمْسِكْ
بِغَيْرِ
حِسابٍ». «2»
155/ [17]-
محمد بن
يعقوب: عن
الحسين بن
محمد، عن
المعلى «3» بن
محمد، عن
الوشاء، عن
جميل بن دراج،
عن محمد بن
مسلم، عن
زرارة، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
«إن القرآن واحد،
نزل من عند
واحد، و لكن
الاختلاف
يجيء من قبل
الرواة».
156/ [18]-
عنه: عن علي بن
إبراهيم، عن
أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن
عمر بن أذينة،
عن الفضيل بن
يسار، قال:
قلت لأبي
عبدالله (عليه
السلام): إن
الناس يقولون:
إن القرآن نزل
على سبعة
أحرف؟ فقال:
«كذبوا أعداء
الله، و لكنه
نزل على حرف
واحد، من عند
الواحد».
157/ [19]- و
من طريق
الجمهور: من
كتاب (حلية
الأولياء) يرفعه
إلى عبدالله
بن مسعود أنه
قال: «القرآن نزل
«4» على سبعة أحرف،
ما منها حرف
إلا و له ظهر و
بطن، و إن علي
بن أبي طالب
عنده منه علم
الظاهر و
الباطن».
__________________________________________________
16-
تفسير
العيّاشي 1: 12/ 11.
17-
الكافي 2: 461/ 12.
18-
الكافي 2: 461/ 13.
19-
حيلة
الأولياء 1: 65،
النور
المشتعل: 21/ 1،
فرائد
السمطين 1: 355/ 281،
ترجمة الإمام
عليّ (عليه
السّلام) من
تاريخ ابن
عساكر 3: 32/ 1057،
ينابيع المودّة
70 و 373.
(1) أحرف:
جمع حرف، و قد
اختلفوا في
معناه على
أقوال، فقيل:
المراد
بالحرف
الإعراب، و قيل:
الكيفيّات، و
قيل: إنّها
وجوه القراءة
التي اختارها
القرّاء.
«مجمع
البحرين- حرف- 5:
36».
(2) سورة ص 38:
39.
(3) في
المصدر: عليّ،
و الظاهر أنّه
تصحيف، كما
أشار لذلك في
جامع الرواة 2:
251، معجم رجال الحديث
23: 167.
(4) في
المصدر: إنّ
القرآن أنزل.
[.....]
البرهان في
تفسير القرآن،
ج1، ص: 48
8-
باب في ما نزل
عليه القرآن
من الأقسام
158/ [1]-
محمد بن
يعقوب: عن عدة
من أصحابنا،
عن سهل بن زياد
و علي بن
إبراهيم، عن
أبيه جميعا،
عن ابن محبوب،
عن أبي حمزة،
عن أبي يحيى،
عن الأصبغ بن
نباتة، قال:
سمعت أمير
المؤمنين (عليه
السلام)،
يقول: «أنزل «1»
القرآن
أثلاثا: ثلث فينا
و في عدونا، و
ثلث سنن و
أمثال، و ثلث
فرائض و
أحكام».
159/ [2]- و
عنه: عن عدة من
أصحابنا، عن
أحمد بن محمد،
عن الحجال، عن
علي بن عقبة،
عن داود بن
فرقد، عمن
ذكره، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«إن القرآن
نزل أربعة
أرباع: ربع
حلال، و ربع
حرام، و ربع
سنن و أحكام،
و ربع خبر ما
كان قبلكم، و
نبأ ما يكون
بعدكم، و فصل
ما بينكم».
160/ [3]- و
عنه: عن أبي
علي الأشعري،
عن محمد بن
عبد الجبار،
عن صفوان، عن
إسحاق بن
عمار، عن أبي
بصير، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، قال:
«نزل القرآن
أربعة أرباع:
ربع فينا، و
ربع في عدونا،
و ربع سنن و
أمثال، و ربع
فرائض و
أحكام».
161/]-
العياشي: عن
أبي الجارود،
قال: سمعت أبا
جعفر (عليه
السلام) يقول:
«نزل القرآن
على أربعة أرباع:
ربع فينا، و
ربع في عدونا،
و ربع في
فرائض و
أحكام، و ربع
سنن و أمثال. و
لنا كرائم
القرآن».
162/ [5]-
عن عبدالله بن
سنان، قال:
سألت أبا
عبدالله (عليه
السلام) عن
القرآن و
الفرقان؟ قال:
«القرآن: جملة
الكتاب، و
أخبار ما
يكون، و
الفرقان: المحكم
الذي يعمل به،
و كل محكم فهو
فرقان».
163/ [6]-
عن الأصبغ بن
نباتة، قال:
سمعت أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
يقول: «نزل
القرآن
أثلاثا: ثلث فينا
و في عدونا، و
ثلث سنن و
أمثال، و ثلث
فرائض و
أحكام».
__________________________________________________
1-
الكافي 2: 459/ 2،
شواهد
التنزيل 1: 44/ 59.
2- الكافي
2: 459/ 3.
3-
الكافي 2: 459/ 4،
شواهد
التنزيل 1: 43/ 57 و 58 و:
45/ 60 و: 46/ 65.
4-
تفسير
العيّاشي 1: 9/ 1،
تفسير الحبري:
233/ 2، النور المشتعل:
36- 38/ 9- 12.
5-
تفسير
العيّاشي 1: 9/ 2.
6-
تفسير
العيّاشي 1: 9/ 3،
شواهد
التنزيل 1: 44/ 59.
(1) في المصدر:
نزل.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 49
164/ [7]-
عن محمد بن
خالد الحجاج
الكرخي، عن
بعض أصحابه،
رفعه إلى
خيثمة، قال:
قال أبو جعفر
(عليه السلام):
«يا خيثمة،
القرآن نزل
أثلاثا: ثلث
فينا و في
أحبائنا، و
ثلث في
أعدائنا و عدو
من كان قبلنا،
و ثلث سنة و
مثل. و لو أن
الآية إذا نزلت
في قوم ثم مات
أولئك القوم
ماتت الآية،
لما بقي من
القرآن شيء،
و لكن القرآن
يجري أوله على
آخره ما دامت
السماوات و
الأرض، و لكل
قوم آية
يتلونها، هم
منها من خير
أو شر».
165/ [8]- و
من طريق
الجمهور: عن
ابن المغازلي،
عن ابن عباس،
عن النبي (صلى
الله عليه و
آله) أنه قال:
«إن القرآن
أربعة أرباع:
فربع فينا أهل
البيت خاصة، «1»
و ربع «2» حلال، و
ربع حرام، و
ربع فرائض و
أحكام و الله
أنزل فينا «3»
كرائم القرآن».
166/ [9]-
العياشي: عن
أبي بصير،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«إن القرآن
آمر و زاجر:
آمر بالجنة، و
يزجر عن
النار».
167/ [10]-
محمد بن
يعقوب: عن علي
بن إبراهيم،
عن أبيه، عن
ابن سنان- أو
عن غيره-، عمن
ذكره، قال:
سألت أبا
عبدالله (عليه
السلام) عن
القرآن و
الفرقان، أ
هما شيئان، أو
شيء واحد؟
فقال
(عليه السلام):
«القرآن جملة
الكتاب، و
الفرقان
المحكم
الواجب العمل
به».
168/ [11]-
عنه: عن حميد
بن زياد، عن
الحسن بن
محمد، عن وهيب
بن حفص، عن
أبي بصير،
قال:
سمعت
أبا عبدالله
(عليه السلام)
يقول: «إن القرآن
زاجر و آمر:
يأمر بالجنة،
و يزجر عن
النار».
__________________________________________________
7-
تفسير
العيّاشي 1: 10/ 7.
8-
مناقب ابن
المغازلي: 328/ 375،
النور
المشتعل: 38/ 12 و: 39/ 13.
9-
تفسير
العيّاشي 1: 10/ 6.
10-
الكافي 2: 461/ 11.
11-
الكافي 2: 439/ 9.
(1) في
المصدر زيادة:
و ربع في
أعدائنا.
(2) (ربع)
ليس في
المصدر. [.....]
(3) في
المصدر: في
عليّ (عليه
السّلام).
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 50
9-
باب في أن
القرآن نزل ب
(إياك أعني و
اسمعي يا جارة)
«1»
169/ [1]-
محمد بن
يعقوب: عن
محمد بن يحيى،
عن عبدالله بن
محمد، عن علي
بن الحكم، عن
عبدالله ابن
بكير، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام) قال:
«نزل القرآن ب
(إياك أعني و
اسمعي يا جارة)».
ثم
قال الكليني:
و في رواية
أخرى، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام) قال:
«معناه ما
عاتب الله عز
و جل به نبيه
(صلى الله
عليه و آله)
فهو يعني به
ما قد مضى في
القرآن، مثل
قوله: وَ لَوْ
لا أَنْ
ثَبَّتْناكَ
لَقَدْ
كِدْتَ
تَرْكَنُ
إِلَيْهِمْ
شَيْئاً قَلِيلًا
«2» عنى بذلك
غيره».
170/ [2]-
العياشي: عن
عبدالله بن
بكير، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«نزل القرآن ب
(إياك أعني و
اسمعي يا
جارة)».
171/ [3]-
عن ابن أبي
عمير، عمن
حدثه، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال: «ما
عاتب الله
نبيه فهو يعني
به من قد مضى
في القرآن،
مثل قوله: وَ
لَوْ لا أَنْ
ثَبَّتْناكَ لَقَدْ
كِدْتَ
تَرْكَنُ
إِلَيْهِمْ
شَيْئاً
قَلِيلًا «3»
عنى بذلك
غيره».
__________________________________________________
1-
الكافي 2: 461/ 14.
2-
تفسير
العيّاشي 1: 10/ 4.
3-
تفسير
العيّاشي 1: 10/ 5.
(1) مثل
يضرب لمن
يتكلم بكلام و
يريد به غيره.
«مجمع الأمثال
1: 49/ 187».
(2)
الإسراء 17: 74.
(3)
الإسراء 17: 74.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 51
10-
باب في ما عنى
به الأئمة
(عليهم
السلام) في
القرآن
172/ [1]-
العياشي: عن
ابن مسكان،
قال: قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «من لم
يعرف أمرنا من
القرآن لم يتنكب
الفتن». «1»
173/ [2]-
عن حنان بن
سدير، عن
أبيه، قال:
قال أبو جعفر (عليه
السلام): «يا
أبا الفضل، لنا
حق في كتاب
الله المحكم
من الله لو
محوه فقالوا:
ليس من عند
الله، أو لم
يعلموا، لكان
سواء». «2»
174/ [3]-
عن محمد بن
مسلم، قال:
قال أبو جعفر
(عليه السلام):
«يا محمد، إذا
سمعت الله ذكر
أحدا من هذه الأمة
بخير، فهم
نحن، و إذا
سمعت الله ذكر
قوما بسوء ممن
مضى، فهم
عدونا».
175/ [4]-
عن داود بن
فرقد، عمن
أخبره، عن أبي
عبد الله
(عليه
السلام)، قال:
«لو قرئ
القرآن كما
أنزل لألفيتنا
«3» فيه مسمين».
176/ [5]- و
قال سعيد بن
الحسين
الكندي، عن
أبي جعفر (عليه
السلام)- بعد
مسمين-: «كما
سمي من قبلنا».
177/ [6]-
عن ميسر، عن
أبي جعفر
(عليه
السلام)، قال:
«لو لا أن زيد
في كتاب الله
و نقص منه ما
خفي حقنا على
ذي الحجا، «4» و لو
قد قام قائمنا
فنطق صدقه
القرآن».
__________________________________________________
1-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 1.
2-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 2.
3-
تفسير العيّاشي
1: 13/ 3.
4-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 4.
5-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 5.
6-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 6.
(1) لم
يتنكب الفتن:
أي لا مخلص له
مها. «مجمع
البحرين- نكب- 2:
176». [.....]
(2) في
المصدر: سواه.
(3) ألفيت
الشيء:
وجدته.
«الصحاح- لفا- 6: 2484».
(4) الحجا:
العقل و
الفطنة، و
الجمع أحجاء.
«لسان العرب- حجا-
14: 165».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 52
178/ [7]-
عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي
جعفر (عليه
السلام)، عن
أبيه، عن جده،
قال: «قال أمير
المؤمنين (عليه
السلام):
سموهم بأحسن
أمثال القرآن
يعني عترة
النبي (صلى
الله عليه و
آله)، هذا عذب
فرات
فاشربوا، و
هذا ملح أجاج»
فاجتنبوا».
179/ [8]-
عن عمر بن
حنظلة، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام): عن
قول الله:
قُلْ كَفى
بِاللَّهِ
شَهِيداً
بَيْنِي وَ
بَيْنَكُمْ
وَ مَنْ
عِنْدَهُ عِلْمُ
الْكِتابِ «2»
فلما رآني
أتتبع هذا و
أشباهه من
الكتاب، قال:
«حسبك كل شيء
في الكتاب من
فاتحته إلى
خاتمته مثل هذا
فهو في الأئمة
عنى به».
180/ [9]- و
روى الشيخ
الكامل شرف
الدين النجفي
في كتاب
(تأويل الآيات
الباهرة في
فضائل العترة
الطاهرة قال:
ورد من طريق
العامة و
الخاصة الخبر
المأثور عن
عبدالله بن
عباس (رضي
الله عنه) أنه
قال: قال لي
أمير
المؤمنين
(عليه السلام):
«نزل القرآن
أرباعا: ربع
فينا، و ربع
في عدونا، و
ربع سنن و
أمثال، و ربع
فرائض و
أحكام، و لنا
كرائم
القرآن». و
كرائم القرآن
أحسنه «3» لقوله
تعالى: الَّذِينَ
يَسْتَمِعُونَ
الْقَوْلَ
فَيَتَّبِعُونَ
أَحْسَنَهُ «4»
و القول هو
القرآن.
181/ [10]-
قال: و يؤيد
هذا ما رواه
أبو جعفر
الطوسي بإسناده
إلى الفضل بن
شاذان، عن
داود بن كثير،
قال: قلت لأبي
عبدالله (عليه
السلام) أنتم
الصلاة في
كتاب الله عز
و جل، و أنتم
الزكاة، «5» و
أنتم الحج؟
فقال:
«يا داود، نحن
الصلاة في
كتاب الله عز
و جل، و نحن
الزكاة، و نحن
الصيام، و نحن
الحج، و نحن
الشهر
الحرام، و نحن
البلد
الحرام، و نحن
كعبة الله، و
نحن قبلة
الله، و نحن
وجه الله، قال
الله تعالى:
فَأَيْنَما
تُوَلُّوا
فَثَمَّ
وَجْهُ
اللَّهِ «6»، و
نحن الآيات، و
نحن البينات.
و
عدونا في كتاب
الله: الفحشاء
و المنكر و
البغي، و
الخمر و
الميسر، و
الأنصاب و
الأزلام، و
الأصنام و
الأوثان، و
الجبت و
الطاغوت، و
الميتة و الدم
و لحم
الخنزير.
يا
داود، إن الله
خلقنا، و أكرم
خلقنا، و فضلنا،
و جعلنا
أمناءه و
حفظته و خزانه
على ما في
السماوات و ما
في الأرض، و
جعل لنا أضدادا
و أعداء،
فسمانا في
كتابه و كنى
عن أسمائنا
بأحسن
الأسماء و
أحبها إليه،
تكنية عن
__________________________________________________
7-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 7.
8-
تفسير
العيّاشي 1: 13/ 8.
9-
تأويل الآيات
1: 18/ 1، تفسير
الحبري: 233/ 2،
شواهد
التنزيل 1: 43/ 57 و 58 و:
45/ 60.
10-
تأويل الآيات
1: 19/ 2.
(1) أجاج:
ملح مرّ.
«مختار
الصحاح- أجج-: 6».
(2) الرّعد
13: 43.
(3) في «ط»:
مجامعه و
أحسنه، و في
المصدر: محاسنه
و أحسنه.
(4) الزّمر
39: 18.
(5) في
المصدر زيادة:
و أنتم
الصيام.
(6) البقرة
2: 115.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 53
العدو،
و سمى أضدادنا
و أعداءنا في
كتابه و كنى
عن أسمائهم و
ضرب لهم
الأمثال في
كتابه في أبغض
«1» الأسماء
إليه و إلى
عباده
المتقين».
182/ [11]- و
يؤيد هذا ما
رواه- أيضا- عن
الفضل بن
شاذان،
بإسناده عن
أبي عبدالله
(عليه السلام)
أنه قال: «نحن
أصل كل بر، و من
فروعنا كل بر
و من البر
التوحيد، و
الصلاة، و
الصيام، و كظم
الغيظ، و
العفو عن
المسيء، و
رحمة الفقير،
و تعاهد
الجار، و
الإقرار بالفضل
لأهله.
و
عدونا أصل كل
شر، و من
فروعهم كل
قبيح و فاحشة،
فهم الكذب، و
النميمة، و
البخل، و
القطيعة و أكل
الربا، و أكل
مال اليتيم
بغير حق، و
تعدي الحدود
التي أمر الله
عز و جل بها، و
ركوب الفواحش
ما ظهر منها و
ما بطن من
الزنا و
السرقة، و كل
ما [وافق] ذلك
من القبيح، و
كذب من قال:
إنه معنا، و
هو متعلق بفرع
غيرنا».
__________________________________________________
11-
تأويل الآيات
1: 19/ 3. [.....]
(1) في «س» و
«ط»: بعض.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 54
11-
باب آخر
183/ [1]-
سعد بن
عبدالله في
(بصائر
الدرجات) قال: حدثنا
أحمد بن محمد
بن عيسى بن
الحسين بن
سعيد، عن
الحسن بن علي،
عن حفص المؤذن
«1»، قال: كتب أبو
عبدالله (عليه
السلام) إلى
أبي الخطاب:
«بلغني أنك
تزعم أن الخمر
رجل، و أن
الزنا رجل، و
أن الصلاة
رجل، و أن
الصوم رجل و
ليس كما تقول،
نحن أصل
الخير، و
فروعه طاعة الله،
و عدونا أصل
الشر، و فروعه
معصية الله».
ثم
كتب: «كيف يطاع
من لا يعرف، و
كيف يعرف من
لا يطاع؟!».
184/ [2]- و
عنه: عن
الحسين بن
سعيد، عن
فضالة بن
أيوب، عن داود
بن فرقد، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «لا
تقولوا في كل
آية هذا رجل و
هذا رجل، من
القرآن حلال،
و منه حرام، و
منه نبأ ما
قبلكم، و حكم
ما بينكم، و
خبر ما بعدكم،
و هكذا هو».
185/ [3]- و
عنه: عن
القاسم بن
الربيع
الوراق، و
محمد بن
الحسين بن أبي
الخطاب، عن
محمد بن سنان،
عن مياح «2»
المدائني، عن
المفضل بن عمر
أنه كتب إلى
أبي عبدالله
(عليه السلام)
كتابا فجاءه
جواب أبي
عبدالله (عليه
السلام) بهذا:
«أما بعد،
فإني أوصيك
بتقوى الله و
طاعته، فإن من
التقوى
الطاعة، و
الورع، و
التواضع لله و
الطمأنينة، و
الاجتهاد له،
و الأخذ
بأمره، و
النصيحة
لرسله، و
المسارعة في
مرضاته، و اجتناب
ما نهى عنه
فإنه من يتق
الله فقد أحرز
نفسه من النار
بإذن الله، و
أصاب الخير كله
في الدنيا و
الآخرة، فإنه
من أمر
بالتقوى فقد
أبلغ في
الموعظة،
جعلنا الله و
إياكم من المتقين
برحمته.
جاءني
كتابك فقرأته
و فهمت الذي
فيه، و حمدت الله
على سلامتك و
عافية الله
إياك، ألبسنا
الله و إياك
عافيته في الدنيا
و الآخرة.
__________________________________________________
1-
بصائر
الدرجات: 556/ 2،
مختصر بصائر
الدرجات: 78.
2-
بصائر
الدرجات: 556/ 3،
مختصر بصائر
الدرجات: 78.
3-
بصائر
الدرجات: 546/ 1،
مختصر بصائر
الدرجات: 78.
(1) في «س»:
المؤدّب، و ما
في المتن هو
الصحيح، راجع
رجال الطوسي:
185، و معجم رجال
الحديث 6: 159.
(2) في «س» و
«ط»: منّاح، و في
المصدر:
صيّاح، تصحيف،
صوابه ما في
المتن، راجع
رجال النجاشي:
424/ 1140، جامع
الرواة 2: 283.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 55
كتبت
تذكر أن قوما
أنا أعرفهم «1»
كان أعجبك
نحوهم و
شأنهم، و أنك
أبلغت عنهم
أمورا زائدة
عليهم كرهتها
لهم، و لم تر
منهم هديا و
لا حسنا و
ورعا و تخشعا.
و
بلغك أنهم
يزعمون أن
الدين إنما هو
معرفة الرجال،
ثم من بعد ذلك
إذا عرفتهم
فاعمل ما شئت،
و ذكرت أنك قد
قلت: أصل
الدين معرفة
الرجال وفقك
الله.
و
ذكرت أنه قد
بلغك أنهم
يزعمون أن
الصلاة و الزكاة
و صوم شهر
رمضان و الحج
و العمرة و
المسجد
الحرام «2» و
الشهر الحرام
«3» رجال، و أن
الطهر و
الاغتسال من
الجنابة هو
رجل، و كل
فريضة افترضها
الله عز و جل
على عباده فهي
رجال.
و
أنهم ذكروا لك
«4» بزعمهم أن من
عرف ذلك الرجل
فقد اكتفى
بعلمه من غير
عمل، و قد صلى
و آتى الزكاة
و صام و حج و اعتمر،
و اغتسل من
الجنابة و
تطهر، و عظم
حرمات الله و
الشهر الحرام
و المسجد
الحرام و البيت
الحرام.
و
أنهم ذكروا أن
من عرف هذا
بعينه و بحده
و ثبت في قلبه
جاز له أن
يتهاون
بالعمل، و ليس
عليه أن يجتهد
في العمل، و
يزعمون أنه
إذا عرفوا ذلك
الرجل فقد
قبلت منهم هذه
الحدود
لوقتها و إن
لم يعملوا
بها.
و
أنه بلغك أنهم
يزعمون أن
الفواحش التي
نهى الله عنها
من الخمر و
الميسر و
الميتة و الدم
و لحم الخنزير
هم رجال، و
ذكروا إنما حرم
الله عز و جل
من نكاح
الأمهات و
البنات و الأخوات
و العمات و
الخالات و
بنات الأخ و
بنات الأخت، و
ما حرم الله
على المؤمنين
«5» من النساء،
إنما عنى بذلك
نساء النبي
(صلى الله
عليه و آله)، و
ما سوى ذلك
فمباح. «6»
و
ذكرت أنه بلغك
أنهم
يترادفون
المرأة الواحدة،
و يتشاهدون
بعضهم لبعض «7»،
و يزعمون أن
لهذا بطنا و
ظهرا يعرفونه
فالظاهر ما
يتناهون عنه
يأخذون به
مدافعة عنهم،
و الباطن هو
الذي يطلبون و
به أمروا
بزعمهم.
و
كنت تذكر الذي
«8» عظم «9» عليك من
ذلك حين «10»
بلغك، فكتبت
تسألني عن
قولهم في ذلك،
أحلال
__________________________________________________
(1) في «س» و
«ط»: كما.
(2) في
المصدر زيادة:
و البيت
الحرام و المشعر
الحرام.
(3) في
المصدر زيادة:
هم.
(4) في
المصدر: ذلك.
(5) في «س»:
علي أمير
المؤمنين
(عليه السّلام).
و ما في المتن
الأنسب.
(6) في
المصدر زيادة:
كلّه.
(7) في
المصدر زيادة:
بالزور.
(8) في
المصدر: و
كتبت تذكر
الذين. [.....]
(9) في «ط»:
الذي طمّ
عظيم. و طمّ:
كثر و علا حتّى
غلب.
(10) في «س»:
حتّى.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 56
هو
أم حرام؟ و
كتبت تسألني
عن تفسير ذلك،
و أنا أبينه
لك حتى لا
تكون من ذلك
في عمى «1» و لا شبهة
تدخل عليك.
و قد
كتبت إليك في
كتابي هذا
تفسير ما سألت
عنه فاحفظه
الحفاظ «2» كله و
عه، كما قال
الله تعالى:
وَ
تَعِيَها
أُذُنٌ
واعِيَةٌ «3» و
أنا أصفه لك بحله
«4» و أنفي عنك
حرامه- إن شاء
الله- كما
وصفت لك، و
أعرفكه حتى
تعرفه- إن شاء
الله تعالى- و
لا تنكره، و
لا قوة إلا
بالله، و
القوة و العزة
لله جميعا.
أخبرك
أنه من كان
يؤمن و يدين
بهذه الصفة
التي سألتني
عنها فهو مشرك
بالله بين
الشرك، لا يسع
أحدا الشك
فيه، و أخبرك
أن هذا القول
كان من قوم
سمعوا ما لم
يعقلوه عن
أهله، و لم
يعطوا فهم
ذلك، و لم
يعرفوا حدود
ما سمعوا،
فوضعوا حدود
تلك الأشياء
مقايسة برأيهم
و مقتضى «5»
عقولهم، و لم
يضعوها على
حدود ما
أمروا، كذبا و
افتراء على
الله و على
رسوله (صلى
الله عليه و
آله)، و جرأة
على المعاصي، فكفى
بهذا جهلا
لهم، و لو
أنهم وضعوها
على حدودها
التي حدت لهم
و قبلوها لم
يكن به بأس، و
لكن حرفوها و
تعدوا الحق، و
كذبوا فيها و
تهاونوا بأمر
الله و طاعته.
و
لكن أخبرك أن
الله عز و جل
حدها بحدودها
لئلا يتعدى
حدود الله
أحد، و لو كان
الأمر كما ذكروا
لعذر الناس
بجهل ما لم
يعرفوا حد ما
حد لهم فيه، و
لكان المقصر و
المتعدي حدود
الله معذورا
إذا لم
يعرفها، و لكن
جعلها الله
حدودا محدودة
لا يتعداها
إلا مشرك
كافر، قال
الله عز و جل:
تِلْكَ
حُدُودُ
اللَّهِ فَلا
تَعْتَدُوها
وَ مَنْ
يَتَعَدَّ
حُدُودَ
اللَّهِ
فَأُولئِكَ
هُمُ
الظَّالِمُونَ.
«6»
فأخبرك
حقا يقينا أن
الله تبارك و
تعالى اختار
لنفسه الإسلام
دينا و رضيه
لخلقه، فلم
يقبل من أحد
عملا إلا به،
و به بعث
أنبياءه و
رسله، ثم قال:
وَ بِالْحَقِّ
أَنْزَلْناهُ
وَ
بِالْحَقِّ
نَزَلَ «7»
فعليه و به
بعث أنبياءه و
رسله و نبيه
محمدا (صلى
الله عليه و
آله)، فأصل
الدين معرفة
الرسل و
ولايتهم، و أن
الله عز و جل
أحل حلالا و
حرم حراما
فجعل حلاله
حلالا إلى يوم
القيامة، و
جعل حرامه
حراما إلى يوم
القيامة.
فمعرفة
الرسل و
ولايتهم و
طاعتهم هي
الحلال، فالمحلل
ما حللوا، و
المحرم ما
حرموا، و هم
أصله و منهم
الفروع
الحلال، و حج
البيت و
العمرة، و
تعظيمهم
حرمات الله و
شعائره و مشاعره،
و تعظيم البيت
الحرام و
المسجد
الحرام
__________________________________________________
(1) في «س»:
غمّ.
(2)
الحفاظ:
المحافظة، و
هو المواظبة و
الذبّ عن
المحارم.
«القاموس
المحيط- حفظ- 2: 409».
(3) الحاقّة
69: 12.
(4) الحلّ:
الحلال، و هو
ضدّ الحرام.
«الصحاح- حلل- 4: 1672».
(5) في «س»: و
منتهى.
(6) البقرة
2: 229.
(7)
الاسراء 17: 105.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 57
و
الشهر
الحرام، و
الطهر و
الاغتسال من
الجنابة و
مكارم
الأخلاق و
محاسنها و
جميع البر، و
ذكر ذلك في
كتابه، فقال:
إِنَّ
اللَّهَ
يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ
وَ الْإِحْسانِ
وَ إِيتاءِ
ذِي
الْقُرْبى وَ
يَنْهى عَنِ
الْفَحْشاءِ
وَ
الْمُنْكَرِ
وَ الْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ.
«1»
و
عدوهم هم
الحرام
المحرم، و
أولياؤهم هم
الداخلون في
أمرهم إلى يوم
القيامة، و هم
الفواحش ما
ظهر منها و ما
بطن، و الخمر
و الميسر و
الزنا و الربا
و الميتة و
الدم و لحم
الخنزير هي
الحرام و
المحرم و أصل
كل حرام، و هم
الشر و أصل كل
شر، و منهم
فروع الشر
كله، و من تلك
الفروع
استحلالهم
الحرام و إتيانهم
إياه، و من
فروعهم تكذيب
الأنبياء و
جحود
الأوصياء، و
ركوب الفواحش
من الزنا و
السرقة، و شرب
الخمر و
المسكر، و أكل
مال اليتيم و
أكل الربا، و
الخديعة و
الخيانة، و
ركوب المحارم
كلها، و
انتهاك
المعاصي.
و
إنما أمر الله
بالعدل و
الإحسان و
إيتاء ذي القربى-
يعني مودة ذي
القربى و
اتباع «2»
طاعتهم- و
ينهى عن الفحشاء
و المنكر و
البغي، و هم
أعداء
الأنبياء و
أوصياء
الأنبياء، و
هم المنهي
عنهم و عن مودتهم
و طاعتهم،
يعظكم بهذا
لعلكم تذكرون.
و
أخبركم أني لو
قلت لكم: إن
الفاحشة و
الخمر و الزنا
و الميتة و
الدم و لحم
الخنزير هو
رجل، و أنا
أعلم أن الله
عز و جل قد حرم
هذا الأصل و
حرم فروعه و
نهى عنه، و
جعل ولايته كمن
عبد من دون
الله وثنا و
شركاء، و من
دعا إلى عبادة
نفسه كفرعون
إذ قال: أنا
ربكم الأعلى،
فهذا كله» إن
شئت قلت هو
رجل، و هو إلى
جهنم و كل من شايعه
على ذلك،
فإنهم مثل قول
الله عز و جل:
إِنَّما
حَرَّمَ
عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةَ
وَ الدَّمَ وَ
لَحْمَ
الْخِنْزِيرِ
«4» لصدقت، ثم
أني لو قلت:
إنه فلان، و
هو ذلك كله،
لصدقت أن
فلانا هو
المعبود من
دون الله، و
المتعدي
لحدود الله
التي نهى عنها
أن تتعدى.
ثم
أخبرك أن أصل
الدين هو رجل،
و ذلك الرجل
هو اليقين، و
هو الإيمان، و
هو إمام أهل
زمانه، فمن
عرفه عرف الله
و دينه «5» و شرائعه،
و من أنكره
أنكر الله و
دينه، و من
جهله جهل الله
و دينه و
شرائعه، و لا
يعرف الله و
دينه بغير ذلك
الإمام، كذلك
جرى بأن معرفة
الرجال دين
الله.
و
المعرفة على
وجهين: معرفة
ثابتة على
بصيرة يعرف
بها دين الله
و توصل إلى
معرفة الله،
فهذه المعرفة
الباطنة «6» بعينها،
الموجبة
حقها،
المستوجب
عليها الشكر
لله الذي من
عليكم بها
منا، من الله
الذي يمن به
على
__________________________________________________
(1) النّحل
16: 90.
(2) في
المصدر و «ط»
نسخة بدل: و
ابتغاء.
(3) في
المصدر زيادة:
على وجه.
(4) البقرة
2: 173.
(5) في «ط»
زيادة: و من لم
يعرفه لا يعرف
اللّه و دينه.
[.....]
(6) في
المصدر زيادة:
الثابتة.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 58
من
يشاء من عباده،
مع المعرفة
الظاهرة، و
معرفة في الظاهر
من الحق «1» على
غير علم به،
لا يستحق
أهلها ما يستحق
أهل المعرفة
في الباطن على
بصيرتهم، و لا
يصلون بتلك
المعرفة
المقصرة إلى
حق معرفة الله،
كما قال في
كتابه: وَ لا
يَمْلِكُ
الَّذِينَ
يَدْعُونَ
مِنْ دُونِهِ
الشَّفاعَةَ
إِلَّا مَنْ
شَهِدَ
بِالْحَقِّ
وَ هُمْ
يَعْلَمُونَ
«2» فمن شهد
شهادة الحق لا
يعقد عليها
قلبه، و لا
يتبصر بها «3»،
لم يثبه الله
ثواب من عقد
عليها قلبه و
أبصرها، و
كذلك من تكلم بحرف
«4» لا يعقد عليه
قلبه، و لا
يعاقب عليه
عقوبة من عقد
عليه قلبه، و
ثبت عليه على
بصيرة.
و قد
عرفت كيف كان
حال أهل
المعرفة في
الظاهر، و
الإقرار
بالحق على غير
علم، في قديم
الدهر و حديثه
إلى انتهاء
الأمر إلى نبي
الله (صلى الله
عليه و آله) و
بعده صار
الأمر إلى ما
صار، و إلى ما
انتهت
معرفتهم به،
فإنما عرفوا
بمعرفة
أعمالهم و
دينهم الذي
أتوا «5» به الله
عز و جل،
المحسن
بإحسانه، و
المسيء
بإساءته، و قد
يقال: إن من
دخل في هذا
الأمر بغير
يقين و لا
بصيرة خرج منه
كما كان دخل فيه،
رزقنا الله و
إياكم معرفة
ثابتة على
بصيرة و أجزل.
و
أخبرك أني لو
قلت: إن
الصلاة و
الزكاة و صوم
شهر رمضان و
الحج و العمرة
و المسجد
الحرام و
البيت الحرام
و المشعر
الحرام و
الطهر و
الاغتسال من
الجنابة و كل
فريضة، كان
ذلك هو النبي
الذي جاء به
من عند ربه
لصدقت، لأن
ذلك كله إنما
يعرف بالنبي
(صلى الله
عليه و آله)، و
لو لا معرفة
ذلك النبي
(صلى الله
عليه و آله) و
الإقرار به و
التسليم له ما
عرفت ذلك،
فذلك من الله
عز و جل على من
يمن به عليه،
و لو لا ذلك لم
أعرف شيئا من هذا.
فهذا
كله ذلك النبي
(صلى الله
عليه و آله)
أصله، و هو
فرعه، و هو
دعاني إليه، و
دلني عليه، و
عرفنيه، و
أمرني به، و
أوجب له علي
الطاعة فيما
أمرني به، و
لا يسعني جهله،
و كيف يسعني
جهل من هو
فيما بيني و
بين الله عز و
جل؟! و كيف
يستقيم لي لو
لا أني أصف
دينا «6» غيره؟! و
كيف لا يكون
ذلك هو معرفة
الرجل؟! و إنما
هو الذي جاء
به عن الله عز
و جل، و إنما
أنكر دين الله
من أنكره بأن
قال: أبعث
الله بشرا رسولا؟!
ثم قال: أبشر
يهدوننا؟!
فكفروا بذلك
الرجل، و
كذبوا به، و
تولوا عنه و
هم معرضون، و
قالوا: لولا
أنزل عليه ملك؟
فقال
الله تبارك و
تعالى: قُلْ-
لهم- مَنْ
أَنْزَلَ
الْكِتابَ
الَّذِي جاءَ
بِهِ مُوسى نُوراً
وَ هُدىً
لِلنَّاسِ «7»
ثم قال في آية
أخرى: وَ لَوْ
أَنْزَلْنا
مَلَكاً لَقُضِيَ
الْأَمْرُ
ثُمَّ لا
يُنْظَرُونَ
وَ لَوْ
جَعَلْناهُ
مَلَكاً
لَجَعَلْناهُ
رَجُلًا. «8»
__________________________________________________
(1) في
المصدر: و
معرفة في
الظاهر فأهل
المعرفة في
الظاهر الذين
علموا أمرنا
بالحقّ.
(2)
الزّخرف 43: 86.
(3) في المصدر:
و لا يبصر ما
يتكلّم به.
(4) في
المصدر: بجور.
(5) في
المصدر:
دانوا.
(6) في
المصدر زيادة:
هو الذي أتاني
به ذلك النبيّ
(صلى اللّه
عليه و آله) أن
أصف أن الدّين.
(7)
الأنعام 6: 91.
(8)
الأنعام 6: 8 و 9.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 59
و
الله تبارك و
تعالى إنما
أحب أن يعرف
بالرجال، و أن
يطاع
بطاعتهم،
فجعلهم سبيله
و وجهه الذي
يؤتى منه، لا
يقبل من
العباد غير
ذلك لا يُسْئَلُ
عَمَّا
يَفْعَلُ وَ
هُمْ
يُسْئَلُونَ
«1» و قال فيما
أوجب من محبته
لذلك:
مَنْ
يُطِعِ
الرَّسُولَ
فَقَدْ أَطاعَ
اللَّهَ وَ
مَنْ
تَوَلَّى
فَما
أَرْسَلْناكَ
عَلَيْهِمْ
حَفِيظاً «2».
فمن
قال لك: إن هذه
الفريضة كلها
هي رجل، و هو يعرف
حد ما يتكلم
به فقد صدق، و
من قال على
الصفة التي
ذكرت بغير
طاعة لم يغن
التمسك
بالأصل بترك
الفرع شيئا،
كما لا تغني
شهادة أن لا
إله إلا الله
بترك شهادة أن
محمدا رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله).
و لم
يبعث الله
نبيا قط إلا
بالبر و العدل
و المكارم، و
محاسن
الأخلاق و
محاسن
الأعمال، و النهي
عن الفواحش ما
ظهر منها و ما
بطن، فالباطن
منها ولاية
أهل الباطل «3» و
الظاهر منها
فروعهم.
و لم
يبعث الله نبيا
قط يدعو إلى
معرفة ليس
معها طاعة في
أمر أو نهي،
إنما يقبل
الله من
العباد العمل
بالفرائض
التي فرضها «4»
على حدودها،
مع معرفة من
جاءهم بها من
عنده و دعاهم
إليه، فأول
ذلك معرفة من دعا
إليه، ثم
طاعته فيما
افترض و أمر
به ممن لا
طاعة له.
و
إنه من عرف
أطاع، و من
أطاع حرم
الحرام ظاهره
و باطنه، و لا
يكون تحريم
الباطن
لاستحلال
الظاهر، إنما
حرم الله الظاهر
بالباطن، و
الباطن
بالظاهر معا
جميعا، و [لا
يكون] الأصل
و الفرع و
الباطن
الحرام حراما
و ظاهره
[حلالا]، و
يحرم الباطن و
يستحل الظاهر.
كذلك
لا يستقيم أن
يعرف صلاة الباطن
و لا يعرف
صلاة الظاهر،
و لا الزكاة،
و لا الصوم، و
لا الحج، و لا
العمرة، و لا
المسجد الحرام،
و جميع حرمات
الله و شعائره
أن تترك بمعرفة
الباطن لأن
باطنه ظهره، و
لا يستقيم واحد
منهما إلا
بصاحبه، إذا
كان الباطن
حراما خبيثا
فالظاهر منه
حرام [خبيث،
إنما يشبه
الباطن
بالظاهر من
زعم] أنه إذا
عرف اكتفى بغير
طاعة و قد كذب
و أشرك، و ذلك
لم يعرف و لم يطع.
و
إنما قيل:
اعرف و اعمل
ما شئت من
الخير، فإنه يقبل
ذلك منك، و لا
يقبل ذلك منك
بغير معرفة، فإذا
عرفت فاعمل
لنفسك ما شئت
من الطاعة و
الخير- قل أو
كثر- بعد أن لا
تترك شيئا من
الفرائض و
السنن
الواجبة،
فإنه مقبول
منك جميع
أعمالك.
و
أخبرك أنه من
عرف [أطاع]،
فإذا عرف صلى
و صام و حج و
اعتمر، و عظم
حرمات الله
كلها و لم يدع
منها شيئا، و
عمل بالبر كله
و مكارم
الأخلاق كلها،
و اجتنب
سيئها، و كل
ذلك هو النبي
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله) و
النبي (صلى
الله عليه و
آله) أصله، و
هو أصل هذا
كله، لأنه هو
الذي جاء به و
دل عليه و أمر
به.
و لا
يقبل الله عز
و جل من أحد
شيئا إلا به،
فمن عرفه
اجتنب
الكبائر و
الفواحش كلها
ما ظهر منها و
ما بطن،
__________________________________________________
(1)
الأنبياء 21: 23.
(2)
النّساء 4: 80.
(3) في «س»:
الباطن.
(4) في
المصدر:
افترضها.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 60
و
حرم المحارم
كلها، لأنه
بمعرفة النبي
(صلى الله
عليه و آله) و
طاعته دخل
فيما دخل فيه
النبي (صلى
الله عليه و
آله)، و خرج
بما خرج عنه.
و من
زعم أنه يحلل
الحلال و يحرم
الحرام بغير معرفة
النبي (صلى
الله عليه و
آله)، لم يحلل
له حلالا و لم
يحرم له
حراما، و أن
من صلى و زكى و
حج و اعتمر و
فعل البر كله
بغير معرفة من
افترض الله
طاعته فإنه لم
يقبل منه شيئا
من ذلك، و لم
يصل، و لم
يصم، و لم
يزك، و لم يحج
و لم يعتمر، و
لا اغتسل غسل
الجنابة، و لم
يتطهر، و لم
يحرم لله
حراما، و لم
يحل و لم يصل
صلاة، و إن
ركع و سجد، و
لا له زكاة، و
إن أخرج من كل
أربعين درهما
درهما، و لا
له حج و لا له
عمرة. و إنما
يقبل ذلك كله
بمعرفة رجل، و
هو من أمر
الله خلقه
بطاعته و
الأخذ عنه،
فمن عرفه و
أخذ عنه فقد
أطاع الله عز
و جل».
و
الحديث طويل
أخذنا منه
موضع الحاجة.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 61
12-
باب في معنى
الثقلين و
الخليفتين من
طريق المخالفين
186/ [1]-
(مسند أحمد بن
حنبل) يرفعه
إلى علي بن
ربيعة، قال:
لقيت زيد بن
أرقم و هو
داخل على
المختار- أو
خارج من عنده-
فقلت له:
أسمعت رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول: «إني
تارك فيكم
الثقلين؟».
قال: نعم.
187/ [2]- و
من (مسند أحمد
بن حنبل)
أيضا، يرفعه
إلى أبي سعيد
الخدري، قال: قال
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تركت فيكم
ما إن تمسكتم
به لن تضلوا
بعدي
الثقلين، و
أحدهما أكبر
من الآخر كتاب
الله حبل
ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، و إنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
قال:
قال ابن نمير:
قال أصحابنا
عن الأعمش، أنه
قال: «انظروا
كيف تخلفوني
فيهما؟».
188/ [3]-
(صحيح مسلم)
يرفعه إلى زيد
بن حيان، قال:
انطلقت أنا و
حصين بن سبرة،
و عمر بن مسلم
إلى زيد بن
أرقم، قال:
فلما جلسنا
إليه، قال له
حصين: لقد
تلقيت- يا زيد-
خيرا كثيرا،
رأيت رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) و سمعت حديثه،
و غزوت معه، و
صليت معه، لقد
لقيت- يا زيد- خيرا
كثيرا، حدثنا-
يا زيد- ما
سمعت من رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله)، قال: يا
بن أخي- و الله- لقد
كبرت سني و
قدم عهدي، و
نسيت بعض الذي
كنت أعي من
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
فما حدثتكم
فاقبلوه، و ما
لا، فلا
تكلفونيه.
ثم
قال: قام رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) يوما
فينا خطيبا
بماء يدعى خما
فيما بين مكة
و المدينة،
فحمد الله و
أثنى عليه و
وعظ و ذكر ثم قال:
«أما بعد- أيها
الناس- إنما
أنا بشر
مثلكم، يوشك
أن يأتيني
رسول ربي
فأجيب، و إني
تارك فيكم
الثقلين:
أولهما كتاب
الله فيه
النور، فخذوا
بكتاب الله و
استمسكوا به».
فحث على كتاب
الله و رغب
فيه، ثم قال: «و
أهل بيتي
أذكركم الله
في أهل بيتي».
فقال
حصين: و من أهل
بيته، أليس
نساؤه من أهل
بيته؟
فقال:
ليس نساؤه من
أهل بيته، و
لكن أهل بيته
من حرمت عليهم
الصدقة.
__________________________________________________
1-
مسند أحمد بن
حنبل 4: 371. [.....]
2-
مسند أحمد بن
حنبل 3: 14، 17، 26، 59.
3-
صحيح مسلم 4: 1873/ 36.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 62
189/ [4]-
(مسند ابن
حنبل) يرفعه
إلى زيد بن
حيان، عن زيد
بن أرقم، قال:
دخلنا- و ساق
الحديث الأول-
حتى قال: «ألا و
إني تارك فيكم
الثقلين:
أحدهما كتاب
الله، و هو
حبل من اتبعه
كان على
الهدى، و من
تركه كان على
ضلالة».
فقلنا:
من أهل بيته،
نساؤه؟
قال:
لا- أيم الله-
إن المرأة
تكون مع الرجل
العصر من
الدهر، ثم
يطلقها فترجع
إلى أهلها و
قومها، و أهل
بيته أصله و عصبته
الذين حرموا
الصدقة بعده.
190/ [5]-
(تفسير
الثعلبي) في
سورة آل عمران
في قوله تعالى:
وَ
اعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ
اللَّهِ جَمِيعاً
«1» يرفعه إلى
أبي سعيد
الخدري، قال:
سمعت رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول: «أيها
الناس، قد
تركت فيكم
الثقلين
خليفتين، إن
أخذتم بهما لن
تضلوا بعدي،
أحدهما أكبر
من الآخر كتاب
الله حبل
ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، و إنهما
لن يفترقا حتي
يردا علي
الحوض».
ابن
المغازلي في
(مناقبه)
كالحديث الذي
نقلته من
(مسند ابن
حنبل) قبل الذي
من (تفسير
الثعلبي)
يرفعه بسنده
إلى زيد أيضا. «2»
و
منها مثل الذي
نقلته من
(صحيح مسلم)
إلى زيد أيضا. «3»
191/ [6]- و
من (مناقبه)
أيضا يرفعه
إلى أبي سعيد
الخدري، أن
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)،
قال: «إني أوشك
أن أدعى
فأجيب، و إني
قد تركت فيكم
الثقلين: كتاب
الله حبل
ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، و إن
اللطيف
الخبير أخبرني
أنهما لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض، فانظروا
ماذا تخلفوني
فيهما».
192/ [7]-
أحمد بن حنبل
في (مسنده):
بإسناده إلى
إسرائيل، عن
عثمان بن
المغيرة، عن
علي بن ربيعة،
قال: لقيت زيد
بن أرقم- و هو
داخل على
المختار، أو خارج
من عنده- فقلت
له: أما سمعت
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
يقول: «إني
تارك فيكم
الثقلين؟» قال:
نعم.
193/ [8]-
مصنف (الصحاح
الستة) عن سنن
أبي داود و
الترمذي،
بإسنادهما عن
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)،
قال: «إني تارك
فيكم ثقلين،
ما إن تمسكتم
بهما لن تضلوا
بعدي، أحدهما
أعظم من الآخر
و هو كتاب الله
حبل
__________________________________________________
4-
مسند أحمد بن
حنبل 4: 366.
5-
أخرجه في
ينابيع
المودّة: 241، عن
الثعلبي.
6-
مناقب ابن
المغازلي: 235/ 283.
7-
مسند أحمد بن
حنبل 4: 371.
8-
سنن الترمذي 5: 663/
3788، الطرائف: 115/ 175.
(1) آل
عمران 3: 103.
(2) مناقب
ابن المغازلي:
234/ 281.
(3) مناقب
ابن المغازلي:
235/ 283.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 63
ممدود
من السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، لن
يفترقا حتى
يردا علي الحوض،
فانظروا كيف
تخلفوني في
عترتي».
194/ [9]-
ابن المغازلي
بإسناده إلى
ابن أبي
الدنيا، في
كتاب (فضائل
القرآن) قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم الثقلين:
كتاب الله، و
عترتي أهل
بيتي، و قرابتي-
قال-: آل عقيل،
و آل جعفر، و
آل عباس».
195/ [10]- و
عنه، إلى علي
بن ربيعة،
قال: لقيت زيد
بن أرقم و هو
يريد أن يدخل
على المختار،
فقلت:
بلغني
عنك! قال: و ما
هو؟ قلت: سمعت
رسول الله (صلى
الله عليه و
آله) يقول: «إني
قد تركت فيكم
الثقلين: كتاب
الله، و عترتي
أهل بيتي؟».
قال: اللهم
نعم.
196/ [11]- و
عنه، بإسناده-
أيضا- قال: قال:
سمعت رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
يقول: «إني
فرطكم على الحوض،
فأسألكم حين
تلقوني عن
ثقلي كيف
تخلفوني فيهما».
فاعتل علينا
لا ندري ما
الثقلان حتى قام
رجل من
المهاجرين،
فقال: يا نبي
الله، بأبي
أنت و أمي، ما
الثقلان؟
قال:
«الأكبر منهما
كتاب الله،
طرف بيد الله
تعالى، و طرف
بأيديكم،
فتمسكوا به، و
لا تولوا و لا
تعرضوا و
الأصغر منهما
عترتي من
استقبل قبلتي
و أجاب دعوتي،
فلا تقتلوهم و
لا تقهروهم،
فإني سألت لهم
اللطيف
الخبير
فأعطاني أن يردا
علي الحوض
كهاتين- و
أشار
بالمسبحة- و
لو شئت قلت كهاتين-
بالسبابة و
الوسطى- ناصر
هما ناصري، و خاذلهما
خاذلي، و
عدوهما عدوي،
ألا و إنه لن تهلك
أمة قبلكم حتى
تدين
بأهوائها، و
تظاهر على
نبوتها، و
تقتل من يأمر
بالقسط فيها».
197/ [12]-
الحميدي في
(الجمع بين
الصحيحين) في
مسند زيد بن
أرقم، عن عدة
طرق فمنها
بإسناده إلى
النبي (صلى
الله عليه و
آله) أنه قال:
قام فينا
خطيبا، بماء
يدعى خما، بين
مكة و المدينة،
فحمد الله و
أثنى عليه، و
وعظ و ذكر، ثم
قال: «أما بعد،
أيها الناس،
إنما أنا بشر
مثلكم، يوشك
أن يأتيني
رسول ربي
فأجيب، و أنا
تارك فيكم
الثقلين:
أولهما كتاب
الله فيه
الهدى و
النور، فخذوا
بكتاب الله و
استمسكوا به-
فحث على كتاب
الله و رغب
فيه، ثم قال-: و
أهل بيتي،
أذكركم الله
في أهل بيتي».
__________________________________________________
9-
نقله عنه
العلّامة
المجلسي في
البحار 23: 109/ 13، و
السيد علي بن
موسى ابن طاوس
في الطرائف: 116/
177، و السيد
المرعشي في
إحقاق الحقّ 9: 359.
و لم نجده في
مناقب ابن
المغازلي.
10-
نقله عنه
العلّامة
المجلسي في
البحار 23: 109/ 14، و السيد
علي بن موسى
ابن طاوس في
الطرائف: 116/ 178، و
لم نجده في مناقب
ابن المغازلي.
11-
نقله عنه
العلّامة
المجلسي في
البحار 23: 109/ 15، و السيد
علي بن موسى
ابن طاوس في
الطرائف: 116/ 179، و
السيد
المرعشي في
إحقاق الحقّ 6: 342.
و لم نجده في
مناقب ابن
المغازلي.
12-
صحيح مسلم 4: 1873/ 36،
الطرائف لابن
طاوس: 122/ 186 عن الحميدي.
[.....]
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 64
198/ [13]- و
في أحدى
روايات
الحميدي،
فقلنا: من أهل
بيته، نساؤه؟
قال:
لا و ايم
الله، إن
المرأة تكون
مع الرجل العصر
من الدهر، ثم
يطلقها فترجع
إلى أبيها و قومها،
الخبر.
1/199]-
(مسند أحمد بن
حنبل) يرفعه
إلى زيد بن
ثابت، قال:
قال: رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «إني تارك
فيكم خليفتين:
كتاب الله حبل
ممدود ما بين
السماء و الأرض-
أو ما بين
السماء إلى
الأرض- و
عترتي أهل
بيتي، و إنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض».
200/ [15]-
ابن شاذان: عن مجاهد،
قال: قيل لابن
عباس: ما تقول
في علي بن أبي
طالب (عليه
السلام)؟
فقال:
ذكرت-
و الله- أجل
الثقلين، سبق
بالشهادتين،
و صلى
القبلتين «1»، و
بايع
البيعتين، و
أعطي السبطين،
و هو أبو
السبطين
الحسن و
الحسين، ردت عليه
الشمس مرتين،
من بعد ما
غابت عن
القبلتين، و جرد
السيف
تارتين، و
صاحب
الكرتين، و
مثله كمثل ذي
القرنين، ذاك
مولانا علي بن
أبي طالب (عليه
السلام).
201/ [16]- و
عنه، يرفعه
إلى زيد بن
ثابت، قال:
قال رسول الله
(صلى الله
عليه و آله):
«إني تارك
فيكم الثقلين:
كتاب الله، و
علي بن أبي
طالب، [و
اعلموا أن
عليا] أفضل
لكم من كتاب
الله، لأنه
مترجم لكم عن
كتاب الله».
202/ [17]- و
من (الجمع بين
الصحاح الستة)
من صحيح أبي
داود
السجستاني- و
هو السنن- و من
صحيح
الترمذي، عن
زيد بن أرقم،
قال: قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): «إني تارك
فيكم ما إن
تمسكتم به لن
تضلوا بعدي،
أحدهما أطول
من الآخر و هو
كتاب الله،
حبل ممدود من
السماء إلى
الأرض، و
عترتي أهل
بيتي، لن
يفترقا حتى
يردا علي
الحوض،
فانظروني كيف
تخلفوني في
عترتي؟».
قال
سفيان: أهل
بيته هم ورثة
علمه، لأنه لا
يورث من
الأنبياء إلا
العلم، و هو
كقول نوح: رَبِّ
اغْفِرْ لِي
وَ لِوالِدَيَّ
وَ لِمَنْ
دَخَلَ
بَيْتِيَ مُؤْمِناً
«2» يريد ديني، و
العلماء من
أهل دينه المقتدون
به و العاملون
بما جاء به،
لهم فضلان.
__________________________________________________
13-
صحيح مسلم 4: 1874
ذيل الحديث 37،
الطرائف لابن
طاوس: 122 ذيل
الحديث 186 عن
الحميدي.
14-
مسند أحمد بن
حنبل 5: 181.
15-
مائة منقبة: 143،
منقبة 75، مقتل
الحسين (عليه
السّلام)
للخوارزمي 1: 47،
مناقب
الخوارزمي: 235،
ينابيع
المودّة: 139.
16-
مائة منقبة: 161
منقبة 86،
إرشاد القلوب:
378.
17-
جامع الأصول 1:
187، العمدة: 72/ 89.
(1) في «س»: عن
العينين.
(2) نوح 71: 28.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 65
13-
باب في العلة
التي من أجلها
أتى القرآن
باللسان
العربي، و أن
المعجزة في
نظمه، و لم
صار جديدا على
مر الأزمان؟
203/ [1]-
محمد بن
يعقوب: عن
الحسين بن
محمد، عن أحمد
بن محمد
السياري، عن
أبي يعقوب
البغدادي، قال:
قال ابن
السكيت لأبي
الحسن (عليه
السلام): لماذا
بعث الله موسى
بن عمران
بالعصا و بيده
البيضاء و آلة
السحر، و بعث
عيسى بآلة
الطب، و بعث
محمدا (صلى
الله عليه و
آله و على
جميع الأنبياء)
بالكلام و
الخطب؟
فقال
أبو الحسن
(عليه السلام):
«لما بعث الله
موسى كان الغالب
على أهل عصره
السحر،
فأتاهم من عند
الله بما لم
يكن في وسعهم،
و ما أبطل به
سحرهم، و ما أثبت
به الحجة
عليهم. و إن
الله بعث عيسى
في وقت قد
ظهرت فيه
الزمانات، «1» و
احتاج الناس
إلى الطب،
فأتاهم من عند
الله بما لم
يكن عندهم
مثله، و بما
أحيا لهم
الموتى، و أبرأ
الأكمه و
الأبرص بإذن
الله، و أثبت
به الحجة
عليهم. و إن
الله بعث
محمدا (صلى
الله عليه و آله)
في وقت كان
الغالب على
عصره الخطب و
الكلام- و
أظنه قال:
الشعر- فأتاهم
من عند الله
من مواعظه و
حكمه ما أبطل
به قولهم و
أثبت به الحجة
عليهم».
قال:
فقال ابن
السكيت:
تالله، ما
رأيت مثلك قط،
فما الحجة على
الخلق اليوم؟
قال:
فقال (عليه
السلام):
«العقل، يعرف
به الصادق على
الله فيصدقه،
و الكاذب على
الله فيكذبه».
قال:
فقال ابن
السكيت: هذا- و
الله- هو
الجواب.
204/ [2]-
محمد بن علي بن
بابويه، قال:
حدثنا الحاكم
أبو علي
الحسين بن
أحمد
البيهقي، قال:
حدثني محمد بن
يحيى الصولي،
قال: حدثني
محمد بن موسى
الرازي، قال:
حدثني أبي،
قال: ذكر
الرضا (عليه
السلام) يوما
القرآن فعظم
الحجة فيه و
الآية و
المعجزة في
نظمه، فقال:
«هو حبل الله
المتين، و عروته
الوثقى، و
طريقته
المثلى،
المؤدي إلى
الجنة، و
المنجي من
النار، لا
يخلق «2» على
الأزمنة، و لا
يغث «3» على
الألسنة،
لأنه لم يجعل
لزمان دون
__________________________________________________
1-
الكافي 1: 18/ 20.
2-
عيون أخبار
الرّضا (عليه
السّلام) 2: 130/ 9.
(1)
الزّمانة:
العاهة، و آفة
في الحيوان، و
هو مرض يدوم
زمانا طويلا،
و جمعها
زمانات. «مجمع
البحرين- زمن- 6:
260».
(2) خلق
الثوب: أي
بليّ. «الصحاح-
خلق- 4: 1472».
(3) غثّ
حديث القوم:
أي رد و و فسد.
«الصحاح- غثث- 1: 288».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 66
زمان،
بل جعل دليل
البرهان، و
الحجة على كل
إنسان لا
يَأْتِيهِ
الْباطِلُ
مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَ
لا مِنْ
خَلْفِهِ
تَنْزِيلٌ
مِنْ حَكِيمٍ
حَمِيدٍ». «1»
205/ [3]- و
عنه، قال:
حدثنا الحاكم
أبو علي
الحسين بن أحمد
البيهقي، قال:
حدثني محمد بن
يحيى الصولي،
قال: حدثني
القاسم بن إسماعيل
أبو ذكوان،
قال: سمعت
إبراهيم بن
العباس يحدث
عن الرضا
(عليه
السلام)، عن
أبيه موسى بن
جعفر (عليه
السلام)، إن
رجلا سأل أبا
عبدالله (عليه
السلام): ما
بال القرآن لا
يزداد عند النشر
و الدرس إلا
غضاضة «2»؟ فقال: «لأن
الله تعالى لم
يجعله لزمان
دون زمان، و
لا لناس دون
ناس، فهو في
كل زمان جديد،
و عند كل قوم
غض إلى يوم
القيامة».
__________________________________________________
3-
عيون أخبار
الرّضا (عليه
السّلام) 2: 87/ 32.
(1) فصّلت 41:
42. [.....]
(2) شيء
غضّ: أي طريّ.
تقول مه: غضضت
و غضضت غضاضة
و غضوضة. «الصحاح-
غضض- 3: 1095».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 67
14-
باب أن كل
حديث لا يوافق
القرآن فهو
مردود
206/ [1]-
محمد بن
يعقوب: عن علي
بن إبراهيم،
عن أبيه، عن
النوفلي، عن
السكوني، عن
أبي عبدالله
(عليه السلام)
قال: «قال رسول
الله (صلى الله
عليه و آله): إن
على كل حق
حقيقة، و على
كل صواب نورا،
فما وافق كتاب
الله فخذوه، و
ما خالف كتاب
الله فدعوه».
207/ [2]- و
عنه: عن محمد
بن يحيى، عن
عبدالله بن
محمد، عن علي
بن الحكم، عن
أبان بن
عثمان، عن
عبدالله بن
أبي يعفور،
قال: و حدثني
الحسين بن أبي
العلاء أنه
حضر ابن أبي
يعفور في هذا
المجلس، قال:
سألت أبا عبد
الله (عليه
السلام) عن
اختلاف الحديث
يرويه من نثق
به، و منهم من
لا نثق به. قال:
«إذا ورد
عليكم حديث
فوجدتم له
شاهدا من كتاب
الله عز و جل
أو من قول
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله) «1»، و
إلا فالذي
جاءكم به أولى
به».
208/ [3]- و
عنه: عن عدة من
أصحابنا، عن
أحمد بن محمد
بن خالد، عن
أبيه، عن
النضر بن
سويد، عن يحيى
الحلبي عن
أيوب بن الحر،
قال: سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام)،
يقول: «كل شيء
مردود إلى
الكتاب و السنة،
و كل حديث لا
يوافق كتاب
الله فهو
زخرف».
209/ [4]- و
عنه: عن محمد
بن يحيى، عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، عن
ابن فضال، عن
علي بن عقبة،
عن أيوب بن راشد،
عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«ما لم يوافق
من الحديث
القرآن فهو
زخرف».
210/ [5]- و
عنه: عن محمد
بن إسماعيل،
عن الفضل بن
شاذان، عن ابن
أبي عمير، عن
هشام بن الحكم
و غيره، عن
أبي عبدالله
(عليه
السلام)، قال:
«خطب النبي
(صلى الله
عليه و آله) بمنى
فقال: أيها
الناس، ما
جاءكم عني
يوافق
__________________________________________________
1-
الكافي 1: 55/ 1.
2- الكافي
1: 255/ 2.
3-
الكافي 1: 55/ 3.
4-
الكافي 1: 55/ 4.
5-
الكافي 1: 56/ 5.
(1) جزاء
الشرط محذوف
أي فاقبلوه، و
قوله: «فالذي
جاءكم به أولى
به» أي ردّوه
عليه و لا تقبلوا
منه فإنّه
أولى
بروايته، و أن
يكون عنده لا
يتجاوزه،
مرآة العقول 1: 228.
البرهان
في تفسير
القرآن، ج1،
ص: 68
كتاب
الله فأنا
قلته، و ما
جاءكم «1» بخلاف
كتاب الله فلم
أقله».
211/ [6]- و
عنه: بهذا
الإسناد، عن
ابن أبي عمير،
عن بعض
أصحابه، قال:
سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام)،
يقول: «من خالف
كتاب الله و
سنة محمد (صلى
الله عليه و
آله) فقد كفر».
212/ [7]-
العياشي: عن
هشام بن
الحكم، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله) في خطبة
بمنى أو بمكة:
يا أيها
الناس، ما
جاءكم عني
يوافق القرآن
فأنا قلته، و
ما جاءكم عني
لا يوافق
القرآن فلم
أقله».
213/ [8]-
عن إسماعيل بن
أبي زياد
السكوني، عن
جعفر «2»، عن أبيه،
عن علي (صلوات
الله عليه)،
قال: «الوقوف
عند الشبهة
خير من
الاقتحام «3» في
الهلكة، «4» و
تركك حديثا لم
تروه خير من
روايتك حديثا
لم تحصه، إن
على كل حق
حقيقة و على
كل صواب نورا،
فما وافق كتاب
الله فخذوا
به، و ما خالف
كتاب الله
فدعوه».
214/ [9]-
عن محمد بن
مسلم، قال:
قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «يا
محمد، ما جاءك
في رواية من
بر أو فاجر
يوافق القرآن
فخذ به، و ما
جاءك في رواية
من بر أو فاجر
يخالف القرآن
تأخذ به».
215/ [10]-
عن أيوب بن
حر، قال: سمعت
أبا عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«كل شيء
مردود إلى
الكتاب و
السنة، و كل
حديث لا يوافق
كتاب الله فهو
زخرف».
216/ [11]-
عن كليب
الأسدي، قال:
سمعت أبا
عبدالله (عليه
السلام) يقول:
«ما أتاكم عنا
من حديث لا
يصدقه كتاب
الله فهو
باطل».
217/ [12]-
عن سدير، قال:
كان أبو جعفر
(عليه السلام)
و أبو عبدالله
(عليه السلام)
لا يصدق علينا
إلا بما يوافق
كتاب الله و
سنة نبيه (صلى
الله عليه و
آله).
218/ [13]-
عن الحسن بن
الجهم، عن
العبد الصالح
(عليه السلام)،
قال: «إذا جاءك
الحديثان
المختلفان فقسهما
على كتاب الله
و على
أحاديثنا،
فإن أشبههما فهو
حق، و إن لم
يشبههما فهو
باطل».
__________________________________________________
6-
الكافي 1: 56/ 6.
7-
تفسير
العيّاشي 1: 8/ 1.
8-
تفسير
العيّاشي 1: 8/ 2.
9-
تفسير
العيّاشي 1: 8/ 3.
10-
تفسير
العيّاشي 1: 9/ 4.
11-
تفسير
العيّاشي 1: 9/ 5.
12-
تفسير العيّاشي
1: 9/ 6. [.....]
13-
تفسير
العيّاشي 1: 9/ 7.
(1) في «ط»
زيادة: عني.
(2) في
المصدر: عن
أبي جعفر.
(3)
الاقتحام:
الدخول في
الشّيء
بشدّة و قوّة.
«مجمع
البحرين- قحم- 6:
134».
(4)
الهلكة:
الهلاك.
«الصحاح- هلك- 4: 1617».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 69
15-
باب في أول
سورة نزلت و
آخر سورة
219/]-
محمد بن
يعقوب: عن عدة
من أصحابنا،
عن أحمد بن
محمد و سهل بن
زياد، عن
منصور بن
العباس، عن محمد
بن الحسن بن
السري، عن عمه
علي بن السري،
عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«أول ما نزل على
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
اقْرَأْ
بِاسْمِ
رَبِّكَ «1» و
آخره سورة
إِذا جاءَ
نَصْرُ اللَّهِ
وَ
الْفَتْحُ». «2»
220/ [2]-
محمد بن علي
بن بابويه: عن
أحمد بن علي
بن إبراهيم
(رضي الله
عنه)، قال:
حدثني أبي، عن
حدي إبراهيم
بن هاشم، عن
علي بن معبد،
عن الحسين بن
خالد، قال:
قال الرضا
(عليه السلام):
«سمعت أبي يحدث
عن أبيه
(عليهما
السلام)، أن
أول سورة نزلت
بِسْمِ
اللَّهِ
الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ
اقْرَأْ
بِاسْمِ
رَبِّكَ «3» و
آخر سورة نزلت
إِذا جاءَ
نَصْرُ
اللَّهِ وَ
الْفَتْحُ». «4»
221/ [3]-
سعد بن
عبدالله: عن
أحمد بن محمد
بن عيسى، و محمد
بن الحسين بن
أبي الخطاب و
غيرهما، عن
أحمد بن محمد
بن أبي نصر،
عن هشام بن
سالم، عن سعد بن
طريف الخفاف،
قال: قلت لأبي
جعفر (عليه
السلام):
ما
تقول فيمن أخذ
عنكم علما
فنسيه؟ قال:
«لا حجة عليه،
إنما الحجة
على من سمع
منا حديثا
فأنكره، أو
بلغه فلم يؤمن
به و كفر،
فأما النسيان
فهو موضوع عنه،
إن أول سورة
نزلت على رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): سَبِّحِ
اسْمَ
رَبِّكَ
الْأَعْلَى «5»
فنسيها فلم
تلزمه حجة في
نسيانها، و
لكن الله
تبارك و تعالى
أمضى له ذلك،
ثم قال:
سَنُقْرِئُكَ
فَلا تَنْسى». «6»
__________________________________________________
1-
الكافي 2: 460/ 5.
2-
عيون أخبار
الرّضا (عليه
السّلام) 2: 6/ 12.
3-
مختصر بصائر
الدرجات: 93.
(1) العلق: 96:
1.
(2) النّصر
110: 1.
(3) العلق 96: 1.
(4) النّصر
110: 1.
(5) الأعلى
87: 1.
(6) الأعلى
87: 6. [.....]
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 70
16-
باب في ذكر
الكتب
المأخوذ منها
الكتاب
1-
تفسير الشيخ
الثقة أبي
الحسن علي بن
إبراهيم، فكل
ما ذكرته عنه
فهو منه.
2-
تفسير الشيخ
أبو النضر
محمد بن مسعود
العياشي، و كل
ما ذكرته عنه
فهو منه.
3-
كتاب بصائر
الدرجات
للشيخ الثقة
أبي جعفر محمد
بن الحسن
الصفار، و كل
ما ذكرته عنه
فهو منه.
4-
كتاب بصائر
الدرجات
للشيخ الثقة
سعد بن عبدالله
القمي. «1»
5-
كتاب الكافي
للشيخ ثقة
الإسلام أبي
جعفر محمد بن
يعقوب الكليني،
و كل ما ذكرته
عنه فهو منه.
6-
كتاب الشيخ
الثقة أبي
العباس
عبدالله بن جعفر
الحميري قرب
الإسناد، و كل
ما ذكرته عنه
فهو منه.
7-
كتاب غيبة
الشيخ الجليل
أبي عبدالله
محمد بن
إبراهيم
المعروف بابن
زينب، و كل ما
ذكرته عنه فهو
منه.
8-
كتب الشيخ أبي
عبدالله محمد
بن محمد بن
النعمان
المفيد:
أ-
كتاب الإرشاد.
ب-
كتاب الأمالي.
ج-
كتاب
الإختصاص.
9-
كتاب الزهد
للحسين بن
سعيد الثقة
الأهوازي.
10-
كتاب التمحيص
له أيضا.
11-
كتاب سليم بن
قيس الهلالي.
12-
كتاب روضة
الواعظين
للشيخ الجليل
محمد بن أحمد
بن علي
الفتال،
المعروف بابن
الفارسي.
13-
كتاب الشيخ
الفقيه أبي
الحسن محمد بن
أحمد بن علي
بن الحسين بن
شاذان.
14-
كتاب مسائل
الثقة الجليل
علي بن جعفر
بن محمد بن
علي بن الحسين
(عليهم
السلام)، عن
أخيه أبي
الحسن موسى بن
جعفر (عليهما
السلام).
15-
كتب الشيخ
الثقة رئيس
المحدثين أبي
جعفر محمد بن
علي بن الحسين
بن بابويه
القمي:
__________________________________________________
(1) مراده
مختصر بصائر
الدرجات.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 71
أ-
كتاب من لا
يحضره الفقيه.
ب-
كتاب كمال
الدين و تمام
النعمة، في
الغيبة.
ج-
كتاب معاني
الأخبار.
د-
كتاب علل
الشرائع.
ه-
كتاب بشارات
الشيعة.
و-
كتاب صفات
الشيعة.
ز-
كتاب التوحيد.
ح-
كتاب عيون
أخبار الرضا
(عليه السلام).
ط-
كتاب الخصال.
ي-
كتاب ثواب
الأعمال و
عقاب الأعمال.
16-
كتب شيخ
الطائفة أبي
جعفر محمد بن
الحسن الطوسي:
أ-
كتاب التهذيب.
ب-
كتاب
الاستبصار.
ج-
كتاب الأمالي.
«1»
17-
كتاب الخصائص
للسيد الأجل
محمد بن
الحسين الرضي
الموسوي.
18-
كتاب المناقب
الفاخرة في
العترة
الطاهرة للسيد
الرضي أيضا.
19-
كتاب المحاسن
للشيخ الثقة
أبي جعفر أحمد
بن محمد بن
خالد البرقي.
20-
كتاب تفسير
مجمع البيان
لأبي علي
الفضل بن
الحسن
الطبرسي.
21-
كتاب جوامع
الجامع
للطبرسي.
22-
كتاب كشف نهج
البيان تفسير
الشيخ محمد بن
الحسن
الشيباني.
23-
كتاب صحيفة
الرضا (عليه
السلام).
24-
كتاب مصباح
الشريعة ينسب
لمولانا و
إمامنا جعفر
بن محمد
الصادق (عليه
السلام).
25-
كتاب الفاضل
ولي بن نعمة
الله الحسيني
الرضوي الحائري،
المسمى
بمنهاج الحق و
اليقين.
26-
كتاب تفسير
نهج البيان. «2»
27-
كتاب جامع
الأخبار، و
الأخذ منه
قليل.
28-
كتاب تأويل
الآيات
الباهرة في
العترة الطاهرة،
تأليف الشيخ
الكامل شرف
الدين النجفي.
__________________________________________________
(1) زاد في
«ط»: كتاب
المجالس.
(2) هو نفس
الكتاب
المتقدّم في
(22)، أنظر الذريعة
18: 523.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 72
29-
كتاب الشيخ
محمد بن
العباس بن
مروان بن الماهيار-
بالياء
المنقطة
تحتها نقطتين،
و بعد الألف
الراء
المهملة-
المعروف ب (ابن
الجحام)
بالجيم
المضمومة و
الحاء المهملة
بعدها، أبو
عبدالله
البزاز،
بالباء الموحدة
من تحت و
الزايين
المعجمتين
بينهما ألف.
قال
النجاشي، و
العلامة في
الخلاصة: إنه
ثقة ثقة، و هو
كتاب ما أنزل
من القرآن في
أهل البيت
(عليهم
السلام)، قال
النجاشي و
العلامة: قال جماعة
من أصحابنا:
إنه لم يصنف
في معناه
مثله، و قيل:
إنه ألف ورقة.
انتهى
كلامهما.
و
هذا الكتاب لم
أقف عليه، لكن
أنقل عنه ما
نقله الشيخ
شرف الدين
النجفي
المقدم ذكره،
و لم يتفق له
العثور على
مجموع كتاب
محمد بن العباس،
بل من بعض
سورة الإسراء
إلى آخر
القرآن، و أنا
إن شاء الله
تعالى أذكر ما
ذكره عنه.
30-
كتاب تحفة
الإخوان.
31-
كتاب الطرائف
للسيد أبي
القاسم علي بن
موسى بن جعفر
بن محمد بن
أحمد ابن
طاوس.
32-
كتاب تحفة
الأبرار
للسيد حسين بن
مساعد الحسيني
النجفي، و ما
أنقله عن
الجمهور، من
هذا الكتاب و
من الذي قبله،
من كتاب
الطرائف.
33-
كتاب ربيع
الأبرار
تصنيف محمود
الزمخشري الملقب
عندهم جار
الله.
34-
كتاب الكشاف
له أيضا.
35-
كتاب موفق بن
أحمد، و هذان
الرجلان من
أعيان علماء
الجمهور.
36-
كتاب المناقب
للشيخ الفاضل
محمد بن علي بن
شهر آشوب.
37-
كتاب الشيخ
الفاضل أبي
الحسين ورام.
38-
كتاب
الاحتجاج
للشيخ أحمد بن
علي بن أبي
طالب الطبرسي.
39-
كتاب كامل
الزيارات
للشيخ الثقة
أبي القاسم
جعفر بن محمد
بن قولويه.
40-
كتاب الشيخ
عمر بن
إبراهيم
الأوسي.
41-
كتاب تفسير
مولانا و
إمامنا أبي
محمد الحسن بن
علي العسكري
(عليهما
السلام).
42-
كتاب الشيخ
الفاضل رجب
البرسي.
و
غير ذلك من
الكتب يأتي
ذكرها في
الكتاب.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 73
17-
باب في ما
ذكره الشيخ
علي بن
إبراهيم في
مطلع تفسيره
قال:
بسم الله
الرحمن
الرحيم تفسير
الكتاب
المجيد،
المنزل من عند
العزيز الحميد،
الفعال لما
يريد على محمد
النبي الرشيد
(صلى الله
عليه و آله و
سلم)، و هو
تفسير مولانا
أبي عبدالله
جعفر بن محمد
الصادق (صلى
الله عليه و
على آبائه و
أبنائه و سلم
تسليما). «1»
[قال
أمير
المؤمنين
(عليه السلام):
«فجاءهم النبي
(صلى الله
عليه و آله)]
بنسخة ما في
الصحف
الأولى، و
تصديق الذي
بين يديه، و
تفصيل الحلال
من ريب
الحرام، ذلك
القرآن
فاستنطقوه و
لن ينطق لكم،
فيه أنباء ما
مضى، و علم ما يأتي
إلى يوم
القيامة، و
حكم ما بينكم،
و بيان ما
أصبحتم فيه
تختلفون، و لو
سألتموني
لأخبرتكم عنه
لأني أعلمكم».
و
قال
النبي (صلى
الله عليه و
آله)، في حجة
الوداع، في
مسجد الخيف:
«إني فرطكم، و
إنكم واردون علي
الحوض، عرضه
ما بين بصرى و
صنعاء، فيه
قدحان من فضة
عدد النجوم،
ألا و إني
سائلكم عن الثقلين».
قالوا:
يا رسول الله،
و ما الثقلان؟
قال:
«كتاب الله
الثقل
الأكبر، طرف
بيد الله، و
طرفه الآخر
بأيديكم،
فتمسكوا به لن
تضلوا و لن
تزلوا، و
الثقل الأصغر
عترتي و أهل
بيتي، فإنه
نبأني اللطيف
الخبير أنهما
لن يفترقا حتى
يردا علي
الحوض،
كإصبعي هاتين-
و جمع بين سبابتيه-
و لا أقول
كهاتين- و جمع
بين سبابته و
الوسطى- فتفضل
هذه على هذه».
فالقرآن
عظيم قدره،
جليل خطره،
بين شرفه، من تمسك
به هدي، و من
تولى عنه ضل و
زل، و أفضل ما
عمل به
القرآن، لقول
الله عز و جل
لنبيه (صلى الله
عليه و آله): وَ
نَزَّلْنا
عَلَيْكَ
الْكِتابَ
تِبْياناً
لِكُلِّ
شَيْءٍ وَ
هُدىً وَ رَحْمَةً
وَ بُشْرى
لِلْمُسْلِمِينَ
«2» و قال: وَ
أَنْزَلْنا
إِلَيْكَ
الذِّكْرَ
لِتُبَيِّنَ
لِلنَّاسِ ما
نُزِّلَ
إِلَيْهِمْ «3»
ففرض الله عز
و جل على نبيه
(صلى الله
عليه و آله) أن
يبين للناس ما
في القرآن من
الأحكام و
الفرائض و
السنن، و فرض
على الناس
التفقه و
التعليم
__________________________________________________
(1) هذا
كلام السيّد
البحراني
(رضوان اللّه
عليه)، و بعده
مقدّمة عليّ
بن إبراهيم
(رحمه اللّه)
في تفسيره 1: 1. و
لم يذكر مصنّف
البرهان المقدّمة
من أوّلها، بل
بدأ بخطبة
أمير المؤمنين
(عليه
السّلام) من
آخرها.
(2) النّحل
16: 89.
(3) النحل 16:
44.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 74
و
العمل بما فيه
حتى لا يسع
أحدا جهله، و
لا يعذر في
تركه.
و
نحن ذاكرون و
مخبرون بما
ينتهي إلينا،
و رواه
مشايخنا و
ثقاتنا، عن
الذين فرض
الله طاعتهم، و
أوجب
ولايتهم، و لا
يقبل العمل
إلا بهم.
و هم
الذين وصفهم
الله تبارك و
تعالى، و فرض
سؤالهم، و
الأخذ منهم،
فقال:
فَسْئَلُوا
أَهْلَ
الذِّكْرِ
إِنْ
كُنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ
«1» فعلمهم عن
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)، و
هم الذين قال
الله تبارك و
تعالى في كتابه
المجيد، و
خاطبهم فى
قوله: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا
ارْكَعُوا وَ
اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا
رَبَّكُمْ وَ
افْعَلُوا
الْخَيْرَ
لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ
وَ جاهِدُوا فِي
اللَّهِ
حَقَّ
جِهادِهِ
هُوَ
اجْتَباكُمْ
وَ ما جَعَلَ
عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ
مِنْ حَرَجٍ
مِلَّةَ
أَبِيكُمْ
إِبْراهِيمَ
هُوَ سَمَّاكُمُ
الْمُسْلِمِينَ
مِنْ قَبْلُ
وَ فِي هذا-
القرآن-
لِيَكُونَ
الرَّسُولُ
شَهِيداً
عَلَيْكُمْ-
يا معشر
الأئمة- وَ
تَكُونُوا شُهَداءَ
عَلَى
النَّاسِ. «2»
فرسول
الله شهيد
عليهم، و هم
شهداء على
الناس،
فالعلم
عندهم، و القرآن
معهم، و دين
الله عز و جل
الذي ارتضاه لأنبيائه
و ملائكته و
رسله منهم
يقتبس، و هو
قول
أمير
المؤمنين
(عليه السلام):
«ألا إن العلم
الذي هبط به
آدم (عليه
الصلاة و
السلام) من السماء
إلى الأرض، و
جميع ما فضل «3»
به النبيون إلى
خاتم
النبيين،
عندي و عند
عترة خاتم
النبيين،
فأين يتاه
بكم، بل أين
تذهبون؟».
و
قال
أيضا أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
في خطبته: «لقد
علم
المستحفظون
من أمة «4» محمد
(صلى الله عليه
و آله) أنه قال:
إني و أهل
بيتي مطهرون،
فلا تسبقوهم
فتضلوا، و لا
تتخلفوا عنهم
فتزلوا، و لا
تخالفوهم
فتجهلوا، و لا
تعلموهم
فإنهم أعلم
منكم، «5» أعلم
الناس كبارا،
و أحلم الناس
صغارا،
فاتبعوا الحق
و أهله حيث
كان».
ففي
الذي ذكرنا من
عظيم خطر
القرآن و علم
الأئمة (صلوات
الله عليهم)
كفاية لمن شرح
الله صدره، و
نور قلبه، و
هداه
للإيمان، و من
عليه بدينه، و
بالله
نستعين، و عليه
نتوكل، و هو
حسبنا و نعم
الوكيل. «6»
فالقرآن
منه ناسخ، و
منه منسوخ، و
منه محكم، و
منه متشابه، و
منه خاص، و
منه عام، و
منه تقديم، و
منه تأخير، و
منه منقطع
معطوف، و منه
حرف مكان حرف،
و منه محرف، و
منه على خلاف
ما أنزل الله
عز و جل.
و
منه لفظه عام
و معناه خاص،
و منه لفظه
خاص و معناه
عام، و منه
آيات بعضها في
سورة و تمامها
في سورة أخرى،
و منه ما «7» تأويله
في تنزيله، و
منه ما تأويله
مع تنزيله، و
منه ما تأويله
قبل تنزيله، و
منه ما تأويله
بعد تنزيله، و
منه رخصة
إطلاق بعد
الحصر، و منه
رخصة صاحبها
فيها
بالخيار، إن
شاء فعل، و إن
شاء ترك، و
منه رخصة
__________________________________________________
(1) النّحل
16: 43.
(2) الحجّ 22: 77
و 78.
(3) في
المصدر: ما
فضلت.
(4) في «ط»
نسخة بدل، و
المصدر:
أصحاب.
(5) في
المصدر زيادة:
هم.
(6) في
المصدر زيادة:
قال أبو الحسن
علي بن
إبراهيم
الهاشمي
القمي.
(7) (ما) ليس
في «ط».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 75
ظاهرها
خلاف باطنها،
يعمل بظاهرها
و لا يدان بباطنها،
و منه على لفظ
الخبر و معناه
حكاية عن قوم،
و منه آيات
نصفها منسوخة
و نصفها متروكة
على حالها، و
منه مخاطبة
لقوم و معناه
لقوم آخرين، و
منه مخاطبة
للنبي (عليه و
آله السلام) و
المعني أمته،
و منه ما لفظه
واحد «1» و معناه
جمع، و منه ما
لا يعرف
تحريمه إلا
بتحليله.
و
منه رد على
الملحدين، و
منه رد على
الزنادقة، و
منه رد على
الثنوية «2»، و
منه رد على
الجهمية «3»، و
منه رد على
الدهرية «4»، و
منه رد على
عبدة النيران،
و منه رد على
عبدة
الأوثان، و
منه رد على
المعتزلة، و
منه رد على
القدرية «5»، و
منه رد على
المجبرة «6»، و
منه رد على كل
من أنكر من
المسلمين
الثواب و
العقاب بعد
الموت يوم
القيامة، و
منه رد على من
أنكر المعراج
و الإسراء، و
منه رد على من
أنكر الميثاق
في الذر، و
منه رد على من
أنكر خلق الجنة
و النار، و
منه رد على من
أنكر المتعة و
الرجعة، و منه
رد على من وصف
الله عز و جل.
و
منه مخاطبة
الله عز و جل
لأمير
المؤمنين و الأئمة
(عليهم
السلام)، و ما
ذكره الله من
فضائلهم، و
منه خروج
القائم (عليه
السلام)، و أخبار
الرجعة، و ما
وعد الله
تبارك و تعالى
الأئمة (صلوات
الله عليهم
أجمعين) من
النصر و الانتقام
من أعدائهم.
و
منه شرائع
الإسلام، و
أخبار
الأنبياء
(عليهم
السلام)، و
مولدهم، و
مبعثهم، و
شريعتهم، و هلاك
أمتهم، و منه
ما أنزل الله
في مغازي
النبي (صلى
الله عليه و آله)،
و منه ترغيب و
ترهيب، و فيه
أمثال، و فيه
قصص.
و
نحن ذاكرون من
جميع ما ذكرنا
آية آية في
أول الكتاب مع
خبرها،
ليستدل بها
على غيرها، و
يعرف بها علم
ما في الكتاب،
و بالله
التوفيق و الاستعانة،
و عليه نتوكل
و به نستعين،
و نسأله
الصلاة على
محمد و آله
الطاهرين
الذين أذهب
الله عنهم
الرجس و طهرهم
تطهيرا.
فأما
الناسخ و
المنسوخ، فإن
عدة النساء
كانت في
الجاهلية إذا
مات الرجل
تعتد امرأته
سنة، فلما بعث
الله رسوله
(صلى الله
عليه و آله) لم
ينقلهم عن
ذلك، و تركهم
على عاداتهم، و
أنزل الله
بذلك قرآنا،
فقال: وَ
الَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ
مِنْكُمْ وَ
يَذَرُونَ
أَزْواجاً
وَصِيَّةً
لِأَزْواجِهِمْ
مَتاعاً إِلَى
الْحَوْلِ
غَيْرَ
إِخْراجٍ «7»
فكانت العدة
حولا، فلما
قوي الإسلام
__________________________________________________
(1) في المصدر:
مفرد. [.....]
(2)
الثنوية: و هو
مذهب يقول
بإلهين إله للخير
و إله للشر، و
يرمز لهما
بالنّور و
الظلام و
أنّهما
أزليان.
«الملل و
النحل 1: 224،
المقالات و
الفرق:
194».
(3)
الجهمية:
طائفة من
الخوارج من
مرجئة أهل
خراسان،
نسبوا إلى جهم
بن صفوان، و
زعموا أنّ أهل
القبلة كلّهم
مؤمنون
بإقرارهم
الظاهر بالإيمان،
و رجّوا لهم
المغفرة
جميعا. «الملل و
النحل 1: 79،
المقالات و
الفرق: 6».
(4)
الدّهرية:
الذين يقولون
بقدم العالم و
قدم الدهر و
عدم الإيمان
بالآخرة.
«المقالات و
الفرق: 64 و 194».
(5)
القدرية: هم
المنسوبون إلى
القدم و
يزعمون أن كلّ
عبد خالق
فعله، و لا يرون
المعاصي و
الكفر بتقدير
اللّه و
مشيئته. و قيل:
المراد من
القدرية
المعتزلة
لإسناد أفعالهم
إلى القدر.
«مجمع
البحرين- قدر- 3:
451».
(6)
الجبرية: خلاف
القدرية، و
قالوا: ليس لنا
صنع و نحن
مجبورون يحدث
اللّه لنا الفعل
عند الفعل، و
قيل: المراد
من الجبرية الأشاعرة.
«مجمع
البحرين- جبر- 3:
241».
(7) البقرة
2: 240.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 76
أنزل
الله تعالى:
وَ الَّذِينَ
يُتَوَفَّوْنَ
مِنْكُمْ وَ
يَذَرُونَ
أَزْواجاً
يَتَرَبَّصْنَ
بِأَنْفُسِهِنَّ
أَرْبَعَةَ
أَشْهُرٍ وَ
عَشْراً «1»
فنسخت
مَتاعاً
إِلَى
الْحَوْلِ
غَيْرَ إِخْراجٍ.
و
مثله: أن
المرأة كانت
في الجاهلية
إذا زنت «2» تحبس
في بيتها حتى
تموت، و الرجل
يؤذى، فأنزل الله
في ذلك: وَ
اللَّاتِي
يَأْتِينَ
الْفاحِشَةَ
مِنْ
نِسائِكُمْ
فَاسْتَشْهِدُوا
عَلَيْهِنَّ
أَرْبَعَةً
مِنْكُمْ
فَإِنْ
شَهِدُوا
فَأَمْسِكُوهُنَّ
فِي الْبُيُوتِ
حَتَّى
يَتَوَفَّاهُنَّ
الْمَوْتُ
أَوْ
يَجْعَلَ
اللَّهُ
لَهُنَّ
سَبِيلًا «3» وَ
الَّذانِ
يَأْتِيانِها
مِنْكُمْ فَآذُوهُما
فَإِنْ تابا
وَ أَصْلَحا
فَأَعْرِضُوا
عَنْهُما إِنَّ
اللَّهَ كانَ
تَوَّاباً
رَحِيماً «4»
فلما قوي
الإسلام،
أنزل الله:
الزَّانِيَةُ
وَ الزَّانِي
فَاجْلِدُوا
كُلَّ واحِدٍ
مِنْهُما
مِائَةَ
جَلْدَةٍ «5»
فنسخت تلك. و
مثله كثير
نذكره في
مواضعه، إن
شاء الله
تعالى.
و
أما المحكم،
فمثل قوله
تعالى: يا
أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذا
قُمْتُمْ
إِلَى الصَّلاةِ
فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ
وَ أَيْدِيَكُمْ
إِلَى
الْمَرافِقِ
وَ امْسَحُوا
بِرُؤُسِكُمْ
وَ
أَرْجُلَكُمْ
إِلَى
الْكَعْبَيْنِ
«6» و منه:
حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ
وَ الدَّمُ وَ
لَحْمُ
الْخِنْزِيرِ
«7»، و قوله: حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ
أُمَّهاتُكُمْ
وَ بَناتُكُمْ
وَ
أَخَواتُكُمْ
«8» إلى آخر
الآية، فهذا
كله محكم قد
استغني
بتنزيله عن
تأويله، و
مثله كثير.
و
أما
المتشابه،
فما ذكرنا مما
لفظه واحد و
معناه مختلف،
فمنه الفتنة
التي ذكرها
الله تعالى في
القرآن: فمنها
عذاب و هو قوله:
يَوْمَ هُمْ
عَلَى
النَّارِ
يُفْتَنُونَ
«9» أي يعذبون، و
منها الكفر و
هو قوله: وَ
الْفِتْنَةُ
أَكْبَرُ
مِنَ
الْقَتْلِ «10»
أي الكفر، و
منها الحب و
هو قوله:
أَنَّما
أَمْوالُكُمْ
وَ
أَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ
«11» يعني
به الحب، و
منها
الاختبار و هو
قوله: الم أَ
حَسِبَ
النَّاسُ
أَنْ
يُتْرَكُوا
أَنْ يَقُولُوا
آمَنَّا وَ
هُمْ لا
يُفْتَنُونَ
«12» أي لا
يختبرون، و
مثله كثير
نذكره في
مواضعه، و منه
الحق و هو على
وجوه كثيرة، و
منه الضلال و
هو على وجوه
كثيرة، فهذا
من المتشابه
الذي لفظه
واحد و معناه
مختلف.
و
أما ما لفظه
عام و معناه
خاص، فمثل
قوله تعالى:
يا بَنِي
إِسْرائِيلَ
اذْكُرُوا
نِعْمَتِيَ
الَّتِي
أَنْعَمْتُ
عَلَيْكُمْ
__________________________________________________
(1) البقرة
2: 234.
(2) في «ط»
زيادة: كانت.
(3) في
المصدر زيادة:
و في الرجل.
(4) النساء
4: 15 و 16.
(5) النور 24: 2.
(6)
المائدة 5: 6.
(7)
المائدة 5: 3.
(8) النساء
4: 23. [.....]
(9)
الذاريات 51: 13.
(10)
البقرة 2: 217.
(11)
الأنفال 8: 28.
(12)
العنكبوت 29: 1 و 2.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 77
وَ
أَنِّي فَضَّلْتُكُمْ
عَلَى
الْعالَمِينَ
«1» فهذه لفظها عام
و معناها خاص،
لأنه فضلهم
على عالمي
زمانهم
بأشياء خصصهم
بها، و قوله
تعالى: وَ
أُوتِيَتْ
مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ «2»
يعني بلقيس،
فلفظه عام و
معناه خاص،
لأنها لم تؤت
أشياء كثيرة،
منها الذكر و
اللحية، و
قوله تعالى:
رِيحٌ فِيها
عَذابٌ
أَلِيمٌ
تُدَمِّرُ
كُلَّ شَيْءٍ
بِأَمْرِ
رَبِّها «3»
فلفظه عام و
معناه خاص،
لأنها تركت
أشياء كثيرة
لم تدمرها.
و
أما ما لفظه
خاص و معناه
عام، فقوله:
مِنْ أَجْلِ
ذلِكَ
كَتَبْنا
عَلى بَنِي
إِسْرائِيلَ
أَنَّهُ مَنْ
قَتَلَ
نَفْساً
بِغَيْرِ نَفْسٍ
أَوْ فَسادٍ
فِي
الْأَرْضِ
فَكَأَنَّما
قَتَلَ
النَّاسَ
جَمِيعاً وَ
مَنْ
أَحْياها فَكَأَنَّما
أَحْيَا
النَّاسَ
جَمِيعاً «4» فلفظ
الآية خاص في
بني إسرائيل،
و معناه عام
في الناس
كلهم.
و
أما التقديم و
التأخير، فإن
آية عدة
النساء الناسخة
تقدمت على
المنسوخة في التأليف،
و قد قدمت آية
عدة النساء
أربعة أشهر و
عشرا على آية
عدة سنة، و
كان يجب أولا
أن تقرأ
المنسوخة
التي نزلت
قبل، ثم
الناسخة التي نزلت
بعد.
و
قوله تعالى:
أَ فَمَنْ
كانَ عَلى
بَيِّنَةٍ مِنْ
رَبِّهِ وَ
يَتْلُوهُ
شاهِدٌ
مِنْهُ وَ
مِنْ
قَبْلِهِ
كِتابُ مُوسى إِماماً
وَ رَحْمَةً «5»
فقال
الصادق (عليه
السلام): «إنما
أنزل: أ فمن كان
على بينة من
ربه و يتلوه
شاهد منه
إماما و رحمة
و من قبله
كتاب موسى».
و
قوله: إِنْ
هِيَ إِلَّا
حَياتُنَا
الدُّنْيا
نَمُوتُ وَ
نَحْيا «6» و
إنما هو: نحيا
و نموت، لأن
الدهرية لم
يقروا بالبعث
بعد الموت، و
إنما قالوا:
نحيا و نموت،
فقدموا حرفا
على حرف. و
قوله: يا
مَرْيَمُ
اقْنُتِي
لِرَبِّكِ وَ
اسْجُدِي وَ
ارْكَعِي «7» و إنما
هو: اركعي و
اسجدي.
و
قوله تعالى:
فَلَعَلَّكَ
باخِعٌ
نَفْسَكَ عَلى
آثارِهِمْ
إِنْ لَمْ
يُؤْمِنُوا
بِهذَا
الْحَدِيثِ
أَسَفاً «8» و
إنما هو:
فلعلك باخع
نفسك «9» على
آثارهم أسفا،
إن لم يؤمنوا
بهذا الحديث،
و مثله كثير.
و
أما المنقطع
المعطوف، فإن
المنقطع
المعطوف هي
آيات نزلت في
خبر، ثم
انقطعت قبل
تمامها و جاءت
آيات غيرها،
ثم عطفت بعد
ذلك على الخبر
الأول، مثل
قوله تعالى:
وَ إِبْراهِيمَ
إِذْ قالَ
لِقَوْمِهِ
اعْبُدُوا اللَّهَ
وَ اتَّقُوهُ
ذلِكُمْ
خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ
إِنَّما
تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
أَوْثاناً وَ
تَخْلُقُونَ
إِفْكاً
إِنَّ
الَّذِينَ
تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ
__________________________________________________
(1) البقرة
2: 47.
(2) النمل 27:
23.
(3)
الأحقاف 46: 24 و 25.
(4)
المائدة 5: 32.
(5) هود 11: 17.
(6)
المؤمنون 23: 37.
(7) آل
عمران 3: 43.
(8) الكهف 18: 6.
(9) باخع
نفسك: أي قاتل
نفسك بالغم و
الوجد عليهم.
«مجمع
البحرين- بخع- 4:
297».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 78
لا
يَمْلِكُونَ
لَكُمْ
رِزْقاً
فَابْتَغُوا
عِنْدَ
اللَّهِ
الرِّزْقَ وَ
اعْبُدُوهُ
وَ اشْكُرُوا
لَهُ
إِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ
«1» ثم انقطع خبر
إبراهيم،
فقال مخاطبة
لأمة محمد: وَ
إِنْ
تُكَذِّبُوا فَقَدْ
كَذَّبَ
أُمَمٌ مِنْ
قَبْلِكُمْ
وَ ما عَلَى
الرَّسُولِ
إِلَّا
الْبَلاغُ
الْمُبِينُ
أَ وَ لَمْ
يَرَوْا
كَيْفَ
يُبْدِئُ
اللَّهُ
الْخَلْقَ
ثُمَّ
يُعِيدُهُ
إِنَّ ذلِكَ
عَلَى
اللَّهِ
يَسِيرٌ «2» إلى
قوله: أُولئِكَ
يَئِسُوا
مِنْ
رَحْمَتِي وَ
أُولئِكَ
لَهُمْ
عَذابٌ
أَلِيمٌ «3» ثم
عطف بعد هذه
الآية على قصة
إبراهيم،
فقال: فَما
كانَ جَوابَ
قَوْمِهِ
إِلَّا أَنْ
قالُوا
اقْتُلُوهُ
أَوْ حَرِّقُوهُ
فَأَنْجاهُ
اللَّهُ مِنَ
النَّارِ. «4»
و
مثله في قصة
لقمان قوله:
وَ إِذْ قالَ
لُقْمانُ
لِابْنِهِ وَ
هُوَ
يَعِظُهُ يا
بُنَيَّ لا
تُشْرِكْ
بِاللَّهِ
إِنَّ
الشِّرْكَ
لَظُلْمٌ
عَظِيمٌ «5» ثم
انقطعت وصية
لقمان لابنه،
فقال: وَ
وَصَّيْنَا
الْإِنْسانَ
بِوالِدَيْهِ
حَمَلَتْهُ
أُمُّهُ
وَهْناً عَلى
وَهْنٍ «6» إلى
قوله:
فَأُنَبِّئُكُمْ
بِما
كُنْتُمْ
تَعْمَلُونَ
«7» ثم عطف على
خبر لقمان،
فقال: يا
بُنَيَّ
إِنَّها إِنْ
تَكُ مِثْقالَ
حَبَّةٍ مِنْ
خَرْدَلٍ
فَتَكُنْ فِي
صَخْرَةٍ
أَوْ فِي
السَّماواتِ
أَوْ فِي
الْأَرْضِ
يَأْتِ بِهَا
اللَّهُ «8» و
مثله كثير.
و
أما ما هو حرف
مكان حرف،
فقوله:
لِئَلَّا يَكُونَ
لِلنَّاسِ
عَلَيْكُمْ
حُجَّةٌ إِلَّا
الَّذِينَ
ظَلَمُوا
مِنْهُمْ «9»
يعني و لا
الذين ظلموا،
و قوله: يا
مُوسى لا
تَخَفْ
إِنِّي لا
يَخافُ
لَدَيَّ
الْمُرْسَلُونَ
إِلَّا مَنْ
ظَلَمَ «10» يعني
و لا من ظلم، و
قوله: وَ ما كانَ
لِمُؤْمِنٍ
أَنْ
يَقْتُلَ
مُؤْمِناً إِلَّا
خَطَأً «11» يعني
و لا خطأ، و
قوله: لا
يَزالُ
بُنْيانُهُمُ
الَّذِي
بَنَوْا رِيبَةً
فِي
قُلُوبِهِمْ
إِلَّا أَنْ
تَقَطَّعَ
قُلُوبُهُمْ
«12» يعني حتى
تقطع قلوبهم،
و مثله كثير.
و
أما ما هو على
خلاف ما أنزل
الله، فهو
قوله: كُنْتُمْ
خَيْرَ
أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ
تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ
وَ
تَنْهَوْنَ
عَنِ
الْمُنْكَرِ
وَ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ «13»
فقال
أبو عبد الله
(عليه السلام)
لقارئ هذه الآية:
«خير أمة
يقتلون أمير
المؤمنين
(عليه السلام)،
و الحسن و
الحسين ابني
علي (عليهم
الصلاة و
السلام)؟!»
فقيل له: و كيف
أنزلت، يا ابن
رسول الله؟
فقال:
«إنما أنزلت:
كنتم خير أئمة
أخرجت للناس،
ألا ترى مدح
الله لهم في
آخر الآية:
__________________________________________________
(1)
العنكبوت 29: 16 و 17.
[.....]
(2)
العنكبوت 29: 18 و 19.
(3)
العنكبوت 29: 23.
(4)
العنكبوت 29: 24.
(5) لقمان 31:
13.
(6) لقمان 31:
14.
(7) لقمان 31:
15.
(8) لقمان 31:
16.
(9) البقرة
2: 150.
(10) النمل 27:
10 و 11.
(11)
النساء 4: 92.
(12)
التوبة 0: 110.
(13) آل
عمران 3: 110.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 79
تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ
وَ تَنْهَوْنَ
عَنِ
الْمُنْكَرِ
وَ
تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ؟
و
مثله
أنه
قرئ على أبي
عبد الله
(عليه السلام):
وَ الَّذِينَ
يَقُولُونَ
رَبَّنا هَبْ
لَنا مِنْ أَزْواجِنا
وَ
ذُرِّيَّاتِنا
قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَ اجْعَلْنا
لِلْمُتَّقِينَ
إِماماً «1»
فقال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «لقد
سألوا الله
عظيما أن
يجعلهم
للمتقين إماما»
فقيل له:
يا
ابن رسول
الله، كيف
نزلت هذه
الآية؟ فقال: «إنما
نزلت: الذين
يقولون ربنا
هب لنا من
أزواجنا و
ذرياتنا قرة
أعين و اجعل
لنا من
المتقين إماما».
و
قوله: لَهُ
مُعَقِّباتٌ
مِنْ بَيْنِ
يَدَيْهِ وَ
مِنْ خَلْفِهِ
يَحْفَظُونَهُ
مِنْ أَمْرِ
اللَّهِ «2»
فقال
أبو عبدالله
(عليه السلام):
«كيف يحفظه الشيء
من أمر الله،
و كيف يكون
المعقب من بين
يديه؟!» فقيل
له: و كيف يكون
ذلك، يا ابن
رسول الله؟
فقال:
«إنما نزلت: له
معقبات من
خلفه و رقيب
من بين يديه
يحفظونه بأمر
الله»
و
مثله كثير.
و
أما ما هو
محرف منه فهو
قوله: لكِنِ
اللَّهُ يَشْهَدُ
بِما
أَنْزَلَ
إِلَيْكَ- في
علي- أَنْزَلَهُ
بِعِلْمِهِ
وَ
الْمَلائِكَةُ
يَشْهَدُونَ
«3» و قوله: يا
أَيُّهَا
الرَّسُولُ بَلِّغْ
ما أُنْزِلَ
إِلَيْكَ
مِنْ رَبِّكَ-
في علي- وَ
إِنْ لَمْ
تَفْعَلْ
فَما
بَلَّغْتَ
رِسالَتَهُ «4»
و قوله:
إِنَّ
الَّذِينَ
كَفَرُوا وَ
ظَلَمُوا- آل
محمد حقهم-
لَمْ يَكُنِ
اللَّهُ
لِيَغْفِرَ لَهُمْ
«5» و قوله: وَ
سَيَعْلَمُ
الَّذِينَ
ظَلَمُوا- آل
محمد حقهم-
أَيَّ
مُنْقَلَبٍ
يَنْقَلِبُونَ
«6» و قوله: «و لو
ترى الذين
ظلموا»- آل
محمد حقهم-
فِي غَمَراتِ
الْمَوْتِ «7» و
مثله كثير
نذكره في
مواضعه «8».
__________________________________________________
(1)
الفرقان 25: 74.
(2) الرّعد
13: 11. [.....]
(3)
النّساء 4: 166.
(4)
المائدة 5: 67.
(5)
النّساء 4: 168.
(6)
الشّعراء 26: 227.
(7) الآية
في القرآن
المجيد هكذا:
وَ لَوْ تَرى
إِذِ
الظَّالِمُونَ
فِي غَمَراتِ
الْمَوْتِ.
الأنعام 6: 93.
(8) هذا
تبنّي على أن
يكون مراد
القمّي من «ما
هو محرّف منه»
هو الحذف و
الاسقاط
للفظ، و أمّا
إذا كان مراده
ما ذكره الفيض
نفسه من «أن مرادهم
بالتحريف و
التغيير و
الحذف إنّما
هو من حيث
المعنى دون
اللفظ أي
حرّفوه و
غيّروه في
تفسيره و تأويله،
أي حملوه على
خلاف ما هو
عليه في نفس
الأمر» فلا
وجه لنسبة
القول
بالتحريف-
بمعنى النقصان-
إلى القمّي
بعد عدم وجود
تصريح منه
بالاعتقاد
بمضامين
الأخبار
الواردة في
تفسيره، و
القول بما
دلّت عليه
ظواهرها، بل
يحتمل إرادته
المعنى الذي
ذكره الفيض
كما يدلّ عليه
ما جاء في
رسالة الإمام
إلى سعد الخير
فيما رواه
الكليني.
مضافا
إلى
أن
القمّي نفسه
روى في تفسيره
2: 451، باسناده عن
مولانا
الصّادق (عليه
السّلام) قال:
«إن رسول اللّه
(صلى اللّه
عليه و آله)،
قال لعليّ
(عليه
السّلام): القرآن
خلف فراشي في
الصّحف و
الحرير و
القراطيس،
فخذوه و
اجمعوه و لا
تضيّعوه كما
ضيّف اليهود
التوراة».
و
يؤكّد هذا
الاحتمال
كلام الشيخ
الصّدوق، و دعوى
الإجماع من
بعض الأكابر
على القول
بعدم التحريف.
أنظر: اعتقادات
الصّدوق: 93،
أوائل
المقالات:
55:
التبيان 1: 3.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 80
و
أما ما لفظه
جمع و معناه
واحد، و هو ما
جاء «1» في
الناس، فقوله:
يا أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا لا
تَخُونُوا
اللَّهَ وَ
الرَّسُولَ
وَ تَخُونُوا
أَماناتِكُمْ
«2» نزلت في أبي
لبابة بن
عبدالله بن
المنذر خاصة،
«3» و قوله: يا
أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا لا
تَتَّخِذُوا
عَدُوِّي وَ
عَدُوَّكُمْ
أَوْلِياءَ «4»
نزلت في حاطب
بن أبي بلتعة
«5»، و قوله:
الَّذِينَ
قالَ لَهُمُ
النَّاسُ
إِنَّ النَّاسَ
قَدْ
جَمَعُوا
لَكُمْ «6»،
نزلت في نعيم بن
مسعود
الأشجعي، «7» و
قوله: وَ
مِنْهُمُ
الَّذِينَ
يُؤْذُونَ
النَّبِيَّ
وَ يَقُولُونَ
هُوَ أُذُنٌ «8»
نزلت في
عبدالله بن
نفيل خاصة، «9» و
مثله كثير
نذكره في
مواضعه.
و
أما ما لفظه
واحد و معناه
جمع، فقوله:
وَ جاءَ
رَبُّكَ وَ
الْمَلَكُ
صَفًّا
صَفًّا «10» فاسم
الملك واحد و
معناه جمع، و
قوله: أَ لَمْ
تَرَ أَنَّ
اللَّهَ
يَسْجُدُ
لَهُ مَنْ فِي
السَّماواتِ
وَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ وَ
الشَّمْسُ وَ
الْقَمَرُ وَ
النُّجُومُ
وَ الْجِبالُ
وَ الشَّجَرُ
«11» فلفظ الشجر
واحد و معناه
جمع.
و
أما ما لفظه
ماض و هو
مستقبل،
فقوله: وَ
يَوْمَ
يُنْفَخُ فِي
الصُّورِ
فَفَزِعَ
مَنْ فِي
السَّماواتِ
وَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ
شاءَ اللَّهُ
وَ كُلٌّ
أَتَوْهُ
داخِرِينَ «12» و
قوله: وَ
نُفِخَ فِي
الصُّورِ
فَصَعِقَ
مَنْ فِي
السَّماواتِ
وَ مَنْ فِي
الْأَرْضِ
إِلَّا مَنْ
شاءَ اللَّهُ
ثُمَّ نُفِخَ
فِيهِ أُخْرى
فَإِذا هُمْ
قِيامٌ
يَنْظُرُونَ
وَ
أَشْرَقَتِ
الْأَرْضُ بِنُورِ
رَبِّها وَ
وُضِعَ
الْكِتابُ وَ
جِيءَ
بِالنَّبِيِّينَ
وَ
الشُّهَداءِ
وَ قُضِيَ
بَيْنَهُمْ
بِالْحَقِّ
وَ هُمْ لا
يُظْلَمُونَ
وَ وُفِّيَتْ
كُلُّ نَفْسٍ
ما عَمِلَتْ
وَ هُوَ أَعْلَمُ
بِما
يَفْعَلُونَ.
«13»
إلى
آخر الآية،
فهذا كله ما
لم يكن بعد و
في لفظة الآية
أنه قد كان، و
مثله كثير.
و
أما الآيات
التي هي في
سورة و تمامها
في سورة أخرى،
فقوله في سورة
البقرة في قصة
بني إسرائيل،
حين عبر بهم
موسى البحر، و
أغرق الله
فرعون و
أصحابه، و أنزل
موسى ببني
إسرائيل،
فأنزل الله
عليهم المن و
السلوى،
فقالوا لموسى:
لَنْ
نَصْبِرَ عَلى
طَعامٍ
واحِدٍ
فَادْعُ لَنا
رَبَّكَ يُخْرِجْ
لَنا مِمَّا
تُنْبِتُ
الْأَرْضُ مِنْ
بَقْلِها وَ
قِثَّائِها
وَ فُومِها وَ
عَدَسِها وَ
بَصَلِها-
فقال لهم
موسى- أَ
تَسْتَبْدِلُونَ
الَّذِي هُوَ
أَدْنى
بِالَّذِي
هُوَ خَيْرٌ
اهْبِطُوا
مِصْراً
فَإِنَّ
لَكُمْ ما
__________________________________________________
(1) في «ط»
نسخة بدل و
المصدر: و هو
جار.
(2)
الأنفال 8: 27.
(3) أسباب
النزول
للسيوطي 1: 173.
(4)
الممتحنة 60: 1.
(5) أسباب
النزول
للسيوطي 2: 162.
(6) آل
عمران 3: 173.
(7) تفسير
القمي 1: 125، مجمع
البيان 2: 888.
(8) التوبة
9: 61. [.....]
(9) تفسير
القمي 1: 300.
(10) الفجر 89:
22.
(11) الحج 22: 18.
(12) النمل 27:
87.
(13) الزمر 39:
68- 70.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 81
سَأَلْتُمْ
«1» فقالوا: يا
مُوسى إِنَّ
فِيها قَوْماً
جَبَّارِينَ
وَ إِنَّا
لَنْ نَدْخُلَها
حَتَّى
يَخْرُجُوا
مِنْها
فَإِنْ يَخْرُجُوا
مِنْها
فَإِنَّا
داخِلُونَ «2»
فنصف الآية في
سورة البقرة،
و نصفها في
سورة المائدة.
و
قوله:
اكْتَتَبَها
فَهِيَ
تُمْلى
عَلَيْهِ
بُكْرَةً وَ
أَصِيلًا «3»
فرد الله
عليهم: وَ ما
كُنْتَ
تَتْلُوا
مِنْ
قَبْلِهِ
مِنْ كِتابٍ
وَ لا
تَخُطُّهُ
بِيَمِينِكَ
إِذاً لَارْتابَ
الْمُبْطِلُونَ
«4» فنصف الآية
في سورة الفرقان،
و نصفها في
سورة
العنكبوت، «5» و
مثله كثير نذكره
في مواضعه، إن
شاء الله.
و
أما الآية
التي نصفها
منسوخة و
نصفها متروكة
على حالها،
فقوله: وَ لا
تَنْكِحُوا
الْمُشْرِكاتِ
حَتَّى
يُؤْمِنَّ و
ذلك أن
المسلمين
كانوا ينكحون
أهل الكتاب من
اليهود و
النصارى، و
ينكحونهم،
فأنزل الله:
وَ لا
تَنْكِحُوا
الْمُشْرِكاتِ
حَتَّى
يُؤْمِنَّ وَ
لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ
خَيْرٌ مِنْ
مُشْرِكَةٍ
وَ لَوْ أَعْجَبَتْكُمْ
وَ لا
تُنْكِحُوا
الْمُشْرِكِينَ
حَتَّى
يُؤْمِنُوا
وَ لَعَبْدٌ
مُؤْمِنٌ
خَيْرٌ مِنْ
مُشْرِكٍ وَ
لَوْ أَعْجَبَكُمْ
«6» فنهى الله أن
ينكح المسلم
المشركة، أو
ينكح المشرك
المسلمة. ثم
نسخ قوله: وَ
لا
تَنْكِحُوا
الْمُشْرِكاتِ
حَتَّى
يُؤْمِنَّ،
بقوله في سورة
المائدة:
الْيَوْمَ
أُحِلَّ
لَكُمُ الطَّيِّباتُ
وَ طَعامُ
الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ
حِلٌّ لَكُمْ
وَ
طَعامُكُمْ
حِلٌّ لَهُمْ وَ
الْمُحْصَناتُ
مِنَ
الْمُؤْمِناتِ
وَ الْمُحْصَناتُ
مِنَ
الَّذِينَ
أُوتُوا الْكِتابَ
مِنْ
قَبْلِكُمْ
إِذا
آتَيْتُمُوهُنَّ
أُجُورَهُنَّ
«7» فنسخت هذه
الآية قوله: وَ
لا
تَنْكِحُوا
الْمُشْرِكاتِ
حَتَّى يُؤْمِنَّ
و ترك قوله: وَ
لا
تُنْكِحُوا
الْمُشْرِكِينَ
حَتَّى
يُؤْمِنُوا
لم ينسخ، لأنه
لا يحل للمسلم
أن ينكح
المشرك، و يحل
له أن يتزوج
المشركة من
اليهود و
النصارى.
و
قوله: وَ
كَتَبْنا
عَلَيْهِمْ
فِيها أَنَّ النَّفْسَ
بِالنَّفْسِ
وَ الْعَيْنَ
بِالْعَيْنِ
وَ الْأَنْفَ
بِالْأَنْفِ
وَ الْأُذُنَ
بِالْأُذُنِ
وَ السِّنَّ
بِالسِّنِّ
وَ
الْجُرُوحَ
قِصاصٌ «8» ثم نسخت
هذه الآية
بقوله: كُتِبَ
عَلَيْكُمُ
الْقِصاصُ
فِي
الْقَتْلى
الْحُرُّ
بِالْحُرِّ وَ
الْعَبْدُ
بِالْعَبْدِ
وَ الْأُنْثى
بِالْأُنْثى
«9» فنسخت قوله:
النَّفْسَ
بِالنَّفْسِ
إلى قوله: وَ
السِّنَّ
بِالسِّنِّ و
لم ينسخ قوله:
وَ
الْجُرُوحَ
قِصاصٌ فنصف
الآية منسوخة،
و نصفها
متروكة.
و
أما ما تأويله
في تنزيله،
فكل آية نزلت
في حلال أو في
حرام، مما لا
يحتاج فيها
إلى تأويل مثل
قوله:
حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ
أُمَّهاتُكُمْ
وَ بَناتُكُمْ
وَ
أَخَواتُكُمْ
وَ
عَمَّاتُكُمْ
وَ
خالاتُكُمْ «10»
و قوله:
__________________________________________________
(1) البقرة
1: 61.
(2)
المائدة 5: 22.
(3)
الفرقان 25: 5.
(4)
العنكبوت 29: 48.
(5) في «س»:
القصص، و في
المصدر: القصص
و العنكبوت. و
لم يرد الرد
إلا في
العنكبوت.
(6) البقرة
2: 221.
(7) المائدة
5: 5.
(8)
المائدة 5: 45.
(9) البقرة
2: 178. [.....]
(10)
النساء 4: 23.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 82
حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمُ
الْمَيْتَةُ
وَ الدَّمُ وَ
لَحْمُ
الْخِنْزِيرِ
«1» و مثله كثير مما
تأويله في
تنزيله، و هو
من المحكم
الذي ذكرناه.
و
أما ما تأويله
مع تنزيله،
فمثل قوله:
أَطِيعُوا
اللَّهَ وَ
أَطِيعُوا
الرَّسُولَ
وَ أُولِي
الْأَمْرِ
مِنْكُمْ «2»
فلم يستغن
الناس بتنزيل
الآية حتى فسر
لهم رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
أولي «3» الأمر،
و قوله:
اتَّقُوا اللَّهَ
وَ كُونُوا
مَعَ
الصَّادِقِينَ
«4» فلم يستغن
الناس الذين
سمعوا هذا من
النبي (صلى
الله عليه و
آله) بتنزيل الآية
حتى أخبرهم
النبي (عليه و
على آله الصلاة
و السلام) من
الصادقون، و
قوله: وَ
أَقِيمُوا
الصَّلاةَ وَ
آتُوا
الزَّكاةَ «5»
فلم يستغن الناس
بهذا حتى
أخبرهم النبي
(عليه و على
آله الصلاة و
السلام) كم
يصلون، و كم
يصومون، و كم
يزكون.
و
أما ما تأويله
قبل تنزيله،
فالأمور التي
حدثت في عصر
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)،
مما لم يكن
عند النبي
(صلى الله
عليه و آله)
فيها حكم،
مثل: آية
الظهار، فإن
العرب في
الجاهلية كانوا
إذا ظاهر الرجل
من امرأته
حرمت عليه إلى
الأبد، فلما هاجر
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
إلى المدينة
ظاهر رجل من
امرأته، يقال
له: أوس بن
الصامت فجاءت
امرأته إلى
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
فأخبرته
بذلك، فانتظر
النبي (صلى
الله عليه و
آله) الحكم عن
الله، فأنزل
الله تبارك و
تعالى:
الَّذِينَ
يُظاهِرُونَ
مِنْكُمْ
مِنْ
نِسائِهِمْ
ما هُنَّ
أُمَّهاتِهِمْ
إِنْ
أُمَّهاتُهُمْ
إِلَّا
اللَّائِي
وَلَدْنَهُمْ
«6» و مثله ما نزل
في اللعان و
غيره مما لم
يكن عند النبي
(صلى الله
عليه و آله) فيه
حكم حتى نزل
عليه القرآن
به، عن الله
عز و جل، فكان
التأويل قد
تقدم التنزيل.
و
أما ما تأويله
بعد تنزيله،
فالأمور التي
حدثت في عصر
النبي (صلى
الله عليه و
آله) و بعده من غصب
آل محمد (عليه
و عليهم
الصلاة و
السلام) حقهم،
و ما وعدهم
الله من النصر
على أعدائهم،
و ما أخبر
الله به نبيه
(عليه و على
آله الصلاة و
السلام) من
أخبار القائم
(عليه السلام) و
خروجه، و
أخبار
الرجعة، و
الساعة، في
قوله: وَ
لَقَدْ
كَتَبْنا فِي
الزَّبُورِ
مِنْ بَعْدِ
الذِّكْرِ
أَنَّ
الْأَرْضَ
يَرِثُها عِبادِيَ
الصَّالِحُونَ.
«7»
و
قوله: وَعَدَ
اللَّهُ
الَّذِينَ
آمَنُوا مِنْكُمْ
وَ عَمِلُوا
الصَّالِحاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي
الْأَرْضِ
كَمَا
اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ
مِنْ
قَبْلِهِمْ
وَ
لَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ
دِينَهُمُ
الَّذِي
ارْتَضى
لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ
خَوْفِهِمْ
أَمْناً
يَعْبُدُونَنِي
لا
يُشْرِكُونَ
بِي شَيْئاً «8»
نزلت في
القائم من آل
محمد (عليه
الصلاة و
السلام).
و
قوله: وَ
نُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ
عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا
فِي
الْأَرْضِ وَ
نَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَ
نَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ
__________________________________________________
(1)
المائدة 5: 3.
(2) النساء
4: 59.
(3) في
المصدر: من
أولو.
(4) التوبة
9: 119.
(5) البقرة
2: 43.
(6)
المجادلة 58: 2.
(7)
الأنبياء 21: 105.
(8) النور 24:
55.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 83
وَ
نُمَكِّنَ
لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ «1» و
مثله كثير مما
تأويله بعد
تنزيله.
و
أما ما هو
متفق اللفظ و
مختلف
المعنى،
فقوله: وَ
سْئَلِ
الْقَرْيَةَ
الَّتِي
كُنَّا فِيها
وَ الْعِيرَ
الَّتِي
أَقْبَلْنا
فِيها «2» يعني
أهل القرية، و
أهل العير و
قوله: وَ تِلْكَ
الْقُرى
أَهْلَكْناهُمْ
لَمَّا
ظَلَمُوا «3»
يعني أهل
القرى، و مثله
كثير نذكره في
موضعه.
و
أما الرخصة
التي هي بعد
عزيمة، فإن
الله تبارك و
تعالى فرض
الوضوء و
الغسل
بالماء، فقال:
يا أَيُّهَا
الَّذِينَ
آمَنُوا إِذا
قُمْتُمْ
إِلَى
الصَّلاةِ
فَاغْسِلُوا
وُجُوهَكُمْ
وَ
أَيْدِيَكُمْ
إِلَى
الْمَرافِقِ
وَ امْسَحُوا
بِرُؤُسِكُمْ
وَ
أَرْجُلَكُمْ
إِلَى
الْكَعْبَيْنِ
وَ إِنْ
كُنْتُمْ
جُنُباً
فَاطَّهَّرُوا
«4» ثم رخص لمن لم
يجد الماء
التيمم
بالتراب،
فقال: وَ إِنْ
كُنْتُمْ
مَرْضى أَوْ
عَلى سَفَرٍ
أَوْ جاءَ
أَحَدٌ
مِنْكُمْ
مِنَ
الْغائِطِ
أَوْ
لامَسْتُمُ
النِّساءَ
فَلَمْ
تَجِدُوا ماءً
فَتَيَمَّمُوا
صَعِيداً
طَيِّباً
فَامْسَحُوا
بِوُجُوهِكُمْ
وَ
أَيْدِيكُمْ.
«5»
و
مثله قوله
تعالى:
حافِظُوا
عَلَى
الصَّلَواتِ
وَ الصَّلاةِ
الْوُسْطى وَ
قُومُوا لِلَّهِ
قانِتِينَ «6»
ثم رخص، فقال:
فَإِنْ
خِفْتُمْ
فَرِجالًا
أَوْ
رُكْباناً. «7»
و
قوله: فَإِذا
قَضَيْتُمُ
الصَّلاةَ
فَاذْكُرُوا
اللَّهَ قِياماً
وَ قُعُوداً
وَ عَلى
جُنُوبِكُمْ
«8»
فقال
العالم (عليه
السلام):
«الصحيح يصلي
قائما، و
المريض يصلي
جالسا، فمن لم
يقدر فمضطجعا يومئ
إيماء»
، و
هذه رخصة بعد
العزيمة.
و
أما الرخصة
التي صاحبها
بالخيار- إن
شاء أخذ، و إن
شاء ترك- فإن
الله عز و جل
رخص أن يعاقب
الرجل الرجل
على فعله به،
فقال: وَ
جَزاءُ
سَيِّئَةٍ
سَيِّئَةٌ
مِثْلُها
فَمَنْ عَفا
وَ أَصْلَحَ
فَأَجْرُهُ
عَلَى
اللَّهِ «9»
فهذا بالخيار،
إن شاء عاقب،
و إن شاء عفا.
و
أما الرخصة
التي ظاهرها
خلاف باطنها،
يعمل بظاهرها،
و لا يدان
ببطانها، فإن
الله تبارك و
تعالى نهى أن
يتخذ المؤمن
الكافر وليا،
فقال: لا يَتَّخِذِ
الْمُؤْمِنُونَ
الْكافِرِينَ
أَوْلِياءَ
مِنْ دُونِ
الْمُؤْمِنِينَ
وَ مَنْ
يَفْعَلْ
ذلِكَ
فَلَيْسَ
مِنَ اللَّهِ
فِي شَيْءٍ «10»
ثم رخص عند
التقية أن
يصلي بصلاته،
و يصوم
بصيامه، و
يعمل بعمله في
ظاهره، و أن يدين
الله
__________________________________________________
(1) القصص 28: 5
و 6.
(2) يوسف 12: 82.
(3) الكهف 18:
59.
(4)
المائدة 5: 6.
(5)
المائدة 5: 6. [.....]
(6) البقرة
2: 238.
(7) البقرة
2: 239.
(8) النّساء
4: 103.
(9)
الشّورى 42: 40.
(10) آل
عمران 3: 28.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 84
في
باطنه بخلاف
ذلك، فقال:
إِلَّا أَنْ
تَتَّقُوا
مِنْهُمْ
تُقاةً «1» فهذا
تفسير
الرخصة، و
معنى
قول
الصادق (عليه
السلام): «إن
الله تبارك و
تعالى يحب أو
يؤخذ برخصه،
كما يحب أن
يؤخذ بعزائمه».
و
أما ما لفظه
خبر و معناه
حكاية، فقوله:
وَ لَبِثُوا
فِي
كَهْفِهِمْ
ثَلاثَ
مِائَةٍ سِنِينَ
وَ
ازْدَادُوا
تِسْعاً «2» و
هذا حكاية عنهم،
و الدليل على
أنه حكاية، ما
رد الله عليهم
في قوله: قُلِ
اللَّهُ
أَعْلَمُ
بِما
لَبِثُوا
لَهُ غَيْبُ
السَّماواتِ
وَ الْأَرْضِ.
«3»
و
قوله يحكي قول
قريش: ما
نَعْبُدُهُمْ
إِلَّا
لِيُقَرِّبُونا
إِلَى
اللَّهِ
زُلْفى «4» فهو
على لفظ الخبر
و معناه
حكاية، و مثله
كثير نذكره في
مواضعه.
و
أما ما هو
مخاطبة للنبي
(عليه و على
آله الصلاة و
السلام) و
المعنى
لأمته، فقوله:
يا أَيُّهَا
النَّبِيُّ
إِذا
طَلَّقْتُمُ
النِّساءَ
فَطَلِّقُوهُنَّ
لِعِدَّتِهِنَّ
«5» فالمخاطبة للنبي
(عليه و على
آله الصلاة و
السلام) و
المعنى
لأمته، و قوله
تعالى: وَ لا
تَجْعَلْ
مَعَ اللَّهِ
إِلهاً آخَرَ
فَتُلْقى فِي
جَهَنَّمَ
مَلُوماً
مَدْحُوراً «6»
و مثله كثير
مما خاطب به
نبيه (صلى
الله عليه و
آله) و المعنى
لأمته، و هو
قول
الصادق (عليه
السلام): «إن
الله بعث نبيه
(صلى الله
عليه و آله)
بإياك أعني، و
اسمعي يا جارة».
و
أما ما هو
مخاطبة لقوم و
معناه لقوم
آخرين، فقوله:
وَ قَضَيْنا
إِلى بَنِي
إِسْرائِيلَ
فِي
الْكِتابِ
لَتُفْسِدُنَّ-
أنتم، يا معشر
أمة محمد- فِي
الْأَرْضِ
مَرَّتَيْنِ
وَ
لَتَعْلُنَّ
عُلُوًّا
كَبِيراً «7»
فالمخاطبة
لبني
إسرائيل، و المعنى
لأمة محمد
(صلى الله
عليه و آله).
و
أما الرد على
الزنادقة،
فقوله: وَ
مَنْ نُعَمِّرْهُ
نُنَكِّسْهُ
فِي
الْخَلْقِ أَ
فَلا يَعْقِلُونَ
«8» و ذلك أن
الزنادقة
زعمت أن
الإنسان إنما
يتولد بدوران
الفلك، فإذا
وقعت النطفة في
الرحم تلقتها
الأشكال و
الغذاء، و مر
عليها الليل و
النهار،
فيتربى
الإنسان و
يكبر لذلك،
فقال الله
تعالى ردا
عليهم: وَ
مَنْ نُعَمِّرْهُ
نُنَكِّسْهُ
فِي
الْخَلْقِ أَ
فَلا
يَعْقِلُونَ
يعني من يكبر
و يعمر يرجع
إلى حد
الطفولية،
يأخذ في
النقصان و
النكسة.
فلو
كان هذا- كما
زعموا- لوجب
أن يزيد
الإنسان ما
دامت الأشكال
قائمة، و
الليل و
النهار يدوران
عليه، فلما
بطل هذا، و
كان من تدبير
الله عز و جل،
أخذ في
النقصان عند
منتهى عمره.
و
أما الرد على
الثنوية،
فقوله: مَا
اتَّخَذَ اللَّهُ
مِنْ وَلَدٍ
وَ ما كانَ
مَعَهُ مِنْ إِلهٍ
إِذاً
لَذَهَبَ
كُلُّ إِلهٍ
بِما خَلَقَ
قال:
__________________________________________________
(1) آل
عمران 3: 28.
(2) الكهف 18:
25.
(3) الكهف 18:
26.
(4) الزّمر
39: 3.
(5)
الطّلاق 65: 1.
(6)
الإسراء 17: 39.
(7)
الإسراء 17: 4.
(8) يس 36: 68.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 85
لو
كان إلهان
لطلب كل واحد
منهما العلو،
و إذا شاء
واحد أن يخلق
إنسانا، فشاء
الآخر أن
يخالفه فيخلق
بهيمة، فيكون
الخلق منهما
على مشيئتهما
و اختلاف
إرادتهما إنسانا
و بهيمة في
حالة واحدة.
فهذا
من أعظم
المحال غير
موجود، فإذا
بطل هذا، و لم
يكن بينهما
اختلاف، بطل
الاثنان، و
كان واحدا، و
هذا التدبير و
اتصاله و قوام
بعضه ببعض و
اختلاف الأهواء
و الإرادات و
المشيئات يدل
على صانع واحد،
و هو قول الله
عز و جل: مَا
اتَّخَذَ اللَّهُ
مِنْ وَلَدٍ
وَ ما كانَ
مَعَهُ مِنْ
إِلهٍ إِذاً
لَذَهَبَ
كُلُّ إِلهٍ
بِما خَلَقَ وَ
لَعَلا
بَعْضُهُمْ
عَلى بَعْضٍ «1»
و قوله: لَوْ
كانَ فِيهِما
آلِهَةٌ
إِلَّا اللَّهُ
لَفَسَدَتا. «2»
و
أما الرد على
عبدة
الأوثان،
فقوله: إِنَّ
الَّذِينَ
تَدْعُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ عِبادٌ
أَمْثالُكُمْ
فَادْعُوهُمْ
فَلْيَسْتَجِيبُوا
لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ
صادِقِينَ أَ
لَهُمْ
أَرْجُلٌ
يَمْشُونَ
بِها أَمْ لَهُمْ
أَيْدٍ
يَبْطِشُونَ
بِها أَمْ
لَهُمْ
أَعْيُنٌ
يُبْصِرُونَ
بِها أَمْ لَهُمْ
آذانٌ
يَسْمَعُونَ
بِها قُلِ
ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ
ثُمَّ
كِيدُونِ
فَلا تُنْظِرُونِ.
«3»
و
قوله يحكي قول
إبراهيم (عليه
السلام): أَ
فَتَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ
اللَّهِ ما لا
يَنْفَعُكُمْ
شَيْئاً وَ لا
يَضُرُّكُمْ
أُفٍّ لَكُمْ
وَ لِما
تَعْبُدُونَ
مِنْ دُونِ اللَّهِ
أَ فَلا
تَعْقِلُونَ
«4» و قوله: قُلِ
ادْعُوا
الَّذِينَ
زَعَمْتُمْ
مِنْ دُونِهِ
فَلا
يَمْلِكُونَ
كَشْفَ
الضُّرِّ
عَنْكُمْ وَ
لا
تَحْوِيلًا «5».
و قوله: أَ
فَمَنْ
يَخْلُقُ
كَمَنْ لا
يَخْلُقُ أَ
فَلا
تَذَكَّرُونَ
«6» و مثله كثير
مما هو رد على
الزنادقة و
عبدة الأوثان.
و
أما الرد على
الدهرية، فإن
الدهرية
زعموا أن
الدهر لم يزل
و لا يزال
أبدا، و ليس
له مدبر و لا
صانع، و
أنكروا البعث
و النشور،
فحكى الله عز
و جل قولهم
فقال: وَ
قالُوا ما
هِيَ إِلَّا حَياتُنَا
الدُّنْيا نَمُوتُ
وَ نَحْيا- و
إنما قالوا
نحيا و نموت- وَ
ما
يُهْلِكُنا
إِلَّا
الدَّهْرُ وَ
ما لَهُمْ
بِذلِكَ مِنْ
عِلْمٍ إِنْ
هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ
«7» فرد الله
عليهم، فقال
عز و جل: يا أَيُّهَا
النَّاسُ
إِنْ
كُنْتُمْ فِي
رَيْبٍ مِنَ
الْبَعْثِ
فَإِنَّا
خَلَقْناكُمْ
مِنْ تُرابٍ
ثُمَّ مِنْ
نُطْفَةٍ
ثُمَّ مِنْ
عَلَقَةٍ
ثُمَّ مِنْ
مُضْغَةٍ
مُخَلَّقَةٍ
وَ غَيْرِ
مُخَلَّقَةٍ
لِنُبَيِّنَ
لَكُمْ وَ
نُقِرُّ فِي
الْأَرْحامِ
ما نَشاءُ إِلى
أَجَلٍ
مُسَمًّى
ثُمَّ
نُخْرِجُكُمْ
طِفْلًا
ثُمَّ
لِتَبْلُغُوا
أَشُدَّكُمْ
وَ مِنْكُمْ
مَنْ
يُتَوَفَّى
وَ مِنْكُمْ
مَنْ يُرَدُّ
إِلى
أَرْذَلِ
الْعُمُرِ
لِكَيْلا
يَعْلَمَ مِنْ
بَعْدِ
عِلْمٍ
شَيْئاً. «8»
ثم
ضرب للبعث و
النشور مثلا،
فقال: وَ
تَرَى الْأَرْضَ
هامِدَةً- أي
يابسة ميتة-
فَإِذا أَنْزَلْنا
عَلَيْهَا
الْماءَ
اهْتَزَّتْ وَ
رَبَتْ وَ
أَنْبَتَتْ
مِنْ كُلِّ
زَوْجٍ
بَهِيجٍ- أي
حسن- ذلِكَ
بِأَنَّ
اللَّهَ هُوَ
الْحَقُّ وَ
أَنَّهُ
يُحْيِ
الْمَوْتى وَ
أَنَّهُ عَلى
كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ
__________________________________________________
(1)
المؤمنون 23: 91. [.....]
(2)
الأنبياء 21: 22.
(3) الأعراف
7: 194 و 195.
(4)
الأنبياء 21: 66 و 67.
(5)
الإسراء 17: 56.
(6) النحل 16:
17.
(7)
الجاثية 45: 24.
(8) الحج 22: 5.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 86
وَ
أَنَّ
السَّاعَةَ
آتِيَةٌ لا
رَيْبَ فِيها
وَ أَنَّ
اللَّهَ
يَبْعَثُ
مَنْ فِي
الْقُبُورِ. «1»
و
قوله: اللَّهُ
الَّذِي
يُرْسِلُ
الرِّياحَ
فَتُثِيرُ
سَحاباً
فَيَبْسُطُهُ
فِي السَّماءِ
كَيْفَ
يَشاءُ وَ
يَجْعَلُهُ
كِسَفاً
فَتَرَى
الْوَدْقَ
يَخْرُجُ
مِنْ خِلالِهِ
فَإِذا
أَصابَ بِهِ
مَنْ يَشاءُ
مِنْ عِبادِهِ
إِذا هُمْ
يَسْتَبْشِرُونَ
وَ إِنْ
كانُوا مِنْ
قَبْلِ أَنْ
يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ
مِنْ
قَبْلِهِ
لَمُبْلِسِينَ
فَانْظُرْ
إِلى آثارِ
رَحْمَتِ
اللَّهِ كَيْفَ
يُحْيِ
الْأَرْضَ
بَعْدَ
مَوْتِها إِنَّ
ذلِكَ
لَمُحْيِ
الْمَوْتى. «2»
و
قوله: أَ
فَلَمْ
يَنْظُرُوا
إِلَى
السَّماءِ
فَوْقَهُمْ
كَيْفَ
بَنَيْناها
وَ
زَيَّنَّاها
وَ ما لَها مِنْ
فُرُوجٍ وَ
الْأَرْضَ
مَدَدْناها
وَ أَلْقَيْنا
فِيها
رَواسِيَ وَ
أَنْبَتْنا
فِيها مِنْ
كُلِّ زَوْجٍ
بَهِيجٍ- إلى
قوله-: وَ أَحْيَيْنا
بِهِ
بَلْدَةً
مَيْتاً
كَذلِكَ الْخُرُوجُ
«3» و قوله: وَ
ضَرَبَ لَنا
مَثَلًا وَ
نَسِيَ
خَلْقَهُ
قالَ مَنْ
يُحْيِ
الْعِظامَ وَ
هِيَ رَمِيمٌ
قُلْ
يُحْيِيهَا
الَّذِي
أَنْشَأَها
أَوَّلَ
مَرَّةٍ وَ
هُوَ بِكُلِّ
خَلْقٍ
عَلِيمٌ «4» و
مثله كثير مما
هو رد على
الدهرية.
و
أما الرد على
من أنكر
الثواب و
العقاب، فقوله:
يَوْمَ
يَأْتِ لا
تَكَلَّمُ نَفْسٌ
إِلَّا
بِإِذْنِهِ
فَمِنْهُمْ
شَقِيٌّ وَ
سَعِيدٌ
فَأَمَّا
الَّذِينَ
شَقُوا فَفِي
النَّارِ
لَهُمْ فِيها
زَفِيرٌ وَ شَهِيقٌ
خالِدِينَ
فِيها ما
دامَتِ
السَّماواتُ
وَ الْأَرْضُ
إِلَّا ما
شاءَ رَبُّكَ
«5» فإذا قامت
القيامة تبدل
السماوات و
الأرض، و أما
قوله: ما
دامَتِ
السَّماواتُ
وَ الْأَرْضُ
إنما هو في
الدنيا ما
دامت
السماوات و
الأرض.
و
قوله:
النَّارُ
يُعْرَضُونَ
عَلَيْها غُدُوًّا
وَ عَشِيًّا «6»
الغدو و العشي
إنما يكون في
الدنيا في دار
المشركين،
فأما في
القيامة فلا
يكون غدو، و
لا عشي.
و
قوله: لَهُمْ
رِزْقُهُمْ
فِيها
بُكْرَةً وَ
عَشِيًّا «7»
يعني في جنان
الدنيا التي
تنتقل إليها
أرواح
المؤمنين، و
أما في جنات
الخلد فلا
يكون غدو و لا
عشي.
و
قوله: مِنْ
وَرائِهِمْ
بَرْزَخٌ
إِلى يَوْمِ
يُبْعَثُونَ
«8»
فقال
الصادق (عليه
السلام):
«البرزخ
القبر، و فيه «9»
الثواب و العقاب
بين الدنيا و
الآخرة» «10».
و
الدليل على
ذلك أيضا
قول
العالم (عليه
السلام): «و
الله، ما نخاف
عليكم إلا
البرزخ». «11»
__________________________________________________
(1) الحجّ 22: 5-
7.
(2) الرّوم
30: 48- 50.
(3) سورة ق 50:
6- 11.
(4) يس 36: 78 و 79.
(5) هود 11: 105- 107.
(6)
المؤمن: 40: 46.
(7) مريم 19: 62.
[.....]
(8)
المؤمنون 23: 100.
(9) في «س»: و
هو.
(10) تفسير
القمّي 2: 94.
(11) تفسير
القمّي 2: 94.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 87
و
قوله عز و جل:
وَ لا تَحْسَبَنَّ
الَّذِينَ
قُتِلُوا فِي
سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْواتاً
بَلْ
أَحْياءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ
يُرْزَقُونَ
فَرِحِينَ
بِما آتاهُمُ
اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ وَ
يَسْتَبْشِرُونَ
بِالَّذِينَ
لَمْ
يَلْحَقُوا
بِهِمْ مِنْ
خَلْفِهِمْ
أَلَّا
خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ
وَ لا هُمْ
يَحْزَنُونَ
«1».
قال
الصادق (عليه
السلام):
«يستبشرون- و
الله- في الجنة
بمن لم يلحق
بهم من خلفهم
من المؤمنين في
الدنيا» «2»
و
مثله كثير مما
هو رد على من
أنكر الثواب و
العقاب و عذاب
القبر.
و
أما الرد على
من أنكر
المعراج و
الإسراء، فقوله:
وَ هُوَ
بِالْأُفُقِ
الْأَعْلى
ثُمَّ دَنا
فَتَدَلَّى
فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ
أَوْ أَدْنى «3»
و قوله: وَ
سْئَلْ مَنْ
أَرْسَلْنا
مِنْ
قَبْلِكَ
مِنْ رُسُلِنا
«4» و قوله:
فَسْئَلِ
الَّذِينَ
يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ
مِنْ
قَبْلِكَ «5»
يعني
الأنبياء (عليهم
السلام)، و
إنما رآهم في
السماء ليلة أسري
به.
و
أما الرد على
من أنكر
الرؤية،
فقوله: ما كَذَبَ
الْفُؤادُ ما
رَأى أَ
فَتُمارُونَهُ
عَلى ما يَرى
وَ لَقَدْ
رَآهُ
نَزْلَةً
أُخْرى عِنْدَ
سِدْرَةِ
الْمُنْتَهى
عِنْدَها جَنَّةُ
الْمَأْوى. «6»
قال
أبو الحسن علي
بن إبراهيم بن
هاشم: حدثني أبي،
عن أحمد بن
محمد بن أبي
نصر، عن علي
بن موسى الرضا
(عليه السلام)،
قال: قال لي: «يا
أحمد، ما
الخلاف بينكم و
بين أصحاب
هشام بن الحكم
بالنفي للجسم
في التوحيد؟»
فقلت: جعلت
فداك، قلنا
نحن بالصورة،
للحديث الذي
روي «أن رسول
الله (صلى
الله عليه و آله)
رأى ربه في
صورة شاب» و قال
هشام بن الحكم
بالنفي للجسم.
فقال:
«يا أحمد، إن
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
لما أسري به
إلى السماء، و
بلغ عند سدرة
المنتهى، خرق
له في الحجب
مثل سم الإبرة
«7»، فرأى من نور
العظمة ما شاء
الله أن يرى،
و أردتم أنتم
التشبيه، دع
هذا- يا أحمد-
لا ينفتح عليك
منه أمر عظيم».
و
أما الرد على
من أنكر خلق
الجنة و
النار، فقوله:
عِنْدَ
سِدْرَةِ
الْمُنْتَهى
عِنْدَها
جَنَّةُ
الْمَأْوى و
سدرة المنتهى
في السماء
السابعة، و
جنة المأوى
عنده.
قال
علي بن
إبراهيم:
حدثني أبي، عن
حماد، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام)، قال:
«قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): لما أسري
بي إلى السماء،
دخلت الجنة،
فرأيت قصرا من
ياقوتة حمراء،
يرى داخلها من
خارجها، و
خارجها من
__________________________________________________
(1) آل
عمران 3: 169 و 170.
(2) تفسير
القمّي 1: 127.
(3) النّجم
53: 7- 9.
(4)
الزّخرف 43: 45.
(5) يونس 10: 94.
(6) النّجم
53: 11- 15.
(7) السمّ:
الثقب، و منه
سمّ الخياط.
«الصحاح- سمم- 5: 1953».
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 88
داخلها
من ضيائها، و
فيها بنيان «1»
من در و زبرجد،
فقلت: يا
جبرئيل لمن
هذا القصر؟
فقال: هذا لمن
أطاب الكلام،
و أدام
الصيام، و
أطعم الطعام،
و تهجد بالليل
و الناس نيام.
فقال
أمير
المؤمنين
(عليه السلام):
يا رسول الله،
و في أمتك من
يطيق هذا؟
فقال:
ادن مني يا
علي، فدنا
منه، فقال: أ
تدري ما إطابة
الكلام؟ فقال:
الله و رسوله
أعلم. قال: من
قال:
(سبحان
الله و الحمد
لله و لا إله
إلا الله و
الله أكبر).
ثم
قال: أ تدري ما
إدامة
الصيام؟ قال:
الله و رسوله
أعلم. قال: من
صام شهر رمضان
و لم يفطر منه
يوما.
و
تدري ما إطعام
الطعام؟ قال:
الله و رسوله
أعلم. قال: من
طلب لعياله ما
يكف به وجوههم
عن الناس.
و
تدري ما
التهجد
بالليل و
الناس نيام؟
قال: الله و
رسوله أعلم.
قال: من لم ينم
حتى يصلي العشاء
الآخرة، و
يعني بالناس
نيام: اليهود
و النصارى،
فإنهم ينامون
فيما بينهما».
و
بهذا
الإسناد قال:
«قال النبي
(صلى الله
عليه و آله):
لما أسري بي
إلى السماء،
دخلت الجنة،
فرأيت فيها
قيعانا «2»
يققا، «3» و رأيت
فيها
الملائكة
يبنون لبنة من
ذهب و لبنة من
فضة، و ربما
أمسكوا. فقلت
لهم: ما لكم
ربما بنيتم، و
ربما أمسكتم؟
فقالوا: حتى
تأتينا
النفقة. فقلت:
ما نفقتكم.
قالوا: قول المؤمن
في الدنيا:
(سبحان الله و
الحمد لله و
لا إله إلا
الله و الله
أكبر). فإذا
قال بنينا، و
إذا أمسك
أمسكنا».
و
قال:
«قال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): لما أسرى
بي ربي إلى
سبع سماواته،
أخذ بيدي
جبرئيل، فأدخلني
الجنة،
فأجلسني على
درنوك من
درانيك «4»
الجنة،
فناولني
سفرجلة،
فانفلقت نصفين،
فخرجت من
بينهما
حوراء، فقامت
بين يدي،
فقالت: السلام
عليك يا محمد،
السلام عليك يا
أحمد، السلام
عليك يا رسول
الله.
فقلت:
و عليك
السلام، من
أنت؟
فقالت:
أنا الراضية
المرضية،
خلقني الله
الجبار من
ثلاثة أنواع:
أسفلي من
المسك، و وسطي
من العنبر، و
أعلاي من الكافور،
و عجنت بماء
الحيوان، ثم
قال جل ذكره
لي: كوني،
فكنت لأخيك و
ابن عمك و
وصيك علي ابن
أبي طالب».
قال:
و قال أبو
عبدالله (عليه
السلام): «كان
رسول الله
(صلى الله
عليه و آله)
يكثر من تقبيل
فاطمة (عليها
السلام)،
فغضبت من ذلك
عائشة، فقالت:
يا رسول الله،
إنك تكثر
تقبيل فاطمة!
فقال رسول
الله (صلى
الله عليه و
آله): يا
عائشة، إني
لما أسري بي
إلى السماء، و
دخلت الجنة،
فأدناني
جبرئيل (عليه
السلام) من
شجرة طوبى،
ناولني من
ثمارها
فأكلته، فلما
هبطت إلى
الأرض جعل «5»
الله ذلك ماء
في
__________________________________________________
(1) في
المصدر:
بيتان.
(2)
القيعان: جمع
قاع، و القاع:
المستوي من
الأرض.
«الصحاح- قوع- 3: 1274».
(3) أبيض
يقق: أي شديد
البياض ناصعه.
«الصحاح- يقق- 4: 1571».
[.....]
(4)
الدرنوك: ضرب
من البسط ذو
خمل. «الصحاح- درن-
4: 1583».
(5) في
هامش «س»: فحوّل.
و في «ط» و
المصدر: حوّل.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 89
ظهري،
فواقعت خديجة
فحملت
بفاطمة، فما
قبلتها إلا
وجدت رائحة
شجرة طوبى
منها».
و
مثل ذلك كثير
مما هو رد على
من أنكر
المعراج، و
خلق الجنة و
النار.
و
أما الرد على
المجبرة
الذين قالوا:
ليس لنا صنع،
و نحن مجبورون،
يحدث الله لنا
الفعل عند
الفعل، و إنما
الأفعال
المنسوبة إلى
الناس على
المجاز لا على
الحقيقة، و
تأولوا في ذلك
آيات من كتاب
الله عز و جل
لم يعرفوا
معناها، مثل
قوله: وَ ما
تَشاؤُنَ
إِلَّا أَنْ
يَشاءَ
اللَّهُ «1» و
قوله: فَمَنْ
يُرِدِ
اللَّهُ أَنْ
يَهْدِيَهُ
يَشْرَحْ
صَدْرَهُ
لِلْإِسْلامِ
وَ مَنْ
يُرِدْ أَنْ
يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ
صَدْرَهُ
ضَيِّقاً
حَرَجاً «2» و
غير ذلك من
الآيات التي
تأويلها على
خلاف معانيها.
و
فيما قالوا
إبطال الثواب
و العقاب، و
إذا قالوا ذلك
ثم أقروا
بالثواب و
العقاب،
نسبوا الله
تعالى إلى الجور،
و أنه يعذب
على غير
اكتساب و فعل،
تعالى الله عن
ذلك علوا
كبيرا أن
يعاقب أحدا
على غير فعل،
و بغير حجة
واضحة عليه.
و
القرآن كله رد
عليهم، قال
الله تبارك و
تعالى: لا
يُكَلِّفُ
اللَّهُ
نَفْساً
إِلَّا وُسْعَها
لَها ما
كَسَبَتْ وَ
عَلَيْها مَا
اكْتَسَبَتْ
«3» فقوله عز و جل:
(لها و عليها)
هو على
الحقيقة لفعلها.
و قوله:
فَمَنْ
يَعْمَلْ
مِثْقالَ
ذَرَّةٍ
خَيْراً
يَرَهُ وَ
مَنْ
يَعْمَلْ
مِثْقالَ
ذَرَّةٍ
شَرًّا
يَرَهُ «4». و
قوله: كُلُّ
نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ
رَهِينَةٌ «5». و
قوله: ذلِكَ
بِما
قَدَّمَتْ
أَيْدِيكُمْ
«6». و قوله: وَ
أَمَّا
ثَمُودُ
فَهَدَيْناهُمْ
فَاسْتَحَبُّوا
الْعَمى
عَلَى
الْهُدى «7». و قوله:
إِنَّا
هَدَيْناهُ
السَّبِيلَ-
يعني بينا له
طريق الخير و
طريق الشر-
إِمَّا
شاكِراً وَ
إِمَّا
كَفُوراً. «8»
و
قوله: وَ عاداً
وَ ثَمُودَ وَ
قَدْ
تَبَيَّنَ
لَكُمْ مِنْ
مَساكِنِهِمْ
وَ زَيَّنَ
لَهُمُ
الشَّيْطانُ
أَعْمالَهُمْ
فَصَدَّهُمْ
عَنِ السَّبِيلِ
وَ كانُوا
مُسْتَبْصِرِينَ
وَ قارُونَ وَ
فِرْعَوْنَ
وَ هامانَ وَ
لَقَدْ جاءَهُمْ
مُوسى
بِالْبَيِّناتِ
فَاسْتَكْبَرُوا
فِي الْأَرْضِ
وَ ما كانُوا
سابِقِينَ
فَكُلًّا
أَخَذْنا
بِذَنْبِهِ- و
لم يقل
بفعلنا-
فَمِنْهُمْ مَنْ
أَرْسَلْنا
عَلَيْهِ
حاصِباً وَ
مِنْهُمْ
مَنْ
أَخَذَتْهُ
الصَّيْحَةُ
وَ مِنْهُمْ
مَنْ
خَسَفْنا
بِهِ
الْأَرْضَ وَ
مِنْهُمْ
مَنْ
أَغْرَقْنا
وَ ما كانَ
اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ
وَ لكِنْ
كانُوا
أَنْفُسَهُمْ
يَظْلِمُونَ.
«9» و مثله كثير
نذكره، و نذكر
أيضا ما احتجت
به المجبرة من
القرآن، الذي
لم يعرفوا معناه
و تفسيره، في
مواضعه إن شاء
الله.
و
أما الرد على
المعتزلة،
فإن الرد
عليهم من القرآن
كثير، و في
ذلك أن
المعتزلة
قالوا: نحن نخلق
أفعالنا، و
ليس لله فيها
صنع و لا
مشيئة و لا
إرادة، و يكون
ما شاء إبليس،
و لا يكون ما شاء
الله، و
احتجوا بأنهم
خالقون،
لقول
__________________________________________________
(1)
الإنسان 76: 30.
(2)
الأنعام 6: 125.
(3) البقرة
2: 286.
(4)
الزلزلة 99: 7 و 8.
(5)
المدّثر 74: 38.
(6) آل
عمران 3: 182.
(7) فصّلت 41:
17.
(8)
الإنسان 76: 3.
(9)
العنكبوت 29: 38- 40.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 90
الله
عز و جل:
فَتَبارَكَ
اللَّهُ
أَحْسَنُ الْخالِقِينَ
«1» فقالوا: في
الخلق خالقون
غير الله، فلم
يعرفوا معنى
الخلق، و على
كم وجه هو.
فسئل
الصادق (عليه
السلام) أفوض
الله إلى العباد
أمرا؟ فقال:
«الله أجل و
أعظم من ذلك».
فقيل:
فأجبرهم على
ذلك؟ فقال:
«الله أعدل من
أن يجبرهم على
فعل، ثم
يعذبهم عليه».
فقيل
له: فهل بين
هاتين
المنزلتين
منزلة؟ فقال:
«نعم». [فقيل: ما
هي؟ فقال: «سر
من أسرار] ما بين
السماء و
الأرض».
و
في
حديث آخر،
قال: و سئل هل
بين الجبر و
القدر منزلة؟
قال: «نعم». فقيل:
ما هي؟ فقال:
«سر من أسرار الله».
و
في
حديث آخر، أنه
قال: «هكذا خرج
إلينا».
قال:
و حدثني محمد
بن عيسى بن
عبيد، عن
يونس، قال:
قال الرضا
(عليه السلام):
«يا يونس، لا
تقل بقول
القدرية، فإن
القدرية لا
يقولون بقول
أهل الجنة، و
لا بقول أهل
النار، و لا
بقول إبليس
فإن أهل الجنة
قالوا:
الْحَمْدُ
لِلَّهِ
الَّذِي
هَدانا لِهذا
وَ ما كُنَّا
لِنَهْتَدِيَ
لَوْ لا أَنْ
هَدانَا
اللَّهُ «2» و لم
يقولوا بقول
أهل النار،
فإن أهل النار
يقولون:
رَبَّنا
غَلَبَتْ
عَلَيْنا
شِقْوَتُنا «3»
و قال إبليس:
رَبِّ بِما
أَغْوَيْتَنِي».
«4»
فقلت:
يا سيدي، و
الله ما أقول
بقولهم و لكن
أقول: [لا
يكون] إلا ما
شاء الله و
قضى و قدر.
فقال:
«ليس هكذا- يا
يونس- و لكن لا
يكون إلا ما
شاء الله و
أراد و قدر و
قضى، أ تدري
ما المشيئة،
يا يونس؟» قلت:
لا. قال: «هي الذكر
الأول، و تدري
ما الإرادة؟».
قلت: لا. قال: «العزيمة
على ما شاء
الله، و تدري
ما التقدير؟».
قلت: لا. قال: «هو
وضع الحدود من
الآجال، و
الأرزاق، و
البقاء، و
الفناء، و
تدري ما
القضاء؟». قلت:
لا.
قال:
«هو إقامة
العين، و لا
يكون إلا ما
شاء الله في
الذكر الأول».
و
أما الرد على
من أنكر
الرجعة،
فقوله: وَ يَوْمَ
نَحْشُرُ
مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ
فَوْجاً. «5»
قال:
و حدثني أبي،
عن ابن أبي
عمير، عن
حماد، عن أبي
عبد الله (عليه
السلام)، قال:
«ما يقول
الناس في هذه
الآية: وَ
يَوْمَ
نَحْشُرُ
مِنْ كُلِّ
أُمَّةٍ فَوْجاً؟».
قلت: يقولون:
إنها في
القيامة.
قال:
«ليس كما
يقولون، إن
ذلك في
الرجعة، أ يحشر
الله في
القيامة من كل
أمة فوجا و
يدع الباقين؟!
إنما آية يوم
القيامة قوله:
وَ حَشَرْناهُمْ
فَلَمْ
نُغادِرْ
مِنْهُمْ
أَحَداً». «6»
__________________________________________________
(1)
المؤمنون 23: 14.
(2)
الأعراف 7: 43.
(3)
المؤمنون 23: 106. [.....]
(4) الحجر 15:
39.
(5) النّمل
27: 83.
(6) الكهف 18:
47.
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 91
و
قوله: وَ
حَرامٌ عَلى
قَرْيَةٍ
أَهْلَكْناها
أَنَّهُمْ لا
يَرْجِعُونَ
ف «1» قال الصادق (عليه
السلام): «كل
قرية أهلك
الله أهلها
بالعذاب لا
يرجعون في
الرجعة، و أما
في القيامة
فيرجعون، و
الذين محضوا «2»
الإيمان
محضا، و غيرهم
ممن لم يهلكوا
بالعذاب، و
محضوا الكفر
محضا يرجعون».
قال:
و حدثني أبي،
عن ابن أبي
عمير، عن
عبدالله بن
مسكان، عن أبي
عبدالله (عليه
السلام) في قوله:
وَ إِذْ
أَخَذَ
اللَّهُ
مِيثاقَ
النَّبِيِّينَ
لَما
آتَيْتُكُمْ
مِنْ كِتابٍ
وَ حِكْمَةٍ
ثُمَّ
جاءَكُمْ
رَسُولٌ مُصَدِّقٌ
لِما
مَعَكُمْ
لَتُؤْمِنُنَّ
بِهِ وَ
لَتَنْصُرُنَّهُ.
«3»
قال:
«ما بعث الله
نبيا من لدن
آدم، إلا و
يرجع إلى
الدنيا،
فينصر أمير
المؤمنين، و
هو قوله: لَتُؤْمِنُنَّ
بِهِ يعني
رسول الله
(صلى الله عليه
و آله) وَ
لَتَنْصُرُنَّهُ
يعني أمير المؤمنين
(عليه السلام)».
و
مثله كثير مما
وعد الله
تبارك و تعالى
الأئمة (عليهم
السلام) من
الرجعة و
النصر، فقال:
وَعَدَ
اللَّهُ
الَّذِينَ
آمَنُوا
مِنْكُمْ- يا
معشر الأئمة-
وَ عَمِلُوا
الصَّالِحاتِ
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي
الْأَرْضِ
كَمَا
اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ
مِنْ
قَبْلِهِمْ
وَ
لَيُمَكِّنَنَّ
لَهُمْ
دِينَهُمُ
الَّذِي
ارْتَضى
لَهُمْ وَ
لَيُبَدِّلَنَّهُمْ
مِنْ بَعْدِ
خَوْفِهِمْ
أَمْناً
يَعْبُدُونَنِي
لا
يُشْرِكُونَ
بِي شَيْئاً «4»
فهذا مما يكون
إذا رجعوا إلى
الدنيا.
و
قوله: وَ
نُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ
عَلَى الَّذِينَ
اسْتُضْعِفُوا
فِي
الْأَرْضِ وَ
نَجْعَلَهُمْ
أَئِمَّةً وَ
نَجْعَلَهُمُ
الْوارِثِينَ
وَ نُمَكِّنَ
لَهُمْ فِي
الْأَرْضِ «5»
فهذا كله مما
يكون في
الرجعة.
قال:
و حدثني أبي،
عن أحمد بن
النضر، عن عمر
بن شمر، قال:
ذكر عند أبي
جعفر (عليه
السلام) جابر،
فقال: «رحم
الله جابرا،
لقد بلغ من
علمه أنه كان
يعرف تأويل
هذه الآية: إِنَّ
الَّذِي
فَرَضَ
عَلَيْكَ
الْقُرْآنَ لَرادُّكَ
إِلى مَعادٍ «6»
يعني الرجعة».
و
مثله كثير،
نذكره في
مواضعه.
و
أما الرد على
من وصف الله
عز و جل،
فقوله: وَ أَنَّ
إِلى رَبِّكَ
الْمُنْتَهى.
«7»
قال:
حدثني أبي، عن
ابن أبي عمير،
عن جميل، عن
أبي عبدالله
(عليه السلام)،
قال: «إذا
انتهى الكلام
إلى الله فأمسكوا،
أو تكلموا
فيما دون
العرش، و لا
تكلموا فيما
فوق العرش،
فإن قوما
تكلموا فيما
فوق العرش
فتاهت
عقولهم، حتى
كان الرجل
ينادى من بين يديه
فيجيب من
خلفه، و ينادى
من خلفه فيجيب
من بين يديه».
و
قوله
(عليه السلام):
«من تعاطى
مأثما هلك»
فلا
يوصف الله عز
و جل إلا بما
وصف به نفسه
عز و جل، و من
قول أمير
المؤمنين
(عليه السلام)
و خطبه و
كلامه في نفي
الصفة. «8»
__________________________________________________
(1)
الأنبياء 21: 95.
(2) المحض:
الخالص الذي
لم يخالطه
شيء. «مجمع
البحرين- محض- 4:
229».
(3) آل
عمران 3: 81.
(4) النّور
24: 55.
(5) القصص 28: 5
و 6.
(6) القصص 28:
85.
(7) النّجم
53: 42.
(8) قد
يكون على
تقدير: و من
قول أمير المؤمنين
(عليه
السّلام) و
خطبه و كلامه
في نفي الصفة
كثير نذكره في
مواضعه، أو أن
قوله (عليه السّلام)
سقط من أيدي
النساخ، و من
جميل
ما
قاله (عليه
السّلام) في
نفي الصفة:
«كمال الإخلاص
له نفي الصفة
عنه، لشهادة
كلّ صفة أنّها
غير الموصوف،-
البرهان في
تفسير
القرآن، ج1،
ص: 92
و
أما الترغيب،
فقوله: وَ
مِنَ
اللَّيْلِ
فَتَهَجَّدْ
بِهِ
نافِلَةً
لَكَ عَسى
أَنْ
يَبْعَثَكَ
رَبُّكَ
مَقاماً
مَحْمُوداً «1».
و قوله:
هَلْ
أَدُلُّكُمْ
عَلى
تِجارَةٍ
تُنْجِيكُمْ
مِنْ عَذابٍ
أَلِيمٍ
تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَ
رَسُولِهِ وَ
تُجاهِدُونَ
فِي سَبِيلِ
اللَّهِ
بِأَمْوالِكُمْ
وَ
أَنْفُسِكُمْ
ذلِكُمْ
خَيْرٌ
لَكُمْ إِنْ
كُنْتُمْ
تَعْلَمُونَ
يَغْفِرْ
لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ
وَ يُدْخِلْكُمْ
جَنَّاتٍ
تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهارُ.
«2»
و
مثله قوله:
مَنْ جاءَ
بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ
خَيْرٌ
مِنْها «3» و
قوله: مَنْ
جاءَ بِالْحَسَنَةِ
فَلَهُ
عَشْرُ
أَمْثالِها «4».
و قوله:
مَنْ
عَمِلَ
صالِحاً مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثى وَ
هُوَ
مُؤْمِنٌ
فَأُولئِكَ
يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ
يُرْزَقُونَ
فِيها
بِغَيْرِ
حِسابٍ. «5»
و
أما الترهيب،
فمثل قوله: يا
أَيُّهَا
النَّاسُ
اتَّقُوا
رَبَّكُمْ
إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ
شَيْءٌ
عَظِيمٌ. «6» و
قوله: يا
أَيُّهَا
النَّاسُ
اتَّقُوا
رَبَّكُمْ وَ
اخْشَوْا
يَوْماً لا
يَجْزِي
والِدٌ عَنْ
وَلَدِهِ وَ
لا مَوْلُودٌ
هُوَ جازٍ عَنْ
والِدِهِ
شَيْئاً
إِنَّ وَعْدَ
اللَّهِ
حَقٌّ فَلا
تَغُرَّنَّكُمُ
الْحَياةُ الدُّنْيا
وَ لا
يَغُرَّنَّكُمْ
بِاللَّهِ
الْغَرُورُ. «7»
و
أما القصص،
فهو ما أخبر
الله تعالى
نبيه (عليه و
على آله
الصلاة و
السلام) من
أخبار الأنبياء
(عليهم الصلاة
و السلام) و
قصصهم في
قوله: نَحْنُ
نَقُصُّ
عَلَيْكَ
نَبَأَهُمْ
بِالْحَقِّ «8».
و قوله:
نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ
أَحْسَنَ
الْقَصَصِ «9». و
قوله:
وَ
لَقَدْ
أَرْسَلْنا
رُسُلًا مِنْ
قَبْلِكَ
مِنْهُمْ
مَنْ
قَصَصْنا
عَلَيْكَ وَ
مِنْهُمْ
مَنْ لَمْ
نَقْصُصْ
عَلَيْكَ. «10» و
مثله كثير، و
نحن نذكر ذلك
كله في
مواضعه، إن
شاء الله، و
إنما ذكرنا من
الأبواب التي
اختصرناها من
الكتاب آية
واحدة ليستدل
بها على
غيرها، و يعرف
معنى ما
ذكرناه مما في
هذا الكتاب من
العلم، و في
الذي ذكرناه
كفاية لمن شرح
الله قلبه و
صدره، و من
عليه بدينه
الذي ارتضاه
لملائكته و
أنبيائه و
رسله.
__________________________________________________
- و
شهادة كلّ
موصوف أنّه
غير الصفة،
فمن وصف اللّه
سبحانه فقد
قرنه، و من
قرنه فقد
ثنّاه، و من
ثنّاه فقد
جزّأه، و من
جزّأه فقد
جهله، و من
جهله فقد أشار
إليه، و من
أشار إليه فقد
حدّه، و من حدّه
فقد عدّه». نهج
البلاغة: 40
الخطبة 1.
(1)
الإسراء 17: 79.
(2) الصّف 61:
10- 12. [.....]
(3) النّمل
27: 89.
(4)
الأنعام 6: 160.
(5) غافر 40: 40.
(6) الحجّ 22: 1.
(7) لقمان 31:
33.
(8) الكهف 18:
13.
(9) يوسف 12: 3.
(10) غافر 40: 78.