الساعة بغتة) فجأة حال أو مصدر (قالوا يا حسرتنا) احضري فهذا أو إنك
(على ما فرطنا فيها) في الدنيا أو في الساعة أو في شأنها (وهم يحملون
أوزارهم على ظهورهم) كما اعتيد حمل الأثقال على الظهور (ألا ساء ما يزرون)
بئس شيئا يحملونه حملهم .
(وما الحياة الدنيا) أي أعمالها (إلا لعب
ولهو) اشتغال بما لا يعقب نفعا (وللدار الآخرة خير للذين يتقون) المعاصي أو
الله وقرىء ولدار الآخرة (أفلا تعقلون) بالياء والتاء .
(قد نعلم إنه)
أي الشأن (ليحزنك الذي يقولون) كقولهم ساحر كذاب (فإنهم لا يكذبونك)
بقلوبهم أو بالحقيقة وقرىء لا يكذبونك من أكذبه أي وجده كاذبا أو نسبة إلى
الكذب كما عن علي والصادق (عليهما السلام) (ولكن الظالمين بآيات الله
يجحدون) وضع موضع ولكنهم إيذانا بأنهم ظلموا بجحودهم القرآن والباء لتضمن
الجحود معنى التكذيب .
(ولقد كذبت رسل من قبلك) تسلية له (صلى الله عليه
وآله وسلّم) (فصبروا على ما كذبوا وأوذوا) ما مصدرية (حتى أتاهم نصرنا)
فتأس بهم فاصبر حتى يأتيك نصرنا (ولا مبدل لكلمات الله) لمواعيده بنصر رسله
(ولقد جاءك من نبإى المرسلين) بعض قصصهم .
(وإن كان كبر) عظم (عليك
إعراضهم) عن دينك (فإن استطعت أن تبتغي نفقا) سربا (في الأرض أو سلما)
مصعدا (في السماء فتأتيهم بآية) فافعل أي إنك لا تستطيع ذلك ولو استطعت
لفعلت حرصا على إسلامهم (ولو شاء الله) جبرهم (لجمعهم على الهدى) بإلجاء
لكن لم يفعل لمنافاته الحكمة (فلا تكونن من الجاهلين) بذلك .
(إنما
يستجيب) إلى الإيمان (الذين يسمعون) وهؤلاء كالموتى لا يسمعون (والموتى
يبعثهم الله) من قبورهم (ثم إليه يرجعون) للجزاء فيستمعون حينئذ ولكن لا
ينفعهم .
(وقالوا لو لا) هلا (نزل عليه آية من ربه) غير هذه الآيات (قل
إن الله قادر على أن ينزل) بالتشديد والتخفيف (آية) يلجئهم إلى الإيمان أو
يهلكون بجحودها (ولكن أكثرهم لا يعلمون) أن إنزالها وبال أمرهم .
(وما
من) مزيدة (دابة) تدب (في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه) في الجو صفة لدفع
مجاز السرعة (إلا أمم أمثالكم) في كسب أرزاقها وآجالها وأحوالها والقادر
المدبر لذلك قادر على إنزال الآية (ما فرطنا) ما تركنا (في الكتاب من شيء)
في اللوح أو القرآن (ثم إلى ربهم يحشرون) فيقتص حتى للجماء من القرناء
.
(والذين كذبوا بآياتنا) القرآن وغيره (صم) عن سماع الآيات (وبكم) عن
النطق بالحق (في الظلمات) أي الكفر أو الجهل (ومن يشإ الله يضلله) يخذله
بسوء اختياره (ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم) يلطف به لأنه أهل اللطف
.
(قل أرأيتكم) أي أخبروني (إن أتاكم عذاب الله) في الدنيا (أو أتتكم
الساعة) وهو لها من تدعون.