وعز وذلك قول الله عزوجل: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " من ابواب الغرفة " سلام عليكم " إلى آخر الاية قال: وذلك قوله عزوجل: " واذا رأيت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا " يعنى ذلك ولى الله وما هو فيه من الكرامة و النعيم والملك العظيم الكبير، ان الملائكة من رسل الله عز ذكره يستأذنون عليه فلا يدخلون عليه الا باذنه، فذلك الملك العظيم الكبير، قال: والانهار تجرى من تحت مساكنهم وذلك قول الله عزوجل: " تجرى من تحتهم الانهار ".
54 ـ في مجمع البيان " واذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا " لا يزول ولا يفنى عن الصادق (عليه السلام).
55 ـ وعن ابى الدرداء قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذكر الناس فذكر الجنة وما فيها من الازواج والنعيم وفى القوم اعرابى فجثا لركبتيه وقال: يا رسول الله هل في الجنة من سماع؟ قال: نعم، يا اعرابى، ان في الجنة نهرا حافتاه الابكار من كل بيضاء يتغنين بأصوات لم تسمع الخلائق بمثلها قط، فذلك افضل نعيم الجنة.
56 ـ عن ابى امامة الباهلى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما من عبد يدخل الجنة الا ويجلس عن راسه وعند رجليه ثنتان من الحور العين يغنيانه بأحسن صوت سمعه الانس والجن وليس بمزمار الشيطان ولكن بتحميد الله وتقديسه.
57 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى بصير قال: قلت لابى عبدالله (عليه السلام) جعلت فداك يابن رسول الله شوقنى فقال: يابا محمد ان من أدنى نعيم أهل الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدينا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
58 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل: فكيف يتنعم أهل الجنة بما فيها من النعيم وما منهم أحد الا و قد افتقد ابنه وأباه أو حميمه أو امه، فاذا افتقدوهم في الجنة لم يشكوا في مصيرهم إلى النار فما يصنع بالنعيم من يعلم أن حميمه في النار يعذب؟ قال (عليه السلام): ان أهل العلم
===============
(485)
قالوا: انهم ينسون ذكرهم وقال بعضهم انتظروا قدومهم ورجوا ان يكونوا بين الجنة والنار في أصحاب الاعراف.
59 ـ في مجمع البيان: عاليهم ثياب سندس خضر وروى عن الصادق (عليه السلام) في معناه تعلوهم الثياب فيلبسونها.
60 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن اسحاق المدنى عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) سئل عن قول الله عزوجل: " يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا " فقال: يا على ان الوفد لا يكونون الا ركبانا، اولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله عز ذكره، واختصهم ورضى أعمالهم فسماهم المتقين، ثم قال له: يا على اما والذى فلق الحبة وبرئ النسمة انهم ليخرجون من قبورهم وان الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق العز، عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت، وجلائلها الاستبرق والسندس وخطمها جذل الارجوان (1) تطير بهم إلى المحشر مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله يزفونهم زفا (2) حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الاعظم، وعلى باب الجنة شجرة ان الورقة منها ليستظل تحتها ألف رجل من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية، قال:
فيسقون منها شربة فيطهر الله بها قلوبهم من الحسد، ويسقط عن ابشارهم (3) الشعر وذلك قول الله عزوجل: وسقاهم ربهم شرابا طهورا من تلك العين المطهرة قال: ثم يصرفون إلى عين اخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون فيها وهى عين الحياة
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) " مكللة " اى محفوفة. وقوله " جلائلها " كذا في الاصل وتوافقه المصدر ايضا لكن في تفسير على بن ابراهيم " جلالها " وهو بالكسر جمع جل بالضم: وهو للدابة كالثوب للانسان نصان به " والاستبرق ": الديباج الغليظ. والسندس: الديباج الرقيق. والخطم، اللجام.
والجذل ـ بالكسر والفتح -: أصل الشجرة يقطع وقد يجعل العود جذلا. والارجوان معرب ارغوان.
(2) اى يذهبون بهم على غاية الكرامة كما يزف العروس زوجها، أو يسرعون بهم.
(3) جمع بشرة. (*)
===============
(486)
فلا يموتون ابدا، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
61 ـ في اصول الكافى عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: انا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا قال: بولاية على تنزيلا. قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم. ذا تأويل
62 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: بكرة واصيلا قال: بالغداة ونصف النهار ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا قال: صلوة الليل.
63 ـ في مجمع البيان " وسبحه ليلا طويلا " وروى عن الرضا (عليه السلام) انه سأله احمد بن محمد عن هذه الاية وقال: ما ذلك التسبيح؟ قال:
صلوة الليل.
64 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: ان هذه تذكرة قال: الولاية.
65 ـ في الخرائج والجرائح عن القائم (عليه السلام) حديث طويل فيه يقول لكامل بن ابراهيم المدنى: وجئت تسأل من مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا اوعية لمشية الله عزوجل، فاذا شاء شئنا، والله يقول: وما تشاؤن الا أن يشاء الله.
66 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل يقول (عليه السلام) ولملك الموت أعوان من ملائكة الرحمة والنقمة يصدرون عن أمره وفعلهم فعله وكل ما يأتونه منسوب اليه، واذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب ويعاقب على يد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: وما تشاؤن الا ان يشاء الله.
67 ـ في نهج البلاغة وان الله يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة.
68 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: يدخل من يشاء في
===============
رحمته قال: في ولايتنا، قال: والظالمين اعدلهم عذابا اليما الا ترى ان الله يقول: " وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قال: ان الله أعز وأمنع من أن يظلم، وأن ينسب نفسه إلى الظلم، ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته، ثم انزل بذلك قرآنا على نبيه فقال: " وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " قلت: هذا تنزيل؟ قال نعم.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء " والمرسلات عرفا " عرف الله بينه وبين محمد (صلى الله عليه وآله).
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: من قرء سورة " والمرسلات " كتب ليس من المشركين.
3 ـ في كتاب الخصال عن ابن عباس قال: قال أبوبكر: اسرع الشيب اليك يارسول الله؟ قال: شبيتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.
4 ـ في تفسير على بن ابراهيم: والمرسلات عرفا قال: آيات يتبع بعضها بعضا.
5 ـ في مجمع البيان " والمرسلات عرفا " يعنى الرياح أرسلت متتابعة كعرف الفرس (1) عن ابن مسعود وابن عباس إلى قوله: وقيل انها الملائكة ارسلت بالعرف أمر الله ونهيه في رواية الهروى عن ابن مسعود وأبى حمزة الثمالى عن اصحاب على (عليه السلام).
6 ـ في تفسير على بن ابراهيم: والعاصفات عصفا قال: القبر والناشرات نشرا قال: نشر الاموات فالفارقات فرقا قال: الدابة فالملقيات ذكرا قال:
الملائكة عذرا او نذرا اى اعذركم وانذركم بما اقول وهو قسم وجوابه انما
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) العرف: شعر عنق الفرس. (*)
===============
(488)
توعدون لصادق وان الدين لواقع قوله: فاذا النجوم طمست قال: يذهب نورها وتسقط.
7 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالله بن سلام مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن رسول الله حديث طويل وفيه فيأمر الله عزوجل أن تنفخ في وجوه الخلائق نفخة فتنفخ، فمن شدة نفختها تنقطع السماء، وتنطمس النجوم، وتجمد البحار، وتزول الجبال، وتظلم الابصار وتضع الحوامل حملها، وتثيب الولدان من هو لها يوم القيامة.
8 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله: " واذا النجوم طمست " فطمسها ذهاب ضوءها واذا السماء فرجت قال: تفرج وتنشق واذا الرسل اقتت قال: بعثت في اوقات مختلفة.
9 ـ في مجمع البيان وقال الصادق (عليه السلام): " اقتت " اى بعثت في اوقات مختلفة.
10 ـ في تفسير على بن ابراهيم لاى يوم اجلت قال: اخرت ليوم الفصل.
11 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: ويل يومئذ للمكذبين قال يقول: ويل للمكذبين يا محمد بما اوحيت اليك من ولاية على (عليه السلام) الم نهلك الاولين ثم نتبعهم الاخرين قال: الاولين الذين كذبوا الرسل في طاعة الاوصياء كذلك نفعل بالمجرمين قال: من اجرم إلى آل محمد وركب من وصيه ما ركب.
12 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الم نخلقكم من ماء مهين قال: منتن فجعلناه في قرار مكين قال في الرحم واما قوله: إلى قدر معلوم يقول:
منتهى الاجل.
13 ـ في نهج البلاغة ايها المخلوق السوى والمنشأ المرعى في ظلمات الارحام، ومضاعفات الاستار، بديت من سلالة من طين، ووضعت في قرار
===============
(489)
مكين، إلى قدر معلوم، وأجل مقسوم، تمور في بطن امك جنينا، لا تخبر دعاءا ولا تسمع نداءا.
14 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الم نجعل الارض كفاتا احياء و امواتا قال: الكفات المساكن وقال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجوعه من صفين إلى المقابر فقال: هذه كفات الاموات اى مساكنهم، ثم نظر إلى بيوت الكوفة، فقال: هذه كفات الاحياء، ثم تلا قوله: " الم نجعل الارض كفاتا * احياء وامواتا ".
15 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا أبى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن القاسم بن محمد الاصبهانى عن سليمان بن داود المنقرى عن حماد بن عيسى عن أبى عبدالله (عليه السلام) انه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد هذه كفات الاموات ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الاحياء ثم تلا هذه الاية: " الم نجعل الارض كفاتا ".
16 ـ في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن فضال عن بعض أصحابه عن ابى كهمس عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: " الم نجعل الارض كفاتا * احياء وامواتا " قال: دفن الشعر والظفر.
17 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وجعلنا فيها رواسى شامخات قال جبال مرتفعة.
18 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل في بيان الايام وفيه قال: قلت: فالثلثاء؟ قال: خلقت النار فيه، وذلك قوله تعالى: انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب قال: قلت: فالاربعاء؟ قال: بنيت أربعة أركان النار يوم الاربعاء.
19 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) في قوله عزوجل " اصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا " فبلغنا والله أعلم انه اذا استوى اهل النار إلى النار لينطلق بهم قبل أن يدخلوا النار فيقال لهم: ادخلوا إلى ظل ذى ثلاث شعب من دخان النار، فيحسبون انها الجنة ثم يدخلون النار أفواجا وذلك
===============
(490)
نصف النهار.
20 ـ وفيه وقوله: " انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب " قال فيه ثلاث شعب من النار وقوله: انها ترمى بشرر كالقصر قال: شرر النار مثل القصور والجبال.
21 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) عن النبى (صلى الله عليه وآله) حديث طويل وفيه يقول (صلى الله عليه وآله) وتزفر النار بمثل الجبار شررا.
22 ـ في روضة الكافى باسناده إلى حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول في قوله عزوجل: ولا يؤذن لهم فيعتذرون فقال: الله أجل واعدل و أعظم من ان يكون لعبد عذر ولا يدعه يعتذر به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر.
23 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان المتقين في ظلال وعيون قال:
في ظلال من نور أنور من الشمس.
24 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى قال: قلت: " ان المتقين " قال:
نحن والله وشيعتنا ليس على ملة ابراهيم غيرنا وساير الناس منها براء.
25 ـ في مجمع البيان واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون اى لا يصلون قال، مقاتل: نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالصلوة فقالوا لا ننحنى، والرواية لا نحنى فان ذلك سبة علينا فقال (عليه السلام): لا خير في دين ليس فيه ركوع وسجود
26 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " واذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " قال:
اذا قيل لهم تولوا الامام لم يتولوه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء " عم يتسائلون " لم تخرج سنته اذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.
===============
(491)
2 ـ في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء عم يتسائلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.
3 ـ في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبوبكر:
يا رسول الله اسرع اليك الشب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.
4 ـ في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبدالله عن على بن حسان عن عبدالله بن كثير عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قوله: عم يتسائلون عن النبأ العظيم قال: النبأ العظيم الولاية.
5 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن أبى عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الاية " عم يتسائلون عن النبأ العظيم "؟ قال: ذلك إلى ان شئت اخبرتهم وان شئت لم اخبرهم، ثم قال: لكنى اخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتسائلون؟ قال: فقال: هى في أمير المؤمنين (عليه السلام). كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما لله عزوجل آية هى أكبر منى، ولا لله من نبأ اعظم منى.
6 ـ في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين هى خطبة الوسيلة قال (عليه السلام) فيها:
وانى النبأ العظيم.
7 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا (عليه السلام) في قوله: " عم يتسائلون عن النبأ العظيم " قال: أمير المؤمنين (عليه السلام):
ما لله نبأ اعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلى على الامم الماضية على اختلاف السنتها فلم تقر بفضلى.
8 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن ابى الحسن على بن موسى الرضا (عليه السلام) عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام): يا على انت حجة الله وانت باب الله، وانت الطريق إلى الله، وانت النبأ العظيم، وانت الصراط المستقيم وانت المثل الاعلى، الحديث.
===============
(492)
9 ـ في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق (عليه السلام) شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا اله الا انت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى امير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبر والنبأ العظيم الذى هم فيه يختلفون.
10 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبى (صلى الله عليه وآله) اذ هبط عليه الامين جبرئيل ومعه جام من البلور الاحمر مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بن أبى طالب (عليه السلام) و ولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسن (عليه السلام) قالت: بسم الله الرحمن الرحيم " عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
11 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: الم نجعل الارض مهادا قال: يمهد فيها الانسان والجبال اوتادا اى أوتاد الارض.
12 ـ في نهج البلاغة قال (عليه السلام): ووتد بالصخور ميدان أرضه.
13 ـ في تفسير على بن ابراهيم وجعلنا الليل لباسا قال: يلبس على النهار.
14 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: اخبرنى لم سمى الليل ليلا؟ قال: لانه يلايل الرجال من النساء (1) جعله الله عزوجل ألفة ولباسا وذلك قول الله عزوجل: " وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا " قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
15 ـ في تفسير على بن ابراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس المضيئة وانزلنا من المعصرات قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب
16 ـ وفيه وقال أبوعبدالله (عليه السلام): قرء رجل على امير المؤمنين (عليه السلام) " ثم يأتى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لايله ملايلة: استأجره لليلة. (*)
===============
(493)
من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " فقال: ويحك اى شئ يعصرون؟ يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال: انما نزلت " عام يغاث الناس وفيه يعصرون " (1) اى يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله:
" وانزلنا من المعصرات ماءا ثجاجا ".
17 ـ في تفسير العياشى عن محمد بن على الصيرفى عن رجل عن أبى عبدالله (عليه السلام) " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " بالياء (2) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله:
" وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".
18 ـ عن على بن معمر عن أبيه عن أبى عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " مضمومة ثم قال: " وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".
19 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: جنات الفافا قال: بساتين ملتفة الشجر.
20 ـ في مجمع البيان وفى الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبى ايوب الانصارى فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا الايات فقال: يا معاذ سألت عن عظيم من الامر ثم ارسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من امتى اشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون السنتهم تسيل القيح من افواههم لعابا يتقذرهم اهل الجمع، وبعضهم مقطعة ايديهم وارجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم اشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى " يعصرون بضم الياء.
(2) وفى البحار " بضم الياء ". (*)
===============
بصورة القردة فالفتات من الناس (1) واما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت واما المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذى يمضغون بالسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين اشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات. ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.
21 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: وفتحت السماء فكانت ابوابا قال: تفتح ابواب الجنان قوله وسيرت الجبال فكانت سرابا قال: تسير الجبال مثل السراب الذى يلمع في المفازة.
22 ـ في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا (2)
23 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان جهنم كانت مرصادا قال: قائمة قوله: لابثين فيها احقابا قال: الاحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن ابى منصور عن الاحول عن حمران بن اعين قال: سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله " لابثين فيها احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا " قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى النمامون.
(2) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهى ايضا: الصم الرواسخ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراءى في النهار فيظن ماء والرقراق:
الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس. والقاع: الارض الخالية، والسملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض. (*)
===============
(495)
24 ـ في كتاب معانى الاخبار ابى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل " لابثين فيها احقابا " قال: الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون.
25 ـ في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار.
26 ـ وروى العياشى باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الاية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الاحوال مثله.
27 ـ ورووا عن على (عليه السلام) وكذبوا بآياتنا كذابا خفيفة والقرائة المشهورة " وكذبوا بآياتنا كذابا " بالتثقيل.
28 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان للمتقين مفازا قال: يفوزون قوله:
وكواعب اترابا قال: جوار وأتراب لاهل الجنة، وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) قال في قوله: " ان للمتقين مفازا " قال: هى الكرامات " وكواعب اترابا " اى الفتيات النواهد. (1)
29 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): حتى اذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرة أمثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عزوجل جزاء من ربك عطاء حسابا وقال: " اولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ".
30 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الاية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) النواهد: النسوة اللاتى كعب ثديهن وأشرف. (*)
===============
(496)
صوابا، قلت: ما تقولون اذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلى على نبينا، ونشفع لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
31 ـ في مجمع البيان " يوم يقوم الروح والملائكة صفا " الاية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى على بن ابراهيم باسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.
32 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: " يوم يقوم الروح والملائكة صفا " قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو مع الائمة (عليهم السلام).
33 ـ في مجمع البيان " يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " وروى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سئل عن هذه الاية فقال: نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون؟ قال:
نمجد ربنا ونصلى على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشى مرفوعا.
34 ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) حاكيا أحوال موقف اهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عزوجل: " يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه " فليستنطقون " فلا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " فيقول الرسل (عليهم السلام) فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله عزوجل: فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "
35 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله انا انذرناكم عذابا قريبا قال في النار وقال. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا اى علويا وقال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: المكنى امير المؤمنين ابوتراب.
36 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عباية بن ربعى قال: قلت لعبدالله ابن عباس: لم كنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا ابا تراب؟ قال: لانه صاحب الارض وحجه الله على اهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
===============
(497)
اذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما اعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب و الزلفى والكرامة قال: " يا ليتنى كنت ترابا " اى من شيعة على (عليه السلام)، وذلك قول الله عزوجل " ويقول الكافر ياليتنى كنت ترابا ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء والنازعات لم يمت الا ريانا ولم يبعثه الله الا ريانا.
2 ـ في مجمع البيان وقال ابوعبدالله (عليه السلام) من قرءها لم يمت الا ريان، ولم يبعثه الله الا ريان، ولم يدخل الجنة الا ريان.
3 ـ ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة الا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة.
4 ـ والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون ارواح الكفار عن ابدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن على (عليه السلام).
5 ـ وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادق (عليه السلام).
6 ـ في تفسير على بن ابراهيم " والنازعات غرقا " قال نزع الروح والناشطات نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا.
7 ـ في مجمع البيان " والناشطات نشطا " في معناه اقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والاظفار حتى تخرجها من اجوافهم بالكرب والغم عن على (عليه السلام) يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها.
8 ـ والسابحات سبحا فيه اقوال: احدها الملائكة يقبضون ارواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمى به عن على (عليه السلام).
===============
(498)
9 ـ في تفسير على بن ابراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى ارواح المؤمنين تسبق ارواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وارواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار.
10 ـ في مجمع البيان " فالسابقات سبقا " فيه اقوال ايضا احدها انها الملائكة لانها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحى إلى الانبياء، وقيل: انها تسبق ارواح المؤمنين إلى الجنة عن على (عليه السلام) ومقاتل. (وثانيها) انها انفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها و قد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.
11 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عن ابيه موسى بن جعفر (عليهم السلام) قال:
كان قوم من خواص الصادق (عليه السلام) جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة (1) فقالوا:
يابن رسول الله ما احسن اديم (2) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادق (عليه السلام): انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت (عليهم السلام) ينظرون إلى الارض فيرونكم واخوانكم في أقطار الارض، و نوركم إلى السماوات واليهم احسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون:
ما احسن انوار هؤلاء المؤمنين؟.
12 ـ في مجمع البيان فالمدبرات امرا فيه اقوال ايضا احدها انها الملائكة تدبر امر العباد من السنة إلى السنة عن على (عليه السلام).
13 ـ وثالثها انها الافلاك يقع فيها امر الله تعالى فيجرى به القضاء في الدنيا رواه على بن ابراهيم، أقسم الله بهذه الاشياء التى عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادق (عليهما السلام): ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا الا به.
14 ـ في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): قول الله عزوجل: " والليل اذا يغشى "
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في الاصل وفى المصدر " مضحية " مكان " مصبحة " (2) أديم السماء: وجهها. (*)
===============
(499)
" والنجم اذا هوى " وما أشبه ذلك قال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخقله أن يقسموا الا به.
15 ـ فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن على بن مهزيار قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام): قوله عزوجل: " والليل اذا يغشى * والنهار اذا تجلى " وقوله عزوجل:
" والنجم اذا هوى " وما أشبه هذا. فقال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا الا به.
16 ـ وفى تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله:
يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال: تنشق الارض بأهلها، والرادفة الصيحة يقولون أئنا لمردودون في الحافرة قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت أئذا كنا عظاما نخرة اى بالية تلك اذا كرة خاسرة قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء، فقال الله: انما هى زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة قال: الزجرة النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.
17 ـ في نهج البلاغة وصارت الاجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها. (1)
18 ـ في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) قوله: " ائنا لمردودون في الحافرة " يقول: في الخلق الجديد واما قوله " فاذا هم بالساهرة " والساهرة الارض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الارض.
19 ـ في مجمع البيان روى أبوهريرة عن النبى (صلى الله عليه وآله) " تبدل الارض غير الارض والسماوات " فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظى (2) " لا ترى فيها عوجا ولا امتا " ثم يزجر الله الخلق زجرة فاذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الشحب: الهلاك. والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.
(2) منسوب إلى عكاظ وهى سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذى القعدة و تستمر عشرين يوما وقيل شهرا. (*)
===============
(500)
ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.
20 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فحشر فنادى يعنى فرعون فنادى فقال انا ربكم الاعلى فأخذه الله نكال الاخرة والاولى والنكال العقوبة، والاخرة هو قوله: " انا ربكم الاعلى " والاولى قوله: " ما علمت لكم من اله غيرى " فأهلكه الله بهذين القولين.
21 ـ في كتاب الخصال عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون: " قد اجيبت دعوتكما " وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيل (عليه السلام): نازلت ربى في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال أنا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك.
22 ـ عن رجل من أصحاب أبى عبدالله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذى قتل أخاه إلى قوله: وفرعون الذى قال: " انا ربكم الاعلى " الحديث.
23 ـ في مجمع البيان " فأخذه الله نكال الاخرة والاولى " بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى، فالاخرى قوله:
" انا ربكم الاعلى " والاولى قوله: " ما علمت لكم من اله غيرى " فنكل به نكال هاتين الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبى جعفر (عليه السلام) أنه كان بين الكلمتين اربعون سنة.
24 ـ وروى أبوبصير عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال: انا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.
25 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) نقلا عن تفسير الكلبى محمد عن الكلبى عن ابى صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص " آمنت انه لا اله الا الذى آمنت به بنوا اسرائيل وانا من المسلمين " وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخافة ان
===============
(501)
يتوب فيتوب الله عزوجل عليه؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال: لقوله انا ربكم الاعلى وهى كلمته الاخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الاولى " ما علمت لكم من اله غيرى " فكان بين الاولى والاخرة اربعون سنة وانما قال ذلك لقومه " انا ربكم الاعلى " حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا وذلك قوله عزوجل: " واضل فرعون قومه وما هدى ".
26 ـ في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن ابى جعفر (عليه السلام) انه قال لرجل من اهل الشام: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان اول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ اذا لم يكن له انقطاع ابدا، ولم يزل الله اذا ومعه شئ وليس هو يتقدمه، ولكنه كان اذ لا شئ غيره، وخلق الشئ الذى جميع الاشياء منه فجعل نسب كل شئ إلى الماء ولم يجعل الماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك قوله: والسماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها قال:
ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الارض، ثم نسب الخلقتين فرفع السماء قبل دحوا الارض فذلك قوله عز ذكره: والارض بعد ذلك دحاها يقول بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
27 ـ في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيه (عليه السلام) ابتداء خلق السماوات السبع وفيه قال (عليه السلام): جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.
28 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال كذلك
===============
(502)
ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الارض، ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته.
29 ـ على بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله تعالى دحا الارض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالارض من عرفات، و عرفات من منى، ومنى من الكعبة.
30 ـ عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى زرارة التميمى عن أبى حسان عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الارض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الارض من تحته وهو قول الله تعالى:
" ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا ".
ورواه ايضا عن سيف بن عمير عن أبى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله (عليه السلام) مثله.
31 ـ محمد بن احمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من اصحابنا عن ابى حمزة الثمالى قال: قلت لابى جعفر (عليه السلام) في المسجد الحرام: لاى شئ سماه الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الارض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لارب له الا الله تعالى، وهو الحرم. ثم قال: ان الله تعالى خلقه قبل الارض، ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته.
32 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: خرج هشام بن عبدالملك حاجا ومعه الابرش الكلبى فلقيا ابا عبدالله (عليه السلام) في المسجد الحرام فقال هشام للابرش: تعرف هذا؟ قال: لا. قال هذا الذى تزعم الشيعة انه نبى من كثرة علمه، فقال الابرش: لاسئلنه عن مسألة لا يجيبنى فيها الا نبى او وصى نبى، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقى الابرش ابا عبدالله (عليه السلام) فقال يا ابا عبدالله أخبرنى عن قول الله " اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما " بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال ابوعبدالله (عليه السلام) با ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا تحد
===============
(503)
ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما اراد أن يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته فقال الله تعالى: " ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا " ثم مكث الرب تبارك وتعالى ماشاء فلما اراد أن يخلق السماء امر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، و اجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
33 ـ حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبى فاخته عن على بن الحسين (عليهما السلام) ونقل حديثا طويلا يقول فيه (عليه السلام): وتبدل الارض غير الارض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها اول مرة.
34 ـ في نهج البلاغة كبس الارض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار زاخرة، يلتطم اواذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات اثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه اذ وطأته بكلكلها، وذل مستخذيا اذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب امواجه ساجيا مقهورا. وفى حكمة الذل منقادا أسيرا، وسكنت الارض مدحوة في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسموا غلوائه، وكعمته على كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته (1).
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كبس الارض: اى أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد. والمور: مصدر مار: اى ذهب وجاء. قوله (عليه السلام) " مستفحلة " اى هائجة هيجان الفحول. واستفحل الامر.
تفاقم واشتد. زخر الماء: امتد جدا وارتفع. والاواذى جمع آذى وهو الموج. وتصطفق:
يضرب بعضها بعضا، والاثباج هيهنا أعالى الامواج وأصل الثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف. وجماح ـ - (*)
===============
(504)
35 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن ابى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، و الشمس والقمر والارض قبل السماء.
قال عز من قائل: اخرج منها ماءها ومرعاها.
36 ـ في روضة الكافى باسناده إلى أبى الربيع عن أبيجعفر (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الارض وكانت السماء رتقا لا تمطر، وكانت الارض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عزوجل على آدم (عليه السلام) أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم امرها فأرخت عزاليها (1) ثم امر الارض فأنبتت الاشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالانهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.
37 ـ وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) فان قول الله عزوجل " كانتا رتقا " يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر و كانت الارض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما
ـــــــــــــــــــــــــ
ـ الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شئ، يقال رجل جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده، وهيج الماء: اضطرابه. وارتمائه: تلاطمه. وكلكلها:
صدرها. والمستخذى، الخاضع وتمعكت: تمرغت، والكواهل جمع كاهل وهو ما بين الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة. والساجى: الساكن. و حكمة ـ محركة -: ما احاط من اللجام بحنك الدابة. قوله (عليه السلام) " مدحوة " اى مبسوطة. والتيار: أعظم الموج. ولجته: أعمقه. والبأو: الكبر والفخر. والشموخ:
العلو. قوله (عليه السلام) " غلوائه " اى غلوه وتجاوزه الحد وكعمته اى شدت فمه لما هاج، من الكعام وهو شيئ يجعل في فم البعير. والكظة: الجهد والثقل الذى يعترى الانسان عند الامتلاء من الطعام. وهمد بمعنى سكن. والنزقة: الخفة والطيش. ولبد الشئ بالارض:
لصق بها. والزيفان: شدة هبوب الريح.
(1) كناية عن شدة وقع المطر. وقد مر الحديث بمعناه في صفحة 106 من هذا المجلد ايضا فراجع (*)
===============
من كل دابة فتق السماء بالمطر، والارض بنبات الحب.
38 ـ في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى ابى بكر الحضرمى عن أبى عبد الله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): وقد ذكر السماء والارض وكانتا رتقا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للارض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها، فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الارض بالنبات.
39 ـ في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها واطوادها، فأرساها في مراسيها فالزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست اصولها في الماء فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون اقطارها ومواضع أنصابها فأشهق قلالها، واطال أنشازها، وجعلها للارض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على حركتها من أن يميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها (1).
40 ـ وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العبء المحمول عليها، اخرج به من هوامد الارض النبات، ومن زعر الجبال الاعشاب، فهى تبهج بزينة رياضها، وتزدهى بما ألبسته من ريط ازاهيرها، وحيلة ما سمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للانام ورزقا للانعام. (2)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) قوله (عليه السلام) " وجبل جلاميدها " اى خلق صخورها. والنشوز جمع نشز وهو المرتفع من الارض. ومتونها: جوانبها واطوادها: جبالها. قوله (عليه السلام) فارساها في مراسيها اى أثبتها في مواضعها قوله (عليه السلام) ـ " فألزمها قرارتها " اى امسكها حيث استقرت قوله (عليه السلام) " فأنهد جبالها " اى أعلاها من نهد ثدى الجارية اذا أشرف وكعب.
قوله (عليه السلام) " وأساخ... اه " اى غيب قواعد الجبال في جوانب اقطار الارض، " والانصاب " الاجسام المنصوبة. قوله (عليه السلام) " فأشهق قلالها " جمع قلة وهى ماعلا من رأس الجبل.
واشهقها اى جعلها شاهقة اى عالية. والنشز: المرتفع من الارض ـ وقد مر ايضا ـ " وأرزها " اى أثبتها فيها.
(2) البرك: الصدر. وبوانيها تثنية بوان ـ على زنة فعال بكسر الفاء ـ وهو عمود الخيمة. وبعاع السحاب: ثقله بالمطر. والعبء: الثقل. واستقلت اى ارتفعت ونهضت ـ (*)
===============
(506)
41 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل:
ألا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة الارض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسى (عليهما السلام)، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر، حتى أن المؤمن لينادى: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، ثم قال (عليه السلام): لا تسألونى عما يكون بعد هذا، فانه عهد إلى حبيبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان لا أخبر به غير عترتى.
42 ـ في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن النبى (صلى الله عليه وآله) وفيه يقول:
كفى بالموت طامة (1) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت قوله: يوم يتذكر الانسان ما سعى قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الحجيم لمن يرى قال: احضرت.
43 ـ في اصول الكافى باسناده إلى أمير المؤمنين عليه الاسلام حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ومن طغى ضل على عمل بلا حجة. (2)
ـــــــــــــــــــــــــ
ـ وهو امد الارض: التى لا نبات بها. وزعر الجبال جمع ازعر والمراد به قلة العشب والكلاء وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس. والبهج والسرور. وتزدهى اى تتكبر. والريط جمع ريطة: كل ملاءة ليست ذات لفقين اى قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة والازاهير: النور ذو الالوان. " وسمطت به " علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفى نسخة الاصل " شمطت " أراد ما خالط سواد الرياض من النور الابيض كالاقحوان ونحوه. والناضر ذو النضارة وهى الحسن والطراوة.
(1) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لانها تطم كل شئ اى تعلوه وتغطيه، (2) كذا. (*)
===============
(507)
44 ـ وباسناده إلى داود الرقى عن أبى عبدالله (عليه السلام) في قول الله عزوجل:
" ولمن خاف مقام ربه جنتان " قال من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذى خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.
45 ـ عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: قال لى أبوالحسن (عليه السلام): اتق المرتقى السهل اذا كان منحدره وعرا (1) قال: وكان ابوعبدالله (عليه السلام) يقول. لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داءها، وكف النفس عما تهوى دواءها.
46 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبدالله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار.
47 ـ وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انما أخاف عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الامل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، و اما طول الامل فينسى الاخرة.
48 ـ وباسناده إلى أبى جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عزوجل: وعزتى وجلالى وكبريائى ونورى وعلوى وارتفاع مكانى لا يؤثر عبد هواه على هواى الا شتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم اوته منها الا ما قدرت له، وعزتى وجلالى وعظمتى ونورى وعلوى وارتفاع مكانى لا يؤثر
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الوعر: المكان الصلب ضد السهل. قال الفيض (رحمه الله): ولعل المراد بصدر الحديث النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فانها وان كانت مواتيه على اليسر والخفض الا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة.
أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها. (*)
===============
(508)
عبد هواى على هواه الا واستحفظته ملائكتى، وكفلت السماوات والارضيين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهى راغمة.
49 ـ وباسناده إلى أبى محمد الوابشى قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول:
احذروا اهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شئ أعدى للرجال من اتباع اهوائهم وحصائد السنتهم.
50 ـ في تفسير على بن ابراهيم " واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فان الجنة هى المأوى " قال: هو العبد اذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة قوله: يسألونك ايان مرساها قال: متى تقوم فقال الله: إلى ربك منتهاها. اى علمها عند الله قوله: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها قال: بعض يوم بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء عبس و تولى واذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنان، وفى ظل الله وكرامته وفى جنانه.
ولا يعظم ذلك على الله ان شاء الله.
2 ـ في تفسير مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرأ عبس جاء يوم القيامة ووجهه ضاحك مستبشر.
3 ـ في تفسير على بن ابراهيم عبس وتولى أن جاءه الاعمى قال: نزلت في عثمان وابن ام مكتوم مؤذن لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان اعمى، وجاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعنده اصحابه وعثمان عنده فقدمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عثمان، فعبس عثمان وجهه وتولى عنه، فأنزل الله " عبس وتولى " يعنى عثمان " أن جاءه الاعمى * و ما يدريك لعله يزكى " اى يكون طاهرا ازكى او يذكر قال: يذكره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فتنفعه الذكرى
===============
(509)
4 ـ في مجمع البيان قيل نزلت الاية في عبدالله بن ام مكتوم وهو عبدالله بن شريح بن مالك بن ربيعة الفهرى من بنى عامر بن لوى. وذلك انه اتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يناجى عتبة بن ربيعة وأبا جهل بن هشام والعباس بن عبدالمطلب وأبيا و امية ابنى خلف يدعوهم إلى الله ويرجوا اسلامهم، فقال: يا رسول الله اقربنى وعلمنى مما علمك الله، فجعل يناديه وكرر النداء ولا يدرى انه مشتغل مقبل على غيره، حتى ظهرت الكراهية في وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقطعة كلامه. وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد انما اتباعه العميان والعبيد فأعرض واقبل على القوم يكلمهم، فنزلت الايات وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا رآه قال: مرحبا بمن عاتبنى فيه ربى، ويقول:
هل لك من حاجة؟ واستخلفه على المدينة مرتين في غزوتين، قال انس بن مالك:
فرأيته يوم القادسية وعليه درع ومعه راية سوداء وروى عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) اذا راى ام مكتوم قال: مرحبا لا والله لا يعاتبنى الله فيك ابدا وكان يصنع من اللطف حتى كان يكف عن النبى (صلى الله عليه وآله) مما يفعل به، قال المرتضى علم الهدى (قدس سره): ليس في ظاهر الاية دلالة على توجهها إلى النبى (صلى الله عليه وآله) بل هى خبر محض لم يصرح به المخبر عنه، وفيها ما يدل على ان المعنى بها غيره، لان العبوس ليس من صفات النبى (صلى الله عليه وآله) مع الاعداء المتبائنين فضلا عن المؤمنين المسترشدين ثم الوصف بأن يتصدى للاغنياء ويتلهى عن الفقراء لا يشبه أخلاقه الكريمة، و يؤيد هذا القول قوله سبحانه في وصفه (عليه السلام): " وانك لعلى خلق عظيم " وقوله: " و لو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك " والظاهر أن قوله: عبس وتولى المراد به غيره وروى عن الصادق (عليه السلام) انها نزلت في رجل من بنى امية كان عند النبى (صلى الله عليه وآله)، فجائه ابن ام مكتوم فلما رآه تقذر منه وعبس وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وانكره عليه.
5 ـ في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب عثمان فقال: اما من استغنى فانت له تصدى قال: انت اذا جاءك غنى تتصدى له وترفعه وما عليك الا يزكى اى لا تبالى أزكيا أو غير زكى اذا كان غنيا واما من جاءك يسعى يعنى ابن
===============
ام مكتوم وهو يخشى فانت عنه تلهى اى تلهو ولا تلتفت اليه.
6 ـ في مجمع البيان وفى الشواذ قرائة الحسن " آن جاءه " وقرائة أبى جعفر (عليه السلام) " تصدى " بضم التاء وفتح الصاد و " تلهى " بضم التاء ايضا.
7 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقوله: كلا انها تذكرة قال: القرآن في صحف مكرمة مرفوعة قال: عند الله مطهرة بايدى سفرة قال: بأيدى الائمة (عليهم السلام) كرام بررة.
8 ـ في مجمع البيان " كرام بررة " وقال قتادة: هم القراء يكتبونها ويقرؤنها، قال: وروى الفضيل بن يسار عن الصادق (عليه السلام) قال: الحافظ للقرآن العالم به مع السفرة الكرام البررة (انتهى).
9 ـ في تفسير على بن ابراهيم: قتل الانسان ما اكفره قال: هو أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " ما اكفره " اى ما فعل واذنب حتى قتلوه، اخبرنا احمد بن ادريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن جميل بن دراج عن أبى اسامة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله: " قتل الانسان مأ اكفره " قال نعم.
نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) ما أكفره؟ يعنى بقتلكم اياه.
10 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه " قتل الانسان ما اكفره " اى لعن الانسان.
11 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نلقنا من الرواية عنه اعنى قوله: بقتلكم اياه ثم نسب أمير المؤمنين (عليه السلام) ونسب خلقه وما اكرمه الله به فقال:
من اى شئ خلقه يقول: من طينة الانبياء خلقه فقدره للخير ثم السبيل يسره يعنى سبيل الهدى ثم اماته ميتة الانبياء ثم اذا شاء انشره قلت: فما قوله: " ثم اذا شاء أنشره "؟ قال يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضى ما أمره.
وفيه اى في تفسيره ايضا ثم السبيل يسره قال: يسر له طريق الخير.
قال عز من قائل: ثم اماته فأقبره.
12 ـ في كتاب علل الشرايع في العلل التى ذكر الفضل بن شاذان انه
===============
(511)
سمعها من الرضا (عليه السلام) فان قال: فلم امر بدفنه؟ قيل: لئلا يظهر الناس على فساد جسده وقبح منظره وتغير ريحه، ولا تتأذى به الاحياء بريحه وبما يدخل به الافة والدنس والفساد، وليكون مستورا عن الاولياء والاعداء فلا يشمت عدو ولا يحزن صديق.
13 ـ في تفسير على بن ابراهيم: كلا لما يقض ما امره اى لم يقض أمير المؤمنين (عليه السلام) ما قد أمره، وسيرجع حتى يقضى ما أمره فلينظر الانسان إلى طعامه انا صببنا الماء صبا إلى قوله: وقضبا قال: القضب القت (1) قوله: وفاكهة وأبا قال: الاب الحشيش للبهائم.
14 ـ في ارشاد المفيد (رحمه الله) وروى أن ابا بكر سئل عن قول الله تعالى:
" وفاكهة وابا " فلم يعرف معنى الاب من القرآن، وقال: اى سماء تظلنى أم اى أرض تقلنى أم كيف أصنع ان قلت في كتاب الله بما لا أعلم، اما الفاكهة فنعرفها، واما الاب فالله أعلم، فبلغ امير المؤمنين (عليه السلام) مقاله في ذلك فقال: سبحان الله اما علم أن الاب هو الكلاء والمرعى؟ وان قوله تعالى " وفاكهة وابا " اعتداد من الله بانعامه على خلقه فيما غذاهم به وخلقه لهم ولانعامهم مما تحيى به أنفسهم، وتقوم به أجسادهم.
أقول قد نقلنا في سورة والنازعات عند قوله عزوجل " اخرج منها ماءها و مرعاها " ما يكون بيانا لقوله عزوجل: " انا صببنا الماء صبا " إلى قوله: " متاعا لكم و لانعامكم " فليراجع.
15 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه أمير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وقام رجل يسأله فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه من هم؟ قال: قابيل وهابيل والذى يفر من امه موسى، والذى يفر من ابيه ابراهيم يعنى الاب المربى لا الوالد، والذى يفر من صاحبته لوط، والذى يفر من ابنه نوح وابنه كنعان.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القت: الفصفصة، وهى الرطبة من علف الدواب. (*)
===============
(512)
في كتاب الخصال عن الحسين بن على (عليه السلام) قال: كان على بن ابى طالب (عليه السلام) بالكوفة في الجامع اذ جاء اليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن قول الله تعالى: " يوم يفر المرء من اخيه " وذكر مثل ما في عيون الاخبار سواء، الا انه ليس فيه يعنى الاب المربى لا الوالد وبعده قال مصنف هذا الكتاب (رحمه الله): انما يفر موسى من امه خشية أن يكون قصر فيما وجب عليه من حقها، وابراهيم انما يفر من الاب المربى المشرك لا من الاب الوالد وهو تارخ
16 ـ في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول (عليه السلام) عن أهل المحشر: ثم يجتمعون في مواطن أخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عزوجل: " يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه "
17 ـ في تفسير على بن ابراهيم قوله: لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه قال شغل يشغله عن غيره.
18 ـ في مجمع البيان وروى عن عطاء بن يسار عن سودة زوج النبى (صلى الله عليه وآله) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يبعث الناس حفاة عراة غرلا (1) يلجمهم العرق و يبلغ شحمة الاذان، قالت قلت: يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض اذا جاء؟! قال: شغل الناس عن ذلك، وتلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) " لكل امرء منهم يومئذ شأن يغنيه. "
19 ـ في محاسن البرقى عنه عن الحسين بن يزيد النوفلى عن السكونى عن جعفر عن أبيه عن على (عليه السلام) قال: ومن وقر مسجدا لقى الله يوم يلقاه ضاحكا مستبشرا و أعطاه كتابه بيمينه.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء عبس و تولى واذا الشمس كورت كان تحت جناح الله من الجنات، وفى ظل الله وكرامته وفى
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الغرل جمع الاغرال: الاقلف وهو الذى لم يختن. (*)
===============
(513)
جناته ولا يعظم ذلك على الله ان شاء الله.
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء اذا الشمس كورت أعاذه الله ان يفضحه حين ينشر صحيفته.
3 ـ ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من احب ان ينظر إلى يوم القيامة فليقرء اذا الشمس كورت.
4 ـ وروى ابوبكر قال: قلت: يا رسول الله اسرع اليك الشيب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون واذا الشمس كورت.
5 ـ في كتاب التوحيد باسناده إلى ابى ذر الغفارى (رحمه الله) قال: كنت آخذا بيد النبى (صلى الله عليه وآله) ونحن نتماشى جميعا، فمازلنا ننظر إلى الشمس حتى غابت، فقلت يا رسول الله أين تغيب؟ قال: في السماء ثم ترفع من سماء إلى سماء حتى ترفع إلى السماء السابعة العليا حتى تكون تحت العرش، فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول: يا رب من أين أطلع؟ أمن مغربى أم من مطلعى؟ فذلك قوله عزوجل: " والشمس تجرى لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " يعنى صنع الرب العزيز في ملكه بخلقه، قال: فيأتيها جبرئيل بحلة ضوء من نور العرش على مقادير ساعات النهار في طوله في الصيف وقصره في الشتاء وما بين ذلك في الخريف والربيع قال: فتلبس تلك الحلة كما يلبس احدكم ثيابه ثم تنطلق بها في جو السماء حتى تطلع من مطلعها قال النبى (صلى الله عليه وآله): فكأنى بها قد جلست مقدار ثلاث ليال ثم لا تكسى ضوء وتؤمر أن تطلع من مغربها فذلك قوله عزوجل: اذا الشمس كورت واذا النجوم انكدرت والقمر كذلك من مطلعه ومجراه في افق السماء ومغربه وارتفاعه إلى السماء السابعة، ويسجد تحت العرش ثم يأتيه جبرئيل من نور الكرسى، فذلك قوله عزوجل: " جعل الشمس ضياء والقمر نورا ".
6 ـ في تفسير على بن ابراهيم " اذا الشمس كورت " قال: تصير سوداء مظلمة " واذا النجوم انكدرت " قال: يذهب ضوءها. واذا الجبال سيرت قال تسير كما قال: " تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب " قوله: واذا العشار عطلت
===============
(514)
قال الابل تتعطل اذا مات الخلق فلا يكون من يحلبها قوله: واذا البحار سجرت قال: تتحول البحار التى حول الدنيا كلما نيرانا واذا النفوس زوجت قال: من الحور العين.
7 ـ وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله " واذا النفوس زوجت " قال: اما أهل الجنة فزوجوا الخيرات الحسان، واما اهل النار فمع كل انسان منهم شيطان يعنى قرنت نفوس الكافرين والمنافقين بالشياطين فهم قرنائهم.
8 ـ في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله (عليهما السلام) واذا الموؤدة سئلت بفتح الميم والواو وروى عن امير المؤمنين (عليه السلام) " واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت ". (1)
9 ـ وفيه ومن قرء " واذا الموؤدة سألت بفتح السين " جعلت الموؤدة موصوفة بالسؤال، وبالقول بأى ذنب قتلت. ويمكن ان يكون الله تعالى أكملها في تلك الحال وأقدرها على النطق حتى قالت ذلك القول، ويعضده ما روى عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه يجئ المقتول ظلما يوم القيامة وأوداجه تشخب دما اللون لون الدم، والريح ريح المسك، متعلقا بقاتله يقول: يا رب سل هذا فيم قتلنى، و اما من قرء الموؤدة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة، وانه يسأل قاطعها عن سبب قطعها، وعن أبى جعفر (عليه السلام) قال: يعنى قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن قتل في جهاد.
وفى رواية اخرى قال: هو من قتل في مودتنا وولايتنا.
10 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر (عليه السلام) في قوله: " واذا الموؤدة سئلت " يقول: اسئلكم عن المودة التى انزل عليكم فضلها مودة ذى القربى، وحقنا الواجب على الناس، وحبنا الواجب على الخلق، قتلوا موؤدنا بأى ذنب قتلتمونا.
11 ـ في اصول الكافى محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسماعيل
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى بفتح السين في " سئلت " والقاف في " قتلت ".
===============
(515)
بن حسان وعبدالكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام): ثم قال جل ذكره: " وآت ذا القربى حقه " وكان على (عليه السلام) وكان حقه الوصية التى جعلت والاسم الاكبر وميراث العلم وآثار النبوة.
فقال: " قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى " ثم قال: " واذا الموؤدة سئلت بأى ذنب قتلت " يقول اسئلكم عن المودة التى نزلت عليكم فضلها مودة القربى بأى ذنب قتلتموهم.
12 ـ محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ايها الناس ان الله تبارك و تعالى ارسل اليكم الرسول إلى أن قال: ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من اولادهم او لا يختارون دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا، لا يرجون ثوابا ولا يخافون والله منه عقابا، حيهم أعمى نجس وميتهم في النار مبلس فجاءهم بنسخة ما في الصحف الاولى.
13 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن عبدالرحمان بن حماد عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أمير المؤمنين: واما الذنب الذى لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله تبارك وتعالى اذا برز لخلقه (1) اقسم قسما على نفسه فقال: وعزتى وجلالى لا يجوزنى ظلم ظالم ولو كف بكف، ومسحة بكف أو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء (2) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا يبقى لاحد على احد مظلمة، ثم يبعثهم للحساب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
14 ـ في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد ابن محمد عن على بن الحكم عن ايمن بن محرز عن جابر عن ابى جعفر (عليه السلام) في قوله: " واذا الموؤدة سئلت * بأى ذنب قتلت " قال: من قتل في مودتنا، وقال على بن ابراهيم في قوله: واذا الصحف نشرت قال: صحف الاعمال قوله:
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لعله كناية عن ظهور أحكامه وثوابه وحسابه.
(2) نطحه ـ كمنعه -: أصابه بقرنه. والجماء: الشاة لا قرن لها. (*)
===============
(516)
واذا السماء كشطت قال: ابطلت.
15 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) وفى رواية سليم بن قيس الهلالى عن سلمان الفارسى وذكر حديثا طويلا وفيه قال على (عليه السلام): ويلك يابن الخطاب لو تدرى مما خرجت وفيما دخلت وماذا جنيت على نفسك وعلى صاحبك؟ فقال أبوبكر: يا عمر اما اذا بايع وأمنا شره وفتكه وغائلته فدعه يقول ما يشاء فقال على (عليه السلام) لست بقائل غير شئ واحد. اذكركم بالله أيها الاربعة يعنينى والزبير وأبا ذر و المقداد: أسمعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ان تابوتا من نار فيه اثنا عشر رجلا، ستة من الاولين وستة من الاخرين، في جب في قعر جهنم في تابوت مقفل، على ذلك الجب صخرة اذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة عن ذلك الجب فاستعاذت جهنم من وهج (1) ذلك الجب فسألناه عنهم وأنتم شهود فقال (صلى الله عليه وآله): اما الاولين فابن آدم الذى قتل أخاه، وفرعون الفراعنة، والذى حاج ابراهيم في ربه، ورجلان من بنى اسرائيل بدلا كتابهم وغيرا سنتهم، اما احدهما فهود اليهود، والاخر نصر النصارى، وابليس سادسهم، والدجال في الاخرين وهؤلاء الخمسة أصحاب الصحيفة الذين تعاهدوا وتعاقدوا على عداوتك يا أخى وتظاهروا عليك بعدى، هذا وهذا وهذا حتى عدهم وسماهم؟ فقال سلمان: فقلنا صدقت نشهد انا سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
16 ـ وعن سليم بن قيس الهلالى قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) للزبير وقد ادعى ان سعيد بن عمرو بن نفيل سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في العشرة: انهم من أهل الجنة:
ووالله ان بعض من سميته لفى تابوت في شعب في جب في أسفل درك من جهنم، على ذلك الجب صخرة اذا اراد الله ان يسعر جهنم رفع تلك الصخرة، سمعت ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
17 ـ في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فلا اقسم بالخنس قال: اى واقسم بالخنس وهو اسم النجوم الجوار الكنس قال: النجوم
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الوهج ـ محركة -: اتقاد النار والشمس وحرهما من بيعد. (*)
===============
تكنس (1) بالنهار فلا تبين.
18 ـ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن عطية عن ام هانى الثقفية قال: غدوت على سيدى محمد بن على الباقر (عليهما السلام) فقلت: يا سيدى آية من كتاب الله عزوجل " فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس " قال: نعم المسألة سئلتنى يا ام هانى هذا مولود في آخر الزمان هو المهدى من هذه العترة، يكون له حيرة و غيبة يضل فيها قوم ويهتدى فيها قوم، فيا طوبى لك ان ادركتيه ويا طوبى لمن أدركه.
19 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن جعفر بن محمد عن موسى بن جعفر البغدادى عن وهب بن شاذان عن الحسن بن ابى الربيع عن محمد بن اسحاق عن ام هانى قال: سألت ابا جعفر محمد بن على (عليهما السلام) عن قول الله عزوجل:
" فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس " قالت: فقال: امام يخنس (2) سنة ستين و مأتين، ثم يظهر كالشهاب يتوقد في الليلة الظلماء، وان ادركت زمانه قرت عينك
20 ـ عدة من اصحابنا عن سعد بن عبدالله عن احمد بن الحسن عن عمر بن يزيد عن الحسن بن الربيع الهمدانى قال حدثنا محمد بن اسحاق عن اسيد بن ثعلبة عن ام هانى قال: لقيت ابا جعفر محمد بن على (عليهما السلام) فسألته عن هذه الاية " فلا اقسم بالخنس * الجوار الكنس " قال الخنس امام يخنس في زمانه عند انقطاع علمه من عند الناس سنة ستين ومأتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في ظلمة الليل، فان ادركت ذلك قرت عينك.
21 ـ في مجمع البيان " بالخنس " وهى النجوم تخنس بالنهار وتبدو بالليل والجوار صفة لها، لانها تجرى في أفلاكها " الكنس " من صفتها ايضا لانها تكنس اى تتوارى في بروجها كما تتوارى الظباء في كناسها (3) وهى خمسة انجم: زحل والمشترى والمريخ والزهرة وعطارد عن على (عليه السلام). والليل اذا عسعس اى اذا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) اى تستر.
(2) اى يستر.
(3) الكناس ـ ككتاب -: بيت الظبى يستتر فيه.
===============
(518)
أدبر بظلامه عن على (عليه السلام).
22 ـ في تفسير على بن ابراهيم " والليل اذا عسعس " قال: اذا أظلم والصبح اذا تنفس قال: اذا ارتفع.
23 ـ في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من خبر الشامى وما سأل عنه امير المؤمنين (عليه السلام) في جامع الكوفة حديث طويل وفيه وسأله عن شئ تنفس ليس له لحم ولا دم؟ فقال: ذاك الصبح اذا تنفس.
24 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن احمد قال: حدثنا عبدالله بن موسى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابيه عن ابى بصير عن ابى عبدالله (عليه السلام) في قوله: ذى قوة عند ذى العرش مكين قال: يعنى جبرئيل قلت: قوله مطاع ثم امين قال: يعنى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو المطاع عند ربه الامين يوم القيامة.
25 ـ في مجمع البيان وفى الحديث ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لجبرئيل:
ما أحسن ما اثنى عليك ربك " ذى قوة عند ذى العرش مكين * مطاع ثم امين " فما كانت قوتك وما كانت امانتك؟ فقال: أما قوتى فانى بعث إلى مدائن لوط وهى أربع مدائن، في كل مدينة أربعمأة ألف مقاتل سوى الذرارى، فحملتهم من الارض حتى سمع أهل السماوات أصوات الدجاج ونباح الكلاب، ثم هويت بهن فقلبتهن واما أمانتى فانى لم أؤمر بشئ فعدوته إلى غيره.
26 ـ وفيه عند قوله تعالى: " وما ارسلناك الا رحمة للعالمين " روى أن النبى (صلى الله عليه وآله) قال لجبرئيل لما نزلت هذه الاية: هل أصابك من هذه الرحمة شئ؟ قال: نعم انى كنت اخشى عاقبة الامر فامنت بك لما اثنى الله على بقوله: " ذى قوة عند ذى العرش مكين ".
27 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الحديث أعنى قوله يوم القيامة: قلت: وما صاحبكم بمجنون قال: يعنى النبى (صلى الله عليه وآله) في نصبه أمير المؤمنين (عليه السلام) علما للناس.
28 ـ في كتاب الخصال عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قال في كل يوم من
===============
(519)
شعبان سبعين مرة: استغفر الله الذى لا اله الا هو الرحمن الرحيم الحى القيوم و أتوب اليه، كتب في افق المبين، قال: قلت: وما الافق المبين؟ قال: قاع (1) بين يدى العرش فيه انهار تطرد، وفيه من القدحان عدد النجوم.
29 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نلقنا عنه قريبا اعنى قوله " علما للناس " قلت وما هو على الغيب بضنين قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه بغيبه بضنين عليه، قلت قوله: وما هو بقول شيطان رجيم قال: يعنى الكهنة الذين كانوا في قريش فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم، يتكلمون على ألسنتهم، فقال: وما هو بقول شيطان رجيم مثل اولئك، قلت قوله: فاين تذهبون ان هو الا ذكر للعالمين لمن اخذ الله ميثاقه على ولايته (عليه السلام) قلت: لمن شاء منكم ان يستقيم قال: في طاعة على والائمة من بعده قلت قوله: وما تشاؤن الا أن يشاء الله رب العالمين قال: لا المشية اليه تبارك وتعالى لا إلى الناس.
30 ـ حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد عن أحمد بن محمد السيارى عن فلان عن أبى الحسن (عليه السلام) قال: ان الله جعل قلوب الائمة موردا لارادته، فاذا شاء الله شيئا شاؤه، وهو قوله: " وما تشاؤن الا ان يشاء الله رب العالمين ".
31 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) حديث طويل عن امير المؤمنين (عليه السلام) يذكر فيه جواب بعض الزنادقة عما اعترض به على التنزيل اجاب (عليه السلام) عما توهمه من التناقض بين قوله: " الله يتوفى الانفس حين موتها " وقوله: " يتوفاكم ملك الموت، وتوفته رسلنا، وتتوفاهم الملائكة " بقوله: فمن كان من اهل الطاعة تولت قبض روحه ملائكة الرحمة، ومن كان من أهل المعصية تولت قبض روحه ملائكة النقمة، ولملك الموت أعوان من ملائكة " الرحمة والنقمة يصدرون عن امره فعلهم فعله، وكل ما يأتونه منسوب اليه، واذا كان فعلهم فعل ملك الموت، وفعل ملك الموت فعل الله، لانه يتوفى الانفس على يد من يشاء، ويعطى ويمنع ويثيب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القاع: ارض سهلة مطمئنة. (*)
===============
(520)
ويعاقب على بد من يشاء، وان فعل امنائه فعله، كما قال: " وما تشاؤن الا ان يشاء الله ".
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى الحسين بن ابى العلاء قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة " اذا السماء انفطرت " " واذا السماء انشقت " لم يحجبه الله من حاجبة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله اليه حتى يفرق من حساب الناس.
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ومن قرأها اعطاه الله من الاجر بعدد كل قبر حسنة، وبعدد كل قطرة ماء حسنة، واصلح له شأنه يوم القيامة.
3 ـ في مصباح شيخ الطائفة (قدس سره) في دعاء مروى عن الصادق (عليه السلام) واسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت، و على النجوم فانتشرت.
4 ـ في تفسير على بن ابراهيم: واذا القبور بعثرت قال: تنشق فيخرج الناس منها علمت نفس ما قدمت واخرت اى ما عملت من خير وشر.
5 ـ في مجمع البيان " علمت نفس ما قدمت واخرت " هذا كقوله: " ينبؤ الانسان يومئذ بما قدم واخر " وقد مر ذكره وعن عبدالله بن مسعود قال: ما قدمت من خير أو شر وما اخرت من سنة حسنة استن بها بعده فله اجر من اتبعه من غير ان ينقص من اجورهم، أو سنة سيئة عمل بها بعده فعليه وزر من عمل بها من غير أن ينقص من اوزارهم شئ، ويؤيد هذا القول ما جاء في الحديث ان سائلا قام (1)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى نسخة الاصل " قدم " بدل " قام ". (*)
===============
(521)
على عهد النبى (صلى الله عليه وآله) فسأل، فسكت القوم ثم ان رجلا أعطاه فأعطاه القوم، فقال النبى (صلى الله عليه وآله): من استن خيرا فله اجره ومثل اجور من اتبعه غير منتقص من اجورهم ومن استن شرا فاستن فعليه وزره ومثل اوزار من اتبعه غير منتقص من اوزارهم.
قال: فتلا حذيفة بن اليمان علمت نفس ما قدمت واخرت يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم اى أى شئ غرك بخالقك وخدعك وسول لك الباطل حتى عصيته وخالفته، وروى أن النبى (صلى الله عليه وآله) لما تلا هذه الاية قال: غره جهله.
6 ـ وقال امير المؤمنين: كم من مغرور بالستر عليه ومستدرج بالاحسان اليه
7 ـ في نهج البلاغة من كلامه (عليه السلام) قال عند تلاوته " يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم " ادحض مسئول حجة وأقطع مغتر معذرة لقد ابرح جهالة بنفسه اياه يا ايها الانسان ما جرأك على ذنبك وما غرك بربك، وما آنسك بهلكة نفسك، اما من دائك بلول ام ليس من نومتك يقظة؟ أما ترحم من نفسك ما ترحم من غيرك فلربما ترى الضاحى من حر الشمس فتظله أو ترى المبتلى بألم يمض جسده فتبكى رحمة له فما صبرك على دائك، وجلدك على مصابك، وعزاك عن البكاء على نفسك وهى أعز الانفس عليك، وكيف لا يوقظك خوف بيات نقمة، وقد تورطت بمعاصيه مدارج سطواته. (1)
8 ـ في تفسير على بن ابراهيم: في اى صورة ما تشاء ركبك قال: لو شاء ركبك على غير هذه الصورة.
9 ـ في مجمع البيان وروى عن الرضا عن آبائه عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال لرجل ما ولد لك؟ قال: يا رسول الله وما عسى أن يولد لى اما غلام واما جارية، قال: فمن يشبه؟ قال: يشبه امه أو أباه، فقال (صلى الله عليه وآله). لا تقل هكذا ان النطفة اذا استقرت
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) يقال هذا الامر أبرح من هذا اى أشد. و " جهالة " منصوب على التميز. والبلول مصدر بل الرجل من مرضه اذا برئ والضاحى لحر الشمس: البارزه ومض بمعنى احرق. وبيات نقمة ـ بفتح الباء -: طروقها ليلا. وتورط: وقع في الورطة وهى الهلاك. والمدارج: الطرق والمسالك. (*)
===============
(522)
في الرحم أحضر الله كل نسب بينها وبين آدم (عليه السلام)، اما قرأت هذه الاية " في اى صورة ما شاء ركبك "؟ اى فيما بينك وبين آدم.
10 ـ وقال الصادق (عليه السلام): لو شاء ركبك على غير هذه الصورة
11 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الشيرازى في كتابه باسناده إلى الحسن بن على بن أبى طالب (عليه السلام) قال في قوله: " في اى صورة ماشاء ركبك " قال:
صور الله عزوجل على بن أبى طالب في ظهر أبى طالب على صورة محمد، فكان على بن أبى طالب أشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان الحسين بن على أشبه الناس بفاطمة وكنت أشبه الناس (1) بخديجة الكبرى.
12 ـ في امالى شيخ الطائفة (قدس سره) باسناده إلى أبى جعفر الباقر (عليه السلام) حديث طويل وفيه أن النبى (صلى الله عليه وآله) قال لعلى (عليه السلام): قل: ما أول نعمة أبلاك الله عزوجل وأنعم عليك بها؟ قال: أن خلقنى جل ثناؤه ولم أك شيئا مذكورا، قال: صدقت إلى قوله: فما الثالثة قال: ان انشأنى فله الحمد في احسن صورة وأعدل تركيب قال: صدقت.
13 ـ في تفسير على بن ابراهيم: كلا بل تكذبون بالدين قال برسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وان عليكم لحافظين قال: الملكان الموكلان بالانسان.
14 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أبى عبدالله (عليه السلام) حديث طويل وفيه يقول السائل: فما علة الملكين الموكلين بعباده يكتبون ما عليهم ولهم، والله عالم السر وما هو أخفى؟ قال: استعبدهم بذلك وجعلهم شهودا على خلقه ليكون العباد لملازمتهم اياهم اشد على طاعة الله مواظبة وعن معصيته اشد انقباضا، وكم من عبديهم بمعصية فذكر مكانهما فارعوى وكف، فيقول: ربى يرانى وحفظنى على بذلك تشهد، وان الله برأفته ولطفه وكلهم بعباده يذبون عنهم مردة الشياطين وهوام الارض وآفات كثيرة من حيث لا يرون باذن الله إلى ان يجيئ امر الله عزوجل.
15 ـ في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابن عن النضر بن سويد عن محمد بن قيس عن ابن سنان عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: اقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما واضعا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) كذا في الاصل ولم أقف على الحديث في المصدر. (*)
===============
(523)
يده على كتف العباس فاستقبله امير المؤمنين صلوات الله عليه فعانقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقبل بين عينيه ثم سلم العباس على على فرد عليه ردا خفيا فغضب العباس فقال:
يا رسول الله لا يدع على زهوه (1) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقل ذلك في على فانى لقيت جبرئيل آنفا فقال: لقينى الملكان الموكلان بعلى الساعة فقالا: ما كتبا عليه ذنبا منذ يوم ولد إلى هذا اليوم.
16 ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس (رحمه الله) فصل فيما يذكر من كتاب قصص القرآن واسباب نزول آثار القرآن تأليف الهيصم بن محمد بن الهيصم النيشابورى فصل في ذكر الملكين الحافظين دخل عثمان بن عفان على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: اخبرنى عن العبد كم معه من ملك؟ قال: ملك على يمينك على حسناتك وواحد على الشمال، فاذا عملت حسنة كتب عشرا واذا عملت سيئة قال الذى على الشمال للذى على اليمين: اكتب، قال: لعله يستغفر الله ويتوب فاذا قال ثلاثا قال نعم اكتب اراحنا الله منه فلبئس القرين ما اقل مراقبته لله عزوجل واقل استحيائه منا يقول الله تعالى: " ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد " وملكان بين يديك ومن خلفك يقول الله سبحانه " له معقبات من بين يديه ومن خلفه " وملك قابض على ناصيتك فاذا تواضعت لله عزوجل رفعك. واذا تجبرت لله فضحك، وملكان على شفتيك ليس يحفظان عليك الا الصلوات على محمد، وملك قائم على فيك لا يدع أن تدب الحية في فيك، وملكان على عينيك فهذا عشرة املاك في كل آدمى يعدان ملائكة الليل على ملائكة النهار لان ملائكة الليل سوى ملائكة النهار فهولاء عشرون ملائكة على كل آدمى وابليس بالنهار وولده بالليل قال الله سبحانه " وان عليكم لحافظين " الاية وقال عزوجل: " اذ يتلقى المتلقيان " الاية.
17 ـ وفى كتاب سعد السعود ايضا بعد أن ذكر ملكى الليل وملكى النهار وفى رواية انهما ياتيان المؤمن عند حضور صلوة الفجر، فاذا هبطا صعد الملكان الموكلان بالليل، فاذا غربت الشمس نزل اليه الموكلان بكتابة الليل، ويصعد
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الزهو: الكبر والفخر. (*)
===============
(524)
الملكان الكاتبان بالنهار بديوانه إلى الله عزوجل، فلا يزال ذلك دأبهم إلى وقت حضور اجله، فاذا حضر اجله قالا للرجل الصالح: جزاك الله من صاحب عنا خيرا فكم من عمل صالح أريتناه، وكم من قول حسن اسمعتناه، وكم من مجلس خير احضرتناه، فنحن اليوم على ما تحبه وشفعاء إلى ربك، وان كان عاصيا قالا له:
جزاك الله من صاحب عنا شرا فلقد كنت تؤذينا، فكم من عمل سيئ اريتناه وكم من قول سيئ اسمعتناه، ومن مجلس سوء احضرتناه، ونحن اليوم لك على ماتكره وشهيدان عند ربك.
18 ـ في اصول الكافى باسناده إلى عبدالله بن موسى بن جعفر عن أبيه قال:
سألته عن الملكين هل يعلمان بالذنب اذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال:
ريح الكنيف والطيب سواء؟ قلت: لا قال: ان العبد اذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح، فقال صاحب اليمين لصاحب الشمال: قم فانه قد هم بالحسنة، فاذا فعلها كان لسانه قلمه، وريقه مداده، وأثبتها له واذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب اليمين: قف فانه قد هم بالسيئة فاذا هو فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده وأثبتها عليه.
19 ـ محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن فضيل بن عثمان المرادى قال: سمعت ابا عبدالله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن الاهالك، يهم العبد بالحسنة فيعملها فان هو لم يعملها أجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فان الله عزوجل يقول:
" ان الحسنات يذهبن السيئات. " او الاستغفار فان هو قال: استغفر الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذا الجلال والاكرام واتوب اليه، لم يكتب عليه شئ وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقى المحروم (1).
20 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن حمران عن
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) لهذا الحديث بيان في اصول الكافى ج 2 ص 429 (*)
===============
زرارة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: ان العبد اذا أذنب ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فان استغفر الله لم يكتب عليه.
21 ـ على بن ابراهيم عن ابيه وابوعلى الاشعرى ومحمد بن يحيى جميعا عن الحسين بن اسحاق عن على بن مهزيار عن فضالة بن ايوب عن عبدالصمد بن بشير عن ابى عبدالله (عليه السلام) قال: ان العبد المؤمن اذا اذنب ذنبا اجله الله سبع ساعات فان استغفر لم يكتب عليه شئ، وان مضت الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة، وان المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة حتى يستغفر ربه فيغفر له، وان الكافر لينساه من ساعته.
22 ـ في الكافى محمد بن يحيى عن احمد عن احمد بن محمد بن قيس ابى نصر عن درست قال: سمعت ابا ابراهيم (عليه السلام) يقول: اذا مرض المؤمن اوحى الله عزوجل إلى صاحب الشمال: لا تكتب على عبدى ما دام في حبسى ووثاقى ذنبا ويوحى إلى صاحب اليمين: ان اكتب لعبدى ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات
23 ـ وباسناده إلى سدير عن ابى جعفر الباقر (عليه السلام) قال: من احب ان يمشى مشى الكرام الكاتبين فليمش جنبى السرير.
24 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل قال سألت ابا عبدالله (عليه السلام) عن العلة التى من أجلها وجب التسليم في الصلوة؟ قال: لانه تحليل الصلوة، قلت: فلاى علة يسلم على اليمين ولا يسلم على اليسار؟ قال: لان الملك الموكل يكتب الحسنات على اليمين، والذى يكتب السيئات على اليسار، والصلوة حسنات ليس فيها سيئات، فلهذا يسلم على اليمين دون اليسار، قلت: فلم لا يقال: السلام عليك والملك على اليمين واحد، ولكن يقال: السلام عليكم؟ قال: ليكون قد سلم عليه وعلى من على اليسار، وفضل صاحب اليمين عليه بالايماء اليه، قلت: فلم لا يكون الايماء في التسليم بالوجه كله ولكن كان بالانف لمن يصلى وحده وبالعين لمن يصلى بقوم؟ قال: لان مقعد الملكين من ابن آدم الشدقين (1) فصاحب
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الشدق ـ بالكسر والفتح -: زاوية الفم من باطن الخدين. (*)
===============
(526)
اليمين على الشدق الايمن، وتسليم المصلى عليه ليثبت له صلوته في صحيفته، قلت:
فلم يسلم المأموم ثلاثا؟ قال: يكون واحدة ردا على الامام، ويكون عليه وعلى ملائكته ويكون على يمينه والملكين الموكلين به، ويكون الثالثة على من على يساره والملكين الموكلين به، ومن لم يكن على يساره أحد لم يسلم على يساره الا أن يكون يمينه إلى الحائط ويساره إلى مصلى معه خلف الامام فيسلم على يساره قلت:
فتسليم الامام على من يقع؟ قال: على ملائكته (1) والمأمونين، يقول لملائكته:
اكتبا سلامة صلاتى لما يفسدها ويقول لمن خلفه: سلمتم وامنتم من عذاب الله عزوجل، و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
25 ـ وباسناده إلى محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه قال: سمعت النبى (صلى الله عليه وآله) يقول ان حافظى على بن أبيطالب (عليه السلام) ليفتخران على جميع الحفظة لكينونتهما مع ذلك انهما لم يصعدا إلى الله عزوجل بشئ يسخط الله تبارك وتعالى.
26 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن بعض أصحابنا عن الحسن بن على بن أبى عثمان عن واصل عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبى ذر فقال له: يابا ذر كيف ترى حالنا عند الله؟ قال: اعرضوا أعمالكم على الكتاب ان الله يقول: ان الابرار لفى نعيم وان الفجار لفى جحيم فقال الرجل فأين رحمة الله؟ قال: رحمة الله قريب من المسلمين، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
27 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبى طالب (عليه السلام) قال: كل ما في كتاب الله عزوجل من قوله: " ان الابرار " فوالله ما أراد به الا على بن ابى طالب و فاطمة وأنا والحسين، لانا نحن ابرار آبائنا وامهاتنا، وقلوبنا علمت بالطاعات و البر وتبرأت من الدنيا وجيها، واطعنا الله في جميع فرائضه، وآمنا بوحدانيته، و صدقنا برسوله.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) وفى المصدر " على ملكيه " بصيغة التثنية. (*)
===============
(527)
28 ـ في مجمع البيان: والامر يومئذ لله وحده اى الحكم له في الجزاء والثواب والعفو والانتقام، وروى عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر (عليه السلام) انه قال: ان الامر يومئذ لله والامر كله لله، يا جابر اذا كان يوم القيامة بادت (1) الحكام فلم يبق حاكم الا الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: من قرء في فرائضه " ويل للمطففين " أعطاه الله الامن يوم القيامة من النار ولم تره ولم يرها، ولم يمر على جسر جهنم ولا يحاسب يوم القيامة.
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال النبى (صلى الله عليه وآله): من قرأها سقاه الله من الرحيق المختوم يوم القيامة.
3 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ويل للمطففين قال: الذين يبخسون المكيال والميزان. وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: نزلت على نبى الله (صلى الله عليه وآله) حين قدم المدينة، وهم يومئذ أسوء الناس كيلا فأحسنوا الكيل فأما الويل فبلغنا والله أعلم انه بئر في جهنم.
4 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد عن بعض اصحابنا عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه: وانزل في الكيل " ويل للمطففين " ولم يجعل الويل لاحد حتى يسميه كافرا، قال الله عزوجل: " فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم "
5 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه وانه رب شئ من كتاب الله عزوجل يكون تأويله على تنزيله، ولا يشبه تأويل كلام البشر ولا فعل البشر، وسأنبئك بمثال لذلك تكتفى به ان شاء الله،
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) باد: هلك. (*)
===============
(528)
إلى قوله: " فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى " فسمى فعل النبى (صلى الله عليه وآله) فعلا له، ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟ ومثل قوله: " بل هم بلقاء ربهم كافرون " فسمى البعث لقاء وكذلك قوله: " الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم " اى يوقنون " انهم مبعوثون " ومثله قوله: الا ايظن اولئك انهم مبعوثون ليوم عظيم اى أليس يوقنون انهم مبعوثون.
6 ـ وفيه ايضا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) واما قوله:
" ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوها " يعنى تيقنوا انهم دخلوها وكذلك قوله " انى ظننت انى ملاق حسابيه " واما قوله للمنافقين " وتظنون بالله الظنونا " فهو ظن شك وليس ظن يقين، والظن ظنان ظن شك وظن يقين فما كان من أمر المعاد من الظن فهو ظن يقين، وما كان من أمر الدنيا فهو على الشك.
7 ـ في عوالى اللئالى وفى الحديث انه (صلى الله عليه وآله) لما قرء يوم يقوم الناس لرب العالمين قال يقومون حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى انصاف اذنيه.
8 ـ في مجمع البيان " يوم يقوم الناس لرب العالمين " وجاء الحديث انهم يقومون في رشحهم إلى انصاف آذانهم، وفى الحديث آخر يقومون حتى يبلغ الرشح إلى أطراف آذانهم.
وفى الحديث عن سليم بن عامر عن المقداد بن الاسود قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: اذا كان يوم القيامة أدنيت الشمس من العباد حتى تكون الشمس بمقدار ميل أو ميلين، قال سلم: فلا ادرى أمسافة الارض أم الميل الذى يكحل به العين؟ ثم قال: صهرتهم الشمس فيكونون في العرق بمقدار أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبه ومنه من يلجمه الجاما. قال: فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يشير بيده إلى فيه قال: يلجمه الجاما أورده مسلم في الصحيح.
9 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن حفص عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: مثل الناس يوم القيامة اذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب، ليس له من الارض الا موضع
===============
(529)
قدرته كالسهم في الكنانة، لا يقدر أن يزول هيهنا ولا هيهنا.
10 ـ في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن ابى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله خلقنا من اعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا، و خلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الاية " كلا ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " وخلق عدونا من سجين، وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وابدانهم من دون ذلك، قلوبهم تهوى اليهم لانها خلقت مما خلقوا منه ثم تلا هذه الاية كلا ان كتاب الفجار لفى سجين وما ادراك ما سجين كتاب مرقوم.
11 ـ محمد بن يحيى وغيره عن احمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن ابى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن ابى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله عزوجل خلقنا من اعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق أبدانهم من دون ذلك، وذكر إلى آخر ما سبق وزاد ويل يومئذ للمكذبين.
12 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن اسماعيل رفعه إلى محمد ابن سنان عن زيد الشحام عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه، ثم قرء " ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " وان الله تبارك خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه ابدانهم قلوبهم تهوى اليهم، ثم قرء " ان كتاب الفجار لفى سجين * وما ادراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين ".
13 ـ في مجمع البيان عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
سجين أسفل سبع أرضين، وقيل: ان سجين جب في جهنم مفتوح، والفلق جب
===============
(530)
في جهنم مغطى، رواه أبوهريرة عن النبى (صلى الله عليه وآله)
14 ـ وروى عن أبى جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال: اما المؤمنون فترفع أعمالهم وأرواحهم إلى السماء، فتنفتح لهم أبوابها، واما الكافر فيصعد بعمله وروحه حتى اذا بلغ إلى السماء نادى مناد: اهبطوا به إلى سجين، وهو واد بحضرموت يقال له برهوت.
15 ـ في تفسير على بن ابراهيم " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: ماكتب الله لهم من العذاب لفى سجين وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (عليه السلام) قال: السجين الارض السابعة وعليون السماء السابعة.
16 ـ وباسناده إلى الكلبى عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في قوله: " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: هو فلان وفلان.
17 ـ وفيه عن الامام الحسن بن على بن ابى طالب (عليه السلام) حديث طويل يقول فيه (عليه السلام) فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فحيشر أهل الجنة عن يمين الصخرة ويزلف المعتبر، وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين السابعة وفيها الفلق والسجين.
18 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: " كلا ان كتاب الفجار لفى سجين " قال: هم الذين فجروا في حق الائمة واعتدوا عليهم، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
19 ـ على بن ابراهيم عن ابيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: قال النبى (صلى الله عليه وآله): ان الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به، فاذا صعد بحسناته يقول الله عزوجل: اجعلوها في سجين انه ليس اياى أراد فيها.
20 ـ باسناده إلى أبى عبدالله (عليه السلام) قال: مر عيسى بن مريم على قرية قد مات اهلها وطيرها ودوابها: فقال: اما انهم لم يموتوا الا بسخط، ولو ماتوا متفرقين لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله ان يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت
===============
(531)
أعمالهم فنجتنبها فدعا عيسى (عليه السلام) ربه فنودى من الجو: أن نادهم، فقام عيسى (عليه السلام) بالليل على شرف من الارض فقال: يا اهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته، فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب، فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال:
كحب الصبى لامه اذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا، واذا أدبرت بكينا وحزنا قال:
كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لاهل المعاصى قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية، فقال: وما الهاوية؟ فقال سجين قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا إلى يوم القيامة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
21 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بآخر ما نقلنا عنه من الرواية قريبا اعنى قوله: فلان وفلان " وما ادراك ما سجين " إلى قوله: الذين يكذبون بيوم الدين الاول والثانى وما يكذب به الا كل معتد اثيم اذا تتلى عليه آياتنا قال اساطير الاولين وهو الاول والثانى كانا يكذبان رسول الله (صلى الله عليه وآله).
22 ـ في اصول الكافى ابوعلى الاشعرى عن عيسى بن ايوب عن على بن مهزيار عن القاسم بن عروة عن ابن بكير عن زرارة عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد الا و في قلبه نكتة بيضاء، فاذا اذنب ذنبا خرج من تلك النكتة نكتة سوداء، فان تاب ذهب ذلك السوداء، وان تمادى في الذنوب زاد ذلك السواد حتى يغطى البياض فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير ابدا، وهو قول الله عزوجل كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون.
23 ـ محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عبدالله بن محمد الحجال عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تذاكروا وتلاقوا وتحدثوا فان الحديث جلاء للقلوب، ان القلوب لترين كما يرين السيف وجلاءه الحديث.
24 ـ في روضة الواعظين للمفيد (رحمه الله) قال الباقر (عليه السلام): ما شئ أفسد للقلب من الخطيئة، ان القلب لتواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير اسفله
===============
(532)
اعلاه واعلاه اسفله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ان المؤمن اذا اذنب كانت نكتة سوداء في قلبه، فان تاب ونزع واستغفر صقل قلبه منه وان ازداد زادت فذلك الران الذى ذكره الله تعالى في كتابه " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
25 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب وقال الحسن (عليه السلام) لحبيب بن مسلمة الفهرى: رب مسير لك في غير طاعة، قال: اما مسيرى إلى ابيك فلا، قال: بلى و لكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في آخرتك فلو كنت اذا فعلت شرا قلت خيرا كنت كما قال الله عزوجل: " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " ولكنك كما قال " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
26 ـ في عيون الاخبار باسناده إلى على بن الحسين بن على بن فضال عن أبيه قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله تعالى: كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون فقال: ان الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده، ولكنه يعنى انهم عن ثواب ربهم محجوبون.
27 ـ في كتاب التوحيد حديث طويل عن على (عليه السلام) يقول فيه وقد ساله رجل عما اشتبه عليه من الايات واما قوله: " كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " فانما يعنى يوم القيامة انهم عن ثواب ربهم محجوبون.
28 ـ في تفسير على بن ابراهيم متصل بما نقلنا من قوله: كانا يكذبان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قوله: انهم لصالوا الجحيم هما ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعنى هما ومن تبعهما.
29 ـ في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضى (عليه السلام) قال: قلت: " ثم يقال هذا الذى كنتم به تكذبون " قال: يعنى أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: تنزيل؟ قال: نعم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
30 ـ محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد وغيره عن محمد بن خلف عن أبى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن أبى حمزة الثمالى قال: سمعت
===============
(533)
ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله عزوجل خلقنا من اعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه، وخلق ابدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا، ثم تلا هذه الاية كلا ان كتاب الابرار لفى عليين وما ادراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون.
31 ـ عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن محمد بن خالد عن ابى نهشل قال: حدثنى محمد بن اسماعيل عن ابى حمزة الثمالى قال: سمعت ابا جعفر (عليه السلام) يقول: ان الله خلقنا من أعلى عليين وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا وخلق أبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا، ثم قرأ هذه الاية " كلا ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.
32 ـ في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن اسماعيل رفعه إلى محمد بن سنان عن زيد الشحام عن أبى عبدالله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور سنخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين، وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا، وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك، فقلوبهم تهوى الينا لانها خلقت مما خلقنا منه، ثم قرء " ان كتاب الابرار لفى عليين * وما ادراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
33 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في كتابه بالاسناد عن الهذيل عن مقاتل عن محمد بن الحنفية عن الحسن بن على بن أبيطالب (عليهم السلام) قال: كلما في كتاب الله عزوجل من قوله: " ان الابرار " فو الله مااراد به الا على بن ابيطالب وفاطمة و انا والحسين، وقد تقدم في سورة الانفطار.
34 ـ في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على (عليهم السلام) عن النبى (صلى الله عليه وآله) انه قال في وصيته له يا على ان الله تبارك وتعالى أعطانى فيك سبع خصال إلى قوله: وأنت اول من يشرب من الرحيق المختوم الذى ختامه مسك.
35 ـ في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد عن ابراهيم عن أبى
===============
حمزة عن على بن الحسين (عليهما السلام) قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم
36 ـ على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حسين بن نعيم عن مسمع أبى سيار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من نفس عن مؤمن كربة إلى قوله: ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم.
37 ـ في من لا يحضره الفقيه في وصية النبى (صلى الله عليه وآله) لعلى (عليه السلام): يا على من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، فقال على: لغير الله؟ قال: نعم والله صيانة لنفسه فيشكره الله تعالى على ذلك.
38 ـ في تفسير على بن ابراهيم: يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك قال: ماء اذا شربه المؤمن وجد رائحة المسك فيه، وقال أبوعبدالله (عليه السلام): من ترك الخمر لغير الله سقاه الله من الرحيق المختوم، قال: يا ابن رسول الله من تركه لغير الله؟ قال: نعم صيانة لنفسه.
39 ـ في مجمع البيان وفى الحديث من صام لله في يوم صائف سقاه الله من الظمأ من الرحيق المختوم.
40 ـ وفى وصية النبى (صلى الله عليه وآله) لامير المؤمنين (عليه السلام): يا على من ترك الخمر لله سقاه الله من الرحيق المختوم.
41 ـ في تفسير على بن ابراهيم: وفى ذلك فليتنافس المتنافسون قال: فيما ذكرناه من الثواب الذى يطلبه المؤمن.
42 ـ في روضة الكافى على بن ابراهيم عن على بن أسباط عنهم (عليهم السلام) قال: فيما وعظ الله عزوجل به عيسى (عليه السلام): يابن مريم ولو رأت عينك ما أعددت لاوليائى الصالحين ذاب قلبك وزهقت نفسك شوقا (1) فليس كدار الاخرة دار تجاور فيها الطيبين، ويدخل عليهم فيها الملائكة المقربون مما يأتى يوم القيامة من أهوالها آمنون، دار لا يتغير فيها النعيم، ولا يزول عن أهلها، يابن مريم نافس فيها
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) زهقت نفسه: خرجت. (*)
===============
(535)
مع المتنافسين فانها امنية المتمنين حسنة المنظر. طوبى لك يا ابن مريم ان كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وابراهيم في جنات ونعيم لا تبغى بها بدلا ولا تحويلا، كذلك افعل بالمتقين، وفى هذا الحديث ايضا: فنافس في الصالحات جهدك وفيه فنافس في العمل الصالح.
43 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ومزاجه من تسنيم وهو مصدر سنمه اذا رفعه لانها أرفع شراب أهل الجنة، او لانها تأتيهم من فوق، اشرف شراب أهل الجنة ياتيهم من عال يتسنم عليهم في منازلهم، وهى عين يشرب بها المقربون وهم آل محمد صلوات الله عليهم يقول الله: " السابقون السابقون اولئك المقربون " رسول الله وخديجة وعلى بن أبى طالب وذرياتهم تلحق بهم يقول الله " الحقنا بهم ذريتهم " والمقربون يشربون من تسنيم بحتا صرفا، وساير المؤمنين ممزوجا.
44 ـ وفيه " كلا ان كتاب الابرار لفى عليين " إلى قوله: " عينا يشرب بها المقربون " وهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وامير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والائمة (عليهم السلام).
45 ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب الباقر (عليه السلام) في قوله: " كلا ان كتاب الابرار " إلى قوله: " المقربون " وهو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام).
46 ـ في تفسير على بن ابراهيم: ان الذين اجرموا الاول والثانى ومن تابعهما كانوا من الذين آمنوا يضحكون قيل نزلت في على بن ابى طالب (عليه السلام) وذلك انه كان في نفر من المسلمين جاؤا إلى النبى (صلى الله عليه وآله)، فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الاصلع (1) فضحكنا منه، فنزلت الاية قبل أن يصل على وأصحابه إلى النبى (صلى الله عليه وآله) عن مقاتل والكلبى. وذكر الحاكم أبوالقاسم الحسكانى في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل باسناده عن أبى صالح عن ابن عباس قال: " ان الذين اجرموا " منافقوا
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الاصلع هو الذى انحسر مقدم شعر رأسه. (*)
===============
(536)
قريش " والذين آمنوا " على بن ابى طالب (عليه السلام).
47 ـ في تفسير على بن ابراهيم " ان الذين اجرموا " إلى قوله: " فكهين " قال: يسخرون.
بسم الله الرحمن الرحيم
1 ـ في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى الحسين بن أبى العلاء قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السلام) يقول: من قرء هاتين السورتين وجعلهما نصب عينيه في صلوة الفريضة والنافلة " اذا السماء انفطرت " " واذا السماء انشقت " لم يحجبه الله من حاجة، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر إلى الله وينظر الله اليه حتى يفرغ من حساب الناس.
2 ـ في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: ومن قرء " انشقت " اعاذه الله أن يعطيه كتابه وراء ظهره.
3 ـ في تفسير على بن ابراهيم: اذا السماء انشقت قال: يوم القيامة.
4 ـ في مصباح شيخ الطائفة (قدس سره) في دعاء مروى عن الصادق (عليه السلام):
واسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فنسفت، ووضعته على السماء فانشقت.
5 ـ في جوامع الجامع والاذن الاستماع قال عدى:
وسماع يأذن الشيخ له * وحديث مثل ماذى مشار (1) ومنه قوله (عليه السلام): ما اذن الله لشئ كاذنه لنبى يتغنى بالقرآن.
6 ـ في تفسير على بن ابراهيم: واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت قال: تمد الارض فتشق فيخرج الناس منها.
7 ـ في مجمع البيان وروى ابوهريرة عن النبى (صلى الله عليه وآله) قال: " تبدل الارض غير الارض والسماوات " فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظى (2) لا ترى فيها عوجا ولا امتا.
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) الماذى: العسل الابيض. والمشار بمعنى الابيض.
(2) مر الحديث بمعناه قريبا فراجع. (*)
===============
(537)
8 ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسى (رحمه الله) عن امير المؤمنين (عليه السلام) حديث طويل يذكر فيه احوال القيامة وفيه يقول: والناس يومئذ على طبقات ومنازل، فمنهم من يحاسب حسابا وينقلب إلى اهله مسرورا ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب، لانهم لم يلبسوا من امر الدنيا بشئ، وانما الحساب هناك على من تلبس بها هيهنا ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير.
9 ـ في كتاب معانى الاخبار حدثنا ابى (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن ابن سنان عن ابى جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل محاسب معذب، فقال له قائل: يا رسول الله فأين قول الله عزوجل فسوف يحاسب حسابا يسيرا قال ذلك العرض يعنى التصفح.
10 ـ في مجمع البيان " فسوف يحاسب حسابا يسيرا " يريد انه لا يناقش في الحساب ويوقف على ما عمل من الحسنات، وماله عليها من الثواب وما حط عنه من الاوزار، اما بالتوبة أو بالعفو، وقيل: الحساب اليسير التجاوز عن السيئات والاثابة على الحسنات، ومن نوقش الحساب عذب، في خبر مرفوع.
11 ـ وفى رواية اخرى يعرف بعلمه ثم يتجاوز عنه.
12 ـ وفى حديث آخر: ثلاث من كن فيه حاسبه الله حسابا يسيرا وأدخله الجنة برحمته، قالوا: وما هى يا رسول الله؟ قال: تعطى من حرمك، وتصل من قطعك، وتعفو عمن ظلمك.
13 ـ في محاسن البرقى عن الحسين بن على بن يقطين عن محمد بن سنان عن أبى الجارود عن أبى جعفر (عليه السلام) قال: انما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا.
14 ـ في جوامع الجامع: حسابا يسيرا اى سهلا مهينا لا تناقش فيه وروى أن الحساب اليسير هو الاثابة على الحسنات والتجاوز عن السيئات ومن نوقش الحساب عذب.
15 ـ في اصول الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن