(والله عزيز) غالب لا يغلب (حكيم) في تدبيره .
(لو
لا كتاب) حكم (من الله سبق) وهو أنه لا يعذب بما لم ينه عنه صريحا وأنه
سيحل لكم الفداء (لمسكم) لأصابكم (فيما أخذتم) من الفداء (عذاب عظيم) من
باب إياك أعني .
(فكلوا مما غنمتم) من الغنائم قيل أمسكوا عنها فنزلت أو
من الفداء فإنه من الغنائم (حلالا) حال من ما أو أكلا حلالا كذا (طيبا
واتقوا الله إن الله غفور) لذنوبكم (رحيم) أباحكم ما غنمتم .
(يا أيها
النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى) وقرىء الأسارى (إن يعلم الله في قلوبكم
خيرا) إيمانا خالصا (يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) من الفداء (ويغفر لكم والله
غفور رحيم) نزلت في العباس وعقيل ونوفل .
(وإن يريدوا خيانتك) نقض العهد
(فقد خانوا الله) بالكفر (من قبل فأمكن منهم) يوم بدر بالقتل والأسر فيمكن
منهم إن خافوا (والله عليم) بنياتهم (حكيم) في صنعه بهم .
(إن الذين
ءامنوا وهاجروا) ديارهم (وجاهدوا بأموالهم) بالإنفاق (وأنفسهم) بالقتال (في
سبيل الله) وهم المهاجرون (والذين ءاووا) النبي والمهاجرين (ونصروا)
المذكورين على أعدائهم وهم الأنصار (أولئك بعضهم أولياء بعض) في النصرة أو
الميراث كان المهاجرون والأنصار يتوارثون بالهجرة دون الأقارب فنسخه وأولو
الأرحام بعضهم أولى ببعض (والذين ءامنوا ولم يهاجروا ما لكم من ولايتهم)
بفتح الواو وكسرها (من شيء) فلا توارث بينكم وبينهم (حتى يهاجروا وإن
استنصروكم في الدين فعليكم) فواجب عليكم (النصر) لهم على الكفار (إلا على
قوم بينكم وبينهم ميثاق) عهد فلا تنصروهم عليهم (والله بما تعملون
بصير).
(والذين كفروا بعضهم أولياء بعض) في النصرة أو الميراث ومفهومه
نفي الولاية بينهم وبين المؤمنين (إلا تفعلوه) أي تولى بعضكم بعضا أيها
المؤمنون وقطع الكفار (تكن) تحصل (فتنة في الأرض) قوة الكفر (وفساد كبير)
ضعف الإسلام .
(والذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين
ءاووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا) أي حق إيمانهم حقا وهم الكاملون في
الإيمان (لهم مغفرة ورزق كريم) في الجنة .
(والذين ءامنوا من بعد) أي
بعد السابقين بالإيمان والهجرة (وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) أيها
المهاجرون والأنصار (وأولوا الأرحام) ذوو القربات