يمرون عليها وهم عنها معرضون قال: الكسوف والزلزلة والصواعق.
228 ـ اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله تبارك وتعالى:
وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان، فاشركوا بالله في الطاعة لغيره، و ليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله.
229 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: وله الاسماء الحسنى التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال: " فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " جهلا بغير علم فالذي يلحد في اسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، فلذلك قال: " و ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها.
230 ـ في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبدالله بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير واسحق بن عمار عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك.
231 ـ علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكر عن ضريس عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال شرك طاعة وليس شرك عبادة.
232 ـ في تفسير العياشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله:
وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك.
233 ـ عن محمد بن الفضيل عن الرضا (عليه السلام) قال: شرك لا يبلغ به الكفر.
234 ـ ابوبصير عن أبي اسحق قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا، ولولا الله وانت ما صرف عني كذا وكذا واشباه ذلك.
===============
(476)
235 ـ عن مالك بن عطية عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله: " وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: هو الرجل يقول: لولا فلان لهلكت، ولولا فلان لاصبت كذا وكذا، ولولا فلان لضاع عيالي، الا ترى انه قد جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه، قال: قلت: فيقول: لولا ان من الله علي بفلان لهلكت؟ قال: نعم لا بأس بهذا.
236 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن ابي جعفر وابي عبدالله عليهم ـ السلام قالوا: سألناهما! فقالا: شرك النعم.
237 ـ في مجمع البيان اختلف في معناه على أقوال: احدها انهم مشركوا قريش، كانوا يقرون بالله خالقا ومحييا ومميتا، ويعبدون الاصنام ويدعونها آلهة، مع انهم كانوا يقولون: الله ربنا والهنا يرزقنا وكانوا مشركين بذلك وثانيها انها نزلت في مشركي العرب اذا سئلوا: من خلق السموات والارض وينزل القطر؟ قالوا:
الله ثم هم يشركون وكانوا يقولون في تلبيتهم: لبيك لا شريك لك، الا شريك هو لك تلمكه وما ملك وثالثها انهم أهل الكتاب آمنوا بالله واليوم الآخر والتوراة و الانجيل ثم اشركوا بانكار القرآن وانكار نبوة نبينا (صلى الله عليه وآله) وهذا القول مع ما تقدمه رواه دارم ابن قبيصة عن علي بن موسى الرضا عن ابيه عن جده أبي عبدالله (عليهم السلام).
238 ـ في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الاحول عن سلام بن المستنير عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله: قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني قال: ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام)، والاوصياء من بعدهم.
239 ـ علي بن ابرهيم عن ابيه قال: قال علي بن حسان لابي جعفر: ياسيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك فقال: وما ينكرون؟ ذلك قول الله عزوجل لقد قال لنبيه: " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " فوالله ما تبعه الا علي (عليه السلام) وله تسع سنين، وانا ابن تسع سنين.
240 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال الباقر (عليه السلام): " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " قال: علي اتبعه.
===============
(477)
241 ـ في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن ابي عمرو الزبيري عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: اخبرني عن الدعاء إلى الله و الجهاد في سبيله اهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم، ام هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن كان كذا فله ان يدعو إلى الله عزوجل و إلى طاعته وان يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم قلت: من اولئك؟ قال: من قام بشرائط الله عزوجل في القتال والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عزوجل، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء إلى الله، حتى يحكم في نفسه ما اخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي يرحمك الله ان الله تبارك و تعالى اخبر في كتابه الدعاء اليه ووصف الدعاة اليه إلى ان قال: ثم اخبر عن هذه الامة و ممن هي وانها من ذرية ابرهيم ومن ذرية اسمعيل من سكان الحرم ممن لم يعبدوا غير الله قط، الذين وجبت لهم الدعوة دعوة ابراهيم واسمعيل من اهل المسجد الذين اخبر عنهم في كتابه أنه اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، الذين وصفناهم قبل هذا في صفة امة ابراهيم (عليه السلام)، الذين عناهم الله تبارك وتعالى في قوله: " ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " يعني اول من اتبعه على الايمان به والتصديق له وبما جاء به من عند الله عزوجل، من الامة التي بعث فيها ومنها واليها قبل الخلق، ممن لم يشرك بالله قط، ولم يلبس ايمانه بظلم وهو الشرك، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
242 ـ في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة يوم الغدير المسند إلى الصادق (عليه السلام): ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعينا وداعي الانام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي اليك على بصيرة هو ومن اتبعه وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون وباتخاذ الولايج دونه.
243 ـ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله: " قل هذه سبيلي ادعو إلى الله على بصيرة انا ومن اتبعني " يعني نفسه، ومن تبعه علي بن ابيطالب وآل محمد صلى الله عليه وعليهم اجمعين.
===============
(478)
244 ـ في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن هشام بن الحكم قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن سبحان الله فقال: انفة الله (1).
245 ـ احمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني عن علي بن اسباط عن سليمان مولى طربال عن هشام الجواليقي قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله " سبحان الله " ما يعني به؟ قال: تنزيه.
246 ـ في الكافي علي عن ابيه عن عبدالله بن المغيرة قال: قلت: لابي ـ عبدالله (عليه السلام) ما تفسير " سبحان الله "؟ قال: انفة لله، أما ترى الرجل اذا عجب من الشئ قال: سبحان الله.
247 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في هاروت وماروت حديث طويل تقدم مسندا عند قوله تعالى: " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان " الايات يقول فيه (عليه السلام): اولست تعلم ان الله عزوجل لم يخل الدنيا قط من نبي او امام من البشر؟ او ليس الله يقول: وما ارسلنا قبلك يعني إلى الخلق الا رجالا نوحي اليهم من اهل القرى فاخبر انه لم يبعث الملائكة إلى الارض ليكونوا ائمة أو حكاما، وانما ارسلوا إلى انبياء الله.
248 ـ في تفسير علي بن ابراهيم قوله حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فانه حدثني أبي عن محمد بن ابي عمير عن ابي بصير عن ابيعبد الله (عليه السلام) قال: وكلهم إلى انفسهم فظنوا ان الشياطين قد تمثلت لهم في صورة الملائكة.
249 ـ في تفسير العياشي عن ابن شعيب عن ابيعبد الله (عليه السلام) قال: وكلهم إلى انفسهم اقل من طرفة عين.
250 ـ عن زرارة قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): كيف لم يخف رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيما يأتيه من قبل الله ان يكون ذلك ما ينزغ به الشيطان؟ قال: فقال: ان الله اذا اتخذ عبدا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) يعني تنزيه لذاته الاحدية عن كل ما لا يليق بجنابه، يقال: أنف من الشئ اذا استنكف عنه وكرهه وشرف نفسه عنه. " قاله في الوافي ". (*)
===============
(479)
رسولا انزل عليه السكينة والوقار، وكان يأتيه من قبل الله مثل الذي يراه بعينه.
251 ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) عند المامون في عصمة الانبياء (عليهم السلام) حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضي الله عنه قال: حدثنا ابي عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن علي بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) فقال له المأمون: يابن رسول الله اليس من قولك: ان الانبياء معصومون
قال: بلى، قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى ان قال: فأخبرني عن قول الله تعالى: " حتى اذا استيأس الرسل وظنوا انهم قد كذبوا جاءهم نصرنا " قال الرضا (عليه السلام):
يقول الله تعالى: " حتى اذا استيأس الرسل من قومهم فظن قومهم ان الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك ياأبا الحسن.
===============
(480)
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي عبدالله (عليه السلام) انه قال: من اكثر قرائة سورة الرعد لم يصبه الله بصاعقة ابدا ولو كان ناصبيا واذا كان مؤمنا دخل الجنة بلا حساب، ويشفع في جميع من يعرفه من اهل بيته واخوانه.
2 ـ في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: من قرأ سورة الرعد اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد كل سحاب مضى، وكل سحاب يكون إلى يوم القيمة وكان يوم القيمة من المؤمنين بعهد الله.
3 ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): " والمر " معناه: انا الله المحيي المميت الرازق.
4 ـ في تفسير العياشي عن ابي لبيد عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: يابالبيد ان لي في حروف القرآن المقطعة لعلما جما ان الله تبارك وتعالى انزل " الم ذلك الكتاب " فقام محمد (صلى الله عليه وآله) حتى ظهر نوره وثبتت كلمته، وولد يوم ولد وقد مضى من الالف السابع مأة سنة وثلاث سنين، ثم قال: وتبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، اذا عددتها من غير تكرار، وليس من حروف مقطعة حرف تنقضي ايامه الا وقائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، والصاد تسعون فذلك مأة واحد وستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي (عليهما السلام) " الم " فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند " المص " ويوقم قائمنا عند انقضائها بالمر فافهم ذلك وعه واكتمه (1)
5 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن الحسين بن خالد عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن قوله تعالى: " والسماء ذات الحبك "
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد مر بعض ما ورد من الروايات في الحروف المقطعة في امثال هذه السورة التي ثنيت بلفظ الكتاب في اول سورة يونس فراجع. (*)
===============
(481)
فقال: هي محبوكة إلى الارض وشبك بين اصابعه، فقلت: كيف يكون محبوكة إلى الارض والله يقول: " رفع السماء بغير عمد ترونها؟ فقال: سبحان الله، اليس يقول " بغير عمد ترونها "؟ فقلت: بلى، قال: فثم عمد ولكن لا ترونها والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه اول الذاريات وآخر الطلاق انشاء الله تعالى.
6 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): فمن شواهد خلقه خلق السموات موطدات (1) بلا عمد، قائمات بلا سند.
7 ـ وفيه كلام له (عليه السلام) يذكر فيه خلق السموات: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا، بغير عمد تدعمها ولا دسار ينتظمها (2).
8 ـ في كتاب الاهليلجة قال الصادق (عليه السلام) فنظرت العين إلى خلق مختلف متصل بعضه ببعض، ودلها القلب على ان لذلك خالقا وذلك انه فكر حيث دلته العين على ان ما عاينت من عظم السماء وارتفاعها في الهواء بغير عمد ولا دعامة تمسكها وانها لا تتأخر فتنكشط (3) ولا تتقدم فتزول، ولا تهبط مرة فتدنوا ولا ترتفع فلا ترى.
9 ـ في تفسير العياشي عن الخطاب الاعور رفعه إلى اهل العلم والفقه من آل محمد (صلى الله عليه وآله) قال: في الارض قطع متجاورات يعني هذه الارض الطيبة مجاورة لهذه الارض المالحة، وليست منها كما يجاور القوم القوم وليسوا منهم.
10 ـ في مجمع البيان وروى عن جابر قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله) بقول لعلي (عليه السلام): الناس من شجرة شتى وأنا وأنت من شجرة واحدة ثم قرأ: " وفي الارض قطع متجاورات وجنات من أعناب " الآية " صنوان وغير صنوان " قيل الصنو المثل والصنوان الامثال، ومنه قوله عم الرجل صنو أبيه.
11 ـ في نهج البلاغة قال: واحذروا ما نزل بالامم قبلكم من المثلات بسوء
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وطد الشئ: دام وثبت ورسا.
(2) الدسار واحد الدسر: المسامير.
(3) اي تنقطع. (*)
===============
(482)
الافعال وذميم الاعمال، فتذكروا (في الامم) في الخير والشر أحوالهم، واحذروا ان تكونوا أمثالهم.
12 ـ وفيه قال (عليه السلام): فاعتبروا بما أصاب الامم المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته ووقايعه ومثلاته، واتعظوا بمثاوي (1) خدودهم ومصارع جنوبهم.
13 ـ في كتاب التوحيد حدثنا أبوعلي الحسين بن احمد البيهقي بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلثمأة، قال: أخبرنا محمد بن يحيى الصولي، قال: حدثنا أبوذكوان قال: سمعت ابراهيم العباسي يقول: كنا في مجلس الرضا (عليه السلام): فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها انها لا تغفر، فقال الرضا (عليه السلام): قال ابوعبدالله (عليه السلام) قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة قال الله جل جلاله: وان ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم.
14 ـ في مجمع البيان وروى سعيد بن المسيب قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا عفو الله وتجاوزه ما هنأ أحد بعيش، ولولا وعيد الله وعقابه لاتكل كل واحد.
15 ـ في امالي الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى عباد بن عبدالله قال: قال علي (عليه السلام): ما نزلت من القرآن آية الا وقد علمت أين نزلت وفيمن نزلت وفي اي شئ نزلت وفي سهل نزلت أو في جبل نزلت، قيل: فما نزل فيك؟ قال: لولا انكم سألتموني ما أخبرتكم، نزلت في هذه الاية " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فرسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، وأنا الهادي إلى ما جاء به.
16 ـ في مجمع البيان عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي، ياعلي بك يهتدي المهتدون.
17 ـ وروى الحاكم ابوالقاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل بالاسناد عن ابي بردة الاسلمي قال: دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالطهور وعنده علي بن ابي طالب (عليه السلام)، فأخذ رسول الله بيد علي (عليه السلام) بعد ما تطهر فألزقها بصدره، ثم قال " انما أنت منذر " ثم ردها إلى صدر علي ثم قال: " ولكل قوم هاد " ثم قال: انك منارة الانام
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) المثاوى جمع المثوى: المنزل. (*)
===============
(483)
وغاية الهدي وامير القرى، اشهد على ذلك انك كذلك.
18 ـ في كشف المحجة لابن طاوس " عليه الرحمة " عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: قال الله تعالى لنبيه: " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فالهادي بعد النبي (صلى الله عليه وآله) هاد لامته على ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فمن عسى أن يكون الهادي الا الذي دعاكم إلى الحق وقادكم إلى الهدى.
19 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن مسلم قال قلت لابي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فقال: كل امام هادي كل قوم في زمانه.
20 ـ في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وفضالة بن ايوب عن موسى بن بكر عن الفضيل قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " ولكل قوم هاد " فقال: كل امام هاد للقرن الذي هو فيهم.
21 ـ علي بن ابرهيم عن محمد بن ابي عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلي عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فقال:
رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله (صلى الله عليه وآله)، ثم الهداة من بعده علي ثم الاوصياء واحدا بعد واحد.
22 ـ الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن محمد ابن اسمعيل عن سعدان عن ابي بصير قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، وعلي الهادي، يابامحمد هل من هاد اليوم؟ قلت: بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى دفعت اليك، فقال: رحمك الله يابامحمد لو كانت اذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الآية مات الكتاب، ولكنه حي يجري فيمن بقي كما يجري فيمن مضى.
23 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن منصور عن عبدالرحيم القصير عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: " انما انت منذر
===============
(484)
ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر، وعلي الهادي، اما والله ما ذهبت منا و ما زالت فينا إلى الساعة.
24 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن حماد عن أبي بصير عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: المنذر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والهادي امير المؤمنين، وبعده الائمة (عليهم السلام) وهو قوله: " ولكل قوم هاد " في كل زمان هاد مبين، وهو رد على من ينكر ان في كل أوان وزمان اماما، وانه لا تخلو الارض من حجة كما قال امير المؤمنين (عليه السلام): لا تخلو الارض من قائم بحجة الله اما ظاهر مشهور واما خائف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته.
25 ـ في تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام): فينا نزلت هذه الآية " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): انا المنذر وانت الهادي ياعلي فهنا الهادي والنجاة والسعادة إلى يوم القيمة.
26 ـ عن عبدالرحيم القصير قال: كنت يوما من الايام عند ابيجعفر (عليه السلام) فقال:
يا عبدالرحيم، قلت: لبيك، قال: قول الله: " انما انت منذر ولكل قوم هاد " اذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) انا المنذر وعلي الهادي ومن الهادي اليوم؟ قال: فمكثت طويلا ثم رفعت رأسي فقلت: جعلت فداك هي فيكم توارثوها رجل فرجل حتى انتهت اليك، فانت جعلت فداك الهادي، قال: صدقت يا عبدالرحيم ان القرآن حي لا يموت " والآية حية لا تموت.
27 ـ وقال عبدالرحيم: قال ابوعبدالله (عليه السلام): ان القرآن لم يمت وانه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما يجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على اولنا.
28 ـ عن حنان بن سدير عن ابيه عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى: " انما انت منذر ولكل قوم هاد " فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنذر وعلي الهادي، وكل امام هاد للقرن الذي هو فيه.
===============
(485)
29 ـ جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): انا المنذر وعلي الهادي إلى امري.
30 ـ في روضة الكافي محمد بن أبي عبدالله عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبدالملك بن عمرو وعبدالحميد بن أبي الديلم عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال:
عاش نوح (عليه السلام) خمسمأة سنة، ثم أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يانوح قد انقضت نبوتك و استكملت ايامك فانظر الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة التي معك، فادفعها إلى ابنك سام، فاني لا أترك الارض الا وفيها عالم تعرف به طاعتي ويعرف به هداى ويكون نجاة فيما بين مقبض النبي (عليه السلام) ومبعث النبي الآخر، ولم اترك الارض بغير حجة إلى وداع الي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري، فاني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء، ويكون حجة لي على الاشقياء قال. فدفع نوح صلى الله عليه الاسم الاكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة إلى سام، واما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به.
31 ـ في الكافي عنه عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن حريز عمن ذكره عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عزوجل يعلم ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام وما تزداد قال: الغيض كل حمل دون تسعة أشهر، " وما تزداد " كل شئ يزداد على تسعة اشهر، وكلما رات المراة الدم الخالص في حملها فانها تزداد بعدد الايام التي زاد فيها في حملها من الدم.
32 ـ في تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر أو ابي عبدالله (عليهما السلام) في قوله:
" ما تحمل كل انثى " يعني الذكر والانثى " وما تغيض الارحام " قال: الغيض ما كان أقل من الحمل " وما تزداد " ما زاد من الحمل، فهو كلما زاد من الدم في حملها.
33 ـ محمد بن مسلم وحمران وزرارة عنهما (عليهما السلام) قالا: " وما تحمل كل انثى " وانثى أو ذكر، " وما تغيض الارحام " التي لا تحمل " وما تزداد " من انثى او ذكر.
34 ـ عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله: " ما تحمل كل انثى وما تغيض الارحام " قال: ما لم يكن حملا " وما تزداد " قال: الذكر والانثى جميعا.
35 ـ زرارة عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله: " يعلم ما تحمل كل انثى " قال الذكر
===============
(486)
والانثى " وما تغيض الارحام " قال: ما كان من دون التسعة وهو غيض، " وما تزداد " قال: ما رأت الدم في حال حملها ازداد به على التسعة الاشهر.
36 ـ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله: سواء منكم من اسر القول ومن جهر به يعني فالسر والعلانية عنده سواء.
37 ـ في تفسير العياشي عن شريك العجلي قال: سمعني ابوعبدالله (عليه السلام) وأنا اقرأ: له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله فقال: مه وكيف يكون المعقبات من بين يديه؟ انما يكون المعقبات من خلفه انما أنزلها الله: " له رقيب من بين يديه ومعقبات من خلفه يحفظونه بأمر الله ".
38 ـ عن فضيل بن عثمان (سكره) (1) عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال في هذه الآية:
" له معقبات من بين يديه " الآية قال: هو المقدمات المؤخرات (2) المعقبات الباقيات الصالحات.
39 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب حمران قال: قال لي ابوجعفر (عليه السلام) وقد قرأت: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " قال: وانتم عرب يكون المعقبات بين يديه؟ قلت: كيف تقرأها؟ قال: " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بامر الله من امر الله ".
40 ـ في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله " فقال ابوعبدالله (عليه السلام): كيف يحفظ الشئ من امر الله وكيف يكون المعقب من بين يديه؟ فقيل له: وكيف ذلك يابن رسول الله؟ فقال: انما انزلت: " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله ".
41 ـ وفيه قوله: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله " فانها قرئت عند ابي عبدالله (عليه السلام) فقال لقاريها الستم عربا فكيف يكون المعقبات من بين يديه وانما المعقب من خلفه؟ فقال الرجل: جعلت فداك كيف هذا؟ فقال:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ما بين العلامتين غير موجود في المصدر.
(2) وفي المصدر: " من المقدمات المؤخرات ". (*)
===============
(487)
انما انزلت " له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بامر الله " ومن ذا الذي يقدر ان يحفظ الشئ من امر الله وهم الملائكة الموكلون بالناس.
42 ـ وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (عليه السلام) في قوله: " له معقبات من من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من امر الله " يقول: بامر الله من ان يقع في ركي (1) او يقع عليه حائط او يصيبه شئ حتى اذا جاء القدر خلوا بينه وبينه، يدفعونه إلى المقادير، وهما ملكان يحفظانه بالليل وملكان بالنهار يتعاقبانه.
43 ـ في مجمع البيان وروى عن علي (عليه السلام) " يحفظونه بأمر الله " واختلف في المعقبات على أقوال: " احدها ": انها الملائكة يتعاقبون تعقب ملائكة الليل ملائكة النهار، وملائكة النهار ملائكة الليل، وهم الحفظة يحفظون على العبد عمله، عن الحسن وسعيد بن جبير وقتادة والجبائي، وقال الحسن: هم أربعة املاك يجتمعون عند صلوة الفجر وهو معنى قوله: ان قرآن الفجر كان مشهودا " وقد روى ذلك عن الائمة (عليهم السلام).
44 ـ والثاني انهم ملائكة يحفظونه من المهالك حتى ينتهوا به إلى المقادير فيخلون بينه وبين المقادير عن علي (عليه السلام).
45 ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابي خالد الكابلي قال: سمعت زين العابدين (عليه السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في الخير، واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر، قال الله عزوجل:
ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
46 ـ في اصول الكافي علي بن ابرهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن جميل ابن صالح عن سدير قال: سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " قالوا ربنا باعد بين اسفارنا وظلموا انفسهم " الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة ينظر بعضهم إلى بعض، وأنهار جارية، واموال ظاهرة فكفروا نعم الله عزوجل و غيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، فارسل عليهم سيل العرم فغرق قراهم، وخرب ديارهم، وأذهب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الركى جمع الركية: البئر. (*)
===============
(488)
باموالهم وابدلهم مكان جناتهم " جنتين ذواتى اكل خمط واثل وشئ من سدر قليل " ثم قال: " ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور ".
47 ـ في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن أبي نصر عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله تبارك وتعالى:
" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له " فقال:
ان القدرية يحتجون باولها وليس كما يقولون، الا ترى ان الله تبارك وتعالى يقول:
واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وقال نوح صلى الله عليه: " ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم " قال: الامر إلى الله يهدي من يشاء.
48 ـ في تفسير العياشي عن احمد بن محمد عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) عن قول الله: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم واذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له " فصار الامر إلى الله تعالى.
49 ـ عن سليمان بن عبدالملك قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قاعدا فأتى بامرأة قد صار وجهها قفاها، فوضع يده اليمنى في جبينها ويده اليسرى من خلف ذلك ثم عصر وجهها عن اليمين، ثم قال: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم فرجع وجهها فقال: أحذري ان تفعلين كما فعلت (1).
50 ـ عن ابي عمرو المدايني عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: ان ابي كان يقول: ان الله قضى قضاءا حتما لا ينعم على عبده نعمة فيسلبها اياه قبل ان يحدث العبد ذنبا يستوجب بذلك الذنب سلب تلك النعمة، وذلك قول الله: " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
51 ـ عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب اليه في كتاب له: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك ما معنى " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فكتب صلوات
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وبعده: " قالوا يابن رسول الله وما فعلت؟ فقال: ذلك مستور الا أن تتكلم به فسألوها فقالت: كانت لي ضرة فقمت اصلي فظننت ان زوجي معها، فالتفت اليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها فرجع وجهي على ما كان ". (*)
===============
(489)
الله عليه: اما التغيير فانه ليس اليهم حتى يتولوا ذلك بانفسهم بخطاياهم وارتكابهم ما نهى عنه، وفي الحديث اشياء غير هذا سؤالا وجوابا انتزعنا منه موضع الحاجة.
52 ـ في عيون الاخبار حديث طويل وفيه وقال الرضا (عليه السلام) في قول الله عزوجل:
هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا قال: خوفا للمسافر وطمعا للمقيم.
53 ـ في تفسير العياشي يونس بن عبدالرحمان ان داود قال: كنا عنده فارتعدت السماء فقال له ابوبصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما؟ فقال: يامحمد سل عما يعنيك فقال له ابوبصير: جعلت فداك ان للرعد كلاما؟ فقال: يابا محمد سل عما يعنيك ودع عما لا يعنيك.
54 ـ في من لا يحضره الفقيه وروى ان الرعد صوت ملك أكبر من الذباب واصغر من الزنبور.
55 ـ وسأل أبوبصير أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرعد أي شئ هو؟ قال: انه بمنزلة الرجل يكون في الابل فيزجرها هاي هاي كهيئة ذلك، قال: قلت: جعلت فداك فما حال البرق؟ قال: تلك مخاريق الملائكة (1) تضرب السحاب فتسوقه إلى الموضع الذي قضى الله عزوجل فيه المطر، وهذان الحديثان تقدما أول البقرة.
56 ـ في مجمع البيان وكان (صلى الله عليه وآله) اذا سمع صوت الرعد قال: سبحان من يسبح الرعد بحمده.
57 ـ وروى عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال: ان ربكم سبحانه يقول: لو أن عبادي أطاعوني لاسقيتهم المطر بالليل وأطلعت عليهم الشمس بالنهار ولم اسمعهم صوت الرعد.
58 ـ في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أنس بن مالك ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث رجلا إلى فرعون من فراعنة العرب يدعوه إلى الله عزوجل، فقال لرسول الله (صلى الله عليه وآله):
أخبرني عن الذي تدعوني اليه أمن فضة هو أم من ذهب أم من حديد؟ فرجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فاخبره بقوله فقال النبي: ارجع اليه فادعه قال: يانبي الله انه أغنى من ذلك، قال:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قال الطريحي: في الحديث البرق مخاريق الملائكة هي جمع مخراق وهو في الاصل ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضا يعني البرق آلة تزجر الملائكة بها السحاب وتسوقه. (*)
===============
(490)
ارجع اليه، فقال كقوله فبينا هو يكلمه اذ رعدت سحابة رعدة فأبقت على رأسه صاعقة ذهبت بقحف رأسه (1) فأنزل الله جل ثناوه: ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال.
59 ـ في الصحيفة السجادية في دعائه (عليه السلام) في الصلوة على حملة العرش والذي بصوت زجره يسمع زجل الرعود واذا سبحت به حفيفة السحاب التمعت صواعق البروق.
60 ـ في مجمع البيان " وهو شديد المحال " اي شديد الاخذ عن علي (عليه السلام).
61 ـ وروى سالم بن عبدالله عن ابيه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا سمع صوت الرعد والصواعق قال: اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.
62 ـ وروى عن ابي جعفر الباقر (عليه السلام) ان الصواعق تصيب المسلم وغير المسلم ولا تصيب ذاكرا.
63 ـ في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد ابن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن ابي الصباح الكناني عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال:
يموت المؤمن بكل ميتة الا الصاعقة وهو يذكر الله عزوجل.
64 ـ علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن ابن اذينة عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): ان الصواعق لا تصيب ذاكرا، قال: قلت:
وما الذاكر؟ قال: من قرأ مأة آية.
65 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهيب بن حفص عن ابي بصير قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن ميتة المؤمن، قال: يموت المؤمن بكل ميتة غرقا، ويموت بالهدم، ويبتلى بالسبع، ويموت بالصاعقة ولا تصيب ذاكرا لله عزوجل.
66 ـ علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن معبد عن ابيه عمن ذكره عن ابي عبدالله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القحف: العظم فوق الدماغ. (*)
===============
(491)
(عليه السلام) انه قال: لا تملوا من قرائة " اذا زلزلت الارض زلزالها " فانه من كانت قرائتة بها في نوافله لم يصبه الله عزوجل بزلزلة ابدا، ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة من آفات الدنيا حتى يموت، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
67 ـ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن أبيجعفر (عليه السلام) في قوله:
والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه فهذا مثل ضربه للذين يعبدون الاصنام، والذين يعبدون آلهة من دون الله، فلا يستجيبون لهم بشئ ولا ينفعهم الا كباسط كفيه إلى الماء ليتناوله من بعيد ولا يناله.
68 ـ وحدثني ابي عن احمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يارسول الله رأيت امرا عظيما، فقال وما رأيت؟ قال: كان لي مريض ونعت له ماء من بئر بالاحقاف يستشفي به في برهوت قال: فتهيأت ومعي قربة وقدح لآخذ من مائها واصب في القربة، اذا بشئ قد هبط في جو السماء كهيئة السلسلة وهو يقول: ياهذا اسقني الساعة اموت فرفعت راسي اليه ورفعت اليه القدح لاسقيه فاذا رجل في عنقه سلسلة، فلما ذهبت اناوله القدح اجتذب حتى علق بالشمس، ثم اقبلت على الماء اغرف اذ أقبل الثانية وهو يقول: العطش العطش ياهذا اسقني الساعة اموت فرفعت القدح لاسقيه فاجتذب حتى علق بالشمس حتى فعل ذلك الثالثة وشددت قربتي ولم اسقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذاك قابيل بن آدم قتل اخاه وهو قوله عزوجل: " والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشئ الا كباسط كفيه " إلى قوله " الا في ضلال ".
69 ـ في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن علي بن اسباط عن غالب بن عبدالله عن ابي عبدالله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: وضلالهم بالغدو والاصال قال: هو الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وهي ساعة اجابة.
70 ـ في تفسير علي بن ابراهيم قوله: ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها وضلالهم بالغدو والاصال قال: بالعشي قال: ظل المؤمن يسجد طوعا، (492)
وظل الكافر يسجد كرها، هو نموهم وحركتهم وزيادتهم ونقصانهم.
71 ـ وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر (عليه السلام) في قول الله: " ولله يسجد من في السموات والارض طوعا وكرها " الآية قال: اما من يسجد من أهل السموات طوعا فالملائكة يسجدون لله طوعا، ومن يسجد من اهل الارض، فمن ولد في الاسلام فهو يسجد له طوعا، واما من يسجد له كرها فمن جبر على الاسلام، واما من لم يسجد فظله يسجد له بالغداة والعشي.
72 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): فتبارك الذي يسجد له من في السموات والارض طوعا وكرها ويعفر له خدا ووجها ويلقى بالطاعة اليه سلما وضعفا ويعطي له القياد رهبة وخوفا.
73 ـ وقال (عليه السلام): وسجدت له بالغدو والآصال الاشجار.
74 ـ في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق (رحمه الله) وروى عن زرارة انه قال: قلت للصادق (عليه السلام) ان رجلا من ولد عبدالله بن سنان يقول بالتفويض قال: وما التفويض؟ قلت: يقول: ان الله عزوجل خلق محمدا وعليا ثم فوض اليهما فخلقا ورزقا و احييا واماتا فقال: كذب عدو الله واذا رجعت اليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد:
ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار فانصرفت إلى الرجل فاخبرته وكأنما القمته حجرا او قال: فكأنما خزى.
75 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: وقد بين الله تعالى قصص المغيرين فضرب مثلهم بقوله فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض فالزبد في هذا الموضع كلام الملحدين الذين اثبتوه في القرآن فهو يضمحل ويبطل، ويتلاشى عند التحصيل، والذي ينفع الناس منه فالتنزيل الحقيقي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والقلوب تقبله، والارض في هذا الموضع فهي محل العلم وقراره، وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح باسماء المبدلين، ولا الزيادة في آياته على ما اثبتوه من تلقاءهم في الكتاب لما في ذلك من تقوية حجج اهل التعطيل والكفر والملل المنحرفة، و
===============
(493)
ابطال هذا العلم الظاهر الذي قد استكان له الموافق والمخالف بوقوع الاصطلاح على الايتمار له والرضا بهم، ولان اهل الباطل في القديم والحديث اكثر عدد من اهل الحق، ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه (صلى الله عليه وآله): فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل " وايجابه مثل ذلك على اوليائه واهل طاعته بقوله:
" لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ".
76 ـ في مجمع البيان: اولئك لهم سوء الحساب في الحديث: من نوقش في الحساب عذب، وقيل: هو ان لا يقبل لهم حسنة ولا تغفر لهم سيئة وروى ذلك عن ابي عبدالله (عليه السلام).
77 ـ في تفسير علي بن ابراهيم قوله وبئس المهاد قال: يمهدون في النار.
78 ـ في تفسير العياشي عن عقبة بن خالد قال: دخلت على ابي عبدالله (عليه السلام) فاذن لي وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب البيت من عند نسائه وليس عليه جلباب، فلما نظر الينا رحب بنا ثم جلس (1) ثم قال: انتم اولوا الالباب في كتاب الله قال الله: انما يتذكر اولوا الالباب.
79 ـ عن أبي العباس عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: تفكر ساعة خير من عبادة سنة انما يتذكر اولوا الالباب.
80 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ان رحم آل محمد معلقة بالعرش، تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم ونزلت هذه الآية في آل محمد وما عاهدهم عليه وما أخذ عليهم من الميثاق في الذر من ولاية امير المؤمنين (عليه السلام) و الائمة (عليهم السلام) بعده وهو قوله: الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق الآية.
81 ـ في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الوشاء عن علي بن أبي حمزة عن ابي بصير عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول ان الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم صلى من وصلني واقطع من قطعني، وهي
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي المصدر: " فلما نظر الينا قال: احب لقائكم ثم جلس ". (*)
===============
(494)
رحم آل محمد وهو قول الله عزوجل: الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ورحم كل ذي رحم.
82 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن صفوان الجمال قال: وقع بين ابي عبدالله (عليه السلام) وبين عبدالله بن الحسن كلام حتى وقعت الضوضاء بينهم (1) فاجتمع الناس فافترقا عشيتهما بذلك وغدوت في حاجة، فاذا انا بأبي عبدالله (عليه السلام) على باب عبدالله بن الحسن وهو يقول: ياجارية قولي لابي محمد، قال:
فخرج فقال: يابا عبدالله ما بكر بك؟ قال: اني تلوت آية من كتاب الله عزوجل البارحة فأقلقتني، قال: وما هي؟ قال: قول الله عزوجل: " الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " فقال: صدقت لكأني لن اقرأ هذه الآية من كتاب الله قط فاعتنقا وبكيا.
83 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن ابي عبدالله عن ابن فضال عن ابن بكير عن عمر ابن يزيد قال: سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " الذين يصلون ما امر الله به ان يوصل " فقال: قرابتك.
84 ـ علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد بن عثمان وهشام بن الحكم ودرست بن أبي منصور عن عمر بن يزيد قال: قلت لابي عبدالله (عليه السلام): " الذين يصلون ما أمر الله به ان يوصل " فقال: نزلت في رحم آل محمد (صلى الله عليه وآله) وقد يكون في قرابتك، ثم قال فلا تكونن ممن يقول للشئ انه في شئ واحد.
85 ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ومما فرض الله تعالى ايضا في المال من غير الزكوة قوله تعالى: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
86 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن هشام بن أحمر، وعلي بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الضوضاء: اصوات الناس في الحرب. (*)
===============
(495)
شاذان عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد جميعا عن سلمة مولاة أبي عبدالله (عليه السلام) قالت: كنت عند أبي عبدالله حين حضرته الوفاة فأغمى عليه، فلما أفاق قال: اعطوا الحسن بن علي بن علي بن الحسين وهو الافطس سبعين دينارا، واعطوا فلانا كذا، وفلانا كذا فقلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة؟ فقال: ويحك اما تقرئين القرآن؟ قلت: بلى، قال: أما سمعت قول الله عزوجل: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ".
قال ابن محبوب في حديثه حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ فقال: تريدين على أن لا اكون من الذين قال الله تبارك وتعالى: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب "؟ نعم ياسلمة ان الله خلق الجنة وطيبها و طيب ريحها، وان ريحها ليوجد من مسيرة ألفي عام، ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم.
87 ـ في تفسير العياشي عن العلا بن الفضيل عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: الرحم معلقة بالعرش يقول: اللهم صلى من وصلني واقطع من قطعني، وهي رحم آل محمد ورحم كل مؤمن، وهو قول الله: " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ".
88 ـ عن جابر عن أبيجعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بر الوالدين وصلة الرحم يهونان الحساب، ثم تلا هذه الآية: " والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ".
89 ـ عن محمد بن الفضل قال: سمعت العبد الصالح يقول: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " قال: هي رحم آل محمد معلقة بالعرش يقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني، وهي تجري في كل رحم.
90 ـ عن الحسين بن موسى قال: روى أصحابنا قال: سئل أبوعبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل " فقال: هو صلة الامام في كل سنة بما قل او كثر، ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام) وما اريد بذلك الا تزكيتكم.
91 ـ في مجمع البيان وروى الوليد بن ابان عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:
قلت له: هل على الرجل في ماله سوى الزكوة؟ قال: نعم أين ما قال الله: " والذين
===============
(496)
يصلون " الآية؟.
92 ـ في كتاب معاني الاخبار أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان عن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال لرجل: يافلان مالك ولاخيك؟ قال: جعلت فداك كان لي عليه شئ فاستقصيت عليه في حقي، فقال ابوعبدالله (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عزوجل:
ويخافون سوء الحساب اتراهم يخافون أن يظلمهم أو يجور عليهم؟ لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة.
93 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يامعشر المسلمين اياكم والزنا فان فيه ست خصال: ثلث في الدنيا فانه يذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر، واما التي في الآخرة فانه يوجب سخط الرب عزوجل وسوء الحساب والخلود في النار.
94 ـ في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن حماد بن عثمان قال: دخل رجل على أبي عبدالله (عليه السلام) فشكى اليه رجلا من أصحابه، فلم يلبث ان جاء المشكو، فقال له ابوعبدالله (عليه السلام): ما لفلان يشكوك؟ فقال له: يشكوني اني استقصيت منه حقي، قال: فجلس ابوعبدالله (عليه السلام) مغضبا ثم قال: كانك اذا استقصيت حقك لم تسئ؟ ارايتك ما حكى الله عزوجل فقال: " و يخافون سوء الحساب " ترى أنهم خافوا الله عزوجل أن يجور عليهم؟ لا والله ما خافوا الا الاستقصاء، فسماه الله عزوجل سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء.
95 ـ في تفسير العياشي عن أبي أسحق قال: سمعته يقول في " سوء الحساب " لا تقبل حسناتهم ويؤخذون بسيئاتهم.
96 ـ عن هشام بن سالم عن ابي عبدالله (عليه السلام) في قول الله: يخافون سوء الحساب " قال تحسب عليهم السيئات وتحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء.
97 ـ عن هشام بن سالم عن ابي عبدالله (عليه السلام) في قوله " يخافون سوء الحساب " قال الاستقصاء والمداقة، وقال: تحسب عليهم السيئات ولا تحسب لهم الحسنات.
===============
(497)
98 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) لو لم يكن للحساب مهولة الاحياء العرض على الله وفضيحة هتك الستر على المخفيات لحق للمرء ان لا يهبط من رؤس الجبال ولا يأوى إلى عمران، ولا يأكل ولا يشرب ولا ينام الا عن اضطرار متصل بالتلف.
99 ـ في مجمع البيان: ويدرؤن بالحسنة السيئة اي ينفون بفعل الطاعة المعصية قال ابن عباس: يدفعون بالعمل الصالح الشر من العمل، كما روى عن النبي (صلى الله عليه وآله) انه قال لمعاذ بن جبل: اذا عملت السيئة فاعمل بجنبها حسنة تمحها.
100 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن حماد عن أبي بصير عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي اذا عملت سيئة فاتبعها بحسنة تمحها سريعا، وعليك بصنايع الخير فانها تدفع مصارع السوء.
101 ـ قوله: جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وازواجهم و ذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار قال: نزلت في الائمة (عليهم السلام) وشيعتهم الذين صبروا.
102 ـ وحدثني أبي عن ابن ابي عمير عن جميل عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: نحن صبر وشيتعنا اصبر منا لانا صبرنا بعلم وصبروا على ما لا يعلمون.
103 ـ في كتاب الخصال في احتجاج علي (عليه السلام) على الناس يوم الشورى قال:
نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره أن يحيى حيوتي ويموت مماتي ويسكن جنتي التي وعدني الله ربي جنات عدن قضيب غرسه الله بيده ثم قال له كن فكان، فليوال علي بن أبيطالب وذريته من بعده، فهم الائمة وهم الاوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي، لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى، لا تعلموهم فهم أعلم منكم يزول الحق معهم اينما زالوا، غيري؟ قالوا: اللهم لا.
104 ـ وعن علي (عليه السلام) انه سئله بعض اليهود فقال: أين يسكن نبيكم من الجنة؟ قال: في أعلاها درجة واشرفها مكانا، في حنات عدن، قال: صدقت والله انه بخط
===============
(498)
هارون واملاء موسى.
105 ـ في اصول الكافي علي بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابن ابي اسامة عن هشام ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابي حمزة عن ابي اسحق قال: حدثني الثقة من اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) انهم سمعوا امير المؤمنين (عليه السلام) يقول في خطبة له: اللهم واني لاعلم ان العلم لا يازر كله ولا تنقطع مواده، وانك لا تخلى ارضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع او خائف مغمور (1) كي لا تبطل حجتك ولا يضل اوليائك بعد اذ هديتهم، بل أين هم وكم (هم)؟ اولئك الاقلون عددا، والاعظمون عند الله جل ذكره قدرا، المتبعون لقادة الدين، الائمة الهادين، الذين يتأدبون بآدابهم، وينهجون نهجهم، فعند ذلك يهجم بهم العلم على حقيقة الايمان فتستجيب ارواحهم لقادة العلم ويستلينون من حديثهم ما استوعر (2) على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذبون واباه المسرفون، اولئك اتباع العلماء صحبوا اهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى ولاوليائه، ودانوا بالتقية على دينهم والخوف من عدوهم، فأرواحهم معلقة بالمحل الاعلى فعلماؤهم واتباعهم خير من صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق، وسيحق الله الحق بكلماته ويمحق الباطل، هاها طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم، وياشوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله واياهم في جنات عدن ومن صلح من آبائهم وازواجهم وذرياتهم.
106 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن فضالة ابن ايوب عن ابي المغرا عن محمد بن سالم عن ابان بن تغلب قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اراد ان يحيى حيوتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله بيده فليتوال علي بن ابيطالب (عليه السلام)، وليتول وليه وليعاد عدوه، وليسلم للاوصياء من بعده فانهم عترتي من لحمي ودمي، اعطاهم الله
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي نسخة " مغمود " بالدال.
(2) اي استصعب. (*)
===============
(499)
فهمي وعلمي، إلى الله اشكو من امتي المنكرين لفضلهم، القاطعين فيهم صلتي، و ايم الله لتقتلن ابني لا انالهم الله شفاعتي.
107 ـ في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبي (صلى الله عليه وآله) الذي يذكر فيه صفة الجنة قال: فقلت لبلال: هل وسطها غيرها؟ قال نعم جنة عدن وهي في وسط الجنان، واما جنة عدن فسورها ياقوت احمر وحصاها اللؤلؤ.
108 ـ في كتاب ثواب الاعمال عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: من أطعم ثلثة نفر من المؤمنين اطعمه الله من ثلاث جنات، ملكوت السماء الفردوس وجنة عدن وطوبى، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده.
109 ـ في مجمع البيان وروى العياشي بالاسناد عن أبي بصير عن أبيعبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن الرجل المؤمن له امرأة مؤمنة يدخلان الجنة يتزوج أحدهما الآخر؟ فقال: يابا محمد ان الله حكم عدل اذا كان أفضل منها خيره الله فان اختارها كانت من أزواجه، وان كانت هي خير منه خيرها، فان اختارته كان زوجا لها.
110 ـ في كتاب الخصال عن موسى بن ابراهيم عن أبيه رفعه باسناده رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان ام سلمة قالت له: بأبي أنت وامي، المرئة يكون لها زوجان فيموتان فيدخلان الجنة لايهما تكون؟ فقال: ياام سلمة تخير أحسنهما خلقا و خيرهما لاهله، ياام سلمة ان حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة.
111 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن اسحق عن أبيجعفر (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يصف فيه حال المؤمن اذا دخل جنته وغرفه، وفيه، ثم يبعث الله له ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء، فينتهون إلى اول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولي الله، فان الله قد بعثنا مهنين فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانهم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى
===============
(500)
ينتهي إلى اول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة (1) الف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤا يهنون ولي الله وقد سألوا أن أستأذن لهم عليه، فيقول له الحاجب:
انه ليعظم علي ان استأذن لاحد على ولي الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولي الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولي الله فأستأذن، فيقول القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم يهنون ولي الله فأعلموه مكانهم، قال: فيعلمون الخدام مكانهم قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها ألف بابا وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فاذا اذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار وذلك قول الله:
والملائكة يدخلون عليهم من كل باب يعني من ابواب الغرفة سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.
في روضة الكافي مثله سندا ومتنا.
112 ـ في الصحيفة السجادية في دعائه (عليه السلام) في الصلوة على حملة العرش قال (عليه السلام): بعد أن عد أصنافا من الملائكة والذين يقولون: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
113 ـ في تفسير العياشي عن الحسن بن محبوب عن أبي ولاد عن أبي عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه ثم قال: ان طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات و الشهوات اعني لكم الحلال ليس الحرام، قال: فانف الله للمؤمنين (2) من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال: فألقى الله في همة (3) اولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبون المؤمنين، قال: فلما احسوا ذلك عجوا إلى الله من ذلك
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي نسخة: " الغرفة " بدل " العرصة " في المواضع الثلاثة.
(2) انف من الشئ: استنكف (3) وفي المصدر " في همم " على لفظ الجمع. (*)
===============
(501)
فقالوا: ربنا عفوك عفوك! ردنا إلى ما خلقتنا له واخترتنا عليه، فانا نخاف أن نصير في امر مريج (1) قال: فنزع الله ذلك، قال: فاذا كان يوم القيمة وصار اهل الجنة في الجنة استأذن اولئك الملائكة على اهل الجنة فيؤذن لهم، فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ويقولون لهم: " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " قال: يعني الشهداء (2).
114 ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريشي باسناده إلى ابي ذر رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: وما نال الفوز في القيمة الا الصابرون، ان الله يقول: " انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب " قال: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ".
115 ـ في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن عمرو ابن عثمان عن محمد بن عذافر عن بعض أصحابه عن محمد بن مسلم وأبي حمزة عن أبي عبدالله عن ابيه (عليهما السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): يابني اياك ومصاحبة القاطع لرحمه، فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عزوجل في ثلثة مواضع قال:
الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما امر الله به ان يوصل اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار.
116 ـ في تفسير علي بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه عند قوله تعالى:
" والذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق ثم ذكر أعداءهم فقال: " والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه " يعني في أمير المؤمنين وهو الذي أخذ الله عليهم في الذر، و أخذ عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغدير خم.
117 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) حديث طويل في تعداد
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) أمر مريج: مختلط أو ملتبس.
(2) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: " سلام عليكم بما صبرتم " في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال. عن محمد بن الهيثم عن رجل عن أبي عبدالله (عليه السلام): " سلام عليكم بما صبرتم " على الفقر في الدنيا " فنعم عقبى الدار " قال: يعني الشهداء. (*)
===============
(502)
الكباير وبيانها من كتاب الله وفيه عن الصادق (عليه السلام): ونقض العهد وقطيعة الرحم، لان الله تعالى يقول: " اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار ".
118 ـ في تفسير العياشي عن خالد بن نجيح عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في قوله: الا بذكر الله تطمئن القلوب فقال: بمحمد (صلى الله عليه وآله) تطمئن وهو ذكر الله وحجابه.
119 ـ في تفسير علي بن ابراهيم قوله: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله قال: " الذين آمنوا " الشيعة، " وذكر الله " امير المؤمنين والائمة (عليهم السلام).
120 ـ عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه يقول: دخلت الجنة واذا شجرة لو أرسل طائر في اصلها ما دارها سبعمأة عام، وليس في الجنة منزل الا وفيها شجر منها، فقلت: ما هذه ياجبرئيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى، قال الله تعالى طوبى لهم وحسن مآب.
121 ـ حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ابي عبيدة عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين (عليه السلام) وليس أحد من شيعته الا وفي داره غصن من أغصانها، وورقة من أوراقها تستظل تحتها امة من الامم.
122 ـ وعنه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر تقبيل فاطمة (عليها السلام)، فأنكرت ذلك عايشة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعايشة اني لما اسرى بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى، وناولني من ثمارها فأكلته، فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، وكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها وما قبلتها قط الا وجدت رائحة شجرة طوبى فهي حوراء انسية
123 ـ حدثني ابي عن بعض اصحابه رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى اصلها في دار علي (عليه السلام)، وما في الجنة قصر ولا منزل الا وفيها فتر منها (1) اعلاها اسفاط (2) حلل من سندس واستبرق يكون
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الفتر بمعنى القطع وفي بعض نسخ المصدر " القتر " بالقاف.
(2) الاسفاط جمع السفط: ما يعبأ فيه الطيب وما أشبهه من أدوات النساء. وعاء كالقفة او الجوالق. (*)
===============
(503)
للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط ماة ألف حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على ألوان مختلفة، وهو ثياب أهل الجنة، ووسطها ظل ممدود، عرض الجنة كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتي عام فلا يقطعه، وذلك قوله: " وظل ممدود " وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها، وكلما يجتني منها شئ أنبتت مكانها أخرى " لا مقطوعة ولا ممنوعة " ويجري نهر في أصل تلك الشجرة ينفجر منه الانهار الاربعة، نهر من ماء غير آسن، ونهر من لبن لم يتغير طعمه، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من عسل مصفى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
124 ـ في اصول الكافي عنه (1) عن أبيه عن عبدالله بن القاسم عن أبي بصير عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان لاهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الامانة، ووفاء بالعهد، وصلة الارحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المراقبة للنساء ـ أو قال قلة الموافاة للنساء ـ وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عزوجل زلفى طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي (صلى الله عليه وآله) (2)، وليس مؤمن الا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه شهوة شئ الا أتاه به ذلك، ولو ان راكبا مجدا سار في ظلها مأة عام ما خرج منه، ولو طار في أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما، الا ففي هذه فارغبوا ان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، اذا جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عزوجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، الا فهكذا كونوا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قبله: عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى. اه " منه عفى عنه ".
(عن هامش بعض النسخ).
(2) قد مر في الحديث السابق ان اصلها في دار علي (عليه السلام) وسيأتي عن كتاب مجمع البيان حديث في ذلك فانتظر. (*)
===============
(504)
125 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: ولقد حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه في " أ ب ت ث " قال: الالف آلاء الله إلى أن قال (عليه السلام): فالطاء طوبى للمؤمنين وحسن مآب.
126 ـ وباسناده إلى الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي أنت المظلوم بعدي، وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة أصلها في دارك وأغصانها في دار شيعتك ومحبيك، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
127 ـ في كتاب الخصال عن محمد بن سالم رفعه إلى امير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال عثمان بن عفان: يارسول الله ما تفسير ابجد؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعلموا تفسير ابجد إلى أن قال (عليه السلام): واما " حطى " فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، واما الطاء فطوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله تبارك وتعالى بيده، ونفخ فيها من روحه، وان أغصانها لترى من وراء سور الجنة، تنبت بالحلى والحلل والثمار متدلية على أفواههم.
128 ـ عن ابي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رزقه الله حب الائمة من اهل بيتي فقد اصاب خير الدنيا والآخرة، فلا يشكن احد انه في الجنة، فان في حب اهل بيتي عشرين خصلة، عشرة منها في الدنيا، وعشرة منها في الآخرة، فاما التي في الدنيا: فالزهد والحرص على العلم، إلى أن قال (عليه السلام) بعد تعدادها: فطوبى لمحبي أهل بيتي.
129 ـ في احتجاج علي (عليه السلام) يوم الشورى على الناس قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلي ان الله خصك بأمر واعطاكه، ليس من الاعمال شئ أحب اليه ولا أفضل منه عنده الزهد في الدنيا، فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك وهو زينة الابرار عند الله عزوجل يوم القيمة، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك غيري؟ قالوا: اللهم لا.
===============
(505)
وفي هذا الاحتجاج ايضا قال: نشدتكم بالله هل فيكم احد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما قال لي: ان طوبى شجرة في الجنة اصلها في دار علي ليس من مؤمن الا وفي داره غصن من اغصانها غيري؟ قالوا: اللهم لا.
130 ـ عن ابي امامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن رآني ثم آمن بي، وطوبى ثم طوبى، يقولها سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي.
131 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مروان بن مسلم عن ابي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية، فقيل له: جعلت فداك وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة اصلها في دار علي بن ابيطالب (عليه السلام)، وليس مؤمن الا وفي داره غصن من اغصانها، وذلك قول الله عزوجل: " طوبى لهم وحسن مآب ".
132 ـ وباسناده إلى ابي حمزة عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
طوبى لمن ادرك قائم اهل بيتي وهو يأتم به في غيبته قبل قيامه، ويتولى اوليائه و يعادي اعداءه، ذلك من رفقائي وذوي مودتي، واكرم امتي علي يوم القيمة.
133 ـ في تفسير العياشي عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر محمد بن علي عن ابيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس ذات يوم اذ دخلت ام ايمن في ملحفتها شئ (1) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ياام ايمن اي شئ في ملحفتك؟ فقالت: يارسول الله فلانة بنت فلانة املكوها (2) فنثروا عليها واخذت من نثارها شيئا، ثم ان ام ايمن بكت، فقال لها رسول الله: ما يبكيك؟ فقالت: فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا! فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تبكين فوالذي بعثني بالحق بشيرا و نذيرا لقد شهد املاك فاطمة جبرئيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة، ولقد امر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها واستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الملحفة: الملاءة التي تلتحف بها المرأة.
(2) أملك امرأة: تزوجها. (*)
===============
(506)
وعطرها، فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة، فهي في دار علي بن ابي طالب.
134 ـ عن ابي حمزة عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: طوبى هي شجرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده.
135 ـ عن أبي بصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ان المؤمن اذا لقى أخاه و تصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما (1) ما داما متصافحين كتحات الورق عن الشجر فاذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان التزم كل واحد منهما صاحبه ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب. وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين وفرعها في منازل أهل الجنة، فاذا افترقا ناداهما ملكان كريمان: ابشرا ياويليي الله بكرامة الله والجنة من ورائكما.
136 ـ في كتاب ثواب الاعمال عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين اطعمه الله من ثلاث جنان، ملكوت السماء الفردوس، وجنة عدن وطوبى، وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربنا بيده.
137 ـ في مجمع البيان وروى الحاكم ابوالقاسم الحسكاني بالاسناد عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: سئل رسول الله عن طوبى؟ قال شجرة أصلها في داري وفرعها على اهل الجنة، ثم سئل عنها مرة اخرى فقال: في دار علي (عليه السلام)، فقيل له في ذلك؟ فقال: ان داري ودار علي في الجنة بمكان واحد.
138 ـ في اصول الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن ابي زاهر او غيره عن محمد بن حماد عن اخيه احمد بن حماد عن ابراهيم عن ابيه عن ابي الحسن الاول (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك اخبرني عن النبي (صلى الله عليه وآله) ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبيا الا ومحمد (صلى الله عليه وآله) اعلم منه، قال: قلت: ان عيسى بن مريم كان يحيى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) تحات الورق عن الشجر: تناثر. (*)
===============
(507)
الموتى باذن الله؟ قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقدر على هذه المنازل، قال: فقال: ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره " فقال ما لي لا ارى الهدهد أم كان من الغائبين " حين فقده وغضب عليه فقال: " لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه او ليأتيني بسلطان مبين " وانما غضب لانه كان يدله على الماء، فهذا وهو طاير قد اعطى ما لم يعط سليمان، وقد كانت الريح و النمل والانس والجن والشياطين المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء، وكان الطير يعرفه، وان الله يقول في كتابه: ولو ان قرآنا سيرت به الجبال او قطعت به الارض او كلم به الموتى وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى، ونحن نعرف الماء تحت الهواء، وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمر الا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون، جعله الله لنا في ام الكتاب، ان الله يقول: " وما من غائبة في السماء والارض الا في كتاب مبين " ثم قال: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " فنحن الذين اصطفانا الله عزوجل واورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ.
139 ـ في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ولو ان قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض او كلم به الموتى بل لله الامر جميعا " قال: لو كان شئ من القرآن كذلك لكان هذا.
140 ـ في مجمع البيان قرأ علي وعلي بن الحسين وجعفر بن محمد (عليهم السلام) " افلم يتبين ".
141 ـ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبيجعفر (عليه السلام) في قوله:
ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة؟ وهي النقمة أو تحل قريبا من دارهم فتحل بقوم غيرهم فيرون ذلك ويسمعون به والذين حلت بهم عصاة كفار مثلهم ولا ينقض بعضهم ببعض ولن يزالوا كذلك حتى يأتي وعد الله الذي وعد المؤمنين من النصر و يخزي الله الكافرين.
===============
(508)
142 ـ في اصول الكافي علي بن محمد مرسلا عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال:
قال: اعلم علمك الله الخير، ان الله تبارك وتعالى قديم إلى أن قال: وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الاشياء، ولكن قائم يخبر انه حافظ كقول الرجل، القائم بامر فلان، والله هو القائم على كل نفس بما كسبت والقائم ايضا في كلام الناس الباقي، والقائم ايضا يخبر عن الكفاية، كقولك للرجل: قم بأمر بني فلان، اي اكفهم والقائم منا قائم على ساق فقد جمعنا الاسم ولم يجتمع المعنى.
في عيون الاخبار حدثنا علي بن أحمد بن عمران الدقاق رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان، عن محمد بن عيسى عن الحسن بن خالد عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: اعلم علمك الله الخير و ذكر نحوه.
143 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام) وقائم لا بعمد.
144 ـ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت وجعلوا لله شركاء قل سموهم أن تنبؤنه بما لا يعلم في الارض ام بظاهر من القول الظاهر من القول هو الرزق.
145 ـ وقال علي بن ابراهيم في قوله: وما لهم من الله من واق اي دافع وعقبى الكافرين النار اي عاقبة ثوابهم النار قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان ناركم هذه جزء من سبعين جزء من نار جهنم وقد اطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمي أن يطفيها وانها ليؤتى بها يوم القيمة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل الا جثى على ركبتيه (1) فزعا من صرختها.
146 ـ وفي رواية أبي الجارود عن أبيجعفر (عليه السلام) في قوله: والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما انزل اليك اي فرحوا بكتاب الله اذا يتلى عليهم واذا تلوه تفيض أعينهم دمعا من الفزع والحزن، وهو علي بن أبيطالب، وهو في قراءة ابن مسعود: " و الذي انزل اليك الكتاب هو الحق فمن يؤمن به علي بن أبيطالب يؤمن به ومن الاحزاب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) جثى الرجل: جلس على ركبتيه. (*)
===============
(509)
من ينكر بعضه " انكروا من تأويله ما انزله في علي وآل محمد وآمنوا ببعضه فاما المشركون فانكروه كله اوله وآخره وانكروا ان محمدا (صلى الله عليه وآله) رسول الله.
147 ـ في روضة الكافي سهل عن الحسن بن علي عن عبدالله بن الوليد الكندي عن ابي عبدالله (عليه السلام) انه قال وقد قال الله عزوجل في كتابه: ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية فنحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
148 ـ في تفسير العياشي عن معاوية بن وهب قال: سمعته يقول: الحمد لله الذي قدح عند آل عمر، فقال: كان في بيت حفصة فيأتيه الناس وفودا فلا يعاب ذلك عليهم ولا يقبح عليهم، وان اقواما يأتونا صلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فيأتونا خائفين مستخفين يعاب ذلك ويقبح عليهم، لقد قال الله في كتابه: " ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية " فما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا كاحد اولئك، جعل الله له ازواجا وجعل له ذرية، لم يسلم مع احد من الانبياء (مثل) من أسلم مع رسول الله من اهل بيته اكرم الله بذلك رسوله (صلى الله عليه وآله).
149 ـ عن بشير الدهان عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: ما آتى الله احدا من المرسلين شيئا الا وقد آتاه محمدا (صلى الله عليه وآله) وقد آتاه الله كما آتى المرسلين من قبله، ثم تلا هذه الآية: " ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية ".
150 ـ عن علي بن عمر بن ابان الكلبي عن ابيعبد الله (عليه السلام) قال: اشهد على ابي انه كان يقول: ما بين احدكم وبين ان يغبط ويرى ما تقر به عينه الا ان تبلغ نفسه هذه، واهوى إلى حلقه، قال الله في كتابه: " ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية " فنحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلق الله الخلق قسمين: فالقى قسما وأمسك قسما، ثم قسم ذلك القسم على ثلثة اثلاث، فالقى ثلثين وامسك ثلثا، ثم اختار من ذلك الثلث قريشا، ثم اختار من قريش بني عبدالمطلب، ثم اختار من بني عبدالمطلب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنحن ذريته، فان قالت الناس: ليس لرسول الله ذرية جحدوا، ولقد قال الله: " ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية " فنحن ذريته، قال: فقلت: انا اشهد انكم
===============
(510)
ذريته ثم قلت له: ادع الله لي جعلت فداك ان يجعلني معك في الدنيا والاخرة فدعا لي بذلك، قال: فقبلت باطن يده.
151 ـ وفي رواية شعيب عنه انه قال: نحن ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما ادري (1) على ما يعادوننا الا لقرابتنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
152 ـ في محاسن البرقي عن ابي عبدالله (عليه السلام) انه قال في آخر كلام له: " ولقد ارسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم ازواجا وذرية " فجعل لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من الازواج والذرية مثل ما جعل للرسل من قبله فنحن عقب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذريته أجرى الله لآخرنا مثل ما أجرى لاولنا.
153 ـ في اصول الكافي علي بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ياثابت ان الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا الامر في السبعين فلما ان قتل الحسين (عليه السلام) اشتد غضب الله على أهل الارض فأخره إلى أربعين ومأة فحدثناكم فاذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب قال أبوحمزة: فحدثت بذلك ابا عبدالله (عليه السلام) فقال: قد كان ذلك.
154 ـ علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحفص بن البختري وغيرهما عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال في هذه الآية: " يمحو الله ما يشاء ويثبت " قال: فقال: وهل يمحى الا ما كان ثابتا؟ وهل يثبت الا ما لم يكن؟.
155 ـ في روضة الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن خلف بن حماد عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان الله عزوجل عرض عن آدم ذريته عرض العين في صور الذر، نبيا فنبيا وملكا فملكا ومؤمنا فمؤمنا، وكافرا فكافرا فلما انتهى إلى داود (عليه السلام) قال: من هذا الذي مكنته وكرمته وقصرت عمره؟ قال: فأوحى الله عزوجل اليه: هذا ابنك داود عمره اربعون سنة، فاني قد كتبت الآجال
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي المصدر " والله ما أدري " (*)
===============
(511)
وقسمت الارزاق وانا امحو ما اشاء واثبت وعندي ام الكتاب، فان جعلت له شيئا من عمرك اثبته له، قال: يارب قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المأة، قال: فقال الله عزوجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: اكتبوا عليه كتابا فانه سينسى، فكتبوا عليه كتابا وختموه باجنحتهم من طينة عليين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
156 ـ في تفسير العياشي عن ابي حمزة الثمالي عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: ان الله عرض على آدم اسماء الانبياء واعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي (عليه السلام) واذا عمره اربعون سنة فقال: يارب ما اقل عمر داود واكثر عمري؟ يارب ان انا زدت داود من عمري ثلثين سنة أينفذ ذلك له؟ قال: نعم ياآدم، قال: فاني قد زدته من عمري ثلثين سنة فانفذ ذلك له واثبتها له عندك واطرحها من عمري، قال فأثبت الله لداود من عمره ثلثين سنة ولم يكن عند الله مثبتة ومحى من عمر آدم ثلثين سنة وكانت له عند الله مثبتة فقال ابوجعفر (عليه السلام): فذلك قول الله: يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال: يمحو الله ما كان عنده مثبتا لآدم، واثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنى عمر آدم (عليه السلام) هبط عليه ملك الموت ليقبض روحه فقال له آدم: ياملك الموت قد بقى من عمري ثلثون سنة؟ فقال له ملك الموت: ألم تجعلها لابنك داود النبي وطرحتها من عمرك حيث عرض عليك اسماء الانبياء من ذريتك وعرض عليك أعمارهم وأنت يومئذ بوادي دحنا (1) فقال آدم: ياملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: ياآدم لا تجهل ألم تسئل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور ومحاها من عمرك من الذكر، قال: فقال آدم: فاحضر الكتاب حتى أعلم ذلك قال أبوجعفر (عليه السلام):
فمن ذلك اليوم (2) امر الله العباد أن يكتبوا بينهم اذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى لنسيان آدم وجحده ما جعل على نفسه.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) دحنا: واد بين الطائف ومكة، قال ياقوت: دحنا: بفتح اوله وسكون ثانيه ونون والف يروى فيها القصر والمد: وهي أرض خلق الله تعالى منها آدم.
(2) كذا في النسخ وفي المصدر زيادة وهي: " قال أبوجعفر: وكان آدم صادقا لم يذكر قال ابوجعفر: فمن ذلك اليوم... اه " وزاد في رواية الصدوق في العلل " لم يذكر ولم يجحد.. ". (*)
===============
(512)
157 ـ عن عمار بن موسى عن أبي عبدالله (عليه السلام) سئل عن قول الله: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال: ان ذلك الكتاب كتاب يمحو الله فيه ما يشاء ويثبت فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى اذا صار إلى ام الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا.
158 ـ عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبيجعفر وأبي عبدالله (عليهما السلام) عن قوله: " ياقوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم " قال كتبها لهم ثم محاها.
159 ـ عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبدالله (عليه السلام): انه سئل عن قول الله: " ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم " قال: كتبها لهم ثم محاها ثم كتبها لابنائهم فدخلوها والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.
160 ـ عن زرارة عن أبيجعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيمة، فقلت له: أية آية؟ قال: قول الله: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".
161 ـ عن جميل بن دراج عن ابي عبدالله (عليه السلام) في قوله: يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده ام الكتاب " قال: هل يثبت الا ما لم يكن وهل يمحو الا ما كان.
162 ـ عن حمران قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " فقال: ياحمران انه اذا كان ليلة القدر ونزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يقضي في تلك السنة من أمر، فاذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره أو ينقص منه أو يزيد، أمر الملك فمحا ما شاء، ثم اثبت الذي أراد، قال: فقلت له عند ذلك: فكل شئ يكون وهو عند الله في كتاب؟ قال:
نعم، قلت: فيكون كذا وكذا ثم كذا وكذا حتى يتنهي إلى آخره؟ قال: نعم قلت: فأي، شئ يكون بعده؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله ايضا ما شاء تبارك وتعالى.
163 ـ عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبوجعفر وأبوعبدالله (عليهما السلام): يا باحمزة ان حدثناك بأمر انه يجئ من ههنا فان الله يصنع ما يشاء، وان حدثناك اليوم
===============
(513)
بحديث وحدثناك غدا بخلافه فان الله يمحو ما يشاء ويثبت.
164 ـ عن ابراهيم بن أبي يحيى (1) عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: ما من مولود يولد الا وابليس من الابالسة بحضرته فان علم الله انه من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان، وان لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان باصبعه السبابة في دبره وكان مأنوثا وذلك الذكر يخرج للوجه، وان كانت امرأة اثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بكاءا شديدا اذا هو خرج من بطن امه والله بعد ذلك يمحو ما يشاء و يثبت وعنده ام الكتاب.
165 ـ عن ابي الجارود عن ابيجعفر (عليه السلام) قال: ان الله اذا اراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان، واذا اراد بقاء قوم امر الفلك فابطأ الدور بهم فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فان الله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب.
166 ـ عن ابن سنان عن ابي عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب، وقال: لكل امر يريده الله فهو في علمه قبل أن يصنعه، وليس شئ يبدو له الا وقد كان في علمه ان الله لا يبدو له من جهل.
167 ـ في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال ابوعبدالله، وابوجعفر وعلي بن الحسين، والحسين بن علي والحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام): والله لولا آية في كتاب الله لحدثناكم بما يكون إلى ان تقوم الساعة: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".
168 ـ في الخرايج والجرايح روى عن ابي حمزة الثمالي عن ابي اسحق السبيعي عن عمرو بن الحمق قال: دخلت على علي (عليه السلام) حين ضرب الضربة بالكوفة، فقلت: ليس عليك بأس انما هو خدش، قال: لعمري اني لمفارقكم، ثم قال: إلى السبعين بلاء، قالها ثلثا، قلت: فهل بعد البلاء رخاء؟ فلم يجبني واغمى عليه فبكت
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفي البرهان " ابن ميثم بن أبي يحيى " ولم اظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال. (*)
===============
(514)
ام كلثوم فلما افاق قال: لا تؤذيني ياام كلثوم فانك لن ترى ما ارى ان الملائكة من السموات السبع بعضهم خلف بعض والنبييون يقولون: ياعلي انطلق فما امامك خير لك مما انت فيه، فقلت: ياامير المؤمنين انك قلت إلى السبعين بلاء فهل بعد السبعين رخاء؟ قال: نعم، وان بعد البلاء رخاء " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " قال ابوحمزة قلت لابيجعفر: ان عليا قال: إلى السبعين بلاء وقال بعد السبعين رخاء وقد مضت السبعون ولم نر رخاء؟ فقال ابوجعفر (عليه السلام): ان الله قد كان وقت هذا الامر في السبعين، فلما قتل الحسين (عليه السلام) غضب الله على اهل الارض فأخره إلى الاربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم القناع فأخره الله، ولا يجعل له بعد ذلك وقتا والله يمحو ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب، قال ابوحمزة: قلت لابي عبدالله (عليه السلام):
وكان ذلك؟ فقال: قد كان ذلك.
169 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سماعة انه سمعه (عليه السلام) وهو يقول:
ما رد الله العذاب عن قوم قد أظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد أظلهم؟ فقال: نعم حتى نالوه بأكفهم قلت: فكيف كان ذلك؟ قال: كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطلع عليه أحدا انه سيصرفه عنهم.
170 ـ في كتاب الخصال عن علي (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): و بنا يمحو الله ما يشاء وبنا يثبت.
171 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: ولولا آية في كتاب الله لاخبرتكم بما كان وبما يكون وبما هو كائن إلى يوم القيمة، وهي هذه الآية: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".
172 ـ وباسناده إلى اسحق بن عمار عمن سمعه عن أبي عبدالله (عليه السلام) انه قال في قول الله عزوجل: " قالت اليهود يد الله مغلولة " لم يعنوا انه هكذا، ولكنهم قالوا قد فرغ من الامر فلا يزيد ولا ينقص، وقال الله جل جلاله تكذبيا لقولهم: " غلت أيديهم ولعنوا
===============
(515)
بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء " ألم تسمع الله عزوجل يقول: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب ".
173 ـ في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع سليمان المروزي قال الرضا (عليه السلام) بعد كلام طويل لسليمان: ومن أين قلت ذلك وما الدليل على ان ارادته علمه وقد يعلم ما لا يريده أبدا وذلك قوله تعالى: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا اليك " فهو يعلم كيف يذهب به ولا يذهب به أبدا؟ قال سليمان: لانه قد فرغ من الامر فليس يزيد فيه شيئا، قال الرضا (عليه السلام): هذا قول اليهود فكيف قال: " ادعوني استجب لكم "؟ قال سليمان: أنما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد بما لا يفي به؟ فكيف قال: " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال عزوجل: " يمحو الله ما يشاء و يثبت وعنده ام الكتاب " وقد فرغ من الامر؟ فلم يجر جوابا (1) وفي هذا المجلس ايضا قال الرضا (عليه السلام): ياسليمان ان من الامور امورا موقوفة عند الله تعالى يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ياسليمان ان عليا (عليه السلام) كان يقول: العلم علمان فعلم علمه الله ملائكته ورسله فانه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ورسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، يقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء.
174 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبدالله بن مسكان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كان ليلة القدر نزلت الملائكة والروح والكتبة إلى سماء الدنيا، فكتبوا ما يكون من قضاء الله تبارك وتعالى في تلك الليلة، فاذا أراد الله ان يقدم شيئا او يؤخره او ينقص شيئا أمر الملك أن يمحو ما يشاء، ثم اثبت الذي أراد، قلت: وكل شئ هو عند الله مثبت في كتاب؟ قال:
نعم، قلت: فأي شئ يكون بعده؟ قال: سبحان الله، ثم يحدث الله ايضا ما يشاء تبارك وتعالى.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لم يحر جوابا اي لم يرد. (*)
===============
(516)
175 ـ في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحجال عن أبي اسحق ثعلبة عن زرارة بن أعين عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ما عبدالله بشئ مثل البداء.
176 ـ وفي رواية ابن ابي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما عظم الله بمثل البداء: (1)
177 ـ علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن محمد بن مسلم عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الاقرار له بالعبودية وخلع الانداد، وان الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء.
178 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد قال: سئل العالم (عليه السلام): كيف علم الله؟ قال: علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى فامضى ما قضى وقضى ما قدر و قدر ما أراد، فبعلمه كانت المشية، وبمشيته كانت الارادة، وبارادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الامضاء، والعلم متقدم المشية والمشية ثانية والارادة ثالثة، والتقدير واقع على القضاء بالامضاء، فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم متى شاء وفيما أراد لتقدير الاشياء، فاذا وقع القضاء بالامضاء فلا بداء فالعلم في المعلوم قبل كونه، والمشية في المنشأ قبل عينه، والارادة في المراد قبل قيامه، والتقدير لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا، والقضاء بالامضاء هو المبرم من المعقولات ذوات الاجسام المدركات بالحواس من ذي لون وريح ووزن وكيل وما دب ودرج من انس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فاذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء والله يفعل ما يشاء.
179 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: ما بدا لله في شئ الا كان في
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) في هذا الحديث بيان للعلامة الاستاذ الطباطبائي دام ظله ذكره في ذيله في اصول الكافي ج 1: 146 من الطبعة الحديثة فراجع. (*)
===============
(517)
علمه قبل أن يبدو له.
180 ـ عنه عن احمد عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن فرقد عن عمر بن عثمان الجهني عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله لم يبدو له من جهل.
181 ـ علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن منصور بن حازم قال:
سألت ابا عبدالله (عليه السلام) هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالامس؟ قال: لا من قال هذا فأخزاه الله، قال: قلت ارايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة أليس في علم الله؟ قال: بلى قبل ان يخلق الخلق.
182 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن محمد بن عمر الكوفي أخي يحيى عن مرازم بن حكيم، قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس: بالبداء والمشية والسجود والعبودية والطاعة.
183 وبهذا الاسناد عن احمد بن محمد عن جعفر بن محمد عن يونس عن جهم ابن ابي جهم عمن حدثه عن ابيعبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عزوجل أخبر محمدا (صلى الله عليه وآله) بما كان منذ كانت الدنيا، وبما يكون إلى انقضاء الدنيا، وأخبره بالمحتوم من ذلك و استثنى عليه فيما سواه.
184 ـ في مجمع البيان وروى عمران بن حصين (1) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: هما كتابان كتاب سوى ام الكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت، وام الكتاب لا يغير منه.
185 ـ وروى محمد بن مسلم عن ابي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن ليلة القدر؟ فقال: ينزل الله فيها الملائكة والكتبة إلى السماء الدنيا فيكتبون ما يكون من امر السنة وما يصيب العباد، وامر عنده (2) موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء و يؤخر ما شاء ويمحو ويثبت وعنده ام الكتاب.
186 وروى زرارة عن حمران عن ابي عبدالله (عليه السلام) قال: هما امران موقوف ومحتوم،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفي بعض النسخ " عمر بن حفص " مكان " عمران بن حصين ".
(2) وفي المصدر " وأمر ما عنده ". (*)
===============
(518)
فما كان من محتوم امضاه، وما كان من موقوف فله فيه المشية يقضي فيه ما يشا.
187 ـ في من لا يحضره الفقيه وروى أحمد بن اسحق بن سعد عن عبدالله بن ميمون عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال الفضل بن العباس: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا سألت فاسئل الله، واذا استعنت فاستعن بالله عزوجل، قد مضى العلم بما هو كائن، فلو جهد الناس ان ينفعوك بامر لم يكتبه الله لك لم يقدروا عليه، ولو جهدوا ان يضروك بامر لم يكتبه الله عليك لم يقدروا عليه.
188 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن ابي العلاء الرازي عن ابي عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول (عليه السلام) في آخره وقد سئل عن قوله عزوجل: " ن والقلم وما يسطرون " واما " ن " فكان نهرا في الجنة اشد بياضا من الثلج واحلى من العسل قال الله عزوجل: كن مدادا فكان مدادا ثم اخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس حيث تذهب اليه المشبهة، ثم قال لها: كوني قلما، ثم قال له: اكتب فقال له: يا رب وما اكتب؟ قال: ما هو كائن إلى يوم القيمة ففعل ذلك، ثم ختم عليه وقال لا تنطقن إلى يوم الوقت المعلوم.
189 ـ في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثوري عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): واما " ن " فهو نهر في الجنة قال الله عزوجل اجمد فجمد، فصار مدادا، ثم قال عزوجل للقلم: اكتب فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان و ما هو كائن إلى يوم القيمة.
190 ـ في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن: " ن والقلم " قال: ان الله خلق القلم من شجرة في الجنة يقال لها الخلد، ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يارب ما اكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيمة فكتب القلم في رق (1) اشد بياضا من الفضة وأصفى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الرق ـ بالفتح -: الصحيفة البيضاء. (*)