حين يعمى القلب [46] [ أفلم يسيروا في الأرض ]
اي لماذا لا يسيرون في الارض ، ليعتبروا باثار السابقين انهم يسيرون فيها و لكن لا يعتبرون .
(1) نور الثقلين / ج 3 ص 506 - 507
[ فتكون لهم قلوب يعقلون بها ]
قد يكون اشتقاق ( قلوب ) لغويا من الفعل ( قلب - يقلب ) اي تقليب الامر بشتى وجوهه و احتمالاته فيكون مدلول القلب قريبا من مدلول ( الفكر ) ، فيكون معنى الآية : افلا يتفكرون في الحياة ، ويعقلون حقائقها ، و كيف حل بمن قبلهم لما عصوا و كانوا يعتدون .
[ أو ءاذان يسمعون بها ]
الانسان : اما ان تكون له القدرة على فهم الحقائق شخصيا ، و اما ان يسمعها و يتلقاها ممن تفكر بها ، لذلك يقـــول القــرآن : " فتكون لهم قلوب يعقلون بها " بصورة مباشرة ، " او اذان يسمعون بها " بالاستفادة من علوم الآخرين و تجاربهم .
[ فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ]حينما لا يوجد عند الانسان فكر ، و ينطفئ نور قلبه ، و لا يستوعب العبر ، فماذا تنفع العين ، و ماذا تعني الأذن ؟!
ان تعبير " التي في الصدور " يشير الى إن الفساد لا يصيب الظاهر من الانسان ، و لكن الذي يفسد - في الحقيقة - هو داخل الانسان ، نفسيته و روحه و كيانه . جاء في الحديث الشريف : عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام : و هو يذكرنا بعمى القلب و كيفيتم اتقاءه : تاه من جهل ، و اهتدى من أبصر و عقل ، ان الله عز و جل يقول : فانها لا تعمى الابصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور .
و كيف يهتدي من لم يبصر ؟ و كيف يبصر من لم يتدبر ؟!
اتبعوا رسول الله و أهل بيته ، إقرأوا بما نزل من عند الله و اتبعوا آثار الهدى ،فانهم علامات الامانة و التقى . (1)
|