تفسير القرآن الكريم

والأزلام وجعلهما من عمل الشيطان والأمر باجتنابهما وجعله من الفلاح وبيان مفاسدهما في الدنيا والدين .
(إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر) لما يحصل فيهما من الشرور والفتن (ويصدكم) بالاشتغال بهما (عن ذكر الله وعن الصلاة) وإنما خص الخمر والميسر بإعادة الذكر تنبيها على أنهما المقصودان بالبيان وأن الأنصاب والأزلام مذكوران بالتبع للدلالة على أنهما مثلهما وأفرد الصلاة بالذكر مع أن الذكر يعمها للإشعار بتعظيمها وبأنها عماد الدين وبأن الصاد عنها كالصاد عن الإيمان (فهل أنتم منتهون) عنهما بعد بيان ما فيهما من الصوارف وهو أبلغ من فانتهوا .
(وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) عصيانهما (فإن توليتم) عن الطاعة (فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين) لا يضره توليكم وإنما يضركم .
(ليس على الذين ءامنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) من الحلال والمستلذات (إذا ما اتقوا) المحرم (وءامنوا وعملوا الصالحات) وثبتوا على الإيمان والعمل الصالح (ثم اتقوا وءامنوا) ثبتوا على التقوى والإيمان (ثم اتقوا) ثبتوا على اتقاء المعاصي (وأحسنوا) عملهم قيل لما نزل تحريم الخمر قالت الصحابة للنبي كيف إخواننا الذين ماتوا وهم يشربون الخمر ويأكلون الميسر فنزلت.
وقيل في الذين تعاهدوا على ترك الطيبات (والله يحب المحسنين) يثيبهم ويكرمهم .
(يا أيها الذين ءامنوا ليبلونكم الله) في حال إحرامكم (بشيء من الصيد تناله أيديكم) كالبيض والفراخ (ورماحكم) هو كبار الصيد (ليعلم الله من يخافه بالغيب) ليتميز من يخاف عقابه غائبا في الآخرة فيتجنب الصيد ممن لا يخافه فيقدم عليه (فمن اعتدى) فصاد (بعد ذلك) الابتلاء (فله عذاب أليم) مر في إبهامه تشديدا لحال الصيد .
(يا أيها الذين ءامنوا لا تقتلوا الصيد) المحلل وبعض المحرم كالثعلب والأرنب والضب واليربوع والقنفذ والقمل (وأنتم حرم) جمع حرام بمعنى محرم (ومن قتله منكم متعمدا) ذاكرا للإحرام والحرمة ومثله الناسي والمخطىء، ذكر المتعمد لنزولها فيه وهو أبو البشر قتل حمار وحش برمحه محرما (فجزاء مثل ما قتل) أي فعليه جزاء مماثل ما قتله (من النعم) صفة للجزاء أو تفسير المثل (يحكم به) أي بمثل ما قتل (ذوا عدل منكم) مسلمان عادلان فقيهان يعرفان المماثل في الخلقة وقرأ الباقر والصادق ذو عدل وفسراه بالإمام (هديا) حال من الهاء في به أو من جزاء (بالغ الكعبة) صفة هديا أو إضافة لفظية، قيل بلوغه الكعبة: ذبحه في الحرم والتصدق به، وعندنا ذبحه بفناء الكعبة في الجزورة والتصدق به فيها للمعتمر وبمنى كذلك للحاج (أو كفارة) عطف على جزاء (طعام مساكين) عطف بيان أو خبر محذوف أي يكفر بإطعام مساكين ما يساوي قيمة الهدي (أو عدل) أو مساوي (ذلك) الطعام (صياما) تمييز عدل فيصوم عن طعام كل مسكين يوما (ليذوق وبال أمره) أي فعليه كذا ليذوق ثقل جزاء فعله (عفا الله عما سلف) من قتل الصيد محرما أول مرة

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب