(185)

 

قوم لوط ومجئ الملائكة اليهم وفيه يقول (عليه السلام): فكابروه حتى دخلوا البيت فصاح به جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيل (عليه السلام) باصبعه نحوهم فذهبت أعينهم وهو قول الله عزوجل: فطمسنا على اعينهم

31 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن سعيد قال:

اخبرنى زكريا بن محمد عن أبيه عن عمرو عن ابى جعفر (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة اليهم وفيه يقول (عليه السلام): فقال له جبرئيل " انا رسل ربك لن يصلوا اليك " فأخذ كفا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال:

شاهت الوجوه فعمى أهل المدينة كلهم، والحديثان بتمامهما مذكوران في هود عند القصة.

32 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابى بصير وغيره عن أحدهما (عليهما السلام) حديث طويل يذكر فيه قصة قوم لوط ومجئ الملائكة اليهم وفيه يقول (عليه السلام) فأشار اليهم جبرئيل بيده فرجعوا عميانا يلتمسون الجدار بايديهم، يعاهدون الله عزوجل: لئن اصبحنا لا نستبقى احدا من آل لوط.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: شرح قصة قوم لوط على التفصيل مذكور في سورة هود في قصتهم.

33 ـ في اصول الكافى احمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن موسى بن محمد العجلى عن يونس بن يعقوب رفعه عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل كذبوا بآياتنا كلها يعنى الاوصياء كلهم.

34 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى على بن سالم عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن الرقى (1) أتدفع من القدر شيئا؟ فقال: هى من القدر وقال (عليه السلام): ان القدرية مجوس هذه الامة، وهم الذين ارادوا ان يصفوا الله بعدله، فأخرجوه من سلطانه، وفيهم نزلت هذه الاية: يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الرقى: العوذة. (*)

 

===============

(186)

 

35 ـ وباسناده إلى عبدالله بن موسى بن عبدالله بن حسن عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عن على (عليهم السلام) انه سئل عن قول الله عزوجل: انا كل شئ خلقناه بقدر فقال: يقول عزوجل: انا كل شئ خلقناه لاهل النار بقدر اعمالهم

36 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " انا كل شئ خلقناه بقدر " قال:

له وقت وأجل ومدة. وباسناده إلى اسمعيل بن مسلم قال قال أبوعبدالله (عليه السلام): وجدت لاهل القدر أسماء في كتاب الله: " ان المجرمين في ضلال وسعير * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر " فهم المجرمون.

37 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى امير المؤمنين (عليه السلام) قال: ان ارواح القدرية يعرضون على النار غدوا وعشيا حتى تقوم الساعة، فاذا قامت الساعة عذبوا مع أهل النار بأنواع العذاب، فيقولون: يا ربنا عذبتنا خاصة وتعذبنا عامة؟ فيرد عليهم: " ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".

38 ـ عن يونس عمن حدثه عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما أنزل الله عزوجل هذه الايات الا في القدرية: " ان المجرمين في ضلال وسعر * يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".

39 ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنى عبدالله بن جعفر الحميرى عن محمد بن الحسن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن زرارة بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: نزلت هذه في القدرية:

" ذوقوا مس سقر * انا كل شئ خلقناه بقدر ".

40 ـ وباسناده إلى ابن بكير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان جهنم لواديا للمنكرين يقال له سقر: شكا إلى الله شدة حره، وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم،

41 ـ في مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام) بعد أن ذكر التقوى وفيه جماع كل عبادة صالحة، وبه وصل من وصل إلى الدرجات العلى، وبه عاش من عاش بالحيوة الطيبة، والانس الدائم، قال الله عزوجل: ان المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

===============

(187)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: لا تدعوا قرائة سورة الرحمن والقيام بها فانها لا تقر في قلوب المنافقين ويؤتى بها في يوم القيامة في صورة آدمى في أحسن صورة وأطيب ريح حتى تقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من ذا الذى كان يقوم بك في الحيوة الدنيا ويدمن قرائتك؟ فتقول: يا رب فلان وفلان فتبيض وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنة واسكنوا فيها حيث شئتم.

2 ـ وباسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل " فبأى آلاء ربكما تكذبان " لا بشئ من آلاءك رب أكذب، فان قرء ليلا ثم مات مات شهيدا، وان قرأها نهارا ثم مات مات شهيدا.

3 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرء سورة الرحمن رحم الله ضعفه وادى شكر ما انعم الله عليه

4 ـ وعن الصادق (عليه السلام) قال: من قرأ سورة الرحمن ليلا يقول عند كل.

" فبأى آلاء ربكما تكذبان ": لا بشئ من آلائك يارب اكذب، وكل الله به ملكا ان قرأها من اول الليل يحفظه حتى يصبح، وان قراها حين يصبح وكل الله به ملكا يحفظه حتى يمسى.

5 ـ في الكافى الحسين بن محمد عن عبدالله بن عامر عن على بن مهزيار عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: يستحب ان يقرء في دبر الغداة يوم الجمعة الرحمن كلها، ثم تقول كلما قلت: " فباى آلاء ربكما تكذبان ": لا بشئ من آلائك رب اكذب.

6 ـ وروى محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله قال: لما قرء رسول الله

 

===============

(188)

 

(صلى الله عليه وآله) الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجن كانوا احسن جوابا منكم لما قرأت عليهم " فباى آلاء ربكما تكذبان " قالوا: لا ولا بشئ من آلاء ربنا نكذب.

7 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: " واذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن " قال: جوابه الرحمن علم القرآن خلق الانسان علمه البيان.

8 ـ في مجمع البيان " علمه البيان " قال الصادق (عليه السلام) البيان الاسم الاعظم الذى به علم كل شئ.

9 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن خالد عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) في قوله: " الرحمن علم القرآن " قال: الله علم محمد القرآن قلت: " خلق الانسان " قال: ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: " علمه البيان " قال:

علمه بيان كل شئ تحتاج اليه الناس، قلت: الشمس والقمر بحسبان قال: هما يعذبان قلت: الشمس والقمر يعذبان؟ قال: سألت عن شئ فأتقنه، ان الشمس والقمر آيتان من آيات الله تجريان بامره مطيعان له، ضوءهما من نور عرشه وحرهما (1) من جهنم، فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما وعاد إلى النار حرهما فلا يكون شمس ولا قمر، وانما عناهما لعنهما الله أوليس قد روى الناس ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ان الشمس والقمر نوران في النار؟ قلت: بلى قال: اما سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسى هذه الامة ونوريهما، فهما في النار، والله ما عنى غيرهما قلت: النجم والشجر يسجدان قال: النجم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد سماه الله في غير موضع، " والنجم اذا هوى " وقال: " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فالعلامات الاوصياء والنجم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قلت: يسجدان قال: يعبدان وقوله: و " السماء رفعها و وضع الميزان " قال: السماء رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفعه الله اليه، والميزان امير المؤمنين صلوات الله عليه نصبه لخلقه، قلت: الا تطغوا في الميزان قال: لا تعصوا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر " جرمهما " في الموضعين والظاهر هو المختار (*)

 

===============

(189)

 

الامام، قلت: واقيموا الوزن بالقسط قال: واقيموا الامام بالعدل قلت: ولا تخسروا الميزان قال: لا تبخسوا الامام حقه ولا تظلموه وقوله: والارض وضعها للانام قال: للناس فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام قال: يكبر ثمر النخل في القمع (1) ثم يطلع منه، قوله: والحب ذو العصف والريحان قال: الحب الحنطة والشعير والحبوب والعصف التين، والريحان ما يؤكل منه.

10 ـ في كتاب الخصال عن على (عليه السلام) قال: خلقت الارض لسبعة بهم يرزقون وبهم يمطرون وبهم ينصرون: أبوذر وسلمان والمقداد وعمار وحذيفة و عبدالله بن مسعود، قال على (عليه السلام): وانا امامهم وهم الذين شهدوا الصلوة على فاطمة (عليها السلام).

11 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن صالح بن ابى حماد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وغيرهما بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى امير المؤمنين (عليه السلام) انه قد غم أهله واحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين:

على بعاصم بن زياد فجئ به فلما رآه عبس في وجهه فقال له: أما استحييت من أهلك؟ اما رحمت ولدك؟ اترى الله احل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها انت اهون على الله من ذلك، أو ليس الله يقول: " والارض وضعها للانام * فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام " الحديث وستقف على تتمة هذا الحديث عند قوله عزوجل: " مرج البحرين يلتقيان " الاية انشاء الله تعالى.

12 ـ في تفسير على بن ابراهيم: وقوله فباى آلاء ربكما تكذبان قال:

في الظاهر مخاطبة الجن والانس، وفى الباطن فلان وفلان. حدثنا احمد بن على قال: حدثنا محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن أسلم عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: فبأى آلاء

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) القمع: ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما. (*)

 

===============

(190)

 

ربكما تكذبان " قال: قال الله تبارك وتعالى: فبأى النعمتين تكفران؟ بمحمد أم بعلى صلوات الله عليهما.

13 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد رفعه في قول الله عزوجل: " فبأى آلاء ربكما تكذبان " بالنبى أم بالوصى نزلت في الرحمن.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد تقدم في بيان فضل هذه السورة وقراءتها على الجن (1) ما يستحب ان يقال عند قوله تعالى: " فبأى آلاء ربكما تكذبان "،

14 ـ في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل: وفيه سأله عن أسم أبى الجن، فقال: شومان وهو الذى خلق من مارج من نار اقول: وقد تقدم لقوله عزوجل: خلق الانسان من صلصال كالفخار و خلق الجان من مارج من نار بيان عند قوله تعالى: " ولقد خلقنا الانسان من صلصال " الاية في الحجر (2)

15 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه واما قوله: رب المشرقين ورب المغربين فان مشرق الشتاء على حده ومشرق الصيف على حده أما تعرف ذلك من قرب الشمس وبعدها؟ واما قوله: " رب المشارق والمغارب " فان لها ثلاثة وستين برجا تطلع كل يوم من برج وتغيب في آخر، فلا تعود اليه الا من قابل في ذلك اليوم.

16 ـ في تفسير على بن ابراهيم في قوله: " رب المشرقين ورب المغربين " قال:

مشرق الشتاء ومشر الصيف، ومغرب الشتاء ومغرب الصيف.

وفى رواية سيف بن عميرة عن اسحق بن عمار عن أبى بصير قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله: " رب المشرقين ورب المغربين " قال: المشرقين رسول الله و أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، والمغربين الحسن والحسين (عليهما السلام) و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع رقم 5 و 6 من أحاديث هذه السورة.

(2) راجع ج 2 صفحة 7، (*)

 

===============

(191)

 

أمثالهما تجرى.

17 ـ " فبأى آلاء ربكما تكذبان " قال: محمد وعلى (عليهما السلام)، حدثنا محمد بن أبى عبدالله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن يحيى بن سعيد العطار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول في قول الله تبارك وتعالى: مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان قال: على وفاطمة بحران عميقان لا يبغى أحدهما على صاحبه يخرج منها اللؤلؤ والمرجان قال:

الحسن والحسين.

18 ـ في اصول الكافى عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل ذكرنا اوله عند قوله تعالى: " والارض وضعها للانام " ويتصل بآخر ما نقلنا هناك أعنى قوله تعالى: " ذات الاكمام " أوليس يقول: " مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان " إلى قوله: " يخرج منها اللؤلؤ والمرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب اليه من ابتذاله لها بالمقال، وقد قال الله عزوجل: " واما بنعمة ربك فحدث " فقال عاصم: يا امير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة (1) وفى ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك ان الله عزوجل فرض على ائمة العدل ان يقدروا انفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره (2) فالقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.

19 ـ في مجمع البيان وقد روى عن سلمان الفارسى وسعيد بن جبير وسفيان الثورى أن البحرين على وفاطمة (عليهما السلام) " بينهما برزخ " محمد (صلى الله عليه وآله) " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " الحسن والحسين (عليهما السلام).

20 ـ في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى أبى البخترى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن على (عليهم السلام) قال: " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " قال: من السماء ومن ماء البحر، فاذا امطرت فتحت الاصداف أفواهها في البحر فيقع فيها من ماء المطر فتخلق اللؤلؤ الصغيرة من القطرة الصغيرة، واللؤلؤ الكبيرة من القطرة الكبيرة.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) جشب الطعام: خشن وغلظ.

(2) مر الحديث بمعناه في صفحة 17 فراجع (*)

 

===============

(192)

 

21 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بعد ان ذكر النبى (صلى الله عليه وآله) وعليا وفاطمة (عليهما السلام) وروى انه قال: مرحبا ببحرين يلتقيان ونجمين يتقرنان.

22 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام قال: كما قالت الخنساء ترثى اخاها صخرا:

وان صخرا لمولانا وسيدنا * وان صخرا اذا يستوقد النار ـ وان صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار وقوله: كل من عليها فان قال: من على وجه الارض. ويبقى وجه ربك قال: دين ربك، وقال على بن الحسين (عليهما السلام): نحن الوجه الذى يؤتى الله منه.

23 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) في التوحيد حديث طويل وفيه: فقلت: يابن رسول الله فما معنى الخبر الذى رووه أن ثواب لا اله الا الله النظر إلى وجه الله تعالى؟ فقال (عليه السلام): يا ابا الصلت من وصف الله عزوجل بوجه كالوجوه فقد كفر، ولكن وجه الله أنبياءه وحججه صلوات الله عليهم، الذين بهم يتوجه إلى الله عزوجل والى دينه ومعرفته، وقال الله عزوجل: " كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك " وقال عزوجل: " كل شئ هالك الا وجهه " فالنظر إلى انبياء الله تعالى ورسله وحججه (عليهم السلام) في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة، وقد قال النبى (صلى الله عليه وآله): من ابغض أهل بيتى وعترتى لم يرنى ولم أره يوم القيامة.

24 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى هاشم الجعفرى عن ابى جعفر الثانى حديث طويل وفيه يقول: واذا افنى الله الاشياء أفنى الصور والهجاء، ولا ينقطع ولا يزال من لم يزل عالما.

25 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب قوله: " ويبقى وجه ربك " قال الصادق (عليه السلام): نحن وجه الله.

26 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه: واما قوله: " كل شئ هالك الا وجهه " فالمراد كل شئ هالك الا دينه لان

 

===============

(193)

 

من المحال ان يهلك الله كل شئ ويبقى الوجه هو اجل واعظم من ذلك وانما يهلك من ليس منه، الا ترى انه قال " كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك " ففصل بين خلقه ووجهه،

27 ـ في مصباح شيخ الطائفة (قدس سره) في دعاء ادريس النبى (عليه السلام):

يا بديع البدايع ومعيدها بعد فنائها بقدرته.

28 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن قال: يحيى ويميت ويرزق ويزيد وينقص.

29 ـ في اصول الكافى خطبة مروية عن امير المؤمنين (عليه السلام) وفيها: الحمد لله الذى لا يموت ولا تنقضى عجائبه، لانه كل يوم هو في شأن من احداث بديع لم يكن.

30 ـ في مجمع البيان وعن أبى الدرداء عن النبى (صلى الله عليه وآله) في قوله: " كل يوم هو في شأن " قال: من شأنه أن يغفر ذنبا ويفرج كربا، ويرفع قوما ويضع آخرين.

31 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال المسيب بن نجية الفزارى وسليمان بن صرد الخزاعى للحسن بن على (عليهما السلام): ما ينقضى تعجبنا منك، بايعت معاوية ومعك أربعون ألف مقاتل من الكوفة سوى أهل البصرة والحجاز؟ فقال الحسن (عليه السلام): قد كان ذلك فما ترى الان؟ قال: والله ارى أن ترجع لانه نقض فقال: يا مسيب ان الغدر لاخير فيه ولو أردت لما فعلت، فقال حجر بن عدى: أما والله لوددت انك مت في ذلك اليوم ومتنا معك ولم نر هذا اليوم، فانا رجعنا راغبين بما كرهنا، ورجعوا مسرورين بما أحبوا، فلما خلا به الحسن (عليه السلام) قال: يا حجر قد سمعت كلامك في مجلس معاوية وليس كل انسان يحب ماتحب ولا رأيه كرأيك، وانى لم أفعل ما فعلت الا ابقاءا عليكم، والله تعالى كل يوم هو في شأن.

32 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: سنفرغ لكم ايها الثقلان قال:

نحن وكتاب الله والدليل على ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتى.

33 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) باسناده إلى الامام محمد بن على الباقر (عليه السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه خطبة الغدير وفيها يقول

 

===============

(194)

 

(صلى الله عليه وآله): معاشر الناس انى ادعها امامة ووراثة في عقبى إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغايب، وعلى كل أحد من شهد أو لم يشهد، ولد أو لم يولد فليبلغ الحاضر الغائب، والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها " سنفرغ لكم ايها الثقلان * فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران ".

34 ـ في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا عليه من الاخبار المجموعة وباسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان لله تعالى ديكا عرفه (1) تحت العرش ورجلاه في تخوم الارضين السابعة السفلى، اذا كان في الثلث الاخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه كل شئ ما خلا الثقلين الجن والانس، فيصيح عند ذلك ديكة الدنيا.

35 ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى (عليه السلام) يقول فيها: وانشأ ما اراد انشاءه على ما اراد من الثقلين الجن والانس ليعرف بذلك ربوبيته، ويمكن فيهم طواعيته.

36 ـ وفيه عن الرضا (عليه السلام) حديث طويل فيه: فمن المبلغ عن الله عزوجل إلى الثقلين الجن والانس.

37 ـ في مجمع البيان وقد جاء في الخبر يحاط على الخلق بالملائكة وبلسان من نار ثم ينادون: " يامعشر الجن والانس ان استطعتم " إلى قوله: " يرسل عليكما شواظ من نار ".

38 ـ روى مسعدة بن صدقة عن كليب قال: كنا عند أبى عبدالله (عليه السلام) فانشأ يحدثنا فقال: اذا كان يوم القيامة جمع الله العباد في صعيد واحد وذلك انه يوحى إلى السماء الدنيا ان اهبطى بمن فيك، فتحبط أهل السماء الدنيا بمثلى من في الارض من الجن والانس والملائكة، فلا يزالون كذلك حتى يهبط أهل سبع سماوات فتصير الجن والانس في سبع سرادقات من الملائكة، فينادى مناد:

" يا معشر الجن والانس ان استطعتم " الاية فينظرون فاذا قد احاط بهم سبعة أطواق

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك. (*)

 

===============

(195)

 

من الملائكة.

39 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن منصور بن يونس عن عمر بن شيبة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول ابتداءا منه: ان الله اذا بدا له ان يبين خلقه ويجمعهم لما لابد منه أمر مناديا ينادى فاجتمع الجن والانس في اسرع من طرفة عين ثم أذن لسماء الدنيا فتنزل وكان من وراء الناس، واذن للسماء الثانية فتنزل وهى ضعف التى تليها، فاذا رآها اهل سماء الدنيا قالوا: جاء ربنا؟ قالوا: لا وهو آت، يعنى أمره، تنزل كل سماء يكون كل واحدة منها من وراء الاخرى وهى ضعف التى تليها، ثم ينزل أمر الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضى الامر والى ربكم ترجع الامور، ثم يأمر الله مناديا ينادى: " يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من أقطار السموات و الارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان ". والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

40 ـ في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن سعدان بن مسلم عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا كان يوم القيامة دعى برسول الله (صلى الله عليه وآله) فيكسى حلة وردية، فقلت: جعلت فداك وردية؟ قال: نعم اما سمعت قول الله عزوجل: فاذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان.

41 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فيومئذ لا يسئل عن ذنبه قال:

منكم يعنى من الشيعة " انس ولا جان " قال: معناه من توالى امير المؤمنين (عليه السلام) وتبرء من اعدائه وآمن بالله واحل حلاله وحرم حرامه ثم دخل في الذنوب و لم يتب في الدنيا عذب بها في البرزخ، ويخرج يوم القيامة وليس له ذنب يسئل عنه يوم القيامة.

42 ـ في مجمع البيان وروى عن الرضا (عليه السلام) انه قال: " فيومئذ لا يسئل منكم عن ذنبه انس ولا جان " ان من اعتقد الحق ثم اذنب ولم يتب في الدنيا عذب عليه في البرزخ ويخرج يوم القيامة، وليس له ذنب يسأل عنه.

43 ـ في بصائر الدرجات ابراهيم بن هاشم عن سليمان الديلمى او عن سليمان

 

===============

(196)

 

عن معاوية الدهنى عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام قال: يا معاوية ما يقولون في هذا؟ قلت:

يزعمون ان الله تبارك وتعالى يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة فيأمرهم فيأخذوا بنواصيهم وأقدامهم فيلقون في النار، فقال لى: وكيف يحتاج تبارك وتعالى إلى معرفة خلق أنشأهم وهو خلقهم؟ فقلت: جعلت فداك وما ذلك؟ فقال: ذلك لو قام قائمنا اعطاه الله السيماء، فيأمر بالكافر فيؤخذ بنواصيهم واقدامهم، ثم يخبط بالسيف خبطا (1)

44 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد حديث طويل وفيه قال: قلت له: يا ابن رسول الله أخبرنى عن الجنة والنار أهما مخلوقتان؟ فقال: نعم وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟ فقال (عليه السلام): لاهم منا ولا نحن منهم، من انكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبى (صلى الله عليه وآله) وكذبنا وليس من ولايتنا على شئ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى:

هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن.

45 ـ وقال النبى (صلى الله عليه وآله): لما عرج بى إلى السماء أخذ بيدى جبرئيل (عليه السلام) فأدخلنى الجنة الحديث.

46 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقرء ابوعبدالله (عليه السلام): " هذه جهنم التى كنتما بها تكذبان * تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان " يعنى الاولين. " يطوفون بينها وبين حميم آن " قال: انين من شدة حرها.

47 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى عبدالله (عليه السلام) " هذه جهنم التى كنتما بها تكذبان * اصلياها فلا تموتان فيها ولا تحييان ".

48 ـ في اصول الكافى عنه عن أحمد بن محمد بن محبوب عن داود الرقى عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: ولمن خاف مقام ربه جنتان قال: من

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) خبطه. ضربه ضربا شديدا. (*)

 

===============

(197)

 

علم ان الله يراه ويسمع ما يقول ويقول ويعلم ما يعلمه من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذى خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

49 ـ في من لا يحضره الفقيه في مناهى النبى (صلى الله عليه وآله) قال (عليه السلام): ومن عرضت له فاحشة او شهوة فاجتنبها مخافة الله عزوجل حرم عليه النار، وآمنه من الفزع الاكبر، وانجز له ما وعده في كتابه.

وقوله عزوجل: ولمن خاف مقام ربه جنتان.

50 ـ في كتاب التوحيد خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) وفيها: ايها الناس من خاف ربه كف ظلمه.

51 ـ في كتاب الخصال عن الحسن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: وعزتى وجلالى لا اجمع على عبدى خوفين. ولا أجمع له أمنين.

فاذا امننى في الدنيا أخفته في الاخرة يوم القيامة، واذا خافنى في الدنيا أخفته في الاخرة يوم القيامة، واذا خافنى في الدنيا امنته يوم القيامة.

52 ـ عن أبى جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات، إلى ان قال (عليه السلام): واما المنجيات فخوف الله في السر والعلانية، الحديث.

53 ـ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن ابى طالب (عليهم السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال في وصية له: يا على ثلاث درجات وثلاث كفارات و ذكر كالسابق سواء

54 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) نقلا عن تفسير محمد بن العباس بن مروان باسناده إلى جعفر بن محمد عن آبائه عن أمير المؤمنين على بن ابى طالب (عليهم السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه يقول (صلى الله عليه وآله) مخاطبا للمقداد بعد ان ذكر شيعة على (عليه السلام) وكرامتهم عند الله: فلا يزالوا يا مقداد ومحبى على بن أبى طالب (عليه السلام) في العطايا والمواهب حتى ان المقصر من شيعة على يتمنى في امنيته مثل

 

===============

(198)

 

جميع الدنيا منذ خلقها الله إلى يوم القيامة، قال لهم ربهم تبارك وتعالى: لقد قصر في امانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم، فانظروا إلى مواهب ربكم، فاذا بقباب (1) وقصور في اعلى عليين من الياقوت الاحمر والاخضر والابيض والاصفر يزهر نورها، فلولا انه مسخر اذا للمعت الابصار منها، فما كان من تلك القصور من الياقوت الاحمر مفروش بالسندس الاخضر، وما كان منها من الياقوت الابيض فهو مفروش بالرياط الصفر (2) مبثوثة بالزبرجد الاخضر والفضة البيضاء، و الذهب الاحمر قواعدها وأركانها من الجواهر ينور من أبوابها وأعراضها، ونور شعاع الشمس عنده مثل الكواكب الدرى في النهار المضئ، واذا على باب كل قصر من تلك القصور جنتان مدهامتان فيهما عينان نضاختان وفيهما من كل فاكهة زوجان

55 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فيهن قاصرات الطرف قال: الحور العين يقصر الطرف عنها من ضوء نورها.

56 ـ في مجمع البيان " قاصرات الطرف " قصرت طرفهن على أزواجهن لم يردن غيرهم وقال أبوذر: انها تقول لزوجها: وعزة ربى ما ارى في الجنة أخير منك فالحمد لله الذى جعلنى زوجك وجعلك زوجى، كأنهن الياقوت والمرجان وفى الحديث أن المرأة من أهل الجنة يرى مخ ساقها وراء سبعين حلة من حرير

57 ـ هل جزاء الاحسان الا الاحسان وجاءت الرواية من أنس بن مالك قال: قرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذه الاية فقال: هل تدرون ما يقول ربكم؟ قالوا:

الله ورسوله أعلم، قال: فان ربكم يقول: هل جزاء من أنعمنا عليه بالتوحيد الا الجنة.

58 ـ وروى العياشى باسناده عن الحسين بن سعيد عن عثمان بن عيسى عن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) القباب جمع القبة.

(2) الرياط جمع الريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين اى قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة. (*)

 

===============

(199)

 

على بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله يقول: آية في كتاب الله مسجلة: قلت وما هى؟ قال: قول الله عزوجل: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " جرت في الكافر والمؤمن والبر والفاجر، ومن صنع اليه معروف فعليه أن يكافئ به. وليس المكافاة ان يصنع كما صنع حتى يربى، فان صنعت كما صنع كان له الفضل بالابتداء.

59 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " قال: ما جزاء من انعمت عليه بالمعرفة الا الجنة.

60 ـ في كتاب التوحيد حدثنا احمد بن الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكرى قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمران القشيرى قال: حدثنا أبو الحريش أحمد بن عيسى الكلابى قال: حدثنا موسى بن اسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب سنة خمسين وماتين قال:

حدثنى ابى عن ابيه عن جده جعفر بن محمد عن ابيه عن آبائه عن على (عليهم السلام) في قول الله عزوجل: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " قال على (عليه السلام): سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ان الله عزوجل قال: ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد الا الجنة.

61 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب (عليهم السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل في تفسير سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر، وفيه قال (صلى الله عليه وآله): واما قوله:

لا اله الا الله فثمنها الجنة، وذلك قول الله عزوجل: " هل جزاء الاحسان الا الاحسان " قال: هل جزاء من قال لا اله الا الله الا الجنة.

62 ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: اربعة اسرع شئ عقوبة:

رجل احسنت اليه وكافاك بالاحسان اليه اساءة، الحديث.

63 ـ في من لايحضره الفقيه وقال الصادق (عليه السلام) لعن الله قاطعى سبيل المعروف قيل: وما قاطعى سبيل المعروف؟ قال: الرجل يصنع اليه المعروف فيكفره، فيمنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره.

===============

(200)

 

64 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن غالب عن عثمان بن محمد عن عمران قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله جل ثناءه: ومن دونهما جنتان قال: خضراوتان في الدنيا يأكل المؤمنون منها حتى تفرغ من الحساب.

65 ـ في مجمع البيان " ومن دونهما جنتان " روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال:

جنتان من فضة أبنيتهما وما فيهما وجنتان من ذهب أبنيتهما وما فيهما.

66 ـ وقال أبوعبدالله (عليه السلام): لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول: " ومن دونهما جنتان " ولا تقولن درجة واحدة ان الله يقول: " درجات بعضها فوق بعض " انما تفاضل القوم بالاعمال.

67 ـ وعن العلا بن سيابة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قلت له: ان الناس يتعجبون منا اذا قلنا: يخرج قوم من النار فيدخلون الجنة فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله في الجنة؟ فقال: يا على ان الله يقول: " ومن دونهما جنتان " ما يكونون مع اولياء الله.

68 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى يونس بن ظبيان عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله: " مدهامتان " قال: يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا، وقوله: " فيها عينان نضاختان " قال: تفوران.

قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق فيما نقلنا عن كتاب سعد السعود بيان لقوله عزوجل: " نضاحتان ".

قال عز من قائل: فيهما فاكهة ونخل ورمان.

69 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عن أحمد ابن سليمان عن أحمد بن يحيى الطحان عمن حدثه عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: خمس من فواكه الجنة في الدنيا: الرمان الامليسى والتفاح الشيسقان والسفرجل والعنب الرازقى والرطب المشان. (1)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) رمان امليس واميلسى: حلو طيب لاعجم له كانه منسوب اليه وفى امالى الشيخ (رحمه الله) التفاح الشعشعانى يعنى الشامى، والمشان: نوع من الرطب إلى السواد دقيق وهو أعجمى. (*)

 

===============

(201)

 

70 ـ وباسناده إلى ابى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: اربعة نزلت من الجنة:

العنب الرازقى والرطب المشان والرمان الامليسى والتفاح الشيسقان.

71 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: الفاكهة مأة وعشرون لونا سيدها الرمان.

72 ـ وباسناده إلى عمر بن أبان الكلبى قال: سمعت أبا جعفر وأبا عبدالله (عليهما السلام) يقولان: ما على وجه الارض ثمرة كانت أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الرمان، وكان والله اذا أكله لا يشركه فيها أحد.

73 ـ وباسناده إلى حماد بن عثمان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ما من شئ أشارك فيه أبغض إلى من الرمان، وما من رمانة الا وفيها حبة من الجنة، فاذا أكلها الكافر بعث الله عزوجل اليه ملكا فانتزعها منه.

74 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فيهن خيرات حسان قال:

جوار نابتات على شط الكوثر، كلما اخذت منها نبتت مكانها اخرى.

75 ـ في مجمع البيان: " خيرات حسان " اى نساء خيرات الاخلاق حسان الوجوه، روته ام سلمة عن النبى (صلى الله عليه وآله)

76 ـ في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق (عليه السلام): الخيرات الحسان من نساء اهل الدنيا، وهن اجمل من الحور العين.

77 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبى ايوب عن الحلبى قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " فيهن خيرات حسان " قال: هن صوالح المؤمنات العارفات.

78 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن بريد النوفلى عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الرجل للرجل:

جزاك الله خيرا ما يعنى به؟ قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم، على حافتى ذلك النهر جوارى نابتات، كلما قلعت واحدة نبتت اخرى، سمى

 

===============

(202)

 

بذلك النهر وذلك قوله: " فيهن خيرات حسان " فاذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا، فانما يعنى بذلك تلك المنازل التى أعد الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه أقول: ويتصل بآخر ما نقلنا من الحديث الاول من الروضة أعنى قوله: العارفات قال: قلت: حور مقصورات في الخيام قال: الحور هى البيض المضمومات (1) المخدرات في خيام الدر والياقوت والمرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على كل باب سبعون كاعبا (2) حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره، يبشر الله عزوجل بهن المؤمنين.

79 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " حور مقصورات في الخيام " يقصر الطرف عنها.

80 ـ في مجمع البيان وعن أنس عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: مررت ليلة اسرى بى بنهر حافتاه قباب المرجان فنوديت عنه: السلام عليك يا رسول الله فقلت:

يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جوار من الحور العين استأذن ربهن ان يسلمن عليك فأذن لهن فقلن: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نيأس أزواج رجال كرام، ثم قرء (صلى الله عليه وآله) " حور مقصورات في الخيام ".

81 ـ وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا.

82 ـ في جوامع الجامع وفى حديث الخيمة درة واحدة طولها في السماء ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراه الاخرون.

83 ـ وقرئ في الشواذ: " رفارف خضر وعباقرى " كمداينى. وروى ذلك عن النبى (صلى الله عليه وآله) وان شذ في القياس ترك صرف عباقرى فلا يستنكر مع استمراره في الاستعمال.

84 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا على بن الحسين عن أحمد بن أبى عبد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الملجسى (رحمه الله): المضموتات اى اللاتى ضممن إلى خدورهن لا يفارقنه (2) الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها للنبور اى الارتفاع عن الصدر. (*)

 

===============

(203)

 

الله عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن هشام بن سالم عن سعد بن طريف عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: تبارك اسم ربك ذى الجلال والاكرام فقال: نحن جلال الله وكرامته التى أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا ومحبتنا.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء في كل ليلة جمعة " الواقعة " أحبه الله وحببه إلى الناس أجمعين، ولم ير في الدنيا بؤسا أبدا ولا فقرا ولا فاقة ولا آفة من آفات الدنيا وكان من رفقاء أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهذه السورة لامير المؤمنين خاصة لم يشركه فيها أحد.

2 ـ وباسناده عن الصادق (عليه السلام) قال: من اشتاق إلى الجنة والى صفتها فليقرء الواقعة ومن احب أن ينظر إلى صفة النار فليقرأ سجدة لقمن.

3 ـ وباسناده عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل ان ينام لقى الله عزوجل ووجهه كالقمر ليلة البدر.

4 ـ في مجمع البيان: ابى بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قرأ سورة الواقعة كتب ليس من الغافلين.

5 ـ وفيه عن عبدالله بن مسعود قال: انى سمعت رسول الله (عليه السلام) يقول: من قرء سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة ابدا.

6 ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال ابوبكر:

يا رسول الله اسرع اليك الشيب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.

7 ـ في اصول الكافى محمد بن أحمد عن عمه عبدالله بن الصلت عن الحسن بن على بن بنت الياس عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان على بن الحسين (عليهما السلام) لما حضرته الوفاة أغمى عليه، ثم فتح عينيه وقرأ:

 

===============

(204)

 

" اذا وقعت الواقعة " " وانا فتحنا لك فتحا مبينا " وقال: الحمد لله الذى صدقنا وعده، وأورثنا الارض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين، ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا.

8 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة باسناده إلى على بن النعمان عن أبى الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ان بى ثآليل كثيرة (1) وقد اغتممت بامرها، فأسألك أن تعلمنى شيئا انتفع به. قال: خذ لكل ثالول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات " اذا وقعت الواقعة " إلى قوله: " فكانت هباءا منبثا " وقوله عزوجل:

" ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا امتا " ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة، فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت اليها يوم السابع فاذا هى مثل راحتى، وينبغى أن يفعل ذلك في محاق الشهر

9 ـ في مصباح الكفمعى عن على (عليه السلام) يقرأ من به الثالول فليقرء عليها هذه الايات سبعا في نقصان الشهر " ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار " " وبست الجبال بسا * فكانت هباءا منبثا ".

10 ـ في كتاب الخصال عن الزهرى قال: سمعت على بن الحسين (عليهما السلام) يقول: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، والله ما الدنيا والاخرة الا ككفتنى ميزان فأيهما رجح ذهب بالاخر، ثم تلا قوله عزوجل:

اذا وقعت الواقعة يعنى القيامة ليس لوقعتها كاذبة خافضة خفضت والله باعداء الله في النار رافعة رفعت والله أولياء الله إلى الجنة

11 ـ في تفسير على بن ابراهيم " اذا وقعت الواقعة * ليس لوقعتها كاذبة " قال: القيامة هى حق، وقوله: " خافضة " قال: بأعداء الله " رافعة " لاولياء الله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) ثآليل جمع الثؤلول: خراج يكون بجسد الانسان ناتئ صلب مستدير. (*)

 

===============

(205)

 

اذا رجت الارض رجا قال: يدق بعضها على بعض، وبست الجبال بسا قال:

قلعت الجبال قلعا فكانت هباء منبثا قال: الهباء الذى يدخل في الكوة من شعاع الشمس.

وقوله: وكنتم ازواجا ثلاثة قال: يوم القيامة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة [ وهم المؤمنون من اصحاب التبعات يوقفون للحساب ] (1) واصحاب المشئمة ما اصحاب المشئمة والسابقون السابقون الذين سبقوا إلى الجنة بلا حساب

12 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن جابر الجعفى قال:

قال ابوعبدالله (عليه السلام): يا جابر ان الله تبارك وتعالى خلق الخلق ثلاثة اصناف، وهو قوله عزوجل: " وكنتم أزواجا ثلاثة * فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة * وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشأمة * والسابقون السابقون * اولئك المقربون " فالسابقون هم رسل الله (عليه السلام)، وخاصة الله من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح أيدهم بروح القدس فبه عرفوا الاشياء، وأيدهم بروح الايمان فبه خافوا الله عزوجل، وأيدهم بروم القوة فبه قدروا على طاعة الله، وايدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله عزوجل و كرهوا معصيته، وجعل فيهم روح المدرج الذى به يذهب الناس ويجيئون، وجعل في المؤمنين واصحاب الميمنة روح الايمان فبه خافوا الله وجعل فيهم روح القوة فبه قدروا (2) على طاعة الله، وجعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة الله وجعل فيهم روح المدرج الذى به يذهب الناس ويجيئون.

13 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه عن محمد بن داود الغنوى عن الاصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:

يا امير المؤمنين ان ناسا زعموا ان العبد لا يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، ولا يأكل الربا وهو مؤمن، ولا يسفك الدم الحرام و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) بين العلامتين غير موجود في المصدر.

(2) وفى نسخة " قووا " مكان " قدروا ". (*)

 

===============

(206)

 

هو مؤمن، فقد ثقل على هذا وحرج منه صدرى حين أزعم، ان هذا العبد يصلى صلاتى ويدعو دعائى ويناكحنى واناكحه ويوارثنى واوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير أصابه؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): صدقت، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: والدليل عليه كتاب الله: خلق الله عزوجل الناس على ثلاث طبقات وانزلهم ثلاث منازل، فذلك قول الله عزوجل في الكتاب: " اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة والسابقون السابقون " فاما ما ذكر من أمر السابقين فانهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين، جعل الله فيهم خمسة ارواح: روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن، فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين، وبها علموا الاشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معاشهم، وبروح الشهوة أصابوا لذيذ الطعام ونكحوا الحلال من شباب النساء، وبروح البدن دبوا ودرجوا (1) فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم، ثم قال: قال الله عزوجل: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وايدناه بروح القدس، ثم قال في جماعتهم: " وايدناه بروح منه " يقول: اكرمهم بها ففضلهم على من سواهم، فهولاء مغفور لهم مصفوح عن ذنوبهم، ثم ذكر اصحاب الميمنة وهم المؤمنون حقا بأعيانهم، جعل الله فيهم اربعة ارواح روح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الارواح الاربعة حتى يأتى عليه حالات فقال الرجل: يا امير المؤمنين ما هذه الحالات؟ فقال:

أما أولهن فهو كما قال الله عزوجل: " ومنكم من يرد إلى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا " فهذا ينتقض منه جميع الارواح، وليس بالذى يخرج من دين الله لان الفاعل به رده إلى ارذل عمره، فهو لايعرف للصلوة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولابالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان روح الايمان وليس يضره شيئا، وفيهم من ينتقض منه روح القوة، فلايستطيع جهاد عدوه، و لا يستطيع طلب المعيشة، ومنهم من ينتقض منه روح الشهوة، فلو مرت به اصبح

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) دب: مشى مشيا صغيفا ويقال للصبى اذا دب وأخذ في الحركة: درج.

===============

(207)

 

بنات آدم لم يحن اليها (1) ولم يقم، وتبقى روح البدن فبه يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت، فهذا بحال خير، لان الله عزوجل هو الفاعل به، وقد تأتى عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة فيشجعه روح القوة وتزين له روح الشهوة، ويقوده روح البدن، حتى يوقعه في الخطيئة، فاذا لامسها نقص من الايمان، وتفصى منه. فليس يعود فيه حتى يتوب، فاذا تاب تاب الله عليه، وان عاد ادخله الله نار جهنم، فأما اصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى، يقول الله عز وجل: " الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم " يعرفون محمدا والولاية في التوراة والانجيل كما يعرفون ابناءهم في منازلهم " وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك " انك الرسول اليهم فلا تكونن من الممترين، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم الله بذلك فسلبهم روح الايمان، واسكن ابدانهم ثلاثة ارواح: روح القوة، وروح الشهوة، وروح البدن، ثم اضافهم إلى الانعام، فقال: " ان هم الا كالانعام " لان الدابة انما تحمل بروح القوة: وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن. فقال السائل: احييت قلبى باذن الله يا امير المؤمنين.

14 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا الحسن بن على عن ابيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبى عن على بن الحسين العبدى عن ابى هارون العبدى عن ربيعة السعدى عن حذيفة بن اليمان ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ارسل إلى بلال فأمره ان ينادى بالصلوة قبل وقت كل يوم في شهر رجب لثلة عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلوة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا (2) وقالوا: رسول الله (صلى الله عليه وآله) بين اظهرنا لم يغب عنا ولم يمت فاجتمعوا وحشدوا (3) فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يمشى حتى انتهى إلى باب من ابواب المسجد فأخذ بعضادته

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) حن اليه: اشتاق.

(2) ذعر: خاف.

(3) حشد القوم: دعوا فأجابوا مسرعين. (*)

 

===============

(208)

 

وفى المسجد مكان يسمى السدة، فسلم ثم قال: هل تسمعون يا اهل السدة؟ فقالوا:

سمعنا واطعنا فقال: هل تبلغون؟ قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله، فقال: رسول الله يخبركم ان الله خلق الخلق قسمين فجعلنى في خيرهما قسما وذلك قوله: " اصحاب اليمين واصحاب الشمال " فأنا من اصحاب اليمين، وأنا خير [ من ] اصحاب اليمين،

ثم جعل القسمين اثلاثا فجعلنى من خيرهما اثلاثا، وذلك قوله: " اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة * واصحاب المشئمة ما اصحاب المشأمة * والسابقون السابقون " فأنا من السابقين وانا خير السابقين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

15 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن الحسن القمى عن ادريس بن عبدالله عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الاية: " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " قال: عنى بها لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم " والسابقون السابقون اولئك المقربون " أما ترى الناس يسمون الذى يلى السابق في الحلبة مصلى (1) فذلك الذى عنى حيث قال: " لم نك من المصلين " لم نك من اتباع السابقين.

16 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال:

حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت له: ان الايمان درجات و منازل يتفاضل المؤمنون فيها عند الله؟ قال: نعم قلت: صفه لى رحمك الله حتى أفهمه، قال: ان الله سبق بين المؤمنين كما يسبق بين الخيل يوم الرهان ثم فضلهم على درجات في السبق اليه، فجعل كل امرء منهم على درجة سبقه لا ينقصه فيها من حقه، ولا يتقدم مسبوق سابقا ومفضول فاضلا، تفاضل بذلك اوائل هذه الامة وأواخرها، ولو لم يكن للسابق إلى الايمان فضل على المسبوق اذا للحق آخر هذه الامة أولها، نعم ولتقدموهم اذا لم يكن لمن سبق إلى الايمان الفضل على من أبطأ عنه، ولكن بدرجات الايمان قدم الله السابقين، وبالابطاء عن الايمان أخر الله المقصرين، لانا نجد من المؤمنين من الاخرين من هو أكثر عملا من الاولين وأكثرهم صلوة وصوما

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحلبة: الخيل تجمع للسباق. (*)

 

===============

(209)

 

وحجا وزكوة وجهادا وانفاقا، ولو لم يكن سوابق يفضل بها المؤمنون بعضهم بعضا عند الله لكان الاخرون بكثرة العمل مقدمين على الاولين، ولكن أبى الله عزوجل ان يدرك آخر درجات الايمان اولها، ويقدم فيها من أخر الله او يؤخر فيها من قدم الله، قلت: اخبرنى عما ندب الله عزوجل المؤمنين اليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عزوجل: " سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله " وقال:

" والسابقون ألسابقون اولئك " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

17 ـ في مجمع البيان " والسابقون السابقون " وقد قيل في السابقين إلى قوله: وقيل: الصلوات الخمس عن على (عليه السلام).

18 ـ وعن ابى جعفر (عليه السلام) قال: السابقون اربعة: ابن آدم المقتول، وسابق امة موسى وهو مؤمن آل فرعون، وسابق امة عيسى وهو حبيب، والسابق في امة محمد (صلى الله عليه وآله) وهو على بن ابى طالب (عليهما السلام).

19 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن عمرو بن أبى المقدام قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال أبى لاناس من الشيعة: أنتم شيعة الله وأنتم انصار الله وأنتم السابقون الاولون والسابقون الاخرون. والسابقون في الدنيا والسابقون في الاخرة إلى الجنة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

20 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى ابن عباس قال: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن قول الله عزوجل: " والسابقون السابقون * اولئك هم المقربون في جنات النعيم " فقال: قال لى جبرئيل (عليه السلام): ذلك على وشيعته هم السابقون إلى الجنة، المقربون من الله بكرامته لهم.

21 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال أبوعبدالله (عليه السلام): زرارة و أبوبصير ومحمد بن مسلم وبريد من الذين قال الله: " والسابقون السابقون * اولئك المقربون " وقال (عليه السلام): ما أحد أحيى ذكرنا وأحاديث أبى (عليه السلام) الا زرارة وأبوبصير ليث المرادى ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلى لولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط

 

===============

(210)

 

هذا، هؤلاء حفاظ الدين وأمناء أبى على حلال الله وحرامه، وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الاخرة، قال ابوعبدالله (عليه السلام): قال ابى لاناس من الشيعة:

انتم شيعة الله وانتم انصار الله، وأنتم السابقون الاخرون الينا، السابقون في الدنيا إلى ولايتنا، والسابقون في الاخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله وبضمان رسول الله (صلى الله عليه وآله).

22 ـ قال ابوالحسن موسى (عليه السلام): اذا كان يوم القيامة نادى مناد: اين حوارى محمد بن عبدالله رسول الله الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبوذر ثم ينادى: أين حوارى على بن أبى طالب وصى محمد بن عبدالله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعى ومحمد بن أبى بكر وميثم بن يحيى التمار مولى بنى أسد، وأويس القرنى قال: ثم ينادى المنادى: أين حوارى الحسن بن على بن فاطمة بنت محمد بن عبدالله رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم سفيان بن ليلى الهمدانى وحذيفة بن أسد الغفارى (1) قال: ثم ينادى: اين حوارى الحسين بن على؟ فيقوم من استشهد معه ولم يتخلف عليه قال: ثم ينادى أين حوارى على بن الحسين؟ فيقوم جبير بن مطعم ويحيى بن ام الطويل وأبوخالد الكابلى وسعيد بن المسيب، ثم ينادى:

اين حوارى محمد بن على وحوارى جعفر بن محمد؟ فيقوم عبدالله بن شريك العامرى وزرارة بن أعين وبريد بن معاوية العجلى ومحمد بن مسلم وأبوبصير ليث بن البخترى المرادى، وعبدالله بن ابى يعفور، وعامر بن عبدالله بن جذاعة، و حجر بن زائدة، وحمران بن اعين، ثم ينادى ساير الشيعة مع ساير الائمة (عليهم السلام) يوم القيامة فهؤلاء اول السابقين واول المقربين واول المتحورين من التابعين.

23 ـ في عيون الاخبار في باب آخر فيما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده عن على (عليه السلام) قال: " والسابقون السابقون اولئك المقربون " في نزلت

24 ـ في كتاب الخصال عن رجل من همدان عن ابيه قال: قال على بن ابى طالب (عليه السلام): السباق خمسة، فانا سابق العرب، وسلمان سابق الفرس، وصهيب سابق

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفي بعض النسخ " اسيد " بدل " اسد ". (*)

 

===============

(211)

 

الروم، وبلال سابق الحبش، وخباب سابق النبط.

25 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى خيثمة الجعفى عن ابى جعفر (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): ونحن السابقون السابقون ونحن الاخرون.

26 ـ وباسناده إلى سليم بن قيس الهلالى عن امير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في جمع من المهاجرين والانصار في المسجد ايام خلافة عثمان: فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت: " والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار " و " السابقون السابقون اولئك المقربون " سئل عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: انزلها الله تعالى في الانبياء واوصيائهم، فأنا افضل انبياء الله ورسله، وعلى بن ابى طالب وصيى افضل الاوصياء؟ قالوا: اللهم نعم.

27 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال الصادق (عليه السلام): ثلة من الاولين:

ابن آدم المقتول ومؤمن آل فرعون وصاحب ياسين وقليل من الاخرين على بن أبى طالب.

28 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى (عليه السلام) ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته:

اوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب الاتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب (1) ومن بعده بصاحب الجمل الاحمر الطيب الطاهر المطهر اسمه احمد محمد الامين من الباقين من ثلة الاولين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

29 ـ في مجمع البيان يطوف عليهم ولدان مخلدون اختلف في هذه الولدان فقيل: انهم اولاد أهل الدنيا لم يكن لهم حسنات فيثابوا عليها ولا سيئات فيعاقبوا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاتان: الحمارة. والبرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.

قال المجلسى (رحمه الله): والمراد بالزيتون والزيت: التمرة المعروفة ودهنها لانه (ع) كان يأكلها، أو نزلتا له في المائدة من السماء، او المراد بالزيتون مسجد دمشق أو جبال الشام كما ذكره الفيروز آبادى، اى أعطاه الله بلاد الشام. وبالزيت الدهن الذى روى انه كان في بنى اسرائيل وكان غليانها من علامات النبوة، والمحراب لزومه وكثرة العبادة فيه. (*)

 

===============

(212)

 

عليها، فأنزلوا هذه المنزلة عن على (عليه السلام).

وقد روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه سئل عن أطفال المشركين؟ فقال: هم خدم أهل الجنة.

30 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن سيد الادام في الدنيا والاخرة، فقال: اللحم أما سمعت قول الله عزوجل: ولحم طير مما يشتهون.

31 ـ على بن محمد بن بندار عن أحمد بن أبى عبدالله عن محمد بن على عن عيسى بن عبد الله العلوى عن أبيه عن جده عن على صلوات الله عليه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

اللحم سيد الطعام في الدنيا والاخرة.

32 ـ وعنه عن على بن الريان رفعه إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله: سيد ادام الجنة اللحم.

33 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما قال: الفحش والكذب والغنا، وقوله: واصحاب اليمين ما اصحاب اليمين قال:

على بن أبى طالب (عليه السلام) وأصحابه شيعته.

34 ـ في اصول الكافى أبوعلى الاشعرى ومحمد بن يحيى عن محمد بن اسماعيل عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: لو علم الناس كيف ابتداء الخلق ما اختلف اثنان، ان الله عزوجل قبل أن يخلق الخلق قال: كن ماءا عذبا أخلق منك جنتى وأهل طاعتى، وكن ملحا اجاجا أخلق منك نارى وأهل معصيتى، ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر، والكافر المؤمن، ثم أخذ طينا من اديم الارض فعركه عركا شديدا (1) فاذا هم كالذر يدبون فقال لاصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام، وقال لاصحاب النار:

إلى النار ولا ابالى، ثم أمر نارا فاسعرت فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها (2)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) أديم الارض: ظاهره وكذا أديم السماء. والعرك: الدلك.

(2) هابه: خافه. (*)

 

===============

(213)

 

وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فقال: كونى بردا وسلاما فكانت بردا وسلاما فقال اصحاب الشمال: يا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم فادخلوها فذهبوا فهابوها فثم ثبتت الطاعة والمعصية فلا يستطيع هؤلاء أن يكونوا من هؤلاء ولا هؤلاء من هؤلاء (1).

35 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن زرارة ان رجلا سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله عزوجل: " واذ اخذ ربك من بنى آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " الاية فقال وأبوه يسمع (عليهما السلام) حدثنى أبى ان الله عزوجل قبض قبضة من تراب التربة التى خلق منها آدم (عليه السلام)، فصب عليها العذب الفرات ثم تركها أربعين صباحا، ثم صب عليها الماء المالح الاجاج (2) فتركها أربعين صباحا فلما اختمرت الطينة أخذها فعركها عركا شديدا، فخرجوا كالذر من يمينه وشماله، وأمرهم جميعا ان يقعوا في النار، فدخل أصحاب اليمين فصارت عليهم بردا وسلاما وأبى أصحاب الشمال أن يدخلوها.

36 ـ على بن محمد عن ابن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسين بن على بن أبى حمزة عن ابراهيم عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله عزوجل لما أراد أن يخلق آدم (عليه السلام) بعث جبرئيل في أول ساعة من يوم الجمعة، فقبض بيمينه قبضة بلغت قبضته من السماء السابعة إلى سماء الدنيا، وأخذ من كل سماء تربة وقبض قبضة اخرى من الارض السابعة العليا إلى الارض السابعة القصوى فأمر عزوجل كلمته فأمسك القبضة الاولى بيمينه والقبضة الاخرى بشماله ففلق الطين فلقتين فذرا من الارض ذروا (3) ومن السماء ذروا. فقال للذى بيمينه: منك الرسل و

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وللمحدث المولى محمد باقر المجلسى (قدس سره) في كتابه مرآة العقول بيان لهذا الحديث ونقل في ذيل اصول الكافى ج 2 صفحة 7 فراجع ان شئت.

(2) اى المالح المر.

(3) الفلق: التفريق: والذرو: الاذهاب والتفريق. (*)

 

===============

(214)

 

الانبياء والاوصياء والصديقون والمؤمنون والسعداء ومن اريد كرامتهم، فوجب لهم ما قال كما قال، وقال للذى بشماله: منك الجبارون والمشركون والكافرون والطواغيت ومن اريد هوانه وشقوته، فوجب لهم ما قال كما قال: والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

37 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن سيف عن أبيه عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس ثم رفع يده اليمنى قابضا على كفه ثم قال:

أتدرون أيها الناس ما في كفى؟ قالوا: ألله ورسوله أعلم، فقال: فيها أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم رفع يده الشمال فقال: ايها الناس اتدرون ما في كفى؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، فقال: اسماء اهل النار واسماء آبائهم وقبائلهم إلى يوم القيامة، ثم قال: حكم الله وعدل، حكم الله وعدل، فريق في الجنة وفريق في السعير.

38 ـ في تفسير العياشى عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه ان اصحاب اليمين هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الايمن، وذرأهم من صلبه، واصحاب الشمال هم الذين قبضهم الله من كتف آدم الايسر وذراهم في صلبه، وقد ذكرناه في سورة آل عمران عند قوله عزوجل: " وله اسلم من في السموات " الاية. (1)

39 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن اذينة عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال:

كنا عنده فذكرنا رجلا من اصحابنا فقلنا فيه حدة فقال: من علامة المؤمن ان يكون فيه حدة، قال: فقلنا ان عامة اصحابنا فيهم حدة فقال: ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذرأهم امر اصحاب اليمين واتتم هم ان يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج (2) فالحدة من ذلك الوهج، وامر اصحاب الشمال ـ وهم مخالفوهم ـ ان يدخلوا النار فلم يفعلوا، فمن ثم لهم سمت (3) ولهم وقار.

40 ـ وباسناده إلى عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) راجع المجلد الاول صفحة 300.

(2) الوهج: حر النار.

(3) السمت تستعمل لهيئة أهل الخير. (*)

 

===============

(215)

 

مهما رأيت من نزق اصحابك وخرقهم (1) فهو مما اصابهم من لطخ اصحاب الشمال (2) وما رأيت من حسن شيم من خالفهم ووقار فيهم فهو من لطخ اصحاب اليمين.

41 ـ وباسناده إلى ابى اسحق الليثى عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه من خلق الله طينة الشيعة وطينة الناصب وان الله مزج بينهما إلى قوله: فما رأيته من شيعتنا من زنا اولواط او ترك صلوة او صيام او حج او جهاد اوخيانة او كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذى قد مزج فيه لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة و الصيام والزكوة والحج والجهاد وابواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذى قد مزج فيه لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم.

42 ـ وباسناده إلى محمد بن ابى عمير قال: قلت لابى الحسن موسى (عليه السلام):

اخبرنى عن تختم امير المؤمنين (عليه السلام) بيمينه لاى شئ كان؟ فقال: انما كان يتختم بيمينه لانه امام اصحاب اليمين بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد مدح الله عزوجل اصحاب اليمين وذم اصحاب الشمال، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

43 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: في سدر مخضود قال: شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ ابوعبدالله (عليه السلام): وطلع منضود قال: بعضه إلى بعض.

44 ـ في مجمع البيان وروت العامة عن على (عليه السلام) انه قرأ رجل عنده " وطلح منضود " فقال: ما شأن الطلح؟ انما هو وطلع كقوله: " ونخل طلعها هضيم " فقيل له: الا تغيره؟ فقال: ان القرآن لا يهاج اليوم ولا يحرك. رواه عنه ابنه الحسن (عليهما السلام) وقيس بن سعد.

45 ـ ورواه اصحابنا عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): وطلح منضود " قال: لا.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) النزق: العجلة في جهل. والخرق: الحمق.

(2) اللطخ: القطعة القليلة من كل شئ. (*)

 

===============

(216)

 

46 ـ وورد في الخبر: ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مأة سنة لا يقطعها اقرؤا ان شئتم وظل ممدود وروى ايضا ان اوقات الجنة كغدوات الصيف لا يكون فيها حر ولا برد.

47 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن محمد بن اسحق المدنى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونقل حديثا طويلا يقول فيه (صلى الله عليه وآله) حاكيا حال اهل الجنة: ويزور بعضهم بعضا. ويتنعمون في جناتهم في ظل ممدود، في مثل ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وأطيب من ذلك.

48 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن بعض اصحابه رفعه قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما دخلت الجنة رأيت في الجنة شجرة طوبى اصلها في دار على وما في الجنة قصر ولا منزل الا ومنها فترفيها (1) اعلاها اسفاط حلل من سندس واستبرق، يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط، في كل سفط مأة حلة، ما فيها حلة تشبه الاخرى على الوان مختلفة، وهو ثياب اهل الجنة، ووسطها ظل ممدود، عرض الجنة كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله، يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مأتى عام فلا يقطعه، وذلك قوله: " وظل ممدود " وأسفلها ثمار اهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم، يكون في القضيب منها مأة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار الدنيا ومما لم تروه، وما سمعتم به ومالم تسمعوا مثلها وكلما يجتنى منها شئ نبتت مكانها اخرى، لا مقطوعة ولا ممنوعة والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

49 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال سئل: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (صلى الله عليه وآله) حاكيا حال اهل الجنة: والثمار دانية منهم وهو قوله عزوجل:

" ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا " من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بفيه، وهو متكئ وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله: يا ولى الله كلنى قبل ان تأكل هذا قبلى.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) مر الحديث بمعناه في ج 2 صفحه 502 فراجع. (*)

 

===============

(217)

 

50 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله الصادق (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل: فمن أين قالوا: ان أهل الجنة يأتى الرجل منهم إلى ثمرة يتناولها فاذا اكلها عادت كهيئتها؟ قال: نعم ذلك على قياس السراج يأتى القابس فيقتبس منه فلا ينقص من ضوئه شيئا وقد امتلئت منه الدنيا سراجا.

51 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: " لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف " الاية فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن اسحاق عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سأل على (عليه السلام) رسول الله عن تفسير هذه الاية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟ فقال: يا على تلك الغرف بنى الله لاوليائه بالدر و الياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محكوكة بالفضة (1) لكل غرفة منها ألف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به، وفيها فرش مرفوعة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وفى روضة الكافى مثله سواء.

52 ـ في مجمع البيان: وفرش مرفوعة اى بسط عالية إلى قوله: وقيل:

معناه نساء مرتفعات القدر في عقولهن وحسنهن وكمالهن عن الجبائى قال: ولذلك عقبه بقوله: انا انشأناهن انشاءا ويقال لامرأة الرجل: هى فراشه ومنه قول النبى (صلى الله عليه وآله) الولد للفراش وللعاهر الحجر.

53 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " انا انشأناهن انشاءا " قال:

الحور العين في الجنة فجعلناهن ابكارا عربا قال: لا يتكلمون الا بالعربية وقوله:

اترابا يعنى مستويات الاسنان لاصحاب اليمين اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام).

حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام):

جعلت فداك يا ابن رسول الله شوقنى فقال: يابا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات اذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله مكانها أخرى. قلت:

جعلت فداك زدنى قال: المؤمن يزوج ثمانمأء عذراء وأربعة آلاف ثيب وزوجتين من الحور العين، قلت: جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟! قال: نعم ما يفترش منهن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى منقوشة بها. (*)

 

===============

(218)

 

شيئا الا وجدها كذلك، قلت: جعلت فداك من اى شئ خلقن الحور العين؟ قال: من تربة الجنة ألنورانية ويرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة كبدها مرآته وكبده مرآتها، قلت: جعلت فداك لهن كلام يتكلمن به أهل الجنة؟ قال: نعم كلام يتكلمن به لم يسمع الخلايق أعذب منه، قلت: ما هو؟ قال: يقلن بأصوات رحيمة: نحن الخالدات فلا نموت ونحن الناعمات فلا نبؤس ونحن المقيمات فلا نظعن، ونحن الراضيات فلا نسخط، طوبى لمن خلق لنا، وطوبى لمن خلقنا له، ونحن اللواتى لو أن قرن (1) احدانا علق في جو السماء لاغشى نوره الابصار، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

54 ـ في مجمع البيان عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه فضل الغزاة وفيه: ويجعل الله روحه في حواصل طير (2) خضر تسرح في الجنة حيث تشاء تأكل من ثمارها وتأوى إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش، ويعطى الرجل منهم سبعين غرفة من غرف الفردوس، سلوك كل غرفة ما بين صنعاء والشام يملاء نورها مابين الخافقين، في كل غرفة سبعون بابا على كل باب سبعون مصراعا من ذهب، على كل باب سبعون نبلة (3) في كل غرفة سبعون خيمة في كل خيمة سبعون سريرا من ذهب، قوائمها الدر والزبرجد، موصولة بقضبان الزمرد على كل سرير أربعون فراشا، غلظ كل فراش أربعون ذراعا، على كل فراش زوجة من الحور العين عربا أترابا، فقال: أخبرنى يا أمير المؤمنين عن عروبة، قال:

هى الغنجة الرضية الشهية لها سبعون ألف وصيف وسبعون الف وصيفة، ضعف الحلى (4) بيض الوجوه، عليهن تيجان اللؤلؤ، على رقابهن المناديل بأيديهم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) القرن: الخصلة من الشعر.

(2) حواصل جمع الحوصلة وهو من الطائر بمنزلة المعدة للانسان.

(3) كذا في النسخ ولا تخلوا عن التصحيف والتحريف ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب مجمع البيان ولا الموسوعات الكبيرة الناقلة كالبحار والوسائل.

(4) كذا. (*)

 

===============

(219)

 

الاكوبة والاباريق.

55 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف تكون الحوراء في كل ما أتاها زوجها عذراء؟ قال: خلقت من الطيب، لا تعتريها عاهة، ولا يخالط جسمها آفة، ولا يجرى في ثقبها شئ ولا يدنسها حيض، فالرحم ملتزقة اذ ليس فيه لسوى الاحليل مجرى.

56 ـ في جوامع الجامع " انا انشأناهن انشاءا " وعن النبى (صلى الله عليه وآله) قال لام سلمة: هن اللواتى قبضن في دار الدنيا عجايز شمطاء رمصاء (1) جعلهن الله بعد الكبر أترابا على ميلاد واحد في الاستواء، كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا، فلما سمعت عايشة بذلك قالت: واوجعاه فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس هناك وجع.

57 ـ وفى الحديث يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلث وثلاثين.

58 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن على عن على بن اسباط عن سالم بياع الزطى قال: سمعت ابا سعيد المداينى يسأل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: ثلة من الاولين وثلة من الاخرين قال: ثلة من الاولين خربيل مؤمن آل فرعون و " ثلة من الاخرين " على بن أبى طالب (عليه السلام).

59 ـ وفيه قوله: " ثلة من الاولين " قال: من الطبقة التى كانت مع النبى (صلى الله عليه وآله) " وثلة من الاخرين " قال: بعد النبى (صلى الله عليه وآله) من هذه الامة.

60 ـ في كتاب الخصال عن سليمان بن يزيد عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اهل الجنة مأة وعشرون صفا، هذه الامة منها ثمانون صفا.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الشمط: بياض شعر الرأس يخالط سواده، والرمص ـ بالتحريك ـ وسخ ابيض يجتمع في مجرى الدمع من العينين. (*)

 

===============

(220)

 

61 ـ في مجمع البيان " ثلة من الاولين وثلة من الاخرين " اى جماعة من الامم الماضية التى كانت قبل هذه الامة وجماعة من مؤمنى هذه الامة، وهذا قول مقاتل وعطا وجماعة من المفسرين، وذهب جماعة منهم إلى أن الثلتين، جميعا من هذه الامة، وهو قول مجاهد والضحاك واختاره الزجاج، وروى ذلك مرفوعا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: جميع الثلتين من امتى، و مما يؤيد القول الاول ويعضده من طريق الرواية ما رواه نقلة الاخبار بالاسناد عن ابن مسعود قال: تحدثنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة حتى أكثرنا الحديث ثم رجعنا إلى أهلنا فلما أصبحنا غدونا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: عرضت على الانبياء الليلة بأتباعها من أممها فكان النبى يجيئ معه الثلة من امته والنبى معه العصابة من امته والنبى معه النفس من امته، والنبى معه الرجل من امته، والنبى ما معه من امته أحد حتى أتى أخى موسى في كبكبة من بنى اسرائيل، فلما رأيتهم أعجبونى فقلت: اى رب من هؤلاء؟ فقال: أخوك موسى بن عمران ومن معه من بنى اسرائيل فقلت: رب فأين امتى؟ فقال: انظر عن يمينك فاذا ظراب مكة (1) قد سدت بوجوه الرجال فقلت: من هؤلاء فقيل: هؤلاء امتك أرضيت؟ قلت: رب رضيت فقيل: ان مع هؤلاء سبعين ألفا من امتك يدخلون الجنة لا حساب عليهم، قال:

فأنشأ عكاشة بن محصن من بنى اسد بن خزيمة فقال: يا نبى الله ادع ربك ان يجعلنى منهم، فقال: اللهم اجعله منهم، ثم انشأ رجل آخر فقال: يا نبى الله ادع ربك ان يجعلنى منهم، فقال سبقك بها عكاشة، فقال النبى (صلى الله عليه وآله): فداكم ابى وامى ان استطعتم ان تكونوا من السبعين فكونوا، وان عجزتم وقصرتم فكونوا من اهل الظراب، فان عجزتم وقصرتم فكونوا من اهل الافق، وانى قد رايت ثم ناسا كثيرا يتهاوشون (2) كثيرا فقلت: هؤلاء السبعون الفا فاتفق رأينا على انهم ناس ولدوا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) ظراب جمع ظرب ـ ككتف ـ الجبال المنبسطة على الارض وقيل: الروابى الصغار.

(2) تهاوش القوم: اختلطوا. (*)

 

===============

(221)

 

في الاسلام، فلم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه، فانتهى حديثهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ليس كذلك ولكنهم الذين لا يسرفون ولا يتكبرون ولا يبطرون (1) وعلى ربهم يتوكلون، ثم قال: انى لارجو ان يكون من تبعنى ربع الجنة قال:

فكبرنا، ثم قال: انى لارجو ان يكونوا ثلث اهل الجنة فكبرنا، ثم قال: انى لارجو ان يكون شطر اهل الجنة ثم تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ثلة من الاولين وثلة من الاخرين ".

62 ـ في تفسير العياشى عن ابى بصير عن ابن عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): والكتاب الامام، ومن انكره كان من اصحاب الشمال الذين قال الله:

ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم إلى آخر الاية.

63 ـ في تفسير على بن ابراهيم " واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال " قال:

اصحاب الشمال اعداء آل محمد واصحابه الذين والوهم " في سموم وحميم " قال:

السموم اسم النار " وحميم " ماء قد حمى " وظل من يحموم " قال: ظلمة شديدة الحر لا بارد ولا كريم قال: ليس بطيب.

64 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال له الابرش الكلبى: بلغنا انك قلت في قول الله: " يوم تبدل الارض " انها تبدل خبزة فقال أبوجعفر (عليه السلام): صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الابرش وقال: أمالهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز؟ فقال:

ويحك أى المنزلتين هم أشد شغلا وأسوء حالا؟ اذا هم في الموقف أو في النار يعذبون؟ فقال: لا في النار، فقال ويحك وان الله يقول: لاكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم قال: فسكت.

65 ـ وفيه في خبر آخر عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان ابن آدم خلق أجوف لا بدله من الطعام والشراب.

66 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن القاسم بن

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) بطر: تكبر. (*)

 

===============

(222)

 

عروة عن عبدالله بن بكير عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عزوجل خلق ابن آدم اجوف لابد له من الطعام والشراب، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

67 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) عن أبى عبدالله (عليه السلام) عن جبرئيل (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه أحوال النار وفيه يقول مخاطبا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): ولو ان قطرة من الزقوم والضريع قطرت في شراب أهل الدنيا مات أهل الدنيا من نتنها.

68 ـ في تفسير على بن ابراهيم " فشاربون شرب الهيم " قال: من الزقوم، والهيم الابل.

69 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى محمد بن على الكوفى باسناد رفعه إلى ابى عبدالله (عليه السلام) انه قيل له: الرجل يشرب بنفس واحد؟ قال: لا بأس، قلت: فان من قبلنا يقول ذلك شرب الهيم؟ فقال: انما شرب الهيم ما لم يذكر اسم الله عليه.

70 ـ وباسناده إلى عثمان بن عيسى عن شيخ من اهل المدينة قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن رجل شرب فلا يقطع حتى يروى؟ فقال: وهل اللذة الا ذاك؟ قلت: فانهم يقولون: انه شرب الهيم؟ فقال: كذبوا انما شرب الهيم مالم يذكر اسم الله عليه.

71 ـ وباسناده إلى عبدالله بن على الحلبى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ثلاثة انفاس في الشرب افضل من نفس واحد في الشرب، وقال: كان يكره ان يشبه بالهيم قلت: وما الهيم قال: الرمل (1) وفى حديث آخر هى الابل.

72 ـ في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن هشام عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يشرب بنفس واحد قال: يكره ذلك، ويقال: ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الابل.

73 ـ عنه عن ابن محبوب عن معاوية بن وهب عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المنقول عن بعض نسخ المصدر " الزمل " بالمعجمة وهو بمعنى الدابة. (*)

 

===============

(223)

 

عن الشرب بنفس واحد فكرهه، وقال ذلك شرب الهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الابل.

74 ـ عنه عن ابن فضال عن غالب بن عيسى عن روح بن عبدالرحيم قال: كان ابو عبدالله (عليه السلام) يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال الكثيب (1)

75 ـ عن أبى أيوب المدائنى عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه كان يكره ان يتشبه بالهيم، قلت: وما الهيم؟ قال: الرمل

76 ـ في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن الرجل يشرب بالنفس الواحد؟ قال: يكره ذلك وذلك شرب الهيم قال: وما الهيم؟ قال: الابل.

77 ـ عنه عن النضر بن عاصم بن حميد عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ثلاثة انفاس افضل في الشرب من نفس واحد، وكان يكره ان يتشبه بالهيم، وقال: الهيم النيب (2)

78 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: هذا نزلهم يوم الدين قال: هذا شرابهم يوم المجازاة.

79 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن ابن بكير قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): اذا اردت ان تزرع زرعا فخذ قبضة من البذر واستقبل القبلة وقل: افرايتم ما تحرثون أأنتم تزرعون ام نحن الزارعون ثلاث مرات، ثم تقول: بل الله الزارع ثلاث مرات، ثم قل:

اللهم اجعله مباركا وارزقنا فيه السلامة ثم انشر القبضة التى في يدك في القراح (3)

80 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن سدير قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان بنى اسرائيل اتوا موسى (عليه السلام) فسألوه ان يسأل الله عزوجل ان يمطر السماء عليهم اذا ارادوا ويحبسها اذا ارادوا فسأل الله عزوجل لهم ذلك فقال الله عزوجل ذلك لهم، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الكثيب: التل من الرمل.

(2) النيب جمع الناب: الناقة المسنة.

(3) القراح: الارض التى ليس عليها بناء ولا فيها شجرة. (*)

 

===============

(224)

 

شيئا الا زرعوه، ثم استنزلوا المطر على ارادتهم وحبسوه على ارادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والاجام (1) ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسى (عليه السلام) وقالوا: انما سألناك ان تسال الله ان يمطر السماء علينا اذا اردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا، فقال: يا رب ان بنى اسرائيل ضجوا مما صنعت بهم، فقال: ومم ذاك يا موسى؟ قال: سألونى ان اسألك ان تمطر السماء اذا ارادوا وتحسبها اذا ارادوا فأجبتهم ثم صيرتها ضررا فقال: ياموسى ان كنت المقدر لبنى اسرائيل فلم يرضوا بتقديرى فأجبتهم إلى ارادتهم فكان ما رأيت.

81 ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن ابراهيم بن عقبة عن صالح بن على بن عطية عن رجل ذكره قال: مر أبوعبدالله (عليه السلام) بناس من الانصار وهم يحرثون فقال لهم: احرثوا فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ينبت الله بالريح كما ينبت بالمطر قال: فحرثوا فجاءت زروعهم.

82 ـ على بن محمد رفعه قال: قال (عليه السلام): (2) اذا غرست غرسا او نبتا فاقرأ على كل عود أو حبة: سبحانه الباعث الوارث، فانه لا يكاد يخطى ان شاء الله

83 ـ في مجمع البيان وروى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال: لا يقولن أحدكم زرعت وليقل: حرثت.

84 ـ في تفسير على بن ابراهيم: أانتم انزلتموه من المزن قال: من السحاب نحن جعلناها تذكرة لنار يوم القيامة ومتاعا للمقوين قال: المحتاجين.

85 ـ وفيه قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، وقد أطفيت سبعين مرة بالماء ثم التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدمى ان يطفيها، وانها ليؤتى بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لا يبقى ملك مقرب ولا نبى مرسل الاجثى على ركبتيه (3) فزعا من صرختها.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاجام جمع الاجمة: الشجر الكثير الملتف (2) كذا في النسخ وتوافقها المصدر ايضا.

(3) جثى على ركبتيه: جلس. (*)

 

===============

(225)

 

86 ـ فيمن لا يحضره الفقيه لما أنزل الله سبحانه: فسبح باسم ربك العظيم قال النبى (صلى الله عليه وآله): اجعلوها في ركوعكم.

87 ـ وروى عن جويرية بن مسهر في خبر رد الشمس على أمير المؤمنين (عليه السلام) ببابل انه قال: فالتفت إلى وقال: يا جويرية بن مسهر ان الله عزوجل يقول: " فسبح باسم ربك العظيم " وانى سألت الله عزوجل باسمه العظيم فرد على الشمس.

88 ـ في مجمع البيان فقد صح عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه لما نزلت هذه الاية فقال:

اجعلوها في ركوعكم.

89 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: فلا اقسم بمواقع النجوم قال:

معناه فأقسم بمواقع النجوم.

90 ـ في مجمع البيان وروى عن ابى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام) ان مواقع النجوم رجومها للشياطين، فكان المشركون يقسمون بها، فقال سبحانه: فلا اقسم بها.

91 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: كان أهل الجاهلية يحلفون بها، فقال الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: عظم أمر من يحلف بها.

92 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن اسماعيل بن مرار عن يونس عن بعض أصحابنا قال: سألته عن قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم " قال: عظم اثم من يحلف بها.

93 ـ في من لا يحضره الفقيه وروى عن المفضل بن عمر الجعفى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول في قول الله عزوجل: " فلا اقسم بمواقع النجوم * وانه لقسم لقسم لو تعلمون عظيم " يعنى به اليمين بالبرائة من الائمة (عليهم السلام)، يحلف بها الرجل يقول: ان ذلك عند الله عظيم، وهذا الحديث في نوادر الحكمة " انتهى "

94 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن عبدالرحيم القصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن " ن والقلم " قال: ان الله خلق القلم من

 

===============

(226)

 

شجرة في الجنة يقال لها الخلد. ثم قال لنهر في الجنة: كن مدادا، فجمد النهر وكان أشد بياضا من الثلج وأحلى من الشهد، ثم قال للقلم: اكتب، قال: يا رب وما اكتب؟ قال: اكتب ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم في رق أشد بياضا من الفضة وأصفى من الياقوت، ثم طواه فجعله في ركن العرش، ثم ختم على فم القلم فلم ينطق بعد ولا ينطق أبدا، فهو الكتاب المكنون الذى منه النسخ كلها أو لستم عربا؟ فكيف لا تعرفون معنى الكلام وأحدكم يقول لصاحبه:

انسخ ذلك الكتاب؟ أو ليس انما ينسخ من كتاب آخر من الاصل؟ وهو قوله: " انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ".

95 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) لما استخلف عمر سأل عليا (عليه السلام) ان يدفع اليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم، فقال: يا أبا الحسن ان جئت بالقرآن الذى كنت جئت به إلى أبى بكر حتى يجتمع عليه فقال (عليه السلام):

هيهات ليس إلى ذلك سبيل، انما جئت به إلى أبى بكر لتقوم الحجة عليكم، ولا تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين، أو تقولوا ما جئتنا به، فان القرآن الذى عندى لا يمسه الا المطهرون، والاوصياء من ولدى، فقال عمر: فهل وقت لاظهاره معلوم؟ قال على (عليه السلام): نعم اذا قام القائم من ولدى يظهره، ويحمل الناس على فتجرى السنة به.

96 ـ في الاستبصار على بن الحسن بن فضال عن جعفر بن محمد بن حكيم وجعفر بن محمد بن أبى الصباح جميعا عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: المصحف لا تمسه على غير طهر، ولا جنبا ولا تمس خطه ولا تعلقه ان الله تعالى يقول: " لا يمسه الا المطهرون ".

97 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن التعويذ يعلق على الحائض؟ قال: نعم لا بأس، قال: وقال:

تقرءه وتكتبه ولا تصيبه يدها.

98 ـ في مجمع البيان " لا يمسه الا المطهرون " وقيل: من الاحداث والجنابات وقال: لا يجوز للجنب والحائض والمحدث مس المصحف، عن محمد بن على

 

===============

(227)

 

الباقر (عليه السلام) وهو مذهب مالك والشافعى، فيكون خبرا بمعنى النهى، وعندنا ان الضمير يعود إلى القرآن، فلا يجوز لغير الطاهر مس كتابة القرآن.

99 ـ وقرأ على (عليه السلام) وابن عباس ورويت عن النبى (صلى الله عليه وآله) وتجعلون شكركم.

100 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن الصالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدثنى أبان بن تغلب عن عبدالاعلى التغلبى ولا أرانى الا وقد سمعته من عبدالاعلى قال: حدثنى أبوعبدالرحمن السلمى ان عليا (عليه السلام) قرأ بهم الواقعة فقال: " تجعلون شكركم انكم تكذبون " فلما انصرف قال: انى قد عرفت انه سيقول قائل له من قرأ هكذا قراءتها، انى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرء كذلك وكانوا اذا مطروا قالوا امطرنا بنوء كذا وكذا، فأنزل الله " وتجعلون شكركم انكم تكذبون ".

101 ـ حدثنا على بن الحسين عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عن داود عن أبى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: " وتجعلون رزقكم انكم تكذبون " فقال: بل هى " وتجعلون شكركم انكم تكذبون " وقال على بن ابراهيم في قوله: فولا اذا بلغت الحلقوم الاية يعنى النفس، قال: معناه فاذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون، إلى قوله: غير مدينين قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم ترجعونها يعنى به الروح اذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن ان كنتم صادقين.

102 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن سليمان بن داود عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) قوله عزوجل: " فلولا اذا بلغت الحلقوم * وأنتم " إلى قوله: " ان كنتم صادقين " فقال: انها اذا بلغت الحلقوم ثم أرى منزله من الجنة، فيقول: ردونى إلى الدنيا حتى أخبر أهلى بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل،

 

===============

(228)

 

103 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال: اذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فاذا أدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربى الله ومحمد نبيى والاسلام دينى، فيفسحان له في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة، ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قول الله عزوجل: فاما ان كان من المقربين فروح وريحان يعنى في قبره وجنة نعيم يعنى في الاخرة.

104 ـ وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: نزلت هاتان الايتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا " فاما ان كان من المقربين * فروح وريحان " يعنى في قبره " وجنة نعيم " يعنى في الاخرة.

105 ـ في مجمع البيان قرأ يعقوب " فروح " بضم الراء وهو قرائة النبى (صلى الله عليه وآله) وأبى جعفر الباقر (عليه السلام).

106 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر والحسن بن على جميعا عن ابى جميلة مفضل بن صالح عن جابر عن عبدالاعلى وعلى بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابراهيم بن عبدالاعلى عن سويد بن غفلة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان أبن آدم اذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من ايام الاخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهد، وان كنت على لثقيلا، فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك، قال: فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا واحسنهم منظرا واحسنهم رياشا، فيقول: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم، ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة.

107 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبى عمير عن اسحق بن عبدالعزيز عن أبى بصير قال: سمعت

 

===============

(229)

 

أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: " فاما ان كان من المقربين فروح وريحان " في قبره " وجنة نعيم " في الاخرة.

108 ـ وفيه وقوله: فاما ان كان من اصحاب اليمين يعنى من كان من اصحاب امير المؤمنين (عليه السلام) فسلام لك من اصحاب اليمين ان لا يعذبوا.

109 ـ في روضة الكافى الحسين بن محمد عن محمد بن احمد النهدى عن معاوية بن حكيم عن بعض رجاله عن عنبسة بن بجاد عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " فاما ان كان من اصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين " فقال على (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام): هم شيعتك فسلم ولدك منهم ان يقتلوهم.

110 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وأنزل في الواقعة: واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فهؤلاء مشركون.

111 ـ في تفسير على بن ابراهيم " واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم " في اعداء آل محمد.

112 ـ وفيه متصل بآخر ما نقلنا عنه اولا أعنى قوله في الاخرة: " واما ان كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم " في قبره " وتصلية جحيم " في الآخرة.

113 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) متصل بآخر ما نلقنا عنه سابقا أعنى قوله (عليه السلام): يعنى في الاخرة ثم قال (عليه السلام): اذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بقول يسمعه كل شئ الا الثقلان، ويقول: لو ان لى كرة فأكون من المؤمنين، ويقول: " رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت " فتجيبه الزبانية: " كلا انها كلمة أنت قائلها " ويناديهم ملك: لورد لعاد لما نهى عنه فاذا أدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة، فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فيضربانه

 

===============

(230)

 

ضربة من عذاب الله يذعر لها كل شئ، ثم يقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: لا أدرى فيقولان له: لادريت ولا هديت ولا أفلحت، ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان اليه الحميم من جهنم وذلك قول الله جل جلاله: " واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم " يعنى في القبر " وتصلية جحيم " يعنى في الاخرة.

114 ـ وفيه ايضا متصل بآخر ما نقلنا عنه بعد ذلك أعنى قوله: يعنى في الاخرة باسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال: " واما ان كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم " يعنى في قبره " وتصلية جحيم " يعنى في الاخرة.

115 ـ في الكافى متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله: ارتحل من الدنيا إلى الجنة واذا كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنتنه ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

116 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): حتى انصرف المشيع ورجع المتفجع أقعد في حفرته نجيا لبهته السؤال وعثرة الامتحان، وأعظم ما هنالك بلية نزول الحميم وتصلية جحيم وفورات السعير وسورات الزفير ولادعة مزيحة ولا قوة حاجزة ولا موته ناجزة ولا سنة مسلية بين أطوال الموتات وعذاب الساعات (1)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحميم: الماء الحار. وتصلية النار تسخينها. والسورة: الحدة والشدة.

وزفر النار: تسمع لتوقدها صوت. والدعة: السعة في العيش والسكون. والازاحة، الازالة والسنة: النوم الخفيف وهو النعاس. والمراد بالموتات في قوله (ع) " اطوار الموتات " الالام العظيمة الفارسية: " زندكى كردن من مردن تدريجى بود * هر جه جان كند تنم عمر حسابش كردم " فلا ينافى قوله (ع) " ولا موتة ناجزة " فان المراد لان العرب تسمى المشقة العظيمة موتا كما قال الشاعر " انما الميت ميت الاحياء " أو كما قال في به الحقيقة. (*)

 

===============

(231)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلوة فريضة ادمنها لم يعذبه الله حتى يموت أبدا ولا يرى في نفسه ولا أهله سوءا ابدا ولا خصاصة في بدنه.

2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: وقال: من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله.

3 ـ العرباض بن سارية قال: ان النبى (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد ويقول: ان فيهن آية أفضل من ألف آية.

4 ـ وروى عمرو بن شمر عن الجابر الجعفى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من قرء المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك القائم، وان مات كان في جوار رسول الله (صلى الله عليه وآله).

5 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عاصم بن حميد قال: سئل على بن الحسين (عليهما السلام) عن التوحيد فقال: ان الله عزوجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى: " قل هو الله أحد " والايات من سورة الحديد إلى قوله: " عليم بذات الصدور " فمن رام وراء ذلك فقد هلك.

6 ـ في تفسير على بن ابراهيم سبح لله ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم قال: هو قوله: اعطيت جوامع الكلام وقوله: هو الاول قال:

اى قبل كل شئ والاخر قال: يبقى بعد كل شئ " وهو عليم بذات الصدور " قال: بالضماير.

7 ـ في اصول الكافى احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن فضيل بن عثمان عن ابن أبى يعفور قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام)

 

===============

(232)

 

عن قول الله عزوجل: " هو الاول والاخر " وقلنا: اما الاول فقد عرفناه واما الاخر فبين لنا تفسيره، فقال: انه ليس شئ الا يبدأ ويتغير أو يدخله التغير و الزوال، وينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة و من زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة الا رب العالمين فانه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الاول قبل كل شئ وهو الاخر على مالم يزل ولا تختلف عليه الصفات والاسماء كما تختلف على غيره مثل الانسان الذى يكون ترابا مرة ومرة لحما ودما ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذى يكون مرة بلحا ومرة بسرا ومرة رطبا ومرة تمرا (1) فتتبدل عليه الاسماء والصفات، والله عزوجل بخلاف ذلك.

8 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن محمد بن حكيم عن ميمون البان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) وقد سئل عن الاول والاخر فقال: الاول لا عن اول قبله وعن بدء سبقه، وآخر لا عن نهاية، كما يعقل من صفة المخلوقين ولكن قديم أول قديم، آخر، لم يزل ولا يزول بلا مدى ولا نهاية، لا يقع عليه الحدوث ولا يحول من حال إلى حال، خالق كل شئ.

9 ـ على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم والقدم صفته التى دلت العاقل على انه لا شئ قبله ولا شئ قبله ولا شئ معه في ديموميته، فقد بان لنا باقرار العامة معجزة الصفة انه لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل قول من زعم انه كان قبله او كان معه شئ، وذلك انه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لانه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه، ولو كان قبله شئ كان الاول ذلك الشئ لا هذا، وكان الاول اولى بأن يكون خالقا للاول.

10 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابيه رفعه قال: اجتمعت

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الجوهرى: البسر أوله طلع، ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رطب، ثم تمر. (*)

 

===============

(233)

 

اليهود إلى رأس الجالوت فقالوا له: ان هذا الرجل عالم يعنون امير المؤمنين فانطلق بنا اليه نسأله فأتوه فقيل لهم: هو في القصر فانتظروه حتى خرج، فقال له رأس الجالوت: جئناك نسألك قال: سل يا يهودى عما بدالك، فقال: اسئلك عن ربك متى كان؟ فقال: كان بلا كينونية، كان بلا كيف، كان لم يزل بلاكم وبلا كيف، كان ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل، ولا غاية ولا منتهى انقطعت عنه الغاية، وهو غاية كل غاية، فقال رأس الجالوت: امضوا بنا فهو أعلم مما يقال فيه.

11 ـ وبهذا الاسناد عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن الموصلى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: جاء حبر من الاحبار إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا امير ـ المؤمنين متى كان ربك؟ فقال له: ثكلتك امك ومتى لم يكن حتى متى كان؟ كان ربى قبل القبل بلا قبل وبعد البعد بلا بعد، ولا غاية ولا منتهى لغايته، انقطعت الغايات عنده فهو منتهى كل غاية، فقال: يا امير المؤمنين أفنبى أنت؟ فقال: ويلك انما أنا عبد من عبيد محمد (صلى الله عليه وآله).

12 ـ وروى انه سئل (عليه السلام) أين كان ربنا قبل أن يخلق سماءا وأرضا؟ فقال (عليه السلام):

أين سؤال عن مكان، وكان الله ولا مكان.

13 ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن يحيى عن محمد بن سماعة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رأس الجالوت لليهود: ان المسلمين يزعمون ان عليا من أجدل الناس (1) وأعلمهم، اذهبوا بنا اليه لعلى اسأله عن مسألة واخطئه فيها، فأتاه فقال له: يا امير المؤمنين انى أريد ان اسئلك عن مسألة قال: سل عما شئت، قال: متى كان ربنا؟ قال له: يا يهودى انما يقال متى كان لمن لم يكن فكان متى كان، هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، بلى يا يهودى ثم بلى يا يهودى كيف يكون له قبل؟ هو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى غاية ولا غاية اليها، انقطعت الغايات عنده، هو غاية كل غاية، فقال: أشهد ان دينك الحق وان من خالفه باطل.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى أقواهم في المخاصمة والمناظرة وأعرفهم بالمعارف اليقينية. (*)

 

===============

(234)

 

14 ـ على بن محمد رفعه عن زرارة قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): أكان الله ولا شئ؟ قال: نعم كان ولا شئ، قلت: فأين كان يكون؟ قال: وكان متكئا فاستوى جالسا وقال: أحلت (1) يا زرارة وسألت عن المكان اذ لا مكان.

15 ـ على بن محمد مرسلا عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال: اعلم علمك الله الخير ان الله تبارك وتعالى قديم إلى قوله: واما الظاهر فليس من أجل انه علا الاشياء بركوب فوقها وقعود عليها، وتسنم لذراها (2) ولكن ذلك لقهره ولغلبته الاشياء وقدرته عليها، كقول الرجل ظهرت على أعدائى وأظهرنى الله على خصمى يخبر عن الفلج والغلبة، فهكذا ظهور الله على الاشياء، ووجه آخر انه الظاهر لمن أراده، ولا يخفى عليه شئ، وانه مدبر لكل ما برأ قال: فأى ظاهر أظهر وأوضح من الله تبارك وتعالى، لانك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك، و الظاهر منا البارز لنفسه والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى، و أما الباطن فليس على معنى الاستبطان للاشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للاشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته يعنى خبرته، وعلمت مكتوم سره، والباطن منا الغائب في الشئ المستتر، وقد جمعنا الاسم و اختلف المعنى.

16 ـ وفيه خطبة مروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيها: الاول قبل كل شئ ولا قبل له، والاخر بعد كل شئ ولا بعد له. الظاهر على كل شئ بالقهر له.

وفيها: الذى بطن من خفيات الامور وظهر في العقول بما يرى في خلقه، من علامات التدبير.

وفيها الذى ليست لاوليته نهاية، ولا لاخريته حد ولا غاية.

17 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى هاشم الجعفرى قال: كنت عند أبى جعفر الثانى (عليه السلام) فسأله رجل فقال: أخبرنى عن الرب تبارك وتعالى أله أسماء

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى تكلمت بالمحال.

(2) الذرى جمع الذورة: المكان المرتفع. وتسنم الشئ: علاه وركبه. (*)

 

===============

(235)

 

وصفات في كتابه؟ وأسماؤه وصفاته هى هو؟ فقال أبوجعفر (عليه السلام): ان لهذا الكلام وجهين ان كنت تقول: هى هو انه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك، وان كنت تقول: لم تزل هذه الصفات والاسماء فان " لم تزل " يحتمل معنيين، قال: قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجائها وتقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها اليه ويعبدونه، فهى ذكره وكان الله ولاذكر والمذكور بالذكر هو الله القديم الذى لم يزل، والاسماء والصفات مخلوقات المعانى، والمعنى بها هو الله الذى لا يليق به الاختلاف والائتلاف، واذا أفنى الله الاشياء أفنى الصور و الهجاء، ولا ينقطع ولايزال من لم يزل عالما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

18 ـ وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه صفة الرب جل جلاله وفيه: كان اولا بلا كيف، ويكون آخرا بلا اين.

19 ـ وفيه عن الرضا (عليه السلام) كلام طويل في التوحيد وفيه: الباطن لا باجتنان، (1) الظاهر لا بمجاز.

20 ـ وباسناده إلى عبدالله بن جرير العبدى عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه كان يقول: الحمد لله الذى كان قبل أن يكون كان، لم يوجد لوصفه كان بل كان اولا كائنا لم يكونه مكون جل ثناؤه، بل كون الاشياء قبل كونها، و كانت كما كونها علم ما كان وما هو كائن، كان اذ لم يكن شئ ولم ينطق فيه ناطق فكان اذ لا كان.

21 ـ وباسناده إلى ابن أبى عمير عن موسى بن جعفر (عليه السلام) حديث طويل وفيه:

وهو الاول الذى لاشئ قبله، والاخر الذى لا شئ بعده.

22 ـ وفيه خطبة لعلى (عليه السلام) يقول فيها: الذى ليست له في أوليته نهاية، و لا في آخريته حد ولا غاية الذى لم يسبقه وقت، ولم يتقدمه زمان، الاول قبل كل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الاجتنان بمعنى الاستتار. (*)

 

===============

(236)

 

شئ، والاخر بعد كل شئ، الظاهر على كل شئ بالقهر له.

23 ـ وفيه خطبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيها: الحمد لله الذى كان في أوليته وحدانيا، وفى ازليته متعظما بالالهية، وهو الكينون اولا والديموم أبدا.

24 ـ وفيه خطبة للحسن بن على (عليهما السلام) وفيها: الحمد لله الذى لم يكن فيه أول معلوم. ولا آخر متناه، ولا قبل مدرك ولا بعد محدود، فلا تدرك العقول أوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الالباب واذهانها صفته، فتقول: متى ولا بدئ مما، ولا ظاهر على ما، ولا باطن فيما.

25 ـ وباسناده إلى على بن مهزيار قال: كتب أبوجعفر (عليه السلام) إلى رجل بخطه وقرائته في دعاء كتب أن يقول: يا ذا الذى كان قبل كل شئ ثم خلق كل شئ ثم يبقى ويفنى كل شئ.

26 ـ وفيه خطبة لعلى (عليه السلام) يقول فيها: وهو البدء الذى لم يكن شئ قبله والاخر الذى ليس شئ بعده.

27 ـ وفيه حديث طويل عن على (عليه السلام) وفيه: سبق الاوقات كونه، والعدم وجوده والابتداء أزله، ظاهر لا بتأويل المباشرة.

28 ـ وباسناده إلى عبدالرحيم القصير قال: اكتب إلى أبوعبدالله (عليه السلام) على يدى عبدالملك بن أعين: كان الله عزوجل ولا شئ غير الله، معروف ولا مجهول، كان الله عزوجل ولا متكلم ولا متحرك ولا مريد ولا فاعل، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

29 ـ وباسناده إلى جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى كان و لاشئ غير والحديث طويل.

30 ـ وفيه خطبة لعلى (عليه السلام) وفيها: ان قيل كان فعلى تأويل ازلية الوجود، وان قيل: لم يزل فعلى تأويل نفى العدم.

31 ـ في نهج نهج البلاغة وكل ظاهر غيره غير باطن: وكل باطن غيره غير ظاهر.

===============

(237)

 

32 ـ وفيه: الاول الذى لم يكن له قبل فيكون شئ قبله، والاخر الذى ليس له بعد فيكون شئ بعده.

33 ـ وفيه: الحمد لله الاول فلا شئ قبله، والاخر فلا شئ بعده، والظاهر فلا شئ فوقه، والباطن فلا شئ دونه.

34 ـ وفيه: الاول قبل كل أول، والاخر بعد كل آخر، بأوليته وجب أن لا اول له، وبآخريته وجب ان لا آخر له.

35 ـ وفيه: والظاهر لا برؤية، والباطن لا بلطافة.

36 ـ وفيه: هو الاول لم يزل، الظاهر لا يقال مما، والباطن لا يقال فيما.

37 ـ وفيه: لم يزل اولا قبل الاشياء بلا اولية، وآخرا بعد الاشياء بلا نهاية.

قال عز من قائل: وهو بكل شيئ عليم

38 ـ في كتاب التوحيد خطبة لعلى (عليه السلام) وفيها: احاط بالاشياء علما قبل كونها. فلم يزده بكونها علما علمه بها قبل ان يكون كعلمه بعد تكوينها.

39 ـ وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله بالامس؟ قال: لا من قال هذا فاخزاه الله، قال:

قلت: أرايت ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال: بلى قبل أن يخلق الخلق.

40 ـ وفيه عن العالم (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): بالعلم علم الاشياء قبل كونها.

41 ـ وباسناده إلى ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله يقول: لم يزل الله عزوجل ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، فلما احدث الاشياء وقع العلم منه على المعلوم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

42 ـ وباسناده إلى أبان بن عثمان الاحمر قال: قلت للصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): اخبرنى عن الله تبارك وتعالى لم يزل سميعا بصيرا عليما قادرا! قال: نعم فقلت له: ان رجلا ينتحل (1) موالاتكم اهل البيت يقول: ان الله تبارك

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) انتحل القول: ادعاه لنفسه وهو لغيره. (*)

 

===============

(238)

 

لم يزل سميعا بسمع وبصيرا ببصر وعليما بعلم وقادرا بقدرة؟ فغضب (عليه السلام) ثم قال: من قال ذلك ودان به فهو مشرك، وليس من ولايتنا على شئ، ان الله تبارك وتعالى ذات علامة سميعة بصيرة قادرة.

43 ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: كان الله ولا شئ غيره، ولم يزل عالما بما كون، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد ما كونه.

44 ـ وباسناده إلى أيوب بن نوح انه كتب إلى أبى الحسن (عليه السلام) يسأله عن الله عزوجل اكان يعلم الاشياء قبل ان يخلق الاشياء وكونها اولم يعلم ذلك حتى خلقها واراد خلقها وتكوينها، فعلم ما خلق عند ما خلق، وما كون عندما كون؟ فوقع (عليه السلام) بخطه: لم يزل الله عالما بالاشياء قبل ان يخلق الاشياء كعلمه بالاشياء بعد ما خلق الاشياء.

45 ـ وباسناده إلى منصور بن حازم قال: سألته يعنى ابا عبدالله (عليه السلام) هل يكون اليوم شئ لم يكن في علم الله عزوجل؟ قال: لابل كان في علمه قبل ان ينشئ السموات والارض.

46 ـ وباسناده إلى عبدالاعلى عن العبد الصالح موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: علم الله لا يوصف الله منه بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله وبين علمه حد.

47 ـ وفيه خطبة لعلى (عليه السلام) وفيها: وعلمها لاباداة لا يكون العلم الا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قوله عزوجل: وهو الذى خلق السموات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش قد تقدم بيانه في مواضعه.

48 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: يخرج رجل من ولد ابنى موسى، اسمه اسم امير المؤمنين (عليه السلام) إلى أرض طوس وهى بخراسان، يقتل فيها بالسم، فيدفن فيها

 

===============

(239)

 

غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل.

49 ـ في اصول الكافى أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبى المغراء عن اسحاق بن عمار عن أبى ابراهيم (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل:

من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم. قال:

نزلت في صلة الامام.

50 ـ وباسناده إلى معاذ صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان الله لم يسأل خلقه ما في أيديهم قرضا من حاجة به إلى ذلك، وما كان لله من حق فانما هو لوليه.

51 ـ في كتاب الخصال عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال الله تعالى: انى اعطيت الدنيا بين عبادى فيضاعفه فمن اقرضنى قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى سبعمأة ضعف، وما شئت من ذلك، الحديث.

52 ـ عن ابى حمزة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: ابن آدم تطولت عليك بثلاث: سترت عليك مالو يعلم به اهلك ما واروك (1) واوسعت عليك فاستقرضت منك فلم تقدم خيرا الحديث.

53 ـ في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق (عليه السلام): على باب الجنة مكتوب:

القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك ان القرض لا يكون الا لمحتاج، و الصدقة ربما وقعت في يد غير المحتاج.

54 ـ في روضة الكافى محمد بن احمد عن عبدالله بن الصلت عن يونس و عن عبدالعزيز بن المهتدى عن رجل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) في قوله تعالى:

" من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم " قال: صلة الامام في دولة الفساق.

55 ـ في نهج البلاغة واتقوا اموالكم وخذوا من اجسادكم تجودوا بها

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وارى الشى: أخفاه. (*)

 

===============

(240)

 

على انفسكم، ولا تبخلوا بها عنها، فقد قال الله سبحانه: " من ذا الذى يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم " واستقرضكم وله خزائن السموات والارض وهو الغنى الحميد وانما اراد ان يبلوكم ايكم احسن عملا وفى كلامه عليه الصلوة والسلام غير هذا حذفناه لعدم الحاجة اليه هنا.

56 ـ في مجمع البيان وقال اهل التحقيق: القرض الحسن يجمع عشرة اوصاف: ان يكون من الحلال، لان النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ان الله تعالى طيب لا يقبل الا الطيب، وان يتصدق وهو يحب المال ويرجوا الحيوة لقوله (صلى الله عليه وآله) ـ لما سئل عن افضل الصدقة -:

ان تعطيه وانت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى اذا بلغت النفس التراقى قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، وذكرنا في العشرة.

57 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن ابى عمرو الزبيرى عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ثم وصف اتباع نبيه (صلى الله عليه وآله) من المؤمنين فقال عزوجل: " محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من اثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل " و قال: " يوم لا يخزى الله النبى والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين ايديهم وبأيمانهم " يعنى اولئك المؤمنين.

58 ـ في كتاب الخصال عن جابر بن عبدالله الانصارى قال: كنت ذات يوم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذ أقبل بوجهه على بن ابى طالب (عليه السلام) وقال: الا أبشرك يا أبا الحسن؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: هذا جبرئيل يخبرنى عن الله تعالى انه قال:

قد اعطى شيعتك ومحبيك سبع خصال: الرفق عند الموت، والانس عند الوحشة، و النور عند الظلمة، والامن عند الفزع، والقسط عند الميزان، والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل ساير الناس، نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم.

59 ـ وباسناده إلى أبى خالد الكابلى قال: قال ابوجعفر (عليه السلام) في قوله:

يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم أئمة المؤمنين يوم القيامة تسعى بين يدى

 

===============

(241)

 

المؤمنين وبايمانهم حتى ينزلوهم منازل أهل الجنة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

60 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم " قال: يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم، يقسم للمنافق فيكون نوره بين ابهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين: مكانكم حتى أقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فيرجعون ويضرب بينهم بسور له باب فينادوا من وراء السور للمؤمنين: الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم قال: بالمعاصى وارتبتم قال: اى شككتم وتربصتم وقوله: فاليوم لا يؤخذ منكم فدية قال: والله ما عنى بذلك اليهود ولا النصارى، وما عنى به الا أهل القبلة ثم قال: مأواكم النار هى موليكم قال: هى أولى بكم.

61 ـ في مصباح شيخ الطائفة (رحمه الله) خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) خطب بها يوم الغدير وفيها يقول (عليه السلام): وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور باطنه الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداءكم وتضجون فلا يحفل بضججيكم. (1)

62 ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) وتعدادها قال (عليه السلام): و الثلاثون فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: تحشرا متى يوم القيامة على خمس رايات، فأول راية ترد على مع فرعون هذه الامة وهو معاوية، والثانية مع سامرى هذه الامة وهو عمرو بن عاص، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبوموسى الاشعرى، والرابعة مع أبى الاعور السلمى، وأما الخامسة فمعك يا على، تحتها المؤمنون وأنت امامهم، ثم يقول الله تبارك وتعالى للاربعة: " ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة " وهم شيعتى ومن والانى وقاتل معى الفئة الباغية والناكبة عن الصراط، وباب الرحمة هم شيعتى فينادى هؤلاء: " الم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم انفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الامانى "

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى لا يهتم به. (*)

 

===============

(242)

 

في الدنيا " حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور * فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هى موليكم وبئس المصير " ثم ترد امتى وشيعتى فيروون من حوض محمد (صلى الله عليه وآله) وبيدى عصى عوسج اطرد بها أعدائى طرد غريبة الابل. (1)

63 ـ في الكافى باسناده إلى أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:

تجنبوا المنى فانها تذهب بهجة ما خولتم، وتستصغرون بها مواهب الله عزوجل عندكم وتعقبكم الحسرات فيما وهمتم به أنفسكم.

64 ـ وباسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: لم يزل بنو اسماعيل ولاة البيت ويقيمون للناس حجتهم وأمر دينهم يتوارثونه كابر عن كابر (2) حتى كان زمن عدنان بن أدد، فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وفسدوا واحدثوا في دينهم وأخرج بعضهم بعضا، الحديث.

65 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سماعة وغيره عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: نزلت هذه الاية في القائم (عليه السلام) ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون.

66 ـ في مجمع البيان ومن كلام عيسى (عليه السلام) لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فان القلب القاسى بعيد من الله.

67 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سلام بن المستنير عن أبى جعفر (عليه السلام) في قول الله عزوجل: اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها قال: يحيى الله تعالى بالقائم بعد موتها، يعنى بموتها كفر أهلها و الكافر ميت.

68 ـ وباسناده إلى سليط قال: قال الحسن بن على بن أبى طالب عليهم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى الابل الغريبة وذلك ان الابل اذا وردت الماء فدخل عليها غريبة من غيرها ضربت وطردت حتى تخرج عنها.

(2) اى عظيما وكبيرا عن كبير. (*)

 

===============

(243)

 

السلام: منا اثنى عشر مهديا أولهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب، وآخرهم التاسع من ولدى هو القائم بالحق به يحيى الله الارض بعد موتها، ويظهر به الدين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

69 ـ في روضة الكافى باسناده إلى محمد الحلبى انه سأل ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " اعلموا ان الله يحيى الارض بعد موتها " قال العدل بعد الجور.

اقول: قد سبق في الروم عند قوله تعالى: " يحيى الارض بعد موتها " بعض الاحاديث فلتراجع.

70 ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) أصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه ما من الشيعة عبد يقارف (1) أمرا نهيناه عنه فيموت حتى يبتلى تمحص بها ذنوبه، اما في مال واما في ولد واما في نفس حتى يلقى الله وماله ذنب، انه ليبقى عليه الشئ من ذنوبه فيشدد عليه عند موته، الميت من شيعتنا صديق شهيد، صدق بأمرنا وأحب فينا وأبغض فينا، يريد ذلك الله عزوجل يؤمن بالله وبرسوله، قال الله عزوجل: " يؤمن بالله وبرسوله " قال الله عزوجل والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم.

71 ـ في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين (عليه السلام) وهى خطبة الوسيلة يقول فيها (عليه السلام): وانى النبأ العظيم والصديق الاكبر.

72 ـ وباسناده إلى أبى حمزة قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول لرجل من الشيعة:

أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، كل مؤمنة حوراء عيناء، وكل مؤمن صديق والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

73 ـ في مجمع البيان: لهم اجرهم ونورهم اى لهم ثواب طاعتهم ونور ايمانهم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قارف الذنب: داناه. (*)

 

===============

(244)

 

الذين يهتدون به إلى طريق الجنة، وهذا قول عبدالله بن مسعود ورواية البراء بن عازب عن النبى (صلى الله عليه وآله).

74 ـ وروى العياشى بالاسناد عن منهال القصاب قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): ادع الله أن يرزقنى الشهادة، فقال: ان المؤمن شهيد وقرأ هذه الاية.

75 ـ وعن الحارث بن المغيرة قال: كنا عند أبى جعفر (عليه السلام) فقال: العارف منكم هذا الامر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد بسيفه، ثم قال: بل والله كمن جاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسيفه، ثم قال الثالثة: بل والله كمن استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في فسطاطه، وفيكم آية من كتاب الله قلت: وأية آية جعلت فداك؟ قال: قول الله " والذين آمنوا بالله و رسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " قال: صرتم والله شهداء عند ربكم.

76 ـ في تهذيب الاحكام باسناده إلى أبى حصيرة عمن سمع على بن الحسين (عليهما السلام) يقول وذكر الشهداء قال: فقال بعضنا في المبطون، وقال بعضنا في الذى يأكله السبع، وقال بعضنا غير ذلك مما يذكر في الشهادة، فقال انسان: ما كنت أرى ان الشهيد الامن قتل في سبيل الله؟! فقال على بن الحسين (عليهما السلام) ان الشهداء اذا لقليل ثم قرء هذه الاية " الذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " ثم قال: هذه لنا ولشيعتنا.

77 ـ في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حمزة بن عبدالله الجعفرى عن جميل بن دراج عن عمرو بن مروان عن الحارث بن حصيرة عن زيد بن أرقم عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: ما من شيعتنا الا صديق أو شهيد، قال: قلت جعلت فداك أنى يكون ذلك وعامتهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله في الحديد:

" والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم " قال: فكأنى لم اقرأ هذه الاية من كتاب الله عزوجل، وقال: لو كان الشهداء ليس الا كما تقول (1)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى بعض النسخ " لو كان الشهداء كما يقولون كان الشهداء.. اه ". (*)

 

===============

(245)

 

لكان الشهداء قليلا.

78 ـ عنه عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال لى: يابا محمد ان الميت منكم على هذا الامر شهيد، قلت: وان مات على فراشه؟ قال: أى والله وان مات على فراشه حى عند ربه يرزق.

79 ـ عنه عن ابراهيم بن اسحق عن عبدالله بن حماد عن أبان بن تغلب قال:

كان أبوعبدالله (عليه السلام) اذا ذكر هؤلاء الذين يقتلون في الثغور يقول: ويلهم ما يصنعون بهذا يتعجلون قتلة الدنيا وقتلة الاخرة، والله ما الشهداء الا شيعتنا وان ماتوا على فراشهم.

80 ـ عنه عن ابن محبوب عن عمرو بن ثابت أبى المقدام عن مالك الجهنى قال:

قال لى أبوعبدالله (عليه السلام): يا مالك ان الميت منكم على هذا الامر شهيد بمنزلة الضارب في سبيل الله، وقال أبوعبدالله (عليه السلام): ما يضر رجلا من شيعتنا أية ميتة مات او اكلة سبع أو حرق بالنار أو خنق او قتل، هو والله شهيد.

81 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى ابن عباس انه سئل عن قول الله عزوجل: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما " قال: سئل قوم النبى (صلى الله عليه وآله) فقالوا: فيمن نزلت هذه يا نبى الله؟ قال: اذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض، ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا وقد بعث الله محمد (صلى الله عليه وآله)، فيقوم على بن أبى طالب فيعطى الله اللواء من النور أبيض بيده تحته جميع السابقين الاولين من المهاجرين والانصار، ولا يخالطهم غيرهم حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى اجره ونوره، فاذا اتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، ان ربكم يقول لكم عندى مغفرة وأجر عظيم يعنى الجنة، فيقوم إلى الجنة، على بن أبى طالب والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ منهم إلى الجنة ويترك اقواما على النار، فذلك

 

===============

(246)

 

قول الله عزوجل: " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجرهم ونورهم " يعنى السابقين الاولين والمؤمنين واهل الولاية له وقوله: والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب الجحيم هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم.

82 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قلت: أخبرنى عما ندب الله عزوجل المؤمنين اليه من الاستباق إلى الايمان، فقال: قول الله عزوجل سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض اعدت للذين آمنوا بالله ورسله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

83 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا ابى عن ابن ابى عمير عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان أدنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن و الانس لو سعهم طعاما وشرابا، ولا ينقض مما عنده شيئا، وان أيسر أهل الجنة منزلا من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق، فاذا دخل ادناهن راى فيها من الازواج ومن الخدم والانهار والثمار ما شاء الله، مما يملاء عينه قرة وقلبه مسرة، فاذا شكر الله وحمده قيل له: ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية ففيها ماليس في الاخرى فيقول: يا رب أعطنى هذه فيقول الله تعالى: ان أعطيتكها سألتنى غيرها؟ فيقول:

رب هذه هذه، فاذا هو دخلها وعظمت مسرته شكر الله وحمده قال: فيقال افتحوا له بابا إلى الجنة، ويقال له: ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى اضعاف ما كان فيما قبل، فيقول عند مضاعف مسراته: رب لك الحمد الذى لا يحصى اذ مننت على بالجنان وأنجيتنى من النيران، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

84 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى امير المؤمنين (عليه السلام) قال: تعتلج النطفتان في الرحم فأيتهما كانت أكثر جاءت تشبهها، فان كانت نطفة المرأة اكثر جاءت تشبه اخواله، وان كانت نطفة الرجل اكثر جاءت تشبه اعمامه، وقال:

تحول النطفة في الرحم اربعين يوما فمن أراد ان يدعو الله عزوجل ففى تلك الاربعين

 

===============

(247)

 

قبل ان يخلق، ثم يبعث الله عزوجل ملك الارحام فيأخذها فيصعد بها إلى الله عز وجل، فيقف ما شاء الله فيقول: يا الهى اذكر ام انثى؟ فيوحى الله عزوجل من ذلك شيئا ويكتب الملك، فيقول: اللهم كم رزقه وما اجله؟ ثم يكتبه ويكتب كل ما يصيبه في الدنيا بين عينيه ثم يرجع فيرده في الرحم فذلك قول الله عزوجل:

ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها.

85 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم رفعه قال: لما حمل على بن الحسين (عليهما السلام) إلى يزيد بن معاوية فأوقف بين يديه، قال يزيد لعنه الله: " وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم " فقال على بن الحسين (عليه السلام) ليست هذه الاية فينا، ان فينا قول الله عزوجل: " ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ".

86 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى عبدالرحمان بن كثير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: " ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها " صدق الله وبلغت رسله كتابه في السماء، علمه بها وكتابه في الارض علومنا في ليلة القدر وغيرها ان ذلك على الله يسير.

87 ـ وقال الصادق (عليه السلام): لما ادخل برأس الحسين بن على (عليهما السلام) على يزيد بن معاوية وادخل عليه على بن الحسين (عليهما السلام) مقيدا مغلولا قال يزيد:

يا على بن الحسين " ما اصابكم من مصيبة فبما كسب ايديكم " فقال على بن الحسين (عليهما السلام). كلا ما نزلت هذه فينا انما نزلت فينا " ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبراها " فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ولا نفرح بما اوتينا منها.

88 ـ في كتاب مقتل الحسين (ع) لابى مخنف ان يزيد لعنه الله لما نظر إلى على بن الحسين (عليهما السلام) قال له: ابوك قطع رحمى وجهل حقى ونازعنى في سلطانى فعل الله به ما رأيت؟ فقال على بن الحسين: " ما أصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها ان ذلك على الله يسير ".

===============

(248)

 

89 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال أبوجعفر (عليه السلام): لكيلا تأسوا على ما فاتكم قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): سأل رجل أبى (عليه السلام) عن ذلك فقال: نزلت في أبى بكر وأصحابه، واحدة مقدمه، وواحدة مؤخره، لا تأسوا على ما فاتكم مما خص به على بن أبى طالب (عليه السلام) ولا تفرحوا بما آتاكم من الفتنة التى عرضت لكم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال الرجل: اشهد انكم أصحاب الحكم الذى لا خلاف فيه، ثم قام الرجل فذهب فلم أره.

90 ـ وباسناده إلى حفص بن غياث قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): جعلت فداك فما حد الزهد في الدنيا؟ فقال: قد حده الله في كتابه فقال عزوجل: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".

91 ـ وباسناده إلى سليمان بن داود رفعه قال: جاء رجل إلى على بن الحسين (عليهما السلام) فقال له: فما الزهد؟ قال: عشرة اجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".

92 ـ في اصول الكافى باسناده إلى أبى جعفر الباقر (عليه السلام) حديث طويل وفيه ان الياس (عليه السلام) قال له (عليه السلام): أخبرنى عن تفسير " لكيلا تأسوا على ما فاتكم " مما خص به على (عليه السلام) " ولا تفرحوا بما آتاكم " قال: في أبى فلان وأصحابه، واحدة مقدمة و واحدة مؤخرة، " لا تأسوا على ما فاتكم " مما خص به على (عليه السلام) " ولا تفرحوا بما آتاكم " من الفتنة التى عرضت لكم بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).

93 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد عن شعيب بن عبدالله عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأما الزاهد فقد خرجت الاحزان والافراح من قلبه، فلا يفرح بشئ من الدنيا ولا يأسسى على شئ منها فاته فهو مستريح، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

94 ـ على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان

 

===============

(249)

 

بن داود المنقرى عن على بن هاشم بن البريد عن أبيه أن رجلا سأل على بن الحسين (عليهما السلام) عن الزهد فقال: عشرة اجزاء فأعلى درجة الزهد الورع، وأعلى درجة الورع، أدنى درجة اليقين، وأعلى درجة اليقين أدنى درجة الرضا، الا وان الزهد في آية من كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ".

95 ـ في نهج البلاغة وقال (عليه السلام): الزهد كله بين كلمتين من القرآن قال الله تعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " ومن لم يأس على الماضى، ولم يفرح بالآتى فقد أخذ الزهد بطرفيه.

96 ـ في مجمع البيان: الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل وفى الحديث ان النبى (صلى الله عليه وآله) سأل عن سيد بنى عوف، فقالوا: جد بن قيس على انه يزن بالبخل فقال (صلى الله عليه وآله): وأى داء أدوى من البخل؟ سيدكم البراء بن معرور ـ معنى يزن يتهم ويعرف -.

97 ـ في اصول الكافى باسناده إلى عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين وانما سماهم عزوجل المستحفظين لانهم استحفظوا الاسم الاكبر وهو الكتاب الذى يعلم به علم كل شئ الذى كان مع الانبياء (عليهم السلام)، يقول الله عزوجل: " لقد ارسلنا رسلا من قبلك وانزلنا معهم الكتاب والميزان " الكتاب الاسم الاكبر، وانما عرف مما يدعى الكتاب التوراة والانجيل والفرقان، فيها كتاب نوح وفيها كتاب صالح وشعيب وابراهيم، فأخبر الله عزوجل " ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى " فأين صحف ابراهيم، انما صحف ابراهيم الاسم الاكبر، فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد (صلى الله عليه وآله).

98 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان قال: الميزان الامام.

99 ـ في جوامع الجامع وروى ان جبرئيل (عليه السلام) نزل بالميزان فدفعه إلى نوح

 

===============

(250)

 

وقال: مر قومك يزنوا به.

100 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على (عليه السلام) يقول فيه: ـ وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات -: وقد أعلمتك ان رب شئ من كتاب الله تأويله غير تنزيله ولا يشبه كلام البشر، وسأنبئك بطرف منه فتكتفى ان شاء الله، من ذلك قول ابراهيم: " انى ذاهب إلى ربى سيهدين " فذها به إلى ربه توجهه اليه عبادة واجتهادا، وقربة إلى الله عزوجل، ألا ترى ان تأويله غير تنزيله، وقال:

انزلنا الحديد فيه بأس شديد يعنى السلاح وغير ذلك.

101 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث وفيه وقال: " وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد " فانزاله ذلك خلفه اياه.

102 ـ في كتاب الخصال عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل يقول (عليه السلام) فيه: ثم ان الجبال فخرت على الارض فشمخت واستطالت، وقالت: أى شئ يغلبنى؟ فخلق الحديد فقطعها فقرت الجبال وذلت، ثم ان الحديد فخر الجبال وقال: أى شئ يغلبنى؟ فخلق النار فأذابت الحديد.

103 ـ في مجمع البيان وروى ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ان الله عزوجل انزل اربع بركات من السماء إلى الارض، انزل الحديد والنار والماء والملح.

104 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سايرهم؟ قالوا: ومن اين يا ابا الحسن؟ قال: قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا وابراهيم وجعلنا في ذريتهما النبو والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عزوجل " فقال رب ان ابنى من اهلى وان وعدك الحق وانت احكم الحاكمين " وذلك ان الله عزوجل وعده ان ينجيه واهله فقال له ربه عزوجل: " يا نوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح فلا تسألن ماليس لك به علم انى اعظك ان تكون من الجاهلين ".

===============

(251)

 

105 ـ وباسناده إلى محمد بن على بن ابى عبدالله عن ابى الحسن (عليه السلام) في قول الله عزوجل ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله قال. صلوة الليل. في الكافى باسناده إلى محمد بن على بن ابى عبدالله عن ابى الحسن (عليه السلام) مثله سواء.

106 ـ في مجمع البيان في خبر مرفوع عن النبى (صلى الله عليه وآله)، فما رعاها الذين بعدهم حق رعايتها، وذلك لتكذيبهم بمحمد (صلى الله عليه وآله) عن ابن عباس، وقال الزجاج ان تقريره: ما كتبناها عليهم الا ابتغاء رضوان الله وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر به، فهذا وجه قال: وفيها وجه آخر جاء في التفسير انهم كانوا يرون من ملوكهم مالا يصبرون عليه، فاتخذوا اسرابا وصوامع (1) وابتدعوا ذلك، فلما الزموا انفسهم ذلك التطوع ودخلوا عليه لزمهم تمامه، كما أن الانسان اذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه، قال: وقوله: فما رعوها حق رعايتها على ضربين:

(احدهما) أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم (والاخر) وهو الاجود أن يكونوا حين بعث النبى (صلى الله عليه وآله) فلم يؤمنوا به، كانوا تاركين لطاعة الله، فما رعوها تلك الرهبانية حق رعايتها، ودليل ذلك قوله: فآتينا الذين آمنوا اجرهم يعنى الذين آمنوا بالنبى (صلى الله عليه وآله) وكثير منهم فاسقون اى كافرون انتهى كلام الزجاج.

107 ـ ويعضد هذا ما جاءت به الرواية عن ابن مسعود قال: كنت رديف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الحمار فقال: يا ابن ام عبد هل تدرى من أين أحدثت بنو اسرائيل الرهبانية؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، فقال: ظهرت عليهم الجبابرة بعد عيسى (عليه السلام) يعملون بمعاصى الله، فغضب أهل الايمان فقاتلوهم، فهزم اهل الايمان ثلاث مرات فلم يبق منهم الا القليل، فقالوا: ان ظهرنا لهؤلاء افنونا ولم يبق للدين أحد يدعو اليه، فتعالوا نتفرق في الارض إلى أن يبعث الله النبى الذى وعدنا به عيسى (عليه السلام) يعنون محمدا (صلى الله عليه وآله)، فتفرقوا في غيران الجبال (2) وأحدثوا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اسراب جمع السرب ـ محركة -: الحفير تحت الارض. والصوامع جمع الصومعة: مغار الراهب.

(2) جمع الغار.