(417)

 

ابى المعزاء عن ابى بصير قال: كنا عند ابى عبدالله (عليه السلام) ومعى بعض أصحاب الاموال فذكروا الزكوة فقال ابوعبدالله (عليه السلام): ان الزكوة ليس يحمد بها صاحبها انما هو شئ ظاهر انما حقن بها دمه وسمى بها مسلما ولو لم يؤدها لم تقبل له صلوة وان عليكم في اموالكم غير الزكوة فقلت: اصلحك الله وما علينا في اموالنا غير الزكوة فقال: سبحان الله اما تسمع الله عزوجل يقول في كتابه: " والذين في اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم " قال: قلت ماذا الحق المعلوم الذى علينا؟ قال: هو الشئ يعمله الرجل في ماله يعطيه في اليوم او في الجمعة او في الشهر قل او كثر غير انه يدوم عليه والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

25 ـ على بن محمد بن عبدالله عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن اسماعيل بن جابر عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " والذين في اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم " أهو سوى الزكوة؟ فقال: هو الرجل يؤتيه الله الثروة من المال، فيخرج منه الالف والالفين والثلاثة الالاف والاقل و الاكثر فيصل به رحمه، ويحمل به الكل عن قومه.

26 ـ عنه عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبدالرحمان بن الحجاج عن القاسم بن عبدالرحمان الانصارى قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول:

ان رجلا جاء إلى ابى على بن الحسين (عليهما السلام) وقال له: اخبرنى عن قول الله عزوجل: " وفى اموالهم حق معلوم * للسائل والمحروم " ما هذا الحق المعلوم؟ فقال له على بن الحسين (عليهما السلام): الحق المعلوم الشئ يخرجه من ماله ليس من الزكوة ولا من الصدقة المفروضتين، فقال: واذا لم يكن من الزكوة ولا من الصدقة فماهو؟ فقال: هو الشئ يخرجه من ماله أن شاء اكثر وان شاء أقل على قدر ما يملك، فقال له الرجل: فما يصنع به؟ قال: يصل به رحما ويقوى به ضعيفا ويحمل به كلا أو يصل به اخا له في الله، او لنائبة تنوبه فقال الرجل: الله أعلم حيث يجعل رسالاته.

27 ـ عنه عن ابن فضال عن صفوان بن الجمال عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول

 

===============

(418)

 

الله عزوجل: للسائل والمحروم قال: المحروم المحارف (1) الذى قد حرم كد يده في الشراء والبيع.

28 ـ وفى رواية اخرى عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) انهما قالا: المحروم الرجل الذى ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف.

29 ـ على بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عن عبدالله بن القاسم عن رجل من أهل ساباط قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام) لعمار: يا عمار انت رب مال كثير؟ قال: نعم جعلت فداك قال: فتؤدى ما افترض عليه من الزكوة؟ قال: نعم قال: فتخرج المعلوم من مالك؟ قال: نعم، قال: فتصل قرابتك؟ قال: نعم، قال فتصل اخوانك؟ قال: نعم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

30 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه قال: الحق المعلوم ليس الزكوة وهو الشئ تخرجه من مالك ان شئت كل جمعة وان شئت كل يوم، ولكل ذى فضل فضله.

31 ـ وروى عنه ايضا انه قال: هو ان تصل القرابة وتعطى من حرمك، وتصدق على من عاداك.

32 ـ في محاسن البرقى وروى محمد بن على عن على بن حسان عن عبدالرحمان بن كثير قال: كنت عند أبى جعفر (عليه السلام) اذ أتاه رجل من الشيعة ليودعه بالخروج إلى العراق، فأخذ أبوجعفر (عليه السلام) بيده ثم حدثه عن أبيه بما كان يصنع قال:

فودعه الرجل ومضى فاتى الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفر (عليه السلام) فقال:

سبحان الله أولم أعظه؟ فقلت: بلى، ثم قلت: جعلت فداك اذا أنا فعلت ذلك اعتد به من الزكوة؟ قال: لا ولكن ان شئت ان يكون ذلك من الحق المعلوم.

33 ـ في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبدالرحمان عن عاصم بن حميد عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) المحارف: المحروم المحدود الذى طلب فلا يرزق وهو خلاف قولك مبارك (*)

 

===============

(419)

 

والذين يصدقون بيوم الدين قال: بخروج القائم (عليه السلام).

34 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام) بعد ان قال: وفرض على البصر ان لاينظر إلى ما حرم الله عليه وان يعرض عما نهى الله عنه مما لايحل له وهو عمله، وهو من الايمان وذكر قوله تعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم " إلى قوله: " ويحفظن فروجهن " وفسرها وكل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر.

35 ـ في الكافى باسناده إلى اسحاق بن أبى سارة قال: سالت ابا عبدالله (عليه السلام) عنها يعنى المتعة فقال لى: حلال فلا تتزوج الا عفيفة، ان الله عزوجل يقول:

الذين هم لفروجهم حافظون فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك.

36 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام): تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث ونكاح بملك يمين.

37 ـ في الكافى باسناده إلى الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: الذين هم على صلوتهم يحافظون قال: هى الفريضة قلت: " الذين هم على صلوتهم دائمون " قال: هى النافلة.

38 ـ في مجمع البيان " والذين هم على صلوتهم يحافظون " وروى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن (عليه السلام) انه قال: اولئك اصحاب الخمسين صلوة من شيعتنا.

39 ـ وروى زرارة عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: هذه الفريضة، من صلاها لوقتها عارفا بحقها لايؤثر عليها غيرها كتب الله له برارة لايعذبه، ومن صلاها لغير وقتها مؤثرا عليها غيرها، فان ذلك اليه ان شاء غفر له وان شاء عذبه.

40 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل و

 

===============

(420)

 

فيه قال (عليه السلام) وقد ذكر المنافقين: وما زال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتألفهم ويقربهم ويجلسهم عن يمينه وعن شماله حتى اذن الله عزوجل له في ابعادهم بقوله: " واهجرهم هجرا جميلا " وبقوله: فما للذين كفروا قبلك مهطعين عن اليمين وعن الشمال عزين أيطعمع كل امرء منهم ان يدخل جنة نعيم كلا انا خلقناهم مما يعلمون.

41 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " عن اليمين وعن الشمال عزين " يقول:

قعود وقوله: " كلا انا خلقناهم مما يعلمون " قال: من نطفة ثم علقة وقوله: فلا اقسم اى اقسم برب المشارق والمغارب قال: مشارق الشتاء ومشارق الصيف، ومغارب الشتاء ومغارب الصيف.

42 ـ في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى عبدالله بن ابى حماد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " رب المشارق والمغارب " قال: لهما ثلاثمأة وستون مشرقا، وثلاثمأة وستون مغربا، فيومها الذى تشرق فيه لاتعود فيه الا من قابل.

43 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه لابن الكوا واما قوله: " رب المشارق والمغارب " فان لها ثلاثمأة وستون برجا تطلع كل يوم من برج، وتغيب في آخر، فلا تعود فيه الا من قابل في ذلك اليوم.

44 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: يوم يخرجون من الاجداث سراعا قال: من القبر كانهم إلى نصب يوفضون قال: إلى الداعى ينادون وقوله ترهقهم ذلة قال: تصبيهم ذلة ذلك اليوم الذى كانوا يوعدون.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من كان يؤمن بالله ويقرء كتابه لايدع قرائة سورة انا ارسلنا نوحا إلى قومه، فأى عبد قرأها محتسبا

 

===============

(421)

 

صابرا في فريضة أو نافلة اسكنه الله تعالى مساكن الابرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنته كرامة من الله، وزوجه مأتى حوراء وأربعة آلاف ثيب ان شاء الله.

2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء نوح كان من المؤمنين الذين تدركهم دعوة نوح (عليه السلام).

3 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن سليمان عن أحمد ابن الفضل ابى عمرو الحذاء قال: سائت حالى فكتبت إلى ابى جعفر (عليه السلام) فكتب إلى:

أدم قرائة " انا ارسلنا نوحا إلى قومه " قال: فقرأتها حولا فلم أر شيئا، فكتبت اليه اخبره بسوء حالى وأنى قد قرأت " انا ارسلنا نوحا إلى قومه " حولا كما أمرتنى ولم أر شيئا، قال: فكتب إلى: قد وفى لك الحول فانتقل منها إلى قرائة " انا انزلناه " و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة وستقف عليه بتمامه في سورة القدر انشاء الله تعالى.

4 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): كان بين آدم ونوح عشرة آباء كلهم انبياء، ويقول فيه ايضا وان الانبياء بعثوا خاصة وعامة، فأما نوح فانه ارسل إلى من في الارض بنبوة عامة ورسالة عامة.

5 ـ وباسناده إلى عبدالله بن الفضل الهاشمى قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): لما اظهر الله تبارك وتعالى نبوة نوح (عليه السلام) وأيقن الشيعة بالفرج، واشتدت البلوى وعظمت الفرية إلى أن آل الامر إلى شدة شديدة نالت الشيعة، والوثوب على نوح بالضرب المبرح (1) حتى مكث (عليه السلام) في بعض الاوقات مغشيا عليه ثلاثة أيام يجرى الدم من اذنه ثم افاق، وذلك بعد ثلاثمأة سنة من مبعثه وهو في خلال ذلك يدعوهم ليلا و نهارا فيهربون، ويدعوهم سرا فلا يجيبون، ويدعوهم علانية فيولون، فهم بعد ثلاثمأة بالدعاء عليهم وجلس بعد صلوة الفجر للدعاء فهبط اليه وفد من السماء السابعة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه ثم قالوا: يا نبى الله لنا حاجة، قال: وما هى؟ قالوا: تؤخر الدعاء على قومك فانها اول سطوة الله عزوجل [ في الارض ] قال: قد اخرت الدعاء عليهم ثلاثمأة

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى الضرب الشديد. (*)

 

===============

(422)

 

سنة اخرى، وعاد اليهم فصنع ما كان يصنع ويفعلون ما كانوا يفعلون حتى انقضت ثلاثمأة اخرى ويئس من ايمانهم، جلس في وقت ضحى النهار للدعاء فهبط عليه وفد من السماء السادسة وهم ثلاثة أملاك فسلموا عليه وقالوا: نحن وفد من السماء السادسة خرجنا بكرة وجئناك ضحوة، ثم سألوا مثل ما سأله وفد السماء السابعة فأجابهم إلى مثل ما أجاب اولئك اليه، وعاد (عليه السلام) إلى قومه يدعوهم فلا يزيدهم الا فرارا حتى انقضت ثلاثمأة سنة اخرى تتمة تسعمأة سنة، فصارت اليه الشيعة وشكوا مانالهم من العامة والطواغيت، و سألوه الدعاء بالفرج، فأجابهم إلى ذلك وصلى ودعا فهبط جبرئيل فقال له: ان الله تبارك وتعالى قد أجاب دعوتك فقل للشيعة: يأكلون التمر ويغرسون النوى ويراعونه حتى يثمر، فاذا اثمر فرجت عنهم، فحمد الله واثنى عليه وعرفهم ذلك فاستبشروا به فأكلوا التمر وغرسوا النوى وراعوه حتى أثمر ثم صاروا إلى نوح (عليه السلام) بالتمر وسألوه أن ينجز لهم بالوعد، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله اليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى فاذا اثمر فرجت عنكم فلما ظنوا أن الخلف قد وقع عليهم ارتد منهم الثلث و ثبت الثلثان ـ فأكلوا التمر وغرسوا النوى حتى اذا أثمر أتوا به نوحا (عليه السلام) فأخبروه وسألوه أن ينجز لهم، فسأل الله عزوجل في ذلك فأوحى الله اليه: قل لهم كلوا هذا التمر واغرسوا النوى، فارتد الثلث الاخر وبقى الثلث، فأكلوا التمر وغرسوا النوى. فلما أثمر اتوا به نوحا (عليه السلام) ثم قالوا له: لم يبق منا الا القليل ونحن نتخوف على أنفسنا بتأخير الفرج ان نهلك، فصلى نوح (عليه السلام) فقال: يا رب لم يبق من أصحابى الا هذه العصابة، وانى أخاف عليهم الهلاك ان تأخر عنهم الفرج، فأوحى الله عزوجل اليه: قد أجبت دعوتك فاصنع الفلك وكان بين اجابة الدعاء وبين الطوفان خمسون سنة.

6 ـ في من لايحضره الفقيه قال على بن الحسين (عليه السلام) لبعض أصحابه قل في طلب الولد: رب لاتذرنى فردا وأنت خير الوارثين واجعل لى من لدنك وليا يرثنى في حيوتى ويستغفرنى بعد موتى واجعله لى خلقا سويا ولاتجعل للشيطان فيه نصيبا، اللهم انى استغفرك واتوب اليك انك انت الغفور الرحيم، سبعين مرة فانه من اكثر

 

===============

(423)

 

من هذا القول رزقه الله ما تمنى من مال وولد، ومن خير الدنيا والاخرة، فانه يقول فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم باموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا.

7 ـ في مجمع البيان وروى عن ابن مهزيار عن حماد بن عيسى عن محمد ابن يوسف عن ابيه قال: سأل رجل ابا عبدالله (عليه السلام) وانا عنده فقال له: جعلت فداك انى كثير المال وليس يولد ولد فهل من حيلة؟ قال: نعم استغفر ربك سنة في آخر الليل مأة مرة، فان ضيعت ذلك بالليل فاقضه بالنهار، فان الله يقول: " استغفروا ربكم " إلى آخره.

8 ـ في نهج البلاغة وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق و رحمة الخلق فقال: سبحانه " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين " فرحم الله امرءا استقبل توبته واستقال خطيئته و بادر منيته.

9 ـ وفيه وقال (عليه السلام) لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك امك أتدرى ما الاستغفار؟ ان الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان: أولها الندم على ما مضى، والثانى العزم على الترك اليه أبدا، والثالث ان تؤدى إلى المخلوقين حقوقهم حتى يلقى الله عزوجل أملس ليس عليك تبعة، والرابع ان تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدى حقها، والخامس ان تعمد إلى اللحم الذى نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، و السادس ان تذيق الجسم الم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك تقول:

استغفر الله.

10 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض اصحابه قال: شكا الابرش الكلبى إلى ابى جعفر (عليه السلام) انه لا يولد له، وقال: علمنى شيئا، قال له: استغفر الله في كل يوم أو في كل ليلة مأة مرة، فان الله يقول: " استغفروا ربكم انه كان غفارا " إلى قوله: " ويمددكم بأموال وبنين ".

===============

(424)

 

11 ـ الحسين بن محمد عن أحمد بن محمد السيارى عن عبدالرحمان بن أبى نجران عن سليمان بن جعفر عن شيخ مدنى رواه (1) عن أبى جعفر (عليه السلام) انه وفد إلى هشام بن عبدالملك فأبطأ عليه الاذن حتى اغتم وكان له حاجب كثير الدنيا ولايولد له، فدنا منه أبوجعفر (عليه السلام) فقال له: هل لك أن توصلنى إلى هشام وأعلمك دعاء يولد لك؟ قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه قال: فلما فرغ قال الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذى قلت لى؟ قال: نعم، قل في كل يوم اذا أصبحت وأمسيت: سبحان الله سبعين مرة، وتستغفر عشر مرات، وتسبح تسع مرات، وتختم العاشر بالاستغفار يقول الله عزوجل: " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا " فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة، وكان بعد ذلك يصل أبا جعفر وأبا عبدالله (عليهما السلام)، فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لى وابطأ على الولد منها وعلمتها لاهلى فرزقت ولدا، وزعمت المرأة انها متى تشاء ان تحمل حملت اذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يولد لهم فولد لهم ولد كثيرا والحمد لله.

12 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وباسناده عن على بن الحسين عن أبيه عن على بن أبيطالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من انعم الله عليه نعمة فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله ومن حزنه امر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله.

13 ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: أكثر الاستغفار تجلب الرزق.

14 ـ وفيه عن على (عليه السلام) انه قال: والاستغفار يزيد في الرزق.

15 ـ في كتاب طب الائمة (عليهم السلام) باسناده إلى سليمان بن جعفر

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى المصدر " عن شيخ مدنى عن زرارة عن ابى جعفر.. اه " وعن بعض النسخ " عن شيخ مدنى عمن رواه. اه " (*)

 

===============

(425)

 

الجعفرى عن الباقر (عليه السلام) ان رجلا شكا اليه قلة الولد وانه يطلب الولد من الاماء والحرائر فلا يرزق له وهو ابن ستين سنة، فقال (عليه السلام): قل كل ثلاثة ايام في دبر صلواتك المكتوبة صلوة العشاء الاخرة، وفى دبر صلوة الفجر، سبحان الله سبعين مرة، واستغفر الله سبعين مرة، تختمه بقول الله عزوجل: " استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين * ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا ".

16 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله لا ترجون لله وقارا قال: لا تخافون لله عظمة.

17 ـ وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: سبع سماوات طباقا يقول: بعضها فوق بعض.

18 ـ في نهج البلاغة وكان من اقتدار جبروته وبديع لطائف صنعته ان جعل ماء البحر الزاخر المتراكم المتقاصف (1) يبسا جامدا، ثم فطر منه اطباقا، ففتقها سبع سماوات بعد ارتتاقها، فاستمسك بأمره وقامت على حده.

19 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: رب انهم عصونى واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا قال: اتبعوا الاغنياء.

20 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في قول الله عزوجل وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال: كانوا يعبدون الله عزوجل فماتوا فضج قومهم، فشق ذلك عليهم، فجاءهم ابليس لعنه الله فقال لهم: أتخذ لكم اصناما على صوركم فتنظرون اليهم وتأنسون بهم و تعبدون الله، فأعد لهم أصناما على مثالهم، فكانوا يعبدون الله عزوجل وينظرون إلى تلك الاصنام، فلما جاءهم الشتاء والامطار ادخلوا الاصنام البيوت فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل حتى هلك ذلك القرن ونشأ اولادهم، فقالوا: ان آبائنا كانوا يعبدون هؤلاء

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البحر الزاخر: الذى قد امتد جدا وارتفع والمتراكم: المجتمع بعضه على بعض. والمتقاصف: الشديد الصوت. (*)

 

===============

(426)

 

فعبدوهم من دون الله عزوجل، فذلك قول الله تبارك وتعالى: " ولا تذرن ودا ولا سواعا " الاية.

21 ـ وباسناده إلى بريد بن معاوية العجلى قال: قال ابوجعفر (عليه السلام):

سمى العود خلافا لان ابليس عمل صورة سواع على خلاف صورة ود فسمى العود خلافا.

22 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أبى يوسف يعقوب ابن عبدالله من ولد فاطمة عن اسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى الكاهلى عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن امير المؤمنين حديث طويل ذكر فيه مسجد الكوفة وفيه يقول (عليه السلام):

وكان فيه نسر ويغوث ويعوق.

23 ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانى عن عبدالرحمن بن الاشل بياع الانماط عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كانت قريش تلطخ الاصنام التى كان حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا اذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم إلى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم إلى نسر، ثم يلبون والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

24 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ولا يعوق ونسرا " قال: كان ود صنما لكلب، وسواع صنما لهذيل، وكان يغوث لمراد، وكان يعوق لهمدان، وكان نسر لحصين.

25 ـ في روضة الكافى باسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): فعمل نوح سفينة في مسجد الكوفة بيده، فأتى بالخشب من بعد حتى فرغ منها. وفيه فالتفت عن يساره واشار بيده إلى موضع دار الداريين (1) وهو موضع دار ابن حكيم وذاك فرات اليوم، فقال لى: يا مفضل وهنا نصبت أصنام قوم نوح عليه يغوث ويعوق ونسرا.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) باليائين اى العطارين. (*)

 

===============

(427)

 

26 ـ في كتاب الخرائج والجرائح روى عن سليمان بن جعفر قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) بالحمرا في مشربة مشرفة على البر والمائدة بين أيدينا، فراى (عليه السلام) رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث ان جاء فصعد اليه فقال، مات الزبيرى، فاطرق إلى الارض وتغير لونه، فقال: انى لاحسبه قد ارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس باكبر من ذنوبه، قال الله تعالى: مما خطيئاتهم اغرقوا فأدخلوا نارا ثم مد يده فاكل فما لبث ان جاء مولى له فقال: مات الزبيرى قال: فما سبب موته؟ قال: شرب الخمر البارحة فغرق فيها فمات.

في بصائر الدرجات معاوية بن حكيم عن سليمان ابن جعفر الجعفرى قال:

كنت عند الرضا (عليه السلام) بالحمراء وذكر مثل ما في الخرائج والجرائح سواء.

27 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن ابن محبوب عن هشام الخراسانى عن المفضل بن عمر قال: كنت عند أبى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام): وكان نوح صلوات الله عليه رجلا نجارا فجعله الله عزوجل نبيا وانتجبه، و نوح اول من عمل سفينة تجرى على ظهر الماء، قال: ولبث نوح في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعوهم إلى الله عز ذكره، فيهزؤن به ويسخرون منه، فلما راى ذلك منهم دعا عليهم فقال: رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فاوحى الله عزوجل إلى نوح ان اصنع سفينة واوسعها وعجل عملها، فعمل نوح سفينة في مسجد كوفة بيده الحديث.

28 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابان بن عثمان عن اسماعيل الجعفر عن ابى جعفر (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام):

وقد ذكر نوحا: فاوحى الله عزوجل اليه " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون " فلذلك قال نوح: ولا يلدوا الا فاجرا كفارا فاوحى الله عزوجل اليه: " ان اصنع الفلك ".

29 ـ في كتاب علل الشرائع باسناده إلى حنان بن سدير عن ابيه قال: قلت

 

===============

(428)

 

لابى جعفر (عليه السلام): أرأيت نوحا حين دعا على قومه فقال: " رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا * انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " قال (عليه السلام) علم انه لا ينجب من بينهم أحد قال: قلت: وكيف علم ذلك؟ قال: أوحى الله اليه انه " لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " فعندها دعا عليهم بهذا الدعاء.

30 ـ في تفسير على بن ابراهيم: حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال:

حدثنا محمد بن حماد عن على بن اسماعيل النخعى عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): ما كان علم نوح حين دعا على قومه انهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا؟ فقال: اما سمعت قول الله لنوح: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن ".

31 ـ حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: بقى نوح في قومه ثلاثمأة سنة يدعوهم إلى الله فلم يجيبوه، فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنى عشر الف قبيلة من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة، فقال لهم نوح: ما أنتم؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا، وان مسيرة غلظ سماء الدنيا خمسمأة عام، ومن سماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام وخرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك في هذا الوقت، فنسألك ان لا تدعو على قومك قال نوح: أجلتهم ثلاثمأة سنة، فلما أتى عليهم ستمأة سنة ولم يؤمنوا هم ان يدعو عليهم فوافاه اثنى عشر الف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية، فقال نوح:

من أنتم؟ قالوا: نحن اثنى عشر ألف قبيل من قبائل الملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمأة عام خرجنا عند طلوع الشمس ووافيناك ضحوة نسالك ان لا تدعو على قومك، فقال نوح: قد أجلتهم ثلاثماة سنة، فلما اتى عليهم تسعمأة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو فأنزل الله عزوجل: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا

 

===============

(429)

 

يفعلون " فقال نوح: " رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا ".

32 ـ في كتاب الخصال عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: لما دعى نوح (عليه السلام) ربه عزوجل على قومه اتاه ابليس فقال له: يا نوح ان لك عندى يدا اريد أن اكافيك عليها، فقال نوح: والله انى ليبغض إلى ان يكون لى عندك يد فما هى؟ قال: بلى دعوت الله على قومك فأغرقهم فلم يبق لى أحد أغويه، فأنا مستريح حتى ينشؤ قرن آخر فأغويهم، قال له: فما الذى تريد ان تكافينى به؟ قال له: اذكرنى في ثلاث مواطن فانى أقرب ما اكون من العبد اذا كان في احداهن: اذكرنى عند غضبك، واذكرنى اذا حكمت بين اثنين، واذكرنى اذا كنت مع امرأة جالسا ليس معكما احد.

33 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن على الحلبى عن أبيعبدالله (عليه السلام) في قوله عزوجل رب اغفر لى ولوالدى ولمن دخل بيتى مؤمنا يعنى الولاية من دخل في الولاية دخل في بيت الانبياء (عليهم السلام)، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

34 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن أبى حمزة الثمالى عن ابى جعفر (عليه السلام) ان ابراهيم دعا للمؤمنين و المؤمنات والمذنبين من يومه ذلك [ إلى يوم القيامة ] بالمغفرة والرضا عنهم، قال:

وأمن الرجل على دعائه: قال أبوجعفر (عليه السلام): فدعوة ابراهيم (عليه السلام) بالغة للمذنبين من شيعتنا إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (1)

35 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: ولا تزد الظالمين الا تبارا التبار: الخسار.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) ومن اراد الوقوف على تمام القصة فليراجع بحار الانوار ج 12 صفحه 80 ـ 81 من الطبعة الحديثة (*)

 

===============

(430)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: من اكثر قرائة قل اوحى إلى لم يصبه في الحياة الدنيا من أعين الجن ولا نفثهم ولا سحرهم ولا من كيدهم، وكان مع محمد (صلى الله عليه وآله) فيقول: يا رب لا أريد به بدلا ولا أبغى عنه حولا.

2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء سورة الجن اعطى بعدد كل جنى وشيطان صدق بمحمد وكذب به عتق رقبة.

3 ـ وروى الواحدى باسناده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: ما قرء رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجن وما رآهم انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء (1) فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا: مالكم؟ قالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء وارسلت علينا الشهب، قالوا: ما ذاك الا من شئ حدث؟ فاضربوا مشارق الارض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة بالنبى (صلى الله عليه وآله) وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ، وهو يصلى بأصحابه صلوة الفجر، فلما سمعوا القرآن استمعوا له وقالوا: هذا الذى حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم وقالوا: انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا فأوحى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله):

قال اوحى إلى انه استمع نفر من الجن. ورواه البخارى ومسلم ايضا في الصحيح.

4 ـ وعن علقمة بن قيس قال: قلت لعبد الله بن مسعود: من كان منكم مع النبى (صلى الله عليه وآله) ليلة الجن؟ فقال: ما كان منا معه أحد فقدناه ذات ليلة ونحن بمكة

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر لكن في الاصل " جن السماء " بدل " خبر السماء " في المواضع والظاهر انه مصحف. (*)

 

===============

(431)

 

فقلنا: اغتيل رسول الله او استطير فانطلقنا نطلبه من الشعاب فلقيناه مقبلا من نحو حراء فقلنا: يا رسول الله اين كنت؟ لقد أشفقنا عليك وقلنا له بتنا الليلة بشر ليلة بات بها قوم حين فقدناك، فقال: انه أتانى داعى الجن فذهبت اقرئهم القرآن، فذهب بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم، فأما ان يكون صحبه منا أحد فلم يصحبه.

5 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: الجن على ثلاثة اجزاء:

فجزء مع الملائكة وجزء يطيرون في الهواء وجزء كلاب وحيات.

6 ـ في اصول الكافى بعض اصحابنا عن محمد بن على عن يحيى بن مساور عن سعد الاسكاف قال: اتيت ابا جعفر (عليه السلام) في بعض ما اتيته فجعل يقول: لا تعجل (1) حتى حميت الشمس على وجعلت اتتبع الافياء، (2) فما لبثت ان خرج على قوم كأنهم الجراد الصفر عليهم البتوت (3) قد انتهكتهم العبادة قال: فوالله لانسانى ما كنت فيه من حسن هيئة القوم، فلما دخلت عليه قال لى: أرانى قد شققت عليك قلت: والله لقد انسانى ما كنت فيه قوم مروا بى لم ار قوما أحسن هيئة منهم في زى رجل واحد، كان ألوانهم الجراد الصفر، قد انتهكتهم العبادة؟ فقال: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم، قال: اولئك اخوانك من الجن قال. فقلت: يأتونك؟ قال: نعم يأتونا يسألونا عن معالم دينهم وحلالهم وحرامهم.

7 ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن على بن حسان عن ابراهيم بن اسماعيل عن ابن جبل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كنا ببابه فخرج علينا قوم أشباه الزط عليهم (4) ازر وأكسية. فسألنا أبا عبدالله (عليه السلام) عنهم فقال: هؤلاء اخوانكم من الجن.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) اى كلما استأذنت للدخول عليه يقول لى: لا تعجل فلبثت على الباب حتى حميت الشمس اى اشتد حرها.

(2) الافياء، جمع الفئ وهو الظل.

(3) البتوت جمع البت: الطيلسان قوله قد " انتهكتهم " اى هزلتهم.

(4) الزط: بضم الزاء اى صنف من الهنود. (*)

 

===============

(432)

 

8 ـ احمد بن ادريس ومحمد بن يحيى عن الحسن بن على الكوفى عن ابن فضال عن بعض أصحابنا عن سعد الاسكاف قال: أتيت ابا جعفر (عليه السلام) اريد الاذن عليه، فاذا رحال ابل على الباب مصفوفة، واذا الاصوات قد ارتفعت ثم خرج قوم معتمين بالعمائم يشبهون الزط، قال: فدخلت على أبى جعفر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك أبطأ اذنك على اليوم ورأيت قوما خرجوا على معتمين بالعمائم فأنكرتهم؟ قال: وتدرى من اولئك يا سعد؟ قال: قلت: لا، فقال: اولئك اخوانكم من الجن يأتونا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم ومعالم دينهم.

9 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن أبى البلاد عن سدير الصيرفى قال: وصانى ابوجعفر (عليه السلام) بحوائج له بالمدينة، فخرجت فبينما أنا بين فج الروحاء (1) على راحلتى اذا انسان يلوى بثوبه (2) قال: فملت اليه وظننت انه عطشان، فناولته الادواة (3) فقال لى: لا حاجة لى بها وناولنى كتابا طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم اذا خاتم أبى جعفر (عليه السلام) فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب قال: الساعة واذا في الكتاب أشياء يأمرنى بها ثم التفت فاذا ليس عندى احد، قال ثم قدم ابوجعفر (عليه السلام) فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل اتانى بكتابك وطينه رطب؟ فقال: يا سدير ان لنا خدما من الجن فاذا اردنا السرعة بعثناهم.

وفى رواية اخرى قال: ان لنا أتباعا من الجن كما لنا اتباعا من الانس.

فاذا أردنا امرا بعثناهم.

10 ـ على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عمن ذكره عن محمد ابن جحرش قال: حدثتنى حكيمة بنت موسى قال: رأيت الرضا (عليه السلام) واقفا على باب بيت الحطب وهو يناجى ولست ارى أحدا فقلت: سيدى لمن تناجى؟ فقال: هذا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفج: الطريق الواسع. والروحاء: موضع بالحرمين على ثلاثين او اربعين ميلا من المدينة.

(2) اى يشير به.

(3) الاداوة: الاناء الذى يسقى منه. (*)

 

===============

(433)

 

عامر الزهرانى أتانى يسألنى ويشكوا لى فقلت: يا سيدى أحب أن أسمع كلامه. فقال لى: انك ان سمعت به حممت سنة، فقلت: يا سيدى أحب أن أسمعه فقال لى: استمعى فاسمتعت فسمعت شبه الصفير وركبتنى الحمى فحممت سنة.

11 ـ ايوب عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: بينا أمير ـ المؤمنين (عليه السلام) على المنبر اذ أقبل ثعبان من ناحية باب من أبواب المسجد، فهم الناس أن يقتلوه، فأرسل أمير المؤمنين (عليه السلام) ان كفوا فكفوا وأقبل الثعبان ينساب (1) حتى انتهى إلى المنبر، فتطاول فسلم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فأشار أمير المؤمنين اليه: ان يقف حتى يفرغ من خطبته، ولما فرغ من خطبته أقبل عليه فقال: من أنت؟ قال: أنا عمر بن عثمان خليفتك على الجن، فقلت له: جعلت فداك فيأتيك عمرو وذاك الواجب عليه؟ قال: نعم.

12 ـ في بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مالك ابن عطية عن أبى حمزة الثمالى قال: كنت استأذن على أبى جعفر (عليه السلام) فقيل: ان عنده قوما فأثبت قليلا حتى يخرجوا فخرج قوم أنكرتهم ولم أعرفهم ثم اذن فدخلت عليه فقلت: جعلت فداك هذا زمان بنى امية وسيفهم يقطر دما؟ فقال يابا حمزه هؤلاء وفد شيعتنا من الجن جاءوا يسألوننا عن معالم دينهم.

13 ـ وحدثنى محمد بن اسماعيل عن على بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبى حمزة قال: كنت مع أبى عبدالله (عليه السلام) فيما بين مكة والمدينة اذا التفت عن يساره فاذا كلب أسود فقال: مالك قبحك الله ما أشد مسارعتك؟! واذا هو شبيه بالطائر، فقلت: ما هذا جعلت فداك؟ فقال: هذا عثمان بريد الجن مات هشام الساعة فهو يطير ينعاه في كل بلد.

14 ـ على بن حسان عن بكر عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: يوم الاحد للجن ليس تظهر فيه لاحد غيرنا.

15 ـ محمد عن على بن حديد عن منصور بن حازم عن سعد الاسكاف قال:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الانسباب: مشى الحية وما يشبهها. (*)

 

===============

(434)

 

اتيت باب ابى جعفر (عليه السلام) مع اصحاب لنا لندخل فاذا ثمانية نفر كانهم من اب وام، عليهم ثياب زرابى واقبية طاق (1) وعمائم صفر دخلوا فما احتبسوا حتى خرجوا، فقال لى: يا سعد رأيتهم؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: اولئك اخوانكم من الجن أتوا يستفتوننا في حلالهم وحرامهم كما تأتوننا وتستفتوننا في حلالكم وحرامكم.

16 ـ وعنه عن ابن سنان عن ابن مسكان عن سعد الاسكاف قال: طلبت الاذن على أبى جعفر (عليه السلام) فبعث إلى: لا تعجل فان عندى قوما من اخوانكم، فلم البث ان خرج على اثنا عشر رجلا يشبهون الزط، عليهم اقبية طبقين (2) وخفاف فسلموا ومروا فدخلت على ابى جعفر (عليه السلام) فقلت ما اعرف هؤلاء جعلت فداك الذين خرجوا من عندك؟ قال: هؤلاء قوم من اخوانكم.

17 ـ في تفسير على بن ابراهيم في قوله تعالى " واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " إلى قوله " اولئك في ضلال مبين " وكان سبب نزول هذه الاية ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام، فلم يجبه احد ولم يجد احدا يقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له: وادى مجنة تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قرائة رسول الله (صلى الله عليه وآله) " ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق والى صراط

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الزرابى جمع الزرابى جمع الزربية: الطنفسة المخملة. وطاق: ضرب من الثياب. والطيلسان وقيل:

الاخضر وفى المصدر وكذا المنقول عنه في البحار " طاق طاق " بتكرير لفظ الطاق، قال المجلسى (رحمه الله) وقوله " طاق طاق " اى لبسوا قباءا مفردا ليس معه شئ آخر من الثياب كما ورد في الحديث:

الاقامة طاق طاق، او انه لم يكن له بطانة ولا قطن ثم نقل عن القاموس ما ذكرنا في معنى الطاق ثم قال: وما ذكرناه أظهر في المقام لا سيما مع التكرار.

(2) قال المجلسى (رحمه الله): لعل المراد بالطبقين ان كل قباء كان من طبقين غير محشو بالقطن. (*)

 

===============

(435)

 

مستقيم * يا قومنا اجيبوا داعى الله وآمنوا به " إلى قوله: " اولئك في ضلال مبين " فجاؤا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأسلموا وآمنوا وعلمهم رسول الله شرائع الاسلام، فانزل الله على نبيه: قل اوحى إلى انه استمع نفر من الجن " السورة كلها، فحكى الله قولهم وولى عليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) منهم وكانوا يعودون إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل وقت، فأمر رسول الله أمير المؤمنين أن يعلمهم ويفقههم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

18 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليهم السلام) ان عليا (عليه السلام) قال لبعض اليهود: ان الشياطين سخرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد (صلى الله عليه وآله) الشياطين بالايمان فأقبل اليه من الجن التسعة من أشرافهم واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمرو بن عامر من الاحجة (1) منهم شضاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ونضاة وهاصب وهاضب وعمرو (2) وهم الذين يقول الله تبارك وتعالى اسمه فيهم " واذ صرفنا اليك نفرا من الجن " وهم التسعة " يستمعون القرآن ". اقول وستسمع لهذا تتمة في محله قريبا انشاء الله تعالى.

19 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: وانه تعالى جد ربنا اى بخت ربنا حدثنا على بن الحسين عن احمد بن أبى عبدالله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الجن: " وانه تعالى جد ربنا " فقال: كل شئ كذبه الجن فقصه الله كما قال.

20 ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: شيئان يفسد الناس بهما صلوتهم:

قول الرجل تبارك اسمك وتعالى جدك، وانما هو شئ قاله الجن بجهالة، فحكى

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال في البحار: " من الاحجة " جمع حجيج بمعنى مقيم الحجة على مذهبه وفى بعض النسخ " من الاجنحة " اى الرؤساء، او اسم قبيلة منهم.

(2) في ضبط هذه الاسماء خلاف راجع البحار ج 10 صفحة 44 من الطبعة الحديثة والمصدر صفحة 115؟؟. (*)

 

===============

(436)

 

الله عنهم وقول الرجل: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.

21 ـ في مجمع البيان وعن الربيع بن انس قال: ليس لله تعالى جد وانما قالته الجن بجهالة، فحكاه الله سبحانه كما قالت، وروى ذلك عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام).

22 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى يستمعون القرآن فأقبل اليه الجن والنبى (صلى الله عليه وآله) ببطن النخل فاعتذروا بأنهم " ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا " ولقد اقبل اليه أحد وسبعون الفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكوة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بأنهم " قالوا على الله شططا ".

23 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا قال: كان الرجل ينطلق إلى الكاهن الذى يوحى اليه الشيطان فيقول: قل للشيطان فلان قد عاذبك.

اقول: قد سبق قريبا عن كتاب الاحتجاج قول امير المؤمنين (عليه السلام) فأقبل اليه الجن والنبى (صلى الله عليه وآله) ببطن النخل فاعتذر بأنهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا.

قال عز من قائل: وانا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا

24 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يذكر فيه مناقب الرسول (صلى الله عليه وآله) وفيه: ولقد رأيت الملائكة ليلة ولد تصعد و تنزل وتسبح وتقدس وتضطرب النجوم وتتساقط علامة لميلاده، ولقد هم ابليس بالظعن في السماء لما رأى من الاعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع فاذا هم قد حجبوا عن السماوات كلها، ورموا بالشهب جلالة لنبوة

 

===============

(437)

 

محمد (صلى الله عليه وآله) (1).

25 ـ وعن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل واما أخبار السماء فان الشياطين كانت تقعد مقاعد استراق السمع اذ ذاك وهى لا تحجب ولا ترجم بالنجوم، وانما منعت من استراق السمع لئلا يقع في الارض سبب يشاكل الوحى من خبر السماء، ويلبس على أهل الارض ماجاءهم عن الله لاثبات الحجة ونفى الشبهة، وكان الشياطين يسترق الكلمة الواحدة من خبر السماء، ويلبس على اهل الارض ماجاءهم عن الله من خبر السماء بما يحدث من الله في خلقه فيختطفها ثم يهبط إلى الارض فيقذفها إلى الكاهن فاذا قد زاد كلمات من عنده فيختلط الحق بالباطل فما أصاب الكاهن من خبر مما كان يخبر به فهو مما اداه اليه شيطانه مما سمعه، وما اخطأ فيه فهو من باطل ما زاد فيه فمذ منعت الشياطين عن استراق السمع انقطعت الكهانة، فقال: كيف صعدت الشياطين إلى السماء وهم امثال الناس في الخلقة والكثافة وقد كانوا يبنون لسليمان بن داود (عليهما السلام) من البناء ما يعجز عنه ولد آدم؟ قال: غلظوا لسليمان لما سخروا، وهم خلق رقيق غذاءهم التنسم، والدليل على ذلك صعودهم إلى السماء لاستراق السمع ولا يقدر الجسم الكثيف على الارتقاء اليه الا بسلم أو بسبب.

26 ـ في نهج البلاغة واقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها.

27 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى الحسين بن زياد قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) في قوله: وانا لا ندرى أشر أريد بمن في الارض ام اراد بهم ربهم رشدا فقال: لا والله شر اريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن على (عليه السلام) وقوله:

كنا طرائق قددا اى على مذاهب مختلفة.

أقول: قد تقدم عن على بن ابراهيم في بيان سبب النزول، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولد الجان.

28 ـ وفيه قوله: فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا قال: البخس النقصان، والرهق العذاب، وسئل العالم (عليه السلام) عن مؤمنى الجن أيدخلون

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى البحار " دلالة لنبوته (صلى الله عليه وآله) " (*)

 

===============

(438)

 

الجنة؟ فقال: لا ولكن لله حظائر بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنوا الجن وفساق الشيعة.

29 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت قوله: لما سمعنا الهدى آمنا به قال: الهدى الولاية آمنا بمولانا فمن آمن بولاية مولاه " فلا يخاف بخسا و لارهقا " قلت: تنزيل؟ قال: لا، تأويل.

30 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى عبادة بن صهيب عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) في قول الله عزوجل: فمن اسلم فأولئك تحروا رشدا اى الذين اقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشدا واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا معاوية وأصحابه وان لو استقاموا على الطريقة لا سقيناهم ماءا غدقا الطريقة الولاية لعلى.

31 ـ أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في هذه الايه: " وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا " يعنى من جرى من شرك الشيطان على الطريقة يعنى على الولاية في الاصل عند الاظلة حين أخذ الله ميثاق ذرية آدم " اسقيناهم ماء غدقا " يعنى لكنا وضعنا اظلتهم في الماء الفرات العذب.

32 ـ في اصول الكافى أحمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن ابى جعفر (عليه السلام) في قول الله: " وان لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا " قال: يعنى لو استقاموا على ولاية امير المؤمنين على والاوصياء من ولده (عليهم السلام) وقبلوا طاعتهم في امرهم ونهيهم " لاسقيناهم ماء غدقا " يقول: لاشربنا قلوبهم الايمان، والطريقة هى الايمان بولاية على والاوصياء.

33 ـ في مجمع البيان وفى تفسير أهل البيت (عليهم السلام) عن أبى بصير قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام) قول الله: " ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا " قال: هو والله ما انتم عليه " وان

 

===============

(439)

 

لو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا ".

34 ـ وعن بريد العجلى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: معناه لافدناهم علما كثيرا يتعلمونه من الائمة. 35 ـ في تفسير على بن ابراهيم في قوله: لنفتنهم فيه قتل الحسين (عليه السلام) ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا اى الاحد من آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا.

36 ـ فيمن لا يحضره الفقيه قال امير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: يا بنى لا تقل مالا تعلم إلى قوله: وقال الله عزوجل: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا " يعنى بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين.

37 ـ في تفسير العياشى عن أبى جعفر (عليه السلام) (1) انه سأله المعتصم عن السارق من اى موضع يجب ان يقطع؟ فقال ان القطع يجب أن يكون من مفصل اصول الاصابع فيترك الكف، فقال: وما الحجة في ذلك؟ قال: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): السجود على سبعة أجزاء:

الوجه واليدين والركبتين والرجلين، فاذا قطعت يده من الكرسوع (2) او المرفق لم يدع له يد يسجد عليها، وقال الله: " وأن المساجد لله " يعنى به هذه الاعضاء السبعة التى يسجد عليها " فلا تدعوا مع الله احدا " وما كان لله فلا يقطع، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

38 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضل عن ابى الحسن (عليه السلام) في قوله: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا " قال: هم الاوصياء.

39 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال:

حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله (عليه السلام) وذكر حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام) بعد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) يعنى ابا جعفر الثانى محمد بن على الجواد (ع) (2) الكرسوع: طرف الزند الذى يلى الخنصر. (*)

 

===============

(440)

 

أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقة فيها: وفرض على الوجه السجود بالليل والنهار في مواقيت الصلوة، فقال: " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون، وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا ".

40 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه: وسجد يعنى أبا عبدالله (عليه السلام) على ثمانية أعظم: الكفين والركبتين وابهامى الرجلين والجبهة والانف، وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها وهى التى ذكرها الله في كتابه فقال: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " وهى الجبهة والكفان والركبتان والابهامان، ووضع الانف على الارض سنة.

41 ـ في تفسير على بن ابراهيم: حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) قال: المساجد الائمة صلوات الله عليهم وانه لما قام عبدالله يدعوه يعنى محمدا يدعوهم إلى ولاية على كادوا قريش يكونون عليه لبدا يتعاونون عليه.

42 ـ في كتاب الخصال عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) عشرة أسماء خمسة في القرآن وخمسة ليست في القرآن فاما التى في القرآن فمحمد واحمد وعبدالله ويس ون.

43 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: قوله: لا املك لكم ضرا ولا رشدا قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا الناس إلى ولاية على فاجتمعت اليه قريش، فقالوا: يا محمد اعفنا من هذا، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذه إلى الله ليس إلى فاتهموه وخرجوا من عنده، فأنزل الله عزوجل: قل انى لا املك لكم ضرا ولا رشدا.

44 ـ في تفسير على بن ابراهيم " لا املك لكم ضرا ولا رشدا " ان توليتم عن ولايته

 

===============

(441)

 

قل انى لن يجيرنى من الله احد ان كتمت ما امرت به ولم اجد من دونه ملتحدا يعنى مأوى الا بلاغا من الله ابلغكم ما أمرنى الله به من ولاية على بن أبى طالب (عليه السلام).

45 ـ في اصول الكافى متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا أعنى قوله " ضرا ولا رشدا " " قل انى لن يجيرنى من الله ان عصيته احد ولن اجد من دونه ملتحدا الا بلاغا من الله ورسالاته في على " قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم، ثم قال توكيدا: ومن يعص الله ورسوله في ولاية على فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا قلت:

حتى اذا رأوا ما يوعدون فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا يعنى بذلك القائم وانصاره، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

46 ـ في تفسير على بن ابراهيم " ومن يعص الله ورسوله في ولاية على فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا " قال النبى (صلى الله عليه وآله): يا على أنت قسيم الجنة والنار تقول:

هذا لى وهذا لك. قالوا: فمتى تكون ما تعدنا به يا محمد من امر على والنار؟ فأنزل الله " حتى اذا رأوا ما يوعدون " يعنى الموت والقيامة " فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا " يعنى فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن عاص واصحاب الضغائن من قريش.

47 ـ وفيه قوله: " حتى اذا رأوا ما يدعون " قال: القائم وامير المؤمنين (عليهما السلام) في الرجعة " فسيعلمون من اضعف ناصرا واقل عددا " قال: هو قول أمير المؤمنين (عليه السلام) لزفر: (1) والله يا ابن صهاك لولا عهد من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا واقل عددا، قال: فلما اخبرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما يكون من الرجعة قالوا: متى يكون هذا؟ قال الله: " قل يا محمد ان ادرى أقريب ما توعدون ام يجعل له ربى أمدا ".

48 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد بن عيسى عن الحسين بن محبوب عن على بن رئاب عن سدير الصيرفى قال: سمعت حمران بن اعين يسأل أبا جعفر (عليه السلام) عن قوله جل ذكره: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الزفر هو الثانى كما ورد في غير واحد من الروايات (*)

 

===============

(442)

 

فقال أبوجعفر (عليه السلام): الا من ارتضى من رسول وكان والله محمد ممن ارتضاه، واما قوله: عالم الغيب فان الله عزوجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يقضيه إلى الملائكة، فذلك يا حمران علم موقوف عنده اليه فيه المشية فيقضيه اذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه، فأما العلم الذى يقدره الله عزوجل ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذى انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم الينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

49 ـ عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم ابن محمد عن على بن أبى حمزة عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان لله عزوجل علمين علما عنده لم يطلع عليه احدا من خلقه وعلما نبذه إلى ملائكتة ورسله فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى الينا.

50 ـ على بن ابراهيم عن الصالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن ضريس قال:

سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان لله عزوجل علمين علم مبذول وعلم مكفوف، فأما المبذول فانه ليس من شئ تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه، واما المكفوف فهو الذى عند الله عزوجل في ام الكتاب اذا خرج نفذ.

51 ـ ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن محمد بن اسماعيل عن على بن النعمان عن سويد القلا عن أبى ايوب عن أبى بصير عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ان لله عزوجل علمين علم لا يعلمه الا هو، وعلم علمه ملائكته ورسله (عليهم السلام) فما علمه ملائكته ورسله فنحن نعلمه.

52 ـ على بن محمد وغيره عن سهل بن زياد عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال:

الامام اذا شاء ان يعلم علم.

53 ـ ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن بدر بن الوليد عن ابى الربيع الشامى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الامام اذا شاء ان يعلم علم.

===============

(443)

 

54 ـ محمد بن يحيى عن عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعد المدائنى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اذا اراد الامام ان يعلم شيئا أعلمه الله ذلك.

55 ـ محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن سليمان بن سماعة وعبدالله بن محمد عن عبدالله بن القاسم البطل عن أبى بصير قال: قال ابو عبدالله (عليه السلام): اى امام لا يعلم ما يصيبه والى ما يصير، فليس ذلك بحجة الله على خلقه.

56 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن عبدالله بن سليمان عن حمران بن اعين عن أبى عبدالله قال: ان جبرئيل اتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) برمانتين فأكل رسول الله (صلى الله عليه وآله) احداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفا واطعم عليا (عليه السلام) نصفا، ثم قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أخى هل تدرى ما هاتان الرمانتان؟ قال: لا، قال: اما الاولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الاخرى فالعلم انت شريكى فيه فقلت: اصلحك الله كيف كان؟ يكون شريكه فيه؟ قال: لم يعلم الله محمد (صلى الله عليه وآله) علما الا وامره أن يعلمه عليا.

57 ـ على عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) برمانتين من الجنة فأعطاه اياهما، فأكل واحدة وكسر الاخرى بنصفين فأعطى عليا (عليه السلام) نصفها فأكلها، فقال: يا على الرمانة الاولى التى أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شئ، واما الاخرى فهو العلم فأنت شريكى فيه.

58 ـ محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن عن محمد بن عبدالحميد عن منصور ابن يونس عن ابن اذينة عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: نزل جبرئيل (عليه السلام) على محمد (صلى الله عليه وآله) برمانتين من الجنة، فلقيه على (عليه السلام) فقال: ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك؟ فقال: اما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب، وأما هذه فالعلم ثم فلقها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنصفين، فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله نصفها، ثم قال: أنت شريكى فيه وانا شريكك فيه، قال: فلم يعلم والله رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرفا مما علمه الله عزوجل الا وقد علمه عليا (عليه السلام)، ثم انتهى العلم الينا ثم وضع

 

===============

(444)

 

يده على صدره.

59 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحيده، وبأن لهم اولياء تجرى أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله، وعرف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله: عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا الا من ارتضى من رسول قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن حل محله من أصفياء الله الذين قال: " فأينما تولوا فثم وجه الله " الذين قرنهم الله بنفسه وبرسوله، وفرض على العباد من طاعتهم، مثل الذين فرض عليهم منها لنفسه.

60 ـ في الخرايج والجرائح روى محمد بن الفضل الهاشمى عن الرضا (عليه السلام) نظر إلى ابن هذاب فقال: ان انا اخبرتك انك ستبتلى في هذه الايام بدم ذى رحم لك لكنت مصدقا لى؟ قال: لا فان الغيب لا يعلمه الا الله تعالى، قال (عليه السلام): أوليس انه يقول " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول " فرسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الله مرتضى، ونحن ورثة ذلك الرسول الذى اطلعه الله على ما يشاء من غيبه، فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

61 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار النادرة في فنون شتى باسناده إلى الحارث بن الدلهاث (1) مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعت ابا الحسن (عليه السلام) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه فالسنة من ربه كتمان سره، قال الله تعالى:

" عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول " واما السنة من نبيه فمداراة الناس، فان الله عزوجل أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بمداراة الناس فقال عزوجل:

" خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " واما السنة من وليه فالصبر على البأساء والضراء قال الله عزوجل: " والصابرين في البأساء والضراء ".

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) دلهاث ـ على زنة دحراج ـ بمعنى الاسد (*)

 

===============

(445)

 

62 ـ في كتاب الخصال في مناقب أمير المؤمنين وتعدادها قال أمير المؤمنين (عليه السلام): واما الثالثة والثلاثون فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) النقم اذنى فعلمنى ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، فساق الله عزوجل ذلك لى على لسان نبيه.

63 ـ في تفسير على بن ابراهيم " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول " يعنى عليا المرتضى من الرسول (صلى الله عليه وآله) وهو منه قال الله تعالى:

فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا قال: في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقا، ويعلمه الله الهاما، والرصد التعليم من النبى (صلى الله عليه وآله) " ليعلم النبى أن قد ابلغوا رسالات ربه احاط على بما لدى الرسول من العلم واحصى كل شئ عددا " ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة او زلزلة أو خسف، او قذف او امة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقى، وكم من امام جائر وعادل يعرفه باسمه ونسبه، ومن يموت موتا أو يقتل قتلا، وكم من امام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من امام منصور لا ينفعه نصر من نصره.

وفيه وقوله: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا * الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " قال: يخبر الله رسوله الذى يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من أخبار القائم والرجعة والقيامة.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء سورة المزمل في العشاء الاخرة في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمل وأحياه الله حياة طيبة واماته ميتة طيبة.

2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن قرء سورة المزمل دفع عنه العسر في الدنيا والاخرة.

===============

(446)

 

3 ـ في جوامع الجامع وروى انه قد دخل على خديجة وقد جئت (1) فرقا فقال زملونى، فبينا هو على ذلك اذ ناداه جبرئيل: يا ايها المزمل.

4 ـ في تهذيب الاحكام محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل عن منصور عن عمر بن اذينة عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله تعالى:

قم الليل الا قليلا قال: أمره الله ان يصلى كل الليل الا أن تأتى عليه ليلة من الليالى لا يصلى فيها شيئا.

5 ـ في تفسير على بن ابراهيم " يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص " قال: هو النبى (صلى الله عليه وآله) كان يتزمل بثوبه وينام، فقال: " يا ايها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه او انقص منه قليلا " قال: انقص من القليل او زد عليه اى على القليل قليلا.

6 ـ في مجمع البيان وقيل: ان نصفه بدل من القليل، فيكون بيانا للمستثنى ويؤيد هذا القول ما روى عن الصادق (عليه السلام) قال: القليل، النصف، او انقص من القليل قليلا، او زد على القليل قليلا.

7 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن معبد عن واصل بن سليمان عن عبدالله بن سليمان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: ورتل القرآن ترتيلا قال: قال: أمير المؤمنين (عليه السلام): بينه بيانا ولا تهذه هذ الشعر ولا تنثره نثر الرمل (2) ولكن افزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

8 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا عن على بن أبى حمزة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان القرآن لا يقرء هذرمة (3) ولكن يرتل ترتيلا، فاذا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا.

(2) الهذ: سرعة القرائة قال الفيض (رحمه الله): اى لا بتسرع فيه كما يتسرع في قرائة الشعر ولا تفرغ كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرات الرمل.

(3) الهذرمة: الاسراع في القرائه. (*)

 

===============

(447)

 

مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها، واسأل الله عزوجل الجنة، واذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار.

9 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن أبى حمزة قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): ان القرآن لا يقرء هذرمة ولكن يرتل ترتيلا، اذا مررت بآية فيها ذكر النار وقفت عندها وتعوذت بالله من النار، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.

10 ـ في مجمع البيان: وقيل: رتل معناه ضعف والرتل اللين عن قطرب قال: والمراد بهذا تحزين القلب اى اقرأه بصوت حزين، ويعضده ما رواه أبوبصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في هذا، قال: هو أن تتمكث فيه وتحسن به صوتك. وروى عن ام سلمة انها قالت: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقطع قرائة آية آية، وعن انس قال: كان يمد صوته مدا.

11 ـ وعن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقال لصاحب القرآن: اقرأ وأرق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عن آخر درجة تقرأها انا سنقلى عليك قولا ثقيلا اى سنوحى اليك قولا يثقل عليك وعلى امتك إلى قوله وقيل: قولا ثقيلا نزوله، فانه (صلى الله عليه وآله) كان يتغير حاله عند نزوله ويعرق واذا كان راكبا تبرك راحلته ولا تستطيع المشى.

12 ـ وسأل الحارث بن هشام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحى؟ فقال (صلى الله عليه وآله): احيانا يأتينى مثل صلصلة الجرس فهو أشد على فيفصم عنى (1) وقد وعيت ما قال، واحيانا يتمثل الملك رجلا فأعى ما يقول، قالت عائشة: انه كان ليوحى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على راحلته فتضرب بجرانها (2) قالت: ولقد رأيته ينزل في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه وان جبينه ليرفض عرقا.

13 ـ وروى العياشى باسناده عن عيسى بن عبيد عن أبيه عن جده عن على (عليه السلام) قال:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قال الجرزى: اى يقلع عنى.

(2) الجران: مقدم عنق البعير من مذبحه إلى منحره. (*)

 

===============

(448)

 

كان القرآن ينسخ بعضه بعضا وانما يؤخذ من أمر رسول الله بآخره، وكان من امر آخر ما نزل عليه سورة المائدة نسخت ما قبلها، ولم ينسخها شئ، لقد نزل عليه وهو على بغلة شهباء وثقل عليها الوحى حتى وقفت وتدلى بطنها حتى رأيت سرتها تكاد تمس الارض.

14 ـ في تفسير على بن ابراهيم في بيان نزول سورة المنافقين فما ساره الا قليلا حتى أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما كان يأخذه من البرحاء ـ (1) عند نزول الوحى عليه، فثقل حتى كادت ناقته تبرك من ثقل الوحى فسرى عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يسكب العرق عن جبهته. (2) وفيه قوله: " انا سنلقى عليك قولا ثقيلا " قال: قيام الليل وهو قوله:

انا ناشئة الليل هى اشد وطئا واقوم قيلا قال: أصدق القول.

15 ـ في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " ان ناشئة الليل هى أشد وطئاوأقوم قيلا " قال: يعنى بقوله: " وأقوم قيلا " قيام الرجل عن فراشه، يريد به الله عزوجل لا يريد به غيره.

16 ـ محمد بن أحمد بن يحيى عن أيوب بن نوح عن صفوان عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " ان ناشئة الليل هى أشد وطئا و أقوم قيلا " قال: قيامه عن فراشه لا يريد الا الله.

17 ـ في كتاب علل الشرايع أبى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " ان ناشئة الليل هى أشد وطئا واقوام قيلا " قال: يعنى بقوله: " واقوم قيلا " قيام الليل عن فراشه بين يدى الله عزوجل لا يريد به غيره.

18 ـ في الكافى على بن محمد باسناده عن بعضهم (عليهم السلام) قال: في قول الله

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) البرحاء ـ كعلماء -: شدة الاذى والمشقة.

(2) سكب الماء صبه. لازم متعد. (*)

 

===============

(449)

 

عزوجل: " ان ناشئة الليل هى اشد وطئا وأقوم قيلا " قال: هى ركعتان بعد المغرب، يقرء في اول ركعة بفاتحة الكتاب وعشر من أول البقرة وآية السخرة من قوله " والهكم اله واحد لا اله الا هو الرحمان الرحيم ان في خلق السماوات والارض " إلى قوله: " لايات لقوم يعقلون " وخمس عشرة مرة قل هو الله احد، وفى الركعة الثانية فاتحة الكتاب وآية الكرسى وآخر البقرة من قوله: " لله ما في السموات وما في الارض " إلى ان تختم السورة، وخمس عشرة مرة قل هو الله احد، ثم ادع بعدها بما شئت، قال: ومن واظب عليه كتب له بكل صلوة ستمأة الف حجة.

19 ـ في مجمع البيان " ان ناشئة الليل هى اشد وطئا واقوم قيلا " والمروى عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) انهما قالا: هى القيام في آخر الليل.

20 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: ان لك في النهار سبحا طويلا يقول: فراغا طويلا لنومك وحاجتك، قوله: وتبتل اليه تبتيلا يقول: اخلص النية اخلاصا وفيه قوله: " وتبتل اليه تبتيلا " قال:

رفع اليدين وتحريك السباتين.

21 ـ في كتاب المعانى الاخبار باسناده إلى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: التبتل ان تقلب كفيك في الدعاء اذا دعوت.

22 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى اسحاق عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: " وتبتل اليه تبتيلا " قال: الدعاء باصبع واحدة تشير بها، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 ـ وباسناده إلى مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال:

هكذا التبتل ويرفع اصابعه مرة ويضعها مرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

24 ـ عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن فضالة عن العلاء عن محمد بن مسلم قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول إلى قوله: وقال: والتبتل تحرك السبابة

 

===============

(450)

 

ترفعها إلى السماء وتضعها.

25 ـ وباسناده إلى ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: واما التبتل فايماء باصبعك السبابة.

26 ـ وباسناده إلى محمد بن مسلم وزرارة قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): والتبتل الايماء بالاصبع.

27 ـ في مجمع البيان وروى محمد بن مسلم وزرارة وحمران عن ابى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) ان التبتل هذا رفع اليدين في الصلوة.

وفى رواية ابى بصير قال: هو رفع يدك إلى الله وتضرعك.

28 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: فاصبر على ما يقولون قال يقولون فيك واهجرهم هجرا جميلا وذرنى يا محمد والمكذبين بوصيك اولى النعمة ومهلهم قليلا قلت: ان هذا تنزيل؟ قال: نعم.

29 ـ على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث قال: قال أبوعبدالله (عليه السلام): يا حفص ان من صبر صبر قليلا، وان من جزع جزع قليلا، ثم قال:

عليك بالصبر في جميع امورك، فان الله عزوجل بعث محمدا فأمره بالصبر والرفق، فقال: " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا * وذرنى والمكذبين اولى النعمة " فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.

30 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) بعد ان ذكر المنافقين: وما زال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتألفهم ويقربهم و يجلسهم عن يمينه وشماله حتى اذن الله عزوجل له في ابعادهم بقول: " واهجرهم هجرا جميلا ".

31 ـ في مجمع البيان وطعاما ذاغصة روى عن حمران بن اعين عن

 

===============

(451)

 

عبدالله بن عمر أن النبى (صلى الله عليه وآله) سمع قاريا يقرء هذه فصعق.

32 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: يوم ترجف الارض والجبال اى تخسف قوله: وكانت الجبال كثيبا مهيلا قال: مثل الرمل ينحدر قوله: فكيف تتقون ان كفرتم يوما يجعل الولدان شيبا يقول: كيف ان كفرتم تتقون ذلك اليوم الذى يجعل الولدان شيبا.

33 ـ في نهج البلاغة احذروا يوما تفحص فيه الاعمال ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الاطفال.

34 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالله بن سلام مولى رسول الله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه: فيأمر الله عزوجل نارا يقال لها الفلق اشد شئ في جهنم عذابا، فتخرج من مكانها سوداء مظلمة بالسلاسل والاغلال، فيأمرها الله عزوجل ان تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الابصار، وتضع الحوامل حملها، وتشيب الولدان من هو لها يوم القيامة.

35 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: ان ربك يعلم انك تقوم ادنى من ثلثى الليل ونصفه وثلثه ففعل النبى (صلى الله عليه وآله) ذلك وبشر الناس به فاشتد ذلك عليهم وعلم أن لن تحصوه وكان الرجل يقوم ولا يدرى متى ينتصف الليل ومتى يكون الثلثان، وكان الرجل يقوم حتى يصبح مخافة ان لا يحفظه فأنزل الله ان ربك يعلم انك تقوم إلى قوله: " علم ان لن تحصوه " يقول: متى يكون النصف والثلث نسخت هذه الاية فاقرأوا ما تيسر من القرآن واعلموا انه لم يأت نبى قط الا خلا بصلوة الليل، ولا جاء بنى قط بصلاة الليل في اول الليل.

36 ـ في مجمع البيان " فاقرأوا ما تيسر منه " روى عن الرضا (عليه السلام) عن ابيه عن جده قال: ما تيسر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر.

37 ـ في كتاب الخصال عن ابن فضال عمن ذكره عن أبى عبدالله (عليه السلام)

 

===============

(452)

 

قال ثلاثة يشكون إلى الله تعالى إلى قوله: ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرء فيه.

38 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا الحسن بن على عن أبيه عن الحسين ابن سعيد عن زرعة عن سماعة قال: سألته عن قول الله: واقرضوا الله قرضا حسنا قال: هو غير الزكوة.

قال عز من قائل: وما تقدموا لانفسكم من خير ـ الاية.

39 ـ في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين (عليه السلام) من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: اكثروا الاستغفار تجلبوا الرزق، وقدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر محمد بن على الباقر (عليه السلام) قال: من قرء في الفريضة سورة المدثر كان حقا على الله عزوجل أن يجعله مع محمد (صلى الله عليه وآله) في درجة ولا يدركه في حياة الدنيا شقاء أبدا ان شاء الله.

2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء سورة المدثر أعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بمحمد وكذب به.

3 ـ قال الاوزاعى: سمعت يحيى بن كثير يقول: سألت جابر بن عبدالله:

أى القرآن انزل قبل؟ قال: يا ايها المدثر، فقلت: او " اقرء "؟ (1) فقال جابر:

احدثكم ما حدثنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جوارى نزلت فاستبطنت الوادى فنودى فنظرت امامى وخلفى وعن يمينى وشمالى فلم ار أحدا، ثم نوديت فرفعت رأسى فاذا هو على العرش في الهواء يعنى جبرئيل (عليه السلام)، فقلت:

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) أراد سورة " اقرأ باسم ربك الذى خلق ". (*)

 

===============

(453)

 

دثرونى دثرونى فصبوا على ماء، فأنزل الله عزوجل يا ايها المدثر. وفى رواية اخرى فجثيت (1) منه فرقا حتى هويت إلى الارض فجئت اهلى فقلت: زملونى فنزل " يا ايها الدمثر قم فأنذر ".

3 ـ في تفسير على بن ابراهيم: قم فأنذر قال: هو قيامه في الرجعة ينذر فيها.

4 ـ في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين (عليه السلام) اصحابه من الاربعمأة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه تشمير الثياب طهور لها، قال الله تبارك وتعالى:

وثيابك فطهر يعنى فشمر.

5 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " وثيابك فطهر " قال: فشمر.

6 ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن احمد ابن عائذ عن ابى خديجة عن معلى بن خنيس عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان عليا صلوات الله عليه كان عندكم فأتى بنى ديوان فاشترى ثلاثة أثواب بدينار القيمص إلى فوق الكعب، والازار إلى نصف الساق، والرداء من بين يديه إلى ثدييه، ومن خلفه إلى الييه، ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ما كساه حتى دخل منزله ثم قال: هذا اللباس الذى ينبغى للمسلمين ان يلبسوه. قال امير المؤمنين (عليه السلام): و لكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا مجنون ولقالوا مرائى والله عزوجل يقول: " وثيابك فطهر " قال: وثيابك ارفعها لا تجرها، فاذا قام فائمنا كان هذا اللباس.

7 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالرحمان ابن عثمان عن رجل من اهل اليمامة كان مع أبى الحسن (عليه السلام) ايام حبس ببغداد قال:

قال ابوالحسن (عليه السلام): ان الله عزوجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله): " وثيابك فطهر " وكانت ثيابه طاهرة وانما أمره بالتشمير.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) وفى البحار " فخشيت " مكان " فجثيت " وفى بعض النسخ " فحييت ". (*)

 

===============

(454)

 

8 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن رجل عن سلمة بياع القلانس قال: كنت عند أبى جعفر (عليه السلام) اذ دخل عليه ابوعبدالله (عليه السلام) فقال ابوجعفر (عليه السلام): يا بنى ألا تطهر قميصك؟ فذهب فظننا أن ثوبه اصابه شئ فرجع فقال: انه هكذا فقلنا: جعلنا فداك ما لقميصه؟ قال: كان قميصه طويلا فأمرته ان يقصره ان الله عزوجل يقول: " فثيابك فطهر ".

9 ـ في مجمع البيان وروى ابوبصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: قال امير المؤمنين (عليه السلام) غسل الثياب يذهب الهم والحزن، وهو طهور الصلوة، وتشمير الثياب طهورها، وقد قال الله سبحانه " وثيابك فطهر " اى فشمر.

10 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: " وثيابك فطهر " قال: التطهير هنا تشميرها، ويقال: شيعتنا يطهرون، قوله: والرجز فاهجر الرجز الخبيث قوله: ولا تمنن تستكثر وفى رواية ابى الجارود يقول: لا تعط تلتمس اكثر منها.

11 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعرى عن ابن القداح عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اعطى لسانا ذاكرا فقد اعطى خيرالدنيا والاخرة، وقال في قوله تعالى: " ولا تمنن تستكثر " قال: تستكثر ما عملت من خير لله، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

12 ـ في نهج البلاغة واياك والمن على رعيتك باحسانك، او التزيد فيما كان من فعلك، فان المن يبطل الاحسان، والتزيد يذهب بنور الحق.

13 ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة (قدس سره) وأخبرنى جماعة عن ابى المفضل عن محمد بن عبدالله بن جعفر الحميرى عن ابيه عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن موسى بن سعدان عن عبدالله بن القاسم عن المفضل بن عمر قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن تفسير جابر، فقال: لا تحدث به السفل فيذيعوه أما تقرء كتاب الله فاذا نقر في الناقور ان منا اماما مستترا فاذا اراد اظهار امره، نكت في قلبه نكتة فيظهر فقام بأمر الله.

14 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا أبوالعباس قال: حدثنا يحيى بن زكريا

 

===============

(455)

 

عن على بن حسان عن عمه عبدالرحمان بن كثير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله:

ذرنى ومن خلقت وحيدا قال: الوحيد ولد الزنا وهو عمر وجعلت له مالا ممدودا قال: اجلا إلى مدة وبنين شهودا قال: اصحابه الذين شهدوا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يورث ومهدت له تمهيدا ملكته الذى ملك مهدت له ثم يطمع ان ازيد كلا انه كان لا ياتناها عنيدا قال: لولاية امير المؤمنين (عليه السلام) جاهدا ومعاندا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) فيها سارهقه صعودا انه فكر وقدر فكر فيما امر به من الولاية " وقدر " اى ان مضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان لا يسلم لامير المؤمنين (عليه السلام) البيعة التى بايعه بها على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر قال: عذاب بعد عذاب يعذبه القائم (عليه السلام) ثم نظر إلى النبى (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين (عليه السلام) فعبس وبسر مما امر به ثم ادبر واستكبر فقال: ان هذا الا سحر يؤثر قال عمر: ان النبى سحر الناس لعلى ان هذا الا قول البشر اى ليس هو وحى من الله عزوجل ساصليه سقر إلى آخر الاية ففيه نزلت.

15 ـ وفيه ايضا وقال على بن ابراهيم في قوله: " فاذا نقر في الناقور " إلى قوله " ذرنى ومن خلقت وحيدا " فانها نزلت في الوليد بن المغيرة وكان شيخا كبيرا مجربا من دهاة العرب وكان من المستهزئين برسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان رسول الله يقعد في الحجر ويقرء القرآن، فاجتمعت قريش إلى الوليد بن المغيرة فقال: يابا عبد ـ شمس ما هذا الذى يقول محمد؟ أشعر هو ام كهانة ام خطب؟ فقال: دعونى اسمع كلامه فدنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد انشدنى من شعرك، قال: ما هو شعر و لكنه كلام الله الذى ارتضاه لملائكته وانبيائه ورسله، فقال: اتل على ـ منه شيئا فقرء عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) " حم السجدة " فلما بلغ قوله: " فان اعرضوا " يا محمد قريش فقل لهم انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قال: فاقشعر الوليد وقامت كل شعرة في رأسه ولحيته، ومر إلى بيته ولم يرجع إلى قريش من ذلك، فمشوا إلى أبى جهل فقالوا:

 

===============

(456)

 

يا ابا الحكم ان أبا عبد شمس صبا (1) إلى دين محمد أما تراه لم يرجع الينا فغدا ابوجهل إلى الوليد فقال: يا عم نكست رؤسنا وفضحتنا واشمت بنا عودنا وصبوت إلى دين محمد؟! فقال: ما صبوت إلى دينه ولكنى سمعت كلاما صعبا تقشعر منه الجلود، فقال له ابوجهل: أخطب هو؟ قال: لا ان الخطب كلام متصل وهذا كلام منثور ولا يشبه بعضه بعضا، قال: أفشعر هو؟ قال: لا أما انى لقد سمعت اشعار العرب بسيطها و مديدها ورملها ورجزها وما هو بشعر، قال: فما هو؟ قال: دعنى افكر فيه فلما كان من الغد قالوا له: ياابا عبد شمس ما تقول فيما قلناه؟ قال: قولوا هو سحر فانه اخذ بقلوب الناس، فأنزل الله على رسوله (صلى الله عليه وآله) في ذلك: " ذرنى ومن خلقت وحيدا " وانما سمى وحيدا لانه قال لقريش: أنا اتوحد بكسوة البيت سنة وعليكم في جماعتكم سنة، وكان له مال كثير وحدائق، وكان له عشر بنين بمكة وكان له عشرة عبيد عند كل عبد ألف دينار يتجر بها، وتلك القنطار في ذلك الزمان، ويقال:

ان القنطار جلد ثور مملو ذهبا، فأنزل الله: " ذرنى ومن خلقت وحيدا " إلى قوله:

" صعودا " قال: جبل يسمى صعودا " انه فكر وقدر * فقتل كيف قدر * ثم قتل كيف قدر " يعنى خلقه الله كيف سواه وعدله " ثم نظر ثم عبس وبسر " قال: عبس وجهه " وبسر " قال: ألقى شدقه (2).

16 ـ في جوامع الجامع وروى ان الوليد قال لبنى مخزوم: والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الانس ولا من كلام الجن، ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان اعلاه لمثمر وان اسفله لمعذق (3) وانه يعلو وما يعلى، فقالت قريش:

صبا والله الوليد، والله ليصبان قريش، فقال أبوجهل انا اكفيكموه فقعد اليه حزينا وكلمه بما أحماه، فقام فأتاه فقال: تزعمون ان محمدا مجنون فهل رأيتموه يحنق (4)

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) صبا فلان: خرج من دين إلى دين آخر.

(2) الشدق: زاوية الفم من باطن الخدين.

(3) الطلاوة: الحسن والبهجة والقبول والعذق: النخلة. وأعذق بمعنى أزهر.

(4) حنق: اغتاظ. (*)

 

===============

(457)

 

وتقولون انه كاهن فهل رأيتموه يحدث بما يتحدث به الكهنة؟ وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه يتعاطى شعرا قط؟ وتزعمون انه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ فقالوا في كل ذلك: اللهم لا قالوا له: فما هو؟ ففكر فقال: ما هو الا ساحر ما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه، وما يقوله سحر يؤثر عن اهل بابل فتفرقوا معجبين منه.

17 ـ في مجمع البيان وروى العياشى باسناده عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وابى عبدالله (عليهما السلام) ان الوحيد الوليد ولد زنا قال زرارة:

ذكر لابى جعفر (عليه السلام) عن أحد بنى هشام انه قال في خطبة: انا الوليد الوحيد فقال: ويله لو علم ما الوحيد ما فخر بها، فقلنا له: وما هو؟ قال: من لا يعرف له أب.

18 ـ وفيه قيل: " صعود " جبل في جهنم من نار يؤخذ بارتقائه، فاذا وضع يده عليه ذابت، فاذا رفعها عادت وكذلك رجله، في خبر مرفوع.

19 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال الباقر (عليه السلام): ان في جهنم جبلا يقال له صعود، وان في صعود لواديا يقال له سقر، وان في سقر لجبا يقال له هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره، وذلك منازل الجبارين.

20 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن بكير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر، شكا إلى الله عزوجل شدة حره، وسأله يأذن له ان يتنفس فتنفس فأحرق جهنم.

21 ـ على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت " ليستيقن الذين اوتوا الكتاب " قال:

يستيقنون ان الله ورسوله ووصيه حق، قلت: " ويزداد الذين آمنوا ايمانا " قال:

يزدادون لولاية الوصى ايمانا، قلت: " ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون " قال: بولاية على قلت ما هذا الارتياب؟ قال: يعنى بذلك اهل الكتاب والمؤمنين

 

===============

(458)

 

الذين ذكر الله فقال له: ولا يرتابون في الولاية قلت: " وما هى الا ذكرى للبشر " قال: نعم ولاية على، قلت: انها لاحدى الكبر قال: الولاية.

22 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام)

في قوله: " انها الاحدى الكبر * نذيرا للبشر " قال: يعنى فاطمه (عليها السلام).

اقول: في الاصول متصل بآخر مانقلنا قريبا اعنى قوله: قال الولاية قلت لمن شاء منكم ان يتقدم او يتأخر قال: من تقدم إلى ولايتنا اخر عن سقر، و من تأخر عنا تقدم إلى سقر.

23 ـ وفيه عنه رفعه قال: قال ابوعبدالله (عليه السلام): اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها، كما تسعى في طلب معيشتك، فان نفسك رهينة بعملك.

اقول: متصل بآخر ما نقلنا من حديث محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) اعنى قوله: تقدم إلى سقر الا اصحاب اليمين قال: هم والله شيعتنا.

24 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: كل نفس بما كسبت رهينة الا اصحاب اليمين قال: اليمين أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه شيعته، فيقول لاعداء آل محمد ما سلككم في سقر فيقولون: لم نك من المصلين اى لم نكن من اتباع الائمة.

25 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: " لم نك من المصلين " قال:

انا لم نتول وصى محمد والاوصياء من بعده ولا يصلون عليهم.

26 ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن اسماعيل بن مهران عن الحسن القمى عن ادريس بن عبدالله عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سألته عن تفسير هذه الاية " ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين " قال: عنى به لم نك من اتباع الائمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: " والسابقون السابقون * اولئك المقربون " الا ترى الناس

 

===============

(459)

 

يسمون الذى يلى السابق في الحلبة (1) مصليا فذلك الذى عنى حيث قال: " لم نك من المصلين " اى لم نك من اتباع السابقين.

27 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى أن امير المؤمنين صلوات الله عليه كان كان اذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واسكثروا منها وتقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، وقد علم ذلك الكفار حين سئلوا " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين " وقد عرف حقها من طرقها (2) والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

28 ـ في نهج البلاغة تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها و تقربوا بها فانها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، الا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا " ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ".

29 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ولم نك نطعم المسكين قال: حقوق آل محمد من الخمس لذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وهم آل محمد صلوات الله عليه، وقوله: فما تنفعهم شفاعة الشافعين قال: لو ان كل نبى مرسل وكل ملك مقرب شفعوا في ناصب آل محمد ماشفعوا فيه.

30 ـ في مجمع البيان " فما تنفعهم شفاعة الشافعين " اى شفاعة الملائكة و النبيين كما نفعت الموحدين عن ابن عباس. قال الحسن: لم تنفعهم شفاعة ملك ولا شهيد ولا مؤمن ويعضدها الاجماع على ان عقاب الكفار لا يسقط بالشفاعة، و عن الحسن عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يقول الرجل من أهل الجنة يوم القيامة:

اى رب عبدك فلان سقانى شربة من ماء في الدنيا فشفعنى فيه، فيقول: اذهب فأخرجه من النار فيذهب فيتجسس في النار حتى يخرجه منها.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحلبة: خيل تجمع للسباق.

(2) قال المجلسى (رحمه الله) في مرآة العقول " وقد عرف حقها من طرقها " اى اتى بها ليلا من الطروق بمعنى الاتيان بالليل، اى واظب عليها في الليالى، وقيل: جعلها دأبه وصنعه، (*)

 

===============

(460)

 

31 ـ وقال (عليه السلام): ان من امتى من سيدخل الله الجنة بشفاعته اكثر من مضر.

32 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال قلت: فمالهم عن التذكرة معرضين.

قال عن الولاية معرضين.

33 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: فمالهم عن التذكرة معرضين قال: عما يذكر لهم من موالاة امير المؤمنين (عليه السلام).

34 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) من كلام لامير المؤمنين (عليه السلام) ايها الناس انى استنفرتكم بجهاد هؤلاء القوم فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا، شهود كالغيب اتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها، واعظكم بالموعظة البالغة فتنفرون منها كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة.

35 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: بل يريد كل امرى منهم ان يؤتى صحفا منشرة وذلك انهم قالوا: يا محمد قد بلغنا ان الرجل من بنى اسرائيل كان يذنب الذنب فيصبح وذنبه مكتوب عند رأسه و كفارته، فنزل جبرئيل على رسول الله وقال: يسألك قومك سنة بنى اسرائيل في الذنوب، فان شاؤا فعلنا ذلك بهم، واخذناهم بما كنا نأخذ به بنى اسرائيل، فزعموا ان رسول الله صلى الله عليه آله كره ذلك لقومه.

36 ـ أقول في رواية محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قلت:

كلا انها تذكرة قال: الولاية.

37 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: هو اهل التقوى واهل المغفرة قال: هو اهل ان يتقى واهل ان يغفر.

38 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل " هو اهل التقوى وأهل المغفرة " قال: قال الله تبارك وتعالى: أنا أهل ان اتقى ولا يشرك عبدى شيئا، وانا أهل ان لم يشرك بى عبدى شيئا أن أدخله الجنة.

===============

(461)

 

39 ـ وقال (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى اقسم بعزته وجلاله ان لا يعذب أهل توحيده بالنار.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من أدمن قرائة لا اقسم وكان يعمل بها بعثه الله عزوجل مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قبره في أحسن صورة ويبشره ويضحك في وجهه حتى يجوز على الصراط والميزان.

2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال النبى (صلى الله عليه وآله) من قرأ سورة القيامة شهدت انا وجبرئيل يوم القيامة انه كان مؤمنا بيوم القيامة وجاء ووجهه مسفر على وجوه الخلائق يوم القيامة.

3 ـ في تفسير على بن ابراهيم: لا اقسم بيوم القيامة يعنى اقسم بيوم القيمة ولا اقسم بالنفس اللوامة قال: نفس آدم التى عصت فلامها الله عزوجل، قوله:

بل يريد الانسان ليفجر امامه قال: يقدم الذنب ويؤخر التوبة ويقول: سوف أتوب فاذا برق البصر قال: يبرق البصر فلا يقدر أن يطرق.

4 ـ في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى على بن مهزيار حديث طويل يذكر فيه دخوله على القائم (عليه السلام) وسؤاله اياه. وفيه: فقلت يا سيدى متى يكون هذا الامر؟ فقال: اذا حيل بينكم وبين سبيل الكعبة واجتمع الشمس والقمر، واستدار بهما الكواكب والنجوم ـ فقلت: متى يابن رسول الله؟ فقال لى: في سنة كذا وكذا تخرج دابة الارض من بين الصفا والمروة، معه عصى موسى وخاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر.

5 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: كلا لاوزر اى لا ملجأ، قوله: ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم وأخر بما قدم من خير وشر وما أخر، فما سن من سنة ليستن بها من بعده فان كان شرا كان عليه مثل وزرهم ولا ينقص من وزرهم شيئا، وان كان

 

===============

(462)

 

خيرا كان له مثل اجورهم ولا ينقص من أجورهم شيئا بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره قال، يعلم ما صنع وان اعتذر.

6 ـ في من لا يحضره الفقيه روى ابن بكير عن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) ما حد المرض الذى يفطر فيه الرجل ويدع الصلوة من قيام؟ فقال: " بل الانسان على نفسه بصيره " هو أعلم بما يطيقه.

7 ـ في اصول الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن فضل أبى العباس عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ اليس يرجع إلى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك؟ والله عزوجل يقول:

" بل الانسان على نفسه بصيرة " ان السريرة اذا صحت قويت العلانية.

8 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لاتعشى عند أبى عبدالله (عليه السلام) اذ تلا هذه الاية: " بل الانسان على نفسه بصيرة * ولو القى معاذيره " يابا حفص ما يصنع الانسان ان يتقرب إلى الله عزوجل بخلاف ما يعلم الله عزوجل، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: من أسر سريرة رداه الله عزوجل ان خيرا فخير، وان شرا فشر.

9 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمر بن يزيد قال: انى لاتعشى مع أبى عبدالله (عليه السلام) وتلا هذه الاية: " بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيره " يابا حفص ما يصنع الانسان ان يعتذر إلى الناس بخلاف ما يعلم الله منه، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول: من اسر سريرة ألبسه الله رداها ان خيرا فخيرا وان شرا فشر.

10 ـ في الكافى على بن محمد عن عبدالله بن اسحاق عن الحسن بن على ابن سليمان عن محمد بن عمران عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: اتى أمير المؤمنين (عليه السلام) و هو جالس بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام) أكلتم وانتم مفطرون؟ قالوا: نعم، قال: يهود انتم؟ قالوا: لا، قال: فنصارى؟ قالوا: لا، قال: فعلى اى شئ من هذه الاديان مخالفين للاسلام؟ قالوا: بل

 

===============

(463)

 

مسلمون قال: فسفر انتم؟ قالوا لا قال: فيكم علة استوجبتم الافطار لا نشعر بها فانكم ابصر بأنفسكم لان الله تعالى يقول: " بل الانسان على نفسه بصيرة " قالوا: بل اصبحنا ما بنا علة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالله بن يحيى الكاهلى قال: قيل لابى عبدالله (عليه السلام): انا ندخل على أخ لنا في بيت ايتام ومعهم خادم فنقعد على بساطهم ونشرب من مائهم ويخدمنا خادمهم وربما طعمنا فيه الطعام من عند صاحبنا وفيه من طعامهم فما ترى في ذلك؟ فقال: ان كان في دخلوكم عليه منفعة لهم فلا بأس، وان كان فيه ضرر فلا. وقال " بل الانسان على نفسه بصيرة " فانتم لا يخفى عليكم، وقد قال الله عزوجل: " والله يعلم المفسد من المصلح ".

12 ـ في مجمع البيان وروى العياشى باسناده عن محمد بن مسلم عن أبى ـ عبدالله (عليه السلام) قال: ما يصنع أحدكم ان يظهر حسنا ويستر سيئا؟ أليس اذا رجع يعلم انه ليس كذلك، والله سبحانه يقول: " بل الانسان على نفسه بصيرة " ان السريرة اذا صلحت قويت العلانية.

13 ـ وعن زرارة قال: سألت أبا عبدالله (عليه السلام) ما حد المرض الذى يفطر صاحبه؟ قال:

" بل الانسان على نفسه بصيرة " هو اعلم بما يطيق.

وفى رواية اخرى هو أعلم بنفسه ذاك اليه.

14 ـ لا تحرك به لسانك لتعجل به قال ابن عباس كان النبى (صلى الله عليه وآله) اذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه اياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة ان ينساه فنهاه الله عن ذلك.

15 ـ وفى رواية سعيد بن جبير عنه انه (عليه السلام) كان يعالج من التنزيل شدة، وكان يشتد عليه حفظه فكان يحرك لسانه وشفتيه قبل فراغ جبرئيل من قرائة الوحى، فقال سبحانه: " لا تحرك به " اى بالوحى أوبالقرآن " لسانك " يعنى القرائة.

16 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: " فلا صدق ولا صلى " فانه كان سبب نزولها

 

===============

(464)

 

أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعى إلى بيعة على (عليه السلام) يوم غدير خم فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد الله أن يخبرهم به رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة بن شعبة وأبى موسى الاشعرى ثم أقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعلى بالولاية ابدا، ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره " فلا صدق ولا صلى * و لكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يتمطى * اولى لك فأولى " وعيد الفاسق فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر وهو يريد البرائة منه، فأنزل الله: " لا تحرك به لسانك لتعجل به " فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يسمه قوله: ان علينا جمعه وقرآنه قال: على آل محمد جمع القرآن وقرائته.

17 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ما ادعى أحد من الناس انه جمع القرآن كله كما انزل الا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله الله الا على بن أبى طالب والائمة (عليهم السلام).

18 ـ في مجمع البيان: فاذا قرأناه اى قرأه جبرئيل عليك بأمرنا فاتبع قرآنه عن ابن عباس والمعنى اقرأه اذا فرغ جبرئيل من قرائته، قال: فكان النبى (صلى الله عليه وآله) بعد هذا اذا نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) أطرق فاذا ذهب قرأ.

19 ـ في تفسير على بن ابراهيم: كلا بل تحبون العاجلة قال: الدنيا الحاضرة وتذرون الاخرة قال: تدعون وجوه يومئذ ناضرة اى مشرقة إلى ربها ناظرة قال: ينظرون إلى وجه الله اى رحمة الله ونعمته.

20 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار في التوحيد باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود قال: قال على بن موسى الرضا (عليه السلام) في قوله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة " يعنى مشرقة تنتظر ثواب ربها.

21 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على (عليه السلام) يقول فيه: وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات. فأما قوله عزوجل " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة "

 

===============

(465)

 

فان ذلك في موضع ينتهى فيه اولياء الله عزوجل بعد ما يفرغ من الحساب إلى نهر يسمى الحيوان، فيغتسلون ويشربون منه ويدخلون الجنة، فذلك قوله عزوجل في تسليم الملائكة عليهم: " سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين " فعند ذلك أيقنوا بدخول الجنة والنظر إلى ما وعدهم فذلك قوله: " إلى ربها ناظرة " و انما يعنى بالنظر اليه النظر إلى ثوابه تبارك وتعالى.

22 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) مثله سواء إلى قوله " إلى ربها ناظرة " دون انما يعنى ـ الخ ـ وفيه بعد قوله: " ناظرة " والناظرة في بعض اللغة هى المنتظرة، ألم تسمع إلى قوله تعالى: " فناظرة بم يرجع المرسلون " اى منتظرة بم يرجع المرسلون.

23 ـ في مجمع البيان واما من حمل النظر في الاية على الانتظار فانهم اختلفوا في معناه على أقوال، أحدها أن المعنى منتظرة لثواب ربها، وروى ذلك عن مجاهد والحسن وسعيد بن جبير والضحاك وهو المروى عن على (عليه السلام).

في تفسير على بن ابراهيم قوله: كلا اذا بلغت التراقى قال: يعنى النفس اذا بلغت الترقوة وقيل من راق قال: يقال له: من يرقيك قوله: وظن انه الفراق علم انه الفراق.

25 ـ في مجمع البيان " وظن انه الفراق " وجاء في الحديث ان العبد ليعالج كرب الموت وسكراته، ومفاصله يسلم بعضها على بعض، يقول: عليك السلام تفارقنى وأفارقك إلى يوم القيامة.

26 ـ في الكافى باسناده إلى جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: " وقيل من راق * وظن انه الفراق " قال: فان ذلك ابن آدم اذا حل به الموت قال: هل من طبيب انه الفراق وأيقن بمفارقة الاحبة، قال: والتفت الساق بالساق قال: التفت الدنيا بالاخرة ثم إلى ربك يومئذ المساق قال: المصير إلى رب العالمين.

27 ـ في تفسير على بن ابراهيم " والتفت الساق بالساق " قال: التفت الدنيا

 

===============

(466)

 

بالاخرة " إلى ربك يومئذ المساق " قال: يساقون إلى الله وقوله: فلا صدق ولا صلى فانه كان سبب نزولها ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا إلى بيعة على يوم غدير خم، فلما بلغ الناس وأخبرهم في على ما أراد ان يخبر رجعوا الناس، فاتكى معاوية على المغيرة ابن شعبة وأبى موسى الاشعرى ثم اقبل يتمطى نحو أهله ويقول: ما نقر لعلى بالولاية أبدا ولا نصدق محمدا مقالته فيه، فأنزل الله جل ذكره: " فلا صدق ولا صلى * و لكن كذب وتولى * ثم ذهب إلى أهله يمتطى * اولى لك فأولى " وعيد الفاسق فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر ويريد البرائة منه، فأنزل الله " لا تحرك به لسانك لتعجل به " فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يسمه.

28 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من الاخبار المجموعة وبهذا الاسناد عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: سألت محمد بن على الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: " اولى لك فأولى * ثم اولى لك فأولى " قال: يقول الله عزوجل بعدا لك من خير الدنيا، وبعدا لك من خير الاخرة.

29 ـ في مجمع البيان وجاءت الرواية أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد أبى جهل ثم قال له: " اولى لك فأولى * ثم اولى لك فأولى " فقال ابوجهل: بأى شئ تهددنى لا تستطيع أنت ولا ربك ان تفعلا بى شيئا، وانى لاعز أهل هذا الوادى فأنزل الله سبحانه كما قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله).

30 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ايحسب الانسان ان يترك سدى قال لا يحاسب ولا يعذب ولا يسئل عن شئ.

31 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت: لم خلق الله الخلق؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لاظهار قدرته وليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة، ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.

32 ـ وباسناده إلى مسعدة بن زيادة قال: قال رجل لجعفر بن محمد (عليه السلام): يابا عبدالله

 

===============

(467)

 

انا خلقنا للعجب قال: وما ذلك لله انت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: يابن اخ خلقنا للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قل انما نتحول من دار إلى دار.

33 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: الم يك نطفة من منى يمنى قال: اذا نكح أمناه.

34 ـ في مجمع البيان وجاء في الحديث عن البراء بن عازب قال: لما نزلت هذه الاية: اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبحانك اللهم وبلى. وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام).

35 ـ في عيون الاخبار في باب ذكر اخلاق الرضا (عليه السلام) ووصف عبادته: وكان اذا قرء " لا اقسم بيوم القيامة " قال عند الفراغ: سبحانك اللهم بلى.

بسم الله الرحمن الرحيم

1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: من قرء هل اتى على الانسان في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين ثمانمأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمد (صلى الله عليه وآله).

2 ـ في مجمع البيان وقال ابوجعفر (عليه السلام): من قرء سورة هل اتى في كل غداة خميس زوجه الله من الحور العين مأة عذراء وأربعة آلاف ثيب وكان مع محمد (صلى الله عليه وآله).

3 ـ أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء سورة هل اتى كان جزائه على الله الجنة وحريرا.

4 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى على بن عمر العطار قال: دخلت على ابى الحسن العسكرى (عليه السلام) يوم الثلثاء فقال لم ارك امس؟ قال:

كرهت الحركة في يوم الاثنين قال: يا على من احب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في اول ركعة من صلاة الغداة: " هل اتى على الانسان " ثم قرء ابوالحسن (عليه السلام) " فوقاهم الله

 

===============

(468)

 

شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا ".

5 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) في سورة الانسان مكية في قول ابن عباس وضحاك وقال قوم: هى مدنية وهى احدى وثلاثون آية بلا خلاف يقول على بن موسى بن طاوس: ومن العجب العجيب أنهم رووا من طريق الفريقين ان المراد بنزول سورة هل اتى على الانسان مولانا عليا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، وقد ذكرنا في كتابنا هذا بعض روايتهم لذلك، ومن المعلوم ان الحسن والحسين (عليهما السلام) كانت ولادتهما بالمدينة ومعهذا فكأنهم نسوا ما رووه على اليقين، وأقدموا على القول بأن هذه السورة مكية وهو غلط عند العارفين.

6 ـ في مجمع البيان حدثنا السيد أبوالحمد مهدى بن نزار الحسنى إلى قوله: وباسناده عن سعيد بن المسيب عن على بن أبى طالب (عليه السلام) انه قال: سألت النبى (صلى الله عليه وآله) عن ثواب القرآن فأخبرنى بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء فأول ما نزل عليه بمكة فاتحة الكتاب ثم اقرأ باسم، إلى أن قال: واول ما نزل بالمدينة سورة الانفال ثم البقرة ثم آل عمران ثم الممتحنة ثم النساء ثم اذا زلزلت ثم الحديد ثم سورة محمد ثم الرعد ثم سورة الرحمن ثم هل اتى إلى قوله: فهذا ما انزل بالمدينة.

7 ـ في اصول الكافى أحمد بن مهران عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن على بن اسباط عن خلف بن حماد عن ابن مسكان عن مالك الجهنى قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قوله: هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا فقال: كان مقدرا غير مذكور.

8 ـ في تفسير على بن ابراهيم " هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " قال: لم يكن في العلم ولا في الذكر، وفى حديث آخر كان في العلم ولم يكن في الذكر.

9 ـ في مجمع البيان وروى العياشى باسناده عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قوله: " لم يكن شيئا مذكورا " قال: كان شيئا ولم

 

===============

(469)

 

يكن مذكورا.

10 ـ وباسناده عن سعيد الحذاء عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: كان مذكورا في العلم ولم يكن مذكورا في الخلق.

11 ـ وعن عبدالاعلى مولى آل سام عن ابى عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:

" هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا " فقال: كان شيئا ولم يكن مذكورا.

12 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى أبى جعفر الباقر (عليه السلام) حديث طويل وفيه أن النبى (صلى الله عليه وآله) قال لعلى (عليه السلام): قل: ما اول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقنى جل ثناؤه ولم اك شيئا مذكورا، قال: صدقت.

13 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: امشاج نبتليه قال: ماء الرجل والمرأة اختلطا جميعا.

14 ـ في نهج البلاغة عالم الغيب من ضمائر المضمرين إلى أن قال (عليه السلام):

ومحط الامشاج من مشارب الاصلاب.

15 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الطيار عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا قال: عرفناه اما آخذا واما تاركا.

16 ـ في اصول الكافى باسناده إلى حمران بن اعين قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قوله عزوجل: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فهو شاكر واما تارك فهو كافر.

17 ـ في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبى عمير قال: سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: " انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا " قال: اما آخذ فشاكر واما تارك فكافر.

18 ـ في مجمع البيان قد روى الخاص والعام أن الايات من هذه السورة و هى قوله: ان لابرار يشربون إلى قوله: وكان سعيكم مشكورا نزلت في على وفاطمة

 

===============

(470)

 

والحسن والحسين (عليهم السلام) وجارية لهم تسمى فضة، وهو المروى عن ابن عباس مجاهد وابى صالح والقصة طويلة جملتها أنهم قالوا: مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما ووجوه العرب وقالوا: يابا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا؟ فنذر صوم ثلاثة ايام ان شفاهما الله سبحانه، ونذرت فاطمة (عليها السلام) وكذلك الفضة فبرءا وليس عندهم شئ، فاستقرض على (عليه السلام) ثلاثة اصوع من شعير من يهودى وروى انه اخذها ليغزل له صوفا، وجاء به إلى فاطمة فطحنت صاعا منها فاختبزته وصلى على (عليه السلام) المغرب وقربته اليهم فأتاهم مسكين يدعوهم وسألهم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثانى اخذت صاعا وطحنته واختبزته وقدمته إلى على (عليه السلام) فاذا يتيم بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الثالث عمدت الباقى فطحنته واختبزته وقدمته إلى على (عليه السلام) فاذا اسير بالباب يستطعم فأعطوه ولم يذوقوا الا الماء، فلما كان اليوم الرابع وقد قضوا نذورهم اتى على ومعه الحسن والحسين (عليهم السلام) إلى النبى (صلى الله عليه وآله) وبهما ضعف فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونزل جبرئيل بسورة هل اتى.

19 ـ وفى رواية عطاء عن ابن عباس ان على بن ابى طالب (عليه السلام) آجر نفسه ليقسى نخلا بشئ من شعير ليلة حتى أصبح فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة (1) فلما تم انضاجه اتى مسكين فأخرجوا اليه الطعام ثم عمل الثلث الثانى فلما تم انضاجه اتى يتيم فسأل فأطعموه، ثم عمل الثلث الثالث فلما تم انضاجه اتى اسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا (2) يومهم ذلك ذكره الواحدى في تفسيره.

20 ـ وذكر على بن ابراهيم ان أباه حدثه عن عبدالله بن ميمون عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: كان عند فاطمة (عليها السلام) شعير فجعلوه عصيدة (3) فلما انضجوها ووضعوها بين ايديهم جاء مسكين فقال المسكين: رحمكم الله فقام على (عليه السلام)، فأعطاه ثلثا فلم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحريرة: دقيق يطبخ بلبن أو دسم.

(2) طوى فلان: جاع ولم يأكل شيئا.

(3) العصيدة: دقيق يلت بالسمن ويطبخ. (*)

 

===============

(471)

 

يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم: رحمكم الله فقام على (عليه السلام) فأعطاه الثلث، ثم جاء اسير فقال الاسير: رحمكم الله فأعطاه على (عليه السلام) الثلث وما ذاقوها، فأنزل الله سبحانه الايات فيهم، وهى جارية في كل مؤمن فعل ذلك لله عزوجل.

21 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وروى ابوصالح ومجاهد والضحاك والحسن وعطا وقتادة ومقاتل والليث وابن عباس وابن مسعود وابن جبير وعمرو ابن شعيب والحسن بن مهران والنقاش والقشيرى والثعلبى والواحدى في تفسيرهم وصاحب أسباب النزول والخطيب المكى في الاربعين وابوبكر الشيرازى في نزول القرآن في أمير المؤمنين (عليه السلام) والاشنهى في اعتقاد أهل السنة وأبوبكر محمد بن أحمد بن الفضل النحوى في العروس في الزهد وروى أهل البيت (عليهم السلام) عن الاصبغ بن نباتة وغيرهم عن الباقر (عليه السلام) واللفظ له في قوله تعالى: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " انه مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) فعادهما رسول الله في جميع اصحابه وقال لعلى: يا ابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا عافاهما الله، فقال: أصوم ثلاثة ايام وكذلك قالت فاطمة والحسن والحسين وجاريتهم فضة فبرئا فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على إلى جار له من اليهود يقال له فنحاص بن الحارا وفي رواية شمعون بن حاريا يستقرضه وكان يعالج الصوف، فأعطاه جزة من صوف (1) وثلاثة أصوع من شعير، وقال: تغزلها ابنة محمد فجاء بذلك فغزلت فاطمة ثلث الصوف ثم طحنت صاعا من الشعير وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على (عليه السلام) اذا مسكين على الباب يقول: السلام عليكم يا أهل بيت محمد انا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال:

فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين ـ اما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين ـ يشكو الينا جائع حزين * كل امرئ بكسبه رهين

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الجزة: صوف شاة في السنة (*)

 

===============

(472)

 

فقالت فاطمة:

امرك سمعا يا ابن عم وطاعة * ما في من لؤم ولا وضاعة ـ أطعمه ولا أبالى الساعة * ارجوا اذا اشبعت ذا مجاعة ـ ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الخلد ولى شفاعة ودفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا، واصبحوا صياما ولم يذقووا الا الماء القراح، فلما أصبحوا غزلت الثلث الثانى وطحنت صاعا من الشعير وعجنته و خبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم وكسر على لقمة اذا يتيم على الباب يقول السلام عليكم أهل بيت محمد، انا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون اطعمكم الله من موائد الجنة فوضع اللقمة من يده وقال:

فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبى ليس بالذميم ـ قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم ـ موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم فقالت فاطمة:

انى اعطيه ولا ابالى * واوثر الله على عيالى ـ امسوا جياعا وهم اشبالى ثم دفعت ما كان على الخوان اليه وباتوا جياعا، لا يذوقون الا الماء القراح، فلما اصبحوا غزلت الثلث الباقى وطحنت الصاع الباقى وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، فلما جلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على (عليه السلام) اذا اسير من اسراء المشركين على الباب يقول: السلام عليكم أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع على (عليه السلام) اللقمه من يده وقال:

فاطم يا بنت النبى أحمد * بنت نبى سيد مسدد ـ هذا اسير للنبى المهتدى * مكبل في غلة مقيد (1) ـ يشكوا الينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد ـ عند العلى الواحد الممجد

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الكبل: القيد أو اعظم ما يكون من القيود. (*)

 

===============

(473)

 

فقالت فاطمة:

لم يبق مما كان غير صاع * قد رميت كفى مع الذراع ـ وما على رأسى من قناع * الاعباء نسجه بصاع ـ ابناى والله من الجياع * يا رب لا تتركهما ضياع ـ ابوهما للخير ذو اصطناع * عبل الذراعين شديد الباع (1) واعطته ما كان على الخوان وباتوا جياعا، واصبحوا مفطرين وليس عندهم شئ، فرآهم النبى (صلى الله عليه وآله) جياعا فنزل جبرئيل (عليه السلام) ومعه صحفة (2) من الذهب مرصعة بالدر والياقوت مملوة من الثريد وعراقا (3) تفوح منها رائحة المسك و الكافور، فجلسوا وأكلوا حتى شبعوا ولم تنقص منها لقمة، وخرج الحسين ومعه قطعة عراق فنادته امرأة يهودية يا اهل بيت الجوع من اين لكم هذا أطعمنيها؟ فمد يده الحسين ليطعمها فهبط جبرئيل واخذها من يدها ورفع الصحفة إلى السماء، فقال النبى (صلى الله عليه وآله): لو لا ما أراد الحسين من اطعام الجارية تلك القطعة لتركت تلك الصحفة في أهل بيتى يأكلون منها إلى يوم القيامة، ونزل: يوفون بالنذر وكان الصدقة في ليلة خمس وعشرين من ذى الحجة، ونزلت " هل اتى " في اليوم الخامس و العشرين منه.

22 ـ وباسناده عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب (عليهما السلام) قال: كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله: " ان الابرار " فوالله ما أراد به الا على بن أبى طالب وفاطمة وانا والحسين، لانا نحن ابرار بآبائنا

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) يقال: رجل عبل الذرعين ااى ضخمهما. والباع: قدر مد اليدين وربما عبر بالباع عن الشرف والفضل والقدرة.

(2) الصحفة: قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة، قال الكسائى: اعظم القصاع الجفته ثم القصعة تشبع العشرة، ثم الصحفة تشبع الخمسة ثم المئكلة تشبع الرجل او الثلاثة، ثم الصحفة تشبع الرجل.

(3) العراق ـ بالضم ـ جمع العرق: العظم الذى اخذ عنه اللحم. (*)

 

===============

(474)

 

وامهاتنا، وقلوبنا عملت بالطاعات والبر، ومبراة من الدنيا وحبها واطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته وصدقنا برسوله.

23 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد نزل فيه وفى ولده ان الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا إلى آخر السورة غيرى؟ قالوا: لا.

24 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) في قوله عزوجل: " يوفون بالنذر " قالا: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيان صغيران فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه رجلان فقال: ياابا الحسن لو نذرت في ابنيك نذرا ان الله عافاهما؟ فقال: اصوم ثلاثة ايام شكرا لله عزوجل، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام) وقال الصبيان: ونحن ايضا نصوم ثلاثة ايام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله عافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق على (عليه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطينى جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة اصوع من شعير؟ قال: نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة (عليها السلام) فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ثم اخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى على (عليه السلام) مع النبى (صلى الله عليه وآله) المغرب ثم اتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على (عليه السلام) اذا مسكين قد وقف بالباب فقال:

السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة فوضع اللقمة من يده ثم قال:

فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس اجمعين ـ أما ترين البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين ـ يشكو إلى الله ويستكين * يشكو الينا جائعا حزين ـ كل امرئ بكسبه رهين * ميفعل الخير يقف سمين

 

===============

(475)

 

موعده في جنة دهين (1) * حرمها الله على الضنين ـ وصاحب النجل يقف حزين * تهوى به النار إلى سجين ـ شرابه الحميم والغسلين فأقبلت فاطمة تقول:

امرك سمع يابن عم وطاعة * ما بى من لؤم ولا ضراعة (2) ـ غذيت باللب وبالبراعة * ارجو اذا اشبعت من مجاعة ـ ان ألحق الاخيار والجماعة * وادخل الجنة في شفاعة وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما لم يذوقوا الا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثانى من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة اقراص لكل واحد قرصا، وصلى على (عليه السلام) المغرب مع النبى (صلى الله عليه وآله) ثم أتى منزله، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها على (عليه السلام) اذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعمونى مما تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة، فوضع على (عليه السلام) اللقمة من يده ثم قال:

فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبى ليس بالزنيم (3) ـ قد جاءنا الله بذا اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم ـ موعده في جنة النعيم * حرمها الله على اللئيم ـ وصاحب البخل يقف ذميم * تهوى به النار إلى الجحيم ـ شرابه الصديد والحميم

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) قوله (عليه السلام) " دهين " كناية عن النضارة والطراوة كانه يصب عليه الدهن يقال " قوم مدهنون " عليهم آثار النعم.

(2) الضراعة: الذل والاستكانة والضعف.

(3) الزنيم: اللئيم الذى يعرف بلؤمه. (*)

 

===============

(476)

 

فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهى تقول:

فسوف أعطيه ولا ابالى * وأوثر الله على عيالى ـ امسوا جياعا وهم أشبالى * أصغرهما يقتل في القتال ـ بكربلا يقتل باغتيال * لقاتليه الويل مع وبال ـ يهوى في النار إلى سفال * كبوله زادت في الاكبال ثم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان وباتوا جياعا لم يذوقوا الا الماء القراح، وأصبحوا صياما وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقى من الصوف وطحنت الصاع الباقى وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد قرصا، وصلى على (عليه السلام) المغرب مع النبى (صلى الله عليه وآله) ثم اتى منزله فقرب اليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها على (عليه السلام) اذا أسير من اسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد تأسروننا وتشدوننا ولا تطعمونا؟ فوضع على (عليه السلام) اللقمة من يده ثم قال:

فاطم يا بنت النبى أحمد * بنت نبى سيد مسدد ـ قد جاءك الاسير ليس يهتدى * مكبلا في غله مقيد ـ يشكو الينا الجوع قد تقدد * من يطعم اليوم يجده في غد ـ عند العلى الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد ـ فأطعمى من غير من انكد (1) فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهى تقول:

لم يبق مما كان غير صاع * قد دبرت كفى مع الذراع (2) ـ شبلاى والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع ـ وما على رأسى من قناع * الاعبا نسجتها بصاع

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) نكد عيشتهم: اشتد وعسر.

(2) الدبر: الجرح. (*)

 

===============

(477)

 

وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه وباتوا جياعا وأصبحوا مفطرين، وليس عندهم شئ، قال شعيب في حديثه وأقبل على بالحسن والحسين (عليهما السلام) نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ (1) من شدة الجوع، فلما بصر بهم النبى (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن شد ما يسوءنى ما ارى بكم انطلق إلى ابنتى فاطمة فانطلقوا وهى في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها (2) فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمها اليه وقال: واغوثا بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى فهبط جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك، فقال وما آخذ جبرئيل قال: " هل اتى على الانسان حين من الدهر " حتى بلغ " ان هذا كان لكم جزاء، وكان سعيكم مشكورا " وقال الحسن بن مهران في حديثه: فوثب النبى حتى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فراى ما بهم فجمعهم ثم انكب عليهم يبكى و يقول: انتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم؟! فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الايات ان الابرار يشربون من كاس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا قال: هى عين في دار النبى (صلى الله عليه وآله) تفجر إلى دور الانبياء و المؤمنين يوفون بالنذر يعنى عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاريتهم ويخافون يوما كان شره مستطيرا يقول عابسا كلوحا (3)

25 ـ في كتاب الخصال في احتجاج على (عليه السلام) على أبى بكر قال: انشدك بالله أنا صاحب الاية " يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا " ام أنت؟ قال: بل انت.

26 ـ في اصول الكافى أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " يوفون بالنذر " الذى أخذ عليهم من ولايتنا.

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفراخ جمع الفرخ: ولد الطائر.

(2) غارت عينه: دخلت في الرأس وانحسفت.

(3) الكلوح بمعنى العبوس. (*)

 

===============

(478)

 

27 ـ على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت قوله: " يوفون بالنذر " قال: يوفون لله بالنذر الذى أخذ عليهم في الميثاق من ولايتنا.

28 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يوفون بالنذر ويخا فون يوما كان شره مستطيرا " قال: المستطير العظيم.

29 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبى المغرا عن أبى بصير عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال قلت: قوله: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا قال: ليس من الزكوة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

30 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: ينبغى للرجل ان يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الاية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا " قال: الاسير عيال:

الرجل ينبغى للرجل اذا زيد في النعمة ان يزيد أسرائه في السعة عليهم، ثم قال: ان فلانا انعم الله عليه بنعمة فمنعها اسراء وجعلها عند فلان فذهب بها قال معمر: وكان فلان حاضرا.

31 ـ في كتاب الخصال عن المنكدر باسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):

خيركم من أطعم الطعام وافشى السلام وصلى والناس نيام.

32 ـ عن أحمد بن عمر الحلبى قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): أى الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهانة وسماح بلا طلب مكافاة، وتشاغل بغير متاع الدنيا.

33 ـ في مجمع البيان " ويطعمون الطعام على حبه " اى على حب الطعام، وفى الحديث عن أبى سعيد الخدرى أن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ما من مسلم أطعم مسلما على جوع الا أطعمه الله من ثمار الجنة، وما من مسلم كسا أخاه على عرى الا كساه الله من خضر الجنة، ومن سقى مسلما على ظمأ سقاه الله من الرحيق.

===============

(479)

 

34 ـ وفيه وقال أهل التحقيق، القرض الحسن يجمع عشرة أوصاف، إلى قوله: وان يتصدق وهو يحب المال ويرجو الحياة، لقوله (صلى الله عليه وآله) لما سئل عن أفضل الصدقة ان تعطيه وأنت صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى اذا بلغت التراقى قلت: لفلان كذا ولفلان كذا.

35 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) متصل بآخر ما نقلنا عنه سابقا اعنى قوله:

عابسا كلوحا: " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا " يقول: على شهواتهم للطعام وايثارهم له مسكينا من مساكين المسلمين، ويتيما من يتامى المسلمين، واسيرا من اسارى المشركين، ويقولون اذا أطعموهم: انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله باضمارهم، يقولون: لا نريد جزاء تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

36 ـ في كتاب الخصال عن أحمد بن عمران الحلبى قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام): أى الخصال بالمرء أجمل؟ قال: وقار بلا مهابة، وسماح بلا طلب مكافاة، و تشاغل بغير متاع الدينا.

37 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن اعين عن أبى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يؤتى يوم القيامة برجل فيقال له: احتج فيقول: يا رب خلقتنى وهديتنى فأوسعت على، فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكى تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره؟ فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدى ادخلوه الجنة.

38 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرون عثمان عن على بن عيسى رفعه قال: ان موسى ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته: يا موسى لا يطول في الدنيا أملك وذكر حديثا قدسيا طويلا وفيه يقول عزوجل: فاعمل كأنك ترى ثواب عملك لكى يكون أطمع لك في الاخرة لا محالة.

===============

(480)

 

39 ـ في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبدالله على بن أبيطالب امير المؤمنين ابتغاء وجه الله ليولجنى به الجنة، ويعطينى الامنة.

40 ـ وفيه: وليس رجل فأعلم أحرص على جماعة امة محمد والفتها منى، ابتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

41 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) باسناده إلى النبى (صلى الله عليه وآله) قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة.

42 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى على بن عمر بن العطار قال: دخلت على ابى الحسن العسكرى (عليه السلام) يوم الثلثاء فقال: لم أرك امس؟ قال:

كرهت الحركة في يوم الاثنين، قال: يا على من أحب ان يقيه الله شر يوم الاثنين فليقرء في اول ركعة من صلوة الغداة هل اتى على الانسان ثم قرء أبوالحسن (عليه السلام) فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا.

43 ـ في امالى الصدوق (رحمه الله) متصل بآخر ما نقلنا عنه اعنى قوله وطلب ثوابه قال الله تعالى ذكره: " فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة " في الوجوه وسرورا في القلوب وجزاهم بما صبروا جنة يسكنونها وحريرا يفترشونه ويلبسونه متكئين فيها على الارائك والاريكة السرير لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال ابن عباس:

بينا أهل الجنة في الجنة اذا رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان فيقول أهل الجنة:

يا رب انك قلت في كتابك " لا يرون فيها شمسا " فيرسل الله جل اسمه اليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكن عليا وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت " هل اتى " فيهم إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا "

44 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " النار يعرضون عليها غدوا وعشيا " قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة، وذلك ان في القيامة لا يكون غدو وعشى، لان الغدو والعشى انما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.

45 ـ حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن ابى الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: ان

 

===============

(481)

 

الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له وضوءهما من نور عرشه وحرهما من جهنم فاذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما.

فلا يكون شمس ولا قمر، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

46 ـ في كتاب الخصال عن أبى الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): في الشمس أربع خصال: تغير اللون، وتنتن الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء.

47 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل عن قول الله عزوجل:

ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا من قربها منهم يتناول المؤمن من النوع الذى يشتهيه من الثمار بفيه وهو متكئ وان الانواع من الفاكهة ليقلن لولى الله يا ولى الله كلنى قبل ان تأكل هذه قبلى.

48 ـ في مجمع البيان كانت تلك الاكواب قواريرا اى زجاجا قوارير من فضة قال الصادق (عليه السلام): ينفذ البصر في فضة الجنة كما ينفذ في الزجاج.

49 ـ في كتاب الخصال عن ابى صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: اعطانى الله تعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: أعطانى الكوثر واعطاه السلسبيل، الحديث.

50 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن مرة عن ثوبان قال يهودى للنبى (صلى الله عليه وآله): فما اول ما يأكل اهل الجنة اذا دخلوها؟ قال: كبد الحوت قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال: السلسبيل قال صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

51 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: ولدان مخلدون قال: مستورون.

52 ـ في كتاب معانى الاخبار أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن الحسن بن موسى الخشاب عن يزيد بن اسحاق عن عباس بن يزيد قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) ـ وكنت عنده ذات يوم: ـ اخبرنى عن قول الله عزوجل:

 

===============

(482)

 

واذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا ما هذا الملك الذى كبر الله عزوجل حتى سماه كبيرا؟ قال: اذا ادخل الله أهل الجنة الجنة ارسل رسولا إلى ولى من اوليائه فيجد الحجبة على بابه، فتقول له: قف حتى نستأذن لك، فما يصل اليه رسول ربه الا باذن، فهو قوله عزوجل: " واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا ".

53 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل عن قول الله عزوجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا على ان الوفد لا يكون الا ركبانا إلى قوله: فقال على (عليه السلام) يا رسول الله اخبرنا عن قول الله عزوجل: " غرف مبنية من فوقها غرف " بماذا بنيت يا رسول الله؟ فقال يا على تلك غرف بناها الله عزوجل لاوليائه بالدر والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب محبوكة بالفضة (1) لكل غرفة منها الف باب من ذهب، على كل باب منها ملك موكل به فيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بالوان مختلفة وحشوها الكافور والعنبر وذلك قول الله عزوجل " وفرش مرفوعة " اذا ادخل المؤمن إلى منازله في الجنة ووضع على راسه تاج الملك والكرامة البس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظومة في الاكليل (2) تحت التاج قال: فألبس سبعين حلة حرير بألوان مختلفة وضروب مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الاحمر، فذلك قوله عزوجل: " يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير " فاذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا، فاذا استقر لولى الله عزوجل منازله في الجنان استأذن عليه الموكل بجنانه ليهنئه بكرامة الله عزوجل اياه، فيقول له خدام المؤمن من الوصفاء

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الحبك: الشد والاحكام وتحسين اثر الصنعة في الثوب.

(2) الاكليل: تحت التااج وشبه العصابة تزين بالجواهر. (*)

 

===============

(483)

 

والوصائف: (1) مكانك فان ولى الله قد اتكى على اريكته وزوجته الحوراء تهيأ له، فاصبر لولى الله قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمة لها تمشى مقبلة وحولها وصائفها وعليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد، وهى من مسك وعنبر، وعلى رأسها تاج الكرامة وعليها نعلان من ذهب مكللتان بالياقوت واللؤلؤ شراكهما ياقوت أحمر، فاذا دنت من ولى الله فهم أن يقوم اليها شوقا فتقول له: يا ولى الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم، انا لك وأنت لى، فيعتقان مقدار خمسمأة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولاتمله، قال: فاذا فتر بعض الفتور من غير ملالة نظر إلى عنقها فاذا عليها قلائد من قصب من ياقوت احمر وسطها لوح صفحته درة مكتوب فيها: أنت يا ولى الله حبيبى وانا الحوراء حبيبتك اليك تناهت نفسى والى تناهت نفسك، ثم يبعث الله اليه ألف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه بالحوراء قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون للملك الموكل بأبواب جنانه استأذن على ولى الله فان الله بعثنا نهننه، فيقول لهم الملك: حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاثة جنان حتى ينتهى إلى اول باب فيقول للحاجب: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العالمين ليهنئوا ولى الله وقد سألونى أن آذن لهم عليه، فيقول الحاجب: انه ليعظم على أن استأذن لاحد على ولى الله وهو مع زوجته الحوراء، قال: وبين الحاجب وبين ولى الله جنتان قال: فيدخل الحاجب إلى القيم فيقول له: ان على باب العرصة ألف ملك أرسلهم رب العزة يهنئون ولى الله فاستأذن [ لهم فيتقدم القيم إلى الخدام فيقول لهم: ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك ارسلهم الله يهنئون ولى الله ] فأعلموه بمكانهم [ قال: فيعلمونه فيؤذن للملائكة فيدخلون على ولى الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من ابوابها ملك موكل. فاذا اذن للملائكة بالدخول على ولى الله فتح كل ملك بابه الموكل به ] قال: فيدخل القيم كل ملك من باب من ابواب الغرفة قال: فيبلغونه رسالة الجبار جل

ـــــــــــــــــــــــــ

 (1) الوصفاء جمع الوصيف: الخادم والخادمة. (*)