انها نزلت، لقوله سبحانه: انى منزلها عليكم فلا يجوز ان يقع في خبره الخلف ولان الاخبار قد استفاضت عن النبى (صلى الله عليه وآله) واصحابه والتابعين في انها نزلت، قال ابن عباس ان عيسى بن مريم قال لبنى اسرائيل: صوموا ثلثين يوما ثم سلوا الله ماشئتم يعطكموه، فصاموا ثلثين فلما فرغوا قالوا: انا لو عملنا لاحد من الناس فقضينا عمله لاطمعنا طعاما وانا صمنا وجعنا فادع الله ان ينذل علينا مائدة من السماء فأقبلت الملئكة بمائدة يحملونها عليها سبعة أرغفة وسبعة أحوات حتى وضعها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما اكل أولهم، وهو المروى عن أبيجعفر (عليه السلام).
437 ـ وروى عن عمار بن ياسر عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال، نزلت المائدة خبزا ولحما، وذلك انهم سألوا عيسى طعاما لاينفد يأكلون منها، فقيل لهم: فانها مقيمة لكم مالم تخونوا أو تخبأوا او ترفعوا، فان فعلوا ذلك عذبتكم، قال: فما مضى يومهم حتى خبأوا ورفعوا وخانوا (لاأعذبه أحدا من العالمين) (1).
438 ـ عن ابى الحسن موسى (عليه السلام) انهم مسخوا خنازير وفى تفسير أهل البيت (عليهم السلام): كانت المائدة تنزل عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون منها، ثم ترفع فقال كبراؤهم ومترفوهم: لاتدع مقلينا يأكلون منها معنا، فرفع الله المائدة ببغيهم ومسخوا قردة وخنازير.
439 ـ وفيه حديث طويل ذكرناه عند قوله: (لعن الذين كفروا) الآية عن أبى جعفر (عليه السلام) وفيه يقول: واما عيسى فانه لعن الذين انزلت عليهم المائدة ثم كفروا بعد ذلك.
440 ـ في تهذيب الاحكام احمد بن محمد عن محمد بن الحسن الاشعرى عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: الفيل مسخ إلى قوله: والجريث (2) الضبب قوله: (من بنى اسرائيل) حيث نزل المائدة على عيسى بن مريم (عليه السلام) لم يؤمنوا فتاهوا، فوقعت فرفة في البحر وفرقة في البر.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ.
(2) الجريث ـ كسكيت ـ: ضرب من السمك يشبه المار ماهى. (*)
===============
(692)
441 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عن على بن ابى طالب (عليه السلام) قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المسوخ فقال: هى ثلثة عشر:
الفيل والخنزير إلى قوله: واما الخنازير فقوم نصارى سألوا ربهم تعالى انزال المائدة عليهم، فلما انزلت عليهم كانوا اشد ما كانوا كفرا واشد تكذيبا.
442 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) في وجه دلائل الائمة (عليهم السلام) والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله حديث طويل وفيه قال (عليه السلام): يهلك في اثنان ولاذنب لى محب مفرط ومبغض مفرط، وانا لنبرأ إلى الله تعالى ممن يغلو فينا، فيرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم (عليه السلام) من النصارى، قال الله جل ثناؤه واذ قال الله يا عيسى بن مريمءأنت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون الله قال سبحانك مايكون لى ان اقول ما ليس لى بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم ماافى نفسى ولا اعلم مافى نفسك انك انت علام الغيوب ما قلت لهم الا ما امرتنى به ان اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتنى كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شئ شهيد.
443 ـ في تفسير العياشى عن ثعلبة عن بعض اصحابه عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى لعيسى: (ءانت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون الله قال:
لم يقله وسيقوله، ان الله اذا علم ان شيئا كائن اخبر عنه خبر ماقد كان.
444 ـ عن سليمان بن خالد قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام): قول الله لعيسى (ءانت قلت للناس اتخذونى وامى الهين من دون الله) قال الله بهذا الكلام؟ فقال: ان الله اذا اراد امرا ان يكون قصه قبل ان يكون كأن قد كان.
445 ـ عن جابر الجعفى عن ابى جعفر (عليه السلام) في تفسير هذه الآية: (تعلم مافى نفسى ولا اعلم مافى نفسك انك انت علام الغيوب) قال: ان الاسم الاكبر ثلثة وسبعون حرفا، احتجب الرب تبارك وتعالى منها بحرف، فمن ثم لايعلم احد ما في نفسه عزوجل، اعطى آدم اثنى وسبعين حرفا فتوارثتها الانبياء حتى صارت إلى عيسى، فذلك قول عيسى: (تعلم ما في نفسى) يعنى اثنتين وسبعين حرفا من الاسم الاكبر، يقول: انت علمتنيها
===============
(693)
فأنت تعلمها (ولا اعلم مافى نفسك) يقول: لانك احتجبت من خلقك بذلك الحرف فلاتعلم احد ما في نفسك.
446 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان عن ضريس عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم قال: اذا كان يوم القيامة وحشر الناس للحساب فيمرون باهوال يوم القيامة فلا ينتهون إلى العرصة حتى يجهدوا جهدا شديدا، قال: فيقفون بفناء العرصة ويشرف الجبار عليهم وهو على عرشه، فأول من يدعى بنداء يسمع الخلايق اجمعين ان يهتف: باسم محمد بن عبدالله النبى القرشى العربى قال: فيتقدم حتى يقف على يمين العرش قال ثم يدعى بصاحبكم على (عليه السلام) فيتقدم حتى يقف على يسار رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم يدعى بامة محمد فيقفون على يسار على (عليه السلام) ثم يدعى بنبى نبى وامته معه من اول النبيين إلى آخرهم وامتهم معهم، فيقفون عن يسار العرش قال ثم اول من يدعى للمسائلة القلم قال: فيتقدم فيقف بين يدى الله في صورة الادميين فيقول الله هل سطرت في اللوح ما الهمتك وامرتك به من الوحى؟ فيقول القلم نعم يارب قد علمت انى قد سطرت في اللوح ما امرتنى والهمتنى به من وحيك فيقول الله فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول. يارب وهل اطلع على مكنون سرك خلق غيرك؟ قال فيقول الله: أفلجت (1) حجتك، قال، ثم يدعى باللوح فيتقدم في صورة الادميين حتى يقف مع القلم، فيقول له: هل سطر فيك القلم ما الهمته وأمرته به من وحيى فيقول اللوح نعم يارب وبلغته اسرافيل فيتقدم اسرافيل مع القلم واللوح في صورة الادميين فيقول الله: هل بلغك اللوح ما سطر فيه القلم من وحيى؟ فيقول: نعم يارب وبلغته جبرئيل فيدعى لجبرئيل فيتقدم حتى يقف مع اسرافيل فيقول الله له هل بلغك اسرافيل ما بلغ؟ فيقول: نعم يارب وبلغته جميع انبيائك وأنفذت اليهم جميع ما انتهى إلى من امرك وأديت رسالاتك إلى نبى نبى ورسول رسول، وبلغتهم كل وحيك وحكمتك وكتبك، وان آخر من بلغته رسالتك ووحيك وحكمتك وعلمك وكتابك وكلامك محمد بن عبدالله العربى القرشى الحرمى حبيبك، قال ابوجعفر (عليه السلام)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى أظهرت. (*)
===============
(694)
فأول من من يدعى من ولد آدم للمسائلة محمد بن عبدالله، فيدنيه الله حتى لايكون خلق أقرب إلى الله يؤمئذ منه، فيقول الله يا محمد هل بلغك جبرئيل ما أوحيت اليك وارسلته به اليك من كتابى وحكمتى وعلمى، وهل اوحى ذلك اليك؟ فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نعم يا رب قد بلغنى جبرئيل جميع ما اوحيته اليه وارسلته به من كتابك وحكمتك وعلمك واوحاه إلى فيقول الله لمحمد هل بلغت امتك ما بلغك جبرئيل من كتابى وحكمتى وعلمى فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم يارب قد بلغت امتى ما اوحيت إلى من كتابك وحكمتك وعلمك وجاهدت في سبيلك، فيقول الله لمحمد فمن يشهد لك بذلك؟ فيقول محمد يارب انت الشاهد لى بتبليغ الرسالة وملئكتك والابرار من امتى وكفى بك شهيدا، فيدعى بالملئكة فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة ثم يدعى بامة محمد فيسألون: هل بلغكم محمد رسالاتى وكتابى وحكمتى وعلمى وعلمكم ذلك فيشهدون لمحمد بتبليغ الرسالة والحكمة والعلم، فيقول الله لمحمد: فهل استخلفت في امتك من بعدك من يقوم فيهم بحكمتى وعلمى ويفسر لهم كتابى ويبين لهم ما يختلفون فيه من بعدك حجة لى وخليفة في الارض؟ فيقول محمد: نعم يا رب قد خلفت فيهم على بن ابيطالب أخى ووزيرى ووصيى وخير امتى ونصبته لهم علما في حيوتى، ودعوتهم إلى طاعته وجعلته خليفتى في امتى اماما يقتدى به الامة من بعدى إلى يوم القيامة، فيدعى بعلى بن ابى طالب فيقال له هل أوصى اليك محمد واستخلفك في امته ونصبك علما لامته في حيوته وهل قمت فيهم من بعده مقامه؟ فيقول له على (عليه السلام) نعم يا رب قد أوصى إلى محمد وخلفنى في امته ونصبنى لهم علما في حيوته، فلما قبضت محمدا اليك جحدتنى امته ومكر وابى و استضعفونى وكادوا يقتلوننى، وقدموا قد امى من أخرت وأخروا من قدمت، ولم يسمعوا منى ولم يطيعوا أمرى، ففاتلتهم في سبيلك حتى قتلونى، فيقال لعلى هل خلفت من بعدك في امة محمد حجة وخليفة في الارض يدعو عبادى إلى دينى والى سبيلى؟ فيقول على نعم يارب قد خلفت فيهم الحسن ابنى وابن بنت نبيك، فيدعى بالحسن بن على فيسأل عما سئل منه على بن ابى طالب (عليه السلام)، قال، ثم يدعى بامام امام وبأهل عالمه
===============
(695)
فيحتجون بحجتهم، فيقبل الله عذرهم، ويجيز حجتهم، قال، ثم يقول الله، (هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم) قال، ثم انقطع حديث ابى جعفر عليه وعلى آبائه افضل السلام.
447 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) في حديث، وحقيقة الصدق تقتضى تزكية الله تعالى لعبده، كما ذكر عن صدق عيسى بن مريم (عليهما السلام) في القيامة بسبب ما أشار اليه من صدقه براءة للصادقين من رجال أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال الله عزوجل، (هذا يوم ينفع الصادقين) الاية.
===============
(696)
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابن عباس قال: من قرأ سورة الانعام في كل ليلة كان من الآمنين يوم القيامة ولم ير بعينه مقدم النار أبدا. وقال ابوعبدالله (عليه السلام): نزلت سورة الانعام جملة واحدة شيعها سبعون ألف ملك حتى نزلت على محمد (صلى الله عليه وآله)، فعظموها وبجلوها، فان اسم الله فيها في سبعين موضعا، ولو علم الناس ما فيها ما تركوها.
في اصول الكافى باسناده إلى الحسن بن على بن ابى حمزة رفعه قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان سورة الانعام نزلت جملة، وذكر كما في ثواب الاعمال سواء الا ان في آخر الحديث ولو يعلم الناس ما في قراءتها ماتركوها.
2 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: نزلت الانعام جملة شيعها سبعون ألف ملك لهم زجل (1) بالتسبيح والتهليل والتكبير فمن قرأها سبحوا له إلى يوم القيامة.
3 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: انزلت على الانعام جملة واحدة شيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فمن قرأها صلى عليه أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من الانعام يوما وليلة.
4 ـ جابر بن عبدالله الانصارى عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الانعام إلى قوله: (ويعلم ما تكسبون) وكل الله به أربعين ألف ملك يكتبون له مثل عبادتهم إلى يوم القيامة، وينزل ملك من السماء السابعة ومعه مرزبة من
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الزجل بمعنى الصوت. (*)
===============
(697)
حديد (1) فاذا أراد الشيطان أن يوسوس أو يوحى في قلبه شيئا ضربه بها ضربة إلى آخر الخبر.
5 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) قال ابومحمد الحسن العسكرى ذكر عند الصادق (عليه السلام) الجدال في الدين وان رسول الله والائمة المعصومين (عليهم السلام) قد نهوا عنه فقال الصادق (عليه السلام): لم ينه عنه مطلقا ولكنه نهى عن الجدال بغير التى هى أحسن اما تسمعون قول الله تعالى. (ولاتجادلوا اهل الكتاب الا بالتى هى احسن) وقوله تعالى (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن الاى ان قال الصادق (عليه السلام) ولقد حدثنى أبى الباقر عن جدى على بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين بن على سيد الشهداء عن على بن ابيطالب اميرالمؤمنين صلوات الله عليهم انه اجتمع يوما عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل خمسة اديان اليهود والنصارى والدهرية والثنوية ومشركوا العرب إلى ان قال (عليه السلام). ثم أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الدهرية فقال وانتم فما الذى دعاكم إلى القول بأن الاشياء لابدء لها وهى دائمة لم تزل ولاتزال، فقالوا لانا لانحكم الا بما نشاهد ولم نجد للاشياء محدثا فحكمنا بانها لم تزل ولم نجد لها انقضاء وفناء فحكمنا بانها لاتزال، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فوجدتم لها قدما ام وجدتم لها بقاءا أبدا لابد؟ فان قلتم، انكم وجدتم ذلك انهضتم لانفسكم انكم لم تزالوا على هيئتكم وعقولكم بلا نهاية ولاتزالون كذلك ولئن قلتم هذا دفعتم العيان وكذبكم العالمون الذين يشاهدونكم؟ قالوا: بل لم نشاهد لها قدما ولا بقاءا أبد الابد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم صرتم بان تحكموا بالقدم والبقاء دائما لانكم لم تشاهدوا حدوثها وانقضائها اولى من تارك التميز لها مثلكم فيحكم لها بالحدوث والانقضاء والانقطاع لانه لم يشاهد لها قدما ولابقاءا أبدا لابد ولستم نشاهدون الليل والنهار وان أحدهما بعد الاخر؟ فقالوا: نعم، فقال:
أترونهما لم يزالا ولايزالان؟ فقالوا: نعم فقال أفيجوز عندكم اجتماع الليل والنهار ! فقالوا: لا، فقال (صلى الله عليه وآله): فاذا ينقطع أحدهما عن الاخر فيسبق أحدهما ويكون الثانى جاريا بعده قالوا كذلك هو فقال: فقد حكمتم بحدوث ما تقدم من ليل ونهار ولم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المرزبة: عصية من حديد: (*)
===============
(698)
تشاهدوهما فلا تكروالله قدره ثم قال (صلى الله عليه وآله) اتقولون ما قبلكم من الليل والنهار متناه او غير متناه فان قلتم غير متناه فقد وصل اليكم آخر بلا نهاية لا وله وان قلتم انه متناه فقد كان ولاشئ منهما؟ قالوا: نعم قال لهم أقلتم ان العالم قديم غير محدث وأنتم عارفون بمعنى ما اقررتم به ومعنى ما جحدتموه؟ قالوا: نعم فقال رسول الله: فهذا الذى تشاهدونه من الاشياء بعضها إلى بعض مفنقر لانه لاقوام للبعض الا بما يتصل به، الا ترى البناء محتاجا بعض اجزائه إلى بعض والا لم يبق ولم يستحكم وكذلك ساير ما ترى قال:
فاذا كان هذا المحتاج بعضه إلى بعض لقوته وتمامه هو القديم فاخبرونى أن لو كان محدثا كيف كان يكون وماذا كان تكون صفته قال: فبهتوا وعلموا انهم لايجدون للمحدث صفة يصفونه بها الا وهى موجودة في هذا الذى زعموا انه قديم فوجموا (1) وقالوا سننظر في امرنا، ثم اقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الثنوية الذين قالوا ان النور والظلمة هما المدبران فقال:
وانتم فما الذى دعاكم إلى ماقلتموه من هذا؟ قالوا لانا وجدنا العالم صنفين خيرا وشرا ووجدنا الخير ضد للشر، فانكرنا أن يكون فاعل واحد يفعل الشئ وضده بل لكل واحد منهما فاعل الاترى ان الثلج محال ان يسخن كما ان النار محال أن تبرد فاثبتنا لذلك صانعين قديمين ظلمة ونورا، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفلستم قد وجدتم سوادا وبياضا وحمرة وصفرة وخضرة وزرقة وكل واحدضد لسايرها لاستحالة اجتماع اثنين منها في محل واحد كما كان الحر والبرد ضدين لاستحالة اجتماعهما في محل واحد قالوا: نعم، قال فهل لا اثبتم بعدد كل لون صانعا قديما ليكون فاعل كل الضد من هذه الالوان غير فاعل ضد الاخر؟ قال. فسكتوا، ثم قال: وكيف اختلط هذا النور والظلمة وهذا من طبعه الصعود وهذا من طبعه النزول أرأيتم لو ان رجلا أخذ شرقا يمشى اليه والاخر أخذ غربا أكان يجوزان يلتقيا ماداما سايرين على وجوههما؟ قالوا: لا، فقال: وجب أن لايختلط النور بالظلمة لذهاب كل واحد منهما في غير جهة الاخر، فكيف وجدتم حدث هذا العالم من امتزاج مايحال أن يمتزج بل هما مدبران جميعا مخلوقان؟ فقالوا. سننظر في أمرنا، ثم أقبل على مشركى العرب فقال: وانتم فلم عبدتم الاصنام من دون الله؟ فقالوا: نتقرب بذلك إلى الله تعالى، فقال: أوهى سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وجم وجما: سكت وعجز عن التكلم. (*)
===============
(699)
إلى الله؟ قالوا: لا، قال: فانتم الذين نحتموها بأيديكم فلان تعبدكم هى لو كان يجوز منها العبادة أحرى من أن تعبدوها اذا لم يكن امركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم والحكيم فيما يكلفكم؟ قال: فلما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا القول اختلفوا فقال بعضهم: ان الله قد حل في هياكل رجال كانوا على هذه الصورة فصورنا هذه الصور نعظمها لتعظيمنا تلك الصور التى حل فيها ربنا وقال آخرون منهم: ان هذه صور أقوام سلفوا كانوا مطيعين لله عزوجل قبلنا فمثلنا صورهم وعبدناها تعظيما لله وقال آخرون منهم، ان الله تعالى لما خلق آدم وامر الملئكة بالسجود له فسجدوه تقربا لله كنا نحن احق بالسجود لادم من الملئكة، ففاتنا ذلك فصورنا صورته فسجدنا لها تقربا إلى الله تعالى كما تقربت الملئكة بالسجود لادم إلى الله، وكما امرتم بالسجود بزعمكم إلى جهة مكة ففعلتم ثم نصبتم في غير ذلك البلد بايديكم محاريب سجدتم اليها وقصدتم الكعبة لامحاريبكم وقصدكم بالكعبة إلى الله عزوجل لا اليها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اخطأتم الطريق وظللتم أما انتم وهو (صلى الله عليه وآله) يخاطب الذين قالوا ان الله يحل في هياكل رجال كانوا على هذه الصور التى صورناها فصورنا هذه الصور ونعظمها لتعظيمنا لتلك الصور التى حل فيها ربنا ـ: فقد وصفتم ربكم بصفة المخلوقات، اويحل ربكم في شئ يحيط به بذلك الشئ فأى فرق بينه اذا وبين ساير مايحل فيه من لونه وطعمه ورايحته ولينه وخشونته وثقله وخفته ولم صار هذا المحلول فيه محدثا وذلك قديما دون ان يكون ذلك محدثا وهذا قديما وكيف يحتاج إلى المحال من لم يزل قبل المحال وهو عزوجل كما لم يزل، واذا وصفتموه بصفة المحدثات في الحلول فقد لزمكم أن تصفوه بالزوال، وما وصفتموه بالزوال والحدوث فصفوه بالفناء، فان ذلك أجمع من صفات الحال والمحلول فيه، وجميع ذلك متغير الذات. فان كان لم يتغير ذات البارى عزوجل بحلوله في شئ جاز أن لايتغير بان يتحرك ويسكن ويسود ويبيض ويحمر ويصفر، وتحله الصفات التى تتعاقب على الموصوف بها حتى يكون فيه جميع صفات المحدثين، ويكون محدثا تعالى عن ذلك علوا كبيرا ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاذا بطل ماظننتموه من ان الله يحل في شئ فقد فسد ما بنيتم عليه قولكم قال: فسكت القوم وقالوا سننظر في أمرنا ثم اقبل على الفريق الثانى
===============
(700)
فقال: أخبرونا عنكم اذا عبدتم صور من كان يعبدالله فسجدتم لها وصليتم فوضعتم الوجوه الكريمة على التراب بالسجود لها فما الذى بقيتم لرب العالمين؟ أما علمتم ان من حق من يلزم تعظيمه وعبادته أن لايساوى به عبده، ارأيتم ملكا او عظيما اذا ساويتموه بعبيده في التعظيم والخشوع والخضوع ايكون في ذلك وضع من الكبير كما يكون زيادة في تعظيم الصغير؟ فقالوا نعم، قال افلا تعلمون انكم من حيث تعظمون الله بتعظيم صور عباده المطيعين له تزرون على رب العالمين؟ قال فسكت القوم بعد ان قالوا. سننظر في امرنا، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للفريق الثالث: لقد ضربتم لنا مثلا وشبهونا بأنفسهم ولاسواء ذلك، انا عباد الله مخلوقون مربوبون ونأتمر له فيما امرنا وننزجر عما زجرنا ونعبده من حيث يريده منا، فاذا امرنا بوجه من الوجوه اطعناه ولم نتعد إلى غيره مما لم يأمرنا ولم يأذن لنا لانا لاندرى لعله وان اراد منا الاول فهو يكره الثانى وقد نهانا ان نتقدم بين يديه، فلما امرنا ان نعبده بالتوجه إلى الكعبة اطعنائم امرنا بعبادته بالتوجه نحوها في ساير البلدان التى نكون بها، فأطعنا فلم نخرج في شئ من ذلك عن اتباع امره، والله عزوجل حيث أمرنا بالسجود لادم لم يأمر بالسجود لصورته التى هى غيره فليس لكم أن تقيسوا ذلك عليه، لانكم لاتدرون لعله يكره ما تفعلون اذا لم يأمركم به، ثم قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أرايتم لواذن لكم رجل دخول داره يوما بعينه ألكم أن تدخلوها بعد ذلك بغير أمره، أولكم ان تدخلوا دارا له اخرى مثلها بغير أمره؟ او وهب لكم رجل ثوبا من ثيابه او عبدا من عبيدة او دابة من دوابه الكم ان تأخذوا ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فان لم تأخذوه اخذتم آخر مثله؟ قالوا: لا، لانه لم يأذن لنافى الثانى كما اذن في الاول، قال (عليه السلام): فاخبرونى الله اولى بان لا يتقدم على ملكه بغير امره او بعض المملوكين؟ قالوا: بل الله اولى بان لا يتصرف في ملكه بغير اذنه قال: فلم قلتم ومتى امركم ان تسجد والهذه الصور؟ قال: فقال القوم سننظر في امرنا، وقال الصادق (عليه السلام): فو الذى بعثه بالحق نبيا ما اتت على جماعتهم ثلثة ايام حتى اتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأسلموا، وكانوا خمسة وعشرين رجلا من كل فرقة خمسة وقالوا: ما راينا مثل حجتك يا محمد نشهد انك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال الصادق (عليه السلام)
===============
(701)
قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): فانزل الله تعالى: الحمدلله الذى خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وكان في هذه الاية رد على ثلثة اصناف منهم لما قال: الحمدلله الذى خلق السموات والارض فكان ردا على الدهرية الذين قالوا: ان الاشياء لابدء لها وهى دائمة ثم قال: (وجعل الظلمات والنور) فكان ردا على الثنوية الذين قالوا: ان النور والظلمة هما المدبران ثم قال، (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) فكان ردا على مشركى العرب الذين قالوا: ان اوثاننا الهة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
6 ـ في تفسير العياشى جعفر بن أحمد عن العمركى بن على عن العبيدى عن يونس بن عبدالرحمن عن على بن جعفر عن أبى ابراهيم (عليه السلام) قال: لكل صلوة وقتان ووقت يوم الجمعة زوال الشمس ثم تلا هذه الاية: (الحمدلله الذى خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) قال: يعدلون بين الظلمات والنور وبين الجور والعدل.
7 ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى (عليه السلام) يقول فيها: فمن ساوى ربنا بشئ فقد عدل به، والعادل به كافر بما تنزلت به محكمات آياته، ونطقت به شواهد حجج بيناته، لانه الله الذى لم يتناها في العقول، فيكون في نهب فكرها مكيفا، وفى حواصل رويات همم النفوس محدودا مصرفا، المنشى أصناف الاشياء بلا روية احتاج اليها، و لاقريحة غريزة اضمرها عليها، ولاتجربة أفادها من موجودات الدهور، ولاشريك أعانه على ابتداع عجائب الامور.
8 ـ وفيها ايضا كذبك العادلون بالله اذ شبهوه بمثل أصنافهم، وحلوه حلية المخلوقين بأوهامهم وجزوه بتقدير منتج خواطرهم، وقدروه على الخلق المختلفة القوى بقرايح عقولهم.
9 ـ في تهذيب الاحكام في الموثق عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: واذا قرأتم (الذين كفروا بربهم يعدلون) ان يقول: كذب العادلون بالله قلت لهم فان لم:
يقل الرجل شيئا من هذا اذا قرأ؟ قال: ليس عليه شئ والحديث طويل اخذنا منه
===============
(702)
موضع الحاجة.
قال عزمن قائل: هو الذى خلقكم من طين.
10 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ربعى ابن عبدالله عن رجل عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: ان الله عزوجل خلق النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة، وجعل خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك، وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين فمن هذا يلد المؤمن الكافر، ويلد الكافر المؤمن، ومن ههنا يصيب المؤمن السيئة، ومن ههنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه، وقلوب الكفار تحن إلى ما خلقوا منه.
11 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن عبدالغفار الجازى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول، الطينات ثلث، طينة الانبياء والمؤمن من تلك الطينة، الا ان الانبياء من صفوتهاهم الاصل، ولهم فضلهم، والمؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لايفرق لله عزوجل بينهم وبين شيعتهم وقال طينة الناصب من حمأ مسنون واما المستضعفون فمن تراب، لايتحول مؤمن عن ايمانه، ولاناصب عن نصبه، ولله المشية فيهم.
12 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن صالح بن سهل قال: قلت لابيعبدالله (عليه السلام): جعلت فداك من اى شئ خلق الله عزوجل طينة المؤمن؟ فقال: من طينة الانبياء فلن تنجس أبدا.
13 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وغير واحد عن الحسين بن الحسن جميعا عن محمد ابن اورمة عن محمد بن على عن اسمعيل بن يسار عن عثمان بن يوسف قال: اخبرنى عبدالله بن كيسان عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك انا مولاك عبدالله بن كيسان قال: اما النسب فأعرفه، واما أنت فلست أعرفك، قال: قلت له:
انى ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس، واننى اخالط الناس في التجارات وغير ذلك، [703]
فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت (1) وحسن الخلق وكثرة امانة ثم افتشه فأتبينه عن عداوتكم وأخالط الرجل فارى منه سوء الخلق وقلة امانة ودعارة (2) ثم افتشه فأتبينه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟ قال: فقال لى: أما علمت يابن كيسان ان الله عزوجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار، فخلطهما جميعا ثم نزع هذه من هذه، وهذه من هذه، فما رأيت من اولئك من الامانة وحسن الخلق وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الامانة وسوء الخلق والدعارة فمما مستهم من طينة النار وهم يعودون إلى ما خلقوا منه.
14 ـ في تفسير العياشى عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله ثم قضى اجلا واجل مسمى عنده قال: الاجل الذى غير مسمى موقوف يقدم منه ما شاء ويؤخر منه ما شاء، واما الاجل المسمى فهو الذى ينزل مما يريد أن يكون من ليلة القدر إلى مثلها من قابل، فذلك قول الله: (واذا جاء اجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون).
15 ـ عن حمران عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: (ثم قضى اجلا وأجل مسمى عنده) قال: المسمى ماسمى لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذى قال الله: (اذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولا يستقدمون) وهو الذى سمى لملك الموت في ليلة القدر، والاخر له فيه المشية ان شاء قدمه وان شاء أخره.
16 ـ وفى رواية حمران عنه: اما الاجل الذى غير مسمى عنده فهو اجل موقوف يقدم فيه مايشاء ويؤخر فيه مايشاء، واما الاجل المسمى فهو الذى يسمى في ليلة القدر.
17 ـ عن حصين عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (قضى اجلا واجل مسمى عنده) قال:
ثم قال ابوعبدالله (عليه السلام): الاجل الاول هو مانبذه إلى الملئكة والرسل والانبياء، والاجل المسمى عنده هو الذى ستره الله عن الخلايق.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) السمت: هيئة اهل الخير.
(2) الدعارة: الفساد والفسوق (*)
===============
(704)
18 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن بكير عن زرارة عن حمران عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: (قضى اجلا واجل مسمى عنده) قال: هما اجلان اجل محتوم واجل موقوف.
19 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن الحلبى عن عبدالله بن مسكان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: الاجل المقضى هو المحتوم.
20 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابيجعفر قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: وهو الله في السموات والارض قال: كذلك هو في كل مكان، قلت: بذاته؟ قال: ويحك ان الاماكن اقدار، فاذا قلت في مكان بذاته لزمك أن تقول في اقدار وغير ذلك، ولكن هو باين من خلقه، محيط بما خلق علما وقدرة وسلطانا وملكا واحاطة.
21 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وهو الله في السموات وفى الارض يعلم سركم وجهركم ويعلم ماتكسبون) قال: السر ما اسر في نفسه، والجهر ما اظهره، والكتمان ما عرضه بقلبه ثم نسيه.
22 ـ في مجمع البيان الم يرواكم اهلكنا من قبلهم من قرن قال الزجاج: و الذى يقع عندى ان القرآن اهل كل مدة كان فيها نبى او كان فيها طبقة من اهل العلم، قلت السنون او كثرت والدليل عليه قول النبى (صلى الله عليه وآله) خيركم قرنى ثم الذين يلونهم.
23 ـ في كتاب الاحتجاج وعن ابى محمد الحسن العسكرى (ع) انه قال قلت لابى على بن محمد (عليهما السلام) هل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يناظر اليهود والمشركين اذاعاتبوه ويحاجهم اذا حاجوه؟ قال بلى مرارا كثيرة، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان قاعدا ذات يوم بفناء الكعبة (اذاجتمع جماعة من رؤساء قريش) اذابتدأ عبدالله بن ابى امية المخزومى فقال يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة وقلت مقالا هائلا. زعمت انك رسول رب العالمين وما ينبغى لرب العالمين وخالق الخلق اجمعين ان يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا، ولو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك ونشاهده بل لو ارادالله ان يبعث الينا نبيا لكان انما يبعث الينا ملكا لابشرا مثلنا، ما انت يا محمد الا رجلا مسحورا ولست بنبى، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللهم
===============
(705)
انت السامع لكل صوت والعاصم بكل شئ تعلم ما قاله عبادك. فأنزل الله عليه يا محمد:
وقالوا لولا انزل عليه ملك ولو انزلنا ملكا لقضى الامر إلى قوله: وللبسنا عليهم مايلبسون ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) واما قولك لى (ولو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك ونشاهده، بل لو اراد ان يبعث الينا نبيا لكان انما يبعث الينا ملكا لابشرا مثلنا) فالملك لاتشاهده حواسكم لانه من جنس هذا الهواء لاعيان منه ولو شاهدتموه بان يزاد في قوى ابصاركم لقلتم ليس هذا ملكا بل هذا بشر لانه انما كان يظهر لكم بصورة البشر الذى ألفتموه لتعرفوا عنه مقالته وتعرفوا خطابه ومراده، فكيف كنتم تعلمون صدق الملك وان ما يقوله حق بل انما يبعث الله بشرا واظهر على يده المعجزات التى ليست في طبايع البشر الذين قد علمتم ضماير قلوبهم فتعلمون بعجزكم عما جاءبه انه معجزة، وان ذلك شهادة من الله بالصدق له، ولو ظهر لكم ملك وظهر على يده ما يعجز عنه البشر لم تكن في ذلك ما يدلكم ان ذلك ليس في طبايع ساير أجناسه من الملئكة حتى يصير ذلك معجزا له، ألا ترون ان الطيور التى تطير ليس ذلك منها بمعجز لان لها اجناسا يقع منها مثل طيرانها، ولوان آدميا طار كطيرانها كان ذلك معجزا، فالله عزوجل سهل عليكم الامر وجعله بحيث يقوم عليكم حجته وأنتم تقترحون على الصعب الذى لاحجة فيه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
24 ـ في روضة الكافى في رسالة أبى جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير فكتب على نفسه الرحمة فسبقت قبل الغضب، فتمت صدقا وعدلا، فليس يبتدئ العباد بالغضب قبل أن يغضبوه، وذلك من علم اليقين وعلم التقوى.
25 ـ في تفسير العياشى عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم حتى نزلت سورة الفتح فلم يعد إلى ذلك الكلام.
26 ـ عن عبدالله بن يعقوب قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) لبسوا عليهم لبس الله عليهم فان الله يقول: وللبسنا عليهم مايلبسون).
27 ـ في مجمع البيان من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه يحتمل ان يكون
===============
(706)
معنى الآية انه لايصرف العذاب عن أحد الابرحمة الله كما روى ان النبى (صلى الله عليه وآله) قال والذى نفسى بيده ما من الناس أحد يدخل الجنة بعمله، قالوا. ولا أنت يا رسول الله؟ قال:
ولا أنا الا أن يتغمدنى الله برحمة منه وفضل، ووضع يده على فوقع رأسه وطول بها صوته رواه الحسن في تفسيره.
قال عزمن قائل: وهو القاهر فوق عباده
28 ـ في كتاب التوحيد عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) واما القاهر فانه ليس على معنى علاج ونصب واحتيال ومدارة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضا، فالمقهور منهم يعود قاهرا والقاهر يعود مقهورا، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على ان جميع ما خلق ملتبس به الذل لفاعله وقلة الامتناع لما أراد به لم يخرج منه طرفة عين، غير انه يقول له: كن فيكون، والقاهر منا على ماذكرت ووصفت فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
29 ـ وباسناده إلى محمد بن عيسى بن عبيد قال: قال لى ابوالحسن (عليه السلام) ما تقول اذا قيل لك اخبرنى عن الله عزوجل اشئ هو ام لاشئ؟ قال: فقلت له: قد اثبت الله عزوجل نفسه شيئا حيث يقول: قل اى شئ اكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم فأقول: انه شئ (لاكا لاشياء، اذفى نفى الشيئية عنه ابطاله ونفيه، قال لى صدقت وأصبت.
30 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله (قل أى شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بينى وبينكم) وذلك ان مشركى اهل مكة قالوا يا محمد ماوجدالله رسولا يرسله غيرك؟ مانرى أحدا يصدقك بالذى تقول، ـ وذلك في اول مادعاهم، وهو يومئذ بمكة ـ قالوا: ولقد سئلنا عنك اليهود والنصارى فزعموا انه ليس لك ذكر عندهم فأئتنا من يشهد انك رسول الله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الله شهيد بينى وبينكم) الآية قالءانكم لتشهدون ان مع الله آلهة اخرى يقول الله لمحمد: فان شهدوا فلا تشهد معهم، قل لا اشهد قل انما هو اله واحد واننى برئ مما تشركون.
===============
(707)
31 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن احمد بن عائذ عن ابن اذينة عن مالك الجهنى قال قلت لابى عبدالله (عليه السلام) قوله عزوجل (وأوحى إلى هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ) قال من بلغ أن يكون اماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما انذر به رسول الله (صلى الله عليه وآله).
32 ـ في مجمع البيان وفى تفسير العياشى قال أبوجعفر وأبوعبدالله (عليهما السلام):
(ومن بلغ) معناه من بلغ أن يكون اماما من آل محمد فهو ينذر بالقرآن كما انذر به رسول الله (صلى الله عليه وآله).
33 ـ في كتاب علل الشرايع حدثنى أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رحمه الله) قال حدثنا سعد بن عبدالله قال حدثنا عبدالله بن عامر عن عبدالرحمن بن أبى نجران عن يحيى بن عمران الحلبى عن أبيه عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال سئل عن قول الله عزوجل: (واوحى إلى هذا القرآن لانذركم به ومن بلغ) قال لكل انسان (1).
34 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لم يزل الله عزوجل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا فقلت له: يابن رسول الله ان قوما يقولون: لم يزل الله عالما بعلم وقادرا بقدرة وحيا بحيوة وقديما بقدم وسميعا بسمع وبصيرا ببصر؟ فقال (عليه السلام): من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال (عليه السلام) لم يزل عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.
35 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الفضل بن شاذان قال: سأل رجل من الثنوية أبا الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) وانا حاضر، فقال: انى اقول ان صانع العالم اثنان فما الدليل على انه واحد؟ فقال: قولك انه اثنان دليل على انه واحد، لانك لم تدع الثانى الا بعد اثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه والاكثر من واحد مختلف فيه.
36 ـ في نهج البلاغة واعلم يابنى انه لو كان لربك شريك لاتتك رسله ولرأيت
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة وبكل لسان). (*)
===============
(708)
آثار ملكه وسلطانه ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه اله واحد كما وصف نفسه لايضاده في ملكه أحد ولايزول أبدا.
37 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن حماد عن حريز عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى يقول الله تبارك وتعالى الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه يعنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما يعرفون ابنائهم لان الله عزوجل قد أنزل عليهم في التوراة والانجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحمآء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل فهذه صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التوراة والانجيل وصفة اصحابه فلما بعثه الله عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله، (فلما جاءهم ماعرفوا كفروا به).
38 ـ في مجمع البيان ثم لم تكن فتنتهم اختلف في معنى الفتنة هنا على وجوه، ثانيها: ان المراد لم يكن معذرتهم الا ان قالوا وهو المروى عن ابيعبدالله (عليه السلام).
39 ـ في كتاب التوحيد عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه أحوال أهل المحشر وفيه يقول (عليه السلام): ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيه فيقولون:
والله ربنا ما كنا مشركين فيختم الله تبارك وتعالى على افواههم ويستنطق الايدى والارجل والجلود، فتشهد بكل معصية كانت منهم، ثم يرفع عن ألسنتهم الختم فيقولون لجلودهم (لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى انطق كل شئ).
40 ـ في تفسير العياشى عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال ان الله يعفو يوم القيامة عفوا لايخطر على بال احد حتى يقول اهل الشرك: (والله ربنا ماكنا مشركين)
41 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه احوال اهل القيامة وفيه: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيه فيقولون: والله ربنا ماكنا مشركين، وهؤلاء خاصة هم المقرون في دار الدنيا بالتوحيد، فلم ينفعهم ايمانهم بالله تعالى لمخالفتهم رسله، وشكهم فيما اتوابه عن ربهم ونقضهم عهودهم
===============
(709)
في اوصيائهم، واستبدا لهم الذى هو ادنى بالذى هو خير، فكذبهم الله فيما انتحلوه من الايمان بقوله: انظر كيف كذبوا على انفسهم.
42 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن اسباط عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوله، (والله ربنا ماكنا مشركين) بولاية على.
43 ـ في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسين بن عبدالرحمن عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: (ربنا ماكنا مشركين) قال: يعنون بولاية على (عليه السلام).
44 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا أحمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن عبدالله قال حدثنا كثير بن عياش عن ابى الجارود عن ابى جعفر صلوات الله عليه في قوله والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم) يقول: صم عن الهدى وبكم لايتكلمون بخير (في الظلمات) يعنى ظلمات الكفر (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وهو رد على قدرية هذه الامة يحشرهم الله يوم القيامة مع الصابئين والنصارى والمجوس فيقولون: (والله ربنا ماكنا مشركين) يقول الله: (انظر كيف كذبوا على أنفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون)
45 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله وهم ينهون عنه وينأون عنه قال:
بنو هاشم كانوا ينصرون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويمنعون قريشا عنه) وينأون عنه) اى يساعدونه ولايؤمنون (1) به قوله ولو ترى اذوقفوا على النار الاية قال نزلت في بنى امية ثم قال بل بدا لهم ماكانوا يخفون من قبل قال: من عداوة اميرالمؤمنين (عليه السلام)، ولوردوا لعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون.
46 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن بشار عن ابى الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: سألته ايعلم الله الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف يكون؟ فقال: ان الله تعالى هو العالم بالاشياء قبل كون الاشياء، قال عزوجل: (انا كنا نستنسخ ماكنتم تعملون) وقال لاهل النار: (ولورد والعادوا لما نهوا عنه وانهم لكاذبون) فقد علم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (وينأون عنه اى يباعدون عنه ولايؤمنون). (*)
===============
(710)
عزوجل انه لوردهم لعادوا لما نهوا عنه.
47 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرحانى عن ابى ـ الحسن (عليه السلام) حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك قد بقيت مسألة قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال:
ويحك ان مسائلك لصعبة، أما سمعت الله يقول: ولو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) وقوله: (ولعلا بعضهم على بعض) وقال يحكى قول أهل النار: (ارجعنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل) وقال: (ولوردوا العادوا لما نهوا عنه) فقد علم الشئ الذى لم يكن أن لو كان كيف يكون.
48 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) في خطبة: فلما وقفوا عليها قالوا: (ياليتنا نرد ولانكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين) إلى قوله: (وانهم لكاذبون).
49 ـ عن عثمان بن عيسى عن بعض أصحابه عنه (عليه السلام) قال: ان الله قال لماء:
كن عذبا فراتا أخلق منك جنتى وأهل طاعتى، وقال لماء: كن ملحا اجاجا اخلق منك نارى واهل معصيتى، فأجرى المائين على الطين، ثم قبص قبضة بهذه وهى يمين، فخلقهم خلقا كالذر، ثم أشهدهم على انفسهم ألست بربكم وعليكم طاعتى؟ قالوا بلى، قال فقال للنار كونى نارا فاذا نار تأجج وقال لهم قعوا فيها فمنهم من اسرع ومنهم من أبطئ.
في السعى، ومنهم من لم يبرح مجلسه، فلما وجدوا حرها رجعوا فلم يدخلها منهم أحد، ثم قبض قبضة بهذه فخلقهم خلقا مثل الذر مثل أولئك، ثم أشهدهم على أنفسهم مثل ما أشهد الاخرين، ثم قال لهم: قعوا في هذه النار فمنهم من أبطأ ومنهم من أسرع ومنهم من مربطرف العين فوقعوا فيها كلهم فقال: اخرجوا منها سالمين، فخرجوا لم يصبهم شئ وقال الاخرون: يا ربنا أقلنا نفعل كما فعلوا، قال: قد أقلتكم فمنهم من أسرع في السعى ومنهم من أبطأ ومنهم من لم يبرح مجلسه مثل ماصنعوا في المرة الاولى، فذلك قوله:
(ولوردوا لعادوا لما نهو عنه وانهم لكاذبون):
50 ـ عن خالد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ولوردوا لعادوا لما نهوا عنه) وانهم
===============
(711)
ملعونون في الاصل.
51 ـ في مجمع البيان يا حسرتنا على ما فرطنا فيها قيل: ان الهاء تعود إلى الجنة اى في طلبها والعمل لها عن السدى ويدل عليه مارواه الاعمش عن أبى صالح عن النبى (صلى الله عليه وآله) في هذه الاية قال: ترى أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون ياحسرتنا
52 ـ وهم يحملون اوزارهم على ظهورهم قال الزجاج: جايز أن يكون جعل ماينالهم من العذاب بمنزلة أثقل ما يحمل، لان الثقل كما يستعمل في الوزن يستعمل في الحال ايضا، كما تقول ثقل على خطاب فلان ومعناه كرهت خطابه كراهة اشتدت على، فعلى هذا يكون المعنى انهم يقاسون عذاب آثامهم مقاساة تثقل عليهم ولاتزايلهم، والى هذا أشار أميرالمؤمنين صلوات الله عليه في قوله: تخففوا تلحقوا فانما ينتظر باولكم آخركم.
53 ـ في اصول الكافى بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبو ـ الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام ان الله وعظ أهل العقل ورغبهم في الاخرة فقال:
وما الحيوة الدنيا الالعب ولهو وللدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون.
54 ـ على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص قال: قال لى أبوعبدالله (عليه السلام): يا حفص ان من صبر صبر قليلا وان من جزع جزع قليلا، ثم قال لى: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عزوجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) فأمره بالصبر والرفق، فصبر (صلى الله عليه وآله) حتى نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق صدره فأنزل الله عزوجل: (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عزوجل: قد نعلم انه ليحزنك الذى يقولون فانهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى أتاهم نصرنا فألزم النبى (صلى الله عليه وآله) نفسه الصبر، 55 ـ محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى
===============
(712)
ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله عليها السلام حديث طويل يقول فيه حاكيا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذلك وما يقولون، فقال الله جل ذكره: يا محمد (ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فانهم لايكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) لكنهم يجحدون بغير حجة لهم، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتألفهم ويستعين ببعضهم على بعض، ولايزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة، فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت اليه نفسه.
56 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن أبى حمزة عن يعقوب بن شعيب عن عمران بن ميثم عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال قرأ رجل على اميرالمؤمنين (عليه السلام) (فانهم لايكذبونك) ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) فقال: بلى والله لقد كذبوه أشد التكذيب ولكنها مخففة (لايكذبونك لايأتون بباطل يكذبون به حقك:
57 ـ في تفسير العياشى عن الحسين بن منذر عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوله (فانهم لايكذبونك) قال: لايستطيعون ابطال قولك.
58 ـ في مجمع البيان (فانهم لايكذبونك) اختلف في معناه على وجوه: أحدها ان معناه لايكذبونك بقلوبهم اعتقادا وهو قول أكثر المفسرين ويشهد لهذا الوجه ما روى سلام بن مسكين عن أبى يزيد المدنى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقى أباجهل فصافحه ابو جهل فقيل له في ذلك؟ فقال والله انى لاعلم انه لصادق ولكنا متى كنا تبعا لعبد مناف؟ فأنزل الله تعالى الآية.
59 ـ في روضة الكافى حدثنا على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن حفص المؤذن عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال في رسالة طويلة إلى أصحابه: انه لايتم الامر حتى يدخل عليكم مثل الذى دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوا في أنفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداءالله اذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى تحملوا [ عليكم ] (1) الضيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال عرك الاذى بجنبه اى احتمله. والضيم: الظلم. (*)
===============
(713)
الاخرة، وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الاذى في الله عزوجل يجتر مونه اليكم (1) وحتى يكذبوكم بالحق ويعاندوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم، ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذى أنزله جبرئيل على نبيكم (صلى الله عليه وآله) سمعتم قول الله عزوجل لنبيكم (صلى الله عليه وآله): (فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولاتستعجل لهم) ثم قال:
(ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا فقد كذب نبى الله والرسل من قبله (واو ذوا مع التكذيب بالحق.
60 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال لعلقمة: ان رضا الناس لايملك وألسنتهم لاتضبط وكيف يسلمون مما لم يسلم منه أنبياء الله ورسله وحجج الله (عليهم السلام) ألم ينسبوه إلى الكذب في قوله: انه رسول من الله اليهم، حتى انزل الله عزوجل عليه: (ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى أتاهم نصرنا) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
61 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر (صلى الله عليه وآله) في قوله: وان كان كبر عليك اعراضهم قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يحب اسلام الحرث ابن عامر بن نوفل بن عبد مناف دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجهد به أن يسلم، فغلب عليه الشقاء فشق ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فانزل الله: (وان كان كبر عليك اعراضهم) إلى قوله: (نفقا في الارض) يقول سربا (2)
62 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: واجده وقد بين فضل نبيه على ساير الانبياء ثم خاطبه في اضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء عليه وانتقاص محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه مالم يخاطب به أحد من الانبياء مثل قوله: (ولو شاءالله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين) والذى بدا في الكتاب من الازراء على النبى (صلى الله عليه وآله) من فرية الملحدين وهنا كلام طويل مفصل يطلب عند قوله تعالى: (ان
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) في القاموس: اجترم عليهم واليهم جريمة: جنى جناية.
(2) السرب: الطريق. (*)
===============
(714)
الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا).
63 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب باسناده إلى سلمان الفارسى عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): يا على ان الله تبارك وتعالى قد قضى الفرقة والاختلاف على هذه الامة، فلو شاءالله لجمعهم على الهدى حتى لايختلف اثنان من هذه الامة، ولاينازع في شئ من أمره، ولا يجحد المفضول لذى الفضل فضله
64 ـ في تفسير على بن ابراهيم قل ان الله قادر على ان ينزل آية ولكن اكثرهم لايعلمون قال: لايعلمون ان الاية اذا جاءت ولم يؤمنوا بها يهلكوا وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (ان الله قادر على ان ينزل آية) وسيريك في آخر الزمان آيات منها دابة الارض والدجال ونزول عيسى بن مريم وطلوع الشمس من مغربها، قوله: وما من دابة في الارض ولاطائر يطير بجناحيه الا امم امثالكم يعنى خلق مثلكم وقال: كل شئ مما خلق خلق مثلكم.
65 ـ في نهج البلاغة في كلام له (عليه السلام) في ذم اختلاف العلماء في الفتيا أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على اتمامه ام كانوا شركاء فلهم ان يقولوا وعليه أن يرضى، ام انزل الله دينا تاما فقصر الرسول (صلى الله عليه وآله) عن تبليغه وادائه: والله سبحانه يقول:
ما فرطنا في الكتاب من شئ وفيه تبيان كل شئ.
66 ـ في اصول الكافى باسناده إلى أبى الجارود قال قال ابوجعفر (عليه السلام) اذا حدثتكم بشئ فاسئلونى من كتاب الله ثم قال في بعض حديثه ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن القيل والقال وفساد المال وكثرة السؤال فقيل له: يابن رسول الله اين هذا من كتاب الله؟ قال: ان الله عزوجل يقول: (لاخير في كثير من نجويهم ألا من امر بصدقة أو معروف او اصلاح بين الناس) وقال: (لاتؤتوا السفهاء أموالكم التى جعل الله لكم قياما) وقال:
(لاتسألوا عن اشياء ان تبدلكم تسؤكم).
67 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالعزيز بن مسلم عن ابى الحسن الرضا
(عليه السلام) قال: يا عبدالعزيز جهل القوم وخدعوا عن اديانهم، ان الله تعالى لم يقبض نبيه (صلى الله عليه وآله) حتى اكمل له الدين وانزل عليه القرآن وفيه تفصيل كل شئ بين فيه الحلال
===============
(715)
والحرام والحدود والاحكام وجميع مايحتاج اليه كملا. فقال عزوجل: (ما فرطنا في الكتاب من شئ).
قال عزمن قائل: ثم إلى ربهم يحشرون.
68 ـ فيمن لايحضره الفقيه وقال الصادق (عليه السلام): أى بعير حج عليه ثلث سنين جعل من نعم الجنة، وروى سبع سنين، وروى السكونى باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) أبصر نافة معقولة وعليها جهازها فقال اين صاحبها مروه فليستعد غدا للخصومة.
69 ـ في مجمع البيان وعن أبى ذر قال بينا انا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا انتطحت عنزان (1) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتدرون فيما انتطحتا؟ فقالوا: لاندرى، قال: ولكن الله يدرى وسيقضى بينهما.
70 ـ في كتاب ثواب الاعمال عن الصادق (عليه السلام) قال، قال على بن الحسين لابنه محمد حين حضرته الوفاة انى قد حججت على ناقتى هذه عشرين حجة فلم اقرعها بسوط قرعة فاذا توفت فاد فنها لاتأكل لحمها السباع فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال ما من بعير يوقف [ عليه ] موقف عرفة سبع حجج الاجعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله فلما توفت حفر لها أبوجعفر (عليه السلام) ودفنها.
71 ـ في كتاب الخصال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : انه لن يركب يؤمئذ الا أربعة: أنا وعلى وفاطمة وصالح نبى الله، فاما انا فعلى البراق، واما فاطمة ابنتى فعلى ناقتى العضباء فاما صالح فعلى ناقة الله التى عقرت واما على فعلى ناقة من نور زمامها من ياقوت، عليه حلتان خضرا وان. الحديث.
72 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن محمد بن على قال: أخبرنى سماعة بن مهران قال: أخبرنى الكلبى النسابة قال: قلت لجعفر بن محمد (عليه السلام): ما تقول في المسح على الخفين؟ فتبسم ثم قال: اذا كان يوم القيامة ورد الله كل شئ إلى شيئه ورد الجلد إلى الغنم فترى أصحاب المسح أين يذهب وضوءهم والحديث
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العنز: انثى المعز، ونطحه الثور وغيره: اصابه بقرنه وانتطح الكبشان، نطح احدهما الاخر. (*)
===============
(716)
طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
73 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن خالد عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) انه قد اعطى بلعم بن باعور الاسم الاعظم وكان يدعوبه فيستجيب له فمال إلى فرعون فلما مر فرعون في طلب موسى واصحابه قال فرعون لبلعم: ادع الله على موسى واصحابه ليحبسه علينا. فركب حمارته ليمر في طلب موسى فامتنعت عليه حمارته:
فاقبل يضربها فانطقها الله عزوجل فقالت: ويلك على ماذا تضربنى اتريدان اجئ معك لتدعو على نبى الله وقوم مؤمنين فلم يزل يضربها حتى قتلها وانسلخ الاسم من لسانه وهو قوله فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولوشئنا لرفعناه بها ولكنه اخلد إلى الارض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث) وهو مثل ضربه فقال الرضا (عليه السلام): فلا يدخل الجنة من البهائم الا ثلث: حمارة بلعم وكلب اصحاب الكهف، والذئب وكان سبب الذئب انه بعث ملك ظالم رجلا شرطيا ليحشر قوما من المؤمنين ويعذبهم، وكان للشرطى ابن يحبه فجاء ذئب فأكل ابنه فحزن الشرطى عليه فادخل الله ذلك الذئب الجنة لما احزن الشرطى.
74 ـ حدثنا احمد بن محمد قال: حدثنا جعفر بن عبدالله: قال حدثنا كثير بن عياش عن أبى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله الذين كذبوا بآياتنا صم وبكم يقول:
صم عن الهدى، وبكم لايتكلمون بخير في الظلمات يعنى ظلمات الكفر من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم وهو رد على قدرية هذه الامة يحشرهم الله يوم القيامة مع الصابئين والنصارى والمجوس فيقولون: (والله ربنا ماكنا مشركين) يقول الله) انظر كيف كذبوا على انفسهم وضل عنهم ماكانوا يفترون) قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا ان لكل امة مجوسا ومجوس هذه الامة الذين يقولون: لاقدر، ويزعمون ان المشية والقدرة ليست اليهم ولالهم (1).
75 ـ حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبدالكريم قال: حدثنا محمد بن على قال:
حدثنا محمد بن الفضيل عن أبى حمزة قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: (والذين
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة (المشية اليهم والقدرة لهم) وفى المصدر: (المشية والقدرة اليهم ولهم) (*)
===============
(717)
كذبوا بآياتنا صم وبكم) إلى قوله (صراط مستقيم) فقال ابوجعفر (عليه السلام) نزلت في الذين كذبوا الاوصياء هم صم وبكم، كما قال الله في الظلمات، من كان من ولد ابليس فانه لايصدق بالاوصياء، ولايؤمن بهم ابدا، وهم الذين أضلهم الله، ومن كان من ولد آدم آمن بالاوصياء وهم على صراط مستقيم. قال وسمعته يقول (وكذبوا بآياتنا كلها) في بطن القرآن ان كذبوا بالاوصياء كلهم.
76 ـ في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجانى المفسر (رحمه الله) قال:
حدثنا ابويعقوب يوسف بن محمد بن زياد وابوالحسن على بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الامامية عن أبويهما عن الحسن بن على عن على أميرالمؤمنين (عليهم السلام) انه قال له رجل فما تفسير قوله الله؟ فقال هو الذى يتأله اليه عند الحوايج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من دونه، ونقطع الاسباب من كل من سواه، وذلك ان كل مترأس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وان عظم غناه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه اليه، فانهم سيحتاجون حوائج لايقدر عليها، هذا المتعاظم وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لايقدر عليها فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته حتى اذا كفى همه عاد إلى شركه اما تسمع الله عزوجل يقول: قل ارايتكم ان اتيكم عذاب الله او اتتكم الساعة اغيرالله تدعون ان كنتم صادقين بل اياه تدعون فيكشف ماتدعون اليه ان شاء وتنسون ماتشركون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
77 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ثم رد عليهم فقال: (بل اياه تدعون فيكشف ماتدعون اليه ان شاء وتنسون ما تشركون) قال: تدعون الله اذا اصابكم ضر ثم اذا كشف عنكم ذلك (تنسون ماتشركون) اى تتركون الاصنام.
قال عزمن قال: فاخذناهم بالبأساء والضراء لعلهم يتضرعون.
78 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): ولوان الناس حين نزل بهم النقم وتزول عنهم النعم فزعوا إلى ربهم بصدق من نبأهم ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد واصلح لهم كل فاسد.
79 ـ في اصول الكافى باسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبى عبدالله
===============
(718)
(عليه السلام) قال في حديث طويل وهكذا التضرع وحرك اصابعه يمينا وشمالا.
80 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال في حديث طويل: ودعاء التضرع ان تحرك أصبعك السبابة مما يلى وجهك وهو دعاء الخيفة.
81 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن أبى ايوب عن محمد بن مسلم قال قال ابوجعفر (عليه السلام). والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.
82 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالكريم ابن عبدالرحمن عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: فلما نسوا ماذكروا به يعنى فلما تركوا ولاية على بن ابيطالب (عليه السلام) وقد امروا به فتحنا عليهم ابواب كل شئ يعنى دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها، واما قوله: حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذاهم مبلسون يعنى بذلك قيام القائم (عليه السلام) حتى كانهم لم يكن لهم سلطان قط فذلك قوله:
(بغتة) فنزل آخر هذه الاية (1) على محمد.
83 ـ حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كان في مناجاة الله لموسى (عليه السلام):
يا موسى اذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين. واذا رأيت الغنا مقبلا فقل:
ذنب عجلت عقوبته.
84 ـ في مجمع البيان (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا) الاية وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: اذا رأيت الله يعطى على المعاصى فان ذلك استد راج منه، ثم تلا هذه الاية ونحوه ما روى عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) انه قال: يابن آدم اذا رأيت ربك يتابع عليك نعمه فاحذره.
85 ـ في كتاب تلخيص الاقوال في تحقيق احوال الرجال عن الكشى باسناده إلى ابى الحسن صاحب العسكرى (عليه السلام) ان قنبر مولى اميرالمؤمنين (عليه السلام) أدخل على
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (فنزل خبر هذه الاية على محمد) ولعل الصحيح (فنزل جبرئيل هذه الاية.). (*)
===============
(719)
الحجاج فقال: ما الذى كنت تلى على بن أبيطالب؟ قال: كنت أوضيه، فقال له: ما كان يقول اذا فرغ من وضوئه؟ فقال كان يتلو هذه الاية: (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شئ حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة فاذاهم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين) فقال الحجاج، اظنه كان يتأولها علينا؟ قال نعم. في تفسير العياشى مثله سواء.
86 ـ وفى التفسير عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله، (فلما نسوا ما ذكروا به) قال: لما تركوا ولاية على (عليه السلام) وقد امروا بها (أخذناهم بغتة فاذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين) قال:
نزلت في ولد العباس.
87 ـ عن منصور بن يونس عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: فلما نسوا ما ذكروا به) إلى قوله: (فاذاهم مبلسون) قال، يأخذ بنى امية بغتة، ويؤخذ بنى العباس جهرة.
88 ـ في كتاب معانى الاخبار أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن فضيل بن عياض عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال: من أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى الله، ان الله تبارك و تعالى حمد بنفسه بهلاك الظلمة، فقال: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمدلله رب العالمين) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن الفضيل بن عياض عن أبيعبدالله (عليه السلام) مثله.
89 ـ في تفسير على بن ابراهيم ـ قل ارايتم ان اخذالله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم من يرد ذلك عليكم الا الله وقوله: ثم هم يصدفون اى يكذبون.
90 ـ وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: (قل أرأيتم ان أخذ الله سمعكم وابصاركم وختم على قلوبكم) يقول: اخذالله منكم الهدى (من اله غيرالله
===============
(720)
يأتيكم به انظر كيف نصرف الايات ثم هم يصدفون) يقول. يعرضون، واما قوله: (قل ارايتم ان اتيكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون) فانها نزلت لما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة واصاب اصحابه الجهد والعلل والمرض، فشكو ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فانزل الله: قل لهم يا محمد: (أرأيتم ان اتيكم عذاب الله بغتة أو جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون) اى انه لايصيبكم الا الجهد والضر في الدنيا فاما العذاب الاليم الذى فيه الهلاك فلا يصيب الا القوم الظالمين.
91 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى احمد بن الميثمى رضى الله عنه انه سأل الرضا (عليه السلام) يوما وقد اجتمع عنده قوم من اصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الشئ الواحد، فقال (عليه السلام) ان الله عزوجل حرم حراما واحل حلالا وفرض فرائض فما جاء تحليل ماحرم او تحريم ما احل الله او دفع فريضة في كتاب الله رسمها بين قائم بلا نسخ نسخ ذلك فذلك شئ لايسع الاخذبه لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يكن ليحرم ما احل الله ولا ليحلل ما حرم الله عزوجل، ولا ليغير فرائض الله وأحكامه، وكان في ذلك كله متبعا مسلما موديا عن الله عزوجل وذلك قول الله عزوجل: ان اتبع الا ما يوحى فكان (عليه السلام) متبعا لله مؤديا عن الله ما امر به من تبليغ الرسالة.
92 ـ في مجمع البيان وانذر به الذين يخافون الاية وقال الصادق (عليه السلام):
انذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم ترغبهم فيما عنده، فان القرآن شافع مشفع
93 ـ وروى الثعلبى باسناده عن عبدالله بن مسعود قال: مر الملاء من قريش على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده صهيب وخباب وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين، فقال:
يا محمد أرضيت بهؤلاء من قومك أفنحن نكون تبعا لهم؟ أهؤلاء الذين من الله عليهم اطردهم عنك فلعلك ان طردتهم اتبعناك، فأنزل الله: ولاتطرد الذين إلى آخره. وقال سلمان وخباب فينا نزلت هذه الاية، جاء الاقرع بن حابس التيمى وعيينه بن الحصين الفزارى وذووهم من المؤلفة قلوبهم، فوجدوا النبى (صلى الله عليه وآله) قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين فحقروهم، فقال: يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى
===============
(721)
نخلوبك فان وفود العرب تأتيك، فنستحى أن يرونا مع هؤلاء الاعبد، ثم اذا انصرفنا فان شئت فأعدهم إلى مجلسك فأجابهم النبى (صلى الله عليه وآله) إلى ذلك، فقالوا له: اكتب لنا بهذا على نفسك كتابا فدعى بصحيفة وأحضر عليا (عليه السلام) ليكتب قال ونحن قعود في ناحية اذانزل جبرئيل (عليه السلام) بقوله: (ولاتطرد الذين يدعون) إلى قوله: (أليس الله بأعلم بالشاكرين) فنحى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصحيفة وأقبل علينا ودنونا منه وهو يقول: كتب ربكم على نفسه الرحمة وفى هذا دليل واضح على ان فقراء المؤمنين وضعفائهم أولى بالتقديم والتقريب والتعظيم من أغنيائهم، ولقد قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): من اتى غنيا فتواضع لغناه ذهب ثلثا دينه.
94 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ماعليك من حسابهم من شئ وما من حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من الظالمين) فانه كان سبب نزولها انه كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرهم ان يكونوا في صفة يأوون اليها: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعاهدهم بنفسه، وربما حمل اليهم ما يأكلون. وكانوا يختلفون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيقربهم ويقعد معهم ويؤنسهم، وكان اذا جاء الاغنياء والمترفون من اصحابه انكروا عليه ذلك ويقولون له: اطردهم عنك، فجاء يوما رجل من الانصار إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده رجل من أصحاب الصفة قد لزق برسول الله (صلى الله عليه وآله) يحدثه، فقعد الانصارى بالبعد منهما فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): تقدم فلم يفعل، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلك خفت أن يلزق فقره بك، فقال الانصارى اطرد هؤلاء عنك، فأنزل الله: (ولاتطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه) الآية.
95 ـ في تفسير العياشى عن الاصبغ بن نباتة قال: بينما على (عليه السلام) يخطب يوم الجمعة على المنبر فجاء الاشعث بن قيس يتخطأ رقاب الناس فقال: يا اميرالمؤمنين حالت الحدا (1) بينى وبين وجهك، قال: فقال على (عليه السلام): مالى وللضياطرة (2)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وفى المصدر (حالت الحمد) وكلاهما لايخلوان عن التصحيف.
(2) الضياطرة: العظيم من الرجال الاغناء عندهم. (*)
===============
(722)
اطرد قوما غدوا أول النهار يطلبون رزق الله وآخر النهار ذكروا الله فأطردهم فأكون من الظالمين.
96 ـ عن ابى عمر الزبيرى عن ابى عبدالله قال: رحم الله عبدا تاب إلى الله قبل الموت، فان التوبة مطهر من دنس الخطيئة، ومنقذة من شقاء الهلكة، فرض الله بها على نفسه لعباده الصالحين، فقال: كتب (ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فانه غفور رحيم ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجدالله غفورا رحيما).
97 ـ في مجمع البيان واذا جاءك الذين يؤمنون الآية قيل: نزلت في الذين نهى الله عزوجل نبيه عن طردهم، وكان النبى (صلى الله عليه وآله) اذا رآهم بدأهم بالسلام وقال الحمدلله الذى جعل في امتى من أمرنى ان ابدأهم بالسلام، وقيل نزلت في التائبين وهو المروى عن ابى عبدالله (عليه السلام).
98 ـ في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال في حديث طويل وقال الله عزوجل لمحمد (صلى الله عليه وآله) قل لو ان عندى ما تستعجلون به لقضى الامر بينى وبينكم قال لوانى امرت ان اعلمكم الذى اخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتى لتظلموا أهل بيتى من بعدى، فكان مثلكم كما قال الله عزوجل (كمثل الذى استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله يقول اضاءت الارض بنور محمد كما تضئ الشمس.
99 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابى بصير قال سألته عن قول الله عزوجل وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولايابس الا في كتاب مبين قال فقال الورقة السقط، والحبة الولد، وظلمات الارض الارحام، والرطب ما يحيى، واليابس مايقبض، وكل ذلك في كتاب مبين.
100 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن عبدالله بن مسكان عن زيد بن الوليد الخثعمى عن ابى الربيع الشامى قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام)
===============
(723)
عن قول الله عزوجل (وما تسقط من ورقة الايعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولايابس الا في كتاب مبين) قال: فقال: الورقة السقط، والحبة الولد، وظلمات الارض الارحام والرطب ما يحيى من الناس واليابس مايقبض وكل ذلك في امام مبين والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
101 ـ في تفسير العياشى عن الحسين بن خلف قال: سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن قول الله: (وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولاحبة في ظلمات الارض ولارطب ولا يابس الا في كتاب مبين) فقال: الورقة السقط يسقط من بطن امه من قبل أن يهل الولد (1) قال: فقلت: وقوله: (ولاحبة) قال: يعنى الولد في بطن امه اذا أهل و يسقط من قبل الولادة، قال: قلت، وقوله، (ولارطب) قال يعنى المضغة اذا اسكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل أن ينتقل، قال، قلت، قوله (ولا يابس) قال: الولد التام، قال: قلت: (في كتاب مبين) قال في امام مبين.
102 ـ في من لايحضره الفقيه خطبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) وفيها: وما تسقط من ورقة من شجرة ولاحبة في ظلمة الارض الا يعلمها لا اله الا هو ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين.
103 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وقال لصاحبكم أميرالمؤمنين (عليه السلام): (قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم و من عنده علم الكتاب) وقال الله عزوجل، (ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين) وعلم هذا الكتاب عنده.
104 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله، ليقضى اجل مسمى قال: هو الموت.
105 ـ في تفسير العياشى عن داود بن فرقد عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: دخل مروان بن الحكم المدينة فاستلقى على السرير وثم مولى للحسين، فقال: ردوا إلى الله موليهم الحق إلى قوله: الحاسبين قال، فقال الحسين (عليه السلام) لمولاه. ماذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اهل الصبى: رفع صوته بالبكاء. (*)
===============
(724)
قال هذا حين دخل؟ قال، استلقى على السرير فقرأ (ردوا إلى الله موليهم الحق) إلى قوله (الحاسبين) قال، فقال الحسين (عليه السلام) لمولاه، نعم والله رددت أنا وأصحابى إلى الجنة، ورد هو وأصحابه إلى النار.
106 ـ في مجمع البيان (وهو اسرع الحاسبين) وروى عن اميرالمؤمنين صلوات الله عليه انه سئل كيف يحاسب الله سبحانه الخلق ولايرونه؟ قال. كما يرزقهم ولايرونه وروى انه سبحانه يحاسب جميع عباد على مقدار حلب شاة.
107 ـ تدعونه تضرعا وخفية وقد روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال، خير الدعا الخفى، وخير الرزق ما يكفى، ومر (عليه السلام) بقوم رفعوا أصواتهم بالدعاء فقال، انكم لاتدعون أصم ولاغايبا، وانما تدعون سميعا قريبا.
108 ـ في اصول الكافى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال في حديث طويل، ودعاء التضرع ان تحرك اصبعك السبابة مما يلى وجهك وهو دعاء الخفية.
109 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم هو الدخان و الصيحة او من تحت ارجلكم وهو الخسف او يلبسكم شيعا وهو اختلاف في الدين وطعن بعضكم على بعض ويذيق بعضكم بأس بعض وهو ان يقتل بعضكم بعضا و كل هذا في أهل القبلة يقول الله: انظر كيف نصرف الايات لعلهم يفقهون.
110 ـ في مجمع البيان (من فوقكم أو من تحت أرجلكم) قيل فيه أقوال، ثالثها، ان من فوقكم السلاطين الظلمة، ومن تحت ارجلكم العبيد السوء، ومن لاخير فيه عن ابن عباس وهو المروى عن ابى عبدالله (عليه السلام) (او يلبسكم شيعا) قيل: عنى به يضرب بعضكم بما يلقيه بينكم من العداوة والعصبية، وهو المروى عن ابى عبدالله (عليه السلام).
111 ـ وقال الحسن قال رسول الله (عليه السلام)، سألت ربى ان لايظهر على امتى اهل دين غيرهم فأعطانى ـ وسألته ان لايهلكهم جوعا فأعطانى، وسألته ان لايجمعهم على ضلالة فأعطانى، وسألته ان لايلبسهم شيعا فمنعنى، (ويذيق بعضكم بأس بعض) قيل:
===============
(725)
هو سوء الجوار عن ابى عبدالله (عليه السلام).
112 ـ وفى تفسير الكلبى انه لما نزلت هذه الاية قام النبى (صلى الله عليه وآله) فتوضأ واسبغ وضوءه ثم قام وصلى فأحسن صلوته ثم سأل الله سبحانه على ان لا يبعث على امته عذابا من فوقهم ولا من تحت ارجلهم ولا يلبسهم شيعا ولا يذيق بعضهم بأس بعض فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد الله تعالى سمع مقالتك وانه قد اجارهم من خصلتين ولم يجرهم من خصلتين (1) اجارهم من ان يبعث عليهم عذابا من فوقهم او من تحت ارجلهم ولم يجرهم من الخصلتين الاخيرتين فقال (عليه السلام) يا جبرئيل مابقاء امتى مع قتل بعضهم بعضا؟ فقام وعاد إلى الدعاء، فنزل الاية. (الم احسب الناس ان يتركوا) الايتين فقال. لابد من فتنة تبتلى بها الامة بعد نبيها ليتعين الصادق والكاذب. لان الوحى انقطع وبقى السيف وافتراق الكلمة إلى يوم القيامة وفى الخبر انه (صلى الله عليه وآله) قال: اذا وضع السيف في امتى لم يرفع عنها إلى يوم القيامة.
113 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن على بن محمد بن سعيد عن محمد بن مسلم عن اسحق بن موسى قال: حدثنى اخى وعمى عن ابى عبدالله (ع) قال ثلثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على اهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم، مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث ومجلسا فيه من يصد عنا وانت تعلم قال. ثم تلا ابوعبدالله (عليه السلام) ثلاث آيات من كتاب الله كانما كن في فيه ـ أو قال كفه ـ: (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) واذا رايت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب).
114 ـ في تفسير العياشى عن ربعى بن عبدالله عمن ذكره عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله: (واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا) قال: الكلام في الله والجدال في القرآن (فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) قال: منه القصاص [ قال:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اجاره من العذاب: انقذه. (*)
===============
(726)
قال أبوعبدالله (عليه السلام) ].
115 ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال:
حدثنى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال على بن الحسين (عليه السلام) ليس لك أن تقعد مع من شئت، لان الله تبارك وتعالى يقول (واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين).
116 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن الحسين ابن سعيد عن فضالة بن أيوب عن سيف بن عميرة عن عبدالاعلى بن أعين قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه امام، أو يغتاب فيه مسلم، ان الله يقول في كتابه: (واذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) إلى قوله: (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)
117 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا عن على ابن محمد بن سعد عن محمد بن مسلم عن احمد بن زكريا عن محمد بن خالد بن ميمون عن عبدالله بن سنان عن غياث ابن ابراهيم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ما اجتمع ثلثة من الجاحدين الاحضرهم عشرة اضعافهم من الشياطين، فان تكلموا تكلم الشياطين بنحو كلامهم، واذا ضحكوا ضحكوا معهم، واذا نالوا من اولياء الله نالوا معهم، فمن ابتلى من المؤمنين بهم فاذا خاضوا في ذلك فليقم ولايكن شرك شيطان ولاجليسه، فان غضب الله عزوجل لايقوم له شئ، ولعنته لايردها شئ، ثم قال (عليه السلام): فان لم يستطع فلينكر بقلبه وليقم ولو حلب شاة او فواق ناقة (1).
118 ـ فيمن لايحضره الفقيه قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية ففرض على السمع ان لاتصغى به إلى المعاصى، فقال عزوجل (واذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الفواق ـ كغراب: ما بين الحلبتين من الوقت لانها تحلب فتترك سويعة يرضع بها الفصيل لتدر ثم تحلب، او ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع، قاله الطريحى في المجمع (*)
===============
(727)
رايت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) ثم استثنى عزوجل موضع النسيان، فقال: واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين.
119 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال حدثنا أبوعمر والزبيرى عن ابيعبدالله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، وفرض على السمع ان يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله وان يعرض عما لايحل له مما نهى الله عزوجل عنه، والاصغاء إلى ما اسخط الله عزوجل، فقال في ذلك (وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) ثم استثنى عزوجل موضع النسيان فقال (واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين)
120 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابى زياد النهدى عن عبدالله بن صالح عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال لاينبغى للمؤمن أن يجلس مجلسا يعصى الله فيه ولايقدر على تغييره.
121 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن بكر بن محمد عن الجعفرى قال سمعت ابا الحسن (عليه السلام) يقول مالى رأيتك عند عبدالرحمن بن يعقوب؟ فقال انه خالى، فقال انه يقول في الله قولا عظيما يصف الله لايوصف فاما جلست معه وتركتنا واما جلست معنا وتركته فقلت هو يقول ماشاء اى شى على منه اذا لم أقل ما يقول؟ فقال ابوالحسن (عليه السلام) اما تخاف ان تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا.
122 ـ في من لايحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم قال: مربى أبوجعفر (عليه السلام) وأنا جالس عند القاضى بالمدينة فدخلت عليه من الغد فقال لى: ما مجلس رأيتك فيه امس؟ قال: قلت. جعلت فداك ان هذا القاضى لى مكرم فربما جلست اليه فقال لى. وما يومنك ان تنزل اللعنة فتعمك معه.
123 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: قلت
===============
(728)
لابى جعفر محمد بن على. يابن رسول الله حدثنى عن آبائك (عليهم السلام) قال قال اميرالمؤمنين (عليه السلام). مجالسة الاشرار تورث سوء الظن بالاخيار.
124 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام). اياك ومصاحبة الفساق فان الشر بالشر ملحق
125 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن القاسم الجعفرى عن محمد بن على الثانى (عليهما السلام) قال: أقبل اميرالمؤمنين (عليه السلام) ذات يوم ومعه الحسن بن على وسلمان الفارسى واميرالمؤمنين (عليهم السلام) متك على يد سلمان (رحمه الله)، فدخل المسجد الحرام فجلس اذا اقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على اميرالمؤمنين (عليه السلام) فرد (عليه السلام) فجلس ثم قال: يا اميرالمؤمنين اسئلك عن ثلث مسائل ان أخبرتنى بهن علمت ان القوم ارتكبوا من امرك ماقضى عليهم انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولافى آخرتهم، وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء فقال له اميرالمؤمنين:
سلنى عما بدالك. قال: اخبرنى عن الرجل اذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه الاعمام والاخوال؟ قال: فالتفت اميرالمؤمنين (عليه السلام) إلى ابى محمد الحسن ولده (عليهما السلام) فقال يابا محمد اجبه فقال (عليه السلام) اما ماذكرت من امر الذكر والنسيان فان قلب الرجل في حق وعلى الحق طبق، فان صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلوة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فأضاء القلب فذكر الرجل ما كان نسيه، وان هو لم يصل على محمد وآل محمد اونقص من الصلوة عليهم انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسى الرجل ماكان ذكر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
126 ـ في مجمع البيان (واذا رأيت) الايتان قال ابوجعفر (عليه السلام) لما نزل (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) قال المسلمون كيف نصنع ان كان كلما استهزأ المشركون بالقرآن قمنا وتركناهم فلا ندخل اذا المسجد الحرام ولانطوف بالبيت الحرام فأنزل الله تعالى: وما على الذين يتقون من حسابهم من شئ امر بتذكيرهم وتبصرهم ما استطاعوا.
127 ـ قوله يوم ينفخ في الصور فقيل فيه انه قرن ينفخ فيه اسرافيل
===============
(729)
(عليه السلام) نفختين فتفنى الخلايق كلهم بالنفخة الاولى، ويحيون بالنفخة الثانية وقال الحسن هو جمع صورة ويؤيد القول الاول مارواه ابوسعيد الخدرى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال وكيف انعم وقد التقم صاحب القرن القرن وحنا حنينه واصغى سمعه ينتظران يؤمر فينفخ قالوا فكيف نقول يا رسول الله؟ قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
قال عزمن قائل: واذ قال ابراهيم لابيه آزر.
128 ـ في مجمع البيان قال الزجاج ليس بين النسابين اختلاف ان اسم ابى ابراهيم تارخ، وهذا الذى قاله الزجاج يقوى ما قاله أصحابنا ان آزركان جد ابراهيم لامه، او كان عمه من حيث صح عندهم ان آباء النبى (صلى الله عليه وآله) إلى آدم كلهم كانوا موحدين واجمعت الطائفة على ذلك وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال لم يزل ينقلنى الله من اصلاب الطاهرين إلى ارحام المطهرات حتى اخرجنى في عالمكم هذا.
129 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى ايوب الخزاز عن أبى بصير عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: ان آذر ابا ابراهيم صلى الله عليه كان منجما لنمرود، ولم يصدر الا عن أمره، فنظر ليلة في النجوم فاصبح وهو يقول لنمرود: لقد رايت عجبا قال: وما هو؟ قال رأيت مولودا يولد في أرضنا يكون هلاكنا على يديه ولايلبث الا قليلا حتى يحمل به، قال: فتعجب من ذلك. قال: وهل حملت به النساء؟ قال: لافحجب النساء عن الرجال فلم يدع امرأة الا جعلها في المدينة لايخلص اليها، ووقع آزر بأهله فعلقت بابراهيم صلى الله عليه فظن انه صاحبه، فأرسل إلى نساء من القوابل في ذلك الزمان لايكون في الرحم شئ الا علموا به، فنظرن فالزم الله عزوجل ما في الرحم الظهر فقلن مانرى في بطنها شيئا، وكان فيما اوتى من العلم انه سيحرق بالنار، ولم يؤت علم ان الله تبارك وتعالى سينجيه، قال، فلما وضعت ام ابراهيم أراد آزران يذهب به إلى نمرود ليقتله، فقالت له امرأته، لاتذهب بابنك إلى نمرود فيقتله، دعنى اذهب به إلى بعض الغيران (1) اجعله فيه حتى يأتى عليه اجله، ولاتكون انت تقتل ابنك، فقال لها: فامضى به، قال: فذهبت به
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الغيران جمع الغار. (*)
===============
(730)
إلى غار ثم ارضعته ثم جعلت على باب الغار صخرة ثم انصرفت عنه قال: فجعل الله تبارك وتعالى رزقه في ابهامه فجعل يمصها فيشخب (2) لبنها وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في الجمعة ويشب في الجمعة كما يشب غيره في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب غيره في السنة، فمكث ماشاء الله ان يمكث ثم ان امه قالت لابيه: لو اذنت لى حتى أذهب إلى ذلك الصبى فعلت قال: ففعل فذهبت، فاذا هى بابراهيم (صلى الله عليه وآله) واذ اعيناه تزهران كانهما سراجان قال: فاخذته فضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه فسألها آزر عنه فقالت قد واريته في التراب فمكثت تفعل فتخرج في الحاجة، فتذهب إلى ابراهيم صلى الله عليه فتضمه إلى صدرها وترضعه ثم تنصرف، فلما تحرك أتته كما كانت تأتيه فصنعت به كما كانت تصنع، فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له: مالك؟ فقال. اذهبى بى معك، فقالت له. حتى استأمر اباك، فقامت ام ابراهيم (صلى الله عليه وآله) إلى آزر فأعلمته القصة، فقال له ايتينى به فاقعديه على الطريق فاذا مربه اخوته دخل معهم ولايعرف قال وكان اخوة ابراهيم صلى الله عليه يعملون الاصنام ويذهبون بها إلى الاسواق ويبيعونها قال: فذهب اليه فجائت به حتى أقعدته على الطريق ومر اخوته فدخل معهم فلما رآه أبوه وقعت عليه المحبة منه، فمكث ماشاء الله قال:
فبينما اخوته يعملون يوما من الايام الاصنام اذ أخذ ابراهيم (عليه السلام) القدوم وأخذ خشبة فنجر منها صنما لم يروا قط مثله، فقال آزر لامه: انى لارجو أن تصيب خيرا ببركة ابنك هذا قال فبيناهم كذلك اذ أخذ ابراهيم صلى الله عليه القدوم فكسر الصنم الذى عمله ففزغ أبوه من ذلك فزعا شديدا فقال له: أى شئ عملت؟ فقال ابراهيم صلى الله عليه أتعبدون ما تنحتون؟ فقا آزر. هذا الذى يكون ذهاب ملكنا على يديه.
130 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب جابر بن يزيد قال، سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله تعالى. وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات فرفع أبوجعفر (عليه السلام) بيده وقال. ارفع رأسك. فرفعته فوجرت السقف متفرقا ورمق ناظرى في ثلمة حتى رأيت نورا حار عنه بصرى، فقال. هكذا رأى ابراهيم ملكوت السموات والارض وانظر إلى الارض ثم ارفع رأسك، فلما رفعته رأيت السقف كما كان، ثم أخذ بيدى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى يسيل. (*)
===============
(731)
وأخرجنى من الدار وألبسنى ثوبا وقال. غمض عينيك ساعة تم قال. أنت في الظلمات التى رأى ذوالقرنين، ففتحت عينى فلم أرشيئا ثم تخطى خطا فقال، أنت على رأس عين الحيوة للخضر، ثم خرجنا من ذلك العالم حتى تجاوزنا خمسة، فقال. هذا ملكوت الارض، قال، غمض عينيك وأخذ بيدى، فاذا نحن بالدار التى كنا فيها وخلع عنى ماكان البسنيه فقلت. جعلت فداك كم ذهب من اليوم؟ فقال، ثلث ساعات.
131 ـ في بصائر الدرجات الحسن بن احمد بن سلمة عن الحسين بن على بن نفاح عن ابن جبلة إلى أن قال في حديث بعده. وعنه عن محمد المثنى عن عثمان بن يزيد عن جابر بن عبدالله عن ابى جعفر (عليه السلام) قال. سألته عن قول الله عزوجل. (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض) قال. وكنت مطرقا إلى الارض، فرفع يده إلى فوق ثم قال. ارفع راسك فرفعت رأسى ونظرت إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصرى إلى نور ساطع حار بصرى منه، ثم قال. رأى ابراهيم (عليه السلام) ملكوت السموات والارض هكذا ثم قال لى. اطرق فأطرقت ثم. قال ارفع رأسك، فرفعت رأسى فأذا السقف على حاله، ثم اخذ بيدى وقام واخرجنى من البيت الذى كنت فيه وأدخلنى بيتا آخر، فخلع ثيابه التى كانت عليه، ولبس ثيابا غيرها ثم قال، غض بصرك فغضضت بصرى فقال لى لاتفتح عينيك، فلبثت ساعة ثم قال لى اتدرى اين انت؟ قلت لاجعلت فداك، قال انت في الظلمة التى سلكها ذو القرنين، فقلت له جعلت فداك اتأذن لى فأفتح عينى؟ فقال افتح فانك لاترى شيئا، ففتحت فاذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمى، قال ثم سار قليلا ووقف فقال هل تدرى أين انت؟ فقلت لا. فقال: انت واقف على عين الحيوة التى شرب منها الخضر [ وشرب ] وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرايناه كهيئة عالمنا في بنيانه. ومساكنه واهله، ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الاول و الثانى حتى وردنا خمسة عوالم، قال ثم قال لى، هذه ملكوت الارض ولم يرها ابراهيم وانما رأى ملكوت السموات وهى اثنى عشر عالما كهيئة مارايت، كلما مضى منا امام سكن احد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذى نحن ساكنوه، قال ثم قال غض بصرك فغضضت بصرى، فاذا نحن في البيت الذى خرجنا منه فنزع تلك الثياب
===============
(732)
ولبس الثياب التى كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا فقلت. جعلت فداك كم مضى من النهار قال ثلث ساعات.
132 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله. (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين) فانه حدثنى ابى عن اسمعيل بن مرار عن يونس بن عبدالرحمن عن هشام عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال كشط له عن الارض (1) ومن عليها وعن السماء ومن فيها، والملك الذى يحملها والعرش ومن عليه، وفعل ذلك كله برسول الله (صلى الله عليه وآله) واميرالمؤمنين (عليه السلام).
133 ـ وحدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى ايوب الخزاز عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، لما راى ابراهيم ملكوت السموات والارض التفت فراى رجلا يزنى، فدعا عليه فمات، ثم راى آخر فدعا عليه فمات ثم راى ثلثة فدعا عليهم فماتوا، فأوحى الله اليه يا ابراهيم ان دعوتك مستجابة فلا تدع على عبادى، فانى لو شئت لم اخلقهم، انى خلقت خلقى على ثلثة اصناف، صنف يعبدنى ولايشرك بى شيئا فأثيبه، وصنف يعبد غيرى فليس يفوتنى، وصنف يعبد غيرى فأخرج من صلبه من يعبدنى.
في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن ابى ايوب الخزاز عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) مثله.
134 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقى رفعه قال سأل الجاثليق أميرالمؤمنين (عليه السلام) فقال له أخبرنى عن قوله (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) فكيف قال ذاك وقلت انه يحمل العرش والسموات؟ فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) ان العرش خلقه الله من أنوار أربعة نور أحمر منه احمرت الحمرة، ونور اخضر منه اخضرت الخضرة، ونور أصفر منه اصفرت الصفرة، ونور أبيض منه البياض وهو العلم الذى حمله الله الحملة، وذلك نور من عظمته، فبعظمته ونوره أبصر قلوب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كشط الغطاء عن الشئ نزعه وكشفه عنه (*)
===============
(733)
المؤمنين، وبعظمته ونوره عاداه الجاهلون، وبعظمته ونوره ابتغى من في السماء والارض من جميع خلايقه اليه الوسيلة بالاعمال المختلفة والاديان المشتبهة، فكل محمول يحمله الله بنوره وعظمته وقدرته لايستطيع لنفسه ضرا ولانفعا ولاموتا ولاحيوة ولا نشورا، فكل شئ محمول والله تبارك وتعالى الممسك لهما ان تزولا، والمحيط بهما من شئ، وهو حيوة كل شئ ونور كل شئ، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. فالذين يحملون العرش هم العلماء الذين حملهم الله علمه، وليس يخرج من هذه الاربعة شئ خلق الله في ملكوته، وهو الملكوت الذى أراه الله أصفياءه و أراه خليله صلى الله عليه، فقال: (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين) وكيف يحمل حملة العرش الله وبحيوته حييت قلوبهم، وبنوره اهتدوا إلى معرفته.
135 ـ محمد بن يحيى عن احمد عن صفوان بن يحيى عن أبى حمزة عن أبى ـ جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أطعم ثلثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلث جنان في ملكوت السموات: الفردوس، وجنة عدن، وطوبى وشجرة (1) تخرج في جنة عدن غرسها ربنا بيده.
136 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال النبى (صلى الله عليه وآله): طوبى للمساكين بالصبر، وهم الذين يرون ملكوت السموات والارض.
137 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل عن النبى (صلى الله عليه وآله) يقول فيه (عليه السلام): يا ابا جهل أما علمت قصة ابراهيم الخليل (عليه السلام) لما رفع في الملكوت، وذلك قول ربى: (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين) قوى الله بصره لما رفعه دون السماء حتى أبصر الارض ومن عليها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الفيض (رحمه الله) في الوافى عد طوبى من الجنان لان فيه من انواع الثمار، وقوله وشجرة عطف على ثلاث يعنى اطعمه الله من ثلاث جنان ومن شجرة في احداها، غرس ـ الله بيده.
===============
(734)
طاهرين ومستترين.
138 ـ في تفسير العياشى عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام): (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض) قال، اعطى بصره من القوة ما بعد السموات والارض فراى السموات وما فيها، وراى العرش وما فوقه، وراى مافى الارض وماتحتها.
139 ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد بن محمد بن عبدالله ابن محمد الحجال عن ثعلبة عن عبدالرحيم عن أبى جعفر (عليه السلام) في هذه الاية: (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض وليكون من الموقنين) قال كشط له عن الارض حتى رآها ومن فيها، والملك الذى يحملها، والعرش ومن عليه، وكذلك أرى صاحبكم.
140 ـ في الخرايج والجرايح عن أحمد وعبدالله ابنى محمد بن عيسى عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة عن عبدالله بن مسكان قال، قال أبوعبدالله (عليه السلام): في قوله تعالى: (وكذلك نرى ابراهيم ملكوت السموات والارض) قال كشط الله لابراهيم السموات حتى نظر إلى مافوق الارض وكشطت له الارض حتى راى ماتحت نجومها (ط تخومها) وما فوق الهوى، وفعل بمحمد (صلى الله عليه وآله) مثل ذلك وانى لارى صاحبكم والائمة من بعده فعل بهم مثل ذلك، وسأله ابوبصير هل رأى محمد ملكوت السموات والارض كما راى ذلك ابراهيم (عليه السلام)؟ قال: نعم وصاحبكم والائمة من بعده.
141 ـ وقال ابوجعفر (عليه السلام) في ذلك كشط له السموات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة وما فيها، والارضون السبع حتى نظر اليهن وما فيهن، وفعل بمحمد كما فعل بابراهيم، وانى لارى صاحبكم قد فعل به مثل ذلك والائمة من بعده بمثل ذلك.
142 ـ وباسناده إلى بريدة السلمى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: ياعلى ان الله اشهدك معى سبع مواطن، فذكرها حتى ذكر الموطن الثانى فقال: أتانى جبرئيل (عليه السلام) فأسرى بى إلى السماء فقال: أين أخوك؟ قلت: ودعته خلفى، فقال: ادع الله يأتيك به، فدعوت الله فاذا أنت معى كشط لى عن السموات السبع والارضين السبع حتى رأيت سكانها وعمارها، وموضع كل ملك فيها، لم أرمن ذلك شيئا الا وقد رأيته.
===============
(735)
143 ـ في كتاب الخصال عن يزداد بن ابراهيم عمن حدثنا من اصحابنا عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال، سمعته يقول، قال اميرالمؤمنين (عليه السلام): والله لقد أعطانى الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها احدا قبلى خلا النبى (صلى الله عليه وآله)، فتحت لى السبل، وعلمت الاسباب، وأجرى لى السحاب، وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب، ولقد نظرت في الملكوت باذن ربى جل جلاله، فما غاب عنى ما كان قبلى وما يأتى بعدى الحديث.
144 ـ في عوالى اللئالى وقال (عليه السلام): لولا ان الشياطين يحومون حول قلب ابن آدم لنظر إلى الملكوت.
145 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين على بن الحسين بن على بن ابى طالب (عليهم السلام) عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك، قلت: فلم اسرى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجايب صنعه و بدايع خلقه، قلت: فقول الله عزوجل: (ثم دنى فتدلى فكان قاب قوسين أوادنى) قال: ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله) دنا من حجب النور فراى ملكوت السموات، ثم تدلى (عليه السلام) فنظر من تحته إلى ملكوت الارض، حتى ظن انه في القرب كقاب قوسين اوادنى.
146 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الانبياء (عليهم السلام) حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشى رضى الله عنه قال: حدثنى ابى عن حمدان بن سليمان النيسابورى عن على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام)، فقال له المأمون: يابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى في حق ابراهيم (عليه السلام):
فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى؟ فقال الرضا (عليه السلام): ان ابراهيم صلى الله عليه وقع على ثلثة أصناف: صنف يعبد الزهرة وصنف يعبد القمر. وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذى أخفى فيه، فلما جن عليه الليل راى الزهرة قال: هذا ربى؟ على الانكار والاستخبار، فلما أفل الكواكب قال: لااحب الآفلين لان الافول
===============
(736)
من صفات المحدث لامن صفات القديم، (فلما راى القمر بازغا قال هذا ربى)؟ على الانكار والاستخبار، (فلما أقل قال لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين) يقول: لو لم يهدنى ربى لكنت من القوم الظالمين، فلما أصبح راى الشمس بازغة قال هذا ربى هذا أكبر من الزهرة والقمر؟ على الانكار والاستخبار لاعلى الاخبار والاقرار، فلما افلت قال للاصناف الثلثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس: (يا قوم انى برئ مما تشركون انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين) وانما أراد ابراهيم (عليه السلام) بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم ويثبت عندهم ان العبادة لاتحق لمن كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وانما تحق العبادة لخالقها وخالق السموات والارض، وكان ما احتج به على قومه ما ألهمه الله وآتاه، كما قال الله تعالى وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه فقال المأمون: لله درك يا ابا الحسن.
147 ـ في تفسير العياشى عن ابى عبيدة عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول ابراهيم صلوات الله عليه: (لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين) اى ناس للميثاق.
148 ـ عن مسعدة عن ابيعبدالله (عليه السلام) في قول الله: (كان الناس امة واحدة) الآية حديث طويل وفى آخره قلت له: افضلال كانوا قبل النبى ام على هدى؟ قال: لم يكونوا على هدى، كانوا على فطرة الله التى فطرهم عليها لاتبديل لخلق الله، ولم يكونوا ليهتدوا حتى يهديهم الله، اما تسمع يقول ابراهيم: (لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين) اى ناسيا للميثاق.
149 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما افل قال لااحب الافلين) فانه حدثنى ابى عن صفوان عن ابن مسكان قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): ان آزرابا ابراهيم كان منجما لنمرود بن كنعان فقال له: انى ارى في حساب النجوم ان هذا الزمان يحدث رجلا فينسخ هذا الدين ويدعوا لى دين آخر، فقال له نمرود: في اى بلاد يكون؟ قال: في هذا البلاد، وكان منزل نمرود بكوثى ربا (1) فقال له نمرود: قد خرج إلى الدنيا؟ قال آزر: لا، قال: فينبغى ان يفرق بين الرجال و
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كوثى ربا: اسم موضع بالعراق وبها ولد ابراهيم (*)
===============
(737)
النساء، ففرق بين الرجال والنساء، وحملت ام ـ ابراهيم بابراهيم (عليه السلام) ولم يبين حملها، فلما حان ولادتها قالت: يا آزرانى قد اعتللت واريدان اعتزل عنك، وكان في ذلك الزمان المرأة اذا اعتلت اعتزلت عن زوجها، فخرجت و اعتزلت في غار، ووضعت بابراهيم صلى الله عليه وهيئته وقمطته ورجعت إلى منزلها وسدت باب الغار بالحجارة، فأجرى الله لابراهيم (عليه السلام) لبنا من ابهامه وكانت امه تأتيه، ووكل نمرود بكل امرأة حامل، فكان يذبح كل ولد ذكر، فهربت ام ابراهيم بابراهيم من الذبح، وكان يشب ابراهيم صلى الله عليه في الغار يوما كما يشب غيره في الشهر، حتى أتى له في الغار ثلث عشرة سنة، فلما كان بعد ذلك زارته امه، فلما أرادت ان تفارقه تشبث بها فقال:
يا امى أخرجينى، فقالت له: يابنى ان الملك ان علم انك ولدت في هذا الزمان قتلك، فلما خرجت امه خرج من الغار وقد غابت الشمس نظر إلى الزهرة في السماء، فقال هذا ربى فلما غابت الزهرة قال: لو كان هذا ربى ما تحرك ولابرح، ثم قال: لا احب الافلين والافل الغايب، فلما نظر إلى المشرق رأى وقد طلع القمر قال: هذا ربى هذا أكبر وأحسن فلما تحرك وزال قال: لئن لم يهدنى ربى لاكونن من القوم الضالين، فلما أصبح وطلعت الشمس ورآى ضوءها وقد أضاءت الدنيا لطلوعها قال: هذا ربى هذا اكبر وأحسن فلما تحركت وزالت كشف الله له عن السموات حتى راى العرش ومن عليه، وأراه الله ملكوت السموات والارض، فعند ذلك (قال: يا قوم انى برئ مما تشركون انى وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض حنيفا وما أنا من المشركين) فجاء إلى امه وادخلته دارها وجعلته بين اولادها.
وسئل ابوعبدالله (عليه السلام) عن قول ابراهيم: (هذا ربى) اشرك في قوله: هذا ربى؟ فقال: لا، بل من قال هذا اليوم فهو مشرك، ولم يكن من ابراهيم شرك، وانما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك، فلما ادخلت ام ابراهيم، ابراهيم دارها نظر اليه آزر فقال:
من هذا الذى قد بقى في سلطان الملك والملك يقتل اولاد الناس؟ قالت: هذا ابنك ولدته وقت كذا وكذا حين اعتزلت عنك، قال: ويحك ان علم الملك بهذا زالت منزلتنا عنده، وكان آزر صاحب امر نمرود ووزيره، وكان يتخذ الاصنام
===============
(738)
له وللناس ويدفعها إلى ولده فيبيعونها، وكان على دار الاصنام: فقالت ام ابراهيم: لازرلا عليك ان لم يشعر الملك به بقى لنا ولدنا، وان شعربه كفيتك الاحتجاج عنه، وكان آزر كلما نظر إلى ابراهيم احبه حبا شديدا وكان يدفع اليه الاصنام ليبيعها كما يبيع اخوته فكان يعلق في اعناقها الخيوط ويجرها على الارض، ويقول: من يشترى مايضره ولاينفعه ويغرقها في الماء والحماة، ويقول لها: اشربى وتكلمى، فذكر اخوته ذلك لابيه، فنهاه فلم ينته، فحبسه في منزله ولم يدعه يخرج، (وحاجه قومه فقال ابراهيم اتحاجونى في الله وقد هدانى) اى بين لى (ولا اخاف ما تشركون به الا ان يشاء ربى شيئا وسع ربى كل شئ علما افلا تذكرون) ثم قال لهم: (وكيف أخاف ما أشركتم ولاتخافون انكم اشركتم بالله مالم ينزل به عليكم سلطانا فاى الفريقين احق بالامن ان كنتم تعلمون) اى انا احق بالامن حيث أعبدالله أو انتم الذين تعبدون الاصنام.
150 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن احمدهما (عليهما السلام) قال في ابراهيم (عليه السلام): اذا راى كوكبا قال: انما كان طالبا لربه ولم يبلغ كفرا وانه من فكر من الناس في مثل ذلك فانه بمنزلته.
151 ـ عن حجر قال: ارسل العلا بن سيابة يسأل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول ابراهيم (عليه السلام) هذا ربى) قال: انه من قال هذا اليوم فهو عندنا مشرك، قال: لم يكن من ابراهيم شرك، انما كان في طلب ربه وهو من غيره شرك.
152 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) يجيب لبعض الزنادقة وقد قال. واجده قد شهر هفوات انبيائه بوصفه ابراهيم انه عبد كوكبا مرة، ومرة قمرا ومرة شمسا ـ واما هفوات الانبياء (عليهم السلام) وما بينه الله في كتابه فان ذلك من ادل الدلالة على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء (عليهم السلام) تكبر في صدور اممهم، وان منهم من يتخذ بعضهم الها كالذى كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذى تفرد به عزوجل.
153 ـ في من لايحضره الفقيه وروى بكر بن محمد عن أبى عبدالله (عليه السلام)
===============
(739)
انه سأل سائل عن وقت المغرب فقال: ان الله تبارك وتعالى يقول في كتابه لابراهيم (عليه السلام): (فلما جن عليه الليل راى كوكبا قال هذا ربى) فهذا اول الوقت وآخر ذلك غيبوبة الشفق.
154 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة ان رجلا دخل على أبى عبدالله (عليه السلام) فقال: رأيت كان الشمس طالعة على رأسى دون جسدى؟ فقال تنال أمرا جسيما ونورا ساطعا ودينا شاملا، فلو غطتك لانغمست فيه ولكنها غطت رأسك، اما قرأت: (فلما راى الشمس بازغة قال هذا ربى فلما افلت) تبرأ منها ابراهيم صلى الله عليه، قال قلت: جعلت فداك انهم يقولون ان الشمس خليفة او ملك؟ فقال: ما اراك تنال الخلافة ولم يكن في آبائك وأجدادك ملك، واى خلافة وملوكية اكبر من الدين والنور ترجوبه دخول الجنة انهم يغلطون، قلت: صدقت جعلت فداك.
155 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له:
الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم الزنا منه؟ قال. أعوذ بالله من اولئك، لا ولكنه ذنب اذا تاب تاب الله عليه، وقال: مد من الزنا والسرقة وشارب الخمر كعابد الوثن.
156 ـ يعقوب بن شعيب عنه في قوله: (ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال:
الضلال فما فوقه.
157 ـ في مجمع البيان (الذين آمنوا ولم يلبسوا) الاية وروى عن عبدالله بن مسعود قال لما نزلت هذه الاية شق على الناس وقالوا: يا رسول الله وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال (عليه السلام): انه ليس الذى يعنون الم تسمعوا إلى ما قال العبد الصالح (يابنى لاتشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم) واختلف في هذه الاية فقيل: انه من تمام قول ابراهيم (عليه السلام) وروى ذلك عن على (عليه السلام).
158 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى زاهر عن الحسن ابن موسى الخشاب عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبى عبدالله (عليه السلام)
===============
(740)
في قول الله عزوجل: (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال بما حاء به محمد من الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان.
159 ـ وباسناده إلى أبى بصير قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
(الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال بشك.
160 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى الامام محمد بن على الباقر (عليهما السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها قال (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ان ذكر عليا (عليه السلام) وأولاده الا ان أولياءهم الذين وصفهم الله عزوجل فقال (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون).
161 ـ وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه واما قوله ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن وقوله (وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) فان ذلك كله لايغنى الامع الاهتداء، وليس كل من وقع عليه اسم الايمان كان حقيقا بالنجاة مما هلك به الغواة، ولو كان ذلك كذلك لنجت اليهود مع اعترافها بالتوحيد واقرارها بالله، ونجى ساير المقرين بالوحدانية من ابليس فمن دونه في الكفر، وقد بين الله ذلك بقوله (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون) وبقوله (الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم)
162 ـ في الخرايج والجرايح وفى روايات الخاصة روى ان أبا عبدالله (ع) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يسير في بعض مسير فقال لاصحابه: يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له عهد بأنيس منذ ثلثه ايام، فما لبثوا ان أقبل أعرابى قد يبس جلده على عظمه وغارت عيناه برأسه واخضرت شفتاه من أكل البقل، فسأل عن النبى في الزقاق حتى لقيه فقال له: أعرض على الاسلام، فقال: قل أشهد ان لا اله الا الله و انى محمد رسول الله، قال: أقررت، قال: تصلى الخمس وتصوم شهر رمضان، قال أقررت قال تحج البيت وتؤدى الزكوة وتغتسل من الجنابة، قال: اقررت، فتخلف بعير الاعرابى ووقف النبى (صلى الله عليه وآله) فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في آخر العسكر قد سقط بعيره في حفرة من حفر الجردان فسقط فانقذفت عنق الاعرابى
===============
(741)
وعنق العير وهما ميتان، فأمر النبى (صلى الله عليه وآله) فضربت خيمة فغسل فيها ثم دخل النبى (صلى الله عليه وآله) فكفنه فسمعوا للنبى حركة، فخرج وجبينه يرشح عرقا. وقال: ان هذا الاعرابى مات وهو جائع، وهو ممن امن ولم يلبسوا ايمانهم بظلم، فابتدره الحور العين بثمان من الجنة يخشون بها شدقه (1) وهذه تقول يا رسول الله اجعلنى في ازواجه.
163 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن الباقر (عليه السلام) حديث طويل ذكره في باب اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام) يقول فيه: وقال الله عزوجل (ووصى ابراهيم بنيه ويعقوب وقوله:
ووهبنا له اسحق ويعقوب كلا هدينا لنجعلها في أهلبيته ونوحا هدينا من قبل لنجعلها في اهلبيته فامر العقب من ذرية الانبياء من كان قبل ابراهيم لابراهيم (عليه السلام) و كان بين هود وابراهيم من الانبياء عشرة أنبياء.
وقال فيه ايضا وقد ذكرالله تعالى في كتابه ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى والياس كل من الصالحين واسمعيل واليسع ويونس ولوطا كلا فضلنا على العالمين ومن آبائهم وذرياتهم واخوانهم واجتبيناهم وهدينا هم إلى صراط مستقيم اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين فانه من وكل بالفضل من اهلبيته من الانبياء والاخوان والذرية وهو قول الله عزوجل في كتابه:
فان يكفر بها امتك فقد وكلنا أهلبيتك بالايمان الذى أرسلتك به فلا يكفرون بها أبدا ولا أضيع الايمان الذى أرسلتك به، وجعلت اهل بيتك بعدك علما على امتك وولاة من بعدك واهل استنباط علمى الذى ليس فيه كذب ولا اثم ولازور ولابطر ولارياء.
في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) مثل ما في كتاب كمال الدين وتمام النعمة سواء.
164 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال وكان بين موسى وبين داود خمسمأة سنة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا ولعله مصحف (بثمار من الجنة يخشون بها..) ـ م (*)
===============
(742)
وبين داود وعيسى النبى سنة. !
165 ـ وحدثنى أبى عن ظريف بن ناصح عن عبدالصمد بن بشير عن أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال لى أبوجعفر: يا ابا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين قلت: ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله قال: فبأى شئ احتججتم عليهم؟ قلت بقول ـ الله عزوجل في عيسى بن مريم: (ومن ذريته داود وسليمان) إلى قوله: (وكذلك نجزى المحسنين) فجعل عيسى بن مريم من ذرية ابراهيم قال: فأى شئ قالوا لكم؟ قال: قلت قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولايكون من الصلب قال: فبأى شى احتججتم؟ عليهم؟ قال قلت احتججنا عليهم بقول الله: (قل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم) الآية قال:
فأى شئ قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب ابنى رجل واحد فيقول:
ابناؤنا، وانما هما ابن واحد، قال: فقال ابوجعفر (عليه السلام) والله يا ابا الجارود لاعطينكها من كتاب الله مسمى بصلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولايردها الا كافر، قال قلت جعلت فداك وأين؟ قال: من حيث قال الله (حرمت عليكم امهاتكم) إلى قوله: (وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم) فسلهم يا ابا الجارود هل حل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) نكاح حليلتيهما؟ فان قالوا: نعم. فكذبوا والله وفجروا، وان قالوا: لا، فهما والله ابناه لصلبه وما حرمتا عليه الا للصلب.
166 ـ في تفسير العياشى عن بشير الدهان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: والله لقد نسب الله عيسى بن مريم في القرآن إلى ابراهيم (عليه السلام) من قبل النساء ثم تلا: (ومن ذريته داود وسليمان) إلى آخر الآيتين وذكر عيسى (عليه السلام).
167 ـ في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن الحسن بن ظريف عن عبدالصمد بن بشير عن أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) قال قال لى ابوجعفر (عليه السلام): يا ابا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين (عليهما السلام)؟ قلت:
ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال: فبأى شئ احتججتم عليهم؟ قلت:
احتججنا عليهم بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم (عليه السلام): (ومن ذريته داود و سليمان وايوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين * وزكريا ويحيى
===============
(743)
وعيسى) فجعل عيسى بن مريم من ذرية نوح والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
168 ـ في عيون الاخبار في باب جمل من اخبار موسى بن جعفر (عليه السلام) مع هارون الرشيد ومع موسى بن المهدى حديث طويل بينه وبين هارون وفيه ثم قال:
كيف قلتم انا ذرية النبى والنبى (صلى الله عليه وآله) لم يعقب وانما العقب للذكر لاللانثى وانتم ولد لابنته ولايكون لها عقب؟ فقلت: اسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه الا ما اعفتنى من هذه المسألة فقال: لا او تخبرنى بحجتكم فيه يا ولد على وانت ياموسى يعسوبهم وامام زمانهم كذا انهى إلى ولست اعفيك في كل ما اسئلك عنه حتى تاتينى فيه بحجة من كتاب الله وانتم تدعون معشر ولد على انه لايسقط عنكم منه شئ لا الف ولاواو الا تأويله عندكم، واحتججتم بقوله عزوجل: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) واستغنيتم عن رأى العلماء وقياسهم، فقلت تأذن لى في الجواب؟ قال: هات، فقلت: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهرون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى) من أبوعيسى يا امير ـ المؤمنين؟ قال: ليس لعيسى أب، فقلت: انما ألحقنا بذرارى الانبياء (عليهم السلام) من طريق مريم عليها السلام، وكذلك الحقنا بذرارى النبى (صلى الله عليه وآله وسلم) من قبل أمنا فاطمة عليها السلام.
169 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن حمران قال كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) فجاءه رجل وقال: يا ابا عبدالله ما نتعجب من عيسى بن زيد بن على يزعم أنه ما يتولى عليا (عليه السلام) الاعلى الظاهر، وماندرى لعله كان يعبد سبعين الها من دون الله؟ قال فقال:
وما اصنع؟ قال الله: فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين واو مأبيده فقلت: نعقلها والله (1).
170 ـ في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن محمد بن سنان عن ابى عيينة عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: ان قوما وسع الله عليهم في ارزاقهم حتى طغوا فاستخشنوا الحجارة فعمدوا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى بعض النسخ (نفعلها والله) وللمجلسى (ره كلام في شرح الحديث ذكرناه في ذيل تفسير العياشى فراجع ج 1: 368. (*)
===============
(744)
إلى النقى فصنعوا منه كهيئة الافهار (1) فجعله في مذاهبهم فأخذهم الله بالسنين فعمدوا إلى اطعمتهم فجعلوها في الخزاين فبعث الله على ما في الخزاين ما افسده حتى احتاجوا إلى ماكانوا يستطيبون به في مذاهبهم فجعلوا يغسلونه ويأكلونه ثم قال ابوعبدالله (عليه السلام) ولقد دخلت على ابى ـ العباس وقد أخذ القوم المجلس فمد يده إلى والسفرة بين يديه موضوعة فاخذ بيدى فذهبت لاخطواليه فوقعت رجلى على طرف السفرة فدخلنى من ذلك ماشاء الله ان يدخلنى ان الله تعالى يقول: (فان يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين) قوما والله يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة ويذكرون الله كثيرا، قال ابن سنان وفى حديث ابى بصير قال نزلت فيهم هذه الآية (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة) إلى آخر الآية.
171 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): ولاطريق للاكياس من المؤمنين أسلم من الاقتداء، لانه المنهج الاوضح والمقصد الاصح، قال الله تعالى لاعز خلقه محمد (صلى الله عليه وآله) اولئك الذى هدى الله فبهديهم اقتده فلو كان لدين الله مسلك أقوم من الاقتداء لندب أولياءه وأنبياءه اليه.
172 ـ في تفسير على بن ابراهيم خطبة له (صلى الله عليه وآله) وفيها وأحسن الهدى هدى الانبياء
173 ـ في تفسير العياشى عن العباس بن هلال عن الرضا (عليه السلام) ان رجلا أتى عبدالله بن الحسن فسأله عن الحج؟ فقال له هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا فاسئله فأقبل الرجل إلى جعفر (عليه السلام) فسأله فقال له، قد رايتك واقفا على عبدالله بن الحسن فما قال لك؟ قال سألته فامرنى ان آتيك، وقال هذاك جعفر بن محمد قد نصب نفسه لهذا، فقال جعفر (عليه السلام) نعم انا من الذين قال الله في كتابه (اولئك الذين هدى الله فبهديهم اقتده) سل عما شئت فسأله الرجل فأنبأه عن جميع مسائله.
174 ـ في نهج البلاغة: فاقتدوا بهدى نبيكم فانه أفضل الهدى.
175 ـ في اصول الكافى محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن حماد ابن عيسى عن ربعى بن عبدالله عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النقى: الخبز المعمول من لباب الدقيق، والفهر: الحجر قدر مايدق به الجوز أو يملا به الكف. (*)
===============
(745)
ان الله لايوصف وكيف يوصف وقد قال في كتابه وما قدروا الله حق قدره فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك.
176 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعى عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان الله عزوجل لايوصف وكيف وقد قال: في كتابه (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة
177 ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن اسحق عن بكر بن (1) عن اسحق بن عمار قال: قال: أبوعبدالله (عليه السلام): ان الله عزوجل لايقدر احدا قدره، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
178 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (وماقدروا الله حق قدرة) قال: لم يبلغوا من عظمة الله أن يصفوه بصفة، اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شئ وهم قريش واليهود فردالله عليهم واحتج وقال: قل لهم يا محمد من انزل الكتاب الذى جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها يعنى تقرؤن بعضها وتخفون كثيرا يعنى من أخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلمتم مالم تعلموا انتم ولاآبائكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون يعنى فيما خاضوا فيه من التكذيب.
179 ـ في اصول الكافى ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن ابى بصير عن احدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل:
ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحى إلى ولم يوح اليه شئ قال: نزلت في ابن ابى سرح الذى كان عثمان استعمله على مصر، وهو ممن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة هدردمه وكان يكتب لرسول الله فاذا انزل الله عزوجل (ان الله عزيز حكيم) كتب (ان الله عليم حكيم) فيقول له رسول الله (صلى الله عليه وآله): دعها فان الله عليم حكيم وكان ابن ابى سرح يقول للمنافقين: انى لاقول من نفسى مثل مايجئ به فما يغير على فانزل الله تبارك وتعالى فيه الذى انزل.
180 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا او قال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ ولم أظفر عليه في مظانه في المصدر. (*)
===============
(746)
اوحى إلى ولم يوح اليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) فانها نزلت في عبدالله بن سعد بن ابى سرح وكان أخا عثمان من الرضاعة.
181 ـ حدثنى ابى عن صفوان عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال ان عبدالله بن سعد بن ابى سرح كان اخا عثمان من الرضاعة أسلم وقدم المدينة وكان له خط حسن، وكان اذا نزل الوحى على رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعى فكتب ما يمليه عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكان اذا قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) (سميع بصير) يكتب (سميع عليم) واذا قال (والله بما تعملون خبير) يكتب (بصير) ويفرق بين التاء والياء وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: هو واحد فارتد كافرا ورجع إلى مكة، وقال لقريش: والله ما يدرى محمد مايقول، انا اقول مثل ما يقول، فلا ينكر على ذلك، فانا انزل مثل ما ينزل، فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) في ذلك: (ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال اوحى إلى ولم يوح اليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) فلما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة امر بقتله، فجاءبه عثمان قد أخذ بيده ورسول الله في المسجد فقال: يا رسول الله اعف عنه، فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم اعاد فسكت ثم اعاد فقال: هو لك، فلما مر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاصحابه. الم أقل من رآه فليقتله؟ فقال رجل، كان عينى اليك يا رسول الله ان تشير إلى فأقتله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الانبياء لايقتلون بالاشارة فكان من الطلقاء.
182 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام): (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا او قال اوحى إلى ولم يوح اليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما انزل الله) قال: من ادعى الامامة دون الامام.
183 ـ عن سلام عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: اليوم تجزون عذاب الهون قال: العطش يوم القيمة.
184 ـ عن الفضيل قال، سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول في قوله، (اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون) قال، العطش.
185 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم حكى عزوجل ما يلقى اعداء آل محمد
===============
(747)
(صلى الله عليه وآله) فقال: (ولوترى اذ الظالمون آل محمد حقهم في غمرات الموت والملئكة باسطوا ايديهم أخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون) قال: العطش (بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون) قال، ما أنزل الله في آل محمد يجحدون، ثم قال، (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم انهم فيكم شركاء) والشركاء ائمتهم (لقد تقطع بينكم) يعنى المودة (وضل عنكم) اى بطل (ما كنتم تزعمون).
186 ـ حدثنا على عن أبيه عن بعض اصحابه عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال، نزلت هذه الاية في معاوية وبنى امية وشركائهم وائمتهم: (لقد تقطع بينكم) يعنى المودة.
187 ـ في مجمع البيان (كما خلقناكم اول مرة) وقيل، معناه ما روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال، تحشرون حفاة عراة غرلا والغرل هم القلف. وروى ان عايشة قالت، يا رسول الله ـ حين سمعت ذلك ـ واسوأتاه أينظر بعضهم إلى سوء بعض من الرجال والنساء؟ فقال (عليه السلام)، لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) ويشغل بعضهم عن بعض.
188 ـ في الخرايج والجرايح عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يذكر فيه فاطمة بنت اسد رضى الله عنهما وفيه قرأت عليها يوما: (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة) (1) فقالت، واسوأتاه بالله فسألت الله أن لايبدى عوراتها، ثم سألتنى عن منكر ونكير فأخبرتها بحالهما، قالت، واغوثاه بالله، فسألت الله ان لايريهما اياها و ان يفسح لها في قبرها، وان يحشرها في اكفانها.
189 ـ في اصول الكافى على بن محمد بن عبدالله عن السيارى عن محمد بن جمهور عن بعض اصحابنا عن أبيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل يحكى فيه ماصنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفاطمة ام أميرالمؤمنين (عليهما السلام) لما توفيت يقول فيه (عليه السلام) قال (صلى الله عليه وآله): وانى ذكرت القيامة وان الناس يحشرون عراة كما ولدوا، فقالت: واسوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية، وذكرت ضغظة القبر فقالت: واضعفاه فضمنت لها ان يكفيها الله ذلك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وقد سقط من هذا الموضع شئ يظهر من الحديث الاتى. (*)
===============
(748)
فكفنتها بقميصى واضطجعت في قبرها لذلك.
190 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن محمد بن الحسين عن عبدالرحمن بن أبى هاشم عن أبى خديجة عن ابيعبد الله (عليه السلام) قال: تتوقوا في الاكفان فانكم تبعثون بها.
191 ـ في من لايحضره الفقيه وقال (عليه السلام): جيدوا أكفان موتاكم فانهاز ينتهم
192 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل: اخبرنى عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة؟ قال: بل يحشرون في أكفانهم، قال: انى لهم بالاكفان وقد بليت؟ قال: ان الذى احيى أبدانهم جدد اكفانهم قال: فمن مات بلاكفن قال: سترالله عورته بما يشاء من عنده، قال: افيعرضون صفوفا قال:
نعم هم يومئذ عشرون ومائة ألف صف في عرض الارض.
193 في اصول الكافى على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحسين بن زيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن ابراهيم عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عزوجل لما اراد ان يخلق آدم (عليه السلام) بعث جبرئيل (عليه السلام) في اول ساعة من يوم الجمعة فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى السماء الدنيا واخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر الله عزوجل كلمته فامسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين، فذرا من الارض ذروا ومن السموات ذروا فقال للذى بيمينه: منك الرسول والانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامته فوجب لهم ماقال كما قال. وقال للذى بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هو انه وشقوته فوجب لهم ما قال كما قال ثم ان الطينتين خلطتا جميعا وذلك قول الله عزوجل: ان الله فالق الحب والنوى فالحب طينة المؤمنين التى القى الله عليها محبته، والنوى طينة الكافرين الذين نأوا عن كل خيروانما سمى النوى من اجل انه ناى عن كل خير وتباعد منه وقال الله عزوجل يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى فالحى المؤمن الذى تخرج طينته من طينة الكافر والميت الذى يخرج من الحى هو الكافر الذى يخرج من طينة المؤمن فالحى المؤمن والميت الكافر
===============
(749)
والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
194 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان الله فالق الحب والنوى) قال:
الحب ما أحبه والنوى ما نأى عن الحق، وقال ايضا في قوله: (ان الله فالق الحب والنوى) قال: الحب ان يفلق العلم من الائمة والنوى ما بعد عنه (يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى) قال: المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن.
195 ـ في تفسير العياشى عن المفضل قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قوله:
(فالق الحب والنوى) قال: الحب المؤمن، وذلك قوله: (وألقيت عليك محبة منى) والنوى: الكافر الذى نأى عن الحق فلم يقبله.
196 ـ عن عبدالله بن الفضل النوفلى رفعه إلى ابى جفعر (عليه السلام) قال: اذا طلبتم الحوايج فاطلبوها بالنهار، فان الله جعل الحياء في العينين، فاذا تزوجتم فتزوجوا بالليل فان الله جعل اليل سكنا.
197 ـ عن على بن عقبة عن ابيه عن ابيعبد الله قال: تزوجوا بالليل فان الله جعله سكنا ولاتطلبوا الحوايج بالليل فانه مظلم.
قال عزمن قائل فالق الاصباح وجعل الليل سكنا
198 ـ في كتاب الاهليلجة للطبرسى (رحمه الله) قال الصادق (عليه السلام) بعد ان ذكر الليل والنهار: ولو جعل احدهما سرمدا ماقام لهم معاش ابدا، فجعل مدبر هذه الاشياء وخالقها النهار مبصرا والليل سكنا
199 ـ في تهذيب الاحكام باسناده إلى ابان بن تغلب عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال:
كان على بن الحسين (عليهما السلام) يأمر غلمانه ان لايذبحوا حتى يطلع الفجر، ويقول: ان الله تعالى جعل الليل سكنا لكل شئ قال: قلت جعلت فداك فان خفنا؟ قالل: ان كنت تخاف الموت فاذبح.
200 ـ في الكافى الحسين بن محمد عن على بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول في التزويج قال: من السنة التزويج بالليل لان الله جعل الليل سكنا، والنساء انماهن سكن.
===============
(750)
201 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن احمد بن محمد عن الحسن بن على بن فضال عن على بن عقبة عن ابيه ميسرة بن عبدالعزيز عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قال: يا ميسرة تزوج بالليل فان الله جعله سكنا.
202 ـ في نهج البلاغة ولاتسر اول الليل فان الله جعله سكنا، وقدره مقاما لاظعنا فأرح فيه بدنك وروح ظهرك.
203 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: وهو الذى جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قال النجوم آل محمد صلوات الله عليهم قوله وهو الذى انشأكم من نفس واحدة قال: من آدم، فمستقر ومستودع قال:
المستقر الايمان الذى يثبت في قلب الرجل إلى أن يموت، والمستودع هو المسلوب منه الايمان.
204 ـ في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق (عليه السلام): اللهم انى اسئلك بالحق الذى جعلته عندهم وبالذى فضلتهم على العالمين جميعا ان تبارك لنا في يومنا هذا الذى أكرمتنا فيه، وان يتم علينا نعمتك وتجعله عندنا مستقرا ولاتسلبنا أبدا، ولاتجعله مستودعا فانك قلت: (مستقر ومستودع) فاجعله مستقرا ولاتجعله مستودعا.
205 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: قلت. (هو الذى أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستووع) قال: مايقول أهل بلدك الذى انت فيه؟ قال. قلت. يقولون مستقر في الرحم، ومستودع في الصلب، فقال. كذبوا، المستقر مااستقر الايمان في قلبه فلاينزع منه ابدا، والمستودع الذى يستودع الايمان زمانا ثم يسلبه وقد كان الزبير منهم.
206 ـ عن سعد بن أبى الاصبغ (1) قال. سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) وهو سئل عن مستقر ومستودع. قال. مستقر في الرحم ومستودع في الصلب. وقد يكون مستودع
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (سعيد) بدل (سعد): (*)
===============
(751)
الايمان ثم ينزع منه ولقد مشى الزبير في ضوء الايمان ونوره حين قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى مشى بالسيف وهو يقول لانبايع الاعليا.
207 ـ عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن (عليه السلام). (هو الذى أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع) قال ما كان من الايمان المستقر فمستقر إلى يوم القيامة أو أبدا (1) وما كان مستودعا سلبه الله قبل الممات.
208 ـ عن صفوان قال. سألنى أبوالحسن (عليه السلام) ومحمد بن خلف جالس فقال لى مات يحيى بن القاسم الحذاء؟ فقلت له. نعم، ومات زرعة، فقال. كان جعفر (عليه السلام) يقول فمستقر ومستودع فالمستقر قوم يعطون الايمان ويستقر في قلوبهم والمستودع قوم يعطون الايمان ثم يسلبون.
209 ـ عن أبى الحسن الاول (عليه السلام) قال. سألته عن قول الله. (فمستقر ومستودع) قال. المستقر الايمان الثابت، والمستودع المعار عن ابى عبدالله (عليه السلام) مثله.
210 ـ في مجمع البيان وجنات من اعناب قرأ ابوبكر عن عاصم برواية أبى ـ يوسف الاعشى والبرجمى (وجنات) بالرفع وهو قراءة أميرالمؤمنين على بن ابى طالب (عليه السلام)، بديع السموات والارض اى مبدعهما ومنشئهما بعلمه ابتداءا لامن شئ، ولاعلى مثال سبق وهو المروى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال عزمن قائل. ذلكم الله ربكم لا اله الا هو خالق كل شئ الاية
211 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفة دلت العاقل على انه لاشئ قبله، ولاشئ معه في ديمومته، فقد بان لنا باقرار العامة مع معجزة الصفة انه لاشئ قبل الله ولاشئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم انه كان قبلة او كان معه شئ، وذلك انه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز ان يكون خالقا له، لانه لم يزل معه، فكيف يكون خلقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الاول ذلك الشئ لاهذا، وكان الاول أولى بان يكون خالقا للثانى. في اصول الكافى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الترديد من الراوى. (*)
===============
(752)
على بن محمد مرسلا عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) سواء.
212 ـ في عيون الاخبار على بن محمد مرسلا في باب ماكتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين. وان افعال العباد مخلوقة خلق تقدير لاخلق تكوين، والله خلق كل شئ ولانقول بالجبر والتفويض.
213 ـ وباسناده إلى حمدان بن سليمان قال: كتبت إلى الرضا (عليه السلام) اسأله عن أفعال العباد أمخلوقة هى أم غير مخلوقة؟ فكتب (عليه السلام)، افعال العباد مقدرة في علم الله تعالى قبل خلق العباد بألفى عام.
214 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال في حديث طويل: وافعال العباد مخلوقة خلق تقدير لاخلق تكوين، والله خالق كل شئ ولانقول بالجبر والتفويض.
215 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى صفوان بن يحيى قال: سألنى ابو ـ قرة المحدث ان ادخله إلى ابى الحسن الرضا (عليه السلام) فاستأذنته في ذلك فاذن لى فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام حتى بلغ سؤاله التوحيد فقال ابوقرة:
انا روينا ان الله عزوجل قسم الرؤية والكلام بين اثنين (1) فقسم لموسى (عليه السلام) الكلام، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) الرؤية، فقال ابوالحسن (عليه السلام): فمن المبلغ عن الله عزوجل إلى الثقلين الجن والانس: لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار و (لايحيطون به علما و (ليس كمثله شئ) اليس محمد (صلى الله عليه وآله): قال: بلى، (قال ظ): كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عندالله وانه يدعوهم إلى الله بامرالله و يقول: (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) و (لايحيطون به علما) وليس كمثله شئ ثم يقول: انا رأيته بعينى وأحطت به علما وهو على صورة البشر؟ اما تستحيون؟
ماقدرت الزنادقة ان ترميه بهذا ان يكون يأتى عن الله بشئ ثم يأتى بخلافه من وجه آخر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
216 ـ وباسناده إلى عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل (لاتدركه الابصار)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى الكافى (بين نبيين). (*)
===============
(753)
قال ما أحاطه الوهم الاترى إلى قوله: قدجاءكم بصائر من ربكم ليس يعنى بصر العيون فمن ابصر فلنفسه ليس يعنى من البصر بعينه ومن عمى فعليها لم يعن عمى العيون انما عنى احاطة الوهم، كما يقال: فلان بصير بالشعر، وفلان بصير بالفقه، وفلان بصير بالدراهم، وفلان بصير بالثياب. الله أعظم من ان يرى بالعين.
217 ـ وباسناده إلى أبى هاشم الجعفرى عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن الله عزوجل هل يوصف؟ فقال: أما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قال: اما تقرأ قوله عزوجل (لاتدركه الابصار وهو يدرك الابصار)؟ قلت. بلى قال. فتعرفون الابصار قلت. بلى قال، وماهى؟ قلت، أبصار العيون. فقال، ان أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون، فهو لاتدركه الاوهام وهو يدرك الاوهام.
218 ـ وباسناده إلى أبى هاشم (1) أوهام القلوب أدق من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التى لم تدخلها، ولم تدركها ببصرك، فأوهام القلوب لاتدركه فكيف أبصار العيون؟ في اصول الكافى هذه الاحاديث الاربعة اسنادا ومتنا سواء:
219 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى محمد بن اسمعيل بن بزيع قال قال ابوالحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام)، في قول الله عزوجل: (لاتدركه الابصار و هو يدرك الابصار) قال. لاتدركه أوهام القلوب فكيف تدركه ابصار العيون.
220 ـ باسناده إلى اسمعيل بن الفضل قال. سألت ابا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) عن الله تبارك وتعالى هل يرى في المعاد؟ فقال: سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا، يابن الفضل ان الابصار لاتدرك الاماله لون وكيفية، والله تعالى خالق الالوان والكيفية.
221 ـ وباسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اياكم والتفكر في الله. لايزيد الاتيها ان الله عزوجل لاتدركه الابصار ولايوصف بمقدار.
222 ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى (عليه السلام) يقول فيها ولم تدركه الابصار
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) مسندا إلى ابى جعفر (ع) (*)
===============
(754)
فيكون بعد انتقالها حائلا.
223 ـ وخطبة اخرى له (عليه السلام) وفيها: وانحسرت الابصار عن أن تناله فيكون بالعيان موصوفا وبالذات التى لايعلمها الا هو عند خلقه معروفا.
224 ـ وفيه حديث طويل عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) يقول فيه ـ وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات واما قوله (لاتدركه الابصار) وهو يدرك الابصار فهو كما قال (لاتدركه الابصار) ولاتحيط به الاوهام (وهو يدرك الابصار) يعنى يحيط بها.
225 ـ في مجمع البيان روى العياشى باسناده المتصل ان المفضل بن سهل ذا الرياستين سأل ابالحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) فقال: اخبرنى عما اختلف فيه الناس من الرؤية؟ فقال: من وصف الله سبحانه بخلاف ماوصف به نفسه فقد اعظم الفرية على الله، لاتدركه الابصار وهذه الابصار ليست هذه الاعين، انما هى الابصار التى في القلوب ولايقع عليه الاوهام لايدرك كيف هو.
226 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد حديث طويل عنه (عليه السلام) وفيه قال: قال السائل. رحمك الله فأوجدنى كيف هو وأين هو؟ قال. ويلك، ان الذى ذهبت اليه غلط، وهو أين الاين وكان ولا أين، وهو كيف الكيف وكان ولاكيف، فلايعرف بكيفوفية ولا باينونية، ولابحاسة ولايقاس بشئ، قال الرجل. فاذا انه لاشئ اذا لم يدرك بحاسة من الحواس؟ فقال أبوالحسن (عليه السلام). ويلك لما عجزت حواسك عن ادراكه انكرت ربوبيته. ونحن اذا عجزت حواسنا عن ادراكه أيقنا انه ربنا، وانه شئ بخلاف الاشياء، وفيه بعد سطور قال الرجل. فلم احتجب؟ فقال أبوالحسن (عليه السلام). ان الحجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فاما هو فلا تخفى عليه خافيه في آناء الليل والنهار، قال، فلم لاتدركه حاسة البصر، قال، للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار منهم ومن غيرهم، ثم هو أجل من أن يدركه بصرا ويحيط به وهم.
227 ـ في اصول الكافى احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن سيف عن محمد بن عبيد قال كتبت إلى أبى الحسن الرضا (عليه السلام) أسأله عن الرؤية
===============
(755)
وما ترويه العامة والخاصة وسألته أن يشرح لى، ذلك، فكتب بخطه اتفق الجميع لاتمانع بينهم ان المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فاذا جاز أن يرى الله بالعين وقعت المعرفة ضرورة ثم لم تخل تلك المعرفة من ان تكون ايمانا او ليست بايمان، فان كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية ايمانا فالمعرفة التى في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بايمان لانها ضده فلا يكون في الدنيا مؤمن لانهم لم يروا الله عز ذكره، وان لم يكن تلك المعرفة التى من جهة الروية ايمانا لم تخل هذه المعرفة التى من جهة الاكتساب ان تزول ولاتزول في المعاد، فهذا دليل على ان الله عز ذكره لايرى بالعين اذا لعين تؤدى إلى ما وصفناه.
228 ـ على بن ابراهيم عن المختار بن محمد بن المختار الهمدانى ومحمد ابن الحسن عن عبدالله بن الحسن العلوى جميعا عن الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن (عليه السلام) حديث طويل وفيه: فقولك. اللطيف الخبير فسره لى كما فسرت الواحد، فانى اعلم ان لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل، غير انى أحب ان تشرح لى ذلك فقال: يافتح انما قلنا: اللطيف للخلق اللطيف لعلمه بالشئ اللطيف أولاترى ـ وفقك الله وثبنك ـ إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف، ومن الخلق اللطيف ومن الحيوان الصغار ومن البعوض والجرجس (1) وما هو اصغر منها مالايكاد تستبينه العيون بل لايكاد يستبان لصغره الذكر من الانثى والحدث المولود من القديم فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه وما في لجج البحار، وما في لحاء الاشجار والمفاوز والقفار وافهام بعضها عن بعض منطقها، وما يفهم به اولادها عنها ونقلها الغذاء اليها ثم تأليف الوانها حمرة مع صفرة وبياض مع حمرة وانه مالا نكاد عيوننا تستبينه لدمامه خلقها (2) لاتراه عيوننا، ولاتلمسه أيدينا علمنا ان خالق هذا الخلق لطيف لطف بخلق ما سميناه بلا علاج ولااداة ولا آلة وان كل صانع شئ فمن شئ صنع والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.
229 ـ على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه: واما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الجرجس: البعوض الصغار.
(2) الدميم: الحقير يقال رجل دميم وبه دمامة اذا كان قصير الجثة حقير الجثمان (*)
===============
(756)
اللطيف فليس على قلة وقضافة (1) وصغر ولكن ذلك على النفاذ في الاشياء والامتناع من أن يدرك كقولك للرجل: لطف عنى هذا الامر ولطف فلان في مذهبه، وقوله يخبرك انه غمض فيه العقل وفات الطلب وعاد متعمقا متلطفا لايدركه الوهم فكذلك لطف الله تبارك وتعالى عن ان يدرك بحد اويحد بوصف واللطافة منا الصغر والقلة، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
230 ـ محمد بن أبى عبدالله رفعه إلى ابى الهاشم الجعفرى عن أبى جعفر الثانى (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال (عليه السلام): وكذلك سميناه لطيفا لعلمه بالشئ اللطيف مثل البعوضة، واخفى من ذلك وموضع النشو منها والعقل والشهوة للسفاد والحدب على نسلها (2) واقام بعضها على بعض ونقلها الطعام والشراب إلى اولادها في الجبال والمفاوز والاودية والقفار فعلمنا ان خالقها لطيف بلا كيف وانما الكيفية للمخلوق المكيف.
231 ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق (عليه السلام) انما سميناه لطيفا للخلق اللطيف ولعلمه بالشئ اللطيف مما خلق من البعوض والذرة وما أصغر منها.
232 ـ في اصول الكافى على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه. واما الخبير فالذى لايعزب عنه شئ ولا يفوته ليس للتجربة ولاللاعتبار بالاشياء فعند التجربة والاعتبار علمان ولولاهما ماعلم لان من كان كذلك كان جاهلا والله لم يزل خبيرا بما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
233 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: وكذلك نصرف الايات وليقولوا درست ولنبينه لقوم يعلمون قال كانت قريش تقول لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). ان الذى تخبرنا به من الاخبار تتعلمه من علماء اليهود وتدرسه.
234 ـ في مجمع البيان ولوشاء الله ما أشركوا وفى تفسير اهل البيت (عليهم السلام)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قضف قضافة: نحف ودق.
(2) السفاد: نزو الذكر على الانثى، والحدب: العطف والشفقة. (*)
===============
(757)
لوشاء الله أن يجعلهم كلهم مؤمنين معصومين حتى كان لايعصيه أحد لما كان يحتاج إلى جنة ولا إلى نار ولكنه امرهم ونهاهم وامتحنهم واعطاهم ماله عليهم به الحجة من الآلة والاستطاعة ليستحق الثواب والعقاب.
235 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن على بن محمد بن سعيد عن محمد ابن مسلم عن اسحق بن موسى قال: حدثنى أخى وعمى عن أبيعبدالله (عليه السلام) قال: ثلثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على اهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه ومجلسا ذكر اعدائنا فيه جديد وذكر نافيه رث ومجلسا فيه من يصدعنا وانت تعلم قال. ثم تلا أبوعبدالله (عليه السلام) ثلث آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه ـ او قال كفه ـ ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم (واذا رايت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (ولاتقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب.
336 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن حبيب السجستانى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: في التوراة مكتوب فيما ناجى الله جل وعزبه موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى اكتم مكتوم سرى في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عنى بعدوى وعدوك من خلقى، ولاتستسب (1) لى عندهم باظهار مكتوم سرى فتشرك وعدوك عدوى في سبى.
237 ـ في تفسير العياشى عن عمر الطيالسى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) قال: فقال ياعمر هل رأيت احدا يسب الله؟ قال: فقلت: جعلنى الله فداك فكيف قال من سب ولى الله فقد سب الله.
238 ـ في اصول الكافى باسناده إلى ابيعبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) واياكم وسب اعداء الله حيث يسمعونكم فيسبوا الله عدوا بغير علم.
239 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن مسعدة بن صدقة عن ابى عبدالله (عليه السلام)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى لاتطلب سبى. (*)
===============
(758)
قال: سئل عن قول النبى (صلى الله عليه وآله) ان الشرك اخفى من دبيب النمل على صفاة (1) سوداء في ليلة ظلماء. فقال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله فكان المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتم لكيلا يسب الكفار اله المؤمنين فيكون المؤمنون قد اشركوا بالله من حيث لايعلمون، فقال (ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم.
240 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المتفرقة حديث طويل وفى آخره قال (عليه السلام): ان مخالفينا وضعوا اخبارا في فضائلنا وجعلوها على اقسام ثلثة: احدها الغلو، وثانيها التقصير في امرنا، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فاذا سمع الناس الغلو كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا، واذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا، واذا سمعوا مثالب أعدائنا باسمائهم سبونا باسمائنا، وقد قال الله تعالى:
(ولاتسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم).
241 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: ونقلب افئدهم وابصارهم يقول ننكس قلوبهم فيكون اسفل قلوبهم أعلاها ونعمى أبصارهم فلا يبصرون الهدى.
242 ـ وقال على بن ابى طالب ان اول مايقلبون عليه من الجهاد الجهاد بايديكم ثم الجهاد بالسنتكم، ثم الجهاد بقلوبكم؟ فمن لم يعرف قلبه معروفا ولم ينكر منكرا نكس قلبه فجعل أسفله أعلاه ثم لايقبل خيرا أبدا كما لم يؤمنوا به اول مرة يعنى في الذر والميثاق ونذرهم في طغيانهم يعمهون اى يضلون.
243 ـ في مجمع البيان ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاءالله ان يجبرهم على الايمان عن الحسن وهو المروى عن أهل البيت (عليهم السلام).
قال عزمن قائل: وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الانس والجن الاية
244 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن الحسين بن سعيد عن على بن ابى حمزة عن بعض رجاله عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما بعث الله نبيا الا وفى امته شيطانان يوذيانه
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الصفاة: الصخرة. (*)
===============
(759)
ويضلان الناس بعده، فاما صاحبا نوح فقنطيقوس (1) وحزام، واما صاحبا ابراهيم فمكثل وزرام، واما صاحبا موسى فالسا مرى ومر عقيبا، واما صاحبا عيسى فبولس ومرتيون، واما صاحبا محمد فحبتر وزريق.
245 ـ في اصول الكافى وباسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فان من لم يجعله الله من أهل صفة الحق فاولئك هم شياطين الانس والجن.
246 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال الانس على ثلثة اجزاء فجزء تحت ظل العرش يوم لاظل الاظله، وجزء عليهم الحساب والعذاب وجزء وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين.
247 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى الباقر (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها ألا ان اعداء على هم اهل الشقاق هم العادون واخوان الشياطين الذين يوحى بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
248 ـ في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال ان الشياطين يلقى بعضهم بعضا فيلقى اليه مايغوى به الخلق حتى يتعلم بعضهم من بعض.
قال عزمن قائل: ولوشاء ربك مافعلوه الايه
249 ـ في كتاب الخصال مرفوع إلى على (عليه السلام) قال الاعمال على ثلثة احوال، فرايض وفضائل، ومعاصى، إلى قوله (عليه السلام)، واما المعاصى فليست بامرالله ولكن بقضاء الله وبقدره وبمشيته وعلمه ثم يعاقب عليها.
قال مصنف هذا الكتاب (رحمه الله): المعاصى بقضاء الله معناه بنهى الله لان حكم الله تعالى فيها على عباده الانتهاء عنها، ومعنى قوله بقدر الله اى يعلم الله بمبلغها وتقديرها مقدارها، ومعنى قوله: وبمشيته فانه عزوجل شاء الا يمنع العاصى من المعاصى الا بالزجر والقول والنهى، دون الجبر والمنع بالقوة والدفع بالقدره انتهى كلامه اعلى الله مقامه.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر: (فغنطيغوص) بالغين. (*)
===============
(760)
250 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن عبدالله بن اسحق العلوى عن محمد بن زيد الرزامى عن محمد بن سليمان الديلمى عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه مواليد الائمة ومبدء النطفة التى يكونون منها و أحوالهم وفيه يقول (عليه السلام): وان نطفة الامام مما أخبرتك، واذا سكنت النطفة في الرحم أربعة اشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تبارك وتعالى ملكا يقال له حيوان فكتب على عضده الايمن وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لامبدل لكلماته وهو السميع العليم.
251 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن الحسن بن راشد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله تبارك وتعالى اذا أحب أن يخلق الامام أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها اياه، فمن ذلك يخلق الامام فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن امه لايسمع الصوت، ثم يسمع بعد ذلك الكلام، فاذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا وعدلا لامبدل لكماته وهو السميع العليم) فاذا مضى الامام الذى كان قبله رفع لهذا منار من نور ينظربه إلى أعمال الخلايق، فبهذا يحتج الله على خلقه.
252 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله عزوجل اذا أراد أن يخلق الامام من الامام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثم أوقفها أو دفعها أو دفعها إلى الامام فشربها، فتمكث في الرحم أربعين يوما لايسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك، فاذا وضعته امه بعث اليه ذلك الملك الذى أخذ الشربة فكتب على عضده الايمن: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لامبدل لكماته) فاذا قام بهذا الامر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظربه إلى أعمال العباد.
253 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الربيع بن محمد المسلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الامام ليسمع في بطن امه فاذا ولد خط بين كتفيه: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لامبدل لكلماته
===============
(761)
وهو السميع العليم) فاذا صار الامر اليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة.
254 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن احمد بن محمد بن خالد البرقى عن أبيه عن محمد بن سنان عن محمد بن مروان قال: تلا أبوعبدالله (عليه السلام) (وتمت كلمة ربك الحسنى صدقا وعدلا) فقلت: جعلت فداك انا نقرأها: (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا) فقال: ان فيها الحسنى.
255 ـ في اصول الكافى بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام ثم ذم الله الكثرة، فقال: وان تطع اكثر من في الارض يضلوك عن سبيل الله.
256 ـ في من لايحضره الفقيه وروى أبوبكر الحضرمى عن الورد بن زيد قال:
قلت لابيجعفر (عليه السلام): حدثنى حديثا وأمله على حتى اكتبه، قال: اين حفظتكم يا أهل الكوفة؟ قلت: حتى لايرده (1) على أحد ماتقول في مجوسى قال بسم الله وذبح؟ فقال: كل، فقلت: مسلم ذبح ولم يسم؟ فقال: لاتأكل، ان الله تعالى يقول: فكلوا مما ذكر اسم الله عليه ويقول: ولاتأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه.
257 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وذروا ظاهر لاثم وباطنه ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون قال: الظاهر من الاثم المعاصى، و الباطن، الشرك والشك في القلب، وقوله: (بما كانوا يقترفون) اى يعملون.
258 ـ في روضة الكافى رسالة طويلة لابى عبدالله (عليه السلام) يقول فيها: واعلموا ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكره بخير، فأعطوا الله من أنفسكم الاجتهاد في طاعته فان الله لايدرك شئ من الخير عنده الابطاعته واجتناب محارمه التى حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه، فان الله تبارك وتعالى قال في كتابه وقوله الحق: (وذروا ظاهر الاثم وباطنه) (2)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى بعض النسخ: حتى لايراه).
(2) وفى بعض النسخ: (فاجتنبوا ظاهر الاثم وباطنه) ولعله قرائة. (*)
===============
(762)
259 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (ولاتأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) قال:
من ذبايح اليهود والنصارى وما يذبح على غير الاسلام.
260 ـ وفيه ايضا وقوله: (وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم) قال: طعامهم ههنا الحبوب والفاكهة غير الذبايح التى يذبحونها، فانهم لايذكرون اسم الله خالصا على ذبايحهم.
261 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن حنان بن سدير قال: دخلنا على ابى ـ عبدالله (عليه السلام) انا وابى فقلنا له: فديناك ان لنا خلطاء من النصارى وانا نأتيهم فيذبحون لنا الدجاج والفراخ والجدى فناكلها؟ قال: فقال: لاتأكلوها ولاتقربوها فانهم يقولون على ذبايحهم مالا احب لكم اكلها قال: فلما قدمت الكوفة دعانا بعضهم فأبينا ان نذهب، فقال: ما بالكم كنتم تأتونا ثم تركتموه اليوم؟ قال: فقلنا: ان عالما لنا (عليه السلام) نهانا وزعم انكم تقولون على ذبايحكم شيئا لايحب لنا اكلها، فقال:
من هذا العالم؟ هذا والله اعلم الناس واعلم من خلق الله، صدق والله انا لنقول: باسم المسيح (عليه السلام).
262 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن ابى المعزا عن سماعة عن ابى ابراهيم (عليه السلام) قال: سألته عن ذبيحة اليهودى والنصرانى؟ فقال: لاتقربها
263 ـ عنه عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن قتيبة قال: سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) وانا عنده فقال: الغنم يرسل معها اليهودى والنصرانى فتعرض فيها العارضة فتذبح أناكل ذبيحته؟ فقال له ابوعبدالله (عليه السلام): لاتدخل ثمنها مالك ولاتأكل فانما هو الاسم، ولايؤمن عليها الا المسلم، فقال له الرجل: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين اوتوا الكتاب حل لكم)؟ فقال: كان ابى (عليه السلام) يقول: انما هى الحبوب واشباهها.
264 ـ محمد بن أحمد بن يحيى عن سهل بن زياد عن احمد بن بشير عن ابن ابى عقيلة الحسن بن أيوب عن داود بن كثير الرقى عن بشير بن أبى عقيلان الشيبانى قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن ذبايح اليهود والنصارى؟ قال: فلوى شدقه وقال: كلها إلى يوم ما.
===============
(763)
265 ـ الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم قال: سألته عن رجل ذبح فسبح أو كبر أو هلل أو حمدالله؟ فقال. هذا كله من أسماء الله ولابأس به.
266 ـ في مجمع البيان (ولاتأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) وقيل: يحل أكلها اذا ترك التسمية ناسيا بعد أن يكون معتقدا لوجوبها، ويحرم أكلها اذا تركها متعمدا عن ابى حنيفة واصحابه وهو المروى عن أئمتنا (عليهم السلام).
قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: للاصحاب رضوان الله عليهم في ذبايح أهل الكتاب اختلاف وبيانه وبيان الاظهر من المذهب مبين في محله.
267 ـ في كتاب تلخيص الاقوال في تحقيق احوال الرجال وفى الكشى محمد بن مسعود قال: حدثنى عبدالله بن محمد قال: حدثنى الوشاء عن على بن عقبة عن داود بن فرقد قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) جعلت فداك أصلى عند القبر واذا رجل خلفى يقول: (أتهدون من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا قال: فالتفت اليه وقد تأول على هذه الاية وما أدرى من هو وأنا أقول: وان الشياطين ليوحون إلى اوليائهم ليجادلوكم وان اطعتموهم انكم لمشركون فاذا هو هارون بن سعد قال: فضحك ابوعبدالله (عليه السلام) ثم قال أصبت الجواب قبل الكلام باذن الله.
268 ـ حمدويه قال: حدثنى ايوب قال: حدثنى صفوان عن داود بن فرقد قال قلت لابى عبدالله (عليه السلام): ان رجلا خلفى حين صليت المغرب في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: (ما لكم في المنافقين فئتين والله أركسهم إلى أوليائهم ليجادلوكم) وذكر مثله إلى آخر الحديث.
269 ـ في مجمع البيان او من كان ميتا فاحييناه إلى آخر الآية قيل:
انها نزلت في عمار ابن يا سرحين آمن وأبى جهل عن عكرمة وهو المروى عن ابى ـ جعفر (عليه السلام).
270 ـ في اصول الكافى محمد بن يصيى عن احمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن منصور بن يونس عن بريد قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول في قول الله تبارك وتعالى (أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) فقال ميتا لايعرف
===============
(764)
(وشيئا نورا يمشى به في الناس) اماما يؤتم به (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها قال: الذى لايعرف الامام.
271 ـ على بن محمد عن صالح بن ابى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن ابى ابراهيم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال في حديث طويل وقال الله عزوجل (يخرج الحى من الميت ويخرج الميت من الحى) فالحى المؤمن الذى تخرج طينته من طينة الكافر، والميت الذى يخرج من الحى هو الكافر الذى يخرج من طينة المؤمن، فالحى المؤمن والميت الكافر، وذلك قوله عزوجل (أومن كان ميتا فأحييناه) فكان موته اختلاط طينته مع طينة الكافر وكان حيوته حين فرق الله عزوجل بينهما بكلمته، كذلك يخرج الله عزوجل المؤمن في الميلاد من الظلمة بعد دخوله
فيها إلى النور، ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله إلى النور وذلك قوله عزوجل (لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين)
272 ـ في تفسير العياشى عن بريد العجلى قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (أومن كان ميتا فاحييناه وجعلناه نورا يمشى به في الناس) قال: الميت الذى لايعرف هذا الشأن يعنى هذا الامر، (وجعلنا له نورا) اماما يأتم به؟ يعنى على بن ابيطالب، قال: فقوله (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فقال بيده هكذا هذا الخلق الذى لايعرف شيئا.
273 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب قال الصادق (عليه السلام) (اومن كان ميتا فأحييناه) كان ميتا عنا فاحييناه بنا.
274 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (أو من كان ميتا فاحييناه) قال:
جاهلا عن الحق والولاية فهديناه اليها (وجعلنا له نورا يمشى به في الناس) قال:
النور الولاية (كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها) يعنى في ولاية غير الائمة (عليهم السلام)، قوله: واذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتى رسل الله قال: قال الاكابر: لانؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتى الرسل من الوحى والتنزيل، فقال الله تبارك وتعالى: الله اعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين اجرموا صغار عندالله
===============
(765)
وعذاب شديد بما كانوا يمكرون اى يعصون الله في السر.
275 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عبدالحميد ابن أبى العلا عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله عزوجل اذا أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور، فاضاء لها سمعه وقلبه حتى يكون احرص على ما في ايديكم منكم، واذا اراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء فاظلم لها سمعه وقلبه، ثم تلا هذه الاية:
فمن يردالله يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء.
276 ـ في كتاب الخصال حدثنا أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة عن عبدالخالق بن عبدربه عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (ومن بردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) فقال: قد يكون ضيقا وله منفذ يسمع منه ويبصر، والحرج هو اللثام الذى لامنفذ له يسمع به ولايبصر منه.
277 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد حدثنا عبدالواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضى الله عنه قال: حدثنا على بن محمد بن قتيبة النيسابورى عن حمدان بن سليمان النيسابورى قال: سألت ابا الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (فمن يردالله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يردان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا) قال: من يردالله ان يهديه بايمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الاخرة يشرح صدره للتسليم لله والثقة به والسكون إلى ما وعده من ثوابه. حتى يطمئن اليه، ومن يردان يضله عن جنته ودار كرامته في الاخرة لكفره به وعصيانه له في الدنيا يجعل صدره ضيقا حرجا حتى يشك في كفره و يضطرب من اعتقاده قلبه حتى يصير كانما يصعد في السماء (كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون).
278 ـ في كتاب التوحيد حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن حمران عن سليمان بن خالد
===============
(766)
عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال: ان الله تبارك وتعالى اذا اراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور، وفتح مسامع قلبه، ووكل به ملكا يسدده، واذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه، ووكل به شيطانا يضله، ثم تلا هذه الاية: (فمن يردالله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء) وفى الكافى مثله سواء.
279 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى جهينة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان القلب ينقلب من موضعه إلى حنجرته مالم يصب الحق، فاذا اصاب الحق قر ثم ضم اصابعه ثم قرأ هذه الاية: (فمن يردالله أن يهديه يشرح صدره للاسلام و من يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا).
280 ـ قال: وقال أبوعبدالله (عليه السلام) لموسى بن اشيم: أتدرى ما الحرج؟ قال: قلت: لا، فقال: بيده وضم أصابعه كالشئ المصمت الذى لايدخل فيه شئ، ولايخرج منه شئ.
281 ـ في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن أبى جميلة عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان القلب ليتجلجل في الجوف يطلب الحق فاذا أصابه اطمأن وقر ثم تلا أبوعبدالله (عليه السلام) هذه الاية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام) إلى قوله: (كانما يصعد في السماء).
282 ـ في روضة الكافى باسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: واعلموا أن الله اذا اراد بعبد خيرا شرح الله صدره للاسلام، فاذا اعطاه ذلك نطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به، فاذا جمع الله له ذلك تم له اسلامه، وكان عندالله ان مات على ذلك الحال من المسلمين حقا، واذا لم يردالله بعبد خيرا وكله إلى نفسه وكان صدره ضيقا حرجا، فان جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه، فاذا لم ـ يعقد قلبه عليه لم يعطه الله العمل به، فاذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت وهو على تلك الحال كان عندالله من المنافقين، وصار ماجرى على لسانه من الحق الذى لم يعطه الله ان
===============
(767)
يعقد قلبه ولم يعطه العمل به حجة عليه، فاتقوالله وسلوه ان يشرح صدوركم للاسلام وان يجعل السنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وانتم على ذلك.
283 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): ثم ان الله جل ذكره لسعة رحمته ورأفته بخلقه وعلمه بما يحدثه المبدلون من تغيير كلامه قسم كلامه ثلثة اقسام: فجعل قسما منه يعرفه العالم والجاهل، وقسما لايعرفه الامن صفا ذهنه ولطف حسه وصح تمييزه ممن شرح ـ الله صدره للاسلام.
284 ـ في مجمع البيان وقد وردت الرواية الصحيحة انه لما نزلت هذه الآية سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من شرح الصدر ما هو؟ فقال: نور يقذفه الله في قلب المؤمن، يشرح له صدره وينفسخ قالوا: فهل لذلك امارة يعرف بها؟ قال (عليه السلام):
نعم، الانابة إلى دار الخلود، والتجا في عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.
285 ـ وروى العياشى باسناده عن ابى بصير عن خثيمة قال، سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول، ان القلب تنقلب من لدن موضعه إلى حجة مالم يصب الحق، فاذا اصاب الحق قر ثم قرأ هذه الآية.
286 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابيعبدالله (ع) في قوله كذلك يجعل الله الرجس على الذين لايؤمنون قال: هو الشك.
287 ـ في تفسير على بن ابراهيم ـ ويوم يحشرهم جميعا يامعشر الجن فد استكثر تم من الانس وقال اولياؤهم من الانس ربنا استمتع بعضنا ببعض قال: كل من والى قوما فهو منهم، وان لم يكن من جنسهم، قوله: وبلغنا اجلنا الذى اجلت لنا يعنى القيامة، قوله: وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا بما ـ كانوا يكسبون قال نولى كل من تولى اولياءهم فيكونون معهم.
288 ـ في اصول الكافى باسناده إلى ابى بصير عن ابى جعفر (عليهما السلام) قال.
ما انتصرالله من ظالم الا بظالم، وذلك قوله عزوجل. (وكذلك نولى بعض الظالمين بعضا
===============
(768)
قال عزمن قائل: يامعشر الجن والانس ألم يأتكم رسل منكم الاية.
289 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام). هو الذى اسكن الدنيا خلقه، وبعث إلى الجن والانس رسله، ليكشفوا لهم عن غطائها، وليحذروهم من ضرائها، وليضربوا لهم أمثالها، وليبصروهم عيوبها ولينهجوا عليهم بمعتبر من تصرف مصائبها واسقامها وحلالها وحرامها، وما أعدالله سبحانه للمطيعين منهم والعصاة من جنة ونار وكرامة وهوان.
290 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه اميرالمؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسألته هل بعث الله تعالى نبيا إلى الجن؟ فقال. نعم بعث اليهم نبيا يقال له يوسف فدعاهم إلى الله عزوجل فقتلوه.
291 ـ وباسناده إلى محمد بن الفضل الصيرفى عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال في حديث طويل: ان الله عزوجل أرسل محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى الجن والانس.
292 ـ في مجمع البيان فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم قيل في معناه أقوال ثانيها: انه كان اذا اختلط ماجعل للاصنام بما جعل لله ردوه، واذا اختلط ماجعل لله بما جعلوه للاصنام تركوه، وقالوا:
الله أغنى، واذا تخرق الماء من الذى لله في الذى للاصنام لم يسدوه، واذا تخرق من الذى للاصنام في الذى لله سدوه، وقالوا: الله أغنى وهو المروى عن أئمتنا (عليهم السلام).
293 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وقالوا هذه انعام وحرث حجر قال الحجر المحرم: لايطعمها الا من نشاء بزعمهم قال: كانوا يحرمونها على قوم وانعام حرمت ظهورها يعنى البحيرة والسائبة والوصيلة والحام وانعام لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون وقالوا ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا وان يكن ميتة فهم فيه شركاء فكانوا يحرمون الجنين الذى يخرجونه من بطون الانعام يحرمونه على النساء فاذا كان ميتا يأكله الرجال والنساء وفيه ثم قال عزوجل: ولاتقولوا لما تصف
===============
(769)
السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب قال هو ما كان لليهود تقول: ما في بطون هذه الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا قوله:
وهو الذى انشأ جنات معروشات وغير معروشات قال: البساتين وقال ابوعبدالله (عليه السلام) في حديث طويل والشجرة أصلها من طين.
294 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابى الطفيل عامر ابن واثلة عن على (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه لبعض اليهود وقد سأله عن مسائل: و اما اول شجرة نبتت على وجه الارض فان اليهود يزعمون انها الزيتونة وكذبوا ولكنها النخيلة من العجوة، نزل بها آدم (عليه السلام) معه من الجنة وبالفحل واصل النخل كله من العجوة قال له اليهودى: اشهد بالله لقد صدقت.
295 ـ وفى حديث آخر قال اليهودى. صدقت والله انه بخط هارون واملاء موسى الا أن هذا الحديث لم يذكر فيه الفحل.
296 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى يحيى الحلبى الواسطى عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، ان الله عزوجل لما خلق آدم من طينة فضلت من تلك الطينة فضلة. فخلق الله عزوجل منها النخلة، فمن اجل ذلك اذا قطع رأسها لم تنبت وهى تحتاج إلى اللقاح.
297 ـ في تفسير العياشى عن سماعة عن ابى عبدالله عن ابيه عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه كان يكره ان يصرم النخل بالليل (1) وان يحصد الزرع بالليل. لان الله يقول، وآتوام حقه يوم حصاده قيل يا نبى الله وما حقه؟ قال، ناول منه المسكين والسائل.
298 ـ عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله. (آتوا حقه يوم حصاده) فسماه الله حقا قال. قلت، وما حقه يوم حصاده؟ قال، الضغث (2) وتناوله من حضرك من اهل الخاصة.
299 ـ ابوالجارود قال، قال ابوجعفر (عليه السلام)، (وآتوا حقه يوم حصاده) قال.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) صرام النخل: قطع ثمرتها.
(2) الضغث: قبضة الحشيش المختلط رطبها ويابسها. (*)
===============
(770)
الضغث تناوله من المكان بعد المكان تعطى المسكين.
300 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن معاوية بن شريح قال سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: في الزرع حقان حق يؤخذبه وحق تعطيه، قلت: وما الذى أوخذ به وما الذى أعطيه؟ قال: اما الذى تؤخذ به فالعشر ونصف العشر واما الذى تعطيه فقول الله عزوجل: (وآتوا حقه يوم حصاده) يعنى من حصدك الشئ بعد الشئ، ولا اعلمه الا قال الضغث ثم الضغث حتى يفرغ.
301 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة ومحمد بن مسلم وابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل (وآتوا حقه يوم حصاده) فقالوا جميعا قال ابوجعفر (عليه السلام) هذا من الصدقة تعطى المسكين القبضة بعد القبضة ومن الجذاذ الحفنة بعد الحفنة (1) حتى يفرغ ويعطى الحارث أجرا معلوما فيترك من النخل معافارة وام جعرور ويترك للحارسين يكون في الحائط العذق (2) والعذقان والثلثة لحفظه اياه.
302 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن عبدالله بن مسكان عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال لاتصرم بالليل ولاتحصد بالليل ولاتضح بالليل ولاتبذر باليل فانك ان تفعل لم يأتك القانع والمعتر. فقلت وما القانع والمعتر قال القانع الذى يقنع بما اعطيته، والمعتر الذى يمر بك فيسألك وان حصدت بالليل لم ياتك بالسؤال وهو قول الله عزوجل: (وآتوا حقه يوم حصاده) عند الحصاد يعنى القبضة بعد القبضة اذا حصدته فاذا خرج فالحفنه بعد الحفنة وكذلك عند الصرام وكذلك البذر لاتبذر بالليل لانك تعطى في البذر كما تعطى في الحصاد.
303 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن أبان عن أبى مريم عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (وآتوا حقه يوم حصاده) قال:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الجذاذ: ماتكسر من الشئ، والحفنة: ملؤالكف.
(2) معافارة وام جعرور: ضربان رديان من التمر، والعذق: النخلة بحملها. (*)
===============
(771)
تعطى المسكين يوم حصادك الضغث، ثم اذا وقع في البذر، ثم اذا وقع في الصاع العشر ونصف العشر.
304 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن ابى نصر عن ابى الحسن (عليه السلام) قال سألته عن قول الله (وآتوا حقه يوم حصاده ولاتسرفوا) قال كان ابى (عليه السلام) يقول من الاسراف في الحصاد والجذاذ ان يتصدق الرجل بكفيه جميعا، وكان ابى اذا حضر شيئا من هذا قرآى أحدا من غلمانه تصدق بكفيه صاح به اعط بيد واحدة، القبضة (1) والضغث بعد الضغث من السنبل.
305 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن المثنى قال: سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (وآتوا حقه يوم حصاده ولاتسرفوا انه لايحب المسرفين) فقال: كان فلان بن فلان الانصارى ـ سماه ـ وكان له حرث وكان اذا اخذ يتصدق به ويبقى هو وعياله بغير شئ فجعل الله عزوجل ذلك سرفا.
306 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) وفى غير آية من كتاب الله يقول (انه لايحب المسرفين) فنهاهم عن الاسراف ونهاهم عن التقتير (2) لكن امر بين امرين، لايعطى جميع ماعنده ثم يدعوالله أن يرزقه فلا يستجيب له.
307 ـ في قرب الاسناد للحميرى احمد بن محمد بن ابى نصر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (وآتوا حقه يوم حصاده ولاتسرفوا) ايش (3) الاسراف؟ قال: هكذا يقرأها من كان قبلكم، قلت: نعم قال: افتح الفم بالحاء قلت حصاده وكان ابى يقول من الاسراف وذكر إلى آخر مانقلنا عنه (عليه السلام) من الكافى سواء
308 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: (وآتوا حقه يوم حصاده) قال يوم حصاد كذا نزلت قال فرض الله يوم الحصاد من كل قطعة أرض قبضة للمساكين، وكذا في جذاذ
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى رواية العياشى: (القبضة بعد القبضة).
(2) التقتير: التضييق في النفقة.
(3) مخفف أى شئ. (*)
===============
(772)
النخل وفى الثمرة وكذا عند البذر.
309 ـ اخبرنا احمد بن ادريس قال حدثنا احمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابان بن عثمان عن شعيب العقرقوفى قال: سألت ابا عبدالله عن قوله: (وآتوا حقه يوم حصاده) قال: الضغث من السنبل والكف من التمر اذا خرص، قال: وسالته هل يستقيم اعطاؤه اذا ادخله قال: لاهو اسخى لنفسه قبل ان يدخل بيته.
310 ـ وعنه عن احمد عن البرقى عن سعد بن سعد عن الرضا (عليه السلام) قال: قلت:
ان لم يحضر المساكين وهو يحصد كيف يصنع قال: ليس عليه شئ.
311 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل ابن بزيع عن صالح بن عقبة عن سليمان بن صالح قال قلت لابيعبدالله (عليه السلام) أدنى مايجئ من حد الاسراف فقال ابدالك ثوب يصونك، واهراقك فضل انائك، وأكلك التمر ورميك بالنوى هيهنا وهيهنا.
312 ـ في كتاب الخصال عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعرى باسناده يرفعه إلى ابيعبدالله (عليه السلام) قال ليس في الطعام من سرف.
313 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: للمسرف ثلاث علامات، يشترى ماليس له ويلبس ماليس له ويأكل ما ليس له.
314 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من اصحابنا عن سهل ابن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام ابن المستنير قال: قال ابوجعفر (عليه السلام): اما ان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) قالوا: يا رسول الله نخاف علينا النفاق؟ قال: فقال: ولم تخافون ذلك قالوا اذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا وجلنا ونسينا الدنيا وزهدنا حتى كأنا نعاين الاخرة والجنة والنار ونحن عندك فاذا خرجنا من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الاولاد ورأينا العيال والاهل، يكادان نحول عن الحال التى كنا عليها عندك وكأنا لم نكن على شى أفتخاف علينا ان يكون ذلك نفاقا؟ فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلا ان هذه خطوات الشيطان فيرغبكم في الدنيا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
315 ـ في تفسير العياشى بعد مقدمى من خراسان اساله عما حدثنى به ايوب في
===============
(773)
الجاموس فكتب هو ما قال لك (1).
316 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابراهيم بن محمد عن السلمى عن داود الرقى قال: سألنى بعض الخوارج عن هذه الاية من الضان اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم ام الانثيين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين ما الذى احل الله من ذلك وما الذى حرم؟ فلم يكن عندى فيه شئ فدخلت على أبى عبدالله (عليهم السلام) وانا حاج فأخبرته بما كان، فقال: ان الله تعالى أحل في الاضحية بمنى الضأن والمعز (2) الاهلية وحرم أن يضحى بالجبلية واما قوله ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين) فان الله تعالى احل في الاضحية الابل العراب وحرم فيها البخاتى (3) واحل البقر الاهلية أن يضحى بها وحرم الجبلية فانصرفت إلى الرجل فاخبرته بهذا الجواب فقال: هذا شئ حملته الابل من الحجاز.
317 ـ في روضة الكافى محمد بن أبى عبدالله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن اسمعيل الجعفى وعبدالكريم بن عمرو وعبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى ـ عبدالله (عليه السلام) قال حمل نوح صلى الله عليه في السفينة الازواج الثمانية قال الله عزوجل (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين فكان من الضأن أثنين زوج داجنة يربيها الناس والزوج الاخر الضان التى يكون في الجبال الوحشية أحل لهم صيدها، ومن المعز اثنين زوج داجنة يربيها الناس، والزوج الاخر الظباء
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ وقد سقط منها شئ وتمام الحديث على ما في المصدر هكذا:
(عن ايوب بن نوح بن دراج قال: سئلت ابا الحسن الثالث (ع) عن الجاموس واعلمته ان أهل العراق يقولون انه مسخ؟ فقال: أو ما سمعت قول الله: (ومن الابل اثنين ومن البقر اثنين وكتبت إلى أبى الحسن (ع) بعد مقدمى من خراسان اسئله عما حدثنى به ايوب في الجاموس فكتب هو كما قال لك) وقد سقط من المصدر ايضا اسم الراوى في قوله (كتبت) وقد ذكرنا وجهه في ذيل الكتاب فراجع ج 1: 381 ان شئت.
(2) المعز: ذوات الشعر والاذناب من الغنم. والضأن بخلافه.
(3) ابل عراب: كرائم سالمة من العيب والبخاتى جمع البخت الابل الخراسانية طويل العنق. (*)
===============
(774)
التى تكون في المفاوز، ومن الابل اثنين البخاتى والعراب ومن البقر اثنين زوج داجنة للناس، والزوج الآخر البقر الوحشية وكل طير طيب وحشى وانسى.
318 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (من الضان اثنين) عنى الاهلى والجبلى (ومن المعز اثنين) عنى الاهلى والوحشى الجبلى (ومن البقر اثنين) يعنى الاهلى والوحشى الجبلى (ومن الابل اثنين يعنى البخاتى والعراب فهذه احلها الله
319 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن محمد بن أبى عمير عن ابن اذينة عن زرارة قال، سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الحريث فقال وما الحريث فنعته له فقال لااجد فيما اوحى إلى محرما على طاعم يطعمه إلى آخر الاية قال لم يحرم الله شيئا من الحيوان في القرآن الا الخنزير بعينه، ويكره كل شئ من البحر ليس له قشر مثل الورق وليس بحرام انما هو مكروه.
320 ـ عنه عن عبدالرحمن بن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن مسلم قال سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الجرى والمار ماهى والزمير وما ليس له قشر من السمك حرام هو؟ فقال لى يامحمد اقرأ هذه الاية التى في الانعام (قل لااجد فيما اوحى إلى محرما على طاعم يطعمه) قال فقرأتها حتى فرغت منها، فقال انما الحرام ماحرم الله ورسوله في كتابه، ولكنهم قد كانوا يعافون اشياء فنحن نعافها.
321 ـ الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبى ـ جعفر (عليه السلام) انه سئل عن سباع الطير والوحشى حتى ذكر له القنافذ والوطواط والحمير والبغال والخيل، فقال ليس الحرام الا ماحرم الله في كتابه، ونهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن اكل لحم الحمير وانما نهاهم لاجل ظهورهم ان يفنوه، وليست الحمر بحرام، ثم قال قرأ هذه الاية (قل لااجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه الا ان يكون ميتة اودما مسفوحا او لحم خنزير او فسقا أهل لغيرالله به).
قال عزمن قائل: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر.
322 ـ في عيون الاخبار عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول: قال أبى (عليه السلام) كل ذى ناب من السباع وذى مخلب من الطير حرام، وفيه ايضا وحرم الارنب لانها بمنزلة
===============
(775)
السنور ولها مخاليب كمخاليب السنور وسباع الوحش.
323 ـ وفى باب مكاتبه الرضا (عليه السلام) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين و تحريم كل ذى ناب من السباع وكل ذى مخلب من الطير.
324 ـ في تفسير العياشى الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: حرم على بنى اسرائيل كل ذى ظفر والشحوم الا ما حملت ظهورهما او الحوايا او ما اختلط بعظم.
325 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال في حديث طويل وكل ذى ناب من السباع ومخلب من الطير حرام.
326 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) يعنى لحوم الابل والبقر والغنم هكذا أنزلها الله فاقرأ هكذا، وما كان الله ليحل شيئا في كتابه ثم يحرمه بعد ما احله، ولايحرم شيئا ثم يحله بعد ما حرمه، قلت وكذلك ايضا (ومن البقر و الغنم حرمنا عليهم شحومهما)؟ قال نعم.
327 ـ في كتاب معانى الاخبار خطبة طويلة لعلى (عليه السلام) وستقف عليها انشاءالله بتمامها عند قوله (فاما بنعمة ربك فحدث) وفيها يقول (عليه السلام) انا قابض الارواح وبأس الله الذى لايرده عن القوم المجرمين.
328 ـ في تفسير على بن ابراهيم فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم اجمعين قال لوشاء لجعلكم كلكم على امر واحد، ولكن جعلكم على الاختلاف.
329 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (ع) ولو علم المنافقون لعنهم الله ماعليهم من ترك هذه الآيات التى بينت لك تأويلها لاسقطوها مع ما اسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بايجاب الحجة على خلقه، كما قال الله (فلله الحجة البالغة) أغشى ابصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك فتركوه بحاله، وحجبوا عن تاكيد الملبس بابطاله، فالسعداء ينتبهون عليه، والاشقياء يعمهون عنه.
330 ـ في امالى شيخ الطايفة (قدس سره) باسناد إلى مسعدة بن صدقة قال سمعت
===============
(776)
جعفر بن محمد (عليهما السلام) وقد سئل عن قول الله: (فلله الحجة البالغة) فقال: ان الله تعالى يقول للعبد يوم القيامة: عبدى أكنت عالما؟ فان قال: نعم، قال له: أفلا عملت بما علمت وان قال: كنت جاهلا قال له: أفلا تعلمت حتى تعمل فيخصمه فتلك الحجة البالغة.
331 ـ في اصول الكافى بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال قال لى ابوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يا هشام ان لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فاما الظاهرة فالرسل والانبياء والائمة (عليهم السلام)، واما الباطنة فالعقول.
332 ـ محمد بن يحيى العطار عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابن ابى عمير عن الحسن بن محبوب عن داود الرقى عن العبد الصالح (عليه السلام) قال ان الحجة لاتقوم لله على خلقه الابامام حتى يعرف.
333 ـ على بن موسى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد بن خالد البرقى عن النضر بن سويد رفعه عن سدير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال قلت له جعلت فداك ما أنتم؟ قال:
نحن خزان علم الله، ونحن تراجمة وحى الله، ونحن الحجة البالغة على من دون السماء ومن فوق الارض.
334 ـ أحمد بن مهران عن محمد بن على ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن ابى عبدالله (ع) قال كان اميرالمؤمنين (ع) باب الله الذى لايؤتى الامنه، وسبيله الذى من سلك بغيره هلك، وكذلك يجرى الائمة الهدى واحدا بعد واحد، جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى.
335 ـ محمد بن يحيى ومحمد بن عبدالله عن عبدالله بن جعفر عن الحسن بن ظريف وعلى بن محمد عن صالح بن ابى حماد عن بكر بن صالح عن عبدالرحمن بن سالم عن ابى بصير عن ابى عبدالله (ع) انه قال في اللوح الذى أنزله الله وفيه اسماء الائمة عليهم الاسلام وجعلت حسينا خازن وحيى، وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتى التامة معه وحجتى البالغة عنده، والحديث طويل
===============
(777)
أخذنا منه موضع الحاجة.
336 ـ محمد بن ابى عبدالله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبى جعفر الثانى قال قال ابوعبدالله (عليه السلام) سأل الياس ابى (عليه السلام) (1) فقال: يابن رسول الله باب غامض أرأيت ان قالوا: حجة الله القرآن قال: اذن أقول لهم: ان القرآن ليس بناطق يأمر وينهى و لكن للقرآن أهل يأمرون وينهون، وأقول لهم: قد عرضت لبعض أهل الارض مصيبة ماهى في السنة والحكم الذى ليس فيه اختلاف وليست في القرآن أبى الله لعلمه بتلك الفتنة ان تظهر في الارض وليس في حكمه رادلها ومفرج عن أهلها، فقال ههنا تفلجون يابن رسول الله. أشهد ان الله عز ذكره قد علم بما يصيب الخلق من مصيبة في الارض او في انفسهم من الدين او غيره، فوضع القرآن دليلا قال: فقال: هل تدرى يابن رسول الله دليل ما هو؟ قال ابوجعفر (عليه السلام)، نعم فيه جمل الحدود وتفسيرها عند الحكم فقال، ابى الله ان يصيب عبدا بمصيبة في دينه او في نفسه او ما له ليس في ارضه من حكمه قاض بالصواب في تلك المصيبة، قال: فقال، اما في هذا الباب فقد فلجتم بحجة الا ان يفترى خصمكم على الله، فيقول ليس لله جل ذكره حجة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
337 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): قل لهم تعالوا اتل ماحرم ربكم عليكم الاتشركوا به شيئا وبالوالدين احسانا قال: الوالدين رسول الله واميرالمؤمنين (عليهما السلام).
338 ـ في مجمع البيان ولاتقربوا الفواحش ماظهر منها وما بطن روى عن ابى جعفر (عليه السلام) ان ما ظهر هو الزنا وما بطن هو المحالة.
339 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عمن ذكره عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى غيور يحب كل غيور،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الحديث طويل ذكره الكلينى (رحمه الله) في اصول الكافى في باب شأن انا انزلناه في ليلة القدر وتفسيرها ج 1: 246. (*)
===============
(778)
ولغيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها.
340 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله (عليه السلام) قال: سأله ابى وانا حاضر عن اليتيم متى يجوز امره؟ قال، حتى يبلغ اشده، قال، قلت: وما اشده؟ قال: احتلامه، قلت: قد يكون الغلام ابن ثمانية عشر سنة اواقل اواكثر ولايحتلم قال: اذا بلغ وكتب عليه الشئ جاز امره الا ان يكون سفيها او ضعيفا.
341 ـ عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، اذا بلغ الغلام اشده ثلث عشرة سنة ودخل في الاربعة عشر وجب عليه ما وجب على المحتلمين احتلم او لم يحتلم وكتبت عليه السيئات وكتبت له الحسنات.
342 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير قال، كنت جالسا عند ابى جعفر (عليه السلام) وهو متك على فراشه اذ قرأ الايات المحكمات التى لم ينسخهن شئ من الانعام قال، شيعها سبعون الف ملك، (قل تعالوا اتل ماحرم ربكم عليكم الا تشركوا به شيئا).
343 ـ عن بريد العجلى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله قال، تدرى مايعنى بصراطى مستقيما؟ قلت، لا، قال، ولاية على والاوصياء، قال، اتدرى ما يعنى (فاتبعوه) قال، يعنى على بن ابيطالب صلوات الله عليه قال، وتدرى ما يعنى (ولاتتبعوا السبيل فتفرق بكم عن سبيله)؟ قلت، لا، قال، ولاية فلان وفلان، والله، قال، وتدرى ما يعنى (فتفرق بكم عن سبيله) قلت لا، قال. يعنى سبيل على (عليه السلام).
344 ـ عن سعد عن ابى جعفر (عليه السلام)، (وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه) قال آل محمد (عليهم السلام) الصراط الذى دل عليه.
345 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، (وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولاتتبعو السبل) سألت الله ان يجعلها لعلى مفضل (1).
346 ـ في بصائر الدرجات عمران بن موسى بن جعفر عن على بن اسباط عن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخ. (*)
===============
(779)
محمد بن فضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، سألته عن قول الله تبارك وتعالى، (وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه) قال، هو والله على هو والله الميزان والصراط.
347 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا الحسن بن على عن ابيه عن الحسين ابن سعيد عن محمد بن سنان عن ابى خالد القماط عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله) وان هذا صراطى مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) قال، نحن السبيل فمن ابى فهذه السبل. (1)
348 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى الامام محمد بن على الباقر (عليهما السلام) عن النبى (عليه السلام) حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها، معاشر الناس ان ـ الله قد امرنى ونهانى وقد امرت عليه ونهيته، فعلم الامر والنهى من ربه عزوجل، فاسمعوا لامره تسلموا واطيعوه تهتدوا. وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده، ولاتتفرق بكم السبل عن سبيله، معاشر الناس انا صراطه المستقيم الذى امركم باتباعه، ثم على من بعدى، من ولدى من صلبه ائمة يهدون بالحق وبه يعدلون.
349 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن المختار قال: دخل حيان السراج على الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال له: يا حيان مايقول اصحابك في محمد بن الحنفية؟ قال: يقولون انه حى يرزق. فقال الصادق (عليه السلام).
حدثنى ابى (عليه السلام) انه كان فيمن عاده في مرضه وفيمن اغمضه وادخله حفرته وزوج نساءه وقسم ميراثه، فقال: يا ابا عبدالله انما مثل محمد في هذه الامة كمثل عيسى بن مريم (عليه السلام) شبه امره للناس، فقال الصادق (عليه السلام): شبه امره على اوليائه اوعلى اعدائه قال. بلى على اعدائه، فقال، اتزعم ان اباجعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) عد وعمه محمد بن حنيفة؟ فقال، لا. فقال الصادق (عليه السلام). ياحيان انكم صدفتم عن آيات الله وقال الله تبارك وتعالى: سنجزى الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في النسخة المصححة وفى نسخة (فمن أتى فهذه السبيل) وفى المصدر (فمن أبى فهذه السبل فقد كفر) والكل لاتخلو عن التصحيف والتحريف. (*)
===============
(780)
كانوا يصدفون.
350 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه ومعنى قوله: هل ينظرون الا ان تأتيهم الملئكة او يأتى ربك او ياتى بعض آيات ربك فانما خاطب نبينا (صلى الله عليه وآله) هل ينظر المنافقون والمشركون الا ان تأتيهم الملئكة فيعا ينوهم او يأتى ربك او يأتى بعض آيات ربك يعنى بذلك امر ربك والايات هى العذاب في دار الدنيا، كما عذب الامم السالفة والقرون الخالية.
351 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من العلل باسناده إلى ابى ابراهيم بن محمد الهمدانى قال: قلت لابى الحسن الرضا (عليه السلام). لاى علة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به واقر بتوحيده قال لانه آمن عند روية الباس، والايمان عند روية البأس غير مقبول وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف، قال الله تعالى:
(فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا باسنا وقال عزوجل يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا الحديث وستقف عليه بتمامه انشاءالله في سورة يونس عند قوله تعالى (حتى اذا ادركه الغرق) الاية.
352 ـ في كتاب الخصال عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال سئل رجل ابى (عليه السلام) عن حروب اميرالمؤمنين (عليه السلام) وكان السائل من محبينا فقال له ابى: ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة اسياف ثلثة منها شاهرة لاتغمدا الا ان تضع الحرب اوزارها ولن تضع الحرب اوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وفى الكافى مثله سواء.
353 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على (عليه السلام) يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات وقوله: (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملئكة) يخبر محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المشركين والمنافقين الذين لم يستجيبوا لله ولرسوله فقال: هل ينظرون الا أن تأتيهم الملئكة) حيث لم يستجيبوا لله ولرسوله (او يأتى او يأتى بعض آيات
===============
(781)
ربك) يعنى بذلك العذاب في دار الدنيا كما عذب القرون الاولى، فهذا خبر يخبر به
النبى (صلى الله عليه وآله) عنهم ثم قال: (يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت به قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) يعنى من قبل أن تجئ هذه الاية، وهذه الاية طلوع الشمس من مغربها، وانما يكتفى اولوا الالباب والحجى واولوا النهى أن يعلموا انه اذا انكشف الغطاء رأوا ما يوعدون.
354 ـ في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى ـ عبدالله (عليهما السلام) في قوله: (يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا ايمانها) قال: طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة، والدجال والرجل يكون مصرا ولم يعمل عمل الايمان ثم تجئ الايات فلا ينفعه ايمانه.
355 عن عمرو بن شمر عن أحدهما (عليهما السلام) في قوله: (او كسبت في ايمانها خيرا قال: المؤمن حالت المعاصى بينه وبين ايمانه لكثرة ذنوبه وقلة حسناته فلم يكسب في ايمانه خيرا.
356 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال، في قول الله عزوجل. (يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل) فقال: الايات هم الائمة (عليهم السلام) والاية المنتظر القائم (عليه السلام) (فيومئذ لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل) قيامه بالسيف وان آمنت بمن تقدمه من آبائه (عليهم السلام).
357 ـ وباسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)، في قول الله عزوجل. (يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا) يعنى خروج القائم المنتظر منا.
358 ـ وباسناده إلى النزال بن سترة عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه خروج الدجال وقاتله وفى آخره يقول: خرج دابة من الارض (1) من عند الصفا معها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد ذكرناه في ذيل الحديث الماضى المنقول عن تفسير العياشى في ذلك الكتاب (*)
===============
(782)
خاتم سليمان وعصى موسى (عليهما السلام) تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه هذا مؤمن حقا وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه: هذا كافر حقا، حتى ان المؤمن لينادى: الويل لك يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يامؤمن وددت انى اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل ولاعمل يرفع ولاينفع نفسا ايمانها لم نكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا ثم قال (عليه السلام): لاتسألونى عما تكون بعد هذا فانه عهد إلى حبيبى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان لاأخبربه غير عترتى.
359 ـ وباسناده إلى محمد بن المسلى عن عبدالله بن سليمان العامرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: مازالت الارض الاولله تعالى ذكره فيها حجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله عزوجل؟ ولاننقطع الحجة من الارض الااربعين يوما قبل يوم القيامة فاذا رفعت الحجة اغلق باب التوبة ولاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل ان ترفع الحجة اولئك شرار من خلق الله وهم الذين تقوم عليهم القيمة.
360 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن حمدان بن سليمان عن عبدالله بن محمد اليمانى عن منيع بن الحجاج عن يونس عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: (لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل يعنى في الميثاق (او كسبت في ايمانها خيرا قال: الاقرار بالانبياء والاوصياء وامير المؤمنين (عليه السلام) خاصة، قال. لاينفع ايمانها لانها سلبت.
361 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن صفوان عن ابن مسكان عن ابن بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله. (يوم يأتى بعض آيات ربك لاينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل اوكسبت في ايمانها خيرا) قال: نزلت. (او اكتسبت في ايمانها خيرا) قل انتظروا انا منتظرون) قال: اذا طلعت الشمس من مغربها افكل من آمن في ذلك اليوم لم ينفعه ايمانه قوله: ان الذين فرقواد ينهم وكانوا شيعالست منهم في شئ انما امرهم إلى
ـــــــــــــــــــــــــ
كلاما في معنى دابة الارض وما ورد فيها من الاحاديث عن المعصومين (ع) فراجع ان شئت ج 1: 384 ـ 385 من كتاب تفسير العياشى. (*)
===============
(783)
إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون قال: فارقوا اميرالمؤمنين (عليه السلام) وصاروا احزابا.
262 ـ حدثنى ابى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن المعلى بن خنيس عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: (ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا) قال: فارق القوم والله دينهم.
363 ـ في مجمع البيان قرأ حمزة والكسائى ههنا وفى الروم (فارقوا) بالالف وهو المروى عن على (عليه السلام)، واختلف في المعنيين بهذه الاية على اقوال إلى قوله: وثالثها منهم اهل الضلالة واصحاب الشبهات والبدع من هذه الامة، رواه ابوهريرة وعايشة مرفوعا وهو المروى عن الباقر (عليه السلام).
364 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران بن أعين عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: قلت: فهل للمؤمن فضل على المسلم في شئ من الفضائل والاحكام والحدود وغير ذلك فقال: لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحد، ولكن للمؤمن فضل على المسلم في اعمالهما وما يتقربان به إلى الله عزوجل. قلت اليس الله عزوجل يقول من جاء بالحسنة فله عشر امثالها وزعمت انهم مجتمعون على الصلوة والزكوة والصوم والحج مع المؤمن قال: اليس قد قال الله عزوجل: (يضاعفه له اضعافا كثيرة) فالمؤمنون هم الذين يضاعف ـ الله عزوجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعين ضعفا، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على قدر صحة ايمانه اضعافا كثيرة، ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
365 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا يحيى بن زكريا اللؤلؤى عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوله (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) قال؟ هى للمسلمين عامة، والحسنة الولاية، فمن عمل حسنة كتبت له عشرة، فان قال ! ولم يكن ولاية دفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا وماله في الاخرة من خلاق.
366 ـ حدثنى أبى عن ابن عمير عن جميل عن زرارة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لما
===============
(784)
اعطى الله تعالى ابليس ما اعطاه من القوة قال آدم (عليه السلام): يا رب سلطت ابليس على ولدى واجريته فيهم مجرى الدم في العروق واعطيته ما اعطيته فما لى ولولدى فقال لك ولولدك السيئة بواحدة والحسنة بعشر امثالها قال رب زدنى قال: التوبة مبسوطة إلى ان تبلغ النفس الحلقوم فقال: يارب زدنى، قال اغفر ولا ابالى قال: حسبى.
367 ـ في مجمع البيان وروى عن الصادق (عليه السلام) انه قال لما نزلت هذه الاية:
(من جاء بالحسنة فله خير منها) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رب زدنى فأنزل الله سبحانه:
(من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
368 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن البرقى عن القاسم بن محمد عن العيص عن نجم بن حطيم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من نوى الصوم ثم دخل على أخيه فسأله ان يفطر عنده فليفطر ليدخل عليه السرور فانه يحتسب له بذلك اليوم عشرة ايام، وهو قول الله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).
369 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) انه سأله عن الصوم في الحضر؟ فقال ثلثة ايام في كل شهر الخميس عن جمعة والاربعاء من جمعة والخميس من جمعة اخرى.
370 ـ قال: وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) صيام شهر الصبر وثلثة ايام من كل شهر يذهبن ببلابل الصدر (1) وصيام ثلثة ايام من كل شهر صيام الدهر، ان الله عزوجل يقول (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها).
371 ـ في امالى شيخ الطائفة باسناده إلى بكر بن محمد عن الصادق جعفر بن محمد عن آبائه قال قال اميرالمؤمنين (عليه السلام) الناس في الجمعة على ثلثة منازل رجل شهدها بانصات وسكوت قبل الايام وذلك كفارة لذنوبه من الجمعة إلى الجمعة الثانية، وزيادة ثلثة ايام لقول الله تعالى (من جاء بالحسنة فله شهر امثالها) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
372 ـ في كتاب معانى الاخبار أبى (1) قال: حدثنا سعد بن عبدالله بن عن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) بلابل الصدور: وساوسها. (*)
===============
(785)
يعقوب بن يزيد عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قال:
كان على بن الحسين (عليه السلام) يقول: ويل لمن غلبت آحاده، فقلت له: وكيف هذا؟ فقال: اما سمعت الله عزوجل يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الامثلها) فالحسنة الواحدة اذا عملها كتبت له عشرا، والسيئة الواحدة اذا عملها كتبت له واحدة، فنعوذ بالله ممن يركب في يوم واحد عشر سيئات، ولايكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته.
373 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى زيد بن على قال: سألت ابى سيد العابدين (عليه السلام) فقلت له: يا ابت أخبرنى عن جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسأله التخفيف عن امته قال له موسى بن عمران ارجع إلى ربك فاسئله التخفيف فان امتك لاتطيق؟ فقال: يابنى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لايقترح على ربه عزوجل ولايراجعه في شئ يامره به، فلما سأله موسى (عليه السلام) ذلك وصار شفيعا لامته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى (عليه السلام)، فرجع إلى ربه عزوجل فسأله التخفيف إلى ان ردها خمس صلوات، قال: فقلت له يا ابة فلم لم يرجع إلى ربه عزوجل ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات؟ فقال: يابنى اراد (عليه السلام) ان يحصل لامته التخفيف مع اجر خمسين صلوة لقول الله عزوجل: (من جاء بالحسنة فله عشر امثالها) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
374 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه لعلى (عليه السلام): من احبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم.
قال عزمن قائل دينا قيما ملة ابراهيم.
375 ـ في كتاب الخصال عن زرارة قال ابوجعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنى الاسلام على عشرة أسهم، على شهادة ان لا اله الا الله، وهى الملة والصلة وهى الفريضة الحديث.
376 ـ في تفسير العياشى عن عبدالرحمن عن أبى كلدة عن ابى جعفر (عليه السلام) من النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه وقد ذكر ابراهيم (ع) دينه دينى ودينى دينه وسنته
===============
(786)
سنتى وسنتى سنته وفضلى فضله، وانا افضل منه.
377 ـ عن زرارة عن ابى جعفر (ع) قال ما أبقت الحنيفية شيئا حتى ان منها قص الشارب والاظفار، والاخذ من الشارب (1) والختان.
378 ـ عن جابر الجعفى عن محمد بن على (ع) قال مامن احد من هذه الامة يدين بدين ابراهيم غيرنا وشيعتنا.
379 ـ عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عن على (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله بعث خليله بالحنيفية، وأمره بأخذ الشارب وقص الاظفار ونتف الابط وحلق العانة والختان.
380 ـ عن عمر بن أبى ميثم قال: سمعت الحسين بن على صلوات الله عليه يقول:
ما أحد على ملة ابراهيم الانحن وشيعتنا وساير الناس منها براء.
381 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال: ولا يأخذ الله عزوجل البرئ بالسقيم، ولايعذب الله عزوجل الاطفال بذنوب الاباء، فانه قال في محكم كتابه: ولا تزر وازرة وزر اخرى.
382 ـ في مجمع البيان وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال لاتجن يمينك على شمالك.
383 ـ في عيون الاخبار حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عبدالسلام بن صالح الهروى قال قلت لابى الحسن الرضا (عليه السلام) يابن رسول الله ماتقول في حديث روى عن الصادق (عليه السلام) انه قال اذا خرج القائم قتل ذرارى قتلة الحسين (عليه السلام) بفعال آبائها؟ فقال (عليه السلام) هو كذلك، فقلت قول الله تعالى (ولاتزر وازرة وزر اخرى) ما معناه؟ قال: صدق الله تعالى في جميع أقواله ولكن ذرارى قتلتة الحسين (عليه السلام) يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضى شيئا كان كمن أتاه ولوان رجلا قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل في المغرب لكان الراضى عندالله عزوجل شريك القاتل وانما يقتل القائم (عليه السلام) اذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم
384 ـ وفيه في باب ماكتبه الرضا (ع) للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين ولا يأخذ الله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر (وأخذ الشارب) (*)
===============
(787)
تعالى البرئ بالسقيم، ولايعذب الله تعالى الاطفال بذنوب الآباء، ولاتزر وازرة وزر اخرى
385 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى الباقر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: ان على بن الحسين (عليه السلام) كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بنى اسرائيل و يحكى قصتهم وفيه قال الباقر (عليه السلام): فلما حدث على بن الحسين (عليه السلام) بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه: يابن رسول الله كيف يعاتب الله ويوبخ هؤلاء الاخلاف على قبايح أتاها اسلافهم وهو يقول: (ولا تزروازرة وزراخرى، فقال زين العابدين (عليه السلام) ان القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل لتميمى قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه: أغرتم على بلد كذا أو فعلتم كذا؟ ويقول العرب نحن فعلنا ببنى فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خربنا بلد كذا لايريد انهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل واولئك بالامتحان ان قومهم فعلوا كذا، فقول الله عزوجل في هذه الآيات انما هو توبيخ لاسلافهم وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين، لان ذلك هو اللغة التى نزل بها القرآن، ولان هؤلاء الاخلاف ايضا راضون بما فعل اسلافهم، مصوبون ذلك لهم، فجاز أن يقال أنتم فعلتم اى رضيتم قبيح فعلهم.
386 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: وهو الذى جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات قال: في القدر والمال ليبلوكم اى يختبركم فيما آتيكم ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم.
تم الجزء الاول من نور الثقلين واتفق الفراغ منه على يد مؤلفه العبد الفقير الجانى والحقير أقل العباد وأحوجهم إلى عفور به يوم التناد عبد على بن جمعة العروسى الحويزى بدار العلم شيراز صانها الله عن الاحزان في المدرسة المباركة عمرها الله بتعمير بانيها جزيل الاحسان ومعدن الفضل.
وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في 16 صفر سنة 1383 من الهجرة النبوية وانا العبد الفانى السيد هاشم الحسينى المحلاتى المشتهر برسولى عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله