تفسير القرآن الكريم

(ونعم النصير) لا يخذل من نصره .

(واعلموا أنما غنمتم) استفدتم (من شيء) وإن قل (فأن لله خمسه) خبر محذوف أو مبتدأ أي فالحكم، أو فواجب أن لله خمسه (وللرسول ولذي القربى) الإمام (واليتامى) يتامى الرسول (والمساكين) منهم (وابن السبيل) منهم (وإن كنتم ءامنتم بالله) جوابه محذوف دل عليه اعلموا أي فاعلموا حكمه في الخمس واعلموا به (وما أنزلنا على عبدنا) من الفتح والآيات (يوم الفرقان) يوم بدر إذ فرق فيه بين الحق والباطل (يوم التقى الجمعان) المسلمون والكفار (والله على كل شيء قدير) ومنه نصركم .
(إذ) بدل من يوم الفرقان (أنتم بالعدوة الدنيا) جانب الوادي الأدنى من المدينة (وهم) أي النفير (بالعدوة القصوى) جانبه الأبعد منها (والركب) العير بمكان (أسفل منكم ولو تواعدتم) أنتم والنفير للقتال ثم علمتم ضعفكم وقوتهم (لاختلفتم) أنتم (في الميعاد) رهبة منهم (ولكن) جمعكم بلا ميعاد (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) واجبا كونه وهو نصركم وقهركم (ليهلك من هلك عن بينة) من حجة واضحة قامت عليه وهي وقعة بدر أو غيرها (ويحيى من حي) بالفك والإدغام (عن بينة) يعلم الباقون أن الله نصره (وإن الله لسميع) للأقوال (عليم) بالعقائد والأعمال .
(إذ) اذكروا (يريكهم الله في منامك قليلا) أي يقللهم في عينك في نومك لتخبر أصحابك فيجترءوا عليهم (ولو أراكهم كثيرا لفشلتم) جبنتم (ولتنازعتم في الأمر) أمر القتال من الإقدام والإحجام (ولكن الله سلم) سلمكم من القتل والتنازع (إنه عليم بذات الصدور) بما يحدث في القلوب .
(وإذ يريكموهم) أيها المؤمنون (إذ التقيتم في أعينكم قليلا) أو سبعين أو مائة وهم نحو ألف لتثبتوا لهم (ويقللكم في أعينهم) ليجترئوا عليكم ولا يتهيئوا لكم (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) كرر لأن المراد بالأمر هناك الالتقاء على تلك الصفة وهنا إعزاز الإسلام وإذلال الشرك (وإلى الله ترجع الأمور).
(يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة) قابلتم جماعة كافرة (فاثبتوا) لقتالهم ولا تنهزموا (واذكروا الله كثيرا) مستعينين بذكره ودعائه على قتالهم (لعلكم تفلحون) تظفرون بالنصر والثواب .
(وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا) باختلاف كلمتكم (فتفشلوا) فتجبنوا جواب النهي (وتذهب ريحكم) دولتكم، استعير لها الريح لمشابهتها لها في نفاذ الأمر (واصبروا إن الله مع الصابرين) بالنصر والحفظ .
(ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم) أي قريش خرجوا من مكة لمنع غيرهم (بطرا ورئاء الناس) حالان أو مفعولان له، قيل بعث إليهم أبو سفيان ارجعوا فقد نجت عيركم فقال أبو جهل لا نرجع حتى نرد بدرا أو ننحر الجزور ونشرب الخمور وتعزف لنا القيان ويسمع بها الناس فوافوها ولقوا ما لقوا (ويصدون عن سبيل الله) عطف على بطر (والله بما يعملون محيط) علما فيجازيهم به .

اللاحق   السابق   فهرست  الكتاب