(578)

 

فاطمة عليها السلام وفيه: فانها تقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملئكة المقربين وينادونها بما نادت به الملئكة مريم.

693 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سلمان الفارسى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام) تختم باليمين تكن من المقربين، قال: يا رسول الله ومن المقربون؟ قال: جبرئيل وميكائيل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

694 ـ في تفسير على بن ابراهيم عن النبى (صلى الله عليه وآله) حاكيا عن جبرئيل (عليه السلام) ان بين الله وبين خلقه سبعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا واسرافيل، وبيننا وبينه أربع حجاب: حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام وحجاب من الماء.

695 ـ حدثنى ابى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسا وعنده جبرئيل اذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء إلى أن قال: قال جبرئيل: هذا اسرافيل حاجب الرب، انه لادنى خلق الرحمن منه وبينه وبينه سبعون حجابا من نور يقطع دونها الابصار مالايعد ولايوصف، وانا لاقرب الخلق منه، بينى وبينه مسيرة ألف عام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

696 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): لما عرج بى إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل واقام ميكائيل، ثم قيل لى: ادن يامحمد، فقلت أتقدم وأنت بحضرتى يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان الله عزوجل فضل أنبياء المرسلين على ملئكته المقربين، وفضلك أنت حاضر فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.

697 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه قالوا: يا رسول الله أخبرنا عن على هو أفضل أم ملئكة الله المقربون؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وهل شرفت الملئكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبولها لولايتهما، انه لا أحد من محبى على (عليه السلام) نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسات الذنوب الا كان أطهر وأفضل من الملئكة.

===============

(579)

 

698 ـ في مجمع البيان نورا مبينا وقيل: النور ولاية على بن أبيطالب عن ابى عبدالله (عليه السلام).

699 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: يا ايها الناس قدجاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا فالنور امامة أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ثم قال: فاما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل وهم الذين تمسكوا بولاية أميرالمؤمنين والائمة (عليهم السلام).

700 ـ في تفسير العياشى عن عبدالله بن سليمان قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) قوله (قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم نورا مبينا) قال: البرهان محمد (صلى الله عليه وآله) والنور على (عليه السلام) قال: قلت له: صراطا مستقيما قال: الصراط المستقيم على (عليه السلام)

701 ـ في مجمع البيان يستفتونك إلى آخر الاية روى عن جابر بن عبدالله انه قال اشتكيت وعندى تسع أخوات لى أوسبع فدخلت على النبى (صلى الله عليه وآله) فنفخ في وجهى فافقت فقلت يا رسول الله الا اوصى لاخواتى بالثلثين؟ قال احسن قلت الشطر قال احسن ثم خرج وتركنى ورجع إلى فقال ياجابر انى لااراك ميتا من وجعك هذا. فان الله قد انزل في الذى لاخواتك فجعل لهن الثلثين، قال وكان جابر يقول انزلت هذه الاية في

702 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن جميل بن دراج عن زرارة قال: اذا ترك الرجل امه أو أباه او ابنه او ابنته فاذا ترك واحدا من الاربعة فليس بالذى عنى الله في كتابه قل الله يفتيكم في الكلالة

703 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابى ايوب وعبدالله بن بكير عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: اذا ترك الرجل اباه او امه او ابنه او ابنته اذا ترك واحدا من هؤلاء الاربعة فليس هم الذين عنى الله (قل الله يفتيكم في الكلالة).

===============

(580)

 

704 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن بكير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال اذا مات الرجل وله اخت تاخذ نصف الميراث بالآية كما يأخذ الابنة لو كانت والنصف الباقى يرد عليها بالرحم، اذا لم يكن للميت وارث اقرب منها، فان كان موضع الاخت اخ اخذ الميراث كله بالاية، لقول الله وهو يرثهاان لم يكن لها ولد فان كانتا اختين اخذتا الثلثين بالآية والثلث الباقى بالرحم وان كانوا اخوة رجالا ونساءا فللذكر مثل حظ الانثيين وذلك كله اذا لم يكن للميت ولد او ابوان او زوجة.

705 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس عن عمر بن اذينة عن بكير قال جاء رجل إلى ابيجعفر (عليه السلام) فسأله عن امراة تركت زوجها واخوتها لامها واختها لابيها، فقال. للزوج النصف ثلثة اسهم، وللاخوة من الام الثلث سهمان وللاخت من الاب السدس سهم، فقال له الرجل: فان فرائض زيد وفرائض العامة والقضاة على غير ذلك ياباجعفر يقولون للاخت من الاب ثلثة اسهم تصير من ستة تعول إلى ثمانية، فقال ابوجعفر (عليه السلام): ولم قالوا ذلك؟ قال: لان الله عزوجل يقول: (وله اخت فلها نصف ماترك) فقال ابوجعفر (عليه السلام) فان كانت الاخت اخا؟ قال فليس له الا السدس، فقال له ابوجعفر (عليه السلام): فما لكم نقصتم الاخ ان كنتم تحتجون للاخت النصف بان لله سمى لها النصف فان الله قد سمى للاخ الكل والكل اكثر من النصف لانه قال عزوجل: (فلها النصف) وقال للاخ: (وهو يرثها) يعنى جميع مالها (ان لم يكن لها ولد فلا تعطون الذى جعل الله له الجميع في بعض فرائضكم شيئا وتعطون الذى جعل الله له النصف تاما فقال له الرجل اصلحك الله فكيف يعطى الاخت النصف ولايعطى الذكر لوكانت هى ذكرا شيئا فقال يقولون في ام وزوج واخوة لام واخت لاب فتعطون الزوج النصف والام السدس والاخوة من الام الثلث والاخت من الاب النصف ثلثة فيجعلونها من تسعة وهى من ستة فترتفع إلى تسعة قال وكذلك يقولون فان كانت الاخت ذكرا اخالاب قال: ليس له شئ، فقال الرجل لابى جعفر (عليه السلام) فما تقول انت جعلت فداك؟ فقال: ليس للاخوة من الاب والام ولا الاخوة من الام ولا الاخوة من الاب مع الام شئ، قال عمر بن اذينة: وسمعته من محمد بن مسلم يرويه مثل ماذكره ابن بكير

 

===============

(581)

 

المعنى سواء ولست أحفظه بحروفه وتفصيله الامعناه، قال: فذكرت ذلك لزرارة فقال:

صدقا هو والله الحق.

706 ـ محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن بكير عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: سأله رجل عن اختين وزوج؟ فقال: النصف والنصف فقال الرجل: اصلحك الله قد سمى الله لها اكثر من هذا لهما الثلثان، فقال: ما تقول في اخ وزوج فقال: النصف والنصف، فقال: اليس قد سمى الله له المال فقال: (وهو يرثها ان لم يكن لها ولد)؟

707 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن على عن عبدالله بن المغيرة عن موسى ابن بكر قال: قلت لزرارة ان بكيرا حدثنى عن أبى جعفر (عليه السلام) ان الاخوة للاب والاخوات للاب والام يزادون وينقصون لانهن لايكن اكثر نصيبا من الاخوة والاخوات للاب والام لوكانوا مكانهن، لان الله عزوجل يقول: (ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ماترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد (يقول: يرث جميع مالها ان لم يكن لها ولد، فاعطوا من سمى الله له النصف كملا وعمدوا فاعطوا الذى سمى الله له المال كله اقل من النصف، والمراة لاتكون أبدا اكثر نصيبا من الرجل ولو كان مكانها؟ قال: فقال زرارة:

وهذا قائم عند اصحابنا لايختلفون فيه.

708 ـ على ابن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن عيسى عن يونس جميعا عن عمر بن اذينة عن بكير بن اعين عن ابى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول (عليه السلام) في آخره وقال في آخر سورة النساء: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت يعنى اخت لام واب او اخت لاب (فلها نصف ماترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين) فهم الذين يزادون وينقصون.

===============

(582)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ سورة المائدة في كل يوم خميس لم يلبس ايمانه بظلم ولم يشرك به أبدا.

2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: من قرأ سورة المائدة أعطى من الاجر بعدد كل يهودى ونصرانى يتنفس في دار الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات.

3 ـ وروى العياشى باسناده عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده عن على (عليه السلام) قال: كان القرآن ينسخ بعضه بعضا، وانما يؤخذ من أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بآخره وكان من آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ماقبلها ولم ينسخها شئ، ولقد نزلت عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليها الوحى حتى وقفت وتدلى بطنها (1) حتى رأيت سرتها تكاد تمس الارض وأغمى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى وضع يده على ذؤابة (2) شيبة ابن وهب الجمحى، ثم رفع ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقرأ علينا سورة المائدة، فعمل رسول الله وعملنا.

4 ـ وباسناده عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: نزلت المائدة كملا، ونزل معها سبعون ألف ملك.

5 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن العلا عن محمد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث طويل: سبق الكتاب الخفين انما نزلت المائدة قبل أن يقبض بشهرين.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى استرسل وتمايل إلى السفل.

(2) الذؤابة: الناصية وهى شعر مقدم الرأس، وفى المصدر (رأس) مكان (ذؤابة) (*)

 

===============

(583)

 

6 ـ في تفسير على بن ابراهيم عن اسمعيل بن أبى زياد الكوفى عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهم السلام) عن على (عليه السلام) قال: ليس في القرآن يا ايها الذين آمنوا الا وهى في التوراة يا أيها المساكين.

7 ـ عن جعفر بن أحمد عن العمركى بن على عن على بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: ليس في القرآن: (يا ايها الذين آمنوا) الاوهى في التوراة يا أيها المساكين.

8 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان عن أبيعبدالله (عليه السلام) قوله: اوفوا بالعقود قال: اى بالعهود.

9 ـ أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر عن المعلى بن محمد البصرى عن ابن أبى عمير عن أبيجعفر الثانى (عليه السلام) في قوله: (يا ايها الذين آمنوا اوفوا بالعقود) قال، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عقد عليهم لعلى صلوات الله عليه بالخلافة في عشرة مواطن، ثم أنزل الله يا ايها الذين آمنوا أفوا بالعقود التى عقدت عليكم لاميرالمؤمنين (عليه السلام).

10 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن محمد بن مسلم قال: سألت أحدهما (عليهما السلام) عن قول الله عزوجل: احلت لكم بهيمة الانعام فقال: الجنين في بطن امه اذا اشعر وأوبر فذكوته ذكوة امه، فذلك الذى عنى عزوجل.

في من لايحضره الفقيه روى عمر بن اذينة عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) وذكر مثله الاقوله فذلك إلى آخره.

11 ـ في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (احلت لكم بهيمة الانعام) قال: هى الاجنة (1) التى في بطون الانعام، وقد كان اميرالمؤمنين (عليه السلام) يأمر ببيع الاجنة.

12 ـ عن وهب بن وهب عن جعفر بن محمد عن أبيه ان عليا (عليه السلام) سئل عن اكل لحم الفيل والدب والقرد؟ فقال: ليس هذا من بهيمة الانعام التى يؤكل.

13 ـ عن المفضل قال: سألت الصادق (عليه السلام) عن قول الله، (احلت لكم بهيمة الانعام)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاجنة جمع الجنين. (*)

 

===============

(584)

 

قال، البهيمة هنا الولى والانعام المؤمنون.

14 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولا القلائد قال: يقلدها النعل التى قدصلى فيها، قوله: ولا آمين البيت الحرام قال: الذين يحجون البيت.

15 ـ في مجمع البيان (يا ايها الذين آمنوا لاتحلوا شعائر الله) إلى قوله، (شديد العقاب) قال ابوجعفر (عليه السلام)، نزلت هذه الآية في رجل من بنى ربيعة يقال له الحطم، وقال السدى، اقبل الحطم بن هند البكرى حتى اتى النبى (صلى الله عليه وآله) وحده وخلف خيله خارج المدينة فقال، إلى ماتدعو؟ وقد كان النبى (صلى الله عليه وآله) قال لاصحابه يدخل عليكم اليوم رجل من بنى ربيعة يتكلم بلسان شيطان، فلما أجابه النبى (صلى الله عليه وآله) قال، انظرنى لعلى اسلم ولى من اشاوره فخرج من عنده، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر فمر بسرح (1) من سروح المدينة فساقه وانطلق به وهو يرتجز ويقول.

قدلفها الليل بسواق حطم * ليس يراعى ابل ولاغنم ولابجزار على ظهر وضم * باتوا نياما وابن هند لم ينم بات يقاسيها غلام كالزلم * خدلج الساقين ممسوح القدم (2) ثم أقبل من عام قابل حاجا قد قلد هديا، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان يبعث اليه فنزلت هذه الآية: (ولا آمين البيت الحرام) وهو قول عكرمة وابن جريح.

16 ـ وفيه واختلف في هذا فقيل هو منسوخ بقوله: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) عن أكثر المفسرين، وقيل لم ينسخ من هذه السورة شئ ولامن هذه الاية، لانه يجوز أن يبتدأ المشركون في الاشهر الحرم بالقتال الا اذا قاتلوا عن ابن جريح وهو المروى عن أبى جعفر (عليه السلام).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) السرح: الماشية.

(2) الحطم: الراعى الظلوم للماشية والوضم: خشبة الجزار التى يقطع عليها اللحم وقاسى الالم: كابده وعالج شدته والزلم: السهم لاريش عليه والخدلج: الممتلئ الساقين وسمينهما. (*)

 

===============

(585)

 

17 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن على ابن أبى حمزة عن ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لاتأكل من فريسة السبع ولا الموقوذة ولا المتردية الا ان تدركه حيا فتذكيه.

18 ـ فيمن لايحضره الفقيه وروى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن أبى جعفر محمد بن على الرضا (عليه السلام) انه قال، سألته عما أهل لغيرالله به؟ قال: ماذبح لصنم او وثن أو شجر حرم الله ذلك كما حرم الميتة والدم ولم الخنزير، (فمن اضطر غير باغ ولاعاد فلا اثم عليه) ان يأكل الميتة قال: فقلت: يابن رسول الله متى تحل للمضطر الميتة؟ فقال: حدثنى أبى عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل فقيل له: يارسول الله انا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة فمتى تحل لنا الميتة؟ قال: مالم تصطبحوا أو تغتبقوا أو تحتفئوا بقلا (1) فشأنكم بها، قال عبدالعظيم: فقلت:

يابن رسول الله فما معنى قوله: (فمن اضطر غير باغ ولاعاد)؟ قال: العادى السارق والباغى الذى يبغى الصيد بطرا او لهوا لاليعودبه على عياله، ليس لهما ان يأكلا الميتة اذ اضطرا، هى حرام عليهما في حال الاضطرار كما هى حرام عليهما في حال الاختيار وليس لهما أن يقصرا في صوم ولاصلوة في سفر قال فقلت قوله عزوجل والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ماذكيتم قال المنخنقة التى انخنقت بأخناقها حتى تموت والموقوذة التى مرضت ووقذها المرض حتى لم يكن بها حركة. والمتردية التى تتردى من مكان مرتفع إلى أسفل أو تتردى من جبل أو في بئر فتموت، والنطيحة التى تنطحها بهيمة اخرى فتموت، وما اكل السبع منه فمات وما ذبح على النصب على حجرا وصنم الاما ادرك ذكوته فذكى، قلت: وان تستقسموا بالازلام قال: كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما بين عشرة أنفس ويستقسمون عليه بالقداح، وكانت عشرة أنفس سبعة لها انصباء وثلثة لاانصباء

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاصطباح: اكل الصبوح وهو الغداء خلاف الغبوق وهو اكل العشاء وأصلهما الشرب ثم استعملا في الاكل واحتفى البقل: اذا أخذه من وجه الارض باطراف أصابعه من قصره وقتله. اى اذا لم تجدوا في الارض من البقل شيئا ولو بان تحتفوه فتنتفوه لصغره (*)

 

===============

(586)

 

لها، اما التى لها انصباء فالفذ والتوأم والنافس والحلس والمسيل والمعلى والرقيب واما التى لاانصباء لها فالفسيح والمنيح والوغد، فكانوا يجيلون السهام بين عشرة فمن خرج باسمه سهم من التى لاانصباء لها الزم ثلث ثمن البعير فلا يزالون بذلك حتى يقع السهام الثلثة التى لاانصباء لها إلى ثلثة منهم فيلزمونهم ثمن البعير ثم ينحرونه وتأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا، ولم يطعموا منه الثلثة الذين أنقدوا ثمنه شيئا فلما جاء الاسلام حرم الله عزوجل ذلك فيما حرم فقال عزمن قائل: وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق يعنى حراما وهذا الخبر في روايات ابى الحسين الاسدى رضى الله عنه عن سهل بن زياد عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن ابى جعفر محمد بن على الرضا (عليهما السلام).

19 ـ في عيون الاخبار عن ابى جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) انه قال.

في قوله: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير) قال: الميتة والدم ولحم الخنزير معروف (وما اهل لغيرالله) يعنى ماذبح للاصنام. واما المنخنقة فان المجوس كانوا لايأكلون الذبايح ولايأكلون الميتة وكانوا يخنقون البقر والغنم فاذا انخنقت وماتت أكلوها، والمتردية كانوا يشدون أعينها ويلقونها من السطح، فاذا ماتت اكلوها، والنطيحة كانوا يناطحون بالكباش فاذا مات أحدها اكلوه وما اكل السبع الا ماذكيتم فكانوا يأكلون ما يقتله الذئب والاسد فحرم الله عزوجل ذلك، وما ذبح على النصب كانوا يذبحون لبيوت النيران وقريش كانوا يعبدون الشجر والصخر فيذبحون لها، وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق قال: كانوا يعمدون إلى الجزور فيجزونه عشرة أجزاء، ثم يجتمعون عليه فيخرجون السهام فيدفعونها إلى رجل وهى سبعة لها انصباء وثلثة لاانصباء لها، فالتى لها انصباء الفذوا لتوأم والمسيل والنافس والحلس والرقيب و المعلى، فالفذ، له سهم، والتوأم له سهمان والمسيل له ثلثة، والنافس له أربعة اسهم والحلس له خمسة أسهم. والرقيب له ستة أسهم، والمعلى له سبعة أسهم، والتى لاانصباء لها السفيح والمنيح والوغد وثمن الجزور على من لم يخرج له من الانصباء شئ وهو القمار فحرمه الله تعالى.

===============

(587)

 

20 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن زارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: كل شئ من الحيوان غير الخنزير والنطيحة والمتردية وما اكل السبع وهو قول الله عزوجل: (الا ما ذكيتم) فان أدركت شيئا منها وعين تطرف او قائمة تركض او ذنب تمصع (1) فقد ادركت ذكوته فكله.

21 ـ في مجمع البيان (الا ما ذكيتم) واختلف في الاستثناء إلى ماذا يرجع؟ فقيل: يرجع إلى جميع ما تقدم ذكره من المحرمات سوى مالايقبل الذكوة من الخنزير والدم عن على (عليه السلام).

22 ـ وروى عن السيدين الباقر والصادق (عليهما السلام) ان ادنى ما تدرك به الذكوة ان يدركه وهو تتحرك اذنه أوذنبه او تطرف عينه.

23 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: اليوم يئس الذين كفروا من دينكم قال: ذلك لما نزلت ولاية اميرالمؤمنين (عليه السلام).

24 ـ في تفسير العياشى عن عمرو بن شمر عن جابر قال: قال ابوجعفر (عليه السلام) في هذه الاية (اليوم يئس الذين كفروا من دينكم) يوم يقوم القائم (عليه السلام) ييأس بنو امية، فهم الذين كفروا يئسوا من آل محمد (عليهم السلام).

25 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابيعمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن اعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية قالوا جميعا قال: ابوجعفر (عليه السلام) وكان الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى، وكانت الولاية آخر الفرايض فأنزل الله عزوجل: اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى قال ابوجعفر (عليه السلام) يقول الله عزوجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد اكملت لكم الفرايض.

26 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد ابن اسمعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) قال:

سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: فرض الله عزوجل إلى قوله: ثم نزلت الولاية وانم اتاه

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) مصعت الدابة بذنبها: حركته. (*)

 

===============

(588)

 

ذلك في يوم الجمعة بعرفة، انزل الله عزوجل: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى) وكان كمال الدين بولاية على بن ابى طالب فقال عند ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) امتى حديثوا عهد بالجاهلية ومتى اخبرتهم بهذا في ابن عمى يقول قائل ويقول قائل؟ فقلت في نفسى من غيران ينطق به لسانى فأتتنى عزيمة من الله عزوجل بتلة او عدنى ان لم ابلغ ان يعذبنى فنزلت: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لا يهدى القوم الكافرين) فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد على (عليه السلام) فقال: يا ايها الناس انه لم يكن نبى من الانبياء ممن كان قبلى الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه، فاوشك ان ادعى فأجيب، وانا مسئول وأنتم مسئولون فماذا انتم قائلون؟ فقالوا: نشهد انك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد ثلث مرات، ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدى فليبلغ الشاهد منكم الغايب.

27 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن صفوان بن يحيى عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبيجعفر (عليه السلام) قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية، ثم لم ينزل بعدها فريضة، ثم نزل: (اليوم اكملت لكم دينكم) بكراع الغميم (1) فأقامها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالجحفة فلم ينزل بعدها فريضة.

28 ـ في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) وهى خطبة الوسيلة يقول فيها (عليه السلام) بعد أن ذكر النبى (صلى الله عليه وآله) وقوله حين تكلمت طايفة فقالوا: نحن موالى رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى حجة الوداع ثم صار إلى غدير خم فأمر فاصلح له شبه المنبر ثم علاه واخذ بعضدى حتى رأى بياض ابطيه رافعا صوته قائل في محفله: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وكانت على ولايتى ولاية الله وعلى عداوتى عداوة الله، وأنزل الله عزوجل في ذلك: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) فكانت ولايتى كمال الدين و رضا النرب جل ذكره.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كراع الغميم: وادبينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا. وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا. (*)

 

===============

(589)

 

29 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يوم غدير خم أفضل أعياد امتى وهو اليوم الذى أمرنى الله تعالى ذكره فيه بنصب أخى على بن ابيطالب (عليه السلام) علما لامتى يهتدون به من بعدى، وهو اليوم الذى أكمل الله فيه الدين واتم على امتى فيه النعمة، ورضى لهم الاسلام دينا والحديث طويخل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 ـ وباسناده إلى الحسن بن على (عليهما السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه:

وحب أهلبيتى وذريتى استكمال الدين وتلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الاية: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) إلى آخر الاية.

31 ـ في مجمع البيان باسناده إلى ابى سعيد الخدرى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما نزلت هذه الاية قال: الله اكبر على اكمال الدين واتمام النعمة ورضا الرب برسالتى وولاية على بن ابيطالب من بعدى، وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، والمروى عن الامامين ابيجعفر وابيعبدالله (عليهما السلام) انه انما نزل بعد أن نصب النبى (صلى الله عليه وآله) عليا علما للانام يوم غدير خم بعد منصرفه عن حجة الوداع، قالا: وهو آخر فريضة أنزلها الله تعالى ثم لم ينزل بعدها فريضة.

32 ـ في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق (عليه السلام) شهادة الاخلاص لك بالوحدانية بانك أنت الله الذى لا اله الا انت، وان محمدا عبدك ورسولك وعليا اميرالمؤمنين، وان الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك وفضلك على جميع خلقك وبريتك، فانك قلت وقولك الحق:

(اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) اللهم فلك الحمد على ما مننت به علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك، اذهديتنا لموالاة وليك الهادى من بعد نبيك المنذر ورضيت لنا الاسلام دينا بموالاته.

33 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام):

وانزل في حجة الوداع وهى آخر عمره (عليه السلام) (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام) وامر الامامة من تمام الدين.

===============

(590)

 

34 ـ في كتاب الخصال عن يزداد بن ابراهيم عمن حدثه من اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن على (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه في آخره: وان بولايتى اكمل الله لهذه الامة دينهم، واتم عليهم النعمة ورضى اسلامهم اذيقول يوم الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله): يامحمد اخبرهم انى اكملت لهم اليوم دينهم ورضيت لهم الاسلام دينا واتممت عليهم نعمتى، كل ذلك من من الله به على فله الحمد.

35 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسحق بن اسمعيل النيسابورى ان العالم كتب اليه يعنى الحسن بن على (عليهما السلام) ان الله عزوجل بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه اليه. بل رحمة منه اليكم لا اله الا هو، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلى مافى صدوركم وليمحص ما في قلوبكم، وليتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحج والعمرة، واقام الصلوة وايتاء الزكوة والصوم والولاية، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد (صلى الله عليه وآله) والاوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم، لاتعرفون فرضا من الفرائض، وهل تدخل قرية الامن بابها فلما من الله عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم (صلى الله عليه وآله) قال الله عزوجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

36 ـ في من لايحضره الفقيه وروى موسى بن بكير عن زرارة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال في صيد الكلب ان أرسله صاحبه وسمى فليأكل كلما امسك عليه وان قتل، وان أكل فكل مابقى، وان كان غير معلم فعلمه ساعته حين يرسله فليأكل منه فانه معلم، فاماما خلا الكلاب مما تصيده الفهود والصقور (1) وأشباهه الا أن تدرك ذكوته.

37 ـ وروى موسى بن بكير عن زرارة عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: اذا ارسل الرجل كلبه ونسى أن يسمى فهو بمنزلة من قد ذبح ونسى أن يسمى.

38 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن يعقوب عن على بن ابراهيم عن أبيه عن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفهد: سبع يصادبه وهو من السباع ضيق الخلق، شديد الغضب ذو وثبات بعيد النوم، والصقر: كل طائر يصيد من البزاة والشواهين. (*)

 

===============

(591)

 

عبدالرحمن بن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): ماقتل من الجوارح مكلبين وذكرت اسم الله عليه فكلوا من صيدهن وماقتلت الكلاب لم تعلموا من قبل ان تدركوه فلاتعطموه.

39 ـ الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألته عما امسك عليه الكلب المعلم للصيد وهو قول الله تعالى: وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه قال: لابأس ان تأكلوا مما امسك الكلب مما لم يأكل الكلب منه، فاذا أكل الكلب منه قبل أن تدركه فلا تأكل منه.

40 ـ عنه عن فضالة بن ايوب عن رفاعة بن موسى قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الكلب يقتل؟ فقال: كل، فقلت: أكل منه فقال: اذا أكل منه فلم يمسك عليك انما امسك على نفسه.

41 ـ في الكافى حدثنا ابومحمد هارون بن موسى التلعكبرى قال: حدثنا ابوجعفر محمد بن يعقوب الكلينى قال: حدثنا على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه قال: في كتاب على (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (وما علمتم من الجوارح مكلبين) قال: هى الكلاب.

42 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن جميل بن دراج قال حدثنى حكم بن حكيم الصيرفى قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام): ماتقول في الكلب يصيد الصيد فيقتله؟ قال: لابأس بأكله، قال قلت: فانهم يقولون: انه اذا قتله واكل منه فانما امسك على نفسه فلا تأكله؟ فقال: كل، اوليس قد جامعوكم على ان قتله ذكوته؟ قال: قلت: بلى، قال: ما يقولون في شاة ذبحها رجل اذ كاها؟ قال: قلت نعم، قال فان السبع جاء بعد ما ذكاها فاكل منها بعضها، أيؤكل البقية؟ قلت نعم قال فاذا أجابوك إلى هذا فقل لهم: كيف تقولون: اذا ذكى ذلك فأكل منها لم تأكلوا واذا ذكى هذا (1) وأكل أكلتم؟.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) في المصدر (واذا ذكاها هذا). (*)

 

===============

(592)

 

43 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد وعلى ابن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد ابن محمد جميعا عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن جميل بن دراج قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يرسل الكلب على الصيد فيأخذه ولايكون معه سكين يذكيه بها أيدعه حتى يقتله ويأكل منه قال لابأس، قال الله عزوجل فكلوا مما امسكن عليكم ولاينبغى أن يؤكل ماقتله الفهد.

44 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم ابن سليمان قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن كلب أفلت ولم يرسله صاحبه فصاد فأدركه صاحبه وقد قتله أياكل منه؟ فقال لا وقال (عليه السلام) اذا صاد وقد سمى فليأكل، واذا صاد ولم يسم فلا يأكل، وهذا مما علمتم من الجوارح مكلبين.

45 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض اصحابنا عن الحسن بن ابن على بن أبى حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال سألته عن قوم أرسلوا كلابهم وهى معلمة كلها وقد سموا عليها فلما أن مضت الكلاب دخل فيها كلب غريب لايعرفون له صاحبا، فاشتركت جميعا في الصيد؟ فقال. لاتأكل منه لانك لاتدرى أخذه معلم ام لا.

46 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن الحلبى قال قال ابوعبدالله (عليه السلام) كان أبى (عليه السلام) يفتى وكان يتقى ونحن نخاف في يصيد البزاة والصقور، فاما الآن فانا لانخاف ولايحل صيدها الا أن تدرك ذكوته، فانه في كتاب على (عليه السلام) ان الله عزوجل قال (وما علمتم من الجوارح مكلبين) في الكلاب.

47 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنى ابى عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن أبى بكر الحضرمى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال سألته عن صيد البزاة والصقور والفهود والكلاب؟ قال لاتأكل الاما ذكيتم الا الكلاب، قلت فان قتله؟ قال كل فان الله يقول (وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم) ثم قال (عليه السلام) كل شئ من السباع تمسك الصيد على نفسها الا الكلاب المعلمة فانها

 

===============

(593)

 

تمسك على صاحبها، وقال اذا ارسلت الكلب المعلم فاذكروا اسم الله عليه فهو ذكوته، قوله: احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم قال: عنى بطعامهم هيهنا الحبوب والفاكهة غير الذبايح التى يذبحونها، فانهم لايذكرون اسم الله خالصا عليها اى على ذبائحهم ثم قال والله ما استحلوا ذبايحكم فكيف تستحلون ذبايحهم.

48 ـ في الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن محمد بن اسمعيل عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن قتبية الاعشى قال سأل رجل أبا عبدالله (عليه السلام) وانا عنده فقال له الغنم نرسل فيها اليهودى والنصرانى فتعرض فيها العارضة فتذبح أنأكل ذبيحته؟ فقال ابوعبدالله (عليه السلام) لاتدخل ثمنها مالك ولاتأكلها فانما هو الاسم ولا يؤمن عليها الا مسلم، فقال له الرجل قال الله تعالى (اليوم احل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم) فقال ابوعبدالله (عليه السلام) كان ابى صلوات الله عليه يقول انما هو الحبوب وأشباهها.

49 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال سألته عن طعام اهل الكتاب وما يحل منه؟ قال الحبوب.

50 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الجارود قال: سالت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم) فقال (عليه السلام) الحبوب والبقول.

51 ـ ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن اسمعيل بن جابر قال قلت لابيعبدالله (عليه السلام) ماتقول في طعام أهل الكتاب فقال لاتأكله ثم سكت هنيتة ثم قال لاتأكله، ثم سكت هنيهة ثم قال لاتأكله ولاتتركه تقول انه حرام ولكن تتركه تنزها عنه، ان في آنيتهم الخمر ولحم الخنزيز.

52 ـ في تفسير العياشى عن هشام بن سالم عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى (وطعامهم حل لكم) قال العدس والحبوب واشباه ذلك يعنى اهل الكتاب

53 ـ عن ابن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: والمحصنات من المؤمنات قال هن المسلمات.

===============

(594)

 

54 ـ عن مسعدة بن صدقة قال: سئل أبوجعفر (عليه السلام) عن قول الله والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم قال نسختها (ولاتمسكوا بعصم الكوافر):

55 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال: قال لى أبوالحسن الرضا (عليه السلام):؟ يابامحمد ماتقول في رجل تزوجل نصرانية على مسلمة؟ قلت: جعلت فداك وماقولى بين يديك؟ قال: لتقولن فان ذلك يعلم به قولى قلت: لايجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولاغير مسلمة، قال: لم قلت لقول الله عزوجل:

(ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن) قال: فما تقول في هذه الاية (والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم) قلت فقوله: (ولاتنكحوا المشركات) نسخت هذه الاية، فتبسم ثم سكت

56 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن زرارة بن أعين قال سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم فقال: هذه منسوخة بقوله: (ولاتمسكوا بعصم الكوافر)

57 ـ في مجمع البيان وقد روى ابو الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) انه منسوخ بقوله: (ولاتنكحوا المشركات حتى يؤمن) وبقوله: (ولاتمسكوا بعصم الكوافر)

58 ـ فيمن لايحضره الفقيه سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (والمحصنات من النساء) قال: هن ذوات الازواج قال: قلت: وما المحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم قال: هن العفائف.

59 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن احمد بن عمر عن درست الواسطى عن على بن رئاب عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر (عليه السلام) قال لاينبغى نكاح اهل الكتاب، قلت: جعلت فداك واين تحريمه؟ قال: قوله، (ولاتمسكوا بعصم الكوافر).

60 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن معاوية بن وهب وغيره عن ابيعبدالله (عليه السلام) في الرجل المؤمن يتزوج اليهودية والنصرانية؟ قال (اذا أصاب المسلمة فما يصنع باليهودية والنصرانية؟ فقلت له: يكون له فيها الهوى، فقال: ان فعل فليمنعها من شرب الخمر وأكل لحم الخنزير، واعلم ان عليه في

 

===============

(595)

 

دينه غضاضة (1).

61 ـ في تفسير العياشى عن أبان عن ابن عبدالرحمان قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ادنى ما يخرج به الرجل من الاسلام ان يرى الرأى بخلاف الحق فيقيم عليه، قال، ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وقال. الذى يكفر بالايمان الذى لايعمل بما امرالله به ولايرضى به.

62 ـ عن محمد بن مسلم عن احدهما (عليهما السلام) في قول الله، (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله) قال: هو ترك العمل حتى يدعه أجمع، قال، منه الذى يدع الصلوة متعمدا لامن شغل ولامن سكر يعنى النوم.

63 ـ عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الاية، (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله) يعنى بولاية على (عليه السلام) (وهو في الاخرة من الخاسرين)

64 ـ عن هارون بن خارجة قال، سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله.

(ومن يكفر بالايمان فقد حبطه عمله) قال. فقال من ذلك ما اشتق في زرارة بن اعين وابوحنيفة.

65 ـ في بصائر الدرجات عن عبدالله بن عامر عن ابى عبدالله البرقى عن الحسن بن عثمان عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال. سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى. (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله وهو في الاخرة من الخاسرين) قال.

تفسيرها في بطن القرآن من يكفر بولاية على، وعلى هو الايمان.

66 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن حماد بن عثمان عن عبيد عن (بن ظ) زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله) قال: ترك العمل الذى أقربه، من ذلك أن يترك الصلوة من غير سقم ولاشغل.

67 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (ومن يكفر بالايمان

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الغضاضة: الذلة والمنقصة. (*)

 

===============

(596)

 

فقد حبطه عمله) فقال: ترك العمل الذى أقربه، قلت: فما موضع ترك العمل حتى يدعه أجمع؟ قال: منه الذى يدع الصلوة متعمدا لامن سكر ولامن علة.

68 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب وغيره عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من كان مؤمنا فعمل خيرا في ايمانه فأصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب بكل شئ كان عمله في ايمانه، ولاتبطله الكفر اذا تاب بعد كفره.

69 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ومن يكفر بالايمان فقد حبط عمله) قال: من آمن ثم أطاع أهل الشرك فقد حبط عمله، وكفر بالايمان (وهو في الاخرة من الخاسرين).

70 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): الاتخبرنى من أين علمت وقلت: ان المسح ببعض الرأس وبعض الرجلين؟ فضحك ثم قال: يا زرارة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونزل به الكتاب من الله لان الله عزوجل يقول فاغسلوا وجوهكم فعرفنا ان الوجه كله ينبغى أن يغسل ثم قال: وايديكم إلى المرافق ثم فصل بين كلامين فقال: وامسحوا برؤسكم فعرفنا حين قال برؤسكم ان المسح ببعض الرأس لمكان الباء، ثم وصل الرجلين بالرأس كما وصل اليدين بالوجه فقال: وارجلكم إلى الكعبين فعرفنا حين وصلها بالرأس ان المسح على بعضها، ثم فسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك للناس فضيعوه ثم قال: فلم تجدوا ماءا فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه فلما وضع الوضوء ان لم يجد الماء أثبت بعض الغسل مسحا لانه قال: (بوجوهكم) ثم وصل بها (وايديكم) ثم قال (منه) اى من ذلك التيمم لانه علم ان ذلك أجمع لم يجر على الوجه لانه يعلق من ذلك الصعيد ببعض الكف ولايعلق ببعضها ثم قال: (ما يريدالله ليجعل عليكم في الدين من حرج) والحرج الضيق.

71 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن أبى العلا عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال، جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه عن مسائل فكان فيما سألوه

 

===============

(597)

 

أخبرنا يامحمد لاى علة توضأ هذه الجوارح الاربع وهى أنظف المواضع في الجسد؟ فقال النبى (صلى الله عليه وآله)، لما ان وسوس الشيطان إلى آدم دنا من الشجرة ونظر اليها فذهب ماء وجهه، ثم قام ومشى اليها وهى أول قدم مشت إلى الخطيئة ثم تناول بيده منهما عليهما فأكل فطار الحلى والحلل عن جسده، فوضع آدم يده على ام رأسه وبكى. فلما تاب فرض الله عليه وعلى ذريته غسل هذه الجوارح الاربع وامره بغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة وامره بغسل اليدين إلى المرفقين لما تناول منها وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على ام رأسه، وأمره بمسح القدمين لما مشى بهما إلى الخطيئة.

72 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال. حدثنا أبوعمر والزبيرى عن أبيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها وفرض على اليدين ان لايبطش بهما إلى ماحرم الله، وان يبطش بهما إلى ما امرالله عزوجل، وفرض عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلوات فقال، (يا ايها الذين آمنوا اذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق وامسحوا برؤسكم وارجلكم إلى الكعبين) وقال. (فاذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فامامنا بعد واما فداءا حتى تضع الحرب أو زارها) فهذا ما فرض الله على اليدين لان الضرب من علاجهما.

73 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبيعمير عن عمرو بن اذينة عن زرارة وبكير انهما سألا أبا جعفر (عليه السلام) عن وضوء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعا بطشت اوتور (1) فيه ماء فغمس يده اليمنى فغرف بها غرفة فصبه على وجهه فغسل بها وجهه ثم غمس كفه اليسرى فغرف بها غرفة فأفرغ على ذراعه اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لايردها إلى المرفق ثم غمس كفه اليمنى فأفرغ بها ذراعه اليسرى من المرفق وصنع بها مثل ماصنع باليمنى ثم مسح رأسه وقدميه ببلل كفه لم يحدث لهما ماءا جديدا، ثم قال: ولايدخل أصابعه تحت الشراك، ثم قال: ان الله عزوجل يقول: (يا ايها الذين آمنوا اذا قمتم إلى الصلوة فاغسلوا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) التور: اناء صغير. (*)

 

===============

(598)

 

وجوهكم وأيديكم) فليس له أن يدع شيئا من وجهه الاغسله، وأمر أن يغسل اليدين إلى المرفقين فليس له أن يدع من يديه إلى المرفقين شيئا الاغسله، لان الله يقول:

(اغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) ثم قال: (وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين) فاذا مسح بشئ من رأسه او بشء من قدميه مابين الكعبين إلى أطراف الاصابع فقد اجزاه، قال فقلنا: اين الكعبان؟ قال: ههنا يعنى المفصل دون عظم الساق، فقلنا: هذا ماهو؟ فقال هذا من عظم الساق، والكف اسفل من ذلك فقلنا: اصلحك االله فالغرفة الواحدة يجزى للوجه وغرفة للذراع؟ قال: نعم اذا بالغت فيها والثنتان تأتيان على ذلك كله.

74 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد وأبوداود جميعا عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن ايوب عن حماد بن عثمان عن على بن المغيرة عن ميسرة عن ابيجعفر (عليه السلام) قال:

الوضوء واحدة واحدة، ووصف الكعب في ظهر القدم.

75 ـ على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال، قلت له اخبرنى عن حد الوجه الذى ينبغى له ان يوضأ، الذى قال الله عزوجل؟ فقال الوجه الذى امرالله تعالى بغسله الذى لاينبغى لاحد ان يزيد عليه ولاينقص منه، ان زاد عليه لم يوجروان نقص منه اثم، مادارت عليه السبابة والوسطى والابهام من قصاص الراس إلى الذقن، وماجرت عليه الاصبعان من الوجه مستديرا فهو من الوجه، وماسوى ذلك فليس من الوجه، قلت: الصدغ ليس من الوجه؟ قال لا.

76 ـ محمد بن الحسن وغيره عن سهل بن زياد وعن على بن الحكم عن الهيثم بن عروة التميمى قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق) فقلت: هكذا ومسحت من ظهر كفى إلى المرفق؟ فقال: ليس هكذا تنزيلها، انما هى (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم من المرافق) ثم امر يده من مرفقه إلى أصابعه.

77 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفه على

 

===============

(599)

 

الاصابع فمسحها على الكعبين إلى ظاهر القدم، قلت جعلت: فداك لو أن رجلا قال باصبعين من أصابعه هكذا؟ فقال لا الا بكفه.

78 ـ أحمد بن ادريس عن محمد بن احمد عن محمد بن عيسى عن يونس قال اخبرنى من رأى ابا الحسن (عليه السلام) بمنى يمسح ظهر قدميه من أعلى القدم إلى الكعب، ومن الكعب إلى أعلى القدم، ويقول الامر في مسح الرجلين موسع من شاء مسح مقبلا ومن شاء مسح مدبرا، فانه من الامر الموسع انشاءالله.

79 ـ على عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد عن حريز عن زرارة قال قال أبوجعفر (عليه السلام) تابع بين الوضوء كما قال الله عزوجل ابدأ بالوجه ثم باليدين ثم امسح الرأس والرجلين، ولاتقدمن شيئا بين يدى شئ تخالف ما أمرت به، فان غسلت الذراع قبل الوجه فابدأ بالوجه واعد على الذراع، فان مسحت الرجل قبل الرأس فامسح على الرأس قبل الرجال، ثم أعد على الرجل ابدأ بما بدأ الله به.

قال عز من قائل: وان كنتم جنبا فاطهروا.

80 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) قال سألته متى يجب الغسل على الرجل والمرأة؟ فقال اذا أدخله فقد وجب الغسل والمهر والرجم.

81 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسمعيل قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا ينزلان متى يجب الغسل؟ فقال: اذا التقى الختانان فقد وجب الغسل فقلت: التقاء الختانين هو غيبوبة الحشفة؟ قال: نعم.

82 ـ في من لايحضره الفقيه جاء نفر من اليهود إلى النبى (صلى الله عليه وآله وسلم)ل فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله ان قال: لاى شئ أمرالله تعالى بالاغتسال من الجنابة ولم يأمر بالغسل من الغايط والبول؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان آدم لما أكل من الشجرة دب (1) ذلك في عروقه وشعره وبشره فاذا جامع الرجل أهله خرج الماء من كل عرق وشعرة في

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى اسرى. (*)

 

===============

(600)

 

جسده، فأوجب الله عزوجل على ذريته الاغتسال من الجنابة إلى يوم القيامة، والبول يخرج من فضلة الشراب الذى يشربه الانسان. والغائط يخرج من فضلة الطعام الذى يأكله الانسان فعليه في ذلك الوضوء، قال اليهودى: صدقت يا محمد.

83 ـ في تفسير العياشى عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: فرض الله الغسل على الوجه والذراعين والمسح على الرأس والقدمين فلما جاء حال السفر والمرض والضرورة وضع الله الغسل واثبت الغسل مسحا، فقال وان كنتم مرضى او على سفر اوجاء احد منكم من الغايط او لامستم النساء إلى وايديكم منه.

84 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال ملامسة النساء هو الايقاع بهن.

85 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن بعض اصحابنا عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه سئل عن التيمم فتلا هذه الآية (السارق والسارقة فاقطعوا ايديهما) وقال فاغسلوا وجوهكم وايديكم إلى المرافق) قال فامسح على كفيك من حيث موضع القطع، وقال: (وما كان ربك نسيا).

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: للوضوء والغسل والتيمم مسائل كثيرة ولها مدارك من السنة وغيرها وقد بينها الاصحاب رضوان الله عليهم في محالها.

86 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذى واثقكم به قال: لما اخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الميثاق عليهم بالولاية قالوا: سمعنا وأطعنا ثم نقضوا ميثاقه.

87 ـ في مجمع البيان (وميثاقه الذى واثقكم به) قيل فيه أقوال:

إلى قوله: وثانيها، ان المراد بالميثاق مابين لهم في حجة الوداع من تحريم المحرمات وكيفية الطهارة وفرض الولاية وغير ذلك عن ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام).

88 ـ في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق (عليه السلام) وليكن من قولكم اذا التقيتم أن تقولوا: الحمدلله الذى اكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده الينا وميثاقه الذى واثقنابه من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه.

===============

(601)

 

89 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم يعنى نقض عهد اميرالمؤمنين وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه قال:

من نحى اميرالمؤمنين (عليه السلام) عن موضعه، والدليل على ان الكلمة أميرالمؤمنين قوله:

(وجعلها كلمة باقية في عقبه) يعنى به الامامة قوله ولاتزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح قال منسوخة بقوله (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم).

90 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن اسمعيل البرمكى عن على بن الحسين عن عمرو بن عثمان عن الحسين بن خالد عمن ذكره عن أبى الربيع الشامى قال: قال لى ابوعبدالله (عليه السلام): لاتشتر من السودان أحدا، فان كان لابد فمن النوبة فانهم من الذين قال الله عزوجل: ومن الذين قالوا انا نصارى اخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به اما انهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم (عليه السلام) منا عصابة منهم، ولاتنكحوا من الاكراد أحدا فانهم جنس من الجن كشف عنهم الغطاء.

91 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قال يبين النبى (صلى الله عليه وآله) مما أخفيتموه مما في التوراة من اخباره ويدع كثيرا لايبينه قدجاءكم من الله نور وكتاب مبين يعنى بالنور اميرالمؤمنين والائمة (عليهم السلام).

قال مؤلف هذا الكتاب، ستسمع انشاءالله في هذه الورقة عن قريب عند قوله تعالى. (يا ايها الرسول لايحزنك الذين يسارعون في الكفر) عن ابى جعفر (عليه السلام) حديثا طويلا وفيه سبب نزول هذه الآية.

92 ـ في كتاب الخصال عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال رن (1) ابليس اربع رنات اولهن يوم لعن، وحين اهبط إلى الارض، وحين بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) على حين فترة من الرسل (الحديث).

93 ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع اصحاب الملل و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الرنة: الصيحة. (*)

 

===============

(602)

 

المقالات قال الرضا (عليه السلام) لرأس الجالوت: وقد قال داود في زبوره وأنت قرأ: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا اقام السنة بعد الفترة غير محمد (صلى الله عليه وآله) سلم؟ قال رأس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولاننكره ولكن عنى بذلك عيسى وايامه هى الفترة، قال الرضا (عليه السلام): جهلت ان عيسى لم يخالف السنة، وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله اليه، وفى الانجيل مكتوب ان ابن البرة ذاهب والفار قليطا جائى من بعده، وهو الذى يخفف الاصار ويفسر لكم كل شئ، ويشهد لى كما شهدت له، أنا جئتكم بالامثال وهو يأتيكم بالتأويل، أتؤمن بهذا في الانجيل؟ قال: نعم لاأنكره.

94 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عبدالعظيم بن عبدالله قال سمعت ابا الحسن (عليه السلام) يخطب بهذه الخطبة: الحمدلله العالم بما هو كائن إلى أن قال (عليه السلام)، وان محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى وبعثه بالهدى أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة، وطموس من أعلام الهدى والبينات.

95 ـ في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) يقول فيها: ابتعثه على حين فترة من الرسل وهداة من العلم وأختلاف من الملل وضلال عن الحق وجهالة بالرب، وكفر بالبعث والوعد.

96 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى الربيع قال: سألت: نافع بن الازرق أبا جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) فقال أخيرنى كم بين عيسى ومحمد من سنة؟ فقال: اخبرك بقولى او بقولك؟ قال: اخبرنى بالقولين جميعا، قال: اما بقولى فخمسمأة، واما بقولك فستمأة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن الحسن ابن محبوب عن ابى حمزة ثابت بن دينار الثمالى وابومنصور عن أبى الربيع مثله.

97 ـ على بن ابراهيم عن أبيه واحمد بن محمد الكوفى عن على بن ععمرو بن ايمن جميعا عن محسن بن احمد بن معاذ عن أبان بن عثمان عن بشير النبال عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالسا اذ جاءته امرأة فرحب بها وأخذ بيدها وأقعدها، [603]

 

ثم قال: ابنة نبى ضيعه قومه خالد بن سنان دعاهم فأبوا أن يؤمنوا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

98 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد ابن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن الوليد الخزاز والسندى بن محمد البزاز جميعا عن محمد بن أبى عمير عن ابان بن عثمان الاحمر عن بشير النبال عن أبى جعفر الباقر وابى عبدالله الصادق (عليهما السلام) قالا: جاءت ابنة خالد بن سنان العبسى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لها مرحبا بابنة أخى فصافحها وأدناها وبسط لها رداه، ثم أجلسها عليه إلى جنبه، ثم قال هذه ابنة نبى ضيعه قومه خالد بن سنان العبسى وكان اسمها محياة بنت خالد بن سنان.

99 ـ وباسناده إلى محمد بن اسمعيل القرشى عمن حدثنى عن اسمعيل بن أبى رافع عن النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث طويل قال فيه بعد أن ذكر عيسى ثم يحيى ثم العزير ثم دانيال (عليهم السلام) وملوك زمانهم، فلما أرادالله أن يقبض دانيال أمره أن يستودع نورالله وحكمته مكيخا بن دانيال ففعل، وعند ذلك ملك هرمز ثلثة وستين سنة وثلثة أشهر وأربعة ايام، وملك بعده بهرام بن بهرام ستا وعشرين سنة، وولى أمرالله مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون وشيعته الصديقون غير انهم لايستطيعون أن يظهروا الايمان في ذلك الزمان ولا أن يتعلقوا به وعند ذلك ملك بهرام بن بهرام سبع سنين، وفى زمانه انقطعت الرسل وكانت الفترة وولى أمرالله يومئذ مكيخا بن دانيال وأصحابه المؤمنون، فلما ارادالله عزوجل أن يقبضه أوحى اليه في منامه ان استودع نورالله وحكمته ابنه انشوا بن مكيخا، وكانت الفترة بين عيسى وبين محمد (صلى الله عليه وآله) أربعمائة سنة وثمانين سنة، واولياء الله يومئذ في الارض ذرية انشوا بن مكيخا يرث ذلك منهم واحد بعد واحد ممن يختاره الجبار.

100 ـ وباسناده إلى مقاتل بن سليمان بن دواك رووا عن أبى عبدالله (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديثا طويلا وفى آخره يقول (صلى الله عليه وآله): وأوصى عيسى إلى شمعون بن حمون الصفا، وأوصى شمعون إلى يحيى بن زكريا، وأوصى يحيى بن زكريا إلى منذر، وأوصى منذر

 

===============

(604)

 

إلى سليمة: وأوصى سليمة إلى بردة، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ودفعها إلى بردة وأنا أدفعها اليك ياعلى.

وقال الصدوق في هذا الكتاب يعنى الفترة انه لم يكن بينهما رسول ولانبى ولاوصى ظاهر مشهور كمن كان قبله، وعلى ذلك دل الكتاب المنزل: ان الله عزوجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) على حين فترة من الرسل من الانبياء والاوصياء، ولكن قد كان بينه وبين عيسى (عليهما السلام) أنبياء وائمة مستورون خائفون، منهم خالد بن سنان العبسى نبى لايدفعه دافع، ولاينكره منكر، لتواطى الاخبار بذلك عن الخاص والعام وشهرتهم عندهم، وكان بين مبعثه وبين مبعث نبيا (صلى الله عليه وآله) خمسون سنة.

101 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال، سألته هل سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الاطفال؟ فقال. قد سأل، فقال، الله اعلم بماكانوا عاملين ثم قال، يازرارة وهل تدرى قوله، الله اعلم بما كانوا عاملين؟ قلت، لاقال، لله فيهم المشية، انه اذا كان يوم القيامة جمع الله عزوجل ألاطفال والذى مات من الناس في الفترة والشيخ الكبير الذى ادرك النبى (صلى الله عليه وآله) وهو لايعقل، والاصم والابكم الذى لايعقل، والمجنون والابله الذى لايعقل، وكل واحد منهم يحتج على الله عزوجل فيبعث الله اليهم ملكا من الملئكة فيؤجج لهم نارا ثم يبعث الله اليهم ملكا فيقول لهم، ان ربكم يأمركم أن تثبتوا فيها فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما وأدخل الجنة، ومن تخلف عنها دخل النار.

102 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن هشام عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه سئل عمن مات في الفترة وعمن لم يدرك الحنث والمعتوه؟ فقال، يحتج الله عليهم يرفع لهم نارا فيقول لهم ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن ابى قال:

ها انتم قد أمرتكم فعصيتمونى.

103 وبهذا الاسناد قال: ثلثة تحتج عليهم الابكم والطفل ومن مات في الفترة؟ فترفع لهم نارا فيقال لهم ادخلوها، فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن ابى قال الله تبارك وتعالى هذا قد أمرتكم فعصيتمونى.

===============

(605)

 

104 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه اهوال القيامة وفيه: فيقام الرسل فيسألوا عن تأدية الرسالات التى حملوها إلى أممهم فاخبروا انهم قدأدوا ذلك إلى أممهم، وتسأل الامم فيجحدوا كما قال الله:

(فلنسألن الذين ارسل اليهم ولنسئلن المرسلين) فيقولون: (ماجاءنا من بشير ولانذير) فتتشهد الرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيشهد بصدق الرسل وتكذيب من جحدها من الامم، فيقول كل امة منهم: بلى قد جاءنا بشير ونذير والله على كل شئ قدير) اى مقتدر على شهادة جوارحكم عليكم بتبليغ الرسل اليكم رسلاتهم وكذلك قال الله تعالى لنبيه: فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنابك على هؤلاء شهيدا) فلا يستطيعون رد شهادته خوفا من أن يختم الله على أفواههم وان تشهد عليهم جوارحهم بما كانوا يعملون.

105 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) في كلام طويل: وقال عزوجل وعلى الله فتوكلوا ان كنتم مؤمنين جعل التوكل مفتاح الايمان والايمان قفل التوكل وحقيقة التوكل الايثار وأهل الايثار تقديم الشئ بحقه، ولاينفك المتوكل في توكله من اثبات أحد الايثارين، فان آثر معلول التوكل وهو الكون حجب به وان آثر معلول علة التوكل وهو البارى سبحانه بقى معه.

106 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبان بن تغلب عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال: قال على (عليه السلام) لعمر بن الخطاب في أول جلوس ابى بكر:

يابن صهاك الحبشية لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقدم لارينك اينا اضعف ناصرا واقل عددا ثم التفت إلى اصحابه فقال: انصرفوا رحمكم الله لادخلت المسجد الا كما دخل اخواى موسى وهارون اذ قال له اصحابه فاذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون والله لادخلته الالزيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله) او لقضية اقضاها فانه لايجوز لحجة اقام رسول (صلى الله عليه وآله) ان يترك الناس في حيرة.

107 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن احدهما (عليهما السلام) ان رأس المهدى (1) يهدى إلى موسى بن عيسى على طبق، قلت: فقدمات هذا وهذا؟ قال: فقد قال الله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) المراد من المهدى هو المهدى العباسى. (*)

 

===============

(606)

 

ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم فلم يدخلوها ودخلها الابناء، او قال ابناء الابناء، فكان ذلك دخولهم، فقلت: لو ترى ان الذى قال في المهدى وفى عيسى (1) يكون مثل هذا؟ فقال: نعم يكون في اولادهم، فقلت: ماتنكران يكون ماقال في ابن الحسن يكون في ولده؟ قال: ليس ذلك مثل ذا.

108 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) عن قوله (ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم) قال: كتبها لهم ثم محاها.

109 ـ عن ابى بصير قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام) لى: ان بنى اسرائيل قال لهم:

(ادخلوا الارض المقدسة) فلم يدخلوها حتى حرمها عليهم وعلى اتباعهم وعلى ابنائهم، وانما دخلها ابناء الابناء.

110 ـ عن اسمعيل الجعفى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: اصلحك الله (ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم) اكان كتبها لهم؟ قال: اى والله لقد كتبها لهم، ثم بداله لايدخلوها، قال: ثم ابتدأ هو فقال: ان الصلوة كانت ركعتين عندالله فجعلها للمسافر وزاد للمقيم ركعتين فجعلها اربعا.

111 ـ عن مسعدة بن صدقة عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه سئل عن قول الله (ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم) قال: كتبها لهم ثم محاها، ثم كتبها لابنائهم فدخلوها، والله يمحو مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.

112 ـ عن ابن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم) قال: كان في علمه انهم سيعصون ويتيهون أربعين سنة ثم يدخلونها بعد تحريمها اياها عليهم.

113 ـ عن حريز عن بعض أصحابه عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

والذى نفسى بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذوالنعل بالنعل، والقذة بالقذة (2)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى نسخة البحار (ابن عيسى) وهو الظاهر.

(2) القذة: ريش السهم يعنى كما تقدر كل واحدة منهن على صاحبتها وتقطع، قال ابن الاثير يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان. (*)

 

===============

(607)

 

حتى لايخطون طريقهم، ولايخطئكم سنة بنى اسرائيل، ثم قال أبوجعفر (عليه السلام): قال موسى لقومه: (يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم) فردوا عليه. وكانوا ستمائة ألف فقالوا: (يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما) أحدهما يوشع بن نون وكلا بن يافثا (1) قال: وهما ابن عمه فقالا: ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه إلى قوله: انا ههنا قاعدون قال: فعصى اربعون الفا وسلم هارون وابناه ويوشع بن نون وكلا بن يافثا، فسماهم الله فاسقين فقال: لاتأس على القوم الفاسقين فتاهوا اربعين سنة لانهم عصوا، فكان حذوالنعل بالنعل، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما قبض لم يكن على امرالله الاعلى والحسن والحسين وسلمان والمقداد وابوذر، فمكثوا اربعين حتى قام على فقاتل من خالفه.

114 ـ عن داود الرقى قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: كان ابوجعفر (عليه السلام) يقول: نعم الارض الشام وبئس القوم اهلها وبئس البلاد مصرا ما انها سجن من سخط الله عليه: ولم يكن دخول بنى اسرائيل مصر الامن سخطه ومن معصيته منهم لله، لان الله قال:

(ادخلوا الارض المقدسة التى كتب الله لكم) يعنى الشام فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في الارض أربعين سنة في مصر وفيا فيها (2) ثم دخلوها اربعين سنة ثم قال: وما كان خروجهم من مصر ودخولهم الشام الامن بعد توبتهم ورضاالله عنهم.

115 ـ في قرب الاسناد للحميرى أحمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن الرضا (عليه السلام) قال: قلنا له: ان أهل مصر يزعمون ان بلادهم مقدسة، قال:

وكيف ذلك؟ قلت: جعلت فداك يزعمون انه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، قال: لا، لعمرى ماذاك كذلك، وما غضب الله على بنى اسرائيل الا أدخلهم مصر، ولارضى عنهم الا اخرجهم منها إلى غيرها، ولقد اوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى أن يخرج عظام يوسف منها، ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لاتغتسلوا رؤسكم بطينها،

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر (كالب بن يافنا).

(2) فيافى كصحارى لفظا ومعنى. (*)

 

===============

(608)

 

ولاتأكلوا في فخارها (1) فانها تورث الذلة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

116 ـ في تفسير العياشى عن الحسين بن ابى العلا عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال ذكر اهل مصر وذكر قوم موسى وقولهم: (اذهب انت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون) فحرمها الله عليهم اربعين سنة وتيههم. فكان اذا كان العشاء وأخذوا في الرحيل نادوا الرحيل الرحيل الوحا الوحا (2) فلم يزالوا كذلك حتى تغيب الشمس حتى اذا ارتحلوا واستوت بهم الارض، قال الله تعالى للارض ديرى بهم فلا يزالو كذلك حتى اذا أسحروا وقارب الصبح قالوا ان هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فاذا اصبحوا اذاهم في منازلهم التى كانوا فيها بالامس.

فيقول بعضهم لبعض ياقوم لقد ضللتم وأخطأتم الطريق، فلم يزالوا كذلك حتى اذن الله لهم فدخلوها وقد كان كتبها لهم.

117 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابن فضال عن محمد بن الحصين عن محمد بن الفضيل عن عبدالرحمن بن يزيد عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): مات داود النبى صلى الله عليه يوم السبت مفجوءا فأظلته الطير بأجنحتها ومات موسى (عليه السلام) كليم الله في التيه فصاح صائح من السماء مات موسى واى نفس لاتموت؟

118 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا وذكر فيه قلت: فأيهما مات قبل صاحبه؟ قال: مات هارون قبل موسى (عليهما السلام)، وماتا جميعا في التيه.

119 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى أرسل يوشع بن نون إلى بنى اسرائيل من بعد موسى بنبوته بدؤها في البرية التى تاه فيها بنو اسرائيل،

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفخار جمع الفخارة: الجرة ويقال له بالفارسية (سبو).

(2) الوحى: العجلة، يقال في الاستعجال: (الوحى الوحى) اى البدار البدار يمد ويقصر. (*)

 

===============

(609)

 

120 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): أيها الناس لولم تتخاذلوا عن نصر الحق ولم تهنوا عن توهين الباطل لم يطمع فيكم من ليس مثلكم، ولم يقومن قوى عليكم لكنكم تهتم متاه بنى اسرائيل، ولعمرى ليضعفن لكم التيه من بعدى أضعافا، خلفتم الحق وراء ظهوركم، وقطعتم الادنى ووصلتم الابعد.

121 ـ في روضة الكافى رفعه قال: ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى ان ابنى آدم تواضعا في منزلة لينالا بها من فضلى ورحمتى، فقربا قربانا، ولا اقبل الا من المتقين فكان من شأنهما ماقد علمت فكيف تثق بالصحاب بعد الاخ والوزير، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

122 ـ في من لايحضره الفقيه روى جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: قال رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) ان اول ما يحكم الله عزو جل فيه يوم القيامة الدماء، فيوقف ابنا آدم فيفصل بينهما، ثم الذبن يلونهما من اصحاب الدماء حتى لايبقى منهم احد من الناس بعد ذلك حتى يأتى المقتول بقاتله، فيشخب دمه (1) في وجهه فيقول: أنت قتلته فلايستطيع أن يكتم الله حديثا.

123 ـ في مجمع البيان قالوا ان حوا امرأة آدم كانت تلد في كل بطن غلاما وجارية فولدت في اول بطن قابيل، وقيل قابين وتوأمته اقليما بنت آدم، والبطن الثانى هابيل وتوأمته ليوذا، فلما ادركوا جميعا أمرالله تعالى آدم ان ينكح قابيل أخت هابيل، وهابيل أخت قابيل، فرضى هابيل وابى قابيل لان اخته كانت أحسنهما وقال: ما امرالله بهذا ولكن هذا من رأيك، فأمرهما آدم أن يقربا قربانا، فرضيا بذلك فغدا هابيل وكان صاحب ماشية فأخذ من خير غنمه زبدا ولبنا، وكان قابيل صاحب زرع فأخذ من شر زرعه ثم صعدا فوضعا القربانين على الجبل، فأتت النار فأكلت قربان هابيل وتجنبت قربان قابيل، فكان آدم غايبا بمكة عنهما خرج اليها ليزور البيت بأمر ربه، فقال قابيل: لاعشت يا هابيل في الدنيا وقد تقبل قربانك ولم يتقبل قربانى؟ وتريد أن تاخذ أختى الحسناء وآخذ اختك القبيحة؟ فقال له هابيل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى يسيل. (*)

 

===============

(610)

 

ما حكاء الله تعالى، فشدخه بحجر فقتله، روى ذلك عن ابى جعفر الباقر (عليهما السلام) وغيره من المفسرين.

124 ـ وقد روت العامة عن جعفر الصادق (عليه السلام) قال: قتل قابيل هابيل وتركه بالعراء لايدرى مايصنع به، فقصده السباع فحمله في جراب على ظهره حتى اروح (1) وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمى فتأكله، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل احدهما صاحبه ثم حفر له بمنقاره وبرجليه ثم القاه في الحفيرة وواراه وقابيل ينظر اليه فدفن اخاه.

125 ـ في تفسير العياشى عن سليمان بن خالد قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام) جعلت فداك ان الناس يزعمون ان آدم زوج ابنته من ابنه؟ فقال ابوعبدالله (عليه السلام):

قد قال الناس في ذلك ولكن يا سليمان اما علمت ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: لو علمت ان آدم زوج ابنته من ابنه لزوجت زينب من القاسم، وما كنت لارغب عن دين آدم فقلت جعلت فداك نهم يزعمون ان قابيل انما قتل هابيل لانهما تغايرا على اختهما، فقال له:

يا سليمان تقول هذا ! اما تستحيى ان تروى هذا على نبى الله آدم؟ فقلت: جعلت فداك فبم قتل قابيل هابيل؟ فقال: في الوصية ثم قال لى. يا سليمان ان الله تبارك و تعالى أوحى إلى آدم أن يدفع الوصية واسم الله الاعظم إلى هابيل، وكان قابيل اكبر منه، فبلغ ذلك قابيل. فغضب فقال: أنا أولى بالكرامة والوصية. فأمرهما أن يقربا قربانا يوحى من الله اليه، ففعلا فقبل الله قربان هابيل فحسده قابيل فقتله.

126 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه اميرالمؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة حديث طويل وفيه. وسأله عن أول من قال الشعر؟ فقال. آدم (عليه السلام). قال: وما كان شعره؟ قال. لما أنزل إلى الارض من السماء فراى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل فقال آدم (عليه السلام).

تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الارض مغبر قبيح (1)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى انتن.

(1) المغبر: الملطخ بالغبار. (*)

 

===============

(611)

 

تغير كل ذى لون وطعم * وقل بشاشة الوجه المليح فأجابه ابليس لعنه الله تنح عن البلاد وساكنيها * فبى في الخلد ضاق بك الفسيح وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح فلم تنفك من كيدى ومكرى * إلى أن فاتك الثمن الربيح فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح وفيه ثم قام اليه رجل آخر فقال يا أميرالمؤمنين اخبرنى عن يوم الاربعاء وتطيرنا منه وثقله وأى أربعاء هو؟ قال: آخر أربعاء في الشهر، وهو محاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه.

127 ـ في كتاب الخصال عن الحسين بن على (عليهما السلام) قال: كان على بن أبى طالب (عليه السلام) بالكوفة في الجامع اذقام اليه رجل من أهل الشام فقال: يا اميرالمؤمنين انى اسئلك عن أشياء، فقال: سل تفقها ولاتسأل تعنتا فسأله عن اشياء فكان فيما سأله أن قال له:

أخبرنى عن اول من قال الشعر؟ وذكركما في عيون الاخبار، الا انه زاد لآدم بيتا ثالثا بعد البيتين وهو.

قتل قابيل هابيل اخاه * فوا اسفا على الوجه الفليح وابدل المصراع الثانى من البيت الاول لابليس لعنه الله بهذا المصراع * وبالفردوس ضاق بك الفسيح.

128 ـ عن جابر الجعفى عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول في آخره:

وأسلم رأس الجالوت على يدعلى (عليه السلام) من ساعته، فلم يزل مقيما حتى قتل أميرالمؤمنين (عليه السلام) واخذ ابن ملجم لعنه الله فاقبل رأس الجالوت حتى وقف على الحسن (عليه السلام) والناس حوله، وابن ملجم لعنه الله بين يديه، فقال له: يا ابا محمد اقتله قتله الله فانى رأيت في الكتب التى انزلت على موسى (عليه السلام) ان هذا اعظم عندالله جرما من ابن آدم قاتل اخيه، ومن القدار عافر ناقة ثمود.

129 ـ عن جعيد همدان قال قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): ان في التابوت

 

===============

(612)

 

الاسفل من النار اثنى ـ عشر، ستة من الاولين ستة من الاخرين، ثم سمى الستة من الاولين ابن آدم الذى قتل اخاه وفرعون وهامان (الحديث)

130 ـ عن الحسن بن على بن ابى طالب (عليهم السلام) انه قال في حديث طويل له مع ملك الروم وقد سأله عن سبعة اشياء خلقها الله لم تخرج من رحم آدم وحوا والغراب الذى بعثه الله يبحث في الارض.

131 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر (عليهما السلام) انه قال: لما أكل آدم من الشجرة أهبط إلى الارض فولد له هابيل واخته توأم، وولد له قابيل واخته توأم، ثم ان آدم امر قابيل وهابيل ان يقربا قربانا وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل من زرعه مالم ينق (1) وكان كبش هابيل من أفضل غنمه، وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل وهو قول الله عزوجل واتل عليهم نبأ ابنى آدم اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الاخر الاية وكان القربان اذا قبل تأكله النار، فعمد قابيل فبنى لها بيتا وهو اول من بنى للنار البيوت وقال، لاعبدن هذه النار حتى يتقبل قربانى، ثم ان عدوالله ابليس قال لقابيل انه قد تقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربانك، وان تركته يكون له عقب يفتخرون على عقبك، فقتله قابيل، فلما رجع إلى آدم (عليه السلام) قال له: يا قابيل اين هابيل؟ فقال، ماادرى وما بعثتنى را عياله، فانطلق آدم فوجد هابيل مقتولا. فقال لعنت من أرض كما قبلت دم هابيل فبكى آدم (عليه السلام) على هابيل اربعين ليلة، ثم ان آدم (عليه السلام) سأل ربه عزوجل ان يهب له ولدا فولد له غلام فسماه هبة الله، لان الله عزوجل وهبه له فأحبه آدم (عليه السلام) حبا شديدا فلما انقضت نبوة آدم واستكمل ايامه اوحى الله تعالى اليه ان يا آدم انه قد انقضت نبوتك واستكملت ايامك فاجعل العلم الذى عندك والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة في العقب من ذريتك عند ابنك هبة الله وقال (عليه السلام) في هذا الحديث ثم ان هبة الله لمادفن آدم اتاه قابيل فقال له. ياهبة الله انى قد رايت آدم ابى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) من نفى الشى: خلص. (*)

 

===============

(613)

 

قد خصك من العلم بمالم اخص به وهو العلم الذى دعابه اخوك هابيل فتقبل قربانه، وانما قتلته لكيلا يكون له عقب فيفتخرون على عقبى فيقولون نحن ابناء الذى تقبل قربانه وانتم ابناء الذى لم يتقبل قربانه. وانك ان اظهرت من العلم الذى اختصك به ابوك شيئا قتلتك كما قتلت اخاك هابيل، فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة حتى بعث نوح (عليه السلام) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر (عليه السلام) مثله من غير تغيير مخل بالمعنى المقصود.

132 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر والدارم بن عمر عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال. ان قابيل لما رأى النار قد قبلت قربان هابيل قال له ابليس: ان هابيل كان يعبد تلك النار فقال قابيل:

لاأعبد النار التى عبدها هابيل ولكن أعبد نارا اخرى أقرب قربانا لها فتقبلا قربانى ، فبنى بيوت النار فقرب ولم يكن له علم بربه عزوجل، ولم يرث منه ولده الاعبادة النيران.

133 ـ في كتاب ثواب الاعمال ابى ره قال: حدثنى محمد بن القاسم عن محمد ابن على الكوفى عن محمد بن مسلم الجبلى عن عبدالرحمن بن مسلم عن أبيه قال:

قال ابوجعفر (عليه السلام): من قتل مؤمنا متعمدا أثبت الله على قاتله جميع الذنوب، وبرئ المقتول منها، وذلك قول الله عزوجل: انى اريد ان تبوء باثمى واثمك فتكون من اصحاب النار.

134 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال قلت له: ماعلة الاضحية؟ فقال: انه يغفر لصاحبها عند اول قطرة تقطر من دمها على الارض وليعلم الله عزوجل من يتقيه بالغيب قال الله عزوجل: (لن ينال الله لحومها ولادماؤها ولكن يناله التقوى منكم) ثم قال: أنظر كيف قبل الله قربان هابيل ورد قربان قابيل.

135 ـ وباسناده إلى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال؟ قال على (عليه السلام): لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: وانما قيل للحمار حر لان اول من ركب

 

===============

(614)

 

الحمار حوا وذلك انه كان لها حمارة وكانت تركبها لزيارة قبر ولدها هابيل وكانت تقول في مسيرها واحراه، فاذا قالت هذه الكلمات سارت الحمارة واذا أمسكت تقاعست (1) فترك الناس ذلك وقالوا حر، وانما قيل للفرس أجد لان أول من ركب الخيل قابيل يوم قتل أخاه هابيل، وانشأ يقول: اجد اليوم وما ترك الناس دما فقيل للفرس أجد لذلك.

136 ـ وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال. كانت الوحوش والطير والسباع وكل شئ خلق الله عزوجل مختلطا بعضه ببعض، فلما قتل ابن آدم أخاه نفرت وفزعت فذهب كل شئ إلى شكله.

137 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن احمد بن هلال عن عيسى بن عبدالله الهاشمى عن ابيه عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال كان موضع الكعبة ربوة (2) من الارض بيضاء تضئ كضوء الشمس والقمر حتى قتل ابنا آدم أحدهما صاحبه اسودت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

138 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادى المفسر قال: حدثنى يوسف بن محمد بن زياد وعلى بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابيطالب (عليهم السلام) انه قال: قال الصادق (عليه السلام): ان من اتبع هواه وأعجب برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة (3) تعظمه وتصفه فأحببت لقاءه من حيث لاتعرفنى لانظر مقداره ومحله. فرايته قد أحدق به كثير من غثاء العامة، فوقفت منتبذا عنهم متغشيا بلثام انظر اليه واليهم فمازال يراوغهم (4) حتى خالف طريقهم وفارقهم ولم يقر، فتفرقت القوم لحوائجهم وتبعته اقتفى أثره فلم يلبث ان مر بخباز فتغفله فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة (5)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) تقاعس عن الامر: تأخر ولم يتقدم فيه.

(2) الربوة: ما ارتفع من الارض.

(3) غثاء الناس: اراذلهم واسقاطهم.

(4) راوغه: خادعه وماكره.

(5) سارقه: اختلس منه على غفلة. (*)

 

===============

(615)

 

فتعجبت منه ثم قلت في نفسى. لعله معاملة ثم مر بعده بصاحب رمان فمازال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة، فتعجبت منه ثم قلت في نفسى: لعله معاملة، ثم أقول وما حاجته اذا إلى المسارقة؟ ثم لم أزل اتبعه حتى مر بمريض فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى وتبعته حتى استقر في بقعة من الصحراء، فقلت له يا عبدالله لقد سمعت بك خيرا واحببت لقاءك فلقيتك ولكنى رأيت منك ماشغل قلبى، وانى سائلك عنه ليزول به شغل قلبى، قال: ما هو؟ قلت: رأيتك مررت بخباز وسرقت منه رغيفين، ثم بصاحب الرمان وسرقت منه رمانتين، قال: فقال لى: قبل كل شئ حدثنى من أنت؟ قلت رجل من ولد آدم من امة محمد (صلى الله عليه وآله) قال: حدثنى من أنت؟ قلت رجل من اهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال اين بلدك؟ قلت المدينة، قال لعلك جعفر بن محمد ابن على بن الحسين بن على بن أبيطالب صلوات الله عليهم؟ قلت. بلى، فقال لى.

فما ينفعك شرف أصلك مع جهلك بما شرفت به وتركك علم جدك وابيك لئلا تنكر مايجب ان يحمد ويحمد ويمدح فاعله، قلت وما هو؟ قال القرآن كتاب الله؟ قلت وما الذى جهلت منه؟ قال قول الله عزوجل. (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الامثلها) وانى لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، فهذه أربع سيئآت، فلما تصدقت بكل واحد منهما كان لى بهما أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع باربع، بقى لى ست وثلثون حسنة قلت ثكلتك امك أنت الجاهل بكتاب الله، اما سمعت الله يقول: انما يتقبل الله من المتقين انك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت ايضا سيئتين فلما دفعتهما إلى غير صاحبهما بغير أمر صاحبهما كنت انما أضفت أربع سيئات إلى اربع سيئات ولم تضف اربعين حسنة إلى اربع سيئات، فجعل يلاحظنى فانصرف وتركته والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

139 ـ وباسناده إلى أبى خالد الكابلى عن زين العابدين على بن الحسين (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: الذنوب التى تورث الندم قتل النفس التى حرم الله، قال الله:

(ولاتقتلوا النفس التى حرم الله) وقال عزوجل: [ في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل

 

===============

(616)

 

فعجز عن دفنه ] فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من النادمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

140 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن هشام ابن سالم عن أبى حمزة الثمالى عن ثوير بن أبى فاختة قال: سمعت على بن الحسين (عليهما السلام) يحدث رجلا من قريش قال: لما قرب ابنا آدم القربان قرب أحدهما أسمن كبش في ضأنه، وقرب الاخر ضغثا من سنبل فتقبل من صاحب الكبش وهو هابيل ولم يتقبل من الاخر فغضب قابيل فقال لهابيل والله لاقتلنك فقال هابيل، (انما يتقبل الله من المتقين * لئن بسطت إلى يدك لتقتلنى ما انا بباسط يدى اليك لاقتلك انى أخاف الله رب العالمين * انى اريدان تبوء باثمى واثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين فطوعت له نفسه قتل أخيه) فلم يدر كيف يقتله حتى جاء ابليس فعلمه فقال: ضع رأسه بين حجرين ثم اشدخه، فلما قتله لم يدر ما يصنع به فجاء غرابان فأقبلا يتضاربان حتى اقتتلا فقتل أحدهما صاحبه ثم حفر الذى بقى الارض بمخالبه ودفن فيه صاحبه قال قابيل:

يأويلتى أعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فاوارى سواة أخى فاصبح من النادمين فحفر له حفيرة ودفنه فيها فصارت سنة يدفنون الموتى فرجع قابيل إلى أبيه فلم يرمعه هابيل: فقال له آدم. أين تركت ابنى؟ قال له قابيل أرسلتنى عليه راعيا؟ فقال آدم. انطلق معى إلى مكان القربان وأوجس قلب آدم بالذى فعل قابيل فلما بلغ مكان القربان استبان قتله فلعن آدم الارض التى قبلت دم هابيل، وأمر آدم أن يلعن قابيل ونودى قابيل من السماء. لعنت كما قتلت اخاك. ولذلك لاتشرب الارض الدم فانصرف آدم فبكى على هابيل أربعين يوما وليلة، فلما جزع عليه شكى ذلك إلى الله تعالى فأوحى الله اليه انى واهب لك ذكرا يكون خلفا من هابيل، فولدت حوا غلاما زكيا مباركا، فلما كان يوم السابع أوحى الله اليه: يا آدم ان هذا الغلام هبة منى لك فسمه هبة الله فسماه آدم هبة الله.

141 ـ قال: وحدثنى أبى عن عثمان بن عيسى عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن أبيجعفر (عليه السلام) قال: كنت جالسا معه في المسجد الحرام فاذا طاوس في جانب

 

===============

(617)

 

الحرم يحدث أصحابه حتى قال: أتدرى أى يوم قتل نصف الناس؟ فأجابه أبوجعفر (عليه السلام) فقال: أو ربع الناس يا طاوس فقال: أو ربع الناس فقال: تدرى ماصنع بالقاتل؟ فقلت: ان هذه لمسألة، فلما كان من الغد غدوت على أبى جعفر (عليه السلام) فوجدته قد لبس ثيابه وهو قاعد على الباب ينتظر الغلام أن يسرج له، فاستقبلنى بالحديث قبل أن اسأله فقال: ان بالهند أومن وراء الهند رجل معقول برجل [ اى واحدة ] يلبس المسح (1) موكل به عشرة أنفار كلمامات رجل منهم أخرج اهل القرية بدله فالناس يموتون والعشرة لاينقصون يستقبلون بوجهه الشمس حين تطلع يديرونه معها حتى تغيب، ثم يصبون عليه في البرد الماء البارد، وفى الحر الماء الحار، قال فمر عليه رجل من الناس فقال له من أنت يا عبدالله؟ فرفع راسه ونظر اليه ثم قال اما ان تكون احمق الناس واما ان تكون اعقل الناس انى لقائم ههنا منذ قامت الدنيا ما سألنى احد غيرك من انت، ثم قال يزعمون انه ابن آدم قال الله عزوجل: من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس اوفساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ولفظ الاية خاص في بنى اسرائيل ومعناه جار في الناس كلهم.

142 ـ في تفسير العياشى عن جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) قال ان قابيل ابن آدم معلق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في مهريرها وحميمها إلى يوم القيامة فاذا كان يوم القيامة صيره الله إلى النار.

143 ـ عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال ذكر ابن آدم القابيل قال فقلت له ما حاله امن اهل النار هو؟ فقال سبحان الله، الله اعدل من ذلك ان يجمع عليه عقوبة

الدنيا وعقوبة الاخرة.

144 ـ عن عيسى بن عبدالله العلوى عن ابيه عن آبائه عن على (عليهم السلام) قال ان ابن آدم الذى قتل اخاه كان قابيل الذى ولد في الجنة.

145 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى عن ابان بن تغلب قال قال طاوس اليمانى لابى جعفر (عليه السلام) هل تعلم اى يوم مات ثلث الناس؟ فقال يا ابا عبدالرحمن لم يمت ثلث الناس قط انما اردت ربع الناس، قال وكيف ذلك؟ قال كان آدم وحوا وقابيل وهابيل،

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) مابين المعقفتين غير موجود في المصدر. والمسح: البلاس. (*)

 

===============

(618)

 

فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس، قال صدقت، قال ابوجعفر هل تدرى ماصنع بقابيل قال لاقال علق بالشمس ينضج بالماء الحار إلى ان تقوم الساعة.

146 ـ عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال النبى (صلى الله عليه وآله) من استن بسنة حق كان له أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة، ومن استن بسنة باطل كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، ولهذا القول من النبى (صلى الله عليه وآله) شاهد من كتاب الله وهو قول الله عزوجل في قصة قابيل قاتل أخيه (من أجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكانما أحيى الناس جميعا) وللاخبار في هذه المواضع تأويل في الباطن ليس لظاهره ومن هداها لان الهداية هى حيوة الابد، ومن سماه الله حيا لم يمت أبدا انما ينقله من دار محنة إلى دار محنة.

147 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ومن أحياها فكأنما احيى الناس جميعا) قال: من أنقذها من حرق أو غرق او هدم او سبع او كلفة حتى يستغنى، او أخرجه من فقر إلى غنى وافضل من ذلك من اخرجها من ضلال إلى هدى، واما قوله: (فكانما احيى الناس جميعا) قال: يكون مكانه كمن احيى الناس جميعا.

148 ـ في من لايحضره الفقيه وروى حنان بن سدير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) قال: هو واد في جهنم لو قتل الناس جميعا كان فيه، ولو قتل نفسا واحدة كان فيه.

149 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن ابن ابى عمير عن على بن عقبة عن ابى خالد القماط عن حمران قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): قول الله عزوجل: (من اجل ذلك كتبنا على بنى اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا) (1)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كذا في النسخ وفى المصدر بعد قوله جميعا هكذا: (وانما قتل واحدا؟ فقال:

يوضع في موضع من جهنم اليه منتهى شدة عذاب أهلها لو قتل الناس جميعا كان انما يدخل (*)

 

===============

(619)

 

150 ـ في الكافى حدثنى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن على بن عقبة عن ابى خالد القماط عن حمران قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): مامعنى قول الله عزوجل: (من اجل ذلك) ونقل إلى آخر مانقلنا عن معانى الاخبار، وزاد متصلا بآخره: انما كان يدخل ذلك المكان، قلت: فانه قتل آخر؟ قال: يضاعف عليه.

151 ـ على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبدالله عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا) قال: له في النار مقعد لو قتل الناس جميعا لم ترد الا إلى ذلك المقعد.

152 ـ في اصول الكافى صالح بن عقبة عن نصر بن قابوس عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: لاطعام مؤمن أحب إلى من عتق عشر رقاب وعشر حجج، قال: قلت: عشر رقاب وعشر حجج؟ قال: فقال: يا نصران لم تطعموه مات او تذلونه فيجئ إلى ناصب فيسأله والموت خير له من مسألة الناصب يا نصر من احيى مؤمنا فكانما احيى الناس جميعا، فان لم تطعموه فقد امتموه وان اطعمتموه فقد احييتموه.

153 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: قول الله عزوجل: (من قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكانما احيى الناس جميعا) قال: من اخرجها من ضلال إلى هدى فكانما احياها، ومن اخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها.

154 ـ عنه عن على بن الحكم عن ابان بن عثمان عن فضيل بن يسار قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): قول الله عزوجل في كتابه: (ومن أحياها فكانما أحيى الناس جميعا) قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟ قال: ذاك تاويلها الاعظم. محمد بن يحيى عن أحمد وعبدالله ابنى محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن ابان بن عثمان مثله.

ـــــــــــــــــــــــــ

 ذلك المكان ولو كان قتل واحدا كان انما يدخل ذلك المكان، قلت: فان قتل آخر؟ قال: يضاعف عليه) انتهى. (*)

 

===============

(620)

 

155 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى عن أبى خالد القماط عن حمران قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام):

أخبرنى عن قول الله عزوجل (ومن أحياها فكانما أحيى الناس جميعا) قال من حرق أو غرق ثم سكت، ثم قال تأويلها الاعظم ان دعاها فاستجاب له، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

156 ـ في من لايحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كمن أعتق رقبة ومن سقى الماء في موضع لايوجد فيه الماء كان كمن أحيى نفسا، ومن احيى نفسا فكانما أحيى الناس جميعا.

157 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه قال أخبرنى بعض اصحابنا رفعه إلى أبيعبدالله (عليه السلام) قال اتى اميرالمؤمنين (عليه السلام) برجل وجد في خربة وبيده سكين ملطخ بالدم واذا رجل مذبوح يتشحط في دمه فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام) ما تقول؟ قال: يا اميرالمؤمنين انا قتلته، قال: اذهبوا به فأقيدوه به، فلما ذهبوا به ليقتلوه به أقبل رجل مسرع فقال: لاتعجلوه وردوه إلى اميرالمؤمنين (عليه السلام)، فردوه فقال: والله يا أميرالمؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) للاول: ما حملك على اقرارك على نفسك؟ فقال: يا أميرالمؤمنين وما كنت أستطيع ان أقول وقد شهد على أمثال هؤلاء الرجال فأخذونى وبيدى سكين ملطخة بالدم والرجل يتشحط في دمه وأنا قائم عليه وخفت الضرب، فأقررت وانا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة واخذنى البول فدخلت الخربة فرأيت الرجل يتشحط في دمه، فقمت معجبا فدخل على هؤلاء فاخذونى فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام)، خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن (عليه السلام) و قولوا له: ما الحكم فيهما؟ قال: فذهبوا إلى الحسن (عليه السلام) وقصوا عليه قصتهما فقال الحسن (عليه السلام) قولوا لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، ان هذا ان كان ذبح ذاك فقد أحيى هذا، وقد قال الله عزوجل (ومن أحياها فكانما احيى الناس جميعا) يخلى عنهما وتخرج دية المذبوح من بيت المال.

158 ـ في مجمع البيان ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الارض لمسرفون

 

===============

(621)

 

اى مجاوزون حد الحق بالشرك عن الكلبى وبالقتل عن غيره، والاولى ان يكون عاما في كل مجاوز عن الحق ويؤيده ماروى عن ابى جعفر (عليه السلام) المسرفون هم الذين يستحلون المحارم ويسفكون الدماء.

159 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد قال، سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: كان أبى (عليه السلام) يقول، ان للحرب حكمين اذا كانت الحرب قائمة لم تضع او زارها ولم يثخن أهلها فكل اسير أخذ في تلك الحال فان الامام فيه بالخيار ان شاء ضرب عنقه وان شاء قطع يده ورجله من خلاف بغير حسم، وتركه يتشخط في دمه حتى يموت، وهو قول الله تعالى: انما جزاء الدين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزى في الدنيا ولهم في الاخرة عذاب عظيم الاترى ان المخير الذى خيره الله الامام على شئ واحد وهو الكفر وليس هو على اشياء مختلفة، فقلت لابى عبدالله صلوات الله عليه: قول الله تعالى، (اوينفوا من الارض)؟ قال: ذلك لطلب ان تطلبه الخيل حتى يهرب فان أخذته الخيل حكم عليه ببعض الاحكام التى وصفت لك والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

160 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم وحميد بن زياد عن ابن سماعة عن غير واحد من أصحابه جميعا عن أبان بن عثمان عن أبى صالح عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال، قدم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوم من بنى ضبة مرضى فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، اقيموا عندى فاذا برأتم بعثتكم في سرية فقالوا: اخرجنا قوم من المدينة فبعث بهم إلى ابل الصدقة يشربون من أبوالها ويأكلون من ألبانها، فلما برأوا واشتدوا قتلوا ثلثة ممن كان في الابل فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخبر فبعث اليهم عليا (عليه السلام) وهم في وادقد تحيروا ليس يقدرون أن يخرجوا منه قريبا من أرض اليمن، فأسرهم وجاء بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزلت هذه الاية: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع أيديهم

 

===============

(622)

 

وأرجلهم من خلاف او ينفوا من الارض) فاختار رسول الله (صلى الله عليه وآله) القطع فقطع ايديهم وارجلهم من خلاف.

161 ـ على بن ابراهيم عن ابيه وابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار جميعا عن صفوان بن يحيى عن طلحة النهدى عن سورة بن كليب قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام)، رجل يخرج من منزله يريد المسجد او يريد الحاجة فيلقاه رجل ويستقفيه فيضربه ويأخذ ثوبه؟ قال، اى شئ يقول فيه من قبلكم؟ قلت، يقولون هذه دغارة معلنة (1) وانما المحارب في قرى مشركية، فقال، ايهما اعظم حرمة دار الاسلام او دار الشرك؟ قال: فقلت، دار الاسلام، فقال، هؤلاء من اهل هذه الاية (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الآية.

162 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج قال، سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله و يسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع أيديهم) إلى آخر الاية اى شئ عليهم من هذه الحدود التى سمى الله عزوجل؟ قال، ذلك إلى الامام ان شاء قطع وان شاء نفى وان شاء صلب وان شاء قتل، قلت، النفى إلى أين؟ قال، النفى من مصر إلى مصر آخر، و قال، ان عليا (عليه السلام) نفى رجلين من الكوفة إلى البصرة.

163 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) إلى آخر الاية قال: لايبايع و لايؤوى ولايتصدق عليه.

164 ـ عنه عن محمد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبى عن بريد بن معاوية قال، سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله) قال، ذلك إلى الامام يفعل ما يشاء، قلت، ففوض ذلك اليه؟ قال، لاولكن نحو الجناية.

165 ـ على عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن عبيدالله المداينى عن أبى الحسن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى اختلاس ظاهر قاله الطريحى في المجمع. (*)

 

===============

(623)

 

الرضا (عليه السلام) قال، سئل عن قول الله عزوجل، (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا) الاية فما الذى اذا فعله استوجب واحدة من هذه الاربع؟ فقال اذا حارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا فقتل قتل به، فان قتل واخذ المال قتل وصلب، وان أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف، وان شهر السيف فحارب الله ورسوله وسعى في الارض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال نفى من الارض، قلت: كيف ينفى وماحدنفيه؟ قال: ينفى من المصر الذى فعل فيه مافعل إلى مصر غيره، ويكتب إلى أهل ذلك المصرانه منفى فلا تجالسوه ولاتبايعوه ولاتناكحوه ولاتوا كاوه ولاتشاربوه، فيفعل ذلك به سنة، فان خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب اليهم بمثل ذلك حتى تتم السنة، قلت: فان توجه إلى ارض الشرك ليدخلها؟ قال: ان توجه إلى ارض الشرك ليدخلها قوتل أهلها.

166 ـ على عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن سليمان عن عبدالله بن اسحق عن ابى الحسن (عليه السلام) مثله الا انه قال في آخره: يفعل ذلك به سنة فانه سيتوب وهو صاغر، قال قلت: فان ام ارض الشرك يدخلها قال: يقتل.

167 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن حفص عن عبدالله بن طلحة عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا) الاية هذا نفى المحاربة غير هذا النفى؟ قال يحكم عليه الحاكم بقدر ما عمل وينفى ويحمل في البحر، ثم يقذف به لو كان النفى من بلد إلى بلد كان يكون اخراجه من بلد إلى بلد آخر عدل القتل والصلب والقطع، ولكن يكون حدا يوافق القطع والصلب.

168 ـ على بن محمد عن على بن الحسن التيمى عن على بن اسباط عن داود بن ابى يزيد عن ابى عبيدة بن بشر الخثعمى قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قاطع الطريق وقلت: ان الناس يقولون: الامام فيه مخير أى شئ شاء صنع؟ قال ليس أى شاء صنع ولكنه يصنع بهم على قدر جناياتهم، من قطع الطريق فقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله وصلب، ومن قطع الطريق فقتل ولم يأخذ المال قتل، ومن قطع الطريق فأخذ المال

 

===============

(624)

 

ولم يقتل قطعت يده ورجله، ومن قطع الطريق فلم يأخذ المال ولم يقتل نفى من الارض

169 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى أيوب عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من شهر السلاح في مصر من الامصار فعقر اقتص منه ونفى من ذلك البلدة ومن شهر السلاح في غير الامصار وضرب وعقر وأخذ المال ولم يقتل فهو محارب فجزاؤه جزاء المحارب وأمره إلى الامام ان شاء قتله وان شاء صلبه وان شاء قطع يده ورجله، قال: وان ضرب وقتل وأخذ المال فعلى الامام أن يقطع يده اليمنى بالسرقة ثم يدفعه إلى أولياء المقتول فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه، قال: فقال له أبوعبيدة:

اصلحك الله أرأيت ان عفى عنه اولياء المقتول؟ قال فقال ابوجعفر (عليه السلام): ان عفوا عنه فان على الامام أن يقتله لانه قد حارب وقتل وسرق، قال فقال ابوعبيدة أرأيت ان اراد اولياء المقتول ان ياخذوا منه الدية ويدعونه ألهم ذلك؟ قال لا، عليه القتل.

170 ـ على عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار يختار ماشاء.

171 ـ في تفسير العياشى عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول فوض إلى الناس في كفارة اليمين كما فوض إلى امام في المحارب أن يصنع ماشاء وقال كل شئ في القرآن (او) فصاحبه بالخيار.

172 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن داود الطائى عن رجل من اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن المحارب فقلت له: ان اصحابنا يقولون ان الامام مخير فيه ان شاء قطع وان شاء صلب وان شاء قتل فقال: لا، ان هذه اشياء محدودة في كتاب الله عزوجل فاذا ما هو قتل واخذ قتل وصلب، واذا قتل ولم يأخذ قتل واذا اخذ ولم يقتل قطع. واذا هو فر فلم يقدر عليه ثم اخذ قطع، الا ان يتوب فان تاب لم يقطع.

173 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن على بن حسان عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: من حارب الله واخذ المال وقتل كان عليه أن يقتل ويصلب، ومن حارب وقتل

 

===============

(625)

 

ولم يأخذ المال كان عليه أن يقتل ويصلب، ومن حارب فاخذ المال ولم يقتل كان عليه أن يقطع يده ورجله من خلاف، ومن حارب ولم يأخذ المال ولم يقتل كان عليه ان ينفى ثم استثنى عزوجل فقال، (الا الذين تابوا من قبل ان تقدروا عليهم) يعنى يتوب من قبل ان ياخذه الامام.

174 ـ في مجمع البيان المروى عن اهل البيت (عليهم السلام) ان المحارب هو كل من شهر السلاح واخاف الطريق سواء كان في المصر او خارج المصر.

175 ـ في روضة الكافى خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) وهى خطبة الوسيلة قال

فيها (عليه السلام): ايها الناس ان الله عزوجل وعد نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله) الوسيلة ووعده الحق ولن يخلف الله وعده، الا وان الوسيلة أعلى درج الجنة وذروة ذوايب الزلفه (1) و نهاية غاية الامنية، لها الف مرقاة مابين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد مائة عام (2) وهو مابين مرقاة درة، إلى مرقاة جوهرة، إلى مرقاة زبرجدة، إلى مرقاة لؤلؤة إلى مرقاة ياقوتة، إلى مرقاة زمردة؟ إلى مرقاة مرجانة، إلى مرقاة كافور، إلى مرقاة عنبر إلى مرقاة يلنجوج (3) إلى مرقاة ذهب إلى مرقاة فضة إلى مرقاة غمام إلى مرقاة هواء إلى مرقاة نور قد أنافت على كل الجنان (4) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ قاعد عليها مرتد بريطتين ريطة من رحمة الله وريطة من نور الله عليه تاج النبوة واكليل الرسالة (5) وقد اشرق بنوره الموقف وانا يومئذ على الدرجة الرفيعة وهى دون درجته، وعلى ريطتان ريطة من ارجوان النور (6) وريطة من كافور. والرسل والانبياء قد وقفوا على المراقى واعلام الازمنة و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى اعلاها، والزلفة: القرب.

(2) حضر الفرس ـ بالضم ـ: عدوه.

(3) يلنجوج: عود البخور.

(4) انافت اى ارتفعت وأشرفت.

(5) الريطة: كل ثوب رقيق لين. والاكليل: التاج.

(6) الارجوان معرب ارغوان: صبغ احمر. (*)

 

===============

(626)

 

حجج الدهور عن ايماننا قد تحللتهم حلل النور والكرامة، لايرانا ملك مقرب ولانبى مرسل الابهت بأنوارنا وعجب من ضيائنا وجلالتنا، وعن يمين الوسيلة عن يمين الرسول (صلى الله عليه وآله) غمامة بسطة البصر (1) يأتى منها النداء: يا اهل الموقف طوبى لمن احب الوصى وآمن بالنبى الامى العربى، ومن كفر فالنار موعده، وعن يسار الوسيلة عن يسار الرسول (صلى الله عليه وآله) ظلمة يأتى منها النداء يا اهل الموقف طوبى لمن احب الوصى وآمن بالنبى الامى والذى له الملك الاعلى لافاز احد ولانال الروح والجنة الامن لقى خالقه باخلاص لهما والاقتداء بنجومهما، فأيقنوا يا اهل ولاية الله ببياض وجوهكم وشرف مقعدكم وكرم مآبكم ـ وبفوزكم اليوم على سرر متقابلين، ويا اهل الانحراف والصدود عن الله عز ذكره و رسوله وصراطه واعلام الازمنة ايقنوا بسواد وجوهكم وغضب ربكم جزاء بما كنتم تعملون.

176 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الائمة من ولد الحسين (عليه السلام)، من أطاعهم فقد أطاع الله، ومن عصاهم فقد عصى الله، هم العروة الوثقى وهم الوسيلة إلى الله تعالى.

177 ـ في مجمع البيان وروى سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة عن على (عليه السلام) قال: في الجنة لؤلؤتان إلى بطنان العرش، احديهما بيضاء والاخرى صفراء، في كل واحدة منهما سبعون ألف غرفة أبوابها وأكوابها من عرق واحد، فالبيضاء الوسيلة لمحمد واهلبيته، والصفراء لابراهيم وأهلبيته.

178 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى سعيد الخدرى قال: كان النبى (صلى الله عليه وآله) يقول: اذا سألتم الله لى فاسئلوه الوسيلة، فسألنا النبى (صلى الله عليه وآله) عن الوسيلة فقال:

هى درجتى في الجنة وهى ألف مرقاة ما بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس الجواد شهرا، وهى ما بين مرقاة جوهر، إلى مرقاة ياقوت إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضة، فيؤتى بها يوم القيامة حتى تنصب مع درجة النبيين وهى في درج النبيين كالقمر بين الكواكب فلا يبقى يومئذ نبى ولاصديق ولاشهيد الا قال: طوبى لمن كان هذه الدرجة درجته، والحديث

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى قدر مد البصر. (*)

 

===============

(627)

 

طويل أخذنا منه موضع الحاجة المهم.

179 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: اتقواالله وابتغوا اليه الوسيلة فقال: تقربوا اليه بالامام.

180 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:

عدو على (عليه السلام) هم المخلدون في النار، قال الله: وماهم بخارجين منها.

181 ـ عن منصور بن حازم قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): (وما هم بخارجين من النار) قال: أعداء على (عليه السلام) هم المخلدون في النار أبدالابدين ودهر الداهرين.

182 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: جرت في صفوان بن امية الجمحى ثلث من السنن إلى أن قال (عليه السلام): وكان راقدا في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتحت رأسه رداؤه، فخرج يبول فرجع وقد سرق رداؤه فقال من ذهب بردائى؟ فخرج في طلبه فوجده في رد رجل فرفعه إلى النبى (صلى الله عليه وآله) فقال: اقطعوا يده، فقال: أيقطع من أجل ردائى يا رسول الله؟ أنا أهبه له فقال: الا كان هذا قبل ان تأتينى به، فقطعت يده

183 ـ في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله: وحرم الله السرقة لما فيه من فساد الاموال وقتل النفس لوكانت مباحة ولما يأتى في التغاصب من القتل والتنازع والتحاسد، وما يدعوالى ترك التجارات و الصناعات في المكاسب، واقتناء الاموال اذا كان الشئ المقتنى لايكون أحداحق به من احد وعلة قطع اليمين من السارق لانه يباشر الاشياء بيمينه وهى أفضل أعضائه و وانفعها له فجعل قطعها نكالا وعبرة للخلق لئلا يبتغوا اخذ الاموال من غير حلها، ولانه اكثر ما يباشر السرقة بيمينه.

184 ـ وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد رفعه إلى أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال لايزال العبد يسرق حتى اذا استوفى ثمن يده أظهره الله عليه.

185 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه سئل عن التيمم؟ فتلا هذه الاية: والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما وقال: (فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق) قال: فامسح على كفيك (*)

 

===============

(628)

 

من حيث موضع القطع، وقال: (وما كان ربك نسيا).

186 ـ على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: من أين يجب القطع فبسط أصابعه وقال: من ههنا يعنى من مفصل الكف.

187 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: القطع من وسط الكف ولايقطع الابهام واذا قطعت الرجل ترك العقب لم يقطع.

188 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن عبدالله بن هلال عن أبيه عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرنى عن السارق لم تقطع يده اليمنى ورجله اليسرى ولاتقطع يده اليمنى ورجله اليمنى؟ فقال: ما احسن ماسئلت اذا قطعت يده اليمنى ورجله اليمنى سقط على جانبه الايسر ولم يقدر على القيام فاذا قطعت يده اليمنى ورجله اليسرى اعتدل واستوى قائما قلت له، جعلت فداك وكيف يقوم وقد قطعت رجله؟ قال: ان القطع ليس حيث رأيت يقطع، انما يقطع الرجل من الكعب ويترك له من قدمه مايقوم عليه يصلى ويعبدالله، قلت له: من اين يقطع اليد؟ قال: يقطع الاربع الاصابع وتترك الابهام يعتمد عليها في الصلوة، ويغسل بها وجهه للصلوة، قلت: فهذا القطع من اول من قطع؟ قال: قد كان عثمان بن عفان حسن ذلك لمعوية.

189 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى ايوب عن محمد ابن مسلم قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام) في كم يقطع السارق؟ فقال: في ربع دينار، قال: قلت له في درهمين؟ قال. في ربع دينار بلغ الدينار ما بلغ، قال فقلت له. ارأيت من سرق أقل من ربع دينار هل يقع عليه حين سرق اسم السارق وهل هو سارق عندالله في تلك الحال قال كل من سرق من مسلم شيئا قدحواه واحرزه فهو يقع عليه اسم السارق وهو عندالله سارق، ولكن لايقطع الافى ربع دينارا واكثر، ولوقطعت ايدى السراق فيما هو أقل من ربع دينار لالفيت عامة الناس مقطعين.

190 ـ في تفسير العياشى عن أبى جعفر الثانى (عليه السلام) انه سأله المعتصم عن السارق (*)

 

===============

(629)

 

من اى موضع يجب أن يقطع؟ فقال (عليه السلام) ان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الاصابع فيترك الكف، قال وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) السجود على سبعة أعضاء: الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فاذا قطعت يده من الكرسوع (1) او المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، وقال الله: (وان المساجد لله) يعنى به هذه الاعضاء السبعة التى يسجد عليها (فلاتدعوا مع الله احدا) وما كان لله لم يقطع، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

191 ـ في مجمع البيان وقال اصحابنا: انه يقطع من اصول الاصابع ويترك الابهام والكف وفى المرة الثانية يقطع رجله اليسرى من أصل الساق ويترك عقبه يعتمد عليها في الصلوة، فان سرق بعد ذلك خلد في السجن وهو المشهور عن على (عليه السلام)، واجمعت الطائفة عليه.

192 ـ قوله: يا ايها الرسول لايحزنك الذين يسارعون إلى قوله ولهم في الاخرة عذاب عظيم قال الباقر (عليه السلام) وجماعة من المفسرين: ان امرأة من خيبر ذات شرف بينهم زنت مع رجل من اشرافهم وهما محصنان فكرهوا رجمهما، فارسلوا إلى يهود المدينة وكتبوا اليهم في ان يسألوا النبى (صلى الله عليه وآله) عن ذلك طمعا في ان يأتى لهم برخصة، فانطلق قوم منهم كعب بن الاشرف وكعب بن اسيد وشعبة بن عمرو مالك بن الصيف وكنانة بن ابى الحقيق وغيرهم فقالوا: يا محمد اخبرنا عن الزانى والزانية اذا احصنا ما حدهما؟ فقال: وهل ترضون بقضائى في ذلك؟ قالوا نعم، فنزل جبرئيل بالرجم فاخبرهم بذلك فأبوا ان ياخذوا به فقال له جبرئيل: اجعل بينك وبينهم ابن صوريا ووصفه له، فقال النبى (صلى الله عليه وآله) هل تعرفون شابا امرد ابيض أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا قالوا نعم قال: فاى رجل هو فيكم قالوا: هو اعلم يهودى بقى على وجه الارض بما انزل الله على موسى قال: فارسلوا اليه ففعلوا فأتاهم عبدالله بن صوريا فقال له النبى (صلى الله عليه وآله): انى انشدك الله الذى لا اله الا هو الذى انزل التوراة على موسى وفلق لكم البحر وانجاكم واغرق آل فرعون وظلل عليكم الغمام وانزل عليكم امن والسلوى هل تجدون في كتابكم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الكرسوع: طرف الزند الذى يلى الخنصر. (*)

 

===============

(630)

 

الرجم على من احصن؟ قال ابن صوريا، نعم والذى ذكرتنى به لولا خشية ان يحزقنى رب التوراة ان كذبت او غيرت ما اعترفت لك ولكن أخبرنى كيف هى في كتابك يا محمد؟ قال: اذ اشهد اربعة رهط عدول انه قد ادخله فيها كما يدخل الميل في المكحلة وجب عليه الرجم، فقال ابن صوريا. هكذا انزل الله في التوراة على موسى فقال له النبى (صلى الله عليه وآله). فماذا كان اول ما ترخصتم به أمرالله؟ قال. كنا اذا زنى الشريف تركناه واذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد فكثر الزنا في اشرافنا حتى زنى ابن عم ملك لنا فلم نرجمه ثم زنى رجل آخر فأراد الملك رجمه فقال له قومه. لاحتى ترجم فلانا يعنون ابن عمه. فقلنا: تعالوا نجتمع فلنصنع شيئا دون الرجم على الشريف والوضيع فوضعنا الجلد والتحميم وهو ان يجلدوا اربعين جلدة ثم يسود وجوههما ثم يحملان على حمارين ويجعل وجوههما من قبل دبر الحمار ويطاف بهما، فجعلوا هذا مكان الرجم، فقالت اليهود: يابن صوريا ما اسرع ما اخبرته به وما كنت بما اتينا عليك بأهل، ولكنك كنت غايبا فكرهنا ان نغتابك، فقال: انه انشدنى بالتوراة ولولا ذلك لما أخبرته به، فأمر بهما النبى (صلى الله عليه وآله) فرجما عند باب مسجده، وقال: انا اول من احيى امرك اذا ماتوه، فانزل الله سبحانه فيه: (يا اهل الكتاب قدجاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير) فقال ابن صوريا فوضع يديه على ركبتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: هذا مقام العائذ بالله وبك أن تذكر لنا الكثير الذى أمرت ان تعفو عنه، فأعرض النبى (صلى الله عليه وآله) عن ذلك إلى قوله: فلما ارادوا ان ينهضوا تعلقت بنو قريضة ببنى النضير فقالوا: يا محمد اخواننا بنو النضير ابونا واحد وديننا واحد ونبينا واحد اذا قتلوا منا قتيلا لم يقيدونا واعطونا ديته سبعين وسقا من تمر، واذا قتلنا منهم قتيلا قتلوا القاتل واخذوا منا الضعف مائة وأربعين وسقا من تمر، وان كان القتيل امرأة قتلوا بهاالرجل منا والرجل منهم الرجلين منا وبالعبد الحرمنا، و جراحاتنا على النصف من جراحاتهم، فافض بيننا وبينهم فأنزل الله في الرجم والقصاص الايات

193 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله (يا ايها الرسول لايحزنك الذين يسارعون

 

===============

(631)

 

في الكفر من الذين قالوا آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) فانه كان سبب نزولها انه كان بالمدينة بطنان من اليهود من بنى هارون وهم النضير وقريضة، وكانت قريضة سبعمائة والنضير ألفا وكانت النضير اكثر مالا وأحسن حالا من قريضة، وكانوا حلفاء لعبدالله بن ابى، فكان اذا وقع بين قريضة والنضير قتيل وكان القتيل من بنى النضير قالوا لبنى قريضة لانرضى ان يكون قتيل منا بقتيل منكم، فجرى بينهم في ذلك مخاطبات كثيرة حتى كادوا ان يقتلوا، حتى رضيت قريضة وكتبوا بينهم كتابا على انه اى رجل من اليهود من النضير قتل رجلا من بنى قريضة ان يحينه ويحمم، والتحينة ان يقعد على جمل ويولى وجهه إلى ذنب الجمل ويلطخ وجهه بالحماة ويدفع نصف الدية، وايما رجل من بنى قريضة قتل رجلا من بنى النضيران يدفع اليه الدية كاملة ويقتل به فلما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة ودخلت الاوس والخزرج في الاسلام ضعف امر اليهود فقتل رجل من بنى قريضة رجلا من بنى النضير فبعثوا اليهم بنى النضير ابعثوا الينا بدية المقتول وبالقاتل حتى نقتله، فقالت قريضة ليس هذا حكم التوراة وانما هو شئ غلبتمونا عليه فاما الدية واما القتل والا فهذا محمد بيننا وبينكم، فهلموا نتحاكم اليه، فمشت بنوا النضير إلى عبدالله بن أبى وقالوا: سل محمدا ان لاينقض شرطنا في هذا الحكم الذى بيننا وبين قريضة في القتل، فقال عبدالله بن أبى. ابعثوا رجلا يسمع كلامى وكلامه فان حكم لكم بما تريدون والا فلاترضوا به فبعثوا معه رجلا فجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال:

يا رسول الله ان هؤلاء القوم قريضة والنضير قد كتبوا بيينهم كتابا وعهدا وثيقا تراضوا به والان في قدومك يريدون نقضه وقد رضوا بحكمك فيهم فلا تنقض كتابهم عليهم وشرطهم، فان النضير لهم القوة والسلاح والكراع ونحن نخاف الدواير (1) فاغتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) من ذلك ولم يجبه بشئ فنزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الاية: (يا ايها الرسول لايحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا) يعنى اليهود (سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه) يعنى عبدالله بن أبى وبنى النضير (يقولون ان اويتم هذا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) في المصدر. (ونحن نخاف الغوائل). (*)

 

===============

(632)

 

فخذوه وان لم تؤتوه فاحذروا) يعنى عبدالله بن ابى حيث قال لبنى النضير: ان لم يحكم لكم بما تريدون فلا تقبلوا (ومن يريدالله فتنته فلن تملك له من الله شيئا اولئك الذين لم يردالله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزى ولهم في الاخرة عذاب عظيم سماعون للكذب اكالون للسحت فان جاؤك فاحكم بينهم او اعراض عنهم وان تعرض عنهم فلن يضروك شيئا إلى قوله (اولئك هم الكافرون).

194 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل: فاما مافرض على القلب من الايمان فالاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بان لا اله الا الله وحده لاشريك له الها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله) والاقرار بما جاء به من عندالله من نبى أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عزوجل: (الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) وقال (الا بذكرالله تطمئن القلوب) وقال. (الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) وقال (ان تبدوا ما في أنفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) فذلك ما فرض الله عزوجل على القلب من الاقرار والمعرفة وهو رأس الايمان

195 ـ فيمن لايحضره الفقيه قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذى به تعقل وتفهم وتصدر عن أمره ورايه فقال إلى قوله وقال عزوجل حين اخبرنى عن قوم اعطوا الايمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم فقال عزوجل: الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم.

196 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام)، وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد واقرارها بالله، ونجا ساير المقرين بالوحدانية من ابليس فمن دونه في الكفر. وقد بين الله ذلك بقوله، (الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم) فالايمان بالقلب هو التسليم للرب ومن سلم الامور لما لكها لم يستكبر عن أمره.

===============

(633)

 

197 ـ في مجمع البيان سماعون لقوم آخرين أرسلوهم في قصة زان محصن فقالوا لهم. ان افتاكم محمد بالجلد فخذوه وان افتاكم بالرجم فلا تقبلوه. لانهم كانوا حرفوا حكم الرجم الذى في التوراة. عن ابن عباس وجابر وسعيد بن المسيب و السندى وقال أبوجعفر (عليه السلام) كان ذلك في امر بنى النضير وبنى قريضة.

198 ـ في عيون الاخبار عن الرضا (عليه السلام) باسناده عن على بن ابى طالب (عليه السلام) في قول الله تعالى. اكالون للسحت قال. هو الرجل يقضى لاخيه الحاجة ثم يقبل هديته.

199 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد واحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن عمار بن مروان قال، سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الغلول فقال. كل شئ غل من الامام فهو سحت. وأكل مال اليتيم وشبهه سحت. والسحت أنواع كثيرة منها اجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد البينة، فاما الرضا في الحكم فان ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله (صلى الله عليه وآله).

200 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال، السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغى والرشوة في الحكم وأجر الكاهن.

201 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن ابيعبدالله عن الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن زرعة عن سماعة قال، قال أبوعبدالله (عليه السلام). السحت أنواع منها كسب الحجام اذا شارط وأجر الزانية وثمن الخمر، فاما الرشا في الحكم فهو الكفر بالله العظيم.

202 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن يزيد بن فرقد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال، سألته عن السحت؟ فقال، الرشا في الحكم.

203 ـ على بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبى عبدالله عن محمد بن على عن عبدالرحمن بن أبى هاشم عن القاسم بن الوليد القمارى عن عبدالرحمن الاصم عن مسمع

 

===============

(634)

 

ابن عبدالملك عن أبيعبدالله قال، سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن ثمن الكلب الذى لايصيد؟ فقال، سحت واما الصيود فلا بأس.

204 ـ وباسناده عن مسمع بن عبدالملك عن ابيعبدالله قال، الصناع اذا سهروا الليل كله فهو سحت.

205 ـ في تفسير العياشى عن مالك الجهنى قال، قال ابوجعفر (عليه السلام)، انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور، إلى قوله: بما استحفظوا من كتاب الله قال، فينا نزلت.

206 ـ عن ابى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله (عليه السلام) ان مما استحقت به الامامة التطهير والطهارة من الذنوب والمعاصى الموبقة التى توجب النار، ثم العلم المكنون بجميع مايحتاج اليه الامر من حلالها وحرامها والعلم بكتابها خاصة وعامة، والمحكم والمتشابه ودقايق علمه وغرايب تأويله وناسخه ومنسوخه، قلت: وما الحجة بان الامام لايكون الا عالما بهذه الاشياء التى ذكرت؟ قال: قول الله فيمن اذن الله لهم بالحكومة وجعلهم أهلها، (انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيون والاحبار) فهذه الائمة دون الانبياء الذين يرثون الناس بعلمهم واما الاحبار فهم العلماء دون الربانيين ثم أخبر فقال: (بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء) ولم يقل بما حملوا منه.

207 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: السحت انواع كثيرة منها ما اصيب من اعمال الولاة الظلمة.

208 ـ في تهذيب الاحكام سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسن بن أبى الخطاب عن سعد بن سعيد القلا عن أبى ايوب عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال:

ان الحاكم اذا اتاه اهل التوراة واهل الانجيل يتحاكمون اليه ان شاء حكم بينهم وان شاء تركهم.

209 ـ في مجمع البيان فان جاؤك فاحكم بينهم او اعرض عنهم والظاهر في روايات اصحابنا ان هذا التخيير ثابت في الشرع للائمة والحكام.

===============

(635)

 

210 ـ فيمن لايحضره الفقيه روى الحسن بن محبوب عن عبدالله بن سنان قال: سثل ابوعبدالله (عليه السلام) عن قاض بين قريتين يأخذ من السلطان على القضا الرزق؟ قال: ذاك سحت.

211 ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع اصحاب المقالات والاديان قال الرضا (عليه السلام) لراس الجالوت: وقد قال داود في زبوره وانت تقراه: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة فهل تعرف نبيا اقام السنة بعد الفترة غير محمد (صلى الله عليه وآله)؟ قال راس الجالوت: هذا قول داود نعرفه ولاننكره ولكن عنى بذلك عيسى، وايامه هى الفترة، قال الرضا (عليه السلام): جهلت، ان عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة التوراة حتى رفعه الله اليه.

212 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض اصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): ان من العبادة شدة الخوف من الله عزوجل يقول الله عزوجل: (انما يخشى الله من عباده العلماء) وقال جل ثناؤه: فلا تخشوا الناس واخشون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة

213 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: من حكم في درهمين بغيرما انزل الله فقد كفر، ومن حكم في درهمين فأخطأ كفر.

214 ـ عن بعض اصحابه قال: سمعت عمارا يقول على منبر الكوفة ثلثة يشهدون على عثمان انه كافر وانا الرابع، وانما اسمى الاربعة، ثم قرأ هؤلاء الايات في المائدة:

(ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون والظالمون والفاسقون).

215 ـ عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال من حكم في درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر، قلت كفرا بما انزل الله او بما انزل على محمد؟ قال ويلك اذا كفر بما انزل على محمد اليس قد كفر بما انزل الله؟.

216 ـ عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال قال على (عليه السلام) من قضى في درهمين بغير ما انزل الله فقد كفر.

217 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن الحسين بن سعيد

 

===============

(636)

 

عن بعض اصحابنا عن عبدالله بن كثير عن عبدالله بن مسكان رفعه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر عليه كان من اهل هذه الاية: ومن لم يحكم بما انزل الله فالئك هم الكافرون فقلت وكيف يجبر عليه؟ فقال يكون له سوط وسجن فيحكم عليه، فان رضى بحكمه والاضربه بسوطه وحبسه في سجنه.

218 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن ثعلبة عن صباح الازرق عن حكم الحناط عن أبى بصير عن ابيجعفر (عليه السلام). وحكم عن ابن ابى يعفور عن ابيعبدالله (عليه السلام) قالا من حكم في درهمين بغير ما انزل الله عزوجل ممن له سوط اوعصى فهو كافر بما انزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله).

219 ـ في كتاب الخصال عن ابيعبد الله (عليه السلام) قال سأل رجل ابى عن حروب اميرالمؤمنين (عليه السلام) وكان السائل من محبينا فقال له ابى ان الله تعالى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بخمسة اسياف ثلثة منها شاهرة لاتغمد إلى ان تضع الحرب اوزارها، ولن تضع الحرب اوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، وسيف منها ملفوف. وسيف منها مغمدسله إلى غيرنا وحكمه الينا، إلى ان قال؟ واما السيف المغمود فالذى يقام به القصاص، قال الله تعالى: النفس بالنفس فسله إلى اولياء المقتول وحكمه الينا.

220 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن زرارة عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عزوجل: ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالانف الاية قال: هى محكمة.

221 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابان عن رجل عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن اعور فقأعين صحيح متعمدا؟ قال: تفقأ عينه، قلت: يكون اعمى، قال: الحق اعماه.

222 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن ابى عمير وعلى بن حديد جميعا عن جميل ابن دراج عن بعض اصحابه عن احدهما (عليهم السلام) انه قال: في سن الصبى يضربها الرجل فتسقط ثم تنبت؟ قال: ليس عليه قصاص وعليه الارش، 223 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن النصر

 

===============

(637)

 

ابن سويد عن عاصم بن حميد عن أبى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن السن والذراع يكسران عمدا ألهما ارش اوقود؟ فقال: قود، قال، قلت: فان اضعفوا الدية؟ قال: ان ارضوه بما شاء فهو له.

224 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن اسحق بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال. قضى اميرالمؤمنين (عليه السلام) فيما كان من جراحات الجسد ان فيها القصاص او يقبل المجروح دية الجراحة فيعطاها.

225 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن حديد عن جميل بن دراج عن بعض اصحابنا عن احدهما (عليهم السلام) في رجل كسر يدرجل ثم برأت يد الرجل؟ قال:

ليس فيهذا قصاص ولكن يعطى الارش.

226 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد بن عثمان عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل فمن تصدق به فهو كفارة له فقال يكفر عنه من ذنوبه بقدر ماعفى.

227 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال:

يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عنى (عفى ـ ظ) من جراح أو غيره.

228 ـ في من لايحضره الفقيه وروى جعفر بن بشير عن معلى بن عثمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل (فمن تصدق به فهو كفارة له) قال، يكفر عنه من ذنوبه على قدر ما عفى عن العمد.

229 ـ في روضة الكافى ابان عن أبى بصير قال: كنت جالسا عند أبيعبدالله (عليه السلام) اذ دخلت علينا ام خالد التى كان قطعها يوسف بن عمر تستأذن عليه، فقال أبوعبدالله (عليه السلام):

ايسرك ان تسمع كلامها؟ قال قلت: نعم، قال: فاذن لها وقال: أجلسنى معه على الطنفسة (1) قال: ثم دخلت فتكلمت فاذا هى امرأة فسألته عنهما؟ فقال: لها توليهما؟ قالت: فأقول لربى اذ القيته انك امرتنى بولايتهما قال: نعم، قالت فان هذا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الطنفسة: البساط. (*)

 

===============

(638)

 

الذى معك على الطنفسة يأمرنى بالبرائة منهما وكثير النوا يأمرنى بولايتهما فايهما خير وأحب اليك؟ قال: هذا والله أحب إلى من كثير النوا وأصحابه، ان هذا يخاصم فيقول (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون * ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون).

وفيها الحسين بن محمد الاشعرى عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشا عن ابان ابن عثمان عن أبى بصير مثله سواء.

230 ـ في مجمع البيان وروى البراء بن عازب عن النبى (صلى الله عليه وآله) ان قوله (ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون) وبعده (فاولئك هم الظالمون) وبعده (فاولئك هم الفاسقون) كل ذلك في الكفار خاصة أورده مسلم في الصحيح.

231 ـ في تفسير العياشى عن ابى جميلة عن بعض أصحابه عن أحدهما (عليهما السلام) قال قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد فأبى أبوبكر ان يعطيهم نصيبهم حسدا وعداوة، وقد قال الله (ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون) وكان أبوبكر اول من منع آل محمد (عليهم السلام) حقهم وظلمهم وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبوبكر استخلفه عمر على غير شورى من المسلمين ولا رضى من آل محمد فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد وصنع ماصنع أبوبكر.

232 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن سعد الاسكاف قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اعطيت السور الطوال مكان التوراة واعطيت المئين (1) مكان الانجيل واعطيت المثانى مكان الزبور، وفضلت بالمفضل ثمان وستون سورة وهو مهيمن على ساير الكتب، فالتوراة لموسى والانجيل لعيسى والزبور لداود (عليهم السلام).

233 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن معمر بن راشد قال سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد ذكر الانبياء صلوات الله عليهم:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) ذكر الطبرسى (رحمه الله) في شرح الحديث كلاما طويلا فراجع مجمع البيان ج 1 صفحة 14 ط صيدا. (*)

 

===============

(639)

 

وان الله عزوجل جعل كتابى المهيمن على كتبهم الناسخ لها، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

234 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى (عليه السلام) ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال في مناجاته اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

235 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد يقول: فاحكم بينهم بما انزل الله.

236 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم ابن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فلما استجاب لكل نبى من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل منهم شرعة ومنهاجا، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة، وقال الله لمحمد (صلى الله عليه وآله): (انا اوحينا اليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) وأمر كل نبى بالاخذ بالسبيل والسنة، وكان من السبيل والسنة التى أمرالله عزوجل بها موسى (عليه السلام) ان جعل عليهم السبت.

237 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولكن جعلنا منكم شرعة ومنهاجا قال: لكل نبى شريعة وطريق.

238 ـ في كتاب علل الشرايع إلى حنان بن سدير قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام) لاى علة لم يسعنا الا ان نعرف كل امام بعد النبى (صلى الله عليه وآله) ويسعنا ان لانعرف كل امام قبل النبى (صلى الله عليه وآله)؟ قال: لاختلاف الشرايع.

239 ـ في مجمع البيان وان احكم بينهم بما انزل الله ولاتتبع اهواء هم وانما كرر تعالى الامر بالحكم بينهم لامرين: أحدهما، انهما حكمان امربهما جميعا

لانهم احتكموا اليه في زنى المحصن ثم احتكموا اليه في قتيل كان بينهم عن الجبائى

 

===============

(640)

 

وجماعة عن المفسرين وهو المروى عن ابى جعفر (عليه السلام).

240 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن أبيه رفعه عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، فمن اخطأ حكم الله حكم بحكم الجاهلية.

241 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية، وقد قال الله عزوجل: ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون واشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرايض بحكم الجاهلية.

242 ـ في مجمع البيان اولياء بعض وقال الصادق (عليه السلام) لايتوارث أهل ملتين نحن نرثهم ولايرثونا.

243 ـ في تفسير العياشى عن ابى عمرو الزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال:

من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمتهم من قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فهو من آل محمد بمنزلة آل محمد، لا انه من القوم بأعيانهم، وانما هو منهم بتوليه اليهم واتباعه اياهم، وكذلك حكم الله في كتابه: ومن يتولهم منكم فانه منهم.

244 ـ عن داود الرقى قال: سأل ابا عبدالله (عليه السلام) رجل وأنا حاضر عن قول الله عسى الله ان يأتى بالفتح او امر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في انفسهم نادمين قال: اذن في هلاك بنى امية بعد احراق زيد بسبعة ايام.

245 ـ عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الحكم بن عيينة وكثير النوا وسلمة وابا المقدام والتمار يعنى سالما (1) اضلوا كثيرا ممن أضل من هؤلاء الناس وانهم ممن قال الله: (ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الاخر وما هم بمؤمنين)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) هؤلاء من جملة البترية وهم الذين يقولون ان ابابكر وعمر امامان وان اخطأت في البيعة لهما مع وجود على (عليه السلام) لكنه خطأ لم ينته إلى درجة الغسق وتوقفوا في عثمان ويبغضون طلحة وزبير وعايشة وهم قسم من الزيدية، وقد ورد في ذمهم روايات كثيرة. (*)

 

===============

(641)

 

وانهم ممن قال الله: (واقسموا بالله جهد ايمانهم يحلفون بالله انهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين).

266 ـ عن سليمان بن هارون قال: قال الله: لوان أهل السماء والارض اجتمعوا على ان يحولوا هذا الامر من موضعه الذى وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو ان الناس كفروا جميعا حنى لايبقى أحد لجاء الله لهذا الامر بأهل يكونون هم من أهله، ثم قال اما تسمع الله يقول: يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين قال الموالى (1).

247 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: يا ايها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله) قال: هو مخاطبة لاصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الذين غصبوا آل محمد حقهم وارتدوا عن دين الله فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه نزلت في القائم وأصحابه الذين يجاهدون في سبيل الله ولايخافون لومة لائم.

248 ـ في مجمع البيان وروى عن على (عليه السلام) انه قال يوم البصرة، والله ماقوتل أهل هذه الاية حتى اليوم وتلا هذه الاية، وروى ابوالسحق الثعلبى في تفسيره بالاسناد عن الزهرى عن سعيد ابن المسيب عن أبى هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يرد على يوم القيامة رهط من أصحابى فيجلون عن الحوض (2) فاقول: يارب أصحابى (اصحابى) ! فيقال: انك لاعلم لك بما احدثوا بعدك، انهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى

249 ـ واختلف فيمن وصف بهذه الاوصاف منهم قال عياض بن غنم الاشعرى:

لما نزلت هذه الاية أومى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أبى موسى الاشعرى فقال: هم قوم هذا

250 ـ وروى ان النبى (صلى الله عليه وآله) سئل عن هذه الاية فضرب بيده على عاتق سلمان

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كذا في النسخ لكن في المصدر في حديث بعده: (المولى) مفردا، والظاهر وقوع السقط من النساخ فراجع تفسير العياشى ج 1: 326.

(2) اى ينفون ويطردون عنه. (*)

 

===============

(642)

 

فقال هذا وذووه، ثم قال: لو كان الدين معلقا بالثريا لنا له رحال من ابناء فارس، وقيل: هم أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأصحابه حين قاتل من قاتله من الناكثين والقاسطين و المارقين وروى ذلك عن عمار وحذيفة وابن عباس، وهو المروى عن ابى جعفر وابى ـ عبدالله (عليهما السلام)، ويؤيده هذا القول ان النبى (صلى الله عليه وآله) وصفه بهذه الصفات المذكورة في الاية فقال فيه وقد ندبه لفتح خير بعد ان رد عنها حامل الراية اليه مرة بعد اخرى وهو يجبن الناس ويجبنونه: لاعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار، لايرجع حتى يفتح الله على يده ثم اعطاها اياه.

251 ـ في كتاب تلخيص الاقوال في تحقيق احوال الرجال وفرق حجر بن عدى الكندى الكوفى قال الفضل بن شاذان ومن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهادهم حجر بن عدى وروى كتاب عن الحسين (عليه السلام) إلى معاوية فيه: الست القاتل حجر بن عدى اخا كندى والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدى ولايخافون في الله لومة لائم.

252 ـ في كتاب الاحتجاج قال على (عليه السلام) في خطبة له: ان الله ذا الجلال و الاكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده، وأرسل رسولا منهم، وأنزل عليه كتابه وشرع له دينه وفرض فرايضه، فكانت الجملة قول الله جل ذكره حيث أمر فقال: (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا فانقلبتم على أعقابكم وارددتم ونقصتم الامر ونكثتم العهد ولم يضروا الله شيئا وقد أمركم الله ان تردوا الامر إلى الله والى الرسول والى اولى الامر المستنبطين للعلم فاقررتم ثم جحدتم.

253 ـ وباسناده إلى أبى جعفر محمد بن على الباقر (عليهما السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه يقول ـ وقد ذكر عليا (عليه السلام) ـ: فهو الذى يهدى إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولاتأخذه في الله لومة لائم.

254 ـ في كتاب الخصال عن أبى بريدة عن أبيه ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:

ان الله عزوجل أمرنى بحب أربعة: فقلنا: يا رسول الله من هم سمهم لنا؟ فقال: على منهم

 

===============

(643)

 

وسلمان وأبوذر والمقداد وأمرنى بحبهم وأخبرنى انه يحبهم.

255 ـ وعن أبى بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمرنى بحب أربعة من أصحابى وأخبرنى انه يحبهم، فقلنا: يا رسول الله من هم فكلنا يحب أن يكون منهم؟ فقال: الا ان عليا منهم ثم سكت ثم قال: الا ان عليا منهم وأبوذر وسلمان الفارسى والمقداد بن الاسود الكندى.

256 ـ عن عبدالله بن الصلت عن أبى ذر (رحمه الله) قال: أوصانى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسبع:

أوصانى ان لاأخاف في الله لومة لائم (الحديث).

257 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن محمد الهاشمى عن أبيه عن احمد بن عيسى عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا قال: انما يعنى أولى بكم اى أحق بكم وباموركم من انفسكم وأموالكم الله ورسوله والذين آمنوا يعنى عليا وأولاده الائمة (عليهم السلام) إلى يوم القيامة، ثم وصفهم الله عزوجل فقال: الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون وكان اميرالمؤمنين في صلوة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبى (صلى الله عليه وآله) أعطاه اياها وكان النجاشى أهداهاله، فجاء سائل فقال: السلام عليك ياولى الله واولى بالمؤمنين من انفسهم، تصدق على كل مسكين، فطرح الحلة اليه واومى بيده اليه ان احملها، فأنزل الله عزوجل فيه هذه الاية، وصيره نعمة اولاده بنعمته وكل من بلغ من اولاده مبلغ الامامة يكون بهذه النعمة مثله، فيتصدقون وهم راكعون، والسائل الذى سأل اميرالمؤمنين من الملئكة، والذين يسألون الائمة من اولاده يكونون من الملئكة.

258 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه فقال المنافقون: هل بقى لربك علينا بعد الذى فرض علينا شئ آخر يفترضه فتذكره ولتسكن انفسنا إلى انه لم يبق غيره؟ فأنزل الله في ذلك: (قل انما اعظكم بواحدة) يعنى الولاية فأنزل الله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) وليس بين الامة خلاف انه لم يؤت الزكوة يومئذ احد

 

===============

(644)

 

منهم وهو راكع غير واحد، ولو ذكر اسمه في الكتاب لاسقط ما اسقط.

259 ـ وباسناده إلى محمد بن على الباقر (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل: وقد انزل الله تبارك وتعالى بذلك آية من كتابه: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) وعلى بن أبى طالب (عليه السلام) اقام الصلوة وآتى الزكوة وهو راكع، يريدالله عزوجل في كل حال.

260 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد عن الحسن بن محمد الهاشمى قال: حدثنى أبى عن احمد بن عيسى قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليهم السلام) في قوله عزوجل: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) قال: لما نزلت (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) اجتمع نفر من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الاية؟ فقال بعضهم: ان كفرنا بهذه الاية نكفر بسايرها وان آمنا فان هذا ذل حين يسلط علينا ابن ابى طالب، فقالوا: قد علمنا ان محمدا صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولانطيع عليا فيما امرنا، قال: فنزلت هذه الاية: (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) يعرفون ولاية على، واكثرهم الكافرون بالولاية.

261 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) انه قال في اثناء كلام له في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: فانشدكم الله عزوجل اتعلمون حيث نزلت: (يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وحيث نزلت: (ولم يتخذوا من دون الله ولارسوله ولا المؤمنين وليجة) قال الناس: يا رسول الله هذه خاصة في بعض المؤمنين ام عامة لجميعهم؟ فأمرالله عزوجل نبيه (صلى الله عليه وآله) ان يعلمهم ولاة امرهم وأن يفسر لهم من الولاية مافسر لهم من صلوتهم وزكوتهم وصومهم وحجهم فنصبنى للناس بغدير خم ثم خطب فقال: ايها الناس ان الله ارسلنى برسالة ضاق بها صدرى وظننت ان الناس:

يفتتنون بها فأوعدنى لابلغنها او ليعذبنى، ثم أمر فنودى الصلوة جامعة ثم خطب الناس فقال: ايها الناس أتعلمون ان الله عزوجل مولاى وانا مولى المؤمنين وانا اولى بهم من

 

===============

(645)

 

انفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: قم ياعلى فقمت فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، فقام سلمان فقال: يارسول الله ولاء كماذا؟ فقال (عليه السلام) ولاء كولائى من كنت اولى به من نفسه فعلى اولى به من نفسه، فانزل الله تبارك وتعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا) وكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال الله اكبر تمام نبوتى وتمام دينى دين الله (1) عزوجل وولاية على بعدى، فقام ابوبكر وعمر فقالا:

يا رسول الله هذه الايات خاصة في على؟ فقال (عليه السلام) بلى خاصة فيه وفى اوصيائى إلى يوم القيامة، قالا: يا رسول الله بينهم لنا قال على اخى ووزيرى ووارثى ووصيى وخليفتى في امتى وولى كل مؤمن بعدى ثم ابنى الحسن ثم ابنى الحسين ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد القرآن معهم وهم مع القرآن لايفارقونه ولايفارقهم حتى يردوا على حوضى؟ قالوا: اللهم نعم قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء وقال بعضهم: قد حفظنا جل ماقلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا اخيارنا وأفاضلنا، فقال على (عليه السلام) صدقتم ليس كل الناس يتساوون في الحفظ.

262 ـ في كتاب الخصال في احتجاج على (عليه السلام) على أبى بكر قال فانشدك بالله إلى الولاية من الله مع ولاية رسوله في انه زكوة الخاتم ام لك؟ قال: بل لك

263 ـ وفيه في مناقب اميرالمؤمنين (عليه السلام) وتعدادها قال (عليه السلام): واما الخامسة والستون فانى كنت اصلى في المسجد فجاء سائل فسأل وانا راكع فناولته خاتمى من اصبعى فانزل الله تعالى في (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون)

263 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) فانه حدثنى ابى عن صفوان عن ابان بن عثمان عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس وعنده قوم من اليهود وفيهم عبدالله بن سلام اذ نزلت عليه هذه الاية فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر: (الله اكبر بتمام النعمة تمام نبوتى وكمال دينى. اه). (*)

 

===============

(646)

 

المسجد فاستقبله سائل فقال: هل اعطاك احد شيئا؟ فقال نعم ذاك المصلى، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاذا هو اميرالمؤمنين صلوات الله عليه.

264 في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبى الجارود جميعا عن أبى جعفر (عليه السلام) قال أمرالله عزوجل رسوله بولاية على وانزل عليه، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) فرض الله ولاية اولى الامر فلم يدروا ماهى، فأمرالله محمدا (صلى الله عليه وآله) ان يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلوة والزكوة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتخوف عن أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عزوجل، فأوحى الله اليه: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فصدع بأمرالله تعالى ذكره، فقام بولاية على (عليه السلام) يوم غدير خم فنادى الصلوة جامعة، وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغايب.

قال عمر بن اذينة، قالوا جميعا غير أبى الجارود قال أبوجعفر (عليه السلام)، وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى، و كانت الولاية آخر الفرايض، فانزل الله عزوجل، (اليوم اكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتى) قال ابوجعفر (عليه السلام) يقول الله عزوجل لاانزل عليكم بعد هذه فريضة قد اكملت لكم دينكم الفرايض.

265 ـ بعض اصحابنا عن محمد بن ابى عبدالله عن عبدالوهاب بن بشير عن موسى بن قادم عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عزوجل (وماظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون) قال: ان الله اعظم واعز واجل وامنع من ان يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، حيث يقول: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) يعنى الائمة منا، ثم قال في موضع آخر: (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون ثم ذكر مثله.

266 ـ احمد بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن ابى العلا قال: ذكرت لابيعبدالله (عليه السلام) قولنا في الاوصياء ان طاعتهم مفترضة؟ قال فقال: نعم هم الذين قال الله

 

===============

(647)

 

عزوجل (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وهم الذين قال الله عزوجل انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا).

267 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقى عن محمد بن القسم الجوهرى عن الحسين بن أبى العلا قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام):

الاوصياء طاعتهم مفترضة؟ قال: نعم هم الذين قال الله عزوجل: (اطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) وهم الذين قال الله تعالى: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون).

268 ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة له (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) في شأن ذى القربى. فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفئ مارضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذى القربى كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم، وقرن سهمهم بسهمه و سهم رسوله، وكذلك في الطاعة فقال: (يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الامر منكم) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بأهلبيته، وكذلك آية الولاية، (انما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا) فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ، فتبارك وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت.

269 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى أبى الجارود عن أبيجعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) الآية قال. ان رهطا من اليهود اسلموا منهم عبدالله ابن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا، فأتوا النبى (صلى الله عليه وآله) فقالوا. يا نبى الله ان موسى (عليه السلام) أوصى إلى يوشع بن نون فمن وصيك يا رسول الله ومن ولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية، (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قوموا فقاموا فأتوا المسجد فاذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟ قال. نعم هذا الخاتم، فقال. من أعطاكه؟ قال، أعطانيه ذلك الرجل الذى يصلى، قال. على أى حال أعطاك. قال.

===============

(648)

 

كان راكعا فكبر النبى (صلى الله عليه وآله) وكبر أهل المسجد، فقال النبى (صلى الله عليه وآله) على بن ابيطالب (عليه السلام) وليكم بعدى، قالوا، رضينا بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا، وبعلى بن أبيطالب وليا فأنزل الله عزوجل، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون فروى عن عمر بن الخطاب انه قال، والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في مانزل في على بن أبيطالب فما نزل.

270 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه. والهداية هى الولاية كما قال الله عزوجل. (ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) و (الذين آمنوا) في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلايق من الحجج والاوصياء في عصر بعد عصر.

271 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمار ابى اليقظان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال يجئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة آخذا بحجزة (1) ربه ونحن آخذون بحجزة نبينا وشيعتنا آخذون بحجزتنا. فنحن وشيعتنا حزب الله وحزب الله هم الغالبون، والله ما يزعم انها حجزة الازار ولكنها أعظم من ذلك: يجئ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخذا بدين الله ونجئ نحن آخذين بدين نبينا، وتجئ شيعتنا آخذين بديننا.

272 ـ في تفسير العياشى عن صفوان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلى بن أبيطالب (عليه السلام) فما قدر على أخذ حقه، وان أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ حقه فان حزب الله هم الغالبون في على (عليه السلام).

273 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: واذا جاؤكم قالوا آمنا قال نزلت في عبدالله بن أبى لما أظهر الاسلام وقد دخلوا بالكفر قال: وخرجوا به من الايمان.

274 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبدالرحمن بن أبى ـ نجران عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن يحيى بن عقيل عن حسن قال: خطب أمير ـ المؤمنين صلوات الله عليه فحمدالله واثنى عليه وقال. اما بعد فانه انما هلك من كان

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحجزة: معقد الازار. (*)

 

===============

(649)

 

قبلكم حيث ماعملوا من المعاصى ولم ينههم الربانيون والاحبار عن ذلك، وانهم لما تمادوا في المعاصى (1) ولم ينههم الربانيون والاحبار، عن ذلك نزلت بهم العقوبات، فأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

275 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان عن أبى بصير عن عمرو بن رياح عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: بلغنى انك تقول من طلق لغير السنة انك لاترى طلاقه شيئا؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام) ما اقوله بل الله يقوله والله لوكنا نفتيكم بالجور لكنا شرا منكم، لان الله عزوجل يقول: لولا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم واكلهم السحت إلى آخر الآية

276 في نهج البلاغة قال (عليه السلام) في خطبة له وهى من خطب الملاحم:

أين تذهب بكم المذاهب ويستربكم الغياهب (2) وتخدعكم الكواذب ومن أين تؤتون وانى تؤفكون ولكل أجل كتاب، ولكل غيبة اياب فاستمعوا من ربانيكم واحضروه قلوبكم واستيقظوا أن يهتف بكم.

277 ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزى بعد كلام طويل له (عليه السلام) في اثبات البدا وقد كان سليمان ينكر ثم التفت إلى سليمان فقال: احسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب، قال: أعوذ بالله من ذلك وما قالت اليهود؟ قال: قالت اليهوديد الله مغلولة يعنون ان الله قد فرغ من الامر فليس يحدث شيئا فقال عزوجل:

غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا.

278 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى اسحق بن عمار عمن سمعه عن أبيعبدالله (عليه السلام) انه قال: في قول الله عزوجل: (وقالت اليهود يدالله مغلولة) لم يعنوا انه هكذا ولكنهم قالوا قد فرغ من الامر فلا يزيد ولاينقص وقال الله جل جلاله تكذيبا لقولهم: (غلت ايديهم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) تمادى في غيه: دام على فعله ولج.

(2) الغياهب جمع الغيهب: الظلمة. (*)

 

===============

(650)

 

ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء (الم تسمع الله عزوجل يقول:) يمحوا الله مايشاء ويثبت وعنده ام الكتاب).

279 ـ وباسناده إلى عبدالله بن قيس عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول (بل يداه مبسوطتان) فقلت: له يدان هكذا ـ واشرت بيدى إلى يديه ـ؟ فقال: لا لو كان هكذا كان مخلوقا.

280 ـ وباسناده إلى حنان بن سدير عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقوم وصفوه بالرجلين فقالوا وضع رجله على صخرة بيت المقدس فمنها ارتقى إلى السماء ووصفوه بالانامل فقالوا: ان محمدا قال: انى وجدت بردا نامله على قلبى فلمثل هذه الصفات قال: رب العرش عما يصفون يقول: رب المثل الاعلى عما به مثلوه ولله المثل الاعلى الذى لايشبه شئ ولايوصف ولايتوهم فذلك المثل الاعلى.

281 ـ وباسناده إلى ابى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): انا يدالله المبسوطة على عباده بالمرحمة والمغفرة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

282 ـ وباسناده إلى مروان بن صباح قال (قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان الله عزوجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فاحسن صورنا، وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

283 ـ في تفسير العياشى عن حماد عنه في قول الله: (يدالله مغلولة) يعنون انه قد فرغ مما هو كائن (لعنوا بما قالوا) قال الله عزوجل: (بل يداه مبسوطتان).

284 ـ عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: كلما اوقدوا نار اللحرب اطفأها الله كلما اراد جبار من الجبابرة هلكة آل محمد (عليهم السلام) قصمه الله.

285 ـ عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله: ولو ان اهل الكتاب اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم قال الولاية.

286 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله، (كلما او قدوا نارا للحرب اطفأها ـ

 

===============

(651)

 

الله) قال: كلما اراد جبار من الجبابرة هلاك آل محمد قصمه الله، قوله: (ولوانهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم) يعنى اليهود والنصارى (لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم) قال: من فوقهم المطر ومن تحت ارجلهم النيات.

287 ـ في اصول الكافى محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد ابن عيسى عن ربعى ابن عبدالله عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ولوانهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم) قال: الولاية.

288 ـ في تفسير العياشى عن زيد بن اسلم عن انس بن مالك قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: تفرقت امة موسى على احدى وسبعين ملة، سبعون منها في النار وواحدة في الجنة، وتفرقت امة عيسى على اثنتين وسبعين فرقة احدى وسبعون فرقة في النار وواحدة في الجنة، وتعلوامتى على الفرقتين جميعا بملة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعات الجماعات قال يعقوب بن يزيد: كان على بن ابى طالب (عليه السلام) اذا حدث هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلا فيه قرآنا: (ولوان اهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم) إلى قوله: (ساء مايعملون) وتلا ايضا: (وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون) يعنى امة محمد (صلى الله عليه وآله).

289 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: منهم امة مقتصدة قال: قوم من اليهود دخلوا في الاسلام فسماهم الله مقتصدة.

290 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن اسمعيل بن بزيع عن منصور بن يونس عن ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) قال، سمعت أبا جعفر (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا وفيه يقول (عليه السلام):

ثم نزلت الولاية وانما اتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة نزل الله تعالى: (اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى) وكان كمال الدين بولاية على بن أبيطالب (عليه السلام)، فقال عند ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، امتى حديثو عهد إلى الجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمى يقول قائل ويقول قائل؟ فقلت في نفسى من غير أن ينطق به لسانى فأتتنى

 

===============

(652)

 

عزيمة من الله بتلة (1) اوعدنى ان لم ابلغ أن يعذبنى، فنزلت: يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لايهدى القوم الكافرين فاخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيد على (عليه السلام) فقال: يا ايها الناس انه لم يكن نبى من الانبياء ممن كان قبلى الا وقد عمره الله ثم دعاه فأجابه فأوشك ان أدعى فأجيب وانا مسئول وأنتم مسئولون فماذا انتم قائلون؟ فقالوا نشهد انك قد بلغت ونصحت واديت ماعليك فجزاك الله افضل جزاء المرسلين فقال: اللهم اشهد ثلاث مرات، ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بععدى فليبلغ الشاهد منكم الغائب قال ابوجعفر (عليه السلام) كان والله امين الله على خلقه وغيبه ودينه الذى ارتضاه لنفسه.

291 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وابى الجارود جميعا عن أبى جعفر (عليه السلام) قال امرالله عزوجل رسوله بولاية على وانزل عليه: انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون) وفرض ولاية اولى الامر فلم يدروا ماهى، فامرالله محمدا (صلى الله عليه وآله) أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلوة والزكوة والصوم والحج، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتخوف ان يرتدوا عن دينهم وان يكذبوه، فضاق صدره وراجع ربه عزوجل فأوحى الله عزوجل اليه: يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) وصدع بامرالله تعالى ذكره فقام بولاية على (عليه السلام) يوم غدير خم فنادى. الصلوة جامعة وامر الناس ان يبلغ الشاهدا لغايب.

قال عمر بن اذينة قال جميعا غير ابى الجارود قال ابوجعفر (عليه السلام). وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عزوجل: (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى) قال ابوجعفر: يقول الله عزوجل: لا انزل عليكم بعدها فريضة قد اكملت لكم الفرايض.

292 ـ محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البتلة من التبتل بمعنى الانقطاع والتقطع وذكر البتلة بعد العزيمة للتأكيد. (*)

 

===============

(653)

 

ابن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد ابن ابى الديلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) فلما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ان الله لايهدى القوم الكافرين) فنادى الناس فاجتمعوا وامر بسمرات فقم شوكهن (1) ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا ايها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلث مرات، فوقعت حسكة النفاق (2) في قلوب القوم وقالوا: وما انزل الله جل ذكره هذا على محمد قط ومايريد الا أن يرفع بضبع ابن عمه. (3)

293 ـ في عيون الاخبار حدثنا الحكم ابوعلى الحسين بن احمد البيهقى قال حدثنى محمد بن يحيى الصولى قال. حدثنى سهل بن القاسم النوشجانى قال. قال رجل للرضا يابن رسول الله (ع) انه يروى عن عروة بن الزبير انه قال توفى النبى (صلى الله عليه وآله) وهو في تقية فقال اما بعد قوله تعالى. (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فانه أزال كل تقية بضمان الله عزوجل وبين امرالله ولكن قريش فعلت ما اشتهت بعده واما قبل نزول هذه الاية فلعلة.

294 ـ في مجمع البيان والله يعصمك من الناس روى ان النبى (صلى الله عليه وآله) لما نزلت هذه الاية قال لحراس من أصحابه يحرسونه سعد وحذيفة. الحقوا بملاحقكم فان الله تعالى عصمنى من الناس.

295 ـ في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق (عليه السلام) ربنا اننا سمعنا بالمنادى وصدقنا المنادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نادى بنداء عنك بالذى أمرته به أن يبلغ ما انزلت اليه من ولاية ولى أمرك فحذرته وأنذرته ان لم يبلغ ان تسخط عليه وانه ان بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك الامن كنت مولاه

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) السمرة: شجر ذوشوك. وقم البيت: كنسه.

(2) الحسكة: العداوة والحقد.

(3) الضبع: العضد. (*)

 

===============

(654)

 

فعلى مولاه ومن كنت وليه فعلى وليه ومن كنت نبيه فعلى أميره.

296 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) وباسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه لعلى (عليه السلام). ولقد انزل الله عزوجل إلى (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) يعنى في ولايتك يا على (وان لم تفعل فما بلغت رسالته) ولو لم ابلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملى.

297 ـ وباسناده إلى ابن عباس حديث طويل وفيه فأنزل الله تبارك وتعالى:

(يا ايها الرسول: بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهديد وبعد وبعيد لامضين أمرالله فان يتهمونى ويكذبونى فهو أهون على من ان يعاقبنى العقوبة الموجعة في الدنيا والاخرة، قال: وسلم جبرئيل على على بامرة المؤمنين فقال على (عليه السلام)، يا رسول الله أسمع الكلام ولا احس الرؤية فقال: يا على هذا جبرئيل أتانى من قبل ربى بتصديق ماوعدتم ثم امر رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بامرة المؤمنين ثم قال: يا بلال ناد في الناس ان لايبقى غدا أحد الا عليك الاخرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) بجماعة اصحابه فحمدالله واثنى عليه ثم قال: يا ايها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسلنى اليكم برسالة وانى ضقت به ذرعا مخافة أن يتهمونى ويكذبونى حتى أنزل الله على وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم اياى أيسر على من عقوبة الله اياى (الحديث).

298 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى محمد بن على الباقر (عليهما السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلثة أميال اتاه جبرئيل (عليه السلام) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهاء والعصمة من الناس، فقال؟ يا محمد ان الله عزوجل يقرئك السلام ويقول: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في على وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) وكان اوائلهم قريبا من الجحفة، فأمره ان يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا للناس ويبلغهم ما انزل الله في على (عليه السلام)، واخبره بان الله

 

===============

(655)

 

عزوجل قد عصمه من الناس فامر رسوله عند ماجاءت العصمة مناديا ينادى في الناس:

الصلوة جامعة إلى قوله (صلى الله عليه وآله)، واؤدى ما أوحى إلى حذرا من ان لاافعل فتحل لى منه قارعة (1) لايدفعها عنى احد وان عظمت حيلة لا اله الا هو لانه قد اعلمنى انى لم ابلغ ما انزل إلى فما بلغت رسالته، وقد ضمن لى تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافى الكريم، فأوحى الله: (بسم الله الرحمن الرحيم يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك) يعنى في الخلافة لعلى بن ابى طالب (عليه السلام) (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).

299 ـ في تفسير على بن ابراهيم (يا ايها الرسول بلغ ما انزل الله اليك من ربك) قال: نزلت هذه الآية في على (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) قال نزلت هذه الآية في منصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من حجة الوداع، وحج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدم المدينة، وكان من قوله بمنى ان حمد ـ الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس اسمعوا قولى واعقلوه عنى فانى لاادرى لعلى القاكم بعد عامى هذا. ثم قال: هل تعلمون أى يوم أعظم حرمة؟ قال الناس: هذا اليوم، قال، فأى شهر؟ قال الناس، هذا. قال: واى بلد أعظم حرمة؟ قالوا: بلدنا هذا، فان دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، الاهل بلغت ايها الناس؟ قالوا نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال، الاوكل مأثرة (2) او بدع كانت في الجاهلية أو دم او مال فهو تحت قدمى هاتين ليس أحد أكرم من أحد الا بالتقوى، الاهل بلغت؟ قالوا، نعم، قال، اللهم اشهد، ثم قال، الاوكل ربا في الجاهلية فهو موضوع، واول موضوع منه ربا العباس بن عبدالمطلب الاوكل دم كانت في الجاهلية فهو موضوع واول موضوع منه دم ربيعة الاهل بلغت؟ قالوا: نعم. قال: اللهم اشهد، ثم قال، الا وان الشيطان قد يئس ان يعبد بأرضكم هذه ولكنه راض بما تحتقرون من أعمالكم، الا وانه اذا اطيع فقد عبد، الا ايها الناس ان المسلم أخ المسلم حقا ولايحل لامرء مسلم دم امرئ مسلم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) القارعة: الداهية الشديدة، (2) المأثرة: المكرمة المتوارثة. (*)

 

===============

(656)

 

وما له الا ما أعطاه بطيبة نفس منه، وانى أمرت ان أقاتل الناس حتى يقولوا لا اله الا الله، فاذا قالوها فقد عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله، الاهل بلغت ايها الناس؟ قالوا، نعم قال اللهم اشهد، ثم قال، ايها الناس احفظوا قولى تنتفعوا به بعدى وافهموه تنتعشوا الا لاترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض بالسيف على الدنيا، فان انتم فعلتم ذلك ولتفعلن لتجدونى في كتيبة بين جبرئيل و ميكائيل اضرب وجوهكم بالسيف، ثم التفت عن يمينه فسكت ساعة ثم قال. انشاءالله او على بن ابيطالب، ثم قال: الا وانى قد تركت فيكم امرين ان أخذتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتى اهل بيتى، فانه قد نبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، الا فمن اعتصم بهما فقد نجى ومن خالفهما فقد هلك الا هل بلغت؟ قالوا، نعم، قال اللهم اشهد، ثم قال. الا وانه سيرد على الحوض منكم رجال فيدفعون عنى فأقول رب أصحابى، فيقال. يا محمد انهم قد احدثوا بعدك وغيراوا سنتك فأقول. سحقا سحقا، فلما كان آخر يوم من ايام التشريق أنزل الله. (اذا جاء نصرالله والفتح) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله). نعيت إلى نفسى ثم نادى. الصلوة جامعة في مسجد الخيف، فاجتمع الناس فحمدالله وأثنى عليه ثم قال. نصرالله امرءا سمع مقالتى فوعاها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلث لايغل عليهن قلب امرء مسلم اخلاص العمل لله، والنصيحة لائمة المسلمين ولزوم جماعتهم، فان دعوته محيطة من ورائهم المؤمنون اخوة تتكافى دماؤهم يسعى بذمتهم ادناهم وهم يد على من سواهم. ايها الناس انى تارك فيكم الثقلين قالوا. يا رسول الله وما الثقلان؟ فقال. كتاب الله وعترتى اهلبيتى، فانه قد نبأنى اللطيف الخبير انهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض كاصبعى هاتين وجمع بين سبابتيه. ولااقول كهاتين سبابته والوسطى فتفضل هذه على هذه، فاجتمع قوم من أصحابه وقالوا: يريد محمد ان يجعل الامامة في أهلبيته، فخرج منهم اربعة نفر إلى مكة ودخلوا الكعبة وتعاهدوا وتعاقدوا وكتبوا فيما بينهم كتابا ان امات الله محمدا او قتله ان لايردوا هذا الامر في اهل بيته أبدا، فانزل الله على نبيه في ذلك (ام ابرموا أمرا فانا مبرمون ام يحسبون

 

===============

(657)

 

انا لانسمع سرهم ونجويهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من مكة يريد المدينة حتى نزل منزلا يقال له غدير خم، نزل وقد علم الناس مناسكهم وأو عز اليهم وصية، اذ نزل عليه هذه الاية: يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تهدد ووعيد، فحمدالله واثنى عليه ثم قال ايها الناس هل تعلمون من وليكم؟ فقالوا: نعم الله ورسوله، ثم قال ألستم تعلمون انى اولى بكم منكم من انفسكم، فقالوا بلى، قال: اللهم اشهد فأعاد ذلك عليهم ثلثا كل ذلك يقول مثل قوله الاول، ويقول الناس كذلك، ويقول: اللهم اشهد ثم اخذ بيد اميرالمؤمنين (عليه السلام) فرفعها حتى بد اللناس بياض ابطيهما ثم قال: الا من كنت مولاه فهذا على مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وأحب من أحبه ثم رفع رأسه إلى السماء فقال اللهم اشهد عليهم وانا من الشاهدين، فاستفهمه عمر من بين أصحابه فقال: يا رسول الله هذا من الله ومن رسوله؟ فقال نعم من الله ومن رسوله انه اميرالمؤمنين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعدائه النار فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده قد قال محمد في مسجد الخيف ماقال، وقال ههنا ماقال، وان رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة، فاجتمع أربعة عشر نفرا وتؤامروا على قتل رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) وقعدوا له في العقبة وهى عقبة حرشى بين الجحفة والابواء، فقعدوا سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلماجن الليل تقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل يا محمد ان فلانا وفلانا وفلانا قد قعدوا لك، فنظر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال، من هذا خلفى؟ فقال حذيفة بن اليمان انا حذيفة بن اليمان يا رسول الله، قال سمعت ماسمعت قال بلى، قال فاكتم، ثم دنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم فناداهم باسمائهم فلما سمعوا نداء رسول الله (صلى الله عليه وآله) مروا ودخلوا في غمار الناس (1) وقد كانوا عقلوا رواحلهم، فتركوها ولحق الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) وطلبوهم وانتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى رواحلهم فعرفها

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) غمار الناس: جماعتهم. (*)

 

===============

(658)

 

فلما نزل قال مابال أقوام تحالفوا في الكعبة ان امات الله محمدا أوقتله ان لايردوا هذا الامر في أهلبيته أبدا، فجاؤا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحلفوا انهم لم يقولوا من ذلك شيئا ولم يردوه ولم يهموا بشئ في رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل الله (يحلفون بالله ماقالوا) ان لايردوا هذا الامر في أهل بيت رسول الله (ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بمالم ينالوا) من قتل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله فان يتوبوا يك خيرا لهم وان يتولوا يعذبهم الله عذابا اليما في الدنيا والاخرة ومالهم في الارض من ولى ولانصير) فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة وبقى بها المحرم ونصف من صفر لايشتكى شيئا ثم ابتدأ به الوجع الذى توفى فيه (صلى الله عليه وآله).

300 ـ فحدثنى أبى عن مسلم بن خالد عن محمد بن جابر عن أبى مسعود قال قال لى رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رجع من حجة الوداع: يابن مسعود قد قرب الاجل ونعيت إلى نفسى، فمن لك بعدى؟ فأقبلت اعد عليه رجلا رجلا فبكى (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال ثكلتك الثواكل فأين انت عن على بن ابيطالب لم تقدمه على الخلق أجمعين؟ يابن مسعود انه اذا كان يوم القيامة رفعت لهذه الامة أعلام فأول الاعلام لواى الاعظم مع على بن ابيطالب والناس جميعا تحت لوائى ينادى مناد هذا الفضل يابن ابيطالب.

301 ـ حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال لما امرالله نبيه (صلى الله عليه وآله) أن ينصب أميرالمؤمنين (عليه السلام) في قوله (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك في على) بغدير خم فقال من كنت مولاه فعلى مولاه فجائت الا بالسة إلى ابليس الاكبر وحثوا التراب على رؤسهم فقال ابليس مالكم؟ فقالوا ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لايحلها شئ إلى يوم القيامة، فقال لهم ابليس كلا ان الذين حوله قد وعدونى فيه عدة لن يخلفونى، فأنزل الله على نبيه. (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه) الاية.

قال عزمن قائل قل يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة والانجيل وما انزل اليكم.

302 ـ في مجمع البيان قال ابن عباس جاء جماعة من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا ألست تقربان التوراة من عندالله؟ قال بلى قالوا فانا نؤمن بها ولانؤمن بما عداها فنزلت الاية.

===============

(659)

 

303 ـ في تفسير العياشى عن حمران بن أعين عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله يا اهل الكتاب لستم على شئ حتى تقيموا التوراة) إلى (طغيانا وكفرا) قال هو ولاية اميرالمؤمنين (عليه السلام).

304 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد القمى عن بعض أصحابه عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل وحسبوا الا تكون فتنة قال حيث كان النبى (صلى الله عليه وآله) بين اظهرهم فعموا وصموا حيث قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم تاب الله عليهم حيث قام اميرالمؤمنين (عليه السلام) قال ثم عموا وصموا إلى الساعة.

305 ـ في تفسير العياشى عن زرارة قال كتبت إلى أبيعبدالله (عليه السلام) مع بعض اصحابنا فيما يروى الناس عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه من أشرك بالله فقد وجبت له النار، وان لم ـ يشرك بالله فقد وجبت له الجنة، قال: اما من أشرك بالله فهذا الشرك البين وهو قول الله:

من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) واما قوله: ومن لم يشرك بالله فقد وجبت له الجنة قال ابوعبدالله (عليه السلام) ههنا النظر هو من لم يعص الله.

306 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر (عليه السلام) في قوله:

(اتخذوا احبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم) اما المسيح فعصوه و عظموه في أنفسهم حتى زعموا انه اله وانه ابن الله وطائفة منهم قالوا: ثالث ثلثة، وطائفة منهم قالوا: هوالله، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

307 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) في وجه دلائل الائمة (عليهم السلام) والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): وقال تعالى ما المسيح ابن مريم الا رسول قدخلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا ياكلان الطعام.

308 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول (عليه السلام): واما هفوات الانبياء (عليهم السلام) وما بينه الله في كتابه فان ذلك من ادل الدلايل على حكمة الله عزوجل الباهرة، وقدرته القاهرة، وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين

 

===============

(660)

 

الانبياء (عليهم السلام) تكبير في صدور أممهم، وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذى كان من النصارى في ابن مريم، فذكر دلالة على تخلفهم عن الكمال الذى انفرد به عزوجل، الم تسمع إلى قوله في صفة عيسى حيث قال فيه وفى امه: (كانا يأكلان الطعام) يعنى من أكل الطعام كان له ثقل ومن كان له ثقل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم.

309 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى قال: حدثنى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قوم من الشيعة يدخلون في اعمال السلطان ويعملون لهم ويحبون لهم ويوالونهم؟ قال: ليس هم من الشيعة، ولكنهم من اولئك ثم قرأ ابوعبدالله (عليه السلام) هذه الآية: لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم إلى قوله ولكن كثيرا منهم فاسقون قال: الخنازير على لسان داود والقردة على لسان عيسى.

310 ـ حدثنى الحسين بن عبدالله السكينى عن ابى سعيد البجلى عن عبدالملك بن هارون عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: لما بلغ اميرالمؤمنين (عليه السلام) امر معاوية وانه في مائة الف قال:

من اى القوم؟ قالوا: من اهل الشام قال (عليه السلام) لاتقولوا من اهل الشام ولكن قولوا من اهل الشوم، هم من ابناء مصر لعنوا على لسان داود، فجعل الله منهم القردة والخنازير، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

311 ـ في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن ابى عبيدة الحذاء عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم) قال: الخنازير على لسان داود، والقردة على لسان عيسى بن مريم (عليهما السلام).

312 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده قال: قال على (عليه السلام): لما وقع التقصير في بنى اسرائيل جعل الرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهاه فلا ينتهى فلا يمنعه من ذلك أن يكون أكيله وجليسه وشريبه، حتى ضرب الله عزوجل قلوب بعضهم ببعض، ونزل فيهم القرآن حيث يقول عزوجل: (لعن الذين كفروا من بنى اسرائيل على لسان

 

===============

(661)

 

داود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه) إلى آخر الاية.

313 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن الهيثم التميمى عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوله: كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون قال: اما انهم لم يكونوا يدخلون مداخلتهم ولايجلسون مجالستهم ولكن كانوا اذا لقوهم [ ضحكوا في وجوههم ] وأنسوابهم.

314 ـ في تفسير على بن ابراهيم (كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ماكانوا يفعلون) قال: كانوا يأكلون لحم الخنزير ويشربون الخمر ويأتون النساء أيام حيضهن، ثم احتج الله على المؤمنين الموالين الكفار ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم انفسهم إلى قوله: ولكن كثيرا منهم فاسقون فنهى الله عزوجل ان يوالى المؤمن الكافر الا عند التقية.

315 ـ في مجمع البيان وقال أبوجعفر (عليه السلام) اما داود (عليه السلام) فانه لعن أهل ايلة لما اعتدوا في سبتهم، وكان اعتداؤهم في زمانه، فقال اللهم البسهم اللعنة مثل الرداء ومثل المنطقة على الحقوين (1) فمسخهم الله قردة، واما عيسى فانه لعن الذين أنزلت عليهم المائدة، ثم كفروا بعد ذلك، قوله: (ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا) وقال أبوجعفر (عليه السلام) يتولون الملوك الجبارين، ويزينون لهم أهواءهم ليصيبوا من دنياهم.

316 ـ في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى فانه كان سبب نزولها انه لما اشتدت قريش في اذى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه الذين آمنوا به بمكة قبل الهجرة أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يخرجوا إلى الحبشة، وأمر جعفر بن أبيطالب ان يخرج معهم، فخرج جعفر ومعه سبعون رجلا من المسلمين حتى ركبوا البحر، فلما بلغ قريشا خروجهم بعثوا عمرو بن العاص وعمارة

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحقو: موضع شد الازار وهو الخاصرة. (*)

 

===============

(662)

 

ابن الوليد إلى النجاشى ليردهم اليهم، وكان عمرو وعمارة متعاديين، فقالت قريش:

كيف نبعث رجلين متعاديين؟ فبرئت بنو مخزوم من جناية عمارة، وبرئت بنوسهم من جناية عمرو بن العاص، فخرج عمارة وكان حسن الوجه شابا مترفا، فأخرج عمرو بن العاص أهله معه، فلما ركبوا السفينة شربوا الخمر فقال عمارة لعمرو بن العاص قل لاهلك تقبلنى، فقال عمرو: أيجوز هذا سبحان الله؟ فسكت عمارة فلما انتشا عمرو وكان على صدر السفينة فدفعه عمارة وألقاه في البحرر فتشبث عمرو بصدر السفينة وأدركوه وأخرجوه فوردوا على النجاشى وقد كانوا حملوا اليه هدايا فتقبلها منهم فقال عمرو ـ بن العاص: ايها الملك ان قوما منا خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وصاروا اليك فردهم الينا، فبعث النجاشى إلى جعفر فجاءه فقال: يا جعفر ما يقول. هؤلاء؟ فقال جعفر:

ايها الملك وما يقولون؟ قال يسئلون ان أردكم اليهم، قال: ايها الملك سلهم أعبيد نحن لهم؟ فقال عمرو: لابل أحرار كرام، ثم قال: فسلهم ألهم علينا ديون يطالبونا بها؟ قال:

لامالنا عليكم ديون، قال: فلكم في أعناقنا دماء تطالبونا بذحول (1) فقال عمرو الا، قال. فما تريدون منا؟ آذيتمونا فخرجنا من بلادكم، فقال عمرو بن العاص ايها الملك خالفونا في ديننا وسبوا آلهتنا وأفسدوا شبابنا وفرقوا جماعتنا فردهم الينا ليجمع امرنا فقال جعفر، نعم ايها الملك خالفناهم بعث الله فينا نبيا أمرنا بخلع الانداد وترك الاستقسام بالازلام وامرنا بالصلوة والزكوة. وحرم الظلم والجور وسفك الدماء بغير حقها. و الزنا والربا والميتة والدم ولحم الخنزير وامرنا بالعدل والاحسان، وايتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى، فقال النجاشى، بهذا بعث الله عيسى بن مريم (عليهما السلام) ثم قال النجاشى. ياجعفر هل تحفظ مما أنزل الله على نبيك شيئا؟ قال. نعم فقرء عليه سورة مريم فلما بلغ إلى قوله، (وهزى اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلى واشربى وقربى عينا) فلما سمع النجاشى بهذا بكى بكاءا شديدا وقال، هذا والله هو الحق فقال عمرو بن العاص، ايها الملك ان هذا مخالف لنافرده الينا، فرفع النجاشى يده فضرب بها وجه عمرو ثم قال اسكت والله لئن ذكرته بسوء لافقدنك نفسك. فقام عمرو

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الذحل: الثار. (*)

 

===============

(663)

 

ابن العاص من عنده والدماء تسيل على وجهه وهو يقول: ان كان هذا كما يقول ايها الملك فانا لانتعرض له وكانت على رأس النجاشى وصيفة (1) له تذب عنه، فنظرت إلى عمارة بن الوليد وكان فتى جميلا فأحبته فلما رجع عمرو بن العاص إلى منزلة قال لعمارة: لو راسلت جارية الملك؟ فراسلها فأجابته، فقال عمرو. قل لها تبعث اليك من طيب الملك شيئا فقال لها فبعثت اليه فأخذ عمرو من ذلك الطيب وكان الذى فعل به عمارة في قلبه حين ألقاه في البحر، فأدخل الطيب على النجاشى فقال. ايها الملك ان حرمة الملك عندنا وطاعته علينا وما يكرمنا اذ دخلنا بلاده ونأمن منه الانغشه ولانريبه وان صاحبى هذا الذى معى قدراسل حرمتك وخدعها وبعثت اليه من طيبك، ثم وضع الطيب بين يديه فغضب النجاشى وهم بقتل عمارة ثم قال. لايجوز قتله فانهم دخلوا بلادى بأمان.

فدعى النجاشى السحرة فقال لهم. اعملوا به شيئا أشد عليه من القتل. فأخذوه ونفخوا في أحليله الزيبق، فصار مع الوحش بغدو ويروح وكان لايأنس بالناس، فبعث قريش بعد ذلك فكمنوا له في موضع حتى ورد الماء مع الوحش فأخذوه، فما زال يضطرب في ايديهم ويصيح حتى مات، ورجع عمر والى قريش فأخبرهم ان جعفرا في أرض الحبشة في اكرم كرامة، فلم يزل بها حتى هادن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قريشا وصالحهم وفتح خيبرا، فوافى بجميع من معه وولد لجعفر بالحبشة من أسماء بنت عميس عبدالله بن جعفر، وولد للنجاشى ابن فسماه النجاشى محمدا وكانت ام حبيب بنت أبى سفيان تحت عبدالله. فكتب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى النجاشى يخطب ام حبيب.

فبعث اليها النجاشى. فخطبها لرسول الله فأجابته فزوجها منه وأصدقها أربعمائة دينار، وساقها عن رسول الله، وبعث اليها بثياب وطيب كثير وجهزها وبعثها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبعث اليه بمارية القبطية ام ابراهيم، وبعث اليه بثياب وطيب وفرس، وبعث ثلثين رجلا من القسيسين، فقال لهم. انظروا إلى كلامه والى مقعده ومشربه ومصلاه، فلما وافوا المدينة دعاهم رسول الله إلى الاسلام وقرأ عليهم القرآن:

(واذ قال الله يا عيسى بن مريم اذكر نعمتى عليك وعلى والدتك) إلى قوله. (فقال

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الوصيغة: الخادمة. (*)

 

===============

(664)

 

الذين كفروا ان هذا الاسحر مبين) فلما سمعوا ذلك من رسول الله بكوا وآمنوا ورجعوا إلى النجاشى فأخبروه خبر رسول الله وقرأوا عليه ماقرأ عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله). فبكى النجاشى وبكى القسيسون، وأسلم النجاشى ولم يظهر للحبشة اسلامه وخافهم على نفسه فخرج من بلاد الحبشة يريد النبى (صلى الله عليه وآله) فلما عبر البحر توفى فأنزل الله على رسوله (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود) إلى قوله: ذلك جزاء المحسنين).

317 ـ في تفسير العياشى عن مروان عن بعض أصحابنا عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: ذكر النصارى وعداوتهم فقال قول الله: ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون قال اولئك كانوا قوما بين عيسى ومحمد ينتظرون مجئ محمد (صلى الله عليه وآله)

318 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن الحسن بن على (عليهما السلام) حديث طويل يقول فيه لمعاوية وأصحابه، انشدكم بالله أتعلمون ان عليا اول من حرم الشهوات كلها على نفسه من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل عزوجل: يا ايها الذين آمنوا لاتحرموا طيبات ما احل الله لكم ولاتعتدوا ان الله لايحب المعتدين وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا واتقوا الله الذى انتم به مؤمنون.

319 ـ في مجمع البيان وقد روى ان النبى (صلى الله عليه وآله) كان يأكل الدجاج والفالوذ وكان يعجبه الحلوا والعسل، وقال: ان المؤمن حلو يحب الحلاوة، وقال: في بطن المؤمن زاوية لايملاءها الا الحلوا.

320 ـ في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: (يا ايها الذين آمنوا لاتحرموا طيبات ما احل الله لكم) فانه حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن بعض رجاله عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الاية في اميرالمؤمنين وبلال وعثمان بن مظعون فاما أميرالمؤمنين (عليه السلام) فحلف أن لاينام بالليل أبدا واما بلال فانه حلف ان لايفطر بالنهار ابدا، واما عثمان، بن مظعون فانه حلف ان لاينكح ابدا، فدخلت امرأة عثمان على عايشة وكانت امرأة جميلة، فقالت عايشة: مالى أراك متعطلة؟ فقالت: ولمن أتزين؟ فوالله ماقر بنى زوجى منذ كذا وكذا فانه قد ترهب ولبس المسوح (1) وزهد في الدنيا، فلما

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) المسوح جمع المسح ـ: بالكسر ـ: الكساء من شعر يلبس قهرا للجسد. (*)

 

===============

(665)

 

دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخبرته عايشة بذلك، فخرج فنادى: الصلوة جامعة، فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمدالله واثنى عليه ثم قال. مابال أقوام يحرمون على انفسهم الطيبات، الا انى انام الليل وانكح وافطر بالنهار، فمن رغب عن سنتى فليس منى، فقام هؤلاء فقالوا: يا رسول الله قد حلفنا على ذلك، فأنزل الله: لايؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من او سطما تطعمون اهليكم او كسوتهم او تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام ذلك كفارة ايمانكم اذا حلفتم الاية.

321 ـ فيمن لايحضره الفقيه وروى ابوبصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (لايؤاخذكم الله اللغو في ايمانكم) قال: هو لا والله وبلى والله.

322 ـ في تفسير العياشى عن أبيبصير قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) في قوله (لايؤاخذ ـ كم الله باللغو في ايمانكم) قال: هو قول الرجل لاوالله وبلى والله [ ولايعقد عليها ]

 

ولايعقد قلبه على شئ.

323 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال سمعته يقول في قول الله عزوجل (لايؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم) قال اللغو قول الرجل لاوالله وبلى والله ولايعقد على شئ.

324 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن محمد بن اسمعيل عن على ابن النعمان عن سعيد الاعرج قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يحلف على اليمين فيرى أن تركها افضل، وان لم يتركها خشى أن يأثم؟ أيتركها؟ فقال أما سمعت قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا رأيت خيرا من يمينك فدعها، 325 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عمن رواه عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من حلف على يمين فراى غيرها خيرا منها فأتى ذلك فهو كفارة يمينه وله حسنة.

326 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال لاحنث ولا كفارة على من حلف تقية، يدفع بذلك ظلما عن نفسه.

===============

(666)

 

327 ـ وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال لايمين لولد مع والده، ولا للمرأة مع زوجها

328 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن بعض اصحابنا عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال الايمان ثلثة يمين ليس فيها كفارة ويمين فيها كفارة ويمين غموس توجب النار: فاليمين التى ليس فيها كفارة، الرجل يحلف على باب بر ان لايفعله فكفارته ان يفعله، واليمين التى تجب فيها الكفارة: الرجل يحلف على باب معصية لايفعله فيفعله فتجب عليه الكفارة، واليمين الغموس التى توجب النار: الرجل يحلف على حق امرء مسلم على حبس ماله.

329 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن ابن مسكان عن حمزة بن حمران عن زرارة قال قلت لابيعبدالله (عليه السلام) أى شئ الذى فيه الكفارة من الايمان؟ فقال ما حلفت عليه مما فيه البر فعليه الكفارة اذا لم تف به وما حلفت عليه مما فيه المعصية فليس عليك فيه الكفارة اذا رجعت عنه وما كان سوى ذلك مما ليس فيه بر ولامعصية فليس بشئ.

330 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابى جميلة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: في كفارة اليمين عتق رقبة او اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم او كسوتهم، والوسط الخل والزيت وأرفعه الخبز واللحم، والصدقة مد من حنطة لكل مسكين: والكسوة ثوبان فمن لم يجد فعليه الصيام لقول الله عزوجل:

فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام.

331 ـ على عن أبيه عن حماد عن حريز عمن اخبره عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار يختار ما شاء.

332 ـ في تفسير العياشى عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول ان الله فوض إلى الامام في المحارب أن يصنع ما شاء، وقال: كل شئ في القرآن (او) فصاحبه فيه بالخيار.

333 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن

 

===============

(667)

 

الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: من أوسط ما تطعمون اهليكم قال: هو كما يكون انه يكون في البيت من يأكل أكثر من المد، ومنهم من يأكل أقل من المد فبين ذلك، وان شئت جعلت لهم ادما، والادم أدناه ملح، وأوسطه الخل و الزيت وأرفعه اللحم.

344 ـ على عن ابيه عن ابن محبوب عن ابى أيوب عن ابى بصير قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن (اوسط ماتطعمون أهليكم) فقال: ماتقوتون به عيالكم من أوسط ذلك، قلت: وما اوسط ذلك؟ فقال: الخل والزيت والتمر والخبز لتتبعهم به مرة واحدة قلت (كسوتهم)؟ قال: ثوب واحد.

335 ـ في مجمع البيان (اوكسوتهم) الذى رواه اصحابنا ان لكل واحد ثوبين مئزرا وقميصا، وعند الضرورة يجزى قميص واحد.

336 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحق بن عمار عن ابى ابراهيم (عليه السلام) قال: سألته عن كفارة اليمين في قوله: (فمن لم يجد فصيام ثلثة ايام) ماحد من لم يجد وان الرجل يسأل في كفه وهو يجد؟ فقال: اذا لم يكن عنده فضل عن قوت عياله فهو ممن لم يجد.

337 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: كل صوم يفرق فيه الاثلثة ايام في كفارة اليمين.

338 ـ وعنه عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: صيام ثلثة ايام في كفارة اليمين متتابعات لايفصل بينهن.

339 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أبان عن الحسن بن زيد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: السبعة الايام والثلثة الايام في الحج لاتفرق انما هى بمنزلة الثلثة الايام في اليمين، 340 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن احمد بن النضر عن عمرو ابن شمر عن جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: لما أنزل الله عزوجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)

 

===============

(668)

 

انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه قيل: يا رسول الله ما الميسر؟ فقال كل ما تقومر به حتى الكعاب والجوز قيل فما الانصاب قال: ماذبحو الآلتهم قيل فما الازلام؟ قال: قداحهم التى يستقسمون بها.

341 ـ بعض اصحابنا مرسلا قال: ان اول ما نزل في تحريم الخمر قول الله عزوجل (يسئلونك عن الخمر والميسر) الاية ثم انزل الله عزوجل آية اخرى (انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) فكانت هذه الاية اشد من الاولى واغلظ في التحريم ثم ثلث آية اخرى فكانت أغلظ من الاولى والثانية واشد فقال الله عزوجل: انما يريد الشيطان ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكرالله وعن الصلوة فهل انتم منتهون فامرالله عزوجل باجتنابها وفسر عللها التى لها ومن اجلها حرمها.

342 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (يا ايها الذين آمنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام) اما الخمر فكل مسكر من الشراب اذا خمر فهو خمر، وما اسكر كثيرة فقليله حرام، وذلك ان ابابكر شرب قبل ان تحرم الخمر فسكر فجعل يقول الشعر ويبكى على قتلى المشركين من أهل بدر، فسمع النبى (صلى الله عليه وآله) فقال: اللهم امسك على لسانه فأمسك على لسانه فلم يتكلم حتى ذهب عنه السكر، فأنزل الله تحريمها بعد ذلك. وانما كانت الخمر يوم حرمت بالمدينة فضيخ البسر والتمر (1) فلما نزل تحريمها خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقعد في المسجد ثم دعا بآنيتهم التى كانوا ينبذون فيها فكفاها كلها وقال: هذه كلها خمر وقد حرمها الله، فكان أكثر شئ كفى في ذلك يومئذ من الاشربة الفضيخ، ولاأعلم أكفى يومئذ من خمر العنب شئ الااناء واحدا كان فيه زبيب وتمر جميعا، فأما عصير العنب فلم يكن يومئذ بالمدينة منه شئ حرم الله الخمر قليلها وكثيرها وبيعها وشراءها والانتفاع بها.

343 ـ وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من شرب الخمر فاجلدوه فان عاد فاجلدوه، فان عاد فاجلدوه فان عاد في الرابعة فاقتلوه، قال: حق على الله أن يسقى من شرب الخمر

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفضيح: الشراب المتخذ من التمر و غيره. (*)

 

===============

(669)

 

مما يخرج من فروج المومسات والمومسات الزوانى بخرج من فروجهن صديد والصديد قيح ودم غليظ مختلط يؤذى أهل النار حره ونتنه.

344 ـ و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من شرب الخمر لم يقبل منه صلوة اربعين ليلة، فان عاد فأربعين ليلة من يوم شربها، فان مات في تلك الاربعين ليلة من غير توبة سقاه الله يوم القيامة من طينة خبال (1) وسمى المسجد الذى قعد فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم اكفيت الاشربة مسجد الفضيخ من يومئذ، لانه كان أكثر شئ اكفى من الاشربة الفضيخ، واما الميسر فالنرد والشطرنج وكل قمار ميسر، واما الانصاب فالاوثان التى كان يعبدها المشركون، واما الازلام فالقداح التى كانت تستقسم بها مشركوا العرب في الامور في الجاهلية، كل هذا بيعه وشراؤه و الانتفاع بشئ من هذا حرام من الله محرم وهو رجس من عمل الشيطان، وقرن الله الخمر والميسر مع الاوثان.

345 ـ في مجمع البيان وقال الباقر (عليه السلام): يدخل في الميسر اللعب بالشطرنج والنرد وغير ذلك من أنواع القمار، حتى ان لعب الصبيان بالجوز من القمار وقال ابن عباس يريد بالخمر جميع الاشربة التى تسكر، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخمر من تسع من التبع وهو العسل، ومن العنب ومن الزبيب ومن التمر ومن الحنطة ومن الذرة والشعير والسلت (2) وقال: في الميسر يريد القمار ونهى عن أسياء كثيرة، انتهى كلام ابن عباس.

346 ـ في من لايحضره الفقيه باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في حديث طويل في تعدد الكبائر وبيانها من كتاب الله: وشرب الخمر لان الله عزوجل عدل بها عبادة الاوثان.

347 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: مابعث الله عزوجل نبيا الا بتحريم الخمر.

348 ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الخبال: السم القاتل.

(2) السلت: الشعير لاقشر له. (*)

 

===============

(670)

 

الخمر عشرة: غارسها وحارسها وعاصرها وشاربها وساقيها وحاملها والمحمول اليه وبايعها ومشتريها وآل ثمنها.

349 ـ وعن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال في حديث والبراءة من الانصاب والازلام وائمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة.

350 ـ في عيون الاخبار في باب ماكتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين والبراءة من الانصاب والازلام أئمة الضلال.

351 ـ في تفسير العياشى عن الهشام عن الثقة رفعه عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قيل له:

روى عنكم ان الخمر والميسر والانصاب والازلام رجال؟ فقال: ما كان الله ليخاطب خلقه بذا لايعقلون. (1)

352 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قوله: اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان توليتم فاعلموا انما على رسولنا البلاغ المبين فقال: اما والله ماهلك من كان قبلكم وما هلك من هلك حتى يقوم قائمنا (عليه السلام) الافى ترك ولايتنا وجحود حقنا، وما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الدنيا حتى الزم رقاب هذه الامة حقنا، والله يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم.

353 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انه سيكون قوم يبيتون وهم على اللهو وشرب الخمر والغنا، فبيناهم كذلك اذ مسخوا من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير، وهو قوله: واحذروا ان تعتدوا كما اعتدى اصحاب السبت، فقد كان املى لهم حتى آثروا وقالوا: ان السبت لنا حلال وانما كان حرام على اولينا، وكانوا يعاقبون على استحلالهم السبت فاما نحن فليس علينا حرام، ومازلنا بخير منذ استحللناه وقد كثرت اموالنا وصحت اجسامنا، ثم أخذهم الله ليلاوهم غافلون، فهو قوله: فاحذروه ان يحل بكم مثل ما حل بمن تعدى وعصى، فلما نزل تحريم الخمر والميسر والتشديد في أمرهما قال الناس من المهاجرين والانصار: يا رسول الله قتل أصحابنا وهم يشربون

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر (بما لا يعقلون) (*)

 

===============

(671)

 

الخمر وقد سماه الله رجسا وجعلها من عمل الشيطان، وقد قلت ما قلت، فيضر أصحابنا ذلك شيئا بعد ماماتوا؟ فأنزل الله: (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) الاية فهذا لمن مات وقتل قبل تحريم الخمر، والجناح هو الاثم على من شربها بعد التحريم.

354 ـ في الكافى يونس عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): الحد في الخمران شرب منها قليلا أو كثيرا، قال: ثم قال اتى عمر بقدامة بن مظعون قد شرب الخمر وقامت عليه البينة، فسأل أميرالمؤمنين (عليه السلام) فأمره أن يجلده ثمانين، فقال قدامة:

يا اميرالمؤمنين ليس على حد أنا من اهل ههذه الآية (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) قال فقال على (عليه السلام) لست من أهلها ان طعام أهلها لهم حلال ليس يأكلون ولايشربون الا ماأحله الله لهم، ثم قال على (عليه السلام) ان الشارب اذا شرب لم يدر مايأكل ولا ما يشرب فاجلدوه ثمانين جلدة.

355 ـ في مجمع البيان وروى ان قدامة بن مظعون شرب الخمر في ايام عمر بن الخطاب فأراد عمر أن يدر عنه الحد، فقال على (عليه السلام): أديروه على الصحابة فان لم يسمع أحدا منهم قرأ عليه آية التحريم فادرؤا عنه الحد، وان كان قد سمع فاستتيبوه واقيموا عليه الحد، فان لم يتب وجب عليه القتل.

356 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبى عمير عن حماد عن الحلبى قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله سبحانه وتعالى: يا ايها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله ايديكم ورماحكم قال: حشر عليهم الصيد في كل مكان حتى دنا منهم ليبلوهم الله به.

357 ـ على بن ابراهيم عن حماد بن عيسى وابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ليبلونكم الله بشئ من الصيد تناله ايديكم ورماحكم) قال: حشرت لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في عمرة الحديبية الوحوش حتى نالتها أيديهم ورماحهم.

358 ـ في مجمع البيان (تناله ايديكم ورماحكم) قيل فيه أقوال أحدها:

 

===============

(672)

 

ان المراد تحريم صيد البر، والذى تناله الايدى فراخ الطير وصغار الوحوش والبيض، والذى تناله الرماح الكبار من الصيد، وهو المروى عن أبيعبدالله (عليه السلام).

قال عزمن قائل: يا ايها الذين آمنوا لاتقتلوا الصيد وانتم حرم.

359 ـ في الكافى على عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير وصفوان عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا احرمت فاتق قتل الدواب كلها الا الافعى والعقرب والفارة اما الفارة فانها توهى السقاء (1) وتحرق على أهل البيت، فاما العقرب فان النبى (صلى الله عليه وآله) مد يده إلى الحجر فلسعته عقرب فقال لعنك الله لابرا تدعين ولافاجرا، والحية اذا ارادتك فاقتلها، وان لم تردك فلا تردها، والكلب العقور والسبع اذا أرادك فان لم يريد اك فلا تردهما، والاسود الغدر فاقتله على كل حال، وارم الغراب رميا والحدأة على ظهر بعيرك (2).

360 على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) في المحرم يصيد الطير قال: عليه الكفارة في كل ما اصاب.

361 ـ على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: يقتل في الحرم والاحرام الافعى والاسود الغدر وكل حية سوء، والعقرب والفارة وهى الفويسقة، وترجم الغراب والحداة رجما، فان عرض لك لصوص امتنعت منهم

362 محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن ابيه عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال يقتل المحرم الزنبور والنسر والاسود الغدر والذئب وما خاف أن يعدو عليه وقال: الكلب العقور هو الذئب.

363 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: كلما خاف المحرم على نفسه من السباع والحيات وغيرها فليقتله، فان لم يردك فلا ترده.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) السقاء ـ ككتاب ـ: جلد السخلة اذا جذع يكون للماء واللبن وتوهى السقا اى تخرقه.

(2) الاسود: الحية العظيمة. والحدأة: طاير خبيث. (*)

 

===============

(673)

 

364 ـ في مجمع البيان فاما اذا قتل الصيد خطأ او ناسيا فهو كالمتعمد في وجوب الجزاء عليه، وهو مذهب عامة أهل التفسير وهو المروى عن أئمتنا (عليهم السلام) مثل ماقتل من النعم واختلف في هذه المماثلة أهى في القيمة او الخلقة، والذى عليه معظم اهل العلم ان المماثلة معتبرة في الخلقة، ففى النعامة بدنة وفى حمار الوحش أو شبهه بقرة، وفى الظبى والارنب شاة، وهو المروى عن أهل البيت (عليهم السلام).

365 ـ في تفسير العياشى عن زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله: (لاتقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم) قال: من أصاب نعامة فبدنة، ومن أصاب حمارا او شبهه فعليه بقرة، ومن اصاب ظبيا فعليه شاة.

366 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابى الفضيل عن ابى الصباح قال:

سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: في الصيد من قتله متعمدا فجزاء مثل ما قتل؟ قال:

في الظبى شاة، وفى حمار الوحش بقرة، وفى النعامة جزوردرى. (1)

367 ـ عنه عن حماد عن حريز عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (فجزاء مثل ما قتل من النعم) قال في النعامة بدنة، وفى حمار وحش بقرة، وفى الظبى شاة وفى البقرة بقرة.

368 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن الحسن عن محمد بن عون النصيبى قال: لما أراد المأمون أن يزوج ابا جعفر محمد بن على بن موسى (عليهم السلام) ابنته ام الفضل اجتمع اليه اهلبيته الادنين منه، فقالوا: يا اميرالمؤمنين ننشدك الله ان تخرج عنا امرا قد ملكناه وتنزع عنا عزا قد البسنا الله، فقد عرفت الامر الذى بيننا وبين آل على قديما وحديثا، فقال المأمون: اسكتوا فوالله لاقبلت من احد منكم في امره، فقالوا. يا اميرالمؤمنين افتزوج قرة عينك صبيا لم يتفقه في دين الله، ولايعرف فريضة من سنة، ولايميز بين الحق والباطل، ولابى جعفر يومئذ عشر سنين او احدى عشرة سنة، فلو صبرت عليه حتى يتأدب ويقرأ القرآن ويعرف فرضا من سنة؟ فقال لهم المأمون: والله انه لافقه منكم واعلم بالله وبرسوله وفرايضه وسننه واحكامه

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الدر: كثرة اللبن وسيلانه. (*)

 

===============

(674)

 

واقرأ لكتاب الله واعلم بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه وتنزيله وتأويله منكم، فاسئلوه فان كان الامر كما قلتم قبلت منكم في امره، وان كان كما قلت علمتم ان الرجل خير منكم، فخرجوا من عنده وبعثوا إلى يحيى بن اكثم واطمعوه في هدايا ان يحتال على ابى جعفر بمسألة لايدرى كيف الجواب فيها عند المأمون اذا اجتمعوا للتزويج فلما حضروا وحضر ابوجعفر (عليه السلام) قالوا: يا اميرالمؤمنين هذا يحيى ابن اكثم ان اذنت له أن يسأل ابا جعفر عن مسألة؟ فقال المأمون: يا يحيى سل ابا ـ جعفر عن مسألة في الفقه لننظر كيف فقهه، فقال يحيى: يا ابا جعفر اصلحك الله ما تقول في محرم قتل صيدا؟ فقال ابوجعفر: قتله في حل أوفى حرم، عالما أو جاهلا، عمدا أو خطئا، عبدا أو حرا صغيرا أو كبيرا، مبدئا او معيدا، من ذوات الطير أو من غيرها، من صغار الصيد او من كبارها، مصرا عليها أو نادما في وكرها بالليل او بالنهار عيانا، محرما للعمرة أو للحج؟ قال: فانقطع يحيى بن اكثم انقطاعا لم يخف على اهل المجلس، وكثر الناس تعجبا من جوابه ونشط المأمون فقال: نخطب ياباجعفر ! فقال ابوجعفر (عليه السلام): نعم يا اميرالمؤمنين، فقال المأمون: الحمدلله اقرارا بنعمته ولا اله الا الله اخلاصا لعظمته، وصلى الله على محمد عند ذكره، وقد كان من فضل الله على الا نام ان اغناهم بالحلال عن الحرام فقال: (وانكحوا الايامى منكم والصاحين من عبادكم وامائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) ثم ان محمد ابن على نكح ام الفضل بنت عبدالله وبذل لها من الصداق خمسمأة درهم، وقد زوجتك فهل قبلت يا ابا جعفر؟ فقال ابوجعفر (عليه السلام): نعم يا اميرالمؤمنين قد قبلت هذا التزويج بهذا الصداق، ثم اولم عليه المأمون وجاء الناس على مراتبهم في الخاص والعام، قال:

فبينا نحن كذلك اذ سمعنا كلاما كأنه من كلام الملاحين في مجاوباتهم، فاذا نحن بالخدم يجرون سفينة من فضة وفيها نسائج من ابريسم مكان القلوس مملوة غالية، فخضبوا لحاء أهل الخاص بها، ثم مدوها إلى دار العامة فطيبوهم، فلما تفرق الناس قال المأمون:

يا ابا جعفر ان رأيت ان تبين لنا ما الذى يجب على كل صنف من هذه الاصناف التى ذكرت في قتل الصيد؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام): نعم يا اميرالمؤمنين ان المحرم اذا قتل

 

===============

(675)

 

صيدا في الحل والصيد من ذوات الطير من كبارها فعليه شاة، واذا أصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا، واذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم وليس عليه قيمته لانه ليس في الحرم، واذا قتله في الحرم فعليه الحمل وقيمته لانه في الحرم، واذا كان من الوحوش فعليه في حمار الوحش بدنة وكذلك في النعامة وان لم يقدر فاطعام ستين مسكينا فان لم يقدر فصيام ثمانية عشر يوما وان كانت ظبيا فعليه شاة فان لم يقدر فاطعام عشرة مساكين فان لم يقدر فصيام ثلثة ايام، وان كان في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة حقا واجبا عليه ان ينحره ان كان في حج بمنى حيث ينحر الناس، وان كان في عمرة ينحره بمكة ويتصدق بمثل ثمنه حتى يكون مضاعفا. وكذلك اذا أصاب ارنبا فعليه شاة، واذا قتل الحمامة تصدق بدرهم أو يشترى به طعاما لحمام الحرم، وفى الفرخ نصف درهم، وفى البيضة ربع درهم، وكلما أتى به المحرم بجهالة فلا شئ عليه فيه الا الصيد فان عليه الفداء بجهالة كان أو بعلم، بخطاء كان أو بعمد، وكلما اتى العبد فكفارته على صاحبه بمثل ما يلزم صاحبه، وكلما أتى به الصغير الذى ليس ببالغ فلا شئ عليه فيه، وان كان ممن عاد فهو ممن ينتقم الله منه ليس عليه كفارة، والنقمة في الاخرة، وان دل على الصيد وهو محرم فقتل فعليه الفداء، والمصر عليه تلزمه بعد الفداء عقوبة في الاخرة، والنادم عليه لاشئ عليه بعد الفداء، واذا أصاب ليلا في وكرها خطأ فلا شئ عليه الا ان يتعمده، فان تعمد بليل أو نهار فعليه الفداء والمحرم للحج ينحر الفداء بمنى حيث ينحر الناس، والمحرم بالعمرة ينحر بمكة، فأمر المأمون أن يكتب ذلك كله عن أبى جعفر (عليه السلام) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

369 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) كلام لعلى (عليه السلام) فيه واما قولكم:

انى حكمت في دين الرجال فما حكمت الرجال وانما حكمت كلام ربى الذى جعله الله حكما بين أهله وقد حكم الله الرجال في طاير فقال (ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم) فدماء المسلمين أعظم عن دم طاير.

370 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن بن الصفار عن محمد بن الحسين

 

===============

(676)

 

ابن أبى الخطاب عن احمد بن محمد بن أبى نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: يحكم به ذوا عدل منكم قال: العدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام من بعده يحكم به وهو ذو عدل فاذا علمت ما حكم به رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحسبك فلا تسأل عنه.

371 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: (ذوا عدل منكم) قال: لعدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام من بعده، ثم قال: هذا مما اخطأت به الكتاب (1).

372 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (يحكم به ذواعدل منكم قال العدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامام من بعده ثم قال هذا اخطأت به الكتاب.

373 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد بن عثمان قال: تلوت عند ابى عبدالله (عليه السلام) (ذواعدل منكم) فقال: ذو عدل منكم هذا مما اخطأت فيه الكتاب.

374 ـ في تفسير العياشى في رواية حريز عن زرارة قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: (يحكم به ذواعدل منكم) قال العدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) والامام من بعده ثم قال وهذا مما اخطأت به الكتاب.

375 ـ عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله (يحكم به ذواعدل منكم) يعنى رجلا واحدا يعنى الامام (عليه السلام).

376 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد عن بعض رجاله عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من وجب عليه هدى في احرامه فله أن ينحره حيث شاء الافداء الصيد، فان الله تعالى يقول: هديا بالغ الكعبة).

377 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وللفيض (رحمه الله) في شرح هذا الحديث كلام راجع تفسير الصافى ج 1: 489. (*)

 

===============

(677)

 

شاذان عن ابن أبى عمير وصفوان عن معاوية بن عمار قال: يفدى المحرم فداء الصيد من حيث أصابه.

378 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): من وجب عليه فداء صيد أصابه وهو محرم فان كان حاجا نحر هديه الذى يجب عليه بمنى وان كان معتمرا نحر بمكة قبالة الكعبة.

379 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أبان عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال في المحرم اذا اصاب صيدا فوجب عليه الفداء فعليه ان ينحره ان كان في الحج بمنى حيث ينحر الناس، فان كان في عمرة نحره بمكة. وان شاء تركه إلى ان يقدم ويشتريه فانه يجزى عنه.

380 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن جميل عن بعض اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) في محرم قتل نعامة قال: عليه بدنة، فان لم يجد فاطعام ستين مسكينا، وقال: ان كان قيمة البدنة اكثر من اطعام ستين مسكينا لم يزد على اطعام ستين مسكينا، وان كان قيمة البدنة أقل من اطعام ستين مسكينا لم يكن عليه الاقيمة البدنة.

381 ـ احمد بن محمد عن الحسن بن على بن فضال عن ابن بكير عن بعض اصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله تعالى: او عدل ذلك صياما قال: يثمن قيمة الهدى طعاما ثم يصوم لكل مد يوما، فان زادت الامداد على شهرين فليس عليه اكثر منه.

382 ـ في تفسير العياشى وفى رواية محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام) (او عدل ذلك صياما) قال عدل الهدى مابلغ يتصدق به فان لم يكن عنده فليصم بقدر ما بلغ لكل طعام مسكين يوما.

383 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله فيمن قتل صيدا متعمدا وهو محرم: (فجزاء مثل ماقتل من النعم يحكم به ذواعدل منكم هديا بالغ الكعبة او كفارة طعام مساكين او عدل ذلك صياما) فقال: هو ينظر إلى الذى عليه

 

===============

(678)

 

هذا مثل ما قتل (1) فاما ان يهديه واما ان يقوم فيشترى به طعاما فيطعمه المساكين، يطعم كل مسكين مدا، واما ان ينظركم يبلغ عدد ذلك من المساكين فيصوم مكان كل مسكين يوما.

384 ـ في من لايحضره الفقيه عن الزهرى عن على بن الحسين (عليهما السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): أو تدرى كيف يكون عدل ذلك صياما يا زهرى؟ قال: قلت لاأدرى، قال: يقوم الصيد قيمة ثم تقض تلك القيمة على البر، ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما.

385 ـ في مجمع البيان واختلف في هذه الكفارات الثلث فقيل: انها مرتبة وقيل: انها على التخيير، وكلا القولين رواه أصحابنا.

386 ـ في تفسير العياشى عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: كل شئ في القرآن (أو) فصاحبه فيه بالخيار.

387 ـ في الكافى عن أبيه عن حماد عن حريز عمن أخبره عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): وكل شئ من القرآن (أو) فصاحبه بالخيار، يختار ماشاء.

388 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابيعبدالله (عليه السلام) في محرم اصاب صيدا قال: عليه الكفارة قلت: فان اصاب آخر؟ قال: اذا اصاب آخر فليس عليه كفارة وهو ممن قال الله تعالى: ومن عاد فينتقم الله منه.

389 ـ في تهذيب الاحكام يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن بعض اصحابه عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: اذا أصاب المحرم الصيد خطئا فعليه الكفارة، فان اصابه ثانية خطئا فعليه الكفارة أبدا اذا كان خطئا فان اصابه متعمدا كان عليه الكفارة فان اصابه ثانية متعمدا فهو ممن ينتقم الله ولم يكن عليه الكفارة.

390 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض اصحابه عن ابى جميلة عن زيد الشحام عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر: (ينظر إلى الذى عليه بجزاء ماقتل). (*)

 

===============

(679)

 

(ومن عادفينتقم الله منه) قال: ان رجلا انطلق وهو محرم فأخذ ثعلبا فجعل يقرب النار إلى وجهه وجعل الثعلب يصيح ويحدث من استه، وجعل أصحابه ينهونه عما يصنع ثم أرسله بعد ذلك فبينما الرجل نائم اذجاءته حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث كما احدث الثعلب ثم خلت عنه.

391 ـ على بن ابراهيم عن حماد عن حريز عمن أخبره عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال:

لابأس بأن يصيد المحرم السمك ويأكل مالحه وطريه ويتزود، وقال: احل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم قال: مالحه ألذى يأكلون وفصل ما بينهما كل طير يكون في الاجام (1) يبيض في البر ويفرخ في البر فهو من صيد البر، وما كان من صيد البريكون في البر ويبيض في البحر (2) فهو من صيد البحر.

392 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن معاوية بن عمار عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: كل شئ يكون أصله في البحر ويكون في البر والبحر فلا ينبغى للمحرم أن يقتله، فان قتله فعليه الجزاء كما قال الله سبحانه وتعالى.

393 ـ محمد بن يحى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: مر على صلوات الله عليه على قوم يأكلون جرادا فقال: سبحان الله وانتم محرمون؟ فقالوا: انما هو من صيد البحر، فقال: ارمسوه في الماء (3) اذا.

394 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن غير واحد عن أبان عن الطيار عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لايأكل المحرم طير الماء.

395 ـ في تفسير العياشى عن زيد الشحام عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله (أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة) قال: هى الحيتان المالح وما تزودت منه ايضا وان لم يكن مالحا فهو متاع.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاجام جمع الاجمة: الشجر الملتف ويقال له بالفارسية (بيشه).

(2) وفى بعض الروايات هكذا (ويبيض في البحر ويفرخ في البحر...):

(3) رمسه بالحجر: رماه به. (*)

 

===============

(680)

 

396 ـ عن أبان بن تغلب قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام) جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس قال جعلها الله لدينهم ومعايشهم، 397 ـ في مجمع البيان لما ذكر سبحانه حرمة الحرم عقبه بذكر البيت الحرام والشهر الحرام، فقال: (جعل الله الكعبة البيت الحرام) اى جعل الله حج الكعبة أو نصب الكعبة (قياما للناس) اى لمعايش الناس ومكاسبهم، لانه مصدر قاموا كان المعنى قاموا بنصبه ذلك لهم فاستثبت معايشهم بذلك واستقامت أحوالهم به، لما يحصل لهم في زيارتها من التجارة وأنواع البركة، ولهذا قال سعيد بن جبير: من أتى هذا البيت يريد شيئا للدنيا والاخرة أصابه، وهو المروى عن أبيعبدالله (عليه السلام)، و قيل ان معنى قياما للناس انهم لو تركوه عاما واحدا لايحجونه مانوظروا أن يهلكوا، عن عطاء ورواه على بن ابراهيم عنهم (عليهم السلام).

398 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالرحمن بن أبيعبدالله قال قلت لابيعبدالله (عليه السلام): ان ناسا من هؤلاء القصاص يقولون: اذا حج رجل رجل حجة ثم تصدق ووصل كان خيرا له؟ فقال: كذبوا لو فعل هذا الناس لتعطل هذا البيت، ان الله عزوجل جعل هذا البيت قياما للناس.

399 ـ وباسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب (عليهم السلام) قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه عن اشياء فكان فيما سألوه عنه ان قال له احدهم، لاى شئ سميت الكعبة كعبة؟ فقال النبى (صلى الله عليه وآله):

لانها وسط الدنيا.

400 ـ وروى عن الصادق (عليه السلام) انه سئل لم سميت الكعبة كعبة؟ قال. لانها مربعة، فقيل له: ولم صارت مربعة؟ قال: لانها بحذاء البيت المعمور وهو مربع، فقيل له، ولم صارت البيت المعمور مربعا؟ قال، لانها بحذاء العرش وهو مربع فقيل له: ولم صار العرش مربعا؟ قال. لان الكلمات التى بنى عليها أربع، وهى سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر.

401 ـ وباسناده إلى حنان قال. قلت لابيعبدالله (عليه السلام)، لم سميت بيت الله بيت الله

 

===============

(681)

 

الحرام؟ قال، لانه حرم على المشركين أن يدخلوه.

قال عزمن قائل اعلموا ان الله شديد العقاب وان الله غفور رحيم)

402 ـ في كتاب التوحيد حدثنا أبى (رحمه الله) قال. حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن ابى عمير عن معاذ الجوهرى عن جعفر بن محمد الصادق عن آبائه صلوات الله عليهم عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السلام) قال: قال الله جل جلاله:

من اذنب ذنبا صغيرا أو كبيرا وهو لايعلم ان لى ان عذبه او اعفو عنه لاغفرت له ذلك الذنب أبدا ـ ومن اذنب ذنبا صغيرا كان او كبيرا وهو يعلم ان لى ان اعذبه او ان اعفو عنه عفوت عنه.

403 ـ في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن احمد بن محمد ابن ابى نصر عن رجل عن أبى جعفر (عليه السلام): لاتسألوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم.

404 ـ في تفسير العياشى عن أحمد بن محمد قال: كتب إلى أبوالحسن الرضا (عليه السلام) وكتب في آخره: اولم تنتهوا عن كثرة المسائل فأبيتم أن تنتهوا، اياكم وذلك فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، فقال الله: (يا ايها الذين آمنوا لاتسألوا عن اشياء إلى قوله (كافرين).

405 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى ـ جعفر (عليه السلام) ان صفية بنت عبدالمطلب مات ابن لها فاقبلت فقال لها عمر غطى قرطك (1) فان قرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاتنفعك شيئا فقالت له: هل رأيت لى قرطا يابن اللخناء (2) ثم دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاخبرته بذلك وبكت، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنادى الصلوة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال اقوام يزعمون ان قرابتى لاتنفع لوقد قرب المقام المحمود لشفعت في محاوجكم، لايسألنى اليوم أحد من أبوه الا أخبرته: فقام اليه رجل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) القرط: مايعلق في شحمة الاذن من درة ونحوها.

(2) لخن: كان منتن المغان وهى مطاوى الجسد وقال الجوهرى: ويقال اللخناء للتى لم تختن. (*)

 

===============

(682)

 

فقال: من أبى يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذى تدعى له، أبوك فلان بن فلان. فقام آخر فقال من أبى يا رسول الله؟ قال: ابوك الذى تدعى له، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بال الذى يزعم ان قرابتى لاتنفع لايسألنى عن أبيه؟ فقام اليه عمر فقال له: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله اعف عنى عفا الله عنك، فانزل الله: (يا ايها الذين آمنوا لاتسألوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم) إلى قوله. (ثم أصبحوا بها كافرين).

406 ـ في مجمع البيان (لاتسألوا عن اشياء) الاية اختلفوا في نزولها قيل:

خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ان الله كتب عليكم الحج فقام عكاشة بن محصن ويروى سراقة بن مالك فقال: أفى كل عام يا رسول الله؟ فاعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلثا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويحك وما يؤمنك ان أقول نعم والله لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم ولو تركتم كفرتم فاتركونى ما تركتكم فانما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فاذا امرتكم بشئ فاتوا منه ما استطعتم واذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه عن على بن أبيطالب (عليه السلام) وابى امامة الباهلى.

407 ـ وفيه وقيل: ان تقديره لاتسألوا عن اشياء عفى الله عنها ان تبدلكم تسؤكم فقدم واخر، فعلى هذا يكون قوله: (عفى الله عنها) صفة للاشياء ايضا، ومعناه كفى الله عن ذكرها أولم يوجب فيها حكما، والى هذا اشار أميرالمؤمنين (عليه السلام):

ان الله افترض عليكم فرايض فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها، ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها، وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلموها.

408 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكلينى رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكلينى عن اسحق بن يعقوب قال: سألت محمد بن عثمان العمرى رضى الله عنه أن يوصل لى كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت على، فورد في التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): واما ماوقع من الغيبة فان الله عزوجل يقول. (يا ايها الذين آمنوا لاتسألوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم) انه لم يكن أحد من آبائى الا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وانى اخرج حين اخرج ولابيعة لاحد من الطواغيت في عنقى.

===============

(683)

 

409 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن حماد عن عبدالله بن سنان عن أبى الجارود قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): اذا حدثتكم بشئ فاسئلونى من كتاب الله، قال في بعض حديثه ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السوال، فقيل له: يابن رسول الله أين هذا من كتاب الله؟ قال: ان الله عزوجل يقول: (لاخير في كثير من نجواهم الامن أمر بصدقة أو معروف او اصلاح بين الناس) وقال: (ولاتؤتوا السفهاء اموالكم التى جعل الله لكم قياما) وقال:

(لاتسئلوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم).

في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن عيسى عن يونس وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبيعبدالله عن أبيه جميعا عن يونس عن عبدالله بن سنان وابن مسكان عن أبى الجارود قال: قال أبوجعفر (عليه السلام): اذا حدثتكم بشئ فأسئلونى عن كتاب الله، ثم قال في حديثه: ان الله نهى عن القيل والقال وذكر مثله سواء.

410 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبى (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن محمد بن أحمد بن يحيى الاشعرى عن العباس بن معروف عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل.

ماجعل الله من بحيرة ولاسائبة ولاوصيلة ولاحام قال: ان اهل الجاهلية كانوا اذا ولدت الناقة ولدين في بطن قالوا: وصلت فلا يستحلون ذبحها ولا اكلها واذا ولدت عشرا جعلوها سائبة ولايستحلون ظهرها ولاأكلها. والحام فحل الابل لم يكونوا يستحلونه، فأنزل الله عزوجل: انه لم يكن يحرم شيئا من ذاك، وقد روى ان البحيرة الناقة اذا انتجت خمسة أبطن، فان كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء، وان كان الخامس انثى بحروا اذنها اى شقوه وكانت حراما على النساء لحمها ولبنها، فاذا ماتت حلت للنساء، والسائبة البعير يسيب (1) بنذر يكون على الرجل ان سلمه الله عزوجل من مرض أو بلغه منزله ان يفعل ذلك، والوصيلة من الغنم كانوا اذا ولدت الشاة سبعة ابطن فان كان السابع ذكرا ذبح واكل منه الرجال والنساء، وان كانت انثى تركت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى يهمل. (*)

 

===============

(684)

 

في الغنم، وان كان ذكرا وانثى قالوا وصلت أخاها فلم تذبح، وكان لحومها حراما على النساء الا ان يكون يموت منها شئ فيحل اكلها للرجال والنساء، والحام الفعل اذا ركب ولد ولده قالوا قد حمى ظهره، وقد يروى ان الحام هو من الابل اذا نتج عشرة ابطن قالوا قد حمى ظهره فلا يركب ولايمنع من كلاء ولاماء انتهى).

411 ـ في تفسير العياشى قال: وقال ابوعبدالله (عليه السلام) البحيرة اذا ولدت وولد ولدها نحرت. (1)

412 ـ في مجمع البيان وقال المفسرون: روى ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وآله) ان عمرو بن يحيى بن قمعة بن خندف كان قد ملك مكة، وكان اول من غير دين اسمعيل فاتخذ الاصنام ونصب الاوثان بحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فلقد رايته في النار يؤذى اهل النار ريح قصبته ويروى بحر قصبته في النار.

413 ـ لايضركم من ضل اذا اهتديتم روى ان ابا ثعلبة سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن هذه الآية فقال: ايتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، فاذا رايت دنيا مؤثرة وشحا مطاعا وهوى متبعا واعجاب كل ذى راى برايه فعليك بخويصة نفسك وذرعوامهم.

414 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لايضركم من ضل اذا اهتديتم) قال: اصلحوا انفسكم ولاتتبعوا عورات الناس ولاتذكرو هم، فانه لايضركم ضلالتهم اذا كنتم انتم صالحين، قوله يا ايها الذين آمنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم او آخران من غيركم ان انتم ضربتم في الارض فاصابتكم مصيبة الموت فانها نزلت في ابن بندى وابن ابى مارية نصرانيين وكان رجل يقال له تميم الدارى مسلم خرج معهما في، سفر، وكان مع تميم خرج ومتاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة اخرجها إلى بعض أسواق العرب ليبيعها، فلما مروا بالمدينة اعتل تميم، فلما حضره الموت دفع

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر (بحرت) بالباء مكان (نحرت)، (*)

 

===============

(685)

 

ما كان معه إلى ابن بندى وابن ابى مارية وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته، فقد ما المدينة فأوصلا ما كان دفعه اليهما تميم، وحبسا الانية المنقوشة والقلادة، فقال ورثة الميت، هل مرض صاحبنا مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة؟ فقالا: مامرض الا اياما قليلة، قالوا فهل سرق منه شئ في سفره هذا؟ قالا: لا. قالوا: فهل اتجر تجارة خسر فيها؟ قالا: لا، قالوا: فقد افتقدنا أنبل شئ (1) كان معه آنية منقوشة بالذهب مكللة وقلادة، فقالا: ما دفعه الينا قد أديناه اليكم، فقد موهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاوجب عليهما اليمين فحلفا واطلقهما، ثم ظهرت القلادة والانية عليهما، فاخبروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك فانتظر الحكم من الله، فانزل الله: (يا ايها الذين آمنوا شهادة بينكم اذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم او آخران من غيركم) يعنى من اهل الكتاب (ان أنتم ضربتم في الارض) فأطلق الله شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط اذا كان في سفر ولم يجد المسلم، ثم قال: (فاصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلوة) يعنى بعد صلوة العصر (فيقسمان بالله ان ارتبتم لانشترى به ثمنا قليلا ولو كان ذا قربى ولانكتم شهادة لله انا اذا لمن الاثمين) فهذه الشهادة الاولى التى حلفهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: عزوجل (فان عثر على انهما استحقا اثما) اى حلفا على كذب (فآخر ان يقومان مقامهما) يعنى من اولياء المدعى (من الذين استحقا عليهما الاوليان فيقسمان بالله) اى يحلفان بالله (لشهادتنا احق من شهادتهما وما اعتدينا انا اذا لمن الظالمين) وانهما قد كذبا فيما حلفا بالله، (ذلك ادنى ان يأتوا بالشهادة على وجهها او يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانهم) فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) اولياء تميم الدارى ان يحلفوا بالله على ما امرهم به فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الانية والقلادة من ابن بندى وابن ابى مارية وردهما على اولياء تميم.

415 ـ في مجمع البيان (يا ايها الذين آمنوا) إلى قوله (شهادة الله) سبب نزول الاية ان ثلث نفر خرجوا تجارا من المدينة إلى الشام، تميم بن اوس الدارى واخوه عدى وهما نصرانيان وابن ابى مارية مولى عمرو بن العاص السهمى و كان مسلما، حتى اذا كان ببعض الطريق مرض ابن ابى مارية فكتب وصيته ودسها في متاعه (2)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى أفضله.

(2) اى اخفاها فيه (*)

 

===============

(686)

 

واوصى اليهما ودفع المال اليهما، وقال ابلغا هذا اهلى، فلما مات فتحا المتاع واخذا ما اعجبهما منه ثم رجعا بالمال إلى الورثة، فلما نشر القوم المال فقدوا بعض ما خرج به صاحبهم، ونظروا إلى الوصية فوجدوا المال فيها تاما، فكلموا تميما وصاحبه فقالا:

لاعلم لنابه، وما دفعه الينا ابلغناه كما هو، فرفعوا امرهم إلى النبى (صلى الله عليه وآله) فنزل الاية عن الواقدى عن اسامة بن زيد وعن جماعة من المفسرين وهو المروى عن ابى جعفر (عليه السلام)

416 ـ (اثنان ذوال عدل منكم) اى من اهل دينكم وملتكم او آخر ان من غيركم اى من غير اهل ملتكم وهو المروى عن الباقر والصادق (عليهما السلام).

417 ـ في عيون الاخبار في باب ماكتب به الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال لضعفهن عن الرؤية، ومحاماتهن للنساء في الطلاق، فلذلك لاتجوز شهادتهن الا في موضع ضرورة مثل شهادة القابلة، وما لا يجوز للرجال ان ينظروا اليه كضرورة تجويز شهادة اهل الكتاب اذا لم يوجد غيرهم، وفى كتاب الله: (اثنان ذو اعدل منكم) مسلمين (او آخران من غيركم) كافرين.

418 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن ابى الصباح الكنانى قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:

(يا ايها لذين آمنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم او آخران من غيركم) قلت: (ما آخران من غيركم)؟ قال. هما كافران، قلت: (ذواعدل منكم؟ فقال: مسلمان.

419 ـ محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان وعلى بن ابراهيم عن ابيه جميعا عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى (او آخران من غيركم) قال: اذا كان الرجل في بلد ليس فيه مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية.

420 ـ محمد بن احمد عن عبدالله بن الصلت عن يونس بن عبدالرحمن عن يحيى بن محمد قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (يا ايها الذين

 

===============

(687)

 

آمنوا شهادة بينكم اذا حضر احدكم الموت حين الوصية اثنان ذواعدل منكم او آخران من غيركم) قال، اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من اهل الكتاب، فان لم ـ يجدوا من اهل الكتاب فمن المجوس لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سن في المجوس سنة اهل الكتاب في الجزية، وذلك اذا مات الرجل في أرض غربة فلم يجد مسلمين أشهد رجلين من اهل الكتاب، يجلسان بعد العصر، (فيقسمان بالله) عزوجل (لانشترى به ثمنا ولو كان ذا قربى ولانكتم شهادة الله انا اذا لمن الآثمين) قال: وذلك ان ارتاب ولى الميت في شهادتهما (فان عثر على انهما) شهدا بالباطل فليس له أن ينقض شهادتهما حتى يجئ بشاهدين فيقومان مقام الشاهدين الاولين (فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا انا اذا لمن الظالمين) فاذا فعل نقض شهادة الاولين و جازت شهادة الاخرين بقول الله عزوجل: ذلك ادنى ان ياتوا بالشهادة على وجهها او يخافوا ان ترد ايمان بعد ايمانهم.

421 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (او آخران من غيركم) قال: اذا كان الرجل في أرض غربة لايوجد فيها مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على الوصية.

422 ـ ابن محبوب عن جميل بن صالح عن حمزة بن حمران عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: (ذوا عدل منكم او آخران من غيركم) قال:

فقال: اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من اهل الكتاب، قال: فانما ذلك اذا مات الرجل المسلم في ارض غربة فطلب رجلين مسلمين يشهدهما على وصيته فلم يجد مسلمين، فيشهد على وصيته رجلين ذميين من اهل الكتاب مرضيين عند أصحابهما.

423 ـ فيمن لايحضره الفقيه روى الحسين بن على الوشاء عن احمد بن عمر قال، سألته عن قول الله عزوجل، (ذواعدل منكم او آخران من غيركم) قال: اللذان منكم مسلمان، واللذان من غيركم من اهل الكتاب. فان لم يجد من اهل الكتاب فمن المجوس، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سن بهم سنة اهل الكتاب: وذلك اذا مات الرجل بأرض

 

===============

(688)

 

غربة فلم يجد مسلمين يشهدهما فرجلان من أهل الكتاب، 424 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا احمد بن محمد بن عبدالرحمن المقرى قال: حدثنا أبوعمر ومحمد بن جعفر المقرى الجرجانى قال: حدثنا أبوبكر محمد بن الحسن الموصلى ببغداد قال: حدثنا محمد بن عاصم الطريفى قال: حدثنا ابوزيد بن عباس بن يزيد بن الحسن بن على الكحال مولى زيد بن على قال: حدثنى أبى زيد بن الحسن قال: حدثنى موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قال الصادق (عليه السلام) في قول الله عزوجل: يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لاعلم لنا قال:

يقولون، لاعلم لنا سواك.

425 ـ قال، وقال الصادق (عليه السلام)، القرآن كله تقريع وباطنه تقريب.

قال مصنف هذا الكتاب، يعنى بذلك انه من وراء آيات التوبيخ والوعيد آيات الرحمة والغفران (انتهى).

426 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله، (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم) فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلا (1) عن محمد عن أبى جعفر (عليه السلام) قال. ما اذا اجبتم في اوصيائكم فيقولون لاعلم لنا بما فعلوا بعدنا بهم.

427 ـ في روضوة الكافى ابن محبوب عن هشام بن سالم عن بريد الكناسى قال:

سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا اجبتم قالوا لاعلم لنا) قال فقال: ان لهذا تأويلا، يقول ماذا اجبتم في اوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم؟ قال: فيقولون: لاعلم لنا بمافعلوا من بعدنا.

428 ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع اهل الاديان واصحاب المقالات في التوحيد قال الرضا (عليه السلام): يا نصرانى اسئلك عن مسألة قال: سل، فان كان عندى علمها أجبتك، قال الرضا (عليه السلام): ما انكرت ان عيسى (عليه السلام) كان يحيى الموتى باذن الله عزوجل؟ قال الجاثليق انكرت ذلك من قبل أن من احيى الموتى وأبرء الاكمه والابرص فهو رب مستحق لان يعبد، قال الرضا (عليه السلام) فان اليسع قد صنع مثل ماصنع

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر (عن العلا بن العلا... اه) (*)

 

===============

(689)

 

عيسى (عليه السلام)، مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرء الاكمه والابرص فلم تتخذه امته ربا ولم يعبده أحد من دون الله تعالى، ولقد صنع حز قيل النبى (عليه السلام) مثل ما صنع عيسى بن مريم (عليه السلام) واحيى خمسة وثلثين الف رجل من بعد موتهم بستين سنة، ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له يارأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بنى اسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من سبى بنى اسرائيل حين غزى بيت المقدس، ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عزوجل اليهم فأحياهم؟ هذا في التورة لايدفعه الا كافر منكم، قال رأس الجالوت قد سمعنا به وعرفناه. قال صدقت ثم قال يا يهودى خذ على هذا السفر من التوراة، فتلا (عليه السلام) علينا من التوراة آيات فأقبل اليهودى يترجح قرائته ويتعجب، ثم أقبل على النصرانى فقال يا نصرانى فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم؟ قال بل كانوا قبله، قال الرضا (ع) ولقد اجتمعت قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه أن يحيى لهم موتاهم فوجه معهم على بن ابيطالب، فقال له اذهب إلى الجبانة (1) فناد باسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك يافلان ويافلان يقول لكم رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) قوموا باذن الله عزوجل فقاموا ينفضون التراب عن رؤسهم. فأقبلت قريش يسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم ان محمدا قد بعث نبيا، فقالوا اردنا انا أدركناه فنؤمن به، ولقد أبرء الاكمه والابرص والمجانين وكلمه البهايم والطير والجن والشياطين، ولم نتخذه ربا من دون الله تعالى، ولم ننكر لاحد من هؤلاء فضلهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

429 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن يوسف الصنعانى عن أبيه قال سألت أبا ـ جعفر (عليه السلام): اذا وحيت إلى الحواريين قال الهموا.

430 ـ عن يحيى الحلبى في قوله هل يستطيع ربك قال قرأتها هل تستطيع ربك يعنى هل تستطيع أن تدعو ربك.

431 ـ عن عيسى العلوى عن أبيه عن أبى جعفر (عليه السلام) قال المائدة التى نزلت على بنى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الجبانة: الصحراء وتسمى بها المقابر لانها تكون في الصحراء تشبيه للشئ بموضعه. (*)

 

===============

(690)

 

اسرائيل مدلاة (1) بسلاسل من ذهب عليها تسعة الوان (2) وتسعة أرغفة.

432 ـ عن الفضيل بن يسار عن أبى الحسن (عليه السلام) قال ان الخنازير من قوم عيسى سألوا نزول المائدة فلم يؤمنوا بها فمسخهم الله خنازير.

433 ـ عن عبدالصمد بن بندار قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول كانت الخنازير قوما من القصارين، كذبوا بالمائدة فمسخوا خنازير.

434 ـ في كتاب التوحيد في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع أصحاب المقالات و الاديان قال الرضا (عليه السلام) للجاثليق سل عما بدالك، قال الجاثليق أخبرنى عن حوارى عيسى بن مريم كم كان عدتهم وعن علماء الانجيل كم كانوا؟ قال الرضا (عليه السلام) على الخبير سقطت، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا، وكان أفضلهم وأعلمهم ألوقا وأما علماء النصارى فكانوا ثلثة رجال يوحنا الاكبر بأج ويوحنا بقرقيسا ويوحنا الديلمى بزجار وعنده كان ذكر النبى (صلى الله عليه وآله) وذكر أهلبيته وامتى وهو الذى بشر امة عيسى وبنى اسرائيل به.

435 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى على بن الحسن بن فضال عن أبيه قال قلت لابى ـ الحسن الرضا (ع) لم سمى الحواريون الحواريين؟ قال اما عند الناس فانهم سموا حواريين لانهم كانوا قصارين يخلصون الثياب من الوسخ بالغسل، وهو اسم مشتق من الخبز الحوار، واما عندنا فسمى الحواريون حواريين لانهم كانوا مخلصين في أنفسهم، ومخلصين لغيرهم من أوساخ الذنوب بالوعظ والتذكر.

436 ـ في مجمع البيان (قال عيسى بن مريم اللهم ربنا) إلى قوله:

(لااعذبه أحدا من العالمين) اختلف العلماء في المائدة هل نزلت أم لا؟ والصحيح

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) من التدلى بمعنى التعلق (2) كذا في النسخ وفى المصدر (اخونة) بدل الوان وهو مصحف (احوتة) كما في البحار وتفسير البرهان وهى جمع الحوت على ماقيل وفى مجمع البيان كما يأتى قريبا (عليها سبعة ارغفة وسبعة أحوات) واحوات جمع الحوت. وفى رواية اخرى في المصدر (انوان) بدل (الوان) وانوان جمع النون بمعنى الحوت. (*)