(94) يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم يعني في حال إحرامكم نبه بقوله بشيء على تحقيره بالاضافة إلى الإبتلاء ببذل الأنفس والأموال .
القمي قال : نزلت في عمرة الحديبية جمع الله عليهم الصيد فدخلوا بين رحالهم .
وفي الكافي عن الصادق عليه السلام حشر عليهم الصيد في كل مكان حتى دنا منهم ليبلوهم الله به .
وعنه عليه السلام حشر لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمرة الحديبية الوحوش حتى نالتها أيديهم ورماحهم .
وفي رواية ما تناله الأيدي البيض والفراخ وما تناله الرماح فهو ما لا تصل إليه الأيدي ، وفي المجمع عنه عليه السلام الذي تناله الأيدي فراخ الطير وصغار الوحش والبيض والتي تناله الرماح الكبار من الصيد ليعلم الله من يخافه بالغيب ليتميز من يخاف عقاب الاخرة وهو غائب منتظر فيتقي الصيد ممن لا يخافه فيقدم عليه فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم .
(95) يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم محرمون ، في التهذيب عن الصادق عليه السلام إذا حرمت فاتق قتل الدواب كلها إلا الأفعى والعقرب والفأرة فإنها (1) توهي السقاء وتضرم على أهل البيت البيت وأما العقرب فإن نبي الله مد يده إلى الحجر فلسعته عقرب فقال لعنك الله لا تدعين برا ولا فاجرا والحية إذا أرادتك فاقتلها وإن لم تردك فلا تردها والكلب العقور والسبع إذا أراداك فاقتلهما فإن لم يريداك فلا تردهما والأسود (2) العذر فاقتله على كل حال ارم الغراب رميا والحدأة (3) على ظهر بعيرك وفي الكافي ما في معناه .
____________
(1) اي تخرقه وتضعفه عن امساك الماء .
(2) الأسود الحية العظيمة ومنه المحرم يقتل الأسود العذر وهو بمعنى البالغ فمعناه الأسود البالغ في السواد والأسود العظيم الجوف فان العذر جاء بهذا المعنى ايضا .
(3) الحدأة كعتبة وهو طائر خبيث ويجمع بحذف الهاء وفي الخبر لا بأس بقتل الحداء للمحرم .
( 88 )
وعنه عليه السلام يقتل المحرم الزنبور والنسر والأسود العذر والذئب وما خاف أن يعدو عليه وقال الكلب العقور هو الذئب ، وعنه عليه السلام كل ما خاف المحرم على نفسه من السباع والحيات فليقتله وإن لم يردك فلا ترده ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم وقرء فجزاء بالإضافة في التهذيب عن الصادق عليه السلام في تفسيرها في الظبي شاة وفي حمار وحش بقرة وفي النعامة جزور وزاد في رواية اخرى وفي البقرة بقرة والعياشي عن الباقر عليه السلام ما يقرب منه يحكم به ذوا عدل منكم في المجمع عن الباقر والصادق عليهما السلام ذو عدل ، وفي الكافي عنهما عليهما السلام والعياشي عن الباقر عليه السلام العدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام من بعده ثم قال هذا مما أخطأت به الكتاب وزاد العياشي يعني رجلا واحدا يعني الإمام .
أقول : يعني أن رسم الألف في ذوا عدل من تصرف نساخ القرآن خطأ والصواب عدم نسخها وذلك لانه يفيد أن الحاكم اثنان والحال أنه واحد وهو الرسول في زمانه ثم كل إمام في زمانه على سبيل البدل .
وفي التهذيب عن الباقر عليه السلام العدل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام من بعده يحكم به وهو ذو عدل فإذا علمت ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام عليه السلام فحسبك ولا تسأل عنه
هديا بالغ الكعبة .
في الكافي عن الصادق عليه السلام من وجب عليه هدي في إحرامه فله أن ينحره حيث شاء إلا فداء الصيد فإن الله يقول هديا بالغ الكعبة وعنه عليه السلام من وجب عليه هدي فداء صيد أصابه وهو محرم فإن كان حاجا نحر هديه الذي يجب عليه بمنى وإن كان معتمر انحر بمكة قبالة الكعبة .
وعن الباقر عليه السلام مثله وزاد وإن شاء تركه إلى أن يقدم فيشتريه فإنه يجزي عنه أو كفارة طعام مساكين وقرء كفارة طعام بالاضافة أو عدل ذلك صياما .
في الكافي عن الصادق عليه السلام أنه سئل عن محرم أصاب نعامة أو حمار وحش قال عليه بدنة قيل فإن لم يقدر على بدنة قال فليطعم ستين مسكينا قيل فإن لم يقدر
( 89 )
على أن يتصدق قال فليصم ثمانية عشر يوما والصدقة مد على كل مسكين وسئل عن محرم أصاب بقرة قال عليه بقرة قيل فإن لم يقدر على بقرة قال فليطعم ثلاثين مسكينا قيل فإن لم يقدر على أن يتصدق قال فليصم (1) تسعة أيام قيل فإن أصاب طيبا قال عليه شاة قيل فإن لم يقدر قال فإطعام عشرة مساكين فإن لم يجد ما يتصدق به فعليه صيام ثلاثة أيام .
وفي الفقيه والقمي عن السجاد عليه السلام في حديث الزهري أو تدري كيف يكن عدل ذلك صياما يا زهري قال لا أدري قال يقوم الصيد قيمة ثم تفض (2) تلك القيامة على البر ثم يكال ذلك البر أصواعا فيصوم لكل نصف صاع يوما ليذوق وبال أمره يعني هذا الجزاء ليذوق ثقل فعله وسوء عاقبة هتكه لحرمة الاحرام عفا الله عما سلف يعني الدفعة الاولى ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام .
في الكافي عن الصادق عليه السلام في محرم أصاب صيدا قال عليه الكفارة قيل فإن أصاب آخر قال فان أصاب آخر فليس عليه كفارة وهو ممن قال الله تعالى ومن عاد فينتقم الله منه وفي معناه أخبار أخروفي التهذيب عنه عليه السلام إذا أصاب المحرم الصيد خطأ فعليه الكفارة فإن أصاب ثانية خطأ فعليه الكفارة أبدا إذا كان خطأ فإن أصابه متعمدا كان عليه الكفارة فإن أصابه ثانية متعمدا فهو ممن ينتقم الله منه ولم يكن عليه الكفارة .
وفي الكافي عنه عليه السلام في قول الله عز وجل ومن عاد فينتقم الله منه قال إن رجلا انطلق وهو محرم فأخذ ثعلبا فجعل يقرب النار إلى وجهه وجعل الثعلب يصيح ويحدث من استه (3) وجعل أصحابه ينهونه عما يصنع ثم أرسله بعد ذلك فبينا الرجل نائم إذ جاءت حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث كما أحدث الثعلب ثم خلت عنه .
____________
(1) قوله فليصم تسعة أيام طلاقه مقيد بصورة العجز عن صوم الثلثين أو ما وافق قيمة طعام الصدقة بالاجماع المنقول وقاعدة معادلة الصوم لعدد المطعمين المستفادة من الآية وغير ذلك من الأخبار فهو بظاهره غير معمول به عند الأصحاب .
(2) الفض الكسر التفرقة وقد فضه يفضه .
(3) الاست العجز وقد يراد به حلقة الدبر واصلة سته على فعل بالتحريك يدل على ذلك ان جمعه استاه مثل حمل واحمال .
( 90 )
(96) أحل لكم صيد البحر وطعامه متعاعا لكم وللسيارة ولسيارتكم يتزودونه قديدا (1) وحرم عليكم صيد البر مادمتم حرما في الكافي عن الصادق عليه السلام لا بأس أن يصيد المحرم السمك ويأكل مالحه (2) وطريه (3) ويتزود وقال أحل لكم صيد البحر وطعامه متاعا لكم وللسيارة قال مالحه الذي يأكلون وفصل ما بينهما كل طير يكون في الاجام (4) يبيض في البر ويفرخ في البر فهو من صيد البر وما كان من صيد البر يكون في البر ويبيض في البحر فهو من صيد البحر وعنه عليه السلام كل شيء يكون أصله في البحر ويكون في البر والبحر فلا ينبغي للمحرم أن يقتله فإن قتله فعليه الجزاء كما قال الله تعالى وعن أحدهما عليهما السلام قال لا يأكل المحرم طير الماء واتقوا الله الذي إليه تحشرون .
(97) جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما وقرء قيما بغير ألف للناس لمعايشهم ومكاسبهم يستقيم به امور دينهم ودنياهم يلوذ به الخائف ويأمن فيه الضعيف ويربح عنده التجار باجتماعهم عنده من سائر الأطراف ويغفر بقصده المذنب ويفوز حاجه بالمثوبات .
في المجمع عن الصادق عليه السلام من أتى هذا البيت يريد شيئا في الدنيا والاخرة أصابه والقمي قال مادامت الكعبة قائمة ويحج الناس إليها لم يهلكوا فإذا هدمت وتركوا الحج هلكوا والشهر الحرام والهدي والقلائد مضى تفسيرها ذلك لتعلموا أن الله يعلم ما في السماوات وما في الارض يعني إذا اطلعتم على الحكمة في جعل الكعبة قياما وما في الحج ومناسكه من الحكم علمتم أن الله يعلم الأشياء جميعا وأن الله بكل شيء عليم تعميم بعد تخصيص ومبالغة بعد إطلاق .
(98) اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم وعيد ووعد لمن هتك محارمه ولمن حافظ عليها ، في التوحيد عن الصادق عليه السلام عن آبائه ( عليهم السلام ) عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن جبرئيل عليه السلام قال قال الله تعالى من
____________
(1) القدية اللحم المقدد أي المشرح طولا .
(2) ملح السمك والقدر طرح فيه الملح .
(3) والطري الغض .
(4) الاجمعة محركة الشجر جمع الكثير الملتف جمع اجم بالضم وبضمتين وبالتحريك واجام واجام وأجمات 44 .
( 91 )
أذنب ذنبا صغيرا كان أو كبيرا وهو يعلم أن لي أن أعذبه وان أعفو عنه عفوت عنه .
(99) ما على الرسول إلا البلاغ تشديد في إيجاب القيام بما أمر به والله يعلم ما تبدون وما تكتمون من تصديق وتكذيب وفعل وعزيمة .
(100) قل لا يستوي الخبيث والطيب إنسانا كان أو عملا أو مالا أو غير ذلك ولو أعجبك كثرة الخبيث فإن العبرة بالجودة والرداءة لا بالكثرة والقلة فاتقوا الله يا أولي الالباب في تحري (1) الخبيث وان كثر واثروا (2) الطيب وإن قل لعلكم تفلحون .
(101) يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم في الكافي عن الباقر عليه السلام لا تسألوا عن أشياء لم تبد لكم إن تبد لكم تسؤكم .
وفي المجمع عن أمير المؤمنين عليه السلام خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال إن الله كتب عليكم الحج فقال عكاشة بن محصن ويروى سراقة بن مالك أفي كل عام يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعرض عنه حتى عاد مرتين أو ثلاثا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويحك ما يؤمنك أن أقول نعم والله لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما استطعتم ولو تركتم كفرتم فاتركوني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه .
والقمي عن الباقر عليه السلام أن (3) صفية بنت عبد المطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر غطي قرطك (4) فإن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تنفعك شيئا فقالت له هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء (5) ثم دخلت على رسول الله ( صلى الله
____________
(1) التحري القصد والاجتهاد في الطلب والعزم على تخصيص الشيء بالفعل والقول .
(2) قوله تعالى بل تؤثرون الحياة الدنيا ان تقدموها وتفضلوها على الاخرة .
(3) صفية بنت عبد المطلب والدة الزبير ولذا كان علي ابن خاله .
(4) القرط بالضم فالسكون هو الذي يعلق في شحمة الاذن والجمع قرطة وقراط أيضا كرمح ورماح .
(5) لخن السقاء وغيره كفرح أنتن والجوزة فسدت ورجل الخن وامة لخناء لم يختنا واللخن محركة قبح ريح الفرج والارفاغ وقبح الكلام .
( 92 )
عليه وآله وسلم فأخبرته بذلك وبكت فخرج رسول اللهفنادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألني اليوم أحد من أبوه إلا أخبرته .
فقام إليه رجل فقال من أبي يا رسول الله ؟ فقال أبوك غير الذي تدعى له أبوك فلان بن فلان فقام آخر فقال من أبي يا رسول الله قال أبوك الذي تدعى له ثم قال رسول اللهما بال الذي يزعم أن قرابتي لا تنفع لا يسألني عن أبيه فقام إليه عمر فقال له أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسول اللهأعف عني عفا الله عنك فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا الآية عفا الله عنها قيل استئناف أي عفا الله عما سلف من مسألتكم فلا تعودوا إلى مثلها وقيل بل صفة أخرى أي عن أشياء عفا الله عنها ولم يكلف بها وكف عن ذكرها ويؤيده قول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه إن الله افترض عليكم فرائض فلا تضيعوها وحد لكم حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها (1) وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها والله غفور حليم لا يعاجلكم بعقوبة ما يفرط منكم ويعفو عن كثير .
(102) قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين حيث لم يأتمروا وجحدوا .
(103) ما جعل الله ما شرع الله من بحيرة ولا سائبة(2) ولا وصيلة ولا حام في المعاني عن الصادق أن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين من بطن واحد قالوا وصلت فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة ولا يستحلون ظهرها ولا أكلها والحام فحل الابل لم يكونوا يستحلون فأنزل الله عز وجل إنه لم يحرم شيئا من ذلك قال وقد روي أن البحيرة الناقة إذا أنتجت خمسة أبطن فإن كان
____________
(1) نهكت من الطعام بالغت في أكله يقال أنهك من هذا الطعام وكذلك أنهك عرضه أي بالغ في شتمه .
(2) السائبة المهملة والعبد يعتق على أن لا ولاء له والبعير يدرك نتاج نتاجه فيسيب اي يترك لا يركب والناقة كانت تسيب في الجاهلية لنذر ونحوه أو كانت إذا ولدت عشرة ابطن كلهن اناث سيبت .
( 93 )
الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء وإن كان الخامس أنثى بحروا اذنها أي شقوه وكانت حراما على النساء لحمها ولبنها فإذا ماتت حلت للنساء والسائبة البعير يسيب بنذر يكون على الرجل أن سلمه الله من مرض أو بلغه منزله أن يفعل ذلك والوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن فإن كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء وإن كان أنثى تركت في الغنم وإن كان ذكرا وأنثى قالوا وصلت أخاها فلا تذبح وكان لحومهما حراما على النساء إلا أن يموت منها شيء فيحل أكلها للرجال والنساء والحام الفحل إذا ركب ولد ولده قالوا قد حمى ظهره .
وقد يروى أن الحام هو من الابل إذا أنتج عشرة أبطن قالوا قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولا ماء ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب بتحريم ذلك ونسبته إليه وأكثرهم لا يعقلون إن ذلك إفتراء وكذب يعني الأتباع الذين يقلدون في تحريمها رؤساءهم الذين يمنعهم حب الرياسة عن الاعتراف به .
في المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن لحى بن قمعة بن جندب كان قد ملك مكة وكان أول من غير دين إسماعيل فاتخذ الأصنام ونصب الأوثان وبحر البحيرة وسيب السائبة ووصل الوصيلة وحمى الحامي قال رسول اللهفلقد رأيته في النار يؤذي أهل النار ريح قصبه (1) ويروي تجر قصبه في النار .
(104) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آبآءنا بيان لقصور عقلهم وإنهاكهم في التقاليد وأن لا سند لهم سواه أولو كان آبآؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون يعني أوجبهم ما وجدوا عليه آباءهم ولو كانوا جهلة ضآلين .
(105) يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم احفظوها والزموا صلاحها لا يضركم من ضل إذا اهتديتم قيل نزلت لما كان المؤمنون يتحسرون على الكفرة ويتمنون إيمانهم .
____________
(1) القصب محركة عظام الاصابع وشعب الحلق ومخارج الانفاس والقصب بالضم الظهر والمعى والمراد هنا الامعاء روى عن ابن عباس وروى مكان ريح حر فيناسب الظهر أيضا .
( 94 )
والقمي قال أصلحوا أنفسكم ولا تتبعوا عورات الناس ولا تذكروهم فإنه لا يضركم ضلالتهم إذا كنتم صالحين .
وفي المجمع أن أبا ثعلبة سأل رسول اللهعن هذه الآية فقال ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر فإذا رأيت دنيا مؤثرة وشحا مطاعا وهوى متبعا وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخويصة (1) نفسك وذرعوامهم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون وعد ووعيد للفريقين على أن أحدا لا يؤاخذ بذنب غيره .
(106) يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم الاشهاد الذي شرع بينكم فيما أمرتم به إذا حضر أحدكم الموت إذا شارفه وحضرت إماراته حين الوصية قيل فيه تنبيه على أن الوصية مما لا ينبغي أن يتهاون فيه إثنان شهادة اثنين ذوا عدل منكم من المسلمين أو آخران من غيركم من أهل الكتاب والمجوس كما يأتي إن أنتم ضربتم في الارض سافرتم فأصابتكم مصيبة الموت قاربكم الأجل تحبسونهما تقفونهما من بعد الصلاة لتغليظ اليمين بشرف الوقت ولانه وقت اجتماع الناس فيقسمان بالله أي الآخران إن ارتبتم (2) ارتاب الوارث منكم وهو اعتراض لا نشتري به بالقسم أو بالله ثمنا عوضا من الدنيا ولو كان ذا قربى أي ولو كان المقسم له ذا قربى ولا نكتم شهادة الله التي أمر الله باقامتها إنا إذا لمن الاثمين أي إن كتمنا .
(107) فإن عثر فإن اطلع وحصل العلم على أنهما أي الآخرين استحقا إثما استوجبا عقوبته بسبب تحريف في الشهادة أو خيانة فآخران فشاهدان آخران يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم أي الذين حق عليهم يعني بهم الورثة الاوليان الأحقان بالشهادة لقرابتهما ومعرفتهما وقرء عليهم استحق على البناء للفاعل والأولين بالجمع على أنه صفة للذين فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما أي يميننا أصدق
____________
(1) الخويصة تصغير الخاصة ياؤها ساكنة لان ياء التصغير لا يتحرك .
(2) أي ان ارتبتم اعتراض والضمير في به للقسم وفي كان للمقسم له يعني لا نستبدل بصحة القسم بالله عرضا من الدنيا ولو كان من نقسم له قريبا منا أراد أن هذه عادتهم : صدقهم وأمانتهم أبدا كقوله شهداء لله ولو على انفسكم وخص ذا القربى بالذكر لان الميل إليهم اتم والمداهنة بينهم اكمل قاله النيسابوري .
( 95 )
سمى اليمين شهادة لوقوعها موقعها كما في اللعان وما اعتدينا وما تجاوزنا فيها الحق إنا إذا لمن الظالمين .
(108) ذلك أي الحكم الذي تقدم أو تحليف الشاهدين أدنى أقرب أن يأتوا بالشهادة على وجهها على نحو ما تحملونها من غير تحريف ولا خيانة فيها أو يخافوا أن ترد أيمان أي ترد اليمين على المدعين بعد أيمانهم فيفتضحوا بظهور الخيانة واليمين الكاذبة جمع اليمين ليعم الشهود كلهم .
في الكافي والفقيه والتهذيب عن الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآية اللذان منكم مسلمان واللذان من غيركم من أهل الكتاب فإن لم تجدوا من أهل الكتاب فمن المجوس لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سن في المجوس سنة أهل الكتاب في الجزية وذلك إذا مات الرجل في أرض غربة فلم يجد مسلمين أشهد رجلين من أهل الكتاب يحبسان بعد العصر فيقسمان بالله لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الاثمين قال وذلك إن ارتاب ولي الميت في شهادتهما فإن عثر على أنهما شهدا بالباطل فليس له أن ينفض شهادتهما حتى يجيء بشاهدين فيقومان مقام الشاهدين الأولين فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين فإذا فعل ذلك نقض شهادة الأولين وجازت شهادة الآخرين يقول الله تعالى ذلك أدنى أن يأتوا الآية .
وفي الكافي مرفوعا خرج تميم الداري وابن بيدي وابن أبي مارية في سفر وكان تميم الداري مسلما وابن بيدي وابن أبي مارية نصرانيين وكان مع تميم الداري خُرجُ (1) له فيه متاع وآنية منقوشة بالذهب وقلادة أخرجها إلى بعض أسواق العرب للبيع واعتل تميم الداري علة شديدة فلما حضره الموت دفع ما كان معه إلى ابن بيدي وابن أبي مارية وأمرهما أن يوصلاه إلى ورثته فقدما المدينة وقد أخذا من المتاع الانية والقلادة وأوصلا سائر ذلك إلى ورثته فافتقد القوم الآنية والقلادة فقال أهل تميم أهل مرض صاحبنا
____________
(1) الخرج بالضم الجوالق ذو اذنين وهو عربي .
( 96 )
مرضا طويلا أنفق فيه نفقة كثيرة فقالا لا ما مرض إلا أياما قلائل قالوا فهل سرق منه شيء في سفره هذا قالا لا قالوا فهل اتجر تجارة خسر فيها قالا لا قالوا افتقدنا أفضل شيء كان معه آنية منقوشة مكللة بالجوهر وقلادة فقالا ما دفع إلينا فقد أدينا إليكم فقدموها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأوجب عليهما اليمين فحلفا فخلى عنهما ثم ظهرت تلك الآنية والقلادة عليهما .
فجاء أولياء تميم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا يا رسول الله قد ظهر على ابن بيدي وابن أبي مارية ما ادعيناه عليهما فانتظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الله الحكم في ذلك فأنزل الله تعالى يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم الآية فأطلق الله تعالى شهادة أهل الكتاب على الوصية فقط إذا كان في سفر ولم يجد المسلمين فأصابتكم مصيبة الموت تحبسونهما من بعد الصلاة فيقسمان بالله إن إرتبتم لا نشتري به ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين فهذه الشهادة الاولى التي جعلها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن عثر على أنهما استحقا إثما أي أنهما حلفا على كذب فآخران يقومان مقامهما يعني من أولياء المدعي من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله يحلفان بالله أنهما أحق بهذه الدعوى منهما وانهما قد كذبا فيما حلفا بالله لشهادتنا أحق من شهادتهما وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أولياء تميم الداري أن يحلفوا بالله على ما أمرهم به فحلفوا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القلادة والآنية من ابن بيدي وابن أبي مارية وردهما إلى أولياء تميم الداري والقمي ما يقرب منه .
وفي الكافي عن عدة أخبار عن الصادق عليه السلام إذا كان الرجل في أرض غربة لا يوجد فيها مسلم جاز شهادة من ليس بمسلم على الوصية واتقوا الله واسمعوا سمع إجابة وقبول والله لا يهدي القوم الفاسقين إلى طريق الجنة .
(109) يوم يجمع الله الرسل اذكره فيقول لهم ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب في الجوامع السؤال توبيخ ولذلك قالوا لا علم لنا ووكلوا الأمر إلى علمه بسوء إجابتهم ولجأوا إليه في الأنتقام منهم .
( 97 )
وفي المعاني عن الصادق عليه السلام يقولون لا علم لنا بسواك وقال القرآن كله تقريع وباطنه تقريب .
وفي الكافي عن الباقر إن لهذا تأويلا يقول ماذا اجبتم في أوصيائكم الذين خلفتموهم على أممكم فيقولون لا علم لنا بما فعلو من بعدنا
والقمي عنه عليه السلام مثله من دون أن يسميه تأويلا .
(110) إذ قال الله بدل من يوم يجمع يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك قويتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا تكلمهم في جميع أحوالك على سواء وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الاكمه والابرص بإذنى وإذ تخرج الموتى بإذنى مضى تفسيرها في سورة آل عمران وقرء طائرا وإذ كففت بني إسرائيل عنك يعني اليهود حين هموا بقتله إذ جئتهم بالبينات فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحر مبين وقرء ساحر .
(111) وإذ أوحيت إلى الحواريين العياشي عن الباقر عليه السلام الهموا أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون مخلصون قد مضى الوجه في تسمية الحواريين وذكر عددهم في سورة آل عمران .
(112) إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك وقرء بالخطاب والعياشي مقطوعا قراءتها هل يستطيع أن تدعو ربك وقيل هذه الاستطاعة بناء على ما تقتضيه الحكمة والارادة لا على ما تقتضيه القدرة أن ينزل علينا مائدة من السماء المائدة الخوان إذا كان عليه الطعام قال اتقوا الله من أمثال هذا السؤال إن كنتم مؤمنين بكمال قدرته .
(113) قالوا نريد أن نأكل منها تمهيد عذر وبيان لما دعاهم إلى السؤال وتطمئن قلوبنا بالمشاهدة ونعلم أن قد صدقتنا في ادعاء النبوة ونكون عليها من الشاهدين
( 98 )
قيل نشهد عليها عند الذين لم يحضروها .
(114) قال عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا قيل يكون يوم نزولها عيدا نعظمه وكان يوم الأحد ولهذا اتخذه النصارى عيدا وقيل بل العيد السرور العايد ومنه يوم العيد لأوّلنا واخرنا نأكل منها جميعا وقيل لمن في زماننا ولمن بعدنا وآية منك وارزقنا وانت خير الرازقين .
(115) قال الله إني منزلها عليكم إجابة إلى سؤالكم وقرء منزلها بدون التشديد فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين في المجمع عن الباقر عليه السلام إن عيسى بن مريم عليهما السلام قال لبني إسرائيل صوموا ثلاثين يوما ثم سلوا الله ما شيءتم يعطكموه فصاموا ثلاثين فلما فرغوا قالوا إنا لو عملنا لأحد من الناس فقضينا عمله لأطعمنا طعاما وإنا صمنا وجعنا فادع الله أن ينزل علينا مائدة من السماء فأقبلت الملائكة بمائدة يحملونها عليها سبعة أرغفة وسبعة أخوان (1) حتى وضعتها بين أيديهم فأكل منها آخر الناس كما أكل أولهم .
وعن عمار بن ياسر عن النبينزلت المائدة خبزا ولحما وذلك أنهم سألوا عيسى عليه السلام طعاما لا ينفد يأكلون منه قال فقيل لهم فإنها مقيمة لكم ما لم تخونوا (2) وتخبأوا وترفعوا فإن فعلتم ذلك عذبتكم قال فما مضى يومهم حتى خبأوا وترفعوا وخانوا .
وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قال والله ما تبع عيسى عليه السلام شيئا من المساوىء قط ولا انتهز شيئا ولا قهقه ضحكا ولا ذب ذبابا عن وجهه ولا أخذ أنفه من نتن شيء قط ولا عبث قط ولما سأله الحواريون أن ينزل عليهم المائدة لبس صوفا وبكى قال اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء الآية فنزلت سفرة حمراء بين غمامتين
____________
(1) الخوان كغراب وكتاب ما يؤكل عليه الطعام كالاخوان .
(2) قوله ما لم تخونوا وتخبأوا يمكن أخذه من جبا بالجيم الموحدة من باب منع وفرح أي لم تدعوا وتكرهوا أو تبغضوا ومن خبأ بالخاء المعجمة والباء الموحدة من باب منع أي ما لم تستروا وتخفوا امرها وخبأتم فيها من كيد خائبى أي خائب أو التاء المثناة من ختأه كمنعه كفه عن الامر اختتأ له أي خدمه .
( 99 )
وهم ينظرون إليها وهي تهوي منقضة حتى سقطت بين أيديهم فبكى عيسى على نبينا وآله و عليه السلام وقال اللهم اجعلني من الشاكرين اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها فتلة (1) مثلة وعقوبة واليهود ينظرون إليها ينظرون إلى شيء لم يروا مثله قط ولم يجدوا ريحا أطيب من ريحه .
فقام عيسى عليه السلام فتوضأ وصلى صلاة طويلة ثم كشف المنديل عنها وقال بسم الله خير الرازقين فإذا هو سمكة مشوية ليس عليها فلوس تسيل سيلا من الدسم وعند رأسها ملح وعند ذنبها خل وحولها من ألوان البقول ما عدا الكراث وإذا خمسة أرغفة على واحد منها زيتون وعلى الثاني عسل وعلى الثالث سمن وعلى الرابع جبن وعلى الخامس قديد .
فقال شمعون يا روح الله أمن طعام الدنيا هذا أم من طعام الآخرة فقال عيسى عليه السلام ليس شيء مما ترون من طعام الدنيا ولا من طعام الآخرة ولكنه شيء افتعله الله بالقدرة الغالبة كلوا ما سألتم يمددكم ويرزقكم من فضله فقال الحواريون يا روح الله لو أريتنا من هذه الآية اليوم آية اخرى فقال عيسى عليه السلام يا سمكة احيي بإذن الله تعالى فاضطربت السمكة وعاد عليها فلوسها وشوكها وفرقوا منها فقال ما لكم تسألون أشياء إذا اعطيتموها كرهتموها ما أخوفني عليكم أن تعذبوا يا سمكة عودي كما كنت بإذن الله فعادت السمكة مشوية كما كانت فقالوا يا روح الله كن أول من يأكل منها ثم نأكل نحن فقال عيسى عليه السلام معاذ الله أن آكل منها ولكن يأكل منها من سألها فخافوا أن يأكلوا منها فدعا لها عيسى عليه السلام أهل الفاقة والزمني (2) والمرض والمبتلين فقال كلوا منها ولكم الهناء ولغيركم البلاء فأكل منها ألف وثلثماة رجل وامرأة من فقير ومريض ومبتلي وكلهم شبعان تتجشّأ (3) .
ثم نظر عيسى عليه السلام إلى السمكة فإذا هي كهيئتها حين نزلت من السماء ثم
____________
(1) قوله فتلة يقال فتله عن وجهه فانفتل أي صرفه فانصرف والمراد لعله لا تجعله سببا لانصراف النعمة .
(2) الزمانة العاهة وآفة في الحيوان يقال زمن الشخص زمنا وزمانة فهو زمن من باب تعب وهو مرض يدوم زمانا طويلا .
(3) التجشّؤ تنفس المعدة .
( 100 )
طارت المائدة صعداء وهم ينظرون إليها حتى توارت عنهم فلم يأكل يومئذ منها زمن إلا صح ولا مريض إلا برء ولا فقير إلا استغنى ولم يزل غنيا حتى مات وندم الحواريون ومن لم يأكل منها وكانت إذا نزلت اجتمع الأغنياء والفقراء والصغار والكبار يتزاحمون عليها فلما رآى ذلك عيسى عليه السلام جعلها نوبة بينهم فلبثت أربعين صباحا تنزل ضحى فلا تزال منصوبة يؤكل منها حتى إذا فاء الفيء طارت صعداء وهم ينظرون في ظلها حتى توارت عنهم وكانت تنزل غبا يوما ويوما لا فأوحى الله تعالى إلى عيسى عليه السلام اجعل مائدتي للفقراء دون الأغنياء فعظم ذلك على الأغنياء حتى شكوا وشككوا الناس فيها فأوحى الله تعالى إلى عيسى إني شرطت على المكذبين شرطا إن من كفر بعد نزولها أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فقال عيسى عليه السلام إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم فمسخ منهم ثلثماة وثلاثة وثلاثون رجلا باتوا من ليلتهم على فرشهم مع نسائهم في ديارهم فأصبحوا خنازير يسعون في الطرقات والكناسات ويأكلون العذرة في الحشوش (1) فلما رأى الناس ذلك فزعوا إلى عيسى عليه السلام وبكوا وبكى على الممسوخين أهلوهم فعاشوا ثلاثة أيام ثم هلكوا قال وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام كانت المائدة تنزل عليهم فيجتمعون عليها ويأكلون منها ثم ترفع فقال كبراؤهم ومترفوهم لا ندع سفلتنا يأكلون منها فرفع الله المائدة ببغيهم ومسخوا قردة وخنازير .
والقمي اقتصر على ما نسبه إلى تفسير أهل البيت عليهم السلام مقطوعا والعياشي عن الباقر عليه السلام المائدة التي نزلت على بني إسرائيل كانت مدلاة (2) بسلاسل من ذهب عليها تسعة أخونة وتسعة أرغفة وفي رواية اخرى تسعة الوان أرغفة
وفي المجمع عن الكاظم عليه السلام إنهم مسخوا خنازير والعياشي مثله .
____________
(1) الحش بالفتح والتشديد والفتح اكثر من الضم والكسر المخرج وموضع الحاجة واصله من الحش البستان لانهم كانوا كثيرا ما يتغوطون في البساتين فلما اتخذوا الكنيف وجعلوها خلفا عنها اطلقوا عليها الاسم مجازا وجمع الحش حشان مثل ضيف وضيفان .
(2) ادليتها ارسلتها ، تدلى من الشجرة تعلق .