(473)

 

 95 ـ حدثنا على بن الحسين قال: حدثنا محمد بن أبى عبدالله عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان امرأة من المسلمات أتت النبى (صلى الله عليه وآله) فقالت: يا رسول الله ان فلانا زوجى وقد نشرت له بطنى وأعنته على دنياه وآخرته لم يرمنى مكروها اشكوه اليك، قال: فيم تشكونيه؟ قالت: انه قال: انك على حرام كظهر أمى وقد أخرجنى من منزلى فانظر في أمرى، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما انزل الله تبارك وتعالى كتابا أقضى فيه بينك وبين زوجك، وانا اكره أن اكون من المتكلفين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 96 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): المتكلف مخطئ وان أصاب، و المتكلف لا يستحلب في عاقبة أمره الا الهوان، وفى الوقت الا التعب والعنا والشقا، والمتكلف ظاهره رياء وباطنه نفاق، وهما جناحان بهما يطير المتكلف، وليس في الجملة من اخلاق الصالحين ولا من شعار المتقين، المتكلف في أى باب كان قال الله تعالى لنبيه قل ما اسئلكم عليه من أجر وما انا من المتكلفين.

 97 ـ فيمن لا يحضره الفقيه في وصية النبى (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام) وللمتكلف ثلاث علامات، يتملق اذا حضر، ويغتاب اذا غاب، ويشمت بالمصيبة.

 98 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بنى لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها إلى قوله (عليه السلام): وللمتكلف ثلاث علامات، ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم، ويتعاطى ما لا ينال.

 99 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: ومن العلماء من يضع نفسه للفتاوى ويقول: سلونى ولعله لا يصيب حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين، فذاك في الدرك السادس من النار.

 100 ـ في جوامع الجامع وعن النبى (صلى الله عليه وآله): للمتكلف ثلاث علامات ينازع من فوقه، ويتعاطى ما لا ينال، ويقول ما لا يعلم.

 101 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن الرضا (عليه السلام) يقول فيه عن على (عليه السلام) إن المسلمين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) لو اكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس

 

===============

(474)

 

 على الاسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كنت لالقى الله عزوجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا وما أنا من المتكلفين.

 102 ـ في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد ـ الرحمان عن عاصم ابن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: (قل لا أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن هو الا ذكر للعالمين) قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ولتعلمن نبأه بعد حين قال: عند خروج القائم.

 103 ـ على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: وقال لاعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والانكار: (قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين) يقول: متكلفا أن أسئلكم ما لستم بأهله، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض: أما يكفى محمدا ان يكون قهرنا عشرين سنة حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا، فقالوا: ما أنزل الله وماهو الا

 شئ يتقوله يريد أن يرفع أهل بيته على رقابنا ولئن قتل محمدا أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدنا فيهم ابدا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

 104 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ان الحسن بن على (عليهما السلام) خطب الناس فحمد الله واثنى عليه وتشهد ثم قال: ايها الناس ان الله اختارنا لنفسه و ارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه وانزل علينا كتابه ووحيه، وايم الله لا ينقصنا احد من حقنا شيئا الا انتقصه الله من حقه في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة الا كانت لنا العاقبة (ولتعلمن نبأه بعد حين).

 بسم الله الرحمن الرحيم

 1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء سورة الزمر استخفاها من لسانه اعطاه الله من شرف الدنيا والآخرة واعزه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه، وحرم جسده على النار، وبنى له في الجنة الف مدينة، في

 

===============

(475)

 

 كل مدينة الف قصر، في كل قصر مأة حوراء، وله مع هذا عينان تجريان نضاختان وعينان مدهامتان، وحور مقصورات في الخيام، وذواتا افنان، ومن كل فاكهة زوجان

 2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: من قرء سورة الزمر لم يقطع الله رجاه، واعطاه ثواب الخائفين الذين خافوا الله تعالى.

 3 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه ثم اقبل (صلى الله عليه وآله) على مشركى العرب فقال: وانتم فلم عبدتم الاصنام من دون الله؟ فقالوا: نتفرب بذلك إلى الله تعالى فقال: أو هى سامعة مطيعة لربها عابدة له حتى تتقربوا بتعظيمها إلى الله؟ قالوا: لا، قال: فأنتم الذين نحتموها بايديكم، فلان تعبدكم هى لو كان يجوز منها العبادة أحرى من أن تعبدوها اذا لم يكن أمركم بتعظيمها من هو العارف بمصالحكم وعواقبكم و الحكيم فيما يكلفكم.

 4 ـ في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: وحدثنى جعفر عن أبيه ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ان الله تبارك وتعالى يأتى يوم القيامة بكل شئ يعبد من دونه من شمس أو قمر أو غير ذلك، ثم يسأل كل انسان عما كان يعبد فيقول كل من عبد غيره: ربنا انا كنا نعبدها لتقربنا اليك زلفى، قال: فيقول الله تبارك و تعالى للملائكة: اذهبوا بهم وبما كانوا يعبدون إلى النار ما خلا من استثنيت، فان أولئك عنها مبعدون.

 قال عز من قائل: سبحانه هو الله الواحد القهار

 5 ـ في كتاب الخصال ان أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: ان الله واحد فحمل الناس عليه وقالوا: يا أعرابى أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب (1) فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه فان الذى يريده الاعرابى هو الذى نريده من القوم، ثم قال: يا أعرابى ان القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله تعالى ووجهان يثبتان فيه فاما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل واحد يقصد به باب الاعداد فهذا ما لا يجوز

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) التقسم: التفرق. يقال تقسمته الهموم اى وزعت خواطره. (*)

 

===============

(476)

 

 لان ما لا ثانى له يدخل في باب الاعداد الا ترى انه كفر من قال ثالث ثلثة، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز. لانه تشبيه وجل ربنا عن ذلك، وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الاشياء شبيه كذلك ربنا، وقول القائل: أنه عزوجل أحدى المعنى، يعنى، به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولاوهم كذلك ربنا عزوجل (1)

 6 ـ في مجمع البيان عند قوله: ثم جعل منها زوجها وفى خلق الوالدين قبل الولد ثلاثة اقوال إلى قوله: وثالثها أنه خلق الذرية في ظهر آدم وأخرجها من ظهره كالذر، ثم خلق من بعد ذلك حواء من ضلع من أضلاعه على ما ورد في الاخبار و هذا ضعيف.

 7 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه وقال: وانزل لكم من الانعام ثمانية ازواج فانزاله ذلك خلقه اياه.

 8 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبدالرحمان عن أبى جرير القمى قال: سألت العبد الصالح (عليه السلام) عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الارحام؟ قال: انه يخلق في بطن أمه خلقا من بعد خلق، يكون نطفة أربعين يوما ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة أربعين يوما ففى النطفة أربعون دينارا، وفى العلقة ستون دينارا، وفى المضغة ثمانون دينارا، فاذا اكتسى العظام لحما ففيه مأة دينار، قال الله عزوجل: (ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) فان كان ذكرا ففيه الدية وان كانت انثى ففيها الدية.

 9 ـ في كتاب معانى الاخبار أبى (رحمه الله) قال: حدثنى محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد عن على بن السندى عن محمد بن عمرو بن سعيد عن أبيه قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) حيث دخل عليه داود الرقى فقال له: جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته، فقال ابوالحسن (عليه السلام): يا داود ادع ولو

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) لهذا الحديث بيان في كتاب بحار الانوار فراجع ان شئت ج 3 ص 207 من الطبعة الحديثة (*)

 

===============

(477)

 

 بشق الصفا، فقلت: جعلت فداك واى شئ الصفا؟ قال: ما يخرج مع الولد، فان الله

 عزوجل يفعل ما يشاء.

 10 ـ في نهج البلاغة ام هذا الذى انشأه في ظلمات الارحام وشغف الاستار نطفة دهاقا، وعلقة محاقا، وجنينا وراضعا، ووليدا ويافعا (1).

 11 ـ في مجمع البيان: في ظلمات ثلاث ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة، وهو المروى عن أبى جعفر (عليه السلام).

 12 ـ في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس (رحمه الله) في دعاء الحسين (عليه السلام) يوم عرفة: وابتدعت خلقى من منى يمنى ثم اسكنتنى في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهر بخلقى ولم تجعل الي شيئا من أمرى، ثم أخرجتنى إلى الدنيا تاما سويا.

 13 ـ في كتاب التوحيد للمفضل بن عمر المنقول عن أبى عبدالله (عليه السلام) في الرد على الدهرية قال (عليه السلام): سنبتدئ يا مفضل بذكر خلق الانسان فاعتبر به، فاول ذلك ما يدبر به الجنين في الرحم وهو محجوب في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم و ظلمة المشيمة، حيث لا حيلة عنده في طلب غذاء ولا دفع أذى، ولا استجلاب منفعة ولا دفع مضرة، فانه يجرى اليه من دم الحيض ما يغذوه كما يعذو الماء النبات، فلا يزال ذلك غذاؤه حتى اذا كمل خلقه واستحكم بدنه وقوى أديمه (2) على مباشرة الهواء و بصره على ملاقاة الضياء هاج الطلق بأمه فازعجه أشد ازعاج ذا عنفة حتى يولد.

 14 ـ في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابه رفعه في قول الله تبارك وتعالى: ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم فقال: الكفر هيهنا الخلاف و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الشغف ـ بضمتين جمع شغاف بفتح الشين ـ واصله غلاف القلب يقال شغفه الحب اى بلغ شغافه. والدهاق: المملوءة. والمحاق: ثلاث ليال من آخر الشهر، وسميت محاقا لان القمر يمتحق فيهن اى يخفى وتبطل صورته، قال الشارح المعتزلى: وانما جعل العلقة محاقا هيهنا لانها لم تحصل لها الصورة الانسانية بعد فكانت ممحوة ممحوقة، واليافع: الغلام المراهق لعشرين، وقيل: ناهز البلوغ.

 (2) الاديم: الجلد. (*)

 

===============

(478)

 

 الشكر الولاية والمعرفة.

 15 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: شاء وأراد ولم يحب ولم يرق. شاء الا يكون شئ الا بعلمه وأراد مثل ذلك ولم يحب ان يقال له ثالث ثلاثة ولم يرض لعبادة الكفر.

 16 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطى قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: واذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا اليه قال: نزلت في أبى الفصيل (1) انه كان رسول الله عنده ساحرا، فكان اذا مسه الضر يعنى السقم دعا ربه منيبا اليه يعنى تائبا اليه من قوله: في رسول الله (صلى الله عليه وآله) مايقول ثم اذا خوله نعمة منه يعنى العافية نسى ما كان يدعو اليه يعنى نسى التوبة إلى الله عزوجل مما كان يقول في رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه ساحر ولذلك قال الله عزوجل: قل تمتع بكفرك قليلا انك من أصحاب النار يعنى امرتك على الناس بغير حق من الله عزوجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله) قال ثم قال أبو ـ عبدالله (عليه السلام): ثم عطف القول من الله عزوجل في على (عليه السلام) يخبر بحاله وفضله عند الله تبارك وتعالى أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون ان محمدا رسول الله والذين لا يعلمون ان محمدا رسول الله وأنه ساحر كذاب انما يتذكر اولوا الالباب قال: ثم قال أبوعبدالله (عليه السلام): هذا تأويله يا عمار.

 17 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) انه قال لابى بصير يا ابا محمد لقد ذكرنا الله عزوجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر اولوا الالباب) فنحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولوا الالباب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 18 ـ في علل الشرايع أبى (رحمه الله) قال حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كنى به عن الاول. (*)

 

===============

(479)

 

 ابن عيسى عن حريز بن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت: (آناء الليل ساجدا و قائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) قال: يعنى صلوة الليل. وفى الكافى مثله سندا ومتنا.

 19 ـ في اصول الكافى بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال الحسن بن على (عليهما السلام): اذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل: يابن رسول الله من أهلها؟ قال: الذين قص الله في كتابه و ذكرهم فقال: (انما يتذكر أولوا الالباب) قال: هم أولوا العقول.

 20 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن عبدالمؤمن بن القاسم الانصارى عن سعد عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون، والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الالباب) قال أبوجعفر: انما نحن الذين يعلمون والذين لا يعلمون عدونا، وشيعتنا اولوا الالباب.

 21 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون انما يتذكر أولوا الالباب) قال: نحن الذين يعلمون، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الالباب.

 22 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن الحسن العسكرى (عليه السلام) أنه إتصل بأبى الحسن على بن محمد العسكرى (عليهما السلام) أن رجلا من فقهاء الشيعة كلم بعض النصاب فأفحمه بحجته (1) حتى أبان عن فضيحته فدخل على على بن محمد (عليهما السلام) وفى صدر مجلسه دست عظيم (2) منصوب، وهو قاعد خارج الدست و بحضرته خلق من العلويين وبنى هاشم فما زال يرفعه حتى أجلسه في ذلك الدست وأقبل عليه، فاشتد ذلك على أولئك الاشراف، فاما العلويون فأجلوه عن العتاب وأما الهاشميون فقال له شيخهم: يابن رسول الله هكذا يؤثر عاميا على سادات بنى هاشم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) افحمه بالحجة اى اسكته.

 (2) الدست هيهنا بمعنى الوسادة. (*)

 

===============

(480)

 

 من الطالبيين والعباسيين؟ فقال (عليه السلام): اياكم وان تكونوا من الذين قال الله تبارك و تعالى: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون) أترضون بكتاب الله عزوجل حكما؟ قالوا: بلى، قال: أوليس قال الله عزوجل: (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون) فكيف تنكرون رفعى لهذا لما رفعه الله إن كسر هذا لفلان الناصب بحجج الله التى علمه إياها، لا فضل له من كل شرف في النسب، وفى هذا الحديث شيئ حذفناه وهو مذكور عند قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا والذين اوتوا العلم درجات).

 23 ـ في محاسن البرقى عنه عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قسم الله لعباده شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وافطار العاقل أفضل من صوم الجاهل، واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله رسولا ولا نبيا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته، وما يضمر النبى في نفسه أفضل من إجتهاد جميع المجتهدين، وما أدى العقل فرائض الله حتى عقل منه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل من عقلائهم، هم أولوا الالباب الذين قال الله عزوجل: (انما يتذكر اولوا الالباب).

 24 ـ عنه عن إبن فضال عن على بن عقبة بن خالد قال: دخلت ومعلى بن خنيس على أبى عبدالله (عليه السلام) فأذن لنا وليس هو في مجلسه، فخرج علينا من جانب من عند نسائه وليس عليه جلباب فلما نظر الينا رحب وقال: مرحبا بكما وأهلا، ثم جلس وقال: أنتم أولوا الالباب في كتاب الله قال الله تبارك وتعالى: (انما يتذكر أولوا الالباب) فابشروا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 25 ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن محمد عن على عن أبى بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الالباب) قال: نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون، إنما يتذكر اولوا الالباب شيعتنا.

 26 ـ محمد بن الحسين عن أبى داود المسترق عن محمد بن مروان قال: قلت:

 

===============

(481)

 

 لابى عبدالله (عليه السلام): (هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب) قال: نحن الذين نعلم، وعدونا الذين لا يعلمون، وشيعتنا أولوا الالباب.

 27 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): اعلموا يا عباد الله ان المؤمن من يعمل لثلاث من الثواب، أما لخير فان الله يثيبه بعمله في دنياه، إلى قوله: وقد قال الله تعالى: يا عبادى الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرين اجرهم بغير حساب فمن أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة.

 28 ـ في مجمع البيان وروى العياشى بالاسناد عن عبدالله بن سنان عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا نشرت الدواوين ونصبت الموازين لم ينصب لاهل البلاء ميزان، ولم ينشر لهم ديوان، ثم تلا هذه الآية: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

 29 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصى الله، فيقول الله عزوجل: صدقوا أدخلوهم الجنة، وهو قول الله عزوجل: (انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).

 30 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يقول: غبنوا انفسهم واهليهم يوم القيامة الا ذلك هو الخسران المبين.

 31 ـ في مجمع البيان: والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا إلى الله لهم البشرى وروى أبوبصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) أنه قال: أنتم هم، ومن أطاع جبارا فقد عبده.

 32 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن

 

===============

(482)

 

 حماد بن عثمان عن أبى عبيدة الحذاء عن أبى عبدالله (عليه السلام) (1) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) بعد أن ذكر فضل الامام والمعترفين به: ثم نسبهم فقال: (الذين آمنوا) يعنى بالامام (وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى تنزل معه اولئك هم المفلحون) يعنى (الذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها) والجبت والطاغوت فلان وفلان وفلان، والعبادة طاعة الناس لهم، ثم قال: (انيبوا إلى ربكم واسلموا له) ثم جزاهم فقال: (لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) والامام يبشرهم بقيام القائم وبظهوره وبقتل اعدائهم وبالنجاة في الآخرة، والورود على محمد (صلى الله عليه وآله) الصادقين على الحوض.

 33 ـ بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام ان الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: فبشر عبادى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله و اولئك هم اولوا الالباب

 34 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن أبى ـ بصير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): قول الله جل ثناؤه: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) قال: هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه.

 35 ـ أحمد بن مهران (رحمه الله) عن عبدالعظيم الحسنى عن على بن أسباط عن على بن عقبة عن الحكم بن أعين عن ابى بصير قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) إلى آخر الاية قال: هم المسلمون لال محمد (صلى الله عليه وآله) الذين اذا سمعوا الحديث لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه، جاؤا به كما سمعوه.

 36 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف إلى قوله الميعاد فانه حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحاق عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سئل على (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن تفسيرهذه الآية بماذا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى نسخة (عن أبى جعفر (عليه السلام). (*)

 

===============

(483)

 

 بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا على تلك غرف بناها الله لاوليائه بالدر والياقوت والزبرجد. سقوفها الذهب، محبوكة (1) بالفضة، لكل غرفة منها ألف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به وفيها فرش مرفوعة، بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بالوان مختلفة، حشوها المسك والعنبر والكافور، وذلك قول الله: (وفرش مرفوعة) فاذا دخل المؤمن إلى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك و الكرامة، والبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الاكليل تحت التاج، والبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة، منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، وذلك قوله: (يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير) فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقرت بولى الله منازله في الجنة استاذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله اياه، فيقول له خدام المؤمن ووصفاؤه (2): مكانك فان ولى الله قد اتكى على أريكته وزوجته الحوراء العيناء قد ذهبت اليه فاصبر لولى الله حتى يفرغ من شغله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشى مقبلة وحولها وصفاؤها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد قد صبغن بمسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة، وفى رجلها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ، شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولى الله وهم يقوم اليها شوقا تقول: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب، ولا تقم أنا لك و أنت لى فيعتنقان قدر خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال: فينظر إلى عنقها فاذا عليها قلادة من قصب ياقوت أحمر، وسطها لوح مكتوب: أنت ولى الله حبيبى وأنا الحوراء حبيبتك، اليك تتأهب نفسى وإلى تتأهب نفسك، ثم يبعث الله ألف ملك يهنونه بالجنة، ويزوجونه الحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه، فيقولون للملك الموكل بأبواب الجنان: استأذن لنا على ولى الله فان الله بعثنا مهنين له، فيقول الملك: حتى أقول للحاجب فيعلم مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) حبكه: شده وأحكمه.

 (2) وصفاء جمع الوصيفة: الجارية. (*)

 

===============

(484)

 

 وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهى إلى أول باب، فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤا يهنون ولى الله وقد سألوا أن يستأذن لهم فيقول الحاجب: انه ليعظم على ان استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان، فيدخل الحاجب على القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين يهنون ولى الله فأعلموه مكانهم قال: فيعلمونه الخدام مكانهم، قال: فيؤذن لهم فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها ألف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به، فاذا أذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الذى وكل به، فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار، وذلك قول الله: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) يعنى من أبواب الغرفة (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) وذلك قوله: (واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا) يعنى بذلك ولى الله وماهم فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم وان الملائكة من رسل الجبار ليستأذنون عليهم فلا يدخلون عليه الا باذن فذلك الملك العظيم.

 وفى روضة الكافى مثله سندا ومتنا الا أن في الروضة بعد قوله: (ولا تمله) فاذا فتربعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها الخ.

 37 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى سلام العبدى قال: دخلت على أبى عبدالله (عليه السلام) فقلت له: ما تقول في رجل يؤخر العصر متعمدا؟ قال: يأتى يوم القيامة موترا أهله وماله قال: قلت: جعلت فداك وان كان من أهل الجنة؟ قال: وان كان من أهل الجنة قال: قلت: وما منزله في الجنة؟ قال: موترا أهله وماله يتضيف أهلها ليس له فيها منزل.

 38 ـ وباسناده إلى أبى بصير قال: قال لى أبوجعفر (عليه السلام): قال ان رسول الله قال الموتر أهله وماله من ضيع صلوة العصر، قلت: وما الموتر أهله وماله؟ قال: لا يكون له أهل ولا مال في الجنة.

 39 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: افمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه قال: نزلت في أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

===============

(485)

 

 40 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) وروى ان النبى (صلى الله عليه وآله) قرأ: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهوعلى نورمن ربه) فقال: ان النور اذا وقع في القلب انفسخ له وانشرح، قالوا: يا رسول الله فهل لذلك علامة يعرف بها؟ قال التجافى عن دار الغرور، والانابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزول الموت.

 41 ـ في تفسيرعلى بن ابراهيم وقال الصادق (عليه السلام): والقسوة والرقة من القلب وهو قوله: فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 في مجمع البيان: تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم الاية

 42 ـ روى عن العباس بن عبدالمطلب ان النبى (صلى الله عليه وآله) قال: اذا اقشعر جلد العبد من خشية الله تحاتت عنه ذنوبه (1) كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها.

 43 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى خالد الكابلى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا قال: اما الذى فيه شركاء متشاكسون فلان الذى (2) يجمع المتفرقون ولايته، وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا، ويبرأ بعضهم من بعض، فاما رجل سلم لرجل، فانه الاول حقا وشيعته و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 44 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن ابيجعفر (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) انه قال: الا وانى مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم انا السلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول الله عزوجل: (ورجلا سلما لرجل) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 45 ـ في مجمع البيان وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكانى بالاسناد عن على (عليه السلام) انه قال: انا ذلك الرجل السلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) تحات الورق عن الشجر: تناثر.

 (2) كذا في النسخ لكن في المصدر (فلان الاول يجمع المتفرقون... اه). (*)

 

===============

(486)

 

 46 ـ وروى العياشى باسناده عن أبى خالد عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: الرجل المسلم للرجل حقا علي وشيعته.

 47 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم (رحمه الله): في قوله عزوجل: (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) فانه مثل ضربه الله عزوجل لامير المؤمنين صلوات الله عليه، وشركاؤه الذين ظلموه وغصبوا حقه وقوله تعالى: (متشاكسون) اى متباغضون وقوله عزوجل: (ورجلا سلما لرجل) أمير المؤمنين صلوات الله عليه، سلم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم عزى نبيه (صلى الله عليه وآله) فقال جل ذكره: انك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ومن غصبه حقه.

 48 ـ في عيون الاخبار في باب [ آخر في ] ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما نزلت هذه الآية (انك ميت و انهم ميتون) قلت: يا رب أتموت الخلائق كلهم وتبقى الانبياء؟ فنزلت: (كل نفس ذائقة الموت ثم الينا ترجعون).

 49 ـ وفى باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من أخبار هذه المجموعة وباسناده عن على بن أبى طالب (عليه السلام): لو رأى العبد أجله وسرعته اليه لابغض الامل وترك طلب الدنيا.

 50 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر ايضا أعداء آل محمد ومن كذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) فادعى ما لم يكن له، فقال جل ذكره: فمن اظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق اذ جاءه يعنى بما جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحق، وولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام) فقال: والذى جاء بالصدق وصدق به يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام) اولئك هم المتقون (1)

 51 ـ في مجمع البيان: (والذى جاء بالصدق وصدق به) قيل: الذى جاء بالصدق محمد (صلى الله عليه وآله) وصدق به على بن أبى طالب (عليه السلام)، وهو المروى عن ائمة الهدى من آل محمد (عليهم السلام).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) (في كتاب الرجعة لبعض المعاصرين حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والذى عنده علم الكتاب والذى جاء بالصدق وصدق به انا والناس كلهم كافرون غيره وغيره (منه (رحمه الله) (*)

 

===============

(487)

 

 52 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل اليس الله بكاف عبده و يخوفونك بالذين من دونه يعنى يقولون لك: يا محمد اعفنا من على، ويخوفونك انهم يلحقون بالكفار.

 قال عز من قائل: ومن يظلل الله فما له من هاد ومن يهدى الله فما له من مضل.

 53 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن اسماعيل عن اسماعيل السراج عن ابن مسكان عن ثابت بن سعيد قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): يا ثابت مالكم وللناس؟ كفوا عن الناس ولا تدعوا احدا إلى أمركم فوالله لو ان اهل السماوات والارضين اجتمعوا على ان يهدوا عبدا يريد الله ضلالته ما استطاعوا على ان يهدوه، ولو ان اهل السماوات واهل الارضين اجتمعوا على ان يضلوا عبدا يريد الله هداه ما استطاعوا ان يضلوه، كفوا عن الناس ولا يقول احد: عمى و اخى وابن عمى وجارى، فان الله اذا اراد بعبد خيرا طيب روحه فلا يسمع معروفا الا عرفه، ولا منكرا الا انكره، ثم يقذف في قلبه كلمة يجمع بها امره.

 54 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) لما عرض على عبيد الله بن زياد لعنه الله على بن الحسين (عليهما السلام) قال له: من انت؟ فقال: انا على بن الحسين، فقال: أليس قد قتل الله على بن الحسين؟ فقال له على (عليه السلام): قد كان لى اخ يسمى عليا قتله الناس، فقال ابن زياد لعنه الله: بل الله قتله، فقال على بن الحسين (عليهما السلام): الله يتوفى الانفس حين موتها فغضب ابن زياد لعنه الله.

 55 ـ في تهذيب الاحكام احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبدالرحمن ابن ابى عبدالله قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يواقع اهله اينام على ذلك؟ قال: ان الله يتوفى الانفس في منامها، ولا يدرى ما يطرقه من البلية، اذا فرغ فليغتسل.

 56 ـ في مجمع البيان روى العياشى بالاسناد عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن ثابت عن أبى المقدام عن أبيه عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ما من أحد ينام الا عرجت نفسه إلى السمآء، وبقيت روحه في بدنه، وصار بينهما سبب كشعاع الشمس، فان أذن الله

 

===============

(488)

 

 في قبض الارواح أجابت الروح النفس، وان أذن الله في رد الروح أجابت النفس الروح، وهو قوله سبحانه: (ألله يتوفى الانفس حين موتها) الآية فمهما رأت في ملكوت السمآء والارض فهو مما يخيله الشيطان ولا تأويل له.

 57 ـ في اصول الكافى حديث طويل عن أبى عبدالله (عليه السلام) يقول فيه (عليه السلام):

 لا والله ما مات أبوالدوانيق الا أن يكون مات موت النوم، يقول ذلك مخاطبا لمن أخبره أنه مات.

 58 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبيعبد الله (عليه السلام) قال: اذا اوى أحدكم إلى فراشه فليقل: أللهم انى احتسبت نفسى عندك فاحتسبها في محل رضوانك ومغفرتك، فان رددتها إلى بدنى فارددها مؤمنة عارفة بحق أوليائك حتى تتوفاها على ذلك.

 59 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابه رفعه قال: تقول اذا أردت النوم: أللهم ان أمسكت بنفسى فارحمها وان أرسلتها فاحفظها.

 60 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن ابى ـ جعفر (عليه السلام) قال اذا قمت بالليل من منامك فقل: الحمد لله الذى رد على روحى لاحمده وأعبده.

 61 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام عن ابى عبدالله عن ابى جعفر (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله ما من عبد من شيعتنا ينام الا أصعد الله روحه إلى السماء، فيبارك عليها وان كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز من رحمته، وفى رياض جنته، وفى ظل عرشه، وان كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذى خرجت منه لتسكن فيه. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 62 ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: لا ينام المسلم وهو جنب، لا ينام الا على طهور فان لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فان روح المؤمن ترفع إلى الله تعالى فيقبلها ويبارك عليها،

 

===============

(489)

 

 فان كان أجلها قد حضر جعلها في كنوز رحمته، وان لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع أمنائه من ملائكته فيردونها في جسده.

 63 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال النبى (صلى الله عليه وآله) اذا اوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بطرف ازاره فانه لا يدرى ما يحدث عليه، ثم ليقل: اللهم انى أمسكت نفسى في منامى فاغفر لها، وان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.

 64 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى داود بن القاسم الجعفرى عن محمد بن على الثانى (عليه السلام) قال: أقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم ومعه الحسن بن على و سلمان الفارسى وأمير المؤمنين (عليه السلام) متك على يد سلمان (رحمه الله)، فدخل المسجد الحرام فجلس، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد (عليه السلام) فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين أسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتنى علمت ان القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم، وإن تكن الاخرى علمت أنك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) سلنى عما بدا لك، قال: أخبرنى عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الولد كيف يشبه الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أبى محمد الحسن بن على (عليهما السلام)، فقال: يابا محمد أجبه فقال: أما ما سألت عنه من أمر الانسان إذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فان أذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، فلم ترد إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 65 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على (عليه السلام) يقول فيه وقد سئله رجل عما اشتبه عليه من الآيات: وأما قوله: (يتوفيكم ملك الموت الذى وكل بكم) وقوله

 

===============

(490)

 

 الله يتوفى الانفس حين موتها) وقوله: (توفته رسلنا وهم لا يفرطون) وقوله: (الذين تتوفيهم الملائكة ظالمى أنفسهم) وقوله: (الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم) فان الله تبارك وتعالى يدبر الامر كيف يشاء، ويوكل من خلقه من يشاء بما يشاء أما ملك الموت فان الله يوكله بخاصته ممن يشاء من خلقه، ويوكل رسله من يشاء من خاصته ممن يشاء من خلقه، يدبر الامر كيف يشاء، وليس كل العلم يستطيع صاحب العلم أن يفسره لكل الناس، لان فيهم القوى والضعيف، ولان منه ما يطاق حمله ومنه ما لا يطاق حمله الا ان يسهل الله له حمله وأعانه عليه من خاصة أوليائه، وانما يكفيك أن تعلم أن الله المحيى المميت، وانه يتوفى الانفس على يدى من يشاء ممن خلقه من ملائكته وغيرهم.

 66 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن زرارة قال: حدثنى أبوالخطاب في احسن ما يكون حالا قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة قال: اذا ذكر الله وحده بطاعة من أمر الله بطاعته من آل محمد اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، واذا ذكر الذين لم يأمر الله بطاعتهم اذا هم يستبشرون.

 67 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال: ان حديثكم هذه لتشمأز منه القلوب قلوب الرجال فمن أقر به فزيدوه، ومن أنكره فذروه (1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 68 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالاخرة واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون) فانها نزلت في فلان وفلان وفلان.

 69 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى محمد بن الفضيل عن الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال لا يعذر أحد يوم القيامة بان يقول يا رب لم أعلم أن ولد فاطمة الولاة وفى ولد فاطمة

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى نسخة (فردوه). (*)

 

===============

(491)

 

 أنزل الله هذه الاية خاصة: يا عبادى الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم (1)

 70 ـ في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال لابى بصير: يابا محمد لقد ذكركم الله في كتابه اذ يقول: (يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) والله ما أراد بهذا غيركم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 71 ـ في نهج البلاغة عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار.

 72 ـ وفيه ايضا: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، الحديث.

 73 ـ في مجمع البيان وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما في القرآن آية أوسع من: (يا عبادى الذين أسرفوا) الآية وقيل: ان هذه الاية نزلت في وحشى قاتل حمزة حين اراد أن يسلم وخاف أن لا يقبل توبته، فلما نزلت الاية اسلم، فقيل: يا رسول الله هذه له خاصة ام للمسلمين عامة؟ فقال (صلى الله عليه وآله): بل للمسلمين عامة.

 74 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن الهيثم بن واقد الجزرى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله عزوجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه، فأوحى اليه ان قل لقومك ان رحمتى سبقت غضبى فلا تقنطوا من رحمتى، فانه لا يتعاظم عندى ذنب أغفره والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 75 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالرحمن بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان الذنوب ثلاثة، ثم امسك فقال له حبة العرنى: يا أمير المؤمنين قلت: الذنوب ثلاثة

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) (في تفسير على بن ابراهيم هم الولاة على الناس كافة وفى شيعة ولد فاطمة صلوات الله عليها انزل الله عزوجل هذه الاية الخ. (منه ره). (*)

 

===============

(492)

 

 ثم امسكت؟ فقال: ما ذكرتها الا وأنا اريد ان أفسرها، ولكن عرض لى بهر (1) حال بينى وبين الكلام، نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا، قال: نعم اما الذنوب المغفورة فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله احكم واكرم من أن يعاقب عبده مرتين، وأما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض، ان الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه (2) أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتى وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (3) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على أحد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفا من ذنبه، راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب.

 76 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبان بن تغلب قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان المؤمن ليهول عليه في نومه فيغفر له ذنوبه، وانه ليمتهن (4) في بدنه فيغفر له ذنوبه.

 77 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى الحسين (عليه السلام) قال: قيل لامير المؤمنين (عليه السلام): صف لنا الموت، فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد أمور ثلاثة يرد عليها، اما بشارة بنعيم ابدا، واما بشارة بعذاب أبدا، واما تخويف وتهويل وأمر مبهم لا يدرى من أى الفريقين هو؟ فأما ما ولينا المتبع لامرنا فهو المبشر بنعيم الابد، وأما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الابد، واما المبهم أمره الذى لا يدرى ما حاله فهو المؤمن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البهر ـ بضم الباء ـ: تتابع النفس وانقطاعه من الاعياء، وما يعترى الانسان عند السعى الشديد والعدو من التهيج وتتابع النفس.

 (2) لعله كناية عن ظهور احكامه وثوابه وعقابه وحسابه.

 (3) نطحه: اصابه بقرنه. والجماء: الشاة التى لا قرن لها.

 (4) مهنه ـ كمنعه ـ: خدمه وضربه. وامتهنه: استعمله للمهنة. والمهين: الفقير الضعيف. (*)

 

===============

(493)

 

 المسرف على نفسه، لا يدرى ما يؤول اليه حاله، يأتيه الخبر مبهما محزنا، ثم لن يسويه الله عزوجل بأعدائنا لكن يخرجه الله عزوجل من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا ولا تتكلموا ولا تستصغروا عقوبة الله عزوجل فان المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا الا بعد عذاب ثلاثمأة الف سنة.

 78 ـ في محاسن البرقى عنه عن أبيه ومحمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن عباد بن زياد قال: قال لى أبوعبدالله (عليه السلام): يا عباد ما على ملة ابراهيم أحد غيركم، وما يقبل الله الا منكم، ولا يغفر الذنوب الا لكم.

 79 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) نقلا عن تفسير الكلبى بعث وحشى وجماعة إلى النبى (صلى الله عليه وآله) انه ما يمنعنا من دينك الا اننا سمعناك تقرء في كتابك ان من يدعو مع الله الها آخر ويقتل النفس ويزنى يلق أثاما ويخلد في العذاب ونحن قد فعلنا هذا كله، فبعث اليهم بقوله تعالى: (الا من تاب وعمل صالحا) فقالوا: نخاف ان لا نعمل صالحا، فبعث اليهم: (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقالوا: نخاف ان لا ندخل في المشية، فبعث اليهم: (يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا) فجاؤا واسلموا، فقال النبى (صلى الله عليه وآله) لوحشى قاتل حمزة رضوان الله عليه: غيب وجهك عنى، فانى لا أستطيع النظر اليك، قال: فلحق بالشام فمات في الخمر (1) هكذا ذكر الكلبى.

 80 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى عبدالله عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ حاكيا عن الله جل جلاله ـ: يابن آدم بمشيتى كنت انت الذى تشاء إلى قوله: وبسوء ظنك قنطت من رحمتى.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الحموى: خمر (بفتح الخاء وتشديد الميم وفتحها): شعب من اعراض المدينة (انتهى) وقال ابن حجر في الاصابة انه مات بحمص ولعله الصحيح. وفى بعض النسخ (فمات في الخبر) ـ وهو بفتح الخاء وتسكين الباء كما قاله ياقوت: موضع في طريق الحاج على ستة اميال من مسجد سعد بن أبى وقاص فيها بركة للخلفاء وعلى كل حال لا تخلو النسخ من التصحيف والظاهر ما ذكره في الاصابة. (*)

 

===============

(494)

 

 81 ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه نحن الخزان لدين الله، ونحن مصابيح العلم. اذا مضى منا علم بدا علم، لا يضل من تبعنا ولا يهتدى من أنكرنا، ولا ينجو من أعان علينا عدونا ولا يعان من أسلمنا، فلا تتخلفوا عنا لطمع دنيا وحطام زايل عنكم، وتزولون عنه، فان من آثر الدنيا على الآخرة واختارها علينا عظمت حسرته غدا، وذلك قول الله تعالى: أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين.

 82 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: أنا الهادى وأنا المهدى، وأنا أبواليتامى والمساكين و زوج الارامل، وأنا ملجأ كل ضعيف، ومأمن كل خائف. وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة، وأنا حبل الله المتين، وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى، وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده، وأنا جنب الله الذى يقول: (ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في حنب الله) وانا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة، وانا باب حطته (1) من عرفنى وعرف حقى فقد عرف ربه، لانى وصى نبيه في ارضه، وحجته على خلقه، لا ينكر هذا الا راد على الله ورسوله.

 83 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وباسناده إلى خيثمة الجعفى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: نحن جنب الله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

 84 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن احمد بن ابى نصر عن حسان الجمال قال: حدثنى هاشم بن ابى عمار الخيبى قال: سمعت امير ـ المؤمنين (عليه السلام) يقول: انا عين الله، وانا يد الله، وانا جنب الله، وانا باب الله.

 85 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل بن بزيع

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) تفسير لقوله تعالى: (وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة) في سورة البقرة الاية 58 وقد مر الحديث وغيره مما ورد في تفسير الاية في المجلد الاول صفحة 69 ـ 70. (*)

 

===============

(495)

 

 عن عمه حمزة بن بزيع عن على بن سويد عن ابى الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) في قول الله عزوجل: (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) قال: جنب الله امير المؤمنين (عليه السلام)، وكذلك ما كان بعده من الاوصياء بالمكان الرفيع إلى ان ينتهى الامر إلى آخرهم.

 86 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق (عليه السلام): نحن جنب الله.

 87 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه وقد زاد جل ذكره في البيان واثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام): (أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله) تعريفا للخليقة قربهم، الا ترى انك تقول فلان إلى جنب فلان اذا أردت أن تصف قربه منه انما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التى لا يعلمها غيره وأنبيائه وحججه في أرضه، لعلمه ما يحدثه في كتابه المبدلون من اسقاط أسماء حججه منه، وتلبيسهم ذلك على الامة ليعينوا على باطلهم. فأثبت فيه الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه.

 88 ـ في مجمع البيان وروى العياشى بالاسناد عن أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال: نحن جنب الله.

 89 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوذر في خبر عن النبى (صلى الله عليه وآله) يا أباذر يؤتى بجاحد علي يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب (1) في ظلمات يوم القيامة ينادى يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفى عنقه طوق من النار.

 90 ـ الصادق والباقر والسجاد (عليهم السلام) في هذه الاية قال: جنب الله على و هو حجة الله على الخلق يوم القيامة.

 91 ـ الرضا (عليه السلام) في جنب الله قال: في ولاية على.

 92 ـ وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): انا صراط الله أنا جنب الله.

 93 ـ العياشى باسناده إلى أبى الجارود عن الباقر (عليه السلام) في قوله تعالى: (ما فرطت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) تكبكب في ثيابه: تزمل. (*)

 

===============

(496)

 

 في جنب الله) قال: نحن جنب الله.

 94 ـ في محاسن البرقى عنه عن ابن محمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن يزيد الصائغ عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: يا يزيد ان اشد الناس حسرة يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه، وهو قول الله عزوجل: (ان تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله).

 95 ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن القاسم ابن يزيد عن مالك الجهنى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: انا شجرة من جنب الله، فمن وصلنا وصله الله، قال: ثم تلا هذه الاية: (ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين).

 96 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم قال او تقول حين ترى العذاب لو ان لى كرة الاية فرد الله عزوجل عليهم فقال: بلى قد جاءتك آياتى فكذبت بها يعنى بالايات الائمة صلوات الله عليهم واستكبرت وكنت من الكافرين يعنى بالله وقوله عزوجل ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى المغرا عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من ادعى أنه امام وليس بامام، قلت: وان كان علويا فاطميا؟ قال: وان كان علويا فاطميا.

 97 ـ قوله عزوجل: اليس في جهنم مثوى للمتكبرين قال: فانه حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن عبدالله بن بكير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان في جهنم لواد للمتكبرين يقال له سقر، شكى إلى الله عزوجل شدة حره وسأله ان يتنفس فاذن له، فتنفس فأحرق جهنم.

 98 ـ في كتاب اعتقادات الامامية للصدوق (رحمه الله) وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال: من زعم أنه امام وليس بامام، قيل: وان كان علويا فاطميا؟ قال: وان كان علويا فاطميا.

 99 ـ في كتاب ثواب الاعمال أبى (رحمه الله) قال: حدثنى سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين عن ابن فضال عن معاوية بن وهب عن ابى سلام عن سورة بن كليب عن

 

===============

(497)

 

 أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت قول الله عزوجل: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) قال: من زعم أنه امام وليس بامام، قلت: وان كان علويا فاطميا قال: وان كان علويا فاطميا.

 100 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الانبياء (عليهم السلام) باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام)، فقال له المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول الله إلى أن قال: فأخبرنى عن قول الله تعالى: (عفى الله عنك لم أذنت لهم) قال الرضا (عليه السلام): هذا مما نزل باياك اعنى واسمعى يا جاره (1) خاطب الله تعالى بذلك نبيه (صلى الله عليه وآله) وأراد به امته، وكذلك قوله عزوجل: لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله تعالى (ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا) قال: صدقت يابن رسول الله.

 101 ـ وفيه ايضا في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من أخبار هذه المجموعة و باسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله تعالى يحاسب كل خلق الا من أشرك بالله، فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار.

 102 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب صحيح الدارقطنى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر بقطع لص فقال اللص: يا رسول الله قدمته في الاسلام وتأمره بالقطع؟ فقال: لو كانت ابنتى فاطمة، فسمعت فاطمة فحزنت، فنزل جبرئيل بقوله: (لئن أشركت ليحبطن عملك) فحزن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنزل: (لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا) فتعجب النبى (صلى الله عليه وآله) من ذلك، فنزل جبرئيل وقال: كانت فاطمة حزنت من قولك، فهذه الآيات لموافقتها لترضى.

 103 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحكم بن بهلول عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: (ولقد أوحى اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى في قصة ذكره الميدانى في مجمع الامثال ج 1 صفحة 50 فراجع ان شئت. (*)

 

===============

(498)

 

 ليحبطن عملك) يعنى ان أشركت في الولاية غيره بل الله فاعبد وكن من الشاكرين يعنى بل الله فاعبد بالطاعة وكن من الشاكرين أن عضدتك بأخيك وابن عمك.

 104 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه فقال: (ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فهذه مخاطبة للنبى (صلى الله عليه وآله) والمعنى لامته، وهو ما قال الصادق صلوات الله عليه: ان الله عزوجل بعث نبيه باياك اعنى واسمعى يا جاره، والدليل على ذلك قوله عزوجل: (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وقد علم الله ان نبيه (صلى الله عليه وآله) يعبده ويشكره، ولكن استعبد نبيه بالدعاء اليه تأديبا لامته.

 105 ـ حدثنا جعفر بن أحمد عن عبدالكريم بن عبدالرحيم عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله لنبيه: (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) قال: تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية على صلوات الله عليه من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين وقال على بن ابراهيم في قوله عزوجل: وما قدروا الله حق قدره قال: نزلت في الخوارج.

 106 ـ في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: من خاف منكم الغرق فليقرأ (بسم الله مجريها و مرسيها ان ربى لغفور رحيم) بسم الله الملك القوى (وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون)

 107 ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى بن أبيطالب (عليه السلام) وفيها يقول (عليه السلام) الذى لما شبهه العادلون بالخلق المبعض المحدود ذى الاقطار والنواحى المختلفة في طبقاته، وكان عزوجل الموجود بنفسه لا بأداته (1) انتفى ان يكون قدروه حق قدره، فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الانداد، وارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد: (وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كذا في النسخ لكن في المصدر (لا عباداته) مكان (لا بأداته). (*)

 

===============

(499)

 

 والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) فما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه لتوصل بينك وبين معرفته وائتم به واستضئ بنور هدايته، فانها نعمة وحكمة أوتيتها، فخذ ما أوتيت وكن من الشاكرين، وما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه ولا في سنة الرسول وأئمة الهدى أثره، فكل علمه إلى الله عزوجل فان ذلك منتهى حق الله عليك.

 108 ـ حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكلينى رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكلينى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن محمد المعروف بعلان الكلينى رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد قال: سألت أبا الحسن على بن محمد العسكرى (عليه السلام) عن قول الله: (والارض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) فقال ذلك تعيير الله تبارك وتعالى لمن شبهه بخلقه، الا ترى انه قال: (وما قدروا الله حق قدره) ومعناه اذ قالوا [ ان الارض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه كما قال عزوجل: (وما قدروا الله حق قدره) لو قالوا ] (1) ما أنزل الله على بشر من شيئ ثم نزه عزوجل نفسه عن القبضة واليمين فقال: (سبحانه وتعالى عما يشركون) (2).

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) ما بين العلامتين انما هو في نسخة البحار فقط دون المصدر وساير ما عندى من نسخ الكتاب (2) وقال الطبرسى (رحمه الله) في مجمع البيان اى يطويها بقدرته كما يطوى أحد منا الشئ المقدور له طيه بيمينه وذكر اليمين للمبالغة في الاقتدار والتحقيق للملك كما قال: (أو ما ملكت ايمانكم) اى ما كانت تحت قدرتكم اذ ليس الملك يختص باليمين دون الشمال وساير الجسد، انتهى) وقال الرضى (رحمه الله) في تلخيص البيان وهاتان استعارتان ومعنى (قبضته) هيهنا اى ملك خالص قد ارتفعت عنه ايدى المالكين من بريته والمتصرفين فيه من خليقته ومعنى قوله (والسماوات مطويات بيمينه) اى مجموعات في ملكه ومضمونات بقدرته واليمين هيهنا بمعنى الملك يقول القائل: هذا ملك يمينى وليس يريد اليمين التى هى الجارحة وقد يعبرون عن القوة ايضا باليمين فيجوز على هذا التأويل ان يكون معنى قوله (مطويات بيمينه) اى يجمع اقطارها ويطوى انتشارها بقوته كما قال سبحانه (يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب).

 قال المجلسى (رحمه الله) بعد نقل الحديث ما لفظه: هذا وجه حسن لم يتعرض له المفسرون، ـ (*)

 

===============

(500)

 

 110 ـ حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلى رضى الله عنه قال: حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال: حدثنا تميم ابن بهلول عن أبيه عن أبى الحسن العبدى عن سليمان بن مهران قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (والارض جميعا قبضته يوم القيامة) فقال: يعنى ملكه، لا يملكها معه أحد، والقبض من الله تعالى في موضع آخر المنع والبسط منه الاعطاء والتوسع، كما قال عزوجل: (والله يقبض ويبسط واليه ترجعون) يعنى يعطى و يوسع ويمنع ويضيق، والقبض منه عزوجل في وجه آخر الاخذ، والاخذ في وجه القبول منه، كما قال: (يأخذ الصدقات) اى يقبلها من أهلها ويثيب عليها، قلت: فقوله عزوجل: (والسماوات مطويات بيمينه)؟ قال: اليمين اليد واليد القدرة والقوة يقول عزوجل: (والسماوات مطويات بيمينه) اى بقدرته وقوته (سبحانه وتعالى عما يشركون).

 111 ـ وباسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول ان الله عزوجل لا يوصف.

 112 ـ قال: وقال زرارة: قال أبوجعفر (عليه السلام): ان الله لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر الا كان أعظم من ذلك.

 113 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: والذى بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق، واكرم اهل بيته ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق او غرق او سرق او افلات دابة من صاحبه او ضالة او آبق الا وهو في القرآن، فمن اراد ذلك فليسألنى عنه، قال: فقام اليه رجل فقال: يا امير المؤمنين اخبرنى عما يؤمن من الحرق والغرق فقال: اقرء هذه الايات (الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين وما قدروا الله حق قدره) إلى قوله: (سبحانه وتعالى عما يشركون) فمن

ـــــــــــــــــــــــــ

 قوله تعالى: (وما قدروا الله حق قدره) متصل بقوله: (والارض جميعا) فيكون على تأويله (عليه السلام) القول مقدرا اى ما عظموا الله حق تعظيمه وقد قالوا: ان الارض جميعا. (*)

 

===============

(501)

 

 قرئها فقد امن من الحرق والغرق، قال: فقرئها واضطرمت النار في بيوت جيرانه وبيته وسطها فلم يصبه شئ، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

 114 ـ في كتاب طب الائمة (عليهم السلام) ابوعتاب عبدالله بن بسطام قال: حدثنا ابراهيم بن محمد الازدى عن صفوان الجمال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على بن الحسين (عليهم السلام) ان رجلا شكى إلى أبى عبدالله الحسين بن على (عليهما السلام) فقال: يابن رسول الله انى أجد وجعا في عراقيبى (1) قد منعنى عن النهوض إلى الغزو، قال: فما يمنعك من العوذة؟ قال: لست أعلمها، قال: فاذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل بسم الله وبالله والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اقرأ عليه: (وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون) ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى.

 115 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) ولما عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تبوك إلى المدينة قدم عليه عمرو بن معدى كرب الزبيدى فقال له النبى (صلى الله عليه وآله): اسلم يا عمر ويؤمنك الله من الفزع الاكبر، فقال: يا محمد وما الفزع الاكبر فانى لا أفزع؟ فقال: يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت الا نشر، ولا حى الا مات الا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا وتنشق السماء وتهد الارض وتخر الجبال وتزفر النار (2) بمثل الجبال شررا فلا يبقى ذو روح إلا ان خلع قلبه وطاش لبه وذكر ذنبه وشغل بنفسه الا ما شاء الله، فأين أنت يا عمرو من هذا؟ قال: الا أنى اسمع أمرا عظيما، فآمن بالله وبرسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا إلى قومهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 116 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟ قال: ما شاء الله، قال: فأخبرنى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) عراقيب جمع العرقوب: عصب غليظ فوق عقب الانسان (2) وفى المصدر (وتهد الارض وتخر الجبال هدا وترمى النار.. اه). (*)

 

===============

(502)

 

 يابن رسول الله كيف ينفخ فيه: فقال: أما النفخة الاولى فان الله عزوجل يأمر اسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه الصور، وللصور رأس واحد وطرفان، وبين طرف كل رأس منهما إلى الآخر مثل ما بين السماء إلى الارض، قال: فاذا رأت الملائكة اسرافيل قد هبط إلى الدينا ومعه الصور قالوا: قد أذن الله في موت أهل الارض وفى موت اهل السماء، قال: فيهبط اسرافيل بحضيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فاذا رأوه أهل الارض قالوا: قد أذن الله عزوجل في موت أهل الارض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذى يلى الارض، فلا يبقى في الارض ذو روح الا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذى يلى السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح الا صعق ومات الا اسرافيل، قال: فيقول الله لاسرافيل يا اسرافيل: مت فيموت اسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله، ثم يأمر السماوات فتمور، ويأمر الجبال فتسير وهو قوله: (يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا) يعنى تبسط (وتبدل الارض غير الارض) يعنى بارض لم تكسب عليها الذنوب بارزة، ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان اول مرة مستقلا بعظمته وقدرته، قال: فعند ذلك ينادى الجبار بصوت من قبله جهورى يسمع اقطار السماوات والارضين (لمن الملك اليوم)؟ فلم يجبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار [ عزوجل ] مجيبا لنفسه (لله الواحد القهار) وانا قهرت الخلايق كلهم وأمتهم إنى اناالله لا اله إلا أنا وحدى لا شريك لى ولا وزير لى وأنا خلقت خلقى بيدى، وانا أمتهم بمشيتى، وأنا أحييهم بقدرتى، قال: فينفخ الجبار نفخة أخرى في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذى يلى السماوات، فلا يبقى في السموات أحد الا حيى وقام كما كان، و يعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار، ويحشر الخلايق للحساب، قال: فرأيت على بن الحسين (عليهما السلام) يبكى عند ذلك بكاء شديدا.

 117 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل: أفتتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق؟ قال: بل هو باق إلى وقت ينفخ في الصور، فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى فلا حس ولا محسوس.

===============

(503)

 

 ثم أعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها، وذلك اربعمأة سنة تسبت (1) فيها الخلق وذلك بين النفختين.

 118 ـ في مجمع البيان فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله اختلف في المستثنى فقيل: هم جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت و هو المروى في حديث مرفوع.

 119 ـ وعن ابى هريرة عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه سأل جبرئيل عن هذه الآية من ذا الذى لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال: هم الشهداء متقلدون أسيافهم حول العرش وقال قتادة في حديث رفعه: انما بين النفختين أربعون سنة.

 قال عز من قائل: فاذا هم قيام ينظرون.

 120 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السمآء على الارض أربعين صباحا، فاجتمعت الاوصال (2) ونبتت اللحوم، وقال: أتى جبرئيل (عليه السلام) رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر، فصوت بصاحبه فقال: قم بأمر الله فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن رأسه وهو يقول: الحمد لله والله أكبر، فقال جبرئيل (عليه السلام): عد باذن الله ثم انتهى به إلى قبرآخر فقال: قم باذن الله، فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه، ثم قال جبرئيل (عليه السلام): عد إلى ما كنت فيه باذن الله عزوجل، فقال: يا محمد هكذا يحشرون يوم القيامة، فالمؤمنون يقولون هذا القول، وهؤلاء يقولون ما ترى.

 121 ـ حدثنا محمد بن أبى عبدالله قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنى القاسم بن الربيع قال: حدثنى صباح المدائنى قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: في قوله عزوجل: واشرقت الارض بنور ربها قال: رب الارض يعنى امام الارض، قلت: فاذا خرج يكون ماذا؟ قال: اذا يستغنى الناس عن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) سبت: استراح.

 (2) قال الجوهرى: الاوصال: المفاصل. (*)

 

===============

(504)

 

 ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام.

 122 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) وروى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: اذا قائمنا قام أشرقت الارض بنور ربها واستغنى العباد عن ضوء الشمس و ذهبت الظلمة.

 قال عز من قائل: وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا إلى قوله: فادخلوها خالدين.

 123 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: ان للنار سبعة أبواب باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون، وباب يدخل منه المشركون والكفار ممن لم يؤمن بالله طرفة عين، وباب يدخل منه بنو امية هو لهم خاصة وهو باب لظى، وهو باب سقر وهو باب الهاوية يهوى بهم سبعين خريفا فكلما هو بهم سبعين خريفا فار بهم فورة قذف بهم في اعلاها سبعين خريفا ثم هوى بهم هكذا سبعين خريفا فلا يزالون هكذا أبدا خالدين مخلدين، وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وإنه لاعظم الابواب وأشدها حرا.

 قال محمد بن الفضل الزرقى: فقلت لابى عبدالله (عليه السلام): الباب الذى ذكرت عن أبيك عن جدك (عليهما السلام) أنه يدخل منه بنو أمية يدخله من مات منهم على الشرك أو ممن أدرك الاسلام منهم؟ فقال: لا ام لك ألم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون والكفار، فهذا باب يدخل منه كل مشرك وكل كافر لا يؤمن بيوم الحساب، وهذا الباب الآخر يدخل منه بنوا امية، لانه هو لابى سفيان ومعاوية وآل مروان خاصة يدخلون من ذلك الباب، فتحطمهم النار فيه حطما لا يسمع لهم واعية لا يحيون فيها ولا يموتون.

 124 ـ في مجمع البيان (لها سبعة أبواب) فيه قولان: أحدهما ما روى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ان جهنم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض، ووضع احدى يديه على الاخرى فقال: هكذا، وان الله وضع الجنان على العرض ووضع النيران بعضها فوق بعض فاسفلها جهنم، وفوقها لظى، وفوقها الحطمة، وفوقها سقر، وفوقها الجحيم

 

===============

(505)

 

 وفوقها السعير، وفوقها الهاوية، وفى رواية الكلبى أسفلها الهاوية وأعلاها جهنم.

 125 ـ في تفسير العياشى عن أبى بصير قال يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب بابها الاول للظالمين وهو زريق وبابها الثانى للحبتر وبابها الثالث للثالث، والرابع لمعاوية والخامس لعبد الملك. والسادس لعكر بن هوسر، والسابع لابى سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم (1)

 126 ـ في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا (عليه السلام) عن الواحد إلى المأة قال له اليهودى: فما السبعة؟ قال: سبعة أبواب النار متطابقات، قال: فما الثمانية؟ قال: ثمانية أبواب الجنة.

 127 ـ وفيه ايضا في بيان مناقب لامير المؤمنين (عليه السلام) وتعدادها قال (عليه السلام): و اما التاسعة والثلاثون فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كذب من زعم أنه يحبنى ويبغض عليا، لا يجتمع حبى وحبه الا في قلب مؤمن، ان الله عز وجل جعل أهل حبى وحبك يا على في زمرة اول السابقين إلى الجنة، وجعل أهل بغضى وبغضك في أول زمرة الضالين من امتى إلى النار.

 128 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى الجارود قال: قلت لابى ـ جعفر (عليه السلام): أخبرنى باول من يدخل النار؟ قال: ابليس ورجل عن يمينه ورجل عن يساره.

 129 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عن أبيه عن جده عن على (عليهم السلام) قال: ان للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء وا لصالحون، وخمسة أبواب تدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلم شيعتى ومحبتى وأنصارى ومن تولانى في دار الدنيا فاذا النداء من بطنان العرش قد أجبت دعوتك وشفعت في شيعتك، ويشفع كل رجل من شيعتى ومن تولانى ونصرنى وحارب من حاربنى بفعل او قول في سبعين ألفا من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه ساير المسلمين ممن يشهد أن لا اله الا الله، ولم يكن في قلبه مثقال ذرة من بغضنا أهل البيت.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) مر الحديث بمعناه في الجزء الثالث صفحة 18 فراجع. (*)

 

===============

(506)

 

 130 ـ عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: أحسنوا الظن بالله، واعلموا أن للجنة ثمانية أبواب، عرض كل باب منها مسيرة أربعمأة سنة.

 131 ـ في امالى شيخ الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن على (عليه السلام) حديث طويل وفيه: ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله عزوجل، وقيل له: أدخل من أى أبواب الجنة الثمانية شئت.

 132 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) وروى ان النبى (صلى الله عليه وآله) قال: لعثمان بن مظعون: يا عثمان بن مظعون للجنة ثمانية أبواب، وللنار سبعة أبواب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 133 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن أبى جعفر عن أبيه عن وهب عن جعفر عن ابيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون اليه، فاذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف، والملائكة تزجر، فمن ترك الجهاد ألبسه الله ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه، ان الله أعز امتى بسنابك خيلها (1) ومراكز رماحها.

 134 ـ في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أورمة عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير قال: قال ابو عبدالله (عليه السلام): تنافسوا في المعروف لاخوانكم وكونوا من أهله، فان للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله الا من اصطنع المعروف في الحيوة الدنيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

 135 ـ في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان للجنة بابا يقال له باب المعروف، لا يدخله الا أهل المعروف.

 136 ـ في مجمع البيان وعن سهل بن سعد الساعدى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ان في الجنة ثمانية أبواب، منها باب يسمى الريان لا يدخلها الا الصائمون، رواه البخارى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) سنابك جمع سنبك: طرف الحافر. (*)

 

===============

(507)

 

 ومسلم في الصحيحين.

 137 ـ فيمن لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: قلت لبلال: فما أبوابها يعنى الجنة؟ قال: ان أبوابها مختلفة، باب الرحمة من ياقوتة حمراء، و قال: اكتب بسم الله الرحمان الرحيم، اما باب الصبر فباب صغير مصراع واحد من ياقوتة حمراء، وأما باب الشكر فانه من ياقوتة بيضاء لها مصراعان مسيرة ما بينهما مسيرة خمسمأة عام له ضجيج وحنين، يقول: اللهم جئنى بأهلى، قال: هل قلت يتكلم الباب؟ قال: نعم ينطقه الله ذو الجلال والاكرام، وأما باب البلاء [ فليس باب البلاء ] هو باب الصبر، قال: قلت: فما البلاء؟ قال: المصائب والاسقام والامراض والجذام، وهو باب من ياقوتة صفراء مصراع واحد، ما أقل من يدخل فيه، أما الباب الاعظم فيدخل منه العباد الصالحون وهم أهل الزهد والورع والراغبون إلى الله عزوجل المستأنسون به.

 138 ـ في روضة الكافى كلام لعلى بن الحسين (عليهما السلام) في الوعظ و الزهد في الدنيا يقول فيه (عليه السلام): اعلموا عباد الله ان أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين ولا تنشر لهم الدواوين، وانما يحشرون إلى جهنم زمرا، وانما نصب الموازين ونشر الدواوين لاهل الاسلام.

 139 ـ في نهج البلاغة: وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى اذا جاؤها وفتحت ابوابها قد أمن العذاب وانقطع العتاب وزحزحوا عن النار، و اطمأنت بهم الدار، ورضوا المثوى والقرار، الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية، و عينهم باكية وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا واستغفارا، وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا، فجعل الله لهم الجنة ثوابا وكانوا أحق بها واهلها في ملك دائم و نعيم قائم.

 140 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) في حديث طويل يقول فيه وقد ذكر عليا وأولاده (عليهم السلام): الا ان أوليائهم الذين يدخلون الجنة آمنين، ويتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين.

 141 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان فلانا وفلانا غصبوا