110 في كتاب الاحتجاج للطبرسى وروينا بالاسانيد المقدم ذكرها عن أبى الحسن العسكرى (عليه السلام) ان أبا الحسن الرضا (عليه السلام) قال: ان من تجاوز بأمير المؤمنين (عليه السلام) العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن الضالين.
111 ـ في الاستبصار روى الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن معوية بن وهب قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): أقول: آمين اذا قال الامام: " غير المغضوب عليهم ولا الضالين "؟ قال: هم اليهود والنصارى (1).
112 ـ في تهذيب الاحكام: محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسين بن موسى الخشاب عن غياث بن كلوب عن اسحق بن عمار عن جعفر عن ابيه (عليهما السلام) ان رجلين من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) اختلفا في صلوة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكتبا إلى أبى بن كعب كم كانت لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سكتة؟ فقال: كانت له سكتتان اذا فرغ من ام القرآن، واذا فرغ من السورة.
113 ـ في الكافى على عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن جميل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كنت خلف امام فقرأ الحمد وفرغ من قراءتها فقل أنت: الحمد لله رب العالمين ولا تقل آمين.
114 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر أخلاق الرضا (عليه السلام) ووصف عبادته:
وكان اذا فرغ من الفاتحة قال: الحمدلله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وزاد في المصدر بعده قوله (ع): " ولم يجب في هذا ". (*)
===============
(26)
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرأ سورة البقرة وآل عمران جاء يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغيابتين (1)
2 ـ وفيه ايضا عن على بن الحسين (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ أربع آيات من اول البقرة وآية الكرسى وآيتين بعدها، وثلث آيات من آخرها، لم يرفى نفسه وماله شيئا يكرهه، ولايقربه الشيطان ولاينسى القرآن.
3 ـ في مجمع البيان وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أى سور القرآن أفضل؟ قال: البقرة قيل أى آى البقرة أفضل؟ قال: آية الكرسى.
4 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده تلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): اما " الم " في اول البقرة، فمعناه أنا الله الملك.
5 ـ وباسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: " الم " هو حرف من حروف اسم الله الاعظم المقطع في القرآن، الذى يؤلفه النبى (صلى الله عليه وآله) والامام، فاذا دعى به أجيب ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين قال: بيان لشيعتنا الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون قال: مما علمناهم يبثون (2) ومما علمناهم من القرآن يتلون.
6 ـ وباسناده إلى محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يحدث ان حييا وابا ياسرابنى اخطب ونفرا من يهود أهل نجران أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا له: أليس فيما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيابة من كل شئ: ما سترك منه.
(2) اى ينشرون. (*)
===============
(27)
تذكر فيما انزل الله عليك " الم "؟ قال: بلى قالوا أتاك بها جبرئيل من عندالله؟ قال:
نعم، قالوا: لقد بعث أنبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما اجل امته غيرك قال فأقبل حى بن اخطب على اصحابه فقال لهم: الالف واحد واللام ثلثون والميم أربعون فهذه احدى وسبعون سنة، فعجب أن يدخل (1) في دين مدة ملكه وأجل أمته احدى وسبعون سنة: قال: ثم أقبل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال: نعم قال فهاته، قال: (المص) قال: هذه أثقل وأطول (الالف) واحد، (واللام) ثلثون (والميم) اربعون (والصاد) تسعون، فهذه مائة واحدى وستون سنة. ثم قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): فهل مع هذا غيره؟ قال: نعم، قال: هاته. قال، (الر) قال هذه أثقل وأطول، (الالف) واحد، و (اللام) ثلثون (والراء) مأتان، ثم قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): فهل مع هذا غيره قال: نعم، قال: هاته، قال (المر) قال هذه اثقل وأطول (الالف) واحد (واللام) ثلثون (والميم) اربعون، و (الراء) مائتان، ثم قال له: هل مع هذا غيره: قال: نعم، قالوا قد التبس علينا أمرك فما ندرى ما أعطيت ثم قاموا عنه، ثم قال ابوياسر لحى أخيه ما يدريك: ! لعل محمدا قد جمع له هذا كله واكثر منه، قال: فذكر أبوجعفر (ع) ان هذه الايات أنزلت فيهم منه آيات محكمات هن ام الكتاب وأخر متشابهات (2) قال: وهى تجرى في وجه آخر على غير تأويل حى وأبى ياسر وأصحابهما.
7 ـ حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادى المعروف بابى الحسن الجرجانى المفسر رضوان الله عليه قال: حدثنى ابويعقوب يوسف بن محمد بن زياد وابوالحسن على بن محمد ابن سيار عن ابويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابيطالب (عليهم السلام) انه قال، كذبت قريش واليهود بالقرآن وقالوا: (سحر مبين تقوله) فقال الله: (الم ذلك الكتاب) اى يا محمد هذا الكتاب الذى انزلناه عليك هو بالحروف المقطعة التى منها (الف، لام، ميم) وهى بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله ان كنتم صادقين، واستعينوا على ذلك بساير شهدائكم، ثم بين انهم لايقدرون
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (ممن يدخل).
(2) آل عمران: 7. (*)
===============
(28)
عليه بقوله: (قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن ياتوا بمثل هذا القرآن لايأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا) (1) ثم قال الله، (الم) هو القرآن الذى افتتح بألم هو ذلك الكتاب الذى أخبرت به موسى فمن بعده من الانبياء، فأخبروا بنى اسرائيل انى سأنزله عليك يا محمد كتابا عزيزا (لايأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه تنزيل من حكيم حميد) (لاريب فيه) لاشك فيه لظهوره عندهم كما اخبرهم انبياؤهم ان محمدا ينزل عليه كتاب لايمحوه الباطل، يقرئه هو وامته على ساير أحوالهم هدى بيان من الضلالة للمتقين الذين يتقون الموبقات، ويتقون تسليط السفه على أنفسهم حتى اذا علموا ما يجب عليهم علمه عملوا بما يوجب لهم رضا ربهم قال: وقال الصادق (عليه السلام): ثم الالف حرف من حروف، قولك الله، دل بالالف على قولك الله، ودل باللام على قول الملك العظيم القاهر للخلق أجمعين، ودل بالميم على انه المجيد المحمود في كل أفعاله وجعل هذا القول حجة على اليهود، وذلك ان الله لما بعث موسى بن عمران ثم من بعده من الانبياء إلى بنى اسرائيل لم يكن فيهم قوم الااخذوا عليهم العهود والمواثيق ليؤمنن بمحمد العربى الامى المبعوث بمكة الذى يهاجر إلى المدينة يأتى بكتاب الله بالحروف المقطعة افتتاح بعض سوره، يحفظه امته فيقرؤنه قياما وقعودا ومشاة، وعلى كل الاحوال يسهل الله عزوجل حفظه عليهم، ويقرنون بمحمد (صلى الله عليه وآله) أخاه ووصيه على بن أبيطالب (عليه السلام) الآخذ عنه علومه التى علمها، والمتقلد عنه الامانة التى قلدها، ومذلل كل من عاند محمدا بسيفه الباتر (2) ويفحم كل من جادله وخاصم بدليله القاهر (3) يقاتل عباد الله على تنزيل كتاب الله حتى يقودهم إلى قبوله طائعين وكارهين، ثم اذا صار محمد إلى رضوان الله عزوجل وارتد كثير ممن كان أعطاه ظاهر الايمان، وحروفا تأويلاته وغيروا معانيه، ووضعوها على خلاف وجوهها، قاتلهم بعد ذلك على تأوليه حتى يكون ابليس الغاوى لهم هو الخاسئ (4) الذليل المطرود المغلول. قال: فلما بعث الله محمدا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الاسراء: 91.
(2) الباتر: القاطع.
(3) أفحمه: أسكته بالحجة في خصومة أو غيرها. وفى المصدر (الظاهر) بدل (القاهر).
(4) وفى المصدر (هو الخاسر). (*)
===============
(29)
وأظهره بمكة، ثم سيره منها إلى المدينة واظهره بها، ثم أنزل عليه الكتاب وجعل افتتاح سوره الكبرى بألم يعنى (الم ذلك الكتاب) وهو ذلك الكتاب الذى أخبرت الانبياء السالفين، انى سأنزله عليك يا محمد (لاريب فيه) فقد ظهر كما أخبرهم به أنبيائهم ان محمدا ينزل عليه كتاب مبارك لايمحوه الباطل، يقرؤه هو وامته على ساير أحوالهم ثم اليهود يحرفونه عن جهته، ويتأولونه على غير وجهه، ويتعاطون التوصل إلى علم ما قد طواه الله عنهم من حال آجال هذه الامة، وكم مدة ملكهم، فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) جماعة منهم فولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) مخاطبتهم، فقال قائلهم: ان كان ما يقول محمد حقا لقد علمناكم قدر ملك امته هو احدى وسبعون سنة، (الالف) واحد، (واللام) ثلثون، (والميم) اربعون، فقال على (عليه السلام): فما تصنعون (بالمص) وقد أنزلت عليه؟ فقالوا: هذه احدى وستون مأة سنة. قال: فماذا تصنعون (بالر) وقد أنزلت عليه؟ فقالوا: هذه اكثر، هذه مائتان واحدى وثلثون سنة فقال على (عليه السلام):
فما تصنعون بما انزل اليه (المر)؟ قالوا: هذه مائتان واحدى وسبعون سنة فقال على (عليه السلام): فواحدة من هذه له او جميعها له؟ فاختلط كلامهم، فبعضهم قال:
له واحدة منها وبعضهم قال بل يجمع له كلها وذلك سبعمأة وأربع سنين، ثم يرجع الملك الينا يعنى إلى اليهود، فقال على (عليه السلام) أكتاب من كتب الله عزوجل نطق بهذا أم آراؤكم دلتكم عليه فقال بعضهم كتاب الله نطق به وقال آخرون منهم بل آراؤنا دلت عليه، فقال على (عليه السلام) فأتوا بالكتاب من عندالله ينطق بما تقولون، فعجزوا عن ايراد ذلك، وقال للاخرين فدلونا على صواب هذا الرأى، فقالوا صواب رأينا دليله على ان هذا حساب الجمل، فقال على (عليه السلام) كيف دل على ما تقولون وليس في هذه الحروف الاما اقترحتم بلا بيان أرايتم ان قيل لكم ان هذه الحروف ليست دالة على هذه المدة لملك امة محمد و لكنها دالة على ان [ عند ] (1) كل واحد منكم قد لعن بعدد هذا الحساب او ان عدد ذلك لكل واحد منكم ومنا بعدد هذا الحساب دراهم اودنانير أوان لعلى على كل واحد منكم دينا عدد ماله مثل هذا الحساب؟ فقالوا: يا ابا الحسن ليس شئ مما ذكرته منصوصا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المقفتين غير موجود في المصدر والظاهر كونه زائدا. (*)
===============
(30)
عليه في (الم، والمص، والروالمر) فقال على (عليه السلام) ولاشئ مما ذكرتموه منصوصا عليه في (الم، والمص والر، والمر) فان بطل قولنا لما قلنا بطل قولك لما قلت، فقال خطيبهم ومنطيقهم (1) لاتفرح يا على بأن عجزنا عن اقامة حجة على دعوانا فاى حجة لك في دعواك الا أن تجعل عجزنا حجتك، فاذا مالنا حجة في ما نقول ولالكم ججة فيما تقولون قال على (عليه السلام) لاسواء ان لنا حجة هى المعجزة الباهرة، ثم نادى جمال اليهود يا ايتها الجمال اشهدى لمحمد ولوصيه فتبادرت الجمال صدقت صدقت يا وصى محمد، وكذب هؤلاء اليهود، فقال على (عليه السلام) هؤلاء جنس من الشهود، ياثياب اليهود التى عليهم اشهدى لمحمد ولوصيه فنطقت ثيابهم كلهم صدقت يا على نشهد ان محمدا (صلى الله عليه وآله) رسول الله حقا وانك يا على وصيه حقا، لم يثبت محمد قدما في مكرمة الاوطيت على موضع قدمه بمثل مكرمته فانتما شقيقان من أشرف أنوارالله، تميزتما اثنتين وانتما في الفضايل شريكان، الا انه لانبى بعد محمد (صلى الله عليه وآله) فعند ذلك خرست اليهود وآمن بعض النظارة منهم برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وغلب الشقاء على اليهود وساير النظارة الاخرين، فذلك ما قال الله تعالى (لاريب فيه) انه كما قال محمد ووصى محمد عن قول محمد (صلى الله عليه وآله) عن قول رب العالمين، ثم قال (هدى) بيان وشفاء (للمتقين) من شيعة محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى انهم اتقوا أنواع الكفر فتركوها، واتقوا الذنوب الموبقات فرفضوها، واتقوا اظهار اسرار الله تعالى واسرار ازكياء عباده الاوصياء بعد محمد (صلى الله عليه وآله) فكتموها، واتقوا ستر العلوم عن أهلها المستحقين لها وفيهم نشروها.
8 ـ في مجمع البيان اختلف العلماء في الحروف المعجمة المفتتح بها السور، فذهب بعضهم إلى انها من التشابهات التى استأثر الله بعلمها ولايعلم تأويلها الاهو، وهذا هو المروى عن ائمتنا (عليهم السلام) وروى العامة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) انه قال لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجى.
9 ـ وروى أبواسحاق الثعلبى في تفسيره مسندا إلى على بن موسى الرضا (عليه السلام) قال سئل جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن قوله (الم) فقال في الالف ست صفات من صفات الله
ـــــــــــــــــــــــــ
(2) المنطيق: المتكلم البليغ. (*)
===============
(31)
عزوجل، (الابتداء) فان الله عزوجل ابتدأ جميع الخلق والالف ابتداء الحروف و (الاستواء) فهو عادل غير جائر، والالف مستوفى ذاته، و (لانفراد) فالله فرد والالف فرد و (اتصال الخلق بالله) والله لا يتصل بالخلق وكلهم يحتاجون اليه والله غنى عنهم، والالف كذلك لايتصل بالحروف والحروف متصله به وهو منقطع عن غيره، والله تعالى باين بجميع صفاته من خلقه، ومعناه (من الالفة) فكما ان الله عزوجل سبب الفة الخلق فكذلك الالف عليه تألفت الحروف وهو سبب الفتها.
10 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن يحيى بن أبى عمران عن يونس (1) عن سعدان بن مسلم عن أبى بصير عن أبى عبدالله (صلى الله عليه وآله) قال: (الكتاب) على (عليه السلام) لاشك فيه (الذين يؤمنون بالغيب) قال، يصدقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد.
11 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن عبدالعزيز عن غير واحد عن داود بن كثير الرقى عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) قال. من اقر بقيام القائم (عليه السلام) انه حق.
12 ـ وباسناده إلى على ابن ابى حمزة عن يحيى بن ابى القاسم قال، سألت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن قول الله عزوجل: (الم ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب) فقال: المتقون شيعة على (عليه السلام) والغيب هو حجة الغايب، وشاهد ذلك قول الله: عزوجل و (يقولون لولا انزل عليه آية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا انى معكم من المنتظرين) (2) فاخبر عزوجل ان الاية هى الغيب، والغيب هو الحجة وتصديق ذلك قول الله عزوجل: (وجعلنا ابن مريم امه آية) (3) يعنى حجة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وهو يونس بن عبدالرحمن مولى على بن يقطين وهو الذى يروى عنه يحيى بن أبى عمران وكان تلميذه ويروى عن سعدان بن مسلم لكن في المصدر (عن يحيى بن أبى عمران عن موسى بن يونس عن سعدان بن مسلم.) وهو غير صحيح.
(2) يونس: 2.
(3) المؤمنون: 50. (*)
===============
(32)
13 ـ في مجمع البيان: (يؤمنون بالغيب) قيل: بما غاب عن العباد علمه عن ابن مسعود وجماعة عن الصحابة، وهو أولى (1) لعمومه، ويدخل فيه ما رواه أصحابنا عن زمان غيبة المهدى ووقت خروجه (ومما رزقناهم ينفقون) روى محمد بن مسلم عن الصادق (عليه السلام) أن معناه ومما علمنا هم يبثون.
14 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت، أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل؟ قال: الكفر في كتاب الله على خمسة اوجه فمنها كفر الجحود، والجحود على وجهين: فالكفر بترك ما أمر الله وكفر البراءة وكفر النعم، فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربية وهو قول من يقول: لارب ولاجنة ولانار، وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم الدهرية، وهم الذين يقولون (وما يهلكنا الا الدهر) (2) وهو دين وضعوه لانفسهم بالاستحسان منهم على غير تثبت منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، قال الله عزوجل:
(ان هم الا يظنون) (3) ان ذلك كما يقولون وقال، ان الذين كفرو اسواء عليهم.
أءنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون يعنى بتوحيد الله فهذا أحد وجوه الكفر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بكر بن صالح عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبدالله (صلى الله عليه وآله) قال: الكفر في كتاب الله على خمسة وجوه، فمنه كفر الجحود وهو على وجهين جحود بعلم، وجحود بغير علم فاما الذى جحودا بغير علم فهم الذين حكى الله عنهم في قوله، (وقالوا ما هى الا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا الا الدهر ومالهم لذلك من علم ان هو الايظنون) وقوله: (ان الذين كفرواسواء عليهم أءنذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون) فهؤلاء كفروا وجحدوا بغير علم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى أولى مما ذكره قبل هذا القول وهو ما نقله عن الحسن انه قال. (يؤمنون بالغيب) اى يصدقون بالقيامة والجنة والنار.
(2 ـ 3) الجائية: 24. (*)
===============
(33)
16 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال، سألت ابا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزوجل ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم قال، الختم هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عزوجل (بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا) (1)، 17 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى ره باسناده إلى أبى محمد العسكرى (عليه السلام) انه قال في قوله تعالى. ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى ابصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم اى وسمها بسمة يعرفها من يشاء من ملائكته اذا نظروا اليها بأنهم الذين لا يؤمنون و (على سمعهم) كذلك سماة (وعلى أبصارهم غشاوة) وذلك انهم لما اعرضوا عن النظر فيما كلفوه، وقصروا فيما أريد منهم جهلوا مالزمهم من الايمان فصاروا كمن على عينيه غطاء لايبصر ما أمامه، فان الله عزوجل يتعالى عن العبث والفساد، وعن مطالبة العباد بما منعهم بالقهر منه، فلا يأمرهم بمغالبته، ولا بالمصير إلى ما قد صدهم بالقسر عنه ثم قال، (ولهم عذاب عظيم) يعنى في الاخرة العذاب المعد للكافرين، و في الدنيا ايضا لمن يريد ان يستصلحه بما ينزل به من عذاب الاستصلاح، لينبهه لطاعته أو من عذاب الاصطلام (2) ليصبره إلى عدله وحكمته وروى أبومحمد الحسن العسكرى (عليه السلام) مثل ما قال هو في تأويل هذه الاية من المراد بالختم على قلوب الكفار عن الصادق (عليه السلام) بزيادة شرح لم نذكره مخافة التطويل لهذا الكتاب انتهى كلامه (رحمه الله).
18 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن معلى بن عثمان عن أبى بصير قال: قال لى، ان الحكم بن عتيبة (3) ممن قال الله تعالى. ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النساء الاية: 155.
(2) الاصطلام: الاستيصال.
(3) الحكم بن عتيبة كقتيبة الكوفى الكندى كان من فقهاء العامة وقيل انه كان زيديا تبريا: وحكى عن ابن فضال انه قال: كان الحكم من فقهاء العامة وكان استاد زرارة و حمران والطيار قبل أن يروا هذا الامر، وقيل: كان مرجئا. مات حدود سنة 115 وقد ورد (*)
===============
(34)
الاخر وما هم بمؤمنين فليشرق الحكم وليغرب، أما والله لايصيب العلم الامن أهل بيت نزل عليهم جبرئيل (عليه السلام).
19 ـ في كتاب الخصال عن الاصبغ بن نباتة قال. قال أمير المؤمنين (ع) في حدث طويل والنفاق على أربع دعائم على الهوى والهوينا والحفيظة والطمع (1) فالهوى على أربع شعب على البغى، والعدوان، والشهوة، والطغيان، فمن بغى كثرت غوائله.
وعلاته (2) علات ومن اعتدى لم تؤمن بوايقه ولم يسلم قلبه، ومن لم يعزل نفسه عن الشهوات خاض في الخبيثات، ومن طغى ضل على غير يقين ولاحجة له، وشعب الهوينا الهيبة والغرة والمماطلة (3) والامل، وذلك لان الهيبة ترد على دين الحق (4) وتفرط المماطلة في العمل حتى يقدم الاجل، ولولا الامل علم الانسان حسب ما هو فيه ولو علم حسب ما هو فيه مات هو الهول والوجل، وشعب الحفيظة الكبر والفخر والحمية والعصبية فمن استكبر ادبر، ومن فخر فجر، ومن حمى اصر، ومن اخذته العصبية جار، فبئس الامر أمر بين الاستكبار والادبار، وفجور وجور وشعب الطمع أربع: الفرح والمرح (5) واللجاجة والتكاثر، فالفرح مكروه عند الله عزوجل، والمرح خيلاء (6).
واللجاجة بلاء لمن اضطرته إلى حبايل الاثام، والتكاثر لهو وشغل، واستبدال الذى هو
ـــــــــــــــــــــــــ
في ذمه روايات كثيرة منها هذه الروايات وان شئت تفصيل الحال فراجع تنقيح المقال و غيره من كتب الرجال.
(1) الهوينا، تصغير الهونى مؤنث الاهوان والمراد منه التهاون في امر الدين وترك الاهتمام فيه. والحفيظة: الحمية والغضب.
(2) علات: جمع العلة.
(3) وفى المصدر (الهينة) بالنون بدل (الهيبة) والغرة ـ بتشديد الراء ـ الغفلة وما طله بحقه مما طلة: سوفه بادائه مرة بعد اخرى.
(4) وفى المصدر (ترد عن دين الحق) وهو الظاهر في الكافى (ترد عن الحق).
(5) مرح مرحا الرجل: اشتد فرحه ونشاطه حتى جاوز القدر وتبختروا ختال.
(6) الخيلاء: ـ كعلماء ـ العجب والكبر (*)
===============
(35)
ادنى بالذى هو خير، فذلك النفاق ودعائمه وشعبه !
20 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى مسعدة بن زياد عن جعفر بن محمد عن ابيه (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل فيما النجاء غدا؟ قال: انما النجاة في ان لاتخادعوا الله فيخدعكم، فانه من يخادع الله ويخدعه يخلع منه الايمان ونفسه يخدع لو يشعر، قيل له:
وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل ما امر الله عزوجل ثم يريد به غيره، فاتقوالله والرياء فانه شرك بالله.
21 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): واعلم انك لاتقدر على اخفاء شئ من باطنك عليه [ تعالى ] وتصيره مخدوعا بنفسك، قال الله تعالى: (يخادعون الله ورسوله والذين آمنوا وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون).
22 ـ في مجمع البيان في قوله: واذا لقوا الذين آمنوا الاية وروى عن أبيجعفر الباقر (عليه السلام) انهم كهانهم (1) قالوا انا معكم اى على دينكم انما نحن مستهزؤن اى نستهزئ بأصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) ونسخربهم في قولنا آمنا.
23 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال:
سألت الرضا (عليه السلام) إلى أن قال: فقال (ان الله تعالى لا يخسر ولاتستهزئ ولا يمكر ولا ـ يخادع، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة، تعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
24 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه، لو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الايات التى بينت لك تأويلها لاسقوطها مع ما اسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه، ماض حكمه بايجاب الحجة على خلقه، كما قال: (فلله الحجة البالغة) (2) أغشى أبصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك فتركوه بحاله وحجبوا عن تأكيد الملتبس بابطاله، فالسعداء
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى المراد من الشياطين في قوله تعالى بعده (واذا خلوا إلى شياطينهم) كهانهم وكهان جمع الكهنة.
(2) الانعام: 149. (*)
===============
(36)
يتنبهون عليه والاشقياء يعمهون عنه.
25 ـ في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) (1) قال: وقال الله عزوجل لمحمد (صلى الله عليه وآله) (قل لوان عندى ما تستعجلون به لقضى الامر بينى وبينكم) (2) قال: لوانى امرت ان أعلمكم الذى أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتى لتظلموا أهل بيتى من بعدى:
فكان مثلكم كما قال الله عزوجل، كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ماحوله يقول: أضائت الارض بنور محمد كما تضيئ الشمس، فضرب الله مثل محمد (صلى الله عليه وآله) الشمس، ومثل الوصى القمر، وهو قول الله عزوجل: (جعل الشمس ضياءا والقمر نورا) (3) وقوله: (وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فاذاهم مظلمون) (4) وقوله عزوجل، ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لايبصرون يعنى قبض محمد (صلى الله عليه وآله) و ظهرت الظلمة، فلم يبصروا فضل أهل بيته، والحديث طويل، أخذنا منه موضع الحاجة.
26 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال: سألت أبا الحسن الرضا الحسن (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: (وتركهم في ظلمات لايبصرون) فقال: ان الله تعالى لايوصف بالترك كما يوصف خلقه، ولكنه متى علم أنهم لايرجعون عن الكفر والضلالة منعهم المعاونة واللطف، وخلى بينهم وبين اختيارهم.
27 ـ في روضة الكافى محمد بن يعقوب الكلينى قال حدثنى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن ابى عبدالله (عليه السلام) وعن محمد بن اسمعيل بن بزيع عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال في رسالة طويلة إلى اصحابه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) في تفسير بعض الايات.
(2) الانعام: 85.
(3) يونس: 5.
(4) يس: 37. (*)
===============
(37)
فان زلق اللسان (1) فيما يكره الله وفيما ينهى عنه مرداة (2) للعبد عند الله ومقت من الله وصم وعمى وبكم يورثه الله اياه يوم القيامة فيصيروا كما قال الله صم بكم عمى فهم لايرجعون يعنى لاينطقون ولايؤذن لهم فيعتذرون.
28 ـ في مجمع البيان وقيل: الرعد هو ملك موكل بالسحاب يسبح، وهو المروى عن ائمتنا (ع).
29 ـ فيمن لايحضره الفقيه وقال على (عليه السلام) (3) الرعد صوت الملك، والبرق سوطه.
30 ـ وروى ان الرعد صوت ملك أكبر من الذباب واصغر من الزنبور..
31 ـ وسأل أبوبصير أبا عبدالله عن الرعد أى شئ يقول؟ قال، انه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاى هاى كهيئة ذلك، قال: قلت جعلت فداك فما حال البرق؟ قال: تلك مخاريق الملئكة (4) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذى قضى الله عزوجل فيه المطر.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وقبل هذا الكلام قوله (ع) واياكم ان تزلقوا السنتكم بقول الزور والبهتان والاثم والعدوان. الزلق. بالزاى المعجمة ـ، بمعنى الزينة وكذا تزلق بمعنى، تزين وتنعم وفى بعض النسخ بالذال المعجمة وهو من قولهم لسان ذلق اى فصيح بليغ ذرب.
(2) من لردى بمعنى الهلاك.
(3) كذا في النسخ لكن في المصدر نقل قبل هذا الحديث حديث ابى بصير ـ الاتى ـ عن الصادق (عليه السلام) ثم ذكر هذا الحديث بقوله: وقال (عليه السلام): (الرءد صوت الملك.
الخ) وظاهره ان القائل هو الصادق (عليه السلام) وقد راجعت نسخة اخرى من نسخ المصدر وفيها ايضا مثل ما في النسخة المطبوعة بالغرى فلعل المؤلف (رحمه الله) اطلع على نسخة مصححة روى فيها الحديث عن على (ع).
(4) قال ابن الاثير في النهاية: وفى حديث على: (البرق مخاريق الملائكة) هى جمع مخراق وهو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا، ارادانه آلة تزجر بها الملائكة السحاب وتسوقه ثم ذكر في تأييده حديثا عن ابن عباس. (*)
===============
(38)
قال عز من قائل، ان الله على كل شئ قدير.
32 ـ في كتاب التوحيد باسناد إلى أبى هاشم الجعفرى عن أبى جعفر الثانى (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): قولك ان الله قدير خبرت انه لايعجزه شئ فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه.
33 ـ وباسناده إلى أبى بصير وقال: سمعت أبا عبدالله يقول لم يزل الله عزوجل ربنا والعلم ذاته ولامعلوم، والسمع ذاته ولامسموع، والبصر ذاته ولامبصر، والقدرة ذاته ولامقدور فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور.
34 ـ وباسناده إلى محمد بن أبى اسحاق الخفاف قال: حدثنى عدة من اصحابنا ان عبدالله الديصانى اتى هشام بن الحكم فقال له: ألك رب؟ فقال: بلى قال قادر قال نعم قادر قاهر قال يقدران يدخل الدنيا كلها في البيضة لاتكبر البيضة ولاتصغر الدنيا؟ فقال هشام. النظرة، فقال له. قد أنظرتك حولا، ثم خرج عنه فركب هشام إلى أبى عبدالله (عليه السلام) فاستأذن (ع) عليه فاذن له، فقال له. يا ابن رسول الله أتانى عبدالله الديصانى بمسألة ليس المعول فيها الاعلى الله وعليك، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام). عماذا سألك؟ فقال: قال لى كيت وكيت فقال ابوعبدالله (عليه السلام). يا هشام كم حواسك؟ قال خمس قال: أيها أصغر؟ قال: الناظر، قال: وكم قدر الناظر قال مثل العدسة أو أقل منها، فقال له. يا هشام فانظر أمامك وفوقك وأخبرنى بماترى، فقال: أرى سماء وارضا ودرا وقصورا وترابا وجبالا وأنهارا، فقال له أبوعبدالله (عليه السلام). ان الذى قدر أن يدخل الذى تراه العدسة او أقل منها قادر أن يدخل الدنيا كلها البيضة لاتصغر الدنيا ولاتكبر البيضة، فانكب هشام عليه وقبل يديه ورأسه ورجليه وقال. حسبى يا ابن رسول الله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
35 ـ وباسناده إلى ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ابن ابليس قال لعيس ابن مريم (عليه السلام). أيقدر ربك على أن يدخل الارض بيضة لاتصغر الارض ولاتكبر البيضة؟ فقال عيسى (عليه السلام). ويلك ان الله تعالى لايوصف بعجز، ومن أقدر ممن يلطف الارض ويعظم البيضة.
===============
(39)
36 ـ وباسناده إلى عمرو بن اذينة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قيل لامير المؤمنين (عليه السلام). هل يقدر ربك أن يدخل الدنيا في بيضة من غيران تصغير الدنيا او تكبر البيضة؟ قال: ان الله تبارك وتعالى لاينسب إلى العجز والذى سألتنى لايكون، 37 ـ وباسناده إلى أبان بن عثمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى امير ـ المؤمنين (عليه السلام) فقال أيقدر الله أن يدخل الارض في بيضة ولاتصغر الارض ولاتكبر البيضة؟ فقال له ويلك ان الله لايوصف بالعجز ومن أقدر ممن يلطف الارض ويعظم البيضة.
38 ـ وباسناده إلى أحمد بن محمد بن أبى نصر قال جاء رجل إلى الرضا (عليه السلام) فقال له هل يقدر ربك أن يجعل السموات والارض وما بينهما في بيضة؟ فقال: نعم، وفى أصغر من البيضة قد جعلها في عينك وهو اقل من البيضة، لانك اذا فتحتها عاينت السماء والارض وما بينهما، فلوشاء لاعماك عنها.
قال عز من قائل: يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذى خلقكم (الاية).
39 ـ في عيون الاخبار فيما ذكره الفضل بن شاذان من العلل عن الرضا (عليه السلام) انه قال: فان قال، فلم يعبدوه؟ (1) (قيل). لئلا يكونوا ناسين لذكره ولاتاركين لادبه، ولالاهين عن أمره ونهيه، اذا كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم عليهم الامد فقست قلوبهم.
40 ـ في كتاب التوحيد خطبة للرضا (عليه السلام) يقول فيها. أول عبادة الله معرفته، وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله نفى الصفات عنه، بشهادة العقول ان كل صفة وموصوف مخلوق وشهادة كل مخلوق ان له خالقا ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران بالحدث، وشهادة الحدث بالامتناع من الازل الممتنع من الحدث.
41 ـ في اصول الكافى ـ على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبدالرحمن بن أبى نجران قال: كتبت إلى أبى جعفر (عليه السلام) ـ أو قلت له ـ: جعلنى الله فداك نعبد الرحمن الرحيم الواحد الاحد الصمد؟ قال. فقال: ان من عبدالاسم دون المسمى بالاسماء فقد أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل اعبدالله الواحد الاحد الصمد المسمى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ لكن في المصدر (فلم تعبدهم) وهو الانسب بسياق الحديث. (*)
===============
(40)
بهذه الاسماء دون الاسماء، ان الاسماء صفات وصف بها نفسه تعالى.
42 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر، عن بعض رجاله عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: أفضل العبادة ادمان التفكر في الله وفى قدرته.
43 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: ليس العبادة كثرة الصلوة والصوم، انما العبادة التفكر في أمرالله عزوجل.
44 ـ وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: قال ابوجعفر (عليه السلام). ان اشد العبادة الورع.
45 ـ وباسناده إلى على بن الحسين (عليه السلام) قال: من عمل بما افترض الله عليه فهو من أعبد الناس.
46 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: العبادة ثلثة، قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عزوجل حبا له فتلك عبادة الاحرار، وهى أفضل العبادة.
47 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى اسمعيل بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): العبادة سبعون جزءا أفضلها جزءا طلب الحلال.
48 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: النظر إلى ذريتنا عبادة، فقيل له: يابن رسول الله النظر إلى الائمة منكم عبادة أو النظر إلى جميع ذرية النبى (صلى الله عليه وآله)؟ قال: بل النظر إلى جميع ذرية النبى (صلى الله عليه وآله) عبادة ما لم يفارقوا منهاجه، ولم يتلوثوا بالمعاصى.
49 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما عبدالله بشئ افضل من الصمت والمشى إلى بيته.
===============
(41)
50 ـ عن على بن الحسين (عليهما السلام) انه قال: لاعبادة الابتفقه.
51 ـ وفيما اوصى به النبى عليا (عليهما السلام): يا على من اتى بما افترض الله عليه فهو من اعبد الناس.
52 ـ في عيون الاخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر قال: حدثنى يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن ابويهما عن الحسن بن على عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين (عليهم السلام) في قول الله عزوجل الذى جعل لكم الارض فراشا والسماء بناءا قال: جعلها ملائمة بطبائعكم موافقة لاجسادكم ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولاشديدة البرودة فتجمدكم ولاشديد طيب الريح فتصدع هاماتكم ولاشديد النتن فتعطبكم، و لاشديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولاشديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وابنيتكم وقبور موتاكم، ولكنه عزوجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به، وتتما سكون و تتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم، فلذلك جعل الارض فراشا لكم، ثم قال عزوجل، (والسماء بناءا) سقفا من فوقكم محفوظا يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم، ثم قال عزوجل:
وانزل من السماء ماءا يعنى المطر ينزله من أعلى ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم (1) ثم فرقه رذاذا ووابلا وهطلا (2) لتنشفه ارضوكم، ولم يجعل ذلك المطر نازلا عليكم قطعة واحدة فيفسد ارضيكم واشجاركم وزروعكم وثماركم، ثم قال عزوجل:
فاخرج به من الثمرات رزقا يعنى مما يخرجه من الارض رزقا لكم فلا تجعلوالله اندادا اى أشباها وامثالا من الاصنام التى لاتعقل ولا تسمع ولاتبصر ولاتقدر على
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هضاب جمع الهضبة: المرتفع من الارض كالتل والجبل الصغير والاوهاد جمع الوهدة: الارض المنخفضة.
(2) الرذاذ: المطر الضعيف الصغار القطر كالغبار الوابل: المطر الشديد الضخم القطر.
والهطل: المطر الضعيف الدائم. (*)
===============
(42)
شئ، وانتم تعلمون انها لاتقدر على شئ من هذه النعم الجليلة التى أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى.
53 ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه (عليه السلام) قال كان على (عليه السلام) يقوم في المطر أول مطر يمطر حتى يبتل رأسه ولحيته و ثيابه، فيقال له: يا اميرالمؤمنين الكن الكن (1) فيقول: ان هذا ماء قريب العهد بالعرش ثم انشأ يحدث فقال: ان تحت العرش بحرا فيه ماينبت به أرزاق الحيوانات، فاذا أراد الله عزوجل ان ينبت مايشاء لهم رحمة منه اوحى الله عزوجل فمطر منه ماشاء من سماء إلى سماء، حتى يصير إلى سماء الدنيا، فيلقيه إلى السحاب، والسحاب بمنزلة الغربال، ثم يوحى الله عزوجل إلى السحاب اطحنيه واذيبه ذوبان الملح في الماء، ثم انطلقى به إلى موضع كذا عباب او غير عباب (2) فتقطر عليهم على النحو الذى يأمره الله فليس من قطرة تقطر الا ومعها ملك يضعها موضعها، ولم تنزل من السماء قطرة من مطر الابقدر معدود و وزن معلوم، الا ما كان يوم الطوفان على عهد، نوح فانه نزل منها منهمر (3) بلا عدد ولاوزر
54 ـ في نهج البلاغة فسبحان من أمسكها بعد موجان مياهها، واجمدها بعد رطوبة اكنافها، فجعلها لخلقه مهادا، وبسطها لهم فراشا فوق بحر لجى (4) راكد لايجرى، و قائم لايسرى. تكركره الرياح العواصف (5) وتمخضه الغمام الذوارف (6) ان في ذلك لعبرة لمن يخشى.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كن الشئ كنا وكنونا ستره في كنه وغطاء وصانه من الشمس.
(2) قال الطريحى: العباب ـ بالضم ـ: معظم الماء وكثرته وارتفاعه، وماء عباب:
يسيل سيلا لكثرته.
(3) ماء منهمر: كثير سريع الانصباب (4) اى كثير الماء منسوب إلى اللجة وهى معظم الماء.
(5) الكركرة: تصريف الريح السحاب اذا جمعته بعد تفريق وأصله يكرر من التكربر فأعادوا الكاف، يقال كركرت الفارس عنى اى دفعته ورددته، والرياح العواصف:
الشديدة الهبوب.
(6) مخضت اللبن: اذا حركته لتأخذ زبده. وألذوارف من ذرفت عينه اى دمعت. (*)
===============
(43)
55 ـ في اصول الكافى باسناده إلى جابر قال نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الاية على محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا: وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبد نافى على (ع) فاتوا بسورة من مثله.
56 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام). وحروف العبد ثلثة العين، والباء، والدال، فالعين علمه بالله تعالى، والباء بونه عما سواه، والدال دنوه من الله بلا كيف ولاحجاب.
57 ـ في عيون الاخبار حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنه قال. حدثنا الحسين بن محمدا بن عامر قال حدثنا ابوعبدالله السيارى عن ابى يعقوب البغدادى قال قال ابن السكيت لابى الحسن الرضا (عليه السلام). لما ذابعث الله تعالى موسى بن عمران بيده البيضاء والعصاء (1) وآلة السحر ـ وبعث عيسى بالطب وبعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالكلام والخطب؟ فقال له أبوالحسن (عليه السلام) ان الله تعالى لما بعث موسى (عليه السلام) كان الاغلب على اهل عصره السحر فاتاهم من عندالله تعالى بما لم يكن [ من ] عندالقوم وفى وسعهم مثله، وبما ابطل به سحرهم واثبت به الحجة عليهم، وان الله تعالى بعث عيسى (عليه السلام) في وقت ظهرت فيه الزمانات (2) واحتاج الناس إلى الطب فاتاهم من عندالله بمالم يكن عندهم مثله، وبما احيى لهم الموتى وأبرء الاكمه والابرص باذن الله، واثبت به الحجة عليهم، وان الله تبارك وتعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) في وقت كان الاغلب على اهل عصره الخطب والكلام واظنه قال والشعر فاتاهم من كتاب الله عزوجل ومواعظه وأحكامه ما ابطل به قولهم، واثبت به الحجة عليهم فقال ابن السكيت: تا الله ما رأيت مثلك اليوم؟ قط فما الحجة على الخلق اليوم فقال (عليه السلام) العقل تعرف به الصادق على الله فتصدقه، والكاذب على الله فتكذبه فقال له ابن السكيت وهذا والله الجواب.
58 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وروى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليهم السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) ولقد مررنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (بالعصا ويده البيضاء) (2) الزمانة: الآفة: تعطيل القوى. (*)
===============
(44)
بجبل واذا الدموع تخرج من بعضه، فقال له ما يبكيك ياجبل؟ فقال يا رسول الله كان المسيح مربى وهو يخوف الناس بنار وقودها الناس والحجارة، فأنا أخاف ان أكون من تلك الحجارة، قال:
لاتخف تلك الحجارة الكبريت فقر الجبل وسكن وهد أو اجاب (1).
59 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل واتوا به متشابها قال: يؤتون من فاكهة واحدة على ألوان متشابهة.
60 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يزيد بن عبدالله بن سلام عن أبيه عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه قال: فلم سميت الجنة جنة؟ قال. لانها جنينة (2) خيرة نقية، وعندالله تعالى ذكره مرضية قال عزمن قائل. وهم فيها خالدون.
61 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن احمد بن يونس عن أبى هاشم قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام). انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصو الله أبدا وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها ان يطيعوا الله، بدا فبا لنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى (قل كل يعمل على شاكلته) (3) قال. على نيته.
62 ـ تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عند قوله تعالى، (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) (4) يذكر (عليه السلام) فيه احوال المتقين بعد دخولهم الجنة وفيه ثم يرجعون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها فهى عين الحيوة فلا يموتون ابدا، 63 ـ وفيه واما قوله، ان الله لايستحيى ان يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذه بمعنى سكن ايضا.
(2) الجنينة: المستورة.
(3) الاسراء: 84.
(4) مريم: 85. والحديث مروى عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) انه سئل النبى (صلى الله عليه وآله) عن تفسير هذه الآية. (*)
===============
(45)
ماذا اراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا فانه قال الصادق (عليه السلام) ان هذا القول من الله رد على من زعم ان الله تبارك وتعالى يضل العباد ثم يعذبهم على ضلالتهم فقال الله عزوجل: (ان الله لايستحيى أن يضرب مثلا ما بعوضة فمافوقها).
64 ـ قال: وحدثنى أبى عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن المعلى بن خنيس عن أبى عبدالله (عليه السلام). ان هذا المثل ضربه الله لاميرالمؤمنين على بن أبى طالب (عليه السلام) فالبعوضة اميرالمؤمنين (عليه السلام) ومافوقها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والدليل على ذلك قوله:
(فاما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم) يعنى اميرالمؤمنين (عليه السلام) كما اخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الميثاق عليهم له (واما الذين كفروا فيقولون ماذا ارارالله بهذا مثل يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا) فردالله عليهم فقال: (وما يضل به الا الفاسقين الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه في على ويقطعون ما أمرالله به أن يوصل يعنى من صله أميرالمؤمنين والائمة (عليهم السلام) (ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون).
65 ـ في مجمع البيان روى عن الصادق (عليه السلام) انه قال، انما ضرب الله المثل بالبعوضة لان البعوضة على صغر حجمها خلق الله فيها جميع ما خلق في الفيل مع كبره وزيادة عضوين آخرين فاراد الله سبحانه ان ينبه بذلك المؤمنين على لطف خلقه وعجيب صنعه.
66 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم أو أبى حمزة عن أبى عبدالله عن أبيه (عليه السلام) قال: قال لى على بن الحسين (عليه السلام)، يا بنى اياك ومصاحبة القاطع لرحمه فانى وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلث مواضع قال في البقرة: الذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امرالله به ان يوصل ويفسدون في الارض اولئك هم الخاسرون والحديث طويل أحذنا منه موضع الحاجة.
67 ـ في عيون لاخبار حدثنا أبوالحسن محمد بن القاسم المفسر رضى الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على عن أبيه على بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا على بن موسى عن ابيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين
===============
(46)
ابن على (عليهم السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) في قول الله عزوجل: هو الذى خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى إلى السماء فسويهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم قال: هو الذى خلق لكم مافى الارض جميعا لتعتبروا به ولتتوصلوا به إلى رضوانه، ولتتوقوا به من عذاب نيرانه، (ثم استوى إلى السماء) أخذ في خلقها واتقانها (فسويهن سبع سموات وهو بكل شئ عليم) ولعلمه بكل شئ علم المصالح فخلق لكم كلما في الارض لمصالحكم يا بنى آدم.
68 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال: قال على (عليه السلام) لبعض اليهود: وقد سأله عن مسائل وسميت السماء سماء لانها وسم الماء يعنى معدن الماء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
69 ـ في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن الحسين بن على بن ابى طالب (عليهما السلام) وفيه يقول (عليه السلام) وقد ذكر صخرة بيت المقدس ومنها استوى ربنا إلى السماء اى استولى على السماء والملئكة.
70 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): ثم انشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها، وأدام مربها، وأعصف مجريها وأبعد منشاها، فامرها بتصفيق الماء الزخار، واثارة موج البحار، فمخضته مخض السقا وعصفت به عصفها بالفضاء ترد أوله على آخره. وساجيه على مائره، حتى عب عبابه ورمى بالزبد ركامه فرفعه في هواء منفتق، وجومنفهق فسوى منه سبع سموات جعل سفلاهن موجا مكفوفا، وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا (1)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اقول: قوله (عليه السلام): اعتقم مهبها اى جعل هبوبها عقيما قال ابن أبى الحديد والريح العقيم التى لاتلقح سحابا ولاشجرا وكذلك كانت تلك الرياح المشار اليها لانه سبحانه انما خلقها لتمويج الماء فقط وقيل ان المعنى: صار مهبها ضيقا لان الاعتقام هو أن تحفر البئر، فاذا قربت من الماء احتفرت بئرا صغيرا بقدر ما تجد طعم الماء، فان كان عذبا حفرت بقيتها، فاستعير هنا من حيث ضيق المهب كما يحتفر البئر الصغير.
قوله (عليه السلام): (وادام مربها) اى ملازمتها لتحريك الماء من أرب بالمكان مثل ألب به اى لازمه. (*)
===============
(47)
71 ـ في عيون الاخبار حدثنا أبوالحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدالله البصرى بايلاق قال: حدثنا أبوعبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال:
حدثنا أبوالقاسم عبدالله بن أحمد بن عامر الطائى قال: حدثنا أبى قال: حدثنا على بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: حدثنى أبى موسى بن جعفر قال: حدثنا أبى جعفر بن محمد قال: حدثنا أبى محمد بن على قال: حدثنا أبى على بن الحسين قال: حدثنا ابن الحسين بن على (عليهم السلام)، قال: كان على بن أبيطالب (عليه السلام) بالكوفة في مسجد الجامع اذ قام اليه رجل من اهل الشام فقال يا اميرالمؤمنين انى اسئلك عن اشياء فقال سل تفقها ولاتسئل تعنتا (1) فأحدق
ـــــــــــــــــــــــــ
قوله (عليه السلام): وأعصف مجراها) اى جريانها أو أسند إلى المحل مجازا من قبيل سال الميزاب، وأبعد منشأها، اى جعل مبدئها بعيدا لايعرف ثم سلطها على ذلك الماء.
قوله (عليه السلام) (فأمرها بتصفيق الماء الزخار التصفيق من صفقه اذا قلبه أو بمعنى الضرب الذى له صوت أومن صفق الشراب اذا حوله ممزوجا عن اناء إلى آخر ليصفو. و زخر البحر: اى مدو كثر ماؤه وارتفعت أمواجه. والزخار: فعال للمبالغة والاثارة: الهيجان.
قوله (عليه السلام): (فمخضته مخض السقا...) المخض: التحريك يقال مخضت اللبن اذا حركته لاستخراج ما فيه من الزبد، والسقاء ككساء: ما يوضع فيه الماء و اللبن ونحوهما من جلد الغنم ونحوه ليخرج زبده وهو قريب من القربة، والتشبيه للاشارة إلى شدة التحريك. ومعنى قوله (ع) (وعصفت به عصفها بالفضاء) معنى لطيف: يقول ان الريح اذا عصفت بالفضاء الذى لا اجسام فيه كان عصفها شديدا لعدم المانع وهذه الريح عصفت بذلك الماء العظيم عصفا شديدا كانها تصعف لاممانع لها فيه من الاجسام.
(وساجيه على مائره) الساجى: الساكن، والمائر: المتحرك.
قوله (عليه السلام): (حتى عب عبابه...) عب الماء: ارتفع. وعباب كغراب:
معظم الماء وكثرته وطغيانه، والمعنى: حتى ارتفع معظمه وأعلاه، والركام: المتراكم.
قوله (عليه السلام): (فرفعه في هواء...) اى رفع الله ذلك الزبد، في هواء مفتوق اى مفتوح. والجو المنفهق: المفتوح الواسع و (المكفوف) الممنوع من السقوط والسيلان، و (السمك): البناء.
(1) قال الطريحى: التعنت: طلب العنت وهو الامر الشاق اى لاتسئلا لغير الوجه الذى ينبغى طلب العلم له كالمغالبة والمجادلة. (*)
===============
(48)
الناس بأبصارهم فقال: أخبرنى عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى؟ فقال: خلق النور، قال:
فمم خلقت السموات قال من بخار الماء، قال: فمم خلقت الارض؟ قال: من زبد الماء، قال: فمم خلقت الجبال؟ قال: من الامواج، قال: فلم سميت مكة ام القرى؟ قال لان الارض دحيت من تحتها، وسأله عن السماء الدنيا مما هى؟ قال من موج مكفوف وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما؟ قال تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ، وسأله كم طول الكوكب وعرضه؟ قال اثنا عشر فرسخا في اثنا عشر فرسخا، وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها؟ فقال له: اسم سماء الدنيا رفيع وهى من ماء ودخان، واسم سماء الثانية قيذوم وهى على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها الماروم وهى على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها ارفلون وهى على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيعون وهى على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهى من ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء وهى درة بيضاء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
72 ـ في نهج البلاغة فلما أمهد أرضه وأنفذ أمره اختار آدم (عليه السلام) خيرة من خلقه وجعله اول جبلته.
73 ـ في عيون الاخبار حدثنا أبوالحسن محمد بن ابراهيم بن اسحق رضى الله عنه قال حدثنا أبوسعيد النسوى قال حدثنى ابراهيم بن محمد بن هارون قال حدثنا أحمد بن الفضل البلخى قال حدثنى خالى يحيى بن سعيد البلخى عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على (عليه السلام) قال: بينما أنا امشى مع النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض طرقات المدينة اذ لقينا شيخ طوال كث اللحية بعيد مابين المنكبين، فسلم على النبى (صلى الله عليه وآله) ورحب به ثم التفت إلى فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته، اليس كذلك هو يا رسوا الله؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): بلى ثم مضى فقلت:
يا رسول الله ماهذا الذى قال لى هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمدلله، ان الله عزوجل قال في كتابه: انى جاعل في الارض خليفة والخليفة المجعول فيها آدم (عليه السلام)، وقال عزوجل: (يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق) فهو الثانى، وقال عزوجل حكاية عن موسى حين قال لهارون (عليه السلام): (اخلفنى
===============
(49)
في قومى واصلح) فهو هارون اذا استخلفه موسى (عليه السلام) في قومه وهو الثالث، وقال عزوجل (واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر وكنت انت المبلغ عن الله عزوجل وعن رسوله، وانت وصيى ووزيرى وقاضى دينى والمؤدى عنى، وانت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبى بعدى، فانت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ، اولاتدرى من هو؟ قلت: لاقال: ذاك أخوك الخضر (عليه السلام) فاعلم.
74 ـ وفيه في باب ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطواف بالبيت ان الله عزوجل قال للملئكة: انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فردوا على الله عزوجل هذا الجواب فندموا، فلاذوا بالعرش فاستغفروا، فأحب الله عزوجل ان يتعبد بمثل ذلك العباد، فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح، ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح، ثم وضع هذا البيت بحذاء البيت المعمور. ثم أمر آدم (عليه السلام) فطاف به، فتاب الله عزوجل عليه فجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.
75 ـ في كتاب الخصال عن أبى لبابة بن عبدالمنذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يوم الجمعة سيد الايام وأعظم عندالله تعالى من يوم الاضحى ويوم الفطر، فيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم (عليه السلام)، وأهبط الله فيه آدم إلى الارض. وفيه توفى الله آدم (عليه السلام)
76 ـ في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن اسحق بن عمار قال: قلت لابى الحسن الاول (عليه السلام): ألاتدلنى على من آخذ عنه دينى؟ فقال: هذا على ان أبى أخذ بيدى فأدخلنى إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا بنى ان الله عزوجل قال: (انى جاعل في الارض خليفة) وان الله عزوجل اذا قال قولا وفى به.
77 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن أبى عباد عمران ابن عطية عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: بينا أبى (عليه السلام) وانا في الطواف اذ أقبل رجل شرجب من الرجال فقلت: وما الشرجب أصلحك الله قال: الطويل، فقال: السلام
===============
(50)
عليكم وأدخل رأسه بينى وبين أبى قال: فالتفت اليه أبى وانا فرددنا (عليه السلام) ثم قال: اسئلك رحمك الله فقال له ابى نقضى طوافنا ثم تسئلنى فلما قضى ابى الطواف دخلنا الحجر فصلينا الركعات ثم التفت فقال، أين الرجل يا بنى؟ فاذا هووراه قد صلى، فقال: ممن الرجل؟ قال: من أهل الشام قال ومن اى اهل الشام؟ فقال: ممن يسكن بيت المقدس، فقال: قرأت الكتابين (1) قال: نعم قال. سل عما بدالك. فقال: اسئلك عن بدو هذا البيت؟ وعن قوله: (ن والقلم وما يسطرون) وعن قوله: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) (2) فقال:
يا أخا أهل الشام اسمع حديثنا ولاتكذب علينا فان من كذب علينا في شئ فقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقد كذب على الله، ومن كذب على الله عذبه الله عزوجل. أما بدو هذا البيت فان الله تبارك وتعالى قال للملائكة. (انى جاعل في الارض خليفة) فردت الملئكة على الله تعالى، فقالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فأعرض عنها فرأت ان ذلك من سخطه فلاذت بعرشه، فأمرالله ملكا من الملئكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح، بازاء عرشه، فصيره لاهل السماء [ يطوفون به ] يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لايعودون ويستغفرون فلما ان هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت وهو بازاء ذلك، فصيره لآدم وذريته كما صير ذلك لاهل السماء، قال: صدقت يابن رسول الله. 78 ـ على ابن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد ابن أبى نصروا بن محبوب جميعا عن المفضل بن صالح عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول كنت مع أبى في الحجر فبينما هو قائم يصلى اذ أتاه رجل فجلس اليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال:
انى اسئلك عن ثلثة اشياء لايعلمها الا انت ورجل آخر، قال ما هى قال: أخبرنى أى شى كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال. ان الله تعالى لما أمر الملئكة ان يسجد والادم فردوا عليه فقالوا : اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال الله عزوجل: انى اعلم مالا تعملون فغصب عليهم ثم سألوه التوبة فأمرهم ان يطوفوا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الفيض (رحمه الله) في الوافى: اى التوراة والقرآن.
(2) المعارج: 25 و 26. (*)
===============
(51)
بالضراح وهو البيت المعمور ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله تعالى مما قالوا ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم. فهذا كان اصل الطواف ثم جعل الله البيت الحرام حذو الضراح توبة لمن اذنب من بنى آدم و طهورا لهم، فقال صدقت.
79 ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن الحسين بن موسى (1) عن زرارة قال: دخلت على أبى جعفر (عليه السلام) فسألنى ما عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت:
ان عندى منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها، قال ولم؟ هات ما أنكرت منها فخطر على بالى الادمون فقال لى ما كان علم الملائكة حيث قالت. (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء).
80 ـ في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال، حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمر وبن ابى المقدام عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى لما أحب أن يخلق خلقا بيده وذلك بعد مضى الجن والنسناس في الارض سبعة الاف سنة، قال، ولما كان من شأنه أن يخلق آدم (عليه السلام) للذى أزاد من التدبير والتقدير لما هو مكونه في السموات والارض وعلمه لما اراد من ذلك كله كشط عن اطباق السموات (2) ثم قال للملئكة: انظروا إلى اهل الارض من خلقى من الجن والنسناس، فلما رأوا مايعملون فيها من المعاصى وسفك الدماء والفساد في الارض بغير الحق عظم ذلك عليهم، وغضبوا الله واسفوا على اهل الارض ولم يملكوا غضبهم ان قالوا يا رب انت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن، وهذا خلقك الضعيف الذليل في أرضك يتقلبون في قبضتك، ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك، وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لاتأسف ولاتغضب ولاتنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى، وقد عظم ذلك علينا واكبرناه فيك، فلما سمع الله ذلك من الملئكه (قال انى جاعل في الارض خليفة) لى عليهم فيكون حجة لى عليهم في ارضى على خلقى، فقالت الملئكة سبحانك (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) قالوا: فاجعله منافانا لانفسد في الارض ولانسفك الدماء، قال الله جل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر: (الحسن بن موسى) مكبرا ولكن الظاهر هو المختار.
(2) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه. (*)
===============
(52)
جلاله: يا ملكئتى انى اعلم مالاتعلمون انى اريد أن أخلق خلقا بيدى اجعل ذريته أنبياء مرسلين وعبادا صالحين وائمة مهتدين اجعلهم خلفائى على خلقى في ارضى ينهونهم عن المعاصى وينذرونهم عذابى، ويهدونهم إلى طاعتى، ويسلكون بهم إلى طريق سبيلى واجعلهم حجة لى عذرا أو نذرا وابين النسناس (1) من ارضى فاطهرها منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتى وخلقى وخيرتى واسكنهم في الهواء وفى اقطار الارض الايجارون نسل خلقى: واجعل بين الجن وبين خلقى حجابا، ولايرى نسل خلقى الجن ولا يوانسوهم ولا يخالطونهم ولا يجالسونهم فمن عصانى من نسل خلقى الذين اصطفيتهم لنفسى اسكنتهم مساكن العصاة واوردتهم مواردهم ولا ابالى، فقالت الملئكة: يا ربنا افعل ما شئت لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم وتمام الحديث متصلا بهذا مذكور في الحجر عند قوله تعالى: (انى خالق بشرا من صلصال من حمأمسنون)
81 ـ وباسناده إلى يحيى بن ابى العلا الرازى عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) وقد سأله رجل فقال: واخبرنى عن هذا البيت كيف صار فريضة على الخلق أن يأتوه قال: فالتفت أبوعبدالله (عليه السلام) اليه وقال: ماسالنى عن مسئلتك قط أحد قبلك، ان الله عزوجل لما قال للملئكة. (انى جاعل في الارض خليفة) ضجت الملئكة من ذلك وقالوا يا رب ان كنت لابد جاعلا في ارضك خليفة فاجعله منا من يعمل في خلقك بطاعتك فرد، عليهم (انى اعلم مالا تعلمون) فظنت الملئكة ان ذلك سخط من الله عزوجل عليهم. فلاذوا بالعرش يطوفون به، فأمرالله عزوجل لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم.
82 ـ وباسناده إلى على بن حديد عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا عن احدهما (عليه السلام) انه سئل عن ابتداء الطواف؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم (عليه السلام) قال للمئكة: (انى جاعل في الارض خليفة) فقال ملكان من الملئكة: (اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عزوجل، وكان تبارك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى اخرجهم. (*)
===============
(53)
وتعالى نوره ظاهر للملائكة، فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما.
أنه قد سخط قولهما، فقالا للملئكة: ماحليتنا وماوجه توبتنا؟ فقالوا: مانعرف لكما من التوبة الا أن تلوذا بالعرش، قال: فلاذا بالعرش حتى أنزل الله عزوجل توبتهما، ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما، وأحب الله تبارك وتعالى أن يعبد بتلك العبادة، فخلق الله تعالى البيت في الارض وجعل على العباد الطواف حوله، وخلق البيت المعمور في السماء يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لايعودون اليه إلى يوم القيامة.
83 ـ وباسناده إلى أبى حمزة الثمالى عن على قال: قلت لابى عبدالله (1) لم صار الطواف سبعة أشواط؟ قال: لان الله تبارك وتعالى قال للملئكة: (انى جاعل في الارض خليفة) فردوا على الله تبارك وتعالى، (وقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) قال الله: (انى اعلم مالاتعلمون) وكان لايحجبهم عن نوره، فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام، فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذى في السماء الرابعة، وجعله مثابة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور، فجعله مثابة للناس وأمنا، فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا.
84 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته أيعلم الله الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف كان يكون؟ فقال: ان الله هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء، قال عزوجل: (انا كنا نستنسخ ماكنتم تعلمون) (2) وقال لاهل النار: (ولوردوا لعادوا لمانهوا عنه وانهم لكاذبون) (3) فقد علم عزوجل انه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين (ع) قال: قلت: لم صار الطواف، الخ) وتوافقه نسخة الوسائل وهو الصحيح ونقل في هامشه عن بعض النسخ زيادة كلمة (لابى) بعد لفظة (قلت) واماما تراه في المتن فهو خلاف الظاهر لكن النسخ متوافقة عليه فتركناه على حاله.
(2) الجاثية: 29، (3) الانعام: 28، (*)
===============
(54)
لوردهم لعادوا لما نهوا عنه، وقال للمئكة لما قالت: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال انى أعلم مالاتعلمون) فلم يزل الله عزوجل علمه سابقا للاشياء قديما قبل أن يخلقها فتبارك الله ربنا وتعالى علوا كبيرا خلق الاشياء كما شاء وعلمه بها سابق لها كماشاء، كذلك ربنا لم يزل [ ربنا ] عالما سميعا بصيرا.
85 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خديجة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سأل ابى (عليه السلام) رجل وقال: حدثنى عن الملئكة حين ردوا على الرب حيث غضب عليهم وكيف رضى عنهم؟ فقال: ان الملئكة طافوا بالعرش سبع سنين يدعونه ويستغفرونه ويسئلونه ان يرضى عنهم فرضى عنهم بعد سبع سنين فقال صدقت ومضى فقال ابى (عليه السلام):
هذا جبرئيل (عليه السلام)، اتاكم يعلمكم معالم دينكم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
86 ـ في مجمع البيان روى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الملئكة سألت الله تعالى ان يجعل الخليفة منهم وقالوا نحن نقدسك ونطعيك ولانعصيك كغيرنا، قال: فلما اجيبوا بما ذكر في القرآن علموا انهم تجاوزوا مالهم فلاذوا بالعرش استغفارا، فامرالله تعالى آدم بعد هبوطه ان يبنى له في الارض بيتا يلوذبه المخطئون كمالاذ بالعرش الملئكة المقربون، فقال الله تعالى للملئكة: انى اعرف بالمصلحة منكم وهو معنى قوله: (اعلم مالاتعلمون).
87 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مححمد بن زياد عن ايمن بن محرز عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى آدم (عليه السلام) اسماء حجج الله كلها ثم عرضهم ـ وهم أرواح ـ على الملئكة فقال: (انبئونى باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) بانكم أحق بالخلافة في الارض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم، (قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ماعلمتنا انك انت العليم الحكيم) قال الله تبارك وتعالى: يا آدم انبئهم باسمائهم فلما أنبأهم بها وقفوا على عظيم منزلتهم عندالله تعالى ذكره فعلموا انهم احق بان يكونوا خلفاء الله في ارضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن ابصارهم و استعبدهم بولايتهم ومحبتهم، وقال لهم: الم اقل لكم انى أعلم غيب السموات والارض واعلم ماتبدون وما كنتم تكتمون حدثنا بذلك احمد بن الحسين القطان عن الحسن
===============
(55)
ابن على السكونى عن محمد بن زكريا الجوهرى قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة عن ابيه عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام).
88 ـ في مجمع البيان وقد روى عن الصادق (عليه السلام) انه سئل عن هذه الاية فقال:
الارضين والجبال والشعاب والاودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه.
89 ـ في بصائر الدرجات احمد بن محمد ويعقوب بن يزيد عن الحسن بن على بن فضال عن ابى جميلة عن محمد الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ان الله مثل لى امتى في الطين وعلمنى اسمائهم كما علم آدم الاسماء كلها.
90 ـ محمد بن مسلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: أهدى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) دالجوح (1) فيه حب مختلط، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يلقى إلى على حبة حبة ويسأله أى شئ هذا؟ وجعل على يخبر؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اما ان جبرئيل أخبرنى ان الله علمك اسم كل شئ كما علم آدم الاسما كلها.
91 ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى (عليه السلام) ويقول فيها: الذى عجزت الملئكة على قربهم من كرسى كرامته وطول ولههم اليه، وتعظيم جلال عزه وقربهم من غيب ملكوته أن يعلموا من أمره الاما أعلمهم، وهم من ملكوت القدس بحديث هم، ومن معرفته على
ما فطرهم عليه أن قالوا سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك أنت العليم الحكيم، فما ظنك ايها السائل ممن هو كذا؟.
92 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله (وعلم آدم الاسماء كلها) قال: اسماء الجبال والبحار والاودية والنبات، والحيوان، ثم قال الله عزوجل للملئكة: (انبئونى باسماء هؤلاء ان كنتم صادقين) فقالوا كما حكى الله (سبحانك لاعلم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم) فقال الله: (يا آدم أنبئهم باسمائهم) فاقبل آدم (عليه السلام) يخبرهم فقال الله:
ألم أقل لكم انى اعلم غيب السموات والارض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فجعل آدم (عليه السلام) حجة عليهم.
93 ـ حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن جميل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سئل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا، (*)
===============
(56)
عما ندب الله الخلق اليه أدخل فيه الضلال؟ قال: نعم والكافرون دخلوا فيه، لان الله تبارك وتعالى أمر الملئكة بالسجود لآدم، فدخل في أمره الملئكة وابليس، فان ابليس كان مع الملئكة في السماء يعبدالله وكانت الملئكة تظن انه منهم ولم يكن منهم، فلما أمرالله الملئكة بالسجود لآدم اخرج ما كان في قلب ابليس من الحسد، فعلمت الملئكة عند ذلك ان ابليس لم يكن منهم فقيل له (عليه السلام): فكيف وقع الامر على ابليس وانما أمرالله الملئكة بالسجود لآدم؟ فقال: كان ابليس مبهم بالولاء ولم يكن من جنس الملئكة، وذلك ان الله خلق خلقا قبل آدم وكان ابليس منهم حاكما في الارض، فعتوا وافسدوا وسفكوا الدماء، فبعث الله الملئكة فقتلوهم وأسروا ابليس ورفعوه إلى السماء، فكان مع الملئكة يعبدالله إلى ان خلق الله تبارك وتعالى آدم.
94 ـ وفيه حديث طويل عن العالم (عليه السلام) وفيه: فخلق الله آدم فبقى أربعين سنة مصورا، وكان يمر به ابليس اللعين فيقول: لامرما خلقت؟ فقال العالم (عليه السلام): فقال ابليس: لان أمرنى الله بالسجود لهذا لعصيته: قال ثم نفخ فيه فلما بلغت فيه الروح إلى دماغه عطس عطسة فقال: الحمدلله، فقال الله له: يرحمك الله، قال الصادق (عليه السلام) فسبقت له من الله الرحمة، ثم قال الله تبارك وتعالى للملئكة اسجدوا لآدم، فسجدوا له فأخرج ابليس ماكان في قلبه من الحسد فأبى أن يسجد.
95 ـ في روضة الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن على بن حديد عن جميل بن دراج قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن ابليس أكان من الملئكة أم كان يلى شيئا من امر السماء؟ فقال: لم يكن من الملئكة ولم يكن يلى شيئا من امر السماء ولاكرامة، فأتيت الطيار فاخبرته بما سمعت فأنكره وقال: كيف لايكون من الملئكة والله عزوجل يقول: واذقلنا للملئكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس ودخل عليه الطيار وسأله وانا عنده فقال له: جعلت فداك أرايت قوله عزوجل:
(يا ايها الذين آمنوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟ قال: نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.
96 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن جميل
===============
(57)
قال: كان الطيار يقول لى ابليس ليس من الملئكة، وانما أمرت الملئكة بالسجود لآدم فقال ابليس: لااسجد فما لابليس يعصى حين لم يسجد، وليس هو من الملئكة، قال: فدخلت أنا وهو على أبيعبدالله (عليه السلام) قال: فأحسن والله في المسألة، فقال:
جعلت فداك أرأيت ما ندب الله عزوجل اليه المؤمنين من قوله (يا ايها الذين آمنوا) ادخل في ذلك المنافقون معهم؟ قال: نعم والضلال وكل من اقر بالدعوة الظاهرة وكان ابليس ممن اقر بالدعوة الظاهرة معهم.
97 ـ وباسناده إلى ابيعبدالله (عليه السلام) قال: ان الملائكة كانوا يحسبون ان ابليس منهم وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب، فقال: خلقتنى من نار وخلقته من طين).
98 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عمن أخبره عن على بن جعفر قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) تيما وعديا وبنى امية يركبون منبره أفظعه (1) فانزل الله تبارك وتعالى وقرآنا يتأسى به: (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس أبى) ثم أوحى اليه يا محمد انى أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت اذا أمرت فلم تطع في وصيتك.
99 ـ وباسناده إلى موسى بن بكر قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الكفرو الشرك أيهما أقدم؟ قال: فقال لى: ما عهدى بك تخاصم الناس (2) قلت: أمرنى هشام بن سالم أن أسألك عن ذلك، فقال لى: الكفر أقدم وهو الجحود، قال الله عزوجل:
(الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين)،
100 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليه السلام) قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى (عليه السلام) في كلام طويل. هذا آدم أسجدالله له ملائكته فهل فعل بمحمد شيئا من هذا؟
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) فظع فلان بالامر: هاله وغلبه فلم يثق بأن يطيقه، (2) اى ما كنت اظن انك تخاصم الناس أولم يكن قبل هذا ممن يخاصم المخالفين قاله المجلسى (رحمه الله)، (*)
===============
(58)
فقال له على (عليه السلام). لقدكان كذلك ولئن أسجدالله لآدم ملائكته فان سجودهم لم يكن سجود طاءة، انهم عبدوآدم من دوالله عزوجل ولكن اعترافا لآدم بالفضيلة، ورحمة من الله له ومحمد (صلى الله عليه وآله) اعطى ما هو أفضل من هذا، ان الله عزوجل صلى في جبروته والملئكة بأجمعها، وتعبد المؤمنون بالصلوة عليه، فهذه زيادة له يا يهودى.
101 ـ في عيون الاخبار عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه. ان الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملئكة بالسجود له تعظيما لنا واكراما، وكان سجودهم لله تعالى عبودية، ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لانكون افضل من الملئكة وقد سجدوالآدم كلهم أجمعون.
102 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) بعدان ذكر وفاة آدم (عليه السلام) وهبة الله حتى اذا بلغ الصلوة عليه، قال هبة الله. يا جبرئيل تقدم فصل على آدم، فقال له جبرئيل (عليه السلام). يا هبة الله ان الله امرنا ان نسجد لابيك في الجنة، فليس لنا ان نؤم احدا من ولده.
103 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هشام بن سالم عن ابى عبدالله قال لما اسرى برسول الله (صلى الله عليه وآله) وحضرت الصلوة اذن جبرئيل واقام الصلوة، فقال:
يا محمد تقدم، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله). تقدم يا جبرئيل فقال له. انا لانتقدم على الآدميين منذ امرنا بالسجود لآدم.
104 ـ وباسناده إلى محمد الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: انما سمى آدم، آدم لانه خلق من اديم الارض (1).
105 ـ وباسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: اخبرنى عن آدم لم سمى آدم، قال لانه من طين الارض واديمها.
106 ـ في عيون الاخبار عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه. وسأله لم سمى آدم آدم؟ قال: لانه خلق من اديم الارض، وسأله عن اسم ابليس ماكان في
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اديم الارض: وجهها، (*)
===============
(59)
السماء؟ فقال: كان اسمه الحارث، وسأله عن اول من كفروا نشأ الكفر؟ فقال: ابليس لعنه الله
107 ـ في كتاب التوحيد عن ابى جعفر (ع) حديث طويل يقول في آخره لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد؟ او ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، انت في آخر تلك العوالم واولئك الادمين وقد سبق في الفاتحة.
108 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى العباس بن هلال عن ابى الحسن الرضا (ع) انه ذكران اسم ابليس الحارث، وانما قول الله عزوجل: يا ابليس يا عاصى، وسمى ابليس لانه ابلس من رحمة الله عزوجل.
109 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (ع) قال: الآباء ثلثة: آدم ولد مؤمنا، والجان ولد مؤمنا وكافرا، وابليس ولد كافرا وليس فيهم نتاج، انما يبيض ويفرخ، وولده ذكور ليس فيهم اناث.
110 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون. يا ابن رسول الله اليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال، بلى، فما معنى قول الله عزوجل وعصى آدم ربه فغوى فقال (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى قال لآدم (عليه السلام)، اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة واشار لهما إلى شجرة الحنطة فتكونا من الظالمين ولم يقل لهما ولاتأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما وقال ما نها كما ربكما عن هذه الشجرة وانما نها كما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا فد ليهما بغرور فاكلا منها ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التى تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لايذنب صغيرة ولاكبيرة، قال الله تبارك و
===============
(60)
تعالى، (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) وقال عزوجل (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين).
111 ـ في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن سلم بن شهاب قال، سئل على بن الحسين (عليه السلام) اى الاعمال افضل عندالله عزوجل؟ فقال: مامن عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) افضل من بغض الدنيا وان لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصى شعبا فأول ماعصى الله به الكبر وهى معصية ابليس حين ابى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص هى معصية آدم وحوا حين قال الله عزوجل لهما: (كلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فاخذا مالا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان اكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به اليه.
112 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى قال: قلت للرضا (عليه السلام): يابن رسول الله أخبرنى عن الشجرة التى اكل منها آدم وحواما كانت؟ فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروى انها الحنطة، ومنهم من يروى انها العنب، ومنهم من يروى انها شجرة الحسد؟ فقال: كل ذلك حق، قلت: فما معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت ان شجرة الجنة تحمل أنواعا، وكانت شجرة الجنطة وفيها عنب وليست كشجرة الدنيا، وان آدم لما أكرمه الله تعالى ذكره باسجاد ملئكته له وبادخال الجنة، قال في نفسه، هل خلق الله بشرا أفضل منى؟ فعلم الله عزوجل ما وقع في نفسه، فناداه ارفع رأسك يا آدم وانظر إلى ساق عرشى، فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا اله الا الله محمد رسول الله على بن أبيطالب أميرالمؤمنين، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، فقال آدم (عليه السلام): يارب من هؤلاء؟ فقال عزوجل: هؤلاء من ذريتك وهم خير منك ومن جميع خلقى، ولولاهم ماخلقتك ولاخلقت الجنة والنار، ولا السماء ولا الارض، فاياك أن تنظر اليهم بعين الحسد وتمنى منزلتهم، فتسلط عليه الشيطان حتى اكل من الشجرة التى نهى عنها، وتسلط على حوا لنظرها إلى فاطمة بعين الحسد حتى اكلت من الشجرة كما اكل آدم، فاخرجهما الله تعالى من جنته واهبطهما عن جواره إلى الارض.
113 ـ في مجمع البيان: (ولاتقربا هذه الشجرة) اى لاتأكلا منها، وهو المروى
===============
(61)
عن الصادق، وقيل: هى شجرة الكافور يروى عن على (عليه السلام)
114 ـ في تفسير على بن براهيم قوله: (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارص مستقر ومتاع إلى حين) قال: فهبط آدم على الصفا وانما سميت الصفا لان صفوة الله هبط عليها، ونزلت حواعلى المروة، وانما سميت المروة لان المرأة نزلت عليها، فبقى آدم اربعين صباحا ساجدا يبكى على الجنة، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا آدم ألم يخلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، وأسجد لك ملئكته؟ قال: بلى، قال: وأمرك ان لاتأكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال: يا جبرئيل ان ابليس حلف لى بالله انه لى ناصح، وما ظننت ان خلقا خلقه الله يحلف بالله كاذبا.
115 ـ قال: وحدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبن مسكان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان موسى (عليه السلام) سأل ربه أن يجمع بينه وبين آدم (عليه السلام)، فجمع فقال له موسى: يا ابت الم يخلقك بيده ونفخ فيك من روحه واسجدلك ملئكته؟ وامرك ان لاتأكل من الشجرة فلم عصيته؟ قال. يا موسى بكم وجدت خطيئتى قبل خلقى في التوراة؟ قال: ثلثين الف سنة (1) قال. قال فهو ذلك، قال الصادق (عليه السلام) فحج آدم موسى (عليه السلام) (2)
116 ـ في من لايحضره الفقيه وروى عن الحسن بن على بن ابى طالب (عليه السلام) انه قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله أعلمهم عن مسايل، فكان فيما سأله انه قال له: لاى شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلثين يوما، و
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة البحار: بثلاثين سنة).
(2) قال المجلسى (رحمه الله) في بيان الحديث مالفظه: وجدان الخطيئة قبل الخلق اما في عالم الارواح بأن يكون روح موسى (ع) اطلع على ذلك في اللوح) او المراد انه وجد في التوراة ان تقدير خطيئة آدم (ع) كان قبل خلقه بثلاثين سنة. وقوله (ع) فحج اى غلب عليه في الحجة وهذا يرجع إلى القضاء والقدر. (*)
===============
(62)
فرض الله على الامم أكثر من ذلك؟ فقال النبى (صلى الله عليه وآله)، ان آدم (عليه السلام) لما أكل من الشجرة بقى في بطنه ثلثين يوما، ففرض الله على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش، والذى يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم، وكذلك على آدم.
117 في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عثمان عن الحسن بن بشار عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن جنة آدم؟ فقال جنة من جنان الدنيا، يطلع عليها الشمس و القمر، ولو كانت من جنان الخلد ماخرج منها أبدا.
118 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن الحسين بن ميسر قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن جنة آدم، فقال جنة من جنات الدنيا يطلع فيها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الاخرة ما خرج منها أبدا.
119 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن واصل ابن سليمان عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أمرالله ولم يشأ وشاء ولم يأمر، امر ابليس أن يسجد لآدم وشاء أن لايسجد، ولوشاء لسجد، ونهى آدم عن أكل الشجرة وشاء ان يأكل منها، ولو لم يشأ لم يأكل.
120 ـ على بن ابراهيم عن المختار بن محمد الهمدانى ومحمد بن الحسن عن عبدالله بن الحسن العلوى جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: ان لله ارادتين ومشيتين، ارادة حتم وارادة عزم، ينهى وهو يشاء، ويأمرو هو لايشاء، أوما رأيت انه نهى آدم وزوجته أن يأكلا من الشجرة وشاء ذلك ولولم يشأ ان يأكلا لما غلبت مشيتهما مشية الله، وأمر اباراهيم أن يذبح اسحق ولم يشأ أن يذبحه، ولوشاء لما غلبت مشية ابراهيم مشية الله.
121 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام) بعد ان ذكر آدم (عليه السلام): فأهبطه بعد التوبة ليعمر أرضه بنسله، وليقيم الحجة به على عباده.
===============
(63)
122 ـ وفيه ايضا: ثم اسكن الله سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشته، وأمن فيها محلته (1) وحذره ابليس وعداوته، فاغتره عدوه نفاسة عليه بدار المقام، ومرافقة الابرار، فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه، واستبدل بالجزل (2) وجلا، وبالاغترار ندما، ثم بسط الله سبحانه له في توبته، ولقاه كلمة رحمته، ووعده المرد إلى جنته، فاهبهطه إلى دار البلية وتناسل الذرية.
123 ـ في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن الصادق (عليه السلام) وفى آخره فقال الله لهما: اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين قال: إلى يوم القيامة.
124 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مقاتل بن سليمان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) كم كان طول آدم حين هبط به إلى الارض وكم كان طول حوا؟ قال: وجدنا في كتاب على (عليه السلام) ان الله عزوجل لما أهبط آدم و زوجته حوا (عليهما السلام) إلى الارض كانت رجلاه بثنية الصفا، ورأسه دون افق السماء، و انه شكا إلى الله عزوجل ما يصيبه من حر الشمس، فاوحى الله عزوجل إلى جبرئيل (عليه السلام) ان آدم قد شكا ما يصيبه من حر الشمس، فاغمزه غمزة (3) وصير طوله سبعين ذراعا بذراعه، وأغمزحوا غمزة فصير طولها خمسة وثلثين ذراعا بذراعها (4)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الرغد: النفع الواسع الكثير الذى ليس فيه عناء، والعيشة مصدر عاش يعيش وهو الحياة وما يعاش به من الرزق والطعام والخبز. ومحلة القوم: منزلهم. اى جعله فيها في عيشة واسعة وامن من الافات.
(2) الجذل: الفرح.
(3) غمزه: كبسه بيده اى مسه بيده ولينه.
(4): اعلم ان هذا الخبر من مشكلات الاخبار ومعضلات الاثار، وقد ذكر في البحار في شرحه كلاما طويلا يطول المقام بذكره فراجع ج 5: 34 من الطبعة القديمة وج 11:
127 من الحديثة. (*)
===============
(64)
125 في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى لما اهبط آدم (عليه السلام) من الجنة أهبط على ابن قبيس، فشكا إلى ربه عزوجل الوحشة فانه لايسمع ماكان يسمع في الجنة، فاهبط الله تعالى عليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم (عليه السلام) وكان ضوئها يبلغ موضع الاعلام، فعلمت الاعلام على ضوئها [ فجعله الله حرما ] وباسناده إلى صفوان بن يحيى عن ابن الحسن (عليه السلام) مثله.
126 ـ وعن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه وساله عن اكرم وادعلى وجه الارض؟ فقال: واديقال له سرانديب، سقط فيه آدم من السماء.
127 ـ في كتاب الخصال عن محمد بن سهل البحرانى يرفعه إلى أبيعبدالله (عليه السلام) قال: البكاؤن خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلى بن الحسين (عليهم السلام)، فاما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية (الحديث).
128 ـ عن ابى لبابة عن عبدالمنذر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الجمعة سيد الايام، خلق الله فيه آدم، واهبط فيه آدم إلى الارض.
129 ـ عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على (عليهم السلام) قال: انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من ايام الدنيا حتى اهبطها تعالى من يومهما ذلك.
130 ـ عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال. نخر ابليس نخرتين (1) حين اكل آدم من الشجرة حين اهبط به من الجنة.
131 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله قال، سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه، فقطع للجبل اسم من اسم آدم (عليه السلام)، وهبطت حوا على المروة وانما سميت المروة مروة لان المرأة هبطت عليها فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) نخر الانسان والفرس: مد الصوت والنفس في خياشيمه: (*)
===============
(65)
132 ـ وباسناده إلى أبى خديجة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان آدم انزل فنزل في الهند.
133 ـ وباسناده إلى على بن حسان الواسطى عن بعض أصحابه عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: اهبط الله آدم من الجنة على الصفا وحوا على المروة، وقد كانت امتشطت في الجنة، فلما صارت في الارض قالت: ما أرجومن المشط وانا مسخوط على فحلت مشطتها فانتشر من مشطها العطر الذى كانت امتشطت به في الجنة، فطارت به الريح فألقت أثره في الهند، فلذلك صار العطر بالهند، 134 ـ وفى حديث آخر انها حلت عقيصتها (1) فارسل الله عزوجل على ما كان فيها من ذلك الطيب ريحا فهبت به في المشرق والمغرب.
135 ـ أبى (رحمه الله) قال: حدثنا على بن سليمان الرازى (2) قال: حدثنا محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قلت: كيف كان أول الطيب؟ قال: فقال لى: ما يقول من قبلكم فيه؟ قلت: يقولون: ان آدم لما هبط إلى ارض الهند فبكى على الجنة فسالت دموعه فصارت عروقا في الارض، فصارت طيبا، فقال: ليس كما يقولون ولكن حوا كانت تغلفت قرونها (3) من اطراف شجر الجنة، فلما هبطت إلى الارض وبليت بالمعصية رأت الحيض فأمرت بالغسل، فنفضت قرونها (4) فبعث الله عزوجل ريحا طارت به وحفظته (5) فذرت حيث شاء الله عزوجل فمن ذلك الطيب.
136 ـ وباسناده إلى عمر بن على عن أبيه بن ابى طالب (عليه السلام) ان النبى (صلى الله عليه وآله) سئل مما خلق الله عزوجل الكلب؟ قال: خلقه من بزاق ابليس، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العقيصة: المنسوجة من شعر الرأس.
(2) وفى نسخة البحار (الزرارى) اى المنسوب إلى زرارة بن اعين ولعله الصحيح.
(3) اى تلطخها. والقرن: القطعة الملتفة من الشعر.
(4) اى حركتها.
(5) وفى نسخة البحار (وخفضته). (*)
===============
(66)
قال: لما اهبط الله عزوجل آدم وحوا إلى الارض اهبطهما كالفرخين (1) المرتعشين فعدا ابليس الملعون إلى السباع وكانوا قبل آدم في الارض: فقال لهم: ان طيرين قد وقعا من السماء لم يرالراؤن اعظم منهما، تعالوا فكلوهما، فتعادت السباع معه وجعل ابليس بحثهم ويصيح ويعدهم بقرب المسافة، فوقع من فيه من عجلة كلامه بزاق. فخلق الله عزوجل من ذلك البزاق كلبين احدهما ذكر والاخرانثى، فقاما حول آدم وحوا الكلبة بجدة والكلب بالهند، فلم يتركوا (2) السباع أن يقربوهما، ومن ذلك اليوم الكلب عدوالسبع والسبع عدو الكلب.
137 ـ وباسناده إلى زيد بن على عن آبائه عن على صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله عزوجل حين أمر آدم ان يهبط هبط آدم وزوجته، وهبط ابليس ولازوجة له، وهبط الحية ولازوج لها، فكان اول من يلوط بنفسه ابليس لعنه الله، فكانت ذريته من نفسه، وكذلك الحية وكانت ذرية آدم من زوجته، فاخبرهما انهما عدو ان لهما.
138 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال لما اهبط الله تعالى آدم من الجنة اهبط معه مائة وعشرين قضيبا، منها أربعون ما يؤكل داخلها وخارجها، واربعون منها مايؤكل داخلها ويرمى خارجها، وأربعون منها ما يؤكل خارجها ويرمى داخلها، وغرارة (3) فيها بذر كل شئ من النبات.
139 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الطفيل عامر بن واثلة عن على (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسايل: يا يهودى اما أول حجر وضع على وجه الارض فان اليهود يزعمون انها صخرة بيت المقدس وكذبوا، ولكنه الحجر الاسود الذى نزل به آدم (عليه السلام) معه من الجنة، وأول شجرة نبتت على وجه الارض فان اليهود يزعمون انها الزيتونة وكذبوا ولكنها نخلة من العجوة، نزل بها آدم (عليه السلام) معه من الجنة وبالفحل.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الفرخ. ولد الطاير.
(2) فلم يتركا، ظ.
(3) الغرارة ـ بالكسر ـ الجوالق. (*)
===============
(67)
140 ـ وباسناده إلى يحيى المدينى عن أبى عبدالله عن على (عليهما السلام) مثله الا ذكر الفحل.
وباسناده إلى الحكم بن مسكين الثقفى عن صالح عن جعفر بن محمد عن على (عليه السلام) مثله الا ذكر الفحل ايضا.
141 ـ في الكافى باسناده إلى مسمع عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما هبط آدم إلى الارض احتاج إلى الطعام والشراب، فشكى إلى جبرئيل فقال له جبرئيل: يا آدم كن حراثا، قال: فعلمنى دعاء قال: قل (اللهم اكفنى مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة والبسنى العافية حتى تهيننى المعيشة).
142 ـ في روضة الكافى على بن ابرأهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن ابراهيم صاحب الشعير عن كثير بن كلثمة عن احدهما (عليهما السلام) في قول الله عزوجل فتلقى آدم من ربه كلمات قال (لا اله الا انت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفرلى وأنت خير الغافرين لا اله الا أنت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسى فاغفرلى وارحمنى وأنت ارحم الراحمين لا اله الا انت سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسى فتب على انك أنت التواب الرحيم.)
143 ـ وفى رواية اخرى وقوله عزوجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام).
144 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا ـ عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان آدم (عليه السلام) لما أصاب الخطيئة كانت توبته ان قال:
(اللهم انى اسئلك بحق محمد وآل محمد لما (غفرت لى) فغفرالله له والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
145 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى أبى سعيد المدائنى يرفعه في قول الله عزوجل: (فتلقى آدم من ربه كلمات) قال: سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
146 ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل فيه يقول (عليه السلام) بعد ان ذكران آدم وحواتمنيا منزلة اهل البيت (عليهم السلام) فلما اراد الله عزوجل
===============
(68)
أن يتوب عليهما جاء هما جبرئيل (عليه السلام) فقال لهما: انكما انما ظلمتما أنفسكما بتمنى منزلة من فضل عليكما فجزائكما قد عوقبتما به من الهبوط من جوار الله عزوجل إلى أرضه، فسلا ربكما بحق الاسماء التى رأيتموها على ساق العرش حتى يتوب عليكما، فقالا: (اللهم انا نسئلك بحق الاكرمين عليك محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة الاتبت علينا ورحمتنا فتاب الله عليهما انه هو التواب الرحيم.
147 ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: سألت النبى (صلى الله عليه وآله) عن الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ قال سأله بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الاتبت على فتاب عليه.
148 ـ عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: سالته عن قول الله تعالى: (واذا ابتلى ابراهيم ربه بكلمات) ما هذه الكلمات؟ قال: هى الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه، وهو انه قال: (يا رب اسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الاتبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم.
149 ـ عن جعفر بن محمد الصادق عن ابيه عن جده عن على بن ابيطالب (عليهم السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى خلق نور محمد (صلى الله عليه وآله) قبل ان يخلق السموات والارض والعرش والكرسى واللوح والقلم والجنة والنار إلى ان قال. حتى اخرجه من صلب عبدالله ابن عبدا لمطلب، فاكرمه بست كرامات البسه قميص الرضا ورداه رداء الهيبة وتوجه بتاج الهداية والبسه سراويل المعرفة وجعل تكته تكة المحبة يشد بها سراويله، وجعل نعله نعل الخوف، وناوله عصاء المنزلة، ثم قال الله عزوجل يا محمدا ذهب إلى الناس فقل لهم: قولوا لا اله الا الله محمد رسول الله وكان أصل ذلك القميص من ستة اشياء قامته من الياقوت وكماه من اللؤلؤ، ودخر يصيه (1) من البلور الاصفر وابطاه عن الزبرجد وجربانه (2) من المرجان ألاحمر وجيبه من نور الرب جل جلاله فقبل الله عزوجل توبة آدم بذلك القميص ورد خاتم سليمان بن ورد يوسف إلى يعقوب به ونجى يونس
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الدخريصة من القميس: مايوصل به البدن ليوسعه:
(2) الجربان من القميس: طوقه. (*)
===============
(69)
من بطن الحوت به وكذلك ساير الانبياء (عليهم السلام) نجاهم من المحن به ولم يكن ذلك القميص الاميص محمد (صلى الله عليه وآله).
150 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى فرات ابن احنف عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) قال لولا ان آدم أذنب ما اذنب مؤمن أبدا ولولا ان الله عزوجل تاب على آدم ماتاب على مذنب أبدا.
151 ـ وباسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبيطالب (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه (صلى الله عليه وآله) وقد سأله بعض اليهود عن مسائل. واما صلوة العصر فهى الساعة التى أكل آدم فيها من الشجرة، فاخرجه الله من الجنة. فامرالله عزوجل ذريته بهذه الصلوة إلى يوم القيامة واختارها لامتى فهى من احب الصلوات إلى الله عزوجل واوصانى ان احفظها من بين الصلوات واما صلوة المغرب فهى ساعة التى تاب الله عزوجل فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ماتاب الله عليه ثلاثماة سنة من ايام الدنيا وفى ايام الاخرة يوم كالف سنة مابين العصر والعشاء فصلى آدم ثلث ركعات ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حوا، وركعة لتوبته فافترض الله عزوجل هذه الثلث ركعات على امتى وهى الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فوعدنى ربى عزوجل أن يستجيب لمن دعاه فيها.
152 ـ وباسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله (ع) قال ان الله تبارك وتعالى لما أراد أن يتوب على آدم (عليه السلام) أرسل اليه جبرئيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته التائب عن خطيئته ان الله تبارك وتعالى بعثنى اليك لاعلمك المناسك التى يريد أن يتوب عليك بها، واخذ جبرئيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزلت عليه غمامة من السماء فقال له جبرئيل خط برجلك حيث اظلك هذا الغمام ثم انطلق به حتى اتى به إلى منى فاراه موضع مسجد منى فخطه وخط المسجد الحرام بعد ما خطه مكان البيت ثم انطلق به إلى عرفات فاقامه على العرفة وقال له:
اذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات، ففعل ذلك آدم (صلى الله عليه وآله)، ولذلك سمى المعترف، لان آدم (عليه السلام) اعترف عليه بذنبه، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم، ويسئلون الله عزوجل التوبة كما سألها ابوهم آدم، ثم أمره جبرئيل (عليه السلام) فأفاض من عرفات، فمر على الجبال السبعة، فأمره ان يكبر على كل جبل أربع تكبيرات، [ 70 ]
ففعل ذلك آدم ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل، فجمع فيها بين صلوة المغرب وبين صلوة العشاء فلذلك سميت جمعا لان جمع فيها بين الضلوتين، فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ثم أمره ان ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع، وأمره اذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات، ويسئل الله عزوجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، وانما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقدوفى بحجه فأفاض آدم من جمع إلى منى، فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلى ركعتين في مسجد منى، ثم أمره أن يقرب إلى الله عزوجل قربانا ليتقبل الله منه، ويعلم ان الله قدتاب عليه، ويكون سنة في ولده القربان فقرب آدم (عليه السلام) قربانا فقبل الله منه قربانه، وارسل الله عزوجل نارا من السماء فقبضت قربان آدم، فقال له جبرئيل، ان الله تبارك وتعالى قد أحسن اليك اذ علمك المناسك التى تاب عليك بها، وقبل قربانك فأحلق رأسك تواضعا لله عزوجل اذ قبل قربانك فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى، ثم اخذ جبرئيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت، فعرض له ابليس عند جمرة العقبة، فقال له: يا آدم اين تريد؟ قال جبرئيل: يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل، فذهب ابليس ثم أخذ بيده في اليوم الثانى فانطلق به إلى الجمرة الاولى، فعرض له ابليس فقال له: ارمه بسبح حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب ابليس ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فقال له: يا آدم اين تريد؟ فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب ابليس ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له:
يا آدم أين تريد ـ فقال له جبرئيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم (عليه السلام) فذهب ابليس ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب ابليس فقال له جبرئيل: انك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا، ثم انطلق به إلى البيت فأمره ان يطوف بالبيت سبع مرات، ففعل ذلك آدم فقال له جبرئيل: ان الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك.
153 ـ وباسناده إلى أبى خديجة عن أبى عبدالله (ع) قال سئل ابى (ع) رجل وقال حدثنى
===============
(71)
عن رضا الرب عن آدم (عليه السلام)، فقال: ان آدم انزل فنزل في الهند وسئل ربه عزوجل هذا البيت فأمره ان يأتيه فيطوف به اسبوعا ويأتى منى وعرفات، فيقضى مناسكه كلها فجاء من الهند فكان موضع قدميه حيت يطا عليه عمران، وما بين القدم إلى القدم صحارى ليس فيها شئ، ثم جاء إلى البيت فطاف اسبوعا وأتى مناسكه فقضيها كما أمره الله فقبل الله منه التوبة وغفر له، قال: فجعل طواف آدم (عليه السلام) لما طافت الملئكة بالعرش سبع سنين.
فقال جبرئيل (عليه السلام). هنيئا لك يا آدم لقد غفر لك لقد طفت بهذا البيت قبلك بثلثة آلاف سنة، فقال آدم (عليه السلام). يا رب اغفرلى، ولذريتى من بعدى، فقال: نعم من آمن منهم؟؟ وبرسلى فقال: صدقت ومضى فقال أبى (عليه السلام)، هذا جبرئيل (عليه السلام) أتاكم يعلمكم معالم دينكم؟ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
154 ـ في عيون الاخبار عن على (عليه السلام) حديث طويل وفيه: وسأله كم كان عمر آدم (عليه السلام) قال: تسعمائة سنة وثلثون سنة.
155 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: عاش أبوالبشر آدم (عليه السلام) سبعمائة وثلثين سنة قال عزمن قائل يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى انعمت عليكم
156 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه، ويعقوب هو اسرائيل ومعنى اسرائيل عبدالله لان اسرا هو عبدوايل هو الله عزوجل.
157 ـ وروى في خبر آخران اسرا هو القوة وايل هو الله عزوجل فمعنى اسرائيل قوة الله.
158 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه وسأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان؟ فقال يوشع بن نون وهو ذوالكفل، ويعقوب و هو اسرائيل.
159 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنزل الله عزوجل واوفوا بعهدى اوف بعهدكم والله لقد خرج آدم من الدنيا
===============
(72)
وقد عاهد [ قومه ] على الوفاء لولده شيث فما وفى له ولقد خرج نوح من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه سام فما وفت امته، ولقد خرج ابراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه اسمعيل فماوفت امته، ولقد خرج موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن نون فما وفت امته، ولقد رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون الصفا فما وفت امته وانى مفارقكم عن قريب وخارج من بين اظهركم ولقد عهدت إلى امتى في [ عهد ]
على بن أبى طالب، وانها (1) لراكبة سنن من قبلها من الامم في مخالفة وصيى وعصيانه الا وانى مجدد عليكم عهدى في على، فمن نكث فانما ينكث على نفسه، (ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجر عظيما) ايها الناس ان عليا امامكم من بعدى وخليفتى عليكم، وهو وصيى ووزيرى وأخى وناصرى وزوج ابنتى وابوولدى وصاحب شفاعتى وحوضى (2) من عصى عليا فقد عصانى ومن عصانى فقد عصى الله، ومن أطاع عليا فقد اطاعنى، ومن أطاعنى فقد أطاع الله عزوجل، يا ايها الناس من رد على على في قول أوفعل فقد رد على فمن رد على فقد رد على الله فوق عرشه، ايها الناس من اختار منكم على على اماما فقد اختار على نبيا، ومن اختار على نبيا فقد اختار على الله عزوجل ربا، ايها الناس ان عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ومولى المؤمنين، وليه وليى ووليى ولى الله، وعدوه عدوى وعدوى عدوالله عزوجل، ايها الناس أوفوا بعهدالله في على يوف لكم بالجنة يوم القيامة.
160 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبيعمير عن سماعة عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (واوفوا بعهدى) قال، قال: بولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام) (اوف بعهدكم) اوف لكم بالجنة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الضمير يرجع إلى الامة.
(2) وزاد في المصدر بعد قوله (وصاحب شفاعتى وحوضى.): ولوائى، من أنكره فقد أنكرنى: ومن أنكرنى فقد انكرالله عزوجل ومن أقر بامامته فقد أقربنبوتى، ومن اقربنبوتى فقد أقر بوحدانية الله عزوجل: ايها الناس من عصى علبا..؟؟ (*)
===============
(73)
161 ـ احمد بن محمد عن محمد بن الحسين عن عبدالله بن محمد عن الخشاب قال: حدثنا بعض أصحابنا عن خيثمة قال: قال لى أبوعبدالله (عليه السلام)، يا خيثمة نحن عهدالله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهدالله ومن خفرها (1) فقد خفر ذمة الله وعهده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
162 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن جميل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال له رجل، جعلت فداك ان الله يقول، (ادعونى استجب لكم) وانا ندعو فلا يستجاب لنا؟ قال لانكم لاتفون بعهده، وان الله يقول، (اوفوا بعهدى اوف بعهدكم) والله لووفيتم لله لوفى الله لكم.
قال عزمن قائل ولاتكونوا اول كافر به ولاتشركوا بآياتى ثمنا قليلا.
163 ـ في مجمع البيان روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) من سن سنة حسنة فله أجرها واجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
164 ـ وروى عن أبى جعفر في هذه الآية قال: كان حى بن اخطب وكعب بن الاشرف وآخرون من اليهود لهم مأكلة على اليهود في كل سنة، فكرهوا بطلانها بأمر النبى (صلى الله عليه وآله) فحرفوا لذلك آيات، من التوراة فيها صفته وذكره، فذلك الثمن الذى أريد في الآية، 165 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى زرارة بن أعين عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له المرأة عليها اذان واقامة؟ فقال، ان كانت تسمع اذان القبيلة فليس عليها شئ، والافليس عليها اكثر من الشهادتين، لان الله تبارك وتعالى قال للرجال اقيموا الصلوة وقال للنساء. (واقمن ألصلوة وآتين الزكوة واطعن الله ورسوله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
166 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن اسحاق بن المبارك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) خفره: نقض عهده وغدربه. (*)
===============
(74)
قال، سألت ابا ابراهيم (عليه السلام) عن صدقة الفطرة أهى مما قال الله (اقيموا الصلوة وآتوا الزكوة)؟ فقال: نعم.
167 ـ في عيون الاخبار في العلل التى ذكرها الفضل بن شاذان عن الرضا (عليه السلام) قال فان قال: فلم امروا الصلوة؟ قيل، لان الصلوة الاقرار بالربوبية وهو صلاح عام لان فيه خلع الانداد والقيام بين يدى الجبار بالذل وألاستكانة، والخضوع والاعتراف وطلب الاقالة من سالف الزمان، ووضع الجبهة على الارض كل يوم وليلة، ويكون العبد ذاكرا لله تعالى غير ناس له، ويكون خاشعا وجلامتذ للاطالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا، مع مافيه من الانزجار عن الفساد، وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة، لئلا ينسى العبد مدبره وخالقه، فيبطر (1) ويطغى، وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدى ربه زجرا له عن المعاصى، وحاجزا ومانعا عن أنواع الفساد.
168 ـ في من لايحضره الفقيه وكتب الرضا على بن موسى (عليهما السلام) إلى محمد بن سنان فيما كتب اليه من جواب مسائله ان علة الزكوة من أجل قوت الفقراء وتحصين أموال الاغنياء، لان الله عزوجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى كما قال الله: (لتبلون في اموالكم وأنفسكم) في اموالكم اخراج الزكوة، وفى انفسكم توطين النفس على الصبر مع مافى ذلك من اداء شكر نعم الله عزوجل، والطمع في الزيادة مع مافيه من الزيادة والرأفة والرحمة لاهل الضعف، والعطف على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء، والمعونة لهم على أمرالدين وهو عظة لاهل الغنى، وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الاخرة بهم، وما لهم من الحث في ذلك على الشكر لله عزوجل لما خولهم وأعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف من ان يصيروا مثلهم في امور كثيرة، في اداء الزكوة والصدقات، وصلة الارحام واصطناع المعروف.
169 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: ان الله عزوجل امر بثلثة يقرون (ظ يقرن) بها ثلثة امر بالصلوة والزكوة، فمن صلى ولم يزك لم تقبل صلوته (الحديث)
170 ـ في مجمع البيان روى انس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) مررت ليلة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بطربطرا: طغى بالنعمة وماقام بحقها. (*)
===============
(75)
اسرى بى على اناس تقرض شفاههم بمقاريض من نار، فقلت من هؤلاء يا جبرائيل؟ فقال هم خطباء من اهل الدنيا ممن كانوا يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.
171 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) من لم ينسلخ من هوا جسه (1) ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان ولم يدخل في كنف الله تعالى و توحيده وامان عصمته لايصلح له الامر بالمعروف والنهى عن المنكر لانه اذا لم يكن بهذه الصفة فكلما اظهر [ امرا ] يكون حجة عليه، ولاينتفع الناس به، قال الله تعالى:
اتامرون الناس بالبر وتنسون انفسكم ويقال له يا خائن اتطالب خلقى بما خنت به نفسك، وأرخيت عنه عنانك؟
172 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله (اتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم)؟ قال نزلت في القصاص والخطاب، وهو قول اميرالمؤمنين (عليه السلام) وعلى كل منبر منهم خطيب مصقع (2) يكذب على الله وعلى رسوله وعلى كتابه.
173 ـ في اصول الكافى باسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) قال في قول الله عزوجل:
(فكبكبوا فيهاهم والغاوون) قال: يا ابابصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.
174 ـ وباسناده إلى خيثمة قال: قال لى ابوجعفر (عليه السلام) ابلغ شيعتنا ان اعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
175 ـ وباسناده إلى ابن ابى يعفور عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من اعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.
176 ـ وباسناده إلى قتيبة الاعشى عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال: من اشدا الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره.
177 ـ وباسناده إلى معلى بن خنيس عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان اشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل (هوى حبه) وهو مصحف والهواجس جمع الهاجس: ما وقع في جلدك.
(2) خطيب مصقع اى بليغ.
===============
(76)
178 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عيسى بن جعفر بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عمر بن على بن أبيطالب عن آبائه عن عمر بن على عن أبيه على بن أبى طالب ان النبى (صلى الله عليه وآله) سئل مما خلق الله عزوجل العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤس بعدد الخلائق، من خلق ومن يخلق إلى يوم القيامة، ولكل رأس وجه ولكل آدمى رأس من رؤس العقل واسم ذلك الانسان على وجه ذلك الرأس مكتوب، وعلى كل وجه ستر ملقى لايكشف (1) ذلك الستر من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ويبلغ حد الرجال أو حد النساء، واذا بلغ كشف ذلك الستر، فيقع في قلب هذا الانسان نور، فيفهم الفريضة والسنة، والجيد و الردى الاومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت.
179 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال الصادق (عليه السلام): موضع العقل الدماغ الاترى الرجل اذا كان قليل العقل قيل له: ما أخف دماغك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
180 ـ في اصول الكافى احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن بعض اصحابنا رفعه إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن و اكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذى كان في معاوية؟ قال: تلك النكرى تلك الشيطنة، وهى شبيهة العقل وليست بالعقل.
181 ـ في تفسير العياشى عن عبد الله بن طلحة قال أبوعبدالله (عليه السلام) (الصبر) هو الصوم
182 ـ في الكافى على عن أبيه عن أبن ابى عمير عن سليمان عمن ذكره عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: واستعينوا بالصبر قال: يعنى بالصبر الصوم، وقال: اذا نزلت بالرجل النازلة والشدة فليصم، فان الله عزوجل يقول: (واستعينوا بالصبر) يعنى الصيام.
في من لايحضره الفقيه مرسلا عن الصادق (عليه السلام) مثله.
183 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على (عليه السلام) يقول فيه وقد سأله رجل مما اشتبه عليه من الايات: فاما قوله (بل هم بلقاء ربهم كافرون) يعنى البعث فسماه الله عزوجل لقاءه وكذلك ذكر المؤمنين يظنون انهم ملاقوا ربهم يعنى انهم يوقنون أنهم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة (مايكشف). (*)
===============
(77)
يبعثون ويحشرون ويحاسبون، ويجزون بالثواب والعقاب والظن ههنا اليقين.
184 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: واتقوا يوما لاتجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة وهو قوله (عليه السلام)، والله لوان كل ملك مقرب وكل نبى مرسل شفعوا في ناصب ما شفعوا.
185 ـ في كتاب الخصال عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ثلث من كن فيه استكمل خصال الايمان: من صبر على الظلم وكظم غيظه، واحتسب وعفى وغفر، كان ممن يدخله الله تعالى الجنة بغير حساب، ويشفعه في مثل ربيعة ومضر.
186 ـ عن الحسن بن على بن أبى طالب (عليهم السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه:
واما شفاعتى ففى أهل الكبائر ما خلا أهل الشرك والظلم.
اقول: والاحاديث في تحقق الشفاعة لاهل المعاصى كثيرة.
187 ـ في مجمع البيان واما ماجاء في الحديث: لايقبل الله منه صرفا و لاعدلا فاختلف في معناه، قال الحسن: الصرف العمل، والعدل الفدية، وقال الاصمعى، الصرف التطوع، والعدل الفريضة، وقال أبوعبيدة الصرف الحيلة والعدل الفدية، وقال الكلبى: الصرف الفدية والعدل رجل مكانه.
188 ـ في تفسير العياشى عن يعقوب الاحمر عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:
العدل الفريضة.
189 ـ عن ابراهيم بن الفضيل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: العدل في قول أبى ـ جعفر (عليه السلام) الفدا.
190 ـ قال: ورواه أوساط الرجلى قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام): قول الله لايقبل الله منه صرفا ولاعدلا قال: الصرف النافلة، والعدل: الفريضة.
191 ـ في كتاب الخصال عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: قام رجل إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) في الجامع بالكوفة فقال يا اميرالمؤمنين: اخبرنى عن يوم الاربعاء والتطير منه وثقله أى أربعاء هو؟ فقال (عليه السلام): آخر أربعاء في الشهر إلى قوله (عليه السلام): ويوم الاربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان.
===============
(78)
192 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعيد بن جبير عن سيد العابدين على بن الحسين عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن على عن أبيه سيد ـ الوصيين اميرالمؤمنين على بن أبى طالب عليه و(عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لما حضرت يوسف (عليه السلام) الوفاة جمع شيعته وأهل بيته فحمدالله وأثنى عليه ثم حدثهم بشدة تنالهم تقتل فيها الرجال، وتشق فيها بطون الحبالى، وتذبح الاطفال، حتى يظهرالله الحق في القائم من ولد لاوى بن يعقوب، وهو رجل أسمر طوال، ووصفه ونعته لهم بنعته، فتمسكوا بذلك ووقعت الغيبة والشدة ببنى اسرائيل وهم ينتظرون قيام القائم أربعمأة سنة، حتى اذا بشروا بولادته ورأو علامات ظهوره اشتدت البلوى عليهم، وحمل عليهم بالحجارة والخشب، وطلب الفقيه الذى كان يستريحون إلى أحاديثه، فاستتر فراسلوه فقالوا: كنا مع الشدة نستريح إلى حديثك فخرج بهم إلى بعض الصحارى، وجلس يحدثهم حديث القائم ونعته وقرب الامر، وكانت ليلة قمراء ـ فبينماهم كذلك اذ طلع عليهم موسى (عليه السلام) وكان في ذلك الوقت حديث السن وقد خرج من دار فرعون يظهر النزهة، فعدل عن موكبه وأقبل اليهم وتحته بغلة، وعليه طيلسان خز فلما رآه الفقيه عرفه بالنعت، فقام اليه وانكب على قدميه فقبلهما، ثم قال: الحمدلله الذى لم يمتنى حتى أرانيك فلما راى الشيعة ذلك علموا انه صاحبهم، فانكبوا على الارض شكرا لله عزوجل، فلم يزدهم الا ان قال: ارجو أن يعجل الله فرجكم ثم غاب بعد ذلك وخرج إلى مدينة مدين، فأقام عند شعيب النبى ما أقام، فكانت الغيبة الثانية اشد عليهم من الاولى، وكانت نيفا وخمسين سنة، واشتدت البلوى عليهم، واستتر الفقيه فبعثوا اليه انه لاصبر لنا على استتارك عنا، فخرج إلى بعض الصحارى واستدعاهم وطيب نفوسهم، واعلمهم ان الله عزوجل أوحى اليه انه مفرج عنهم بعد أربعين سنة، فقالوا باجمعهم: الحمدلله فأوحى الله عزوجل اليه قل لهم قد جعلتها ثلثين سنة لقولهم الحمدلله فقالوا: كل نعمة فمن الله فأوحى الله اليه قل لهم: قد جعلتها عشرين سنة، فقالوا: لايأتى بالخير الا الله فأوحى الله اليه قل لهم: قد جعلتها عشرا، فقالوا:
لايصرف السوء الا الله، فأوحى الله اليه قل لهم: لاتبرحوا فقد أذنت لكم في فرجكم، [ 79 ]
فبيناهم كذلك، اذ طلع موسى (عليه السلام) راكبا حمارا فأراد الفقيه أن يعرف الشيعة ما يستبصرون به فيه، وجاء موسى (عليه السلام) حتى وقف عليهم فسلم عليهم فقال له الفقيه: ما اسمك؟ قال: موسى قال: ابن من؟ قال ابن عمران قال: ابن من؟ قال، ابن قاهب بن لاوى بن يعقوب، قال: بماذا جئت؟ قال جئت بالرسالة من عندالله عزوجل، فقام اليه فقبل يده ثم جلس بينهم فطيب نفوسهم وأمرهم أمره ثم فرقهم فكان بين ذلك الوقت وبين فرجهم بغرق فرعون أربعين سنة.
193 ـ وباسناده إلى محمد الحلبى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ان يوسف بن يعقوب (عليه السلام) حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهو ثمانون رجلا فقال: ان هؤلاء القبط سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب، وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لاوى بن يعقوب اسمه موسى بن عمران (عليه السلام) غلام طوال جعد أدم، فجعل الرجل من بنى اسرائيل يسمى ابنه عمران ويسمى عمران ابنه موسى.
فذكرابان بن عثمان عن ابى الحصين عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال، ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بنى اسرائيل كلهم يدعى انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انه يرجعون به ويطلبون هذا الغلام، وقال له كهنته وسحرته، ان هلاك دينك وقومك على يدى هذا الغلام الذى يولد العام من بنى اسرائيل. فوضع القوابل على النساء وقال لايولد العام ولد الاذبح ووضع على ام موسى قابلة فلما راح ذلك بنو اسرائيل قالوا: اذا ذبح الغلمان واستحيى النساء هلكنا فلم نبق، فتعالوا: لانقرب النساء فقال عمران ابوموسى (عليه السلام)، بل ايتوهن فان امرالله واقع ولوكره المشركون، اللهم من حرمه فانى لااحرمه ومن تركه فانى لااتركه، ووقع على ام موسى فحملت فوضع على ام موسى قابلة تحرسها فاذا قامت قامت واذا قعدت قعدت، فلما حملته امه وقعت عليه المحبة وكذلك بحجج الله على خلقه، فقالت لها القابلة، مالك يا بنية تصفرين وتذوبين فقالت، لاتلومينى فانى اذا ولدت اخذ ولدى فذبح قالت لاتحزنى فانى سوف أكتم عليك فلم تصدقها فلما ان ولدت التفتت اليها وهى مقبلة فقالت، ماشاءالله فقالت لها. الم أقل انى سوف اكتم عليك ثم حملته فأدخلته المخدع، وأصلحت امره ثم خرجت إلى الحرس فقالت
===============
(80)
انصرفوا ـ وكانوا على الباب ـ فانما خرج دم مقطع فانصرفوا (الحديث) وهو بتمامه مذكور في القصص.
194 ـ في كتاب الغيبة للشيخ الطوسى رحمة الله عليه باسناده إلى الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام). اما مولد موسى (عليه السلام) فان فرعون لما وقف على ان زوال ملكه على يده أمر باحضار الكهنة فدلوا على نسبه انه يكون من بنى اسرائيل، فلم يزل يأمر اصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بنى اسرائيل حتى قتل في طلبه نيف وعشرون ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى (عليه السلام) بحفظ الله تعالى اياه.
قال عزمن قائل: واذ فرقنا بكم البحر فانجيناكم
195 ـ في تفسير على بن ابراهيم في قصة حنين ثم رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يده فقال اللهم لك الحمد واليك المشتكى وانت المستعان، فنزل عليه جبرئيل فقال: يا رسول الله دعوت بما دعاه به موسى حين فلق الله له البحر ونجاه من فرعون.
196 ـ وفيه حديث طويل مذكور في طه وفيه، (قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فهموا بهارون حتى هرب من بينهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذى الحجة أنزل الله عليه الالواح فيه التوراة وما يحتاجون اليه من أحكام السير والقصص.
197 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الخزاز عن عبدالكريم بن عمرو الخثعمى عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر (عليه السلام) قال قلت، لهذا الامر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون كذب الوقاتون، ان موسى (عليه السلام) لما خرج وفدا إلى ربه واعدهم ثلثين يوما فلما زاده الله على الثلثين عشرا قال قومه، قد اخلفنا موسى فصنعوا ماصنعوا، فاذا حدثناكم الحديث فجاءكم على ماحدثناكم به فقولوا: صدق الله، واذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ماحدثناكم به فقولوا صدق الله توجروا مرتين.
198 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال، قلت له: عن كم تجزى البدنة؟ قال: عن نفس واحدة، قلت، فالبقرة ! قال
===============
(81)
تجزى عن خمسة اذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة، قلت، كيف صارت البدنة لاتجزى الاعن واحدة والبقرة تجزى عن خمسة؟ قال: لان البدنة لم يكن فيها من العلة ما كان في البقرة، ان الذين امروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس، وكانوا أهل بيت ياكلون على خوان واحد، وهم اذينونة وأخوه ميذونة (1) وابن اخيه وابنته أو امرته هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التى امرالله تباك وتعالى بذبحها.
199 ـ عن الرضا (عليه السلام) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه، وسأله عن الثور ماباله غاض طرفه لايرفع رأسه إلى السماء قال حياءا من الله تعالى لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه.
200 ـ في كتاب الخصال عن الصادق (عليه السلام) شبهه بتغيير يسير، قال عزمن قائل فاقتلوا انفسكم (الاية)
201 ـ في مجمع البيان روى ان موسى (عليه السلام) أمرهم أن يقوموا صفين، فاغتسلوا ولبسوا أكفانهم، فجاء هارون باثنى عشر ألفا ممن لم يعبدوا العجل، ومعهم الشفار المرهفة (2) وكانوا يقتلونهم، فلما قتلوا سبعين ألفا تاب الله على الباقين وجعل قتل الماضين شهادة لهم.
202 ـ وروى ان موسى وهارون (عليهم السلام) وقفا يدعوان الله تعالى ويتضرعان اليه، وهم يقتل بعضهم بعضا حتى نزل الوحى بترك القتل، وقبلت توبة من بقى.
203 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: واذ قلتم يا موسى لن نومن حتى نرى الله جهرة (الاية) فهم السبعون الذين اختارهم موسى ليسمعوا كلام الله، فلما سمعوا الكلام قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة، فبعث الله عليهم صاعقة فاحترقوا ثم احياهم الله بعد ذلك، وبعثهم انبياء، فهذا دليل على الرجعة في امة محمد (صلى الله عليه وآله) فانه قال: لم يكن في بنى اسرائيل شئ الاوفى امتى مثله.
204 ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: من الجبال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وفى المصدر (اذينوية ووميذوية) بالباء وفى العلل (اذيبوية ومذوية) (2) الشفار جمع الشفرة: السكين العظيمة العريضة والمرهفة اى المرققة حدها. (*)
===============
(82)
التى تطايرت يوم موسى (عليه السلام) والصاعقة سبعة أجبل، فلحقت بالحجاز واليمن، منها بالمدينة احد وورقان، وبمكة ثور وثبير وحرا، وباليمن صبر وحصون.
قال عزمن قائل: وظللنا عليكم الغمام وانزلنا عليكم المن والسلوى.
205 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وروى عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليه السلام) قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لاميرالمؤمنين (عليه السلام) في اثناء كلام طويل. فان موسى بن عمران قد اعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد نظير هذا؟ قال له على (عليه السلام)، لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعطى ماهو أفضل من هذا، ان الله عزوجل أحل له الغنائم ولامته، ولم تحل لاحد غيره قبله، فهذا أفضل من المن والسلوى، قال له اليهودى، فان موسى (عليه السلام) قد ظلل عليه الغمام؟ قال له على (عليه السلام) لقد كان كذلك وقد فعل ذلك لموسى في التيه، وأعطى محمدا (صلى الله عليه وآله) أفضل من هذا، ان الغمامة كانت لمحمد (صلى الله عليه وآله) تظله من يوم ولد إلى يوم قبض في حضره واسفاره فهذا أفضل مما أعطى موسى (عليه السلام).
206 ـ في مجمع البيان وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: الكماة من المن، وماؤها شفاء للعين.
207 ـ وقال الصادق (عليه السلام). كان ينزل المن على بنى اسرائيل من بعد الفجر إلى طلوع الشمس، فمن نام في ذلك الوقت لم ينزل نصيبه فلذلك يكره النوم في هذالوقت إلى بعد طلوع الشمس.
قال عز من قائل وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة.
208 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن الرضا على بن موسى عن أبيه عن آبائه عن أميرالمؤمنين على بن أبى طالب (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لكل امة صديق وفاروق، وصديق هذه الامة وفاروقها على بن أبى طالب ان عليا سفينة نجاتها وباب حطتها.
209 ـ في كتاب الخصال في مناقب أميرالمؤمنين (عليه السلام) وتعدادها قال على (عليه السلام): واما العشرون فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لى. مثلك في امتى مثل باب حطة
===============
(83)
في بنى اسرائيل، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عزوجل.
210 ـ وفيه يقول اميرالمؤمنين (عليه السلام) في حديث طويل: ونحن باب حطة.
211 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله على السلام قال قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) في خطبته: أنا باب حطته.
212 ـ في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) وهى خطبة الوسيلة قال فيها (عليه السلام): الاوانى فيكم ايها الناس كهارون في آل فرعون، وكباب حطة في بنى اسرائيل.
213 ـ في مجمع البيان وروى عن الباقر (عليه السلام) قال: قال: نحن باب حطتكم
214 ـ في اصول الكافى احمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال، نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الاية على محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا. فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذى قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون.
215 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليه السلام) قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لاميرالمؤمنين (عليه السلام) في اثناء كلام طويل فان موسى (عليه السلام) قد اعطى الحجر فانبجست منه اثنتا عشرة عينا؟ قال له على (عليه السلام) لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) لما نزل الحديبية و
حاصره أهل مكة قد اعطى ما هو أفضل من ذلك وذلك ان أصحابه شكوا اليه الظمأ وأصابهم ذلك حتيى التقت خواصر الخيل، فذكر واله (عليه السلام) ذلك فد عابركوة يمانية، ثم نصب يده المباركة فيها فتفجرت من بين أصابعه عيون الماء فصدرنا وصدرت الخيل (1) رواءا وملاء ناكل مزادة وسقاء (2) ولقد كنا معه بالحديبية واذا ثم قليب جافة، فاخرج (صلى الله عليه وآله) سهما من كنانته، فناوله البراء بن عازب فقال له: اذهب بهذا السهم إلى تلك القليب الجافة، فاغرسه فيها، ففعل ذلك فتفجرت منه اثنتا عشرة عينا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) صدر عن الماء: رجع عنه وانصرف، (2) المزادة: مايوضع فيه الزاد، والسقاء؟ جلد السخلة اذا اجدع يكون للماء واللبن. (*)
===============
(84)
من تحت السهم، ولقد كان يوم الميضأة (1) عبرة وعلامة للمنكرين لنبوته كحجر موسى حيث دعا بالميضأة فنصب يده فيها ففاضت بالماء وارتفع حتى توضا منه ثمانية آلاف رجل وشربوا حاجتهم، وسقوا دوابهم وحملوا ما ارادوا.
216 في مجمع البيان وروى انه كان حجرا مربعا.
217 ـ وروى عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال. نزلت ثلثة احجار من الجنة: مقام ابراهيم وحجر بنى اسرائيل، والحجر ألاسود.
218 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أبى الجارود زياد بن المنذر قال: قال ابوجعفر (عليه السلام) اذا خرج القائم من مكة ينادى مناديه: الا لايحملن احد طعاما ولاشرابا، وحمل معه حجر موسى بن عمران (عليه السلام) وهو وقر بعير، فلا ينزل منزلا اذا انفجرت منه عيون، فمن كان جايعا شبع، ومن كان ظمئانا روى ورويت دوابهم حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة.
219 ـ في الخرائج والجرائح عن ابى سعيد الخراسانى عن جعفر بن محمد عن ابيه (عليه السلام) مثله وزاد في آخره: فاذا نزلوا ظاهره انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان جايع شبع. ومن كان عطشا ناروى.
220 ـ في اصول الكافى عن ابى سعيد الخراسانى عن ابى عبدالله قال: قال ابوجعفر (ع) وذكر مثل ما في كمال الدين وتمام النعمة الا قوله ورويت دوابهم إلى آخره.
221 ـ يونس عن ابن سنان عن اسحق بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) وتلاهذه الاية ذلك بانهم كانوا يكفرون بايات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون قال: والله ماقتلوهم بايديهم ولاضربوهم باسيافهم، ولكنهم سمعوا احاديثهم فاذاعوها فأخذوا عليها، فقتلوا فصار قتلا واعداءا ومعصية.
222 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين قال: الصابئون قوم لامجوس ولايهود ولانصارى ولامسلمين وهم يعبدون الكواكب والنجوم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الميضأة: الموضع يتوضأ فيه، المطهرة يتوضأ منها، (*)
===============
(85)
223 في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفى آخره قال:
فقلت له فلم سمى النصارى نصارى؟ قال: لانهم من قرية اسمها ناصرة من بلاد الشام، نزلتها مريم وعيسى (عليهما السلام) بعد رجوعهما من مصر.
224 ـ في كتاب عقاب الاعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثنى رجل من أصحاب أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان اشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر: اولهم ابن آدم الذى قتل اخاه (إلى قوله): ورجلان من بنى اسرائيل هودا قومهما ونصراهما.
225 ـ وباسناده إلى اسحق بن عمار الصيرفى عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) بعد أن قال أن في النار لواديا يقال له سقر، وان في تلك الوادى لجبلا، وان في ذلك الجبل لشعبا، وان في ذلك الشعب لقليبا، وان في ذلك القليب لحية وذكر شدة ما في الوادى وما بعده من العذاب، وان في جوف تلك الحية سبع صناديق فيها خمسة من الامم السالفة، واثنان من هذه الامة قلت: جعلت فداك ومن الخمسة و من الاثنان؟ قال: اما الخمسة فقابيل الذى قتل هابيل (إلى قوله) ويهود الذى هود اليهود، وبولس الذى نصر النصارى.
226 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق (عليه السلام): لما انزل الله التوراة على بنى اسرائيل لم يقبلوه فرفع الله عليهم جبل طور سيناء، فقال لهم موسى (عليه السلام): ان لم تقبلوه وقع عليكم الجبل فقبلوه وطأطأوا رؤسهم.
227 في مجمع البيان روى العياشى انه سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله خذوا ما آتيناكم بقوة أبقوة بالابدان أم بقوة بالقلوب؟ فقال بهما جميعا.
228 ـ وفيه وقيل: معناه اذكروا ما في تركه من العقوبة، وهو المروى عن أبى عبدالله (عليه السلام).
229 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق ابن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر (ع) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وكان من السبيل والسنة التى أمرالله عزوجل بها موسى
===============
(86)
(عليه السلام) أن جعل عليهم السبت فكان من أعظم السبت ولم يستحل أن يفعل ذلك من خشية الله أدخله الجنة، ومن استخف بحقه واستحل ما حرم الله عليه من العمل الذى نهاه الله عنه فيه أدخله الله عزوجل النار، وذلك حيث استحلوا الحيتان واحتبسوها وأكلوها في غير يوم السبت غضب الله عليهم من غير أن يكونوا اشركوا بالرحمن، ولاشكوا في شئ مما جاء به موسى (عليه السلام)، قال الله عزوجل: ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.
230 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيكون قوم يبيتون على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبينما هم كذلك مسخوا من ليلتهم، وأصبحوا قردة وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى أصحاب السبت، فقد كان املى لهم حتى أشروا (1) وقالوا: ان السبت لنا حلال، وانما كان حرم على اولادنا وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت، فاما نحن فليس علينا حرام، ومازلنا بخير منذر استحللناه وقد كثرت أموالنا وصحت أجسامنا، ثم اخذهم الله ليلاوهم غافلون، فهو قوله واحذروا ان يحل بكم مثل ماحل بمن تعدى وعصى.
231 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر صنفا (إلى أن قال): فاما القردة فكانوا قوما ينزلون على شاطئ البحر، اعتدوا في السبت فصادوا الحيتان فمسخهم الله قردة.
232 ـ وفيه ايضا عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبيطالب (عليهم السلام) قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسوخ فقال: هم ثلثة عشر الفيل (إلى أن قال): واما القردة فقوم اعتدوا في السبت.
233 ـ في عيون الاخبار عن محمد بن سنان عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه كذلك حرم القردة، لانه مسخ مثل الخنزير، وجعل عظة وعبرة للخلق، دليلا على ما مسخ على خلقه وصورته، وجعل فيه شبه من الانسان ليدل على انه من الخلق المغضوب عليه.
234 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن عقبة عن رجل عن ابى عبدالله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أشرأشرا: بطرومرح، (*)
===============
(87)
(عليه السلام) قال: ان اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة، فتركوا يوم الجمعة وامسكوا يوم السبت فحرم عليهم الصيد يوم السبت.
235 ـ وباسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد سأله عن ايام الاسبوع فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عزوجل في القرآن: ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في سنة ايام فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال: صدقت يا محمد والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
236 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل في بيان الايام وفى آخره قال بعض مواليه: قلت فالسبت؟ فال سبتت الملئكة لربها يوم السبت، فوجدته لم يزل واحدا.
237 ـ في مجمع البيان (فجعلناها) الضمير يعود إلى الامة التى مسخت وهم اهل ايلة قرية إلى شاطئ البحر وهو المروى عن أبى جعفر (عليه السلام).
238 ـ في عيون الاخبار حدثنى أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن موسى بن جعفر بن أبى جعفر الكميذانى ومحمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى قال سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: ان رجلا من بنى اسرائيل قتل قرابة له، ثم أخذه فطرحه على طريق أفضل سبط من اسباط بنى اسرائيل ثم جاء يطلب بدمه فقالو الموسى (ع): ان سبط آل فلان قتلوا فلانا فأخبرنا من قتله؟ قال:
ايتونى ببقرة قالوا اتتخذنا هزوا قال اعوذ بالله ان اكون من الجاهلين ولوانهم عمدوا إلى أى بقرة اجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى قال انه يقول انها بقرة لافارض ولابكر يعنى لاصغيرة ولاكبيرة عوان بين ذلك ولوانهم عمدوا إلى بقرة اجزأتهم ولكن شددوا فشدد الله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا مالونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ولوانهم عمدوا إلى بقرة لاجزأتهم ولكن شددوا فشددالله عليهم قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى ان البقر تشابه علينا وانا انشاءالله لمهتدون قال انه يقول انها بقرة لاذلول تثير الارض ولاتسقى الحرث مسلمة لاشية فيها قالوا الان جئت بالحق فطلبوها فوجدوها عند فتى من بنى اسرائيل
===============
(88)
فقال: لاأبيها الابملاء مسكها ذهبا فجاؤا إلى موسى (عليه السلام) فقالوا له ذلك، فقال: اشتروها فاشتروها وجاؤا بها فأمر بذبحها ثم امر ان يضرب الميت بذنبها، فلما فعلوا ذلك حيى المقتول، وقال: يا رسول الله ان ابن عمى قتلنى دون من يدعى عليه قتلى، فعلموا بذلك قاتله، فقال لرسول الله موسى (عليه السلام) بعض اصحابه: أن هذه البقرة لها نبأ فقال: وما هو؟ فقال: ان فتى من بنى اسرائيل كان بارا بابيه وانه اشترى بيعا فجاء إلى أبيه والاقاليد تحت رأسه فكره ان يوقظه فترك ذلك البيع فاستيقظ أبوه فأخبره فقال له: احسنت خذ هذه البقرة فهو لك عوضا لما فاتك، قال: فقال له رسول الله موسى (عليه السلام): انظروا إلى البر مايبلغ بأهله
239 ـ وباسناده إلى الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال في كلام طويل ان الذين امروا قوم موسى بعبادة العجل كانوا خمسة أنفسس وكانوا اهل بيت يأكلون على خوان واحدوهم ذينونة واخوه ميذونة، وابن أخيه وابنته وامرأته هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم الذين ذبحوا البقرة التى امرالله تبارك وتعالى بذبحها.
وفى من لايحضره الفقيه وفى كتاب الخصال مثله سواء.
240 ـ في تفسير على بن أبراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن بعض رجاله عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان رجلا من خيار بنى اسرائيل وعلمائهم خطب امرأة منهم، فانعمت له وخطبها ابن عم لذلك الرجل، وكان فاسقا رديا فلم ينعموا له، فحسد ابن عمه الذى أنعموا له، فقعد له فقتله غيلة، ثم حمله إلى موسى (عليه السلام) فقال: يا نبى الله هذا ابن عمى قد قتل فقال موسى من قتله؟ قال: لاأدرى وكان القتل في بنى اسرائيل عظيما جدا، فعظم ذلك على موسى فاجتمع اليه بنو اسرائيل فقالوا ما ترى يا نبى الله؟ وكان في بنى اسرائيل رجل له بقرة وكان له ابن باروكان عند ابنه سلعة فجاء قوم يطلبون سلعته، وكان مفتاح بيته تحت رأس أبيه وكان نائما وكره ابنه ان ينبهه وينغص عليه نومه، فانصرف القوم فلم يشتروا سلعته، فلما انتبه أبوه قال له: يابنى ما صنعت في سلعتك؟ قال: هى قائمة لم أبعها لان المفتاح كان تحت رأسك فكرهت ان أنبهك وانغص عليك نومك، قال له أبوه: قد جعلت هذه البقرة لك عوضا عما فاتك من ربح سلعتك، وشكرالله لابنه مافعل بأبيه وأمر بنى اسرائيل أن يذبحوا تلك البقرة بعينها، فلما اجتمعوا إلى موسى وبكوا وضجوا
===============
(89)
قال لهم موسى: (ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة) فتعجبوا و (قالو أتتخذنا هزوا) نأتيك بقتيل فتقول اذبحوا بقرة؟ فقال لهم موسى. (اعوذ بالله ان أكون من الجاهلين) فعلموا انهم قد أخطأوا (فقالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى قال انه يقول انها بقرة لافارض ولابكر) الفارض التى قد ضربها الفحل ولم تحمل، والبكر التى لم تضربها (فقالوا ادع لناربك يبين لناما لونها قال انه يقول انها بقرة صفراء فاقع لونها) اى لونها شديدة الصفر (تسر الناظرين) اليها (قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهى ان البقر تشابه علينا وانا انشاءالله لمهتدون قال انه يقول انها بقرة لاذلول تثير الارض) اى لم تذلل (ولاتسقى الحرث) اى لا تسقى الزرع (مسلمة لاشية فيها) أى لانقط فيها الا الصفرة (قالوا الآن جئت بالحق) هى بقرة فلان فذهبوا ليشتروها، فقال لايبيعها لابملاء جلدها ذهبا فرجعوا إلى موسى فاخبروه فقال لهم موسى: لابدلكم من ذبحها بعينها، فاشتروها بملاء جلدها ذهبا فذبحوها ثم قالوا ماتامرنا يانبى الله فأوحى الله تبارك وتعالى اليه: قال لهم اضربوه ببعضها وقولوا: من قتلك؟ فاخذوا الذنب فضربوه به، وقالوا: من قتلك يا فلان فقال: فلان بن فلان ابن عمه الذى جاء به، وهو قوله:
(فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيى الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون).
241 ـ في الكافى باسناده إلى أبى البخترى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال من لبس نعلا صفرا كان في سرور حتى يبليها.
242 ـ عنه عن بعض أصحابنا بلغ به جابر الجعفى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال من لبس نعلا صفرا لم ينزل ينظر في سرور مادامت عليه، لان الله عزوجل يقول، (صفراء فاقع لونها تسر الناظرين).
243 ـ في مجمع البيان وعن ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وآله) انهم أمروا بأدنى بقرة ولكنهم لما شددوا على انفسهم شددالله عليهم، وايم الله لولم يستثنوا ما بينت لهم إلى آخر الابد.
244 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وقال ابومحمد الحسن العسكرى (عليه السلام) لما نزلت هذه الاية ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة او اشد قسوة في حق اليهود والنواصب، فغلظ ماوبخهم به رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال جماعة من رؤسائهم
===============
(90)
وذوى الالسن والبيان منهم يا محمد انك تهجونا وتدعى على قلوبنا ماالله يعلم منها خلافة، ان فيها خيرا كثيرا نصوم ونتصدى ونواسى الفقراء ! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) انما الخير ما اريد به وجه الله وعمل على ما امرالله تعالى فاما ما اريد به الرياء والسمعة ومعاندة رسول الله (صلى الله عليه وآله) واظهار الغنى عليه والتمالك والشرف فليس بخير بل هو الشر الخالص ووبال على صاحبه يعذبه الله به اشد العذاب، فقالوا له يا محمد انت تقول هذا ونحن نقول بل ما نتفقه الا لابطال أمرك ورفع رياستك ولتفريق اصحابك عنك وهو الجهاد الاعظم نومل به من الله الثواب الاجل الاجسم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وفيه الزامهم على الوجه الاعظم.
245 ـ في الخرايج والجرايح روى عن الحسين بن على (عليهم السلام) في قوله تعالى (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهى كالحجارة او أشد قسوة) قال. انه يقول يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة، لاترشح برطوبته، اى انكم لاحق الله تؤدون. ولا لاموالكم تتصدقون ولا بالمعروف تتكرمون، ولا للضيف تقرون ولامكروبا تغيثون، ولابشئ من الانسانية تعاشرون وتواصلون، أو أشد قسوة ابهم على السامعين ولم يبين لهم كما يقول القائل. أكلت خبزا أو لحما، وهو لايريد به انه لاأدرى أن يبهم على السامع حتى لايعلم ما اذا أكل، وان كان يعلم ان قد أكل أيهما، (وان من الحجارة لما يتفجر منه الانهار) اى قلوبكم في القساوة بحيث لايجئ منها خير يا يهودى، وفى الحجارة مايتفجر منه الانهار فتجيئ بالخير والنبات لبنى آدم، (وان منها) اى من الحجارة (لما يشقق فيخرج منه الماء) دون الانهار وقلوبكم لايجيئ منها الكثير من الخير ولاالقليل (وان منها لم يهبط) اى من الحجارة ان اقسم عليها باسم الله تهبط، وليس في قلوبكم شئ منه فقالوا، زعمت يامحمدان الحجارة الين من قلوبنا وهذه الجبال بحضرتنا فاستشهدها على تصديقك فان نطقت بتصديقك فأنت المحق، فخرجوا إلى أو عرجبل (1) فقالوا، استشهده فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اسئلك يا جبل بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر اسمائهم خفف الله العرش على كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا على
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الاوعر: المكان الصلب ضد السهل. (*)
===============
(91)
تحريكه، فتحرك الجبل وفاض الماء، فنادى، اشهد انك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وان قلوب هؤلاء اليهود كما وصفت أقسى من الحجارة فقال اليهود، اعلينا تلبس اجلست اصحابك خلف هذا الجبل ينطقون بمثل هذا، فان كنت صادقا فتنح من موضعك إلى ذى القرار، ومر هذا الجبل يسير اليك، ومره أن ينقطع نصفين ترتفع السفلى وتنخفض العليا، فأشار إلى حجرتد حرج، فتد حرج، ثم قال لمخاطبه، خذه وقربه فستعيد عليك ماسمعت، فان هذا خير من ذلك الجبل فاخذه الرجل فادناه من اذنه فنطق الحجر بمثل ما نطق به الجبل، قال: فأتنى بما اقترحت، فتباعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فضاء واسع ثم نادى، ايها الجبل بحق محمد وآله الطيبين لما اقتلعت من مكانك باذن الله، وجئت إلى حضرتى، فتزلزل الجبل وسار مثل الفرس الهملاج (1) فنادى: أنا سامع لك ومطيع امرك، فقال: هؤلاء اقترحوا على ان آمرك ان تنقطع من اصلك فتصير نصفين فينحط أعلاك ويرتفع أسفلك، فانقطع نصفين وارتفع أسفله وانخفض أعلاه، فصار فرعه أصله ثم نادى الجبل: اهذا الذى ترون دون معجزات موسى الذى يزعمون انكم به تؤمنون؟ فقال رجل منهم، هذا رجل تتأتى له العجايب فنادى الجبل، ياعدوالله ابطلتم بما تقولون نبوة موسى حيث كان وقوف الجبل فوقهم كالظلل، فيقال: هو رجل تتأتى له العجايب فلزمتهم الحجة ولم يسلموا.
246 ـ في مجمع البيان وقد ورد في الخبر عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: لاتكثروا الكلام بغير ذكرالله فان كثرة الكلام بغير ذكرالله يقسى القلوب، وان ابعد الناس من الله القاسى القلب.
247 ـ وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: ان حجرا كان يسلم على في الجاهلية وانى لاعرفه الان.
248 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال: كان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام): يا على ثلث يقسين القلب، استماع اللهو، وطلب الصيد، واتيان باب السلطان.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) دابة هملاج: حسنة السيرفى سرعة وبخترة. (*)
===============
(92)
249 ـ وفيه فيما علم أميرالمؤمنين (عليه السلام) أصحابه: ولايطول عليكم الامل فتقسو قلوبكم.
250 ـ عن ابى عبدالله عن ابيه (عليهما السلام) قال: اوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى (عليه السلام) لاتفرح بكثرة المال (إلى قوله) وترك ذكرى يقسى القلوب.
251 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال امير ـ المؤمنين (عليه السلام)، ماجفت الدموع الالقسوة القلوب وماقست القلوب الالكثرة الذنوب، 252 ـ في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عزوجل به موسى (عليه السلام)، يا موسى لاتطول في الدنيا املك فيقسو قلبك، والقاسى القلب منى بعيد.
253 في مجمع البيان: أتحدثونهم بما فتح الله عليكم الاية روى عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: كان قوم من اليهود ليسوا من المعاندين المتواطئين اذالقوا المسلمين حدثوهم بما في التوراة من صفة محمد (صلى الله عليه وآله) فنهاهم كبراؤهم عن ذلك وقالوا، لاتخبروهم بما في التوراة من صفة محمد (صلى الله عليه وآله) فيحاجوكم به عند ربكم، فنزلت هذه الآية.
254 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى ابى محمد العسكرى (عليه السلام) في قوله تعالى ومنهم اميون لايعلمون الكتاب الاامانى ان الامى منسوب إلى امه اى هو كما خرج من بطن امه لايقرء ولا يكتب، لايعلمون الكتاب المنزل من السماء، ولا المتكلم به ولايميزون بينهما الا امانى "، اى الا ان يقرء عليهم ويقال لهم ان هذا كتاب الله وكلامه لايعرفون ان قرئ من الكتاب خلاف ماهم فيه، وان هم الا يظنون اى مايقرء عليهم رؤساءهم من تكذيب محمد (صلى الله عليه وآله) في نبوته وامامته على سيد عترته، وهم يقلدونهم مع انه محرم عليهم تقليدهم فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا قال (عليه السلام)، قال الله تبارك وتعالى هذا القوم من اليهود كتبوا صفة زعموا انها صفة محمد (صلى الله عليه وآله) وهى خلاف صفته وقالوا للمستضعفين منهم: هذه صفة النبى المبعوث في آخر الزمان، انه طويل عظيم البدن
===============
(93)
والبطن، اهدف اصهب الشعر (1) ومحمد (صلى الله عليه وآله) بخلافه، وهو يجئ بعد هذا الزمان بخمسمأة سنة، وانما أرادوا بذلك لتبقى لهم على ضعفائهم رياستهم، وتدوم لهم اصاباتهم ويكفوا انفسهم مؤنة خدمة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخدمة على (عليه السلام) وأهل خاصته، فقال الله عزوجل، (فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون) من هذه الصفات المحرفات المخالفات لصفة محمد وعلى (عليهما السلام) الشدة لهم من العذاب، في اسوء بقاع جهنم، وويل لهم الشدة من العذاب ثانية مضافة إلى الاولى، مما يكسبونه من الاموال التى يأخذونها اذا ثبتوا أعوانهم على الكفر بمحمد (صلى الله عليه وآله)، والجحد لوصيه وأخيه على بن أبيطالب (عليه السلام) ولى الله، والحديث طويل أخذنا منه ما به كفاية وتركنا الباقى خوف الاطالة.
قال عزمن قائل: فويل لهم
255 ـ في مجمع البيان وروى الخدرى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه واد في جهنم يهوى فيه الكافر أربعين خريفا قبل ان يبلغ قعره.
256 ـ وفيه وقيل كتابتهم بأيديهم أنهم عمدوا إلى التوراة وحرفوا صفة النبى (صلى الله عليه وآله) ليرفعوا الشك بذلك للمستضعفين من اليهود، وهو المروى عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام).
257 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: وقالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودة قال: قال بنو اسرائيل: ان تمسنا النار ولن نعذب الا الايام المعدودات التى عبدنا فيها العجل، فردالله عليهم قل: يا محمد لهم اتخذتم عندالله عهدا فلن يخلف الله عهده، ام تقولون على الله مالاتعلمون.
258 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبدالله بن محمد اليمانى عن منيع بن الحجاج عن يونس عن صباح المزنى عن أبى حمزة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل: بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته قال: اذا جحد امامة اميرالمؤمنين (عليه السلام) فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون.
259 ـ في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الاهدف: كانه من الهدف بمعنى الجسم. والاصهب مايخالط بياض شعره حمرة. (*)
===============
(94)
حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن ابن ابى عمير قال سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول:
لايخلدالله في النار الا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك.
260 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عن أبيه (عليهما السلام) في قول الله عزوجل:
وقولوا للناس حسنا قال: نزلت في أهل الذمة ثم نسخها قوله تعالى: قاتلوا الذين لايؤمنون الاية، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
261 ـ في تهذيب الاحكام احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن أبى على قال:
كنا عند أبى عبدالله (عليه السلام) فقال رجل: جعلت فداك قول الله عزوجل: (وقولوا للناس حسنا) هو للناس جميعا فضحك وقال: لا، عنى قولوا، محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى اهل بيته (عليهم السلام) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
262 ـ في تفسير العياشى عن حريز عن سدير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام):
اطعم رجلا سائلا لااعرفه مسلما؟ قال نعم أطعمه مالم تعرفه بولاية ولابعداوة، ان الله يقول (وقولوا للناس حسنا.)
263 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (ع) قال سمعته يقول اتقوا الله ولاتحملوا الناس على أكتافكم ان الله يقول في كتابه (وقولوا للناس حسنا).
264 ـ في اصول الكافى باسناده إلى ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم، وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقربه قال الله تبارك وتعالى (وقولوا للناس حسنا).
265 ـ وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (ع) في قول الله عزوجل (وقولوا للناس حسنا) قال قولوا للناس ولاتقولوا الاخيرا حتى تعلموا ماهو.
266 ـ وباسناده إلى جابر بن يزيد عن أبى جعفر (ع) قال في قول الله عزوجل (قولوا للناس حسنا) قال قولوا للناس احسن ماتحبون ان يقال فيكم.
267 ـ في اصول الكافى باسناده إلى ابى هاشم قال قال ابوعبدالله (عليه السلام) انما خلد اهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لوخلدوا فيها ان يعصوا الله ابدا
===============
(95)
وانما خلد اهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لوبقوا فيها أن يطيعوا الله ابدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: قل كل يعمل على شاكلته قال على نيته.
268 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) ولاتدع النصيحة في كل حال قال الله عزوجل (وقولوا للناس حسنا).
269 ـ في اصول الكافى باسناده إلى ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (ع) انه قال الوجه الرابع من الكفر ترك ما امرالله عزوجل به، وهو قول الله عزوجل واذ اخذنا ميثاقكم لاتسفكون دمائكم ولاتخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم فكفرهم بترك ما امرالله عزوجل ونسبهم إلى الايمان، ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده، قال (فما جزاء من يفعل ذلك منكم) الاخزى في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وماالله بغافل عما تعملون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
270 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال اخبرنى عن القيامة لم سميت القيامة؟ قال لان فيها قيام الخلق للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
271 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله (واذاخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولاتخرجون انفسكم من دياركم ثم اقررتم وانتم تشهدون) فانها نزلت في أبى ذر (رحمه الله) وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفى ابى ذر (رحمه الله) إلى الربذة دخل عليه ابوذر رضى الله عنه وكان عليلا متوكئا على عصاه، وبين يدى عثمان مأة ألف درهم قد حملت اليه من بعض النواحى، واصحابه حوله ينظرون اليه ويطمعون أن يقسمها فيهم، فقال أبوذر لعثمان، ما هذا المال؟ فقال عثمان: مأة ألف درهم
===============
(96)
حملت إلى من بعض النواحى، اريد ان اضم اليها مثلها، ثم ارى فيها رأيى فقال ابوذر، يا عثمان ايما اكثر مائة الف درهم او اربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مأة الف درهم، فقال ابوذر: اما تذكر انا وانت قد دخلنا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشاءا فرايناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فلما اصبحنا اتيناه فرايناه ضاحكا مستبشرا فقلنا له: بآبائنا وامهاتنا دخلنا عليك البارحة فرايناك كئيبا حزينا ثم عدنا اليك اليوم فرايناك ضاحكا مستبشرا؟ فقال: نعم كان قد بقى عندى من فئ المسلمين اربعة دنانير، لم اكن قسمتها وخفت أن يدركنى الموت وهو عندى وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها، فنظر عثمان إلى كعب الاحبار وقال له: يا ابا اسحق ما تقول في رجل ادى زكوة ماله المفروضة هل يجب عليه فيما بعد ذلك شئ فقال: لاولو اتخذ لبنة من ذهب ولبنة من فضة ما وجب عليه شئ، فرفع ابوذر عصاه فضرب بها راس كعب ثم قال له: يا ابن اليهودية الكافرة ما انت والنظر في احكام المسلمين قول الله اصدق من قولك حيث قال: والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لانفسكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكنزون فقال عثمان: يا اباذر انك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، ولولا صحبتك لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لقتلتك، فقال: كذبت يا عثمان اخبرنى حبيبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: [ لايفتنونك يا باذرو ] (1) لايقتلونك، واما عقلى فقد بقى منه ما احفظ حديثا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيك وفى قومك، قال: وما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وفى قومى قال سمعته (صلى الله عليه وآله) يقول اذا بلغ آل ابى العاص ثلثين رجلا صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا، وعباده خولا (2) والفاسقين حزبا، والصالحين حربا، فقال عثمان: يا معشر اصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) هل سمع احد منكم هذا من رسول الله فقالوا: لاما سمعنا هذا من رسول الله: فقال عثمان: ادع عليا فجاء أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له عثمان:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين المعقفتين غير موجود في المصدر.
(2) الخول: العبيد يعنى انهم يستخدمونهم ويستعبدونهم. (*)
===============
(97)
يا ابا الحسن انظر ما يقول هذا الشيخ الكذاب فقال اميرالمؤمنين (عليه السلام)، مه يا عثمان لاتقل كذاب، فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما اظلت الخضراء ولا اقلت الغبراء (1) على ذى لهجة اصدق من ابى ذر، فقال اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): صدق ابوذر فقد سمعنا هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فبكى ابوذر عند ذلك فقال: ويلكم كلكم قد مد عنقه إلى هذا المال ظننتم انى اكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم نظر اليهم فقال: من خيركم؟ فقالوا: انت تقول انك خيرنا، قال نعم خلفت حبيبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في هذه الجبة وهى على بعد وانتم قد احدثتم احداثا كثيرة، والله سائلكم عن ذلك ولايسألنى، فقال عثمان: ياباذر اسئلك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا ما اخبرتنى عن شئ اسئلك عنه، فقال ابوذر، والله لولم تسألنى بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما اخبرتك، فقال اى البلاد احب اليك ان تكون فيها فقال: مكة حرم الله وحرم رسوله اعبدالله فيها حتى ياتينى الموت فقال: لا ولاكرامة لك قال: المدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لا ولاكرامة لك، قال: فسكت أبوذر فقال عثمان: أى البلاد أبغض اليك أن تكون فيها؟ قال: الربذة التى كنت فيها على غير دين الاسلام، فقال عثمان، سر اليها فقال أبوذر: قد سألتنى فصدقتك وأنا اسئلك فاصدقنى؟ قال: نعم، قال أبوذر، أخبرنى لوبعثتنى في بعث اصحابك إلى المشركين فأسرونى فقالوا: لانفديه الابثلث ما تملك؟ قال: كنت أفديك. قال: فان قالوا: لانفديه الا بنصف ما تملك؟ قال: كنت افديك قال فان قالوا: لانفديه الا بكل ما تملك؟ قال: كنت أفديك قال أبوذر، الله اكبر قال لى حبيبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما، ياباذر كيف انت اذاقيل لك اى البلاد أحب اليك أن تكون فيها؟ فتقول، مكة حرم الله ورسوله أعبدالله فيها حتى يأتينى الموت، فيقال لك، لا ولاكرامة لك، فتقول: فالمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقال لك، لاولا كرامة لك، ثم يقال لك، فأى البلاد أبغض اليك أن تكون فيها؟ فتقول: الربذة التى كنت فيها على غير دين الاسلام، فيقال لك: سر اليها، فقلت: ان هذا لكاين يا رسول
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المراد بالخضراء: السماء لانها تعطعى الخضرة وبالغبراء: الارض لانها تعطى الغبرة في لونها. وأقلت اى حملت. (*)
===============
(98)
الله؟ فقال: اى والذى نفسى بيده انه لكائن فقلت يا رسول الله أفلا أضع سيفى هذا على عاتقى فاضرب به قدما قدما؟ قال: لا، اسمع واسكت ولو لعبد حبشى، وقد أنزل الله فيك وفى عثمان آية فقلت: وما هى يا رسول الله؟ قال قوله تبارك وتعالى، (واذاخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولاتخرجون أنفسكم من دياركم ثم اقررتم وأنتم تشهدون ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من دياركم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان يأتوكم اسارى تفادوهم وهم محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الاخزى في الحيوة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون.
قال عزمن قائل وأيدناه بروح القدس.
272 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن جابر الجعفى عن أبى عبدالله (عليهما السلام) حديث طويل ذكرناه بتمامه أول الواقعة، وفيه يقول (عليه السلام). هم رسل الله وخاصة الله من خلقه جعل فيهم خمسة ارواح، أيدهم بروح القدس فيه عرفوا الاشياء.
273 ـ باسناده إلى المنخل عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن علم العالم؟ فقال لى، يا جابر ان في الانبياء والاوصياء خمسة ارواح، روح القدس، وروح الايمان، وروح الحيوة وروح القوة وروح الشهوة فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ماتحت الثرى، ثم قال: يا جابران هذه الاربعة الارواح يصيبها الحدثان الاروح القدس فانها لاتلهو ولاتلعب.
274 ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن علم الامام بما في أقطار الارض وهو في بيته مرخى عليه ستره فقال: يا مفضل ان الله تبارك وتعالى جعل في النبى (صلى الله عليه وآله) خمسة أرواح روح الحيوة فبه دب ودرج وروح القوة فبه نهض وجاهد وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، و روح الايمان فبه آمن وعدل، وروح القدس فبه حمل النبوة، فاذا قبض النبى (صلى الله عليه وآله) انتقل روح القدس فصار إلى الامام. وروح القدس لاينام ولايغفل، ولايلهو ولايزهو
===============
(99)
ولا يعلب والاربعة الارواح تنام وتغفل، وتلهو وتزهو وروح القدس كان يرى به.
275 ـ في تفسير العياشى عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: أما قوله أفكلما جاءكم رسول بما لاتهوى انفسكم (الآية قال أبوجعفر (عليه السلام)، ذلك مثل موسى والرسل من بعده وعيسى (عليه السلام) ضرب مثلا لامة محمد، فقال الله لهم. فان جاءكم محمد بما لاتهوى أنفسكم بموالاة على استكبرتم وفريقا من آل محمد كذبتم، وفريقا تقتلون فذلك تفسيرها في الباطن.
276 في اصول الكافى باسناده إلى منخل عن جابر عن أبى جعفر عليها السلام قال جائكم محمد (صلى الله عليه وآله) بما لاتهوى أنفسكم بموالاة على (عليه السلام) فاستكبرتم ففريقا من آل محمد كذبتم وفريقا تقتلون.
277 ـ وباسناده إلى أبى عمر الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له. أخبرنى عن وجوه الكفر في كتاب الله عزوجل، قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه، فمنها كفر الجحود على وجهين (إلى قوله) اما وجه الاخر من الجحود على معرفة، وهوان يجحد الجاحد وهو يعلم انه حق قد استقر عنده، وقد قال الله عزوجل:
(وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) وقال الله عزوجل: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جائهم ماعرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين.
278 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن حماد عن حريز عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال. نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى، (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) يعنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (كما يعرفون ابنائهم) لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) وصفة اصحابه ومبعثه ومهاجرته، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورة ومثلهم في الانجيل) فهذه صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة والانجيل وصفة اصحابه فلما بعثه الله عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله، (فلما جاءهم ماعرفوا
===============
(100)
كفروا به) فكانت اليهود يقولون للعرب قبل مجئ النبى (صلى الله عليه وآله) ايها العرب هذا اوان نبى يخرج بمكة ويكون مهاجرته بمدينة وهو آخر الانبياء وافضلهم في عينيه حمرة وبين كتفيه خاتم النبوة يلبس الشملة ويجتزى بالكسرة والتمرات، ويركب الحمار العرى، وهو الضحوك القتال يضع سيفه على عاتقه، ولايبالى من لاقى يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر، لنقتلنكم به يامعشر العرب قتل عااد، فلما بعث الله نبيه بهذه الصفة حسدوه وكفروا به كما قال الله تعالى: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به).
279 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن زرعة بن محمد عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا) فقال: كانت اليهود تجد في كتبها أن مهاجر محمد (صلى الله عليه وآله) مابين عير (1) واحد فخرجوا يطلبون الموضع، فمروا بحبل يسمى حداد (2) فقالوا، حداد واحد سواء، فتفرقوا عنده فنزل بعضهم بتيماء وبعضهم بفدك، وبعضهم بخيبر، فاشتاق الذين بتيماء إلى بعض اخوانهم فمربهم اعرابى من قيس فتكاروا (3) منه وقال لهم: أمربكم ما بين عير وأحد فقالوا له: اذا مررت بهما فآذنابهما، فلما توسط بهم أرض المدينة قال لهم: ذلك عير وهذا أحد، فنزلوا عن ظهرابله. وقالوا قد اصبنا بغيتنا (4) فلا حاجة لنا في ابلك، فاذهب حيث شئت وكتبوا إلى اخوانهم الذين بفدك وخيبرانا قد قد أصبنا الموضع فهلموا الينا. فكتبوا اليهم انا قد استقرت بنا الدار واتخذنا الاموال، وما أقربنا منكم، فاذا كان ذلك فما أسرعنا اليكم فاتخذوا بارض المدينة الاموال، فلما كثرت أموالهم بلغ
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) عير: جبل بمدينة.
(2) في القاموس: حدد ـ محركة ـ: جبل بتيماء وتيماء: اسم موضع قريب من المدينة. وقال المجلسى (رحمه الله) لعله زيد الف حداد من النساخ أو كان جبل يسمى بكل منها.
(3) من الكراء اى استأجروا منه.
(4) البغية: الحاجة. (*)
===============
(101)
تبعا (1) فغزاهم فتحصنوا منه، فحاصرهم وكانوا يرقون لضعفاء اصحاب تبع فيلفون اليهم بالليل التمر والشعير، فبلغ ذلك تبع، فرق لهم وآمنهم. فنزلوا اليه فقال لهم:
انى قد استطبت بلادكم ولا أرانى الا مقيما فيكم، فقالوا له: انه ليس ذاك لك، انها مهاجر نبى وليس ذلك لاحد حتى يكون ذلك، فقال لهم: فانى مخلف فيكم من اسرتى من اذا كان ذلك ساعده ونصره، فخلف حيين الاوس والخزرج، فلما كثروا بها كانوا يتناولون اموال اليهود، وكانت اليهود تقول لهم: اما لوقد بعث محمد لنخرجنكم (2) من ديارنا واموالنا، فلما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) آمنت به الانصار وكفرت به اليهود، وهو قول الله عزوجل: وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين).
280 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار قال سالت ابا عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به) قال: كان قوم فيما بين محمد وعيسى صلوات الله عليهما، وكانوا يتوعدون اهل الاصنام بالنبى (صلى الله عليه وآله) ويقولون ليخرجن نبى فليكسرن اصنامكم وليفعلن بكم وليفعلن، فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) كفروا به.
281 ـ في تفسير العياشى عن جابر قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن هذه الاية من قول الله، (لما جاءهم ما عرفوا كفروا به) قال، تفسيرها في الباطن لما جاءهم ما عرفوا في على كفروا به، فقال الله فيه يعنى بنى امية هم الكافرون في باطن القرآن.
282 ـ قال ابوجعفر (عليه السلام) نزلت هذه الاية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا، (بئسما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله في على بغيا) وقال الله في على، (ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده) يعنى عليا قال الله، (فباؤا بغضب على غضب) يعنى بنى امية (وللكافرين) يعنى بنى امية عذاب اليم.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) تبع: اسم كل ملك من ملوك حمير.
(2) كذا في النسخة الاصل وفى المصدر وبعض النسخ (ليخرجنكم) بالياء. (*)
===============
(102)
283 ـ وقال جابر قال ابوجعفر (عليه السلام)، نزلت هذه الاية على محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا والله، (واذا قيل لهم ما ذا أنزل ربكم في على) يعنى بنى امية (قالوا نؤمن بما انزل علينا) يعنى في قلوبهم بما انزل الله عليه (ويكفرون بما وراءه) بما انزل الله في على (وهو الحق مصدقا لما معهم) يعنى عليا.
284 ـ عن ابن ابى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، قال الله في كتابه يحكى قول اليهود، (ان الله عهد الينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان) الاية وقال: (فلم تقتلون انبياء الله من قبل ان كنتم مؤمنين) وانما نزل هذا في قوم من اليهود وكانوا على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يقتلوا الانبياء بأيديهم، ولاكانوا في زمانهم، وانما قتل اوايلهم الذين كانوا من قبلهم، فجعلهم الله منهم واضاف اليهم فعل أوايلهم بما تبعوهم وتولوهم.
285 ـ عن ابى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله، واشربوا في قلوبهم العجل قال: فعمد موسى فبرد العجل (1) من أنفه إلى طرف ذنبه، ثم أحرقه بالنار فذره في اليم قال: وكان أحدهم ليقع في الماء وما به اليه من حاجته، فيتعرض لذلك الرماد فيشربه، وهو قول الله: (واشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم).
قال مؤلف هذا الكتاب: وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
286 ـ في اصول الكافى باسناده عن منخل عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال:
نزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية على محمد (صلى الله عليه وآله) هكذا بئسما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله في على بغيا.
قال عز من قائل: فتمنوا الموت ان كنتم صادقين.
287 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعت أبى يحدث عن أبيه (عليه السلام) ان رجلا قام إلى أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال: يا اميرالمؤمنين بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزائم (إلى أن قال) فبماذا أحببت لقاءه؟ قال: لما رأيته قد اختار لى دين ملئكته ورسله وأنبيائه علمت بان الذى أكرمنى بهذا ليس ينسانى فأحببت لقاءه،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البرد: القطع بالمبرد وهو السوهان (*)
===============
(103)
288 ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: أتى النبى (صلى الله عليه وآله) رجل فقال له مالى لا احب الموت؟ فقال له: ألك مال؟ قال نعم، قال فقدمته، قال: لاقال فمن ثم لاتحب الموت.
289 ـ في مجمع البيان قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) وهو يطوف بين الصفين بصفين في غلالة (1) لما قال له الحسن ابنه (عليه السلام): ما هذازى الحرب، فقال: يابنى ان اباك لايبالى وقع على الموت اووقع الموت عليه، واما ماروى عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
لايتمنين احدكم الموت لضر نزل به، ولكن ليقل اللهم احينى مادامت الحيوة خيرا لى، وتوفنى اذا كانت الوفاة خيرا لى، فانما نهى تمنى الموت لانه يدل على الجزع، والمأمور به الصبر وتفويض الامور اليه، ولا نالا نأمن وقوع التقصير فيما أمرنا به، ونرجو في البقاء التلافى.
290 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وقال ابومحمد (عليه السلام): قال جابر بن عبدالله سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبدالله بن صوريا غلام اعور يهودى تزعم اليهود انه اعلم بكتاب الله وعلوم انبيائه عن مسائل كثيرة تعنته فيها (2) فأجابه عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما لم يجد إلى انكار شئ منه سبيلا فقال له: يا محمد من يأتيك بهذه الاخبار عن الله تعالى؟ قال: جبرئيل، فقال: لو كان غيره يأتيك بها لامنت بك، ولكن جبرئيل عدونا من بين الملئكة، فلو كان ميكائيل او غيره سوى جبرئيل يأتيك بها لامنت بك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولم اتخذتم جبرئيل عدوا؟ قال: لانه ينزل بالبلاء او لشدة على بنى اسرائيل، ودفع دانيال عن قتل بخت نصر حتى قوى امره واهلك بنى اسرائيل وكذلك كل بأس وشدة لاينزلها الاجبرئيل، وميكائيل يأتينا بالرحمة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويحك اجهلت امرالله وما ذنب جبرئيل ان اطاع الله فيما يريده بكم، ارايتم ملك الموت أهو عدوكم وقدو كله الله تعالى بقبض ارواح الخلق أرأيتم الآباء والامهمات اذا وجروا (3) الاولاد
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الغلالة ـ بالكسر ـ شعار يلبس تحت الثوب الدرع.
(2) تعنته: طلب زلته ومشقته.
(3) وجره وجرا: جعل الوجود في فيه) الوجور: الدواء يوجر اى يصيب في الغم. (*)
===============
(104)
الدواء الكريه لمصالحتهم يجب ان يتخذهم اولادهم اعداءامن اجل ذلك؟ لاولكنكم بالله جاهلون، وعن حكمته غافلون، اشهد ان جبرئيل وميكائيل بأمرالله عاملان، وله مطيعان وانه لايعادى احدهما الامن عادى الاخر، وانه من زعم انه يحب احدهما و يبغض الاخر فقد كذب، وكذلك محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى اخوان كما ان جبرئيل و ميكائيل اخوان، فمن احبهما فهو من اولياء الله ومن ابغضهما فهو من اعداء الله، ومن أبغض أحدهما وزعم انه يحب الاخر فقد كذب وهما منه بريئان، والله تعالى وملئكته وخيار خلقه منه برآء.
291 ـ وقال أبومحمد (عليه السلام) كان سبب نزول قوله تعالى قل من كان عدوا لجبريل الايتين ماكان من اليهود اعداءالله من قول سئ في جبرئيل وميكائيل، ومن كان من اعداء الله النصاب من قول اسوء منه في الله وفى جبرئيل وميكائيل وساير ملئكة الله اماماكان من النصاب فهو ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما كان لايزال يقول في على (عليه السلام) الفضائل التى خصه الله عزوجل بها، والشرف الذى اهله الله تعالى له، وكان في كل ذلك يقول: اخبرنى به جبرئيل عن الله، ويقول في بعض ذلك جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يفتخر جبرئيل على ميكائيل، في انه عن يمين على (عليه السلام) الذى هو افضل من اليسار، كما يفتخر نديم ملك عظيم في الدنيا يجلسه الملك عن يمينه على النديم الاخر الذى يجلسه عن يساره، و يفتخران على اسرافيل الذى خلقه بالخدمة، وملك الموت الذى امامه بالخدمة. و ان اليمين والشمال اشرف من ذلك كافتخار حاشية الملك على زيادة قرب محلهم من ملكهم وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في بعض احاديثه: ان الملئكة اشرفها عندالله اشدها لعلى بن ابى طالب (عليه السلام) حبا وانه قسم الملئكة فيما بينها والذى شرف عليا (عليه السلام) على جميع الورى بعد محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله) ويقول مرة: ان ملئكة السموات والحجب ليشتاقون إلى رؤية على بن ابى طالب (عليه السلام) كما تشتاق الوالدة الشفيقة إلى ولدها البار الشفيق، آخر من بقى عليها بعد عشرة دفنهم، فكان هؤلاء النصاب يقولون: إلى متى يقول محمد جبرئيل وميكائيل والملئكة كل ذلك تفخيم لعلى بن ابيطالب وشأنه ويقول الله تعالى لعلى خاص من ساير الخلق برئنا من رب ومن ملئكة ومن جبرئيل وميكائيل هم لعلى
===============
(105)
بعد محمد (صلى الله عليه وآله) مفضلون، وبريئا من رسل الله الذين هم لعلى بعد محمد مفضلون واما ماقاله اليهود فهو ان اليهود اعداءالله لما قدم النبى (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة أتوه بعبدالله ابن صور يافسأله عن اشياء فأجابه إلى أن قال: بقيت خصلة ان قلتها آمنت بك واتبعتك، اى ملك يأتيك بما تقوله عن الله؟ قال: جبرئيل، قال ابن صوريا: ذلك عدونا من بين الملئكة ينزل بالقتل والشدة والحرب ورسولنا ميكائيل يأتى بالسرور والرخاء، فلو كان ميكائيل هو الذى يأتيك آمنا بك لان ميكائيل كان يشيد ملكنا، وجبرئيل كان يهلك ملكنا، فهو عدونا لذلك فقال سلمان الفارسى رضى الله عنه: فما بدوعداوته لكم؟ قال:
نعم يا سلمان عادانا مرارا كثيرة، وكان من اشد ذلك علينا ان الله انزل على انبيائه ان بيت المقدس يخرب على يدرجل يقال له بخت نصر وفى زمانه، واخبرنا بالحين الذى يخرب فيه، والله يحدث الامر بعد الامر فيمحوما يشاء ويثبت فلما بلغنا ذلك الحين الذى يكون فيه هلاك بيت المقدس بعث اوائلنا رجلا من اقوياء بنى اسرائيل وافاضلهم، نبيا كان يعد من انبيائهم يقال له دانيال في طلب بخت نصر ليقتله، فحمل معه وقرمال لينفقه في ذلك، فلما انطلق في طلبه لقيه ببابل غلاما ضعيفا مسكينا ليس له قوة ولامنعة فأخذه صاحبنا ليقلته فدفع عنه جبرئيل وقال لصاحبنا: ان كان ربكم هو الذى أمر بهلاككم فانه لايسلطك عليه. وان لم يكن هذا فعلى أى شئ تقتله فصدقه صاحبنا وتركه ورجع الينا، فاخبرنا بذلك وقوى بخت نصر وملك وغزانا وخرب بيت المقدس فلهذا نتخذه عدوا وميكائيل عدو لجبرئيل، فقال سلمان يابن صوريا فبهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم أرأيتم اوايلكم كيف بعثوا من يقتل بخت نصر، وقد اخبرالله تعالى في كتبه على السنة رسله انه يملك ويخرب بيت المقدس ارادوا بذلك تكذيب انبياء الله في اخبارهم اواتهموهم في اخبارهم او صدوهم في الخبر عن الله ومع ذلك ارادوا مغالبة لله هل كان هؤلااء ومن وجهوه الاكفارا بالله، واى عداوة تجوزان تعتقد لجبرئيل وهو يصد به عن مغالبة الله عزوجل، وينهى عن تكذيب خبرالله تعالى فقال ابن صوريا: قدكان الله اخبر بذلك على السن انبيائه، ولكنه يمحو مايشاء ويثبت قال سلمان: فاذا لاتتيقنوا بشى مما في التوراة من الاخبار عما مضى وعما يستأنف، فان الله يمحو ما يشاء ويثبت، واذا لعل الله قد كان عزل موسى وهارون عن النبوة وابطلا في
===============
(106)
دعويهما، لان الله يمحو مايشاء ويثبت، ولعل كل ما اخبراكم انه يكون لايكون وما اخبراكم انه لايكون يكون، وكذلك ما اخبراكم عما كان لعله لم يكن وما اخبراكم انه لم يكن لعله كان ولعل ماوعده من الثواب يمحوه ولعل ما توعد به من العقاب يمحوه فانه يمحو مايشاء ويثبت انكم جهلتم معنى يمحوالله مايشاء ويثبت فلذلك انتم بالله كافرون ولاخباره عن الغيوب مكذبون، وعن دين الله منسلخون ثم قال سلمان: فانى اشهد ان من كان عدو الجبرئيل فانه عدو لميكائيل وانهما جميعا عدوان لمن عاداهما، سلمان لمن سالمهما، فانزل لله تعالى يعند ذلك موافقا لقول سلمان (رحمه الله) قل من كان عدوا لجبرئيل) في مظاهرته لاولياء الله على اعداءالله ونزوله بفضائل على ولى الله من عندالله (فانه نزله) فان جبرئيل نزل هذا القرآن (على قلبك باذن الله) بامره مصدقا لما بين يديه من ساير كتب الله وهدى من الضلالة وبشرى للمؤمنين بنبوة محمد وولاية على ومن بعدهما من الائمة بانهم اولياء الله حقا اذا ماتوا على موالاتهم لمحمد وعلى آلهما الطييبن. والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
292 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى انس بن مالك عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل قال فيه (صلى الله عليه وآله) لعبدالله بن سلام وقد سأله عن مسائل؟ اخبرنى بهن جبرئيل (عليه السلام) آنفا قال: هل اخبرك جبرئيل قال نعم، قال: ذلك عدو اليهود من الملائكة، قال: ثم قرأ هذه الاية (قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله).
293 ـ في روضة الكافى في رسالة ابى جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير وكل امة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الكتاب ان اقاموا حروفه وحرفوا حدوده. فهم يروونه ولايرعونه والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية وكان من نبذهم الكتاب ان ولوه الذين لايعلمون فأوردوهم الهوى وأصدروهم إلى الردى وغيروا عرى الدين (إلى ان قال (عليه السلام):) ثم اعرف اشباههم من هذه الامة الذين اقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده، فهم مع السادة والكبرة فاذا تفرقت قادة الاهواء كانوا مع اكثرهم دينا وذلك مبلغهم عن العلم لايزالون كذلك في طبع وطمع ولايزال يسمع صوت ابليس على السنتهم بباطل كثير. وألحديث
===============
(107)
طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
294 ـ في عيون الاخبار حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابى الحسن الجرجانى رضى الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن ابويهما عن الحسن ابن على عن ابيه على بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه الرضا على بن موسى عن ابيه موسى بن جعفر عن ابيه الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) في قول الله تعالى واتبعوا ماتتلو الشياطين على ملك سليمان وماكفر سليمان قال اتبعوا ما تتلو كفرة الشياطين من السحر والنير نجات على ملك سليمان الذين يزعمون ان سليمان به ملك ونحن ايضا به نظهر العجايب حتى ينقاد لنا الناس وقالوا: كان سليمان كافرا ساحرا ماهرا بسحره ملك ماملك، وقدر على ماقدر، فردالله عزوجل عليهم، فقال: (وما كفر سليمان) ولااستعمل السحر كما قال هؤلاء الكافرون ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر الذى نسبوه إلى سليمان والى ما انزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وكان بعد نوح (عليه السلام) قد كثر السحرة والمموهون ـ فبعث الله تعالى ملكين إلى نبى ذلك الزمان بذكر مايسحربه السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم، ويرد به كيدهم، فتلقاه النبى عن الملكين واداه إلى عبادالله بامرالله عزوجل وامرهم ان يقفوا به على السحرة، وأن يبطلوه، ونهاهم ان يسحروا به الناس، وهذا كما يدل على السم ماهو وعلى مايدفع به غايلة السم، ثم قال عزوجل: وما يعلمان من احد حتى يقولا انما نحن فتنة فلا تكفر يعنى ان ذلك النبى (عليه السلام) امر الملكين ان يظهر اللناس بصورة بشرين ويعلماهم ماعلمهم الله من ذلك، فقال الله عزوجل: (وما يعلمان من احد) ذلك السحر وابطاله (حتى يقولا) للمتعلم (انما نحن فتنة) وامتحان للبلاء ليطيعوا الله فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة، ولايسحروهم (فلا تكفر) باستعمال هذا السر وطلب الاضراربه، ودعا الناس إلى أن يعتقدوا انك به تحيى وتميت وتفعل مالا يقدر عليه الا الله عزوجل، فان ذلك كفر قال الله تعالى فيتعلمون يعنى طالبى السحر منهما يعنى مما كتبت الشياطين على ملك سليمان من النير نجات وما أنزل إلى الملكين ببابل هاروت وماروت، يتعلمون من هذين الصنفين مايفرقون به بين مرءوزوجه هذا من يتعلم للاضرار بالناس يتعلمون التضريب بضروب
===============
(108)
الحيل والتمائم والايهام وانه قد دفن في موضع كذا وكذا وعمل كذا لتحبب المرأة إلى الرجل و الرجل إلى المرأة او يؤدى إلى الفراق بينهما ثم قال عزوجل وماهم بضارين به من احد الاباذن الله اى ما المتعلمون لذلك بضارين به من أحد الاباذن الله، يعنى بتخلية الله وعلمه وانه لوشاء لمنعهم بالجبر والقهر ثم قال: ويتعلمون مايضرهم ولاينفعهم لانهم اذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا فقد تعلموا مايضرهم في دينهم ولاينفعهم فيه بل ينسلخون عن دين الله بذلك ولقد علم هولاء المتعلمون لمن اشتراه بدينه الذى ينسلخ عنه بتعلمه ماله في الاخرة من خلاق اى من نصيب في ثواب الجنة ثم قال تعالى: ولبئس ماشروا به انفسهم ورهنوها بالعذاب لو كانوا يعلمون انهم قدباعوا الاخرة وتركوا نصيبهم من الجنة لان المتعلمين لهذا السحر الذين يعتقدون ان لارسول ولا اله ولا بعث ولانشور، فقال: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق لانهم يعتقدون انها اذا لم يكن آخرة فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا وان كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لاخلاق لهم فيها، ثم قال: (ولبئس ماشروا به أنفسهم) اذباعوا الاخرة بالدنيا، ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم لو كانوا يعلمون انهم قد باعوا انفسهم بالعذاب، ولكن لايعلمون ذلك لكفرهم به، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى تعلموا عذبهم على اعتقادهم الباطل، وجحدهم الحق.
قال يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما انهما قالا.
فقلنا للحسن أبى القاسم (عليه السلام) فان قوما عندنا يزعمون ان هاروت وماروت ملكان اختارتهما الملئكة لما كثر عصيان بنى آدم، وانزلهما مع ثالث لهما إلى الدنيا، وانهما افتتنا بالزهرة واراد الزنا بها وشربا الخمر وقتلا النفس المحرمة، وان الله عزوجل يعذبهما ببابل وان السحرة منهما يتعلمون السحر وان الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذى هو الزهرة، فقال الامام (عليه السلام): معاذ الله من ذلك ان الملئكة معصومون محفوظون من الكفر والقبايح بألطاف الله تعالى، قال الله تعالى فيهم: (لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون) وقال عزوجل، (وله من في السموات والارض ومن عنده) يعنى من الملائكة (لايستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لايفترون) وقال الله تعالى في الملئكة ايضا. (بل عباد مكرمون لايسبقونه
===============
(109)
بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) ثم قال (عليه السلام)، لو كان كما يقولون كان الله قد جعل هؤلاء الملئكة خلفاؤه على الارض، وكانوا كالانبياء في الدنيا وكالائمة أفيكون من الانبياء والائمة (عليهم السلام) قتل النفس والزنا؟ ثم قال (عليه السلام): اولست تعلم ان الله تعالى لم تخل الدنيا قط من نبى او امام من البشر، أو ليس الله يقول: (وما ارسلنا من قبلك) يعنى إلى الخلق الارجالا نوحى اليهم من أهل القرى، فاخبر أنه لم يبعث الملئكة إلى الارض ليكونوا أئمة وحكاما، وانما أرسلوا إلى أنبياء الله، قالا، فقلنا له، فعلى هذا لم يكن ابليس ايضا ملكا؟ فقال لا: بل كان من الجن أما تسمعان الله عزوجل يقول: (واذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس كان من الجن) فأخبرالله عزوجل انه كان من الجن، وهو الذى قال الله تبارك وتعالى، (والجان خلقناه من قبل من نار السموم).
295 ـ قال الامام الحسن بن على (عليه السلام) حدثنى أبى عن جدى عن الرضا عن آبائه عن على (عليهم السلام) قال. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله عزوجل اختارنا معاشر آل محمد واختار النبيين واختار الملئكة المقربين وما اختارهم الاعلى علم منه بهم انهم لايوافقون ما يخرجون به عن ولايته. ومنقطعون به عن عصمته، وينتهون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته، قالا. فقلنا له: فقد روى لنا ان عليا (عليه السلام) لما نص عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالامامة عرض الله تعالى ولايته في السموات على فيام وفيام (1) من الملئكة فأبوها، فمسخهم الله ضفادع فقال (عليه السلام): معاذالله هؤلاء المكذبون لنا المغترون (ظ المفترون) علينا الملئكة هم رسل الله فهم كسائر أنبيائه ورسله إلى الخلق أفيكون منهم الكفر بالله، قلت: لا، قال: فكذلك الملئكة ان شان الملئكة لعظيم، وان خطبهم لجليل.
296 حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال: حدثنى أبى عن احمد بن على الانصارى عن على بن محمد بن الدهم قال: سمعت المامون يسأل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الفيام: الجماعة من الناس. (*)
===============
(110)
الرضا (عليه السلام) عما يرويه الناس من أمر الزهرة وانها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت، وما يروونه من أمر سهيل. وانه كان عشارا باليمن، فقال الرضا (عليه السلام) كذبوا في قولهم انهما كوكبان، وانما كانتا دابتين من دواب البحر فغلط الناس وظنوا انهما كوكبان، وما كان الله تعالى ليمسخ اعدائه انوارا مضيئة، ثم يبقيهما ما بقيت السموات والارض، وان المسوخ لم تبق اكثر من ثلثة ايام حتى ماتت، وما يتناسل منها شئ، وما على وجه الارض اليوم مسخ وان التى وقع عليها المسوخية مثل القرد والخنازير والدب واشباهها انما هى مثل ما مسخ الله تعالى على صورها قوما غضب الله عليهم ولعنهم بانكارهم توحيد الله وتكذيبهم رسل الله وأما هاروت وماروت فكانا ملكين علما الناس ليتحرزوا به من سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم وما علما احدا من ذلك شيئا الا قالا له: (انما نحن فتنة فلا يكفر) فكفر قوم باستعمالهم لما امر وبالحتراز منه، وجعلوا يفرقون بما يعلمون بين المرء وزوجه قال الله تعالى: وماهم بضارين به من احد الاباذن الله) يعنى بعلمه.
297 ـ عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل في تعداد الكبائر وبيانها من كتاب الله وفيه يقول الصادق (عليه السلام): والسحر لانه تعالى يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الاخرة من خلاق).
298 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن ابيه عن جده (عليهم السلام) قال ان المسوخ من بنى آدم ثلثة عشر إلى ان قال: واما الزهرة فكانت امراة فتنت هاروت وماروت فمسخها الله كوكبا.
299 ـ عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى طالب (عليه السلام) قال سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسوخ؟ فقال: هى ثلثة عشر إلى ان قال: واما الزهرة فكانت امراة نصرانية وكانت لبعض ملوك بنى اسرائيل وهى التى فتن بها هاروت وماروت، وكان اسمها ناهيد.
300 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن الحسن بن علان عن ابى الحسن (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ومسخت الزهرة لانها كانت امراة فتن بها هاروت وماروت.
===============
(111)
301 ـ وباسناده إلى على بن جعفر عن اخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد (عليهم السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): واما الزهرة فانها كانت امراة تسمى ناهيد وهى التى تقول الناس انه افتتن بها هاروت ماروت.
302 ـ وباسناده إلى على بن جعفر عن مغيرة عن ابى عبدالله عن ابيه عن جده (عليهم السلام) حديث طول يقول فيه (عليه السلام)، واما الزهرة فكانت امراة فتنت هاروت وماروت، فمسخها الله عزوجل زهرة.
303 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن أبان بن عثمان عن أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان سليمان بن داود (عليه السلام) أمر الجن فبنوا له بيتا من قوارير قال: فبينما هو متك على عصاه ينظر إلى الشياطين كيف يعملون وينظرون اليه اذحانت (1) منه التفاته فاذا هو برجل معه في القبة ففزع منه، وقال من أنت؟ فقال: انا، الذى لا أقبل الرشاء، ولا اهاب الملوك، انا ملك الموت فقبضه وهو متك على عصاه، فمكثوا سنة يبنون وينظرون اليه، ويدأبون له (2) ويعملون حتى بعث الله الارضة، فأكلت منسأته وهى العصا، فلما خر تبينت الانس أن لو كان الجن يعلمون الغيب مالبثوا سنة في العذاب المهين، فالجن تشكر الارضة بما عملت بعصا سليمان.
فلاتكاد تراها في مكان الاوجد عندها ماء وطين، فلما هلك سليمان وضع ابليس السحر وكتبه في كتاب ثم طواه وكتب على ظهره: هذا ما وضع آصف بن برخيا للملك سليمان ابن داود من زخاير كنوز العلم، من أراد كذا وكذا فليفعل كذا وكذا، ثم دفنه تحت سريره ثم استشاره (3) لهم فقرأه فقال الكافرون ما كان سليمان يغلبنا الا بهذا. وقال المؤمنون: بل هو عبدالله ونبيه فقال الله جل ذكره واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت الاية
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) حافت اى قربت.
(2) دأب في العمل: جد وتعب واستمر عليه.
(3) كذا في النسخ والصحيح كما في تفسير البرهان: (ثم استثاره لهم) بالثاء ـ اى أظهره لهم: (*)
===============
(112)
304 ـ حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن محمد بن قيس عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سأله عطا ونحن بمكة عن هاروت وماروت؟ فقال ابوجعفر ان الملئكة كانوا ينزلون من السماء إلى الارض في كل يوم وليلة يحفظون اعمال اوساط اهل الارض من ولد آدم والجن، فيكتبون اعمالهم ويعرجون بها إلى السماء قال:
فضج اهل السماء، معاصى اهل اوساط الارض فتوامروا فيما بينهم مما يسمعون ويرون من افترائهم الكذب على الله تبارك وتعالى، وجراتهم عليه، ونزهوا الله مما يقول فيه خلقه ويصفون، فقال طائفة من الملئكة: ياربنا اما تغضب مما يعمل خلقك في ارضك، ومما يصفون فيك الكذب ويقولون الزور ويرتكبون المعاصى وقد نهيتهم عنها؟ ثم انت تحلم عنهم وهم في قبضتك وقدرتك وخلال عافيتك؟ قال ابوجعفر (عليه السلام): فأحب الله ان يرى الملئكة القدرة ونفاذ امره في جميع خلقه، ويعرف الملئكة مامن به عليهم مما عدله عنهم من صنع خلقه، وما طبعهم عليه من الطاعة، وعصمهم من الذنوب.
قال: فأوحى الله إلى الملئكة ان انتدبوا (1) منكم ملكين حتى اهبطهما إلى الارض، ثم اجعل فيهما من طبايع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والامل مثل ماجعلته في ولد آدم، ثم اختبرهما في الطاعة لى، قال: فندبوا لذلك هاروت وماروت وكانا من اشد الملئكة قولا في العيب لولد آدم واستيثار غضب الله عليهم، قال: فأوحى الله اليهما ان أهبطا إلى الارض فقد جعلت فيكما من طبايع المطعم والمشرب والشهوة والحرص والامل مثل ماجعلت في ولد آدم قال: ثم أوحى الله اليهما انظرا أن لاتشركابى شيئا، ولاتقتلا النفس التى حرم الله، ولاتزنيا ولاتشربا الخمر، قال: ثم كشط (2) عن السموات السبع ليريهما قدرته، ثم أهبطهما. إلى الارض في صورة البشر ولباسهم: فهبطا ناحية بابل، فرفع لهما بناء مشرف فاقبلا نحوه فاذا بحضرته امرأة جميلة حسناء متزينة عطرة مقبلة نحوهما، قال: فلما نظرا اليها وناطقاها وتأملاها وقعت في قلوبهما موقعا شديدا موضع الشهوة التى جعلت فيهما، فرجعا اليها رجوع فتنة وخذلان وراوداها عن نفسها، فقالت
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) انتدبه لامر: دعاء له.
(2) كشط الغطاء عن الشئ: نزعه وكشف عنه. (*)
===============
(113)
لهما: ان لى دينا أدين به وليس أقدر في دينى على أن أجيبكما إلى ما تريد ان الا أن تدخلا في دينى الذى أدين به، فقالا لها: ومادينك؟ قالت: لى اله من عبده وسجد له كان لى السبيل إلى أن أجيبه إلى كل ماسألنى، فقالا لها: وما الهك؟ قالت: الهى هذا الصنم قال: فنظر أحدهما إلى صاحبه فقال: هاتان خصلتان مما نهينا عنها الشرك والزنا لانا ان سجدنا لهذا الصنم عبدناه أشركنا بالله وانما نشرك بالله لنصل إلى الزنا وهو ذانحن نطلب الزنا فليس نحظا (1) الا بالشرك. قال فأتمرا (2) بينهما فغلبتهما الشهوة التى جعلت فيهما فقالا لها فانا نجيبك إلى ماسألت فقالت: فدونكما فاشربا هذا الخمر فانه قربان لكما عنده وبه تصلان إلى ماتريد ان فأتمرا بينهما فقالا هذه ثلث خصال مما نهانا عنها ربنا، الشرك، والزنا، وشرب الخمر، وانما ندخل في شرب الخمر والشرك حتى نصل إلى الزنا فأتمرا بينهما فقالا، ما أعظم بليتنابك وقد أجبناك إلى ماسألت، قالت: فدونكما فاشربا من هذا الخمر واعبدا هذا الصنم واسجدا له، فشربا الخمر وعبدا الصنم، ثم راوداها عن نفسها فلما تهيأت لهما وتهيئا لها دخل عليهما سائل يسأل، فلما ان رآهما ورأياه ذعرا منه (3) فقال لهما: انكما لمريبان ذعران قدخلوتما بهذه المرئة العطرة الحسناء؟ أنكما لرجلا سوء وخرج عنهما فقالت لهما الا والهى لاتصلان الان إلى وقد اطلع هذا الرجل على حالكما وعرف مكانكما، فيخرج الان ويخبر بخبركما ولكن بادرا إلى هذا الرجل فاقتلاه قبل أن يفضحكما ويفضحنى، ثم دونكما فاقضيا حاجتكما وأنتما مطمئنان آمنان، قال: فقاما إلى الرجل فادركاه فقتلاه، ثم رجعا اليها، فلم يرياها وبدت لهما سوآتهما، ونزع هنها رياشهما، واسقط في أيديهما، فأوحى الله اليهما انما اهبطتكما إلى الارض مع خلقى ساعة من النهار فعصيتمانى بأربع من معاصى، كلها قد نهيتكما عنها. وتقدمت اليكما فيها فلم تراقبانى ولم تستحيامنى، وقد كنتما اشد من نقم على أهل الارض بالمعاصى واستجراء أسفى وغضبى عليهم، ولما جعلت فيكما من
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وفى المصدر (تحظينا) وفى نسخة البحار (فليس نعطى) وهو الظاهر وفى رواية العياشى في تفسيره (فليس نعطاه).
(2) ائتمره في الامر: شاوره (3) ذعر ذعرا: خاف (*)
===============
(114)
طبع خلقى وعصمتى اياكما من المعاصى فكيف رأيتما موضع خذلانى فيكما. اختارا عذاب الدنيا أو عذاب الاخرة، فقال احدهما لصاحبه نتمتع من شهواتنا في الدنيا اذصرنا اليها إلى أن نصير إلى عذاب الاخرة، فقال الاخر: ان عذاب الدنيا له مدة وانقطاع وعذاب الاخرة قائم لاانقضاء له، فلسنا نختار عذاب الاخرة الدائم الشديد على عذاب الدنيا المنقطع الفانى، قال: فاختارا عذاب الدنيا وكانا يعلمان الناس السحر في أرض بابل، ثم لما علما الناس السحر رفعا من الارض إلى الهواء فهما معذبان منكسان معلقان في الهواء إلى يوم القيامة.
305 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) (واتبعوا ماتتلوا الشياطين) بولاية الشياطين على ملك سليمان.
306 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل له: فمن أين علم الشياطين السحر؟ قال من حيث عرف الاطباء الطب بعضه تجربة وبعضه علاج: قال: فما تقول في الملكين هاروت وماروت؟ وما يقول الناس بانهما يعلمان السحر؟ قال: انهما موضع ابتلاء وموقف فتنة بتشييحهما (1) اليوم لو كان فعل الانسان كذا وكذا لكان كذا وكذا ولو يعالج بكذا وكذا لصار كذا اصناف السحر (2) فيتعلمون منهما مايخرج عنهما فيقولان لهم: انما نحن فتنة فلاتاخذوا عنا ما يضركم ولاينفعكم قال:
أقيقدر الساحر أن يجعل الانسان بسحره في صورة الكلب او الحمار او غير ذلك؟ قال، هو اعجز من ذلك واضعف من ان يغير خلق الله ان من أبطل ماركبه الله وصوره وغيره فهو شريك الله في خلقه تعالى عن ذلك علوا كبيرا.
307 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل قال.
كان الطيار يقول لى؟ ابليس ليس من الملئكة وانما امرت الملئكة بالسجود لادم، فقال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) شيحه: حذره وفى المصدر ونسخة البحار (بتسبيحهما) والظاهر هو المختار في المتن (2) اى ان السحر على اصناف وقد ذكرها ابوعبدالله (ع) في صدر الحديث حيث قال (ع) ان السحر على وجوه شتى وجه منها بمنزلة الطب.. ونوع آخر خطفة وسرعة. ونوع آخرما يأخذ أولياء الشياطين عنهم. اه (*)
===============
(115)
ابليس. لااسجد فما لابليس يعصى حين لم يسجد وليس هو من الملئكة؟ قال:
فدخلت انا وهو على ابى عبدالله (عليه السلام) قال فاحسن والله في المسألة فقال: جعلت فداك أرايت ماندب الله (1) عزوجل اليه المؤمنين من قوله: (يا ايها الذين آمنوا) أدخل في ذلك المنافقون معهم؟ قال: نعم والضلال وكل من اقر بالدعوة الظاهرة معهم.
308 ـ في روضة الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن على بن حديد عن جميل بن دراج قال: سأل الطيار ابا عبدالله (عليه السلام) وانا عنده فقال له: جعلت فداك أرايت قوله عزوجل: (يا ايها الذين آمنوا) في غير مكان من مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذا المنافقون؟ قال، نعم يدخل في هذا المنافقون والضلال وكل من اقر بالدعوة الظاهرة وقد تقدم هذان الحديثان.
قال عزمن قائل لاتقولوا راعنا.
309 ـ في مجمع البيان وقال الباقر (عليه السلام)، هذه الكلمة سب بالعبرانية، اليه كانوا يذهبون.
قال عز من قائل والله يختص برحمته من يشاء.
310 ـ في مجمع البيان روى عن اميرالمؤمنين وعن ابى جعفر الباقر (عليهم السلام) ان المراد برحمته هنا النبوة.
311 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن اسحق بن محمد عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال، كتب إلى أبوالحسن في كتاب اردت ان تسأل عن خلف بعد أبى جعفر وقلقت لذلك فلا تغتم فان الله عزوجل لايضل قوما بعد اذهديهم حتى يبين لهم مايتقون، وصاحبكم بعدى ابومحمد ابنى وعنده ماتحتاجون اليه يقدم ما يشاء الله ويؤخر ما يشاء ما ننسخ من آية او ننسهانأت بخير منها او مثلها قد كتبت بما فيه بيان وقناع لذى عقل يقظان
312 ـ في تفسير العياشى عن عمر بن يزيد قال، سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل، (ما ننسخ من آية أو ننسهانأت بخير منها أو مثلها) فقال، كذبوا ما هكذا هى اذا كان [ ينسى و ] ينسخها [ أ ] ويأت بمثلها لم ينسخها، قلت: هكذا قال الله قال: ليس هكذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ندبه إلى الامر: دعاه به (*)
===============
(116)
قال الله تبارك وتعالى قلت فكيف قال: قال ليس فيها الف ولا واو قال: ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها او مثلها) يقول ما نميت من امام أو ننسه ذكره نأت بخير منه من صلبه مثله.
313 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل عن النبى (صلى الله عليه وآله) وفيه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لاصحابه: قولوا، اياك نعبدوا حدا لانقول كما قالت الدهرية ان الاشياء لابدؤ لها وهى دائمة، ولاكما قال الثنوية الذين قالوا ان الظلمة هما المدبران، ولاكما قال مشركوا العرب ان أوثاننا آلهة، فلا نشرك بك شيئا ولاندعوا من
دونك الها كما يقول هؤلاء الكفار، ولانقول كما قالت اليهود والنصارى ان لك ولدا تعاليت عن ذلك علوا كبيرا، قال: فذلك قوله، وقالوا لن يدخل الجنة الامن كان هودا أو نصارى وقالت طائفة غيرهم من هؤلاء الكفار ما قالوا، قال الله يا محمد تلك امانيهم التى يمنونها بلا حجة قل هاتوا برهانكم وحجتكم على دعواكم ان كنتم صادقين كما أتى محمد ببراهينه التى سمعتموها، ثم قال، بلى من أسلم وجهه لله يعنى كما فعل هؤلاء الذين آمنوا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما سمعوا براهينه وحجته وهو محسن في عمله لله فله اجره ثوابه عند ربه يوم فصل القضاء ولاخوف عليهم حين يخاف الكافرون بما يشاهدونه من العقاب ولاهم يحزنون عند الموت لان البشارة بالجنان يأتيهم.
314 ـ وفيه عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل وفيه الجدال بالتى هى أحسن قد قرنه العلماء بالدين والجدال بغير التى هى أحسن محرم وحرمه الله على شيعتنا، وكيف يحرم الجدال جملة وهو يقول، (وقالوا لن يدخل ألجنة الامن كان هودا أو نصارى) قال الله تعالى، تلك امانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) فجعل علم الصدق و الايمان بالبرهان، وهل يؤتى بالبرهان الافى الجدال بالتى هى أحسن والتى ليست بأحسن
315 ـ في كتاب الخصال في احتجاج على (عليه السلام) على الناس يوم الشورى قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل ما قال لى: اهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم على نوق بيض شراك نعالهم نور يتلالا، قد سهلت عليهم الموارد وفرجت عنهم الشدائد، وأعطو الامان، وانقطعت عنهم الاحزان حتى ينطلق بهم إلى ظل عرش الرحمن، توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب، يخاف
===============
(117)
الناس ولايخافون، ويحزن الناس ولايحزنون غيرى؟ قالوا اللهم لا:
قال عز من قائل ومن اظلم ممن منع مساجدالله (الاية)
316 ـ في مجمع البيان روى عن أبى عبدالله (عليه السلام) انهم قريش حين منعوا رسول الله دخول مكة والمسجد الحرام.
317 ـ وروى عن زيد بن على عن آبائه عن على (عليه السلام) انه أراد جميع الارض لقول النبى (صلى الله عليه وآله) جعلت لى الارض مسجدا وترابها طهورا.
318 ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا (عليه السلام) عن الواحد إلى المائة قال له اهودى فأين وجه ربك؟ فقال على بن أبى طالب (عليه السلام): يابن عباس ايتنى بنار وحطب، فأتيته بنار وحطب، فأضرمها (1) ثم قال: يا يهودى أين يكون وجه هذه النار فقال: لها أقف لها على وجه، قال: ربى عزوجل على هذا المثل ولله المشرق والمغرب فاينما تولوافثم وجه الله...
319 ـ في كتاب الخصال باسناده إلى سلمان الفارسى في حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مأة من النصارى بعد وفات النبى (صلى الله عليه وآله) وسؤاله أبابكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى اميرالمؤمنين (عليه السلام) فسأله عنها فأجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن وجه الرب تبارك وتعالى؟ فدعا (عليه السلام) بنار وحطب فأضرمه، فلما اشتعلت قال على (عليه السلام): اين وجه هذه النار؟ قال: هى وجه من جميع حدودها، قال على (عليه السلام): هذه النار مدبرة مصنوعة لايعرف وجهها، وخالقها لايشبهها، (ولله المشرق والمغرب فأينما تولوافثم وجه الله) لايخفى على ربنا خافية.
320 في كتاب علل الشرايع حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنه قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر عن عمه عبدالله بن عامر عن محمد بن أبيعمير عن حماد عن الحلبى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل يقرأ السجدة وهو على ظهر دابته، قال: يسجد حيث توجهت به، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يصلى على ناقته وهو مستقبل المدينة يقول الله عزوجل: (فاينما تولوا فثم وجه الله).
321 ـ فيمن لايحضره الفقيه وسأله معاوية بن عمار عن الرجل يقوم في
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اضرم النار: اوقدها وأشعلها. (*)
===============
(118)
الصلوة ثم ينظر بعد ما فرغ فيرى انه قد انحرف عن القبلة يمينا أو شمالا، فقال له.
قد مضت صلوته وما بين المشرق والمغرب قبلة، ونزلت هذه الاية في قبلة المتحير (ولله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله).
322 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) قال أبومحمد (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقوم من اليهود: أو ليس قد ألزمكم في الشتاء ان تحترزوا من البرد بالثياب الغليظة، والزمكم به في الصيف أن تحترزوا من الحر أفبداله في الصيف حين أمركم بخلاف ما كان أمركم به في الشتاء؟ فقالوا: لا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكذلكم الله تعبدكم في وقت لصلاح يعلمه بشئ، ثم تعبدكم (1) في وقت آخر لصلاح آخر يعلمه في شئ آخر، فاذا أطعتم الله في الحالتين استحققتم ثوابه، فانزل الله تعالى. (و لله المشرق والمغرب فاينما تولوا فثم وجه الله ان الله واسع عليم) يعنى اذا توجهتم بأمره فثم الوجه الذى تقصدون منه الله وتأملون ثوابه، والحدييث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
323 ـ عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل فيه قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال الله. (فاينما تولوا فثم وجه الله) الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذين فرض عليهم منها لنفسه.
324 وفيه قال (عليه السلام) ايضا في الحجج. وهم وجه الله الذى قال: (فأينما تولوا فثم وجه الله).
325 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوالمضاء عن الرضا (عليه السلام)، قوله تعالى.
(فاينما تولوا فثم وجه الله) قال: على (عليه السلام).
326 ـ في مجمع البيان وقيل. نزلت في صلوة التطوع على الراحلة تصليها حيثما توجهت اذا كنت في سفر، واما الفرائض فقوله. (وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره) يعنى ان الفرائض لايصليها الا إلى القبلة، وهذا هو المروى عن ائمتنا (عليهم السلام).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل (ثم بعده) (*)
===============
(119)
327 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سفيان بن عيينة عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال لم يخلق الله شجرة الاولها ثمرة تؤكل، فلما قال الناس. اتخذالله ولدا ذهب نصف ثمرها. فلما اتخذوا مع الله الها شاك الشجر (1).
328 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن سدير الصيرفى قال: سمعت حمران بن أعين يسأل ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل، بديع السموات والارض فقال أبو ـ جعفر (عليه السلام)، ان الله عزوجل ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السموات والارض ولم يكن قبلهن سموات ولا ارضون، اما تسمع لقوله تعالى، (وكان عرشه على الماء) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
329 ـ في نهج البلاغة يقول لما أراد كونه كن فيكون، لابصورت يفزع ولانداء يسمع، وانما كلامه سبحانه فعل منه انشاء ومثله لم يكن من قبل ذلك كائنا ولو كان قديما لكان الها ثانيا.
330 ـ وفيه يقول ولايلفظ، ويريد ولايضمر.
331 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وعن يعقوب بن جعفر عن أبى ابراهيم (عليه السلام) انه قال: ولا احده بلفظ بشق فم، ولكن كما قال الله عزوجل، (انما امره اذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) بمشيته من غير تردد في نفس.
332 ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق (عليه السلام) في كلام طويل، فالارادة للفعل احداثه، انما يقول له كن فيكون بلاتعب ولاكيف.
333 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى صفوان بن يحيى عن أبى الحسن (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه، فارادة الله هيى الفعل لاغير ذلك، يقول له كن فيكون بلا لفظ ولانطق بلسان، ولاهمة ولاتفكر ولاكيف لذلك، كما انه بلاكيف.
334 ـ وفيه حديث طويل عن الرضا (عليه السلام) ايضا يقول فيه، وكن منه صنع وما يكون به المصنوع،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الشوك: مايخرج من النبات شبيها بالابر ويقال له بالفارسية (خار). (*)
===============
(120)
335 ـ في مجمع البيان قرأ نافع ولاتسال بفتح التاء والجزم على النهى، وروى ذلك عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام).
336 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى ولاد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاووته اولئك يؤمنون به قال هم الائمة (عليهم السلام).
337 ـ في مجمع البيان (يتلونه حق تلاوته) اختلف في معناه على وجوه إلى قوله: وثالثها ماروى عن أبى عبدالله (عليه السلام) ان حق تلاوته هو الوقوف عند ذكر الجنة والنار، يسأل في الاولى، ويستعيذ من الاخرى.
338 ـ في كتاب الخصال عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (عليهم السلام) قال: سألته عن قول الله تعالى: واذابتلى ابراهيم ربه بكلمات ماهذه الكلمات التى تلقاها آدم من ربه فتاب عليه؟ وهو انه قال: (يارب اسئلك بحق محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين الاتبت على فتاب الله عليه انه هو التواب الرحيم)، فقلت له: يابن رسول الله فما يعنى عزوجل بقوله فأتمهن؟ قال: يعنى أتمهن إلى القائم اثنا عشر اماما تسعة من ولد الحسين (عليه السلام).
339 ـ في مجمع البيان روى عن الصادق (عليه السلام) انه ما ابتلاه الله به في نومه من ذبح ولد اسمعيل أبى العرب، فأتمها ابراهيم وعزم عليها وسلم لامرالله، فلما عزم قال الله تعالى ثوابا له لما صدق، وعمل بما أمرالله انى جاعلك للناس اماما ثم انزل الله عليه الحنيفية وهى الطهارة، وهى عشرة اشياء، خمسة في الرأس، وخمسة في البدن، فاما التى في الرأس: فأخذ الشارب واعفاء اللحى، وطم الشعر، والسواك، والخلال، فاما التى في البدن: فحلق الشعر من البدن، والختان، وتقليم الاظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء، فهذه الحنيفية الطاهرة التى جاء بها ابراهيم (عليه السلام)، فلم تنسخ ولاتنسخ إلى يوم القيامة، وهو قوله تعالى: (واتبع ملة ابراهيم حنيفا) ذكره على بن ابراهيم بن هاشم في تفسيره (انتهى).
340 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام):
===============
(121)
ان الامامة خص الله عزوجل بها ابراهيم الخليل صلوات الله عليه وآله بعد النبوة والخلة، مرتبة ثالثة وفضيلة شرفه بها واشار بها ذكره (1) فقال عزوجل: (انى جاعلك للناس اماما) فقال الخليل (عليه السلام) سرورا بها ومن ذريتى؟ قال الله عزوجل: لاينال عهدى الظالمين فأبطلت هذه الاية امامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة.
341 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبى يحيى الواسطى عن هشام ابن سالم ودرست بن أبى منصور عنه قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): وقد كان ابراهيم (عليه السلام) نبيا وليس بامام، حتى قال الله: (انى جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتى) فقال الله: (لاينال عهدى الظالمين) من عبد صنما اووثنا لايكون اماما.
342 ـ محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله اماما، فلما جمع له الاشياء (قال انى جاعلك للناس اماما) قال: فمن عظمها في عين ابراهيم (قال ومن ذريتى قال لاينال عهدى الظالمين) قال: لايكون السفيه امام التقى.
343 ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبدالعزيز ابى السفاتج عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان الله اتخذ ابراهيم (عليه السلام) عبدا قبل أن يتخذه نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل ان يتخذه اماما، فلما جمع له هذه الاشياء وقبض يده قال له: يا ابراهيم انى جاعلك للناس اماما، فمن عظمها في عين ابراهيم قال: يارب ومن ذريتى؟ قال: لاينال عهدى الظالمين.
344 في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أميرالمؤمنين حديث طويل يقول فيه: قد خطر على من ماسه الكفر تقلد مافوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لابراهيم:
(لاينال عهدى الظالمين) اى المشركين لانه سمى الشرك ظلما بقوله (ان الشرك لظلم عظيم)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اشار بذكره: رفعه بالثناء عليه. (*)
===============
(122)
فلما علم ابراهيم ان عهدالله تبارك اسمه بالامامة لاينال عبدة الاصنام، قال: واجنبنى وبنى أن نعبد الاصنام).
345 ـ في مجمع البيان (لاينال عهدى الظالمين) قال مجاهد: العهد الامامة، وهو المروى عن الباقر وأبى عبدالله (عليهما السلام).
346 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم عن أبيه و محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (ع) قال اذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل اللهم انى اشهدك ان هذا بيتك الحرام الذى جعلته مثابة للناس وامنا مباركا وهدى للعالمين.
347 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمرو عن جابر بن يزيد الجعفى قال: قال محمد بن على الباقر (عليه السلام): يا جابر ما أعظم فرية أهل الشام على الله عزوجل؟ يزعمون ان الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عبادالله قدمه على صخرة فأمرنا الله تعالى ان نتخذه مصلى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
348 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل نسى أن يصلى الركعتين عند مقام ابراهيم (عليه السلام) في طواف الحج والعمرة، فقال: كان بالبلد صلى ركعتين عند مقام ابراهيم (عليه السلام) فان الله عزوجل يقول: واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وان كان قد ارتحل فلا امره أن يرجع.
349 ـ في مجمع البيان سئل الصادق (عليه السلام) عن الرجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ونسى أن يصلى ركعتين عند مقام ابراهيم؟ فقال: يصليها ولو بعد ايام، ان الله تعالى قال: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى).
350 ـ وروى عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: نزلت ثلثة أحجار من الجنة مقام ابراهيم وحجر بنى اسرائيل، والحجر الاسود:
351 ـ في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن محمد بن سنان عن
===============
(123)
عبدالله بن مسكان عن أبى عبدالله الابزارى قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل نسى فصلى ركعتين طواف الفريضة في الحجر، قال: يعيدها خلف المقام لان الله تعالى يقول:
(واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) يعنى بذلك ركعتى طواف الفريضة.
352 ـ موسى بن القاسم عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل نسى أن يصلى ركعتى طواف الفريضة خلف المقام وقد قال الله: (واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) حتى ارتحل؟ فقال: ان كان ارتحل فانى لااشق عليه ولاآمره أن يرجع ولكن يصلى حيث يذكر.
353 ـ موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عمن حدثه عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ليس لاحد ان يصلى ركعتى طواف الفريضة الاخلف المقام، لقول الله عزوجل:
(واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى) فان صليتهما في غيره فعليك اعادة الصلوة.
354 ـ في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن احمد وعبدالله ابنى محمد بن عيسى عن محمد بن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن عبيدالله بن على الحلبى قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) أيغتسلن النساء اذا أتين البيت؟ قال: نعم، ان الله عزوجل يقول: ان طهر ابيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود فينبغى للعبد ان لايدخل الا وهو طاهر قد غسل عنه العرق والاذى وتطهر.
355 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ان طهرابيتى للطائفين والعاكفين والركع السجود) قال الصادق (عليه السلام): يعنى نح عنه المشركين، وقال: لما بنى ابراهيم (عليه السلام) البيت وحج الناس شكت الكعبة إلى الله تبارك وتعالى ما تلقى من انفاس المشركين، فأوحى الله اليها قرى كعبتى فانى أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان الشجر ويتخللون.
356 ـ في مجمع البيان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان لله عزوجل في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة تنزل على هذا البيت، ستون منها للطائفين، وأربعون للمصلين، وعشرون للناظرين.
===============
(124)
357 ـ في كتاب علل الشرايع أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن ابراهيم بن مهزيار عن أخيه على باسناده قال: قال ابوالحسن (عليه السلام) في الطايف:
أتدرى لم سمى الطايف؟ قلت: لا، قال. ان ابراهيم (عليه السلام) دعا ربه ان يرزق اهله من كل الثمرات، فقطع له قطعة من الاردن، فأقبلت حتى طافت بالبيت سبعا، ثم اقرها الله عزوجل في موضعها، فانما سميت الطائف للطواف بالبيت.
358 ـ وباسناده إلى احمد بن محمد قال: قال الرضا (عليه السلام)، أتدرى لم سمى الطائف الطائف؟ قلت، لاقال. لان الله عزوجل لما دعاه ابراهيم (عليه السلام) أن يرزق اهله من الثمرات امر بقطعة من الاردن فصارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم امرها ان تنصرف إلى هذا الموضع الذى سمى بالطائف فلذلك سمى الطائف.
359 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن هشام عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال، ان ابراهيم (عليه السلام) كان نازلا في بادية الشام إلى ان قال، فقال ابراهيم (عليه السلام) لما فرغ من بناء البيت والحج قال رب اجعل هذا البلد آمنا و ارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال: من الثمرات القلوب اى حببهم إلى الناس لينتابوا (1) ويعودوا اليهم.
360 ـ في تفسير العياشى عن عبدالله بن غالب عن ابيه عن رجل عن على بن الحسين (عليهما السلام) في قول ابراهيم (عليه السلام)، (رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق اهله من الثمرات من آمن منهم بالله) ايانا عنى بذلك واولياؤه وشيعة وصيه، قال: ومن كفر فامتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار قال: عنى بذلك ممن جحد وصيه ولم يتبعه من امته، و كذلك والله هذه الامة.
361 ـ في مجمع البيان (آمنا) قيل معناه يأمنون فيه، كما يقال ليل نائم اى ينام فيه، قال ابن عباس: يريد حراما محرما لايصاد طيره ولايقطع شجره ولايختلى خلاه، والى هذا المعنى يؤول ماروى عن الصادق (عليه السلام) من قوله: (من دخل الحرم مستجيرا به فهو آمن من سخط الله عزوجل، ومن دخله من الوحش والطير كان آمنا من ان يهاج
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) انتهابهم: أتاهم مرة بعد أخرى. (*)
===============
(125)
او يوذى حتى يخرج من الحرم.
362 ـ وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة: ان الله حرم مكة يوم خلق السموات والارض فهى حرام إلى ان تقوم الساعة لم تحل لاحد قبلى، ولاتحل لاحد بعدى، ولم تحل لى الاساعة من النهار، فهذا الخبر وأمثاله المشهورد في روايات أصحابنا يدل على ان الحرم كان آمنا قبل دعوة ابراهيم (عليه السلام) وانما أكدت حرمته بدعائه (عليه السلام) وقيل: انما صار حرما بدعائه (عليه السلام)، وقبل ذلك كان كسائر البلاد واستدل عليه بقول النبى (صلى الله عليه وآله) ان ابراهيم حرم مكة، وانى حرمت المدينة.
قال عز من قائل: واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت (الاية)
363 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) قال ان الله عزوجل انزل الحجر الاسود لآدم من الجنة وكان البيت درة بيضاء، فرفعه الله عزوجل إلى السماء وبقى اسه فهو بحيال هذا البيت، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، لايرجعوون اليه ابدا فامرالله ابراهيم واسماعيل يبنيان البيت على القواعد.
364 ـ وباسناده إلى محمد بن اسحق عن أبى جعفر عن آبائه (عليهم السلام) ان الله عزوجل أوحى إلى جبرئيل (عليه السلام) انا الله الرحمن الرحيم، انى قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى ما شكيا فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة، فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما، فاضرب الخيمة على النزعة (1) التى بين جبال مكة قال: والنزعة مكان البيت وقواعده التى رفعتها الملئكة قبل آدم، فهبط جبرئيل على آدم (عليه السلام) بالخيمة على مقدار مكان البيت وقواعده فنصبها، قال، وانزل جبرئيل (عليه السلام) من الصفا وأنزل حوا من المروة وجمع بينهما في الخيمة إلى أن ثم قال ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى جبرئيل (عليه السلام) بعد ذلك ان أهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن مواضع قواعد بيتى وارفع قواعد بيتى لملئكتى ولخلقى من ولد آدم، فهبط جبرئيل (عليه السلام) على آدم وحوا فاخرجهما من الخيمة ونحاهما عن نزعة البيت ونحى الخيمة عن موضع النزعة، (إلى ان قال) فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا، وحجر من المروة وحجر من طور سيناء، وحجر من جبل السلم وهو ظهر الكوفة، فاوحى الله عزوجل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النزعة: الطريق في الجبل. (*)
===============
(126)
إلى جبرئيل (عليه السلام) ان ابنه وأتمه وأقتلع جبرئيل (عليه السلام) على الاحجار الاربعة بأمرالله عزوجل من موضعها بجناحه، فوضعها حيث أمرالله تعالى في أركان البيت على قواعده التى قدره الجبار جل جلاله ونصب اعلامها ثم اوحى الله عزوجل إلى جبرئيل (عليه السلام) ابنه واتمه من حجارة من ابى قبيس واجعل له بابين بابا شرقا وبابا غربا فاتمه جبرئيل فلما فرغ طافت الملئكة حوله، فلما نظر آدم وحوا إلى الملئكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا سبعة أشواط ثم خرجا يطلبان ما ياكلان.
365 ـ في تفسير العياشى عن أبى الورد قال: قلت لعلى بن ابيطالب (عليه السلام) ما اول شئ نزل من السماء؟ قال اول شئ نزل من السماء إلى الارض فهو البيت الذى بمكة، انزله الله ياقوتة حمراء ففسق قوم نوح في الارض فرفعه الله حيث يقول: (واذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت واسمعيل.
366 ـ في الكافى باسناده إلى ابى الحسن (عليه السلام) قال في حديث طويل: السكينة ريح تخرج من الجنة، لها صورة كصورة وجه الانسان، ورايحة طيبة وهى التى نزلت على ابراهيم فاقبلت تدور حول اركان البيت وهو يضع الاساطين.
367 ـ وباسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: أمر الله تعالى ابراهيم (عليه السلام) أن يحج ويحج باسمعيل معه، ويسكنه الحرم، فحجا على جمل أحمر وما معهما الاجبرئيل (عليه السلام)، (إلى قوله): فلما كان من قابل اذن الله لابراهيم (عليه السلام) في الحج وبناء الكعبة، وكانت العرب تحج اليه وانما كان ردما (1) الا أن قواعده معروفة، فلما صدر الناس جمع اسمعيل الحجارة وطرحها في جوف الكعبة، فلما اذن الله له في البناء قدم ابراهيم (عليهما السلام) فقال، يا بنى قد أمرنا الله ببناء الكعبة، وكشفا عنها، فاذا هو حجر واحد أحمر، فاوحى الله تعالى اليه، ضع بناها عليه، وانزل الله أربعة أملاك يجمعون اليه الحجارة فكان ابراهيم واسمعيل يضعان الحجارة والملئكة تناولهما حتى تمت اثنى عشر ذراعا هيئاله بابين بابا يدخل منه، وبابا يخرج منه ووضعا عليه عتبا وشرجا (2) من حديد على أبوابه والحديث طويل أخذنا منه الموضع الاهم من الحاجة خوف الاطالة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الردم: مايسقط من الجدار المنهدم.
(2) الشرج: العروة. (*)
===============
(127)
368 ـ وباسناده إلى عقبة بن بشير عن احدهما (عليهما السلام) قال ان الله تعالى امر ابراهيم ببناء الكعبة وأن يرفع قواعدها، ويرى الناس مناسكهم، فبنى ابراهيم واسمعيل البيت كل يوم ساقا حتى انتهى إلى موضع الحجر الاسود، قال أبوجعفر (عليه السلام) فنادى أبوقبيس ابراهيم (عليه السلام) ان لك عندى وديعة، فأعطاه الحجر فوضعه موضعه، ولحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
369 ـ وباسناده إلى سعيد بن جناح عن عدة من أصحابنا عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كانت الكعبة على عهد ابراهيم (عليه السلام) تسعة أذرع، وكان لها بابان، فبناها عبدالله بن الزبير فرفعها ثمانية عشر ذراعا، فهدمها الحجاج وبناها سبعة ووعشرين ذراعا.
370 ـ وروى عن ابن ابى نصر عن أبان بن عثمان عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: كان طول الكعبة يومئذ تسعة أذرع، ولم يكن لها سقف فسقفها قريش ثمانية عشر ذراعا.
371 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن سعيد بن عبدالله الاعرج عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان قريشا في الجاهلية هدموا البيت، فلما أرادوا بناءه حيل بينهم وبينه، ووالقى في روعهم الرعب حتى قال قائل منهم.
ليأتى كل رجل منكم باطيب ماله ولاتأتوا بما اكتسبتموه من قطيعة رحم او حرام ففعلوا، فخلى بينهم وبين بنائه، فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الاسود، فتشاجروا فيه ايهم يضع الحجر الاسود في موضعه، حتى كاد ان يكون بينهم شر. فحكموا اول من يدخل باب المسجد، فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما اتاهم أمر بثوب فبسط ثم وضع الحجر في وسطه، ثم أخذت القبايل بجوانب الثوب فرفعوه ثم تناوله (صلى الله عليه وآله) فوضعه في موضعه فخصه الله به.
372 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن داود بن سرحان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساهم قريشا في بناء البيت فصار لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من باب الكعبة إلى النصف، ما بين الركن اليمانى إلى الحجر الاسود.
373 ـ وفى رواية اخرى كان لبنى هاشم من الحجر الاسود إلى الركن الشامى
374 ـ وباسناده إلى ابان بن تغلب قال: لما هدم الحجاج الكعبة فرق الناس
===============
(128)
ترابها، فلما صاروا إلى بنائها فأرادوا أن يبنوها خرجت عليهم حية فمنعت الناس البناء حتى هربوا، فأتوا الحجاج فأخبروه فخاف ان يكون قد منع بناها فصعد المنبر ثم انشد الناس وقال: انشدالله عبدا عنده مما ابتلينا به علم لما اخبرنا به، قال: فقام اليه شيخ. فقال ان يكن عند أحد علم فعند رجل رايته جاء إلى الكعبة فأخذ مقدارها ثم مضى، فقال الحجاج: من هو؟ قال: على بن الحسين، فقال: معدن ذلك (فبعث إلى على بن الحسين صلوات الله عليهما فأتاه فأخبره ماكان من منع الله اياه البناء، فقال له على بن الحسين: يا حجاج عمدت إلى بناء ابراهيم واسمعيل، فالقيته في الطريق وأنهبته كانك ترى انه تراث لك، اصعد المنبر وانشد الناس ان لايبقى أحد منهم أخذ منه شيئا الارده، قال: ففعل وأنشد الناس الا لايبقى منهم أحد عنده شئ الارده قال: فردوه فلما رآى جمع التراب أتى على بن الحسين صلوات الله عليه فوضع الاساس وأمرهم ان يحفروا، قال: فتغيبت عنهم الحية وحفروا، حتى انتهوا إلى موضع القواعد قال لهم على بن الحسين (عليه السلام) تنجوا فتنحوا فدنا منها فغطاها بثوبه ثم بكى ثم غطاها بالتراب بيد نفسه، ثم دعا الفعلة فقال: ضعوا بناءكم، فوضعوا البناء فلما ارتفعت حيطانها أمر بالتراب فقلب. فألقى في جوف الكعبة. فلذلك صار البيت مرتفعا يصعد اليه بالدرج.
374 ـ وباسناده إلى ابيعبدالله (عليه السلام) قال: ان قريشا لما هدموا الكعبة وجدوا في قواعده حجرا فيه كتاب لم يحسنوا قرائته، حتى دعوا رجلا فقرأه فاذا فيه: انا الله ذوبكة، حرمتها يوم خلقت السموات والارض، ووضعتها بين هذين الجبلين، وحففتها بسبعة املاك حفا.
375 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن معاوية بن عمار قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الحجر امن البيت هو أو فيه شئ من البيت؟ فقال: لا ولا فلامة ظفر، ولكن اسمعيل دفن امه فيه، فكره ان توطى
فحجر عليه حجرا وفيه قبور انبياء.
376 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن هشام عن
===============
(129)
ابيعبدالله (عليه السلام) قال: لما بلغ اسمعيل مبلغ الرجال امرالله ابراهيم (عليه السلام) ان يبنى البيت فقال: يارب في اى بقعة؟ قال: في بقعة التى انزلت على آدم القبة، فأضاء لها الحرم فلم تزل القبة التى انزلها الله على آدم قائمة حتى كان ايام الطوفان ايام نوح (عليه السلام)، فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا الاموضع البيت، فسمى البيت العتيق، لانه اعتق من الغرق، فلما امرالله عزوجل ابراهيم ان يبنى البيت ولم يدر في اى مكان يبنه فبعث الله جبرئيل (عليه السلام)، فخط له موضع البيت، فانزل الله عليه القواعد من الجنة، وكان الحجر الذى انزله الله على آدم اشد بياضا من الثلج، فلما مسه ايدى الكفار سود، فبنى ابراهيم البيت ونقل اسمعيل الحجر من ذى طوى، فرفعه في السماء تسعة اذرع، ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه ابراهيم (عليه السلام)، ووضعه في موضعه الذى هو فيه الآن، فلما بنى جعل له بابين، بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، والباب الذى إلى المغرب يسمى المستجار، ثم القى عليه الشجر والاذخر، وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها، وكانوا يكنسون تحته والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة
377 ـ في مجمع البيان وروى عن الباقر (عليه السلام) ان اسمعيل اول من شق لساته بالعربية وكان ابوه يقول له وهما يبنيان البيت، يا اسمعيل هابى ابن اى اعطنى حجرا فيقول له اسمعيل. بالعربية يا ابة هاك حجرا، فابراهيم يبنى واسمعيل يناوله الحجارة قال عزمن قائل ومن ذريتنا امة مسلمة
378 ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق (عليه السلام) ان المراد بالامة بنو هاشم خاصة
379 ـ في تفسير العياشى عن ابى عمر والزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: قلت.
اخبرنى عن امة محمد (صلى الله عليه وآله) من هم؟ قال امة محمد بنو هاشم خاصة قلت: فما الحجة في امة محمد انهم اهلبيته الذين ذكرت دون غيرهم؟ قال قول الله: (واذ يرفع القواعد من البيت واسمعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا امة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا انك انت التواب الرحيم) فلما اجاب الله ابراهيم واسمعيل وجعل من ذريتهما امة مسلمة، وبعث فيها رسولا منها يعنى من تلك الامة يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وردف ابراهيم واسمعيل دعوته الاولى بدعوته الاخرى وسئل تطهيرا من الشرك ومن عبادة الاصنام ليصح أمره فيهم ولايتبعوا غيرهم، فقال، واجنبنى وبنى
===============
(130)
أن نعبد الاصنام رب انهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعنى فانه منى ومن عصانى فانك غفور رحيم فهذه دلالة انه لايكون الائمة والامة المسلمة التى بعث فيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الا من ذرية ابراهيم لقوله: (واجنبنى وبنى ان نعبد الاصنام).
380 ـ في الكافى باسناده إلى أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) ثم ذكر من اذن له في الدعاء اليه بعده وبعد رسوله في كتابه، فقال (ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر واولئك هم المفلحون ثم أخبر عن هذه الامة وممن هى وانها من ذرية ابراهيم وذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غيرالله قط الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم واسمعيل من اهل المسجد، الذين أخبر عنهم في كتابه انه (اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا،)
381 ـ في تفسير على بن ابراهيم واما قوله وابعث فيهم رسولا منهم (الاية) فانه يعنى ولد اسمعيل (عليه السلام) فلذلك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) انا دعوة أبى أبراهيم.
382 ـ في كتاب الخصال عن ابى امامة قال: قلت: يا رسول الله ما كان بدو أمرك؟ قال: دعوة أبى ابراهيم وبشرى عيسى ورأت امى انه خرج منها شئ أضاءت منه قصور الشام.
383 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن عبدالاعلى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان أبى استودعنى ما هناك فلما حضرته الوفاة قال لى: ادع لى شهودا، فدعوت، له اربعة من قريش فيهم نافع مولى عبدالله بن عمر ، قال: أكتب هذا ما اوصى به يعقوب بنيه، يا بنى ان الله اصطفى لكم الدين فلاتموتن الا وانتم مسلمون وأوصى محمد بن على إلى جعفر بن محمد أمره أن يكفنه في برده الذى كان يصلى فيه الجمعة (الحديث).
384 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى ـ حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) حديث طويل ذكره في باب اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) يقول فيه (عليه السلام) وقال الله عزوجل: (ووصى بها ابراهيم بنيه ويعقوب) وقوله (ووهبنا له اسحق ويعقوب كلاهدينا) لنجعلها في اهلبيته (ونوحا هدينا من قبل)
===============
(131)
لنجعلها في اهل بيته.
385 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كان يعقوب وعيص توامين فولد عيص ثم ولد يعقوب، فسمى يعقوب لانه خرج بعقب اخيه عيص والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
قال عزمن قائل واله آبائك ابراهيم واسمعيل واسحق.
386 ـ في مجمع البيان واسمعيل كان عم يعقوب وجعله أباله، لان العرب يسمى العم أبا كما تسمى الجدابا وذلك لانه يجب تعظيمها كتعظيم الاب ولهذا قال النبى (صلى الله عليه وآله) ردوا على أبى يعنى العباس.
387 ـ في تفسير العياشى عن جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) قال سألته عن تفسير هذه الاية من قول الله: (اذ قال لبنيه ماتعبدون من بعدى قالوا نعبد الهك وآله آبائك ابراهيم واسمعيل واسحق الها واحدا) قال جرت في القائم (عليه السلام).
388 ـ في كتاب الخصال فيما علم أميرالمؤمنين (عليه السلام) اصحابه اذا قرأتم: قولوا آمنا بالله فقولوا، آمنا بالله حتى تبلغوا (إلى قوله) مسلمون.
389 ـ في من لايحضره الفقيه قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: وفرض على اللسان الاقرار والتعبير عن القلب ماعقد عليه، فقال عزوجل: قولوا آمنا بالله وما انزل الينا.
390 ـ في مجمع البيان وقد روى العياشى في تفسيره عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابى جعفر (عليه السلام) قال قلت له: أكان ولد يعقوب انبياء؟ قال لاولكنهم كانوا اسباط اولاد الانبياء ولم يكونوا فارقوا الدنيا الاسعداء، تابوا وتداركوا ماصنعوا.
391 في اصول الكافى باسناده إلى سلام عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:
(آمنا بالله وما انزل الينا) قال: انما عنى بذلك عليا (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين، وجرت بعدهم في الائمة (عليهم السلام) ثم يرجع القول من الله في الناس، فقال: فان آمنوا يعنى الناس بمثل ما آمنتم به يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة (عليهم السلام) فقد اهتدوا وان قولوا فانماهم في شقاق.
===============
(132)
قال عز من قائل: فانماهم في شقاق.
392 ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق (عليه السلام) انه قال: يعنى في كفر.
393 في كتاب معانى الاخبار أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد ابن محمد عن أبيه عن فضالة عن أبان عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل:
صبغة الله ومن احسن من الله صبغة فقال: هى الاسلام.
394 ـ في اصول الكافى باسناده إلى عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (صبغة الله ومن احسن من الله صبغة) قال: صبغ المؤمنين بالولاية في الميثاق.
395 ـ وباسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) في الحسن في قول الله عزوجل: (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة) قال: الاسلام، 396 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان عن محمد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) في قول الله عزوجل: (صبغة الله ومن احسن من الله صبغة) قال: الصبغة هى الاسلام، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.
397 ـ وباسناده إلى حمران عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (صبغة الله ومن احسن من الله صبغة (قال، الصبغة هى الاسلام.
398 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى ابى الحسن موسى (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه. وان سئلت عن الشهادة فأدها، فان الله تبارك وتعالى يقول، ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات إلى اهلها) وقال عزوجل، ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده من الله.
399 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) قال ابومحمد الحسن العسكرى (عليه السلام) لما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة امره الله تعالى ان يتوجه نحو البيت المقدس في صلوته، ويجعل الكعبة بينه وبينها اذا امكن، واذا لم يتمكن استقبل البيت المقدس كيف كان، فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفعل ذلك طول مقامه بها ثلثة عشرة سنة، فلما كان
===============
(133)
بالمدينة وكان متعبدا باستقبال بيت المقدس استقبله وانحرف عن الكعبة سبعة عشر شهرا اوستة عشر شهرا، وجعل قوم من مردة اليهود يقولون، والله ماندرى محمد كيف يصلى حتى صار يتوجه إلى قبلتنا ويأخذ في صلوته بهدينا ونسكنا، واشتد ذلك على رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) لما اتصل به عنهم وكره قبلتهم، واحب الكعبة، فجاء جبرئيل (عليه السلام) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جبرئيل لوددت لوصرفنى الله عن بيت المقدس إلى الكعبة، فقد تأذيت بما يتصل بى من قبل اليهود من قبلتهم، فقال جبرئيل (عليه السلام)، فاسأل ربك أن يحولك اليها فانه لايردك عن طلبتك ولايخيبك من بغيتك، فلما استتم دعائه صعد جبرئيل ثم عاد من ساعته فقال اقرأ يا محمد قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضيها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم
شطره الايات فقال اليهود عند ذلك: ما وليهم عن قبلتهم التى كانوا عليها فأجابهم الله بأحسن جواب فقال: قل لله المشرق والمغرب وهو؟ ملكها وتكليفه التحويل من جانب إلى جانب كتحويله لكم من جانب إلى جانب آخر يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم هو مصلحتهم (1) وتؤديهم طاعتهم إلى جنات النعيم.
400 ـ وقال أبومحمد وجاء قوم من اليهود إلى رسول الله فقالوا: يا محمد هذه القبلة بيت المقدس قد صليت اليها أربع عشرة سنة، ثم تركتها الان أفحقا كان ماكنت عليه فقد تركته إلى باطل؟ فان ما يخالف الحق باطل أو باطلا كان ذلك فقد كنت عليه طول هذه المدة فما يؤمنا أن تكون الان على الباطل؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل ذلك كان حقا وهذاحق، يقول الله، (قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم) اذا عرف صلاحكم يا ايها العباد في استقبال المشرق امركم به، واذا عرف صلاحكم في استقبال المغرب أمركم به، وان عرف صلاحكم في غيرهما أمركم به، فلا تنكروا تدبير الله في عباده وقصده إلى مصالحكم.
401 ـ في بصائر الدرجات عبدالله بن محمد عن ابراهيم بن محمد الثقفى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وفى المصدر (هو أعلم بمصلحتهم). (*)
===============
(134)
قال: في كتاب بندار بن عاصم عن الحلبى عن هارون بن خارجة عن أبى بصير عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس قال: نحن الشهداء على الناس بما عندهم من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه.
402 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد بن عائذ عن عمر بن اذينة عن بريد العجلى قال: سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فقال: نحن الامة الوسطى، ونحن شهداء الله على خلقه، وحججه في أرضه.
403 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن ابن أذينة عن بريد العجلى قال قلت لابى جعفر (عليه السلام) قول الله تبارك وتعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) قال: نحن الامة الوسطى، ونحن شهداءالله تبارك وتعالى على خلقه وحججه في أرضه، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة.
404 ـ وباسناده إلى أبى جعفر الباقر (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): ولقد قضى الامر أن لايكون بين المؤمنين اختلاف، ولذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد (صلى الله عليه وآله) علينا، ولنشهد على شيعتنا وليشهد شيعتنا على الناس.
405 ـ في مجمع البيان بعد ان نقل رواية بريد بن معاوية قال وفى رواية اخرى قال: الينا يرجع الغالى، وبنا يلحق المقصر.
406 ـ وروى الحاكم ابوالقاسم الحسكانى في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل باسناده عن سليم بن قيس الهلالى عن على (عليه السلام) ان الله تعالى ايانا عنى بقوله (لتكونوا شهداء على الناس) فرسول الله (صلى الله عليه وآله) شاهد علينا، ونحن شهداءالله على خلقه، وحجته في ارضه، ونحن الذين قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم امة وسطا).
407 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: نحن نمط الحجاز، فقلت: وما نمط الحجاز؟ قال: اوسط الانماط، ان الله يقول: (وكذلك
===============
(135)
جعلناكم امة وسطا) ثم قال: الينا يرجع الغالى، وبنا يلحق المقصر.
408 ـ وقال أبوبصير عن ابى عبدالله (عليه السلام): (لتكونوا شهداء على الناس) قال بما عندنا من الحلال والحرام وبما ضيعوا منه.
409 ـ وعن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال الله. (وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) فان ظننت ان الله عنى بهذه الاية جميع أهل القبلة من الموحدين افترى ان من لاتجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة، وتقبلها منه بحضرة جميع الامم الماضية، كلا لم يعن الله مثل هذا من خلقه، يعنى الامة التى وجبت لها دعوة ابراهيم (كنتم خير امة اخرجت للناس) وهم الامة الوسطى وهم خير امة أخرجت للناس.
410 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوالورد عن ابى جعفر (عليه السلام) (لتكونوا شهداء على الناس) قال: نحن هم.
411 ـ وفى رواية حمران بن أعين عنه (عليه السلام) انما انزل الله: (وكذلك جعلناكم امة وسطا) يعنى عدولا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيدا عليكم) قال: ولا يكون شهداء على الناس الا الائمة (عليهم السلام) والرسل، فاما الامة فانه غير جايز أن يستشهدها الله، وفيهم من لاتجوز شهادته في الدنيا على حزمة بقل (1)، 412 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) متصلا بآخر الكلام السابق أعنى قوله (عليه السلام) وقصده إلى مصالحكم (2) قيل يابن رسول الله فلم أمر بالقبلة الاولى؟ فقال لما قال عزوجل وما جعلنا القبلة التى كنت عليها وهى بيت المقدس الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه الا لنعلم ذلك منه وجودا بعد ان علمناه سيوجد، وذلك ان هوى أهل مكة كان في الكعبة، فأرادالله أن يبين متبع محمد ممن خالفه باتباع القبلة التى كرهها، ومحمد يأمربها، ولما كان هوى أهل المدينة في بيت المقدس امرهم بمخالفتها، والتوجه إلى الكعبة، ليبين من يوافق محمدا فيما يكرهه فهو يصدقه ويوافقه،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الحزمة: ما حزم من الحطب وغيره.
(2) وقد مضى تحت رقم 400. (*)
===============
(136)
ثم قال وان كانت لكبيرة الاعلى الذين هدى الله انما كان التوجه إلى بيت المقدس في ذلك الوقت كبيرة الاعلى من يهدى الله. فعرف ان الله يتعبد بخلاف ما يريده المرء، ليبتلى طاعته في مخالفة هواه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
413 ـ في تهذيب الاحكام الطاطرى عن محمد بن أبى حمزة عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابيعبدالله (ع) قال سألته عن قوله عزوجل (وما جعلنا القبلة التى كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه) أمره به؟ قال نعم، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقلب وجهه في السماء، فعلم الله عزوجل ما في نفسه، فقال (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها).
414 ـ وعنه عن وهيب عن ابى بصير عن احدهما (عليهما السلام) في قوله (سيقول السفهاء من الناس ماوليهم عن قبلتهم التى كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم) فقلت له الله أمره أن يصلى إلى بيت المقدس؟ قال نعم، الا ترى ان الله تعالى يقول (وما جعلنا القبلة التى كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وان كانت لكبيرة الاعلى الذين هدى الله وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم) قال ان بنى عبدالاشهل أتوهم وهم في الصلوة وقد صلوا ركعتين إلى بيت المقدس، فقيل لهم ان نبيكم قد صرف إلى الكعبة، فتحول النساء مكان الرجال، والرجال مكان النساء، وصلوا الركعتين الباقيتين إلى الكعبة، فصلوا صلوة واحدة إلى قبلتين، فلذلك سمى مسجدهم مسجد القبلتين.
415 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا ابوعمر والزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام) بعد ان قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وقال: فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلوة بها، وذلك ان الله عزوجل لما صرف نبيه (صلى الله عليه وآله) إلى الكعبة عن البيت المقدس فأنزل الله عزوجل: (وما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤف رحيم) فسمى الصلوة ايمانا.
===============
(137)
416 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: اذا استقبلت القبلة بوجهك فلا تقلب وجهك عن القبلة، فتفسد صلوتك، فان الله عزوجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله) في الفريضة: (فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره).
417 ـ في من لايحضره الفقيه وصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى البيت المقدس بعد النبوة ثلث عشر سنة بمكة، وتسعة عشر شهرا بالمدينة، ثم عيرته اليهود فقالوا له:
انك تابع لقبلتنا، فاغتم لذلك غما شديدا، فلما كان في بعض الليل خرج (عليه السلام) يقلب وجهه في آفاق السماء، فلما أصبح صلى الغداة فلما صلى من الظهر ركعتين جاءه جبرئيل فقال له: (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام) الاية ثم أخذ بيد النبى (صلى الله عليه وآله) فحول وجهه إلى الكعبة، وحول من خلفه وجوههم حتى قام الرجال مقام النساء والنساء مقام الرجال فكان أول صلوته إلى البيت المقدس وآخرها إلى الكعبة، وبلغ الخبر مسجدا بالمدينة وقد صلى أهله من العصر ركعتين، فحولوا نحو القبلة، فكانت اول صلوتهم إلى البيت المقدس، وآخرها إلى الكعبة، فسمى ذلك المسجد مسجد القبلتين، فقال المسلمون: صلوتنا إلى بيت المقدس تضيع يا رسول الله؟ فانزل الله عزوجل: (وما كان الله ليضيع ايمانكم) يعنى صلوتكم إلى بيت المقدس وقد اخرجت الخبر في ذالك على وجهه في كتاب النبوة.
418 ـ وروى زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال: لاصلوة الا إلى القبلة، قال: قلت وأين حد القبلة؟ قال: مابين والمشرق والمغرب قبلة كله، قال: قلت: فمن صلى لغير القبلة أوفى يوم غيم في غير الوقت؟ قال: يعيد.
419 ـ وقال في حديث آخر ذكره له ثم استقبل القبلة بوجهك، ولاتقلب بوجهك عن القبلة وذكر كما نقلنا عن الكافى، وانما، نقلناه لصحة سنده.
قال عز من قائل وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمون انه الحق من ربهم الآية.
420 ـ في مجمع البيان روى انهم قالوا عند التحويل ما امرت بهذا يا محمد وانما هو شئ تبتدعه من تلقاء نفسك مرة إلى هنا ومرة إلى هنا، فانزل الله هذه الآية
===============
(138)
وبين انهم يعلمون خلاف مايقولون.
421 ـ في اصول الكافى عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه عن محمد ابن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل ذكرته بتمامه في الواقعة، وفيه يقول (ع): فاما اصحاب المشئمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عزوجل (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنائهم) يعرفون محمدا والولاية في التوراة والانجيل، كما يعرفون ابنائهم في منازلهم، (وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون، الحق من ربك) انك الرسول اليهم (فلاتكونن من الممترين).
422 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابى عمير عن حماد عن حريز عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه) يعنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (كما يعرفون أبنائهم) لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجرته، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل) فهذه صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة والانجيل وصفة اصحابه، فلما بعثه الله عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله: (فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به).
423 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سهل بن زياد عن عبدالعظيم بن عبدالحسنى قال: قلت لمحمد بن على بن موسى (عليهما السلام): انى لارجوان تكون القائم من اهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله) الذى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فقال (عليه السلام): يا أبا القاسم مامنا الا وهو قائم بأمرالله عزوجل وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذى يطهرالله عزوجل به الارض من اهل الكفر والجحود، و يملاءها عدلا وقسطا هو الذى تخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمى رسول الله وكنيه (صلى الله عليه وآله) وهو الذى تطوى له الارض، ويذل له كل صعب يجتمع اليه اصحابه عدة أهل بدر ثلثماة وثلثة
===============
(139)
عشر رجلا من أقاصى الارض، وذلك قول الله عزوجل اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله على كلشئ قدير فاذا اجتمعت له هذه العدة من اهل الاخلاص أظهرالله أمره فاذا أكمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج باذن الله عزوجل فلا يزال يقتل أعداءالله حتى يرضى الله تعالى، قال عبدالعظيم، فقلت له: ياسيدى كيف يعلم ان الله عزوجل قد رضى؟ قال: يلقى في قلبه الرحمة، فاذا دخل المدينة اخرج اللات والعزى فأحرقهما
424 ـ وباسناده إلى أبى خالد الكابلى عن سيد العابدين على بن الحسين (عليهما السلام) قال: المفقودون عن فرشهم ثلثمائة وثلاثة عشر رجلا، عدة أهل بدر فيصبحون بمكة، وهو قول الله عزوجل: (اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) وهم اصحاب القائم (ع)
425 ـ وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام)، لقد نزلت هذه الاية في المفتقدين من اصحاب القائم (عليه السلام) قوله عزوجل. (اينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) انهم ليفتقدون عن فرشهم ليلا، فيصبحون بمكة، وبعضهم يسير في السحاب، يعرف اسمه واسم أبيه وحليته ونسبه، قال فقلت: جعلت فداك ايهم اعظم ايمانا؟ قال: الذى يسير في السحاب نهارا.
426 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس عن ابى خالد الكابلى قال: قال ابوجعفر (عليه السلام). والله لكأنى انظر إلى القائم وقد استند ظهره إلى الحجر ثم ينشد حقه إلى أن قال: هو والله المضطر في كتاب الله في قوله (امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) فيكون اول من يبايعه جبرئيل ثم الثلثمأة والثلثة عشر رجلا، فمن كان بالمسيروا في، ومن لم يبتل بالمسير فقد عن فراشه، وهو قول اميرالمؤمنين (عليه السلام). هم المفقودون عن فرشهم وذلك قول الله: (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يأت بكم الله قال: الخيرات الولاية.
427 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن منصور بن يونس عن اسمعيل بن جابر عن ابى خالد عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل (فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يات بكم الله قال: الخيرات الولاية، وقوله تبارك وتعالى: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا) يعنى اصحاب القائم الثلثمائة
===============
(140)
والبضعة عشر رجلا قال: وهم والله الامة المعدودة قال. يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف (1).
428 ـ في مجمع البيان قال الرضا (عليه السلام)، وذلك والله ان لو قام قائمنا يجمع الله اليه جميع شيعتنا من جميع البلدان.
429 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى أبى الصباح بن نعيم العائذى عن محمد بن مسلم قال في حديث طويل يقول في آخره. تسبيح فاطمة عليها السلام من ذكر الله الكثير الذى قال الله عزوجل: اذكرونى اذكركم.
430 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال في حديث طويل، الوجه الثالث من الكفر كفر النعم، قال: فاذكرونى اذكركم واشكر والى ولاتكفرون.
431 ـ في تفسير على بن ابراهيم في رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: (ولذكرالله اكبر) يقول. ذكروالله لاهل الصلوة اكبر من ذكرهم اياه، الاترى انه يقول. (اذكرونى اذكركم)
432 ـ في روضة الكافى باسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين واعلموا ان الله لم يذكره احد من عباده المؤمنين الاذكره بخير فاعطوا الله من انفسكم الاجتهاد في طاعته، 433 ـ في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر الباقر قال قال، النبى (صلى الله عليه وآله)، ان الملك ينزل الصحيفة من أول النهار واول الليل. يكتب فيها عمل ابن آدم. فاملوا في اولها خيرا وفى آخرها فان الله يغفر لكم ما بين ذلك انشاءالله، فانه يقول: (اذكرونى أذكركم)
434 ـ في كتاب الخصال فيما أوصى به النبى عليا (عليه السلام) ثلث لاتطيقها هذه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القزع ـ محركة ـ قطع من السحاب متفرقة صغار. والخريف: فصل بين الصيف والشتاء. اى يجتمعون اليه كما يجتمع السحاب المتفرقة. قيل وانما خص الخريف لانه اول الشتاء والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولامطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض بعد ذلك. (*)
===============
(141)
الامة، المواساة للاخ في ماله، وانصاف الناس من نفسه وذكرالله على كل حال، وليس هو سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر، ولكن اذا ورد على ما يحرم الله عليه خاف الله تعالى عنده وتركه.
435 ـ عن زيد بن المنذر عن ابى عبدالله (عليه السلام) شبهه بزيادة، واذا ورد عليك شئ من أمرالله أخذت به.
436 ـ عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: بلاء وقضاء ونعمة، فعليه في البلاء من الله الصبر فريضة، وعليه في القضاء من الله التسليم فريضة، وعليه في النعمة من الله الشكر فريضة.
437 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن على بن الحسين (عليهما السلام) ومن قال: الحمدلله فقد أدى شكر كل نعم الله تعالى.
438 ـ وفيما علم أميرالمؤمنين (عليه السلام) أصحابه، اذكروالله في مكان وانه معكم
439 ـ عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) في حديث له: وشكر كل نعمة الورع عما حرم الله تعالى.
440 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) في كلام طويل: ومن استقبل البلايا بالرحب (1) وصبر على سكينة ووقار فهو من الخاص، ونصيبه ما قال الله عزوجل ان الله مع الصابرين
441 ـ في تفسير العياشى عن الفضيل عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال. يا فضيل بلغ من لقيب من موالينا عنا السلام، وقل لهم انى اقول: انى لا أغنى عنكم من الله شيئا الابورع فاحفظوا السنتكم وكفوا ايديكم، عليكم بالصبر والصلوة ان الله مع الصابرين
442 ـ في مجمع البيان: بل احياء قيل فيه أقوال (إلى قوله) الرابع: ان المراد انهم أحياء لما نالوا من جميل الذكر والثناء، كما روى عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) من قوله: هلك خزان الاموال والعلماء باقون مابقى الدهر، أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الرحب: السعة. (*)
===============
(142)
443 ـ وفيه روى الشيخ ابوجعفر في كتاب تهذيب الاحكام مسندا إلى على بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن حسين بن احمد عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) جالسا فقال: مايقول الناس في أرواح المؤمنين؟ قلت. يقولون، في حواصل طير خضر (1) في قناديل تحت العرش، فقال ابوعبدالله (عليه السلام)، سبحان الله المؤمن اكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طائر اخضر، يا يونس المؤمن اذا قبضه الله تعالى صير روحه في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون فاذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التى كانت في الدنيا.
444 ـ وعنه عن ابن ابى عمير عن حماد عن ابى بصير قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن ارواح المؤمنين؟ فقال: في الجنة على صور ابدانهم لورايته لقلت فلان، وفى الحديث انه يفسح له مد بصره ويقال له، نم نومة العروس.
445 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال:
سمعت ابا عبدالله (ع) يقول، ان لقيام القائم (ع) علامات يكون من الله عزوجل المؤمنين قلت: وما هى جعلنى الله فداك؟ قال: ذلك قول الله عزوجل ولنبلونكم يعنى المؤمنين قبل خروج القائم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين قال نبلونكم بشئ من الخوف من ملوك بنى فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء اسعارهم، (ونقص من الاموال) قال: كساد التجارات وقلة الفضل (ونقص من الانفس) قال: موت ذريع (2) (ونقص من الثمرات) لقلة ريع (2) مايزرع (وبشر الصابرين) عند ذلك بتعجيل الفرج، ثم قال لى، يا محمد هذا تاويله، ان الله عزوجل يقول، (وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم).
446 ـ في تفسير العياشى عن الثمالى قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله، (لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع) قال، ذلك جوع خاص وجوع عام، فاما بالشام
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الحوصلة من الطائر بمنزلة المعدة من الانسان.
(2) موت ذريع اى فظيع.
(2) الريع: فضل كل شئ. (*)
===============
(143)
فانه عام، واما الخاص بالكوفة يخص ولايعم، ولكنه يخص بالكوفة اعداء آل محمد (عليهم السلام) فيهلكهم الله بالجوع، واما الخوف فانه عام بالشام، وذاك الخوف اذا قام القائم (ع) واما الجوع فقبل قيام القائم (ع) وذلك قوله، (لنبلونكم بشئ من الخوف والجوع)
447 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سماعة بن مهران عن ابى عبدالله (ع) قال، ان في كتاب على (ع) ان اشد الناس بلاءا النبيون ثم الوصيون ثم الامثل فالامثل، وانما يبتلى المؤمن على قدر اعماله الحسنة فمن صح دينه وصح عمله اشتد بلاؤه، وذلك ان الله عزوجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولاعقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله فقد قل بلاؤه، والبلاء أسرع إلى المؤمن المتقى من المطر إلى قرار الارض.
448 ـ في نهج البلاغة ان الله يبتلى عبادة عند الاعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات واغلاق خزائن الخيرات، ليتوب تائب ويقلع مقلع، ويتذكر متذكر، ويزد جرمزدجر.
449 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) في كلام طويل: فمن سترها ولم يشك إلى الخلق، ولم يجزع بهتك ستره، فهو من العام، ونصيبه مما قال الله: (وبشر الصابرين) اى بالجنة.
450 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى انى اعطيت الدنيا بين عبادى فيضا فمن أقرضنى منها قرضا أعطيته بكل واحدة منها عشرا إلى سبعمائة ضعف، وماشئت من ذلك ومن لم يقترضنى منها قرضا فأخذت ممنه قسرا أعطيته ثلث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملئكتى لرضوا: الصلوة والهداية والرحمة، ان الله يقول: الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم واحدة من الثلث:
ورحمة اثنتين واولئك هم المهتدون ثلاث ثم قال أبوعبدالله (ع): هذا لمن أخذالله منه شيئا فصبر.
451 ـ عن أبى عبدالله عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أربع خصال من كن فيه كان في نورالله الاعظم، من كانت عصمة أمره شهادة أن لا اله الا الله وانى رسول الله
===============
(144)
، ومن اذا اصابته مصيبة قالوا: انا لله وانا اليه راجعون (الحديث).
452 ـ في اصول الكافى على ابن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن أبى الفضل الميشائى (1) عن هارون بن الفضل قال: رأيت أبا الحسن على بن محمد (عليهما السلام) في اليوم الذى توفى فيه أبوجعفر فقال: انا لله وانا اليه راجعون مضى أبوجعفر (عليه السلام)، فقيل له، وكيف عرفت؟ قال: لانه تداخلنى ذلة لم أكن أعرفها.
453 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابيعمير عن عبدالله بن سنان عن معروف بن خربوذ عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يصاب بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجاه الاغفر الله له ما تقدم من ذنبه، وكلما ذكر مصيبة فاسترجع عند ذكره المصيبة، غفر الله له كل ذنب فيما بينهما.
454 ـ على عن ابيه عن ابن أبيعمير عن داود بن رزين عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: من ذكر مصيبة ولو بعد حين فقال، انا لله وانا اليه راجعون، والحمدلله رب العالمين، اللهم اجرنى على مصيبتى، واخلف على افضل منها كان له من الاجر مثل ما كان عند اول صدمة.
455 ـ على بن محمد عن صالح بن ابى حماد رفعه قال: جاء اميرالمؤمنين (عليه السلام) إلى الاشعث بن قيس يعزيه باخ له فقال له اميرالمؤمنين، ان جزعت فحق الرحم اتيت، وان صبرت فحق الله اديت على انك ان صبرت جرى عليك القضاء وانت محمود، وان جزعت جرى عليك القضاء وانت مذموم فقال له الاشعث، انا لله وانا اليه راجعون، فقال اميرالمؤمنين (عليه السلام)، اتدرى ما تأويلها ! فقال الا شعث لا أنت غاية العلم ومنتهاه، فقال له، اما قولك (انا لله) فاقرار منك بالملك، واما قولك (وانا اليه راجعون) فاقرار منك بالهلك.
456 ـ في تفسير على بن ابراهيم وسئل ابوعبدالله (عليه السلام) ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف؟ قال: حزن سبعين ثكلى بأولادها، وقال: ان يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال. واأسفا على يوسف.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (الشهبانى). (*)
===============
(145)
457 ـ في نهج البلاغة وقال (عليه السلام) وقد سمع رجلا يقول. انا لله وانا اليه راجعون، فقال ان قولنا انا لله اقرار على أنفسنا بالملك، وقولنا. وانا اليه راجعون اقرار على انفسنا بالهلك.
458 ـ في مجمع البيان وفى الحديث من استرجع عند المصيبة جبرالله مصيبته واحسن عقباه وجعل له خلفا صالحا يرضاه.
459 ـ وقال (عليه السلام): ممن أصيب بمصيبة فأحدث استرجاعا وان تقادم عهدها كتب الله من الاجر مثل يوم أصيب، وروى في الشواذ عن على (عليه السلام) الا يطوف بهما.
460 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمى الصفا صفا لان المصطفى آدم هبط عليه، فقطع الجبل اسم من اسم آدم (عليه السلام) يقول الله عزوجل: ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين) وقد هبطت حوا على المروة، وانما سميت المروة مروة لان المرأة هبطت عليها، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة.
461 ـ وباسناده إلى معاوية بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، ان ابراهيم (عليه السلام) قال لما خلف اسمعيل بمكة عطش الصبى، وكان فيما بين الصفا والمروة شجر، فخرجت امه حتى قامت على الصفا فقالت: هل بالوادى من انيس؟ فلم يجبها احد، فمضت حتى انتهت إلى المروة فقالت هل بالوادى من أنيس؟ فلم تجب، ثم رجعت إلى الصفا فقالت كذلك، حتى صنعت ذلك سبعا فأجرى الله ذلك سنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
462 ـ وباسناده إلى معاوية بن عمار عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: صار السعى بين الصفا والمروة، لان ابراهيم (عليه السلام) عرض له ابليس فأمره جبرئيل (عليه السلام) فشد عليه (1) فهرب منه، فجرت به السنة يعنى بالهرولة.
463 ـ وباسناده إلى حماد عن الحلبى قال. سألت أبا عبدالله (عليه السلام) لم جعل السعى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) شد على العدو: حمل عليه. (*)
===============
(146)
بين الصفا والمروة؟ قال. لان الشيطان ترايا لابراهيم (عليه السلام) في الوادى فسعى وهو منازل الشيطان.
464 ـ في الكافى على بن ابراهيم (عليه السلام) عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقام بالمدينة عشر سنين لم يحج، ثم أنزل الله تعالى عليه. (واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق) فأمر المؤذنين ان يأذنوا بأعلى صوتهم بان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحج في عامه هذا، فعلم به من حضر في المدينة وأهل العوالى (1) والاعراب، واجتمعوا لحج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وانما كانوا تابعين ينظرون مايؤمرون ويتبعونه أو يصنع شيئا فيصنعونه فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أربع بقين من ذى القعدة، فلما انتهى إلى ذى الحليفة (2) زالت الشمس فاغتسل، ثم خرج حتى أتى المسجد الذى عند الشجرة فصلى فيه الظهر وعزم بالحج مفردا، وخرج حتى انتهى إلى البيداء (3) عند الميل الاول، فصف له سماطان (4) فلبى بالحج مفردا وساق الهدى ستا وستين أو أربعا وستين، حتى انتهى إلى مكة في سلخ أربع من ذى الحجة، فطاف بالبيت سبعة أشواط، ثم صلى ركعتين خلف مقام ابراهيم (ع)، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه وقد كان استلمه في أول طوافه، ثم قال: ان الصفا والمروة من شعائر الله فأبدأ بما بدأالله تعالى، وان المسلمين كانوا يظنون ان السعى بين الصفا والمروة شئ صنعه المشركون فانزل الله تعالى: ان الصفا والمروة من شعائرالله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
465 ـ على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العوالى: قرى بظاهر المدينة.
(2) ذو الحليفة: موضع على ستة اميال من المدينة.
(3) البيداء: أرض ملساء بين الحرمين.
(4) سماط القوم: صفهم. (*)
===============
(147)
عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: في حديث طويل ان رسول الله قال: ابدء بما بدأ الله تعالى به، فأتى الصفا فبدأ بها.
466 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أبدء بما بدء الله، ثم صعد على الصفا فقام عليه مقدار مايقرء الانسان سورة البقرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
467 ـ ابن محبوب عن عبدالعزيز عن عبيد بن زرارة: قال سالت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل طاف بالبيت اسبوعا طواف الفريضة، ثم سعى بين الصفا والمروة أربعة اشواط، ثم غمزه بطنه فخرج وقضى حاجته، ثم غشى أهله قال: يغتسل ثم يعود فيطوف ثلثة أشواط ويستغفر ربه ولا شئ عليه، قلت: فان كان طاف بالبيت طواف الفريضة فطاف أربعة أشواط، ثم غمزه بطنه فخرج فقضى حاجته فغشى أهله؟ فقال: افسد حجه وعليه بدنة ويغتسل ثم يرجع فيطوف اسبوعا ثم يسعى ويستغفر ربه، قلت: كيف لم يجعل عليه حين غشى اهله قبل أن يفرغ من سعيه كما جعلت عليه هديا حين غشى أهله قبل أن يفرغ من طوافه؟ قال: ان الطواف فريضة وفيه صلوة، والسعى سنة من رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلت. أليس الله يقول (ان الصفا والمروة من شعائر الله)؟ قال: بلى ولكن قد قال فيهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم فلو كان السعى فريضة لم يقل (ومن تطوع خيرا).
468 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن ابى عمير عن معاوية بن عامر عن ابيعبدالله (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين فرغ من طوافه وركعتيه قال: ابدء بما بدء الله عزوجل به من اتيان الصفا، ان الله عزوجل يقول: (ان الصفا والمروة من شعائر الله) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
469 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد رفعه قال، ليس لله منسك أحب اليه من السعى، وذلك انه يذل فيه الجبارين.
===============
(148)
470 ـ أحمد بن محمد عن التيملى عن الحسين بن احمد الحلبى عن ابيه عن رجل عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال قال: جعل السعى بين الصفا والمروة مذلة للجبارين.
471 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن معاوية بن حكيم عن محمد ابن أبى عمير عن الحسن بن على الصيرفى عن بعض أصحابنا قال: سئل أبوعبدالله (عليه السلام) عن السعى بين الصفا والمروة فريضة أم سنة؟ فقال: فريضة، قلت: أو ليس قال الله عزوجل (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) قال: كان ذلك في عمرة القضاء. ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) شرط عليهم أن يرفعوا الاصنام من الصفا والمروة، فسئل عن رجل ترك السعى حتى انقضت الايام واعيدت الاصنام، فجاؤا اليه فقالوا يا رسول الله ان فلانا لم يسع بين الصفا والمروة، وقد اعيدت الاصنام، فأنزل الله عزوجل: (فلا جناح عليه ان يطوف بهما) اى وعليهما الاصنام.
472 ـ في من لايحضره الفقيه روى عن زرارة ومحمد بن مسلم أنهما قالا:
قلنا لابى جعفر (عليه السلام) ماتقول في الصلوة في السفر كيف هى وكم هى؟ فقال: ان الله عزوجل يقول: (واذا ضربتم في الارض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلوة) فصار التقصير في السفر واجبا كوجوب التمام في الحضر، قالا: قلنا: انما قال الله عزوجل: (فليس عليكم جناح) ولم يقل افعلوا فكيف وجب ذلك كما أوجب التمام في الحضر؟ فقال (عليه السلام)، أو ليس قد قال الله عزوجل في الصفا والمروة (فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليه عليه ان يطوف بهما) الا ترون ان الطواف بهما واجب مفروض، لان الله عزوجل ذكره في كتابه وصنعه نبيه (صلى الله عليه وآله) فكذلك التقصير في السفر صنعه النبى (صلى الله عليه وآله) وذكره الله تعالى ذكره في كتابه
473 ـ في تفسير العياشى عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام): (ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى في على (عليه السلام).
474 ـ عن حمران عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله: ان الذين يكتمون ما
===============
(149)
انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب يعنى بذلك نحن والله المستعان.
475 ـ عن بعض اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: اخبرنى عن قوله:
(ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) قال:
نحن يعنى بهما والله المستعان ان الرجل منا اذا صارت اليه لم يكن له أولم يسعه الا ان يبين للناس من يكون بعده.
476 ـ ورواه محمد بن مسلم قال هم أهل الكتاب.
477 ـ عن عبدالله بن بكير عمن حدثه عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون قال نحن هم، وقد قالوا هو ام الارض.
478 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله، (اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) قال: كل من لعنه الله من الجن والانس يلعنهم.
479 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أبى محمد العسكرى (عليه السلام) حديث طويل وفيه قيل لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، من خير خلق الله بعد ائمة الهدى ومصابيح الدجى؟ قال: العلماء اذا صلحوا، قيل، فمن شر خلق الله بعد ابليس وفرعون وثمود و بعد المسمين بأسمائكم وبعد المتلقبين بألقابكم والاخذين لامكنتكم والمتأمرين في ممالككم؟ قال: العلماء اذا فسدوا، هم المظهرون للاباطيل، الكاتمون للحقائق، وفيهم قال الله عزوجل: (اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون الا الذين تابوا) الاية.
480 ـ في مجمع البيان وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال من سئل عن علم يعلمه فكتمه لجم يوم القيامة بلجام من نار.
481 ـ في اصول الكافى بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى ابوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يا هشام ان الله تبارك وتعالى اكمل للناس الحجج بالعقول ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالادلة، فقال والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمن الرحيم ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار و الفلك التى تجرى في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا
===============
(150)
به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لآيات لقوم يعقلون.
482 ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق (عليه السلام) في كلام طويل ثم نظرت العين إلى العظيم من الايات مثل السحاب المسخر بين السماء والارض، والجبال يتخلل الشجر فلا يحرك منها شيئا، ولايقصر منها غصنا ولايتعلق منها شئ يتعرض الركبان، فيحول بين بعضهم وبين بعض من ظلمته وكثافته، ويحمل من ثقل الماء وكثرته مالايقدر على صفته، مع مافيه من الصواعق الصادمة والبروق اللامعة، والرعد والثلج والبرد مالايبلغ الاوهام نعته، ولاتهتدى القلوب اليه، فخرج مستقلا في الهواء يجتمع بعد تفرقه، وينفجر بعد تمسكه إلى أن قال (عليه السلام) ولوان ذلك السحاب والثقل من الماء هو الذى يرسل نفسه بعد احتماله لما مضى به ألف فرسخ، وأكثر وأقرب من ذلك وأبعد ليرسله قطرة بعد قطرة، بلاهدة ولافساد، ولاصاربه إلى بلدة وترك الاخرى.
483 ـ في عيون الاخبار عن الرضا (ع) حديث طويل يقول فيه انى لما نظرت إلى جسدى فلم يمكننى فيه زيادة ولانقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه، وجر المنفعة اليه، علمت ان لهذا البنيان بانيا فأقررت به، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته، وانشاء السحاب وتصريف الرياح، ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الايات العجيبات المتقنات، علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا.
484 ـ في كتاب التوحيد قال هشام فكان من سؤال الزنديق ان قال فما الدليل عليه؟ قال أبوعبدالله (عليه السلام): وجود الافاعيل دلت على أن صانعا صنعها، الاترى انك اذا نظرت إلى بناء مشيد مبنى علمت ان له بانيا وان كنت لم ترالبانى ولم تشاهده. وفى اصول الكافى مثله سواء.
485 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى أبى عبدالله (ع) قال اذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه؟ فيقوم داود (ع) فيأتى النداء من عندالله عزوجل لسنا اياك أردنا وان كنت لله تعالى خليفة، ثم ينادى ثانية اين خليفة الله في ارضه فيقوم اميرالمؤمنين على بن أبى طالب (ع) فيأتى النداء من قبل الله
===============
(151)
عزوجل يا معشر الخلائق هذا على بن أبى طالب خليفة الله في أرضه، وحجته على عباده، فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم، يستضئ بنوره، ويتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان، قال فيقوم الناس الذين قد تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه إلى الجنة، ثم يأتى النداء من عندالله جل جلاله الامن ائتم بامام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به، فحينئذ (يتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لو ان لناكرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار).
486 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن جابر قال: سالت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله قال: هم والله اولياء فلان وفلان اتخذوهم أئمة من دون الامام الذى جعله الله للناس اماما وكذلك قال: ولويرى الذين ظلموا اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب اذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب وقال الذين اتبعوا لوان لناكرة فنتبرأ منهم كما تبرأ وامنا كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وماهم بخارجين من النار ثم قال ابوجعفر (عليه السلام) هم والله يا جابر أئمة الظلمة واشياعهم.
487 ـ في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام) في قوله: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبالله قال: هم آل محمد (صلى الله عليه وآله).
488 ـ عن منصور بن حازم قال: قلت لابى عبدالله: (وماهم بخارجين من النار) قال:
أعداء على هم مخلدون في النار أبد الابدين ودهر الداهرين.
489 ـ في الكافى أحمد بن أبى عبدالله عن عثمان بن عيسى عمن حدثه عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزووجل: كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) قال هو الرجل يدع ماله لاينفقه في طاعة الله بخلا، ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو
===============
(152)
معصية الله فان عمل به في طاعة الله رآه في ميزاننن غيره فرآه حسرة وقد كان المال له وان كان عمل به في معصية الله قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله.
490 ـ في نهج البلاغة وقال (عليه السلام): ان اعظم الحسرات يوم القيامة حسرة رجل كسب مالا في غير طاعة الله، فورثه رجلا فأنفقه في طاعة الله سبحانه فدخل به الجنة ودخل الاول به النار.
491 ـ في مجمع البيان (اعمالهم حسرات عليهم) فيه اقوال: إلى قوله:
والثالث ما رواه اصحابنا عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال: هو الرجل يكسب المال ولا يعمل فيه خيرا فيرثه من يعمل فيه عملا صالحا فيرى الاول ماكسبه حسرة في ميزان غيره
492 ـ في مجمع البيان روى في الشواذ عن على (عليه السلام) خطؤات بضمتين وهمر.
493 ـ وروى عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) ان من خطوات الشيطان الحلف بالطلاق والنذور في المعاصى، وكل يمين بغيرالله.
494 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول لاتتبعوا خطوات الشياطين قال كل يمين بغير الله تعالى فهى من خطوات الشيطان قال عزمن قائل ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لايسمع الايه
495 ـ في مجمع البيان وقد اختلف في تقدير الكلام وتأويله على وجوه أولها ان المعنى مثل الذين كفروا في دعائك اياهم، اى مثل الداعى لهم إلى الايمان كمثل الناعق في دعائه المنعوق به من البهائم التى لاتفهم وانما تسمع الصوت، فكما ان الانعام لايحصل لهم من دعاء الداعى الا السماع دون تفهم المعنى فكذلك الكفار لايحصل لهم من دعائك اياهم إلى الايمان الا السماع دون تفهم المعنى، لانهم يعرضون عن قبول قولك وينصرفون عن تامله، فيكونون بمنزلة من لم يعقله ولم يفهمه، وهذا كما تقول العرب فلان يخافك كخوف الاسد والمعنى كخوفه من الاسد فاضاف الخوف إلى الاسد وهو في المعنى مضاف إلى الرجل قال الشاعر:
فلست مسلما مادمت حيا * على زيد بتسليم الامير أراد بتسليمى على الامير وهذا معنى قول ابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة
===============
(153)
وهو المروى عن ابى جعفر (عليه السلام).
قال عز من قائل انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغيرالله.
496 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر ماكتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل وحرمت الميتة لما فيها من فساد الابدان والافة ولما أراد الله عزوجل أن يجعل التسمية سببا للتحليل، وفرقا بين الحلال والحرام وحرم الله تعالى الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الابدان، ولانه يورث الماء الاصفر، ويبخر الفم وينتن الريح، ويسئ الخلق ويورث القسوة للقلب، وقلة الرأفة والرحمة، حتى لايؤمن ان يقتل ولده ووالده وصاحبه وحرم الخنزير لانه مشوه جعله الله تعالى عظة للخلق وعبرة وتخويفا ودليلا على ما مسخ على خلقته وصورته وجعل فيه شبها من الانسان ليدل على انه من الخلق المغضوب عليه وحرم ما اهل به لغيرالله للذى أوجب الله عزوجل على خلقه من الاقرار به، وذكر اسمه على الذبائح المحللة ولئلا يسوى بين ما تقرب به وبين ما جعل عبادة للشياطين والاوثان لان في تسمية الله عزوجل الاقرار بربوبوبيته وتوحيده، وما في الاهلال لغيرالله من الشرك والتقرب إلى غيره ليكون ذكرالله تعالى وتسميته على الذبيحة فرقا بين ما احل الله وبين ما حرم الله.
497 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن عذافر عن بعض رجاله عن ابى جعفر (ع) قال: قلت له: لم حرم الله عزوجل الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يحرم ذلك على عباده واحل لهم ما سوى ذلك من رغبة فيما أحل لهم، ولازهد فيما حرم عليهم، ولكنه عزوجل خلق الخلق فعلم مايقوم به ابدانهم وما يصلحهم فأحل لهم واباحه وعلم مايضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم، ثم احل للمضطر في الوقت الذى لايقوم بدنه الابه. فأمره ان ينال منه بقدر البلغة لاغير ذلك، ثم قال:
اما الميتة فانه لم ينل احد منها الاضعف بدنه، واوهنت قوته، وانقطع نسله، ولايموت آكل الميتة الافجأة، واما الدم فانه يورث اكله الماء الاصفر ويورث الكلب (1) و
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الكلب: داء يعرض للانسان من عض الكلب الذى يأخذه شبه جنون فيكلب بلحوم (*)
===============
(154)
قساوة القلب وقلة الرأفة والرحمة، حتى لايؤمن على حميمه (1) ولايؤمن على من صحبه: واما الخنزير فان الله عزوجل مسخ قوما في صورشتى مثل الخنزير والقرد والدب، ثم نهى عن اكل الميتة لكيما ينتفع بها ولايستخف بعقوبته، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة، 498 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (ع) قال: عشرة اشياء من الميتة ذكية العظم والشعر، والصوف، والريش، والقرن، والحافر، والبيض، والانفحة، واللبن، والسن.
499 في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن عاصم ابن حميد عن على بن ابى المغيرة قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام)، جعلت فداك الميتة ينتفع بشئ منها؟ قال: لا، قلت: بلغنا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مربشاة ميتة فقال: ما كان على اهل هذه الشاة اذا لم ينتفعوا بلحمها ان ينتفعوا باهابها؟ قال: تلك شاة كانت لسودة بنت زمعة زوج النبى (صلى الله عليه وآله)، وكانت شاة مهزولة لاينتفع بلحمها، فتركوها حتى ماتت فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ماكان على اهلها اذا لم ينتفعوا بلحمها ان ينتفعوا باهابها اى تذكر (2).
500، محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل والمرأة يذهب بصره فيأتيه الاطباء فيقولون، نداويك شهرا أو اربعين ليلة، مستلقيا كذلك تصلى، فرخص في ذلك وقال:
(فمن اضطر غير باغ ولاعاد فلا اثم عليه).
501 ـ فيمن لايحضره الفقيه روى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن ابى ـ
ـــــــــــــــــــــــــ
الناس فاذا عقر انسانا كلب ويستولى عليه شبه الماء فاذا أبصر الماء فزع وربما مات عطشا و لم يشرب وهذه علة تستفرغ مادتها على ساير البدن ويتولد منها امراض ردية.
(1) الحميم: القريب الذى تهتم بأمره.
(2) قال الفيض (رحمه الله) في الوافى. اريد بالميتة المنهى عن الانتفاع بها ما عرضه الموت بعد حلول الحياة فلا يشمل مالاتحله الحياة فلا ينافى جواز الانتفاع بالاشياء المستثناة. (*)
===============
(155)
جعفر محمد بن على الرضا (ع) قال: قلت. يا بن رسول الله فما معنى قوله عزوجل.
(فمن اضطر غير باغ ولاعاد)؟ قال. العادى السارق، والباغى الذى يبغى الصيد بطرا او لهوا لاليعود به على عياله ليس لهما ان ياكلا الميتة اذا اضطرا، هى حرام عليهما في حال الاضطرار كما هى حرام عليهما في حلال الاختيار.
502 وقال الصادق (ع)، من اضطر إلى الميتة والدم ولحم الخنزير فلم يأكل شيئا من ذلك حتى يموت فهو كافر.
503 في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى البزنطى عمن ذكره عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل، (فمن اضطر غير باغ ولاعاد) قال. الباغى الذى يخرج على الامام، والعادى الذى يقطع الطريق لايحل لهما الميتة.
504 ـ في الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن حماد بن عثمان عن ابيعبدالله (ع) في قول الله عزوجل: (فمن اضطر غير باغ ولاعاد) قال. الباغى باغى الصيد، والعادى السارق، ليس لهما ان يأكلا الميتة اذا اضطرا اليها هى حرام عليهما ليس هى عليهما كما هى على المسلمين.
505 ـ في من لايحضره الفقيه وفى رواية محمد بن عمرو بن سعيد رفعه ان امراة أتت عمر فقالت، يا اميرالمؤمنين انى فجرت فأقم على حدالله عزوجل، فأمر برجمها وكان اميرالمؤمنين (عليه السلام) حاضرا فقال، سلها كيف فجرت؟ فسألها فقالت، كنت في فلاة من الارض فأصابنى عطش شديد فرفعت لى خيمة فأتيتها فأصبت فيها رجلا أعرابيا قسالته ماءا فأبى على ان يسقينى الا ان اكون امكنه من نفسى فوليت منه هاربة فاشتدبى العطش حتى غارت عيناى وذهب لسانى، فلما بلغ من العطش اتيته فسقانى وقع على، فقال على (عليه السلام). هذه التى قال الله عزوجل. (فمن اضطر غير باغ ولاعاد) هذه غير باغية ولاعادية، فخلى سبيلها فقال عمر، لولا على لهلك عمر.
506 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن الحسن بن زرعة عن سماعة قال. سألته عن الرجل يكون في عينه الماء إلى قوله، فقال. وليس شئ مما حرم الله الا وقد أحله لمن اضطر اليه.
===============
(156)
507 ـ في مجمع البيان وقوله. (غير باغ ولاعاد) فيه ثلثة أقوال إلى قوله وثالثها غير باغ على امام المسلمين ولاعاد بالمعصية طريق المحقين، وهو المروى عن أبى ـ جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام).
508 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عبدالله بن مسكان عمن ذكره عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل فما اصبرهم على النار فقال: ما أصبرهم على فعل مايعلمون انه يصيرهم إلى النار.
509 ـ في مجمع البيان وقوله: (فما أصبرهم على النار) فيه أقوال أحدها:
ان معناه ما أجرأهم على النار، رواه على بن ابراهيم باسناده عن ابى عبدالله (عليه السلام)، والثانى ما أعملهم بأعمال أهل النار، وهو المروى عن أبى عبدالله (عليه السلام) (ذوى القربى) يحتمل أن يكون قرابة النبى (صلى الله عليه وآله) كما في قوله: (قل لااسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربى) وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام).
قال عز من قائل والسائبين
510 ـ في من لايحضره الفقيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين (عليهما السلام) وحق السائل أعطاه على قدر حاجته وحق المسؤل ان اعطى فأقبل منه بالشكر والمعرفة بفضله، وان منع فأقبل عذره.
511 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحارث بن الدلهاث مولى الرضا (ع) قال:
سمعت ابا الحسن (ع) يقول: لايكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه إلى قوله: واما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء، فان الله يقول: والصابرين في الباساء والضراء.
512 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (والصابرين في البأساء والضراء) قال في الجوع والخوف والعطش والمرض وحين الباس قال: عند القتل.
513 ـ في تفسير العياشى محمد بن خالد البرقى عن بعض أصحابه عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص هى لجماعة المسلمين ماهى للمؤمنين خاصة.
===============
(157)
514 ـ عن سماعة بن مهران عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى فقال: لايقتل حر بعبد، ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم دية العبد وان قتل رجل امرأة فأراد اولياء المقتول أن يقتلوا أدوا نصف ديته إلى أهل الرجل.
515 ـ في تهذيب الاحكام صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن احدهما (عليه السلام) قال: قلت قول الله تعالى: (كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى) قال: لايقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم ثمن العبد.
516 ـ في مجمع البيان نفس المرأة لاتساوى نفس الرجل، بل هى على النصف منها، فيجب اذا اخذت النفس الكاملة ان يرد فضل ما بينهما وكذلك رواه الطبرى في تفسيره عن على (عليه السلام).
517 ـ وفيه قال الصادق (عليه السلام): لايقتل حر بعبد ولكن يضرب ضربا شديدا ويغرم دية العبد.
518 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل فمن عفى له من اخيه شئ فاتباع بالمعروف واداء اليه باحسان قال: ينبغى للذى له الحق أن لايعسر أخاه اذا كان قد صالحه على دية، وينبغى للذى عليه الحق ان لايمطل اخاه اذا قدر على مايعطيه ويؤدى اليه باحسان.
519 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (فمن عفى له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان) قال: هو الرجل يقبل الدية فينبغى للطالب أن يرفق به ولايعسره وينبغى للمطلوب أن يؤدى اليه باحسان ولايمطله اذا قدر.
520 ـ احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبدالكريم عن سماعة عن ابى عبدالله في قول الله عزوجل: (فمن عفى له من اخيه شئ فاتباع بالمعروف وأداء اليه باحسان)
===============
(158)
ما ذلك الشئ؟ فقال هو الرجل يقبل الدية فامرالله عزوجل الرجل الذى له الحق ان يتبعه بمعروف ولايعسره وأمر الذى عليه الحق ان يؤدى اليه باحسان اذا ايسر: قلت:
أرأيت قوله عزوجل: فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم قال: هو الرجل يقبل الدية أو يصالح ثم يجئ بعد فيمثل أو يقتل، فوعده الله عذابا اليما.
521 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم) فقال: هو الرجل يقبل الدية او يعفو او يصالح ثم يعتدى فيقتل، فله عذاب اليم كما قال الله عزوجل.
522 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى على بن الحسين (ع) في تفسيره قوله تعالى: (ولكم في القصاص حيوة) الاية ولكم يا امة محمد في القصاص حيوة لان من هم بالقتل يعرف انه يقتص منه فكف لذلك عن القتل الذى كان حيوة للذى كان هم بقتله، وحيوة لهذا الجانى الذى اراد ان يقتل، وحيوة لغيرهما من الناس، اذ علموا ان القصاص واجب لايجسرون على القتل مخافة القصاص يا أولى الالباب أولى العقول لعلكم تتقون.
523 ـ في نهج البلاغة فرض الله الايمان تطهيرا من الشرك، والقصاص حقنا للدماء
524 ـ في امالى شيخ الطايفة باسناده إلى على بن ابى طالب (ع) قال: قلت اربع انزل الله تعالى تصديقى بها في كتابه، إلى قوله (عليه السلام)، وقلت: القتل بقل القتل فأنزل الله، (ولكم في القصاص حيوة يا أولى الالباب).
525 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن أبى ـ نصر عن ابن بكير عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الوصية للوارث فقال: تجوز، ثم تلا هذه الاية: ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين.
526 ـ في من لايحضره الفقيه وروى محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد ابن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة بن مهران عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: (الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين) قال: هو الشئ جعله لله عزوجل لصاحب هذا الامر قال: قلت فهل لذلك حد؟ قال نعم، [159]
قلت: وما هو قال: أدنى مايكون ثلث لثلث.
527 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن الزهرا عليها السلام حديث طويل تقول فيه للقوم وقد منعوها ما منعوها وقال: (اولوا الارحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله) وقال: (يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين) وقال (ان ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف حقا على المتقين) وزعمتم ان لاحظ لى ولاارث من ابى ولارحم بيننا افخصكم الله بآية اخرج منها ابى (صلى الله عليه وآله)؟
528 ـ في تفسير العياشى عن ابن مسكان عن ابى بصير عن احدهما (عليهما السلام) قوله (كتب عليكم اذا حضر احدكم الموت ان ترك خير الوصية للوالدين والاقربين) قال، هى منسوخة نسختها آية الفرائض التى هى المواريث، (فمن بدله) يعنى بذلك الوصى.
529 ـ في مجمع البيان روى اصحابنا عن ابى جعفر (عليه السلام) انه سئل هل يجوز الوصية للوارث فقال: نعم، وتلاهذه الاية.
530 ـ وروى السكونى عن ابيعبدالله عن ابيه عن على بن ابيطالب (عليه السلام) قال: من لم يوص عند موته لذى قرابته ممن لايرث فقد ختم عمله بمعصيته.
531 ـ وفيه اختلف في المقدار الذى تجب الوصية عنده، قال ابن عباس ثمانمائة درهم وروى عن على (عليه السلام) انه دخل على مولى له في مرضه، وله سبعمأة درهم اوستمأة فقال: الااوصى؟ فقال: لا انما قال الله سبحانه (ان ترك خيرا) وليس لك كثير مال، وهذا هو الماخوذ به عندنا.
532 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل أوصى بماله في سبيل الله؟ فقال اعطه لمن أوصى به له وان كان يهوديا أو نصرانيا، ان الله تعالى يقول: فمن بدله بعد ماسمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه.
533 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) في رجل أوصى بماله في سبيل الله؟ قال: اعطه لمن أوصى به هله وان كان يهوديا او نصرانيا ان الله تبارك وتعالى يقول: (فمن بدله بعد ما سمعه
===============
(160)
فانما اثمه على الذين يبدلونه).
534 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن مهزيار قال: كتب أبوجعفر (عليه السلام) إلى جعفر وموسى وفيما أمرتكما به من الاشهاد بكذا وكذا نجاة لكما في آخرتكما، وانفاذا لما أوصى به أبواكما وبرا منكما، واحذرا أن لاتكونا بدلتما وصيتهما، ولاغير تماها عن حالها وقد خرجا من ذلك، رضى الله عنهما وصار ذلك في رقابكما، وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه في الوصية: (فمن بدله بعدما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم).
535 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب ان رجلا كان بهمدان ذكران أباه مات وكان لايعرف هذا الامر، فاوصى بوصية عند الموت، واوصى ان يعطى شئ في سبيل الله فسئل عنه ابوعبدالله (عليه السلام) كيف يفعل به؟ فاخبرناه انه كان لايعرف هذا الامر، فقال: لوان رجلا اوصى إلى ان اضع في يهودى او نصرانى لوضعته فيهما، ان الله عزوجل يقول: (فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه) فانظروا إلى من يخرج إلى هذا الوجه يعنى الثغور فابعثوا به اليه.
536 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن حجاج الخشاب عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن امراة اوصت إلى بمال ان يجعل في سبيل الله، فقيل لها: يحج به؟ فقالت: اجعله في سبيل الله، فقالوا لها نعطيه آل محمد؟ قالت: اجعله في سبيل الله، فقال ابوعبدالله (عليه السلام): اجعله في سبيل الله كما امرت، قلت مرنى كيف اجعله؟ قال اجعله كما امرت ان الله تبارك وتعالى يقول (فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه ان الله سميع عليم) ارايتك لو امرتك ان تعطيه يهوديا كنت تعطيه نصرانيا؟ قال فمكثت بعد ذلك ثلث سنين ثم دخلت عليه فقلت له مثل الذى قلت له اول مرة، فسكت هنيئة ثم قال: هاتها، قلت: من اعطيها؟ قال:
عيسى شلقان. (1)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الفيض (رحمه الله) في الوافى: سبيل الله عند العامة الجهاد ولما لم يكن جهادهم (*)
===============
(161)
537 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن الريان بن شبيب قال: اوصت ماردة لقوم نصارى بوصية فقال أصحابنا، اقسم هذا في فقراء المؤمنين من أصحابك، فسألت الرضا (عليه السلام) فقلت. ان اختى أوصت بوصية لقوم نصارى واردت ان أصرف ذلك إلى قوم من اصحابنا المسلمين، فقال: امض الوصية على ما اوصت به قال الله تعالى (فانما اثمه على الذين يبدلونه).
538 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن أبى سعيد عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال سئل عن رجل أوصى بحجة فجعلها وصيه في نسمة؟ فقال: يغرمها وصيه ويجعلها في حجة كما أوصى به فان الله تبارك وتعالى يقول:
(فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه).
539 ـ في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابى طالب عبدالله بن الصلت القمى عن يونس بن عبدالرحمن رفعه إلى أبيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (فمن خاف من موص جنفا اواثما فأصلح بينهم فلا اثم عليه) قال: يعنى اذا اعتدى في الوصية اذا زاد على الثلث.
540 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق (عليه السلام): اذا أوصى الرجل بوصية فلا يحل للوصى أن يغير وصية يوصيها، بل يمضيها على ما أوصى، الا أن يوصى بغير ما أمرالله فيعصى في الوصية ويظلم. فالموصى اليه جايز له ان يرده إلى الحق مثل رجل يكون له ورثة، فيجعل المال كله لبعض ورثته، ويحرم بعضا، فالموصى جايز له ان يرده إلى الحق، وهو قوله: (جنفا او اثما) فالجنف الميل إلى بعض ورثتك دون بعض، والا ثم أن تأمر بعمارة بيوت النيران واتخاذ المسكر، فيحل للموصى أن يعمل بشئ من ذلك.
541 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن رجاله قال: قال، ان الله عزوجل اطلق للموصى اليه ان يغير الوصية اذا لم تكن بالمعروف، وكان فيها جنف ويردها إلى
ـــــــــــــــــــــــــ
مشروعا جاز العدول عنه إلى فقراء الشيعة وشلقان: لقب عيسى بن ابى منصور كان خيرا فاضلا (انتهى) وفى رجال الكشى انه كان من وكلائه (ع). (*)
===============
(162)
المعروف، لقوله تعالى، (فمن خاف من موص جنفا اواثما فأصلح بينهم فلا اثم عليه).
542 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن ابى أيوب عن محمد بن سوقة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (فمن بدله بعد ما سمعه فانما اثمه على الذين يبدلونه) قال: نسختها الاية التى بعدها قوله: (فمن خاف من موص جنفا او اثما فاصلح بينهم فلا اثم عليه) قال: يعنى الموصى اليه ان خاف جنفا فيما أوصى به اليه فيما لايرضى الله به من خلاف الحق فلا اثم على الموصى اليه أن يرده إلى الحق، والى ما يرضى الله به من سبيل الخير.
543 ـ في مجمع البيان فان قيل: كيف قال: (فمن خاف) لما قد وقع والخوف انما يكون لما لم يقع؟ قيل، ان فيه قولين (أحدهما) انه خاف ان يكون قد زل في وصيته، فالخوف يكون للمستقبل وهو من أن يظهر ما يدل على انه قد زل لاته من جهة غالب الظن، (والثانى) انه لما اشتمل على الواقع وعلى مالم يقع جاز فيه (إلى قوله) ان الاول عليه أكثر المفسرين وهو المروى عن أبى جعفر وابيعبدالله (عليهما السلام) قوله، (اواثما) الاثم ان يكون الميل عن الحق على وجه العمد، والجنف ان يكون على جهة الخطا من حيث لايدرى انه يجوز، وهو معنى قول ابن عباس والحسن وروى ذلك عن ابى جعفر (عليه السلام).
544 ـ في تفسير العياشى عن جميل بن دراج قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله، يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام قال: فقال، هذه كلها تجمع الضلال والمنافقين، وكل من اقر بالدعوة الظاهرة.
545 ـ عن البرقى عن بعض اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل، (يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام) قال، هى للمؤمنين خاصة.
546 ـ فيمن لايحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث النخعى قال، سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول، ان شهر رمضان لم يفرض لله صيامه على احد من الامم قبلنا، فقلت له، فقول الله عزوجل، (يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم)؟ قال، انما فرض الله صيام شهر
===============
(163)
رمضان على الانبياء دون الامم، ففضل الله به هذه الامة، وجعل صيامه فرضا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى امته.
547 ـ في ادعية الصحيفة (ثم آثرتنا به على ساير الامم، واصطفيتنا دون اهل الملل، فصمنا بامرك نهاره، وقمنا بعونك ليله).
548 ـ في كتاب الخصال عن على (عليه السلام) قال، جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله ان قال، لاى شئ فرض الله الصوم على امتك بالنهار ثلثين يوما وفرض على الامم اكثر من ذلك؟ فقال النبى (صلى الله عليه وآله) ان آدم (عليه السلام) لما اكل من الشجرة بقى في بطنه ثلثين يوما، ففرض الله على ذريته ثلثين يوما الجوع والعطش، والذى يأكلونه تفضل من الله تعالى عليهم، وكذلك كان على آدم، ففرض الله تعالى ذلك على امتى، ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الاية، (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون اياما معدودات) قال اليهودى، صدقت يا محمد.
549 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن سيف بن عميرة عن عبدالله بن عبدالله عن رجل عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما حضر شهر رمضان وذلك في ثلث بقين من شعبان، قال لبلال:
ناد في الناس فجمع الناس ثم صعد المنبر، فحمدالله واثنى عليه، ثم قال: ايها الناس ان هذا الشهر قد خصكم الله به وحضركم وهو سيد الشهور والحديث طويل اخذنا منه وضع الحاجة.
550 ـ في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان في آخرها انه سمعها من الرضا (عليه السلام) (فان قال): فلم امر بالصوم؟ (قيل): لكى يعرفوا الم الجوع و العطش فيستدلوا على فقر الاخرة، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا ماجورا محتسبا عارفا صابرا لما اصابه من الجوع والعطش، فيستوجب الثواب مع مافيه من الانكسار عن الشهوات، وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل، ورايضا لهم (1) على اداء ماكلفهم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) راض المهر: ذلله وجعله مسخرا مطيعا وعلمه السير يقال: رض نفسك بالتقوى. (*)
===============
(164)
ودليلا لهم في الاجل، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا، فيؤدوا اليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم (فان قال) فلم جعل الصوم في شهر رمضان دون ساير الشهور؟ (قيل) لان شهر رمضان هو الشهر الذى أنزل الله تعالى فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى والفرقان، وفيه نبئ محمد (صلى الله عليه وآله)، وفيه ليلة القدر التى هى خير من الف شهر: وفيها (1) يفرق كل امر حكيم، وفيه (2) رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أورزق اواجل ولذلك سميت القدر، فان قال: فلم أمروا بصوم شهر رمضان لااقل من ذلك ولااكثر قيل لانه قوة العباد الذى يعم فيه القوى و الضعيف، وانما اوجب الله تعالى الفرايض على اغلب الاشياء واعم القوى، ثم رخص لاهل الضعف ورغب اهل القوة في الفضل، ولو كانوا يصلحون على اقل من ذلك لنقصهم، ولو احتاجوا إلى اكثر من ذلك لزادهم.
551 ـ فيمن لايحضره الفقيه روى عن الزهرى انه قال: قال لى على بن الحسين (عليه السلام) ونقل حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام): واما صوم السفر والمرض فان العامة اختلفت فيه، فقال قوم: لايصوم، وقال قوم: ان شاء صام وان شاء افطر، واما نحن فنقول: يفطر في الحالتين جميعا، فان صام في السفرا وفى حال المرض فعليه القضاء في ذلك لان الله عزوجل يقول:
فمن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من ايام أخر.
552 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن حد المرض الذى يجب على صاحبه فيه الافطار كما يجب عليه في السفر في قوله (فمن كان منكم مريضا او على سفر)؟ قال: هو مؤتمن عليه مفوض اليه، فان وجد ضعفا فليفطر، وان وجد قوة فليصم، كان المريض على ما كان.
553 ـ عن محمد بن مسلم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال لم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصوم في السفر تطوعا ولافريضة يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزلت هذه الاية ورسول الله بكراع
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الضمير يرجع إلى الليلة في قوله ليلة القدر.
(2) كذا في النسخ وفى المصدر (وهو) بدل (وفيه) والظاهر (هى) بتأنيث الضمير و الامر في مثله سهل. (*)
===============
(165)
الغميم (1) عند صلوة الفجر فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) باناء فشرب فامر الناس ان يفطر وقال قوم:
قد توجه النهار ولو صمنا يومنا هذا فسماهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) العصاة، فلم يزالوا يسمون بذلك الاسم حتى قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله).
554 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله تبارك وتعالى أهدى إلى والى امتى هدية لهم لم يهدها إلى أحد من الامم، كرامة من الله، لنا قالوا وما ذلك يا رسول الله؟ قال الافطار في السفر، والتقصير في الصلوة، فمن لم يفعل ذلك فقد رد على الله هديته.
555 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله (ع) قال قلت له رجل صام في السفر؟ فقال اذا كان بلغه ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن ذلك فعليه القضاء، وان لم يكن بلغه فلا شئ عليه.
556 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن العيص بن القاسم عن أبيعبدالله (ع) قال من صام في السفر بجهالة لم يقضه.
557 ـ صفوان بن يحيى عن عبدالله بن مسكان عن ليث المرادى عن ابيعبدالله (ع) قال اذا سافر الرجل في شهر رمضان أفطر، وان صاصمه بجهالة لم يقضه.
558 ـ في من لايحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) ماحد المرض الذى يفطر فيه الرجل ويدع الصلوة من قيام؟ فقال بل الانسان على نفسه بصيرة هو أعلم بما يطيقه.
559 ـ وروى جميل بن دراج عن الوليد بن صبيح قال حممت بالمدينة يوما في شهر رمضان، فبعث إلى أبوعبدالله (ع) بقصعة فيها خل وزيت وقال لى افطر وصل وأنت قاعد.
560 ـ وفى رواية حريز عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: الصائم اذا خاف على عينه من الرمد أفطر، 561 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر (عليه السلام) في قوله تعالى:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كراع الغميم: موضع بناحية حجازبين مكة والمدينة. (*)
===============
(166)
وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين. قال: الشيخ الكبير والذى يأخذه العطاش.
562 ـ أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن بعض أصحابنا عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين) قال:
الذين كانوا يطيقون الصوم فاصابهم كبر أو عطاش أوشبه ذلك فعليهم بكل يوم مد، في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مساكين) قال: من مرض في شهر رمضان فأفطر ثم صح فلم يقض مافاته حتى جاء شهر رمضان آخر فعليه أن يقضى ويتصدق عن كل يوم بمد من الطعام.
564 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص بن غياث عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل شهر رمضان الذى انزل فيه القرآن وانما انزل في عشرين سنة بين أوله وآخره؟ فقال ابوعبدالله (عليه السلام) نزل القرآن جملة واحدة في شهر رمضان إلى البيت المعمور، ثم نزل في طول عشرين سنة، ثم قال: قال النبى (عليه السلام) نزل صحف ابراهيم في اول ليلة من شهر رمضان وانزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وانزل الانجيل لثلث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان، وانزل الزبور لثمان عشرة خلون من شهر رمضان وانزل القرآن في ثلث عشرين من شهر رمضان.
565 ـ في بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن عمرو الشامى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال ونزل القرآن في اول ليلة من شهر رمضان، فاستقبل الشهر بالقرآن.
566 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين عن محمد بن يحيى الخثعمى عن غياث بن ابراهيم عن ابى عبدالله عن ابيه (عليهم السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) لاتقولوا رمضان ولكن قولوا شهر رمضان، فانكم ما تدرون ما رمضان.
567 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر
===============
(167)
عن هشام بن سالم عن سعد عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان، فقال: لاتقولوا هذا رمضان، ولاذهب رمضان ولاجاء رمضان فان رمضان اسم من اسماءالله عزوجل، لايجئ ولايذهب وانما يجئ ويذهب الزائل ولكن قولوا شهر رمضان فالشهر مضاف إلى الاسم والاسم اسم الله عز ذكره وهو الشهر الذى انزل فيه القرآن جعله مثلا وعيدا (1):
568 ـ محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن منصور ابن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال في رجل صام في ظهار (نهار ـ ظ) شعبان ثم أدركه شهر رمضان، قال يصوم رمضان ويستأنف الصوم.
569 ـ في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبى حمزة عن أبى يحيى عن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت اميرالمؤمنين (عليه السلام): يقول: نزل القرآن أثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وأمثال وثلث فرايض واحكام.
570 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحجال عن على بن عقبة عن داود بن فرقد عمن ذكره عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان القرآن نزل اربعة ارباع:
ربع حلال، وربع حرام وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان قبلكم ونبأ مايكون بعدكم وفصل مابينكم.
571 ـ ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن اسحاق بن عمار عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال نزل القرآن اربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا وربع سنن وامثال وربع فرايض وأحكام.
572 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن جميل بن دراج عن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال المجلسى (رحمه الله) في مرآة العقول (جعله مثلا وعيدا) اى الشهرا والقرآن مثلا اى حجة وعيدا اى محل سرور لاوليائه والمثل بالثانى أنسب كما ان العيد بالاول انسب، وقال الفيروزآبادى. والعيد: ما اعتادك من هم أو مرض او حزن ونحوه، انتهى، وعلى الاخير يحتمل كون الواو جزءا للكلمة. (*)
===============
(168)
محمد بن مسلم عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ان القرآن واحد نزل من عند واحد ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواة.
573 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن أذينة عن الفضل ابن يسار قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام) ان الناس يقولون ان القرآن نزل على سبعة احرف فقال كذبوا اعداءالله ولكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد.
574 ـ محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالله بن بكير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال نزل القرآن باياك اعنى واسمعى ياجاره (1)، 575 ـ وفى رواية اخرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: معناه ما عتب الله عزوجل به على نبيه (صلى الله عليه وآله) فهو يعنى به ماقد قضى به في القرآن (2) مثل قوله: (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا) عنى بذلك غيره.
576 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابن سنان وغيره عمن ذكره قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن القرآن والفرقان هما شيئان ام شئ واحد؟ قال، فقال القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به.
577 ـ في كتاب الخصال فيما علم اميرالمؤمنين (عليه السلام) اصحابه، ليس للعبد ان يخرج إلى سفر اذا حضر شهر رمضان لقوله تعالى. (فمن شهد منكم الشهر فليصمه).
578 ـ في من لايحضره الفقيه وسأل عبيد بن زرارة ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل، (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) قال: ما ابينها ! من شهد فليصمه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى ذكر قصته الميدانى في مجمع الامثال (ج 1: 50 ـ 51 ط مصر) وقال الطريحى (رحمه الله) هو مثل يراد به التعريض للشئ يعنى ان القرآن خوطب به النبى (صلى الله عليه وآله) لكن المراد به الامة: وذلك في مثل قوله تعالى (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم..... 51) كما في الحديث الاتى وغيره من أمئال هذه الاية.
(2) كذا في النسخ وفى المصدر (ماقد مضى في القرآن) وفى رواية العياشى في تفسيره من قد مضى في القرآن) ولعله الظاهر. (*)
===============
(169)
ومن سافر فلايصمه.
579 ـ وروى الحلبى عن ابى عبدالله عليها السلام قال. سألته عن الرجل يدخل شهر رمضان وهو مقيم لايريد براحا (1) ثم يبدوله بعد ما يدخل شهر رمضان ان يسافر فسكت، فسألته غير مرة، فقال، يقيم افضل الا ان تكون له حاجة لابد له من الخروج فيها او يتخوف على ماله.
580 ـ في تفسير العياشى عن الصباح بن سيابة قال، قلت لابى عبدالله (عليه السلام)، ان ابن يعقوب امرنى ان اسئلك عن مسائل فقال، وماهى قال يقول لك اذا دخل شهر رمضان وانا في منزلى إلى ان اسافر؟ قال. ان الله يقول. (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) فمن دخل عليه شهر رمضان وهو في اهله فليس له ان يسافر الا لحج او عمرة أو في طلب مال يخاف تلفه
581 ـ عن الثمالى عن أبيجعفر (عليه السلام) في قول الله يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر قال، اليسر على (عليه السلام)، وفلان وفلان العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان.
582 ـ في كتاب علل الشرايع في العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا (عليه السلام) قال. (فان قال قائل). فلم اذا لم يكن للعصر وقت مشهور مثل تلك الاقات أوجبها بين الظهر والمغرب ولم يوجبها بين العتمة والغداة وبين الغداة والظهر؟ (قيل) لانه ليس وقت على الناس أخف ولاأيسر ولاأحرى أثرا فيه للضعيف والقوى بهذه الصلوة من هذا الوقت. وذلك ان الناس عامتهم يشتغلون في أول النهار بالتجارات والمعاملات والذهاب في الحوائج، واقامة الاسواق، فأراد أن لايشغلهم عن طلب معاشهم ومصلحة دنياهم، وليس يقدر الخلق كلهم على قيام الليل ولايشتغلون به، ولاينتبهون لوقته لوكان واجبا، ولايمكنهم ذلك فخفف الله عنهم ولم يجعلها في أشد الاوقات عليهم، ولكن جعلها في أخف الاقات عليهم، كما قال الله عزوجل (يريد الله بكم اليسر ولايريد بكم العسر)
583 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اسمعيل عن بعض اصحابه عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال. ان الله تبارك وتعالى خلق الدنيا في ستة ايام ثم اختزلها (2)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) براحا اى زوالا.
(2) اختزل الشئ: حذفه وقطعه. (*)
===============
(170)
من ايام السنة، والسنة ثلثمائة وأربعة وخمسون يوما، شعبان لايتم أبدا، ورمضان لاينقص والله ابدا ولاتكون فريضة ناقصة، ان الله عزوجل يقول. ولتكملوا العدة وشوال تسعة وعشرون يوما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (1).
584 ـ على بن محمد عن أحمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن خلف بن حماد عن سعيد النقاش قال، قال لى ابوعبدالله (عليه السلام) اما ان في الفطر تكبيرا ولكنه مسنون.
قال: قلت: وأين هو؟ قال في ليلة الفطر في المغرب، والعشاء الاخرة، وفى صلوة الفجر، وفى صلوة العيد، ثم يقطع قال قلت: كيف أقول؟ قال: تقول (الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر الله اكبر ولله الحمد الله اكبر على ماهدانا) وهو قول الله تعالى: (ولتكملوا العدة) يعنى الصيام ولتكبروا الله على ماهداكم.
585 ـ في تفسير العياشى عن ابن أبى عمير عن رجل عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال قلت له جعلت فداك مانتحدث به عندنا ان النبى (صلى الله عليه وآله) صام تسعة وعشرين اكثر مما صام ثلثين احق هذا؟ قال ما خلق الله من هذا حرفا، ماصامه النبى (صلى الله عليه وآله) الا ثلثين لان الله يقول (ولتكملوا العدة) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينقصه؟.
586 ـ في محاسن البرقى عنه عن بعض اصحابنا رفعه في قول الله: (ولتكبروا الله على ما هداكم) قال: التكبير التعظيم والهداية الولاية.
587 ـ عنه عن بعض اصحابنا رفعه في قول الله تبارك وتعالى: (ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون) قال: الشكر المعرفة.
588 ـ في من لايحضره الفقيه وفي العلل التى نروى عن الفضل بن شاذان النيسابورى رضى الله عنه ويذكر انه سمعها من الرضا (عليه السلام) انه انما جعل يوم الفطر العيد إلى ان قال وانما جعل التكبير فيها اكثر منه غيرها من الصلوات، لان التكبير انما هو تعظيم لله وتمجيد
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) حمل بعض هذا الحديث واشباهه ـ مما ورد في ان شهر رمضان لاينقص ـ على عدم النقص في الثواب وان كان ناقصا في العدد، وقال المجلسى (رحمه الله) على ماحكى عنه في هامش الكافى يبعد عندى حملها على التقية لموافقتها لاخبارهم وان لم توافق أقوالهم، ولشراح الحديث ومهرة هذا الفن اقوال اخرى كثيرة ذكر بعضها في هامش الكافى (ج 4: 79 ط طهران) راجع ان شئت. (*)
===============
(171)
على ماهدى وعافى، كما قال عزوجل: (ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون).
589 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد ابن ابى نصر قال: قال لى ابوالحسن الرضا (عليه السلام): اخبرنى عنك لوانى قلت لك قولا اكنت تثق به منى؟ فقلت له: جعلت فداك اذا لم اثق بقولك فبمن اثق وانت حجة الله على خلقه؟ قال: فكن بالله اوثق فانك على موعد من الله اليس الله عزوجل يقول:
واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان وقال:
(لاتقنطوا من رحمة الله) وقال: (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) فكن بالله عزوجل اوثق منك بغيره ولا تجعلوا في أنفسكم الاخيرا فانه مغفور لكم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
590 ـ في روضة الكافى خطبة طويلة مسندة لامير المؤمنين (عليه السلام) يقول فيها فاحترسوا من الله عزوجل بكثرة الذكر، واخشوا منه بالتقى، وتقربوا اليه بالطاعة، فانه قريب مجيب قال الله تعالى: (واذا سالك عبادى عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبو إلى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون).
591 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام) ثم جعل في يديك مفاتيح خزاينه بما اذن لك فيه من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء ابواب نعمته واستمطرت شآبيب رحمته (1) فلا يقنطك ابطاء اجابته فان العطية على قدر النية. وربما اخرت عنك الاجابة ليكون ذلك اعظم لاجر السائل واجزل لعطاء الامل وربما سئلت الشئ فلاتؤتاه، واوتيت خير أمنه عاجلا او آجلا، او صرف عنك لما هو خير لك، فلرب امر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته فلتكن مسألتك فيما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله، فالمال لايبقى لك ولاتبقى له.
592 ـ وفيه قال (عليه السلام): اذا كانت لك إلى الله سبحانه حاجة فابدء بمسألة الصلوة على النبى (صلى الله عليه وآله) ثم أسال حاجتك، فان الله اكرم من ان يسئل حاجتين فيقضى احديهما ويمنع الاخرى.
593 ـ في مجمع البيان روى عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال. وليؤمنوا ابى اى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) استمطر الله: سئله المطر وشئابيب جمع شؤبوب: الدفعة من المطر. (*)
===============
(172)
وليتحققوا انى قادر على اعطائهم ماسئلوه لعلهم يرشدون اى لعلهم يصيبون الحق ويهتدون اليه.
594 ـ وروى عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انى العبد ليدعوالله وهو يحبه ويقول: ياجبرئيل اقض لعبدى هذا حاجته وأخرها فانى احب ان لاازال اسمع صوته وأن العبد ليدعوالله تعالى وهو يبغضه فيقول: يا جبرئيل اقض لعبدى هذا حاجته باخلاصه وعجلها فانى أكره أن أسمع صوته.
595 ـ في كتاب الخصال فيما علم اميرالمؤمنين (عليه السلام) اصحابه من الاربعمائة باب قال (عليه السلام) يستحب للمسلم ان يأتى أهله اول ليلة من شهر رمضان لقوله تعالى: احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم والرفث المجامعة.
596 ـ في الكافى محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان واحمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبى بصير عن احدهما (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم) الاية فقال: نزلت في خوات بن جبير الانصارى وكان مع النبى (صلى الله عليه وآله) في الخندق وهو صائم، فأمسى وهو على تلك الحال، وكانوا قبل ان تنزل هذه الآية اذا نام احدهم حرم عليه الطعام فجاء خوات إلى أهله حين أمسى فقال: هل عندكم طعام؟ فقالوا: لاتنم حتى نصلح لك طعاما، فاتكى فنام فقالوا له: قد فعلت، قال: نعم فبات على تلك الحال فأصبح ثم غدا إلى الخندق فجعل يغشى عليه، فمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما راى الذى به اخبره كيف كان أمره فأنزل الله عزوجل فيه الآية: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر).
597 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن ابن راشد عن ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: حدثنى أبى عن جدى عن آبائه (عليهم السلام) ان عليا صلوات الله عليه قال: يستحب للرجل أن يأتى اهله، وذكركما في كتاب الخصال سواء.
598 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى رفعه قال: قال الصادق (عليه السلام): كان النكاح والاكل محرمان في شهر رمضان بالليل بعد النوم، يعنى كل من صلى العشاء
===============
(173)
ونام ولم يفطر ثم انتبه حرم عليه الافطار وكان النكاح حراما بالليل والنهار في شهر رمضان وكان رجل من اصحاب النبى (صلى الله عليه وآله) يقال له خوات بن جبير اخو عبدالله بن جبير الذى كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكله بفم الشعب يوم احد في خمسين من الرماة: ففارقه اصحابه وبقى في اثنى عشر رجلا فقتل على باب الشعب، وكان اخوه هذه خوات بن جبير كان شيخا كبيرا ضعيفا وكان صائما، فابطأت عليه اهله بالطعام فنام قبل ان يفطر، فلما انتبه قال لاهله، قد حرم الله على الاكل في هذه الليلة، فلما اصبح حضر حفر الخندق فأغمى عليه، فرآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرق له، وكان قوم من الشبان ينكحون بالليل سرا في شهر رمضان، فأنزل الله: (احل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وانتم لباس لهن علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ماكتب الله لكم وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر ثم اتموا الصيام إلى الليل) فأحل الله تبارك وتعالى النكاح بالليل في شهر رمضان، والاكل بعد النوم إلى طلوع الفجر، لقوله (حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر (قال: قال هو بياض النهار من سواد الليل.
599 ـ في من لايحضره الفقيه وسئل الصادق (عليه السلام) عن الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر؟ فقال بياض النهار من سواد الليل.
600 ـ وقال في خبر آخر وهو الفجر الذى لاشك فيه.
601 ـ في مجمع البيان وروى عن ابيجعفر وأبيعبدالله (عليهما السلام) كراهية الجماع في اول ليلة من كل شهر الا أول ليلة من شهر رمضان، فانه يستحب ذلك لمكان الاية.
602 ـ في الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن على بن مهزيار قال:
كتب أبوالحسن بن الحصين إلى أبيجعفر الثانى (عليه السلام) معى: جعلت فداك قد اختلف موالوك في صلوة الفجر، فمنهم من يصلى اذا طلع الفجر الاول المستطيل في السماء، ومنهم من يصلى اذا اعترض في اسفل الافق واستبان ولست أعرف أفضل الوقتين فاصلى فيه، فان رأيت أن تعلمنى أفضل الوقتين وتحده لى وكيف أصنع مع القمر والفجر لايتبين معه حتى يحمر ويصبح، وكيف أصنع مع الغيمم وماحد ذلك في السفر والحصر؟
===============
(174)
؟؟؟ انشاءالله (1) فكتب بخطه (عليه السلام) وقرأته، الفجر يرحمك الله هو الخيط الابيض المعترض ليس هو الابيض صعداء (2) فلاتصل في سفر ولاحضر حتى تتبينه، فان الله تبارك وتعالى لم يجعل خلقه في شبهة من هذا، فقال: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر) فالخيط الابيض هو المعترض الذى يحرم به الاكل والشرب في الصوم وكذلك هو الذى يوجب به الصلوة.
603 محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته عن رجلين قاما فنظرا إلى الفجر فقال أحدهما: هوذا وقال الاخر ما ارى شيئا؟ قال: فيأكل الذى لم يستبن له الفجر، وقد حرم على الذى زعم انه رأى الفجر، ان الله عزوجل يقول: وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود من الفجر).
604 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألته عن قوم صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب الشمس فظنوا انه
ليل فأفطروا ثم ان السحاب انجلى فاذا الشمس؟ فقال: على الذى أفطر صيام ذلك اليوم، ان الله عزوجل يقول: (واتموا الصيام إلى الليل) فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لانه أكل معتمدا.
605 ـ على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن أبى بصير وسماعة عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوم صاموا شهر رمضان فغشيهم سحاب أسود عند غروب الشمس، فرأوا انه الليل، فأفطر بعضهم ثم ان السحاب انجلى فاذا الشمس، قال: على الذى أفطر صيام ذلك اليوم، ان الله عزوجل يقول: (واتموا لصيام إلى الليل) فمن أكل قبل أن يدخل الليل فعليه قضاؤه لانه أكل معتمدا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قوله (فعلت) متعلق بقوله (فان رأيت) قاله الفيض (رحمه الله) في الوافى.
(2) صعداء: الذى يظهر اولا عند قرب الصبح مستدقا مستطيلا صاعدا كالعمود و يسمى ذاك بالفجر الاول لسبقه والكاذب لكون الافق مظلما بعد، ولو كان صادقا لكان الميز مما يلى الشمس دون ما يبعد منه ويشبه بذنب السرحان لدقته واستطالته (كذا في الوافى) (*)
===============
(175)
606 ـ في تفسير العياشى القاسم بن سليمان عن جراح عنه قال: قال الله (واتموا الصيام إلى الليل) يعنى صوم رمضان، فمن رأى الهلال بالنهار فليتم صيامه.
607 ـ في كتاب الخصال عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال سئل ابى عما حرم الله تعالى من الفروج في القرآن، وعما حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سنته؟ فقال: الذى حرم الله من ذلك أربعة وثلثين وجها سبعة عشر في القرآن، وسبعة عشر في السنة، فاما التى في القرآن فالزنا إلى قوله (عليه السلام) والنكاح في الاعتكاف قال الله تعالى ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد
608 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن عمر بن يزيد قال، قلت لابى عبدالله (عليه السلام)، ما تقول في الاعتكاف ببغداد في بعض مساجدها؟ فقال. لااعتكاف الا في مسجد جماعة قد صلى فيه امام عدل بصلوة جماعة، ولابأس ان يعتكف في مسجد الكوفة، والبصرة، ومسجد المدينة، ومسجد مكة.
609 ـ سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن داود بن سرحان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، لا اعتكاف الا في العشرين من شهر رمضان، وقال. ان عليا (ع) كان يقول، لا ارى الاعتكاف الا في المسجد الحرام، او مسجد الرسول، او مسجد جامع ولاينبغى للمعتكف أن يخرج من المسجد الا لحاجة لابد منها، ثم لايجلس حتى يرجع والمراة مثل ذلك.
610 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، سئل عن الاعتكاف؟ قال. لايصلح الاعتكاف الا في المسجد الحرام، او مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) او مسجد الكوفة، او مسجد جماعة، وتصوم مادمت معتكفا.
611 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن زياد بن عيسى قال: سالت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: ولا ـ تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل فقال كانت قريش تتقامر الرجل باهله وماله، فنهاهم الله عن ذلك.
===============
(176)
612 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبدالله بن بحر عن عبدالله بن مسكان عن ابى بصير قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام)، قول الله عزوجل في كتابه، (ولا تاكلوا اموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) فقال، يا ابا بصير ان الله عزوجل قد علم ان في الامة حكاما يجورون، اما انه لم يعن حكام اهل العدل ولكنه عنى حكام اهل الجور.
613 ـ في تفسير العياشى عن الحسن بن على قال: قرأت في كتاب ابى الاسد إلى ابى الحسن الثانى (عليه السلام) وجوابه بخطه، سال ما تفسير قوله تعالى، (ولاتاكلوا اموالكم بينكم بالباطل، وتدلوا بها إلى الحكام) قال فكتب اليه الحكام القضاة، قال:
ثم كتب تحته هوان يعلم الرجل انه ظالم عاص هو غير معذور في اخذه ذلك الذى حكم له به اذا كان قد علم انه ظالم.
614 ـ في من لايحضره الفقيه وروى سماعة بن مهران قال، قلت لابيعبدالله (عليه السلام)، الرجل منا يكون عنده الشئ يبتلغ به وعليه الدين ايطعمه عياله حتى ياتيه الله عزوجل بمسيرة فيقضى دينه، او يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسبة او يقبل الصدقة؟ فقال. يقضى بما عنده دينه ولاتاكل اموال الناس الا وعنده مايؤدى اليهم، ان الله عزوجل يقول، (ولاتاكلوا اموالكم بينكم بالباطل).
615 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر (عليه السلام) انه يعنى بالباطل اليمين الكاذبة، يقتطع بها الاموال.
616 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله، (ولا تاكلوا أموالكم بينكم بالباطل) الآية فانه قال العالم (عليه السلام)، قد علم الله أنه يكون حكاما يحكمون بغير الحق، فنهى أن يحاكم اليهم لانهم لايحكمون بالحق فتبطل الاموال.
617 ـ في تهذيب الاحكام على بن الحسن بن فضال قال. حدثنى محمد بن عبدالله بن زرارة عن محمد بن أبيعمير عن حماد بن عثمان عن عبيدالله بن على الحلبى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال. سألته عن الاهلة؟ قال. هى أهلة الشهور، فاذا رأيت الهلال فصم، واذا رأيته فافطر.
===============
(177)
618 ـ على بن الحسن بن فضال عن أبيه عن محمد بن سنان عن ابى الجارود زياد بن منذر العبدى قال. سمعت اباجعفر محمد بن على (ع) يقول. صم حين يصوم الناس وافطر حين يفطر الناس، فان الله عزوجل جعل الاهلة مواقيت.
619 ـ ابوالحسن محمد بن احمد بن داود قال، اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد عن الحسين ابن القاسم عن على بن ابراهيم قال، حدثنى احمد بن عيسى بن عبدالله عن عبدالله ابن على بن الحسن عن أبيه عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في قول الله عزوجل قل هى مواقيت للناس والحج قال: لصومهم وفطرهم وحجهم.
620 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى وعن الاصبغ بن نباتة قال: كنت عند أميرالمؤمنين (عليه السلام) فجاءه ابن الكوا فقال: يا اميرالمؤمنين قول الله عزوجل:
ليس البربان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البرمن اتقى وأتوا البيوت من ابوابها فقال (عليه السلام): نحن البيوت أمرالله أن تؤتى أبوابها، نحن باب الله وبيوته التى يؤتى منه، فمن بايعنا وأقر بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها، ومن خالفنا وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها، ان الله عزوجل لوشاء عرف الناس نفسه حتى يعرفونه ويأتونه من بابه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله، وبابه الذى يؤتى منه، قال: فمن عدل عن ولايتنا وفضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورها، وانهم عن الصراط لناكبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
621 ـ وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: وقد جعل الله لعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم، بقوله: (واتوا البيوت من أبوابها) والبيوت هى بيوت العلم الذى استودعته الانبياء، وأبوابها اوصياؤهم.
622 ـ في تفسير العياشى عن سعد عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الاية:
(وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من ابوابها) فقال آل محمد (صلى الله عليه وآله) ابواب الله وسبيله، والدعاة إلى الجنة، والقادة اليها، والادلاء عليها إلى يوم القيامة.
623 ـ في مجمع البيان (وليس البربأن تأتوا البيوت من ظهورها) فيه وجوه:
===============
(178)
احدها انه كان المجرمون لايدخلون بيوتهم من ابوابها ولكنهم كانوا ينقبون في ظهور بيوتهم، اى في مؤخرها نقبا يدخلون ويخرجون منه، فنهوا عن التدين بذلك، رواه أبوالجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) وثانيها ان معناه ليس البرأن تأتوا الامور من غير جهاتها، و ينبغى أن تأتوا الامور من جهاتها اى الامور كان، وهو المروى عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام)، وثالثها قال أبوجعفر (عليه السلام): آل محمد أبواب الله وسبله والدعاة إلى الجنة والقادة اليها، والادلاء عليها إلى يوم القيامة.
624 ـ وقال النبى (صلى الله عليه وآله) أنا مدينة العلم وعلى بابها، ولاتؤتى المدينة الامن بابها، ويروى أنا مدينة الحكمة.
625 ـ وفيه وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم الاية روى عن ائمتنا (عليهم السلام) ان هذه الاية ناسخته لقوله تعالى: (كفوا أيديكم) وكذلك قوله (واقتلوهم حيث ثقفتموهم) ناسخ لقوله (ولاتطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم).
626 ـ قوله فان قاتلوكم فاقتلوهم إلى قوله حتى لاتكون فتنة وفى الاية دلالة على وجوب اخراج الكفار من مكة لقوله (حتى لاتكون فتنة) والسنة قد وردت ايضا بذلك، وهو قوله (عليه السلام) لايجتمع في جزيرة العرب دينان.
627 ـ في تفسير العياشى عن الحسن البياع الهروى يرفعه عن أحدهما (عليهما السلام) في قوله لاعدوان الاعلى الظالمين قال الاعلى ذرية قتلة الحسين (عليه السلام).
628 ـ عن ابراهيم قال أخبرنى من رواه عن احدهما (ع) قال قلت (لاعدوان الا على الظالمين) قال لايعتدى الله على احد الاعلى نسل ولد قتلة الحسين (ع).
629 ـ في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: رجل قتل رجلا في الحرم وسرق في الحرم؟ فقال: يقال عليه الحد وصغار له (1) لانه لم ير للحرم حرمة، وقد قال الله تعالى: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) يعنى في الحرم وقال: (فلا عدوان الاعلى الظالمين).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى رواية الكافى ورواية اخرى في التهذيب (يقال عليه الحد صاغرا). (*)
===============
(179)
630 ـ في تفسير العياشى عن العلا بن الفضيل قال: سألته عن المشركين أيبتدئهم المسلمون بالقتال في الشهر الحرام؟ فقال: اذا كان المشركون ابتدؤهم باستحلالهم ثم راى المسلمون انهم يظهرون عليهم فيه، وذلك قوله: الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص.
631 ـ في مجمع البيان (والحرمات قصاص) قيل فيه قولان: أحدهما ان الحرمات قصاص بالمراغمة بدخول البيت في الشهر الحرام، قال مجاهد: لان قريشا فخرت بردها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عام الحديبية محرما في ذى القعدة عن البلد الحرام، فأدخله الله عزوجل مكة في العام المقبل في ذى القعدة، فقضى عمرته وأقصه بما حيل بينه وبينه وروى عن ابى جعفر (عليه السلام) مثله.
632 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد وسهل بن زياد عن ابن محبوب عن يونس بن يعقوب عن حماد اللحام عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: لوان رجلا انفق مافى يديه في سبيل من سبيل الله ما كان احسن ولا اوفق اليس يقول الله عزوجل ولاتلقوا بايديكم إلى التهلكة واحسنوا ان الله يحب المحسنين يعنى المقتصدين.
633 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مولد الرضا (ع)، ملك عبدالله المأمون عشرين سنة وثلثة وعشرين يوما، فاخذ البيعة في ملكه لعلى بن موسى الرضا (عليه السلام) بعهد المسلمين من غير رضاء، وذلك بعد ان يهدده بالقتل والح مرة بعد أخرى في كلها يابى عليه، حتى اشرف من تأبيه على الهلاك، فقال (ع): (اللهم انك قد نهيتنى عن الالقاء بيدى إلى التهلكة وقد اكرهت واضطررت كما اشرفت من قبل عبدالله المامون على القتل متى لم أقبل ولاية عهده وقد اكرهت واضطررت كما اضطر يوسف ودانيال (عليهما السلام) اذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه. اللهم لاعهد الاعهدك. ولا ولاية الا من قبلك، فوفقنى لاقامة دينك واحياء سنة نبيك. فانك انت المولى والنصير ونعم المولى أنت ونعم النصير) ثم قبل ولاية العهد من المامون وهو باك حزين على ان لايولى أحدا ولايعزل احدا ولايغير رسما ولاسنة، وان يكون في الامر مشيرا من بعيد
===============
(180)
634 ـ وفيه خبر آخر طويل قال له المأمون بعد ان ابى من قبول العهد:
فبالله اقسم لئن قبلت ولاية العهد والا اجبرتك على ذلك فان فعلت والاضربت عنقك، فقال الرضا (عليه السلام): قد نهانى الله عزوجل ان القى بيدى إلى التهلكة، فان كان الامر على هذا فافعل ما بدالك فانا أقبل على ان لااولى احدا ولااعزل احدا ولاانقض رسما ولا سنة، واكون في الامر من بعيد مشيرا فرضى منه بذلك، وجعله ولى عهده على كراهة منه (عليه السلام) لذلك.
635 ـ فيمن لايحضره الفقيه في الحقوق المروية عن على بن الحسين (عليهما السلام) وحق السلطان أن تعلم انك جعلت له فتنة وانه مبتلى فيك بما جعله الله عزوجل له عليك من السلطان، وان عليك أن لاتتعرض لسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة، وتكون شريكا له فيما يأتى اليك من سوء.
636 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلمان الفارسى (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه لعلى (عليه السلام): يا أخى أنت ستبقى من بعدى وستلقى من قريش شدة ومن تظاهرهم عليك وظلمهم لك، فان وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم وقاتل من خالفك بمن وافقك، وان لم تجد أعوانا فاصبر وكف يدك ولاتلق بها إلى التهلكة.
637 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن رياد عن محمد بن عبدالحميد عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا (عليه السلام): اميرالمؤمنين (عليه السلام) قد عرف قاتله، والليلة التى يقتل فيها، والموضع الذى يقتل فيه، وقوله لما سمع صياح الاوز في الدار: صوايح تتبعها نوايح، وقول ام كلثوم لو صليت الليلة داخل الدار وامرت غيرك يصلى بالناس فأبى عليها، وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلاسلاح، وقد عرف (عليه السلام) ان ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا مما لايحسن تعرضه؟ فقال: ذلك كان ولكنه خير في تلك الليلة لتمضى مقادير الله عزوجل.
638 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) قال طاعة السلطان واجبة ومن ترك طاعة السلطان فقد ترك طاعة الله ودخل في نهيه ان الله عزوجل يقول:
===============
(181)
(ولاتلقوا بايديكم إلى التهلكة).
قال عزمن قائل واحسنوا ان الله يحب المحسنين.
639 ـ في محاسن البرقى عنه عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: اذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة وذلك قول الله تبارك وتعالى (يضاعف لمن يشاء) فاحسنوا أعمالكم التى تعملونها لثواب الله فقلت له: وما الاحسان؟ قال: فقال: اذا صليت فاحسن ركوعك وسجودك، واذا صمت فتوق كل ما فيه فساد صومك، واذا حججت فتوق كل مايحرم عليك في حجك وعمرتك قال: وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا من الدنس.
640 ـ في مجمع البيان واتمووا الحج والعمرة لله اى أتموهما بمناسكهما و وحدودهما وتأدية كل ما فيهما وقيل: معناه اقيموهما إلى آخر ما فيهما وهو المروى عن اميرالمؤمنين وعلى ابن الحسين (عليهما السلام).
641 ـ في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين، ولايجوز القران والافراد الذى يستعمله العامة الا لاهل مكة و حاضريها: ولايجوز الاحرام دون الميقات، قال الله عزوجل: (واتموا الحج و العمرة لله).
642 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال (عليه السلام): ولايجوز القران والافراد الا لمن كان أهله حاضرى المسجد الحرام، ولايجوز الاحرام قبل بلوغ الميقات، ولايجوز تأخيره عن الميقات الا لمرض اوتقية، وقد قال الله تعالى، (واتموا الحج والعمرة لله) وتمامها اجتناب الرفث والفسوق والجدال في الحج.
643 ـ في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن على بن مهزيار عن الحسين بن سعيد عن ابن ابيعمير وحماد وصفوان ابن يحيى وفضالة بن ايوب عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج
===============
(182)
من استطاع، لان الله عزوجل يقول، (واتموا الحج والعمرة لله) وانما نزلت العمرة بالمدينة، وافضل العمرة عمرة رجب.
644 ـ حدثنا محمدبن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن حماد بن عيسى عن ابان بن عثمان عمن اخبره عن ابى جعفر (عليه السلام) قال، قلت له، لم سمى الحج حجا؟ قال حج فلان اى افلح فلان.
645 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابيعمير عن عمر بن اذينة قال، كتبت إلى ابيعبدالله (عليه السلام) مسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع ابى العباس، فجاء الجواب باملائه سالت عن قول الله عزوجل، (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) يعنى به الحج والعمرة جميعا لانهما مفروضان، وسالته عن قول الله تعالى، (واتموا الحج والعمرة لله) قال، يعنى بتما مهما اداؤهما واتقاء ما يتقى المحرم فيهما، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
646 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن ابان عن الفضل ابى العباس عن ابيعبدالله (عليه السلام)، (واتموا الحج والعمرة لله) قال، هما مفروضان.
647 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان في قول الله تعالى، (واتموا الحج والعمرة لله) قال، اتمامهما ان لارفث ولافسوق ولاجدال في الحج.
648 ـ ان أبيعمير عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، العمرة واجبة دلمى الخلق بمنزلة الحج على من استطاع، لان الله تعالى يقول، (واتموا الحج و العمرة لله) وانما نزلت العمرة بالمدينة، قال، قلت له، (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج ايجزى ذلك عنه؟ قال، نعم.
649 ـ في تهذيب الاحكام روى موسى بن القاسم عن حماد بن عيسى عن عمر بن أذينة عن زرارة بن أعين عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج لان الله
===============
(183)
تعالى يقول (واتموا الحج والعمرة لله) وانمأ نزلت العمرة بالمدينة.
450 ـ، في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن جابر عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: تمام الحج لقاء الامام.
651 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن أبن ابى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن ابى عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال قال: أبو عبدالله (عليه السلام): اذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكرالله كثيرا، وقلة الكلام الا بخير فان من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه الا من خير، كما قال الله تعالى، فان الله عزوجل يقول: فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج (الحديث).
652 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى اسمعيل بن مهران عن جعفر بن محمد (ع) قال: اذا حج احدكم فليختم حجه بزيارتنا لان ذلك من تمام الحج.
قال عز من قائل فان احصرتم فما استيسر من الهدى
653 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أبن ابى نصر عن داود بن سرحان عن عبدالله بن فرقد عن حمران عن أبى جعفر (ع) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين صد بالحديبية قصر واحل ونحر، ثم انصرف منها ولم يجب عليه الحلق، حتى يقضى النسك، فاما المحصور فانما يكون عليه التقصير.
654 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ابى عمير وصفوان عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (ع) قال: سمعته يقول المحصور غير المصدود، المحصور المريض، والمصدود الذى يصد؟ المشركون كما ردوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) واصحابه، ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء، والمحصور لا تحل له النساء، قال: وسألته عن رجل احصر فبعث بالهدى؟ قال: يواعد اصحابه ميعادا ان كان في الحج فمحل الهدى يوم النحر، فاذا كان يوم النحر فليقصر من رأسه ولايجب عليه الحلق حتى يقضى المناسك، وان كان في عمرة فلينظر مقدار دخول أصحابه مكة، والساعة التى يعدهم فيها، فاذا كان تلك الساعة قصر واحل، وان كان مرض في الطريق بعد
===============
(184)
مايخرج فاراد الرجوع رجع إلى اهله ونحر بدنة. او اقام مكانه حتى يبرأ اذا كان في عمرة:
واذا برأ فعليه العمرة واجبة، وان كان عليه الحج رجع او اقام ففاته الحج فان عليه الحج من قابل، فان الحسين بن على صلوات الله عليه خرج معتمرا فمرض في الطريق فبلغ عليا (عليه السلام) ذلك وهو في المدينة، فخرج في طلبه فادركه بالسقيا وهو مريض بها، فقال: يابنى ماتشتكى؟ فقال: اشتكى رأسى فدعا على (عليه السلام) ببدنة فنحرها وحلق رأسه ورده إلى المدينة، فلما برأ من وجعه اعتمر، قلت: أرأيت حين برئ من وجعه قبل ان يخرج إلى العمرة حل له النساء؟ قال: لاتحل له النساء حتى يطوف بالبيت وبالصفا والمروة، قلت:
فما بال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت؟ قال:
ليساسواء كان النبى (صلى الله عليه وآله) مصدودا والحسين (ع) محصورا.
655 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وسهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: اذا احصر الرجل بعث بهديه، فاذا أفاق ووجد من نفسه خفة فليمض ان ظن انه يدرك الناس، فان قدم مكة قبل ان ينحر الهدى فليقم على احرامه حتى يفرغ من جميع المناسك. ولينحر هديه ولاشئ عليه، وان قدم مكة وقد نحر هديه فان عليه الحج من قابل أو العمرة قلت: فان مات وهو محرم قبل ان ينتهى إلى مكة؟ قال: يحج عنه ان كانت حجة الاسلام، ويعتمر انما هو شئ عليه.
656 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه قال في المحصور ولم يسق الهدى، قال: ينسك ويرجع، فان لم يجد ثمن هدى صام.
657 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نصر عن مثنى عن زرارة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: اذا أحصر الرجل فبعث بهديه فاذاه رأسه قبل ان ينحر هديه فانه يذبح شاة في المكان الذى احصر فيه او يصوم او يتصدق، والصوم ثلثة ايام والصدقة على ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين.
658 ـ سهل عن ابن ابى نصر عن رفاعة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، سالته عن الرجل يشترط
===============
(185)
وهو ينوى المتعة فيحصر هل يجزيه ان لايحج من قابل؟ قال يحج من قابل، والحاج مثل ذلك اذا أحصر، قلت، رجل ساق الهدى ثم احصر؟ قال. يبعث بهديه. قلت.
هل يستمتع من قابل؟ فقال لا ولكن يدخلا في مثل ماخرج منه.
659 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن احمد بن الحسن الميثمى عن ابان عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال المصدود يذبح حيث صد. ويرجع صاحبه فيأتى النساء والمحصور يبعث بهديه ويعدهم يوما، فاذا بلغ الهدى احل هذا في مكانه، قلت له: ارأيت ان ردوا عليه دراهمه ولم يذبحوا عنه وقد أحل فأتى النساء قال: فليعد وليس عليه شئ، وليمسك الان عن النساء اذا بعث.
660 ـ في عيون الاخبار في باب العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا (عليه السلام) (فان قال): فلم أمروا بحجة واحدة لااكثر من ذلك: (قيل) له لان الله تعالى وضع الفرايض على ادنى القوم قوة كما قال عزوجل: (فما استيسر من الهدى) يعنى شاة ليسع القوى والضعيف، وكذلك ساير الفرايض انما وضعت على ادنى القوم قوة
661 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميععا عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين حج حجة الاسلام خرج في أربع بقين من ذى القعدة حتى أتى الشجرة فصلى بها ثم قادراحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج، وساق مأة بدنة، واحرم الناس كلهم بالحج، لاينوى عمرة ولايدرون ما المتعة حتى اذا قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة طاف بالبيت، وطاف الناس معه، ثم صلى ركعتين عند المقام واستلم الحجر، ثم قال: ابدأ بما بدأ الله به فأتى الصفا فبدأ بها ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا، فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة وهو شئ أمرالله تعالى به، فأحل. الناس وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كنت استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولم يكن يستطيع أن يحل من أحل الهدى الذى معه، ان الله تعالى يقول: (ولاتحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدى محله) فقال سراقة بن مالك بن جعشم: يا رسول الله علمنا كانا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذى أمرتنا به لعامنا
===============
(186)
هذا أو لكل عام؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل لابد الابد، وان رجلا قام فقال يا رسول الله ! نخرج حجاجا ورؤسنا تقطر؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، انك لن تؤمن بها أبدا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
662 ـ في كتاب علل الشرايع حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله): حدثنا محمد ابن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبى عمير وصفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجة الوداع لما فرغ من السعى قام عند المروة فخطب الناس فحمدالله واثنى عليه ثم قال: يا معشر الناس هذا جبرئيل ـ واشار بيده إلى خلفه ـ يأمرنى أن آمر من لم يسق هديا أن يسق هديا أن يحل، ولو استقبلت من أمرى ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم، ولكنى سقت الهدى وليس لسايق الهدى أن يحل حتى يبلغ الهدى محله، فقام اليه سراقة بن مالك بن جعشم الكنانى فقال: يا رسول الله علمنا ديننا فكأننا خلقنا اليوم، أرأيت هذا الذى أمرتنا به لعامنا [ ام لكل عام ]؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابل لابد الابد، وان رجلا قام فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤسنا تقطر؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) انك لن تؤمن بها أبدا.
663 ـ حدثنا أبى ومحمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قالا: حدثنا سعد بن عبدالله عن القاسم بن محمد الاصفهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن الفضيل بن عياض قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن اختلاف الناس في الحج، فبعضهم يقول:
خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) مهلا بالحج، وقال بعضهم: مهلا بالعمرة، وقال بعضهم: خرج قارنا وقال بعضهم حرج ينتظر أمرالله عزوجل فقال أبوعبدالله (عليه السلام) علم الله عزوجل انها حجة لايحج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعدها ابدا فجمع الله عزوجل له ذلك كله في سفرة واحدة ليكون جميع ذلك سنة لامته، فلما طاف بالبيت وبالصفا والمروة أمره جبرئيل (عليه السلام) أن يجعلها عمرة الامن كان معه هدى فهو محبوس على هديه ولايحل لقوله عزوجل (حتى يبلغ الهدى محله) فجمعت له العمرة والحج، وكان خرج على خروج العرب الاول لان العرب كانت لاتعرف الا الحج وهو في ذلك ينتظر أمرالله عزوجل، وهو يقول (عليه السلام) الناس على امر جاهليهم
===============
(187)
الاما غيره الاسلام، وكانو لايرون العمرة في اشهر الحج، فشق على اصحابه حين قال: اجعلوها عمرة، لانهم كانوا لايعرفون العمرة في أشهر الحج، وهذا الكلام من رسول الله (صلى الله عليه وآله) انما كان في الوقت الذى امرهم فيه بفسخ الحج، فقال: دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة وشبك بين اصابعه يعنى في اشهر الحج، قلت: فيعتد بشئ من امر الجاهلية؟ فقال: ان اهل الجاهلية ضيعوا كل شئ من دين ابراهيم (عليه السلام) الا الختان والتزويج والحج، فانهم تمسكوا بها ولم يضيعوها.
664 ـ في الكافى عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على كعب بن عجرة والقمل يتناثر من راسه وهو محرم، فقال له اتؤذيك هوامك؟ فقال: نعم، فأنزلت هذه ألآية: (فمن كان منكم مريضا او به اذى من راسه ففدية من صيام اوصدقة اونسك) فأمره رسوالله (صلى الله عليه وآله) أن يحلق وجعل الصيام ثلثة ايام، والصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين مدين والنسك شاة، قال ابوعبدالله (عليه السلام) وكل شئ من القرآن (أو) فساحبه بالخيار، يختار ماشاء، وكل شئ من القرآن:
فمن لم يجد كذا فعليه كذا فالاولى الخيار.
665 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نصر عن مثنى عن زرارة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: اذا احصر الرجل فبعث بهديه فاذاه راسه قبل ان ينحر هديه فانه يذبح شاة في المكان الذى احصر فيه، ويصوم او يتصدق، والصوم ثلثه ايام والصدقة على ستة مساكين نصف صاع لكل مسكين.
666 ـ في من لايحضره الفقيه ومر النبى (صلى الله عليه وآله) على كعب بن عجرة الانصارى وهو محرم وقد اكل قمل رأسه وحاجبيه وعينيه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كنت ارى ان الامر يبلغ ما ارى فأمره فنسك عنه نسكا وحلق رأسه، يقول الله: (فمن كان منكم مريضا او به اذى من راسه ففدية من صيام، او صدقة او نسك) فالصيام ثلثة ايام، و الصدقة على ستة مساكين، لكل مسكين صاع من تمر، والنسك شاة لايطعم منها أحد الا المساكين.
667 ـ روى عن الزهرى انه قال: لى على بن الحسين (عليه السلام) ذكر حديثا طويلا
===============
(188)
في وجوه الصوم وفيه يقول (عليه السلام): وصيام اذى حلق الرأس واجب، قال الله عزوجل.
(فمن كان منكم مريضا او به اذى من راسه ففدية من صيام او صدقة او نسك) فصأحبها فيها بالخيار، فان صام صام ثلثا، وصوم دم المتعة واجب لمن لم يجد الهدى، قال الله عزوجل: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة).
668 ـ في كتاب علل الشرايع في العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه سمعها من الرضا (عليه السلام) (فان قال): فلم امروا بالتمتع في الحج؟ (قيل) ذلك تخفيف من ربكم ورحمة، لان يسلم الناس من احرامهم، ولايطول ذلك عليهم فيدخل عليهم الفساد، وأن يكون الحج والعمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة وتبطل، ولان يكون الحج مفردا من العمرة، ويكون بينههما فصل وتمييز، وان لايكون الطواف بالبيت محظورا لان المحرم اذا طاف بالبيت قد احل الا لعلة، فلولا التمتع لم يكن للحاج ان يطوف، لانه اذا طاف احل وفسدا حرامه ويخرج منه قبل اداء الحج ولان يجب على الناس الهدى والكفارة فيذبحون وينحرون ويتقربون إلى الله جل جلاله، فلا تبطل هراقة الدماء والصدقة على المساكين.
669 ـ ابى (رحمه الله) قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن محمد بن ابيعمير عن حماد بن عثمان عن عبيدالله بن على الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: ان الحج متصل بالعمرة لان الله عزوجل يقول: (فاذا امنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى) فليس ينبغى لاحد الا أن يتمتع لان الله عزوجل أنزل ذلك في كتابه وسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
670 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابيعبيدة عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى) قال: شاة.
671 محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سعيد الاعرج قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): من تمتع في اشهر الحج ثم اقام بمكة حتى
===============
(189)
يحضر الحج من قابل فعليه شاة، ومن تمتع في غير اشهر الحج ثم جاوز حتى يحضر الحج فليس عليه دم، انما هى حجة مفردة وانما الاضحى على أهل الامصار.
672 ـ على بن ابراهيم عن ابيه رفعه في قوله تعالى: (فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم تلك عشرة كاملة) قال: كما لها كمال الاضجية.
673 ـ في تهذيب الاحكام موسى بن القاسم عن محمد عن زكريا المؤمن عن عبدالرحمن بن عتبة عن عبدالله بن سليمان الصيرفى قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام) لسفيان الثورى: ما تقول في قول الله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام في الحج وسبعة اذا رجتم تلك عشرة كاملة) ان شئ يعنى بكاملة؟ قال: سبعة وثلثة، قال: ويختل ذا على ذى حجى ان سبعة وثلثة عشرة؟ ! قال: فأى شئ هو أصلحك الله؟ قال: انظر، قال: لاعلم لى فأى شئ هو أصلحك الله؟ قال: الكاملة كمالها كمال الاضحية، سواء اتيت بها أولم تأت فالاضحية تمامها كمال الاضحية.
674 ـ أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن المتمتع يكون له فضول من الكسوة بعد الذى يحتاج اليه، فتسوى تلك الفضول مائة درهم، يكون ممن يجب عليه [ الهدى ] (1) فقال: له بد من كرى ونفقه؟ قلت: له كراء و ما يحتاج اليه بعد هذا الفضل من الكسوة قال: وأى شئ كسوة بمائة درهم؟ هذا ممن قال الله: (فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام في الحج وسبعة اذا رجعتم).
675 ـ في الكافى بعض اصحابنا عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله الكرخى قال: قلت للرضا (عليه السلام): المتمتع يقدم وليس معه هدى ايصوم مالم يجب عليه؟ قال: يصبر إلى يوم النحر، فان لم يصب فهو ممن لم يجده.
676 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على الوشا عن ابان عن الحسين بن زيد عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: السبعة الايام والثلثة الايام في الحج لاتفرق، انما هى بمنزلة الثلثة الايام في اليمين.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) مابين المعقفتين غير موجود في المصدر. (*)
===============
(190)
677 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن رفاعة بن موسى قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن المتمتع لايجد الهدى قال: يصوم قبل التروية بيوم، ويوم التروية، ويوم عرفة، قلت: فانه قدم يوم التروية؟ قال: يصوم ثلثة ايام بعد التشريق، قلت: لم يقم عليه جماله، قال: يصوم يوم الحصبة وبعده يومين، قال قلت: وما الحصبة؟ قال: يوم نفره قلت: يصوم وهو مسافر؟ قال: نعم أليس هو يوم عرفة مسافرا انا اهل بيت نقول ذلك لقول الله تعالى: (فصيام ثلثة ايام في الحج) يقول في ذى الحجة.
678 ـ احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبدالكريم بن عمرو عن زرارة عن احدهما (عليهما السلام) انه قال: من لم يجد هديا واحب ان يقدم الثلثة ايام في اول العشر فلا بأس.
679 ـ على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن متمتع لم يجد هديا؟ قال: يصوم ثلثة ايام في الحج، يوم قبل التروية، ويوم التروية ويوم عرفة قال: قلت فان فاته ذلك؟ قال: يتسحر ليلة الحصبة. ويصوم ذلك اليوم ويومين بعده، قلت: فان لم يقم عليه جماله ايصومها في الطريق؟ قال ان شاء صامها في الطريق، وان شاء اذا رجع إلى اهله.
680 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض اصحابه عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال قلت له رجل تمتع بالعمرة إلى الحج في عيبة ثياب له يبع من ثيابه ويشترى هديه؟ قال لاهذا يتزين به المؤمن يصوم ولاياخذ شيئا من ثيابه.
681 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن أبى عبدالله (عليه السلام) في متمتع يجد الثمن ولايجد الغنم؟ قال: يخلف الثمن عند بعض أهل مكة ويأمر من يشنرى له ويذبح عنه وهو يجزى عنه، فان مضى ذوالحجة اخر ذلك إلى قابل من ذى الحجة.
682 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن يحيى الازرق قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن متمتع كان معه ثمن هدى وهو يجد
===============
(191)
بمثل ذلك الذى معه هديا فلم يزل يتوانى ويؤخر ذلك متى اذا كان آخر النهار غلت الغنم فلم يقدر أن يشترى بالذى معه هديا قال يصوم ثلثة ايام بعد ايام التشريق.
683 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن عبدالكريم عن أبى بصير قال: سألته عن رجل تمتع فلم يجد هديا فصام الثلاثة الايام، فلما قضى نسكه بداله ان يقيم بمكة؟ قال: ينظر مقدم أهل بلاده فاذا ظن انهم قد دخلوا فليصم السبعة الايام.
684 ـ أحمد بن محمد بن أبى نصر عن عبدالكريم عن أبى بصير عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن رجل تمتع فلم يجدها يهدى به حتى اذا كان يوم النفر وجد ثمن شاة أيذبح او يصوم قال بل يصوم فان ايام الذبح قد مضت.
685 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حفص بن البخترى عن منصور عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من لم يصم في ذى الحجة حتى يهل هلال المحرم فعليه دم شاة وليس له صوم ويذبح (1) بمنى.
686 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن عبدالله بن بحر عن حماد بن عثمان قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن متمتع صام ثلثة ايام في الحج ثم اصاب هديا يوم خرج من منى قال أجزأه صيامه.
687 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن معاوية بن عمار قال: من مات ولم يكن له هدى لمتعته فليصم عنه وليه.
688 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه سئل رجل يتمتع بالعمرة إلى الحج ولم يكن له هدى فصام ثلثة ايام في الحج، ثم مات بعد مارجع إلى اهله قبل ان يصوم السبعة الايام اعلى وليه ان يقضى عنه؟ قال ماارى عليه قضاء.
689 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن هلال عن عقبة بن خالد قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجل نمتع وليس معه مايشترى به
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) في المصدر (ويذبحه). (*)
===============
(192)
هديا، فلما أن صام ثلثة ايام في الحج ايسر ايشترى هديا فينحره اويدع ذلك ويصوم سبعة ايام اذا رجع إلى اهله؟ قال: يشترى هديا فينحره ويكون صيامه الذى صامه نافلة له.
690 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبدالكريم بن عمرو عن سعيد الاعرج عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال ليس لاهل سرف ولالاهل مر ولا (1) لاهل مكة متعة لقول الله عزوجل: ذلك لمن لم يكن اهله حاضرى المسجد الحرام.
691 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت لاهل مكة متعة؟ قال لا ولا لاهل بستان ولا لاهل ذات عرق ولا لاهل عسفان (2) ونحوها.
692 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريزى عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام) قال: من كان منزله على ثمانية عشر ميلا من بين يديها، وثمانية عشر ميلا من خلفها، وثمانية عشر ميلا عن يمينها، وثمانية عشر ميلا عن يسارها، فلا متعة له مثل مر وأشباهها.
693 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن داود عن حماد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن أهل مكة أيتمتعون؟ قال: ليس لهم متعة، قلت، فالقاطن بها؟ قال: اذا اقام بها سنة أو سنتين صنع صنع أهل مكة، قلت: فان مكث الشهر؟ قال: يتمتع، قلت:
من أين؟ قال: يخرج من الحرم: قلت: أين يهل بالحج؟ قال: من مكة نحوا مما يقول الناس.
694 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: سألت
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) سرف ـ ككتف ـ: موضع على عشرة أميال من مكة، ومر: على مرحلة منها.
(2) البستان: بستان بنى عامر قرب مكه مجتمع النخلتين اليمانية والشامية وذات عرق: موضع بالبادية ميقات العراقيين. وعسفان: موضع بين مكة والمدينة، بينه وبين مكة نحو ثلاث مراحل. (*)
===============
(193)
ابا جعفر (عليه السلام) (1) في السنة التى حج فيها وذلك في سنة اثنتى عشرة ومأتين، فقلت: جعلت فداك بأى شئ دخلت مكة مفردا أو متمتعا؟ فقال: متمتعا، فقلت له: ايما أفضل، المتمتع بالعمرة إلى الحج أو من أفرد وساق الهدى؟ فقال: كان ابوجعفر (عليه السلام) (2) يقول:
المتمتع بالعمرة إلى الحج افضل من المفرد السايق للهدى، وكان يقول ليس يدخل الحاج بشئ افضل من المتعة.
695 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال (عليه السلام): لايجوز القران والافراد الا لمن كان اهله حاضرى المسجد الحرام.
696 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن مثنى الحناط عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: الحج اشهر معلومات شوال وذوالقعدة وذوالحجة ليس لاحدان يحج فيما سواهن.
697 ـ على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج والفرض التلبية والاشعار والتقليد، فأى ذلك فعل فقد فرض الحج، ولايفرض الحج الافى هذه الشهور التى قال الله عزوجل (الحج اشهر معلومات) وهو شوال وذوالقعدة وذوالحجة.
698 ـ على بن ابراهيم باسناده قال اشهر الحج شوال وذوالقعدة وعشر من ذى الحجة.
699 ـ فيمن لايحضره الفقيه روى معاوية بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال الحج اشهر معلومات شوال وذوالقعدة وذوالحجة، فمن أراد الحج وفرشعره اذا نظر إلى هلال ذى القعدة، ومن اراد العمرة وفرشعره شهرا.
700 ـ في مجمع البيان واشهر الحج عندنا شوال وذوالقعدة وعشر من ذى الحجة على ما روى عن ابى جعفر (عليه السلام)، وقيل هى شوال وذوالقعدة وذوالحجة عن عطا والربيع و
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) يعنى أبا جعفر الثانى (عليه السلام).
(2) يعنى أبا جعفر الاول (عليه السلام). (*)
===============
(194)
طاوس، وروى ذلك في اخبارنا
701 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن اسمعيل بن مرار عن يونس عن سماعة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اشهر الحج شوال وذوالقعدة وذوالحجة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
702 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام):
من احرم بالحج في غير اشهر الحج فلا حج له.
703 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله سبحانه وتعالى: (الحج اشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجداال في الحج) فقال: ان الله اشترط على الناس شرطا وشرط لهم شرطا، قلت: فما الذى اشترط عليهم وما الذى شرطه لهم؟ فقال: اما الذى اشترط عليهم فانه قال: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج) واما ماشرط لهم فانه قال: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال: يرجع لاذنب له، قال: قلت له: أرأيت من ابتلى بالفسوق ما عليه؟ قال:
لم يجعل الله له حدا يستغفر الله ويلبى، قلت: فمن ابتلى بالجدال ما عليه؟ قال: اذا جادل فوق مرتين فعلى المصيب دم يهريقه وعلى المخطى بقرة.
704 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى وابن أبى عمير جميعا عن معاوية بن عمار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) اذا احرمت فعليك بتقوى الله وذكرالله كثيرا وقلة الكلام الابخير، فان من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه الامن خير كما قال الله تعالى، فان الله عزوجل يقول (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج) والرفث الجماع والفسوق الكذب و السباب: والجدال قول الرجل لاوالله وبلى والله، واعلم ان الرجل اذا حلف بثلثة أيمان ولاءا في مقام واحد وهو محرم فقد جادل، فعليه دم يهريقه ويتصدق به، واذا حلف يمينا واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم يهريقه ويتصدق به، وقال وسألته عن الرجل يقول لعمرى وبلى لعمرى، قال ليس هذا من الجدال، انما الجدال لا والله وبلى والله.
===============
(195)
705 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسين بن على عن أبان بن عثمان عن أبى بصير عن أحدهما (عليهما السلام) قال: اذا حلف ثلثة ايمان متتابعات صادقا فقد جادل وعليه دم. واذا حلف بيمين واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم.
706 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن عبدالله بن مسكان عن أبى بصير قال: سألته عن المحرم يريد ان يعمل العمل (1) فيقول له صاحبه: والله لاتعمله فيقول والله لاعملنه فيحالفه مرارا أيلزمه يلزم [ صاحب ] الجدال قال: لا انما اراد بهذا اكرام أخيه، انما ذلك ما كان فيه معصية.
707 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المغرا عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: في الجدال شاة، وفى اسباب والفسوق بقرة والرفث فساد الحج.
708 ـ في نهج البلاغة أوصيكم عبادالله بتقوى الله التى هى الزاد وبها المعاد زاد مبلغ ومعاد منجح.
709 ـ في مجمع البيان (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم) قيل:
كانوا يتأثمون بالتجارة في الحج، فرفع سبحانه بهذه اللفظة الاثم عمن يتجر في الحج عن ابن عباس، والمروى عن أئمتنا (عليهم السلام) وقيل: لاجناح عليكم أن تطلبوا المغفرة من ربكم رواه جابر عن أبيجعفر (عليه السلام).
710 ـ في تفسير العياشى عن زيد الشحام عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: افيضوا من حيث افاض الناس قال: اولئك قريش كانوا يقولون: نحن أولى الناس بالبيت، ولايفيضون لامن المزدلفة، فامرهم الله أن يفيضوا من عرفة.
711 ـ عن رفاعة عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سالته عن قول الله: (ثم افيضوا من حيث أفاض الناس) قال: ان أهل الحرم كانوا يقفون على المشعر الحرام، ويقف الناس بعرفة ولايفيضون حتى يطع عليهم اهل عرفة، وكان رجل يكنى ابا سيار وكان له حمارفاره
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى يريد ان يعمل عملا ويخدمهم على وجه الاكرام وهم يقسمون عليه على وجه التواضع أن لايفعل قاله المجلسى (رحمه الله) في مرآت العقول. (*)
===============
(196)
وكان يسبق أهل عرفة، فاذا طلع عليهم قالوا أبوسيار، ثم افاضوا فامرهم الله أن يقفوا بعرفة يفيضوا منه.
812 ـ عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قوله: ثم افيضوا من حيث افاض الناس) قال: يعنى ابراهيم واسمعيل.
713 ـ عن جابر عن ابن جعفر (عليه السلام) في قوله: (ثم افيضوا من حيث افاض الناس) قال: هم اهل اليمن.
714 ـ في روضة الكافى ابن محبوب عن عبدالله بن غالب عن ابيه عن سعيد بن المسيب قال: سمعت على بن الحسين (عليه السلام) يقول: ان رجلا جاء إلى اميرالمؤمنين فقال: اخبرنى ان كنت عالما عن الناس وعن اشباه الناس وعن النسناس؟ فقال اميرالمؤمنين (عليه السلام): يا حسين اجب الرجل فقال الحسين (عليه السلام): أما قولك اخبرنى عن الناس فنحن الناس، ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه (ثم افيضوا من حيث افاض الناس فرسول الله افاض بالناس، والحديث طويل اخذنا منه، موضع الحاجة.
715 ـ في مجمع البيان (افاض الناس) قيل فيه قولان: (احدهما) ان المراد به الافاضة من عرفات وأراد بالناس ساير العرب وانه أمر لقريش وحلفائها، وهم الخمس لانهم كانوا لايقفون مع الناس بعرفة، ولايفيضون منها، ويقولون نحن اهل حرم الله فلا نخرج منه، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها، فأمرهم الله تعالى بالوقوف بعرفة والافاضة منها كما يفيض الناس. واراد بالناس ساير العرب، وهو المروى عن الباقر (عليه السلام) (والثانى) ان المراد به الافاضة من المزدلفة إلى منى يوم النحر قبل طلوع الشمس للرمى والنحر: ومما يسئل على القول الاول ان يقال: اذا كان ثم للترتيب فما معنى الترتيب ههنا؟ وقد روى اصحابنا في جوابه ان ههنا تقديما وتأخيرا، و تقديره ليس عليكم جناح ان تبتغوا فضلا من ربكم ثم افيضوا من حيث افاض الناس فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واستغفروا الله ان الله غفور رحيم.
716 ـ وفيه واختلف في سبب تسميتها بعرفات، فقيل: لان ابراهيم (عليه السلام) عرفها بما تقدم له من النعت لها والوصف، روى عن على (عليه السلام)، وقيل: لان آدم
===============
(197)
وحوا اجتمعا فيها فتعارفا، وقد رواه اصحابنا ايضا.
717 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى معوبة بن عمار قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن عرفات لم سميت عرفات؟ فقال: ان جبرئيل (عليه السلام) خرج بابراهيم صلوات الله عليه يوم عرفة، فلما زالت الشمس قال له جبرئيل (عليه السلام): يا ابراهيم اعترف بذنبك وأعرف مناسكك، فسميت عرفات لقول جبرئيل (عليه السلام) له اعرف واعترف.
718 ـ في الكافى باسناده إلى ابى بصير انه سمع ابا جعفر وابا عبدالله (عليهما السلام) يذكران انه قال جبرئيل لابراهيم (عليه السلام): هذه عرفات فاعرف بها مناسكك، واعترف بذنبك، فسمى عرفات، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
719 ـ على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال في حديث طويل: ونزل رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) بمكة بالبطحاء هو واصحابه، ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس امر الناس ان يغتسلوا ويهلوا بالحج، وهوقول الله تعالى الذى انزل على نبيه (صلى الله عليه وآله) (فاتبعوا ملة ابيكم ابراهيم) فخرج النبى (صلى الله عليه وآله) واصحابه مهلين بالحج حتى اتى منى، فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر، ثم غدا والناس معه، وكانت قريش تفيض من المزدلفة وهى جمع، ويمنعون الناس ان يفيضوا منها، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقريش ترجوان يكون افاضته من حيث كانوا يفيضون فأنزل الله تعالى عليه: (ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله) يعنى ابراهيم واسمعيل و اسحق في افاضتهم منها ومن كان بعدهم، فلما رات قريش ان قبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قدمضت كانه دخل في انفسهم شئ للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم حتى انتهى إلى نمرة وهو بطن عرنة (!) بحيال الاراك فضربت قبته وضرب الناس اخبيتهم عندها فلما زالت الشمس خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه قريش وقد اغتسل وقطع التبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس وامرهم ونهاهم ثم صلى الظهر والعصر باذان واقامتين، ثم مضى إلى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون إلى جانبها فنحاها ففعلوا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) نمرة: هى الجبل الذى عليه انصاب الحرم وعرنة: موضع بعرفات. (*)
===============
(198)
مثل ذلك فقال: ايها الناس ليس موضع اخفاف ناقتى بالموقف ولكن هذا كله ـ وأومى بيده إلى الموقف ـ فتفرق الناس وفعل مثل ذلك بالمزدلفة، فوقف الناس حتى وقع قرص الشمس ثم أفاض وأمر الناس بالدعة (1) حتى انتهى إلى المزدلفة وهى المشعر الحرام.
720 ـ على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار قال، قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان المشركين كانوا يفيضون من قبل ان تغيب الشمس، فخالفهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فافاض بعد غروب الشمس قال: وقال أبوعبدالله (عليه السلام) اذا غربت الشمس فافض مع الناس، وعليك السكينة والوقار وافض بالاستغفار فان الله عزوجل يقول: (ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله ان الله غفور رحيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
721 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار: عن صفوان بن يحيى عن منصور بن حازم عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في ايام معدودات) قال: هى ايام التشريق. كانوا اذا قاموا بمنى بعدالنحر تفاخروا فقال الرجل منهم: كان أبى يفعل كذا وكذا فقال الله تعالى: فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله كذكركم آبائكم او اشد ذكرا قال والتكبير الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر ولله الحمد الله اكبر على ماهدانا الله اكبر على مارزقنا من بهيمة الانعام.
722 ـ في مجمع البيان (كذكركم آباءكم) معناه ماروى عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) انهم كانوا اذا فرغوا من الحج يجتمعون هناك ويعدون مفاخر آبائهم ومآثرهم ويذكرون أيامهم القديمة، وأياديهم الجسيمة فأمرهم الله سبحانه أن يذكروه مكان ذكرهم آبائهم في هذا الموضع (اواشد ذكرا) او يزيدوا على ذلك بأن يذكروا نعم الله سبحانه ويعدوا آلاء ويشكروا نعمائه لان آبائهم وان كانت لهم عليهم اياد ونعم، فنعم الله سبحانه عليهم أعظم، وأياذيه عندهم أفخم ولانه سبحانه المنعم بتلك المآثر والمفاخر على آبائهم وعليهم
723 ـ في تفسير على بن ابراهيم (فاذكروا الله كذكركم آباءكم او أشد ذكرا) قال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى الوقار والسكينة (*)
===============
(199)
كانت العرب اذا وقفوا بالمشعر يتفاخرون بآبائهم، فيقولون لاوابيك، لاوابى فامر هم الله أن يقولوا لاوالله وبلى والله.
724 ـ في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) نحوه بدون لفظ يتفاخرون بآبائهم.
725 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله) قال حدثنا عبدالله بن جعفر الحميرى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى عبدالله (عليهما السلام) في قول الله عزوجل: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة قال: رضوان الله والجنة في الاخرة، والسعة في الرزق والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.
726 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن ابى عمير وصفوان بن يحيى عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال طف بالبيت سبعة اشواط وتقول في الطواف: اللهم انى اسئلك إلى أن قال (عليه السلام) وتقول فيما بين الركن اليمانى والحجر الاسود، (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار).
727 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: يستحب ان يقول بين الركن والحجر، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وقال ان ملكا موكلا يقول آمين.
728 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة) رضوان الله في الجنة في الاخرة والمعاش وحسن الخلق في الدنيا.
729 ـ على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داوود المنقرى عن سفيان بن عيينة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سأل رجل أبى بعد منصرفه من الموقف فقال: أترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبى: ما وقف
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وقدمر الحديث بعينه سندا ومتنا تحت رقم 721 ايضا. (*)
===============
(200)
بهذا الموقف احد الاغفر الله له مومنا كان او كافرا لانهم في مغفرتهم على ثلث منازل: مؤمن غفر له ماتقدم من ذنبه وما تاخر وأعتقه الله من النار وذلك قوله تعالى: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة، وقنا عذاب النار اولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب) وسنذكر تتمة الحديث ان شاءالله.
730 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسن بن على عن أبيه (عليهم السلام) قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس اذ سال عن رجل من اصحابه، فقالوا: يا رسول الله انه قد صار في البلاء كهيئة الفرخ لاريش عليه، فاتاه (عليه السلام) فاذا هو كهيئة الفرخ لاريش عليه من شدة البلاء فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال نعم كنت أقول: يارب ايما عقوبة أنت معاقبى بها في الاخرة فجعلها لى في الدنيا فقال له
النبى (صلى الله عليه وآله) الاقلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الاخرة حسنة وقنا عذاب النار، فقال فكأنما نشط من عقال وقام صحيحا وخرج معنا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، 731 ـ في مجمع البيان (ولله سريع الحساب) وورد في الخبر انه سبحانه يحاسب الخلايق كلهم في مقدار لمح البصر، وروى بقدر حلب شاة، وروى عن أميرالمؤمنين انه قال: معناه انه يحاسب الخلق دفعة كما يرزقهم دفعة.
732 ـ في الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن منصور ابن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله سبحانه وتعالى: (واذكروا الله في ايام معدوات) قال: أيام لتشريق كانوا اذا قاموا بمنى بعد النحر تفاخروا، فقال الرجل منهم: كان ابى يفعل كذا وكذا فقال الله تعالى: (فاذا افضتم من عرفات فاذكروا الله كذكركم آباءكم اواشد ذكرا) قال: والتكبير الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر ولله الحمد الله اكبر على ماهدانا الله اكبر على مارزقنا من بهيمة الانعام.
733 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله تعالى، واذكروا الله في أيام معدودات) قال:
التكبير في ايام التشريق صلوة الظهر من يوم النحر إلى صلوة الفجر من يوم الثالث، وفى الامصار عشر صلوات، فاذا نفر بعد الاولى أمسك أهل الامصار، ومن أقام بمنى فصلى بها
===============
(201)
الظهر والعصر فليكبر.
734 ـ في كتاب معانى الاخبار أبى (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن احمد بن على بن الصلت عن عبدالله بن الصلت عن يونس بن عبدالرحمن عن المفضل بن صالح عن زيد الشحام عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (واذكروا الله في ايام معدودات) قال المعلومات و المعدودات واحدة وهى ايام التشريق.
735 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن عيسى عن محمد بن يحيى عن حماد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا أصاب المحرم الصيد فليس له أن ينفر في النفر الاول، ومن نفر في النفر الاول فليس له أن يصيب الصيد حتى ينفر الناس، وهو قول الله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه... لمن اتقى) قال: اتقى الصيد.
736 ـ عن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد عن على عن أحدهما (عليهما السلام) انه قال: في رجل بعث بثقله يوم النفر الاول وأقام هو إلى الاخير، قال: هو ممن تعجل في يومين.
737 ـ فيمن لايحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:
سمعته يقول في قول الله عزوجل: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) فقال: يتقى الصيد حتيى ينفر أهل منى في النفر الاخير.
738 ـ وفى رواية ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبى ـ جعفر (عليه السلام) انه قال: لمن اتقى الرفث والفسوق والجدال وماحرم الله عليه في احرامه.
739 ـ وفى رواية على بن عطية عن أبيه عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال: لمن اتقى الله عزوجل وروى انه يخرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه، وروى من وفى وفى الله له.
740 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن سفيان بن عيينة عن أبيعبدالله (ع) قال سأل رجل أبى بعد منصرفه من الموقف فقال اترى يخيب الله هذا الخلق كله؟ فقال أبى ماوقف بهذا الموقف أحد الاغفر الله له، مؤمنا كان او كافرا الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل إلى قوله و منهم من غفر الله له ماتقدم من ذنبه وقيل له احسن فيما بقى من عمرك وذالك قوله تعالى فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه) يعنى من مات قبل أن يمضى فلا اثم عليه
===============
(202)
ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى الكبائر.
741 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن داود بن النعمان عن أبى أيوب قال، قلت لابيعبدالله (عليه السلام)، انا نريدان نتعجل السير ـ وكانت ليلة النفرحين سألته ـ فأى ساعة ننفر؟ فقال لى، اما اليوم الثانى فلا تنفر حتى تزول الشمس وكانت ليلة النفر، واما اليوم الثالث فاذا ابيضت الشمس فانفر على بركة الله، فان الله تعالى يقول، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه) فلوسكت لم يبق أحد الا تعجل ولكنه قال، (ومن تأخر فلا اثم عليه).
742 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمى عن معاوية ابن وهب عن اسمعيل بن نجيح الرماح قال، كنا عند أبيعيدالله (عليه السلام) بمنى ليلة من الليالى فقال، مايقول هؤلاء فيمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه؟ قلنا. ما ندرى، قال، بلى يقولون من تعجل من أهل البادية فلا اثم عليه، ومن تأخر من اهل الحضر فلا اثم عليه، وليس كما يقولون قال الله جل ثناؤه (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه) الا لا اثم عليه (ومن تأخر فلا اثم عليه) الا لا اثم عليه (لمن اتقى) انما هى لكم والناس سواد وانتم الحاج.
743 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن عبدالاعلى قال. قال أبوعبدالله (عليه السلام). كان أبى يقول. من أم هذا البيت حاجا او معتمرا مبرا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه، ثم قرأ، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تاخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قلت، ما الكبر؟ قال. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ان اعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق (1) قلت،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) في النهاية: في الحديث: (انما ذلك من سفه الحق وغصص الناس) اى احتقرهم ولم يرهم شيئا، تقول منه: غمص الناس يغمصهم غمصا، وقال: من سفه الحق اى من جهله وقيل: جهل نفسه ولم يفكر فيها، قال وفى الكلام محذوف تقديره انما البغى فعل من سفه الحق والسفه في الاصل: الخفة والطيش، وسفه فلان رايه اذا كان مضطربان لااستقامة له والسفيه: الجاهل. (*)
===============
(203)
ما غمص الخلق وسفه الحق قال، يجهل الحق ويطعن عن اهله، فمن فعل ذلك نازع الله ردائه.
744 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابيعمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تاخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال، يرجع لاذنب له.
745 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا ابى (رحمه الله) قال، حدثنا الحسن بن محمد بن عامر عن ابيعبدالله بن عامر عن محمد بن ابيعمير عن حماد بن عثمان عن عبدالله بن على عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تاخر فلا اثم عليه لمن اتقى) قال: يرجع ولاذنب له، والحديث طويل اخذنا
منه موضع الحاجة.
746 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ان العبد المؤمن حين يخرج من بيته حاجا لايخطو خطوة ولاتخطوبه راحلته الاكتب الله له بها حسنة، ومحاعنه سيئة، ورفع له بها درجة، فاذا وقف بعرفات فلو كانت ذنوبه عدد الثرى رجع كما ولدته امه، يقال: له استانف العمل يقول الله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأحر فلا اثم عليه لمن اتقى).
747 ـ عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه) الاية قال: انتم والله هم ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لا يثبت على ولاية على (عليه السلام) الا المتقون.
748 ـ عن حماد عنه في قوله: لمن اتقى) الصيد فان ابتلى بشئ من الصيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين.
749 ـ عن الحسين بن بشار قال سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله: ومن الناس من يعجبك قوله في الحيوة الدنيا قال: فلان وفلان ويهلك الحرث و النسل هم الذرية، والحرث الزرع.
750 ـ عن سعد الاسكاف عن ابى جعفر (عليه السلام) قال ان الله يقول في كتابه وهو
===============
(204)
الد الخصام بل هم يختصمون، قال قلت، وما الالد؟ قال الخصومة (1).
751 ـ 752 ـ عن زرارة عن أبى جعفر وأبيعبدالله (عليهما السلام) قال سألتهما عن قوله (واذا تولى سعى في الارض) إلى آخر الاية، فقال النسل الولد، والحرث الارض، وقال ابوعبدالله الحرث الذرية.
753 ـ في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن محمد بن سليمان الازدى عن ابى الجارود عن أبى اسحق عن اميرالمؤمنين (عليه السلام)، (واذا تولى سعى في الارض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل) بظلمه وسوء سيرته (والله لايحب الفساد).
754 ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق (عليه السلام) ان الحرث في هذا الموضع الدين والنسل الناس.
755 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال الحرث في هذا الموضع الدين، والنسل الناس، ونزلت في الثانى، ويقال في معاوية.
756 ـ في كتاب الخصال عن الحسن بن على الديلمى مولى الرضا (عليه السلام) قال:
سمعت الرضا (عليه السلام) يقول، من حج بثلثة نصر من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عزوجل بالثمن، ولم يسأله من أين كسب ماله من حرام او حلال.
757 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) إلى حكيم بن جبير عن على بن الحسين (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله قال: نزلت في على (عليه السلام) حين بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله).
758 ـ وباسناده إلى سعيد بن اوس قال: كان ابوعمرو بن العلا اذا قرئ (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) قال: كرم الله عليا (عليه السلام)، فيه نزلت هذه الاية.
759 ـ وباسناده إلى انس بن مالك قال: لما توجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الغار
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في جملة من النسخ وفى بعضها هكذا: (قال: قلت: وما الفرق؟ قال:
الخصومة) وفى المصدر كنسخة البرهان: (قال: قلت وما الد؟ قال: شديد الخصومة). (*)
===============
(205)
ومعه ابوبكر أمر النبى (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) ان ينام على فراشه ويتغشى ببرده، فبات على (عليه السلام) موطنا نفسه على القتل وجاءت رجال قريش من بطونها يريدون قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما ارادوا ان يضعوا عليه اسيافهم لايشكون انه محمد (صلى الله عليه وآله) فقالوا ايقظوه ليجدا لم القتل ويرى السيوف تأخذه، فلما أيقظوه فرأوه عليا فتفرقوا في طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانزل الله عزوجل: ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد؟
760 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله) قال: ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ومعنى يشرى نفسه يبذلها.
761 ـ في مجمع البيان روى السدى عن ابن عباس قال: نزلت هذه الاية في على بن أبى طالب (عليه السلام) حين هرب النبى (صلى الله عليه وآله) من المشركين إلى الغار، ونام على فراش النبى (صلى الله عليه وآله)، ونزلت الاية بين مكة والمدينة.
762 ـ وروى انه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبرئيل ينادى: بخ بخ، من مثلك يابن أبى طالب يباهى الله تعالى بك الملائكة؟.
763 ـ وروى عن على (عليه السلام) ان المراد بالاية الرجل يقتل على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.
764 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن مثنى الحناط عن عبدالله بن عجلان عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوحل:
يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين قال: في ولايتنا.
765 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ادخلوا في السلم كافة) قال:
في ولاية اميرالمؤمنين.
766 ـ في امالى شيخ الطايفة (قدس سره) باسناده إلى محمد بن ابراهيم قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (ع) يقول في قوله تعالى: (ادخلوا في السلم كافة) قال: في ولاية على بن أبى طالب: (ولاتتبعوا خطوات الشيطان) قال:
لاتتبعوا غيره.
===============
(206)
767 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:
(يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان) قال: أتدرى ما السلم؟ قال: قلت: أنت أعلم، قال: ولاية على والائمة الاوصياء من بعده، قال (وخطوات الشيطان) والله ولاية فلان وفلان.
768 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله (ع) قالوا: سألناهما عن قول الله: (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) قال:
أمروا بمعرفتنا.
769 ـ عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله: (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان) قال، السلم هم آل محمد (صلى الله عليه وآله) أمرالله بالدخول فيه.
770 ـ عن ابى بكر الكلبى عن أبى جعفر عن ابيه (ع) في قوله. (ادخلوا في السلم كافة) هو ولايتنا.
771 ـ عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال. قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) وقد ذكرعترة خاتم النبيين والمرسلين، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة ولاتتبعوا خطوات الشيطان، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
772 ـ عن جابر قال. قال أبوجعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: في ظلل من الغمام والملئكة وقضى الامر قال: ينزل في سبع قباب من نور لايعلم في ايها هو حين ينزل في ظهر الكوفة، فهذا حين ينزل.
773 ـ عن أبى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) حديث طويل وفى آخره: واما معنى الامر فهو الوسم على الخرطوم يوم يوسم الكافر.
774 ـ في الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبى عبدالله عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه: وان حلف على شئ والذى عليه اتيانه خير من تركه، فليأت الذى هو خير ولاكفارة عليه، انما ذلك من خطوات الشيطان.
===============
(207)
775 ـ في من لايحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهم السلام) انه سئل عن أمرأة جعلت مالها هديا وكل مملوك لها حرا ان كلمت اختها أبدا؟ قال تكلمها
وليس هذا بشئ، انما هذا وشبهه من خطوات الشيطان.
776 ـ وفيه وسئل عن الرجل يقول على ألف بدنة وهو محرم بألف حجة، قال تلك خطوات الشيطان.
777 ـ في عيون الاخبار محمد بن أحمد بن ابراهيم المعاذى قال: حدثنا احمد بن محمد بن سعيد الكوفى الهمدانى قال: حدثنا على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال سألت الرضا (عليه السلام) إلى أن قال: وسألته عن قول الله تعالى: هل ينظرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة قال يقول: هل ينظرون الا ان ياتيهم بالملائكة في ظلل من الغمام هكذا نزلت.
778 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن ابى عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن ابى جعفر (ع) قال سمعته يقول ابتداء منه ان الله اذا بداله ان يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى، فاجتمع الانس والجن في أسرع من طرفة عين، ثم اذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهى ضعف التى تليها، فاذا رآها اهل سماء الدنيا قالوا جاء ربنا، قالوا لا وهوآت يعنى امره حتى تنزل كل سماء يكون كل واحدة منهما من وراء الاخرى، وهى ضعف التى تليها، ثم ينزل امرالله في ظلل من الغمام والملئكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الامور، ثم يأمرالله مناديا ينادى (يامعشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات والارض فانفذوا لاينفذون الا بسلطان فباى آلاء ربكما تكذبان) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
779 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن ابى بصير عن ابيعبدالله (ع) (واتبعوا ما تتلوا الشياطين) بولاية الشياطين على ملك سليمان، ويقرا ايضا (سل بنى اسرائيل كم آيتناهم من آية بينة فمنهم من آمن ومنهم
===============
(208)
من جحد ومنهم من اقر ومنهم من بدل ومن يبدل نعمة الله من بعد ما حاءته فان الله شديد العقاب.)
780 ـ في مجمع البيان (زين للذين كفروا الحيوة الدنيا) فان الانسان انما يكلف بان يدعى إلى شئ تنفر نفسه عنه، اويزجر عن شئ تتوق نفسه اليه وهذا معنى قول النبى (صلى الله عليه وآله) حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات.
781 ـ في روضة الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن أحمد بن عديس [ عن أبان ] عن يعقوب بن شعيب انه سأل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
كان الناس امة واحدة فقال: كان [ الناس ] قبل نوح امة ضلال فبدالله (1) فبعث المرسلين وليس كما يقولون لم يزل (2) وكذبوا.
782 ـ في تفسير العياشى عن يعقوب بن شعيب قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله (كان الناس امة واحدة) قال كان هذا قبل نوح امة واحدة، فبدالله فأرسل الرسل قبل نوح قلت أعلى هدى كانوا أم على ضلالة؟ قال: كانوا على ضلالة قال: بل كانوا ضلالا لامؤمنين ولاكافرين ولامشركين.
783 ـ عن مسعدة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) فقال: كان ذلك قبل نوح، قيل فعلى هدى كانوا؟ قال: لاكانوا ضلالا، وذلك بانه لما انقرض آدم (عليه السلام) وصالح ذريته بقى شيث وصيه لايقدر على اظهار دين الله الذى كان عليه آدم وصالح ذريته وذلك ان قابيل توعده بالقتل كما قتل أخاه هابيل، فسار فيهم بالتقية والكتمان، فازداد واكل يوم ضلالا حتى لم يبق على الارض معهم الامن هو سلف، ولحق الوصى بجزيرة في البحر يعبدالله فبدالله تبارك وتعالى أن يبعث الرسل، ولو سئل هؤلاء الجهال لقالوا: قد فرغ من الامر، فكذبوا انما هو شئ يحكم به الله في كل عام
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل (عندالله) مكان (فبدالله) ويحتمل التصحيف ايضا.
(2) قال المجلسى (رحمه الله) اى ليس كما يقولون: (ان الله تعالى قدر الامر في الازل وقد فرغ منها فلا يتغير تقديراته تعالى) بل لله البداء فيما كتب في لوح المحو والاثبات. (*)
===============
(209)
ثم قرأ (فيها يفرق كل أمر حكيم) فيحكم الله تبارك وتعالى مايكون في تلك السنة من شدة أورخاء أو مطر أو غير ذلك، قلت: أفضلال كانوا قبل النبيين أم على هدى؟ قال: لم يكونوا على هدى كانوا على فطرة الله التى فطرهم عليها لاتبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله أما تسمع يقول ابراهيم: (لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين) اى ناسيا للميثاق، 784 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال كانوا قبل نوح امة واحدة على فطرة الله لامهتدين ولاضلالا فبعث الله النبيين.
785 ـ في تفسير على بن ابراهيم: (قوله كان الناس امة واحدة) قال: قبل نوح (عليه السلام) على مذهب واحد فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
786 ـ في الخرايج والجرايح وعن زين العابدين عن آبائهم (عليهم السلام) قال: فما تمدون اعينكم الستم آمنين، لقد كان من قبلكم ممن هو على ما أنتم عليه يؤخذ فتقطع يده ورجله ويصلب ثم تلا: ام حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما ياتكم مثل الذين خلوا من قبلكم الاية.
787 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سيف عن اخيه عن ابيه عن بكر بن محمد قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقرأ: وزلزلوا ثم رلزلوا حتى يقول الرسول.
788 ـ في الكافى بعض اصحابنا مرسلا قال: ان اول ما نزل في تحريم الخمر قول الله عزوجل يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما فلما نزلت هذه الاية احس القوم بتحريم الخمر وعلموا ان الاثم مما ينبغى اجتنابه ولايحمل الله عزوجل عليهم من كل طريق، لانه قال (ومنافع للناس) ثم أنزل الله عزوجل آية اخرى (الحديث).
789 ـ في تفسير العياشى عن حمدويه عن محمد بن عيسى قال: سمعته يقول كتب اليه ابراهيم بن عنبسة يعنى إلى على بن محمد (عليهما السلام) ان رآى سيدى وممولانى ان يخبرنى
===============
(210)
عن قول الله عزوجل: (يسئلونك عن الخمر والميسر) الاية فما المنفعة (1) جعلت فداك فكتب كل ماقومر به فهو الميسر، وكل مسكر حرام.
790 ـ عن عامر بن السمط عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال، الخمر من ستة اشياء التمر والزبيب والحنطة والشعير والعسل والذرة، 791 ـ في مجمع البيان الخمر وهى كل شراب مسكر مخالط للعقل مغلط عليه، وما اسكر كثيرة فقليله خمر، هذا هو الظاهر في روايات اصحابنا.
792 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد عن ابى الحسن (عليه السلام) قال: النرد والشطرنج والاربعة عشر (2) بمنزلة واحدة، وكل ما قومر عليه فهو ميسر.
793 عد من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن أبى نجران عن مثنى الحناط عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال قال: أميرالمؤمنين (عليه السلام). الشطرنج والنردهما الميسر، 794 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن عبدالملك القمى قال: كنت أنا وادريس أخى عند أبى عبدالله فقال ادريس: جعلنا الله فداك ما الميسر؟ فقال أبيعبدالله (عليه السلام) هى الشطرنج قال، فقلت. اما انهم (3) يقولون: انها النرد قال.
والنرد ايضا.
795 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو قال: العفو الوسط.
796 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله (ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو) قال:
لااقتار ولااسراف.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وفى الوسائل (ابواب مايكتسب به باب 102) (فما الميسر) عوض (فما المنقعة) ولعله الظاهر.
(2) قال الطريحى: لعل المراد بالاربعة عشر الصفان من النقر يوضع فيهما شئ يلعب فيه في كل صف سبع نقر محفورة فتلك أربعة عشروالله أعلم.
(3) هذا هو الظاهر الموافق لنسخ الكافى لكن في الاصل (عندهم) مكان (اما انهم). (*)
===============
(211)
798 ـ في مجمع البيان (قل العفو) فيه اقوال إلى قوله: (وثالثها) ان العفو مافضل عن قوت السنة عن الباقر (عليه السلام) قال ونسخ ذلك باية الزكوة.
798 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن صفوان عن عبدالله بن مسكان عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه لما نزلت (ان الذين يأكلون اموال اليتامى ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) اخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في اخراجهم فانزل الله تبارك وتعالى ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح وقال الصادق (عليه السلام): لابأس ان تخالط طعامك بطعام اليتيم فأن الصغير يوشك ان يأكل كما يأكل الكبير، واما الكسوة وغيرها فيحسب على كل رأس صغير وكبير كما يحتاج اليه.
799 ـ في مجمع البيان عند قوله: (وآتوا التيامى أموالهم) الاية روى انه لما نزلت هذه الاية كرهوا مخالطة اليتامى فشق ذلك عليهم فشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فانزل الله سبحانه وتعالى (ويسئلونك عن اليتامى قل اصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم) الاية عن الحسن، وهو المروى عن السيدين الباقر والصادق (عليهما السلام).
800 ـ في الكافى عثمان عن سماعة قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (وان تخالطوهم فاخوانكم (قال. يعنى اليتامى اذا كان الرجل يلى الايتام في حجره فليخرج من ماله على قدر مايخرج لكل انسان منهم فيخالطهم وياكلون جميعا ولايرزأن (1) من اموالهم شيئا انما هى النار.
801 ـ أحمد بن محمد عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت ارأيت قول الله عزوجل: (وان تخالطوهم فاخوانكم: قال تخرج من اموالهم بقدر ما يكفيهم وتخرج من مالك قدر مايكفيك ثم تنفقه، قلت: ارأيت ان كانوا يتامى صغارا وكبارا وبعضهم أعلى كسوة من بعض وبعضهم آكل من بعض ومالهم جميعا؟ فقال: اما الكسوة فعلى كل انسان منهم ثمن كسوته، واما الطعام فاجعلوه جميعا فان الصغير يوشك ان يأكل مثل الكبير والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) رزأ الشئ ومنه: نقصه. (*)
===============
(212)
802 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالله بن يحيى الكاهلى قال: قيل لابى عبدالله (عليه السلام) انا ندخل على اخ لنافى بيت ايتام ومعهم خادم لهم، فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال. ان كان في دخولكم عليهم منفعة لهم فلا بأس وان كان فيه ضرر فلا وقال (عليه السلام) بل الانسان على نفسه بصيرة فأنتم لايخفى عليكم وقد قال الله عزوجل (وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح).
803 ـ في تفسير العياشى عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبى (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ان اخى هلك وترك ايتاما ولهم ماشية فما يحل لى منها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان كنت تليط حوضها وترد نادتها (1) ويقوم على رعيتها فاشرب من البانها غير مجتهد للحلب ولاضار بالولد، والله يعلم المفسد من المصلح.
804 ـ عن على عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله في اليتامى: (وان تخالطوهم فاخوانكم) قال: يكون لهم التمر واللبن، ويكون لك مثله على قدر ما يكفيك ويكفيهم، ولايخفى على الله المفسد من المصلح.
805 ـ [ عنه ] عن عبدالله بن حجاج (2) عن ابى الحسن موسى (عليه السلام) قال:
قلت له: يكون لليتيم عندى الشئ وهو في حجرى انفق عليه منه وربما اصيب مما يكون له من الطعام وما يكون منى اليه اكثر؟ فقال: لابأس بذلك ان الله يعلم المفسد من المصلح.
806 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ألحسن بن الجهم قال: قال لى ابوالحسن الرضا (عليه السلام)، يابا محمد ماتقول في رجل يتزوجل نصرانية على مسلمة؟ قلت جعلت فداك وما قولى بين يديك قال لتقولن فان ذلك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لاط الحوض: مدره لئلا ينشف الماء. والنادية: النوق المتفرقة.
(2) وفى المصدر (عبدالرحمن بن الحجاج) بدل (عبدالله) وهو أخوه وكلاهما يرويان عن أبى الحسن موسى (ع). (*)
===============
(213)
يعلم به قولى، قلت: لايجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولاغير مسلمة، قال لم؟ قلت، لقول الله عزوجل، ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن قال، فما تقول في هذه الاية، (والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم)؟ قلت، قوله، (ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن) نسخت هذه الآية، فتبسم ثم سكت.
805 ـ في مجمع البيان عند قوله تعالى، (والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب) روى ابوالجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) انه منسوخ بقوله، (ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن) وبقوله (ولاتمسكوا بعصم الكوافر).
قال عزمن قائل ويسئلونك عن المحيض
808 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابيعبيدة الحذاء عن ابى جعفر محمد بن على (عليه السلام) قال: الحيض من النساء نجاسة رماهن الله بها قال. وقد كن النساء في زمن نوح انما تحيض المراة في كل سنة حيضة حتى خرجن نسوة من حجابهن وهن سبعمائة امرأة فانطلقن فلبسن المعصفرات من الثياب وتحلين وتعطرن. ثم خرجن فتفرقن في البلاد فجلسن مع الرجال وشهدن الاعياد معهم وجلسن في صفوفهم. فرماهن الله بالحيض عند ذلك في كل شهر، اولئك النسوة بأعيانهن. فسالت دماءهن فخرجن من بين الرجال وكن يحضن في كل شهر حيضة قال، فاشغلهن الله تبارك وتعالى بالحيض وكسر شهوتهن، قال: وكان غيرهن من النساء اللواتى لم يفعلن مثل فعلهن يحضن في كل سنة حيضة قال: فتزوج بنوا اللاتى يحضن في كل شهر حيضة بنات اللاتى يحضن في كل سنة حيضة، قال: فامتزج القوم فحضن بنات هؤلاء وهؤلاء في كل شهر حيضة، قال: وكثر اولاد اللاتى يحضن في كل شهر حيضة لاستقامة الحيض، وقل اولاد الذين لايحضن في السنة الاحيضة لفساد الدم، قال: وكثر نسل هؤلاء وقل نسل اولئك.
قال عزمن قائل فاعتزلوا النساء في المحيض ولاتقربوهن حتى يطهرن.
809 ـ في الكافى على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن ابى ابراهيم عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ان الله تعالى لما أصاب آدم وزوجته الخطيئة أخرجهما من الجنة وأهبطهما إلى الارض فأهبط
===============
(214)
آدم على الصفا وأهبطت حوا على المروة، فقال آدم: ما فرق بينى وبينها الا انها لاتحل لى؟ ولو كانت تحل لى هبطت معى على الصفا، ولكنها حرمت على من أجل ذلك وفرق بينى وبينها، فمكث آدم معتزلا حوا فكان يأتيها نهارا فيتحدث عندها على المروة، فاذا كان الليل وخاف أن تغلبه نفسه يرجع إلى الصفا فيبيت عليه، ولم يكن لادم انس غيرها، ولذلك سمين النساء من أجل ان حوا كانت انسا لادم لايكلمه الله ولايرسل اليه رسولا عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد القلانسى عن على بن حسان عن عمه عبدالرحمن بن كثير عن أبيعبدالله (عليه السلام) مثله.
810 ـ في كتاب الخصال عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال: سئل أبى عما حرم الله تعالى من الفروج في القرآن، وعما حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سنته؟ فقال: الذى حرم الله تعالى من ذلك أربعة وثلثين وجها سبعة عشر في القرآن وسبعة عشر في السنة، فاما التى في القرآن فالزنا إلى قوله: والحايض حتى تطهر لقوله تعالى، (ولاتقربوهن حتى يطهرن).
811 ـ عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله كره لكم ايتها الامة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها، كره لكم العبث في الصلوة إلى أن قال: وكره للرجل أن يغشى امرأته وهى حايض، فان غشيها فخرج الولد مجذوما او أبرص فلا يلومن الانفسه.
812 ـ عن بعض أصحابنا قال: دخلت على أبى الحسن على بن محمد العسكرى (عليه السلام) يوم الاربعاء وهو يحتجم، قلت له: ان أهل الحرمين يروون عن رسول الله (عليه السلام) انه قال، من احتجم يوم الاربعاء فأصابه بياض فلا يلومن الانفسه، فقال: كذبوا انما يصيب ذلك من حملته امه في طمث.
813 ـ في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن اسباط عن محمد بن حران عن عبدالله بن أبى يعفور قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل ياتى المرأة في دبرها، قال: لابأس اذا رضيت، قلت: فاين قول الله (فأتوهن من حيث امركم الله)؟ قال: هذا في طلب الولد، فاطلبوا الولد من حيث أمركم الله
===============
(215)
ان الله تعالى يقول: نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثم انى شئتم.
814 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عذافر الصير في قال أبوعبدالله (عليه السلام) ترى هؤلاء المشوهين؟ قال: نعم، قال: هؤلاء الذين يأتى آباؤهم نساءهم في الطمث
815 ـ وباسناده إلى ابى خديجة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: كان الناس يستنجون بثلثة أحجار لانهم كانوا يأكلون البسر (1) فكانوا يبعرون بعرا فأكل رجل من الانصار الدبا (2) فلان بطنه فاستنجى بالماء، بعث (3) اليه النبى (صلى الله عليه وآله) فجاء الرجل وهو خائف يظن أن يكون قد نزل فيه شئ يسوءه في استنجائه بالماء، فقال له: هل عملت في يومك هذا شيئا؟ فقال: نعم يا رسول الله، انى والله ماحملنى على الاستنجاء بالماء الا انى أكلت طعاما فلان بطنى فلم تغن عنى الحجارة شيئا فاستنجيت بالماء، فقال له رسوالله (صلى الله عليه وآله) هنيئا لك فان الله عزوجل قد أنزل فيك آية، فابشرا ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فكنت أول من صنع هذا أول التوابين وأول المتطهرين
816 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من اصحابنا عن سهل ابن زياد ومحمد ابن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير قال قال أبوجعفر (عليه السلام) قال رسوالله (صلى الله عليه وآله) لاصحابه في حديث طويل ولولا انكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم يستغفروا الله فيغفر لهم، ان المؤمن مفتن تواب (4) امأ سمعت قول الله عزوجل (ان الله يحب التوابين ويجب المتطهرين وقال (استغفروا ربكم ثم توبوا اليه).
817 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسمعيل عن عبدالله بن عثمان عن أبى جميلة قال قال أبوعبدالله (عليه السلام) ان الله يحب العبد المفتن التواب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البسر: التمر قبل ارطابه: وذلك اذا لون ولم ينضج.
(2) الدبا: القرع.
(3) كذا في التى عندى من النسخ وكتاب علل الشرايع لكن في الوسائل (فبعث) وهو الطاهر.
(4) المفتن: الممتحن يمتحنه الله بالذنب ثم يتوب ثم يعود ثم يتوب، قاله في النهاية. (*)
===============
(216)
ومن لايكون ذلك منه كان أفضل.
818 على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن عمير عن بعض اصحابنا رفعه قال: ان الله عزوجل اعطى التائبين ثلث خصال لو أعطى خصلة منها جميع أهل السموات والارض لنجوابها، قوله عزوجل: (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) فمن احبه الله لم يعذبه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
819 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن ابى عبيدة قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله تعالى اشد فرحا بتوبة عبده من رجل اضل راحلته ومزاده (1) في ليلة ظلماء فوجدها، فالله اشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها.
820 ـ في الكافى محمد بن اسمعيل عن الفضل وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: في قول الله عزوجل: (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) قال: كان الناس يستنجون بالكرسف والاحجا ثم أحدث الوضوء وهو خلق كريم، فأمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصنعه فانزله الله في كتابه (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)
821 ـ في كتاب الخصال فيما علم اميرالمؤمنين (عليه السلام) أصحابه: توبوا إلى الله عزوجل وادخلوا في محبته: فان الله يحب التوابين ويجب المتطهرين والمؤمن تواب.
822 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): خلق الله القب طاهرا صافيا وجعل غذاه الذكر والفكر والهيبة والتعظيم، واذا شيب القلب الصافى فغذيته بالغفلة والكدر صقل بمصقلة التوبة، ونظف بماء الانابة ليعود على حالته الاولى، وجوهرته الاصلية الصافية، قال الله تعالى. (ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).
823 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله، (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم) اى متى شئتم، وتأولت العامة في قوله (انى شئتم) اى حيث شئتم في القبل والدبر وقال الصادق (عليه السلام) اى متى شئتم في الفرج.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المزاد: ما يوضع فيه الزاد. (*)
===============
(217)
824 ـ في تفسير العياشى عن عبدالله بن أبى يعفور قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن اتيان النساء في أعجازهن؟ قال: لابأس: ثم تلاهذه الاية: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم).
825 ـ عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم) قال: حيث شاء
826 ـ عن صفوان بن يحيى عن بعض أصحابنا قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم انى شئتم) فقال: من قدامها ومن خلفها في القبل.
827 ـ عن معمر بن خلاد عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: أى شئ يقولون في
اتيان النساء في أعجازهن؟ قلت: بلغنى ان أهل المدينة لايرون به بأسا، قال ان اليهود كانت تقول اذا اتى الرجل من خلفها خرج ولده احول فانزل الله (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم) يعنى من خلف او قدام خلافا لقول اليهود، ولم يعن في ادبارهن ـ عن الحسن بن على عن ابيعبدالله (عليه السلام) مثله.
828 ـ عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سالته عن قول الله: (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم) قال من قبل.
829 ـ عن ابى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سالته عن الرجل ياتى اهله في دبرها، فكره ذلك وقال واياكم ومحاش النساء (1) وقال انما معنى (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم اى ساعة شئتم.
830 ـ عن الفتح بن يزيد الجرجانى قال: كتبت إلى الرضا (عليه السلام) في مسألة فورد منه الجواب سألت عمن اتى جاريته في دبرها، والمراة لعبة لاتؤذى وهى حرث كما قال الله، في اصول الكافى على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن على بن اسمعيل عن اسحق ابن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المحاش جمع المحشة: الدبر. (*)
===============
(218)
ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس قال اذا دعيت لصلح بين اثنين فلا تقل على يمين ان لاافعل.
832 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ولاتجعلوا الله عرضه لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس) قال: هو قول الرجل في كل حالة لاوالله وبلى والله
833 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن ابى ايوب الخزاز قال سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول لاتحلفوا بالله صادقين ولاكاذبين، فان الله عزوجل يقول (ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم).
834 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن يحيى بن ابراهيم عن ابيه عن ابى سلام المتعبد انه سمع ابا عبدالله (عليه السلام) يقول لسدير: يا سدير من حلف بالله كاذبا كفر، ومن حلف بالله صادقا اثم، ان الله عزوجل يقول: (ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم).
835 ـ في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وابيعبدالله (عليهما السلام): (ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم) قالا: هو الرجل (يصلح بين الرجلين فيحمل ما بينهما من الاثم.
836 ـ عن منصور بن حازم عن ابيعبدالله (عليه السلام) ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله: (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) قال: يعنى الرجل يحلف الايكلم اخاه وما اشبه ذلك اولا يكلم امه.
837 ـ عن ايوب (1) قال: سمعته يقول: لاتحلفوا بالله صادقين ولاكاذبين، فان الله يقول: (ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم) قال اذا استعان رجل برجل على صلح بينه وبين رجل فلا يقولن ان على يمينا ان لا افعل، وهو قول الله. (ولاتجعلوا الله عرضة لايمانكم ان تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس).
838 ـ فيمن لايحضره الفقيه روى محمد بن اسمعيل عن سلام بن سهم الشيخ المتعبد انه سمع ابا عبدالله عليه الله يقول: وذكر مثله (
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى الوسائل (عن ابى ايوب)، بدل (ايوب). (*)
===============
(219)
839 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى خالد الهيثم قال: سألت أبا الحسن الثانى (عليه السلام) كيف صارت عدة المطلقة ثلث حيض أو ثلثة أشهر، وعدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة ايام؟ قال: اما عدة المطلقة ثلث حيض أو ثلثة اشهر فلاستبراء الرحم من الولد، واما عدة المتوفى عنها زوجها فان الله عزوجل شرط للنساء شرطا فلم يحلهن فيه، وفيما شرط عليهن بل شرط عليهن مثل ما شرط لهن، فاما ماشرط لهن فانه جعل لهن في الايلاء أربعة أشهر لانه علم ان ذلك غاية صبر النساء، فقال عزوجل: للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر فلم يجز للرجل والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
840 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: الايلاء هو ان يحلف الرجل على امراته ان لايجامعها فان صبرت عليه فلها ان تصبر، وان رافعته إلى الامام انظره اربعة اشهر، ثم يقول له بعد ذلك: اما ان ترجع إلى المناكحة واما ان تعلق، فان ابى حبسه ابدا.
841 ـ وروى عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) انه بنى حظيرة (1) من قصب وجعل فيها رجلا آلى من امراته بعد اربعة اشهر، فقال له اما ان ترجع إلى المناكحة واما ان تطلق والا احرقت عليك الحظيرة.
842 ـ في الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار وابوالعباس محمد بن جعفر عن ايوب بن نوح ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن الايلاء ماهو؟ قال: هو ان يقول الرجل لامرأته والله لااجامعك كذا وكذا، ويقول: والله لاغيظنك فيتربص بها اربعة اشهر، ثم يؤخذ فيوقف بعد الاربعة اشهر فان فاء وهوان يصالح اهله فان الله غفور رحيم، وان لم يف جبر على ان يطلق ولايقع طلاق فيما بينهما، ولو كان بعد الاربعة الاشهر مالم يرفعه إلى الامام.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الحظيرة: الموضع الذى يحاط عليه لتأوى اليه الغنم والابل وساير الماشية يقيها البرد والريح. (*)
===============
(220)
843 ـ على عن ابيه عن حماد عن عيسى بن عمر بن اذينة عن بكير بن أعين وبريد بن معاوية عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) انهما قالا: اذا آلى الرحل ان لايقرب امراته ليس لها قول ولاحق في الاربعة الاشهر، ولا اثم عليه في كفه عنها في الاربعة الاشهر، فان مضت الاربعة الاشهر قبل ان يمسها فسكتت ورضيت فهو في حل وسعة، فان رفعت أمرها قيل له:
اما ان تفئ فتمسها واما أن تطلق وعزم الطلاق ان يخلى عنها، فاذا حاضت وطهرت طلقها وهو أحق برجعتها مالم تمض ثلثة قرؤه، فهذا الايلاء الذى أنزل الله تبارك وتعالى في كتابه وسنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
844 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن رجل آلى امراته بعد ما دخل بها؟ فقال: اذا مضت اربعة اشهر وقف وان كان بعد حين، فان فاء فليس بشئ وهى امراته وان عزم الطلاق فقد عزم، وقال: الايلاء ان يقول الرجل لامراته: والله لاغيظنك ولاسوءنك ثم يهجرها ولايجامعها حتى تمضى اربعة اشهر: فاذا مضت اربعة اشهر فقد وقع الايلاء، و ينبغى للامام ان يجبره على ان يفئ او يطلق، فان فاء فان الله غفور رحيم، وان عزم الطلاق فان الله سميع عليم وهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه.
قال عزمن قائل والمطلقات يتربصن بانفسهن ثلثة قروء.
845 ـ في الكافى عنه عن صفوان عن موسى بن بكير عن زرارة قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام) انى سمعت ربيعة الراى (2) يقول: اذا رات الدم من الحيضة الثالثة بانت منه، وانما القرؤ ما بين الحيضتين وزغم انه انما اخذ ذلك برايه فقال ابوجعفر (عليه السلام): كذب لعمرى، ما قال ذلك برأيه ولكنه اخذه عن على (عليه السلام)، قال قلت: له وما قال فيها على (عليه السلام)؟ قال كان يقول: اذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد انتقضت عدتها ولا سبيل له عليها، وانما القروء مابين الحيضتين، وليس لها ان تتزوج حتى تغتسل من الحيضة الثالثة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(2) هو ربيعة بن عبدالرحمن المعروف بربيعة الرأى ووجه تسمية بالرأى انه كان مستقلا في العمل بالرأى وترك السنة النبوية لاجل قول الصحابة وقد ورد في ذمه روايات كثيرة. (*)
===============
(221)
846 ـ على بن ابراهيم عن ابن ابى يعمير عن عمر بن اذينة عن زرارة قال: سمعت ربيعة الراى يقول من رأيى ان الاقراء التى سمى الله عزوجل في القرآن انما هو الطهر فيما بين الحيضتين، فقال: كذب لم يقله برأيه ولكنه انما بلغه عن على (عليه السلام) فقلت له: اصلحك الله أكان على (عليه السلام) يقول ذلك؟ فقال. نعم انما القروء الطهر يقرى فيه الدم فيجمعه فاذا جاء المحيض دفقه.
847 ـ على ابن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير وعدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نصر جميعا عن جميل بن دراج عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: القرء مابين الحيضتين.
848 ـ على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: القروء مابين الحيضتين.
849 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: الاقراء هى الاطهار:
850 ـ سهل عن احمد عن عبدالكريم عن ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال عدة التى لم تحض والمستحاضة التى لاتطهر ثلثة اشهر وعدة التى تحيض وتستقيم حيضها ثلثة قروء والقرء جمع الدم بين الحيضتين:
851 ـ في كتاب الخصال حدثنا ابى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال:
حدثنى احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى عن جميل عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: امران ايهما سبق اليهما بانت به المطلقة المسترابة التى تستريب الحيض ان مرت بها ثلثة اشهر بيض ليس بها دم بانت بها وان مرت بها ثلث حيض ليس بين الحيضتين ثلثة اشهر بانت بالحيض.
853 ـ في تفسير على بن ابراهيم (ولايحل لهن ان يكتمن ماخلق الله في ارحامهن ان كن يؤمن بالله واليوم الاخر) قال: لايحل للمرأة ان تكتم حملها او حيضها او طهرها، وقد فوض الله إلى النساء ثلثة اشياء: الطهر والحيض والحبل.
853 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (والمطلقات
===============
(222)
يتربصن بأنفسهن ثلثة قروء ولايحل لهن ان يكتمن ما خلق الله في ارحامهن) يعنى لايحل لها ان تكتم الحمل اذا طلقت وهى حبلى والزوج لايعلم بالحمل فلا يحل لها أن تكتم حملها وهو أحق بها في ذلك الحمل ما لم تضع.
قال عزمن قائل ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة.
854 ـ في من لايحضره الفقيه وسأل اسحق بن عمار أبا عبدالله (عليه السلام) عن حق المرأة على زوجها؟ قال يشبع بطنها ويكسو جثتها وان جهلت غفر لها.
855 ـ وروى الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال: جاءت امراة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المراة: فقال لها: تطيعه ولا تعصيه ولاتتصدق من بيتها الا باذنه ولاتصوم تطوعا الا باذنه، ولاتمنعه نفسها وان كانت على ظهر قتب (1) ولاتخرج من بيتها الاباذنه، فان خرجت بغير اذنه لعنتها ملئكة السماء وملئكة الارض وملئكة الغضب وملئكة الرحمة حتى ترجع إلى بيتها، فقالت: يا رسول الله من اعظم الناس حقا على الرجل؟ قال، والداه، قالت: فمن اعظم الناس حقا على المرأة قال: زوجها، قالت: فمالى من الحق عليه بمثل ماله على؟ قال: لاولا من كل مأة واحدة، فقالت: والذى بعثك بالحق نبيا لايملك رقبتى رجل ابدا.
856 ـ وروى داود بن الحصين عن عمر بن حنظلة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:
سألته عن رجل قال لآخر: اخطب لى فلانة فما فعلت شيئا مما قاولت من صداق او ضمنت من شئ او شرطت فذاك لى رضا وهو لازم لى ولم يشهد على ذلك، فذهب فخطب له و بذل عنه الصداق وغير ذلك مما طالبوه وسألوه فلما رجع اليه انكر ذلك كله؟ قال يغرم لها نصف الصداق عنه، وذلك انه هو الذى ضيع حقها فلما اذ لم يشهد لها عليه بذلك الذى قال له حل لها ان تتزوج، ولايحل للاول فيما بينه وبين الله عزوجل الا أن يطلقها، لان الله تعالى يقول: فامساك بمعروف او تسريح باحسان فان لم يفعل فانه مأثوم فيما بينه وبين الله عزوجل، وكان الحكم الظاهر حكم الاسلام، وقد اباح الله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القتب: الرحل. (*)
===============
(223)
عزوجل لها أن تتزوج.
857 ـ في الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار ومحمد بن جعفر أبوالعباس الرزاز عن أيوب بن نوح وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن صفوان ابن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: طلاق السنة يطلقها تطليقة يعنى على طهر من غير جماع بشهادة شاهدين، ثم يدعها حتى تمضى اقراؤها، فاذا مضت اقراؤها فقد بانت منه وهو خاطب من الخطاب ان شاءت نكحته وان شاءت فلا، وان اراد ان يراجعها اشهد على رجعتها قبل ان تمضى اقراؤها فتكون عنده على التطليقة الماضية، قال: وقال أبوبصير عن ابى عبدالله (عليه السلام): هو قول الله عزوجل (الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان).
858 ـ على بن ابراهيم عن ابن ابى عمير عن ابان عن عبدالرحمن بن اعين قال:
سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: اذا اراد الرجل ان يتزوج المرأة فليقل أقررت بالميثاق الذى اخذالله): امساك بمعروف او تسريح باحسان).
859 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان) قال: في الثالثة وهو طلاق السنة.
860 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه ان الله تبارك وتعالى انما اذن في الطلاق مرتين فقال عزوجل: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف او تسريح باحسان) يعنى في التطليقة الثالثة، وستسمع لهذا زيادة انشاء ـ الله تعالى.
861 ـ في تهذيب الاحكام احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن على ابن رئاب عن زرارة عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال: ولايرجع الرجل فيما يهب لامراته ولا المرأة فيما تهب لزوجها حيزا ولم يحز (1) اليس الله تعالى يقول: (ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا) وقال: (وان طبن لكم عن شئ منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا) وهذا يدخل في الصداق والهبة، وفى الكافى مثله سواء.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (حازا أولم يحازا). (*)
===============
(224)
وفى شرح الارشاد للشهيد الاول رحمه الله بعد قوله اولم يحزلان الله تعالى يقول: (ولايحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا).
862 ـ في مجمع البيان (فيما افتدت به) قيل انه يجوز الزيادة على المهر و النقصان وقيل المهر فقط ورووه عن على (عليه السلام).
863 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن المختلعة كيف يكون خلعها؟ فقال: لايحل خلعها حتى تقول والله لاأبر لك قسما، ولاأطيع لك امرا ولاوطين فراشك ولادخلن عليك بغير اذنك، فاذا هى قالت ذلك حل خلعها وحل له ما اخذ منها من مهرها وما زاد، وهو قول الله: فلا جناح عليهما فيما افتدت به واذا فعل ذلك فقد بانت منه بتطليقة، وهى أملك بنفسها ان شاءت نكحته و ان شاءت فلا، فان نكحته فهى عنده بثنتين (1).
864 ـ عن محمد بن محمد عن أبى جعفر (عليه السلام) في يقول الله تبارك وتعالى تلك حدودالله فلا تعتدوها ومن يتعد حدودالله فاولئك هم الظالمون فقال: ان الله غضب على الزانى فجعل له جلدة مأة، فمن غضب عليه فزاد فانا إلى الله منه برئ، فذلك قوله: (تلك حدودالله فلا تعتدوها).
865 ـ في عيون الاخبار حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقانى (رحمه الله) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمدانى عن على بن الحسن بن على بن فضال عن أبيه قال:
سألت الرضا (عليه السلام) عن العلة التى من أجلها لاتحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح زوجا غيره، فقال: ان الله تبارك وتعالى انما اذن في الطلاق مرتين فقال عزوجل: (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان) يعنى في التطليقة الثالثة، ولدخوله فيما كره الله عزوجل من الطلاق الثالث حرمها عليه فلاتحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره، لئلا يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق ولايضاروا النساء.
866 ـ وفيه في باب ذكر ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة الطلاق ثلاثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلاث لرغبة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (على ثنتين): (*)
===============
(225)
تحدث، أوسكون غضبه ان كان، وليكون ذلك تخويفا وتأديبا للنساء، وزجرا لهن عن معصية أزواجهن.
867 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل طلق امراته تطليقة واحدة ثم تركها حتى انتقضت (انقضت ظ) عدتها ثم تزوجها رجل غيره ثم ان الرجل مات او طلقها فراجعها الاول قال: هى عنده على تطليقتين تامتين.
868 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن مهزيار قال: كتب عبدالله بن محمد إلى ابى الحسن (عليه السلام) روى بعض اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) في الرجل يطلق امرأته على الكتاب والسنة فتبين منه بواحدة، فتزوج زوجا غيره فيموت عنها او يطلقها فترجع إلى زوجها الاول، انها تكون عنده على تطليقتين وواحدة قد مضت، فوقع (عليه السلام) بخطه:
صدقوا. وروى بعضهم انها تكون عنده على ثلث مستقبلات، وان تلك التى طلقت ليست بشئ لانها قد تزوجت زوجا غيره فوقع (عليه السلام) بخطه: لا.
869 ـ سهل عن احمد بن محمد بن ابى بصر عن المثنى عن اسحق بن عمار قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجل طلق امراته طلاقا لاتحل له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوجها عبد ثم طلقها هل يهدم الطلاق؟ قال: نعم لقول الله عزوجل في كتابه حتى تنكح زوجا غيره وقال هو احد الازواج.
قال عزمن قائل فان طلقها فلا جناح عليهما ان يتراجعا
870 ـ في تفسير العياشى عن الحسن بن زياد قال: سألته عن رجل طلق امراته فتزوجت بالمتعة اتحل لزوجها الاول قال: لاتحل له حتى يدخل في مثل الذى خرجت من عنده، وذلك قوله: فان طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فان طلقها فلا جناح عليهما ان ظنا ان يقيما حدودالله) والمتعة ليس فيها طلاق.
871 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن عبدالكريم عن الحسن الصيقل قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجل طلق امراته طلاقا لاتحل له حتى تنكح زوجا غيره، وتزوجها رجل متعة ايحل له ان ينكحها؟ قال: لاحتى
===============
(226)
تدخل في مثل ماخرجت منه.
872 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن رجل طلق امراته ثلثا ثم تمتع فيها رجل آخر هل تحل للاول؟ قال لا.
873 ـ سهل عن احمد بن محمد عن مثنى عن ابى حاتم عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يطلق امراته الطلاق الذى لاتحل له حتى تنكح زوجا غيره ثم تزوج رجلا ولم يدخل بها؟ قال: لاحتى يذوق عسيلتها (1).
874 ـ في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: واذا طلقت المرأة للعدة ثلث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجا غيره.
875 ـ وقال اميرالمؤمنين (عليه السلام): اتقوا تزويج المطلقات ثلثا في موضع واحد، فانهن ذوات ازواج.
876 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال (عليه السلام) واذا طلقت المراة للعدة ثلاث مرات لم تحل للزوج حتى تنكح زوجا غيره، وقد قال: اتقوا تزويج المطلقات ثلثا في موضع واحد فانهن ذوات ازواج.
877 ـ في من لايحضره الفقيه وروى المفضل بن صالح عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا قال: الرجل يطلق اذا كادت ان يخلواجلها اراجعها ثم طلقها، يفعل ذلك ثلث مرات فنهى الله عزوجل.
878 ـ وروى البزنطى عن عبدالكريم بن عمرو عن الحسن بن زياد عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: لاينبغى للرجل ان يطلق امراته ثم يراجعها وليس له فيها حاجة ثم يطلقها، فهذا الضرار الذى نهى الله عنه الا ان يطلق ثم يراجع وهو ينوى الامساك.
879 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام) من قرأ القرآن فمات فدخل النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العسيلة تصغير العسلة وهى القطعة من العسل، شبه لذة الجماع بذوق العسل وانما صغرت اشارة إلى القدر الذى يحلل ولو بغيبوبة الحشفة: قاله في المجمع. (*)
===============
(227)
880 ـ في من لايحضر الفقيه وروى العباس بن عامر القصبانى عن داود بن الحصين عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين قال: مادام الولد في الرضاع فهو بين الابوين بالسوية فاذا فطم (1) فالاب أحق به من الام، فاذا مات الاب فالام أحق به من العصبة.
881 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن اسمعيل والحسين بن سعيد جميعا عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عزوجل لاتضار والدة بولدها ولامود له بولده فقال: كانت المراضع مما يدفع احديهن الرجل اذا أراد الجماع تقول. لاادعك انى أخاف ان أحبل فأقتل ولدى هذا الذى أرضعه وكان الرجل تدعوه المرأة فيقول: أخاف ان أجامعك فاقتل ولدى فيدعها فلايجامعها، فنهى الله عزوجل عن ذلك أن يضار الرجل المرأة والمرأة الرجل. على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) نحوه
882 ـ في مجمع البيان (لاتضار والدة بولدها ولامولود له بولده) قيل معناه لاتضار والدة الزوج بولدها ولو قيل في ولدها لجاز في المعنى، وروى عن السيدين الباقر والصادق (عليهما السلام): لاتضار والدة بأن يترك جماعها خوف الحمل لاجل ولدها المرتضع ولامولود له بولده اى لاتمنع نفسها من الاب خوف الحمل فيضر ذلك بالاب.
883 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا طلق الرجل المرأة وهى حبلى انفق عليها حتى تضع حملها، واذا وضعته اعطاها اجرها ولايضارها الا ان يجد من هو ارخص اجرا منها، فان هى رضيت بذلك الاجر فهى احق بابنها حتى تفطمه.
884 ـ على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال الحلبى المطلقة ينفق عليها حتى تضع حملها وهى احق بولدها ان ترضعه بما تقبله امراة اخرى ان الله عزوجل يقول: (لاتضار والدة بولدها ولامولود بولده وعلى الوارث مثل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) فطم المرضع الرضيع: فصلته عن الرضاع (*)
===============
(228)
ذلك قال: كانت المرأة منا يرتفع يدها إلى زوجها اذا اراد مجامعتها فتقول: لاادعك انى اخاف ان احمل على ولدى ويقول الرجل: لااجامعك انى اخاف ان تعلقى فاقتل ولدى فنهى الله عزوجل ان تضار المرأة الرجل او يضار الرجل المراة واما قوله: (وعلى الوارث مثل ذلك) فانه نهى ان يضار بالصبى اوتضار امه في رضاعه، وليس لها أن تاخذ في رضاعه فوق حولين كاملين، وان ارادا فصالا عن تراض منهما قبل ذلك كان حسنا والفصال هو الفطام.
885 ـ في تفسير العياشى عن العلا عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليه السلام) قال:
سألته عن قوله (وعلى الوارث مثل ذلك) قال: هوفى النفقة، على الوارث مثل ماعلى الوالد. عن جميل عن سوره عن ابى جعفر (عليه السلام) مثله.
886 ـ عن أبى الصباح قال: سئل أبوعبدالله (عليه السلام) عن قول الله: (وعلى الوارث مثل ذلك) قال لاينبغى للوارث أن يضار المرأة فيقول لاأدع ولدها يأتيها ويضار ولدها ان كان لهم عنده شئ، ولاينبغى أن يقتر عليه.
887 ـ في مجمع البيان (وعلى الوارث مثل ذلك) قيل على الوارث اى الباقى من أبويه وهو الصحيح عندنا وقد روى ايضا في أخبارنا ان على الوارث كائنا من كان النفقة وهذا يوافق الظاهر.
888 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وعلى الوارث مثل ذلك) قال، لايضار المرأة التى لها ولد وقد توفى زوجها، فلا يحل للوارث أن يضار ام الولد في النفقة فيضيق عليها.
889 ـ في من لايحضره الفقيه وقضى اميرالمؤمنين (عليه السلام) في رجل توفى وترك صبيا واسترضع له، ان اجر رضاع الصبى مما يرث من أبيه وامه.
890 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام): قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لاتسترضع الحمقاء ولالعمشاء (1) فان اللبن يعدى.
891 ـ وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس للصبى لبن خير من لبن امه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العمشاء: هى التى ضعف بصرها مع سيلان دمعها في اكثر الاوقات (*)
===============
(229)
892 ـ في كتاب الخصال فيما علم أميرالمؤمنين (عليه السلام) أصحابه: وتوقوا على اولادكم من لبن البغى من النساء والمجنونة، فان اللبن يعدى.
893 ـ في كتاب علل الشرايع إلى أبى خالد الهيثم عن أبى الحسن الثانى (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): واما ماشرط عليهن فقال: (عدتهن أربعة اشهر وعشرا) يعنى اذا توفى عنها زوجها فاوجب عليها اذا اصيبت بزوجها وتوفى عنها مثل ما اوجب عليها في حياته اذا آلى منها وعلم ان غاية صبر المرأة اربعة اشهر في ترك الجماع، فمن، ثم أوجب عليها ولها.
894 ـ وباسناده إلى عبدالله بن سنان قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) لاى علة صار عدة المطلقة ثلثة أشهر وعدة المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا؟ قال: لان حرقة المطلقة تسكن في ثلثة أشهر، وحرقة المتوفى عنها زوجها لاتسكن الا بعد أربعة أشهر وعشرا.
895 ـ في تفسير العياشى عن أبى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:
لما نزلت هذه الاية: والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بانفسهن اربعة اشهر وعشرا جئن النساء يخاصمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقلن لانصبر، فقال لهن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت احديكن اذا مات زوجها أخذت بعرة فالقتها خلفها في دويرها (1) في خدرها، ثم قعدت فاذا كان مثل ذلك اليوم من الحول أخذتها ففتتها (2) ثم اكتحلت بها، ثم تزوجت فوضع الله عنكن ثمانية أشهر.
896 ـ في الكافى حميد عن ابن سماعة عن محمد بن أبى حمزة عن ابى ايوب عن محمد بن مسلم قال: جائت امراة إلى ابى عبدالله (عليه السلام) تستفتيه في المبيت في غير بيتها وقدمات زوجها؟ فقال: ان اهل الجاهلية كان اذا مات زوج المرأة احدت عليه امراته اثنى عشر شهرا، فلما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) رحم ضعفهن فجعل عدتهن اربعة اشهر وعشرا وانتن لاتبصرن على هذا !
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كناية عن اعراضها عن الزوج (2) فت الشئ: كسره بالاصابع كسرا صغيرة (*)
===============
(230)
897 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة الحبلى يموت زوجها فتضع وتزوج قبل ان تمضى لها اربعة اشهر وعشرا؟ فقال ان كان دخل بها فرق بينهما ثم لم تحل له ابدا واعتدت بما بقى عليها من الاول، واستقبلت عدة اخرى من الاخير ثلثة قروء وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واعتدت بما بقى عليها من الاول وهو خاطب من الخطاب.
898 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن عبدالكريم عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: المرأة الحبلى يتوفى عنها زوجها فتضع وتزوج قبل أن تعتد أربعة أشهر وعشرا فقال: ان كان الذى تزوجها دخل بها فرق بينهما ولم تحل له أبدا، واعتدت مابقى عليها من عدة الاول واستقبلت عدة اخرى من الآخر ثلثة قروء وان لم يكن دخل بها فرق بينهما واتمت مابقى من عدتها وهو خاطب من الخطاب.
899 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال في الغايب عنها زوجها اذا توفى قال: المتوفى عنها تعتد من يوم يأتيها الخبر لانها تحد عليه.
900 ـ في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسين عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) ماعدة المتعة اذا مات عنها الذى تمتع بها قال: أربعة أشهر وعشرا قال: ثم قال يازرارة كل النكاح اذا مات الزوج فعلى المرأة حرة كانت اوامة وعلى اى وجه كان النكاح منه متعة أو تزويجا او ملك يمين فالعدة اربعة اشهر وعشرا.
قال مؤلف هذا الكتاب عفى الله عنه لعدة المتوفى عنها زوجها بيان واحكام ذكرها الاصحاب في محلها فلتطلب هناك.
901 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولاجناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء او اكننتم في انفسكم فهوان يقول الرجل للمرأة اذا توفى عنها زوجها: لاتحدثى حدثا ولايصرح لها النكاح والتزويج، فنهى الله عزوجل عن ذلك
===============
(231)
والسر في النكاح فقال: ولا تواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا وقال:
من السر ايضا ان يقول الرحل في عدة المرأة: للمراة وعدك بيت فلان، وقال الاعشى في مثل ذلك.
فلا تنكحن جارة ان سرها * عليك حرام فانكحن او تابدا (1)
902 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عزوجل (ولكن لاتواعدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا) قال: هو الرحل يقول للمراة قبل ان تنقصى عدتها او اعدك بيت آل فلان ليعرض لها بالخطبة، ويعنى بقوله (الا ان تقولوا قولا معروفا) التعريض بالخطبة. ولا يعزم عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله.
903 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن عبدالله بن سنان قال: سألت ابا عبدالله عن قول الله عزوجل (ولكن لاتوا عدوهن سرا الا ان تقولوا قولا معروفا ولاتعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله) فقال: السران يقول الرجل موعدك بيت آل فلان، ثم يطلب اليها أن لاتسبقه بنفسها اذا انقضت عدتها قلت: فقوله: (الا ان تقولوا قولا معروفا) قال: هو طلب الحلال في غير ان يعزم عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله.
904 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن ابى حمزة قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (ولكن لاتواعدوهن سرا) فقال يقول الرجل اواعدك بيت آل فلان يعرض لها بالرفث ويرفث يقول الله عزوجل: (الا أن تقولوا قولا معروفا (والقول المعروف التعريض بالخطبة على وجهها وحلها (ولاتعزموا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا بيت من قصيدة طويلة قالها اعشى في رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ظهوره والسر كناية عن النكاح الذى هو الوطئ لانه مما يسر ثم عبربه عن النكاح الذى هو العقد لانه سببه كما فعل بالنكاح وتأبدا من الابود وهو النفار اى اعزل عنهن مالم يكن حلالا كانك وحشى لاتدرى النكاح وأصله تابدن بالنون لتأكيد وجعلوه في حالة الوقف ألفا وفى الكشاف (ولاتقربن من جارة... اه). (*)
===============
(232)
عقده النكاح حتى يبلغ الكتاب اجله).
905 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن ابان عن عبدالرحمن ابن أبيعبدالله عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: الا ان تقولوا قولا معروفا) قال:
يلقاها فيقول: انى فيك لراغب، وأنى للنساء لمكرم، فلا تسبقينى بنفسك والسر لايخلو معها حيث وجدها.
906 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (ولا تواعدوهن سرا الا أن تقولوا قولا معروفا) قال: المرأة في عدتها تقول لها قولا جميلا ترغبها في نفسك، ولاتقول أنى أصنع كذا وأصنع كذا القبيح من الامر في البضع وكل أمر قبيح.
907 عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (الا ان تقولوا قولا معروفا) قال: يقول الرجل للمرأة وهى في عدتها يا هذه ما أحب الا ماسرك ولو قد مضى عدتك لاتفوتنى انشاءالله، فلا تستبقينى بنفسك، وهذا كله من غير أن يعزموا عقدة النكاح.
908 ـ عن ابى بكير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قوله: ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره ماقدر الموسع والمقتر؟ قال: كان على بن الحسين (عليهما السلام) يمتع براحلة يعنى حملها الذى عليها، 909 ـ عن محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يريد أن يطلق امرأته قال:
يمتعها قبل أن يطلقها، قال الله في كتابه: (ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره)
910 ـ في الكافى أحمد بن محمد بن على عن محمد بن سنان عن أبى الحسن (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (وكان بين ذلك قواما) قال: القوام هو المعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره على قدر عياله ومؤنتهم التى هى صلاح له ولهم، لايكلف الله نفسا الامام آتيها.
911 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله (عليه السلام) في الرجل يطلق امرأته أيمتعها؟ قال: نعم اما يحب أن يكون من المحسنين اما يحب ان يكون من المتقين:
===============
(233)
912 ـ وباسناده عن احمد بن محمد عن عبدالكريم عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: لاتمتع المختلعة.
913 ـ على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، لاتمتع المختلعة.
914 ـ في من لايحضره الفقيه روى محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فلها نصف مهرها، وان لم يكن سمى لها مهرا فمتاع بالمعروف على الموسع قدره وعلى المقتر قدره، وليس لها عدة: تتزوج من شاعت من ساعتها.
915 ـ وفى رواية البزنطى ان متعة المطلقة فريضة وروى ان الغنى يمتع بدار أو خادم والوسط يمتع بثوب، والفقير بدرهم أو خاتم، وروى ان أدناه الخمار وشبهه.
916 ـ في مجمع البيان (على الموسع قدره) والمتعة خادم أو كسوة أو ورق وهو المروى عن الباقر والصادق (عليهما السلام)، ثم اختلف في ذلك فقيل انما يجب المتعة للتى لم يسم لها صداق خاصة وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام) وقيل: المتعة لكل مطلقة سوى المطلقة المفروض لها اذا طلقت قبل الدخول فان لها نصف الصداق ولامتعة لها، وقد رواه أصحابنا ايضا وذلك محمول على الاستحباب.
917 ـ في تفسير العياشى عن اسامة بن حفص عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال قلت له: سله عن رجل يتزوج المرأة ولم يسم لها مهرا؟ قال: لها الميراث وعليها العدة ولا مهر لها وقال: اما تقرأ ما قال الله في كتابه ان طلقتموهن من قبل ان تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف مافرضتم.
918 ـ عن منصور بن حازم قال: قلت رجل تزوج امراة وسمى لها صداقا ثم مات عنها ولم يدخل بها؟ قال: لها المهر كاملا ولها الميراث، قلت: فانهم روواعنك ان لها نصف المهر؟ قال: لايحفظون عنى انما ذاك المطلقة.
919 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: او يعفو الذى بيده عقدة النكاح قال: هو الاخ والاب والرجل يوصى اليه والذى يجوز امره في مال
===============
(234)
يقيمه قلت: ارأيت ان قالت لااجيز مايصنع؟ قال: ليس لها ذلك اتجيز بيعه في مالها ولا تجيز هذا؟
920 ـ عن اسحق بن عمار قال: سألت جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن قول الله: (الا أن يعفون) قال: المرأة تعفو عن نصف الصداق، قلت: (او يعفو الذى بيده عقدة النكاح) قال: ابوها اذا عفى جازله واخوها اذا كان يقيم بها وهو القائم عليها فهو بمنزلة الاب يجوز له، واذا كان الاخ لايهتم بها ولايقوم عليها لم يجز عليها امره.
921 ـ عن رفاعة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: الذى بيده عقدة النكاح وهو الولى الذى انكح يأخذ بعضا ويدع بعضا، وليس له أن يدع كله.
922 ـ في تهذيب الاحكام وروى أبن ابى عمير عن غير واحد من أصحابنا عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال: ومتى طلقها قبل الدخول بها فلابيها ان يعفو عن بعض الصداق ويأخذه بعضا، وليس له ان يدع كله وذلك قول الله عزوجل: (الا ان يعفون او يعفو الذى بيده عقدة النكاح) يعنى الاب والذى توكله المرأة أو توليه أمرها من اخ او قرابة او غيرهما والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
923 ـ في الكافى على عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) في رجل طلق امرأته قبل ان يدخل بها قال: عليه نصف المهران كان فرض لها شيئا وان لم يكن فرض لها فليمتعها على نحو ما يمتع مثلها من النساء قال:
وقال في قول الله عزوجل. (او يعفو الذى بيده عقدة النكاح) قال: هو الاب و الاخ والرجل يوصى اليه والرجل يجوز أمره في مال المرأة فيبيع لها ويشترى فاذا عفى فقد جاز.
924 ـ ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار وابوالعباس محمد بن جعفر الرازى عن أيوب بن نوح وحميد بن زياد عن ابن سماعة جميعا عن صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا طلق الرجل امرأته قبل أن يدخل بها فقد بانت وتتزوج ان شاءت من ساعتها، وان فرض لها مهرا فلها نصف المهر، وان لم يكن فرض لها مهرا فليمتعها.
===============
(235)
925 ـ صفوان عن ابن مسكان عن أبى بصير وعلى عن أبيه وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة جميعا عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (وان طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم الا أن يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح) قال: هو الاب او الاخ او الرجل يوصى اليه، والذى يجوز أمره في مال المرأة فيبتاع لها فتجيز، فاذا عفى فقد جاز.
926 ـ في من لايحضره الفقيه وفى خبر آخر يأخذ بعضا ويدع بعضا، وليس له أن يدع كله.
927 ـ في مجمع البيان (الذى بيده عقدة النكاح) قيل: هو الولى وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام)، وقيل: هو الزوج ورواه اصحابنا غير أن الاول الاظهر وهو المذهب.
928 ـ في من لايحضره الفقيه وروى عن الحسن بن محبوب عن حماد الناب عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل تزوج امرأة على بستان له معروف وله غلة كثيرة، ثم مكث سنين لم يدخل بها ثم طلقها، قال: ينظر إلى ما صار اليه من غلة البستان من يوم تزوجها، فيعطيها نصفه ويعطيها نصف البستان، الا ان تعفو فتقبل ويصطلحان على شئ ترضى به منه، فانه أقرب للتقوى.
929 ـ في الكافى محمد عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن نجية العطار قال: سافرت مع أبى جعفر (عليه السلام) إلى مكة فامر غلامه بشئ فخالفه إلى غيره فقال ابوجعفر (عليه السلام): والله لاضربنك ياغلام، قال فلم أره ضربه فقلت: جعلت فداك انك حلفت لتضربن غلامك فلم أرك ضربته؟ قال: اليس الله عزوجل يقول: (وان تعفو أقرب للتقوى).
930 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: يأتى على الناس زمان عضوض (1) يعض
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) زمن عضوض، اى كلب صعب. (*)
===============
(236)
كل امرء على مافى يديه وينسى الفضل وقد قال الله عزوجل ولاتنسوا الفضل بينكم ينبرى (1) في ذلك الزمان قوم يعاملون المضطرين، هم شرار الخلق.
931 ـ في تفسير العياشى عن بعض بنى عطية عن أبى عبدالله (عليه السلام) في مال اليتيم يعمل به الرجل قال: يقبله (2) من الربح شيئا، ان الله تعالى يقول: (ولاتنسوا الفضل بينكم).
932 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام)، يأتى على الناس زمان عضوض يعض المرء فيه على مافى يديه ولم يؤمر بذلك قال الله سبحانه: (ولاتنسوا الفضل بينكم) تنهد (3) فيه الاشرار وتستذل الاخيار ويبايع المضطرين (4) وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن بيع المضطرين.
933 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة و باسناده عن الحسين بن على (عليهما السلام) انه قال: خطبنا أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال: سيأتى على الناس زمان عضوض يعض المؤمن على مافى يده ولم يؤمر بذلك، قال الله تعالى: (ولاتنسوا الفضل بينكم ان الله بما تعملون بصير).
934 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ينبرى اى يتعرض وسيأتى منا قريبا مايتضح به معنى الحديث (2) وفى المصدر (ينيله) بدل (يقبله):
(3) نهد الرجل: نهض ومضى على كل حال قال ابن أبى الحديد في معناه: ينهضون إلى الولايات والرئاسات وترتفع اقدارهم:
(4) اى يكون البيع في ذلك الزمان على وجه الاضطرار والالجاء كمن بيع ضيعته وهو ذليل ضعيف من رب ضيعة مجاورة لها ذى ثروة وعزوجاه فيلجئه بمنعه الماء واستذلاله الاكرة والوكيل إلى أن يبيعها عليه أو غير ذلك من وجوه البيع اضطرارا مما رأيناها في هذا الزمان عصمنا الله وجميع المؤمنين بحق محمد وآله الطاهرين من الوقوع في تلك المهالك والفتن التى ظهرت في زماننا وقد أخبر بجميعها أميرالمؤمنين صلوات الله عليه. (*)
===============
(237)
عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقال الله تعالى:
حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وهى صلوة الظهر وهى أول صلوة صلاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهى وسط النهار ووسط صلوتين بالنهار صلوة الغداة وصلوة العصر، وفى بعض القراءة (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى صلوة العصر وقوموالله قانتين) قال: ونزلت هذه الاية يوم الجمعة ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في سفر فقنت فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتركها على حالها في السفر والحضر، وأضاف للمقيم ركعتين وانما وضعت الركعتان اللتان أضافهما النبى (صلى الله عليه وآله) يوم الجمعة وللمقيم لمكان الخطبتين مع الامام، فمن صلى الجمعة في غير جماعة فليصلها أربع ركعات كصلوة الظهر في ساير الايام. في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) مثله.
935 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قرأ: (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى صلوة العصر وقوموالله قانتين) فقوله: (قوموالله قانتين) قال: اقبال الرجل على صلوته ومحافظته حتى لايلهيه ولايشغله عنها شئ.
936 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له الصلوة الوسطى فقال: حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلوة العصر وقوموالله قانتين والوسطى هى الظهر وكذلك كان يقرأها رسول الله (صلى الله عليه وآله).
937 ـ عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال في حديث طويل (وقوموالله قانتين) قال:
مطيعين راغبين.
938 ـ عن زرارة ومحمد بن مسلم انهما سالا أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى) قال: صلوة الظهر.
939 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: الصلوة الوسطى هى الوسطى من صلوة النهار وهى الظهر، وانما يحافظ أصحابنا على الزوال من أجلها.
940 ـ وفى رواية سماعة وقوموالله قانتين قال هو الدعاء.
941 ـ عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (حافظوا على الصلوات
===============
(238)
والصلوة الوسطى وقوموالله قانتين قال الصلوات رسول الله واميرالمؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، والوسطى، اميرالمؤمنين (عليه السلام) وقوموالله قانتين) طائعين للائمة.
942 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب (عليهم السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه: وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلوة العصر فهى الساعة التى أكل آدم فيها من الشجرة فأخرجه الله من الجنة فأمرالله عزوجل ذريته بهذه الصلوة إلى يوم القيامة. و اختارها لامتى، فهى من أحب الصلوات إلى الله عزوجل، واوصانى ان احفظها من بين الصلوات.
943 ـ وباسناده إلى عبيدالله بن على الحلبى عن أبيعبدالله (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الموتور أهله وماله من ضيع صلوة العصر، قلت، وما الموتور أهله و ماله؟ قال، لايكون له في الجنة اهل ولا مال يضيعها فيدعها متعمدا حتى تصفر الشمس وتغيب.
944 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن عبدالرحمن بن الحجاج عن ابان بن تغلب قال، كنت صليت خلف أبيعبدالله (عليه السلام) بالمزد لفة، فلما انصرف التفت إلى فقال، يا أبان الصلوات الخمس المفروضات من اقام حدودهن وحافظ على مواقيتهن لقى الله يوم القيامة وله عنده عهد يدخله به الجنة، ومن لم يقم حدودهن ولم يحافظ على مواقيتهن لقى الله ولاعهد له، وان شاء عذبه وان شاء غفر له.
945 ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن النوفلى عن السكونى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لايزال الشيطان ذعرا من المؤمن (1) ما حافظ على الصلوات الخمس، فاذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم (2).
946 ـ جماعة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن حسين بن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى خائفا منه.
(2) اى الكبائر من المعاصى والذنوب. (*)
===============
(239)
عثمان عن سماعة عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الصلوة اذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها وهى بيضاء مشرقة تقول: حفظتنى حفظك الله واذا ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهى سوداء مظلمة تقول: ضيعتنى ضيعك الله.
947 ـ في الكافى أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبان عن عبدالرحمن بن أبى عبدالله قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: فان خفتم فرجالا او ركبانا كيف يصلى وما يقول اذا خاف من سبع أولص كيف يصلى؟ قال: يكبر ويؤمى ايماء برأسه.
948 ـ في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: [ أخبرنى ]
صلوة المواقفة؟ (1) فقال: اذا لم يكن النصف من عدوك صليت ايماء راجلا كنت أو راكبا فان الله يقول: (فان خفتم فرجالا او ركبانا) تقول في الركوع، لك ركعت وانت ربى، وفى السجود، لك سجدت وأنت ربى، اينما توجهت بك دابتك، غير انك توجه حين تكبر أول تكبيرة.
949 ـ عن أبان عن منصور عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال، فات اميرالمؤمنين (عليه السلام) و الناس يوما يعنى صلوة الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأمرهم اميرالمؤمنين (عليه السلام) أن يسبحوا ويكبروا ويهللوا قال، وقال الله، (فان خفتم فرجالا او ركبانا) فأمرهم على (عليه السلام) فصنعوا ذلك ركبانا ورجالا.
950 ـ في مجمع البيان ويروى ان عليا (عليه السلام) صلى ليلة الهرير خمس صلوات بالايماء وقيل بالتكبير، وان النبى (صلى الله عليه وآله) صلى يوم الاحزاب ايماءا.
951 ـ فيمن لايحضره الفقيه وروى عبدالرحمن بن أبيعبدالله عن الصادق (عليه السلام) في صلوه الزحف قال: تكبير وتهليل، يقول الله عزوجل: (فان خفتم فرجالا او ركبانا).
952 ـ وروى عن أبى بصير انه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان كنت في أرض مخوفة فخشيت لصا او سبعا فصل الفريضة وانت على دابتك.
ـــــــــــــــــــــــــ
(3) المواقفة: المحاربة. (*)
===============
(240)
953 ـ وفى رواية زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال الذى يخاف اللصوص يصلى ايماء على دابته.
954 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال سألته عن قوله متاعا إلى الحول غير اخراج قال منسوخة نسختها آية (يتربصن بأنفسهن اربعة اشهر وعشرا) ونسختها آيات الميراث.
955 ـ عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار قال سألته عن قول الله عزوجل:
والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لازواجهم متاعا إلى الحول قال: منسوخة وذكر كما سبق سواء.
956 ـ في الكافى احمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى عن عبدالكريم عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين: قال متاعها بعد ماتنقضى عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره وكيف يتمتعها وهى في عدتها ترجوه ويرجوها، ويحدث الله عزوجل بينهما مايشاء، وقال:
اذا كان الرجل موسعا عليه متع امراته بالعبد والامة والمقتر يمتع بالحنطة والزبيب والثوب والدراهم، وان الحسن بن على (عليهما السلام) متع امراة له بأمة ولم يطلق امراة الامتعها.
957 ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن عبدالله بن سنان وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن سماعة جميعا عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه قال في قول الله عزوجل: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) قال: متاعها بعد ماتنقضى عدتها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره قال: فكيف يمتعها في عدتها وهى ترجوه ويرجوها ويحدث الله ما يشاء اما ان الرجل الموسر يمتع المرأة بالعبد والامة، ويمتع الفقير بالحنطة والزبيب والثوب والدراهم، وان الحسن بن على (عليهما السلام) متع امراة طلقها بامة ولم يكن يطلق امرأة الامتعها.
958 ـ حميد بن زياد عن ابن سماعة عن محمد بن زياد عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) مثله الا انه قال: وكان الحسن بن على (عليهما السلام) يمتع نسائه بالامة.
959 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن ابى نصر عن عبدالكريم عن ابى ـ
===============
(241)
بصير قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): أخبرنى عن قول الله عزوجل: (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) ما أدنى ذلك المتاع اذا كان معسرا لايجد؟ قال: خمار أو شبهه
960 ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع اهل الاديان والمقالات في التوحيد في كلام الرضا (عليه السلام) مع النصارى قال (عليه السلام): فمتى اتخذتم عيسى ربا جاز لكم ان تنخذوا اليسع وحزقيل ربين لانهما قدصنعا مثل ماصنع عيسى بن مريم (عليهما السلام) من احياء الموتى وغيره، وان قوما من بنى اسرائيل خرجوا من بلادهم من الطاعون وهم الوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعة واحدة فعمد اهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما، فمربهم نبى من انبياء بنى اسرائيل فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية، فاوحى الله تعالى اليه أتحب ان أحييهم لك فتنذرهم؟ قال نعم يارب فاوحى الله اليه أن نادهم فقال: أيتها العظام البالية قومى باذن الله تعالى، فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رؤسهم، وفى هذا المجلس يقول الرضا (عليه السلام): ولقد صنع حزقيل النبى (عليه السلام) مثل ما صنع عيسى بن مريم فأحيى خمسة وثلثين ألف رجل بعد موتهم بستين سنة ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له يارأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بنى اسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من سبى بنى اسرائيل حين غزابيت المقدس ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عزوجل اليهم فأحياهم، هذا في التوراة لايدفعه الا كافر منكم.
961 ـ في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد وغيره عن بعضهم عن ابى عبدالله (عليه السلام) وبعضهم عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل الم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم احياهم فقال: ان هؤلاء أهل مدينة من مدائن الشام وكانوا سبعين الف بيت، وكان الطاعون يقع فيهم في كل اوان، فكانوا اذا احسوابه خرج من المدينة الاغنياء لقوتهم وبقى فيها الفقراء لضعفهم. فكان الموت يكثر في الذين اقاموا ويقل في الذين خرجوا، فيقول الذين خرجوا، لو كنا أقمنا لكثر فينا الموت، ويقول الذين اقاموا: لوكنا خرجنا لقل فينا الموت، قال: فاجتمع رأيهم جميعا انه اذا وقع الطاعون فيهم واحسوا به خرجوا كلهم من المدينة فلما
===============
(242)
احسوا بالطاعون خرجوا جميعا وتنحوا عن الطاعون حذر الموت، فساروا في البلاد ماشاءالله ثم انهم مروا بمدينة خربة قد خلا اهلها عنها وافناهم الظاعون، فنزلوا بها فلما حطوا رحالهم واطمأنوا قال لهم الله عزوجل: موتوا جميعا، فماتوا من ساعتهم وصاروا رميما تلوح (1) وكانوا (2) على طريق المارة فكنستهم المارة فنحوهم وجمعوهم في موضع، فمر بهم نبى من أنبياء بنى اسرائيل يقال له حزقيل فلما رأى تلك العظام بكى واستعبر، وقال: يارب لوشئت لاحييتهم الساعة كما أمتهم فعمروا بلادك وولدوا عبادك، وعبدوك مع من يعبدك من خلقك، فأوحى الله تعالى اليه أفتحب ذلك؟ قال:
نعم يارب، فاحياهم الله فأوحى الله (3) ان قل كذا وكذا، فقال الذى أمره الله عزوجل أن يقوله فقال ابوعبدالله (عليه السلام): وهو الاسم الاعظم فلما قال حزقيل ذلك الكلام نظر إلى عظام يطير بعضها إلى بعض فعادوا احياء ينظر بعضهم إلى بعض يسبحون الله عزذكره ويكبرونه ويهللونه، فقال حزقيل عند ذلك: اشهد ان الله على كل شئ قدير، قال عمر بن يزيد:
فقال ابوعبدالله (عليه السلام). فيهم نزلت هذه الاية.
962 ـ في مجمع البيان وسأل زرارة بن اعين ابا جعفر (عليه السلام) عن هؤلاء القوم الذين قال لهم الله: موتوا ثم احياهم؟ فقال: احياهم حتى نظر الناس اليهم ثم اماتهم ام ردهم إلى الدنيا حتى سكنوا الدور واكلوا الطعام؟ قال: لابل ردهم الله حتى سكنوا الدور واكلوا الطعام ونكحوا النساء ومكثوا بذلك ماشاءالله، ثم ماتوا بآجالهم.
963 ـ في غوالى اللئالى عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه نيروز الفرس وفيه ثم ان نبيا من انبياء بنى اسرائيل سأل ربه ان يحيى القوم الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فأماتهم، فاوحى اليه ان صب الماء في مضاجعهم فصب عليهم الماء في هذا اليوم فعاشوا وهم ثلثون الفا فصارصب الماء في اليوم النيروز سنة ماضية
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى تظهر للناس عظامهم المندرسة من غير جلد ولحم.
(2) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ (اذماتوا) عوض (وكانوا).
(3) قوله (فأوحى الله.. اه) تفسير وتفصيل للاحياء وفى المصدر (فأحيهم) مكان (فأحياهم الله). (*)
===============
(243)
لايعرف سببها الا الراسخون في العلم.
964 ـ في من لايحضره الفقيه سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
من ذاالذى يقرض الله قرضا حسنا قال: نزلت في صلة الامام (عليه السلام).
965 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال:
حدثنا محمد بن يحيى العطار عن احمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن ايوب الخزاز قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: لما انزلت هذه الاية على النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) (من جاء بالحسنة فله خير منها) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم زدنى، فانزل الله عزوجل (من ذالذى يقرض الله قرضا حسنا فيضا عفه له أضعافا كثيرة) فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الكثير من الله لايحصى وليس له منتهى.
966 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عيسى بن سليمان النخاس عن المفضل بن عمر عن الخيبرى ويونس بن ظبيان قالا: سمعنا أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: مامن شئ أحب إلى الله من اخراج الدراهم إلى الامام، وان الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد، ثم قال ان الله يقول في كتابه (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) قال: هو والله في صلة الامام خاصة.
967 عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران بن أعين عن أبى جعفر (عليه السلام) قال قلت: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شئ من الفضائل والاحكام والحدود وغير ذلك فقال: لاهما يجريان في ذلك مجرى واحد ولكن للمؤمن فضل على المسلم في اعمالهما وما يتقربان به إلى الله عزوجل قلت: أليس الله عزوجل يقول (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) وزعمت انهم مجتمعون على الصلوة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن؟، قال أليس قد قال الله عزوجل:) يضاعفه له أضعافا كثيرة) فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عزوجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على قدر صحة ايمانه أضعافا كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين مايشاء من الخير، والحديث
===============
(244)
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
968 ـ في كتاب ثواب الاعمال ابى رضى الله عنه قال: حدثنا احمد بن ادريس عن عمران بن موسى عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن حماد بن عثمان عن اسحق بن عمار قال قلت للصادق (عليه السلام): ما معنى قول الله تبارك وتعالى: (من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له اضعافا كثيرة؟) قال: صلة الامام. أبى (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن أحمد بن على بن الفضل عن أبى طالب عبدالله بن الصلت عن يونس بن عبدالله عن اسحق بن عمار عن أبيعبدالله (عليه السلام) مثله.
969 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن أبيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): والقبض من الله تعالى في موضع آخر المنع والبسط منه الاعطاء والتوسيع، كما قال عزوجل: والله يقبض ويبسط واليه ترجعون (1) يعنى يعطى ويوسع ويمنع ويقبض.
970 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) من كلام لاميرالمؤمنين (عليه السلام) اسمعوا ما اتلو عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا فانه والله عظة لكم فانتفعوا بمواعظ الله وانزجروا عن معاصى الله، فقد وعظكم بغيركم، فقال لنبيه (صلى الله عليه وآله).
الم تر إلى الملاء من بنى اسرائيل من بعد موسى اذ قالوا لنبى لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا قالوا ومالنا الانقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال ان الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم ايهأ الناس ان لكم في هذه الآيات عبرة لتعلموا ان الله جعل الخلافة والامر من بعد الانبياء
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ (يبسط) بالسين وهو احدى القراءات في الاية والقرائة المشهورة (يبسط) بالصاد. (*)
===============
(245)
في اعقابهم، وانه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه اياه وزيادة بسطة في العلم والجسم فهل يجدون الله اصطفى بنى امية على بنى هاشم وزاد معاوية على بسطة في العلم والجسم
971 ـ في كتاب معانى الاخبار أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن هارون بن خارجة عن ابى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: (فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم) قال: كان القليل ستين ألفا.
972 ـ في مجمع البيان (لنبى لهم) اختلف في ذلك النبى، فقيل: اشمويل وهو بالعربية اسمعيل عن اكثر المفسرين وهو المروى عن ابى جعفر (عليه السلام).
973 ـ في امالى شيخ الطايفة (قدس سره) باسناده إلى على بن أبى طالب (عليه السلام) قال: قلت: اربع انزل الله تعالى تصديقى بها في كتابه إلى قوله (عليه السلام) وقلت قدرا وقال:
قيمة كل امرئ مايحسنه فأنزل الله في قصة طالوت: (ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم).
974 ـ في عيون الاخبار باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) في وصف الامامة والامام ان الانبياء والائمة يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالايؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم اهل زمانهم في قوله عزوجل: (افمن يهدى إلى الحق احق ان يتبع ام من لايهدى الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) وقوله عزوجل في طالوت:
(ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم).
975 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن هارون بن خارجة عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) ان بنى اسرائيل بعد موسى (عليه السلام) عملوا بالمعاصى وغيروا دين الله وعتوا عن امر ربهم وكان فيهم نبى يأمرهم وينهاهم فلم يطيعوه.
976 ـ وروى انه ارميا النبى فسلط الله عليهم جالوت وهو من القبط فأذلهم وقتل رجالهم وأخرجهم من ديارهم واموالهم واستعبد نساءهم ففزعوا إلى نبيهم وقالوا:
===============
(246)
سل الله ان يبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله، وكانت النبوة في بنى اسرائيل في بيت، والملك والسلطان في بيت آخر لم يجمع الله لهم النبوة والملك في بيت واحد، فمن ذلك) قالوا ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله فقال لهم نبيهم هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الاتقاتلوا قالوا وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وأبنائنا) وكان كما قال الله تبارك وتعالى: (فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين فقال لهم نبيهم ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا) فغضبوا من ذلك وقالوا: (انى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال) وكانت النبوة في ولد لاوى والملك في ولد يوسف، وكان طالوت من ولد ابن يامين أخو يوسف لامه، لم يكن من بيت النبوة ولامن بيت المملكة، (فقال لهم نبيهم ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتى ملكه من يشاء والله واسع عليم) وكان أعظمهم جسما وكان شجاعا قويا وكان اعلمهم الا انه كان فقيرا فعابوه بالفقر: (فقالوا لم يؤت سعة من المال فقال لهم نبيهم ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة) وكان التابوت الذى انزل الله على موسى فوضعته فيه امه فالقته في اليم، فكان في بنى اسرائيل يتبركون به فلما حضر موسى الوفاة وضع فيه الالواح ودرعه وماكان عنده من آيات النبوة واودعه يوشع وصيه فلم يزل التابوت بينهم حتى استخفوا به، وكان الصبيان يلعبون به في الطرقات فلم يزل بنو اسرائيل في عز وشرف مادام التابوت عندهم، فلما عملوا بالمعاصى واستخفوا بالتابوت رفعه الله عنهم، فلما سألوا النبى بعث الله طالوت اليهم ملكا يقاتل معهم ردالله عليهم التابوت كما قال الله: (ان آية ملكه أن يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة) قال:
البقية ذرية الانبياء قوله: (فيه سكينة من ربكم) فان التابوت كان يوضع بين يدى العدو وبين المسلمين فيخرج منه ريح طيبة لها وجه كوجه الانسان.
977 ـ في تفسير العياشى عن حريز عن رجل عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله:
(يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله
===============
(247)
الملئكة) فقال: رضاض الالواح (1) فيها العلم والحكمة، العلم جاء من السماء فكتب في الالواح وجعل في التابوت.
978 ـ عن ابى الحسن عن أبيعبدالله (عليه السلام) انه سئل عن قول الله عزوجل: (وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة) فقال: ذرية الانبياء.
979 ـ عن العباس بن هلال قال: سئل على بن اسباط أبا الحسن الرضا (عليه السلام) فقال: اى شئ التابوت الذى كان في بنى اسرائيل؟ قال: كان فيه الواح موسى التى تكسرت، والطشت التى تغسل فيها قلوب الانبياء.
980 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وفى حديث جابر بن يزيد الجعفى انه لما شكت الشيعة إلى زين العابدين (عليه السلام) مما يلقونه من بنى امية دعا الباقر (عليه السلام) وامر أن يأخذ الخيط الذى نزل به جبرئيل إلى النبى (صلى الله عليه وآله) ويحركه تحريكا خفيفا، قال فمضى إلى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم وضع خده على الثرى وتكلم بكلمات ثم رفع رأسه فأخرج من كمه خيطا دقيقا يفوح منه رائحة المسك واعطانى طرفا منه، فمشيت رويدا فقال: قف يا جابر فحرك الخيط تحريكا لينا خفيفا، ثم قال: اخرج فانظر ما حال الناس، قال فخرجت من المسجد فاذا صياح وصراخ وولولة من كل ناحية، واذا زلزلة شديدة وهدة ورجفة قد أخربت عامة دور المدينة وهلك تحتها اكثر من ثلثين الف انسان، إلى قوله: سألته عن الخيط؟ قال: هذا من البقية قلت: وما البقية يابن رسول الله؟ قال:
يا جابر بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة ويضعه جبرئيل الدنيا.
981 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن الحسين بن خالد (2) عن الرضا (ع) انه قال: السكينة ريح من الجنة لها وجه كوجه الانسان، وكان اذا وضع التابوت بين يدى المسلمين والكفار فان تقدم التابوت رجل لايرجع حتى يقتل او يغلب ومن رجع عن التابوت كفر وقتله الامام فاوحى الله إلى نبيهم ان جالوت يقتله من يستوى عليه درع موسى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) رضاض الالواح ورضرضها: مكسوراتها (2) وفى بعض النسخ وكذا في المصدر (الحسن بن خالد) مكبرا، والظاهر هو المختار في المتن مصغرا وهو الحسين بن خالد الصيرفى من أصحاب الرضا (ع). (*)
===============
(248)
(عليه السلام)، وهو رجل من ولد لاوى بن يعقوب (عليه السلام) اسمه داود بن اسى وكان اسى راعيا وكان له عشر بنين اصغرهم داود، فلما بعث طالوت إلى بنى اسرائيل وجمعهم لحرب جالوت بعث إلى اسى ان احضر وأحضر ولدك، فلما حضروادعا واحدا واحدا من ولده فألبسه الدرع درع موسى (ع)، منهم من طالت عليه ومنهم من قصرت عنه، فقال لاسى: هل خلفت من ولدك احدا؟ قال: نعم اصغرهم تركته في الغنم يرعاها، فبعث اليه فجاءبه فلما دعى اقبل ومعه مقلاع (1) قال: فناداه ثلث صخرات في طريقه، فقالت: يا داود خذنا فاخذها في مخلاته (2) وكان شديد البطش قويا في بدنه شجاعا، فلما جاء إلى طالوت البسه درع موسى فاستوت عليه، (ففصل طالوت بالجنود وقال لهم نبيهم) يابنى اسرائيل (ان الله مبتليكم بنهر) في هذه المفازة فمن شرب منه فليس من حزب الله ومن لم يشرب منه فانه من حزب الله (الا من اغرف غرفة بيده) فلما وردوا النهر اطلق الله لهم ان يغرف كل واحد منهم غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فالذين شربوا منه كانوا ستين ألفا وهذا امتحان امتحنوا به كما قال الله.
982 ـ وروى عن أبيعبدالله (عليه السلام) انه قال: القليل الذين لم يشربوا ولم يغترفوا ثلثمائة وثلثة عشر رجلا، فلما جاوزوا النهر نظروا إلى جنود جالوت قال الذين شربوا منه: (لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) وقال الذين لم يشربوا، (ربنا افرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) فجاء داود حتى وقف بحذاء جالوت، وكان جالوت على الفيل وعلى رأسه التاج، وفى وجهه ياقوتة يلمح نورها، وجنوده بين يديه فاخذ داود من تلك الاحجار حجرا فرمى به في ميمنة جالوت، فمر في الهوى ووقع عليهم، فانهزموا وأخذ حجرا آخر فرمى به في ميسرة جالوت فوقع عليهم فانهزموا، ورمى جالوت بحجر فصكت الياقوتة (3) في جبهته ووصلت إلى دماغه، ووقع إلى الارض ميتا وهو قوله: (فهزموهم باذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المقلاع ـ بالكسر ـ: الذى يرمى به الحجر (2) المخلاة: مايجعل فيه العلف ويعلق في عنق الدابة لتعتلفه.
(3) صكه: ضربه شديدا. (*)
===============
(249)
983 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله: ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى فشربوا منه الا ثلثمائة وثلثة عشر رجلا، منهم من اغترف، ومنهم من لم يشرب، فلما برزوا قال الذين اغترفوا لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين لم يغترفوا (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين).
984 ـ عن حماد بن عثمان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لايخرج القائم في أقل من الفئة، ولايكون الفئة أقل من عشرة آلاف.
985 ـ وفيه فذكر (1) عن ابى بصير قال: سمعته يقول: فمر داود على الحجر فقال الحجر: يا داود خذنى فاقتل بى جالوت، إلى قوله قال: فلما ان اصبحوا ورجعوا إلى طالوت والتقى الناس قال داود: ارونى جالوت، فلما رآه اخذ الحجر فجعل في مقذافه (2) فرماه فصك به بين عينيه فدمغه ونكس عن دابته، وقال الناس: قتل داود جالوت وملكه الناس حتى لم يكن يسمع لطالوت ذكر، واجتمعت بنو اسرائيل على داود وانزل الله عليه الزبور وعلمه صنعة الحديد فلينه له.
986 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه اميرالمؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة وفيه: ثم قام اليه رجل آخر فقال: يا اميرالمؤمنين. اخبرنى عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله واى اربعاء هو؟ قال: آخر اربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل اخاه إلى قوله (عليه السلام): ويوم اربعاء اخذت العمالقة التابوت.
987 ـ في كتاب الخصال عن أحمد بن محمد بن أبى نصر البزنطى قال: سئل أبوالحسن (عليه السلام)، الامام بأى شئ يعرف بعد الامام؟ قال: ان للامام علامات إلى قوله، والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بنى اسرائيل، يدور مع الامام حيث كان.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) صدور الحديث عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله (ع) وفاعل قوله (فذكر) هو محمد الحلبى والضمير في (سمعته) يرجع إلى ابى عبدالله (ع).
(2) المقذاف: آلة القذف اى الرمى. (*)
===============
(250)
988 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن اسمعيل بن مروان عن يونس ابن عبدالرحمن عن أبى الحسن (عليه السلام) قال سألته ماكان تابوت موسى وكم كان سعته؟ قال: ثلثة أذرع ففى ذارعين، قلت: ما كان فيه؟ قال. عصا موسى والسكينة، قلت، وما السكينة؟ قال، روح الله يتكلم، كانوا اذا اختلفوا في شئ كلمهم وأخبرهم ببيان مايريدون.
989 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن معاوية ابن محمد عن سعيد السمان قال. سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول، انما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بنى اسرائيل، كانت بنو اسرائيل في أى اهل بيت وجد التابوت على بابهم اوتوا النبوة، فمن صار اليه السلاح منا اوتى الامامة.
990 ـ عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابيعمير عن محمد بن السكين عن نوح بن دراج عن عبدالله بن ابى يعفور قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول، انما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بنى اسرائيل حيث ما دار التابوت دار الملك، فأينما دار فينا السلاح دار العلم.
991 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن صفوان عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال. كان ابوجعفر يقول، انما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بنى اسرائيل حيثما دار التابوت اوتوا النبوة، وحيثما دار السلاح فينا فثم الامر، قلت. فيكون السلاح مزايلا للعلم؟ قال. لا.
992 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن ابى نصر عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال. قال ابوجعفر (عليه السلام). انما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بنى اسرائيل اينما دار التابوت دار الملك، واينما دار السلاح فينا دار العلم.
993 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن ابى نصر عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال. السلاح فينا بمنزلة التابوت في بنى اسرائيل. يكون الامامة مع السلاح حيثما كان.
===============
(251)
994 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن اسباط ومحمد بن احمد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن اسباط عن ابى الحسن (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه قلنا اصلحك الله ما السكينة؟ قال: ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الانسان ورايحة طيبة، وهى التى نزلت على ابراهيم، فأقبلت تدور حول اركان البيت وهو يضع الاساطين فقيل، له: هى من التى قال الله تعالى: (فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى و آل هارون) قال: فتلك السكينة في التابوت وكان فيه طشت يغسل فيها قلوب الانبياء. و كان التابوت يدور في بنى اسرائيل مع الانبياء، ثم اقبل علينا فقال: ما تابوتكم؟ قلنا:
السلاح قال، صدقتم هو تابوتكم.
995 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) ومن كلام لاميرالمؤمنين (عليه السلام):
فانى حاملكم انشاءالله على سبيل النجاة، وان كانت فيه مشقة شديدة ومرارة عتيدة والدنيا حلاوة والحلاوة لمن اغتربها من الشقوة والندامة عما قليل، ثم انى اخبركم ان رجالا من بنى اسرائيل امرهم نبيهم ان لايشربوا من النهر فلجوا في ترك امره فشربوا منه الا قليلا منهم فكونوا رحمكم الله من اولئك الذين اطاعوا نبيهم ولم يعصوا ربهم.
996 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن هارون بن خارجة عن ابى ـ بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل (ان الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه) قال، لم يكن من سبط النبوة ولامن سبط المملكة قال ان الله اصطفاه عليكم) وقال، (ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون) فجاءت به الملئكة تحمله وقال الله جل ذكره، (ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس منى ومن لم يطعمه فانه منى) فشربوا منه الاثلثمائة وثلثة عشر رجلا منهم من اغترف ومنهم من لم يشرب فلما برزووا قال الذين اغترفوا، لاطاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده وقال الذين لم يغترفواكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين.
997 ـ عنه عن احمد بن محمد عن الحسين عن فضالة بن ايوب عن يحيى
===============
(252)
الحلبى عن عبدالله بن سليمان عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قرأ (ان آية ملكه ان يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة) قال. كانت تحمله في صورة البقرة.
998 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن اخبره عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى. (يأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملئكة) قال. رضراض الالواح (1) فيها العلم والحكمة
999 ـ في مجمع البيان وقيل. كان التابوت في أيدى أعداء بنى اسرائيل من العمالقة غلبوهم لما مرج أمر بنى اسرائيل وروى ذلك عن أبى عبدالله (عليه السلام) و اختلف في السكينة التى كانت فيه، فقيل. ريح هفافة (2) من الجنة لها وجه كوجه الانسان عن على (عليه السلام)، وقيل. كان لها جناحان ورأس كرأس الهرة من الزبرجد والزمرد وروى ذلك في أخبارنا.
قال عزمن قائل وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك.
1000 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن أحمد بن أبى داود عن عبدالله بن أبان عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه مسجد السهلة يقول فيه (عليه السلام) ومنه سارداود إلى جالوت.
1001 ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى لم يبعث أنبياء ملوكا في الارض الا أربعة بعد نوح. ذو القرنين واسمه عياش، وداود، وسليمان ويوسف (عليهما السلام) فاما عياش ملك مابين المشرق والمغرب، واما داود فملك مابين الشامات إلى بلاد اصطخر، وكذلك كان ملك سليمان واما يوسف فملك مصر وبواديها ولم يجاوزها إلى غيرها.
1002 ـ عن ابى الحسن الاول (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله تبارك وتعالى اختار من كل شئ اربعة اختار من الانبياء اربعة للسيف ابراهيم وداود وموسى وأنا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) رضراض الالواح: مكسوراتها وقد مر ايضا (2) ريح هفافة: طيبة ساكنة. (*)
===============
(253)
1003 في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: عاش داود (عليه السلام) مأة سنة منها اربعون سنة ملكه
1004 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال: وكان بين موسى وبين داود خمسمأة سنة وبين داود وعيسى ألف سنة ومأة سنة.
1005 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن عبدالله بن القاسم عن يونس بن ظبيان عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ان الله ليدفع بمن يصلى من شيعتنا عمن لايصلى من شيعتنا ولو اجتمعوا على ترك الصلوة لهلكوا، وان الله ليدفع بمن يزكى من شيعتنا عمن لايزكى ولو اجتمعوا على ترك الزكوة لهلكوا، وان الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لايحج، ولو اجتمعوا على ترك الحج لهلكوا وهو قول الله عزوجل ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين فوالله مانزلت الافيكم ولاعنى بها غيركم.
1006 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن جميل قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): ان الله ليدفع وذكر مثله الاقوله: فوالله مانزلت الخ.
1007 ـ في مجمع البيان ولولا دفع الله الناس) الاية قيل: فيه ثلثة اقوال، الثانى ان معناه يدفع الله بالبر عن الفاجر الهلاك عن على (عليه السلام) وقريب منه وماروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: لولا عبادلله ركع، وصبيان رضع وبهايم رتع، لصب عليكم العذاب صبا.
1008 ـ وروى جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله يصلح بصلاح الرجل المسلم ولده وولد ولده واهل دويرته ودويرات حوله، ولايزالون في حفظ الله مادام فيهم.
1009 ـ في تفسير العياشى عن ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:
بالزيادة بالايمان يفضل المؤمنون بالدرجات عندالله، قلت: وان للايمان درجات ومنازل يتفاضل بها المؤمنون عندالله؟ فقال: نعم قلت: صف لى ذلك رحمك الله. حتى افهمه قال مافضل الله به اولياء بعضهم على بعض فقال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم
===============
(254)
الله ورفع بعضهم درجات إلى اخر الاية وقال: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) وقال:
(انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات) وقال (هم درجات عندالله) فهذا ذكرالله درجات الايمان ومنازله عندالله.
1010 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وعن الاصبغ بن نباتة قال: كنت واقفا مع اميرالمؤمنين (عليه السلام) يوم الجمل فجاء رجل حتى توقف بين يديه فقال: يا اميرالمؤمنين كبر القوم وكبرنا وهلل القوم وهللنا وصلى القوم وصلينا، فعلى ما نقاتلهم ! فقال اميرالمؤمنين (عليه السلام): على ما انزل الله عزوجل في كتابه فقال يا اميرالمؤمنين ليس كما ما انزل الله في كتابه اعلمه فعلمنيه: فقال: على (عليه السلام): ما انزل الله في سورة البقرة، فقال يا اميرالمؤمنين ليس كل ما انزل الله في سورة البقرة اعلمه فعلمنيه، فقال على (عليه السلام) هذه الاية: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهممن بعد ماجاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد (فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة، ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله.
1011 ـ في امالى شيخ الطايفة (قدس سره) شبهه مع تغيير غير مغير للمعنى وفى آخره بعد قوله: (ومنهم من كفر) فلما وقع الاختلاف كنا نحن اولى بالله عزوجل وبالنبى (صلى الله عليه وآله) وبالكتاب وبالحق، فنحن الذين آمنوا وهم الذين كفروا، ولوشاء الله قتالهم بمشيته وارادته.
1012 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على بن أبى طالب (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما خلق الله خلقا أفضل منى ولا أكرم عليه منى: قال على (عليه السلام): فقلت: يا رسول الله أفأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال (عليه السلام): يا على ان الله تعالى فضل أنبيائه المرسلين على ملئكته المقربين، وفضلنى على جميع النبيين و المرسلين، والفضل بعدى لك ياعلى وللائمة من بعدك، وان الملئكة لخدامنا وخدام محبينا والحديث طويل اخذنا منه الانسب بالغرض.
===============
(255)
1013 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن ابى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا وفيه يقول (عليه السلام): ثم ذكر ما فضل الله عزوجل به اوليائه بعضهم على بعض، فقال عزوجل:
(تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم فوق بعض درجات) إلى آخر الاية.
1014 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام):
فاما ماذكر من امر السابقين فانهم انبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة ارواح:
روح القدس، وروح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، فبروح القدس بعثوا انبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الاشياء، وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا، وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم وبروح الشهوة اصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (1) فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عزوجل (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس) ثم قال في جماعتهم (وأيدهم بروح منه) يقول أكرمهم ففضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم.
1015 ـ في روضة الكافى ابن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن أبيه قال قلت لابى جعفر (عليه السلام) ان العامة يزعمون ان بيعة أبى بكر حيث اجتمع الناس كانت رضاالله عز ذكره، وما كان الله ليفتن امة محمد (صلى الله عليه وآله) من بعده، فقال أبوجعفر (ع) او ما يقرأون كتاب الله أو ليس الله يقول (وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضروا الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين) قال: فقلت له:
انهم يفسرون على وجه آخر، قال أو ليس قد أخبرالله عزوجل عن الذين من قبلهم من الامم انهم قد اختلفوا من بعد ماجاءتهم البينات حيث قال (وآتينا عيسى بن مريم البينات
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) دب: مشى على هينته كمشى الضعيف ودرج الرجل: مشئ. (*)
===============
(256)
وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ماجاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولوشاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل مايريد) وفى هذا مايستدل به على ان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قد اختلفوا من بعده فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
1016 ـ في الخرايج والجرايح روى عن عبدالله بن يحيى الكاهلى قال:
قال أبوعبدالله (عليه السلام): اذا لقيت السبع ماذا تقول؟ قلت: لا أدرى قال: اذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسى وقل: عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله وعزيمة سليمان بن داود، وعزيمة على أميرالمؤمنين والائمة من بعده تنحت (تنح ظ) عن طريقنا ولم تؤذنا فانا لانؤذيك.
1017 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أبيعبدالله قال: حدثنا محمد بن اسماعيل عن على بن العباس عن جعفر بن محمد عن الحسن بن أسيد عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد (صلى الله عليه وآله) انه لا اله الا هو الحى القيوم، ويسمى بهذه الاسماء الرحمن الرحيم العزيز الجبار العلى العظيم، فتاهت هنالك عقولهم، واستخفت حلومهم، فضربوا له الامثال وجعلوا له أندادا وشبهوه بالامثال، ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول ويحول فتاهوا في بحر عميق لايدرون ما غوره. ولايدركون بكيفية بعده.
1018 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى وعدة من أصحابنا عن احمد بن أبى عبدالله وسهل بن زياد جميعا عن محمد بن عيسى عن أبى محمد الانصارى عن أبان بن عثمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: شكا اليه رجل عبث اهل الارض بأهلبيته وبعياله فقال كم سقف بيتك؟ قال: عشرة أذرع. فقال: اذرع ثمانية اذرع ثم اكتب آية الكرسى فيما بين الثمانية إلى العشرة كما تدور، فان كل بيت سمكه اكثر من ثمانية اذرع فهو محتضر تحضره الجن تكون فيه تسكنه.
1019 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن اسمعيل بن مرار واحمد بن ابى عبدالله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لسمك: السقف أومن أعلى البيت إلى اسفلة. (*)
===============
(257)
عن ابيه جميعا عن يونس عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمك البيت اذا رفع ثمانية أذرع كان مسكونا، فاذا زاد على ثمان فليكتب على رأس الثمان آية الكرسى.
1020 ـ وباسناده إلى محمد بن اسمعيل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال اذا كان البيت فوق ثمانية اذرع فاكتب في اعلاه آية الكرسى.
1021 ـ في من لايحضره الفقيه في وصية النبى (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام): ياعلى ومن كان في بطنه ماء أصفر فليكتب على بطنه آية الكرسى ويشربه فانهه يبرأ باذن الله عزوجل.
1022 ـ في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثى عن أبى ذر (رحمه الله) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو جالس في المسجد وحده إلى أن قال: قلت له: فأى آية أنزلها الله تعالى عليك اعظم؟ قال: آية الكرسى، ثم قال: ياباذر ما السموات السبع في الكرسى الاكحلقة ملقاة في ارض فلاة.
1023 ـ وفيه فيما علم اميرالمؤمنين (عليه السلام) اصحابه: واذا اشتكى احدكم عينه فليقرأ آية الكرسى وليضمر في نفسه انها تبرأ فانه يعافى انشاءلله.
1024 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) انه قام اليه رجل فقال: يا اميرالمؤمنين ان في بطنى ماء اصفر فهل من شفاء؟ فقال: نعم بلادرهم ولا دينار، ولكن اكتب على بطنك آية الكرسى وتغسلها وتشربها، وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ باذن الله عزوجل. ففعل الرجل فبرأ باذن الله عزوجل.
1025 ـ ابوعبدالله الاشعرى عن معلى بن محمد عن الوشاء عن حماد بن عثمان قال: جلس ابوعبدالله (عليه السلام) متوركا رجله اليمنى على فخذه اليسرى، فقال له رجل:
جعلت فداك هذه جلسة مكروهة. فقال: لا انما هو شئ قالته اليهود لما ان فرغ الله عزوجل من خلق السموات والارض واستوى على العرش جلس هذه الجلسة ليستريح، فاتزل الله عزوجل: (الله لا اله الا هو الحى القيوم لاتأخذه سنة ولانوم) وبقى ابوعبدالله (عليه السلام) متوركا كما هو.
===============
(258)
1026 ـ في مجمع البيان روى جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: لما اراد الله عزوجل ان ينزل فاتحة الكتاب، وآية الكرسى، وشهدالله،
و (قل اللهم مالك) إلى قوله (بغير حساب) تعلقن بالعرش وليس بينهن وبين الله حجاب، وقلن. يارب تهبطنا دار الذنوب والى من يعصيك ونحن معلقات بالطهور وبالقدس؟ فقال، وعزتى وجلالى ما من عبد قرأكن في دبر كل صلوة الا اسكنته حظيرة القدس على ماكان فيه، والانظرت اليه بعينى المكنونة في كل يوم سبعين نظرة، والاقضيت له في كل يوم سبعين حاجة ادناها المغفرة والا اعذته من كل عدو ونصرته عليه. ولايمنعه دخول الجنة الا ان يموت.
1027 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده عن على (عليه السلام) قال: قال النبى (صلى الله عليه وآله) من قرأ آية الكرسى مائة مرة كان كمن عبدالله طول حياته.
1028 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن رجل سمع ابا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول من قرأ آية الكرسى عند منامه لم يخف الفالج انشاءالله، ومن قرأها بعد كل صلوة لم يضره ذوحمة. (1)
1029 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) حديث يذكر فيه صفة الرب عزوجل وفيه: لم يزل حيا بلاحيوة، كان حيا بلا حيوة حادثة.
1030 ـ وباسناده إلى عبدالاعلى عن العبد الصالح يعنى موسى بن جعفر (عليه السلام) حديث طويل وفيه كان حيا بلا كيف ولاأين، حيا بلا حيوة حادثة بل حى لنفسه.
1031 ـ وباسناده إلى جابر الجعفى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول ان الله تعالى نور لاظلمة فيه، وعلم لاجهل فيه، وحيوة لاموت فيه.
1032 ـ في محاسن البرقى باسناده قال قلت لابى عبدالله (عليه السلام) قوله من ذاالذى يشفع عنده الاباذنه يعلم مابين ايديهم قال نحن اولئك الشافعون.
1033 ـ في كتاب التوحيد عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الحمة: السم (*)
===============
(259)
السائل: فقوله (الرحمن على العرش استوى قال ابوعبدالله (عليه السلام) بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش باين من خلقه من غيران يكون العرش حاملا له ولا أن يكون العرش حاويا له ولا ان العرش محتازا له ولكنا نقول هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ماقال: وسع كرسيه السموات والارض فثبتنا من العرش والكرسى ماثبته، ونفينا ان يكون العرش والكرسى حاويا له، وأن يكون عزوجل محتاجا إلى مكان او إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون اليه.
1034 ـ وباسناده عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه (عليه السلام) بعد ان ذكر الارضين السبع ثم السموات السبع والبحر المكفوف وجبال البرد، وهذه السبع والبحر المكفوف وجبال البرد عند حجب النور كحلقة في فلاة قى (1) وهو سبعون ألف حجاب، يذهب نورها بالابصار، وهذا والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب عند الهواء الذى تحار فيه القلوب كحلقة في فلاة قى والسبع والبحر المكفوف وجبال البرد والهواء والحجب في الكرسى كحلقة في فلاة قى ثم تلا هذه الاية: (وسع كرسيه السموات والارض ولايؤده حفظهما وهو العلى العظيم) وفى روضة الكافى باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) مثله.
1035 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويلى يقول فيه ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسى، لانهما بابان من اكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسى هو الباب الظاهر من الغيب الذى منه مطلع البدع، ومنه الاشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذى يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والاين والمشية وصفة الارادة وعلم الالفاظ والحركات والترك وعلم العود والبداء، فهما في العلم بابان مقرونان لان ملك العرش سوى ملك الكرسى، وعلمه أغيب من علم الكرسى، فمن ذلك قال رب العرش العظيم اى صفته أعظم من صفة الكرسى وهما في ذلك مقرونان.
1036 ـ حدثنا أبى رضى الله عنه قال حدثنا سعد بن عبدالله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص بن غياث قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القى ـ بالكسر والتشديد ـ من القوى وهى الارض القفر الخالية. (*)
===============
(260)
(وسع كرسيه السموات والارض) قال علمه.
1037 ـ حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى ـ عمير عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل (وسع كرسيه السموات والارض؟ فقال السموات والارض ومابينهما في الكرسى والعرش هو العلم الذى لايقدر أحد قدره.
1038 ـ حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رحمه الله) قال حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن ربعى عن فضيل بن يسار قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (وسع كرسيه السموات والارض) فقال يافضيل السموات والارض وكل شئ في الكرسى وفى الكافى مثله سواء.
1039 ـ في كتاب التوحيد حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله) عن ابيه عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال:
سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (وسع كرسيه السموات والارض) السموات والارض وسعن الكرسى ام الكرسى وسع السموات والارض؟ فقال بل الكرسى وسع السموات والارض، والعرش وكل شئ في الكرسى.
1040 ـ حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل، (وسع كرسية السموات والارض) السموات والارض وسعن الكرسى ام الكرسى وسع السموات والارض؟ فقال، ان كل شئ في الكرسى وفى الكافى ايضا مثل هذين الحديثين سواء.
1041 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عاصم بن حميد عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال: الكرسى جزء من سبعين جزءا من نور العرش، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1042 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى رفعه قال:
قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): الكرسى محيط بالسموات والارض ومابينهما وما تحت الثرى
===============
(261)
وان تجهر بالقول فانه يعلم السر وأخفى وذلك قوله تعالى: (وسع كرسيه السموات والارض) ولايؤده حفظهما وهو العلى العظيم) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1043 ـ في تفسير على بن ابراهيم واما آية الكرسى فانه حدثنى أبى عن الحسين ابن خالد انه قرأ أبوالحسن الرضا (عليه السلام): (الله لا اله الا هو الحى القيوم لاتأخذه سنة ولانوم اى نعاس (له ما في السموات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذاالذى يشفع عنده الاباذنه)
1044 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن أبى جرير القمى وهو محمد بن عبيدالله وفى نسخة عبدالله عن ابى الحسن (عليه السلام) (له ما في السموات والارض وما بينهما وماتحت الثرى عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم من ذاالذى يشفع عنده الاباذنه).
1045 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصلا بما سبق: (يعلم ما بين أيديهم وماخلفهم قال: مابين أيديهم من امور الانبياء وما كان، وما خلفهم اى مالم يكن بعد، قوله:
(الا بماشاء) اى بما يوحى اليهم (ولايؤده حفظهما) اى لايثقل عليه حفظ ما في السموات و [ ما ]
في الارض قوله: (لااكراه في الدين) اى لايكره أحد على دينه من الامن بعد ان تبين له ويبين له الرشد من الغى (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله) فهم الذين غصبوا آل محمد حقهم قوله: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) يعنى الولاية (لا انفصام لها) اى حبل لاانقطاع له الله ولى الذين آمنوا) يعنى اميرالمؤمنين والائمة (عليهم السلام) (يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا) وهم الظالمون آل محمد (اولياؤهم الطاغوت وهم الذين تبعوا من غصبهم يخرجونهم من النور إلى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون والحمدلله رب العالمين) كذا انزلت.
1046 ـ حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن زرارة عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله، (وسع كرسيه السموات والارض) ايما اوسع، الكرسى أو السموات قال، لابل الكرسى وسع السموات والارض، والعرش وكل شئ خلق الله في الكرسى.
1047 ـ حدثنى أبى عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة ان عليا صلوات الله عليه سئل عن قول الله تبارك وتعالى: (وسع كرسيه السموات
===============
(262)
والارض) قال. السموات والارض وما فيهما من مخلوق في جوف الكرسى وله أربعة أملاك يحملونه باذن الله، فاما ملك منهم ففى صورة الادميين. وهى اكرم الصور على الله، وهو يدعوالله ويتضرع اليه ويطلب الشفاعة والرزق لبنى آدم، والملك الثانى في صورة الثور وهو سيد البهايم وهو يطلب إلى الله ويتضرع اليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع البهايم، والملك الثالث في صورة النسر وهو سيد الطير وهو يطلب إلى الله تبارك وتعالى ويتضرع اليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع الطير، والملك الرابع في صورة الاسد وهو سيد السباع وهو يرغب إلى الله ويتضرع اليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع ولم يكن في هذه الصور احسن من الثور ولاأشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بنى اسرائيل العجل فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذى في صورة الثور رأسه استحياءا من الله ان عبد من دون الله شئ يشبه وتخوف (1) أن ينزل به العذاب.
1048 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن سنان قال: سالت أبا الحسن الرضا (عليه السلام)، هل كان الله عارفا بنفسه قبل ان يخلق الخلق، قال، نعم، قلت، يراها ويسمعها؟ قال ماكان محتاجا إلى ذلك لانه لم يكن يسئلها ولايطلب منها هو نفسه، و نفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى ان يسمى نفسه ولكنه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها، لانه اذا لم يدع باسمه لم يعرف فأول ما اختاره لنفسه (العلى العظيم) لانه اعلى الاشياء كلها فمعناه الله واسمه العلى العظيم، هو اول اسمائه لانه [ علا ] على كل شئ وفى اصول الكافى مثله.
1049 ـ في روضة الكافى محمد بن خالد عن حمزة بن عبيد عن اسمعيل بن عباد عن ابى عبدالله (عليه السلام): (ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء) وآخرها (وهو العلى العظيم والحمدلله رب العالمين) وآيتين بعدها.
1050 ـ في كتاب الخصال عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل: الامور ثلثة: امر تبين لك رشده فاتبعه وامر تبين لك غيه فاجتنبه، وامر
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) في بعض النسخ (تخوفا. (*)
===============
(263)
اختلف فيه فرده إلى الله.
1051 ـ في مجمع البيان (فمن يكفر بالطاغوت) وقيل فيه خمسة اقوال احدها انه الشيطان وهو المروى عن ابيعبدالله (عليه السلام).
1052 ـ في اصول الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن ابان عن محمد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) في قول الله عزوجل: (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال: هى الايمان.
1053 ـ على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله (عليه السلام) انه قال: في قوله عزوجل:
فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال: هى الايمان بالله وحده لاشريك له، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.
1054 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب موسى بن جعفر عن آبائه (عليهما السلام) وابوالجارود عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال،
مودتنا اهل البيت.
1055 ـ في محاسن البرقى عنه عن الحسن بن احمد عن ابان الاحمر عن ابى جعفر الاحول عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) قال عروة الله الوثقى التوحيد و الصبغة الاسلام.
1056 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى ابى الحسن الرضا عن ابيه عن آبائه عن على (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من احب ان يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين فليوال عليا بعدى، وليعاده عدوه وليأتم بالائمة الهداة من ولده.
1057 ـ وفيه فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الائمة من ولد الحسين من اطاعهم فقد اطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى.
1058 ـ وفيه باسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه والاية
===============
(264)
المعجزة في نظمه، فقال: هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى.
1059 ـ وفى باب ماكتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين وان الارض لاتخلومن حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر واوان وانهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا إلى ان يرث الله الارض ومن عليها.
1060 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن العباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فينا خطيبا فقال في آخر خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى.
1061 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، قال امير ـ المؤمنين (عليه السلام) في خطبة، انا حبل الله المتين وانا عروة الله الوثقى، 1062 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن ابى محمود عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه نحن حجج الله في ارضه ونحن كلمة التقوى والعروة والوثقى، 1063 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عبدالله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من احب ان يستمسك بالعروة الوثقى التى لاانفصام لها فليستمسك بولاية اخى ووصيى على بن ابيطالب فانه لايهلك من احبه وتولاه، ولا ينجو من ابغضه وعاداه.
1064 ـ في كتاب الخصال عن ابيعبدالله عن ابيه عن آبائه عن على بن ابى طالب (عليهم السلام) قال المؤمن ينقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور، وعلمه نور، وكلامه نور، ومنظره يوم القيمة إلى النور.
1065 ـ في روضة الكافى سهل عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن حمران بن اعين عن ابى جعفر (عليه السلام) (والذين كفروا اولياؤهم الطواغيت).
1066 ـ في تفسير العياشى عن مسعدة بن صدقة قال: قص ابوعبدالله (عليه السلام) قصة الفريقين جميعا في الميثاق حتى بلغ الاستثناء من الله في الفريقين فقال ان الخير والشر
===============
(265)
خلقان من خلق الله له فيهما المشية في تحويل ماشاءالله (1) فيما قدر فيها حال عن حال والمشية فيما خلق لها من خلقه في منتهى ما قسم لهم من الخير والشر وذلك ان الله قال في كتابه (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) فالنورهم آل محمد (عليهم السلام) والظلمات عدوهم. 1067 ـ عن مهزم الاسدى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال الله تبارك وتعالى: لاعذبن كل رعية دانت بامام ليس من الله، وان كانت الرعية في اعمالها برة تقية، ولاعفون عن كل رعية دانت بكل امام من الله وان كانت الرعية في اعمالها سيئة، قلت: فيعفو عن هؤلاء ويعذب هؤلاء قال: نعم ان الله تعالى يقول: (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) ثم ذكر حديث ابن ابى يعفور رواية محمد بن الحسين وزاد فيه فاعداء على اميرالمؤمنين هم الخالدون في النار وان كانوا في اديانهم على غاية الورع والزهد والعبادة.
1068 ـ في اصول الكافى عن ابيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل في طينة المؤمن والكافر وفيه أومن كان ميتا فأحييناه فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر، وكان حيوته حين فرق الله بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله عزوجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور
1069 ـ وباسناده إلى الباقر (عليه السلام) حديث طويل في شأن انا أنزلناه في ليله القدر يقول فيه (عليه السلام) وقد ذكر نزول الملئكة بالعلم فان قالوا: من سماء إلى سماء فليس في السماء أحد يرجع من طاعة إلى معصية وان قالوا من سماء إلى أرض وأهل الارض أحوج الخلق إلى ذلك فقل فهل بد من سيد يتحاكمون اليه، فان قالوا فان الخليفة هو حكمهم، فقل:
(الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) (إلى قوله (خالدون) لعمرى ما في الارض ولافى السماء ولى لله عزوجل الاوهو مؤيد ومن أيده لم يخط وما في الارض عدولله عز ذكره الا وهو مخذول، ومن خذل لم يصب، كما ان الامر لابد من تنزيله من السماء يحكم به أهل الارض كذلك لابد من وال.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (مايشاء) بدل (ماشاءالله) (*)
===============
(266)
1070 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدى عن عبدالله بن أبى يعفور قال: قلت لابى عبدالله (عليهما السلام) انى أخالط الناس فيكثر عجبى من اقوام لايتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم امانة وصدق؟؟ وفاء، وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الامانة ولاالوفاء والصدق قال. فاستوى أبو ـ عبدالله (عليه السلام) جالسا فأقبل على كالغضبان ثم قال: لادين لمن دان الله بولاية امام جايز ليس من الله ولاعتب على من دان بولاية امام عادل من الله قلت لادين لاولئك ولاعتب على هؤلاء؟ قال نعم لادين لاولئك ولاعتب على هؤلاء، ثم قال: الاتسمع لقول الله عزوجل. (الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور) يعنى ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله عزوجل: وقال: (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) قال [ قلت اليس الله عنى بها الكفار حين قال: ] والذبن كفروا؟ قال: فقال: وأى نور للكافر وهو كافر فأخرج من الظلمات انما عنى الخ كذا في تفسير العياشى (1) انما عنى بهذا انهم كانوا على نور الاسلام، فلما ان تولوا كل امام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فاوجب الله لهم النار مع الكفار، فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون.
1071 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى على (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه تلا هذه الآية: (فاولئك اصحاب النارهم فيها خالدون) قيل: يا رسول الله من اصحاب النار؟ قال: من قاتل عليا بعدى فاولئك اصحاب النارهم مع الكفار فقد كفروا بالحق لما جاءهم.
1072 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى حنان بن سدير قال حدثنى رجل من اصحاب ابى عبدالله (ع) قال سمعته يقول ان اشد الناس عذابا يوم القيامة لسبعة نفراولهم ابن آدم الذى قتل اخاه، ونمرود الذى حاج ابراهيم في ربه الحديث وهو مذكور بتمامه في سورة الفلق.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى من قوله (ع) (قال: قلت اليس الله.. إلى قوله.. انما عنى) غير موجود في رواية الكافى بل هو من زيادة رواية العياشى في التفسير. (*)
===============
(267)
1073 ـ وفيه باسناده إلى اسحق بن عمار الصيرفى عن ابى الحسن الماضى (ع) حديث طويل يقول في آخره، وان في جوف تلك الحية (1) لسبع صناديق فيها خمسة من الامم السالفة واثنان من هذه الامة، قال قلت جعلت فداك ومن الخمسة ومن الاثنان؟ قال اما الخمسة فقابيل الذى قتل هابيل، ونمرود الذى حاج ابراهيم في ربه، قال انا احيى وأميت، وفرعون الذى قال انا ربكم الاعلى، ويهود الذى هود اليهود، وبولس [ الذى ] نصر النصارى، ومن هذه الامة اعرابيان.
1074 ـ في كتاب الخصال عن محمد بن خالد باسناده رفعه إلى ابى عبدالله (ع) قال ملك الارض كلها اربعة مؤمنان وكافران، فاما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين والكافران نمرود وبخت نصر.
1075 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير قال لما دخل يوسف على الملك قال له كيف انت يا ابراهيم؟ قال: انى لست بابراهيم انا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، قال وهو صاحب ابراهيم الذى حاج ابراهيم في ربه، قال وكان اربعمأة سنة شابا.
1076 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن حجر عن ابى عبدالله (ع) قال خالف ابراهيم (ع) قومه وعاب آلهتهم حتى ادخل على نمرود فخاصمه فقال ابراهيم (ع) ربى الذى يحيى ويميت قال انا احيى واميت قال ابراهيم فان الله ياتى بالشمس من المشرق فات بها من المغرب فبهت الذى كفروالله لايهدى القوم الظالمين والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
1077 ـ في مجمع البيان واختلف في وقت هذه المحاجة قيل: بعد القائه في النار وجعلها عليه بردا وسلاما عن الصادق (عليه السلام)، وقد روى عن الصادق (عليه السلام) ان ابراهيم قال له: احى من قتلته ان كنت صادقا.
1078 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله: او كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال انى يحيى هذه الله بعد موتها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اشارة إلى ماذكر في الحديث قبيل هذا الكلام ووصف جية في قليب من النار. (*)
===============
(268)
فقال: ان الله بعث على بنى اسرائيل نبيا يقال له ارميا، فقال قل لهم مابلد تنقيته من كرايم البلدان وغرس (1) فيه من كرايم الغرس ونقيته من كل غرسة فاخلف فانبت خرنوبا (2) قال: فضحكوا واستهزئوا به فشكاهم إلى الله قال: فأوحى الله اليه ان قل لهم ان البلد بيت المقدد والغرس بنو اسرائيل تنقيته من كل غرسة، ونحيت عنهم كل جبار، فأخلفوا فعملوا المعاصى (3) فلا سلطن عليهم في بلدهم من يسفك دمائهم ويأخذ اموالهم: فان بكوا إلى فلم ارحم بكائهم وان دعوا لم استجب دعائهم فشلتهم وفشلت، ثم لاخر بنهامأة عام ثم لاعمرنها فلما حدثهم جزعت العلماء فقالوا: يا رسول الله ماذنبنا نحن ولم نكن نعمل بعملهم؟ فعاودلنا ربك فصام سبعا فلم يوح اليه شئ فأكل اكلة ثم صام سبعا فلم يوح اليه شئ فاكل اكلة ثم صام سبعا فلما ان كان يوم الواحد والعشرين اوحى الله اليه: لترجعن عما تصنع اتراجعنى في امر قضيته اولاردن وجهك على دبرك؟ ثم اوحى الله اليه قل لهم لانكم رايتم المنكر فلم تنكروه. فسلط الله عليهم بخت نصر فصنع بهم ماقد بلغك ثم بعث بخت نصر إلى النبى فقال: انك قد نبئت عن ربك وحدثتهم بما اصنع بهم فان شئت فأقم عندى فيمن شئت وان شئت فاخرج، فقال لابل اخرج قتزود عصيرا وتينا وخرج، فلما ان غاب مدالبصر التفت اليها فقال انى يحيى هذه الله بعد موتها فاماته الله ماة عام اماته غدوة وبعثه عشية قبل ان تغيب الشمس وكان اول شئ خلق منه عيناه في مثل غرقئ البيض (4) ثم قيل له: (كم لبثت قال لبثت يوما) فلما نظر إلى الشمس
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ والظاهر كما في نسختى البحار والبرهان غرست).
(2) قال المجلسى (رحمه الله) في بيان الحديث ـ وقد نقله عن كتاب تفسير القمى (رحمه الله) ـ: قوله: فأخلف اى فسد من قولهم: اخلف الطعام: اذا تغير طعمه ورائحته، واخلف فلان اى فسد، اولم يات بما هو عادة من قولهم: اخلف الوعد، اومن قولهم: اخلفت النجوم امهلت فلم يكن فيها مطر، ويحتمل ان يكون المراد تغير اهل القرية وفسادهم (انتهى) والخرنوب: شجر مثمر من فصيلة القرنيات، دائم الورق، منابته منطقة شرقى المتوسط ثماره على شكل قرنى، طويلة وعريضة، يستخرج منه نوع من الدبس.
(3) كذا في النسخ وفى المصدر (فعملوا بمعاصى الله).
(4) الغرقئ: بياض البيض الذى يؤكل. (*)
===============
(269)
لم تغب قال: (او بعض يوم قال بل لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه و انظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما) قال فجعل ينظر إلى عظامه كيف يصل بعضها إلى بعض، ويرى العروق كيف تجرى فلما استوى قائما قال: اعلم ان الله على كل شئ قدير وفى رواية هارون (1) فتزود عصيرا ولبنا
1079 ـ عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: نزلت هذه الاية على رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا الم تر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال ماتبين لرسول الله انها في السموات قال رسول الله اعلم ان الله على كل شئ قدير، سلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للرب وآمن يقول الله: (فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شئ قدير).
1080 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن ابيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) وامات الله ارميا النبى (عليه السلام) الذى نظر إلى خراب بيت المقدس وماحوله حين غزاهم بخت نصر وقال: انى يحيى هذه الله بعد موتها فاماته الله ماة عام ثم احياه ونظر إلى اعضائه كيف تلتئم وكيف تلبس اللحم، والى مفاصله وعروقه كيف توصل فلما استوى قاعدا قال: اعلم ان الله على كل شئ قدير.
1081 ـ في مجمع البيان (او كالذى مر على قرية) وهو عزير وهو المروى عن ابيعبدالله (عليه السلام) وقيل: هو ارميا وهو المروى عن ابى جعفر (عليه السلام).
1082 ـ وروى عن على (عليه السلام) ان عزيرا خرج من اهله وامرأته حامل وله خمسون سنة، فأماته الله مأة سنة ثم بعثه فرجع إلى أهله ابن خمسين سنة ولها ابن له مائة سنة، فكان ابنه اكبر منه فذلك من آيات الله.
1083 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثه عن اسمعيل بن ابى رافع عن ابيه عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل قال فيه وقد ذكر بخت نصر وقتله من قتل من اليهود سبعين الف مقاتل على دم يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، وخرب بيت المقدس وتفرقت الملوك البلدان في سبعة واربعين سنة من ملكه، بعث الله العزيز، نبيا إلى اهل القرى التى امات الله عزوجل أهلها، ثم بعثهم له وكانوا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى هارون بن خارجة الاتى في رواية على بن ابراهيم (*)
===============
(270)
من قرى شتى فهربوا فرقا من الموت، فنزلوا في جوار عزير وكانوا مؤمنين، وكان عزير يختلف اليهم ويسمع كلامهم وايمانهم وأحبهم على ذلك وآخاهم عليه، فغاب عنهم يوما واحدا. ثم أتاهم فوجدهم موتى صرعى، فحزن عليهم وقال انى يحيى هذه الله بعد موتها تعجبا منه حيث اصابهم وقد ماتوا اجمعين في يوم واحد. فاماته الله عزوجل عند ذلك مأة عام فلبث وهم مائة سنة، ثم بعثه الله واياهم وكانوا مائة ألف مقاتل ثم قتلهم الله اجمعين لم يفلت منهم احد على يدى بخت نصر.
1084 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن اسمعيل بن ابان عن عمر بن عبدالله الثقفى قال: اخرج هشام بن عبدالملك ابا جعفر محمد بن على زين العابدين (عليهما السلام) من المدينة إلى الشام وكان ينزله معه، وكان يقعد مع الناس في مجالسهم، فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسئلونه اذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال، ما لهؤلاء القوم ألهم عيد اليوم؟ قالوا: لا يا بن رسول الله ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في علمهم، قال ابوجعفر: وله علم ! قالوا: من اعلم الناس قد ادرك اصحاب الحواريين من اصحاب عيسى (عليه السلام) قال: فهلموا ان نذهب اليه، فقالوا: ذاك اليك يابن رسول الله قال: فقنع ابوجعفر (عليه السلام) راسه بثوبه ومضى هو واصحابه فاختلطوا بالناس حتى اتوا الجبل، قال، فقعد ابوجعفر (عليه السلام) وسط النصارى هو واصحابه، فاخرج النصارى بساطا ثم وضع الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كانهما عينا افعى ثم قصد ابا جعفر (عليه السلام) فقال، امنا انت ام من الامة المرحومة ! فقال ابوجعفر (عليه السلام)، من الامة المرحومة، فقال، افمن علمائهم انت ام من جهالهم؟ قال، لست من جهالهم، قال النصرانى اسئلك او تسألنى؟ فقال ابوجعفر (عليه السلام)، سلنى فقال، يا معشر النصارى رجل من امة محمد يقول سلنى ان هذا العالم بالمسائل، ثم قال: يا عبدالله أخبرنى عن ساعة ماهى من الليل ولا من النهار أى ساعة هى؟ قال أبوجعفر عليه الاسلام: مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، إلى أن قال النصرانى: فاسئلك أو تسألنى؟
===============
(271)
قال ابوجعفر (عليه السلام): سلنى، فقال: يا معشر النصارى والله لاسئلنه مسألة يرتطم فيها (1) كما يرتطم الحمار في الوحل، فقال له سل، قال: أخبرنى عن رجل دنا من امرأته فحملت منه باثنين (2) حملتهما جميعا في ساعة واحدة، وولدتهما في ساعة واحدة، و ماتا في ساعة واحدة، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد، فعاش أحدهما خمسين ومأة سنة، وعاش الاخر خمسين سنة من هما؟ قال أبوجعفر (عليه السلام): هما عزير وعزرة، كان حمل أمهما على ماوصفت، ووضعتهما على ماوصفت، [ وعاش عزير وعزرة خمسين سنة، ثم امات الله عزيرا ثم احياه ] (3) فعاش عزرة مع عزير ثلثين سنة، ثم امات الله عزيرا مأة سنة، وبقى عزرة يحيى ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة، قال النصرانى.
يا معشر النصارى ما رأيت احدا قط اعلم من هذا الرجل لاتسألونى عن حرف وهذا بالشام، ردونى فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع ابى جعفر صلوات الله عليه.
1085 ـ وفيه واما قوله: (او كالذى مر على قرية وهى خاوية على عروشها قال انى يحيى هذه الله بعد موتها) فانه حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن هارون بن خارجة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: لما عملت بنو اسرائيل بالمعاصى و عتواعن امر ربهم اراد الله ان يسلط عليهم من يذلهم ويقتلهم، فأوحى الله إلى ارميا يا ارميا مابلد انتجبته من بين البلدان وغرست فيى من كرايم الشجر فأخلف فأنبت خرنوبا، فاخبر ارميا احبار بنى اسرائيل فقالوا: راجع ربك ليخبرنا ما معنى هذا المثل، فصام ارميا سبعا فأوحى الله اليه يا ارميا اما البلد فبيت المقدس، واما ما انبت فيها فبنوا اسرائيل الذين اسكنتهم فيه فعملوا بالمعاصى وغيروا دينى وبدلوا نعمتى كفرا، فبى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ارتطم في الوحل: وقع فيه.
(2) كذا في النسخ والظاهر كما في المصدر والبحار (بابنين) فصحف.
(3) مابين المعقفتين غير موجود في المصدر ونسخة البحار ومعه يصح المعنى ايضا لان المراد من الخمسين المذكور فيه هو تمام الزمانين الذى عاشا معا فذكره (ع) اولا ثم فصله بقوله: (فعاش عزرة مع عزير، ثلثين سنة ثم امات الله... إلى قوله.. ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة) فصار المجموع خمسين الذى ذكره اولا على نحو الاجمال (*)
===============
(272)
حلفت لامتحننهم بفتنة يظل الحكيم فيها حيرانا، ولاسلطن عليهم شر عبادى ولادة، وشرهم طعاما فليتسلطن عليهم بالجبرية فيقتل مقاتليهم، ويسبى حريمهم، ويخرب بيتهم الذى يغترون به، ويلقى حجرهم الذى يفتخرون به على الناس في المزابل مأة سنة، فاخبر ارميا احبار بنى اسرائيل فقالوا له، راجع ربك ما ذنب الفقراء والمساكين والضعفاء؟ فصام ارميا سبعا ثم اكل اكلة فلم يوح اليه شئ، ثم صام سبعا فاوحى الله اليه يا ارميا لتكفن عن هذا اولاردن وجهك إلى قفاك، قال: ثم اوحى الله اليه قل لهم:
لانكم رايتم المنكر فلم تنكروه، فقال ارميا: رب اعلمنى من هو حتى آتيه وآخذ لنفسى واهلبيتى منه امانا، قال: ايت موضع كذا وكذا فانظر إلى غلام اشدهم زمانة، واخبثهم ولادة، واضعفهم جسما، وشرهم غذاءا فهو ذاك، فأتى ارميا ذلك البلد فاذا هو بغلام في خان زمن ملقى على مزبلة وسط الخان، واذا لم ام تزبى بالكسر (1) وتفت الكسر في القصعة، وتحلب عليه خنزيرة لها. ثم تدنيه من ذلك الغلام فيأكله.
فقال ارميا: ان كان في الدنيا الذى وصفه الله فهو هذا. فدنا منه فقال له: ما اسمك؟ فقال: بخت نصر. فعرف انه هو، فعالجه حتى برأ ثم قال له، اتعرفنى؟ قال، لا، أنت رجل صالح، قال: انا ارميا نبى بنى اسرائيل أخبرنى الله انه سيسلطك على بنى اسرائيل فتقتل رجالهم وتفعل بهم وتفعل، قال: فتاه (1) في نفسه في ذلك الوقت ثم قال ارميا: اكتب لى كتابا بامان منك، فكتب له كتابا وكان يخرج إلى الجبل ويحتطب ويدخل المدينة ويبيعه، فدعا إلى حرب بنى اسرائيل وكان مسكنهم في بيت المقدس، وأقبل بخت نصر فيمن أجابه نحو بيت المقدس وقد اجتمع اليه بشر كثير، فلما بلغ ارميا اقباله نحو بيت المقدس استقبله على حمار له ومعه الامان الذى كتبه له بخت نصر، فلم يصل اليه ارميا من كثرة جنوده وأصحابه فصير الامان على خشبة ورفعها، فقال: من أنت؟ فقال: انا ارميا النبى الذى بشرتك بانك سيسلطك الله على بنى اسرائيل وهذا أمانك لى،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) زبى اللحم: نثره في الزبية، والزبية: حفيرة يشتوى فيها ويخبز. والكسر ـ كعنب ـ جمع الكسرة. الخبز المتكسر اليابس.
(2) تاه: تكبر. تحير (*)
===============
(273)
قال: أما أنت فقد أمنتك: واما اهل بيتك فانى ارمى من ههنا إلى بيت المقدس، فان وصلت رميتى إلى بيت المقدس فلا أمان لهم عندى، وان لم تصل فهم آمنون، وانتزع قوسه ورمى نحو بيت المقدس فحملت الريح النشابة (1) حتى علقتها في بيت المقدس، فقال لا امان لهم عندى، فلما وافى نظر إلى جبل من تراب وسط المديند واذا دم يغلى وسطه، كلما القى اليه التراب خرج وهو يغلى، فقال: ماهذا؟ فقالوا هذا دم نبى كان لله فقتله ملوك بنى اسرائيل ودمه يغلى، وكلما القينا عليه التراب خرج يغلى، فقال بخت نصر لاقتلن بنى اسرائيل ابدا حتى يسكن هذا الدم وكان ذلك الدم دم يحيى بن زكريا (عليهما السلام)، وكان في زمانه ملك جبار يزنى بنساء بنى اسرائيل، وكان يمر بيحيى بن زكريا فقال له يحيى اتق الله ايها الملك لايحل لك هذا، فقالت له امراة من اللواتى كان يزنى بهن حين سكرايها الملك اقتل يحيى، فامران يؤتى براسه فاتى برأس يحيى (ع) في طشت وكان الراس يكلمه ويقول له: يا هذا اتق الله ولايحل لك هذا، ثم غلى الدم في الطشت حتى فاض إلى الارض، فخرج يغلى ولايسكن، وكان بين قتل يحيى وخروج بخت نصر مأة سنة فلم يزل بخت نصر يقتلهم وكان يدخل قرية قرية فيقتل الرجال والنساء والصبيان وكل حيوان والدم يغلى ولا يسكن، حتى افنى من بقى منهم، ثم قال: بقى أحد في هذه البلاد؟ قالوا: عجوز في موضع كذا وكذا، فبعث اليها فضرب عنقها على الدم فسكن، وكانت آخر من بقى، ثم أتى بابل فبنى بها مدينة وأقام وحفر بئرا فالقى فيها دانيال والقى معه اللبوة (2) فجعلت اللبوة تأكل طين البئر ويشرب دانيال لبنها، فلبث بذلك زمانا فأوحى الله إلى النبى الذى كان ببيت المقدس ان أذهب بهذا الطعام والشراب إلى دانيال واقرأه منى السلام، قال وأين هو يارب؟ قال في بئر بابل في موضع كذا وكذا، قال فأتاه فاطلع في البئر فقال يا دانيال قال لبيك، صوت غريب، قال ان ربك يقرئك السلام وقد بعث اليك بالطعام و الشراب فدلاه اليه (3) قال فقال دانيال الحمدلله الذى لاينسى من ذكره، الحمدلله الذى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النشابة: السهم (2) اللبوة: الانثى من الاسد.
(3) دلا الدلو: أرسلها في البئر. (*)
===============
(274)
لا يخيب من دعاه الحمدلله الذى من توكل عليه كفاه، الحمدلله لذى من وثق به لم يكله إلى غيره الحمدلله الذى يجزى بالاحسان احسانا، الحمدلله الذى يجزى بالصبر نجاة و الحمدلله الذى يكشف ضرنا عند كربتنا، والحمدلله الذى هو ثقتنا حين تنقطع الحيل منا، والحمدلله الذى هو رجاؤنا حين ساء ظننا بأعمالنا قال فأرى بخت نصر في نومه كأن رأسه من حديد ورجليه من نحاس وصدره من ذهب، قال فدعا المنجمين فقال لهم ما رأيت؟ فقالوا ماندرى ولكن قص علينا مارأيت فقال لهم وانا اجرى عليكم الارزاق منذ كذا وكذا ولاتدرون مارأيت في المنام؟ فأمربهم فقتلوا، قال فقال له بعض من كان عنده ان كان عند احد شئ فعند صاحب الجب فان اللبوة لم تعرض له وهى تأكل الطين وترضعه، فبعث إلى دانيال فقال: مارايت في المنام؟ فقال رأيت كأن راسك من كذا، ورجلك من كذا، وصدرك من كذا قال هكذا رايت فما ذاك؟ قال قد ذهب ملكك وانت مقتول في ثلثة ايام، يقتلك رجل من ولد فارس، قال فقال له ان على لسبع مداين على باب كل مدينة حرس، ومارضيت بذلك حتى وضعت بطة (1) من نحاس على باب كل مدينة، لايدخل غريب الاصاحت عليه حتى يؤخذ، قال فقال له ان الامر كما قلت لك، قال فبث الخيل (2) وقال لاتلقون احدا من الخلق الا قتلتموه كائنا من كان، وكان دانيال جالسا عنده، وقال لاتفارقنى هذه الثلثة الايام فان مضت قتلتك، فلما كان في اليوم الثالث ممسيا اخذه الغم، فخرج فتلقاه غلام كان يخدم ابنا له من اهل فارس وهو لايعلم انه من اهل فارس، فدفع اليه سيفه وقال له يا غلام لاتلقى أحدا من الخلق الا وقتلته وان لقيتنى أنا فاقتلنى فاخذ الغلام سيفه فضرب به بخت نصر ضربة فقتله، وخرج ارميا على حماره ومعه تين قد تزوده، وشئ من عصير، فنظر إلى سباع البر وسباع البحر وسباع الجو تأكل تلك الجيف، ففكر في نفسه ساعه ثم قال أنى يحيى الله هؤلاء (3) وقد أكلتهم السباع، فأماته الله مكانه مأة عام ثم بعثه اى أحياه فلما رحم الله بنى اسرائيل وأهلك بخت نصر رد بنى اسرائيل إلى الدنيا، وكان
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) البطة واحدة البط: الاوز.
(2) من بث الخبر: نشره واذاعه.
(3) في المصدر: (انى يحيى هذه الله بعد موتها).:. اه (*)
===============
(275)
عزير لما سلط الله بخت نصر على بنى اسرائيل هرب ودخل في عين وغاب فيها، وبقى ارميا ميتا مأة سنة ثم أحياه الله، فأول ما أحيى منه عينيه في مثل غرقئ البيض فنظر فاوحى الله اليه كم لبثت قال لبثت يوما) ثم نظر إلى الشمس قد ارتفعت فقال (أو بعض يوم) فقال الله تبارك وتعالى (قد لبثت مأة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه) اى لم يتغير (وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما) فجعل ينظر إلى العظام البالية المنفطرة تجتمع اليه، والى اللحم الذى قد أكلته السباع يتألف إلى العظام من هنا وهيهنا، ويلتزق بها حتى قام وقام حماره، فقال (اعلم ان الله على كل شئ قدير).
1086 ـ في تفسير العياشى عن على بن محمد العلوى عن على بن مرزوق عن ابراهيم بن محمد قال: ذكر جماعة من أهل العلم ان ابن الكوا قال لعلى (عليه السلام) يا امير ـ المؤمنين ما ولد أكبر من أبيه من أهل الدنيا؟ قال نعم اولئك ولد عزير حيث مر على قرية خربة وقدجاء من ضيعة له تحته حمار، ومعه سلة (1) فيهاتين وكوز فيه عصير، فمر على قرية خربة فقال: (انى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مأة عام) فتوالد ولده وتناسلوا ثم بعث الله اليه فأحياه في المولد الذى أماته فيه، فاولئك ولده أكبر من ابيهم
1087 ـ في محاسن البرقى عنه عن محمد بن عبدالحميد عن صفوان
بن يحيى قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله لابراهيم أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى أكان في قلبه شك؟ قال: لاكان على يقين ولكنه اراد من الله الزيادة في يقينه.
1088 ـ في عيون الاخبار حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال:
حدثنى أبى عن حمدان بن سليمان النيسابورى عن على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال فما معنى قول الله عزوجل (وعصى آدم ربه) إلى ان قال فأخبرنى عن قول ابراهيم (عليه السلام): رب ارنى كيف تحيى الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى؟ قال الرضا (عليه السلام) ان الله تعالى كان اوحى إلى ابراهيم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (شنة) والشنة: القربة الخلق. (*)
===============
(276)
(ع) انى متخذ من عبادى خليلا ان سألنى احياء الموتى اجيبه، فوقع في نفس ابراهيم (ع) انه ذلك الخليل فقال (رب ارنى كيف تحيى الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى) على الخلة قال فخذاربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن ياتينك سعيا واعلم ان الله عزيز حكيم فأخذ ابراهيم (عليه السلام) نسرا وبطا وطاووسا وديكا فقطعهن وخلطهن ثم جعل على كل جبل من الجبال التى حوله ـ وكانت عشرة ـ منهن جزءا وجعل مناقيرهن بين اصابعه، ثم دعاهن باسمائهن، فوضع عنده حبا وماءا فتطايرت تلك الاجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الابدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه، فخلى ابراهيم عن مناقيرهن فطرن، ثم وقعن فشر؟؟ من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب وقلن: يانبى الله احييتنا احياك الله، فقال ابراهيم (عليه السلام): بل الله يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا ابا الحسن.
1089 ـ وفيه في باب استسقاء المأمون بالرضا (عليه السلام) بعد جرى كلام بين الرضا (عليه السلام) وبعض اهل النصب من حجاب المأمون لعنهما الله: فغضب الحاجب عند ذلك فقال:
يابن موسى لقد عدوت طورك وتجاوزت قدرك، ان بعث الله تعالى بمطر مقدر وقته لايتقدم ولايتاخر جعلته آية تستطيل بها وصولة تصول بها، كانك جئت بمثل آية الخليل ابراهيم (عليه السلام) لما اخذ رؤس الطير بيده ودعا اعضائها التى كان فرقها على الجبال فاتينه سعيا وتركبن على الرؤس وخفقن وطرن باذن الله عزوجل فان كنت صادقا فيما توهم فاحيى هذين وسلطهما على، فان ذلك يكون حينئذ آية معجزة، فاما المطر المعتاد فلست انت أحق بان يكون جاء بدعائك من غيرك الذى دعاكما دعوت، وكان الحاجب أشار إلى اسدين مصورين على مسند المامون الذى كان مستندا اليه، وكانا متقابلين على المسند فغضب على ابن موسى الرضا (عليه السلام) وصاح بالصورتين: دونكما الفاجر، فافترساه ولاتبقيا له عينا ولا اثرا، فوثبت الصورتان وقدعادتا أسدين، فتناولا الحاجب ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسادمه (1) والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون، فلما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) رضة: دقه وجرشه وهشم الشئ: كسره. ولحس القصعة: لعقها وأخذ ماعلق بجوانبها بلسانه أو باصبعه. (*)
===============
(277)
فرغا أقبلا على الرضا (عليه السلام) وقالا. ياولى الله في أرضه ماذا تأمرنا ان نفعل بهذا أنفعل به فعلنا هذا ـ يشيران إلى المأمون ـ فغشى على المأمون مما سمع منهما، فقال الرضا (عليه السلام): قفا فوقفا ثم قال الرضا (عليه السلام) صبوا عليه ماء ورد وطيبوه، ففعل ذلك به وعاد الاسدان يقولان أتاذن لنا أن نلحقه بصاحبه الذى أفنيناه؟ قال لافان لله عزوجل فيه تدبيرا هو ممضيه، فقالا ماذا تامرنا؟ فقال: عودا إلى مقركما كما كنتما، فعادا إلى المسند وصارا صورتين كما كانتا، فقال المأمون الحمدلله الذى كفانى شرحميد بن مهران يعنى الرجل المفترس، ثم قال للرضا (عليه السلام) يابن رسول الله هذا الامر لجدكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لكم ولو شئت لنزلت عنه لك، فقال الرضا (عليه السلام) لوشئت لما ناظرتك ولم اسئلك فان الله عزوجل قد أعطانى من طاعة ساير خلقه مثل مارأيت من طاعة هاتين الصورتين الاجهال بنى آدم فانهم وان خسروا حظوظهم فلله عزوجل فيه تدبير وقد أمرنى بترك الاعراض عليك واظهار ما اظهرته من العمل من تحت يدك، كما أمر يوسف بالعمل من تحت يدفرعون مصر قال: فما زال المأمون ضئيلا (1) إلى أن قضى على بن موسى الرضا (عليه السلام) ماقضى.
1090 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: (فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهم جزءا) الآية قال: أخذ الهدهد والصرد والطاووس والغراب فذبحهن وعزل رؤسهن ثم نحز أبدانهن في المنحاز (2) بريشهن لحومهن وعظامهن حتى اختلطت، ثم جزاهن عشرة أجزاء على عشرة أجبل ثم وضع
عنده حبا وماءا، ثم جعل مناقيرهن بين أصابعه ثم قال اتين سعيا باذن الله، فتطاير بعضها إلى بعض، اللحوم والريش والعظام حتى استوت الابدان كما كانت، وجاء كل بدن حتى التزق برقبته التى فيها راسه والمنقار فخلى ابراهيم عن مناقيرهن فوقفن فشربن من ذالك الماء والتقطن من ذلك الحب ثم قلن، يا نبى الله احييتنا احياك الله فقال ابراهيم، بل الله يحيى ويميت فهذا تفسير الظاهر قال (عليه السلام) وتفسير الباطن خذ اربعة ممن يحتمل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الضئيل: النحيف الحقير.
(2) نحزه: دقه بالمنحاز وهو الهاون. (*)
===============
(278)
الكلام فاستودعهم علمك ثم ابعثهم في اطراف الارضين حججا لك على الناس واذا أردت ان يأتوك دعوتهم بالاسم الاكبر يأتونك سعيا باذن الله تعالى.
1091 ـ وفى هذا الكتاب وروى ان الطيور التى أمر بأخذها الطاووس والنسر والديك والبط.
1092 ـ في تفسير العياشى عن على بن اسباط ان أبالحسن الرضا (عليه السلام) سئل عن قول الله: (قال بلى ولكن ليطمئن قلبى) أكان في قلبه شك؟ قال: لاولكنه أرادمن الله الزيادة في يقينه، قال: والجزء واحد من عشرة.
1093 ـ عن عبدالصمد قال: جمع لابى جعفر المنصور القضاة فقال لهم: رجل اوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فلم يعلمواكم الجزء وشكوا فيه، فابرد بريدا إلى صاحب المدينة أن يسال جعفر بن محمد (ع) رجل اوصى بجزء من ماله فكم الجزء؟ فقد اشكل ذلك على القضاة فلم يعلمواكم الجزء، فان هو اخبرك به والا فاحمله على البريد ووجهه إلى، فاتى صاحب المدينة ابا عبدالله (عليه السلام) فقال له: ان ابا جعفر بعث إلى ان اسئلك عن رجل اوصى بجزء من ماله وسال من قبله من القضاة فلم يخبروه ماهو، وقد كتب إلى ان فسرت ذلك له والا حملتك على البريد اليه فقال ابوعبدالله (عليه السلام): هذا في كتاب الله بين ان الله يقول، لما قال ابراهيم: (رب ارنى كيف تحيى الموتى) إلى قوله (كل جبل منهن جزءا وكانت الطير اربعة والجبال عشرة، يخرج الرجل لكل عشرة أجزاء جزءا واحدا وان ابراهيم دعى بمهراس (1) فدق فيه الطير جميعا وحبس الرؤس عنده ثم انه دعى بالذى أمر به فجعل ينظر إلى الريش كيف يخرج، والى العروق عرقا عرقا حتى تم جناحه مستويا، فأهوى نحو ابراهيم فقال ابراهيم (2) ببعض الرؤس فاستقبله به، فلم يكن الرأس الذى استقبله به لذلك البلدن حتى انتقل اليه غيره فكان موافقا للرأس، فتمت العدة وتمت الابدان.
1094 ـ عن أبى بصير عن أبيعبدالله (عليه السلام) في رجل يوصى بجزء من ماله فقال: جزء
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المهراس: الهاون.
(2) وفى المصدر (فمال ابراهيم). (*)
===============
(279)
من عشرة كانت الجبال عشرة وكانت الطير الطاووس والحمامة والديك والهدهد.
فأمرالله ان يقطعهن ويخلطهن وأن تضع على كل جبل منهن جزءا، وان يأخذ راس كل طير فيها بيده، قال: فكان اذا اخذ راس الطير منها بيده تطاير اليه ماكان منه حتى يعود كما كان.
1095 ـ عن محمد بن اسمعيل عن عبدالله بن عبدالله قال: جائنى ابوجعفر بن سليمان الخراسانى وقال: نزل بى رجل من خراسان من الحجاج فتذاكرنا الحديث فقال: مات لنا اخ بمرو، واوصى إلى بمأة الف درهم، وامرنى ان اعطى ابا حنيفة منها جزءا ولم اعرف الجزءكم هو مما ترك؟ فلما قدمت الكوفة اتيت ابا حنيفة فسالته عن الجزء فقال لى. الربع، فابى قلبى ذلك، فقلت: لاافعل حتى احج واستقصى المسألة، فلما رايت اهل الكوفة قد اجمعوا على الربع قلت لابى حنيفة: لاتسبق بذلك (1) لك، اوصى بها ياباحنيفة ولكن احج واستقصى المسألة، فقال ابوحنيفة: وانا اريد الحج، فلما اتينا مكة وكنا في الطواف فاذا نحن برجل شيخ قاعد قد فرغ من طوافه وهو يدعو ويسبح، اذا التفت ابوحنيفة فلما رآه قال: ان اردت ان تسئل غاية الناس فاسال هذا فلا احد بعده، قلت: ومن هذا؟ قال: جعفر بن محمد (عليه السلام)، فلما قعدت واستمكنت اذابتدر ابوحنيفة خلف ظهر جعفر بن محمد (عليه السلام)، فقعد قريبا حتى سلم عليه وعظمه وجاء غير واحد مزدلفين مسلمين عليه وقعدوا فلما رايت ذلك من تعظيمهم له اشتد ظهرى فعمد ابوحنيفة ان يكلم فقلت: جعلت فداك انى رجل من اهل خراسان وان رجلامات واوصى؟؟؟ بماة الف درهم ان اعطى منها جزء وسمى لى الرجل فكم الجزء جعلت فداك؟ فقال جعفر بن محمد (عليه السلام) ياباحنيفة لك أوصى قل فيها، فقال الربع، فقال لابن أبى ليلى: قل فيها، فقال: الربع فقال جعفر (عليه السلام) ومن اين قلتم الربع؟ قالوا لقول الله : (فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقال ابوعبدالله (ع) وانا أسمع هذا ـ قد علمت الطير اربعة فكم كانت الجبال: انما الاجزاء للجبال ليس للطير فقالوا: ظننا انها اربعة فقال أبوعبدالله (عليه السلام): ولكن الجبال عشرة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (لاسوءة بذلك) وفى نسخة (لاسترة بذلك). (*)
===============
(280)
1096 ـ عن معروف بن خربوذ قال: سمعت أباجعفر (ع) يقال ان الله لما اوحى إلى ابراهيم (عليه السلام) ان خذ أربعة من الطير عمد ابراهيم فأخذ الحمامة والطاووس والوزة (1) والديك فنتف ريشهن بعد الذبح فرجعهن (2) في مهراسة فهرسهن ثم فرقهن على جبال الاردن، وكانت يؤمئذ عشرة أجبال فوضع على كل جبل منهن جزءا ثم دعاهن باسمائهن فاقبلن اليه سعيا يعنى مسرعات، فقال ابراهيم عند ذلك، اعلم ان الله على كل شئ قدير.
1097 ـ روى ابوبصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، كانت الجبال عشرة، وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب، وقال، فخذ اربعة من الطير فقطعهن بلحمهن وعظامهن وريشهن ثم امسك رؤسهن ثم فرقهن على عشرة جبال على كل جبل منهن جزءا فجعل ماكان [ في ] هذا الجبل يذهب إلى هذا الجبل بريشه ولحمه ودمه، ثم يأتيه حتى يضع راسه في عنقه. حتى فرغ من اربعتهن.
1098 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابيعمير عن ابى ايوب الخزاز عن ابى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، لما رأى ابراهيم (عليه السلام) ملكوت السموات والارض التفت فراى جيفة على ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البرتجئ سباع البحر فتأكل ما في الماء ثم ترجع فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا، وتجئ سباع البر فتأكل منها فيشد بعضها على بعض ويأكل بعضها بعضا، فعند ذلك تعجب ابراهيم (عليه السلام) مما رأى وقال: (رب أرنى كيف تحيى الموتى) قال: كيف تخرج ما تناسل التى أكل بعضها بعضا: (قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى) يعنى حتى أرى هذا كما رأيت الاشياء كلها (قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) فقطعهن وأخلطهن كما اختلطت هذه الجيفة في هذه السباع التى أكل بعضها بعضا، فخلط (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا) فلما دعاهن أجبنه وكانت الجبال عشرة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الوزة لغة في الاوز: البط.
(2) كذا في النسخ والظاهر (فجعلهن) وفى المصدر (ثم جعلهن). (*)
===============
(281)
في كتاب. علل الشرايع نحوه وزادبعد قوله عشرة قال: وكانت الطيور الديك والحمامة والطاووس والغراب وفى تفسير على بن ابراهيم نحوما في الروضة بتغيير يسير غير مغير للمقصود وفى آخره فعند ذلك قال ابراهيم ان الله عزيز حكيم.
1099 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح (عليه السلام) أخبره انى شاك وقد قال ابراهيم (عليه السلام): (رب أرنى كيف تحيى الموتى) وأنا احب ان ترينى شيئا، فكتب (عليه السلام) اليه: ان ابراهيم (عليه السلام) كان مؤمنا واحب ان يزداد ايمانا، وانت شاك والشاك لاخير فيه.
1100 ـ في الخرايج والجرايح وروى عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) مع جماعة فقلت: قول الله لابراهيم: (خذ اربعة من الطير فصرهن اليك) اكانت اربعة من اجناس مختلفة او من جنس واحد؟ قال. تحبون ان اريكم مثله؟ قلنا: بلى، قال: يا طاووس فاذا طاوس طار إلى حضرته، ثم قال: يا غراب، فاذا غراب بين يديه، ثم قال: يا بازى فاذا بازى بين يديه، ثم قال: يا حمامة فاذا حمامة ببن يديه، ثم امر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها وان يخلط ذلك كله بعضه ببعض، ثم اخذ برأس الطاووس فقال: يا طاووس فرايت لحمه وعظامه وريضه تتميز من غيرها حتى التصق ذلك كله براسه، وقام الطاووس بين يديه حيا، ثم صاح بالغراب كذلك وبالبازى و الحمامة كذلك، فقامت كلها حيا بين يديه.
1101 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن عبدالرحمن بن سيابة قال: ان امراة اوصت إلى وقالت، ثلثى يقضى به دينى، وجزء منه لفلان، فسألت عن ذلك ابن ابى ليلى فقال. ما ارى لها شيئا ما ادرى ما الجزء، فسألت عنه ابا عبدالله (عليه السلام) بعد ذلك وخبرته كيف قالت المراة وبما قال ابن ابى ليلى، فقال. كذب ابن ابى ليلى لها عشر الثلث، ان الله عزوجل امر ابراهيم (عليه السلام) فقال ـ (اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال يؤمئذ عشرة، فالجزء هو العشر من الشئ.
1102 ـ على بن ابراهيم عن ابيه وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد جميعا
===============
(282)
عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن معاوية بن عمار قال، سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجل اوصى بجزء من ماله؟ قال ـ جزء من عشرة، قال الله عزوجل، (اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال عشرة.
1103 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن ابان بن تغلب، قال، قال ابوجعفر (عليه السلام)، الجزء واحد من عشرة، لان الجبال عشرة والطيور اربعة.
1104 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد رضى الله عنه قال. حدثنا احمد بن ادريس عن محمد بن احمد بن يحيى بن عمران الاشعرى عن على بن السندى عن محمد بن عمرو بن سعيد عن جميل عن أبان بن تغلب عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال: في الرجل يوصى بجزء من ماله. ان الجزء واحد من عشرة لان الله عزوجل يقول (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) وكانت الجبال عشرة، والطير أربعة، فجعل على كل جبل منهن جزءا.
1105 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن محمد بن عمير عن ابيه عن نصر بن قابوس قال: قال لى ابوعبدالله (عليه السلام):
اذا احبت احدا من اخوانك فأعلمه ذلك، فان ابراهيم (عليه السلام) قال: (رب ارنى كيف تحيى الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى).
1106 ـ في تفسير العياشى عن المفضل بن محمد الجعفى قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله: حبة انبتت سبع سنابل قال: الحبة فاطمة عليها السلام، والسبع السنابل سبعة من ولدها سابعها قائمهم، قلت: الحسن؟ قال: ان الحسن امام من الله مفترض طاعته ولكن ليس من السنابل السبعة او لهم الحسين وآخرهم القائم فقلت: قوله:
في كل سنبلة مائة حبة فقال يولد الرجل منهم في الكوفة ماة من صلبه وليس ذلك الاهؤلاء السبعة. (1)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال المحدث الحر العاملى (رحمه الله) في كتاب اثبات الهداة بعد ذكر الحديث: أقول:
هؤلاء السبعة من جملة الاثنى عشر وليس فيه اشعار بالحصر كما هو واضح، ولعل المراد السابع من الصادق (ع) لانه هو المتكلم بهذا الكلام. (*)
===============
(283)
1107 ـ في كتاب ثواب الاعمال عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: اذا احسن العبد المؤمن يضاعف الله له عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف، وذلك قول الله تعالى (والله يضاعف لمن يشاء)
1108 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال أبوعبدالله (عليه السلام): (والله يضاعف لمن يشاء) لمن انفق ماله ابتغاء مرضات الله وسيأتى في كلامه أنشاءالله.
قال عزمن قائل ألذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لايتبعون ما انفقوا منا ولااذى.
1109 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه عن على (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله كره لكم ايتها الامة اربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها إلى قوله (عليه السلام) وكره المن في الصدقة.
1110 ـ عن ابى ذر عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ثلثة لايكلمهم الله: المنان الذى لايعطى شيئا الا بمنة والمسبل ازاره، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر.
1111 ـ عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله تعالى كره لى ست خصال وكرههن للاوصياء من ولدى واتباعهم من بعدى، العبث في الصلوة والرفث في الصوم، والمن بعد الصدقة (الحديث).
1112 ـ في مجمع البيان في قوله: قول معروف ومغفرة خير من صدقة الاية وقد روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: اذا سأل السائل فلا تقطعوا عليه مسألته حتى يفرغ منها، ثم ردوا عليه بوقارولين، اما ببذل يسيرا ورد جميل فانه قد يأتيكم من ليس بانس ولا جان ينظرون كيف صنيعكم فيما خولكم الله تعالى.
1113 ـ وفيه روى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أسدى إلى مؤمن (1) معروفا ثم أذاه بالكلام أومن عليه فقد أبطل الله صدقته.
1114 ـ في تفسير العياشى عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن جعفر بن محمد أو أبى جعفر (عليهما السلام) في قول الله يا ايها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أسدى اليه: أحسن. (*)
===============
(284)
والاذى إلى آخر الاية قال نزلت في عثمان وجرت في معاوية وأتباعهما.
1115 ـ عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله (يا ايها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى) لمحمد وآل محمد (عليهم السلام) هذا تأويل؟ قال: أنزلت في عثمان.
1116 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله (يا ايها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى) إلى قوله (لايقدرون على شئ مما كسبوا) قال صفوان حجر (1) والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس فلان وفلان ومعاوية واشياعهم.
1117 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم ضرب الله فيه مثلا فقال كالذى ينفق ماله رئاء الناس ولايؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لايقدرون على شئ مما كسبوا والله لايهدى القوم الكافرين) وقال: من كثر امتنانه واذاه لمن يتصدق عليه بطلت صدقته كما يبطل التراب الذى يكون على الصفوان، والصفوان الصخرة الكبيرة التى يكون في مفازة فيجئ المطر فيغسل التراب عنها ويذهب به فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم أتبعه بالمن والاذى. وقال الصادق (عليه السلام):
مامن شئ احب إلى من رجل سلفت منى اليه يد أتبعتها اختها واحسنت بها له، لانى رايت منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل.
1118 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله قال: على اميرالمؤمنين افضلهم وهو ممن ينفق ماله ابتغاء مرضات الله.
1119 ـ عن سلام بن المستنير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال في قوله: (والذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله) قال: انزلت في على (عليه السلام) (2) ثم ضرب مثل المؤمنين
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى ان الصفوان في قوله تعالى: (كمثل صفوان عليه تراب.. اه) هو حجر.
(2) إلى هنا ينتهى حديث العياشى (رحمه الله) وقوله: (ثم ضرب مثل المؤمنين.. اه) من كلام على بن ابراهيم (رحمه الله) في تفسيره وقد أسقط النساخ من هذا الموضع شيئا ولكن النسخ اتفقت على ماترى فتركناه بحاله. (*)
===============
(285)
لذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم عن المن والاذى قال:
ومثل الذين ينفقون اموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير قال: مثلهم كمثل جنة اى بستان في موضع مرتفع أصابها وابل اى مطر فآت اكلها ضعفين، اى يتضاعف ثمرتها كما يتضاعف اجر من انفق ماله ابغاء مرضات الله، والطل مايقع بالليل على الشجر والنبات.
1120 ـ وقال ابوعبدالله (عليه السلام): والله يضاعف لمن يشاء ممن انفق ماله ابتغاء مرضات الله، قال فمن انفق ماله ابتغاء مرضات الله ثم امتن على من تصديق عليه كان كما قال الله ايود احدكم ان يكون له جنة من نخيل واعناب تجرى من تحتها الانهار وله فيها من كل الثمرات واصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فاصابها اعصار فيه نار فاحترقت قال: الاعصار الرياح، فمن امتن على من تصدق عليه كانت كمن كان له جنة كثيرة الثمار. وهو شيخ ضعيف له اولاد ضعفاء فتجئ ريح او نار فتحرق ماله كله.
1121 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام): اعصار فيه نار قال: ريح.
1122 ـ في الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن ابان عن ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول عزوجل: يا ايها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا امر بالنخل ان يزكى يجئ قوم بالوان من التمر وهو من اردء التر يؤدونه من زكوتهم تمريقال له الجعرور والمعافاراة، قليلة اللحاء عظيمة النوى، وكان بعضهم يجئ بها عن التمر الجيد فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاتخرصوا هاتين التمرتين ولاتجيئوا منهما بشئ وفى ذلك نزل: (ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه الا ان تغمضوا فيه) والاغماض ان يأخذ هاتين التمرتين.
1123 ـ وفى رواية اخرى عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى (انفقوا من طيباب ما كسبتم) فقال: كان القوم قد كسبوا مكاسب سوء في الجاهلية، فلما أسلموا
===============
(286)
أرادوا أن يخرجوها من اموالهم ليتصدقوا بها فأبى الله تبارك وتعالى الا أن يخرجوا من أطيب ماكسبوا.
1124 ـ في تفسير العياشى عن اسحق بن عمار عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال كان اهل المدينة ياتون بصدقة الفطر إلى مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيه عرق يسمى الجعرور وعرق يسمى معافارة، كانا عظيم نواهما، رقيق لحاهما في طعمهما مرارة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للخارص لاتخرص عليهم هذين اللونين لعلهم يستحيون لايأتون بهما، فانزل الله (يا ايها الذين آمنوا انفقوا من طيبات ماكسبتم) إلى قوله (تنفقون).
1125 ـ في مجمع البيان وقيل انها نزلت في قوم كانوا يأتون بالحشف فيدخلونه في تمر الصدق عن على (عليه السلام) وفيه وقد روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال ان الله يقبل الصدقات ولايقبل منها الا الطيب.
1126 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن داود: قال سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا زنى الرجل فارقه روح الايمان؟ قال: فقال هو مثل قول الله عزوجل (ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون) ثم قال:
غير هذا ابين منه، ذلك قول الله عزوجل (وايدهم بروح منه) هو الذى فارقه.
1127 ـ في كتاب علل الشرايع ابى رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثنا الحسن بن على عن عباس عن اسباط عن أبى عبدالرحمن قال: قلت لابى عبدالله انى ربما حزنت فلا اعرف في اهل ولامال ولاولد، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولامال ولاولد، فقال: انه ليس من احد الا ومعه ملك وشيطان، فاذا كان فرحه كان دنوالملك منه واذا كان حزنه كان دنو الشيطان منه، وذلك قول الله تبارك وتعالى: الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم.
1128 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) قال: الشيطان يقول: لاينفق مالك فانك تفتقر، (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) أى يغفر لكم ان أنفقتم لله و (فضلا) قال: يخلف عليكم.
===============
(287)
1129 ـ في اصول الكافى بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى ابوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام ان الله ذكر أولى الالباب بأحسن الذكر و حلاهم بأحسن الحلية فقال يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا اولوا الالباب.
1130 ـ على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن أيوب بن الحر عن أبى بصير عن ابيعبدلله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا) فقال طاعة الله ومعرفة الامام.
1131 ـ يونس عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول (ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا) قال: معرفة الامام واجتناب الكبائر التى أوجب الله عليها النار.
1132 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن ابى عبدالله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ وقد ذكر القرآن ـ لاتحصى عجايبه، ولاتبلى غرايبه. مصابيح الهدى ومنار الحكمة.
1133 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا قال: الخير الكثيرة معرفة امير المؤمنين والائمة (عليهم السلام)
1134 ـ وفيه خطبة له (صلى الله عليه وآله) وفيها ورأس الحكمة مخافة الله.
1135 ـ في تفسير العياشى عن سليمان بن خالد قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله: (ومن يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا فقال ان الحكمة المعرفة والتفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم، وما احد يموت من المؤمنين أحب إلى ابليس من فقيه.
1136 ـ في محاسن البرقى عن ابيه عن النضر بن سويد عن الحلبى عن ابى بصير قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى و (من يؤت الحكمة فقد اوتى خيرا كثيرا) فقال: هى طاعة الله ومعرفة الاسلام.
1137 ـ في مجمع البيان وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: ان الله آتانى القرآن وآتانى من الحكمة مثل القرآن، ومامن بيت ليس فيه شئ من الحكمة الا كان خرابا.
===============
(288)
ألا فتفقهوا وتعلموا ولاتموتوا جهالا.
1138 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): الحكمة ضياء المعرفة و ميزان التقوى وثمرة الصدق، ولو قلت: ما أنعم الله على عباده بنعمة أنعم وأنظم وأرفع وأجزل وأبهى من الحكمة لقلت قال الله عزوجل: (يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا وما يذكر الا أولوا الالباب) اى لا يعلم ما أودعت وهيأت في الحكمة الامن استخلصته لنفسى: وخصصته بها والحكمة هى النجاة وصفة الحكمة الثبات عند اوايل الامور والوقوف عند عواقبها، وهو هادى خلق الله إلى الله.
1139 ـ في كتاب الخصال عن الزهرى عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: كان آخر ما أوصى بالخضر موسى بن عمران (عليهما السلام) ان قال له: لا تعيرن أحدا إلى قوله: ورأس الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى.
1140 ـ عن أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: قال أبوالحسن (عليهما السلام): من علامات الفقه الحلم والصمت، ان الصمت باب من أبواب الحكمة، ان الصمت يكسب المحبة انه دليل على كل خير.
1141 ـ عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم في بعض أسفاره اذا لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله. فالتفت اليهم وقال: من أنتم؟ فقالوا مؤمنون، قال فما حقيقة ايمانكم؟ قالوا الرضا بقضاء الله والتسليم لامرالله والتفويض إلى الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) علماء حكماء، كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فان كنتم صادقين فلا تبنوا مالا تسكنون، ولاتجمعوا ما لاتأكلون، واتقوا الله الذى اليه ترجعون
1142 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن ابى المغرا عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: ان تبدوا الصدقات فنعماهى وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم قال: ليس من الزكوة، و صلتك قرابتك ليس من الزكوة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
1143 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن اسحق بن عمار عن ابى ـ عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قال: هى
===============
(289)
سوى الزكوة ان الزكوة علانية غيرسر.
1144 ـ على بن ابراهيم عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عبدالله بن يحيى عن عبدالله بن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كل ما فرض الله عليك فاعلانه افضل من اسراره وكل ماكان توعا فاسراره افضل من اعلانه، ولوان رجلا حمل زكوة ماله على عاتقه فقسمها علانية كان ذلك حسنا جميلا.
1145 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن ابى بكير عن رجل عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: (ان تبدوا الصدقات فنعماهى) قال: يعنى الزكوة المفروضة قلت: (وان تخفوها وتؤتوها الفقراء) قال: يعنى النافلة، انهم كانوا يستحبون اظهار الفرايض وكتمان النوافل.
1146 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن مرداس عن صفوان ابن يحيى والحسن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطى قال: قال لى ابوعبدالله (عليه السلام) يا عمار الصدقة والله في السر افضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله العبادة في السرافضل منها في العلانية.
1147 ـ في تفسير العياشى عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم) قال: ليس تلك الزكوة، ولكنه الرجل يتصدق لنفسه الزكوة علانية ليس بسر.
1148 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال العالم (عليه السلام): الفقراء هم الذين لايسئلون لقول الله تعالى في سورة البقرء. للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لايستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل اغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسئلون الناس الحافا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
1149 ـ في مجمع البيان (للفقراء الذين احصروا في سبيل الله... اه) الاية قال أبوجعفر (عليه السلام). نزلت الاية في اصحاب الصفة.
1150 ـ وفيه وفى الحديث. ان الله يحب ان يرى اثر نعمته على عبده، ويكره
===============
(290)
البؤس والتبأوس (1) ويحب الحليم المتعفف من عباده ويبغض الفاحش البذى (2) السوال الملحف.
1151 ـ وعنه (عليه السلام) قال ان الله كره لكم ثلاثا قيل: وماهن؟ (3) قال. كثرة ال واضاعة المال ونهى عن عقوق الامهات ووأد البنات (4).
1152 ـ وقال (عليه السلام): الايدى ثلثة: فيدالله العلياويد المعطى التى تليها، ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة، ومن سأل وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة كدوحا او خموشا او خدوشا في وجهه (5) قيل: وما غناء؟ قال: خمسون درهما أو عدلها من الذهب.
1153 ـ في تفسير العياشى عن أبى اسحق قال: كان لعلى بن أبى طالب (عليه السلام) أربعة دراهم لم يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم نهارا، وبدرهم سرا، وبدرهم علانية.
فبلغ ذلك النبى (صلى الله عليه وآله) فقال: يا على ما حملك على ماصنعت؟ قال: انجاز موعود الله، فأنزل الله: الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية إلى آخر الاية.
1154 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابى المغرا عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له قوله عزوجل (الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال ليس من الزكوة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
1155 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن صفوان بن يحيى عن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) التباؤس: التفاقر.
(2) البذى: الفحاش.
(3) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: (ان الله كره لكم ثلاثا: قيل وقال، وكثرة السؤل، واضاعة المال). ثم قال: ونهى عن عقوق الامهات ووأد البنات وعن منع وهات والظاهر ان ما في المصدر هو الصحيح من جهة السياق.
(4) اى قتلهن.
(5) الكدح: دون الخدش، والخدش دون الخمش. (*)
===============
(291)
عبدالله بن الوليد الوصافى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى.
1156 ـ في من لايحضره الفقيه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قول الله تعالى (الذين ينفقون اموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون) قال نزلت في النفقة على الخيل.
قال مصنف هذا الكتاب (رحمه الله) روى انها نزلت في اميرالمؤمنين على بن ابيطالب (عليه السلام) وكان سبب نزولها انه كان معه اربعة دراهم فتصدق بدرهم منها بالليل، وبدرهم بالنهار، وبدرهم في السر وبدرهم في العلانية، فنزلت فيه هذه الآية، والآية اذا نزلت في شئ فهى منزلة في كل مايجرى فيه فالاعتقاد في تفسيرها أنها نزلت في اميرالمؤمنين (عليه السلام) وجرت في النفقة على الخيل واشباه ذلك (انتهى).
1157 ـ على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما اسرى بى إلى السماء رايت قوما يريد احدهم ان يقوم فلا يقدران يقوم من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون الربوا لايقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس.
1158 ـ في تفسير العياشى عن شهاب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: آكل الربوا لايخرج من الدنيا حتى بتخبطه الشيطان.
1159 ـ عن زرارة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): لايكون الربوا الا فيما يوزن ويكال قال عزمن قائل: واحل الله البيع وحرم الربوا.
1160 ـ في عيون الاخبار في باب ماكتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة تحريم الربوا انما نهى الله عنه لما فيه من فساد الاموال لان الانسان اذا اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما. وثمن الاخر باطلا، فبيع الربا وشراؤه وكس (1) على كل حال على المشترى وعلى البايع، فحظرالله تعالى الربا لعلة فساد الاموال كما حظر على السفيه أن يدفع اليه ماله لما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الوكس: النقص الخسر. (*)
===============
(292)
يتخوف عليه من افساده حتى يونس منه رشد، فلهذه العلة حرم الله تعالى اربوا وبيع الدرهم بالدرهمين يدا بيد، وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم، وهى كبيرة بعد البيان وتحريم الله لها، ولم يكن ذلك منه الا استخفافا بالمحرم للحرام، والاستخفاف بذلك دخول في الكفر، وعلة تحريم الربا بالنسية لعلة ذهاب المعروف وتلف الاموال، ورغبة الناس في الربح، وتركهم القرض والفرض وصنايع المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء الاموال.
1161 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن ابيعبدالله عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): انى رايت الله تعالى قد ذكر الربا في غير آية وكرره، فقال: او تدرى لم ذلك؟ قلت لاقال: لئلا يمتنع الناس من اصطناع المعروف.
1162 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: انما حرم الله عزوجل الربا لكيلا يمتنع الناس من اصطناع المعروف.
1163 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم ان رجلا سال ابا جعفر (عليه السلام) وقد عمل بالربا حتى كثر ما له بعد ان سال غيره من الفقهاء، فقالوا له ليس يقبل منك شئ الا ان ترده إلى اصحابه فلما قص ابا جعفر (عليه السلام) قال له ابوجعفر: مخرجك في كتاب الله قوله: فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وامره إلى الله و الموعظة التوبة.
1164 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابى ايوب الخزار عن محمد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) في قول الله عزوجل، (فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ماسلف) قال: الموعظة التوبة.
1165 ـ في الكافى احمد بن محمد عن الوشاء عن ابى المغرا قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): كل ربا اكله الناس بجهالة ثم تابوا فانه يقبل منهم اذا عرف منهم التوبة، وايما رجل افاد مالاكثيرا قد اكثر فيه من الربا فجهل ذلك ثم عرفه بعد فاراد ان ينزعه فما مضى فله، ويدعه فيما يستأنف.
===============
(293)
1166 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وضع ما مضى من الربا وحرم عليهم ما بقى، فمن جهله وسع له جهله حتى يعرفه، فاذا عرف تحريمه حرم عليه ووجب عليه فيه العقوبة اذا ركبه، كما يجب على من ياكل الربوا.
1167 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن خالد بن جرير عن ابى الربيع الشامى قال: سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجل اربى بجهالة ثم اراد ان يتركه؟ قال: امامامضى فله، وليتركه فيما يستقبل.
قال عزمن قائل: ومن عاد فاولئك اصحاب النارهم فيها خالدون.
1168 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن منصور عن هشام بن سالم عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يأكل الربوا وهو يرى انه له حلال، قال لايضره حتى يصيبه متعمدا، فاذا أصابه متعمدا فهو بالمنزل الذى قال الله عزوجل.
1169 ـ في عيون الاخبار التى رواها محمد بن سنان عن الرضا (عليه السلام) وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم وهى كبيرة بعد البيان وتحريم الله لها، ولم يكن ذلك منه الا استخفافا بالمحرم للحرام، والاستخفاف بذلك دخول في الكفر وقد سبق قريبا (1).
1170 ـ في من لايحضره الفقيه وسأل رجل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
يمحق الله الربوا ويربى الصدقات وقد أرى من يأكل الربا يربو ماله؟ قال: فاى محق امحق من درهم ربا يمحق الدين وان تاب منه ذهب ماله وافتقر.
في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من تصدق بصدقة في شعبان رباها عزوجل له كما يربى أحدكم فصيله حتى يوا في يوم القيامة، وقد صارت مثل احد.
1172 ـ في مجمع البيان روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) وسلك انه قال: ان الله يقبل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى تحت رقم 1160. (*)
===============
(294)
الصدقات ولايقبل منها الا الطيب، ويربيها لصاحبها كما يربى أحدكم مهره أو فصيله (1) حتى ان اللقمة لتصير مثل أحد.
1173 ـ في تفسير العياشى عن سالم بن أبى حفصة عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال:
ان الله يقول: ليس من شئ لا وكلت به من يقبضه غيره الا الصدقة: فانى اتلقفها بيدى تلقفا (2) حتى ان الرجل والمرأة يتصدق بالتمرة وبشق تمرة فاربيها له كما يربى الرجل فلوه (3) وفصيله فيلقى (4) في يوم القيامة وهو مثل أحد وأعظم من احد.
1174 ـ عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال الله تعالى: انا خالق كل شئ وكلت بالاشياء غيرى الا الصدقة، وذكر نحو ماسبق.
1185 ـ عن على بن جعفر عن اخيه موسى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه ليس شئ الا وقد وكل به ملك غير الصدقة، فان الله يأخذ بيده ويربيه كما يربى احدكم ولده حتى تلقاه يوم القيامة وهى مثل أحد.
1176 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقى من الربوا ان كنتم مؤمنين فانه كان سبب نزولها انه لما انزل الله (الذين ياكلون الربوا لايقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس) فقام خالد بن الوليد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ربا ابى في ثقيف وقد اوصانى عند موته بأخذه، فأنزل الله تبارك وتعالى: (يا ايها الذين آمنوا اقتوا الله وذروا مابقى من الربوا ان كنتم مؤمنين * فان لم تفعلوا فاذنوا بحرب من الله ورسوله (قال: من اخذ الربا وجب عليه القتل، وكل من اربى وجب عليه القتل
1177 ـ واخبرنى ابن عن ابن ابى عمير عن جميل عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المهر ـ بالضم ـ: ولد الفرس وقيل اول ماينتج منه ومن غيره. والفصيل: ولد الناقة اذ فصل عن امه.
(2) تلقف الشئ، تناوله بسرعة.
(3) الفلو: ولد الفرس.
(2) وفى المصدر (فيلقانى). (*)
===============
(295)
درهم ربا اعظم عندالله من سبعين زنية بذات محرم في بيت الله الحرام وقال: الربا سبعون جزءا ايسره ان ينكح الرجل امه في بيت الله الحرام.
1178 ـ في تفسير العياشى عن ابى عمرو الزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال:
ان التوبة مطهرة من دنس الخطيئة قال: (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقى من الربوا ان كنتم مؤمنين) إلى قوله: (لاتظلمون) فهذا مادعى الله اليه عباده من التوبة واوعد عليها من ثوابه، فمن خالف ما امره الله به من التوبة سخط الله عليه، وكانت النارولى به واحق.
1179 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سئل عن الرجل يكون له دين إلى أجل مسمى فياتيه غريمه فيقول: انقدنى كذا وكذا وأضع عنك بقيته، او يقول انقدنى بعضه وامد لك في الاجل فيما بقى عليك؟ قال لاارى به بأسا انه لم يزدد على راس ماله قال الله عزوجل فلكم رؤس اموالكم لاتظلمون ولاتظلمون فيمن لايحضره الفقيه وروى ابان عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر (عليه السلام) مثل مافى الكافى.
1180 ـ في الكافى احمد بن محمد عن الوشاء عن ابى المغرا عن الحلبى قال قال ابوعبدالله (عليه السلام) لوان رجلا ورث من ابيه مالا وقد عرف ان في ذلك المال ربا ـ ولكن قد اختلط في التجارة بغير حلال كان حلالا طيبا فليا كله، وان عرف منه شيئا انه ربا فلياخذ راس ماله وليرد الربوا.
1181 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: أتى رجل ابى فقال: انى ورثت مالا وقد علمت ان صاحبه الذى ورثته منه قد كان يربى، وقد اعرف ان فيه ربا واستيقن ذلك، وليس بطيب لى حلاله لحال علمى فيه، وقد سألت فقهاء اهل العراق واهل الحجاز فقالوا: لايحل اكله، فقال ابوجعفر (عليه السلام): ان كنت تعلم فيه مالا معروفا ربا وتعرف اهله فخذ راس مالك ورد ماسوى ذلك، وان كان مختلطا فكله هنيئا، فان المال مالك واجتنب ماكان يصنع صاحبه.
1182 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر
===============
(296)
ذات يوم فحمدالله واثنى عليه وصلى على انبيائه صلى الله عليهم، ثم قال: ايها الناس ليبلغ الشاهد منكم الغائب، الا ومن انظر معسرا كان له على الله في كل يوم صدقة بمثل ماله حتى يستو فيه، ثم قال ابوعبدالله (عليه السلام): (وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وان تصدقوا خير لكم ان كنتم تعلمون) انه معسر فتصدقوا عليه بمالكم عليه فهو خير لكم.
1183 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سليمان عن رجل من اهل الجزيرة يكنى ابا محمد قال سأل الرضا (عليه السلام) رجل وانا اسمع، فقال له:
جعلت فداك ان الله تبارك وتعالى يقول: وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة اخبرنى عن هذه النظرة التى ذكرها الله عزوجل في كتابه لها حد يعرف اذا صار هذا المعسر لابد له من ان ينظر، وقد اخذ مال هذا الرجل وانفقه على عياله، وليس له علة ينتظر ادراكها ولادين ينتظر محله، ولا مال غايب ينتظر قدومه؟ قال: نعم، ينتظر بقدر ماينتهى خبره إلى الامام، فيقضى عدة ما عليه من سهم الغارمين اذا كان انفقه في طاعة الله، فان كان انفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام، قلت: فمال هذا الرجل ايتمنه وهولا يعلم فيما انفقه في طاعة الله ام في معصية الله؟ قال: يسعى له في ماله فيرده وهو صاغر
1184 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن السكونى عن مالك بن مغيرة عن حماد بن سلمة عن جدعان عن سعيد بن المسيب عن عايشة انها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما من غريم ذهب بغريمه إلى وال من ولاة المسلمين واستبان للوالى عسرته الابرأ هذا المعسر من دينه، فصار دينه على والى المسلمين فيما في يديه من أموال المسلمين، قال: ومن كان له على رجل مال أخذه ولم ينفقه في اسراف أو في معصية فعسر عليه أن يقضيه فعلى من له المال أن تنظره حتى يرزقه الله فيقضيه، و اذا كان الامام العادل قائما فعليه أن يقضى عنه دينه لقول رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: من ترك ما لا فلورثته، ومن ترك دينا أؤ ضياعا فعلى الوالى وعلى الامام ما ضمنه الرسول.
===============
(297)
1185 ـ في مجمع البيان واختلف في حد الاعسار فروى عن أبيعبدالله (عليه السلام) انه قال: اذا لم يقدر على ما يفضل عن قوته وقوت عياله على الاقتصاد، واختلف في وجوب انظار المعسر على ثلثة أقوال: أحدها، انه واجب في كل دين وهو المروى عن أبى جعفر وابيعبدالله (عليهما السلام).
1186 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبيعبدالله (عليه السلام) عن الحسن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبيعبدالله (ع) فقال، يابا عبدالله قرض إلى ميسرة فقال له أبوعبدالله (عليه السلام)، إلى غلة تدرك؟ فقال الرجل، لا والله قال، فالى تجارة تؤب قال، لاوالله قال فالى عقدة (1) تباع فقال، لاوالله، فقال أبوعبدالله (عليه السلام)، فأنت ممن جعل الله له في أموالنا حقا، ثم دعا بكيس فيه دراهم
فأدخل يده فيه فناوله منه قبضة.
1187 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن عمار عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال، من اراد ان يظله الله يوم لاظل الا ـ ظله ـ قالها ثلثا فها به الناس ان يسألوه ـ فقال، فلينظر معسرا، اوليدع له من حقه.
1188 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن يعقوب بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، خلوا سبيل المعسر كما خلاه الله.
1189 ـ محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن على بن الحكم عن ابان ابن عثمان عن عبدالرحمن بن ابى عبدالله عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال في يوم حاروحنى كفه من أحب ان يستظل من فور جهنم؟ ـ قالها ثلث مرات ـ فقال الناس في كل مرة، نحن يا رسول الله فقال من انظر غريما او ترك لمعسر ـ ثم قال لى ابوعبدالله (عليه السلام) قال لى عبدالله بن كعب بن مالك، ان ابى اخبرنى انه لزم غريما له في المسجد فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل بيته ونحن جالسان ثم خرج في الهاجرة (2)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العقدة: الضيعة والعقار الذى اعتقده صاحبه ملكا اى اقتناه.
(2) الهاجرة: شدة الحر. (*)
===============
(298)
فكشف رسول الله (صلى الله عليه وآله) سره فقال له، ياكعب مازلتما جالسين؟ قال، نعم بابى وامى، قال، فاشار رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكفه خذ النصف، قال، قلت بابى وامى ثم قال له اتبعه ببقية حقك قال فاخذت النصف ووضعت له النصف.
قال عزمن قائل يا ايها الذين آمنوا اذا تداينتم بدين إلى اجل مسمى فاكتبوه
1190 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى جعفر (عليه السلام) ان الله عزوجل عرض على آدم اسماء الانبياء واعمارهم قال فمر بآدم اسم داود النبى (صلى الله عليه وآله)، فاذا عمره في العالم اربعون سنة فقال آدم، يا رب ما اقل عمر داود وما اكثر عمرى؟ يارب ان انازدت داود من عمرى ثلثين سنة اتثبت ذلك له؟ قال، نعم يا آدم، قال فانى قد زدته من عمرى ثلثين سنة فانفذ ذلك له واثبتها له عندك واطرحها من عمرى قال ابوجعفر (عليه السلام)، فاثبت الله عزوجل لداود في عمره ثلثين سنة وكانت له عندالله مثبتة فذلك قوله عزوجل (يمحوالله مايشاء ويثبت، وعنده ام الكتاب) قال فمحى الله ما كان عنده مثبتا لآدم واثبت لداود مالم يكن عنده مثبتا، قال فمضى عمر آدم فهبط ملك الموت ليقبض روحه، فقال له آدم، يا ملك الموت انه قد بقى من عمرى ثلثين سنة؟ فقال له ملك الموت يا آدم ألم تجعلها لابنك داود النبى وطرحتها من عمرك حين عرض عليك اسماء الانبياء من ذريتك وعرضت عليك اعمارهم وانت يؤمئذ بوادى الدخيا؟ فقال له آدم:
ما اذكر هذا، قال: فقال له ملك الموت يا آدم لاتجحد الم تسأل لله عزوجل ان يثبته لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور، ومحاها من عمرك في الذكر؟ قال آدم: حتى أعلم ذلك، قال ابوجعفر (عليه السلام): وكان آدم صادقا لم يذكر ولم يجحد، فمن ذلك اليوم امرالله تبارك وتعالى العبادان يكتبوا بينهم اذا تداينوا وتعاملوا إلى اجل كذا النسيان آدم وجحوده ماجعل على نفسه.
1191 ـ في الكافى ابوعلى الاشعرى عن عيسى بن ايوب عن على بن مهزيار عمن ذكره عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: لما عرض على آدم ولده نظر إلى داود فأعجبه فزاده خمسين سنة من عمره، قال: ونزل عليه جبرئيل وميكائيل فكتب عليه ملك الموت صكا (2) بالخمسين سنة، فلما حضرته الوفاة انزل عليه ملك الموت فقال آدم،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الصك: كتاب الاقرار بالمال او غيره. (*)
===============
(299)
قد بقى من عمرى خمسون سنة، قال: فأين الخمسون التى جعلتها لابنك داود، قال: فاما ان يكون نسيها او انكرها فنزل جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) فشهدا عليه وقبضه ملك الموت، فقال ابوعبدالله (عليه السلام) كان اول صك كتب في الدنيا.
وفيه في حديث آخر طويل نحوه غير ان فيه ان عمر داود كان اربعين سنة فزاده آدم ستين تمام المائة.
1192 ـ في تفسير العياشى عن ابن سنان قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام): متى يدفع إلى الغلام ماله؟ قال: اذا بلغ وأونس منه رشد ولم يكن سفيها او ضعيفا قال: قلت وما السفيه والضعيف؟ قال: السفيه شارب الخمر، والضعيف الذى يأخذ واحدا باثنين
1193 في تهذيب الاحكام على بن الحسن عن احمد ومحمد ابنى الحسن عن ابيهما عن أحمد بن عمر الحلبى عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ساله ابى وانا حاضر عن قول الله عزوجل. (حتى اذا بلغ اشده) قال: الاحتلام قال. فقال. يحتلم في ست عشرة وسبع عشرة سنة ونحوها فقال اذا اتت عليه ثلث عشرة سنة كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات وجازامره، الا ان يكون سفيها او ضعيفا فقال: وما السفيه؟ فقال:
الذى يشترى الدرهم باضعافه، فقال: وما الضعيف؟ قال. الابله.
1194 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال سأله أبى وانا حاضر عن اليتيم متى يجوز أمره؟ قال حتى يبلغ اشده قال. وما اشده؟ قال: احتلامه قال قلت. قد يكون الغلام ابن ثمان عشرة سنة أو أقل اواكثر ولم يحتلم؟ قال اذا بلغ وكتب عليه الشئ جاز امره الا ان يكون سفيها او ضعيفا.
قال عزمن قائل واستشهدوا شهيدين من رجالكم فان لم يكونا رجلين فرجل وامراتان ممن ترضون من الشهداء.
1195 في الكافى أحمد بن محمد العاصمى عن على بن الحسن التيمى عن ابن بقاح عن أبى ـ
عبدالله المؤمن عن عمار بن ابى عاصم قال: قال ابوعبدالله عليه السلم. اربعة لايستجاب لهم، فذكر الرابع رجل كان له مال ف؟ دانه بغير بينة فيقول الله عزوجل: الم آمرك بالشهادة؟.
1196 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عمران
===============
(300)
ابن ابى عاصم قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): اربعة لاتستجاب لهم دعوة، احدهم رجل كان له مال فأدانه بغير بينة، يقول الله عزوجل الم آمرك بالشهادة؟.
1197 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن ابيعبدالله عن محمد بن على عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال من ذهب حقه على غير بينة لم يوجر. محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) مثله.
1198 ـ في تهذيب الاحكام سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد وعلى بن حديد عن على بن النعمان عن داود بن الحصين عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال سألته عن شهادة النساء في النكاح بلا رجل معهن اذا كانت المرأة منكرة، فقال لاباس به إلى قوله وكان اميرالمؤمنين (عليه السلام) يجيز شهادة امرأتين في النكاح عند الانكار، ولايجيز في الطلاق الاشاهدين عدلين، قلت فانى ذكرالله تعالى قوله (فرجل وامرأتان)؟ فقال ذلك في الدين اذا لم يكن رجلان فرجل وامرأتان، ورجل واحد ويمين المدعى اذا لم يكن امرأتان قضى بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأميرالمؤمنين (عليه السلام) بعده عندكم.
1199 ـ في الكافى عن أحمد بن أبيعبدالله عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل ولايابى الشهداء اذا مادعوا قال لاينبغى لاحد اذا دعى إلى شهادة يشهد عليها أن يقول لا أشهد لكم.
1200 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن الفضيل عن ابى ـ الصباح الكنانى عن ابى عبدالله (عليه السلام) مثله وقال فذلك قبل الكتاب.
1201 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن (عليه السلام) في قوله عزوجل: (ولايابى الشهداء اذا ما دعوا) فقال اذا دعاك الرجل تشهد له على دين او حق لم ينبغ لك أن تقاعس عنه. (1)
1202 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (ولايابى الشهداء اذا مادعوا) قال قبل الشهادة.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) تقا؟؟ عن الامر: تأخر ولم يتقدم فيه. (*)
===============
(301)
1203 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن داود بن سرحان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال لايأبى الشهداء أن يجيب حين يدعى قبل الكتاب.
1204 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن عيسى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال:
لارهن الامقبوض.
1205 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ومن يكتمها فانه آثم قلبة قال بعد الشهادة.
1206 عدة من اصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن عبدالرحمن بن ابى نجران ومحمد بن على عن أبى جميلة عن جابر عن أبى جعفر (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كتتم شهادة اوشهد بها ليهدر بها دم امرء مسلم أو ليزوى (1) مال امرء مسلم اتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مدالبصر وفى وجهه كدوح (2) تعرفه الخلايق باسمه ونسبه.
1207 ـ فيمن لايحضره الفقيه وروى جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: في قول الله عزوجل (ومن يكتمها فانه آثم قلبه) قال كافر قلبه.
1208 ـ في امالى الصدوق في مناهى النبى (صلى الله عليه وآله) ونهى (صلى الله عليه وآله) عن كتمان الشهادة وقال: من كتمها أطعمه الله لحمه رؤس الخلايق، وهو قول الله عزوجل:
(ولاتكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه).
1209 ـ فيمن لايحضره الفقيه قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية وفرض على القلب وهو امير الجوارح الذى به يعقل ويفهم وتصدر عن أمره ورأيه، فقال عزوجل إلى قوله ان تبدوا مافى انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء.
1210 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام) وبما في الصدور يجازى العباد.
1211 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه قال، فاما مافرض الله على
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) زوى الشئ: منعه. قبضه.
(2) الكدوح: الخدوش وكل اثر من خدش أوعض فهو كدح. (*)
===============
(302)
القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا. والتسليم بان لا اله الا الله وحده لاشريك له الها واحدا لم تخذ صاحبة ولا ولدا، وان محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله) والاقرار بماجاء من عندالله من نبى اوكتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عزوجل (الامن أكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) وقال (الا بذكرالله تطمئن القلوب) وقال: (الذين آمنوا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم) وقال (ان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) فذلك مافرض الله عزوجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله. وهو رأس الايمان والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
1212 ـ في تفسير العياشى عن سعدان عن رجل عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قوله:
(وان تبدوا مافى انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) قال: حقيق على الله ان لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما.
1213 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حريز بن عبدالله عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، رفع عن امتى تسعة اشياء، الخطأ، والنسيان، وما اكرهوا عليه وما لا يطيقون، وما لا يعلمون، وما اضطروا اليه، والحسد، والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق مالاينطق بشفة.
1214 ـ وباسناده إلى حمزة بن حمران قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الاستطاعة فلم يجبنى فدخلت عليه دخلة اخرى فقلت اصلحك الله انه قد وقع في قلبى منها شئ ولا ـ يخرجه الا شئ اسمعه منك، قال فانه لايضرك ماكان في قلبك وسنكتب تمام الحديث انشاءالله قريبا.
1215 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديثا طويلا وفيه يقول (عليه السلام) وقد ذكر مناقب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدنى بالعلم فندلى فدلى له من الجنة رفرف اخضر وغشى النور بصره، فرأى عظمة ربه عزوجل بفؤاده ولم يرها بعينه، فكان كقاب قوسين بينه وبينها أوأدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، فكان فيما أوحى اليه الاية التى في سورة
===============
(303)
البقرة قوله تعالى لله مافى السموات ومافى الارض وان تبدوا مافى انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير وكانت الاية قد عرضت على الانبياء من لدن آدم (عليه السلام) إلى أن بعث الله تبارك وتعالى محمدا (صلى الله عليه وآله)، وعرضت على الامم فأبوا أن يقبلوها من ثقلها وقبلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعرضها على امته فقبلوها فلما راى الله تبارك وتعالى منهم القبول علم أنهم لايطيقونها فلما أن صار إلى ساق العرش كرر عليه الكلام ليفهمه، فقال آمن الرسول بما انزل اليه من ربه فأجاب (صلى الله عليه وآله) مجيبا عنه وعن امته والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لانفرق بين احد من رسله فقال جل ذكره لهم الجنة والمغفرة على ان فعلوا ذلك، فقال النبى (صلى الله عليه وآله) اما اذا ما فعلت ذلك بنا (فغفر انك ربنا واليك المصير) يعنى المرجع في الاخرة، قال فاجابه الله جل ثناؤه وقد فعلت ذلك بك وبامتك ثم قال عزوجل اما اذا قبلت الاية بتشديدها وعظم مافيها وقد عرضتها على الامم فأبوا أن يقبلوها وقبلتها امتك فحق على أن أرفعها عن امتك وقال لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ماكسبت من خير وعليها ما اكتسبت من شر.
1216 ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالصمد بن بشير قال ذكر أبوعبدالله (عليه السلام) بدو ألاذان وقصة الاذان في اسراء النبى (صلى الله عليه وآله) حتى انتهى إلى سدرة المنتهى قال فقالت السدرة ما جازنى مخلوق قبل: قال، ثم (دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى) قال فدفع اليه كتاب أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فأخذ كتاب أصحاب اليمين بيمينه وفتحه فنظر اليه فاذا فيه أسماء اهل الجنة واسماء آبائهم وقبايلهم، قال فقال له: (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه) قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا أوأخطأنا) فقال الله: قد فعلت: فقال النبى (صلى الله عليه وآله): (ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) قال الله: قد فعلت، قال النبى (صلى الله عليه وآله): (ربنا ولاتحملنا مالا طاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا) إلى آخر السورة، كل ذلك يقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت
===============
(304)
قال: وثم طوى الصحيفة فأمسكها بيمينه وفتح صحيفة أصحاب الشمال فاذا فيها اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم.
1217 ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة (قدس سره) باسناده إلى سلام قال: سمعت ابا سلمى راعى النبى (صلى الله عليه وآله) يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة اسرى بى إلى السماء قال العزيز جل ثناؤه: (آمن الرسول بما انزل عليه من ربه) قلت:
(والمؤمنون) قال، صدقت يا محمد.
1218 ـ في تفسير على بن ابراهيم اما قوله: (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه) فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابيعبدالله (عليه السلام) ان هذه الاية مشافهة الله لنبية (صلى الله عليه وآله وسلم) لما اسرى به إلى السماء قال النبى (صلى الله عليه وآله) انتهيت إلى محل سدره المنتهى وادا الورقة منها تظل امة من الامم، فكنت من ربى كقاب قوسين اوادنى كما حكى الله عزوجل، فنادانى ربى تبارك وتعالى: (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه) فقلت: انا مجيبه عنى وعن امتى: (والمؤمنون كل آمن بالله وملئكته وكتبه ورسله لانفرق بين احد من رسله) فقلت: (سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير) فقال الله لايكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت) فقلت: (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او أخطأنا) فقال الله:
لا أواخذك، فقلت: (ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) فقال الله: لااحملك، فقلت: (ربنا ولاتحملنا مالاطاقة لنا به واعف عنا واغفرلنا وارحمنا انت مولينا فانصرنا على القوم الكافرين) فقال الله تبارك وتعالى: قد اعطيتك ذلك لك ولامتك. فقال الصادق صلوات الله عليه: ماوفد إلى الله تبارك وتعالى احد اكرم من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين سأل لامته هذه الخصال.
1219 ـ في تفسير العياشى عن عبدالصمد بن شيبة عن ابيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه نحو ما في تفسير على بن ابراهيم معنى الاقوله فقال الصادق (عليه السلام) الخ.
1220 ـ عن قتادة قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا قرأ هذه الاية (آمن الرسول بما انزل اليه من ربه) حتى يختمها قال، وحق الله ان لله كتابا قبل ان يخلق السموات و الارض بالفى سنة، فوضعه عنده فوق العرش، فانزل آيتين فختم بهما البقرة، فايما بيت
===============
(305)
قرئتا فيه لم يدخله شيطان.
1221 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها معاشر الناس قولوا الذى قلت لكم وسلموا على على بامرة المؤمنين وقولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا واليك المصير.
1222 في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى جميلة المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ما امر العباد الابدون سعتهم وكل شئ امر الناس بأخذه فهم متسعون له، ومالا يتسعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لاخير فيهم
1223 ـ وباسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى قال: سمعت أبا الحسن على بن موسى ابن جعفر (عليهم السلام) يقول: من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكوة ولاتقبلوا له شهادة، ان الله تبارك وتعالى لايكلف نفسا الاوسعها ولايحملها فوق طاقتها ولاتكسب كل نفس الاعليها، ولا تزر وازرة وزراخرى.
1224 ـ وباسناده إلى حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الاستطاعة إلى قوله. قلت أصلحك الله فانى أقول ان الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد الا ما يستطيعون، والا ما يطيقون، فانهم لايصنعون شيئا من ذلك الاباردة الله و ومشيته وقضائه وقدره، قال. هذا دين الله الذى انا عليه وآبائى، او كما قال: وهذا ما وعدناه من التتمة سابقا.
1225 ـ في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن احدهما (عليهم السلام) قال: في آخر البقرة لمادعوا اجيبوا: (لايكلف الله نفسا الاوسعها) قال، ما
افترض الله عليها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت وقوله، (لاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا).
1226 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أبى داود المسترق قال حدثنى عمرو بن مروان قال، سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفع عن امتى اربع خصال، خطاؤها، ونسيانها، وما اكرهوا عليه ومالم يطيقوا، وذلك قول الله عزوجل: (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطأنا ربنا ولاتحمل
===============
(306)
علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولاتحملنا مالاطاقة لنا به) وقوله: (الامن اكره وقلبه مطمئن بالايمان.)
1227 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) متصل بآخر ما نقلناه عنه آنفا اعنى قوله: (وعليها ما اكتسبت) من شر. فقال النبى (صلى الله عليه وآله) لما سمع ذلك:
اما اذا فعلت ذلك بى وبامتى فزدنى قال: سل، قال: (ربنا لاتؤاخذنا ان نسينا او اخطانا) قال الله عزوجل لست أؤاخذ منك بالنسيان والخطأ لكرامتك على، و كانت الامم السالفة اذا نسوا ماذكروا به فتحت عليهم ابواب العذاب، وقد رفعت ذلك عن امتك، وكانت الامم السالفة اذا اخطأوا أخذوا بالخطاء وعوقبوا عليه، وقد رفعت ذلك عن امتك لكرامتك على. فقال النبى (صلى الله عليه وآله)، اذا اعطيتنى ذلك فزدنى، فقال الله تعالى له: سل، قال: (ربنا ولاتحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا) يعنى بالاصر الشدائد التى كانت على من كان قبلنا، فأجابه الله إلى ذلك، فقال تبارك اسمه؟ قد رفعت عن امتك الاصار التى كانت على الامم السالفة كنت لااقبل صلوتهم الا في بقاع معلومة من الارض اخترتها لهم وان بعدت، وقد جعلت الارض كلها لامتك مسجدا وطهورا، فهذه من الاصار التى كانت على الامم قبلك فرفعتها عن امتك: وكانت الامة السالفة اذا اصابهم اذى من نجاسة قرضوه من اجسادهم. وقد جعلت الماء لامتك طهورا، فهذا من الآصار التى كانت عليهم فرفعتها عن امتك، وكانت الامم السالفة تحمل قرابينها (1) على اعناقها إلى بيت المقدس، فمن قبلت ذلك منه ارسلت عليه نارا فاكلته فرجع مسرورا، ومن لم أقبل ذلك منه رجع مثبورا (2) وقد جعلت قربان امتك في بطون فقرائها ومساكينها، فمن قبلت ذلك منه اضعفت ذلك له اضعافا مضاعفة ومن لم اقبل ذلك منه رفعت عنه عقوبات الدنيا، وقد رفعت ذلك عن امتك وهى من الآصار التى كانت على الامم قبلك، وكانت الامم السالفة صلوتها مفروضة عليها في ظلم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) جمع القربان.
(2) المثبور: المطرود الملعون (*)