(45)

 

تكلم ظهر، فأنزل الله: " ولتعرفنهم في لحن القول "

81 ـ في مجمع البيان وعن أبى سعيد الخدرى قال: لحن القول بغضهم على بن أبى طالب (عليهم السلام)، قال: كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ببغضهم على بن أبى طالب، وروى مثل ذلك عن جابر بن عبدالله الانصارى، وعن عبادة بن الصامت قال: كنانبور (1) أولادنا بحب على بن أبى طالب، فاذا رأينا احدهم لايحبه علمنا أنه لغير رشدة (2) قال أنس: ماخفى منافق على عهدرسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد هذه الآية.

82 ـ وفيه قرأ أبى بكر ليبلونكم وما بعده بالياء وهو المروى عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام).

83 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قال: عن امير المؤمنين (عليه السلام) وشاقوا الرسول اى قطعوه في أهل بيته بعد أخذه الميثاق عليهم له.

84 ـ في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اختاروا الجنة على النار ولاتبطلوا أعمالكم تقذفوا في النار منكبين خالدين فيها ابدا.

85 ـ في كتاب ثواب الاعمال عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله).

من قال سبحان الله غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمدلله غرس الله له بهاشجرة في الجنة ومن قال: لااله الاالله غرس الله له بهاشجرة في الجنة، ومن قال: الله اكبر غرس الله له بهاشجرة في الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله ان شجرنا في الجنة لكثير؟ قال: نعم، ولكن اياكم ان ترسلوا عليها نيرانا فتحرقونها، وذلك ان الله عزوجل يقول: يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول ولا تبطلوا اعمالكم.

86 ـ في تفسير على بن ابراهيم " وان جنحوا للسلم كافة فاجنح لها " قال:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) باره: جربه واختبره.

(2) الرشدة ـ بالفتح والكسر -: ضد الزنية يقال: ولد لرشدة. (*)

 

===============

(46)

 

هى منسوخة بقوله: فلاتهنوا وتدعواالى السلم وانتم الاعلون والله معكم

87 ـ في جوامع الجامع: ولن يتركم اعمالكم هو من وترت الرجل اذا قتلت له قتيلا او حربته وحقيقته افردته في حميمه او ماله من الوتر وهو الفرد ومنه قول النبى (صلى الله عليه وآله): من فاتته صلوة العصر فكانماو تر اهله وماله اى افرد عنهما قتلا ونهبا.

88 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ويخرج اضغانكم قال: العداوة التى في صدوركم وان تتولوا يعنى عن ولاية اميرالمؤمنين صلوات الله عليه يستبدل قوما غيركم قال: يدخلهم في هذا الامر ثم لايكونوا امثالكم في معاداتكم و خلافكم وظلمكم لآل محمد (صلى الله عليه وآله) حدثنى محمدبن عبدالله عن ابيه عبدالله بن جعفر عن السندى بن محمدعن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال: قال ابو عبدالله (عليه السلام): يابن قيس " وان تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لايكونوا امثالكم " عنى ابناء الموالى المعتقين.

89 ـ في مجمع البيان روى ابوهريرة ان اناسا من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا: يا رسول لله من هؤلاء الذين ذكرالله في كتابه؟ وكان سلمان إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فضرب (عليه السلام) يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والذى نفسى بيده لوكان الايمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس.

90 ـ وروى ابوبصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: " ان تتولوا يا معشر العرب يستبدل قوما غيركم " يعنى الموالى.

91 ـ وعن ابى عبداالله (عليه السلام) قال: قد والله ابدل خيرا منهم الموالى.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: حصنوا اموالكم ونسائكم وماملكت ايمانكم من التلف بقراءة " انا فتحنالك " فانه اذاكان ممن يدمن قراءتها نادى مناد يوم القيامة حتى تسمع الخلايق: انه من عبادى

 

===============

(47)

 

المخلصين، الحقوه بالصالحين من عبادى، وادخلوه جنات النعيم، واسقوه من الرحيق المختوم بمزاج الكافور.

2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: من قرأ هافكانما شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).

3 ـ وفي رواية فكانه كان مع من بايع محمد تحت الشجرة. عمر بن الخطاب قال: كنا مع رسول الله في سفر فقال: نزلت على البارحة سورة هى أحب إلى من الدنيا ومافيها " انا فتحنا لك " إلى قوله " وما تأخر " أورده البخارى في الصحيح.

4 ـ قتادة عن أنس قال: لما رجعنا من غزاة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكابة أنزل الله عزوجل: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لفد نزلت على آية هى أحب إلى من الدنيا وما فيها

5 ـ عبدالله بن مسعود قال أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الحديبية فجعلت ناقته تثقل، فتقدمنا فانزل الله عليه: " انا فتحنا لك فتحا مبينا " فأدركنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبه من السرور ماشاء الله، فأخبرانها نزلت عليه.

6 ـ في تفسير العياشى عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) " انى اخاف ان عصيت ربى عذاب يوم عظيم " حتى نزلت سورة الفتح، فلم يعدالى ذلك الكلام.

7 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال: وكان اساف ونايله رجلا وامراة عجوز شمطاء (1) تخمش وجهها تدعو بالويل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) تلك نايلة يبست (2) ان تعيد ببلاد كم هذه في مجمع البيان اختلف في هذا الفتح على وجوه احدهاان المراد به فتح مكة وعده الله ذلك عام الحديبية عند انكفائه منها عن انس وقتادة وجماعة من المفسرين.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الشمطاء: التى خالط بياض رأسها سواد.

(2) كذا (*)

 

===============

(48)

 

8 ـ قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ستقف انشاء الله عند قوله تعالى: " ليغفر لك الله " الاية على حديث عن الرضا (عليه السلام) وفيه يقول (عليه السلام): فلما فتح الله تعالى على نبيه مكة قال له: يامحمد انا فتحنالك فتحامبينا ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وماتأخر.

رجعنا إلى كلام مجمع البيان إلى قوله: وثالثها ان المراد بالفتح هنا فتح خيبر عن مجاهد والعوفى وروى عن مجمع بن حارثة الانصارى كان احدالقراء قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله): فلما انصرفنا عنها اذ الناس يهزون الاباعر (1) فقال بعض الناس لبعض: مابال الناس؟ قالوا: اوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخرجنا نوجف فوجدنا النبى (صلى الله عليه وآله) واقفا على راحلته عند كراع الغميم (2) فلما اجتمع الناس اليه قرء انا فتحنا لك فتحا السورة فقال عمر: افتح هو يا رسول الله؟ قال نعم والذى نفسى بيده، انه لفتح فقسمت خيبر على اهل الحديبية لم يدخل فيها احدالامن شهدها.

9 ـ في جوامع الجامع وقيل: هوفتح الحديبية، فروى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رجع من الحديبية قال رجل من أصحابه: ما هذاالفتح لقد صددنا عن البيت وصد هدينا، فقال (عليه السلام): بئس الكلام هذا بل هو أعظم الفتوح، قدرضى المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالراح ويسئلوكم القضية ورغبوا اليكم في الامان و قد رأوا منكم ماكرهوا.

وعن الزهرى: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، وذلك ان المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم، فتمكن الاسلام في قلوبهم وأسلم في ثلاث سنين خلق كثير، كثر بهم سواد الاسلام، والحديبية بئر نفدماؤها حتى لم يبق فيها قطرة فأتاها النبى (صلى الله عليه وآله) فجلس على شفيرها (3) ثم دعاباناء من ماء فتوضى ثم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) هزه: حركه. والاباعر جمع بعير.

(2) كراع الغميم: واد بينه وبين المدينة نحو من مأة وسبعين ميلا، وبينه وبين مكة نحو ثلاثين ميلا.

(3) الشفير: ناحية كل شئ (*)

 

===============

(49)

 

تمضمض ومجه (1) فيها ففارت بالماء حتى أصدرت جميع من معه وركابهم.

وعن سالم بن أبى الجعد قال: قلت لجابر: كم كنتم تحت الشجرة؟ قال كنا ألفا وخمسمأة وذكر عطشا أصابهم قال: فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بماء في تور (2) فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه العيون، قال فشربنا ووسعنا وكفانا ولوكنا مأة ألف كفانا.

10 ـ في اصول الكافى محمدبن أحمد عن عمه عبدالله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين (عليه السلام) لما حضرته الوفاة اغمى عليه ثم فتح عينيه وقرأ: " اذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا " وقال: " الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين " ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

11 ـ في كتاب طب الائمة (عليهم السلام) باسناده إلى جابر الجعفى عن محمد الباقر (عليه السلام) قال: كنت عند على بن الحسين (عليهما السلام) اذ أتاه رجل من بنى أمية من شيعتنا، فقال له: يابن رسول الله ماقدرت أن أمشى اليك من وجع رجلى، قال: أين أنت من عوذة الحسين بن على (عليه السلام)؟ قال: يابن رسول الله وماذاك؟ قال آية " انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفرلك الله ما تقدم من ذنبك وماتأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما * وينصرك الله نصرا عزيزا * هوالذى أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم ولله جنود السماوات والارض وكان الله عليما حكيما * ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيآتهم وكان ذلك عندالله فوزا عظيما * ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعدلهم جهنم وساءت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) مج الماء من فيه: رمى به.

(2) التور: اناء صغير. (*)

 

===============

(50)

 

مصيرا * ولله جنود السماوات والارض وكان الله عزيزا حكيما " قال: ففعلت ماأمرنى به، فما حسست بعد ذلك بشئ منها بعون الله تعالى.

12 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كان سبب نزول هذه الآية وهذا الفتح العظيم ان الله عزوجل أمر رسوله (صلى الله عليه وآله) في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر اصحابه وامرهم بالخروج فخرجوا فلما نزل ذاالحليفة احرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول الله (صلى الله عليه وآله) ستة وستين بدنة وأشعرها عند احرامه وأحرموامن ذى الحليفة ملبين بالعمرة وقدساق من ساق منهم الهدى معرات (1) مجللات، فلما بلغ قريشا ذلك بعثوا خالد بن وليد في مأتى فارس كمينا يستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكان يعارضه على الجبال، فلما كان في بعض الطريق حضرت صلوة الظهر فاذن بلال فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس فقال خالد بن الوليد: لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلوة لاصبناهم فانهم لايقطعون صلوتهم ولكن تجئ الآن لهم صلوة اخرى أحب اليهم من ضياء أبصارهم، فاذا دخلوا في الصلوة أغرنا عليهم فنزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصلوة الخوف في قوله عزوجل:

" واذاكنت فيهم فاقمت لهم الصلوة " الآية وهذه الآية في سورة النساء وقد كتبنا خبر صلوة الخوف فيها، فلما كان في اليوم الثانى نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحديبية وهى على طرف الحرم، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستنفر الاعراب في طريقه، فلم يتبعه أحد و يقولون: أيطمع محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه أن يدخل الحرم اوقد غزتهم قريش في عقر ديارهم (2) فقتلوهم، أنه لايرجع محمد (صلى الله عليه وآله) وأصحابه إلى المدينة أبدا، فلما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحديبية خرجت قريش يحلفون باللات والعزى لايدعون رسول الله (صلى الله عليه وآله) يدخل مكة وفيهم عين تطرف فبعث اليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) انى لم آت لحرب وانما جئت لاقضى مناسكى وانحربدنى وأخلى بينكم وبين لحمانها (3)، فبعثو عروة بن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى كانت بعضها عرات وبعضها مجللات.

(2) عقرالدار: اصلها ووسطها.

(3) اللحمان جمع اللحم. (*)

 

===============

(51)

 

مسعود الثقفى وكان عاقلا لبيبا وهوالذى أنزل الله فيه: " وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم " فلما اقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عظم ذلك وقال: يا محمد تركت قومك وقد ضربوا الابنية وأخرجوا العوذ المطافيل (1) يحلفون باللات و العزى لايدعوك تدخل مكة، فان مكة حرمهم وفيهم عين تطرف أفتريدأن تبيد أهلك (2) وقومك يامحمد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ماجئت لحرب وانماجئت لاقضى مناسكى وانحربدنى وأخلى بينهم وبين لحمانها فقال عروة: والله ما رأيت كاليوم أحدا صد كما صددت، فرجع إلى قريش فأخبرهم فقالت قريش: والله لئن دخل محمد (صلى الله عليه وآله) مكة وتسامعت به العرب لنذلن ولتجترين علينا العرب، فبعثوا حفص بن الاحنف و سهيل بن عمرو، فلما نظراليهما رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال ويح قريش قد نهكتهم الحرب (3) الاخلوا بينى وبين العرب، فان أك صادقا فانما آخذ الملك لهم مع النبوة، وان أك كاذبا كفتهم ذؤبان العرب (4) لايسئلنى اليوم امرء من قريش خطة ليس لله فيها سخط الا أجببتم اليه، فلما وافوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا: يا محمدلم لاترجع عنا عامك هذا إلى أن تنتظر إلى ما يصير أمرك وأمر العرب [ على ان ترجع من عامك ] فان العرب قد تسامعت بمسيرك فاذادخلت بلادنا وحرمنا استذلتنا العرب واجترت علينا ونخلى لك البيت في العام القابل في هذا الشهر ثلاثة أيام حتى تقضى نسكك وتنصرف عنا، فأجابهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى ذلك وقالوا له: تردالينا من جاء كم من رجالنا، ونرد اليك كل من جاءنا من رجالك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جاء كم من رجالنا فلا حاجة لنا فيه، ولكن على أن المسلمين بمكة لايؤذون في اظهارهم الاسلام، ولا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الجزرى: يريد النساء والصبيان. والعوذ في الاصل جمع عائذ وهى الناقة اذا وضعت وبعد ما تضع اياما حتى يقوى ولدها، والمطافيل: الابل مع اولادها، يريد انهم جاؤا بأجمعهم كبارهم وصغارهم.

(2) اى تهلكهم.

(3) اى اضرت بهم وأثرت فيهم.

(4) الذؤبان: الصعاليك واللصوص. (*)

 

===============

(52)

 

يكرهون ولاينكر عليهم شئ يفعلونه من شرايع الاسلام، فتقبلوا ذلك، فلما أجابهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الصلح انكر عامة أصحابه وأشدما كان انكارا عمر فقال: يا رسول الله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ فقال: نعم، قال: فنعطى الذلة في ديننا؟ فقال:

ان الله عزوجل قد وعدنى ولن يخلفنى، فقال: لوأن معى أربعين رجلا لخالفته، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم بالصلح، فقال عمر: يارسول الله ألم تقل لنا أن ندخل المسجد الحرام ونحلق من المحلقين؟ فقال: أمن عامنا هذا وعدتك؟ وقلت لك ان الله عزوجل وعدنى ان أفتح مكة واطوف وأسعى وأحلق مع المحلقين، فلما اكثروا عليه قال: ان لم تقبلوا الصلح فحاربوهم، فمروانحو قريش وهم مستعدون للحرب، وحملوا عليهم، فانهزم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) هزيمة قبيحة ومروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: ياعلى خذالسيف وأستقبل قريشا، فأخذ أميرالمؤمنين صلوات الله عليه سيفه وحمل على قريش، فلما نظروا إلى اميرالمؤمنين صلوات الله عليه تراجعوا ثم قالوا: ياعلى بدالمحمد فيما اعطانا فقال (عليه السلام): لاوتراجع اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) مستحيين وأقبلوا يعتذرون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): الستم أصحابى يوم بدر اذاانزل الله عزوجل فيكم: " اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أنى ممدكم بألف من الملاكة مردفين " ألستم أصحابى يوم أحد " اذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في اخريكم " الستم أصحابى يوم كذا؟ الستم أصحابى يوم كذا؟ فاعتذروا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وندمواعلى ماكان منهم، وقالوا: الله اعلم ورسوله فاصنع مابدالك ورجع حفص بن الاحنف وسهيل بن عمرو إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالا: يا محمد قد اجابت قريش إلى ما اشترطت، من اظهار الاسلام وان لايكره احد على دينه فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالمكتب ودعا إلى اميرالمؤمنين (عليه السلام) وقال له أكتب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل بن عمرو: لانعرف الرحمن اكتب كما كان يكتب آباؤك: باسمك اللهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اكتب باسمك اللهم، فانه اسم من أسماءالله، ثم كتب: هذا ما تقاضى عليه محمد رسول الله والملاء من قريش فقال

 

===============

(53)

 

سهيل بن عمرو: لو نعلم انك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما حاربناك ; اكتب: هذا ما تقاضى عليه محمدبن عبدالله أتانف من نسبك يا محمد؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا رسول الله وان لم تقروا، ثم قال: أمح يا على واكتب محمدبن عبدالله فقال أميرالمؤمنين: ماأمحو اسمك من النبوة أبدا، فمحاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيده ثم كتب: هذا ما اصطلح به محمدبن عبدالله والملاء من قريش وسهيل بن عمرو، اصطلحوا على وضع الحرب بينهم عشرسنين على أن يكف بعضنا عن بعض، وعلى أنه لااسلال ولا اغلال (1) وان بيننا وبينهم عيبة مكفوفة (2) وان من أحب أن يدخل في عهد محمد و عقده فعل، ومن أحب ان يدخل في عهد قريش وعقدها فعل، وأنه من أتى محمدا بغير اذن وليه يرد اليه وانه من اتى قريشا من اصحاب محمد لم ترده اليه، وان يكون الاسلام ظاهرا ولم يكره احدا على دينه ولايؤذى ولايعير، وان محمدا يرجع عنهم عامة هذا واصحابه ; ثم يدخل علينا في العام القابل مكة فيقيم فيها ثلاثة ايام لايدخل عليها بسلاح الاسلاح المسافر السيوف في القرب (3) وكتبه على بن ابى طالب وشهد على الكتاب المهاجرون والانصارثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ياعلى انك ابيت ان تمحواسمى من النبوة ; فوالذى بعثنى بالحق نبيا لتجيبن ابناءهم إلى مثلها وانت مضيض مضطهد (4) فلما كان يوم صفين ورضوا بالحكمين كتب: هذا ما اصطلح عليه اميرالمؤمنين على بن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاسلال: السرقة الخفية، يقال: سل البعيرا وغيره في جوف الليل: اذا انتزعه من بين الابل. والاغلال: الخيانة.

(2) قال الجزرى: اى بينهم صدر نقى من الغل والخداع مطوى على الوفاء بالصلح، والمكفوفة: المشرجة المشدودة. وقيل: ارادان بينهم موادعة ومكافة عن الحرب تجريان مجرى المودة التى تكون بين المتصافين الذين يثق بعضهم إلى بعض (3) قرب ـ بضمتين ـ جمع قراب ـ بالكسر -: الغمدوقيل: هووعاء يكون فيه السيف بغمده وحمالته.

(4) مض الرجل من الشئ مضيضا: الم من وجع المصيبة. والمضطهد: المقهور والمؤذى. (*)

 

===============

(54)

 

ابى طالب (عليه السلام) ومعاوية بن ابى سفيان فقال عمرو بن العاص: لو علمناانك اميرالمؤ منين ما حاربناك، ولكن اكتب: هذاما اصطلح عليه على بن ابى طالب ومعاوية بن ابى سفيان، فقال اميرالمؤ منين صلوات الله عليه: صدق الله وصدق رسوله اخبرنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك ثم كتب الكتاب قال: فلما كتبوا الكتاب قامت خزاعة فقالت: نحن في عهد محمد رسول الله وعقده وقامت بنوبكر فقالت: نحن في عهد قريش وعقدها، وكتبوا نسختين نسخة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ونسخة عند سهيل بن عمرو، ورجع سهيل بن عمرو وحفص بن الاحنف إلى قريش فأخبراهم وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لاصحابه: انحروا بدنكم واحلقوا رؤسكم فامتنعوا وقالوا:

كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتم لذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وشكا ذلك إلى ام سلمة، فقالت: يا رسول الله أنحرأنت وأحلق فنحر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحلق، فنحرالقوم على حيث يقين وشك وارتياب، فقال رسول الله تعظيما للبدن: رحم الله المحلقين وقال قوم: أنسوق البدن يارسول الله والمقصرين لان من لم يسق هديا لم يجب عليه الحلق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثانيا: رحم الله المحلقين الذين لم يسوقوا الهدى، فقالو: يا رسول الله والمقصرين؟ فقال: رحم الله المقصرين، ثم رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحو المدينة، فرجع إلى التنعيم (1) ونزلت تحت الشجرة، فجاء اصحابه الذين انكروا عليه الصلح، واعتذروا و اظهروا الندامة على ماكان منهم، وسألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان يستغفرلهم، فنزلت آية الرضوان " بسم الله الرحمن الرحيم * انا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".

13 ـ حدثنامحمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن احمد عن محمد بن الحسين عن على بن نعمان عن على بن ايوب عن عمر بن يزيد بياع السابرى قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): قول الله في كتابه: ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وماتأخر قال: ما كان له ذنب ولاهم بذنب، ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفر لها، ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) التنعيم: موضع قريب مكة. (*)

 

===============

(55)

 

ينصرك الله نصرا عزيزا

14 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليهم السلام) قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى (عليه السلام) فان آدم (عليه السلام) تاب الله عليه من خطيئة؟ قال له على (عليه السلام): لقد كان كذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) نزل فيه ماهو أكبر من هذا من غيرذنب اتى، قال الله عزوجل " ليغفرلك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر " ان محمدا غير مواف يوم القيمة بوزر ولا مطلوب فيها بذنب، وقال (عليه السلام): ولقد كان (صلى الله عليه وآله) يبكى حتى يغشى عليه، فقيل له: يا رسول الله اليس الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: بلى افلااكون عبدا شكورا؟ والحديث طويل اخذنامنه موضع الحاجة.

15 ـ في مجمع البيان روى المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: سأله رجل عن هذه الآية، فقال: والله ماكان له ذنب ولكن الله سبحانه ضمن ان يغفر ذنوب شيعة على (عليه السلام) ماتقدم من ذنبهم وما تأخر.

16 ـ في كتاب المناقب لابن شهرآشوب واتت فاطمة بنت على بن أبى طالب (عليه السلام) إلى جابربن عبدالله فقالت له: يا صاحب رسول الله ان لنا عليكم حقوقا، عليكم ان اذارايتم احدنا يهلك نفسه اجتهادا ان تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا (1) على نفسه وهذا على بن الحسين بقية ابيه الحسين قدانخرم انفه ونقبت جبهته (2) وركبتاه وراحتاه أذاب نفسه في العبادة، فاتى جابراليه فاستأذن فلما دخل عليه وجده في محرابه قد انصبته العبادة (3) فنهض على فسئله عن حاله سؤالا خفيا، ثم اجلسه بجنبه، ثم اقبل جابريقول: يابن رسول الله اماعلمت ان الله انما خلق الجنة لكم ولمن احبكم؟ وخلق النار لمن ابغضكم وعاداكم؟ فما هذا الجهد الذى كلفته نفسك؟ قال له على بن الحسين:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البقيا: الاثم من أبقيت عليه ابقاءا: اذا رحمته وأشفقت عليه.

(2) الانخرام: انشقاق وترة الانف وفى الكلام كناية عن شدة المشقة. ونقبت جبهته: اى انخرقت.

(3) اى أتعبه وأعيته. (*)

 

===============

(56)

 

ياصاحب رسول الله اماعلمت ان جدى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر، فلم يدع الاجتهاد وتعبد هو بأبى وامى حتى انتفخ الساق وورم القدم؟ و قيل له: أتفعل هذاوقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: افلا اكون عبدا شكورا؟.

17 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) أقول: وأما لفظ " ما تقدم من ذنبك وما تأخر " فالذى نقلناه من طريق اهل بيت النبوة صلوات الله عليهم ان المراد منه ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وما تأخر عند اهل مكة وقريش، يعنى ما تقدم قبل الهجرة وبعدها، فانك اذا فتحت مكة بغير قتل لهم ولا استيصال ولا أخذهم بما قدموه من العداوة والقتال، غفر واما كان يعتقدونه ذنبالك عندهم متقدما او متأخرا، وما كان يظهر من عداوته في مقابلة عداوتهم له، فلما راوه قد تحكم وتمكن ومااستقصى غفروا ما ظنوه من الذنوب.

18 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا (عليه السلام) عند المأمون في عصمة الانبياء (عليهم السلام) باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا (عليه السلام) فقال المأمون: يابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فمامعنى قول الله عزوجل إلى أن قال:

فأخبرنى عن قول الله تعالى: " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قال الرضا (عليه السلام): لم يكن أحد عند مشركى مكة أعظم ذنبا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لانهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمأة وستين صنما فلما جاءهم بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم " وقالوا أجعل الآلهة الها واحدا ان هذا لشيئ عجاب * و انطلق الملاء منهم ان امشوا واصبروا على آلهتكم ان هذا لشيئ يراد * ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة ان هذا الا اختلاق " فلما فتح الله تعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله) مكة، قال له: يا محمد " انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركى اهل مكة بدعاءك توحيد الله فيما تقدم وما تأخر، لان مشركى مكة أسلم بعضهم أسلم بعضهم وخرج بعضهم عن مكة، ومن بقى منهم لم يقدر على انكار التوحيد اذا

 

===============

(57)

 

دعا الناس اليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم، فقال المأمون: لله درك يا أباالحسن.

19 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: هذا شرايع الدين إلى ان قال (عليه السلام): والانبياء واوصياؤهم لاذنوب لهم، لانهم معصومون مطهرون.

20 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عمر أربعين سنة إلى أن قال: (صلى الله عليه وآله): ومن عمر ثلاثين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

21 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: فاذابلغ التسعين غفر الله له ماتقدم من ذنبه وماتأخر.

22 ـ عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما من عمر يعمرالى أن قال (صلى الله عليه وآله):

فاذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وماتأخرو سمى اسير الله في أرضه، ويشفع في اهل بيته.

23 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال في حديث طويل يذكر فيه حروب على (عليه السلام) وكانت السيرة فيهم لاميرالمؤمنين (عليه السلام) ماكان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكة يوم فتح مكة، وانه لم يسب لهم ذرية، وقال: من اغلق بابه والقى سلاحه اودخل دار ابى سفيان فهو آمن، وكذلك قال أميرالمؤمنين (عليه السلام) فيهم يوم البصرة:

لاتسبوا لهم ذرية، ولاتجهزوا على جريح (1) ولاتتبعوا مدبرا ومن اغلق بابه والقى سلاحه فهو آمن.

24 ـ عن جابر الجعفى عن أبى جعفر (عليه السلام) وقد ساله راس اليهود كم يمتحن الله الاوصياء في حيوة الانبياء وبعد وفاتهم، وذكر حديثا طويلا وفيه يقول (عليه السلام) واما السادسة ياأخا اليهود فتحكيمهم الحكمين ومحاربة ابن آكلة الاكباد، وهو طليق بن طليق معاند لله عزوجل ولرسوله وللمؤمنين منذ

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) أجهز على الجريح: شد عليه وأسرع وأتم قتله. (*)

 

===============

(58)

 

بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله) إلى ان فتح الله عليه مكة عنوة فأخذت بيعته وبيعة أبيه لى معه في ذلك اليوم وفى ثلاثة مواطن بعد، وابوه بالامس اول من سلم على بامرة المؤمنين، وجعل يحثنى على النهوض في اخذ حقى من الماضين قبلى، يجدد لى بيعته كلما اتانى.

25 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): لاى علة يكبر المصلى بعد التسليم ثلاثا يرفع بها يديه؟ فقال: لان النبى (صلى الله عليه وآله) لما فتح مكة صلى بأصحابه الظهر عند الحجر الاسود، فلما سلم رفع يده وكبر ثلاثا وقال: لااله الاالله وحده وحده وحده أنجز وعده ونصرعبده وأعز جنده وغلب الاحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شئ قدير، ثم أقبل على اصحابه فقال: لاتدعوا هذا التكبير وهذا القول في دبر كل صلوة مكتوبة، فان من فعل ذلك بعد التسليم وقال هذا القول: كان قد أدى ما يجب عليه من شكر الله تعالى ذكره على تقوية الاسلام وجنده.

26 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل:

هوالذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين قال: هوالايمان.

27 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: السكينة الايمان.

28 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حفص البخترى وهشام بن سالم وغير هما عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " هو الذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: هو الايمان.

29 ـ على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت ابا ـ عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " هو الذى انزل السكينة في قلوب المؤمنين " قال: الايمان قال عز من قائل: ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم

 

===============

(59)

 

30 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: ايها العالم أخبرنى اى الاعمال أفضل عندالله؟ قال: مالا يقبل الله شيئاالابه، قلت: وما هو؟ قال: الايمان بالله الذى لااله الاهو أعلى الاعمال درجة، و اشرفها منزلة وأسناها حظاقال: قلت: الاتخبرنى عن الايمان أقول هو وعمل أم قول بلاعمل؟ فقال: الايمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه اليه (1) قال قلت: صفه لى جعلت فداك حتى افهمه قال: الايمان حالات درجات وطبقات و منازل، فمنه التام المنتهى تمامه، ومنه الناقص المبين نقصانه، ومنه الراجح الزايد رجحانه، قلت: ان الايمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: نعم، قلت: كيف ذلك؟ قال: لان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها، فليس من جوارحه جارحة الاوقد وكلت من الايمان بغيرما وكلت به أختها، فمن لقى الله عزوجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عزوجل عليها لقى الله عزوجل مستكملا لايمانه وهومن أهل الجنة، ومن خان في شئ منها اوتعدى ماأمرالله عزوجل فيها لقى الله عزوجل ناقص الايمان، قلت: قد فهمت نقصان الايمان وتمامه، فمن اين جاءت زيادته؟ فقال: قول الله عزوجل: " واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه ايمانا فأماالذين آمنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون * واماالذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجساالى رجسهم " وقال: " نحن نقص عليك نبأهم بالحق انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى " ولو كان كله واحدا لازيادة فيه ولانقصان لم يكن لاحد منهم فضل على الاخرو لاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قوله (ع) " واضح نوره " صفة للفرض وكذا " ثابتة حجته " وقوله " يشهدله " اى لكونه عملا أو للعامل " به " اى بذلك الفرض " ويد عواليه " اى يدعو العامل إلى ذلك الفرض قاله في الوافى. (*)

 

===============

(60)

 

ولكن بتمام الايمان دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الايمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عندالله، وبالنقصان دخل المفرطون النار.

31 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد باسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى قال: قلت لعلى بن موسى الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ماتقول في الحديث الذى يرويه أهل الحديث ان المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة؟ فقال (عليه السلام): يا أباالصلت ان الله تعالى فضل نبيه محمدا على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومبايعته مبايعته، وزيارته في الدينا والاخرة زيارته فقال عزوجل: " من يطع الرسول فقد اطاع الله " وقال ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يدالله فوق ايديهم وقال النبى (صلى الله عليه وآله): من زارنى في حيوتى أو بعد موتى فقد زارالله، و درجة النبى (صلى الله عليه وآله) في الجنة أرفع الدرجات ; ومن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زارالله تبارك وتعالى.

32 ـ وباسناده إلى الريان بن شبيب خالد المعتصم أخى ماردة أن المأمون لما أراد أن يأخذ البيعة لنفسه بامرة المؤمنين ولابى الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) بولاية العهد ولفضل بن سهل بالوزارة أمر بثلاثة كراسى فنصب لهم، فلما قعدوا عليها وأذن للناس فدخلوا يبايعون فكانوا يصفقون بأيمانهم على أيمان الثلاثة من أعلى الابهام إلى الخنصر، ويخرجون حتى بايع في آخرالناس فتى من الانصار فصفق بيمينه من أعلى الخنصرالى أعلى الابهام فتبسم أبوالحسن (عليه السلام) ثم قال: كل من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذاالفتى، فانه بايعنا بعقدها فقال المأمون: وما فسخ البيعة وما عقدها؟ قال أبوالحسن (عليه السلام): عقدالبيعة هو من أعلى الخنصرالى أعلى الابهام، وفسخها من أعلى الابهام إلى اعلى الخنصر، قال: فماج الناس في ذلك، وامر المأمون باعادة الناس إلى البيعة على ما وصف ابوالحسن (عليه السلام) فقال: الناس:

كيف يستحق الامامة من لايعرف عقد البيعة، ان من علم أولى ها ممن لايعلم، قال: فحمله ذلك على ما فعله من سمه.

===============

(61)

 

33 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) كلام طويل في بيعة الناس للرضا (عليه السلام) عند المأمون وفيه: وجلس المأمون ووضع للرضا (عليه السلام) وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلس وفرشه، وأجلس الرضا (عليه السلام) عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف، ثم امر ابنه العباس بن المأمون ان تبايع له في اول الناس فرفع الرضا (عليه السلام) يده فتلقى بها وجهه وببطنها وجوههم فقال له المأمون: ابسط يدك للبيعة، فقال الرضا (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) هكذا كان يبايع فبايعه الناس ويده فوق ايديهم.

34 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث يقول فيه (عليه السلام) في خطبة الغدير: ومن بايع فانما يبايع الله. يدالله فوق ايديهم معاشر الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا اميرالمؤمنين والحسن والحسين، والائمة كلمة طيبة باقية يهلك الله بها من غدر ويرحم بها من وفى، ومن نكث فانما ينكث الاية.

35 ـ في اصول الكافى باسناده إلى هاشم بن أبى عمار الجينى قال: سمعت أميرالمؤمنين (عليه السلام) يقول: اناعين الله وانا يدالله وأناجنب الله واناباب الله.

36 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يحيى بن أبى العلا الرازى عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) وقد سئل عن قوله عزوجل: " ن والقلم وما يسطرون " وأما " ن " فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج، واحلى من العسل، قال الله عزوجل له كن مدادا فكان مدادا، ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة، وليس حيث تذهب المشبهة.

37 ـ في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفى قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) يقول: ليس على النساء اذان إلى ان قال (عليه السلام): ولاتبايع الا من وراء الثياب.

38 ـ في تفسير على بن ابراهيم ونزلت في بيعة الرضوان: " لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة " واشترط عليهم أن لاينكروا بعد ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله) شيئا يفعله، ولايخالفوه في شيئ يأمرهم به فقال الله عزوجل بعد نزول آية الرضوان " ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يدالله فوق ايديهم فمن

 

===============

(62)

 

نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما " وانما رضى الله عنهم بهذا الشرط أن يفوا بعد ذلك بعهدالله وميثاقه ولا ينقضوا عهده وعقده فبهذا العقد رضى عنهم فقد موافى التأليف آية الشرط على بيعة الرضوان، وانما نزلت اولابيعة الرضوان ثم آية الشرط عليهم فيها.

وفيه وقال أميرالمؤمنين (عليه السلام) في كتابه الذى كتب إلى شيعته ويذكر فيه خروج عايشة إلى البصرة وعظم خطاء طلحة والزبير، فقال: وأى خطيئة أعظم مما أتيا اخرجا زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله) من بيتها، وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها، وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما انضفالا لله ولا لرسوله من انفسهما ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله البغى والمكر والنكث، قال الله: " ياايها الناس انما بغيكم على انفسكم " وقال: " ومن نكث فانما ينكث على نفسه " وقال: " ولا يحيق المكرالسئ الابأهله " وقد بغياعلينا ونكثا بيعتى ومكرابى.

39 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم (عليهم السلام) قال: فيما وعظ الله عزوجل به عيسى (عليه السلام) ثم ذكر حديثا قدسيا طويلاوفيه وصف محمد (صلى الله عليه وآله) وفيه: وعلى أمته تقوم الساعة ويدى فوق أيديهم، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله أوفيت له بالجنة.

40 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه قال (صلى الله عليه وآله): وانى مفارقكم عن قريب، وخارج من بين اظهركم، ولقد عهدت إلى امتى في عهد على بن أبى طالب، وانها لراكبة سنن من قبلها من الامم في مخالفة وصيى وعصيانه، ألا وانى مجدد عليكم عهدى في على، فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه اجرا عظيما.

41 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) في خطبة الغدير: معاشر الناس قد ببنت لكم وأفهمتكم و هذا على يفهمكم بعدى الاوان عند انقضاء خطبتى ادعوكم إلى مصافقتى (1) على

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) المصافقة: المبايعة. (*)

 

===============

(63)

 

بيعته والاقرار به ; ثم مصافقته بعدى، الاوانى قد بايعت الله وعلى قد بايعنى، وأنا اخذكم بالبيعة له عن الله عزوجل، " فمن نكث فانما ينكث على نفسه " الآية.

42 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبدالله (عليه السلام) ان عليا (عليه السلام) قال: ان في النار لمدينة يقال له الحصينة أفلا تسئلونى ما فيها؟ فقيل له. و مافيها يا اميرالمؤمنين؟ قال: فيها ايدى الناكثين.

43 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر الاعراب الذين تخلفوا عن رسول ـ الله (صلى الله عليه وآله) فقال جل ذكره: سيقول لك المخلفون من الاعراب شغلتنا أموالنا و اهلونا فاستغفر لنا يقولون بالسنتهم ماليس في قلوبهم إلى قوله: وكنتم قوما بورااى قوم سوء وهم الذين استنفرهم في الحديبية، ولما رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة من الحديبية غزا خيبر، فاستأذنه المخلفون أن يخرجوا معه فقال عزوجل:

" سيقول لك المخلفون " إلى قوله " الاقليلا ".

وفيه: قال الظن في كتاب الله على وجهين، فمنه ظن يقين ومنه ظن الشك، و اما الشك فقوله: " ان نظن الاظنا وما نحن بمستيقنين " وقوله: " ظننتم ظن السوء.

44 ـ في روضة الكافى سهل بن عبدالله عن احمد بن عمر قال: دخلت على ابى الحسن الرضا (عليه السلام) فقال: أحسنوا الظن بالله، فان أبا عبدالله (عليه السلام) كان يقول:

من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل: سيقول المخلفون اذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها الآية.

45 ـ في كتاب الخصال عن ابى امامة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضلت بأربع جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، إلى قوله (عليه السلام): واحلت لامتى الغنايم.

46 ـ عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعطيت خمسالم يعطهااحد قبلى، جعلت لى الارض مسجدا وطهورا، ونصرت بالرعب، و أحل لى المغنم، الحديث.

47 ـ عن جابربن عبدالله عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) حاكيا عن الله عزوجل مخاطبا له (صلى الله عليه وآله): وأحللت لك الغنيمة، ولم تحل لاحد قبلك.

===============

(64)

 

48 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفرعن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليهم السلام) قال: ان يهوديامن يهود الشام وأحبارهم قال لاميرالمؤمنين (عليه السلام): فان موسى (عليه السلام) قد أعطى المن والسلوى فهل فعل بمحمد (صلى الله عليه وآله) نظير هذا؟ قال له على (عليه السلام): لقد كان كذالك ومحمد (صلى الله عليه وآله) أعطى ما هو افضل من هذا، ان الله عزوجل أحل له الغنايم ولامته ولم تحل الغنايم لاحد قبله، فهذا افضل من المن والسلوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

49 ـ عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المشركين كماقال في كتابه، وبحسب جلالة منزلة نبينا (صلى الله عليه وآله) عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه الذى عاذ منه في حال شقاقه ونفاقه، و كل أذى ومشقة لدفع، نبوته وتكذيبه اياه، وسعيه في مكارهه، وقصده لنقض كلما أبرمه واجتهاده ومن مالاه على كفره وعناده ونفاقه والحاده.

في ابطال دعواه و تغيير ملته ومخالفة سنته، ولم ير شيئا ابلغ في تمام كيده في تنفير هم عن موالاة وصيه وايحاشهم منه، وصدهم عنه واغرائهم بعداوته، والقصد لتغيير الكتاب الذى جاء به، واسقاط ما فيه من فضل ذوى الفضل وكفر ذوى الكفر منه. وممن وافقه على ظلمه وبغيه وشركه، ولقد علم الله ذلك منهم فقال: " ان الذين يلحدون في آياتنا لايخفون علينا " وقال: يريدون أن يبدلوا كلام الله وهنا كلام طويل يطلب عند قوله تعالى: " ان الذين يلحدون في آياتنا " الآية.

50 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى الحسين بن عبدالله السكينى عن ابى سعيد الجبلى عن عبدالملك بن هارون عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال كتب على (عليه السلام) إلى معاوية: انا اول من بايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت الشجرة في قوله: لقد رضى الله عن المؤمنين اذيبا يعونك تحت الشجرة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة اقول: وقد اسلفنا لعلى بن ابراهيم عند قوله تعالى: " ان الذين يبايعونك " الآية انها مؤخرة عن قوله: " لقد رضى الله عن المؤمنين " في النزول فخالفوا في التأليف.

وفيه ثم قال جل ذكره: وهوالذى كف ايديكم عنكم وايديكم عنهم

 

===============

(65)

 

ببطن مكة من بعد ان اظفركم عليهم اى من بعد ان اممتم من المدينة إلى الحرم وطلبوا منكم الصلح من بعد ان كانوا يغزونكم بالمدينة، صاروا يطلبون الصلح بعد اذكنتم تطلبون الصلح منهم.

ثم اخبرالله عزوجل بعلة الصلح وما اجازه الله عزوجل لنبيه فقال: هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام والهدى معكوفا ان يبلغ محله ولو لارجال مؤمنون ونساء مؤمنات يعنى بمكة لم تعلموهم ان تطؤهم فتصيبكم منهم معرة بغيرعلم فاخبرالله عزوجل نبيه ان علة الصلح انما كان للمؤمنين والمؤمنات الذين كانوا بمكة ولو لم يكن صلح وكانت الحرب لقتلوا فلما كان الصلح آمنوا واظهروا الاسلام، ويقال: ان ذلك الصلح كان اعظم فتحا على المسلمين من غلبهم.

51 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير وغيره عن معاوية بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: لما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة الحديبية خرج في ذى القعدة، فلما انتهى إلى الموضع الذى احرم فيه احرموا ولبسوا السلاح.

فلما بلغه ان المشركين قد ارسلوا اليه خالد بن الوليد ليرده قال: ابغونى (1) رجلا يأخذنى على غيرهذا الطريق، فأتى برجل آخر اما من مزينة واما من جهينة (2) " فسأله فلم يوافقه، فقال: ابغونى رجلا غيره فأتى برجل آخر امامن مزينة وامامن جهينة قال: " (3) فذكر له فأخذه معه حتى انتهى إلى العقبة، فقال: من يصعدها حط الله عنه كما حط الله عن بنى اسرائيل " فقال لهم ادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطاياكم " قال: فابتدرها خيل الانصار: الاوس والخزوج، قال: وكانوا الفا وثمانماة فلما هبطوا إلى الحديبية اذا امرأة معها ابنها على القليب (4) فسعى ابنها هاربا فلما أثبتت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى اطلبوا لى.

(2) مزينة: قبيلة من مضر، وكذا جهينة: اسم قبيلة، والترديد من الراوى.

(3) بين المعقفتين انما هو في المصدر دون النسخ الموجودة عندى (4) القليب: البئر مطوية كانت أم غيرمطوية، سميت به لانها قلبت الارض بالحفر. (*)

 

===============

(66)

 

أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) صرخت به: هؤلاء الصابئون (1) ليس عليك منهم بأس، فأتاها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأمرها فاستقت دلوا من ماءفأخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشرب وغسل وجهه فأخذت فضلته فأعارته في البئر فلم تبرح حتى الساعة وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فارسل اليه المشركون أبان بن سعيد في الخيل فكان بازائه، ثم أرسلوا الحليس (2) فرأى البدن وهى يأكل بعضها اوبار بعض (3) فرجع ولم يأت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال لابى سفيان: ياباسفيان أما والله ما على هذا حالفناكم على ان تردوا الهدى عن محله، فقال: اسكت فانماأنت اعرابى، فقال: أماوالله لتخلين عن محمد وما أراد، أولانفردن في الاحابيش، فقال: أسكت حتى نأخذ من محمد ولثا (4) فارسلوا اليه عروة بن مسعود، فقد كان جاء إلى قريش في القوم الذين أصابهم المغيرة بن شعبة كان خرج معهم من الطائف وكانوا تجارا فقتلهم وجاء باموالهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فابى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقبلها وقال: هذاغدر و لاحاجة لنا فيه فارسلوا الى رسول الله صلى الله عليه اله فقالوا يا رسول الله هذا عروة بن مسعود فقد أتاكم وهو يعظم البدن؟ قال: فاقيموها فاقاموها، فقال: يامحمد مجئ من جئت؟ قال: جئت اطوف بالبيت وأسعى بين الصفا والمروة وأنحر هذه الابل واخلى عنكم وعن لحمانها، قال: لاواللات والعزى فما رأيت مثلك ترد عما جئت له ان قومك يذكرونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغيراذنهم، وان تقطع ارحامهم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) صبا فلان اذا خرج من دين إلى دين غيره (2) اسم رجل وهو حليس بن علقمة اوابن زيان وهوأحد بنى الحارث بن عبدالمناة بن كنانة كما ذكره المؤرخون.

(3) قال المجلسى (رحمه الله): كناية عن كثرتها وازدحامها واجتماعها وانما قدم (صلى الله عليه وآله) البدن ليعلموا انه لايريد القتال بل يريد النسك.

(4) قال في القاموس: حبشى ـ بالضم -: جبل بأسفل مكة ومنه أحابيش قريش لانهم تحالفوا بالله انهم ليد على غيرهم. والولث: العهد بين القوم يقع من غيرقصد أويكون غير مؤكد، وفي بعض النسخ " وليا ". (*)

 

===============

(67)

 

وان تجرى عليهم عدوهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أنا بفاعل حتى ادخلها قال: وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) تناول لحيته (1) والمغيرة قائم على رأسه فضرب بيده، فقال: من هذا يامحمد! فقال هذاابن أخيك المغيرة فقال ياغدر والله ما جئت الافى غسل سلحتك (2) قال: فرجع اليهم فقال لابى سفيان وأصحابه: لاوالله ما رأيت مثل محمد رد عماجاءله، فأرسلوا اليه سهيل ابن عمرو وحويطب بن عبدالعزى، فامر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأثيرت في وجوههم البدن فقال: محبئ من جئت؟ قال: جئت لاطوف بالبيت، وأسعى بين الصفا و المروة وأنحر البدن وأخلى بينكم وبين لحمانها، فقالا: ان قومك يناشدونك الله والرحم أن تدخل عليهم بلادهم بغير اذنهم وتقطع أرحامهم وتجرى عليهم عدوهم، قال: فأبى عليهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) الا أن يدخلها، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أراد أن يبعث عمر، فقال: يارسول الله ان عشيرتى قليل وانى فيهم على ما تعلم، ولكنى ادلك على عثمان بن عفان، فأرسل اليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشرهم بما وعدنى ربى من فتح مكة، فلماانطلق عثمان لقى أبان بن سعيد فتأحر عن السرح (3) فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فاعلمهم و كانت المناوشة (4) فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وجلس عثمان في عسكر المشركين وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسلمين ; وضرب باحدى يديه على الاخرى لعثمان وقال المسلمون: طوبى لعثمان قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال في مرآة العقول: اى لحية الرسول (صلى الله عليه وآله) وكانت عادتهم ذلك فيما بينهم عند مكالمتهم ولجهله بشأنه (صلى الله عليه وآله) وعدم ايمانه لم يعرف ان ذلك لايليق بجنابه.

(2) قال الجزرى: في حديث الحديبية، قال عروة بن مسعود للمغيرة: يا غدر هل غسلت غدرتك الا بالامس، غدرمعدول غادر للمبالغة يقال للذكر غدر، وللانثى غدار، وهما مختصان بالنداء في الغالب ; والسلح: التغوط.

(3) السرح: الماشية.

(4) المناوشة: المناولة في القتال، اى كان المشركون في تهيئة القتال (*)

 

===============

(68)

 

والمروة وأحل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كان ليفعل، فلما جاء عثمان قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أطفت بالبيت؟ فقال: ماكنت لاطوف بالبيت ورسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يطف به ; ثم ذكر القصة وماكان فيها، فقال لعلى (عليه السلام): اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: ماادرى ماالرحمن الرحيم الاأنى اظن هذاالذى باليمامة، ولكن اكتب كما نكتب باسمك اللهم ; قال: واكتب هذاماقاضى رسول الله سهيل بن عمرو، فقال سهيل: فعلى مانقاتلك يا محمد؟ فقال: انا رسول الله وانامحمد بن عبدالله، فقال الناس: انت رسول الله، قال: اكتب فكتب هذا ماقاضى عليه محمدبن عبدالله، فقال الناس: انت رسول الله وكان في القضية، ان من كانن منااتى اليكم رددتموه الينا ورسول الله غيرمستكره عن دينه، ومن جاء الينا منكم لم نرده اليكم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لاحاجة لنا فيهم وعلى ان يعبدالله فيكم علانية غير سر، وان كانوا ليتهادون السيور (1) في المدينة إلى مكة وماكانت قضية أعظم بركة منها لقد كاد أن يستولى على اهل مكة الاسلام، فضرب سهيل بن عمرو على أبى جندل ابنه فقال: أول ماقاضينا عليه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وهل قاضيت على شيئ؟ فقال: يامحمد ما كنت بغدار، قال: فذهب بأبى جندل فقال: يارسول الله تدفعنى اليه، قال: ولم أشترط لك، قال: وقال: اللهم اجعل لابى جندل مخرجا.

52 ـ في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أبى بصيرعن داود بن سرحان عن عبدالله بن فرقد عن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين صد بالحديبية قصر واحل ثم انصرف منها، ولم يجب عليه الحلق حتى يقضى المناسك فاما المحصور فانما يكون عليه التقصير.

53 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمدبن يحيى عن احمدبن محمد جميعا عن احمدبن محمدبن أبى نصر قال: سألت أباالحسن (عليه السلام) عن محرم انكسرت ساقة أى شئ يكون حاله وأى شئ عليه؟ قال: هوحلال من كل شئ، قلت: من النساء والثياب والطيب؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم، و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) السيور جمع السير: الذى يقد من الجلد مستطيلة. (*)

 

===============

(69)

 

قال: أما بلغك قول أبى عبدالله (عليه السلام): حلنى حيث حبستنى لقدرك الذى قدرت على قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج؟ قال: لابدأن يحج من قابل، قلت: أخبرنى عن المحصور والمصدود هما سواء؟ فقال: لا، قلت: فاخبرنى عن النبى (صلى الله عليه وآله) حين صده المشركون فقضى عمرته؟ قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك.

54 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير ومحمد بن اسماعيل عن المفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير وصفوان عن معاوية بن ابى عبدالله (عليه السلام) قال:

سمعته يقول المحصور غير المصدود، والمحصور المريض، والمصدود الذى يصده المشركون كما ردوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه ليس من مرض، والمصدود تحل له النساء والمحصور لا تحل له النساء، وفى آخر هذا الحديث قلت: فما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين رجع من الحديبية حلت له النساء ولم يطف بالبيت، قال: ليسا سواء كان النبى (صلى الله عليه وآله) مصدودا والحسين (عليه السلام) محصورا.

55 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الفضل بن يونس عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن رجل عرض له سلطان فأخذه ظالما يوم عرفة قبل أن يعرف فبعث به إلى مكة فحبسه، فلما كان يوم النحر خلى سبيله كيف يصنع؟ قال:

يلحق فيقف بجمع (1) ثم ينصرف إلى منى فيرمى ويذبح ويحلق ولا شيئ عليه، قلت: فان خلى عنه يوم النفر فكيف يصنع؟ قال: هذا مصدود عن الحج، ان كان دخل مكة متمتعا بالعمرة إلى الحج فليطف بالبيت اسبوعا ثم يسعى أسبوعا ويحلق رأسه ويذبح شاة فان كان مفردا للحج فليس عليه ذبح ولا شيئ عليه.

56 ـ حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن المثنى عن أبان عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال. المصدود يذبح حيث صد ويرجع صاحبه فيأتى النساء والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

57 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن الحسن بن علي (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه لمعاوية: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا سفيان في ستة مواطن إلى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الجزرى: الجمع علم للمزدلفة. (*)

 

===============

(70)

 

قوله: والخامسة قول الله عزوجل: " والهدى معكوفا ان يبلغ محله " وصددت انت وأبوك ومشركوا قريش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلعنه لعنة شملة وذريته إلى يوم القيامة.

- 58 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابن أبي عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: ما بال امير المؤمنين (عليه السلام) لم يقاتل فلانا وفلانا وفلانا؟ قال: لاية في كتاب الله عزوجل: لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما قال: قلت: ما يعنى بتزايلهم؟ قال: ودايع المؤمنين في أصلاب قوم كافرين، وكذلك القائم (عليه السلام) لن يظهر أبدا حتى تظهروا ودايع الله عزوجل فاذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل فقتلهم.

59 ـ وباسناده إلى ابراهيم الكرخى قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام). ـ او قال له رجل -: اصلحك الله ألم يكن على (عليه السلام) قويا في دين الله؟ قال: بلى قال: وكيف ظهر على القوم وكيف لم يدفعهم؟ ما يمنعه من ذلك؟ قال: آية في كتاب الله عزوجل قلت: وأى آية هى؟ قال: قوله عزوجل: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " انه كان لله عزوجل ودايع مؤمنون في اصلاب قوم كافرين ومنافقين ولم يكن على (عليه السلام) ليقتل الآباء حتى تخرج الودايع فلما خرج الودايع ظهر على من ظهر فقاتله، وكذلك قائمنا اهل البيت لن يظهر أبدا حتى تظهر ودايع الله عزوجل، فاذا ظهرت ظهر على من ظهر فيقتلهم.

60 ـ وباسناده إلى منصور بن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله الله عزوجل:

" لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما " قال: لو أخرج الله ما في اصلاب المؤمنين من الكافرين، وما في اصلاب الكافرين من المؤمنين " لعذبنا الذين كفروا ".

61 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما " حدثنا احمد بن على قال: حدثنا الحسين بن عبدالله قال: حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عبدالله بن الحسين عن بعض اصحابه عن فلان الكرخى قال: قال رجل لابى عبدالله (عليه السلام): الم يكن على (عليه السلام) قويا في بدنه قويا

 

===============

(71)

 

في امر الله؟ فقال له ابوعبدالله (عليه السلام): بلى، قال: فما منعه ان يدفع او يمنع؟ قال:

قد سألت فافهم الجواب منع عليا صلوات الله عليه من ذلك آية من كتاب الله عزوجل، فقال: واى آية؟ فقرأ: " لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا اليما " انه كان لله عزوجل ودايع مؤمنين في اصلاب قوم كافرين ومنافقين، فلم يكن على (عليه السلام) ليقتل الاباء حتى تخرج ودايع، فلما خرجت ظهر على من ظهر وقتله، وكذلك قائمنا أهل البيت (عليه السلام) لن يظهر أبدا حتى تخرج ودايع الله، فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله.

قال على بن ابراهيم: ثم قال جل ذكره: اذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية يعنى قريشا وسهيل بن عمرو حين قالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): لا نعرف الرحمان الرحيم، وقولهم: لو علمنا انك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما حاربناك فاكتب محمد بن عبدالله.

62 ـ في كتاب الخصال عن سماعة بن مهران قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه، فجرى ذكر العقل والجهل، فقال أبوعبدالله (عليه السلام):

اعرفوا العقل والجهل، إلى ان قال (عليه السلام): والانصاف وضده الحمية.

63 ـ عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعوذ في كل يوم من ست خصال: من الشك والشرك والحمية والغضب والبغى والحسد.

64 ـ في روضة الكافى سهل بن زياد عن ابراهيم بن عقبة عن سيابة بن أبى أيوب ومحمد بن الوليد وعلى بن أسباط يرفعونه إلى امير المؤمنين (عليه السلام) قال:

ان الله يعذب الستة بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، واهل الرساتيق بالجهل.

65 ـ في اصول الكافى على عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية، بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية.

66 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم

 

===============

(72)

 

عن داود بن نعمان عن منصور بن حازم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من تعصب او تعصب له فقد خلع ربق الايمان (1) من عنقه.

67 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم ودرست بن أبى منصور عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تعصب او تعصب له فقد خلع ربق الايمان من عنقه.

68 ـ أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن خضر عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من تعصب عصبه الله بعصابة من نار.

69 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن صفوان بن مهران عن عامر بن السمط عن حبيب بن أبى ثابت عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: لم تدخل الجنة حمية (2) غير حمية حمزة بن عبدالمطلب وذلك حين أسلم غضبا للنبى (صلى الله عليه وآله) في حديث السلا الذى القى على النبى (صلى الله عليه وآله) (3).

70 ـ على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الريق: الحبل.

(2) الحمية: الغيرة.

(3) السلا ـ مقصورا -: الجلد الرقيقة التى يكون فيها الولد من المواشى، وقصة السلا على ما ذكره الكلينى (رحمه الله) في باب مولد النبى (صلى الله عليه وآله) وغيره كالطبرسى في اعلام الورى هى: ان القريش كانوا يجدون في اذى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان أشد الناس عليه عمه أبولهب، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم جالسا في الحجر، فبعثوا إلى سلا شاة فألقوه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاغتم رسول الله من ذلك فجاء إلى أبى طالب فقال: يا عم كيف حسبى فيكم؟ قال:

وما ذاك يابن اخ! قال: ان قريشا القوا على السلا، فقال لحمزة: خذ السيف وكانت قريش جالسة في المسجد، فجاء أبوطالب ومعه السيف وحمزة ومعه السيف، فقال: أمر السلا على سبالهم، فمن أبى فاضرب عنقه، فما تحرك أحد حتى أمر السلا على سبالهم ثم التفت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يابن اخ هذا حسبك فينا. (*)

 

===============

(73)

 

عن المنقرى عن عبدالرزاق عن معمر عن الزهرى قال: سأل على بن الحسين (عليه السلام) عن العصبية فقال: العصبية التى يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا عن خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية ان يعين قومه على الظلم.

71 ـ في نهج البلاغة فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية واعتقاد الجاهلية، وانما تلك الحمية يكون في ص 410 المسلم من خطوات الشيطان ونخواته ونزغاته ونفثاته (1).

وفيه فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فانه ملاقح الشنآن ومنافخ الشيطان (2) اللاتى خدع بها الامم الماضية والقرون الخالية.

72 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن جميل قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قوله: والزمهم كلمة التقوى قال: هو الايمان.

73 ـ في تفسير على بن ابراهيم خطبة له (صلى الله عليه وآله) وفيها: وأولى القول كلمة التقوى.

74 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ان الله عزوجل عهد إلى في على بن ابى طالب (عليه السلام) عهدا قلت: يا رب بينه لى قال: اسمع قلت: قد سمعت، قال: ان عليا راية الهدى وامام أوليائى ونور من اطاعنى، وهو الكلمة التى الزمتها المتقين، من أحبه أحبنى ومن اطاعه اطاعنى.

وفى كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سلام الجعفى عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) عن ابى ذر عن النبى (صلى الله عليه وآله) مثله.

75 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن العباس قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) نزغات الشيطان: وساوسه التى يفسد بها، ونفثاته مثله.

(2) الملاقح: الفحول التى تلقح. والشنآن: البغض والمنافخ جمع منفخ مصدر نفخ الشيطان، ونفخه ونفثه: وسوسته وتسويله. (*)

 

===============

(74)

 

فينا خطيبا فقال: في آخر خطبته: نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى.

76 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال:

قال امير المؤمنين في خطبته: انا عروة الله الوثقى وكلمته التقوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

77 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل وفيه: ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى.

78 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وفيه قال النبي (صلى الله عليه وآله): وقوله لا اله الا الله يعنى وحدانيته، لا يقبل الله الاعمال الا بها، وهى كلمة التقوى يثقل الله بها الموازين يوم القيامة.

79 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سليمان بن مهران قال: قلت لجعفر بن محمد (عليه السلام) كيف صار الصرورة يستحب له دخول الكعبة دون من قد حج؟ قال لان الصرورة قاض فرض فدعوا إلى حج بيت الله فيجب أن يدخل البيت الذى دعى اليه ليكرم، قلت: فكيف صار الحلق عليه واجبا دون من قد حج؟ فقال: ليصير بذلك موسما بسمة الامنين، الا تسمع الله عزوجل يقول: لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

80 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبى نصر عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) الفرق (1) من السنة؟ قال: لا، قلت: فهل فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: نعم، قلت: كيف فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله يفرق كما فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله) [ فقد أصاب سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والا فلا ] قلت: كيف؟ قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما صد عن البيت وقد كان ساق الهدى وأحرم، أراه الله الرؤيا التى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفرق: الطريق في شعر الرأس. وفرق الشعر: سرحه. (*)

 

===============

(75)

 

أخبره الله بها في كتابه اذ يقول: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون " فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله سيفى له بما أراه، فمن ثم وفر ذلك الشعر الذى كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عزوجل، فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر، ولا كان ذلك من قبله (صلى الله عليه وآله).

81 ـ في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن درست بن أبى منصور عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام):

جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها من موضع واحد؟ قال: صدقت أما الكاذبة المختلفة فان الرجل يراها في اول ليلة في سلطان المردة الفسقة، وانما هى شئ يخيل إلى الرجل وهى كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة اذا أراها بعد الثلثين من الليل مع حلول الملائكة، وذلك قبل السحر وهى صادقة لا تخلف انشاء الله الا ان يكون جنبا أو ينام على غير طهور ولم يذكر الله عزوجل حقيقة ذكره، فانها تخلف (1) وتبطى على صاحبها.

82 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وروى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليهما السلام) قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين (عليه السلام): هذا يوسف قاسى مرارة الغربة وحبس في السجن توقيا للمعصية، وألقى في الجب وحيدا؟ قال له على (عليه السلام): لقد كان ذلك ومحمد (صلى الله عليه وآله) قاسى مرارة الغربة وفراق الاهل والاولاد، مهاجرا من حرم الله تعالى وآمنه، فلما رأى عزوجل كآبته (2) واستشعاره الحزن أراه تبارك وتعالى اسمه رؤيا توازى رؤيا يوسف في تأويلها وأبان للعالمين صدق تحديثها (3) فقال له: " لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون ".

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر " تختلف " بدل " تخلف ".

(2) الكآبة: الغم والحزن وسوء الحال.

(3) وفى المصدر " تحقيقها " بدل " تحديثها ". (*)

 

===============

(76)

 

83 ـ في كتاب الخصال عن جابر بن يزيد الجعفى قال: سمعت أبا جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) يقول: ليس على النساء أذان، إلى ان قال (عليه السلام): ولا الحلق، انما يقصرون من شعورهن.

84 ـ في تفسير على بن ابراهيم: فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعنى فتح خيبر لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما رجع من حديبية غزا خيبر، وقوله عزوجل: هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وهو الامام الذى يظهره الله عزوجل على الدين كله فيملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وهذا مما ذكرنا ان تأويله بعد تنزيله.

85 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى (عليه السلام) ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا املك، وذكر حدينا طويلا يقول فيه جل شانه وقد ذكر محمد (صلى الله عليه وآله): فتمت كلماتى لاظهرن دينه على الاديان كلها ولاعبدن بكل مكان.

86 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) ثم وصف اتباع نبيه (صلى الله عليه وآله) من المؤمنين فقال عزوجل: محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التورية ومثلهم في الانجيل وقال: " يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم و بايمانهم " يعنى اولئك المؤمنين.

87 ـ في كتاب الخصال باسناده إلى جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

مكتوب على باب الجنة لا اله الا الله محمد رسول الله على اخو الرسول، قبل أن تخلق الله السموات بألفى عام.

88 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن أبى عمير عن حماد عن

 

===============

(77)

 

حريز عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الاية في اليهود والنصارى يقول الله تعالى: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم " يعنى رسول الله تعالى (صلى الله عليه وآله) لان الله عزوجل قد انزل عليهم في التورية والانجيل والزبور صفة محمد (صلى الله عليه وآله) وصفة اصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: " محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تريهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في الانجيل " فهذه صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في التورية والانجيل وصفة اصحابه، فلما بعثه عزوجل عرفه اهل الكتاب كما قال جل جلاله.

89 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى (عليه السلام) ناجاه ربه تبارك وتعالى فقال له في مناجاته:

يا موسى اوصيك وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم، ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر، فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها، وانه راكع ساجد راغب راهب اخوانه المساكين، وانصاره قوم آخرون، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

90 ـ في محاسن البرقى عنه عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه و الله خلق طينتها من سبع سموات وهى من طينة الجنان، ثم تلا رحماء بينهم فهل يكون الرحم الا برا وصولا.

91 ـ في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابى المعزا عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخوفه. ويحق على المسلم الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لاهل الحاجة، وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم

الله عزوجل: " رحماء بينكم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

 

===============

(78)

 

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: ونقل (قدس سره) هذا الحديث في باب آخر وفيه: بدل بينكم " بينهم "

92 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن كليب الصيداوى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا وكونوا اخوة بررة كما امركم الله عزوجل.

93 ـ عنه عن على بن الحكم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاون على التعاطف، والمواساة لاهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما امركم الله " رحمآء بينهم " متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الانصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

94 ـ أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن عبدالله بن سنان قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك انى لارى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش (1) فأعتم لذلك غما شديدا، وأرى من خالفنا فأراه حسن السمت قال: لا تقل حسن السمت، فان السمت الطريق، ولكن قل حسن السيماء فان الله عزوجل يقول " سيماهم في وجوههم " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

95 ـ في من لا يحضره الفقيه وسأله عبدالله بن سنان عن قوله الله عزوجل " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " قال هو السهر في الصلوة.

96 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) وسأل الصادق (عليه السلام) عبدالله بن سنان عن قول الله عزوجل: " سيماهم في وجوههم من اثر السجود " قال: هو السهر في الصلوة.

97 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم ضرب لهم مثلا في مثل ذلك كزرع أخرج شطأه يعنى فلانا فآزره يعنى فلانا فاستغلظ فاستوى على سوقه

98 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن يزيد رفع الحديث إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) النزق: خفة في كل امر وعجلة في جهل وحمق. والطيش بمعنى النزق ايضا. (*)

 

===============

(79)

 

قال: درهم في الخضاب أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله، إلى قوله: ويغيظ به الكافر.

99 ـ في أمالى الشيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى ابن عباس أنه سئل عن قول الله عزوجل: وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما قال: سئل النبى (صلى الله عليه وآله) فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبى الله؟ قال: اذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أنور، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، وقد بعث الله محمدا فيقوم على بن أبى طالب (عليه السلام) فيعطى الله اللواء من النور الابيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، لا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة ويعرض الجميع عليه، رجلا رجلا، فيعطى اجره ونوره، فاذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول: لكم عندى لكم مغفرة وأجر عظيم، يعنى الجنة، فيقوم على بن ابى طالب (عليه السلام) والقوم تحت لوائهم معهم حتى يدخل الجنة ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة ويترك أقواما على النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

100 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن عمار بن عيسى عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبيجعفر (عليه السلام) وابراهيم بن عمر عن أبان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالى قال سليم: شهدت وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) حين أوصى إلى ابنه الحسن (عليه السلام) وذكر الوصية بتمامها وفيها: والله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا، ولم يأدوا محدثا فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤدى للمحدث.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال قال: من قرء سورة الحجرات في كل ليلة أو في كل يوم كان من زوار محمد (صلى الله عليه وآله).

===============

(80)

 

2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) أنه قال: ومن قرء سورة الحجرات أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل من أطاع الله ورسوله ومن عصاه.

3 ـ روى زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال: ما سلت السيوف ولا اقيمت الصفوف في صلوة ولا زحوف ولا جهر بأذان، ولا انزل الله: " يا ايها الذين آمنوا " حتى أسلم ابناء قبيلة الاوس والخزرج.

4 ـ في تفسير على بن ابراهيم: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم نزلت في وفد بنى تميم، كانوا اذا قدموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقفوا على باب حجرته فنادوا: يا محمد أخرج الينا. وكانوا اذا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) تقدموه في المشى، وكانوا اذا كلموه رفعوا أصواتهم فوق صوته، ويقولون يا محمد [ يا محمد ] ما تقول في كذا كما يكلمون بعضهم بعضا، فأنزل الله: " يا ايها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله " الاية.

5 ـ في جوامع الجامع وعن ابن عباس نزلت في ثابت بن قيس بن شماس وكان في اذنه وقر، وكان جهورى الصوت: فكان اذا كلم رفع صوته وربما تأذى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصوته.

6 ـ وعن أنس لما نزلت الاية فقد ثابت، فتفقده رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبر بشأنه، فدعاه فسأله فقال: يا رسول الله لقد انزلت هذه الاية وانى جهورى الصوت فأخاف ان يكون عملى قد حبط، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لست هناك انك تعيش بخير وتموت بخير وانك من اهل الجنة.

7 ـ في اصول الكافى محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر (عليه السلام) في حديث طويل يذكر فيه وفات الحسن بن على (عليه السلام) وما كان من الحميراء عند ذلك وفيه قال:

قال الحسين (عليه السلام): وقد قال الله عزوجل: يا ايها الذين آمنوا لا ترفعوا اصواتكم فوق صوت النبى ولعمرى قد ضربت أنت لابيك وفاروقه عند اذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) المعاول، وقال الله عزوجل، ان الذين يغضون اصواتهم....؟؟ رسول

 

===============

(81)

 

الله اولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى ولعمرى لقد ادخل ابوك وفاروقه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقربهما منه الاذى، وما رعيا من حقه ما امرهما الله به على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله حرم من المؤمنين أمواتا ما حرم منهم أحياءا.

8 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين فانها نزلت في مارية القبطية أم ابراهيم (عليه السلام)، وكان سبب ذلك ان عايشة قالت لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ان ابراهيم ليس هو منك وانما هو من جريح القبطى، فانه يدخل اليها في كل يوم، فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال لامير المؤمنين (عليه السلام): خذ السيف وأتنى برأس جريح، فاخذ امير المؤمنين (عليه السلام) السيف ثم قال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله انك اذا بعثتنى في أمرك أكون فيه كالسفود (1) المحمى في الوبر فكيف تأمرنى أثبت فيه أو أمضى على ذلك؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): بل تثبت، فجاء أمير المؤمنين إلى مشربة أم ابراهيم فتسلق عليها فلما نظر اليه جريح هرب منه وصعد النخلة، فدنا منه امير المؤمنين (عليه السلام) وقال له: انزل فقال له يا على اتق الله ما هيهنا اناس انى مجبوب (2) ثم كشف عن عورته فاذا هو مجبوب، فأتى به رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما شأنك يا جريح؟ فقال: يا رسول الله ان القبط يحبون حشمهم ومن يدخل إلى أهليهم، والقبطيون لا يأنسون الا بالقبطيين، فبعثنى أبوها لادخل اليها وأخدمها واونسها، فأنزل الله عزوجل " يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ " الآية

9 ـ وفى رواية عبدالله بن موسى عن أحمد بن راشد عن مروان بن مسلم عن عبدالله بن بكير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمر بقتل القبطى وقد علم انها كذبت عليه أم لم يعلم، وانما دفع الله عن القبطى القتل بتثبت على؟ فقال: قد كان والله اعلم، ولو كانت عزيمة من رسول الله ما رجع على حتى يقتله، ولكنه انما فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) لترجع من ذنبها، فما رجعت ولا اشتد

ـــــــــــــــــــــــــ

 السفود ـ كتنور: ـ حديدة يشوى عليها اللحم.

(2) المجبوب: الخصى، المقطوع. (*)

 

===============

(82)

 

عليها، قتل رجل مسلم بكذبها.

10 ـ في مجمع البيان والمروى عن الباقر (عليه السلام) " فتثبتوا " بالثاء والتاء.

11 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن الحسين بن على (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: وما أنت يا وليد بن عقبة فوالله ما الومنك أن تبغض عليا (عليه السلام) وقد جلدك في الخمس ثمانين جلدة، وقتل اباك صبرا بيده يوم بدر، أم كيف نسبه فقد سماه الله مؤمنا في عشر آيات من القرآن وسماك فاسقا، وهو قوله: " ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".

12 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) للمنصور: لا تقبل في أذى رحمك واهل الرعاية من اهل بيتك قول من حرم الله عليه الجنة وجعل مأواه النار فان النمام شاهد الزور وشريك ابليس في الاغواء بين الناس، وقد قال الله تبارك وتعالى: " يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ".

13 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن سعيد بن يسار قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): انا نشترى الغنم بمنى، ولسنا نعرف عرف بها أم لا (1) فقال انهم يكذبون لا عليك ضح بها.

14 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبى (رحمه الله) قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن أبى جميلة المفضل بن صالح عن زيد الشحام قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن الرفث والفسوق والجدال، قال: اما الرفث فالجماع، واما الفسوق فهو الكذب، الا تسمع قول الله عزوجل: " يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة " واما الجدال هو قول الرجل: لا والله وبلى والله وسباب الرجل الرجل.

15 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الشيخ (رحمه الله) في التهذيب: ولا يجوز أن يضحى الا بما قد عرف به، وهو الذى احضر عشية عرفة بعرفة " انتهى ". وبه يفسر هذا الحديث. (*)

 

===============

(83)

 

بن اورمة عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله:

حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم يعنى امير المؤمنين (ع) وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان الاول والثانى والثالث.

16 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن حريز عن فضل بن يسار قال:

سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الحب والبغض من الايمان هو؟ فقال: وهل الايمان الا الحب والبغض، ثم تلا هذه الاية: " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون ".

17 ـ على بن ابراهيم عن ابيه وعلى بن محمد القاسانى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: حرام على قلوبكم ان تعرف حلاوة الايمان حتى تزهد في الدنيا.

18 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن على بن حسان عن عبدالرحمن بن عمير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: " حبب عليكم الايمان وزينه في قلوبكم " يعنى امير المؤمنين (عليه السلام) " وكره اليكم الكفر و الفسوق والعصيان " الاول والثانى والثالث.

19 ـ في مجمع البيان وقيل: الفسوق الكذب عن ابن عباس وابن زيد و هو المروى عن أبى جعفر (عليه السلام).

20 ـ في محاسن البرقى عنه عن محمد بن خالد عن النضر بن سويد عن يحيى بن أيوب بن الحر عن الحسن بن زياد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله: " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم " هل للعباد بما حبب الله صنع؟ قال:

لا: ولا كرامة.

21 ـ عنه عن أحمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال عن أبى عبيدة زياد الحذاء عن أبى جعفر (عليه السلام) في حديث له قال: يا زياد ويحك وهل الدين الا الحب؟ الا ترى إلى قوله الله " ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " أولا ترون قول الله لمحمد (صلى الله عليه وآله): " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم " قال

 

===============

(84)

 

" يحبون من هاجر اليهم " وقال: الدين هو الحب والحب هو الدين.

22 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن ابيه (عليه السلام) انه قال القتل قتلان قتل كفارة وقتل درجة، والقتال قتالان قتال الفئة الكافرة حتى يسلموا، وقتال الفئة الباغية حتى يفيئوا.

23 ـ في الكافى باسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سأل رجل أبا عبدالله (عليه السلام) عن حروب أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان السائل من محبينا، فقال له: ان الله تعالى بعث محمدا بخمسة أسياف، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها، ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم " فيومئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " وسيف منها مكفوف، وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا. وحكمه الينا إلى قوله: وأما السيف المكفوف فسيف على اهل البغى و التأويل، قال الله تعالى: وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفيئ إلى امر الله فلما نزلت هذه الاية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان منكم من يقاتل بعدى على التأويل كما قاتلت على التنزيل، فسئل النبى (صلى الله عليه وآله) من هو؟ قال: خاصف النعل يعنى امير المؤمنين (عليه السلام) ثم قال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلثا و هذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى بلغوا بنا السعفات من هجر (1) لعلمنا انا على الحق وأنهم على الباطل، وكان السيرة فيهم ان امير المؤمنين (عليه السلام) ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في اهل مكة يوم فتح مكة، فانه لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، وكذلك قال امير المؤمنين يوم البصرة نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية، ولا تجهزوا على جريح (2) ولا تتبعوا مدبرا، ومن أغلق

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) السعفات جمع السعفة: اغصان النخل، والهجر ـ بالتحريك -: بلدة باليمن واسم لجميع ارض البحرين، وانما خص هجر لبعد المسافة او لكثرة النخل بها.

(2) اجهز على الجريح. اسرع في قتله. (*)

 

===============

(85)

 

بابه والقى سلاحه فهو آمن.

24 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام) وقال: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " اى ترجع فان فاءت اى رجعت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين.

25 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن على بن الحسين عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل " قال: الفئتان (1) انما جاء تأويل هذه الآية يوم البصرة وهم اهل هذه الآية وهم الذين بغوا على أمير ـ المؤمنين (عليه السلام) فكان الواجب عليه قتالهم وقتلهم حتى يفيئوا إلى امر الله، ولو لم يفيئوا لكان الواجب عليه فيما أنزل الله أن لا يرفع السيف عنهم حتى يفيئوا او يرجعوا عن رأيهم، لانهم بايعوا طائعين غير كارهين (2) وهى الفئة الباغية كما قال الله عزوجل فكان الواجب على أمير المؤمنين أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم، كما عدل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أهل مكة، انما من عليهم وعفا وكذلك صنع امير المؤمنين (عليه السلام) بأهل البصرة حيث ظفر بهم مثل ما صنع النبى (صلى الله عليه وآله) بأهل مكة حذو النعل بالنعل.

26 ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام) عن طائفتين من المؤمنين احديهما باغية والاخرى عادلة اقتتلوا، فقتل رجل من أهل العراق أباه وابنه أو حميمه وهو من أهل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفئتان تفسير للطائفتين.

(2) قال المجلسى (رحمه الله): هذا بيان لكذبهم وبغيهم على جميع المذاهب فان مذهب المخالفين ان مدار وجوب الاطاعة على البيعة. فهم بايعوا طائعين غير مكرهين، فاذا نكثوا فهم على مذهبهم ايضا من الباغين. (*)

 

===============

(86)

 

البغى وهو وارثه هل يرثه؟ قال: نعم لانه قتله بحق.

27 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): انما المؤمنين اخوة بنو أب وام، اذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون.

28 ـ عنه عن أبيه عن فضالة بن أيوب عن عمر بن أبان عن جابر الجعفى قال:

تقبضت بين يدى أبى جعفر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبنى، أو أمر ينزل بى حتى يعرف ذلك أهلى في وجهى وصديقى، فقال: نعم يا جابر ان الله عزوجل خلق المؤمنين من طينة الجنان، واجرى فيهم من ريح روحه، ولذلك المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه فاذا اصاب روحا من تلك الارواح في ولد من الولدان حزن حزنت هذه لانها منها.

29 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن على بن عقبة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيحلفه.

30 ـ وباسناده إلى أبى بصير قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: المؤمن اخو المؤمن كالجسد الواحد، ان اشتكى شيئا منه وجد الم ذلك في ساير جسده، و أرواحهما من روح واحدة، وان روح المؤمن لاشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

31 ـ وباسناده إلى الحارث بن المغيرة قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): المسلم اخو المسلم، هو عينه ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه.

32 ـ وباسناده إلى حفص بن البخترى قال: كنت عند ابى عبدالله (عليه السلام) ودخل عليه رجل فقال لى: تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لى: ولم لا تحبه وهو أخوك و شريكك في دينك وعونك على عدوك ورزقه على غيرك.

33 ـ وباسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال:

سمعته يقول: المؤمن اخو المؤمن لابيه وأمه، لان الله عزوجل خلق المؤمنين من

 

===============

(87)

 

طينة الجنان واجرى في صورهم من ريح الجنة، فلذلك هم اخوة لاب وام.

34 ـ وباسناده إلى على بن عقبة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله، لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه.

35 ـ احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن عبدالله عن رجل عن جميل عن ابى عبدالله قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم بعضهم لبعض، قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم بعضا الحديث.

36 ـ وباسناده إلى المفضل بن يسار قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم، فضلوا الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفئوا (1) ولزموا اصول الشجر، فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا فشربوا وارتووا فقالوا: من أنت يرحمك الله؟ فقال: انا من الجن الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) انى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول المؤمن اخو المؤمن عينه ودليله، فلم تكونوا تضيعوا بحضرتى.

37 ـ وباسناده إلى ربعى عن الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام)، يقول: المسلم اخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه، قال ربعى: فسألنى رجل من اصحابنا بالمدينة فقال: سمعت الفضيل يقول ذلك، قال: فقلت له: نعم، فقال فانى سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه.

38 ـ في محاسن البرقى عنه عن ابى عبدالله احمد بن محمد السيارى وحسن بن معاوية عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة الثمالى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: المؤمن اخو المؤمن لابيه وامه، وذلك ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من طينة جنان السموات واجرى فيهم من ريح روحه، فلذلك هو اخوه لابيه وامه.

39 ـ في بصائر الدرجات الحسن بن على بن معاوية عن محمد بن سليمان

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى اتخذوا الكفن ولبسوه. (*)

 

===============

(88)

 

عن ابيه عن عيسى بن اسلم عن معاوية بن عمار قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) جعلت فداك هذا الحديث الذى سمعته منك ما تفسيره؟ قال: وما هو قال: ان المؤمن ينظر بنور الله، يا معاوية ان الله خلق المؤمنين من نوره وصبغهم في رحمته، واخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن اخو المؤمن لابيه وامه ابوه النور وامه الرحمة، وانما ينظر بذلك النور.

40 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) باسناده إلى ابى سعيد الخدرى عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول فيه: يا فاطمة ان لعلى ثمانية أضراس قواطع لم تجعل لاحد من الاولين والآخرين، هو أخى في الدنيا والآخرة، ليس ذلك لغيره من الناس.

41 ـ في مجمع البيان وروى الزهرى عن سالم عن ابيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يسلبه، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما يستره الله يوم القيامة أورده البخارى ومسلم في صحيحهما.

42 ـ وفى وصية النبى (صلى الله عليه وآله) لامير المؤمنين على بن ابيطالب (عليه السلام): سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أجب دعوة، سر أربعة اميال زراخا في الله، سر خمسة أميال اجب دعوة الملهوف، سر ستة أميال انصر المظلوم وعليك بالاستغفار.

قال عز من قائل: فاصلحوا بين اخويكم

43 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن حماد بن أبى طلحة عن حبيب الاحول قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: صدقة تحبها الله اصلاح بين الناس اذا تفاسدوا، وتقارب بينهم اذا تباعدوا عنه عن محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن ابى عبدالله (عليه السلام) مثله.

44 ـ عنه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: لئن اصلح بين اثنين أحب إلى من ان اتصدق بدينارين.

45 ـ عنه عن احمد بن محمد عن ابن سنان عن مفضل قال: قال ابوعبدالله

 

===============

(89)

 

(عليه السلام): اذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من مالى (1)

46 ـ ابن سنان عن ابى حنيفة سائق الحاج قال: مر بنا المفضل وانا وختنى (2) نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى المنزل، فاتيناه فأصلح بيننا بأربعماة درهم، فدفعها الينا من عنده حتى اذا استوثق كل واحد منها من صاحبه، قال: اما انها ليس من مالى ولكن ابوعبدالله (عليه السلام) امرنى اذا تنازع رجلان من اصحابنا في شيئ ان اصلح بينهما وافتديهما من ماله، فهذا من مال ابى عبدالله (عليه السلام).

47 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالله بن المغيرة عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: المصلح ليس بكاذب. (3)

48 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابن محبوب عن معاوية ابن وهب او معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال: ابلغ عنى كذا وكذا ـ في اشياء امر بها ـ قلت: فابلغهم عنك واقول عنى ما قلت لى وغيرالذى قلت؟ قال:

نعم ان المصلح ليس بكذاب.

49 ـ في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن فانها نزلت في صفية بنت حى بن اخطب، وكانت زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وذلك ان عايشة وحفصة كانتا تؤذيانها وتشتمانها وتقولان لها: يا بنت اليهودية.

فشكت ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لها: الا تجيبهما؟ فقالت: بماذا يا رسول الله قال: قولى ان أبى هارون نبى الله وعمى موسى كليم الله، وزوجى محمد رسول الله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) من الافتداء، وقال المجلسى (رحمه الله): كان الافتداء هنا مجار قال: المال يدفع المنازعة كما ان الدية تدفع الدم، أو كما ان الاسير يفتدى بالفداء كذلك كل منهما يفتدى من الاخر بالمال فالاسناد إلى النار على المجاز.

(2) الختن: زوج بنت الرجل وزوج اخته او كل من كان من قبل المرئة.

(3) قال الفيض (رحمه الله): يعنى اذا تكلم بما لا يطابق الواقع فيما يتوقف عليه الاصلاح لم يعد كلامه كذبا. (*)

 

===============

(90)

 

(صلى الله عليه وآله)، فما تنكران منى؟ فقالت لهما، فقالتا: هذا علمك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فانزل الله في ذلك: " يا ايها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم " إلى قوله: " ولا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ".

50 ـ في عيون الاخبار في باب ما أنشده الرضا (عليه السلام) من الشعر في الحلم وغيره حدثنا الحاكم أبوعلى الحسين بن أحمد البيهقى قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنا محمد بن يحيى بن أبى عباد قال: حدثنى عمى قال: سمعت الرضا

(عليه السلام) يوما ينشد وقليلا ما كان ينشد شعرا كلنا نأمل مدا في الاجل * والمنايا هن آفات الامل ـ لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل ـ انما الدنيا كظل زايل * حل فيه راكب ثم رحل فقلت: لمن هذا اعز الله الامير؟ فقال: لعراقى لكم، قلت أنشدنيه ابو العتاهية لنفسه، فقال: هات اسمه ودع هذا، ان الله سبحانه يقول: ولا تنابزوا بالالقاب ولعل الرجل يكره هذا.

51 ـ في كتاب الخصال عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) اذ دخل اليه رجل من اهل اليمن، فسلم عليه فرد (عليه السلام) وقال له: مرحبا بك يا سعد، فقال له الرجل: جعلت فداك بهذا كنت القب، فقال له ابوعبدالله (عليه السلام):

لا خير في اللقب ان الله تعالى يقول في كتابه: " لا تنابزوا بالالقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان " قال عز من قائل: يا ايها الذين آمنوا آجتنبوا كثيرا من الظن.

52 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض اصحابه عن الحسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه إلى قوله بعد نقل حديث عن أبى عبدالله (عليه السلام) وقبل هذا: على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن أبى عبدالله (عليه السلام) ونقل حديثا ايضا عنه عن أبيه عمن حدثه عن الحسين بن المختار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال قال: امير المؤمنين

 

===============

(91)

 

(عليه السلام) في كلام له: ضع امر اخيك على احسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه، ولا تظنن بكلمة خرجت من اخيك سوءاوانت تجد لها في الخير محملا.

53 ـ وباسناده إلى ابى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون لى على اعمالهم التى يعملونها لثوابى، فانهم لو اجتهدوا واتعبوا انفسهم ـ اعمارهم ـ في عبادتى كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم كنه عبادتى إلى قوله: ولكنى برحمتى فليثقوا وفضلى فليرجوا والى حسن الظن بى فليطمأنوا.

54 ـ وباسناده إلى ابى جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب على (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال وهو على منبره: والذى لا اله الا هو ما اعطى مؤمن قط خير الدنيا والاخرة الا بحسن ظنه بالله ورجائه له، وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين، والذى لا اله الا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار الا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذى لا اله الا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله الا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لان الله كريم بيده الخيرات، يستحيى ان يكون عبده المؤمن قد احسن به الظن ثم يخلف ظنه و رجائه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا اليه.

55 ـ وباسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال: احسن الظن ان الله عزوجل يقول: أنا عند ظن عبدى المؤمن بى، ان خيرا فخيرا وان شرا فشرا (1)

56 ـ وباسناده إلى سفيان بن عيينة قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: حسن الظن بالله ان لا ترجو الا الله ولا تخاف الا ذنبك (2)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال المجلسى (رحمه الله) هذا الخبر مروى من طرق العامة ايضا، وقال الخطابى معناه أنا عند ظن عبدى في حسن عمله وسوء عمله، لان من حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه.

(2) قال في البحار: فيه اشارة إلى ان حسن الظن بالله ليس معناه ومقتضاه ترك العمل والاجتراء على المعاصى اتكالا على رحمة الله بل معناه انه مع العمل لا يتكل على عمله وانما يرجو قبوله من فضله وكرمه ويكون خوفه من ذنبه وقصور عمله لامن ربه فحسن الظن ـ (*)

 

===============

(92)

 

57 ـ في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه من الاربعمأة باب اطرحوا سوء الظن بينكم، فان الله نهى عن ذلك.

58 ـ في نهج البلاغة وقال (عليه السلام): اذا استولى الصلاح على الزمان وأهله ثم أساء رجل الظن برجل لم يظهر منه حوبة فقد ظلم (1) واذا استولى الفساد على الزمان وأهله ثم أحسن رجل الظن برجل فقد غرر.

59 ـ في مجمع البيان وفى الحديث: اياكم والظن فان الظن الكذب الحديث.

قال عز من قائل: ولا تجسسوا

60 ـ في اصول الكافى باسناده إلى عبدالله بن بكير عن زرارة عن أبيجعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام) قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخى الرجل الرجل على الدين، فيحصى عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما. وباسناده إلى زرارة عن أبيجعفر (عليه السلام) نحوه بتغيير يسير غير مغير للمعنى.

61 ـ وباسناده إلى ابن بكير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: أبعدما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخى الرجل وهو يحفظ زلاته ليعيره بها يوما.

62 ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم أو الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تطلبوا عثرات المؤمنين فان من تتبع عثرات اخيه تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه ولو في جوف بيته.

63 ـ وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

ـــــــــــــــــــــــــ

 ـ لا ينافى الخوف بل لابد من الخوف وضمه مع الرجاء وحسن الظن كما مر " انتهى " أقول:

لعل معنى كلامه (ع) ان العبد اذا علم من ربه انه أرحم الراحمين وأرأف بعبده من الولد إلى ولده فلا شئ يدعوه إلى الخوف منه تعالى، وهذا معنى حسن الظن به عزوجل، واما من جهة عصيانه وترك اوامره فهو خائف من انه تعالى عاقبه بذنبه وتجريه على هذا الرب الرؤف فدائما يكون الخوف من الذنب وتبعاته واما بالنسبة اليه تبارك وتعالى فليس له الا الرجاء منه تعالى.

(1) الحوبة: المعصية (*)

 

===============

(93)

 

يا معشر من أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه، لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثرته، ومن تتبع الله عثرته يفضحه.

64 ـ وباسناده إلى اسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا معشر من أسلم بلسانه ولم يخلص الايمان إلى قلبه، لا تذموا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من تتبع عوراتهم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته، وباسناده إلى أبى الجارود عن أبيجعفر (عليه السلام) مثله.

65 ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مروان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة إلى ان قال: والمستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه ألانك (1).

66 ـ عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث له: ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في أذنيه ألانك يوم القيامة، قال سفيان: ألانك الرصاص.

67 ـ وفيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه من الاربعمأة باب: اياكم وغيبة المسلم، فان المسلم لا يغتاب اخاه وقد نهى الله ان يأكل لحم اخيه ميتا.

68 ـ عن اسباط بن محمد باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: الغيبة اشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه، وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى يكون صاحبه الذى يحله.

69 ـ عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ثلاث من كن فيه اوجبن له على الناس أربعا: من اذا حدثهم لم يكذبهم، واذا خالطهم لم يظلمهم، واذا وعدهم لم يخلفهم، وجب ان يظهر في الناس عدالته، ويظهر فيهم مروته، وان تحرم عليهم غيبته، وأن تجب عليهم اخوته.

70 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من اخبار هذه المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الانك: الرصاص كما سيأتى في الحديث الآتى. (*)

 

===============

(94)

 

يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو ممن كملت مروته، وظهرت عدالته، ووجبت اخوته، وحرمت غيبته.

71 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن العباس بن عامر عن ابان عن رجل لا نعلمه الا يحيى الازرق قال: قال لى ابوالحسن (عليه السلام) من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته.

72 ـ وباسناده إلى عبدالرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:

الغيبة ان تقول في اخيك مما ستره الله عليه، واما الامر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا، والبهتان ان يقول فيه ما ليس فيه.

73 ـ وباسناده إلى داود بن سرحان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الغيبة قال هو أن تقول لاخيك في دينه مالم يفعل، وتثبت عليه امرا قد ستره الله عليه، لم يقم عليه فيه حد.

74 ـ وباسناده إلى السكونى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغيبة اسرع في دين الرجل المسلم من الاكلة في جوفه.

قال وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجلوس في المسجد انتظار الصلوة عبادة ما لم يحدث قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب.

75 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن هارون بن الجهم عن حفص بن عمر عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سئل النبى ما كفارة الاغتياب؟ قال:

تستغفر الله لمن اغتبته كما ذكرته.

76 ـ فيمن لا يحضره الفقيه في مناهى النبى (صلى الله عليه وآله) ونهى عن الغيبة. وقال من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه، وجاء يوم القيامة من فيه رائحة انتن من الجيفة، تتأذى به اهل الموقف، فان مات قبل ان يتوب مات مستحلا لما حرم الله عزوجل، الا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مسجد فردها عنه رد الله عنه الف باب من الشر في الدنيا والاخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على...؟؟؟ عليه

 

===============

(95)

 

كوزر من اغتابه سبعين مرة.

77 ـ في مجمع البيان وفى الحديث قولوا في الفاسق ما فيه كى يحذره الناس.

78 ـ وعن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اياكم والغيبة فان الغيبة أشد من الزنا، ثم قال: ان الرجل يزنى ويتوب فيتوب الله عليه، وان صاحب الغيبة لا يغفر له الا ان يغفر له صاحبه، وفى الحديث: اذا ذكرت الرجل بما فيه مما يكرهه فقد اغتبته، واذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته.

79 ـ في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى أبى ذر عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: يا أباذ ذر اياك والغيبة، فان الغيبة اشد من الزنا، قلت: يا رسول الله ولم ذاك فداك ابى وامى؟ قال: لان الرجل يزنى فيتوب، فيقبل الله توبته، والغيبة لا تغفر حتى يغفرها صاحبها.

80 ـ في جوامع الجامع وروى ان ابا بكر وعمر بعثا سلمان إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليأتى بهما بطعام، فبعثه إلى أسامة بن زيد وكان خازن رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رحله فقال: ما عندى شيئ، فعاد اليهما فقالا: بخل أسامة ولو بعثنا سلمان إلى بئر سميحة لغار ماؤها، ثم انطلقا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لهما: مالى أرى خضرة اللحم في أفواهكما؟ قالا: يا رسول الله ما تناولنا اليوم لحما، قال ظلتم تأكلون لحم سلمان واسامة فنزلت.

81 ـ في كتاب مقتل الحسين لابى مخنف (رحمه الله) (عليه السلام) من اشعاره (عليه السلام) في موقف كربلا:

لقد فاز الذى نصروا حسينا * وخاب الآخرون بنو السفاح ومنها كل ذا العالم يرجو فضلنا * غير ذا الرجس اللعين الوالدين

82 ـ في عيون الاخبار في باب قول الرضا لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه: حدثنا الحاكم ابوعلى الحسين بن احمد البيهقى قال: حدثنى محمد بن يحيى الصولى قال: حدثنى ابوعبدالله محمد بن موسى بن نصر الرازى

 

===============

(96)

 

قال: سمعت ابى يقول: قال الرجل للرضا (عليه السلام)، والله ما على وجه الارض اشرف منك ابا فقال: التقوى شرفهم وطاعة الله اخفضهم، فقال له آخر: انت والله خير الناس، فقال له: لا تحلف يا هذا خير منى من كان اتقى الله تعالى واطاع له، و الله ما نسخت هذه الآية: وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم

83 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " قال الشعوب العجم، والقبائل العرب، وقوله: " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " وهو رد على من يفتخر بالاحساب و الانساب.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة يا ايها الناس ان الله قد اذهب عنكم بالاسلام نخوة الجاهلية. وتفاخرها بآبائها، ان العربية ليست باب والد، وانما هو لسان ناطق، فمن تكلم به فهو عربى، الا انكم من آدم وآدم من التراب، وان اكرمكم عند الله اتقاكم.

84 ـ اخبرنا الحسين بن على عن ابيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان عن على بن الحسين العبدى عن ابى هارون العبدى عن ربيعة السعدى عن حذيفة بن اليمانى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله خلق الخلق قسمين فجعلنى في خيرهما قسما، وذلك قوله: " وأصحاب اليمين واصحاب الشمال " فانا من اصحاب اليمين، وانا خير من اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلنى في خيرهما ثلاثا، وذلك قوله: " اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشئمة ما اصحاب المشئمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين وانا خير السابقين، ثم جعل الاثلاث قبائل فجعلنى في خيرها قبيلة، وذلك قوله: " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " فقبيلتى خير القبائل، وانا سيد ولد آدم واكرمكم على الله ولا فخر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

===============

(97)

 

85 ـ في مجمع البيان وقيل: اراد بالشعوب الموالى، وبالقبايل العرب في رواية عطا عن ابن عباس والى هذا ذهب قوم فقالوا: الشعوب من العجم و القبايل من العرب والاسباط من بنى اسرائيل، وروى ذلك عن الصادق (عليه السلام).

86 ـ وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: يقول الله تعالى يوم القيامة: امرتكم فضيعتم ما عهدت اليكم فيه، ورفعتم انسابكم فاليوم ارفع نسبى واضع انسابكم اين المتقون؟ ان اكرمكم عند الله اتقاكم.

87 ـ وروى ان رجلا سأل عيسى بن مريم اى الناس افضل؟ فاخذ قبضتين من تراب ثم قال: اى هاتين افضل؟ الناس خلقوا من تراب، فاكرمهم اتقاهم، ابوبكر البيهقى بالاسناد عن عباية بن ربعى عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان الله عزوجل جعل القسمين فجعلنى في خيرهم قسما وذلك قوله: واصحاب اليمين و اصحاب الشمال، فانا من أصحاب اليمين، وانا خير من اصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلنى في خيرها ثلاثا، وذلك قوله " واصحاب الميمنة واصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فانا من السابقين، وانا خير السابقين، ثم جعل الاثلاث قبايل فجعلنى في خيرها قبيلة، فذلك قوله: " وجعلناكم شعوبا وقبائل " الاية فانا اتقى ولد آدم واكرمهم على الله ولا فخر، ثم جعل القبايل بيوتا فجعلنى في خيرها بيتا، وذلك قوله عزوجل: " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت و يطهركم تطهيرا " فانا واهلى مطهرون من الذنوب.

88 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى الحسين بن خالد قال على بن موسى الرضا (عليه السلام): لا دين لمن لا ورع له، ولا امان لمن لا تقية له، وان اكرمكم عند الله اعملكم بالتقية.

89 ـ في اعتقادات الامامية للصدوق (رحمه الله) وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله تعالى: " ان اكرمكم عند الله اتقاكم " قال: اعملكم بالتقية.

90 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن ابى بكار عن ابى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله (عليه السلام)

 

===============

(98)

 

قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوج مقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب و انما زوجه لتتضع المناكح وليتأسوا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وليعلموا ان أكرمكم عند الله أتقاهم.

91 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب، ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح ولتتأسوا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولتعلموا ان اكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبدالله وأبى طالب لابيهما وأمهما.

92 ـ في اصول الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن محمد بن اسماعيل عن حنان بن عقبة بن بشير الاسدى قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): أنا عقبة بن بشير الاسدى وأنا في الحسب الضخم من قومى؟ قال: فقال: ما تمن علينا بحسبك، ان الله رفع بالايمان من كان الناس يسمونه وضيعا اذا كان مؤمنا، و وضع بالكفر من كان الناس يسمونه شريفا اذا كان كافرا، فليس لاحد فضل على أحد الا بالتقوى.

93 ـ في كتاب مقتل الحسين (عليه السلام) لابى مخنف (رحمه الله) من كلامه من موقف كربلا أما أنا ابن بنت نبيكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب لكم ابن بنت نبى غيرى.

94 ـ ومن كلامه (عليه السلام) للشمر لعنه الله: يا ويلك ومن أنا؟ فقال: الحسين و ابوك على بن ابى طالب، وأمك فاطمة الزهراء، وجدك محمد المصطفى، فقال له الحسين (عليه السلام): يا ويلك اذا عرفت بأن هذا حسبى ونسبى فلم تقتلنى؟ ومن اشعاره (عليه السلام):

انا بن على الحر من آل هاشم * كفانى بهذا مفخر حين افخر ـ وفاطم أمى ثم جدى محمد * وعمى يدعى ذو الجناحين جعفر ـ ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا * بكأس رسول الله ما ليس ينكر ـ

 

===============

(99)

 

اذا ما أتى يوم القيامة ظاميا * إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر ومن اشعاره (عليه السلام) ايضا:

خيرة الله من الخلق أبى * بعد جدى فانا ابن الخيرتين * أمى الزهراء حقا وأبى * وارث العلم ومولى الثقلين * فضة قد صفيت من ذهب * فأنا الفضة وابن الذهبين * والدى شمس وأمى قمر * فانا الكوكب وابن القمرين * عبد الله غلاما يافعا (1) * وقريش يعبدون الوثنين * من له جد كجدى في الورى * او كأمى في جميع المشرقين * خصه الله بفضل وتقى * فأنا الازهر وابن الازهرين * جوهر من فضة مكنونة * فأنا الجوهر وابن الدرتين * جدى المرسل مصباح الدجى * وأبى الموفى له بالبيعتين * والدى خاتمه جاد به * حين وافى رأسه للركعتين * ايده الله بطاهر طاهر * صاحب الامر ببدر وحنين * ذاك والله على المرتضى * ساد بالفضل على اهل الحرمين.

95 ـ في روضة الكافى عن على بن ابراهيم عن عبدالله بن محمد بن عيسى عن صفوان بن يحيى عن حنان قال: سمعت ابى يروى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: كان سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد، فأقبلوا ينتسبون ويرفعون حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب أخبرنى من انت ومن ابوك وما اصلك؟ فقال: انا سلمان بن عبدالله كنت ضالا فهدانى الله عزوجل بمحمد (صلى الله عليه وآله) كنت عائلا فأغنانى الله بمحمد (صلى الله عليه وآله) وكنت مملوكا فاعتقنى الله بمحمد، هذا نسبى وهذا حسبى قال: فخرج النبى (صلى الله عليه وآله وسلم)ان يكلمهم، فقال له سلمان: يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء حبست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في انسابهم حتى اذا بلغوا إلى، قال عمر بن الخطاب: من انت وما اصلك وما حسبك؟ فقال النبى (صلى الله عليه وآله) فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت: انا سلمان بن عبدالله كنت ضالا فهدانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت عائلا فأغنانى الله عز ذكره بمحمد، وكنت مملوكا فأعتقنى الله عز ذكره بمحمد، هذا حسبى وهذا نسبى فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) يفع الغلام: راهق العشرين وقبل: ترعرع وناهز البلوغ. (*)

 

===============

(100)

 

يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه، ومروته خلقه واصله عقله، قال الله عزوجل:

" انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم " ثم قال النبى لسلمان: ليس لاحد من هؤلاء عليك فضل الا بتقوى الله عزوجل وان كان التقوى لك عليهم فأنت افضل.

96 ـ ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن الحجال عن جميل بن دراج قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): فما الكرم؟ قال: التقوى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

97 ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى يونس بن ظبيان عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثنى أبى عن أبيه عن جده ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أعبد الناس من اقام الفرائض، إلى قوله: واكرم الناس وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

98 ـ وروى على بن مهزيار عن الحسن بن سعيد عن الحارث بن محمد النعمان الاحول صاحب الطاق عن جميل بن صالح عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من احب ان يكون اكرم الناس فليتق الله، ومن احب ان يكون أتقى الناس فليتوكل على الله.

99 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن جميل بن دراج قال: سئلت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم فقال: الا ترى ان الايمان غير الاسلام.

100 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من اصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن ابان عن ابى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا " فمن زعم انهم آمنوا فقد كذب، ومن زعم انهم لم يسلموا فقد كذب.

101 ـ عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد

 

===============

(101)

 

جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن حمران بن اعين عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الاسلام لا يشرك الايمان، والايمان يشرك الاسلام، وهما في القول والفعل يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة، وكذلك الايمان يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان، وقد قال الله عزوجل: " قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم " فقول الله اصدق القول، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

102 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن النعمان عن ابن مسكان عن سليمان بن خالد عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال ابوجعفر (عليه السلام):

يا سلمان أتدرى من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنت اعلم، قال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ثم قال: وتدرى من المؤمن؟ قال: قلت: انت اعلم، قال: المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وانفسهم، والمسلم حرام على المسلم ان يخذله أو يظلمه او يدفعه دفعة تعننه.

103 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عمن ذكره عن يونس بن يعقوب عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل: ان الاسلام قبل الايمان، وعليه يتوارثون ويتناكحون، والايمان عليه يثابون.

104 ـ على بن ابراهيم عن العباس بن معروف عن عبدالرحمن بن أبى نجران عن حماد بن عثمان عن عبدالرحيم القصير قال: كتبت مع عبدالملك بن أعين إلى ابى عبدالله (عليه السلام) اسأله عن الايمان ما هو؟ فكتب إلى مع عبدالملك بن أعين: سألت رحمك الله عن الايمان والايمان هو الاقرار باللسان وعقد في القلب وعمل بالاركان، والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الاسلام دار، والكفر دار، فقد يكون العبد مسلما قبل ان يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما، فالاسلام قبل الايمان وهو يشارك الايمان، فاذا اتى العبد كبيرة من كباير المعاصى أو صغيرة من صغاير المعاصى التى نهى الله عزوجل عنها، كان خارجا

 

===============

(102)

 

من الايمان ساقطا عنه اسم الايمان، وثابتا عليه اسم الاسلام، فان تاب واستغفر عاد إلى دار الايمان، ولا يخرجه إلى الكفر الا الجحود والاستحلال ان يقول:

للحلال هذا حرام، وللحرام هذا حلال، ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من الاسلام والايمان، داخلا في الكفر وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة، واحدث في الكعبة حدثا، فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى النار.

105 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: سألت عن الايمان والاسلام قلت له: افرق بين الاسلام والايمان؟ قال: فاضرب لك مثله؟ قال: قلت: اورد ذلك قال: مثل الايمان والاسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما قال: قلت: فيخرج من الايمان شيئ؟ قال: نعم، قلت: فصيره إلى ماذا؟ قال: إلى الاسلام او الكفر.

106 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): أخبرنى عن الاسلام والايمان أهما مختلفان؟ فقال: ان الايمان يشارك الاسلام والاسلام لايشارك الايمان، فقلت:

فصفهما لى، فقال: الاسلام شهادة ان لا اله الا الله والتصديق برسول الله (صلى الله عليه وآله)، به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة الناس والايمان الهدى وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام، وما ظهر من العمل به والايمان ارفع من الاسلام بدرجة، ان الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.

107 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن سفيان بن السمط قال: سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فلم يجبه ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق قد ازف (1) من الرجل الرحيل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى قرب، وفى القاموس: ازف الترحل: دنا. (*)

 

===============

(103)

 

فقال له ابوعبدالله (عليه السلام): كانه قد ازف منك رحيل؟ فقال: نعم، فقال: فألقى في البيت، فلقيه فسأله عن الاسلام والايمان ما الفرق بينهما؟ فقال: الاسلام هو الظاهر الذى عليه الناس: شهادة ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله، واقام الصلوة وايتاء الزكوة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الاسلام، وقال: الايمان معرفة هذا الامر مع هذا، فان اقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما وكان ضالا.

108 ـ في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: هذه شرايع الدين إلى ان قال (عليه السلام): والاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن

109 ـ عن ابى بصير قال: كنت عند ابى جعفر (عليه السلام) فقال له رجل: اصلحك الله ان بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها اليك، قال: وما هى؟ قال: يقولون:

الايمان غير الاسلام، فقال أبوجعفر (عليه السلام): نعم فقال الرجل: صفه لى، فقال: من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وأقر بما جاء من عند الله. وأقام الصلوة وآتى الزكوة وصام شهر رمضان وحج البيت فهو مسلم، فقلت: الايمان؟ قال من شهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله وأقر بما جاء من عند الله واقام الصلوة وآتى الزكوة وصام شهر رمضان وحج البيت ولم يلق الله بذنب اوعد عليه النار فهو مؤمن، قال أبوبصير: جعلت فداك واينا لم يلق الله بذنب اوعد عليه النار؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، انما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار لم يتب منه.

110 ـ في مجمع البيان وروى انس عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: الاسلام علانية، والايمان في القلب، واشار إلى صدره.

111 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا اى لم يشكوا وجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبل الله الاية قال: نزلت في امير المؤمنين (عليه السلام).

وقوله: يمنون عليك ان اسلموا نزلت في عثمان يوم الخندق، وذلك انه مر بعمار بن ياسر وهو يحفر الخندق وقد ارتفع الغبار من الحفرة فوضع عثمان كمه على انفه ومر فقال عمار: لا يستوى من يعمر المساجد فيصلى فيها راكعا وساجدا

 

===============

(104)

 

كمن يمر بالغبار حايدا يعرض عنه جاحدا معاندا. فالتفت اليه عثمان فقال: يابن السودا اياى تعنى؟ ثم أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: لم ندخل معك لتسب أعراضنا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أقلتك اسلامك. فاذهب، فانزل الله عزوجل: " يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا على اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هديكم للايمان ان كنتم صادقين " اى ليس هم صادقين ان الله يعلم غيب السموات والارض والله بصير بما يعملون.

112 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عن احمد بن عمر الحلال عن على بن سويد عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن العجب الذى يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله

فيراه حسنا فيعجبه، ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها ان يؤمن العبد بربه فيمن على الله عزوجل ولله عليه فيه المن.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر (عليه السلام) من أدمن في فرائضه ونوافله قراءة سورة " ق " وسع الله عليه في رزقه، وأعطاه كتابه بيمينه، وحاسبه حسابا يسيرا.

2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال من قرء سورة " ق " هون الله عليه تارات الموت وسكراته.

3 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وأما " ق " فهو الجبل المحيط بالارض، وخضرة السماء منه وبه يمسك الله الارض أن تميد باهلها.

4 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ق والقرآن المجيد قال: قاف جبل محيط بالدنيا وراء يأجوج ومأجوج وهو قسم.

5 ـ وباسناده إلى يحيى بن ميسرة الخثعمى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته

 

===============

(105)

 

يقول " عسق " عدد سنى القائم وقاف جبل محيط بالدنيا من زمرد أخضر " فخضرة السماء من ذلك الجبل. وعلم على (عليه السلام) كله في عسق بل عجبوا يعنى قريشا ان جاءهم منذر منهم يعنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال الكافرون هذا شيئ عجيب أئذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع علينا بعيد قال: نزلت في أبى بن خلف، قال أبى جهل: تعال إلى أعجبك من محمد ثم أخذ عظما ففته ثم قال يا محمد تزعم أن هذا يحيى؟ فقال الله بل كذبوا بالحق لما جائهم فهم في أمر مريج يعنى مختلف

6 ـ في اصول الكافى باسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: يا بنى الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو والشك والشبهة، إلى قوله:

والغلو على أربع شعب، على التعمق بالرأى والتنازع فيه، والزيغ والشقاق، فمن تعمق لم ينسب إلى الحق، ولم يزدد الا غرقا في الغمرات، ولم تحتبس عنه فتنة الاغشيته أخرى، وانخرق ذنبه فهو يهوى في أمر مريج.

قال عز من قائل: وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج إلى قوله تعالى: رزقا للعباد.

7 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى بكر الحضرمى عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): كانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب، وكانتا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للارض أبواب، وهو النبت ولم تمطر السمآء عليها فتنبت، ففتق السمآء بالمطر، وفتق الارض بالنبات، وذلك قوله: " أولم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما " الاية.

8 ـ في روضة الكافى باسناده إلى محمد بن عطية عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): كانت السماء رتقا لا تنزل المطر، وكانت الارض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيها من كل دابة فشق السماء بالمطر، والارض بنبات الجب.

9 ـ في الكافى باسناده إلى محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في قوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء مباركا قال ليس: من

 

===============

(106)

 

ماء في الارض الا وقد خالطه ماء السماء.

10 ـ في روضة الكافى باسناده إلى أبى الربيع الشامى عن ابى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى أهبط آدم إلى الارض فكانت السماء رتقا لا تمطر شيئا، وكانت الارض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عزوجل على آدم أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها (1) ثم امر الارض فأنبتت الاشجار وأثمرت الثمار وتفيهت بالانهار (2) فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

11 ـ في الكافى باسناده إلى هشام الصيدنانى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:

سأله رجل عن هذه الاية: كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس فقال بيده هكذا، فمسح احديهما على الاخرى فقال: هن اللواتى باللواتى، يعنى النساء بالنساء.

12 ـ في مجمع البيان وقيل كان سحق النساء في اصحاب الرس وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليه السلام).

قال عز من قائل: وقوم تبع.

13 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: لم سمى تبع تبعا؟ فقال: لانه كان غلاما كاتبا، وكان يكتب لملك كان قبله، فكان اذا كتب كتب بسم الله الذى خلقا صبيحا وريحا، فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال: لا ابدء الا باسم الهى، ثم اعطف على حاجتك فشكر الله عزوجل له ذلك فاتاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمى تبعا.

14 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عمر بن ابان عن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قوله " أرخت السماء عزاليها " من أرخى زمام الناقة: أرسله وعزالى جمع العزلاء فم المزادة ومصب الماء من القربة ونحوها وهذا الكلام كناية عن شدة وقع المطر.

(2) اى انها فتحت أفواهها ولكن القياس " تفوهت " بالواو وفى المصدر " تفهقت " وهو من فهق الاناء: امتلاء. (*)

 

===============

(107)

 

ابان رفعه ان تبعا قال في شعره:

حتى اتانى من قريضة عالم * حبر لعمرك في اليهود مسودا (1) ـ قال ازدجر عن قرية محجوبة * لنبى مكة من قريش مهتدى (2) ـ فعفوت عنهم عفو غير مثرب (3) * وتركتهم لعقاب يوم سرمد ـ وتركتها لله ارجو عفوه * يوم الحساب من الجحيم الموقد ـ ولقد تركت له بها من قومنا * نفرا أولى حسب وبأس يحمد ـ نفرا يكون النصر في اعقابهم * ارجو بذاك ثواب نصر محمد ـ ما كنت احسب ان بيتا ظاهرا * لله في بطحاء مكة يعبد ـ قالوا بمكة بيت مال داثر * وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد (4) ـ فأردت امرا حال ربى دونه * والله يدفع عن خراب المسجد ـ فتركت ما املته فيه لهم * وتركته مثلا لاهل المشهد قال ابوعبدالله (عليه السلام): قد أخبر انه سيخرج من هذه يعنى مكة نبى يكون مهاجرته إلى يثرب، فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه اذا خرج، ففى ذلك يقول شعرا:

شهدت على احمد أنه * رسول من الله بارى النسم (5) ـ فلو مد عمرى إلى عمره * لكنت وزيرا له وابن عم ـ وكنت عذابا على المشركين * اسقيهم كأس حتف وغم (6)

15 ـ وباسناده إلى الوليد بن صبيح عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان تبعا قال

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحبر: رئيس الكهنة عند اليهود.

(2) ازدجره: منعه وطرده.

(3) ثربه ـ بتشديد الراء وتخفيفها ـ لامه. قبح عليه فعله.

(4) دثر الرسم: بلى وامحى.

(5) البارئ: الخالق، والنسم جمع النسمة -: النفوس (6) الحتف: الموت. (*)

 

===============

(108)

 

للاوس والخزرج: كونوا هيهنا حتى يخرج هذا النبى، اما انا فلو ادركته لخدمته ولخرجت معه.

16 ـ في كتاب الخصال عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: لعلكم ترون انه اذا كان يوم القيامة وصير الله ابدان اهل الجنة مع ارواحهم في الجنة، وصير الله ابدان أهل النار مع ارواحهم في النار، ان الله تبارك وتعالى لا يعبد، في بلاده، ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه، ويخلق لهم ارضا تحملهم وسماء تظلهم، اليس الله يقول: " يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات " وقال الله تعالى:

افعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد.

17 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال:

سئل ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " أفعيينا بالخلق الاولى بل هم في لبس من خلق جديد " قال: يا جابر تأويل ذلك ان الله عزوجل اذا افنى هذا الخلق وهذا العالم، وسكن اهل الجنة الجنة واهل النار النار، جدد الله عالما غير هذا العالم، وجدد خلقا من غير فحولة ولا اناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم ارضا غير هذه الارض تحملهم وسماء غير هذه السماء تظلهم، لعلك ترى ان الله انما خلق هذا العالم الواحد او ترى ان الله لم يخلق بشرا غيركم؟ بلى والله لقد خلق الف الف عالم، والف الف آدم، انت في آخر تلك العوالم واولئك الآدميين.

18 ـ في الكافى على بن ابراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال: دخل ابوحنيفة على ابى عبدالله (عليه السلام) فقال له: رأيت ابنك موسى يصلى والناس يمرون بين يديه فلا ينهاهم وفيه ما فيه؟ فقال ابوعبدالله (عليه السلام): ادعوا لى موسى، فدعى فقال: يا بنى ان ابا حنيفة يذكر انك كنت صليت والناس يمرون بين يديك فلا تنهاهم؟ فقال:

يا ابت ان الذى كنت اصلى له كان اقرب إلى منهم، يقول الله عزوجل ونحن أقرب اليه من حبل الوريد قال: فضمه ابوعبدالله (عليه السلام) إلى نفسه ثم قال: بأبى انت وامى يا مستودع الاسرار، وهذا تأديب منه (عليه السلام) لا انه ترك الفضل.

===============

(109)

 

19 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) فيما نذكر من كتاب قصص القرآن واسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيثم بن محمد بن الهيثم النيشابورى فصل في ذكر الملكين الحافظين، دخل عثمان بن عفان على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أخبرنى عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك، وواحد على الشمال، فاذا عملت حسنة كتب عشرا واذا عملت سيئة قال الذى على الشمال للذى على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب؟ فاذا قال ثلاثا قال: نعم أكتب اراحنا الله منه فلبئس القرين ما اقل مراقبته الله عزوجل.

اقل استحيائه منا يقول الله تعالى: ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه وتعالى: " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " وملك قابض على ناصيتك، فاذا تواضعت لله عزوجل رفعك، واذا تجبرت لله فضحك (1) وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد، و ملك قائم على فيك لا يدع ان تدب الحية في فيك (2) وملكان على عينيك، فهذه عشرة املاك على كل آدمى، يعد ان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهؤلاء عشرون ملائكة على كل آدمى وابليس بالنهار وولده بالليل، قال الله تعالى " وان عليكم لحافظين " الآية وقال عزوجل:

" اذ يتلقى المتلقيان " الآية.

20 ـ وفى كتاب سعد السعود ايضا بعد أن ذكر ملكى الليل وملكى النهار، وفى رواية أنهما يأتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فاذا غربت الشمس نزل اليه الموكلان بكتابه الليل ويصعد الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عزوجل، فلا يزال ذلك دابهم إلى وقت حضور أجله، فاذا حضر أجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح اريتناه، وكم من قول حسن اسمعتناه، ومن مجلس خير

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر " وضعك وفضحك " (2) دب: مشى (*)

 

===============

(110)

 

أحضرتناه فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك وان كان عاصيا، قالا له جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ أديتناه، و كم من قول سيئ اسمعتناه، ومن مجلس سوء احضرتناه، ونحن لك اليوم على ما تكره وشهيدان عند ربك.

21 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما من قلب الاوله اذنان، على احديهما ملك مرشد وعلى الاخرى شيطان مفتن، هذا يامره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصى والملك يزجره عنها، وهو قول الله تعالى: " عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول الالديه رقيب عتيد ".

22 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبدالله بن جبلة عن اسحاق بن عمار قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان المؤمنين اذا قعدا يتحدثان قالت الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت، أليس الله عزوجل يقول: " ما يلفظ من قول الالديه رقيب عتيد " فقال:

يا اسحاق ان كانت الحفظة لا تسمع فان عالم السر يسمع ويرى، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

23 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان المؤمنين اذا اعتنقا غمرتهما الرحمة (1) فاذا الزما لا يريدان بذلك الا وجه الله ولا يريدان غرضا من اغراض الدنيا قيل لهما مغفورا لكما، فاستأنفا فاذا اقبلا على المسائلة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما، فان لهما سرا وقد ستره الله عليهما، قال اسحاق. فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله عزوجل: " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد "؟ قال: فتنفس ابوعبدالله الصعداء (2) ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته، وقال: يا اسحاق ان الله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) غمره: علاه وغطاه.

(2) الصعداء: التنفس الطويل من هم أو تعب. (*)

 

===============

(111)

 

تبارك وتعالى انما امر الملائكة ان تعتزل عن المؤمنين اذا التقيا اجلالا لهما، وانه وان كانت لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فانه يعرف ويحفظه عليهما عالم السر واخفى.

24 ـ في كتاب جوامع الجامع وعن النبى (صلى الله عليه وآله) كاتب الحسنات على يمين الرجل وكاتب السيئات على شماله، وصاحب اليمين امير على صاحب الشمال، فاذا اعمل حسنة كتبتها ملك اليمين عشرا، واذا عمل سيئة قال صاحب اليمين لصاحب الشمال دعه سبع ساعات لعله يسبح او يستغفر.

25 ـ في مجمع البيان وعن ابى امامة عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ان صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المخطى او المسئ. فان ندم واستغفر منها القاها والا كتب واحدة.

26 ـ وعن انس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

ان الله تعالى وكل بعبده ملكين يكتبان عليه، فاذا مات قالا: يا رب قد قبضت عبدك فلانا فالى اين؟ قال: سمائى مملوة بملائكتى يعبدوننى وارضى مملوة من خلقى يطيعوننى، اذهبا إلى قبر عبدى فسبحانى وكبرانى وهللانى واكتبا ذلك في حسنات عبدى.

27 ـ في الشواد: وجاءت سكرة الحق بالموت وهى قرائة سعيد بن جبير و طلحة، ورواها اصحابنا عن ائمة الهدى (عليهم السلام).

28 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " وجاءت سكرة الموت بالحق " قال: نزلت " وجاءت سكرة الحق بالموت ذلك ما كنت منه تحيد " قال نزلت في الاول وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد يشهد عليها قال: سائق يسوقها

29 ـ في نهج البلاغة " وكل نفس معها سائق وشهيد " سائق يسوقها إلى محشرها و شاهد يشهد عليها بعملها.

30 ـ في روضة الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن ابى الجهم عن ابى حذيفة قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): كم بينك وبين

 

===============

(112)

 

البصرة؟ قلت في الماء خمس اذا طابت الريح، وعلى الظهر ثمان ونحو ذلك، فقال:

ما اقرب هذا تزاوروا وتعاهدوا بعضكم بعضا، فانه لابد يوم القيامة من ان يأتى كل انسان بشاهد يشهد له على دينه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

31 ـ فيمن لا يحضره الفقيه وفى رواية الكسونى قال: قال على (عليه السلام):

ما من يوم يمر على ابن آدم الا قال له ذلك اليوم: انا يوم جديد وانا عليك شهيد، فافعل في خيرا واعمل في خيرا اشهد لك به يوم القيامة، فانك لن ترانى بعد هذا أبدا،

32 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله تعالى: وقال قرينه اى شيطانه وهو الثانى هذا مالدى عتيد وقوله: القيا في جهنم كل كفار عنيد مخاطبة للنبى (صلى الله عليه وآله) وعلى (عليه السلام) وذلك قول الصادق (عليه السلام) على قسيم الجنة والنار.

33 ـ وباسناده إلى عبيد بن يحيى عن محمد بن على بن الحسين عن ابيه عن جده عن على بن أبى طالب (عليه السلام) في قوله: " القيا في جهنم كل كفار عنيد " قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان الله تبارك وتعالى اذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد، كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش، ثم يقول الله تبارك وتعالى ولك:

قوما والقيا من أبغضكما وكذبكما في النار.

34 ـ وحدثنى أبى عن عبدالله بن المغيرة الخزاز عن ابن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: اذا سالتم الله فاسئلوه لى الوسيلة وذكر صلوات الله عليه وآله الوسلية وصفتها وهو حديث طويل وفى آخره: فبينما انا كذلك اذا ملكين قد أقبلا إلى، اما احدهما فرضوان خازن الجنة، واما الاخر فمالك خازن النار فيدنو إلى رضوان ويسلم على فيقول: السلام عليك يا رسول الله فارد (عليه السلام) وأقول: ايها الملك الطيب الريح الحسن الوجه الكريم على ربه من أنت؟ فيقول: انا رضوان خازن الجنة، امرنى ربى ان آتيك بمفاتح الجنة فخذها يا محمد. فأقول: قد قبلت ذلك من ربى، فله الحمد على ما أنعم به على ادفعها إلى أخى على بن أبى طالب (عليه السلام) فيدفعها إلى على، ويرجع رضوان ثم يدنو مالك خازن النار فيسلم ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فاقول

 

===============

(113)

 

له: عليك السلام ايها الملك ما انكر رؤيتك واقبح وجهك من انت؟ فيقول أنا مالك خازن النار أمرنى ربى ان آتيك بمفاتيح النار، فأقول: قد قبلت ذلك [ من ربى ] فله الحمد على ما أنعم به على وفضلنى به، ادفعها إلى اخى على بن ابى طالب (عليه السلام) فيدفعها اليه ثم يرجع، ويقبل على ومعه مفاتيح الجنة ومقاليد النار حتى يقعد على شفير جهنم ويأخذ زمامها بيده وقد علا زفيرها (1) واشتد حرها وكثر شررها، فتنادى جهنم: يا على جزنى فقد اطفأ نورك لهبى، فيقول على لها: قرى يا جهنم ذرى هذا لى وخذى هذا عدوى، فلجهنم يومئذ أشد مطاوعة لعلى من غلام احدكم لصاحبه، فان شاء يذهب به يمنة وان شاء يذهب به يسرة، ولجهنم يومئذ اشد مطاوعة لعلى فيما يأمرها به من جميع الخلائق، وذلك ان عليا (عليه السلام) يومئذ قسيم الجنة والنار.

35 ـ في مجمع البيان وروى أبوالقاسم الحسكانى بالاسناد عن الاعمش أنه قال: حدثنا أبوالمتوكل التاجر عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اذا كان يوم القيامة يقول الله لى ولعلى: ألقيا في النار من أبغضكما، وادخلا الجنة من أحبكما، وذلك قوله: " ألقيا في جهنم كل كفار عنيد ".

36 ـ في أمالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول الله تبارك وتعالى يوم القيمة لى ولعلى بن أبى طالب: أدخلا الجنة من أحبكما، وأدخلا النار من أبغضكما، وذلك قوله تعالى:

" ادخلا في جهنم كل كفار عنيد ".

37 ـ وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في قوله عزوجل: " القيا في جهنم كل كفار عنيد " قال: نزلت في وفى على بن أبى طالب (عليه السلام)، وذلك انه اذا كان يوم القيامة شفعنى ربى وشفعك يا على وكسانى وكساك يا على، ثم قال لى و لك يا على: ألقيا في جهنم من أبغضكما، وادخلا الجنة كل من احبكما، قال:

ذلك هو المؤمن.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) زفر النار زفيرا: سمع صوت توقدها. (*)

 

===============

(114)

 

38 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: مناع للخير قال: المناع الثانى، والخير ولاية على (عليه السلام) وحقوق آل محمد (عليه السلام)، ولما كتب الاول كتاب فدك بردها على فاطمة منعه الثانى فهو معتد مريب الذى جعل مع الله الها آخر قال: هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الامامة والخمس، واما قوله: قال قرينه اى شيطانه وهو الثانى ربنا ما اطغيته يعنى الاول ولكن كان في ضلال بعيد فيقول الله لهما: لا تختصموا لدى وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى اى ما فعلتم لا تبدل حسنات، ما وعدته لا اخلفه.

39 ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن زيد بن على بن الحسين (عليهما السلام) انه قال: سألت ابى سيد العابدين (عليه السلام) فقلت له: يا ابت اخبرنى عن جدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما عرج به إلى السماء، وامر ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسئله التخفيف عن امته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسئله التخفيف، فان امتك لا تطيق ذلك، فقال: يا بنى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقترح على ربه عزوجل ولا يراجعه في شئ يأمره به فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى (عليه السلام)، فرجع إلى ربه عزوجل يسئله التخفيف إلى ان ردها إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا ابت فلم يرجع إلى ربه عزوجل ولم يسئله التخفيف من خمس صلوات وقد سئل موسى (عليه السلام) انى يرجع إلى ربه ويسئله التخفيف؟ فقال:

يا بنى اراد (عليه السلام) ان يحصل لامته التخفيف مع اجر خمسين صلوة لقول الله عزوجل: " من جاء بالحسنة فله عشر امثالها " الا ترى انه (عليه السلام) لما هبط إلى الارض نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: انها خمس بخمسين " ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

40 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يوم نقول لجهنم هل امتلات وتقول هل من مزيد قال: هو استفهام، لان وعد الله النار ان يملاءها فتمتلى النار، ثم تقول لها:

هل امتلات وتقول هل من مزيد على حد الاستفهام اى ليس في مزيد، قال: فتقول الجنة: يا رب وعدت النار ان تملاءها ووعدتنى ان تملانى فلم تملانى وقد ملات النار؟

 

===============

(115)

 

قال: فيخلق الله يومئذ خلقا فيملا بهم الجنة، فقال ابوعبدالله (عليه السلام): طوبى لهم لم يروا غموم الدنيا وهمومها.

41 ـ في مجمع البيان " وتقول هل من مزيد " ويجوز ان يكون تطلب الزيادة على ان يزاد في سعتها كما جاء عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قيل له يوم فتح مكة الا تنزل دارك؟ فقال (عليه السلام): هل ترك لنا عقيل من دار، [ لانه قد كان ] قد باع دور بنى هاشم لما خرجوا إلى المدينة، فعلى هذا يكون المعنى: وهل بقى زيادة " انتهى ".

42 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وازلفت الجنة للمتقين اى زينت غير بعيد قال: بسرعة.

43 ـ في عوالى اللئالى وقال النبى (صلى الله عليه وآله) لما دخل المدينة عند هجرته:

ايها الناس افشوا السلام وصلوا الارحام واطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام.

44 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد قال: النظر إلى رحمة الله حدثنى ابى عن عبدالرحمن بن ابى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان لله كرامة في عباده المؤمنين في كل يوم جمعة، فاذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمن ملكا معه حلتان (1) فينتهى إلى باب الجنة فيقول: استأذنوا لى على فلان، فيقال له: هذا رسول ربك على الباب، فيقول لازواجه: أى شيئ ترين على احسن؟ فيقلن: يا سيدنا والذى اباحك الجنة ما رأينا عليك احسن من هذا، قد بعث اليك ربك فيتزر بواحد وتثعطف بالاخرى، فلا يمر بشئ الا اضاء له حتى ينتهى إلى الموعد، فاذا اجتمعوا تجلى لهم الرب تبارك وتعالى، فاذا نظروا اليه اى إلى رحمته خروا سجدا، فيقول: عبادى ارفعوا رؤسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة، قد رفعت عنكم المؤنة، فيقولون يا رب وأى شيئ افضل مما اعطيتنا؟ اعطيتنا الجنة فيقول: لكم مثل ما في ايديكم سبعين ضعفا، فيرجع المؤمن في كل جمعة بسبعين ضعفا مثل ما في يديه، وهو قوله: " ولدينا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى نسخة البحار " معه حلة. (*)

 

===============

(116)

 

مزيد " وهو يوم الجمعة ان ليلها ليلة غراء ويومها يوم ازهر فاكثروا فيها من التسبيح والتهليل والتكبير والثناء على الله والصلوة على رسول الله، قال فيمر المؤمن فلا يمر بشئ الا اضاء له حتى ينتهى إلى أزواجه فيقلن. والذى اباحنا الجنة يا سيدنا ما راينا قط احسن منك الساعة، فيقول انى قد نظرت إلى نور ربى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

45 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الا وانى مخصوص في القرآن باسمآء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم، أنا ذو القلب يقول الله عزوجل:

ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة

46 ـ في اصول الكافى بعض اصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام): يا هشام ان الله يقول في كتابه " ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " يعنى عقل.

47 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) روى ان اليهود أتت النبى (صلى الله عليه وآله) فسألته عن خلق السموات والارض، فقال خلق الله الارض يوم الاحد و الاثنين وخلق الجبال وما فيهن يوم الثلثاء، وخلق يوم الاربعاء الشجر والماء و المداين والعمران والخراب، وخلق يوم الخميس السماء، وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة، قالت اليهود ثم ماذا يا محمد؟ قال ثم استوى على العرش، قالوا قد أصبت لو اتممت، قالوا ثم استراح، فغضب النبى (صلى الله عليه وآله) غضبا شديدا، فنزل: ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون.

48 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبرنى عن أول يوم خلق الله عزوجل، قال: يوم الاحد، قال: ولم يسمى يوم الاحد؟ قال: لانه واحد محدود، قال: فالاثنين؟ قال:

هو اليوم الثانى من لدينا، قال: فالثلثاء قال: الثالث من الدنيا، قال: فالاربعاء

 

===============

(117)

 

قال اليوم الرابع من الدنيا، قال: فالخميس؟ قال: هو يوم الخامس من الدنيا، وهو يوم ابليس لعن فيه ابليس ورفع فيه ادريس، قال: فالجمعة هو يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وهو شاهد ومشهود: قال: فالسبت قال: يوم مسبوت، وذلك قوله عزوجل في القرآن: " ولقد خلقنا السموات والارض وما بينهما في ستة أيام " فمن الاحد إلى الجمعة ستة أيام، والسبت معطل، قال صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

49 ـ في اصول الكافى خطبة لعلى (عليه السلام) وفيها: أتقن ما أراد خلقه من الاشياء كلها بلا مثال سبق، ولا لغوب (1) دخل عليه في خلق ما خلق لديه.

50 ـ على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبوعبدالله: عليك بالصبر في جميع أمورك، فان الله عزوجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) فأمره بالصبر والرفق فصبر (صلى الله عليه وآله) حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، فضاق صدره، فأنزل الله عزوجل، " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين " ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله عزوجل: " قد نعلم أنه ليحزنك الذى يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا " فألزم النبى (صلى الله عليه وآله) نفسه الصبر فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسى وأهلى وعرضى ولا صبر لى على ذكر الهى، فأنزل الله عزوجل: " ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون " فصبر النبى (صلى الله عليه وآله) في جميع احواله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

51 ـ في مجمع البيان روى عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه سئل عن قوله:

فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب فقال: تقول: حين تصبح

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اللغوب: التعب. (*)

 

===============

(118)

 

وحين يمسى عشر مرات: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير.

52 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد (صلى الله عليه وآله) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عجت الارض إلى ربها كعجيجها من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، (أ) واغتسال من زنا، (أ) والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

53 ـ وفيه فيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) اصحابه من الاربعمأة باب: واطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فانه اسرع في طلب الرزق عن الضرب في الارض، وهى الساعة التى تقسم الله فيها الرزق بين عباده.

54 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت: وادبار السجود قال: ركعات بعد المغرب (1).

55 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله ومن الليل فسبحه وادبار السجود قال: أربع ركعات بعد المغرب.

56 ـ في قرب الاسناد للحميرى وباسناده إلى اسمعيل بن عبدالخالق قال:

سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ركعتين اللتين بعد المغرب هما أدبار السجود.

57 ـ في مجمع البيان " وأدبار السجود " فيه اقوال: (احدها) ان المراد به الركعتان بعد المغرب " وادبار النجوم " قبل الفجر عن على بن أبى طالب (عليه السلام)، والحسن بن على (عليه السلام) وعن ابن عباس مرفوعا إلى النبى (صلى الله عليه وآله).

58 ـ ورابعها أنه الوتر من آخر الليل، وروى ذلك عن أبى عبدالله (عليه السلام).

59 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: واستمع يوم يناد المناد من مكان قريب قال: ينادى المنادى باسم القائم واسم أبيه (عليه السلام)، قوله: يوم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى بعض النسخ " ركعتان بعد المغرب ". (*)